تفسير سورة الأنعام-01b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
قال الله تعالى : { وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون }
ما الجمع بين هذه الآية وبين قول الله عز وجل (( ولقد خلقنا الإنسان من صلصال )) وقوله تعالى خلقكم من تراب فالجمع بينهما سهل وذلك أن أصل بني آدم تراب صب عليه الماء فصار طينا بقي زمنا مدة طويلة فصار صلصالا لأنه يسود وإذا صنع منه الشيء صار صلصالا له صوت إذا ضربته بأصبعك صار له صوت فلا خلاف ولا تناقض.
واعلم أنه لا يمكن أن يقع التناقض بين دليلين قطعيين أبدا لأنه لو وجد تعارض بينهما لم يكونا قطعيين لأن القطعي يعني أن غيره لا يمكن فلا يمكن التعارض ببين دليلين قطعيين أبدا لا في القرآن ولا في السنة ولا فيما بين القرآن والسنة ولا بين الأدلة العقلية والنقلية هذا لا يمكن لأنه لو تصورنا هذا فأحدهما قطعا غير صحيح إذ أن الدليلين القطعيين النسبة بينهما التناقض والنقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان لا بد من وجود أحدهما ولا يمكن أن يجتمعا ولا أن يرتفعا
فإذا تراءى لك التعارض بين دليلين قطعيين فاعلم أن الخطأ من فهمك وأنه يمكن الجمع بينهما وإما ألا يكون أحدهما قطعيا ويكون الحكم لايش ؟ للقطعي أما إذا كان ظنيين فيمكن التعارض وحينئذ ينظر للترجيح.
إذا كان في القرآن ما ظاهره التعارض على وجه قطعي فاعلم أن هذا لا يمكن أبدا فإما أن تكون الدلالة غير قطعية وإما أن يكون الحكم منسوخا أما أن يبقى الحكم والدلالة قطعية في الآيتين مثلا فإن ذلك لا يمكن
ومن فوائد الآية الكريمة أن الحكم لله عز وجل وحده لقوله (( قضى أجلا وأجل مسمى عنده )) ولا أحد يغير في هذه الآجال
ومن فوائدها أن من مات مقتولا فقد مات بأجله الذي قدره الله له لأن الله قضى لا يقال لولا أنه قتل لم يمت هذا مستحيل لأن الله قضى أن يموت بالقتل فهو مقتول بأجل لو قال قائل لو لا أن هذا الرجل قتل مثلا الساعة الثانية عشر في النهار لأمكن أن يتغدى الساعة الواحدة فماذا نقول ؟ نقول لا يمكن أبدا لأن الله قضى هكذا فلا بد أن يقع فكل ميت ، ميت في ايش ؟ في أجله المقدر له ما يتقدم ولا يتأخر لكن السبب قد يتقدم ويتأخر حسب نظر الإنسان.
كما أن طول العمر بصلة الرحم أيضا مقضي لا يمكن أن نقول لو كان هذا عاقا لمات قبل أن يموت إذا كان واصلا ليش؟ لأن قلنا الله قدر أن يكون واصلا وأن يتأخر عمره قضى الله أجلا ولا يمكن أن يتأخر .
من فوائد الآية الكريمة أن الأجل المعلوم عند الله الأجل المعلوم الذي هو الساعة عند الله عز وجل لا أحد يصل إلى العلم به وهذا أمر متفق عليه بين المسلمين حتى أن النبي عز وجل سأله جبريل وجبريل أفضل الملائكة ومحمد أفضل البشر سأله عن الساعة فقال... ( ما المسئول عنها بأعلم من السائل ) فإذا كان هذان الرسولان الكريمان لا يعلمان متى الساعة فمن دونهما من باب أولى
ومن فوائد هذه الآية الكريمة النداء بالبلاهة والغفلة لأولئك القوم الذين عرفوا أصلهم ومنشأهم فيمترون ويشكون في الأجل المسمى عند الله وهو يوم القيامة.
في سورة الجاثية احتج الذين ينكرون البعث و(( قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )) فماذا تقولون في هذه الدعوة نعم ؟ غير صحيحة لأن الذين أخبروا بالقيامة ما قالوا الآن يبعثون لم يأت الوقت بعد لكن هذا من باب التشبيه الذي يقصد به إضلال الخلق
ثم قال الله عز وجل (( وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون )) قوله (( وهو الله في السماوات )) الله علم على الرب عز وجل لا يكون لغيره وهذا متفق عليه بين المسلمين .
وهو علم مشتق من أين ؟ من الإلوهية وأصله الإله واعلم أن جميع أسماء الله مشتقة كما هو الظاهر ما فيه اسم جامد لله عز وجل أبدا وقوله (( في السماوات )) متعلقة بالاسم لأننا قلنا لكم الآن أن هذا الاسم مشتق والمشتق يحوز التعلق به كما قال ناظم القواعد قواعد الجمل
" لا بد للجازم من التعلق بفعل أو معناه نحو مرتقي "
إذن السماوات متعلقة بلفظ الجلالة لأنها مشتقة والمشتق يجوز تعلق الجار والمجرور به ولكن ما معنى في السماوات ؟ المعنى أنه على السماوات وليس المراد أنه فيها وهي محيطة به لأن هذا مستحيل الله تعالى أكبر من كل شيء
أو نقول أن المراد المعنى ليس الذات المعنى بمعنى أنه مألوه في السماوات يتأله إليه أهل السماء
وقوله (( في الأرض )) الواو حرف عطف والأرض معطوفة على السماوات فيكون المعنى الله في السماوات وفي الأرض أي مألوه ايش؟ في السماوات وفي الأرض فتكون هذه الآية كقوله تعالى (( وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ))[الزخرف:84] وعلى هذا التفسير لا إشكال فيها أن الله تعالى إله في السماوات وفي الأرض أيضا
وذهب بعضهم إلى أن الآية فيها وقف على السماوات وهذا على جعل الله علما على الذات دون المتعبد لله يعني معناه أن الله في السماوات كقوله (( أأمنتم من في السماء ))
ثم استأنف فقال (( وفي الأرض يعلم سركم وجهركم )) فيكون في الأرض متعلقة بما بعدها بقوله (( يعلم سركم وجهركم )) أما على الوجه الأولى فمعنى الآية ظاهر أن الله مألوه في السماوات ومألوه في الأرض كما أنه خالق السماوات والأرض فهو مألوه في السماوات والأرض ويراد بذلك إثبات الإلوهية في السماوات والأرض كما ثبتت ايش ؟ الربوبية لأن الخلق من مقتضيات الربوبية هذا لا إشكال فيه .
المناسبة على القول الثاني أن المعنى أن الله ذاته لا من يألهه أن الله ذاته في السماوات فيكون المناسبة أنه ليس كونه في السماوات مع بعدها الشاسع بمانع عن علمه بكم وأنتم في الأرض فهو في السماوات ومع ذلك في الأرض يعلم سركم وجهركم فهمتم الفرق بين المعنيين؟ طيب المعنى الأول وهو الله في السماوات وفي الأرض أن إلوهيته ثابتة في السماوات وفي الأرض بمعنى أن من في السماوات يتألهه ومن في الأرض يتألهه نظيرها قوله تعالى (( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ))
المعنى الثاني يقول إن الله نفسه في السماوات أي عليها ومع ذلك يعلم سركم وجهركم في الأرض فليس بعده بمانع من علم السر وجهر منكم في الأرض واضح يا جماعة؟ طيب المعنى الثاني ما فيه ذكر للإلوهية ولكن فيه ذكر للإحاطة إحاطة الله بنا عز وجل وإن كان في السماوات طيب.
