تفسير سورة المائدة-05b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة الفوائد المستنبطة من الآية الكريمة .
فإذا تيمم لقراءة القرآن يصلي به النافلة ؟ لا ، لأيش ؟ لأنه تطهر ، وإذا تيمم للنافلة به الفريضة ، وإذا تيمم للصلاة وخرج به وقتها يصلي به الأخرى مادام لم ينتقض الوضوء ، وهلم جرا، وإذا تيمم عن الجنابة أول مرة كفاه فلا يتيمم بعد ذلك إلا عن حدث الأصغر فقط ، لماذا ؟ لأنه حين تيمم للجنابة تطهر منها وارتفعت الجنابة فلا حاجة أن نقول أعد التيمم للجنابة كلما دخل وقت الصلاة ، نقول لا ، انتهى ، لأن الله سمى ذلك أيش ؟ تطهيرا ، والنبي صلى الله عليه وسلم سمى الأرض طهورا .
الشيخ : بقي أن يقال: هل إذا قلنا إنه مطهر ؟ هل هو مطهر طهارة مقيدة بوجود الماء أو طهارة مطلقة بمعنى أنه لو وجد الماء فهو على طهارته فلا يجب عليه استعمال الماء ؟
الطالب : الأول ؟
الشيخ : طيب الأول ، وعلى هذا فإذا تيمم للجنابة ثم وجد الماء وجب عليه الغسل، أليس قد طهر من الجنابة ؟ بلى ، إذا لماذا توجبون عليه الغسل وقد طهر من جنابته ؟ نقول: لنا دليل في هذا ، الدليل قصة الرجل الذي رآه النبي صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الفجر أظن أو إحدى الصلوات ، فقال: ما منعك أن تصلي معنا ؟ قال: أصابتني جنابة ولا ماء ، قال: ( عليك بالصعيد فإنه يكفيك ) ثم جاء الماء بعد ذلك فأمره أن يغتسل مع أنه تيمم وصلى فأمره أن يغتسل، هذه واحدة ، الدليل الثاني: ( الصعيد الطيب وضوء المسلم وإن لم يجد الماء عشر سنين فإذا وجد الماء فليتق الله وليمسه بشرته ) إذا عندنا دليلان من سنة وقال شيخ الإسلام رحمه الله إن الإجماع منعقد على ذلك يعني أن العلماء أجمعوا بأن من تيمم لعدم الماء ثم وجد الماء فلابد أن يتطهر به ، حينئذ تكون القاعدة بأنه مطهر فيها شيء من الاستثناء ، ولكن هذا الاستثناء دل عليه النص والإجماع ، ومعلوم أننا لا نقدم على النص شيئا ، لأننا قلنا إنه مطهر بالنص ، فإذا وجد الماء قلنا يلزمك استعماله فإنما قلنا ذلك بالنص، ونحن لا محيد لنا عما دل عليه الكتاب والسنة . رجل تيمم لعدم الماء لصلاة الفجر وبقي إلى العشاء أيعيد التيمم عند كل صلاة ؟ إن قلتم لا أخطأتم وإن قلتم نعم أخطأتم ، ينبني على الخلاف ما أحد ينكر ، نقول ينبني على الخلاف ، إذا قلنا إنه مطهر فلا يعيد ، يصلي بتيمم الفجر صلاة العشاء ، وإذا قلنا إنه غير مطهر يعيد التيمم، كلما خرج وقت الصلاة بطل التيمم ، وعليه فإذا أراد أن يصلي صلاة الضحى بتيمم صلاة الفجر ؟ على القول بأنه مبيح لا رافع لابد أن يتيمم ثانيا لذلك .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن الإنسان لو تيمم وليس خفين ثم وجد الماء فهل يمسح عليهما ؟
الشيخ : ما أسرع إجابتكم بدون تأمل وبدون ترون أيش ؟ يا إخواني الآن قلنا إن القول الراجح أن التيمم مطهر ، توافقون على هذا ؟
الطالب : نعم ،
الشيخ : طيب هذا لبس الخفين على الطهارة ؟ بس لا بد يتوضأ ما يكفي هذا ، لابد يتوضأ هذا حكم منكم ، لكن نقول: التيمم لا يتعلق به طهارة القدم ، القدم ما له دخل في التيمم أليس كذلك ؟ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للمغيرة: ( دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين ) فدل هذا على أنه لا يمسح على الخف إلا في طهارة تشمل القدمين، وهذا الجواب جوابكم صحيح لكنه ما أدري عن علم أو غير علم لكن هذا التعليل ، التعليل أن القدم لا تتعلق به طهارة التيمم، وحديث المغيرة يقول: ( أدخلتهما طاهرتين ) . إذا إذا كان الإنسان في البر وليس عنده ماء ولبس الخفين على غير طهارة وجاء وقت الصلاة وتيمم نقول له اخلع الخفين ؟ لا ، لأيش ؟ لأنه لا تتعلق الأقدام بالتيمم ، إذا يبقى لابس الخفين لو يبقى عشر سنوات وهو طهارته تيمم فإنه لا حرج عليه . من فوائد هذه الآية الكريمة: إثبات الحكمة في شرع الله ، التعليل (( وليتم نعمته عليكم )) وهذا الذي دل عليه الكتاب والسنة من وجوه لا تحصى أن الله سبحانه وتعالى حكيم في كل ما يفعل وفي كل ما يشاء . ويتفرع على هذه الفائدة: الاستسلام لقضاء الله الشرعي والكوني، مادمت تعتقد أن هذا الحكم مبني على الحكمة سوف تستسلم وتقول مادام لحكمة فإننا راضون ، وكذلك لحكم الله الكوني إذا أراد الله الج ...