تفسير سورة المائدة-03a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة المناقشة السابقة .
يعني كونهم ييئسون لا يعني ذلك أنه لابد أن يكون هو الواقع صح، كما يئس الشيطان أن يعبد في الجزيرة وعبد ، بعد هذا نقول اليأس الذي وقعت في قلوب الكفار لما رأوا الفتح العظيم وانتصار الإسلام قالوا خلاص ما الآن يمكن للعرب أن يرتدوا ، وهذا بناء على عقيدتهم والواقع خلاف ذلك .
الشيخ : قوله عز وجل: (( اليوم أكملت لكم دينكم )) أل هنا لأي عهد ؟
الطالب : للعهد الحضوري ،
الشيخ : العهد الحضوري ؟ أيش الحضوري ؟ ما عندنا اسم إشارة ؟
الشيخ : اليوم إشارة إلى اليوم الحاضر يعني اليوم الحاضر ، أي يوم هو ؟
الطالب : يوم عرفة
الشيخ : يوم عرفة ، أي يوم الأسبوع ؟
الطالب : يوم الجمعة ،
الشيخ : طيب أحسنت .
الشيخ : قوله تعالى: (( فمن اضطر غير باغ ولا عاد )) (( فمن اضطر )) قراءتان ؟ فيها قراءتان ما هما ؟
الطالب : ما أخذناها ،
الشيخ : الآن نأخذها: (( فمن اضطر )) بالكسر (( فمن اضطر )) بالضم ، يعني فيها قراءتان : (( فمن اضطر )) لمناسبة الضمة في الفعل (( اضطر )) قراءة الثانية: (( فمن اضطر )) على الأصل وهو كسر الساكن عند التقاء الساكنين ، (( فمن اضطر )) هذه واحدة ، الضم والكسر بالنون (( فمن اضطر )) و(( فمن اضطر )) النون مضمومة ومكسورة ، أي نعم التقاء الساكنين ، الهمزة همزة وصل ، وهمزة الوصل ساكنة أو المتحركة ؟ ساكنة ، لكن والأصل إذا التقى الساكنين يكسر نصبه ، هذا الأصل ، لكن هنا ضمت لمناسبة ضم التاء ، لأنه قد تكون أيسر في النطق (( فمن اضطر )) قد تكون أسهل على الإنسان من (( فمن اضطر )) .
الشيخ : ما المراد بالمخمصة ؟
الطالب : الجوع ،
الشيخ : نعم المخمصة الجوع .
الشيخ : في آية أخرى: (( فمن اضطر غير باغ ولا عاد )) هل بينهما تعارض ؟
الطالب : لا ما في تعارض ،
الشيخ : كيف ؟ طيب إذا (( غير باغ )) للميتة ، (( ولا عاد )) آكل أكثر من الضرورة ، لكن بعض العلماء فسر الباغي بالخارج على الإيمان ، والعادي الآثم بسفره ، فهل هذا تفسير صحيح ؟ ما ذكرت ؟ لا إله إلا الله ـ الظاهر أنتم تنسون .
في قوله تعالى: (( فمن اضطر في مخمصة )) أي مجاعة (( غير متجانف لإثم )) أي مائل إلى الإثم ، وذلك بأكله بدون الضرورة أو بالزيادة على الضرورة ، لكن (( غير باغ ولا عاد )) في آية أخرى ، فمنهم من قال: (( غير باغ ولا عاد )) تفسر آية المائدة وآية المائدة من آخر ما نزل، فيكون غير باغ لأكل الميتة ولا عاد آكل أكثر من ضرورة ، وهذا تفسير مطابق للآية ، وبعضهم قال: (( غير باغ )) البغاة هم الذي يخرجون على الإمام (( ولا عاد )) أي ولا عاص في سفرهم ، ولكن يقال أين هذا المعنى من الآية ؟ بعيد جدا ، ولهذا قالوا من كان عاصيا في سفره فإنه وإن اضطر وإن مات لا يأكل من الميتة، لأنهم اشترطوا أن يكون السفر مباحا ، والصحيح خلاف ذلك ، الصحيح أن القرآن يفسر بعضه بعضا ، وأن قوله: (( غير باغ ولا عاد )) تطابق قوله: (( في مخمصة غير متجانف لإثم )) تطابقها تماما . في الآية الكريمة قال: (( فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم )) فهل نأخذ من هذا حكما للمضطر إلى الميتة ؟ فمن اضطر فإن الله غفور رحيم ويش تفهم من الآية ؟ يعني من اضطر فإن الله غفور رحيم يعني فيغفر الله له ؟ لا يعاقبه الله ، لا يؤاخذه يعني أن الله يغفر له ويرحمه فغفر له الذنب بتناول هذا المحرم ورحمه بإباحته له . ذكرنا لكم على هذه الآية أو غيرها على أن ما تختم به الآية يؤخذ منه حكم أو ما ذكرنا ؟ ذكرناها ، ومن أمثلة هذه الآية ، من أمثلته في قطاع الطريق: (( إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم )) أي فهي تسقط عنهم ال ، وذكرنا لكم قصة عن أعرابي سمع قارئ يقرأ قوله تعالى: والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله غفور رحيم ، فقال الأعرابي للقارئ: أخطأت اقرأ ، فأعادها على ما قرأها أولا: نكالا من الله والله غفور رحيم، فقال أعدها ما هكذا ؟ فقال: (( نكالا من الله والله عزيز حكيم )) فقال: أصبت ، وجه ذلك لأنه عز وحكم فقطع ولو غفر ورحم ما قطع، وهذا صحيح هذا استنباط واضح ، طيب إذا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم غفر له ذنبه بأكله بل وأحل له ذلك برحمة الله . أخذنا فوائدها أظن ؟ نعم .
