تفسير سورة الأنعام-02a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
قال الله تعالى : { وأرسلنا السماء عليهم مدرارا وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرنا ءاخرين }
على ما سيأتي من بعد وجه ذلك أن الكلام إذا كان على وتيرة واحدة انساب الإنسان معه لكن إذا اختلف توقف ايش الذي طرأ فيكون هذا الالتفات منبها لمن ؟ للقارئ والسامع وهو من أساليب اللغة العربية والقرآن نزل باللغة العربية.
(( وأرسلنا السماء عليهم مدرار )) المراد بالسماء هنا المطر وعبر عنه بالسماء لأنه ينزل من السماء ومدرارا حال من السماء أي حال كونه مدرارا يدر عليهم كلما احتاجت أرضهم إلى الماء نزل الماء
(( وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم )) الأنهار يحتمل أنها أنهار الثلوج التي تتسرب من قمم الجبال ويحتمل أنها الأودية التي تكون من المطر وسواء هذا أو هذا لا شك أن الأرض ستكون خصبة وستأكل منها أنعامهم وأنفسهم نعم
وكلمة (( فأهلكناهم بذنوبهم )) (( أهلكناهم )) أتلفناهم بذنوبهم الباء هنا للسببية أي بسبب ذنوبهم والذنوب بمعنى المعاصي
(( وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين )) أنشأنا أي خلقنا من جديد من بعدهم قوما آخرين وهل القوم الآخرون عصوا أو أطاعوا ؟ منهم من عصى ومنهم من أطاع ولكن الله قال (( ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ ))[المؤمنون:44]
(( وأرسلنا السماء عليهم مدرار )) المراد بالسماء هنا المطر وعبر عنه بالسماء لأنه ينزل من السماء ومدرارا حال من السماء أي حال كونه مدرارا يدر عليهم كلما احتاجت أرضهم إلى الماء نزل الماء
(( وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم )) الأنهار يحتمل أنها أنهار الثلوج التي تتسرب من قمم الجبال ويحتمل أنها الأودية التي تكون من المطر وسواء هذا أو هذا لا شك أن الأرض ستكون خصبة وستأكل منها أنعامهم وأنفسهم نعم
وكلمة (( فأهلكناهم بذنوبهم )) (( أهلكناهم )) أتلفناهم بذنوبهم الباء هنا للسببية أي بسبب ذنوبهم والذنوب بمعنى المعاصي
(( وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين )) أنشأنا أي خلقنا من جديد من بعدهم قوما آخرين وهل القوم الآخرون عصوا أو أطاعوا ؟ منهم من عصى ومنهم من أطاع ولكن الله قال (( ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ ))[المؤمنون:44]
1 - قال الله تعالى : { وأرسلنا السماء عليهم مدرارا وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرنا ءاخرين } أستمع حفظ
الفوائد
في هذه الآية الكريمة تهديد المكذبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصيبهم ما أصاب الأمم السابقة وجه ذلك أن الله قرر أنهم قد رأوا الأمم التي أهلكت من قبل
ومن فوائدها الاستدلال بالأعلى على الأدنى وجه ذلك أنهم لما كانوا أقوى من هؤلاء أرسل الله عليهم السماء مدرارا وجعلها تجري من تحتهم ومع ذلك أهلكهم فمن دونهم من باب أولى
ومن فوائد هذه الآية الكريمة بيان عظمة الله عز وجل وغيرته حيث أهلك أولئك القوم مع ما عندهم من القوة والنعمة
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن ما يحصل من النعم واندفاع النقم فإنه من الله عز وجل لقوله (( مكناهم في الأرض ))
ومن فوائد الآية الكريمة إثبات الأسباب لقوله (( أهلكناهم بذنوبهم ))
ومن فوائدها أن الذنوب من أسباب الهلاك ولكن هل المراد الهلاك الحسي يعني أن يموت الناس أو يفقد الأموال أو ما أشبه ذلك أو يشمل الهلاك الحسي والمعنوي الذي هو موت القلوب نعم .