، أراد الله الفقر ، المرض ، كثرة الموت فإننا نعلم أن هذا لحكمة ليس عبثا ولا لمجرد مشيئة بل هو لحكمة ، وحينئذ نستسلم لقضاء الكوني والقضاء الشرعي . من أهل البدع من نفى الحكمة وقالوا إن الله تعالى لا يفعل لحكمة ولا يشرع لحكمة إنما هو مجرد مشيئة، ويأتي بشبهات منها حديث عائشة: ( كنا نصيب ذلك ـ يعني الحيض ـ فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة ) ولكن قال إن الأمر الشرعي عند المؤمنين أيش هو ؟ حكمة يعني مجرد أن نعرف أن الله شرعه فأنا أؤمن بأنه لحكمة، وعائشة رضي الله عنها فوضت الحكمة إلى الله عزوجل لأن هذا ما يؤمرنا به وكفى بذلك الحكمة . ومن فوائد الآية الكريمة: أن الطهارة بأقسامها من الغسل والوضوء والتيمم نعمة من الله تعالى على العباد ، لقوله: (( وليتم نعمته عليكم )) ولاشك أنها نعمة ، ومن رأى فضائل الوضوء وما يكفر من الذنوب عرف نعمة الله عزوجل بهذا ، وكذلك الغسل من الجنابة ولاسيما في أيام الشتاء وفي أيام المشقة . جاء وقت السؤال ؟ نعم
الشيخ : بقي أن يقال: هل إذا قلنا إنه مطهر ؟ هل هو مطهر طهارة مقيدة بوجود الماء أو طهارة مطلقة بمعنى أنه لو وجد الماء فهو على طهارته فلا يجب عليه استعمال الماء ؟
الطالب : الأول ؟
الشيخ : طيب الأول ، وعلى هذا فإذا تيمم للجنابة ثم وجد الماء وجب عليه الغسل، أليس قد طهر من الجنابة ؟ بلى ، إذا لماذا توجبون عليه الغسل وقد طهر من جنابته ؟ نقول: لنا دليل في هذا ، الدليل قصة الرجل الذي رآه النبي صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الفجر أظن أو إحدى الصلوات ، فقال: ما منعك أن تصلي معنا ؟ قال: أصابتني جنابة ولا ماء ، قال: ( عليك بالصعيد فإنه يكفيك ) ثم جاء الماء بعد ذلك فأمره أن يغتسل مع أنه تيمم وصلى فأمره أن يغتسل، هذه واحدة ، الدليل الثاني: ( الصعيد الطيب وضوء المسلم وإن لم يجد الماء عشر سنين فإذا وجد الماء فليتق الله وليمسه بشرته ) إذا عندنا دليلان من سنة وقال شيخ الإسلام رحمه الله إن الإجماع منعقد على ذلك يعني أن العلماء أجمعوا بأن من تيمم لعدم الماء ثم وجد الماء فلابد أن يتطهر به ، حينئذ تكون القاعدة بأنه مطهر فيها شيء من الاستثناء ، ولكن هذا الاستثناء دل عليه النص والإجماع ، ومعلوم أننا لا نقدم على النص شيئا ، لأننا قلنا إنه مطهر بالنص ، فإذا وجد الماء قلنا يلزمك استعماله فإنما قلنا ذلك بالنص، ونحن لا محيد لنا عما دل عليه الكتاب والسنة . رجل تيمم لعدم الماء لصلاة الفجر وبقي إلى العشاء أيعيد التيمم عند كل صلاة ؟ إن قلتم لا أخطأتم وإن قلتم نعم أخطأتم ، ينبني على الخلاف ما أحد ينكر ، نقول ينبني على الخلاف ، إذا قلنا إنه مطهر فلا يعيد ، يصلي بتيمم الفجر صلاة العشاء ، وإذا قلنا إنه غير مطهر يعيد التيمم، كلما خرج وقت الصلاة بطل التيمم ، وعليه فإذا أراد أن يصلي صلاة الضحى بتيمم صلاة الفجر ؟ على القول بأنه مبيح لا رافع لابد أن يتيمم ثانيا لذلك .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن الإنسان لو تيمم وليس خفين ثم وجد الماء فهل يمسح عليهما ؟
الشيخ : ما أسرع إجابتكم بدون تأمل وبدون ترون أيش ؟ يا إخواني الآن قلنا إن القول الراجح أن التيمم مطهر ، توافقون على هذا ؟
الطالب : نعم ،
الشيخ : طيب هذا لبس الخفين على الطهارة ؟ بس لا بد يتوضأ ما يكفي هذا ، لابد يتوضأ هذا حكم منكم ، لكن نقول: التيمم لا يتعلق به طهارة القدم ، القدم ما له دخل في التيمم أليس كذلك ؟ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للمغيرة: ( دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين ) فدل هذا على أنه لا يمسح على الخف إلا في طهارة تشمل القدمين، وهذا الجواب جوابكم صحيح لكنه ما أدري عن علم أو غير علم لكن هذا التعليل ، التعليل أن القدم لا تتعلق به طهارة التيمم، وحديث المغيرة يقول: ( أدخلتهما طاهرتين ) . إذا إذا كان الإنسان في البر وليس عنده ماء ولبس الخفين على غير طهارة وجاء وقت الصلاة وتيمم نقول له اخلع الخفين ؟ لا ، لأيش ؟ لأنه لا تتعلق الأقدام بالتيمم ، إذا يبقى لابس الخفين لو يبقى عشر سنوات وهو طهارته تيمم فإنه لا حرج عليه . من فوائد هذه الآية الكريمة: إثبات الحكمة في شرع الله ، التعليل (( وليتم نعمته عليكم )) وهذا الذي دل عليه الكتاب والسنة من وجوه لا تحصى أن الله سبحانه وتعالى حكيم في كل ما يفعل وفي كل ما يشاء . ويتفرع على هذه الفائدة: الاستسلام لقضاء الله الشرعي والكوني، مادمت تعتقد أن هذا الحكم مبني على الحكمة سوف تستسلم وتقول مادام لحكمة فإننا راضون ، وكذلك لحكم الله الكوني إذا أراد الله الج ...