الشيخ : قوله عز وجل: (( اليوم أكملت لكم دينكم )) أل هنا لأي عهد ؟
الطالب : للعهد الحضوري ،
الشيخ : العهد الحضوري ؟ أيش الحضوري ؟ ما عندنا اسم إشارة ؟
الشيخ : اليوم إشارة إلى اليوم الحاضر يعني اليوم الحاضر ، أي يوم هو ؟
الطالب : يوم عرفة
الشيخ : يوم عرفة ، أي يوم الأسبوع ؟
الطالب : يوم الجمعة ،
الشيخ : طيب أحسنت .
الشيخ : قوله تعالى: (( فمن اضطر غير باغ ولا عاد )) (( فمن اضطر )) قراءتان ؟ فيها قراءتان ما هما ؟
الطالب : ما أخذناها ،
الشيخ : الآن نأخذها: (( فمن اضطر )) بالكسر (( فمن اضطر )) بالضم ، يعني فيها قراءتان : (( فمن اضطر )) لمناسبة الضمة في الفعل (( اضطر )) قراءة الثانية: (( فمن اضطر )) على الأصل وهو كسر الساكن عند التقاء الساكنين ، (( فمن اضطر )) هذه واحدة ، الضم والكسر بالنون (( فمن اضطر )) و(( فمن اضطر )) النون مضمومة ومكسورة ، أي نعم التقاء الساكنين ، الهمزة همزة وصل ، وهمزة الوصل ساكنة أو المتحركة ؟ ساكنة ، لكن والأصل إذا التقى الساكنين يكسر نصبه ، هذا الأصل ، لكن هنا ضمت لمناسبة ضم التاء ، لأنه قد تكون أيسر في النطق (( فمن اضطر )) قد تكون أسهل على الإنسان من (( فمن اضطر )) .
الشيخ : ما المراد بالمخمصة ؟
الطالب : الجوع ،
الشيخ : نعم المخمصة الجوع .
الشيخ : في آية أخرى: (( فمن اضطر غير باغ ولا عاد )) هل بينهما تعارض ؟
الطالب : لا ما في تعارض ،
الشيخ : كيف ؟ طيب إذا (( غير باغ )) للميتة ، (( ولا عاد )) آكل أكثر من الضرورة ، لكن بعض العلماء فسر الباغي بالخارج على الإيمان ، والعادي الآثم بسفره ، فهل هذا تفسير صحيح ؟ ما ذكرت ؟ لا إله إلا الله ـ الظاهر أنتم تنسون .
