تفسير سورة المائدة-08a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة المناقشة .
الشيخ : (( قد جاءكم من الله نور )) ما المراد بالنور ؟
الطالب : رضوان ،
الشيخ : رضوان من أيش ؟ القرآن ،
الشيخ : القرآن طيب وكتاب ؟ نور وكتاب ؟ المراد بالكتاب لاشك أنه قرآن ، لكن نعت الكتاب على نور وهو هو ؟ يعني أعطيت الشيء على نفسه ؟ نور وكتاب والأصل في العطف المغايرة ؟
الشيخ : نعم يا سليم ؟
الشيخ : النور هو ما جاء به الرسول من الشرع كما قال الله تعالى : (( وأنزلنا إليكم نورا مبين )) وقيل إنه قرآن كما ذكرتم ، وعلى هذا فيكون عطف الكتاب عليه من باب عطف الشيء على صفته مثلا (( الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي أخرج المرعى )) وهو واحد .
الشيخ : قوله: (( من اتبع رضوانه سبل السلام )) ما إعراب (( من اتبع رضوانه )) ؟
الشيخ : هنا قال: (( سبل السلام )) والمعروف أن سبيل الله واحد ؟
الطالب : المراد شرائع الإسلام ،
الشيخ : نعم لأن السبيل الذي هو الإسلام ما قلنا قوله: (( اتبع رضوانه )) .
الشيخ : المراد بالهداية هنا هداية التوفيق أو هداية الدلالة ؟
الطالب : كلاهما ،
الشيخ : غلط ، مادام قلت كلاهما غلط ، خطأ ، أنا قلت ما المراد بالهداية وقلت المراد كلاهما والهداية مؤنث هذا، خطأ ،
الطالب : كلتاهما ،
الشيخ : نعم المراد كلتاهما ، المراد هداية التوفيق وهداية الدلالة .
الطالب : رضوان ،
الشيخ : رضوان من أيش ؟ القرآن ،
الشيخ : القرآن طيب وكتاب ؟ نور وكتاب ؟ المراد بالكتاب لاشك أنه قرآن ، لكن نعت الكتاب على نور وهو هو ؟ يعني أعطيت الشيء على نفسه ؟ نور وكتاب والأصل في العطف المغايرة ؟
الشيخ : نعم يا سليم ؟
الشيخ : النور هو ما جاء به الرسول من الشرع كما قال الله تعالى : (( وأنزلنا إليكم نورا مبين )) وقيل إنه قرآن كما ذكرتم ، وعلى هذا فيكون عطف الكتاب عليه من باب عطف الشيء على صفته مثلا (( الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي أخرج المرعى )) وهو واحد .
الشيخ : قوله: (( من اتبع رضوانه سبل السلام )) ما إعراب (( من اتبع رضوانه )) ؟
الشيخ : هنا قال: (( سبل السلام )) والمعروف أن سبيل الله واحد ؟
الطالب : المراد شرائع الإسلام ،
الشيخ : نعم لأن السبيل الذي هو الإسلام ما قلنا قوله: (( اتبع رضوانه )) .
الشيخ : المراد بالهداية هنا هداية التوفيق أو هداية الدلالة ؟
الطالب : كلاهما ،
الشيخ : غلط ، مادام قلت كلاهما غلط ، خطأ ، أنا قلت ما المراد بالهداية وقلت المراد كلاهما والهداية مؤنث هذا، خطأ ،
الطالب : كلتاهما ،
الشيخ : نعم المراد كلتاهما ، المراد هداية التوفيق وهداية الدلالة .
تتمة تفسير الآية السابقة .
وقوله: (( يخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه )) الظلمات ظلمات الجهل والشرك والمعاصي والفسوق وغير ذلك . قوله: (( بإذنه )) الإذن هنا إذن القدري والإذن القدري بمعنى المشيئة وبمعنى الإرادة ، ومقابله الإذن الشرعي مثل قوله تعالى: (( قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون )) معلوم أن الله أذن لهم قدرا لكنه لم يأذن لهم شرعا ، ومن الإذن الشرعي قوله تعالى: (( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )) ، ومن الإذن القدري هذه الآية ، ومنها أيضا قوله تعالى: (( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )) فالإذن نوعان: إذن قدري ، وإذن شرعي ، والفرق بينهما: أن الإذن الشرعي لا يكون إلا فيما يرضاه الله عزوجل والإذن القدري يكون فيما يرضاه وفيما لا يرضاه ، هذا واحد . والفرق الثاني: أن ما أذن به شرعا فقد يقع وقد لا يقع إن أن الناس قد يمتثلون وقد لا يمتثلون ، وأما ما أذن به قدرا فلابد من وقوعه . (( ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم )) الهداية إذا تعدت بإلى فهي هداية الدلالة ، وعلى هذا فمنى (( يهديهم إلى صراط مستقيم )) يعني يدلهم إليه ، وهذا يعني فتح أبواب العلم لهم حتى يعلموا ما لم يكونوا يعلمونه من قبل .