الطالب :كلاهما
الشيخ : نعم كلاهما يشمل هذا وهذا ولذلك قال الله تعالى (( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ )) [المائدة:49] فجعل توليهم من أسباب الذنوب
ومن فوائد هذه الآية الكريمة تمام قدرة الله تبارك وتعالى وسلطانه حيث يهلك أقواما وينشئ آخرين حيث الأمر أمره عز وجل والملك ملكه والسلطان سلطانه فهو عز وجل يفعل ما يشاء من إهلاك وإنشاء
ومن فوائدها الاستدلال بالأعلى على الأدنى وجه ذلك أنهم لما كانوا أقوى من هؤلاء أرسل الله عليهم السماء مدرارا وجعلها تجري من تحتهم ومع ذلك أهلكهم فمن دونهم من باب أولى
ومن فوائد هذه الآية الكريمة بيان عظمة الله عز وجل وغيرته حيث أهلك أولئك القوم مع ما عندهم من القوة والنعمة
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن ما يحصل من النعم واندفاع النقم فإنه من الله عز وجل لقوله (( مكناهم في الأرض ))
ومن فوائد الآية الكريمة إثبات الأسباب لقوله (( أهلكناهم بذنوبهم ))
ومن فوائدها أن الذنوب من أسباب الهلاك ولكن هل المراد الهلاك الحسي يعني أن يموت الناس أو يفقد الأموال أو ما أشبه ذلك أو يشمل الهلاك الحسي والمعنوي الذي هو موت القلوب نعم .
الطالب :كلاهما
الشيخ : نعم كلاهما يشمل هذا وهذا ولذلك قال الله تعالى (( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ )) [المائدة:49] فجعل توليهم من أسباب الذنوب
ومن فوائد هذه الآية الكريمة تمام قدرة الله تبارك وتعالى وسلطانه حيث يهلك أقواما وينشئ آخرين حيث الأمر أمره عز وجل والملك ملكه والسلطان سلطانه فهو عز وجل يفعل ما يشاء من إهلاك وإنشاء
قال الله تعالى : { ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذآ إلآ سحر مبين }
ثم قال تعالى مبينا عتو هؤلاء المكذبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (( وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ))[الأنعام:7] لو هنا شرطية بدليل وجود فعل الشرط وجوابه أين فعل الشرط ؟ نزلنا وجواب الشرط ؟ لقال الذين كفروا . (( ولو نزلنا عليك )) الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم (( كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ )) يعني كتاب عاديا يدركه الناس فلمسوه بأيديهم يعني لم يتخيلوه من بعد بل هو بين أيديهم يلمسونه نازلا من السماء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
وقوله (( فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ )) فإذا قال قائل وهل هناك لمس بغير اليد فالجواب إن شئت فقل نعم لأن الإنسان يمس بقدمه ويمس بلسانه ويمس بكل أجزاء جلده وإن شئت فقل إن اللمس يكون باليد لكنها ذكرت اليد هنا من باب التوكيد كقوله عز وجل (( ما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه )) والمعلوم أن الطائر لا يطير إلا بجناحه نعم
(( فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا )) هذا الجواب (( لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين )) هنا إظهار في موضع الإضمار أين هو ؟(( لقال الذين كفروا )) ولم يقل لقالوا إشارة إلى شيئين
الشيء الأول التسجيل على هؤلاء في الكفر يعني الحكم عليهم بالكفر
الثاني أن من قال مثل قولهم فهو كافر ففيه فائدتان فائدة متعدية وفائدة لازمة الفائدة اللازمة هي الحكم عليهم بالكفر والمتعدية أن من قال قولهم فهو كافر
(( لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين )) إن هنا نافية بدليل قوله إلا وهي إذا أتت بعدها إلا فهي للنفي وقد تكون للنفي وإن لم تأت بعدها إلا لكن إذا أتت بعدها إلا فهي للنفي إن تأتي نافية كما هنا وتأتي شرطية مثل (( إن تكفروا فإن الله غني عنكم )) وتأتي مخففة من الثقيلة كقوله (( إن هذان لساحران )) لأن أصل (( إن هذان لساحران )) أصلها إنّ هذان لساحران وتأتي زائدة كما في قول الشاعر
