تفسير سورة الأنعام-01a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ : سم الله
الطالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ ))[الأنعام:1- 3]
الشيخ : بس أعوذ بالله من الشيطان الرجيم سبق في الدرس الماضي أن شرعنا في الكلام على البسملة أليس كذلك ؟ طيب
انتهينا إلى قوله تبارك وتعالى بسم الله وذكرنا أن هذا الاسم العظيم هو أصل الأسماء ولا يسمى به سوي الله عز وجل
أما قوله (( الرحمن )) فالرحمن مشتق من الرحمة ولكنه على صيغة فعلان وهذه الصيغة تدل على السعة والامتلاء فيكون معناه أنه ذو رحمة واسعة، ولهذا فسرها بعضهم بأن الرحمن ذو الرحمة العامة ولكن الصواب أنه ذو الرحمة الواسعة يرحم من شاء عز وجل فهي أدل على الوصف منها على الفعل أدل على وصف الله منها على الفعل أما الرحيم فهو صيغة مبالغة من الرحمن، لكنها أدل على الفعل منها على الوصف فسبقت الرحمن لأنه وصف وأصل الرحيم لأنها فعل فهو رحمن يرحم عز وجل.
وقد ذكر الله تبارك وتعالى أنه بالمؤمنين رحيم والمراد الرحمة الخاصة
إذن الرحمن تدل على ماذا ؟ الوصف والرحيم على الفعل يعني أنه يرحم قسم العلماء رحمهم الله الرحمة إلى قسمين عامة وخاصة.
فأما العامة فهي الشاملة لجميع الخلق المؤمن والكافر والبر والفاجر والصغير والكبير والبهيم والعاقل كل الخلق تحت رحمة الله عز وجل لا يشذ أحد عن هذه الرحمة العامة الرحمة الخاصة هي التي تختص بالمؤمنين فهي رحمة خاصة والفرق بينهما أن الرحمة الخاصة تتصل برحمة الآخرة فيكون لله عز وجل على المؤمنين رحمة في الدنيا ورحمة في الآخرة أما الرحمة العامة فلا أثر لها إلا في الدنيا.
و لذلك نقول الكفار في الآخرة يعاملون بالعدل لا يعاملهم بالرحمة البهائم وغير العاقل كذلك يعاملون بالعدل لأن الله يقضي بينهم بين البهائم ثم يأمرهن أن يكن ترابا فيكن ترابا ولا نعلم فالرحمة إذن كم ؟
الطالب: نوعان
الشيخ : أو قسمان عامة تشمل جميع الخلق خاصة تختص بالمؤمنين الفرق بينهما أن العامة إنما تكون في الدنيا فقط والخاصة تكون في الدنيا والآخرة اللهم ارحمنا برحمتك
وذكر هذين الاسمين الكريمين عند البسملة التي تتقدم فعل العبد وقوله إشارة إلى أن الله إذا لم يرحمك فلن تستفيد من هذا الفعل ولا من هذا القول ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لن يدخل أحد الجنة بعمله قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته )
الطالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ ))[الأنعام:1- 3]
الشيخ : بس أعوذ بالله من الشيطان الرجيم سبق في الدرس الماضي أن شرعنا في الكلام على البسملة أليس كذلك ؟ طيب
انتهينا إلى قوله تبارك وتعالى بسم الله وذكرنا أن هذا الاسم العظيم هو أصل الأسماء ولا يسمى به سوي الله عز وجل
أما قوله (( الرحمن )) فالرحمن مشتق من الرحمة ولكنه على صيغة فعلان وهذه الصيغة تدل على السعة والامتلاء فيكون معناه أنه ذو رحمة واسعة، ولهذا فسرها بعضهم بأن الرحمن ذو الرحمة العامة ولكن الصواب أنه ذو الرحمة الواسعة يرحم من شاء عز وجل فهي أدل على الوصف منها على الفعل أدل على وصف الله منها على الفعل أما الرحيم فهو صيغة مبالغة من الرحمن، لكنها أدل على الفعل منها على الوصف فسبقت الرحمن لأنه وصف وأصل الرحيم لأنها فعل فهو رحمن يرحم عز وجل.
وقد ذكر الله تبارك وتعالى أنه بالمؤمنين رحيم والمراد الرحمة الخاصة
إذن الرحمن تدل على ماذا ؟ الوصف والرحيم على الفعل يعني أنه يرحم قسم العلماء رحمهم الله الرحمة إلى قسمين عامة وخاصة.
فأما العامة فهي الشاملة لجميع الخلق المؤمن والكافر والبر والفاجر والصغير والكبير والبهيم والعاقل كل الخلق تحت رحمة الله عز وجل لا يشذ أحد عن هذه الرحمة العامة الرحمة الخاصة هي التي تختص بالمؤمنين فهي رحمة خاصة والفرق بينهما أن الرحمة الخاصة تتصل برحمة الآخرة فيكون لله عز وجل على المؤمنين رحمة في الدنيا ورحمة في الآخرة أما الرحمة العامة فلا أثر لها إلا في الدنيا.
و لذلك نقول الكفار في الآخرة يعاملون بالعدل لا يعاملهم بالرحمة البهائم وغير العاقل كذلك يعاملون بالعدل لأن الله يقضي بينهم بين البهائم ثم يأمرهن أن يكن ترابا فيكن ترابا ولا نعلم فالرحمة إذن كم ؟
الطالب: نوعان
الشيخ : أو قسمان عامة تشمل جميع الخلق خاصة تختص بالمؤمنين الفرق بينهما أن العامة إنما تكون في الدنيا فقط والخاصة تكون في الدنيا والآخرة اللهم ارحمنا برحمتك
وذكر هذين الاسمين الكريمين عند البسملة التي تتقدم فعل العبد وقوله إشارة إلى أن الله إذا لم يرحمك فلن تستفيد من هذا الفعل ولا من هذا القول ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لن يدخل أحد الجنة بعمله قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته )
قال الله تعالى : { الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور }
قال (( الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض )) أل هنا للاستغراق أي جميع الحمد من كل وجه ثابت لله عز وجل واللام في قوله لله إما للاختصاص وإما للاستحقاق ولا تنافي بين المعنيين وعلى هذا فتكون للاستحقاق والاختصاص لأن ( الـ ) في قوله الحمد لله للعموم ولا أحد يستحق الحمد على العموم إلا الله عز وجل فتكون اللام للاستحقاق وللاختصاص أيضا.