وهذا يفسره قول الله تعالى (( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ... ))[المجادلة:1] نعم أين التحاور الذي وقع ؟ في الأرض والله تعالى في السماء فتكون هذه الآية آية قد سمع كالتفسير لقوله (( وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم )) وقوله (( يعلم سركم )) أي ما في الصدور والإسرار نوعان إصرار في النفس وإسرار مع الغير فمثلا إذا حدث الإنسان نفسه بشيء في نفسه هذا إسرار مع النفس وإذا حدث غيره سرا لا يسمعه من بجانبه فهذا إسرار مع الغير
ولهذا نسمي القراءة في الظهر والعصر مثلا نسميها ايش ؟ سرية مع أنه ينطق الإنسان ينطق ويسمع نفسه ومع ذلك نسميها سرية ونسمي ما حدث به الإنسان نفسه نسميها سرا إذن فالسر يشمل المعنيين جميعا يعلم ما نسر في نفوسنا ولا نظهره لأحد وما نخبر به الغير على وجه خفي لا يسمعه الآخرون
(( وجهركم )) أي ما تجهرون به وتعلنونه
(( ويعلم ما تكسبون )) يعني يعلم كسبكم من خير وشر ودين ودنيا وعلم وغيره كل ما يحصل فالله عالم به عز وجل لا يخفى عليه نسأل الله أن يعاملنا بعفوه
واعلم أنه لا يمكن أن يقع التناقض بين دليلين قطعيين أبدا لأنه لو وجد تعارض بينهما لم يكونا قطعيين لأن القطعي يعني أن غيره لا يمكن فلا يمكن التعارض ببين دليلين قطعيين أبدا لا في القرآن ولا في السنة ولا فيما بين القرآن والسنة ولا بين الأدلة العقلية والنقلية هذا لا يمكن لأنه لو تصورنا هذا فأحدهما قطعا غير صحيح إذ أن الدليلين القطعيين النسبة بينهما التناقض والنقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان لا بد من وجود أحدهما ولا يمكن أن يجتمعا ولا أن يرتفعا
فإذا تراءى لك التعارض بين دليلين قطعيين فاعلم أن الخطأ من فهمك وأنه يمكن الجمع بينهما وإما ألا يكون أحدهما قطعيا ويكون الحكم لايش ؟ للقطعي أما إذا كان ظنيين فيمكن التعارض وحينئذ ينظر للترجيح.
إذا كان في القرآن ما ظاهره التعارض على وجه قطعي فاعلم أن هذا لا يمكن أبدا فإما أن تكون الدلالة غير قطعية وإما أن يكون الحكم منسوخا أما أن يبقى الحكم والدلالة قطعية في الآيتين مثلا فإن ذلك لا يمكن
ومن فوائد الآية الكريمة أن الحكم لله عز وجل وحده لقوله (( قضى أجلا وأجل مسمى عنده )) ولا أحد يغير في هذه الآجال
ومن فوائدها أن من مات مقتولا فقد مات بأجله الذي قدره الله له لأن الله قضى لا يقال لولا أنه قتل لم يمت هذا مستحيل لأن الله قضى أن يموت بالقتل فهو مقتول بأجل لو قال قائل لو لا أن هذا الرجل قتل مثلا الساعة الثانية عشر في النهار لأمكن أن يتغدى الساعة الواحدة فماذا نقول ؟ نقول لا يمكن أبدا لأن الله قضى هكذا فلا بد أن يقع فكل ميت ، ميت في ايش ؟ في أجله المقدر له ما يتقدم ولا يتأخر لكن السبب قد يتقدم ويتأخر حسب نظر الإنسان.
كما أن طول العمر بصلة الرحم أيضا مقضي لا يمكن أن نقول لو كان هذا عاقا لمات قبل أن يموت إذا كان واصلا ليش؟ لأن قلنا الله قدر أن يكون واصلا وأن يتأخر عمره قضى الله أجلا ولا يمكن أن يتأخر .
من فوائد الآية الكريمة أن الأجل المعلوم عند الله الأجل المعلوم الذي هو الساعة عند الله عز وجل لا أحد يصل إلى العلم به وهذا أمر متفق عليه بين المسلمين حتى أن النبي عز وجل سأله جبريل وجبريل أفضل الملائكة ومحمد أفضل البشر سأله عن الساعة فقال... ( ما المسئول عنها بأعلم من السائل ) فإذا كان هذان الرسولان الكريمان لا يعلمان متى الساعة فمن دونهما من باب أولى
ومن فوائد هذه الآية الكريمة النداء بالبلاهة والغفلة لأولئك القوم الذين عرفوا أصلهم ومنشأهم فيمترون ويشكون في الأجل المسمى عند الله وهو يوم القيامة.
في سورة الجاثية احتج الذين ينكرون البعث و(( قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )) فماذا تقولون في هذه الدعوة نعم ؟ غير صحيحة لأن الذين أخبروا بالقيامة ما قالوا الآن يبعثون لم يأت الوقت بعد لكن هذا من باب التشبيه الذي يقصد به إضلال الخلق
ثم قال الله عز وجل (( وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون )) قوله (( وهو الله في السماوات )) الله علم على الرب عز وجل لا يكون لغيره وهذا متفق عليه بين المسلمين .
وهو علم مشتق من أين ؟ من الإلوهية وأصله الإله واعلم أن جميع أسماء الله مشتقة كما هو الظاهر ما فيه اسم جامد لله عز وجل أبدا وقوله (( في السماوات )) متعلقة بالاسم لأننا قلنا لكم الآن أن هذا الاسم مشتق والمشتق يحوز التعلق به كما قال ناظم القواعد قواعد الجمل
" لا بد للجازم من التعلق بفعل أو معناه نحو مرتقي "
إذن السماوات متعلقة بلفظ الجلالة لأنها مشتقة والمشتق يجوز تعلق الجار والمجرور به ولكن ما معنى في السماوات ؟ المعنى أنه على السماوات وليس المراد أنه فيها وهي محيطة به لأن هذا مستحيل الله تعالى أكبر من كل شيء
أو نقول أن المراد المعنى ليس الذات المعنى بمعنى أنه مألوه في السماوات يتأله إليه أهل السماء
وقوله (( في الأرض )) الواو حرف عطف والأرض معطوفة على السماوات فيكون المعنى الله في السماوات وفي الأرض أي مألوه ايش؟ في السماوات وفي الأرض فتكون هذه الآية كقوله تعالى (( وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ))[الزخرف:84] وعلى هذا التفسير لا إشكال فيها أن الله تعالى إله في السماوات وفي الأرض أيضا
وذهب بعضهم إلى أن الآية فيها وقف على السماوات وهذا على جعل الله علما على الذات دون المتعبد لله يعني معناه أن الله في السماوات كقوله (( أأمنتم من في السماء ))
ثم استأنف فقال (( وفي الأرض يعلم سركم وجهركم )) فيكون في الأرض متعلقة بما بعدها بقوله (( يعلم سركم وجهركم )) أما على الوجه الأولى فمعنى الآية ظاهر أن الله مألوه في السماوات ومألوه في الأرض كما أنه خالق السماوات والأرض فهو مألوه في السماوات والأرض ويراد بذلك إثبات الإلوهية في السماوات والأرض كما ثبتت ايش ؟ الربوبية لأن الخلق من مقتضيات الربوبية هذا لا إشكال فيه .