في قوله تعالى: (( فمن اضطر في مخمصة )) أي مجاعة (( غير متجانف لإثم )) أي مائل إلى الإثم ، وذلك بأكله بدون الضرورة أو بالزيادة على الضرورة ، لكن (( غير باغ ولا عاد )) في آية أخرى ، فمنهم من قال: (( غير باغ ولا عاد )) تفسر آية المائدة وآية المائدة من آخر ما نزل، فيكون غير باغ لأكل الميتة ولا عاد آكل أكثر من ضرورة ، وهذا تفسير مطابق للآية ، وبعضهم قال: (( غير باغ )) البغاة هم الذي يخرجون على الإمام (( ولا عاد )) أي ولا عاص في سفرهم ، ولكن يقال أين هذا المعنى من الآية ؟ بعيد جدا ، ولهذا قالوا من كان عاصيا في سفره فإنه وإن اضطر وإن مات لا يأكل من الميتة، لأنهم اشترطوا أن يكون السفر مباحا ، والصحيح خلاف ذلك ، الصحيح أن القرآن يفسر بعضه بعضا ، وأن قوله: (( غير باغ ولا عاد )) تطابق قوله: (( في مخمصة غير متجانف لإثم )) تطابقها تماما . في الآية الكريمة قال: (( فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم )) فهل نأخذ من هذا حكما للمضطر إلى الميتة ؟ فمن اضطر فإن الله غفور رحيم ويش تفهم من الآية ؟ يعني من اضطر فإن الله غفور رحيم يعني فيغفر الله له ؟ لا يعاقبه الله ، لا يؤاخذه يعني أن الله يغفر له ويرحمه فغفر له الذنب بتناول هذا المحرم ورحمه بإباحته له . ذكرنا لكم على هذه الآية أو غيرها على أن ما تختم به الآية يؤخذ منه حكم أو ما ذكرنا ؟ ذكرناها ، ومن أمثلة هذه الآية ، من أمثلته في قطاع الطريق: (( إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم )) أي فهي تسقط عنهم ال ، وذكرنا لكم قصة عن أعرابي سمع قارئ يقرأ قوله تعالى: والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله غفور رحيم ، فقال الأعرابي للقارئ: أخطأت اقرأ ، فأعادها على ما قرأها أولا: نكالا من الله والله غفور رحيم، فقال أعدها ما هكذا ؟ فقال: (( نكالا من الله والله عزيز حكيم )) فقال: أصبت ، وجه ذلك لأنه عز وحكم فقطع ولو غفر ورحم ما قطع، وهذا صحيح هذا استنباط واضح ، طيب إذا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم غفر له ذنبه بأكله بل وأحل له ذلك برحمة الله . أخذنا فوائدها أظن ؟ نعم .
تفسير قول الله تعالى : << يسئلونك ماذآ أحل لهم قل أحل لكم الطيبات و ما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا ممآ أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه واتقوا الله إن الله سريع الحساب >>
قال الله تعالى: (( يسألونك ماذا أحل لهم )) (( يسألونك )) الفاعل هم الصحابة ، والصحابة لا يسألون الرسول عليه الصلاة والسلام إلا عن شيء فيه منفعة لهم إما في الدين أو في الدنيا وأيضا هو مشكلة عليهم ، وقد ذكر الله في القرآن حوالي اثني عشر موضعا من سؤال الصحابة له ، فهل أجابهم الرسول ؟ الآية تدل على أنه لم يجبهم بدليل أن الله قال له: (( قل )) يعني في جوابهم (( أحل لكم الطيبات ... )) ، واعلم أن السؤال تارة يراد به سؤال المال وتارة يراد به الاستفهام، فإذا أريد به سؤال المال نصب مفعولين، وإذا أريد به استفهام نصب مفعولا واحدا ثم عدي إلى الثاني بعن، انتبه، فإذا أردت أن تسأل رجلا درهما تقول: أسألك درهما ، ومنه قول الله تعالى: ( من يسألني فأعطيه ) أي من يسألني شيئا ، فالمفعول الثاني محذوف لدلالة السياق عليه ، وإذا أردت أن تسأل عن ضالة ضاعت لك تقول: أسألك عن ضالتي ، وتقول: سألني فلان عن مسألة فلانية ، ويتعدى قلت لكم إلى المفعول الثاني بأيش ؟ بعن . فإن قال قائل: ما الجواب في قوله تعالى: (( سأل سائل بعذاب واقع )) ؟ قلنا الجواب عن ذلك مختلف فيه عند العلماء ، فمن قال: إن الفعل إذا تعدى إلى ما لا يتعدى به فإنه يضمن معنى يناسب الحرف الذي تعدى به ، ومنهم من قال: إن الحرف يفسر بالحرف المناسب للفعل ، أنتم فاهمين ذلك ؟ إذا تعدى إلى مفعوله بحرف جرت العادة أنه يتعدى به ، فالأمر واضح، لم تجري العادة أنه يتعدى به فهنا اختلف النحويون هل يفسر الحرف بما يناسب الفعل أو يفسر الفعل بما يناسب الحرف ، فهمتم ؟ نعم ، نشوف ، قال الله تعالى: (( عينا يشرب بها عباد الله )) (( يشرب بها عباد الله )) ما الذي يناسب (( يشرب )) ؟ منها، كما قال تعالى: (( فشربوا منه إلا قليلا منهم )) لكن جاءت الآية: (( يشرب بها )) على القول بأن الحرف يكون بمعنى الحرف المناسب للفعل ، نقول: الباء في قوله: (( يشرب بها )) بمعنى من ، وعلى القول الثاني نلتمس معنى يناسب الباء ، فـ(( يشرب)) الفعل الذي يناسب الباء أن نقول إن (( يشرب )) تضمن معنى يروى، وحينئذ يكون التقدير: عينا يروى بها عباد الله ، أفهمتم ؟ أيهما أبلغ ؟ الأول ، الثاني ، الثاني أبلغ ، لأن الري يستلزم الشرب ولا عكس ، وحينئذ يكون التجوز بالفعل لا بالحرف ، وهذا مذهب نحاة البصرة وهو الذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مقدمة التفسير . نرجع إلى الآية: (( سأل سائل بعذاب واقع )) من قال إن التجوز بالحرف يقول الباء هنا بمعنى عن ، ومن قال التجوز بالفعل قال سأل هنا ضمن بمعنى الجواب ، سأل سائل فأجيب بعذاب واقع ، وهذا أصح كما قلنا . الآية التي معنا (( يسألونك ماذا أحل لهم )) سؤال أيش ؟ مال أو علم ؟ علم ، (( ماذا أحل لهم )) ذا هنا بمعنى الذي ، قال ابن مالك رحمه الله: ومثل ذا بعد ما استفهام ، أي مثل صيغ العموم الموصولة ذا بعد ما استفهام أي بعد ما الاستفهامية، أي ما الذي أحل لهم ، والفاعل ونائب الفاعل يعود على ما ، والمحلل من ؟ الله . (( قل أحل لكم الطيبات )) أي احل لكم الأطعمة الطيبات، قال الله تعالى في وصف النبي صلى الله عليه وسلم: (( يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث )) ، ومعنى الآيتين ـ الله أعلم ـ أن كل ما أحله الله فهو طيب، وكلما حرمه فهو خبيث ، وليس كل خبيث يكون حراما بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف الثوم بأنها شجرة خبيثة ولم يحرمها . (( وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن )) يعني وأحل لكم ما صاده ما علمتم من الجوارح ، والجوارح جمع جارحة وهي الكاسبة ، (( مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله )) أي معلمين لهن، (( تعلمونهن مما علمكم الله )) ويحتمل أن يكون (( مكلبين )) أي جارحين يعني أن هذه الكواسب تجرح ما أمسكت ، (( تعلمونهن )) أي الجوارح (( مما علمكم الله )) أي في كيفية الصيد . (( فكلوا مما أمسكن عليكم )) كلوا يعني على وجه الإباحة والأمر هنا للإباحة (( مما أمسكن عليكم )) ومن هنا تبعيضية وليست بيانية ، (( وأمسكن عليكم )) أي مما أمسكن مضموما إليكم أو مما أمسكن عليكم يعني محملا عليكم ، أو ما أشبه ذلك على القول بتضمين الفعل ، وأما على القول بأن المجاز بالحرف تكون على بمعنى اللام أي مما أمسكن لكم . (( واذكروا اسم الله عليه )) اذكروا اسم الله عليه متى ؟ عند الأكل أو عند إرسال الجارحة ؟ كلاهما، الواقع أنه كلاهما ، السنة دلت على أنه يسمي إذا أرسل الجارحة ، والقرآن دل على أنه يسمي إذا أمسك وأراد أن يأكل يسمي ، فيكون التسمية على الأكل والتسمية على الإرسال . (( واتقوا الله إن الله سريع الحساب )) اتقوا الله أي اتخذوا وقاية من عذابه وذلك بفعل أوامره واجتناب نواهيه . (( إن الله سريع الحساب )) هذه الجملة خبرية مؤكدة بإن، والغرض منها التخويف من اجتناب التقوى، أن من لم يتق الله فإن الله تعالى سيحاسبكم على أعمالكم ، وهو سريع الحساب وهذا يتضمن سرعة التنفيذ من وجه وسرعة الوقت من وجه آخر ، أما سرعة الوقت فما أسرع الدنيا تمضي سريعا وإذا بالإنسان قد انتهى ، وأما سرعة التنفيذ فإن الله تعالى يحاسب الخلائق يوم القيمة على كثرتهم يحاسبهم في نصف يوم ، لقوله تعالى: (( أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا )) .
2 - تفسير قول الله تعالى : << يسئلونك ماذآ أحل لهم قل أحل لكم الطيبات و ما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا ممآ أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه واتقوا الله إن الله سريع الحساب >> أستمع حفظ
الفوائد المستنبطة من الآية الكريمة .