و لكن ما هو الحمد ؟ الحمد كثير من الناس يفسره بالثناء على الجميل الاختياري ولكن هذا ليس بصحيح لأن الثناء يكون تكرار الحمد والدليل على هذا قوله عز وجل في الحديث القدسي: ( إذا قال العبد ((الحمد لله رب العالمين)) قال الله حمدني عبد وإذا قال الرحمن الرحيم قال أثنى علي ) وهذا يدل على أن الثناء هو تكرار الوصف الكامل والاشتقاق يدل عليه لأن الثناء من الثني وهو إعادة الشيء أو رد الشيء بعضه إلى بعض وأما قولهم على الجميل الاختياري فهو بالنسبة لله عز وجل هو غير صحيح لأن الله يحمد على ما يفعله عز وجل وهو يختار ما يشاء ويحمد على كمال صفاته اللازمة التي لا تتعدى إلى أحد فهو محمود على كمال حياته ومحمود على كمال قيوميته الأول وصف لازم والثاني وصف متعدي ولازم أيضا كما سبق تفسيره
صالح إذن الصواب أن حمد الله يكون على أفعاله التي يختارها وعلى صفاته الكاملة اللازمة له فبماذا نعرفه ؟ نقول الحمد وصف المحمود بالكمال حبا وتعظيما الحمد وصف المحمود بالكمال اللازم والمتعدي حبا وتعظيما لأن الوصف الكمال قد تصف شخصا ما بالكمال لا محبة له لكن رجاء لما سيجازيك به وقد تمدحه لا على سبيل المحبة والتعظيم ولكن خوفا من شره فالحمد إذن لا بد أن يقيد أنه على وجه المحبة والتعظيم فإن لم يكن على وجه المحبة والعظيم فهو مدح
وانظر إلى عمق اللغة العربية كيف فرقت بين حمد ومدح مع تساويهما في الحروف نوعا وعددا الحروف ثلاثة هذا العدد النوع نفس الحرف ح م د لكن اختلاف الترتيب حمد ومدح باختلاف هذا الترتيب اختلف معناهما والنسبة بينهما الخصوص والعموم فكل حمد مدح وليس كل مدح حمد لأن الحمد كما قلنا لا بد أن يكون على وجه المحبة والتعظيم والمدح بخلاف ذلك قد يمدح الرجل سلطانا أو وزيرا أو ما أشبه ذلك لا محبة له ولا تعظيما له ولكن يرجوا نواله أو يخاف منه أما الحمد فلا
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله الفروق بينهما في كتابه بدائع الفوائد الذي حثنا شيخا عليه حين الطلب وقال إنه كتاب عظيم وهو كذلك يشبهه من بعض الوجوه صيد الخاطر لابن الجوزي لكن من حيث العمق والمعنى والفائدة لا سواء ولا مقارنة فهو رحمه الله بين بيانا واضحا الفروق بين الحمد والمدح وبحث هذا المبحث حتى أنضجه طبخا
وقال إن شيخنا يعني ابن تيمية رحمه الله كان إذا بحث في مثل هذه الأمور أتى بالعجب العجاب رحمه الله ولكنه كما قيل تألق البرق نجديا فقلت له إليك عني فإني عنك مشغول لأن شيخ الإسلام ما عنده التفرغ إلى أن يتكلم في مثل هذه الأمور يتكلم بما هو أعظم وقد جمع أخونا وزميلكم فريد بن عبد العزيز الزامل المباحث النحوية التي تكلم عليها شيخ الإسلام ابن تيمية جمعها في رسالة لكنها لم تطبع بعد وهذا طيب ومر علينا من هذا النوع مر علينا في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لما تكلم عن قول الله تعالى (( وخضتم كالذي خاضوا )) بحث بحثا ما تجده في أي كتاب رحمه الله
المهم نرجع إلى ما نحن عليه الحمد هو وصف المحمود بالكمال على وجه المحبة والتعظيم (( لله )) قلنا اللام للاستغراق والاختصاص لا أحد يستحق الحمد كله من كل وجه إلا الله عز وجل وهذا الحمد المذكور خاص بالله عز وجل فهو عز وجل المستحق أن يحمد والحمد الكامل مختص به .
أما الله فهي علم على الله عز وجل والتعبير بها أحسن من التعبير بغيرها بعض الناس الآن يعبر فيقول قال الحق كذا وكذا هذا صحيح أن الله هو الحق المبين لكن اجعل عبارتك على عبارة السلف فهم يقولون قال الله أو يقولون قال ربنا أما قال الحق فهذه يأتي بها الإنسان لأجل أن يفتح الأذهان لكي يقول السامع من هذا ؟لكن نقول قال الله التي بنيت عليها الإلوهية والعبادة أحسن ولكن لا بأس أن تقول قال ربنا أو قال ربكم كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه أحيانا ( أتدرون ماذا قال ربكم ؟ )
الله مشتقة من الإلوهية وأله بمعنى تعبد وليست بمعنى تحير كما زعمها بعضهم لأن الإنسان إذا قال الله ما يجد تحيرا يجد ربا معروفا عز وجل لا حيرة فيه يكون أصلها الإله لكن حذفت الهمز لكثرة الاستعمال وقالوا إن نظيرها الناس وأصله الأناس وكلمة خير وشر وأصله أخير وأشير إذن الله أصلها الإله وهي من أله ألهه أي تعبده وهل هو مشتق أو جامد الصواب أنه مشتق وأنه لا يوجد اسم من أسماء الله ولا من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من أسماء القرآن يكون جامدا أبدا لأن الجامد معناه أنه لا معنى له إلا الدلالة على المعين فقط لأن العلم كما قال ابن مالك :" اسم يعين المسمى مطلقا علمه كجعفر وخرنقا "