، أراد الله الفقر ، المرض ، كثرة الموت فإننا نعلم أن هذا لحكمة ليس عبثا ولا لمجرد مشيئة بل هو لحكمة ، وحينئذ نستسلم لقضاء الكوني والقضاء الشرعي . من أهل البدع من نفى الحكمة وقالوا إن الله تعالى لا يفعل لحكمة ولا يشرع لحكمة إنما هو مجرد مشيئة، ويأتي بشبهات منها حديث عائشة: ( كنا نصيب ذلك ـ يعني الحيض ـ فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة ) ولكن قال إن الأمر الشرعي عند المؤمنين أيش هو ؟ حكمة يعني مجرد أن نعرف أن الله شرعه فأنا أؤمن بأنه لحكمة، وعائشة رضي الله عنها فوضت الحكمة إلى الله عزوجل لأن هذا ما يؤمرنا به وكفى بذلك الحكمة . ومن فوائد الآية الكريمة: أن الطهارة بأقسامها من الغسل والوضوء والتيمم نعمة من الله تعالى على العباد ، لقوله: (( وليتم نعمته عليكم )) ولاشك أنها نعمة ، ومن رأى فضائل الوضوء وما يكفر من الذنوب عرف نعمة الله عزوجل بهذا ، وكذلك الغسل من الجنابة ولاسيما في أيام الشتاء وفي أيام المشقة . جاء وقت السؤال ؟ نعم
هل المسلم مطالب إذا لم يكن لديه ماء لتيمم بالبحث عن التيمم حتى وإن لم يكن حوله ماء ؟
السائل : هل المسلم مطالب ـ إذا لم يكن لديه ماء للوضوء ـ بالبحث عن التيمم حتى وإن لم يكن حوله ماء ؟
الشيخ : لا، أجاز التيمم إلا لم يجد ماء ، إذا كنت تعرف أنه ما حولي ماء ، هذا عبث هل يوجب الله تعالى على الإنسان وقال ابحث عن الماء وأنا أعلم ما عندي ماء ؟ أبدا ، هذا مناف لحكمة ومناف لشرع الله تعالى .
الشيخ : لا، أجاز التيمم إلا لم يجد ماء ، إذا كنت تعرف أنه ما حولي ماء ، هذا عبث هل يوجب الله تعالى على الإنسان وقال ابحث عن الماء وأنا أعلم ما عندي ماء ؟ أبدا ، هذا مناف لحكمة ومناف لشرع الله تعالى .
هل يستدل بكونه عليه الصلاة والسلام تيمم بالجدار على جواز التيمم اليوم بالجدار حتى وإن كان عليه دهان ؟
السائل : هل يستدل بكونه عليه الصلاة والسلام ضرب الحائط ليرد السلام على ذلك الصحابي على جواز التيمم اليوم بالجدران حتى وإن كان عليها دهان ؟
الشيخ : الجدار ما هو بصعيد ؟
السائل : استدلوا بهذا بجواز التيمم بالجدران المدهونة هل هذا صحيح ؟
الشيخ : وقت الرسول ما كان الدهان ، لكن على كل حال نحن نقول إذا كان بالجدار دهان وكان فيه غبار يكفي .
الشيخ : الجدار ما هو بصعيد ؟
السائل : استدلوا بهذا بجواز التيمم بالجدران المدهونة هل هذا صحيح ؟
الشيخ : وقت الرسول ما كان الدهان ، لكن على كل حال نحن نقول إذا كان بالجدار دهان وكان فيه غبار يكفي .
3 - هل يستدل بكونه عليه الصلاة والسلام تيمم بالجدار على جواز التيمم اليوم بالجدار حتى وإن كان عليه دهان ؟ أستمع حفظ
هل يشترط في الصعيد أن يكون متصلا بالأرض ؟
السائل : هل الصعيد يشترط أن يكون متصلا بالأرض بمعنى أنه لو أخذ حجرا أو رملا ونقلوا إلى مكان آخر ؟ ومثله أحيانا إنسان يتيمم بالسجادة تحتها أو عليها غبار فهل يجوز ؟
الشيخ : نعم جائز ما عليه شيء جائز .
الشيخ : نعم جائز ما عليه شيء جائز .
هل يشترط الترتيب في التيمم ؟
السائل : هل يشترط الترتيب في التيمم ؟
الشيخ : ظاهر السنة ( أبدأ بما بدأ الله به ) أنه يرتب ، الفقهاء يقولون إذا خالف الترتيب في الجنابة لا بأس، إذا كان التيمم عن جنابة فلا بأس أن يخالف الترتيب لأن الغسل لا يشترط فيه الترتيب لأن التيمم بدل عن الغسل، وأما في الحدث الأصغر لابد من الترتيب ، ولكن يقال إن طهارة التيمم لا يمكن قياسها على طهارة الماء لوجود الفوارق الكثيرة بينهما وإلحاق الفرع بالأصل لابد أن يكون بينهما اتفاق يجمعهما .
الشيخ : ظاهر السنة ( أبدأ بما بدأ الله به ) أنه يرتب ، الفقهاء يقولون إذا خالف الترتيب في الجنابة لا بأس، إذا كان التيمم عن جنابة فلا بأس أن يخالف الترتيب لأن الغسل لا يشترط فيه الترتيب لأن التيمم بدل عن الغسل، وأما في الحدث الأصغر لابد من الترتيب ، ولكن يقال إن طهارة التيمم لا يمكن قياسها على طهارة الماء لوجود الفوارق الكثيرة بينهما وإلحاق الفرع بالأصل لابد أن يكون بينهما اتفاق يجمعهما .
رجل تيمم ثم بعد ذلك وجد الماء فهل يغسل بقية الأعضاء التي لم تمسح بالتراب ويترك الممسوحة به اكتفاء بالتيمم ؟
السائل : رجل تيمم ثم بعد ذلك وجد الماء فهل يغسل بقية الأعضاء التي لم تسمح بالتراب ويترك الممسوحة به اكتفاء بالتيمم ؟
الشيخ : لا ، لا ، يجب أن يتوضأ وضوءا كاملا ،
الشيخ : لكن كونه أخص ما قال أدخلتهما طاهرا حتى نقول إنه يشمل إذا تطهر من التيمم ، قال: ( أدخلتهما طاهرتين ) فدل هذا على أنه إنما يمسح في طهارة تتعلق برجلين .