المناسبة على القول الثاني أن المعنى أن الله ذاته لا من يألهه أن الله ذاته في السماوات فيكون المناسبة أنه ليس كونه في السماوات مع بعدها الشاسع بمانع عن علمه بكم وأنتم في الأرض فهو في السماوات ومع ذلك في الأرض يعلم سركم وجهركم فهمتم الفرق بين المعنيين؟ طيب المعنى الأول وهو الله في السماوات وفي الأرض أن إلوهيته ثابتة في السماوات وفي الأرض بمعنى أن من في السماوات يتألهه ومن في الأرض يتألهه نظيرها قوله تعالى (( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ))
المعنى الثاني يقول إن الله نفسه في السماوات أي عليها ومع ذلك يعلم سركم وجهركم في الأرض فليس بعده بمانع من علم السر وجهر منكم في الأرض واضح يا جماعة؟ طيب المعنى الثاني ما فيه ذكر للإلوهية ولكن فيه ذكر للإحاطة إحاطة الله بنا عز وجل وإن كان في السماوات طيب.
وهذا يفسره قول الله تعالى (( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ... ))[المجادلة:1] نعم أين التحاور الذي وقع ؟ في الأرض والله تعالى في السماء فتكون هذه الآية آية قد سمع كالتفسير لقوله (( وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم )) وقوله (( يعلم سركم )) أي ما في الصدور والإسرار نوعان إصرار في النفس وإسرار مع الغير فمثلا إذا حدث الإنسان نفسه بشيء في نفسه هذا إسرار مع النفس وإذا حدث غيره سرا لا يسمعه من بجانبه فهذا إسرار مع الغير
ولهذا نسمي القراءة في الظهر والعصر مثلا نسميها ايش ؟ سرية مع أنه ينطق الإنسان ينطق ويسمع نفسه ومع ذلك نسميها سرية ونسمي ما حدث به الإنسان نفسه نسميها سرا إذن فالسر يشمل المعنيين جميعا يعلم ما نسر في نفوسنا ولا نظهره لأحد وما نخبر به الغير على وجه خفي لا يسمعه الآخرون
(( وجهركم )) أي ما تجهرون به وتعلنونه
(( ويعلم ما تكسبون )) يعني يعلم كسبكم من خير وشر ودين ودنيا وعلم وغيره كل ما يحصل فالله عالم به عز وجل لا يخفى عليه نسأل الله أن يعاملنا بعفوه
كيف نرد على من يقول أن الله في كل مكان ويستدل باللآية السابقة وبقوله تعالى:ل{ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم}وقوله صلى الله عليه وسلم:{أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد}؟.
الطالب:....الذين يقولون إن الله في كل مكان يستدلون بهذه الآية ومثل قوله تعالى (( مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ ))[المجادلة:7] وبقول النبي صلى الله عليه وسلم ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ) يأتون بمثل هذه الأدلة ويقولون إن الله في كل مكان فكيف نرد عليهم ؟
الشيخ : نعم نرد عليهم بكل سهولة:
أولا نقول أنتم الآن اتبعتم المتشابه يعني أن في الآيات احتمالا لما قالوا وتركتم الآيات المحكمات بأن الله تعالى بائن من خلقه فوق الخلق تركتموه فأنتم من القسم الثاني (( الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ))فإذا قالوا مثلا هذه الآية نقول هي مثل قول الإنسان فلان أمير في مكة والمدينة يعني أمرته يعني أن أمرته ثابتة في مكة والمدينة وليس المعنى أن هو نفسه في مكة والمدينة يعني هذا ، هذا مستحيل أليس كذلك ؟ إذن إلوهية الله في السماوات وفي الأرض وليس هو في السماوات ولا في الأرض تمام أما المعية فالمعية نقول أنه لا تتنافى مع العلو حتى في المخلوقات ما تتنافى مع العلو فاللغة العربية يقولون ما زلنا نسير والقمر معنا أو ما زلنا نسير والقطب معنا وهو كلام سائع رائج فيكون معنى أن الله معنا أي أنه مطلع علينا وإن كان بعيدا فإذا كان يمكن اجتماع العلو والمعية بحق المخلوق فاجتماعهما في حق الخالق من باب أولى
الشيخ : نعم نرد عليهم بكل سهولة:
أولا نقول أنتم الآن اتبعتم المتشابه يعني أن في الآيات احتمالا لما قالوا وتركتم الآيات المحكمات بأن الله تعالى بائن من خلقه فوق الخلق تركتموه فأنتم من القسم الثاني (( الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ))فإذا قالوا مثلا هذه الآية نقول هي مثل قول الإنسان فلان أمير في مكة والمدينة يعني أمرته يعني أن أمرته ثابتة في مكة والمدينة وليس المعنى أن هو نفسه في مكة والمدينة يعني هذا ، هذا مستحيل أليس كذلك ؟ إذن إلوهية الله في السماوات وفي الأرض وليس هو في السماوات ولا في الأرض تمام أما المعية فالمعية نقول أنه لا تتنافى مع العلو حتى في المخلوقات ما تتنافى مع العلو فاللغة العربية يقولون ما زلنا نسير والقمر معنا أو ما زلنا نسير والقطب معنا وهو كلام سائع رائج فيكون معنى أن الله معنا أي أنه مطلع علينا وإن كان بعيدا فإذا كان يمكن اجتماع العلو والمعية بحق المخلوق فاجتماعهما في حق الخالق من باب أولى
2 - كيف نرد على من يقول أن الله في كل مكان ويستدل باللآية السابقة وبقوله تعالى:ل{ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم}وقوله صلى الله عليه وسلم:{أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد}؟. أستمع حفظ
هل يصح قولنا أن الله موجود في كل وجود.؟
الطالب : يقولون الله موجود في كل الوجود.
الشيخ : في كل الوجود حرام أولا أن الله في كل الوجود لا يستقيم هذا إلا إذا أرادوا بالوجود اللي هو المعنى أرادوا اسم المفعول فيكون الله موجود في كل الوجود هو مذهب الحلولية تماما نعم
الشيخ : في كل الوجود حرام أولا أن الله في كل الوجود لا يستقيم هذا إلا إذا أرادوا بالوجود اللي هو المعنى أرادوا اسم المفعول فيكون الله موجود في كل الوجود هو مذهب الحلولية تماما نعم
كيف نرد على الصوفية الذين يقولون إذا كان الله مستو على العرش فأين كان قبل ذالك أي في الأرض؟.
الطالب : كيف نرد على الصوفية الذين قلنا أن الله مستو على العرش قالوا أين كان قبل ذلك ....
الشيخ : النبي صلى الله عليه وسلم سأله الصحابة سألوا الرسول فقال ( كان في عماء ) والعما يعني الغيم الخفيف وهو السحاب السود في السماء وهؤلاء كلهم الذي يحملهم على هذا أنهم ظنوا أن الرب عز وجل تحيط به المخلوقات وأنه مثل الإنسان لكن لو قدروا الله حق قدره وعلموا أن الرب عز وجل أكبر من كل شيء ولا يمكن لأحد أن يتصوره ولهذا قال بعض أهل العلم عبارة طيبة قال:" تفكروا في آيات الله ولا تتفكروا في ذات الله " سم.
الطالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ ))[الأنعام:6]
الشيخ : النبي صلى الله عليه وسلم سأله الصحابة سألوا الرسول فقال ( كان في عماء ) والعما يعني الغيم الخفيف وهو السحاب السود في السماء وهؤلاء كلهم الذي يحملهم على هذا أنهم ظنوا أن الرب عز وجل تحيط به المخلوقات وأنه مثل الإنسان لكن لو قدروا الله حق قدره وعلموا أن الرب عز وجل أكبر من كل شيء ولا يمكن لأحد أن يتصوره ولهذا قال بعض أهل العلم عبارة طيبة قال:" تفكروا في آيات الله ولا تتفكروا في ذات الله " سم.
الطالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ ))[الأنعام:6]
4 - كيف نرد على الصوفية الذين يقولون إذا كان الله مستو على العرش فأين كان قبل ذالك أي في الأرض؟. أستمع حفظ
المناقشة
الشيخ : قال الله تبارك وتعالى (( هو الذي خلقكم من طين )) فما الجمع بين هذه الآية الكريمة وبين قوله تعالى (( فلينظر الإنسان مما خلق ، خلق من ماء دافق )) نعم.
الطالب :...
الشيخ : يعني هذا باعتبار أصل الطين باعتبار الأصل وهذا باعتبار الفرع المتولد من الأصل طيب ما الجمع بين قوله هنا عز وجل من طين وقوله في آية أخرى من تراب محموم.
الطالب :...
الشيخ : صار طينا لأن التراب هو الأصل فإذا صب عليه الماء صار طينا فإذا بقي مدة صار صلصالا
طيب هل يمكن التعارض بين آيتين قطعيتي الدالة يلا يا عبد الرحمن ...أجب؟
الطالب : لا يمكن
الشيخ : وايش الذي لا يمكن ؟
الطالب : يصير تعارض بين ...
الشيخ : لماذا؟
الطالب يصير تعارض بين الأحكام وهذا من الله عز وجل لا يكون.
الشيخ : يكون جمعا بين النقيضين وهذا مستحيل طيب لو ورد على إنسان مثل هذا يعني ظن التعارض بين آيتين قطعيتي الدلالة .
الطالب : هذا من قصور فهمه.
الشيخ : نقول هذا دليل على قصور فهمه أو علمه فعليه أن يرجع مرة ثانية للتدبر حتى يتبين له أنه لا تعارض لأن الله تعالى قال (( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ))
الطالب :...
الشيخ : يعني هذا باعتبار أصل الطين باعتبار الأصل وهذا باعتبار الفرع المتولد من الأصل طيب ما الجمع بين قوله هنا عز وجل من طين وقوله في آية أخرى من تراب محموم.
الطالب :...
الشيخ : صار طينا لأن التراب هو الأصل فإذا صب عليه الماء صار طينا فإذا بقي مدة صار صلصالا
طيب هل يمكن التعارض بين آيتين قطعيتي الدالة يلا يا عبد الرحمن ...أجب؟
الطالب : لا يمكن
الشيخ : وايش الذي لا يمكن ؟
الطالب : يصير تعارض بين ...
الشيخ : لماذا؟
الطالب يصير تعارض بين الأحكام وهذا من الله عز وجل لا يكون.
الشيخ : يكون جمعا بين النقيضين وهذا مستحيل طيب لو ورد على إنسان مثل هذا يعني ظن التعارض بين آيتين قطعيتي الدلالة .
الطالب : هذا من قصور فهمه.
الشيخ : نقول هذا دليل على قصور فهمه أو علمه فعليه أن يرجع مرة ثانية للتدبر حتى يتبين له أنه لا تعارض لأن الله تعالى قال (( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ))
فوائد الآية السابقة
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن إلوهية الله ثابتة في السماوات والأرض يألهه من في السماوات ومن في الأرض لقوله (( وهو الله في السماوات وفي الأرض ))
ومن فوائد الآية الكريمة أن الله عز وجل يعلم السر والجهر يعلم ما يسر به الإنسان وما يجهر به والإسرار تارة يكون إسرارا في النفس وتارة يكون إسرارا مع الغير بصفة خاصة والجهر والإعلان الذي لا يخفى فالله يعلم السر سواء مع النفس أو مع الغير بصفة خاصة أو الجهر .
من فوائد الآية الكريمة عموم علم الله عز وجل عموم علمه لأن قوله سركم يشمل كل أحد وقد قال الله تعالى
(( الله لا إله إلا هو وسع كل شيء علما )) والآيات في هذا المعنى كثيرة
ومنها ما يترتب على إيماننا بأن الله يعلم السر والجهر مع إيماننا بهذا يقتضي ألا نخالف أمر الله عز وجل بترك واجب أو فعل معصية لأننا نعلم أن الله يعلمه ولو لم يثمر العلم هذه الثمرة الجليلة لكان علمنا لا فائدة منه وانتبه لهذه المسألة إن كثيرا من الناس لا يعتني بالفوائد المسلكية المترتبة على أسماء الله وصفاته وهذا أمر لا بد منه هذا هو الثمرة فإذا علمت أن الله يعلم سرك وجهرك استحييت منه فلم تترك ما وجب ولم تفعل ما يحرم .
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة علم الله عز وجل بما يكسب أي بما يكسبه من الأعمال سواء كان كسبا دنيويا أو كسبا أخرويا فإن الله تعالى يعلمه لا يخفى عليه ويترتب على هذه الفائدة ألا نكسب شيئا حرمه الله علينا
ومن فوائد الآية الكريمة أن الله عز وجل يعلم السر والجهر يعلم ما يسر به الإنسان وما يجهر به والإسرار تارة يكون إسرارا في النفس وتارة يكون إسرارا مع الغير بصفة خاصة والجهر والإعلان الذي لا يخفى فالله يعلم السر سواء مع النفس أو مع الغير بصفة خاصة أو الجهر .
من فوائد الآية الكريمة عموم علم الله عز وجل عموم علمه لأن قوله سركم يشمل كل أحد وقد قال الله تعالى
(( الله لا إله إلا هو وسع كل شيء علما )) والآيات في هذا المعنى كثيرة
ومنها ما يترتب على إيماننا بأن الله يعلم السر والجهر مع إيماننا بهذا يقتضي ألا نخالف أمر الله عز وجل بترك واجب أو فعل معصية لأننا نعلم أن الله يعلمه ولو لم يثمر العلم هذه الثمرة الجليلة لكان علمنا لا فائدة منه وانتبه لهذه المسألة إن كثيرا من الناس لا يعتني بالفوائد المسلكية المترتبة على أسماء الله وصفاته وهذا أمر لا بد منه هذا هو الثمرة فإذا علمت أن الله يعلم سرك وجهرك استحييت منه فلم تترك ما وجب ولم تفعل ما يحرم .
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة علم الله عز وجل بما يكسب أي بما يكسبه من الأعمال سواء كان كسبا دنيويا أو كسبا أخرويا فإن الله تعالى يعلمه لا يخفى عليه ويترتب على هذه الفائدة ألا نكسب شيئا حرمه الله علينا
قال الله تعالى : { وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين }
ثم قال عز وجل من تلاوة درس اليوم (( وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ ))[الأنعام:4] ما نافية وقوله من آية من زائدة إعرابا وليست زائدة معنى لأن لها معنى وهو توكيد النفي فإنها تحول النفي الذي يحتمل العموم والخصوص إلى كونه للعموم فقط نعم إلى كونه العموم فهي تحول الجملة المنفية إلى نص في العموم مثل لا النافية للجنس فإنها نص في العموم .