فلو قلنا أن أسماء الله أو أسماء الرسول أو أسماء الكتاب العزيز أنها جامدة معناها أنها لا تدل إلا على تعيين المسمى فقط ولكن نقول هي مشتقة تدل على تعيين المسمى وعلى المعنى الذي اشتقت منه لا بد
إذن الله مشتقة من الإله أو الإلوهية وهي التعبد لله عز وجل
(( الذي خلق السماوات والأرض)) الذي وصف للفظ الجلالة خلق السماوات والأرض خلق أي أوجدها على تدبير محكم لأن الأصل في الخلق في اللغة هو التقدير كما قال الشاعر
" ولأنت تفري ما خلقت وبعض الناس يخلق ثم لايفري "
يفري يعني يفعل تفري ما خلقت يعني ما قدرت فالخلق إذن هو الإيجاد على وجه التقدير المحكم
وقوله (( السماوات والأرض )) (( السماوات )) مفعول خلق ولا مانع أن نقول أنها مفعول خلافا لمن قال أنها لا تصح أن تكون مفعولا لأن المفعول لا بد أن يرد الفعل عليه وهو موجود وخلق السماوات والأرض ورد عليها قبل أن تخلق ولكن هذا تكلف والصواب الذي عليه أكثر المعربين أن السماوات مفعول به طيب خلق السماوات والأرض السماوات من سما يسموا إذا علا وقد بين الله عز وجل أنه سبع وأنها طباق وأنها شداد وأنها مبنية بأيد أي بقوة نقف على هذا فيه أسئلة عندكم وإلا نمشي؟
وقوله (( والأرض )) معطوفة على السماوات وهي لفظ مفرد لكنه لا يمنع التعدد إذا ثبت أنها متعددة انتبه لهذا القيد لا يمنع التعدد إذا ثبت أنها ايش ؟متعددة ولو لم يثبت أنها متعددة لقلنا أنها واحد هذا مقتضى اللفظ لكن نقول إن المراد بها الجنس وحينئذ لا ينافي التعدد وهي متعددة لدلالة ظاهر القرآن وصريح السنة
أما ظاهر القرآن فقد قال الله تعالى (( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ))[الطلاق:12] أي في العدد ولا يمكن أن يقول قائل ومن الأرض مثلهن في الكيفية والصفة لا أحد يقول لأن الفرق بين السماء والأرض واضح فيتعين أن يكون المراد العدد وهو كذلك أما السنة فصريحة قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من اقتطع شبرا من الأرض ظلما طوقه الله به يوم القيامة من سبع أرضين ) فالمراد بالأرض الجنس فلا ينافي التعدد وقد ثبت تعدد الأرضين بظاهر القرآن وصريح السنة .
(( وجعل الظلمات والنور )) جعل بمعنى خلق ولكن إذا كانت بمعنى خلق فما هي الحكمة في أن عبر عن الخلق بالجعل قيل إن الحكمة هو التفنن في العبارة يعني تغيير العبارة قصدي اللفظ مع اتحاد المعنى أحيانا يكون من البلاغة وقيل إن الحكمة من ذلك أن النور لا يمكن أن يقوم إلا بغيره النور لا يمكن أن يقوم إلا بغيره مثلا نور الشمس الآن لا يمكن أن يتبين إلا أن يكون هناك جسم قابل له ولذلك ما بيننا وبين الشمس ظلمة ما في نور لأن النور لا يمكن أن يظهر أثره إلا أن يكون مقابلا بجسم تجدون الآن الفرق بين أن تقابل الشمس جسما قابل للحرارة وجسما غير قابل وجسما قابلا لنصاعة البياض وجسما غير قابل لأن النور لا يمكن أن يكون قائما بنفسه ولا يتبين إلا إذا كان ايش ؟منعكسا على جسم فهذا هو الحكمة من قوله وجعل
حكمة أخرى أن الظلمات والنور تكون حسية ومعنوية أليس كذلك ؟ ظلمة الليل ما هي ؟حسية ظلمة الجهل معنوية كذلك النور نور النهار حسي نور العلم والإيمان معنوي ومن نور العلم والإيمان استنارة القلب بكلام الله عز وجل وكلام الله تعالى غير مخلوق مع أن القرآن يسمى نورا كما قال الله تعالى (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ))[النساء:174] واضح فلذلك عبر الله عز وجل بالجعل لأنه يتعلق بالمخلوق وغير المخلوق
(( وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون )) (( ثم )) حرف عطف معروف ويفيد العطف والتراخي وإن شئت تقول الترتيب والتراخي يفيد الترتيب والتراخي فيكون معنى الآية ثم مع ظهور هذا الأمر وهو خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور مع هذا الذين كفروا بربهم يعدلون مع ظهور الآيات
ولا شك أن كفر الكافرين مع ظهور الآيات أشد في اللوم والتوبيخ ممن ليسوا كذلك.
وقوله (( كفروا بربهم )) ، بربهم هل نجعلها متعلقا بـ (( كفروا )) أو متعلقا بـ (( يعدلون )) التركيب محتمل أن تكون كفروا بربهم يعدلون أي يعدلون به غيره ويحتمل أن تكون الذين كفروا منفصلة عن قوله (( بربهم يعدلون )) ويكون الذين كفروا يعدلون بربهم أي يجعلون غير الله معادلا لله عز وجل .
الشيخ : سم الله
الطالب : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ
مَا تَكْسِبُونَ ))[الأنعام:3]
الشيخ : بس أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى (( الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض )) سبق تفسير هذه الجملة ؟
الطالب:...