الشيخ : لا ، لا ، يجب أن يتوضأ وضوءا كاملا ،
الشيخ : لكن كونه أخص ما قال أدخلتهما طاهرا حتى نقول إنه يشمل إذا تطهر من التيمم ، قال: ( أدخلتهما طاهرتين ) فدل هذا على أنه إنما يمسح في طهارة تتعلق برجلين .
6 - رجل تيمم ثم بعد ذلك وجد الماء فهل يغسل بقية الأعضاء التي لم تمسح بالتراب ويترك الممسوحة به اكتفاء بالتيمم ؟ أستمع حفظ
خرج جماعة إلى البر وليس لديهم ماء يكفيهم لطهارتاهموهم مشتركون فيه كلهم فماذا يفعلون ؟
السائل : خرج جماعة إلى البر وليس لديهم ماء يكفيهم لطهارتهم وهم مشتركون فيه كلهم فماذا يفعلون ؟
الشيخ : نعم يقترعون عليه ، لابد من استعمال القرع لأن فيه هنا ، أنتم سمعتم سؤاله ؟ يقول جماعة مشتركين في ماء والماء لا يكفي أن يتطهر به الجميع فماذا يصنع ؟ إن آثر أحدهم الآخر قلنا الإيثار بالواجب لا يجوز ، فلم يبق علينا إلا القرعة .
الشيخ : نعم يقترعون عليه ، لابد من استعمال القرع لأن فيه هنا ، أنتم سمعتم سؤاله ؟ يقول جماعة مشتركين في ماء والماء لا يكفي أن يتطهر به الجميع فماذا يصنع ؟ إن آثر أحدهم الآخر قلنا الإيثار بالواجب لا يجوز ، فلم يبق علينا إلا القرعة .
من توضأ بماء لا يكفيه لغسل الأعضاء كلها فهل يتيمم عن الباقي ؟
السائل : من توضأ بماء لا يكفيه لغسل الأعضاء كلها فهل يتيمم عن الباقي ؟
الشيخ : نعم يتوضأ به ، ما يكفي، كيف ما يكفي ؟
السائل : مثلا عنده ماء نصف قارورة ما يكفي الضوء كله ؟
الشيخ : يعني معناه ما يكفي إلا غسل وجهه ويديه مثلا ؟ نعم ، يستعمل ويتمم عن الباقي .
السائل : شيخ قلنا ما يجمع طهارتين كاملتين ؟
الشيخ : ما قلنا هذا ، من قال هذا ؟ قلنا ما يجمع بين طهارتين كاملتين يعني يتوضأ وتيمم ، أما إذا لم يجد إلا البعض فقد قال الله تعالى: (( فاتقوا الله ما استطعتم )) .
الشيخ : نعم يتوضأ به ، ما يكفي، كيف ما يكفي ؟
السائل : مثلا عنده ماء نصف قارورة ما يكفي الضوء كله ؟
الشيخ : يعني معناه ما يكفي إلا غسل وجهه ويديه مثلا ؟ نعم ، يستعمل ويتمم عن الباقي .
السائل : شيخ قلنا ما يجمع طهارتين كاملتين ؟
الشيخ : ما قلنا هذا ، من قال هذا ؟ قلنا ما يجمع بين طهارتين كاملتين يعني يتوضأ وتيمم ، أما إذا لم يجد إلا البعض فقد قال الله تعالى: (( فاتقوا الله ما استطعتم )) .
غير واضح.
الشيخ : يغسل ، هل له دليل ؟ أي نعم عموم قوله تعالى: (( فاتقوا الله ما استطعتم )) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ) وقد أمرنا بالوضوء ولم نستطع إلا بعضه .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، (( واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون )) .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، قال الله تعالى: (( واذكروا نعمة الله عليكم ... )) وبقي علينا فيما سبق فوائد ، هل ذكرنا أن في الآية إثبات الحكمة لله ؟ نعم ، هل ذكرنا أن في الآية دليلا أن الشكر هو العمل بالصالح ؟ نعم .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، (( واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون )) .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، قال الله تعالى: (( واذكروا نعمة الله عليكم ... )) وبقي علينا فيما سبق فوائد ، هل ذكرنا أن في الآية إثبات الحكمة لله ؟ نعم ، هل ذكرنا أن في الآية دليلا أن الشكر هو العمل بالصالح ؟ نعم .
تتمة الفوائد المستنبطة من الآية الكريمة .
في قوله تعالى: (( لعلكم تشكرون )) إذا قال قائل: ما هو الشكر ؟ نقول إن النبي صلى الله عليه وسلم بينه في قوله: ( إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله )) وقال: (( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا )) ) إذا فالشكر ، شكر الله هو العمل الصالح ، ولاشك أن تفسير كلام الرسول وكلام الله بعضه ببعض أولى من أن نلتمس تفسيرات أخرى، لكن ذكرنا فيما سبق أن الشكر محله القلب واللسان والجوارح ، ولا يكون إلا في مقابلة نعمة ، وأما الحمد فإنه يكون في مقابلة نعمة أو على كمال صفة المحمودة ويكون بالجوارح واللسان .
تفسر قول الله تعالى : << و اذكروا نعمة الله عليكم و ميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور >> .