في الآية فوائد عديدة، منها: حرص الصحابة رضي الله عنهم على العلم ، لقوله: (( يسألونك ماذا أحل لكم )) . ومن هنا نعرف أن ما لم يسأل الصحابة عنه مما يرد السؤال عنه في عصرنا من أمور الغيب ، فالسؤال عنه بدعة، لأننا نعلم أنه لو كان هناك خير في العلم به لألهم الله الصحابة يسألوا عنه حتى يتبين الأمر . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن الإحلال والتحريم ليس إلى العباد بل إلى عباد الله ، بل حذرنا الله عز وجل من أن نحلل أو نحرم من أهوائنا فقال: (( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب )) . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يستقل بالتحليل أو التحريم، وجهه يا أخ ؟ أن الرسول لم يجب ولكن الله تعالى أجابهم ، وقد صرح بذلك النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، حيث قال للصحابة: ( من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربن مساجدنا ) فذهب الصحابة يقولون: حرمت ، حرمت ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال لهم: ( إنه ليس بي تحريم ما أحل الله ولكني أكره ريحها ) .
هل يراد بالوثن الأصنام أم هو أعم من ذلك ؟
السائل : هل يراد بالوثن الأصنام فقط أو هو أعم من ذلك ؟
الشيخ : المراد بها ما نصم .
الشيخ : المراد بها ما نصم .
سؤال غير واضح.
الشيخ : هذا إذا لم يذبحه لنفس القبر فإنه حلال لكن فعلهم نوع من الشرك .
الشيخ : لا ، لا ما ذبحوها عليه ، ذبحوها لله عز وجل لكن اعتقدوا أن هذا المكان أفضل .
الشيخ : ما جاء ، الفوائد ما انتهت .
الشيخ : لا ، لا ما ذبحوها عليه ، ذبحوها لله عز وجل لكن اعتقدوا أن هذا المكان أفضل .
الشيخ : ما جاء ، الفوائد ما انتهت .
سؤال غير واضح.
الشيخ : ما يقال ، بل يشرع له أن يحمد الله ، إن الله ليرضى عن العبد ...
الشيخ : نقول إذا لم تستطع شيئا فدعه وحاوله إلى ما تستطيع .
الشيخ : نقول إذا لم تستطع شيئا فدعه وحاوله إلى ما تستطيع .
سؤال غير واضح.
الشيخ : نقول إذا لم تستطع شيئا فدعه وحاوله إلى ما تستطيع .
الشيخ : مثل أن تقول خاتم من حديد وما أشبه ذلك .
الشيخ : مثل أن تقول خاتم من حديد وما أشبه ذلك .
هل يفهم من قوله تعالى " ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث " أن كل خبيث محرم ؟غير واضح
السائل : هل يفهم من قوله تعالى: (( ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث )) أن كل خبيث محرم ؟
الشيخ : لا، هذا ما يستقيم ، لأن الصحابة إنما قالوا حرمت حيث حرم من أكلها أن يحضر مصلى ، ما يتعين بوصفها بالخبث .
الشيخ : ما هو مستقيم ، أبدا ما هو مستقيم ، وهذا هو الذي جعلنا نقول هذا: بأن كل محرم فهو خبيث وليس كل خبيث محرما .
الشيخ : لا، هذا ما يستقيم ، لأن الصحابة إنما قالوا حرمت حيث حرم من أكلها أن يحضر مصلى ، ما يتعين بوصفها بالخبث .
الشيخ : ما هو مستقيم ، أبدا ما هو مستقيم ، وهذا هو الذي جعلنا نقول هذا: بأن كل محرم فهو خبيث وليس كل خبيث محرما .
8 - هل يفهم من قوله تعالى " ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث " أن كل خبيث محرم ؟غير واضح أستمع حفظ
سؤال غير واضح.
الشيخ : يؤكل، لأنه قال: (( إلا ما ذكيتم )) يؤكل نستمر .
تتمة الفوائد المستنبطة من الآية الكريمة .