كيف نعربها إذا قلنا إن من زائدة إعرابا نقول من حرف جر زائد إعرابا وآية فاعل تأتي مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بايش ؟ بحركة الحرف الزائد ونظير هذا قوله تعالى (( أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير )) فإن من زائدة إعرابا وبشير فاعل مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد
وقوله (( من آية )) الآية هي العلامة لكنها أخص من العلامة لكونها نصا في الدلالة العلامة قد تكون أقل من ذلك لكن الآية نص في أنها علامة على ما جاءت من أجله، وآيات الله عز وجل تنقسم إلى قسمين كونية وشرعية كما سيأتي إن شاء الله في الفوائد
(( من آيا ت ربهم )) من هنا لبيان الجنس وليست كالأولى فهي لبيان الجنس لقوله ((من آية)) لأن الآية قد تكون من عند الله وقد تكون من عند غير لكن من آيات ربه
وقوله (( ربهم )) أي خالقهم ومالكهم ومدبرهم لأن الربوبية تشمل هذه المعاني الثلاثة وهي ؟ خالق ومالك ومدبر هذه الذي تقتضيه الربوبية (( إلا كانوا عنها معرضين )) إلا هذه إثبات للنفي يعني ما تأتيهم إلا كانوا عنها معرضين ، معرضين عن تدبرها وعن ما تدل عليه فكأنهم لم يروا الآيات وهذا كقوله تعالى (( إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ لأَلِيمَ ))[يونس:97] ))[يونس:96] إذن معرضين عنها بايش ؟ بوجوههم أو بقلوبهم؟ الجميع يشمل هذا وهذا حيث قال له الله تعالى انظر آيات الله فيعرض ولا ينظر وقد يرى ولكن يعرض عن التأمل في القلب لأنه والعياذ بالله محجوب عن الخير فلا يحب أن يصل إليه
كيف نعربها إذا قلنا إن من زائدة إعرابا نقول من حرف جر زائد إعرابا وآية فاعل تأتي مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بايش ؟ بحركة الحرف الزائد ونظير هذا قوله تعالى (( أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير )) فإن من زائدة إعرابا وبشير فاعل مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد
وقوله (( من آية )) الآية هي العلامة لكنها أخص من العلامة لكونها نصا في الدلالة العلامة قد تكون أقل من ذلك لكن الآية نص في أنها علامة على ما جاءت من أجله، وآيات الله عز وجل تنقسم إلى قسمين كونية وشرعية كما سيأتي إن شاء الله في الفوائد
(( من آيا ت ربهم )) من هنا لبيان الجنس وليست كالأولى فهي لبيان الجنس لقوله ((من آية)) لأن الآية قد تكون من عند الله وقد تكون من عند غير لكن من آيات ربه
وقوله (( ربهم )) أي خالقهم ومالكهم ومدبرهم لأن الربوبية تشمل هذه المعاني الثلاثة وهي ؟ خالق ومالك ومدبر هذه الذي تقتضيه الربوبية (( إلا كانوا عنها معرضين )) إلا هذه إثبات للنفي يعني ما تأتيهم إلا كانوا عنها معرضين ، معرضين عن تدبرها وعن ما تدل عليه فكأنهم لم يروا الآيات وهذا كقوله تعالى (( إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ لأَلِيمَ ))[يونس:97] ))[يونس:96] إذن معرضين عنها بايش ؟ بوجوههم أو بقلوبهم؟ الجميع يشمل هذا وهذا حيث قال له الله تعالى انظر آيات الله فيعرض ولا ينظر وقد يرى ولكن يعرض عن التأمل في القلب لأنه والعياذ بالله محجوب عن الخير فلا يحب أن يصل إليه
الفوائد
في هذه الآية من الفوائد بيان عتو هؤلاء المكذبين وفي ذلك أنه لا تأتيهم أي آية إلا كانوا عنها معرضين وقد طلبت قريش من النبي صلى الله عليه وسلم آية فأراهم انشقاق القمر أشار إلى القمر انفلق فلقتين وشاهده الناس وقد أشار الله إليه في قوله (( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ))[القمر:1] وهو انشقاق حسي والمراد بالقمر القمر المشاهد المعروف .
وقد أنكر الفلاسفة وعلماء الفلك أن القمر انشق وقالوا لا يمكن لأن الأجرام السماوية لا يمكن فيها التفكك فهل نقبل قولهم ونرد الأحاديث الصحيحة المشهورة المستفيضة أم نرد قولهم ؟ الواجب على المؤمن الثاني أن يرد كل قول يخالف الكتاب والسنة مهما كان قائله فهو سبحان الله كيف نقول يستحيل أن تتغير الأجرام السماوية والذي يغيرها من ؟ الله عز وجل خالقها يفعل ما يشاء وهو انشقاق حسي للقمر المعلوم الحسي وليس كما قال علماء الفلك وحرفوا من أجله الكتاب والسنة وقالوا إن أخبار الانشقاق أخبار أحادية تحتمل التأويل أو الرد وأما القرآن فمعنى انشق القمر أي بان نور النبوة وهذا غلط ما هو صحيح فإن قال قائل قريش رأت هذه الآية والله عز وجل قضى بأن من أوتوا الآية التي يطلبونها ولم يؤمنوا أهلكهم فكيف لم يهلك الله قريشا ؟
نعم الجواب عن هذا أن الذين يهلكون هم الذين يطلبون آية معينة فإذا أتوا بها وكفروا بها أهلكهم الله لأنهم يكونون متحدين لله عز وجل وأما من يطلب آية عامة وتعين من قبل الله فهؤلاء لا يهلكون.
ويحتمل وجها آخر أن نقول إن هذا العموم يجوز أن يخصص فيكون الله عز وجل لم يهلكهم لأن الأمر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه ملك الجبال يقول له ( إن شئت أطبقت الأخشبين عليهم ) وهما الجبلان العظيمان المحيطان بمكة ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا استأني به فلعل الله يخرج من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئا ) ويكون عدم إهلاك قريش لما يعلمه عز وجل من أن هؤلاء سيكون من أصلابهم من المخلصون لله المجاهدون في سبيل الله وقع هذا أم لم يقع ؟ وقع هذا بلا شك فإما أن يكون الجواب كما قال الأخ وإما أن يكون الجواب ما ذكرناه طيب
من فوائد هذه الآية الكريمة أن الله عز وجل حكيم رحيم وذلك لكونه يأتي بالآيات للخلق فإن هذا من الحكمة الواضحة لأنه ليس من المعقول أن يأتي رجل ويقول للناس أنه رسول فيستبيح دماء من لم يؤمن به وأموالهم وذرياتهم ونسائهم بدون أن يكون هناك ايش ؟ آية تدل على صدقه ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما من نبي - يعني بعثه الله إلا آتاه من الآيات ما يؤمن على مثله البشر ) لا بد هذا من جهة الحكمة.