الفوائد المستنبطة من الآية << يآأهل الكتاب قد جآءكم رسولنا ...................>> .
في هذه الآية الكريمة فوائد عديدة ، منها: خطاب اليهود والنصارى بأهل الكتاب، بأهل الكتاب . قد يقول قائل: في هذا إكرام لهم وإعزاز لهم أن سماهم أهل كتاب ؟ والجواب عن ذلك أن نقول: سماهم أهل الكتاب لا إكراما لهم ولكن إقامة الحجة عليهم ، لأن أهل الكتاب هم الذين يجب عليهم أن يكونوا أول عامل به كما قال تعالى في أول سورة البقرة: (( ولا تكونوا أول كافر به )) ، إذا فالذين يطنطنون الآن ويريدون أن يقربوا بين الأديان ويقولون إن الله سماهم أهل الكتاب زعما منهم أو إيهاما منهم أن ذلك من باب التكريم لهم والرضا بما هم عليه ، نقول أيش نقول ؟ نقول إن الله لم يخاطبهم بذلك تكريما لهم ، وكيف يكون ذلك إكراما لهم والله يقول: (( قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل )) لكنه ناداهم بهذا الوصف إقامة للحجة عليهم وأن تصرفهم أبعد ما يكون عن العقل ، لأن أهل الكتاب يجب أن يكونوا أول عامل به . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: رفع شأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وذلك بقوله: (( رسولنا )) فإن إضافة رسالته إلى الله لاشك أنها شرف، وكلما يضاف إلى الله فهو شرف حتى الجماد إذا أضيف إلى الله فهو شرف له (( وطهر بيتي للطائفين والقائمين )) . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن محمدا رسول الله مرسل إلى أهل كتاب ، لقوله: (( قد جاءكم رسولنا )) وهو كذلك حتى أقسم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه لا يسمع به يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بما جاء به إلا كان من أصحاب النار، فهو مرسل إليه بالقرآن والسنة وإجماع المسلمين . ومن فوائد الآية الكريمة: أن محمدا رسول الله مبين ، مبين لكم، فهو عليه الصلاة والسلام سراج منير مبين للخلق كما قال الله تعالى: (( ونزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) والتبيين الذي ذكر الله هنا يشمل تبيين اللفظ وتبيين المعنى كما قال الله تعالى: (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك )) . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن أهل الكتاب أهل كتمان للعمل ، لقوله: (( كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب )) . ومن فوائد الآية الكريمة: أن من كتم العلم من هذه الأمة ففيه شبه باليهود والنصارى ، لأن هذا هو دأبهم ، فمن كتم فقد شابههم ، شابههم في أقبح خصلة ـ والعياذ بالله ـ وهو كتمان ما جاءهم من العلم . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم سكت عن أشياء من معاييب أهل الكتاب لم يبينها لهم .
فإذا قال قائل: لماذا ؟ لماذا لم يبين ويفضحهم ؟ قلنا فضيحتهم فيما بين كاف ، والسكوت عما لم يبين لأن المصلحة تقتضي ذلك ، وقد يكون في هذا نوع من التأليف أي من تأليف قلوبهم . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن ما جاء به محمد رسول الله كله نور ، إن تأملت أخباره استنرت به ، أحكامه كذلك وهو نور في الطريق يستنير به الإنسان في طريقه إلى الله عزوجل وفي طريق إلى معاملة عباد الله . هو أيضا نور في القلب ، فكل من تمسك بشريعة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ازداد نورا في قلبه و فراسه ، واستنباطا للأحكام الشرعية وغير ذلك . هو أيضا نور في الوجه ، لأن المتمسك بشريعة النبي عليه الصلاة والسلام لابد أن يؤثر ذلك عليه في مقاله وفعاله وحاله فيستنير وجهه ، ولهذا تجد العلماء الربانيين تجد لهم في وجوههم نورا يكاد يكون محسوسا ، أما المعنوي فمعروف حتى لو كان العالم الرباني جلده غير يعني أبيض فإنه يستنير وجهه ، والنور شيء واللون شيء آخر . هو أيضا نور في القبر، فإن الإنسان إذا كان مؤمنا ـ جعلني الله وإياكم منهم ـ يفسح له في قبره مد بصره ويأتيه من روح الجنة ونعيمه . وأيضا نور يوم القيمة (( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم )) ، إذا فكلمة نور شاملة عامة في كل ما يمكن أن يكون فيه ظلمة الدين الإسلامي ينيره . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن القرآن مكتوب ، مكتوب في أيش؟ ذكرنا أنه مكتوب في المصاحف التي في أيدينا ، ومكتوب في اللوح المحفوظ، وفي الصحف التي بأيدي الملائكة. ومن فوائد الآية الكريمة: أن القرآن الكريم مبين ، مبين للأشياء وأوضح من ذلك قوله تعالى: (( ونزلنا إليك الكتاب تبيانا لكل شيء )) كلمة مبين ذكرنا في التفسير أنها يصح أن تكون متعدية أو لازمة ، فإن كانت لازمة فالمعنى أنه بين لنفسه وإن كانت متعدية فالمعنى أنه مبين لغيره ، والقرآن لاشك أن بيانه بنفسه و إبانته بغيره هو وصفه . إذا كان مبينا وتبيانا لكل شيء ألا يتفرع على هذا أنه لا يليق بنا أن نعرض عن تدبره ، بل علينا أن نتدبره وأول ما يرد علينا مسائل نطلبها في أيش ؟ في كتاب الله، في كتاب الله فإن عجزنا عن استبيانها في كتاب الله ففي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسنة رسول الله مبينة للقرآن بأمر الله (( ونزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) فإذا لم يكن في القرآن ولا في السنة وعجزنا عن إيراد الحكم الشرعي في الكتاب والسنة حينئذ إما أن نسأل أهل الذكر لقوله تعالى: (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) وإما أن نتوقف ، وإن كان الإنسان أهلا للاجتهاد فلا حرج عليه أن يجتهد كالإنسان الذي لا يعرف القبلة بنفسه ولا أخبره بها ثقة فعليه أن يجتهد ويتحرى .