:" بني غدانة ما إن أنتم ذهبوا "
والتقدير ما أنتم ذهبوا لكنه جاء بها زائدة وهذا ليس بغريب هذا مما يدل على أن اللغة العربية واسعة خلافا لمن قال إنها ضيقة لأن معانيها أكثر من ألفاظها نقول كون الحرف الواحد أو الكلمة الواحدة تأتي بمعنى متعدد هذا يدل على مرونة اللغة العربية لا على قلة مواردها ولا شك أنه إذا كانت اللغة مرنة كان ذلك أوسع للمتخاطبين بها وأيسر عليهم
(( إن هذا )) المشار إليه الكتاب في القرطاس (( إلا سحر مبين )) السحر كل شيء خفي يسمى سحر مأخوذ من السحر الذي هو آخر الليل والغالب أن آخر الليل يكون خفيا الناس لا يخرجون من بيوتهم فيكون هناك خفاء في الأمور التي تحدث لكنه في الاصطلاح هو عبارة عن عقد ورقى وأدوية تصدر من الساحر بواسطة الشياطين كما قال الله عز وجل في سورة البقرة (( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ - يعني ويعلمونهم ما أنزل على الملكين ببابل - هَارُوتَ وَمَارُوتَ " هذان اسمان لملكين" وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ ))[البقرة:102]
ولذلك دائما أصل كثيرا ما يكون السحر مرتبط بالجن حتى إنه يتكلم الجني ويقول إني لا أستطيع أن أخرج لأني مسحور لكن إذا أراد الله عز وجل عثر على السحر وأتلف ثم برأ المريض وقوله (( مبين )) بمعنى بين ظاهر وذلك لأن بان وأبان يأتيان بمعنى واحد تقول بان الصبح وأبان الصبح أبان رباعي وبان ثلاثي بان يقال بين وأبان يقال مبين على أن أبان تأتي متعدية لا بمعنى بان مثل أن تقول أبان الحق أبان الأمر هي بمعنى أظهره ونرجع إلى هذه الآية
وقوله (( فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ )) فإذا قال قائل وهل هناك لمس بغير اليد فالجواب إن شئت فقل نعم لأن الإنسان يمس بقدمه ويمس بلسانه ويمس بكل أجزاء جلده وإن شئت فقل إن اللمس يكون باليد لكنها ذكرت اليد هنا من باب التوكيد كقوله عز وجل (( ما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه )) والمعلوم أن الطائر لا يطير إلا بجناحه نعم
(( فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا )) هذا الجواب (( لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين )) هنا إظهار في موضع الإضمار أين هو ؟(( لقال الذين كفروا )) ولم يقل لقالوا إشارة إلى شيئين
الشيء الأول التسجيل على هؤلاء في الكفر يعني الحكم عليهم بالكفر
الثاني أن من قال مثل قولهم فهو كافر ففيه فائدتان فائدة متعدية وفائدة لازمة الفائدة اللازمة هي الحكم عليهم بالكفر والمتعدية أن من قال قولهم فهو كافر
(( لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين )) إن هنا نافية بدليل قوله إلا وهي إذا أتت بعدها إلا فهي للنفي وقد تكون للنفي وإن لم تأت بعدها إلا لكن إذا أتت بعدها إلا فهي للنفي إن تأتي نافية كما هنا وتأتي شرطية مثل (( إن تكفروا فإن الله غني عنكم )) وتأتي مخففة من الثقيلة كقوله (( إن هذان لساحران )) لأن أصل (( إن هذان لساحران )) أصلها إنّ هذان لساحران وتأتي زائدة كما في قول الشاعر
:" بني غدانة ما إن أنتم ذهبوا "
والتقدير ما أنتم ذهبوا لكنه جاء بها زائدة وهذا ليس بغريب هذا مما يدل على أن اللغة العربية واسعة خلافا لمن قال إنها ضيقة لأن معانيها أكثر من ألفاظها نقول كون الحرف الواحد أو الكلمة الواحدة تأتي بمعنى متعدد هذا يدل على مرونة اللغة العربية لا على قلة مواردها ولا شك أنه إذا كانت اللغة مرنة كان ذلك أوسع للمتخاطبين بها وأيسر عليهم