قال الله تعالى: (( واذكروا نعمة الله عليكم )) إنما أمر الله تعالى أن نذكر النعمة من أجل أن نعرف فضله علينا حتى يسهل علينا الانقياد لطاعته ، لأن أي إنسان فإنه بمقتضى فطرته وطبيعته لابد أن ينقاد لمن أحسن إليه ، فيقول عزوجل: (( اذكروا نعمة الله عليكم )) تذكروها . (( وميثاقه الذي واثقكم به )) يعني العهد الذي عهدكم به وهو قوله: (( إذ قلتم سمعنا وأطعنا )) فإن قول المؤمن سمعنا وأطعنا يعني التزامه بكل شيء بدون تفريق بين أن يكون مما يهواه قلبه أو مما لا يهواه . وقوله: (( سمعنا )) أي ما يقال ، (( وأطعنا )) أي فيما يؤمر وينهى ، فيتضمن تصديق الخبر وامتثال الأمر واجتناب النهي . (( واتقوا الله )) اتخذوا وقاية منه جل وعلا ، وذلك بفعل أوامره وترك نواهيه على علم وبصيرة . (( إن الله عليم بذات الصدور )) الجملة هذه تعليل تتضمن التهديد يعني أنه لابد أن تكون التقوى مبنية على صلاح القلب وليست مجرد قول باللسان ، بل بلاد أن تكون تقوى الإنسان في قلبه وجوارحه ، ولهذا قال الله تعالى: (( إن الله عليم بذات الصدور )) أي لصاحبة الصدور. وما هي صاحبة الصدور ؟ هي القلوب ، واعلم أن كلمة ذات تطلق في اللغة العربية على عدة معان ، منها أنها تطلق اسما موصولا في لغة طي ، كما قال ابن مالك: وكا التي ... ذات ، فلغة طي مثلا يقولون في جاءت المرأة التي أطاعت الله يقولون: جاءت المرأة ذات أطاعة الله ، فهي عندهم بمعنى التي تطلق على جهة مثل قوله تعالى: (( فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم )) أي الجهة أو الصلة التي بينكم . وتطلق على صاحبة ، بمعنى صاحبة كما في هذه الآية (( بذات الصدور )) أي صاحبة الصدور ، ولا تطلق على النفس إلا في اصطلاح المتكلمين فإنهم يطلقون الذات على النفس أي على ما يقابل الصفة ، ولهذا تجدون في كلام الذين يتكلمون في العقائد تجدون كثيرا ما يقولون الذات والصفات ، يعبرون بالذات عن النفس ، فقوله تعالى: (( يحذركم الله نفسه )) إذا أردنا أن نفسرها على حسب اصطلاح المتكلمين نقول: نفسه أي ذاته، وليست نفس الله عزوجل ليست صفة سوى الذات بل هي الذات نفسها ، فقول بعض أهل العقائد: ونثبت لله نفسا ، قد يفهم بعض الناس أن النفس صفة زائدة على الذات وليس كذلك ، ولكن يريدون أننا نصف الله بالنفس فقط ، ولكنها ليست هي صفة مستقلة بل هي الذات نفسها ، فقوله: (( يحذركم الله نفسه )) كقوله تماما: يحذركم الله الله ، أي أن الله عزوجل له نفس، وقوله: (( تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك )) يعني ما عندك وما عندي ، فانتبهوا لهذا ، لأن بعض الناس إذا قرأ في كتب العقائد: نثبت لله نفسا ، يظن أن ذلك صفة زائدة على الذات ، وليس كذلك .
11 - تفسر قول الله تعالى : << و اذكروا نعمة الله عليكم و ميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور >> . أستمع حفظ
الفوائد المستنبطة من الآية الكريمة .
من فوائد هذه الآية الكريمة: أن من المشروع أن يذكر الإنسان نعمة الله . وهل ذلك واجب أو مستحب ؟ في ذلك تفصيل ، إن عدى عدم ذكرها إلى نسيان الواجب كان ذكرها واجبا مثل أن يرى نفسه أن قد شطحت وأبعدت عن فعل المأمور وترك المحظور فليذكرها الله يقول مثلا: اذكري يا أيتها النفس نعمة الله عليك بالعافية ، بالصحة ، بإرسال الرسل ، بإنزال الكتب ، ببيان الحق، وما أشبه ذلك . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إثبات أن لله تعالى علينا نعمة ، وهو أمر لا يحتاج إلى برهان ، ولكن هل النعمة تكون للمؤمن والكفار أم للمؤمن وحده ؟
نقول: أما النعمة العامة التي يشترط فيها الإنسان والهائم فهي للمؤمن والكافر ، الكافر يتمتع بنعمة الله كما تتمتع بالبهيمة ، وأما النعمة الخاصة التي هي نعمة الله تعالى على العبد بالإيمان والعلم فهذه خاصة للمؤمن . فإذا سأل سائل: هل لله نعمة على الكافر ؟ فقل في ذلك تفصيل ، أما النعمة العامة فنعم (( وما بكم من نعمة فمن الله )) وأما النعمة الخاصة فإنه لا يدخل فيها الكافر لأنها خاصة بالمؤمنين . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أنه يجب على الإنسان أن يذكر الميثاق الذي واثق الله عليه ، وهو العهد بالسمع والطاعة . فإذا قال قائل: نحن لا نذكر هذا الميثاق ؟ قلنا هذا الميثاق يكون عقده بالقول ويكون بالفعل ، عقد الميثاق يكون بالقول والفعل ، أما بالقول فإننا لا نستحضر حتى لو صح الحديث : ( أنا الله أخرج ذرية آدم من ظهره وأخذ عليهم العهد والميثاق ) وأما بالفعل فنعم وثابت وذلك بما فضل الله عليه الإنسان من التوحيد والاعتراف بالله عزوجل، وكذلك أيضا بما أعطاه من العقل الذي يميز به بين الحق والباطل ، والصدق والكذب ، وهذا ميثاق نقول ميثاق بأيش ؟ بالفعل يعني أنك لا تستحضر أنك عاهدت الله عزوجل بالقول لكن بما أعطاك من العقل والفطرة صار ذلك عهدا . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن السمع المجرد لا يغني شيء ، لابد أن يكون سمعا واستجابا ، أما مجرد السمع فلا ، وذلك لقوله: (( سمعنا وأطعنا )) ويدل لهذا قول الله تبارك وتعالى: (( ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون )) نفى الله عنهم السمع لأنهم لم يأتوا بفائدة السمع وهي الطاعة ، فعلى هذا لا يكفي مجرد السمع ، بل السماع حجة العبد ، فعليه عند السماع أن يمتثل . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: فضيلة التقوى ، وأنها مبنية على تذكر العهد والميثاق ، لقول الله تعالى: (( واتقوا الله )) وقد قلنا إن أجمع كلمة في معنى التقوى أيش ؟ هي اتخاذ وقاية من عذاب الله تعالى بفعل أوامره واجتناب نواهيه على علم وبصيرة . ومن فوائد الآية الكريمة: تحديد من خرج عن التقوى ، لقول الله تعالى: (( إن الله عليم بذات الصدور)) . ومن فوائدها: أن التقوى محلها القلب ، لقوله: (( إن الله عليم بذات الصدور )) يعني فاجعلوا مدار التقوى على أيش ؟ على القلوب ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) نسأل الله أن يصلح قلوبنا جمعيا . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: عموم علم الله تعالى ، وأنه شامل لما ظهر وما بطن ، وجه الدلالة ؟ عموم العلم لأنه أخبرنا بأنه عليم بذات الصدور فيقتضي أنه كان عالما بالظاهر والباطن .