الشيخ : كلها وجعل الظلمات والنور إلى هنا وقفنا
و لكن ما هو الحمد ؟ الحمد كثير من الناس يفسره بالثناء على الجميل الاختياري ولكن هذا ليس بصحيح لأن الثناء يكون تكرار الحمد والدليل على هذا قوله عز وجل في الحديث القدسي: ( إذا قال العبد ((الحمد لله رب العالمين)) قال الله حمدني عبد وإذا قال الرحمن الرحيم قال أثنى علي ) وهذا يدل على أن الثناء هو تكرار الوصف الكامل والاشتقاق يدل عليه لأن الثناء من الثني وهو إعادة الشيء أو رد الشيء بعضه إلى بعض وأما قولهم على الجميل الاختياري فهو بالنسبة لله عز وجل هو غير صحيح لأن الله يحمد على ما يفعله عز وجل وهو يختار ما يشاء ويحمد على كمال صفاته اللازمة التي لا تتعدى إلى أحد فهو محمود على كمال حياته ومحمود على كمال قيوميته الأول وصف لازم والثاني وصف متعدي ولازم أيضا كما سبق تفسيره
صالح إذن الصواب أن حمد الله يكون على أفعاله التي يختارها وعلى صفاته الكاملة اللازمة له فبماذا نعرفه ؟ نقول الحمد وصف المحمود بالكمال حبا وتعظيما الحمد وصف المحمود بالكمال اللازم والمتعدي حبا وتعظيما لأن الوصف الكمال قد تصف شخصا ما بالكمال لا محبة له لكن رجاء لما سيجازيك به وقد تمدحه لا على سبيل المحبة والتعظيم ولكن خوفا من شره فالحمد إذن لا بد أن يقيد أنه على وجه المحبة والتعظيم فإن لم يكن على وجه المحبة والعظيم فهو مدح
وانظر إلى عمق اللغة العربية كيف فرقت بين حمد ومدح مع تساويهما في الحروف نوعا وعددا الحروف ثلاثة هذا العدد النوع نفس الحرف ح م د لكن اختلاف الترتيب حمد ومدح باختلاف هذا الترتيب اختلف معناهما والنسبة بينهما الخصوص والعموم فكل حمد مدح وليس كل مدح حمد لأن الحمد كما قلنا لا بد أن يكون على وجه المحبة والتعظيم والمدح بخلاف ذلك قد يمدح الرجل سلطانا أو وزيرا أو ما أشبه ذلك لا محبة له ولا تعظيما له ولكن يرجوا نواله أو يخاف منه أما الحمد فلا
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله الفروق بينهما في كتابه بدائع الفوائد الذي حثنا شيخا عليه حين الطلب وقال إنه كتاب عظيم وهو كذلك يشبهه من بعض الوجوه صيد الخاطر لابن الجوزي لكن من حيث العمق والمعنى والفائدة لا سواء ولا مقارنة فهو رحمه الله بين بيانا واضحا الفروق بين الحمد والمدح وبحث هذا المبحث حتى أنضجه طبخا
وقال إن شيخنا يعني ابن تيمية رحمه الله كان إذا بحث في مثل هذه الأمور أتى بالعجب العجاب رحمه الله ولكنه كما قيل تألق البرق نجديا فقلت له إليك عني فإني عنك مشغول لأن شيخ الإسلام ما عنده التفرغ إلى أن يتكلم في مثل هذه الأمور يتكلم بما هو أعظم وقد جمع أخونا وزميلكم فريد بن عبد العزيز الزامل المباحث النحوية التي تكلم عليها شيخ الإسلام ابن تيمية جمعها في رسالة لكنها لم تطبع بعد وهذا طيب ومر علينا من هذا النوع مر علينا في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لما تكلم عن قول الله تعالى (( وخضتم كالذي خاضوا )) بحث بحثا ما تجده في أي كتاب رحمه الله
المهم نرجع إلى ما نحن عليه الحمد هو وصف المحمود بالكمال على وجه المحبة والتعظيم (( لله )) قلنا اللام للاستغراق والاختصاص لا أحد يستحق الحمد كله من كل وجه إلا الله عز وجل وهذا الحمد المذكور خاص بالله عز وجل فهو عز وجل المستحق أن يحمد والحمد الكامل مختص به .
أما الله فهي علم على الله عز وجل والتعبير بها أحسن من التعبير بغيرها بعض الناس الآن يعبر فيقول قال الحق كذا وكذا هذا صحيح أن الله هو الحق المبين لكن اجعل عبارتك على عبارة السلف فهم يقولون قال الله أو يقولون قال ربنا أما قال الحق فهذه يأتي بها الإنسان لأجل أن يفتح الأذهان لكي يقول السامع من هذا ؟لكن نقول قال الله التي بنيت عليها الإلوهية والعبادة أحسن ولكن لا بأس أن تقول قال ربنا أو قال ربكم كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه أحيانا ( أتدرون ماذا قال ربكم ؟ )
الله مشتقة من الإلوهية وأله بمعنى تعبد وليست بمعنى تحير كما زعمها بعضهم لأن الإنسان إذا قال الله ما يجد تحيرا يجد ربا معروفا عز وجل لا حيرة فيه يكون أصلها الإله لكن حذفت الهمز لكثرة الاستعمال وقالوا إن نظيرها الناس وأصله الأناس وكلمة خير وشر وأصله أخير وأشير إذن الله أصلها الإله وهي من أله ألهه أي تعبده وهل هو مشتق أو جامد الصواب أنه مشتق وأنه لا يوجد اسم من أسماء الله ولا من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من أسماء القرآن يكون جامدا أبدا لأن الجامد معناه أنه لا معنى له إلا الدلالة على المعين فقط لأن العلم كما قال ابن مالك :" اسم يعين المسمى مطلقا علمه كجعفر وخرنقا "
فلو قلنا أن أسماء الله أو أسماء الرسول أو أسماء الكتاب العزيز أنها جامدة معناها أنها لا تدل إلا على تعيين المسمى فقط ولكن نقول هي مشتقة تدل على تعيين المسمى وعلى المعنى الذي اشتقت منه لا بد
إذن الله مشتقة من الإله أو الإلوهية وهي التعبد لله عز وجل
(( الذي خلق السماوات والأرض)) الذي وصف للفظ الجلالة خلق السماوات والأرض خلق أي أوجدها على تدبير محكم لأن الأصل في الخلق في اللغة هو التقدير كما قال الشاعر
" ولأنت تفري ما خلقت وبعض الناس يخلق ثم لايفري "
يفري يعني يفعل تفري ما خلقت يعني ما قدرت فالخلق إذن هو الإيجاد على وجه التقدير المحكم
وقوله (( السماوات والأرض )) (( السماوات )) مفعول خلق ولا مانع أن نقول أنها مفعول خلافا لمن قال أنها لا تصح أن تكون مفعولا لأن المفعول لا بد أن يرد الفعل عليه وهو موجود وخلق السماوات والأرض ورد عليها قبل أن تخلق ولكن هذا تكلف والصواب الذي عليه أكثر المعربين أن السماوات مفعول به طيب خلق السماوات والأرض السماوات من سما يسموا إذا علا وقد بين الله عز وجل أنه سبع وأنها طباق وأنها شداد وأنها مبنية بأيد أي بقوة نقف على هذا فيه أسئلة عندكم وإلا نمشي؟
وقوله (( والأرض )) معطوفة على السماوات وهي لفظ مفرد لكنه لا يمنع التعدد إذا ثبت أنها متعددة انتبه لهذا القيد لا يمنع التعدد إذا ثبت أنها ايش ؟متعددة ولو لم يثبت أنها متعددة لقلنا أنها واحد هذا مقتضى اللفظ لكن نقول إن المراد بها الجنس وحينئذ لا ينافي التعدد وهي متعددة لدلالة ظاهر القرآن وصريح السنة
أما ظاهر القرآن فقد قال الله تعالى (( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ))[الطلاق:12] أي في العدد ولا يمكن أن يقول قائل ومن الأرض مثلهن في الكيفية والصفة لا أحد يقول لأن الفرق بين السماء والأرض واضح فيتعين أن يكون المراد العدد وهو كذلك أما السنة فصريحة قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من اقتطع شبرا من الأرض ظلما طوقه الله به يوم القيامة من سبع أرضين ) فالمراد بالأرض الجنس فلا ينافي التعدد وقد ثبت تعدد الأرضين بظاهر القرآن وصريح السنة .