(( إن هذا )) المشار إليه الكتاب في القرطاس (( إلا سحر مبين )) السحر كل شيء خفي يسمى سحر مأخوذ من السحر الذي هو آخر الليل والغالب أن آخر الليل يكون خفيا الناس لا يخرجون من بيوتهم فيكون هناك خفاء في الأمور التي تحدث لكنه في الاصطلاح هو عبارة عن عقد ورقى وأدوية تصدر من الساحر بواسطة الشياطين كما قال الله عز وجل في سورة البقرة (( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ - يعني ويعلمونهم ما أنزل على الملكين ببابل - هَارُوتَ وَمَارُوتَ " هذان اسمان لملكين" وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ ))[البقرة:102]
ولذلك دائما أصل كثيرا ما يكون السحر مرتبط بالجن حتى إنه يتكلم الجني ويقول إني لا أستطيع أن أخرج لأني مسحور لكن إذا أراد الله عز وجل عثر على السحر وأتلف ثم برأ المريض وقوله (( مبين )) بمعنى بين ظاهر وذلك لأن بان وأبان يأتيان بمعنى واحد تقول بان الصبح وأبان الصبح أبان رباعي وبان ثلاثي بان يقال بين وأبان يقال مبين على أن أبان تأتي متعدية لا بمعنى بان مثل أن تقول أبان الحق أبان الأمر هي بمعنى أظهره ونرجع إلى هذه الآية
3 - قال الله تعالى : { ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذآ إلآ سحر مبين } أستمع حفظ
الفوائد
في هذه الآية بيان عناد المكذبين للرسول صلى الله عليه وسلم وجه ذلك أن الله ذكر أنه لو نزل عليهم كتاب في قرطاس ولمسوه بأيديهم قالوا هذا سحر ما هو صحيح وجه هذا الاستنتاج مع أنه قد لا يكون من اللائق أن أقول استنتاج وجه ذكر الله ذلك عنهم لأنهم أتاهم من الآيات ما يؤمن على مثله البشر ومع ذلك (( وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ))[القمر:2] فعلم الله من حالهم أنهم لو وصلت بهم الحال إلى هذا كتاب في قرطاس كما عهدوه ولمسوه بأيديهم قالوا (( هذا سحر مبين ))
ومن فوائد هذه الآية الكريمة الإشارة أن الكتاب إذا كان في قرطاس فهو أبين وأظهر وإلا يمكن يكتب على غير قرطاس في ايش ؟ في اللوح من خشب في اللوح من عظام في اللوح من أحجار في اللوح من جريد النخل كما كان في أول الأمر لكن القرطاس أثبت وألين وأسهل
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن هؤلاء المكذبين لن يؤمنوا ولو جاءتهم بكل آية لأن من أعظم الآيات أن ينزل الكتاب يشاهدونه في قرطاس ويلمسون ثم ينكرون ويفسر هذا قول الله عز وجل (( إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ ))[يونس:97] وقوله تعالى (( وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ ))[يونس:101] وقال الله عزوجل (( وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ فتول عنهم ))[القمر:5] وهنا انتبه تقف على فتول عنهم ولا تصل لأنك لو وصلت فسد المعنى صار المعنى فتول عنهم متى ؟ يوم يدع الداعي إلى شيء نكر هذه واحدة وفي الآية التي بعدها (( فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ ))[القمر:9] قف لا تصل لأنك لو وصلت وقالوا مجنون وازدجر صار قوله وازدجر من قولهم وليس كذلك لكن وازدجر معطوف على قالوا أي قالوا مجنون وازدجروه ومثل هذه الأشياء في الواقع يا إخوان يجب الإنسان ينتبه لها لأن القرآن الكريم ليس كالكلام الذي نكتبه نحن أو نقوله نحن نحاول أن يكون الكلام على نسق واحد لكن في القرآن سبحان الله وهو من إعجازه أنك ترى أحيانا الكلمة ليس بينها وبين الأخرى صلة من أجل أن ينتبه المخاطب أو القارئ ويتأمل ويتفكر وهذه نقطة لا يحس بها كثير من الناس تجده يقرأ قراءة مرسلة ولا ينتبه للمواقف .