نقول: أما النعمة العامة التي يشترط فيها الإنسان والهائم فهي للمؤمن والكافر ، الكافر يتمتع بنعمة الله كما تتمتع بالبهيمة ، وأما النعمة الخاصة التي هي نعمة الله تعالى على العبد بالإيمان والعلم فهذه خاصة للمؤمن . فإذا سأل سائل: هل لله نعمة على الكافر ؟ فقل في ذلك تفصيل ، أما النعمة العامة فنعم (( وما بكم من نعمة فمن الله )) وأما النعمة الخاصة فإنه لا يدخل فيها الكافر لأنها خاصة بالمؤمنين . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أنه يجب على الإنسان أن يذكر الميثاق الذي واثق الله عليه ، وهو العهد بالسمع والطاعة . فإذا قال قائل: نحن لا نذكر هذا الميثاق ؟ قلنا هذا الميثاق يكون عقده بالقول ويكون بالفعل ، عقد الميثاق يكون بالقول والفعل ، أما بالقول فإننا لا نستحضر حتى لو صح الحديث : ( أنا الله أخرج ذرية آدم من ظهره وأخذ عليهم العهد والميثاق ) وأما بالفعل فنعم وثابت وذلك بما فضل الله عليه الإنسان من التوحيد والاعتراف بالله عزوجل، وكذلك أيضا بما أعطاه من العقل الذي يميز به بين الحق والباطل ، والصدق والكذب ، وهذا ميثاق نقول ميثاق بأيش ؟ بالفعل يعني أنك لا تستحضر أنك عاهدت الله عزوجل بالقول لكن بما أعطاك من العقل والفطرة صار ذلك عهدا . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن السمع المجرد لا يغني شيء ، لابد أن يكون سمعا واستجابا ، أما مجرد السمع فلا ، وذلك لقوله: (( سمعنا وأطعنا )) ويدل لهذا قول الله تبارك وتعالى: (( ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون )) نفى الله عنهم السمع لأنهم لم يأتوا بفائدة السمع وهي الطاعة ، فعلى هذا لا يكفي مجرد السمع ، بل السماع حجة العبد ، فعليه عند السماع أن يمتثل . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: فضيلة التقوى ، وأنها مبنية على تذكر العهد والميثاق ، لقول الله تعالى: (( واتقوا الله )) وقد قلنا إن أجمع كلمة في معنى التقوى أيش ؟ هي اتخاذ وقاية من عذاب الله تعالى بفعل أوامره واجتناب نواهيه على علم وبصيرة . ومن فوائد الآية الكريمة: تحديد من خرج عن التقوى ، لقول الله تعالى: (( إن الله عليم بذات الصدور)) . ومن فوائدها: أن التقوى محلها القلب ، لقوله: (( إن الله عليم بذات الصدور )) يعني فاجعلوا مدار التقوى على أيش ؟ على القلوب ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) نسأل الله أن يصلح قلوبنا جمعيا . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: عموم علم الله تعالى ، وأنه شامل لما ظهر وما بطن ، وجه الدلالة ؟ عموم العلم لأنه أخبرنا بأنه عليم بذات الصدور فيقتضي أنه كان عالما بالظاهر والباطن .