من جهة الرحمة أن الله رحم الخلق بكونه إذا أرسل إليهم الرسل آتاهم بالآيات الدالة على صدقهم ولو شاء لأرسل الرسل بدون آيات ثم من كذب أخذه لكن تأبى حكمته ورحمته أن يرسل رسلا بلا آيات ومن فوائد الآية الكريمة إثبات الربوبية للكفار لقوله (( من آيات ربهم )) وهذه الربوبية العامة وربوبية الله عز وجل تنقسم إلى عامة وخاصة فربوبيته لأوليائه خاصة ولأعدائه وأوليائه جميعا عامة بإزاء ذلك العبودية تنقسم إلى ايش ؟ عامة وخاصة فالعامة كقوله تعالى (( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ))[مريم:93] والخاصة مثل قوله (( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ))[فاطر:32] وقوله (( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ))[الفرقان:1] والأمثلة كثيرة
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة خطر الإعراض عن الآيات وأنه يخشى على من أعرض عن الآيات ألا يهتدي بها لقوله تعالى (( إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ ))[الأنعام:4] ويدل لهذا أي لخطر الإعراض عن الآيات قول الله تعالى(( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ))[الأنعام:110] والكاف هنا للتعليل (( كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون )) وهذه مسألة خطيرة في الواقع يجب على طالب العلم أن يجعلها نصب عينيه إذا كان يمشي على طريق معين وجاءت النصوص على خلافه فإن بعض الناس قد يتلكأ ويحاول أن يحرف النصوص التي تخالف طريقه وهذا خطر عظيم بل الواجب على المؤمن أن يستسلم للنصوص من حين أن تأتيه كما كان الصحابة t يفعلون هذا مجرد ما يفعل الرسول شيء يفعلونه مجرد أن ينهى عن شيء يتركونه فكون الإنسان يتلكأ أول ما يأتيه الحق خطر عظيم والآية واضحة في سورة الأنعام (( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ))[الأنعام:110] وقال الله تعالى (( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ))[المائدة:49]
وقد أنكر الفلاسفة وعلماء الفلك أن القمر انشق وقالوا لا يمكن لأن الأجرام السماوية لا يمكن فيها التفكك فهل نقبل قولهم ونرد الأحاديث الصحيحة المشهورة المستفيضة أم نرد قولهم ؟ الواجب على المؤمن الثاني أن يرد كل قول يخالف الكتاب والسنة مهما كان قائله فهو سبحان الله كيف نقول يستحيل أن تتغير الأجرام السماوية والذي يغيرها من ؟ الله عز وجل خالقها يفعل ما يشاء وهو انشقاق حسي للقمر المعلوم الحسي وليس كما قال علماء الفلك وحرفوا من أجله الكتاب والسنة وقالوا إن أخبار الانشقاق أخبار أحادية تحتمل التأويل أو الرد وأما القرآن فمعنى انشق القمر أي بان نور النبوة وهذا غلط ما هو صحيح فإن قال قائل قريش رأت هذه الآية والله عز وجل قضى بأن من أوتوا الآية التي يطلبونها ولم يؤمنوا أهلكهم فكيف لم يهلك الله قريشا ؟
نعم الجواب عن هذا أن الذين يهلكون هم الذين يطلبون آية معينة فإذا أتوا بها وكفروا بها أهلكهم الله لأنهم يكونون متحدين لله عز وجل وأما من يطلب آية عامة وتعين من قبل الله فهؤلاء لا يهلكون.
ويحتمل وجها آخر أن نقول إن هذا العموم يجوز أن يخصص فيكون الله عز وجل لم يهلكهم لأن الأمر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه ملك الجبال يقول له ( إن شئت أطبقت الأخشبين عليهم ) وهما الجبلان العظيمان المحيطان بمكة ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا استأني به فلعل الله يخرج من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئا ) ويكون عدم إهلاك قريش لما يعلمه عز وجل من أن هؤلاء سيكون من أصلابهم من المخلصون لله المجاهدون في سبيل الله وقع هذا أم لم يقع ؟ وقع هذا بلا شك فإما أن يكون الجواب كما قال الأخ وإما أن يكون الجواب ما ذكرناه طيب
من فوائد هذه الآية الكريمة أن الله عز وجل حكيم رحيم وذلك لكونه يأتي بالآيات للخلق فإن هذا من الحكمة الواضحة لأنه ليس من المعقول أن يأتي رجل ويقول للناس أنه رسول فيستبيح دماء من لم يؤمن به وأموالهم وذرياتهم ونسائهم بدون أن يكون هناك ايش ؟ آية تدل على صدقه ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما من نبي - يعني بعثه الله إلا آتاه من الآيات ما يؤمن على مثله البشر ) لا بد هذا من جهة الحكمة.
من جهة الرحمة أن الله رحم الخلق بكونه إذا أرسل إليهم الرسل آتاهم بالآيات الدالة على صدقهم ولو شاء لأرسل الرسل بدون آيات ثم من كذب أخذه لكن تأبى حكمته ورحمته أن يرسل رسلا بلا آيات ومن فوائد الآية الكريمة إثبات الربوبية للكفار لقوله (( من آيات ربهم )) وهذه الربوبية العامة وربوبية الله عز وجل تنقسم إلى عامة وخاصة فربوبيته لأوليائه خاصة ولأعدائه وأوليائه جميعا عامة بإزاء ذلك العبودية تنقسم إلى ايش ؟ عامة وخاصة فالعامة كقوله تعالى (( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ))[مريم:93] والخاصة مثل قوله (( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ))[فاطر:32] وقوله (( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ))[الفرقان:1] والأمثلة كثيرة
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة خطر الإعراض عن الآيات وأنه يخشى على من أعرض عن الآيات ألا يهتدي بها لقوله تعالى (( إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ ))[الأنعام:4] ويدل لهذا أي لخطر الإعراض عن الآيات قول الله تعالى(( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ))[الأنعام:110] والكاف هنا للتعليل (( كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون )) وهذه مسألة خطيرة في الواقع يجب على طالب العلم أن يجعلها نصب عينيه إذا كان يمشي على طريق معين وجاءت النصوص على خلافه فإن بعض الناس قد يتلكأ ويحاول أن يحرف النصوص التي تخالف طريقه وهذا خطر عظيم بل الواجب على المؤمن أن يستسلم للنصوص من حين أن تأتيه كما كان الصحابة t يفعلون هذا مجرد ما يفعل الرسول شيء يفعلونه مجرد أن ينهى عن شيء يتركونه فكون الإنسان يتلكأ أول ما يأتيه الحق خطر عظيم والآية واضحة في سورة الأنعام (( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ))[الأنعام:110] وقال الله تعالى (( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ))[المائدة:49]
قال الله تعالى : { فقد كذبوا بالحق لما جآءهم فسوف يأتيهم أنباؤا ماكانوا به يستهزءون }
ثم قال الله عز وجل (( فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون ))[الأنعام:5] فقد كذبوا بالحق الفاء عاطفة وقد تفيد التحقيق في الفعل الماضي هو الأغلب أنها تفيد التحقيق في الفعل المضارع الأغلب أنها تفيد التقليل كقوله قد يجود البخيل وقد يصدق الكاذب لكنها قد تأتي للتوكيد حتى في المضارع ومن ذلك قول الله تعالى (( قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ ))[الأحزاب:18] فقد هنا ايش ؟ للتوكيد ولا شك لكنها تفيد الاستمرار يعني قد يعلم هذا في الحاضر والمستقبل طيب قوله هنا قد كذبوا للتحقيق كذبوا بالحق لما جاءهم الحق ما جاءت به الرسل عليه الصلاة والسلام فكله حق لأنه من عند الله