ونحن تعلمنا هذا من شيخنا عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله كان يقوم بنا في رمضان التراويح والقيام ويقف المواقف اللائقة فنتعجب كيف هذا وكنا في الأول نقرأها نقرأ القرآن مرسلا ولا نلتفت للمعنى حتى إن قوله تعالى (( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون )) هل تقف على فويل للمصلين ؟ تقف لأن الله جعلها موقف فإذا قلت سبحان الله إذا قلت فويل للمصلين كيف قال الشاعر الملحد:"
" ما قال ربك ويل للأولى سكروا بل قال ربك ويل للمصلين "
نقول نعم قاله ولكنه ملحد ما قرأ الآية الثانية الوقف على (( فويل للمصلين )) فيه فائدة قد لا تظهر لبعض الناس لأنه إذا سمع القارئ يقرأ (( فويل للمصلين )) ووقف تجده يشوش كيف فويل للمصلين ثم تأتيه (( الذين هم عن صلاتهم ساهون )) فتكون كأنه الغيث نزل على أرض يابسة وهذا هو السر في أن الأولى اتباع الآيات إذا أمكن تقف على كل آية ولو تعلق ما بعدها فيها
طيب من فوائد هذه الآية الكريمة أنه ينبغي الإظهار في موضع الإضمار إذا دعت الحاجة لقوله (( لقال الذين كفروا )) وهذا يقع كثيرا في القرآن الكريم في آيات متعددة مثل قول الله تعالى (( مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ))[البقرة:98] ما قال عدو له مع أن الآية(( فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ))فيها مناسبة ثالثة وهي مراعاة فواصل الآيات فانظر كيف كان الإظهار في موضع الإضمار
ومن فوائد هذه الآية الكريمة مكابرة أولئك المشركين الذين يكذبون النبي صلى الله عليه وسلم بصرفهم الحق إلى باطل الحق أنه قرآن من عند الله وهم يصرفونه إلى السحر هذا السحر الذي قالوه هل هو في بلاغة القرآن وفصاحة القرآن وبيان القرآن أو في كونه أتى بكتاب نزل من السماء فموه على أبصارهم الظاهر أنه يشمل الأمرين يقول هذا ما هو حقيقة يا محمد سحرتنا أو يقولون أنه لبيانه وفصاحته سحرهم وأيا كان فالجاحد والعياذ بالله يتشبث بكل شيء نعم
ومن فوائد هذه الآية الكريمة الإشارة أن الكتاب إذا كان في قرطاس فهو أبين وأظهر وإلا يمكن يكتب على غير قرطاس في ايش ؟ في اللوح من خشب في اللوح من عظام في اللوح من أحجار في اللوح من جريد النخل كما كان في أول الأمر لكن القرطاس أثبت وألين وأسهل
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن هؤلاء المكذبين لن يؤمنوا ولو جاءتهم بكل آية لأن من أعظم الآيات أن ينزل الكتاب يشاهدونه في قرطاس ويلمسون ثم ينكرون ويفسر هذا قول الله عز وجل (( إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ ))[يونس:97] وقوله تعالى (( وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ ))[يونس:101] وقال الله عزوجل (( وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ فتول عنهم ))[القمر:5] وهنا انتبه تقف على فتول عنهم ولا تصل لأنك لو وصلت فسد المعنى صار المعنى فتول عنهم متى ؟ يوم يدع الداعي إلى شيء نكر هذه واحدة وفي الآية التي بعدها (( فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ ))[القمر:9] قف لا تصل لأنك لو وصلت وقالوا مجنون وازدجر صار قوله وازدجر من قولهم وليس كذلك لكن وازدجر معطوف على قالوا أي قالوا مجنون وازدجروه ومثل هذه الأشياء في الواقع يا إخوان يجب الإنسان ينتبه لها لأن القرآن الكريم ليس كالكلام الذي نكتبه نحن أو نقوله نحن نحاول أن يكون الكلام على نسق واحد لكن في القرآن سبحان الله وهو من إعجازه أنك ترى أحيانا الكلمة ليس بينها وبين الأخرى صلة من أجل أن ينتبه المخاطب أو القارئ ويتأمل ويتفكر وهذه نقطة لا يحس بها كثير من الناس تجده يقرأ قراءة مرسلة ولا ينتبه للمواقف .