تفسير قول الله تعالى : << يآأيها الذين ءامنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط و لا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى و اتقوا الله إن الله خبير بما تعملون >>
ثم قال الله عز وجل: (( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون )) . أولا في الآية قراءتان في (( شنآن )) قراءة بالسكون (( شنآن )) وقراءة بالفتح (( شنآن )) والظاهر ـ والله أعلم ـ أن سبب قراءة السكون هو التخفيف ، لأن (( شنآن )) فيها نوع من الثقل يتوالي الحركتين ، فإذا قيل (( شنآن )) صار ذلك أخف، على كل حال التعليل هذا تعليل لما وقع لا لما سيوقع بمعنى أنه ليس لنا أن نتصرف ونختار اللفظ الأسهل على اللسان لكن نعلل ما وقع من القراءات، لأن القراءة أيش ؟ توقيفية ، القراءة توقيفية ، فعلى هذا نقول فيها (( شنآن )) و(( شنآن )) . يقول الله عزوجل: (( يا أيها الذين آمنوا )) وسبق لنا مرارا مثل هذه الصيغة وبيان ما يترتب عليه . (( كونوا قوامين لله شهداء )) (( كونوا )) أمر، أمر بأن يكون، شرعي أو كوني ؟ شرعي نعم ، ((قوامين )) أي ذوي قيام ، وإنما قلت ذلك لئلا يقال إن الأمر في كثرة القيام وليس في القيام أصله ، فنقول: (( قوامين )) هنا التشديد فيها للنسبة وليست للكثرة ، ويحتمل أن يجعلها للكثرة باعتبار كثرة المخاطبين ، إذا كانوا بأمة فقام واحد بهذا وواحد بهذا وواحد بهذا صار المجموع كثيرة ، فصار قواما ، على كل حال إن جعلت فعالا للكثرة فهي باعتبار المجموع ، إذا كان كل واحد قائما بالقسط وهم أمة صح أن يقال قوامون ، وإن جعلتها غير مبالغة فهي بالنسبة أي كونوا ذوي قيام ، (( قوامين لله )) اللام هنا إشارة إلى الإخلاص أي اجعلوا قيامكم بالقسط أي بالعد لله عزوجل لا تخشوا بذلك أحدا ولا تهابوا بذلك أحدا . (( شهداء بالقسط )) (( شهداء )) نقول في إعرابها يجوز أن تكون حالا من فاعل (( قوامين )) قوامين حال كونكم شهداء ، ويجوز أن تكون خبرا ثانيا لكان لأن تعدد الخبر جائز ، قال الله تعالى: (( وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد )) كم من خبر ؟ الغفور ، الودود ، ذو العرش ، المجيد ، أربعة نعم . (( شهداء لله )) شهداء جمع شهيد أو جمع شاهد ، المعنى أنكم إذا شهدتم فاشهدوا بالعدل، (( بالقسط )) أي بالعدل ، وقد جاء في الحديث: ( المقسطون على منابر النور على يمين الله عزوجل ) . ((ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا )) (( لا يجرمنكم )) أي لا يحملنكم (( شنآن )) أي بغض ، (( قوم )) هم الجماعة من الناس ، فإذا قيل قوم وذكر معهم النساء فالقوم للرجال والنساء للإناث ، كقوله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن )) وإذا ذكر قوم وحدها صار شاملا للرجال والنساء ، (( لقد أرسلنا نوحا إلى قومه )) يعني الذكور والإناث . (( شنآن قوم على أن لا تعدلوا )) من يعرف (( على أن لا تعدلوا )) ؟ على حرف جر، لا ناهية ، ناهية ؟ لا ناهية ، نافية ؟ نافية جزمت الفعل ، أو زائدة ؟ نعم ؟
الشيخ : ابدأ من لا ؟ نافية ؟ أو ناهية ؟
الطالب : نافية ،
الشيخ : نافية ؟ طيب مش ؟ (( تعدلوا )) فعل مضارع منصوب بلن، وعلامة نصبه حذف النون التقدير ؟ على عدم عدلكم ، على عدم عدلكم توافقون على هذا ؟ نعم ، صح، (( على أن لا تعدلوا )) يعني لا يحملكم بغضهم على عدم العدل وهو الجور، ثم قال: (( اعدلوا )) حتى فيمن تبغض ؟ نعم ، حتى فيمن تبغض ، (( اعدلوا )) أي كونوا بالعدل، فما هو العدل ؟ العدل إعطاء كل ذي حق حقه ، هذا العدل ، " هو " أي العدل ، توافقون على هذا ؟ ما سبق ذكر العدل ؟ نقول العدل مفهوم من الفعل الذي هو (( اعدلوا )) لأن مرجع الضمير قد يكون منصوصا عليه بلفظه وقد يكون بلفظ دال عليه، هنا (( اعدلوا )) دال على أن الفعل مشتق من العدل فيكون " هو " أي عدل الذي أمرتم به (( أقرب للتقوى )) ولم يقل: هو التقوى ، بل قال: (( أقرب للتقوى )) وذلك لأن العدل قد يحمل عليه مخافة الله فيكون تقوى ، وقد تحمل عليه محبة الثناء عند الناس فلا يكون تقوى ، ولهذا جاءت الآية الكريمة: (( أقرب للتقوى )) . (( واتقوا الله )) بعد أن أمر بأن نكون قوامين ونهى أن يحملنا البغض على ترك العدل ثم أمر بالعدل قال: (( واتقوا الله )) وهذه كالطابع على ما سبق .
(( إن الله خبير بما تعملون )) الجملة هذه نقول فيها مثل قولنا فيما سبق (( إن الله عليم بذات الصدور )) يعني أنها جملة تتضمن التهديد لمخالفة التقوى . وقوله: (( إن الله خبير )) قالوا: إن الخبير أدق من العليم، لأنها ـ أي الخبير ـ من الخبء وهو العلم ببواطن الأمر ، ولذلك سمي الزراع خبيرا وسميت المزارعة مخابرة لأنه يدس الحب في الأرض فيختفي ، فالخبير هو العليم بخفايا الأمور . (( بما تعملون )) أي بالذي تعملونه من قول أو فعل ، وفائدة ذكر الله هذا هو أن يستقيم على أمره ، لأننا لو خالفنا أمره لكان عالما بنا سبحانه وتعالى .
الشيخ : ابدأ من لا ؟ نافية ؟ أو ناهية ؟
الطالب : نافية ،
الشيخ : نافية ؟ طيب مش ؟ (( تعدلوا )) فعل مضارع منصوب بلن، وعلامة نصبه حذف النون التقدير ؟ على عدم عدلكم ، على عدم عدلكم توافقون على هذا ؟ نعم ، صح، (( على أن لا تعدلوا )) يعني لا يحملكم بغضهم على عدم العدل وهو الجور، ثم قال: (( اعدلوا )) حتى فيمن تبغض ؟ نعم ، حتى فيمن تبغض ، (( اعدلوا )) أي كونوا بالعدل، فما هو العدل ؟ العدل إعطاء كل ذي حق حقه ، هذا العدل ، " هو " أي العدل ، توافقون على هذا ؟ ما سبق ذكر العدل ؟ نقول العدل مفهوم من الفعل الذي هو (( اعدلوا )) لأن مرجع الضمير قد يكون منصوصا عليه بلفظه وقد يكون بلفظ دال عليه، هنا (( اعدلوا )) دال على أن الفعل مشتق من العدل فيكون " هو " أي عدل الذي أمرتم به (( أقرب للتقوى )) ولم يقل: هو التقوى ، بل قال: (( أقرب للتقوى )) وذلك لأن العدل قد يحمل عليه مخافة الله فيكون تقوى ، وقد تحمل عليه محبة الثناء عند الناس فلا يكون تقوى ، ولهذا جاءت الآية الكريمة: (( أقرب للتقوى )) . (( واتقوا الله )) بعد أن أمر بأن نكون قوامين ونهى أن يحملنا البغض على ترك العدل ثم أمر بالعدل قال: (( واتقوا الله )) وهذه كالطابع على ما سبق .