والحق هو الشيء الثابت إن كان خبرا فبوقوعه وإن كان حكما فبثبوته وضده الباطل وفي الأخبار الباطل فيها الكذب وفي الأحكام الباطل فيها ما خالف الشريعة هنا كذبوا بالحق لما جاءهم يعني نقول الحق ما جاءت به الرسل من أخبار صادقة وأحكام عادلة لما جاءهم ،لما بمعنى حين أي حين جاءهم واعلم أن لما لها معاني فتأتي بمعنى حين وتكون ظرفية كما في الآيات وتأتي شرطية فتشارك إن في الشرط مثل قوله تعالى (( فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ ))[يونس:76] فهي شرطية وتأتي بمعنى إلا كما في قوله تعالى (( إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ))[الطارق:4] إن كل نفس لما عليها حافظ يعني إلا عليها حافظ وتأتي نافية تجزم الفعل المضارع كما في قول الله تعالى (( بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ))[ص:8] لما يذوقوا عذاب بمعنى ايش ؟ بمعنى لم لكنها تفيد قرب مدخولهم ليست.. لم للنفي المطلق أما لما فإنها للنفي لكنها تفيد قرب مدخولهم تقول مثلا فلان لم يقم هذا نفي مطلق وتقول لما يقم فلان هذا نفي يعني إلى الآن ما قام لكنه سيقوم عن قرب في الآية الكريمة التي نقرؤها الآن لما جاءهم ماذا نعربها ؟ ظرف بمعنى في وفي هذه الحال تكون مبنية لأنها حرف في الواقع ما هي مشابهة للحرف وأصل البناء كما عرفتم هو مشابهة الاسم للحرف لكن هذه نفسها حرف فتكون ظرفا لكنها مبنية على السكون في محل نصب بمعنى حين
(( فقد كذبوا بالحق لما جاءهم فسوف )) سوف الفاء عاطفة ويحتمل أن تكون للسببية (( فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون )) أي سوف يأتيهم المخبر الذي أخبروا به الأنباء أتتهم من قبل لكن المراد يأتيهم عقوبة الأنباء التي كانوا يستهزئون بها أنباء ما كانوا به يستهزئون أي يتخذونه لهوا ولعبا وضحكا وكما نعلم جميعا أن الكفار يتخذون الدين هزوا وأنهم يتخذون أهل الدين هزوا أيضا أليس كذلك (( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ))[التوبة:65] وقال عز وجل (( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ))[المطففين:29] (( وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ))[المطففين:30] (( وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ ))[المطففين:31] فقوله ما كانوا به يستهزئون يشمل استهزاؤهم بالدين واستهزاؤهم بالرسل وبأتباعهم بل وبالله عز وجل سيجزون هذا نرجع إلى الفوائد
والحق هو الشيء الثابت إن كان خبرا فبوقوعه وإن كان حكما فبثبوته وضده الباطل وفي الأخبار الباطل فيها الكذب وفي الأحكام الباطل فيها ما خالف الشريعة هنا كذبوا بالحق لما جاءهم يعني نقول الحق ما جاءت به الرسل من أخبار صادقة وأحكام عادلة لما جاءهم ،لما بمعنى حين أي حين جاءهم واعلم أن لما لها معاني فتأتي بمعنى حين وتكون ظرفية كما في الآيات وتأتي شرطية فتشارك إن في الشرط مثل قوله تعالى (( فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ ))[يونس:76] فهي شرطية وتأتي بمعنى إلا كما في قوله تعالى (( إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ))[الطارق:4] إن كل نفس لما عليها حافظ يعني إلا عليها حافظ وتأتي نافية تجزم الفعل المضارع كما في قول الله تعالى (( بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ))[ص:8] لما يذوقوا عذاب بمعنى ايش ؟ بمعنى لم لكنها تفيد قرب مدخولهم ليست.. لم للنفي المطلق أما لما فإنها للنفي لكنها تفيد قرب مدخولهم تقول مثلا فلان لم يقم هذا نفي مطلق وتقول لما يقم فلان هذا نفي يعني إلى الآن ما قام لكنه سيقوم عن قرب في الآية الكريمة التي نقرؤها الآن لما جاءهم ماذا نعربها ؟ ظرف بمعنى في وفي هذه الحال تكون مبنية لأنها حرف في الواقع ما هي مشابهة للحرف وأصل البناء كما عرفتم هو مشابهة الاسم للحرف لكن هذه نفسها حرف فتكون ظرفا لكنها مبنية على السكون في محل نصب بمعنى حين
(( فقد كذبوا بالحق لما جاءهم فسوف )) سوف الفاء عاطفة ويحتمل أن تكون للسببية (( فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون )) أي سوف يأتيهم المخبر الذي أخبروا به الأنباء أتتهم من قبل لكن المراد يأتيهم عقوبة الأنباء التي كانوا يستهزئون بها أنباء ما كانوا به يستهزئون أي يتخذونه لهوا ولعبا وضحكا وكما نعلم جميعا أن الكفار يتخذون الدين هزوا وأنهم يتخذون أهل الدين هزوا أيضا أليس كذلك (( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ))[التوبة:65] وقال عز وجل (( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ))[المطففين:29] (( وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ))[المطففين:30] (( وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ ))[المطففين:31] فقوله ما كانوا به يستهزئون يشمل استهزاؤهم بالدين واستهزاؤهم بالرسل وبأتباعهم بل وبالله عز وجل سيجزون هذا نرجع إلى الفوائد
الفوائد
من فوائد الآية الكريمة أن هؤلاء مع تواتر الآيات عليهم كذبوا بالحق ولم يستجيبوا له والتكذيب بالحق بعد مجيئه أشد من التكذيب به قبل أن يأتي بحيث يسمع الإنسان عنه ولكنه لم يتأكد فإن هذا الذي أتاه الحق وكذب به يكون تكذيبه أعظم
ومن فوائد الآية الكريمة أن هذا الحكم لمن قامت عليه الحجة بمجيء الحق إليه وأما من لم يعرف الحق فإنه على قسمين تارة يدين بدين الحق لكنه لا يعرفه وتارة يدين بدين الباطل ولا ينتسب لدين الحق
الأول الذي يدين بالباطل لكنه ينتسب لدين الحق فيصلي ويزكي ويصوم ويحج لكنه يستغيث بالأموات هذا نقول إننا نحكم بإسلامه إذا لم تقم عليه الحجة والآخر لا يدين بدين الإسلام أصلا هو لم تبلغه الحجة ولم يدر أنه على ضلال لكنه يدين بدين غير الإسلام فكيف نعامله ؟ نعامله بأنه كافر ولهذا لو مات أحد الآن لم تبلغه الدعوة من غير المسلمين فإننا لا نصلي عليه ولا نترحم عليه لأنه يدين بدين غير الإسلام لكنه في الآخرة أمره إلى الله عز وجل أما لو كان مسلما يدين بدين الإسلام ويقول أشهد أن لا إله الله وأن محمد رسول الله ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة لكنه يأتي شركا أكبر لا يدري أنه شرك أكبر فهذا نعامله معاملة المسلم نغسله ونكفنه ونصلي عليه وندفنه معنا ما دام لم تقم عليه الحجة
ومن فوائد هذه الآية الكريمة الإشارة إلى أن هؤلاء سوف ولا يأتيهم العذاب لقوله (( سوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون ))
قال الله تعالى (( فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون ))[الأنعام:5] فسرناها ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن هؤلاء كذبوا بالحق بعد أن جاءهم فيكون تكذيبهم أشد قبحا وأعظم إثما ذلك لقيام الحجة عليهم