(( وجعل الظلمات والنور )) جعل بمعنى خلق ولكن إذا كانت بمعنى خلق فما هي الحكمة في أن عبر عن الخلق بالجعل قيل إن الحكمة هو التفنن في العبارة يعني تغيير العبارة قصدي اللفظ مع اتحاد المعنى أحيانا يكون من البلاغة وقيل إن الحكمة من ذلك أن النور لا يمكن أن يقوم إلا بغيره النور لا يمكن أن يقوم إلا بغيره مثلا نور الشمس الآن لا يمكن أن يتبين إلا أن يكون هناك جسم قابل له ولذلك ما بيننا وبين الشمس ظلمة ما في نور لأن النور لا يمكن أن يظهر أثره إلا أن يكون مقابلا بجسم تجدون الآن الفرق بين أن تقابل الشمس جسما قابل للحرارة وجسما غير قابل وجسما قابلا لنصاعة البياض وجسما غير قابل لأن النور لا يمكن أن يكون قائما بنفسه ولا يتبين إلا إذا كان ايش ؟منعكسا على جسم فهذا هو الحكمة من قوله وجعل
حكمة أخرى أن الظلمات والنور تكون حسية ومعنوية أليس كذلك ؟ ظلمة الليل ما هي ؟حسية ظلمة الجهل معنوية كذلك النور نور النهار حسي نور العلم والإيمان معنوي ومن نور العلم والإيمان استنارة القلب بكلام الله عز وجل وكلام الله تعالى غير مخلوق مع أن القرآن يسمى نورا كما قال الله تعالى (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ))[النساء:174] واضح فلذلك عبر الله عز وجل بالجعل لأنه يتعلق بالمخلوق وغير المخلوق
(( وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون )) (( ثم )) حرف عطف معروف ويفيد العطف والتراخي وإن شئت تقول الترتيب والتراخي يفيد الترتيب والتراخي فيكون معنى الآية ثم مع ظهور هذا الأمر وهو خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور مع هذا الذين كفروا بربهم يعدلون مع ظهور الآيات
ولا شك أن كفر الكافرين مع ظهور الآيات أشد في اللوم والتوبيخ ممن ليسوا كذلك.
وقوله (( كفروا بربهم )) ، بربهم هل نجعلها متعلقا بـ (( كفروا )) أو متعلقا بـ (( يعدلون )) التركيب محتمل أن تكون كفروا بربهم يعدلون أي يعدلون به غيره ويحتمل أن تكون الذين كفروا منفصلة عن قوله (( بربهم يعدلون )) ويكون الذين كفروا يعدلون بربهم أي يجعلون غير الله معادلا لله عز وجل .
الشيخ : سم الله
الطالب : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ
مَا تَكْسِبُونَ ))[الأنعام:3]
الشيخ : بس أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى (( الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض )) سبق تفسير هذه الجملة ؟
الطالب:...
الشيخ : كلها وجعل الظلمات والنور إلى هنا وقفنا
قال الله تعالى : { ثم الذين كفروا بربهم يعدلون }
قال الله تعالى (( ثم الذين كفروا بربهم يعدلون )) أي ثم بعد هذه الآيات العظيمة الظاهرة البينة الذين كفروا يعدلون بربهم أي يعدلون به غيره أي يجعلونه عديلا له ندا له وفي قوله ((كفروا بربهم يعدلون )) هل الجار والمجرور بربهم متعلق بـ (( كفروا )) أو بـ (( يعدلون )) الأولى أن يكون متعلق بـ (( يعدلون )) لأن هذا هو المعنى المقابل أما الذين كفروا فمعروف أنهم كفروا بربهم وإنما قدم على عامله مراعاة لفواصل الآيات لأن الفواصل إذا جاءت متناسقة فإن ذلك يكون ألذ على السمع وأقبل للنفس وأتى بـ (( ثم )) الدالة على التراخي يعني أنه بعد أن تأملوا ونظروا وعلموا كفروا والعياذ بالله وعدلوا به غيره فجعلوا له أندادا في هذه الآيات الكريمة
الفوائد
من الفوائد أولا ثناء الله على نفسه بل حمد الله عز وجل نفسه أن خلق السماوات والأرض وهذا حمد عند ابتداء الخلق أي خلق السماوات والأرض هناك حمد آخر عند انتهاء الحمد كما في آخر سورة الزمر حيث قال الله عز وجل (( وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))[الزمر:75] قيل أي قاله كل العالم الحمد لله رب العالمين
وحمد نفسه تبارك وتعالى على تنزهه من كل عيب ونقص وكبريائه وعظمته فقال تعالى (( وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ))[الإسراء:111] وحمد نفسه تبارك وتعالى على إنزال القرآن الكريم فقال تعالى (( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا قَيِّمًا لِيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ))[الكهف:2] فالله تعالى يحمد نفسه عند الأمور العظيمة لأن هذه الأمور العظيمة توجب للعبد المتأمل أن يحمد الله عز وجل على كمال صفاته وعلى كمال إفضاله وإنعامه
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن خالق السماوات والأرض هو الله عز وجل خلق السماوات والأرض ولا أحد ادعى أنه يخلق السماوات والأرض حتى المشركون لو سئلوا من خلق السماوات والأرض لقالوا الله
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن السماوات مخلوقة وليست أزلية لقوله (( خلق السماوات والأرض )) فيكون في ذلك رد على الفلاسفة الذين قالوا بقدم هذا العالم وأنه أزلي فإن قولهم هذا مردود بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين
ومن فوائد الآية الكريمة أن السماوات جمع لأنها جمعت وكم عددها ؟ سبع سماوات بنص القرآن
ومن فوائد الآية الكريمة التفريق بين ذكر السماوات والأرض حيث تذكر السماوات جمعا والأرض مفردة وذلك لأن السماوات أعظم من الأرض أعظم بكثير لا من جهة ارتفاعها ولا سعتها ولا شيء كل ما في السماوات فهو أعظم مما في الأرض قال الله عز وجل (( أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا ))[النازعات:28] إلى آخره