من فوائد الآية الكريمة: أن كل ما أحله الله فهو طيب ، نافع للبدن ونافع للقلب ونافع للفرد ونافع للمجتمع ، لقوله: (( أحل لكم الطيبات )) . نأخذ بالمفهوم أن كل ما حرمه الله فهو خبيث . ومن فوائد الآية الكريمة: إحلال ما اقتنصته الجوارح ، فما هي الجوارح ؟ هل كل جارح يمكن أن يؤكل لحمه أي يؤكل ما صاده ؟ نقول نعم كل جارح ، لكن بشرط أن يكون معلما ، وأكثر ما ي التعليم الكلاب وهذه للظواهر ثم الصقور وهذه للطائر ، فإذا كان من الكلاب فلابد أن يسترسل إذا أرسل وينزجر إذا زجر ، وإذا أمسك لم يأكل ، كم شرط ؟ ثلاثة ، يسترسل إذا أرسل مثلا إذا رأيت صيدا وأرسلته استرسل ، ينزجر إذا رجز يعني إذا زجرته ليقف وقف ، لأنه لو تجاوز وأنت أمرته أن يقف فمعناه أنه صاد لنفسه ، الثالث: إذا أمسك لم يأكل فإن أكل فهو يدل على أنه أمسك لنفسه .أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، أظن آخر ما أخذنا الفوائد ؟ من أين ؟ من فوائد هذه الآية الكريمة: أن من الحيوان ما يقبل التعليم ، لقوله: (( وما علمتم من الجوارح )) . ومن فوائدها أيضا: فضيلة العلم ، لأن الله تعالى فرق بين ما ليس بمعلم وما كان معلما ، فأحل الثاني ولم يحل الأول، وهذا يدل على فضل التعليم حتى في الحيوانات . ومن فوائد الآية الكريمة: وجوب تسمية الله تعالى عند إرسال الجارح ، لقوله: (( واذكروا اسم الله عليه )) وهذا على أحد الاحتمالات بالآية ، لأن هناك احتمالا آخر وهو أن المعنى اذكروا اسم الله عند أكله، ومعنى ثالث وهو اذكروا اسم الله عليه إذا أدركتموه حيا قبل أن يقتله الجارح، وكل هذه محتملة في الآية فتحمل عليها جميعا . ومن فوائد الآية الكريمة: بركة ذكر اسم الله ، وشواهد هذا كثيرا منها: حل الذبيحة ، حل الصيد ، تمام طهارة الوضوء ، أن البركة تنزل في الطعام ، أن الحمل يوقى إساءة الجن والشياطين ، المهم أن بركة اسم الله تعالى كثيرة ، لها شواهد كثيرة . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن ظاهرها إباحة ما صاده الجارح سواء جرح أم لم يجرح ، وهذا مبني على أن المراد بالجوارح الكواسب ، أما إذا قلنا إن الجوارح جمع جارح وهو الذي يجرح الشيء فحينئذ لابد من أن ينهر الدم، ويتبين ذلك بالمثال، مثلا لو جاء الكلب لو جاء بالصيد مخنوقا ليس فيه أي جرح ولم يخرج منه أي دم فهل يباح أو لا ؟ إن قلنا إن المراد بالجوارح الكواسب فهو مباح وإذا قلنا المراد بالجوارح الجارحات التي يجرحن الجلد ويخرج منه الدم فإنه لا يباح ، والمسألة فيها خلاف بين العلماء ، منهم من يقول: إنه يشترط أن يجرح الكلب وإن لم يجرح فلا يحل ، واستدل هؤلاء بعموم قوله عليه الصلاة والسلام : ( ما أنحر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوا ) ، ومنهم من قال: أن الجوارح هن الكواسب وأن كل ما أمسكنهن على صاحبهن فإنه حلال سواء جرح أم لم يجرح ، ولاشك أن الاحتياط تركه لكن التحريم فيه نظر يعني الاحتياط إذا جاء الكلب لك بصيد لم يجرح أن تتركه لكن كوننا نجزم التحريم لا نجزم بها لعموم : (( كلوا ما أمسكن عليكم )) . ومن فوائد الآية الكريمة: قطع ما يوجب الإعجاب بالنفس ، لأن قوله: (( تعلمونهن )) فيه إسناد التعليم إلى البشر، فقد يزهى الإنسان بنفسه ويغتر ويعجب فلهذا قال الله تعالى: (( مما علمكم الله )) إشارة إلى أن علمك الذي تعلمه إياهن أين مصدره ؟ عند الله عزوجل (( مما علمكم الله )) . ومن فوائد الآية الكريمة: أن العلم لا يختص بالعلوم الشرعية ، بل علم كل شيء بحسبه ، فالعلم هنا ليس هو العلم بالأحكام الشرعية وهذا واجب وهذا حرام وما أشبه ذلك ، لكنه علم بتعليم الجوارح كيف يصدن ، فيكون فيه دليل على أن العلم يختص بما يقتضيه السياق وكل شيء بحسبه . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: سعة رحمة الله عز وجل ، حيث أباح لنا ما ذكيناه بأيدينا وما ذكيناه بواسطة ، بواسطة أي واسطة الجوارح ، وهذا لاشك أنه من توسيع الله لنا في الرزق . ومن فوائد الآية الكريمة: أن المشقة تجلب التيسير ، لأنه لما كان يشق على الإنسان أن يصطاد الصيد بنفسه في كل وقت وحين ربما يكون مثلا في جبال في سهول في أودية لا يستطيع أن يصيد بنفسه رخص له أن يصيد بجارح ، فهذا من توسعة الله سبحانه وتعالى على عباده في أسباب الرزق . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: وجوب ذكر اسم الله تعالى ومنه عند إرسال الصيد ، فإن نسي فإنها لا تحل ، لعموم قوله تعالى: (( ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه )) ولأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل ذكر اسم الله شرطا والشرط لا يثبت بالسهو ، وهذا هو القول الراجح الذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ، وهو مقتضى الأدلة ، وقال بعض العلماء إنها أي التسمية تسقط بالسهو لعموم قوله تعالى: (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) فقال الله: قد فعلت ، لكننا نقول إن هذا الذي لم يذكر اسم الله على الصيد أو على الذبيحة هو معذور لاشك ولا يؤاخذ ولو تعمد ترك التسمية وذبح أو صاد كان بذلك آثما لأنه إضاعة المال ونوع من الاستهزاء بآيات الله، فهو هذا الذي نسي لا يؤاخذ لكن النظر الآن ليس في الذابح أو الصائد ، النظر الآن في الآكل ، نقول لمن أراد أن يأكل من هذا الصيد الذي لم يذكر اسم الله عليه، هذا الصيد لم يذكر اسم الله عليه وقد نهيت أن تأكل ، فإن أكل ناسيا ؟ فلا شيء عليه ، لأن المسألة هنا لها جهتان: جهة الصائد والذابح وجهة الآكل ، وكلاهما لا يؤاخذ بنسيان ، لكن إذا كان الذابح أو الصائد ناسيا فإنه لا يؤاخذ ثم يتوجه المنع إلى من ؟ إلى الآكل ويقال له لا تأكل مما لم يذكر اسم الله عليه ، وزعم من زعم أن المراد مما لم يذكر اسم الله عليه الميتة زعم خاطئ ، لأن الله تعالى ذكر تحريم الميتة صريحا فقال: (( حرمت عليكم الميتة )) ولو أراد الله تعالى ذلك لقال: ولا تأكلوا الميتة ، وعلى هذا فما اختاره شيخ الإسلام رحمه الله هو القول الحق ، لكن ذكر ابن جرير في تفسير أن الإجماع منعقد على أن متروكة التسمية نسيانا حلال، وتعقبه ابن كثير رحمه الله وقال: إن ابن جرير ممن لا يعتد بقول الواحد والاثنين في نقل الإجماع ، وهو خلاف ما عليه العلماء والصواب الإجماع أن لا يوجد مخالف فإن وجد مخالف ولو واحدا من الفقهاء المجتهدين فلا إجماع . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: وجوب تقوى الله عز وجل ، لقوله: (( واتقوا الله )) . ومن فوائدها: الإشارة إلى أن من أكل مالا يحلله الله فهو غير متق لله . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إثبات الحساب ، لقول الله تعالى: (( إن الله سريع الحساب )) . ومنها أيضا: أن الله تعالى سريع الحساب، ومن ذلك ما ذكرناه في التفسير أن المراد به سرعة لقاء الله عز وجل وذلك بالموت ، وسرعة فصل الله تعالى بين العباد وذلك يوم القيمة فإن الله يفصل بين الناس ويحاسبهم في نصف يوم بدليل قوله تعالى: (( أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا )) . فإن قال قائل: سرعة الحساب من صفات الله الذاتية أو الفعلية ؟ قلنا هي الفعلية لأن المحاسبة فعل يتعلق بمشيئته ، وعلى هذا فيكون فيه إثبات الصفات الفعلية .
تفسير قول الله تعالى : << اليوم أحل لكم الطيبات و طعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم و طعامكم حل لهم و المحصنات من المؤمنات و المحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذآ ءاتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين و لامتخذي أخدان ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله و هو في الآخرة من الخاسرين >>.