ومن فوائدها تهديد هؤلاء بالعذاب لقوله فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون
ومن فوائد الآية الكريمة أن تكذيب هؤلاء مقرون بالاستهزاء إذ أنهم يسخرون كيف نبعث وقد كنا عظاما ورفاتا ويقولون (( أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ))[ص:5] فسيأتيهم هذا أنباء ما كانوا به يستهزؤون
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن هؤلاء الكفار عندهم عناد والعياذ بالله وذلك أنه قرنوا كفرهم بالاستهزاء فلم يسلم الشرع ولا من جاء بالشرع من استهزائهم
ومن فوائد الآية الكريمة أن هذا الحكم لمن قامت عليه الحجة بمجيء الحق إليه وأما من لم يعرف الحق فإنه على قسمين تارة يدين بدين الحق لكنه لا يعرفه وتارة يدين بدين الباطل ولا ينتسب لدين الحق
الأول الذي يدين بالباطل لكنه ينتسب لدين الحق فيصلي ويزكي ويصوم ويحج لكنه يستغيث بالأموات هذا نقول إننا نحكم بإسلامه إذا لم تقم عليه الحجة والآخر لا يدين بدين الإسلام أصلا هو لم تبلغه الحجة ولم يدر أنه على ضلال لكنه يدين بدين غير الإسلام فكيف نعامله ؟ نعامله بأنه كافر ولهذا لو مات أحد الآن لم تبلغه الدعوة من غير المسلمين فإننا لا نصلي عليه ولا نترحم عليه لأنه يدين بدين غير الإسلام لكنه في الآخرة أمره إلى الله عز وجل أما لو كان مسلما يدين بدين الإسلام ويقول أشهد أن لا إله الله وأن محمد رسول الله ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة لكنه يأتي شركا أكبر لا يدري أنه شرك أكبر فهذا نعامله معاملة المسلم نغسله ونكفنه ونصلي عليه وندفنه معنا ما دام لم تقم عليه الحجة
ومن فوائد هذه الآية الكريمة الإشارة إلى أن هؤلاء سوف ولا يأتيهم العذاب لقوله (( سوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون ))
قال الله تعالى (( فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون ))[الأنعام:5] فسرناها ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن هؤلاء كذبوا بالحق بعد أن جاءهم فيكون تكذيبهم أشد قبحا وأعظم إثما ذلك لقيام الحجة عليهم
ومن فوائدها تهديد هؤلاء بالعذاب لقوله فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون
ومن فوائد الآية الكريمة أن تكذيب هؤلاء مقرون بالاستهزاء إذ أنهم يسخرون كيف نبعث وقد كنا عظاما ورفاتا ويقولون (( أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ))[ص:5] فسيأتيهم هذا أنباء ما كانوا به يستهزؤون
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن هؤلاء الكفار عندهم عناد والعياذ بالله وذلك أنه قرنوا كفرهم بالاستهزاء فلم يسلم الشرع ولا من جاء بالشرع من استهزائهم
قال الله تعالى : { ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم }
قال الله تعالى (( ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن )) الاستفهام هنا داخل على النفي الاستفهام ألم على الهمزة داخل على النفي وإذا دخل همزة على النفي سار معها التقريب كما في قوله تعالى (( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )) وكما في قوله تعالى (( ألم نشرح لك صدرك )) يعني قد شرحنا لك صدرك وألا يعلم من خلق يعني قد علم من خلق فإذا أتى حرف النفي بعد همزة الاستفهام فهو للتقليل
وقوله (( يروا )) يحتمل أن يراد بالرؤية هنا الرؤية العلمية أو الرؤية البصرية فالبلاد التي مروا بها مدمرة رؤيتها ايش ؟ بصرية كما في قوله تعالى ( وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وباليل )) الصافات:137] والبلاد التي لم يروها ولم يمروا بها تكون رؤيتها علمية يتناقلها أهل الأخبار
وقوله (( كم أهلكنا )) أي أتلفنا وكم هنا للتكثير يعني أمم أهلكناهم.
(( من قبلهم من قرن )) القرن بعضهم حدده بمائة سنة أو أربعين سنة وبعضهم حدده قال المراد بالقرن القوم الذين يهلكون مثلا في خلال سبعين سنة ربنا يهلك هؤلاء المعرضون ويخلفون غيرهم وعللوا ذلك بمثل قول النبي صلى الله عليه وسلم ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ) قرنه وهم الصحابة في حدود المائة هلكوا (( كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ))
قوله ((مكناهم في الأرض)) قوله (( مكناهم )) الضمير يعود على قرن باعتباره جنسا أي مكنا هؤلاء القرون في الأرض (( ما لم نمكن لكم )) يعني جعلنا لهم ما يتمكنون به ويثبتون به ما لم نمكن لكم بل أعظم وأعظم والسابقون أشد قوة من اللاحقين وأكثر أموال وأولادا وعمروا الأرض أكثر مما عمروها وقوله (( ما لم نمكن لكم )) فيه التفات التفات من الغيبة إلى أتم نعم الى الخطاب و الحضور الالتفات يكون من الغيبة إلى الحضور ومن الحضور إلى الغيبة ومن الإظهار إلى الإضمار المهم له أنواع وفائدته تنبيه السامع أو القارئ على ما سيأتي من بعد وجه ذلك أن الكلام إذا كان على وتيرة واحدة انساب الإنسان معه لكن إذا اختلف توقف ايش الذي طرأ فيكون هذا الالتفات منبها لمن ؟ للقارئ والسامع وهو من أساليب اللغة العربية والقرآن نزل باللغة العربية (( وأرسلنا السماء عليهم مدرار )) .
وقوله (( يروا )) يحتمل أن يراد بالرؤية هنا الرؤية العلمية أو الرؤية البصرية فالبلاد التي مروا بها مدمرة رؤيتها ايش ؟ بصرية كما في قوله تعالى ( وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وباليل )) الصافات:137] والبلاد التي لم يروها ولم يمروا بها تكون رؤيتها علمية يتناقلها أهل الأخبار
وقوله (( كم أهلكنا )) أي أتلفنا وكم هنا للتكثير يعني أمم أهلكناهم.
(( من قبلهم من قرن )) القرن بعضهم حدده بمائة سنة أو أربعين سنة وبعضهم حدده قال المراد بالقرن القوم الذين يهلكون مثلا في خلال سبعين سنة ربنا يهلك هؤلاء المعرضون ويخلفون غيرهم وعللوا ذلك بمثل قول النبي صلى الله عليه وسلم ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ) قرنه وهم الصحابة في حدود المائة هلكوا (( كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ))
قوله ((مكناهم في الأرض)) قوله (( مكناهم )) الضمير يعود على قرن باعتباره جنسا أي مكنا هؤلاء القرون في الأرض (( ما لم نمكن لكم )) يعني جعلنا لهم ما يتمكنون به ويثبتون به ما لم نمكن لكم بل أعظم وأعظم والسابقون أشد قوة من اللاحقين وأكثر أموال وأولادا وعمروا الأرض أكثر مما عمروها وقوله (( ما لم نمكن لكم )) فيه التفات التفات من الغيبة إلى أتم نعم الى الخطاب و الحضور الالتفات يكون من الغيبة إلى الحضور ومن الحضور إلى الغيبة ومن الإظهار إلى الإضمار المهم له أنواع وفائدته تنبيه السامع أو القارئ على ما سيأتي من بعد وجه ذلك أن الكلام إذا كان على وتيرة واحدة انساب الإنسان معه لكن إذا اختلف توقف ايش الذي طرأ فيكون هذا الالتفات منبها لمن ؟ للقارئ والسامع وهو من أساليب اللغة العربية والقرآن نزل باللغة العربية (( وأرسلنا السماء عليهم مدرار )) .
اضيفت في - 2007-08-13