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنه قد يعبر بالمفرد ويراد به الجنس فيعم ما كان زائدا على المفرد لقوله (( والأرض )) ومن فوائد هذه الآية الكريمة ما قد يؤخذ منها أن من ملك ظاهر الأرض فقد ملك أسفلها حتى لا يقال إنه ليس لك إلا أرض واحدة فلا تملك الأرض إلى تخومها وقد قرر هذا العلماء رحمهم الله فقالوا إن مالك الأرض يملكها إلى الأرض السابعة وعلى هذا دل الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم ( من اقتطع شبرا من الأرض ظلما طوقه الله به يوم القيامة من سبع أرضين )
ومن فوائد الآية الكريمة التعبير المختلف بين خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور فإن لقائل أن يقول لماذا اختلف التعبير هل هو مجرد اختلاف لفظ أو هناك فرق لننظر جعل تأتي بمعنى خلق لا شك ويدل لهذا قول الله عز وجل... (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا ))[النساء:1] وقال تعالى في آية أخرى (( هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها )) فدل ذلك على أن خلق وجعل معناهما واحد وعلى هذا فيكون التفريق هنا لمجرد اختلاف اللفظ فقط
وقيل بينهما فقط فالخلق إنشاء لذات المخلوق وأصل المخلوق والظلمات وصف في المخلوق وكذلك النور ولهذا لا تجد للنور جسما يشاهد أبدا انظر إلى النور لا يظهر إلا على سطح أما في الفضاء فلا يظهر النور وما نشاهده أحيانا من السهم الأبيض إذا ضربنا بشيء له قوة نفوذ من الضوء ليس هذا النوع لكنه انعكاس لذرات صغيرة في الفضاء وليس هو النور بل هو انعكاس لهذا فلما كان النور والظلمة ليس شيئا محسوسا وإنما يظهران في غيرهما عبر عنهما بكلمة جعل وهذا لا شك أنه أبلغ من أن نقول من أنه ليس بينهما فرق وإنما اختلف اللفظ فقط
من فوائد هذه الآية الكريمة ما يحصل من جمع الظلمات وإفراد النور بعضهم قال إن النور أفرد لأنه شيء واحد وإنما الظلمات جمعت لأنها تختلف باختلاف الجرم ، الجرم الذي حصل به الظلمة فمثلا لو كان معك زجاجة مشمعة وجعلتها بين اللمبة وبين الأرض صار هنا ظلمة أو لا ؟ ولكنها خفيفة وإذا جعلت شيئا ثقيلا صار ظلمة سوداء بينة ولذلك جمعت الظلمات من أجل أن الظلمة تختلف بحسب الجسم الذي أوجدها أو الذي وجدت به فجمعت
وبعضهم قال لأن الظلمات هي الأصل والنور طارئ عليها والظلمات معروفة أنها تختلف فمثلا الظلمات في وقت تكون السماء فيه ملبدة بالغيوم ليس كما إذا كانت السماء صحوا الظلمات في قاع البحر ليست كالظلمات في سطح البحر وهلم جرا
هذا إذا قلنا أن المراد بالظلمات والنور ما كان حسيا منهما أما إذا قلنا وهو الصحيح كما قررناه أنه يشمل الظلمات الحسية والمعنوية وكذلك النور الحسي والمعنوي فالأمر ظاهر لأن شعب الكفر كثيرة والإيمان شيء واحد وفروعه مجرد فروع وإلا فالأصل ثابت فإن صراط الله تعالى واحد والطرق الأخرى متعددة قال الله تعالى (( وأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ))[الأنعام:153]
نعم من فوائد هذه الآية سفه الكفار وأنهم لا عقول لهم وجهه أنه بعد ظهور هذه الآيات العظيمة عدلوا بالله عز وجل جعلوا له عديلا وندا وهذا يدل على سفههم وإن كانوا أذكياء ويؤيد هذا قول الله عز وجل (( وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ ))[البقرة:130] ولأن الله تعالى دائما ينعى على الكفار فقدهم العقل أكثرهم لا يعقلون والآيات في هذا كثيرة وهذا هو الحق أن الكفار ليسوا عقلاء والمراد بنفي العقل هنا نفي عقل التصرف ما هو عقل الإدراك هم عقلاء من حيث الإدراك ولهذا تلزمهم الطاعات وتلزمهم الإسلام لكنهم ليسوا عقلاء من حيث التصرف بل إنه سفهاء وما أحسن ما قال شيخ الإسلام رحمه الله عن المتكلمين قال:" إنهم أوتوا فهوما ولم يؤتوا علوما وأوتوا ذكاء ولم يأتوا زكاء " هم عندهم فهم ولكن ما عندهم علم ، علم يعني بالشريعة وعندهم إدراك ولكن ما عندهم عقل
ومن فوائد الآية الكريمة أن ربوبية الله تعالى عامة للمؤمن والكافر لقوله (( ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ))....جعل نفسه ربا لهؤلاء ولا إشكال فيها لكن هذه الربوبية العامة هناك ربوبية خاصة بالمؤمنين تقتضي الكلاءة والعناية والحفظ والتربية وقد اجتمع النوعان في قول سحرة فرعون (( آمنا برب العالمين رب موسى وهارون )) الأولى عامة والثانية خاصة
وحمد نفسه تبارك وتعالى على تنزهه من كل عيب ونقص وكبريائه وعظمته فقال تعالى (( وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ))[الإسراء:111] وحمد نفسه تبارك وتعالى على إنزال القرآن الكريم فقال تعالى (( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا قَيِّمًا لِيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ))[الكهف:2] فالله تعالى يحمد نفسه عند الأمور العظيمة لأن هذه الأمور العظيمة توجب للعبد المتأمل أن يحمد الله عز وجل على كمال صفاته وعلى كمال إفضاله وإنعامه
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن خالق السماوات والأرض هو الله عز وجل خلق السماوات والأرض ولا أحد ادعى أنه يخلق السماوات والأرض حتى المشركون لو سئلوا من خلق السماوات والأرض لقالوا الله