(( إن الله خبير بما تعملون )) الجملة هذه نقول فيها مثل قولنا فيما سبق (( إن الله عليم بذات الصدور )) يعني أنها جملة تتضمن التهديد لمخالفة التقوى . وقوله: (( إن الله خبير )) قالوا: إن الخبير أدق من العليم، لأنها ـ أي الخبير ـ من الخبء وهو العلم ببواطن الأمر ، ولذلك سمي الزراع خبيرا وسميت المزارعة مخابرة لأنه يدس الحب في الأرض فيختفي ، فالخبير هو العليم بخفايا الأمور . (( بما تعملون )) أي بالذي تعملونه من قول أو فعل ، وفائدة ذكر الله هذا هو أن يستقيم على أمره ، لأننا لو خالفنا أمره لكان عالما بنا سبحانه وتعالى .
13 - تفسير قول الله تعالى : << يآأيها الذين ءامنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط و لا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى و اتقوا الله إن الله خبير بما تعملون >> أستمع حفظ
الفوائد المستنبطة من الآية الكريمة .
في هذه الآية فوائد، أولا: وجوب الإخلاص لله عزوجل في الشهادة ، لقوله: (( كونوا قوامين لله شهداء بالقسط )) وقال في آية أخرى: (( وأقيموا الشهادة لله )) واعلم أنك إذا كنت مخلصا لله في الشهادة فإنك لن تحابي قريبا ولا صديقا ولن يحملك بغضك على ألا تشهد له مادمت مخلصا لله تعالى بالشهادة . ومن فوائد الآية الكريمة: أن الواجب على الإنسان أن يشهد بالقسط ، بالعدل . طيب وإذا كان المشهود عليه قريبك ، أباك ، أخاك ، عمك ؟ ولو ؟ طيب ولو ، لقوله تعالى في سورة النساء: (( كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين )) ولا يعد شهادة الإنسان على أبيه وأمه لا يعد هذا عقوقا بل هو بر، لأنك إذا شهدت عليهما منعتهما من الظلم وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم منع الظالم من ظلمه نصرا للظالم فقال: ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما فقالوا يا رسول الله هذا المظلوم فكيف نصر الظالم ؟ قال تمنعه من الظلم ) . ومن فوائد هذه الآية: وجوب الشهادة بالقسط ولو كنت كارها ، لأن بعض الناس قد يحمله كراهة الشخص أو كراهة أن يتضرر الشخص على كتمان الشهادة ، فتجده مع نفسه في صراع هل يشهد أو لا شهد، فالواجب ألا يحملك قرب قريب أو بعد بعيد على ألا تشهد، اشهد بالعدل . ومن فوائد الآية الكريمة: أن تعبير القرآن الكريم بالعدل يدل على بطلان قول من يقول إن الدين الإسلامي دين المساواة ، دين مساواة ، هذا على إطلاقه فيه نظر لأنهم يريدون بهذا ألا يفارقوا بين الرجل والمرأة ، ويريدون بهذا أيضا ألا يفرقوا بين المسلم والكافر ، ويريدون بهذا ألا يفارقوا بين البر والفاجر ، والله تعالى قد أنكر هذا إنكارا عظيما (( أفنجعل المسلمين كالمجرمين )) ؟ ويش بعدها يا جماعة ؟ (( مالكم )) ما هذا الحكم ؟ ما الذي حملكم عليه ؟ كيف تحكمون هذا الحكم ؟ ((قل هل يستوي الذي يعلمون والذين لا يعلمون )) ؟ وإذا تدبرت القرآن وجدت نفي المساواة فيه أكثر ، أكثر من إثباته ، وأن الذي هو في القرآن هو العدل وهو إعطاء كل ذي حق ما يستحق ، ولذلك العبارة السليمة أن تقول: الدين الإسلامي دين العدل ، وهو الذي أمر الله تعالى في قوله: (( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى )) ، نعم إذا اتفق الناس في الحقوق صح أن نقول إنه دين مساواة، إذا اجتمعوا في سبب الحكم وغاياته حينئذ نقول هو دين مساواة يعني إذا سرق الشريف وسرق الوضيع هنا نقول لا بأس أنه لا يفرق بين الشريف والوضيع وأنه مسوي بينهما ، لأن التسوية هنا أيش ؟ عدل ، وعلى هذا فنقول إذا كانت المساواة هي العدل فنعم ، أما مساواة التي يروي إلى هؤلاء فهذا ليس بصحيح ، فالدين مفرق تماما في كل موطن تكون الحكمة فيه هي التفريق ، واضح يا جماعة ؟ لهذا يجب عليكم أنتم يا طلبة العلم إذا رأيتم بعض المحدثين المعاصرين يقولون الدين الإسلامي دين مساواة تقول قف من قال هذا ؟ هات آية واحدة في إثبات التسوية وأنا آت لك بآيات كثيرة في نفي التسوية ، لكن بدلا أن تقول هكذا هات الكلمة الحبيبة التي ترد على القلب ورود الماء البارد على كبد العطشان وهي العدل . ومن فوائد الآية الكريمة: أن العدل أقرب للتقوى ، وهو صريح . من فوائدها: أن الأعمال الصالحة منها من يبعد عن التقوى ومنها ما يقرب ، وينبني على ذلك تفاضل الأعمال ، وتفاضل الأعمال قد دل عليه الكتاب والسنة والعقل ، وأن الأعمال تتفاوت ، والعمال يتفاوتون أيضا (( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى )) مع أنهم كلهم صحابة لكن لا يستوون .
اضيفت في - 2007-08-13