ونحن تعلمنا هذا من شيخنا عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله كان يقوم بنا في رمضان التراويح والقيام ويقف المواقف اللائقة فنتعجب كيف هذا وكنا في الأول نقرأها نقرأ القرآن مرسلا ولا نلتفت للمعنى حتى إن قوله تعالى (( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون )) هل تقف على فويل للمصلين ؟ تقف لأن الله جعلها موقف فإذا قلت سبحان الله إذا قلت فويل للمصلين كيف قال الشاعر الملحد:"
" ما قال ربك ويل للأولى سكروا بل قال ربك ويل للمصلين "
نقول نعم قاله ولكنه ملحد ما قرأ الآية الثانية الوقف على (( فويل للمصلين )) فيه فائدة قد لا تظهر لبعض الناس لأنه إذا سمع القارئ يقرأ (( فويل للمصلين )) ووقف تجده يشوش كيف فويل للمصلين ثم تأتيه (( الذين هم عن صلاتهم ساهون )) فتكون كأنه الغيث نزل على أرض يابسة وهذا هو السر في أن الأولى اتباع الآيات إذا أمكن تقف على كل آية ولو تعلق ما بعدها فيها
طيب من فوائد هذه الآية الكريمة أنه ينبغي الإظهار في موضع الإضمار إذا دعت الحاجة لقوله (( لقال الذين كفروا )) وهذا يقع كثيرا في القرآن الكريم في آيات متعددة مثل قول الله تعالى (( مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ))[البقرة:98] ما قال عدو له مع أن الآية(( فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ))فيها مناسبة ثالثة وهي مراعاة فواصل الآيات فانظر كيف كان الإظهار في موضع الإضمار
ومن فوائد هذه الآية الكريمة مكابرة أولئك المشركين الذين يكذبون النبي صلى الله عليه وسلم بصرفهم الحق إلى باطل الحق أنه قرآن من عند الله وهم يصرفونه إلى السحر هذا السحر الذي قالوه هل هو في بلاغة القرآن وفصاحة القرآن وبيان القرآن أو في كونه أتى بكتاب نزل من السماء فموه على أبصارهم الظاهر أنه يشمل الأمرين يقول هذا ما هو حقيقة يا محمد سحرتنا أو يقولون أنه لبيانه وفصاحته سحرهم وأيا كان فالجاحد والعياذ بالله يتشبث بكل شيء نعم
كيف يصح الوقف على غفرانك في قوله تعالى:{وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك}؟.
الطالب :...؟
الشيخ : نعم تقف (( وقالوا سمعنا وأطعنا )) يختلف لو قلنا (( سمعنا وأطعنا غفرانك )) صرت سامعا مطيعا لغفران الله وليس كذلك نعم
الشيخ : نعم تقف (( وقالوا سمعنا وأطعنا )) يختلف لو قلنا (( سمعنا وأطعنا غفرانك )) صرت سامعا مطيعا لغفران الله وليس كذلك نعم
هل تراعى الوقوف أثناء قراءة القرآن بسرعة؟.