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن السماوات مخلوقة وليست أزلية لقوله (( خلق السماوات والأرض )) فيكون في ذلك رد على الفلاسفة الذين قالوا بقدم هذا العالم وأنه أزلي فإن قولهم هذا مردود بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين
ومن فوائد الآية الكريمة أن السماوات جمع لأنها جمعت وكم عددها ؟ سبع سماوات بنص القرآن
ومن فوائد الآية الكريمة التفريق بين ذكر السماوات والأرض حيث تذكر السماوات جمعا والأرض مفردة وذلك لأن السماوات أعظم من الأرض أعظم بكثير لا من جهة ارتفاعها ولا سعتها ولا شيء كل ما في السماوات فهو أعظم مما في الأرض قال الله عز وجل (( أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا ))[النازعات:28] إلى آخره
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنه قد يعبر بالمفرد ويراد به الجنس فيعم ما كان زائدا على المفرد لقوله (( والأرض )) ومن فوائد هذه الآية الكريمة ما قد يؤخذ منها أن من ملك ظاهر الأرض فقد ملك أسفلها حتى لا يقال إنه ليس لك إلا أرض واحدة فلا تملك الأرض إلى تخومها وقد قرر هذا العلماء رحمهم الله فقالوا إن مالك الأرض يملكها إلى الأرض السابعة وعلى هذا دل الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم ( من اقتطع شبرا من الأرض ظلما طوقه الله به يوم القيامة من سبع أرضين )
ومن فوائد الآية الكريمة التعبير المختلف بين خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور فإن لقائل أن يقول لماذا اختلف التعبير هل هو مجرد اختلاف لفظ أو هناك فرق لننظر جعل تأتي بمعنى خلق لا شك ويدل لهذا قول الله عز وجل... (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا ))[النساء:1] وقال تعالى في آية أخرى (( هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها )) فدل ذلك على أن خلق وجعل معناهما واحد وعلى هذا فيكون التفريق هنا لمجرد اختلاف اللفظ فقط
وقيل بينهما فقط فالخلق إنشاء لذات المخلوق وأصل المخلوق والظلمات وصف في المخلوق وكذلك النور ولهذا لا تجد للنور جسما يشاهد أبدا انظر إلى النور لا يظهر إلا على سطح أما في الفضاء فلا يظهر النور وما نشاهده أحيانا من السهم الأبيض إذا ضربنا بشيء له قوة نفوذ من الضوء ليس هذا النوع لكنه انعكاس لذرات صغيرة في الفضاء وليس هو النور بل هو انعكاس لهذا فلما كان النور والظلمة ليس شيئا محسوسا وإنما يظهران في غيرهما عبر عنهما بكلمة جعل وهذا لا شك أنه أبلغ من أن نقول من أنه ليس بينهما فرق وإنما اختلف اللفظ فقط
من فوائد هذه الآية الكريمة ما يحصل من جمع الظلمات وإفراد النور بعضهم قال إن النور أفرد لأنه شيء واحد وإنما الظلمات جمعت لأنها تختلف باختلاف الجرم ، الجرم الذي حصل به الظلمة فمثلا لو كان معك زجاجة مشمعة وجعلتها بين اللمبة وبين الأرض صار هنا ظلمة أو لا ؟ ولكنها خفيفة وإذا جعلت شيئا ثقيلا صار ظلمة سوداء بينة ولذلك جمعت الظلمات من أجل أن الظلمة تختلف بحسب الجسم الذي أوجدها أو الذي وجدت به فجمعت
وبعضهم قال لأن الظلمات هي الأصل والنور طارئ عليها والظلمات معروفة أنها تختلف فمثلا الظلمات في وقت تكون السماء فيه ملبدة بالغيوم ليس كما إذا كانت السماء صحوا الظلمات في قاع البحر ليست كالظلمات في سطح البحر وهلم جرا
هذا إذا قلنا أن المراد بالظلمات والنور ما كان حسيا منهما أما إذا قلنا وهو الصحيح كما قررناه أنه يشمل الظلمات الحسية والمعنوية وكذلك النور الحسي والمعنوي فالأمر ظاهر لأن شعب الكفر كثيرة والإيمان شيء واحد وفروعه مجرد فروع وإلا فالأصل ثابت فإن صراط الله تعالى واحد والطرق الأخرى متعددة قال الله تعالى (( وأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ))[الأنعام:153]
نعم من فوائد هذه الآية سفه الكفار وأنهم لا عقول لهم وجهه أنه بعد ظهور هذه الآيات العظيمة عدلوا بالله عز وجل جعلوا له عديلا وندا وهذا يدل على سفههم وإن كانوا أذكياء ويؤيد هذا قول الله عز وجل (( وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ ))[البقرة:130] ولأن الله تعالى دائما ينعى على الكفار فقدهم العقل أكثرهم لا يعقلون والآيات في هذا كثيرة وهذا هو الحق أن الكفار ليسوا عقلاء والمراد بنفي العقل هنا نفي عقل التصرف ما هو عقل الإدراك هم عقلاء من حيث الإدراك ولهذا تلزمهم الطاعات وتلزمهم الإسلام لكنهم ليسوا عقلاء من حيث التصرف بل إنه سفهاء وما أحسن ما قال شيخ الإسلام رحمه الله عن المتكلمين قال:" إنهم أوتوا فهوما ولم يؤتوا علوما وأوتوا ذكاء ولم يأتوا زكاء " هم عندهم فهم ولكن ما عندهم علم ، علم يعني بالشريعة وعندهم إدراك ولكن ما عندهم عقل
ومن فوائد الآية الكريمة أن ربوبية الله تعالى عامة للمؤمن والكافر لقوله (( ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ))....جعل نفسه ربا لهؤلاء ولا إشكال فيها لكن هذه الربوبية العامة هناك ربوبية خاصة بالمؤمنين تقتضي الكلاءة والعناية والحفظ والتربية وقد اجتمع النوعان في قول سحرة فرعون (( آمنا برب العالمين رب موسى وهارون )) الأولى عامة والثانية خاصة
قال الله تعالى : { هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون }
ثم قال الله عز وجل (( هو الذي خلقكم من طين )) لما ذكر خلق السماوات والأرض ثنى بخلقنا نحن فقال