فإذا قال قائل: لماذا ؟ لماذا لم يبين ويفضحهم ؟ قلنا فضيحتهم فيما بين كاف ، والسكوت عما لم يبين لأن المصلحة تقتضي ذلك ، وقد يكون في هذا نوع من التأليف أي من تأليف قلوبهم . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن ما جاء به محمد رسول الله كله نور ، إن تأملت أخباره استنرت به ، أحكامه كذلك وهو نور في الطريق يستنير به الإنسان في طريقه إلى الله عزوجل وفي طريق إلى معاملة عباد الله . هو أيضا نور في القلب ، فكل من تمسك بشريعة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ازداد نورا في قلبه و فراسه ، واستنباطا للأحكام الشرعية وغير ذلك . هو أيضا نور في الوجه ، لأن المتمسك بشريعة النبي عليه الصلاة والسلام لابد أن يؤثر ذلك عليه في مقاله وفعاله وحاله فيستنير وجهه ، ولهذا تجد العلماء الربانيين تجد لهم في وجوههم نورا يكاد يكون محسوسا ، أما المعنوي فمعروف حتى لو كان العالم الرباني جلده غير يعني أبيض فإنه يستنير وجهه ، والنور شيء واللون شيء آخر . هو أيضا نور في القبر، فإن الإنسان إذا كان مؤمنا ـ جعلني الله وإياكم منهم ـ يفسح له في قبره مد بصره ويأتيه من روح الجنة ونعيمه . وأيضا نور يوم القيمة (( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم )) ، إذا فكلمة نور شاملة عامة في كل ما يمكن أن يكون فيه ظلمة الدين الإسلامي ينيره . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن القرآن مكتوب ، مكتوب في أيش؟ ذكرنا أنه مكتوب في المصاحف التي في أيدينا ، ومكتوب في اللوح المحفوظ، وفي الصحف التي بأيدي الملائكة. ومن فوائد الآية الكريمة: أن القرآن الكريم مبين ، مبين للأشياء وأوضح من ذلك قوله تعالى: (( ونزلنا إليك الكتاب تبيانا لكل شيء )) كلمة مبين ذكرنا في التفسير أنها يصح أن تكون متعدية أو لازمة ، فإن كانت لازمة فالمعنى أنه بين لنفسه وإن كانت متعدية فالمعنى أنه مبين لغيره ، والقرآن لاشك أن بيانه بنفسه و إبانته بغيره هو وصفه . إذا كان مبينا وتبيانا لكل شيء ألا يتفرع على هذا أنه لا يليق بنا أن نعرض عن تدبره ، بل علينا أن نتدبره وأول ما يرد علينا مسائل نطلبها في أيش ؟ في كتاب الله، في كتاب الله فإن عجزنا عن استبيانها في كتاب الله ففي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسنة رسول الله مبينة للقرآن بأمر الله (( ونزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) فإذا لم يكن في القرآن ولا في السنة وعجزنا عن إيراد الحكم الشرعي في الكتاب والسنة حينئذ إما أن نسأل أهل الذكر لقوله تعالى: (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) وإما أن نتوقف ، وإن كان الإنسان أهلا للاجتهاد فلا حرج عليه أن يجتهد كالإنسان الذي لا يعرف القبلة بنفسه ولا أخبره بها ثقة فعليه أن يجتهد ويتحرى .
الفوائد المستنبطة من الآية << يهدي به الله من اتبع رضوانه ........................>> .