ثم قال الله تعالى: (( اليوم أحل لكم الطيبات )) اليوم يحتمل المراد بذلك ما قبل هذا اليوم ما سوى الزمن الماضي ، أو اليوم الحاضر الذي هو اليوم المعين . (( أحل لكم الطيبات )) من أحلها ؟ أحلها الله عز وجل ، فحذف الفاعل للعلم به كما في قوله: (( خلق الإنسان ضعيفا )) فالخالق هو الله عز وجل وهو معلوم والمحلل والمحرم وهو معلوم ، ولذلك حذف الفاعل في الخلق وهو أمر كوني وفي الشرع وهو في الحلال والحرام ، وعلى هذا فمن كان معلوما بالتحليل أو التحريم أو الإيجاد والإعدام فلا حرج أن يحذف ويبنى الفاعل أو يبنى الفعل بما لم يسم فاعله . (( اليوم أحل لكم )) أي أحل الله الطيبات ، والطيبات هي ضد الخبيث ، قال الله تعالى: (( قل لا يستوي الخبيث والطيب )) فما هو ميزان الطيب ؟ أو هو في ذوق كل إنسان أم في عادة الناس أم ماذا ؟ نقول المرجع في ذلك ما جاءته الشريعة، فما أحلته الشريعة فهو طيب وما حرمت فهو خبيث . فإن قال قائل: ما الأصل ؟ أخ ما هو الأصل في الأطعمة ؟ الحل ، ما الدليل ؟ (( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا )) طيب إذا الأصل حل فإذا ادعى مدعي هذا الشيء حرام من طير أو غيره قلنا له: ما الدليل على ذلك ؟ وما أحله الله فهو طيب لاشك . (( وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم )) (( طعام الذين أوتوا الكتاب )) يعني اليهود والنصارى ، وليس المراد كلما يطعمون من حب وثمر ، لا، المراد كلما يطعمون من لحم ، ثم أيضا ليس المراد كلما يطعمون من لحم إذا كان لا تشترط له الذكاة لأن ما لا تشترط له الذكاة حلال بدون فعل ، والحبوب والثمار حلال بدون فعل فليس من طعامهم الخاص ولا يمكن أن الله تعالى يقول: (( طعام الذين أوتوا الكتاب )) والمراد به هذا الطعام الذي لكل أحد ، فمثلا لو كان أهل الكتاب لا يأكلون إلا الشعير فهل حل الشعير لنا مأخوذ من آية هذه ؟ لا ، لأن هذا ليس من خصائصهم ولم يكن إحلاله متوقفا على فعلهم ، ما الذي يتوقف الإحلال على فعلهم ؟ هي الذبائح ، ولهذا فسر ابن عباس رضي الله عنهما فسر طعامهم بذبائحهم ، وعليه فيكون المراد بـ(( طعام الذين أوتوا الكتاب )) هو ذبائحهم وهم اليهود والنصارى ، وظاهر الآية الكريمة أنه لا فرق بين أن يكونوا قد بدلوا و حرفوا أو التزموا بشرائعهم للعموم ولأن هذه الآية في نفس السورة التي حكى الله عنهم أنهم يقولون إن الله ثالث ثلاثة . (( وطعامكم )) أي ما ذبحتموه (( حل لهم )) فهنا فالأطعمة ثلاثة أنواع: طعام لا يتوقف حله على فعل آدمي فهذا حل للجميع ، حلال يتوقف على ذبح الإنسان فإن ذبحناه فهو حلال لهو وإن ذبحوه فهو حلال لنا . (( والمحصنات)) يعني وأحل لكم المحصنات، فعليه فتكون معطوفة قوله: (( الطيبات )) (( والمحصنات من المؤمنات )) المحصنات من المؤمنات هن الحرائر، حلال لنا ، ويحتمل أن يكون المراد بذلك العفيفات ، فأما الأول فيؤيده قول الله تبارك وتعالى: (( ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمما ملكت أيمانكم )) فإن المراد بالمحصنات هنا الحرائر بلا إشكال، أما الثاني أن المراد به العفيفات فيؤيده قوله تعالى: (( إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة )) وقوله: (( والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء )) فالمراد بهن العفيفات عن الزنا، ولكن الذي يبدوا أن المراد بالمحسنات هنا الحرائر ، الآية محتملة ليس فيها ما يدل على هذا ولا على هذا، (( المحصنات من المؤمنات )) يعني الحرائر ، وأما المملوكات فلا يحل للإنسان أن يتزوجهن إلا بشروط سبقت في سورة النساء . (( والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم )) المحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ، أيش المحصنات ؟ الحرائر أو العفيفات على الخلاف . (( من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم )) لكن بشرط (( إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان )) اشترط الله تعالى لحل المحصنات من المؤمنات ومن الذين أوتوا الكتاب اشترط إيتاء الأجور وهي المهور التي تبذل عوضا عن استمتاع بالمرأة ، ولهذا سماها الله تعالى أجرا لأن الأجر ما يؤخذ بمقابلة عوض
اضيفت في - 2007-08-13