(( هو الذي خلقكم من طين )) والطين هو التراب المبلول بالماء أو المخلوط بالماء وهو معروف وذلك بخلق أصلنا وهو آدم أما الإنسان فقد خلق من ماء مهين من النطفة لكن آدم خلق من طين
(( ثم قضى أجلا)) أي قدر أجلا انقضى وانتهى
(( وأجل مسمى عنده )) مسمى أي معلوم عند الله وهنا الأفضل أن تقف ثم قضى أجلا ولا تصل لأن الوصل قد يشعر بالتناقض وجهه أن الأول منصوب قضى أجلا والثاني مرفوع والحكم أيضا مختلف كما يتبين إن شاء الله من الفوائد وأجلا مسمى عنده عند الله وهو قيام الساعة فإن هذا مما يختص الله به عز وجل قال الله تعالى
(( يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله )) وقال تعالى (( يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي )) هذا عند الله لا أحد يعلمه ولا أحد يعلم عن انقضائه أما الأجل الأول فنحن نعرف انقضاءه إذا وجدنا الرجل أنشأه الله ثم أماته انقضى الأجل أم لا ؟ قضى الله أجله وعرفناه لكن الأجل المسمى المعلوم عند الله عز وجل يختص الله بعلمه ثم أي بعد أن عرفتم أنكم خلقتم من طين وأن الآجال تنقضي بعلم منكم وأجل آخر غير معلوم بعد هذا تمترون والامتراء هو الشك أي تشكون في البعض فانظر الآن كيف ذكر في الآيات الأولى شرك هؤلاء بربهم يعني الكفار ثم ذلك نوعا آخر وهو الكفر باليوم الآخر لأن الشك بما يجب فيه اليقين كفر
(( هو الذي خلقكم من طين )) والطين هو التراب المبلول بالماء أو المخلوط بالماء وهو معروف وذلك بخلق أصلنا وهو آدم أما الإنسان فقد خلق من ماء مهين من النطفة لكن آدم خلق من طين
(( ثم قضى أجلا)) أي قدر أجلا انقضى وانتهى
(( وأجل مسمى عنده )) مسمى أي معلوم عند الله وهنا الأفضل أن تقف ثم قضى أجلا ولا تصل لأن الوصل قد يشعر بالتناقض وجهه أن الأول منصوب قضى أجلا والثاني مرفوع والحكم أيضا مختلف كما يتبين إن شاء الله من الفوائد وأجلا مسمى عنده عند الله وهو قيام الساعة فإن هذا مما يختص الله به عز وجل قال الله تعالى
(( يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله )) وقال تعالى (( يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي )) هذا عند الله لا أحد يعلمه ولا أحد يعلم عن انقضائه أما الأجل الأول فنحن نعرف انقضاءه إذا وجدنا الرجل أنشأه الله ثم أماته انقضى الأجل أم لا ؟ قضى الله أجله وعرفناه لكن الأجل المسمى المعلوم عند الله عز وجل يختص الله بعلمه ثم أي بعد أن عرفتم أنكم خلقتم من طين وأن الآجال تنقضي بعلم منكم وأجل آخر غير معلوم بعد هذا تمترون والامتراء هو الشك أي تشكون في البعض فانظر الآن كيف ذكر في الآيات الأولى شرك هؤلاء بربهم يعني الكفار ثم ذلك نوعا آخر وهو الكفر باليوم الآخر لأن الشك بما يجب فيه اليقين كفر
الفوائد
من فوائد هذه الآيات الكريمة أن بني آدم حادث بعد أن لم يكن من أين تؤخذ من قوله ((هو الذي خلق)) وقد قال الله عز وجل (( هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ))[الإنسان:1] هل بمعنى قد فمن عمره عشرون سنة هو قبل إحدى وعشرين سنة نعم لم يكن شيئا مذكورا فأوجده الله ففيه دليل على حدوث بني آدم وأنهم مخلوقون من العدم
ومن فوائد الآيات الكريمة الإشارة إلى أصل بني آدم وأنهم من الطين والطين من أين ؟ من الأرض وقد قال الله تعالى (( مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ))[طه:55] فإن قال قائل ما الجمع بين هذه الآية وبين قول الله عز وجل (( ولقد خلقنا الإنسان من صلصال )) وقوله تعالى (( خلقكم من تراب )) فالجمع بينهما سهل وذلك أن أصل بني آدم تراب صب عليه الماء فصار طينا بقي زمنا مدة طويلة فصار صلصالا لأنه يسود وإذا صنع منه الشيء صار صلصالا له صوت إذا ضربته بأصبعك صار له صوت فلا خلاف ولا تناقض واعلم أنه لا يمكن أن يقع التناقض بين دليلين قطعيين هذا لا يمكن أبدا لأنه لو وجد تعارض بينهما لم يكونا قطعيين لأن القطعي يعني أن غيره لا يمكن فلا يمكن التعارض بين دليلين نعم قطعيين لا يمكن بين دليلين قطعيين أبدا لا في القرآن ولا في السنة ولا فيما بين القرآن والسنة ولا بين الأدلة العقلية والنقلية هذا لا يمكن لأنه لو تصورنا هذا فأحدهما قطعا غير صحيح إذ أن الدليلين القطعيين النسبة بينهما التناقض والنقيضان ايش لا يجتمعان ولا يلتقيان
ومن فوائد الآيات الكريمة الإشارة إلى أصل بني آدم وأنهم من الطين والطين من أين ؟ من الأرض وقد قال الله تعالى (( مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ))[طه:55] فإن قال قائل ما الجمع بين هذه الآية وبين قول الله عز وجل (( ولقد خلقنا الإنسان من صلصال )) وقوله تعالى (( خلقكم من تراب )) فالجمع بينهما سهل وذلك أن أصل بني آدم تراب صب عليه الماء فصار طينا بقي زمنا مدة طويلة فصار صلصالا لأنه يسود وإذا صنع منه الشيء صار صلصالا له صوت إذا ضربته بأصبعك صار له صوت فلا خلاف ولا تناقض واعلم أنه لا يمكن أن يقع التناقض بين دليلين قطعيين هذا لا يمكن أبدا لأنه لو وجد تعارض بينهما لم يكونا قطعيين لأن القطعي يعني أن غيره لا يمكن فلا يمكن التعارض بين دليلين نعم قطعيين لا يمكن بين دليلين قطعيين أبدا لا في القرآن ولا في السنة ولا فيما بين القرآن والسنة ولا بين الأدلة العقلية والنقلية هذا لا يمكن لأنه لو تصورنا هذا فأحدهما قطعا غير صحيح إذ أن الدليلين القطعيين النسبة بينهما التناقض والنقيضان ايش لا يجتمعان ولا يلتقيان
اضيفت في - 2007-08-13