ومن فوائد الآية الكريمة: أن الهداية بيد الله ، ولهذا أدلة كثيرة (( من يهدي الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ))، (( قل إن الهدى هدى الله )) والآيات في هذا كثيرة ، الهداية بيد من ؟ بيد الله (( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء )) . وإذا كانت من الله تفرع عن ذلك أولا أن لا نسأل الهداية إلا من الله وأن نلح على ربنا عزوجل بالهداية ، اللهم اهدني اللهم اهدني ، دائما، هذه واحدة ، الثانية أن نعلم أن أفعالنا لا نستقل بها بل هي بتوفيق الله ، فيكون فيها رد على من ؟ على القدرية ، إذا كان يهدي معناه أن لأفعالنا علاقة بهداية الله فيكون في ذلك رد على القدرية القائلين بأن الإنسان مستقل بنفسه وبعمله وبمشيئته وبقدرته . هل فيها موافقة للجبرية ؟ الجواب اسمع (( من اتبع رضوانه )) اتبع ، فأضاف الاتباع إليه خلافا للجبرية الذين يقولون إن الإنسان لا ينسب إليه فعله . ومن فوائد الآية الكريمة: أنه كلما اتبع الإنسان ما يرضي الله ازداد معرفة الله ، لقوله: (( من اتبع رضوانه سبل السلام )) . واذكرها بالعكس: من أعرض عن رضوان الله فإنه لا يهدى سبل الله لأنه ليس أهلا للهداية ، وعلى هذا فنقول لأي طالب علم أتريد أن يهديك الله ويعطيك علما ؟ سيقول بلى ، نقول عليك باتباع رضوان الله ، كلما رأيت شيئا يرضي الله فافعل ، وكلما رأيت شيئا يغضب الله فاجتنب . ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات رضا الله، إثبات الرضا لله ، بينهما فرق ، نعم إثبات الرضا لله لقوله: (( رضوانا )) والرضا صفة فعلية من صفات الله عزوجل تتعلق بمشيئة ولها سبب ، وسببها عمل العبد بتوفيق الله ، وكل صفة من صفات الله يكون لها سبب فإنها من صفات الفعلية وذلك لأن السبب واقع بمشيئة الله والصفة التابعة له تكون واقعة بمشيئة الله ، الرضا والغضب والفرح والضحك والعجب وما أشبهها كلها من الصفات الفعلية . هل رضا الله عز وجل كرضا المخلوق ، لقوله تعالى: (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) ومن ناحية ، هذا دليل أثري ودليل العقلي أنه إذا كانت ذات الرب عزوجل لا تماثل ذوات المخلوق فكذلك صفاته ، لأن القول في الصفات فرع عن القول في الذات ، هذا ما مشى عليه أهل السنة، وقالوا ليس لنا أن نتحكم لكلام الله ورسوله بمقتضى أفهامنا ولا أقول عقولنا ، لأن عقولنا تبع تقتضي تبعية الكتاب والسنة ، لكن بمقتضى أفهامنا ، فهؤلاء المعطلة كما قال شيخ الإسلام " هؤلاء أوتوا فهوما وما أوتوا علوما " ، عندهم فهم لكن ما عندهم علم ولا عندهم عقل ، أوتوا ذكاء وما أوتوا زكاء ، أهل السنة يؤمنون بهذه الصفات ويؤمنون بأنها لا تماثل صفات المخلوق، أهل التعطيل يقول لا ما نؤمن به ، لأن هذا صفة نقص ، الرضا صفة نقص والمحبة صفة نقص والغضب صفة نقص فيجب أن نفسرها بلازمه ، هذا واحد، أو نسكت ونقول لا نعلم معناها ، لأن أهل التعطيل لا يمكن أحد الطرفين إما أن نعطل وإما أن نفوض ، تفويض المعنى لا هو تفويض الكيفي ، المعنوي ، وبهذا يقول صاحب الخلاصة:
وكل نص أوهم التشبيه فوضه أو أول ورم تنزيها
الواقع أن هذا ما نزه الله بل بالعكس ، نحن نقول الرضا صفة ثابتة لله عزوجل تستلزم الإثابة والإكرام ، هم يقولون لا ، الرضا هو الإثابة والإكرام وعبر عنه بسبب الملازم له ، فنقول يا ويل للإنسان أن يسمع كلام الله يقول عن نفسه إنه يرضى هم يقولون لا ترضى إنه ليس لك رضا ، ليس لك غضب، ليس لك فرح ، لا إله إلا الله ـ كيف لا يكون وهو الذي أخبر عن نفسه ؟ أأنتم أعلم أم الله ؟ كيف يصف نفسه بما ليس متصفا به وهو الذي يقول لعباده: (( يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم )) وهل هذا إلا بالخاص أن يتكلم بكلامه سبحانه وتعالى وهو يريد خلافه ؟ هذا إلغاز وتعنية ولو أن المعطل فكر قليلا لوجد أن تعطيله من أكبر العدوان في حق الله عزوجل ، نحن نقول الإثابة ناتجة عن الرضا وهي دليل على الرضا يعني دليل عقلي على الرضا ، لأن من أثابك يدل على أيش ؟ أنه راض عنه، فسبحان الله تجد أن أهل الباطل سواء كان من المسائل العملية أو العلمية تجدهم متناقضين ، وعلى هذا فالقاعدة الأصيلة : أن تثبت ما أثبت الله لنفسه في القرآن أو السنة، هذه واحدة ، الثانية أن تنفي عنه مماثلة المخلوق ، وبذلك تسلم عما تأول والحقيقة عما أن تحرف فهذا ضلال ، ومن الضلال أيضا أن تفوض والله ما الرضا ما أدري ما هو ، أنا أقرأ القرآن ولا أتكلم بشيء ، هذا أيضا شر عظيم حتى قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " إن مذهب المفوضة من شر أقوال أهل البدع والإلحاد " ، وصدق رحمه الله ، إذا تأملت قول المفوضة عرفت أنه كفر وإلحاد، كيف ينزل الله علينا قرآنا أشرف ما فيه أن نعلم في الله عزوجل وبأسمائه وصفاته وأحكامه وأفعاله ثم لا نجد سبيلا إلى فهم المعنى ونجعلها عندنا بمنزلة ألف با تا ، وسبحان الله كيف يليق برجل مؤمن أن يقول ما قصه الله علينا عن فرعون وهامان وقارون معلوم المعنى وما قص علينا عن نفسه غير معلوم المعنى أي فائدة لنا في القرآن ؟ مادام ليس معلوما فإننا لم نستفيد منه (( ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني )) إلا قراءة معناه أنه ليس لنا حظ ولا نصيب إلا مجرد قراءة ، على كل حال عقيدتنا هذا ، أن نثبت بكل ما أثبته الله لنفسه في القرآن أو في السنة من غير تمثيل ، وبذلك نسلم في عقيدتنا . من فوائد هذه الآية الكريمة: أن طرق السلامة كثيرة متعددة ، لقوله: (( سبل السلام )) فمثلا أركان الإسلام كم ؟ خمسة ، كل واحد سبيل ، أبواب الجنة ثمانية ، كل باب له أناس مختصون به ، إذا هناك سبل وهناك أبواب والمراد بذلك الشرائع ، أما الإسلام جملة فهو سبيل واحد . ومن فوائد الآية الكريمة: أن من سلك الشريعة فقد سلم ، من أين تؤخذ ؟ من قوله: (( سبل السلام )) سلم من ماذا ؟ سلم في كل معنى الكلمة ، سلم في عقيدته ، في أعماله ، في جزائه ، لأنه سيؤدي به هذا المسلك إلى دار السلام التي يدعو الله إليها (( والله يدعوا إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم )) .
وكل نص أوهم التشبيه فوضه أو أول ورم تنزيها
الواقع أن هذا ما نزه الله بل بالعكس ، نحن نقول الرضا صفة ثابتة لله عزوجل تستلزم الإثابة والإكرام ، هم يقولون لا ، الرضا هو الإثابة والإكرام وعبر عنه بسبب الملازم له ، فنقول يا ويل للإنسان أن يسمع كلام الله يقول عن نفسه إنه يرضى هم يقولون لا ترضى إنه ليس لك رضا ، ليس لك غضب، ليس لك فرح ، لا إله إلا الله ـ كيف لا يكون وهو الذي أخبر عن نفسه ؟ أأنتم أعلم أم الله ؟ كيف يصف نفسه بما ليس متصفا به وهو الذي يقول لعباده: (( يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم )) وهل هذا إلا بالخاص أن يتكلم بكلامه سبحانه وتعالى وهو يريد خلافه ؟ هذا إلغاز وتعنية ولو أن المعطل فكر قليلا لوجد أن تعطيله من أكبر العدوان في حق الله عزوجل ، نحن نقول الإثابة ناتجة عن الرضا وهي دليل على الرضا يعني دليل عقلي على الرضا ، لأن من أثابك يدل على أيش ؟ أنه راض عنه، فسبحان الله تجد أن أهل الباطل سواء كان من المسائل العملية أو العلمية تجدهم متناقضين ، وعلى هذا فالقاعدة الأصيلة : أن تثبت ما أثبت الله لنفسه في القرآن أو السنة، هذه واحدة ، الثانية أن تنفي عنه مماثلة المخلوق ، وبذلك تسلم عما تأول والحقيقة عما أن تحرف فهذا ضلال ، ومن الضلال أيضا أن تفوض والله ما الرضا ما أدري ما هو ، أنا أقرأ القرآن ولا أتكلم بشيء ، هذا أيضا شر عظيم حتى قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " إن مذهب المفوضة من شر أقوال أهل البدع والإلحاد " ، وصدق رحمه الله ، إذا تأملت قول المفوضة عرفت أنه كفر وإلحاد، كيف ينزل الله علينا قرآنا أشرف ما فيه أن نعلم في الله عزوجل وبأسمائه وصفاته وأحكامه وأفعاله ثم لا نجد سبيلا إلى فهم المعنى ونجعلها عندنا بمنزلة ألف با تا ، وسبحان الله كيف يليق برجل مؤمن أن يقول ما قصه الله علينا عن فرعون وهامان وقارون معلوم المعنى وما قص علينا عن نفسه غير معلوم المعنى أي فائدة لنا في القرآن ؟ مادام ليس معلوما فإننا لم نستفيد منه (( ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني )) إلا قراءة معناه أنه ليس لنا حظ ولا نصيب إلا مجرد قراءة ، على كل حال عقيدتنا هذا ، أن نثبت بكل ما أثبته الله لنفسه في القرآن أو في السنة من غير تمثيل ، وبذلك نسلم في عقيدتنا . من فوائد هذه الآية الكريمة: أن طرق السلامة كثيرة متعددة ، لقوله: (( سبل السلام )) فمثلا أركان الإسلام كم ؟ خمسة ، كل واحد سبيل ، أبواب الجنة ثمانية ، كل باب له أناس مختصون به ، إذا هناك سبل وهناك أبواب والمراد بذلك الشرائع ، أما الإسلام جملة فهو سبيل واحد . ومن فوائد الآية الكريمة: أن من سلك الشريعة فقد سلم ، من أين تؤخذ ؟ من قوله: (( سبل السلام )) سلم من ماذا ؟ سلم في كل معنى الكلمة ، سلم في عقيدته ، في أعماله ، في جزائه ، لأنه سيؤدي به هذا المسلك إلى دار السلام التي يدعو الله إليها (( والله يدعوا إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم )) .
4 - الفوائد المستنبطة من الآية << يهدي به الله من اتبع رضوانه ........................>> . أستمع حفظ
هل أهل الكتاب اليوم كفار لكونهم قامت عليهم الحجة ؟غير واضح
السائل : هل أهل الكتاب اليوم كفار لكونهم قامت عليهم الحجة ؟
الشيخ : لا لا يمكن ، هذا من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام ، وإذا قال أهل الكتاب يعني اليهود والنصارى غير كفار فقد كذب القرآن ويعتبر مرتدا إما أن يقر ويقول نعم كفار قامت عليهم الحجة وهم إذا ماتوا على ما هم عليه وهم من أصحاب النار ، وإما أن يقتل ليكون .
الشيخ : لا لا يمكن ، هذا من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام ، وإذا قال أهل الكتاب يعني اليهود والنصارى غير كفار فقد كذب القرآن ويعتبر مرتدا إما أن يقر ويقول نعم كفار قامت عليهم الحجة وهم إذا ماتوا على ما هم عليه وهم من أصحاب النار ، وإما أن يقتل ليكون .
ما حكم من تردد في كفر اليهود والنصارى ؟غير واضح
السائل : ما حكم من تردد في كفر اليهود والنصارى ؟
الشيخ : يجب أن يبين ، وهذا ما سمعناها إلا الآن ، يجب أن يبين ـ بارك الله فيك ـ أنهم كفار بنص القرآن (( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة )) (( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم )) ما فيه شك، واضح ، أليس الرسول قاتل من أهل الكتاب ؟ وأخذ منهم الجزية ؟ ومن لم يسلمها قتله ؟ هل يقتل المسلمين ؟ على كل حال يجب أن يبين ، إذا كان الآن مشتبه على الناس يجب أن يبين في كل المناسبة ، وكما ذكرنا لكم الآن إن الله يسميهم أهل الكتاب إقامة للحجة عليهم لا إقرارا لما هم عليه ولا إكراما لهم .
الشيخ : يجب أن يبين ، وهذا ما سمعناها إلا الآن ، يجب أن يبين ـ بارك الله فيك ـ أنهم كفار بنص القرآن (( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة )) (( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم )) ما فيه شك، واضح ، أليس الرسول قاتل من أهل الكتاب ؟ وأخذ منهم الجزية ؟ ومن لم يسلمها قتله ؟ هل يقتل المسلمين ؟ على كل حال يجب أن يبين ، إذا كان الآن مشتبه على الناس يجب أن يبين في كل المناسبة ، وكما ذكرنا لكم الآن إن الله يسميهم أهل الكتاب إقامة للحجة عليهم لا إقرارا لما هم عليه ولا إكراما لهم .
تتمة الفوائد المستنبطة من الآية السابقة .
قال الله تعالى: (( ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم )) . من فوائد هذه الآية الكريمة: الرد على القدرية الذين يقولون إن الله لا علاقة له بفعل العبد ، فالآية صريحة (( يخرجهم من الظلمات إلى النور )) . ومن فوائدها: أن المعاصي ظلمات ، والكفر والشرك أعظمها ظلما قال الله تعالى: (( إن الشرك لظلم عظيم )) والافتراء على الله الكذب من أعظمها ظلما (( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا )) ، ومنع المساجد أن يذكر فيها اسم الله أعظم ظلما (( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه )) ، المهم أن معاصي كلها من الظلمات ، الجهل أيضا ظلم لأنه يعمي على الإنسان الطريق ولا يدري أين يذهب،، أين يرجع ، كيف يعمل ، وكذلك أيضا من الظلم ظلم العباد بالعدوان عليهم أو أموالهم أو أبدانهم أو أعراضهم . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن شريعة نور ، وهي كذلك هي نور لاشك ولا يحس بذلك إلا من آتاه الله تعالى إيمانا ويقينا كاملا ، كلما كمل الإيمان ازداد الإنسان نورا وتبين له نور الشريعة ـ نسأل الله أن يبين لنا ولكم ذلك . ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات الإذن لله عزوجل ، ولست أقصد الإذن التي يسمع بها لأن هذا أمر لا نعلمه ، لكن الإذن الذي هو الإرادة وهو نوعان: إذن شرعي ، وإذن كوني ، فالإذن الشرعي ما شرعه الله عزوجل ، كل ما شرعه الله فقد أذن فيه شرعا ولا يلزم من الإذن الشرعي وقوع ما أذن الله به . الإذن الكوني هو ما أراد الله عزوجل ، وهذا الإذن لابد أن يقع ، لأنه إرادة الله سبحانه وتعالى . فهنا (( بإذنه )) هل هو الإذن الشرعي أو القدري ؟ القدري لأن إخراجهم من الظلمات إلى النور يتعلق بالربوبية ، بالقدر . ومن فوائد الآية الكريمة: أنه كلما تمسك الإنسان بشريعة الله هداه الله تعالى ، لقوله: (( ويهديهم إلى صراط مستقيم )) وهذا له شواهد كثيرة في القرآن أن المعاصي سبب للزيغ وأن الطاعة سبب للهداية والرشد ، وهذا له أمثلة كثيرة في القرآن ولا حاجة إلى استعابها لأنها تمر علينا كثيرا.
ومن فوائد الآية الكريمة: أن الطرق منها المستقيم ومنها المعوج ، فطريق الله تعالى مستقيم وما سواه من الطرق فإنه معوج ليس فيه . ولا يوصل إلى نتيجة ، لأنه معوج .
ومن فوائد الآية الكريمة: أن الطرق منها المستقيم ومنها المعوج ، فطريق الله تعالى مستقيم وما سواه من الطرق فإنه معوج ليس فيه . ولا يوصل إلى نتيجة ، لأنه معوج .
تفسير قول الله تعالى : << لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه و من في الأرض جميعا ولله ملك السماوات و الأرض وما بينهما يخلق ما يشاء و الله على كل شيئ قدير >>
ثم قال الله تبارك وتعالى: (( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم )) لا يخفى أن الجملة الآن مؤكدة بثلاثة مؤكدات وهي ؟ اللام ، وقد ، والقسم المقدر ، لأن قوله: (( ولقد )) يقدر بقولك والله لقد (( لقد كفر الذين قالوا )) . إذا قال قائل: ما الذي أعلمكم أن هناك شيئا م هو القسم ؟ نقول أعلمنا ربنا عزوجل ، أعلمنا ذلك الله ، لأن الله قال: (( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين )) واللسان العربي كلما جاءت مثل هذه الصيغة فهي مقدرة بقسم، وعلى هذا فيكون الذي دلنا على ذلك هو كلام الله عز وجل . (( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم )) وهؤلاء هم النصارى بنص القرآن، (( وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله )) . وقوله: (( إن الله هو )) هو ضمير فصل وضمير الفصل يفيد ثلاثة أشياء ، الأول الحصر ، والثاني التوكيد ، والثالث التمييز بين الصفة والخبر ، وهذا الأخير أحيانا يستغنى عنه ويعرف الخبر بدونه لكن يؤتى به، كقوله تعالى: (( لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين )) فهنا هم ضمير ؟ ضمير فصل ؟ ما الذي أعلمكم ؟ نصب ما بعده وإلا كان مرفوعا، فهنا (( إن كانوا هم الغالبين )) لا نحتاج إليه من حيث التمييز بين الصفة وبين الخبر لأن الضمائر لا تنعت ، الضمائر لا تنعت ولا ينعت بها، وهنا لا يمكن أن تكون (( الغالبين )) نعتا للواو من وجهين ، أولا القاعدة التي ذكرنا وهي أن الضمائر لا تنعت ولا ينعت بها ، والثاني أن (( الغالبين )) منصوبة والواو مرفوعة ولا يمكن أن تكون نعتا لها، على كل حال نرجع إلى فوائد ضمير الفصل، ثلاثة ، أولا ؟ الحصر، ثانيا ؟ التوكيد، ثالثا ؟ التمييز بين الخبر والصفة ، هنا (( إن الله هو المسيح ابن مريم )) أكدوا تأكيدا بهذا الضمير أنه مسيح ابن مريم ، قاتلهم الله أنى يؤفكون ، فكيف يكون الله هو المسيح ابن مريم ؟ ابن مريم مخلوق ولا خالق ؟ مخلوق ، والخالق هو الله فكيف يكون الخالق هو عين المخلوق ؟ هذا مستحيل عقلا كما هو مستحيل شرعا ، هم أيضا قالوا إن المسيح ابن الله كما قالت اليهود عزير ابن الله . (( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم )) المسيح بمعنى الماسح ، والمسيح الدجال بمعنى الممسوح ، انتبهوا للفرق ! المسيح هنا بمعنى الماسح ، قال العلماء ، لأنه لا يسمح ذا عاهة إلا برأ بإذن الله (( يبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله )) فسمي مسيحا ، المسيح الدجال بمعنى ممسوح لأن عينه ممسوحا حيث إنه أعور ، وأما من استحب من العلماء رحمهم الله وعفا عنهم أن يقال في المسيح الدجال المسيخ يعني الممسوخ وفي عيسى بن مريم المسيح هذا غلط ، لأن الذي علم أمته أن يقولوا ( أعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ) أعلم منهم بذلك ومع ذلك سماه المسيح . وقوله: (( ابن مريم )) أضافه إلى أمه ، لأنه ليس له أب فأضيف إلى أمه وسيأتينا في الفوائد إن شاء الله أن ليس له أب يضاف إلى أمه ، (( ابن مريم )) مريم بنت من ؟ عمران ، وأخت من ؟ أخت هارون، إذا هي أخت لموسى وهارون ؟ لا ، لا ؟ لماذا ؟ لأنهم كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم وإلا فبينها وبينهما زمن بعيد . (( قل )) يعني يا محمد لهؤلاء (( فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا )) الله أكبر حجة داحضة ، من يملك من الله إن أراد أن يهلك ، إذا فالمسيح ابن مريم مربوب مقدور عليه يقدر الله أن يهلكه وأمه ومن في الأرض جميعا ، فكيف يكون هو الله عزوجل ؟ هذا لا يمكن، لو أراد الله أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا أحد يملك من الله شيئا ؟ لا أحد يملك ، وهذه حجة داحضة والدليل على هذا أن عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام حاول اليهود أن يقتلوه وفعلا دخلوا وقتلوا من ألقى الله شبهه عليه وقالوا إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم . (( فمن يملك من الله شيئا )) يملك بمعنى يمنع، من يمنع شيئا على إرادة الله (( إن أراد )) بالإرادة الكونية القدرية (( أن يهلك المسيح ابن مريم )) أي يتعبه بعد أن كان موجودا المسيح ابن مريم الذي قلتم هو الله وأمه أيضا التي أتت به فيهلك الفرع والأصل ، من الفرع ؟ عيسى ، والأصل أمه ، فالله تعالى لو أراد أن يهلك المسيح الذي زعمتم أنه الله وأصله الذي هي أمه ومن في الأرض جميعا أحد يملك أن يمنع الله ؟ لا والله ما أحد يملك أن يمنع الله ، (( ولو يؤاخذ الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى )) والقادر على أن يبعثهم بكلمة واحدة كلهم يوم القيمة قادر على أن يهلكهم بكلمة واحدة ولا أحد يملك منه شيئا . (( ومن في الأرض جميعا )) (( جميعا )) هذه حال من المسيح وأمه وبقوله ومن في الأرض يعني كلهم يهلكهم . ثم قال: (( ولله ملك السموات والأرض )) كل ما في السموات ، كل ما نشاهده فهو مملوك لله ، وإذا كان مملوكا لله تعذر أن يكون هو الله ، واضح ؟ فاستدل الله عزوجل على أنه ليس الله بأمرين ، الأول أن المسيح لا يملك أن يدفع شيئا عن نفسه لو أراد الله أن يهلكه ، والثاني أن كل شيء في السموات والأرض فهو ملك لله فكيف يكون هو الله ؟ فيكف يكون المملوك مالكا ؟ هذا مناقض للعلق والفطرة . (( ولله ملك السموات والأرض وما بينهما )) ملك السموات وهي سبع والأرض وهي سبع ، السموات بنص القرآن هي سبع (( قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم )) لكن الأرض ؟ الأرض ليس في القرآن تصريح بأنها سبع لكن في القرآن ما يدل على أنها سبع .
اضيفت في - 2007-08-13