الطالب : في أثناء التسمية بسرعة أو قراءة الحزب بسرعة من غير تأمل ولا تدبر هل يراعي الإنسان الوقوف
الشيخ : أي نعم ينبغي أن يراعي ويقف حتى وإن كان مسرعا
الطالب: يكون أحيانا علامة على رأس الآيات لا على آخر الآية يعني وقف
الشيخ : أي نعم ينبغي أن يراعي ويقف حتى وإن كان مسرعا
الطالب: يكون أحيانا علامة على رأس الآيات لا على آخر الآية يعني وقف
ما معنى الرمز {لا} على رأس الآية؟.
الشيخ : لا هذا من النساخ ما هو معتبر نعم
ما حكم نقض السحر بالسحر؟.
الطالب :...لا يعرف هو ساحر أو لا وقال سأخبرك بمكان السحر هل يجوز التعامل معه أو لا يجوز؟
الشيخ : هذا يسمى عند أهل العلم نقض السحر بالسحر ونقض السحر بالسحر ذكر شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتاب التوحيد أنه نقل عن سعيد بن المسيب " أنه لا بأس به وقال إنما يريدون به الإصلاح فأما ما ينفع فلم ينهى عنه "ولعله أخذه من قوله تعالى (( فيتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم )) ومن قوله (( وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله )) لكن هذا لا ينبغي أن يفتى به الناس فتوى عامة هكذا لأنه يخشى أولا من دجل السحرة
وثانيا من تكاثرهم وخيانتهم وخداعهم فيقول أحدهم لآخر اسحر فلانا وأنا أداويه نعم .
ويأكلون أموال الناس بالباطل
ثالثا أنه لا ينقض الساحر السحر إلا بتعلم السحر ولذلك لا ينبغي فتح الباب للناس في هذه المسألة العظيمة ويقولون...سم
الطالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( وَقَالُوا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الأَمْرُ ثُمَّ لا يُنظَرُونَ ))
الشيخ : قف على (( لولا أنزلنا عليه ملك ))
الطالب: (( وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون ))[الأنعام:10]
الشيخ : قال الله تبارك وتعالى (( وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ))[الأنعام:7]
الشيخ : هذا يسمى عند أهل العلم نقض السحر بالسحر ونقض السحر بالسحر ذكر شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتاب التوحيد أنه نقل عن سعيد بن المسيب " أنه لا بأس به وقال إنما يريدون به الإصلاح فأما ما ينفع فلم ينهى عنه "ولعله أخذه من قوله تعالى (( فيتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم )) ومن قوله (( وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله )) لكن هذا لا ينبغي أن يفتى به الناس فتوى عامة هكذا لأنه يخشى أولا من دجل السحرة
وثانيا من تكاثرهم وخيانتهم وخداعهم فيقول أحدهم لآخر اسحر فلانا وأنا أداويه نعم .
ويأكلون أموال الناس بالباطل
ثالثا أنه لا ينقض الساحر السحر إلا بتعلم السحر ولذلك لا ينبغي فتح الباب للناس في هذه المسألة العظيمة ويقولون...سم
الطالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( وَقَالُوا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الأَمْرُ ثُمَّ لا يُنظَرُونَ ))
الشيخ : قف على (( لولا أنزلنا عليه ملك ))
الطالب: (( وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون ))[الأنعام:10]
الشيخ : قال الله تبارك وتعالى (( وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ))[الأنعام:7]
تتمة الفوائد
من فوائدها علم الله عز وجل بما سيكون لو كان لأنه علم ماذا سيكون قول هؤلاء لو نزل عليهم كتاب في قرطاس ومنها تأكيد المعلوم بالمحسوس وإن شئت فقل المعقول بالمحسوس لقوله (( فِي قِرْطَاسٍ )) وقوله (( فَلَمَسُوهُ )) لأن هذا تأكيد لشيء محسوس ينظر أنه في قرطاس ويلمس باليد
ومن فوائد هذه الآية أن هؤلاء الكفار لقوله (( لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين )) وكان مقتضى السياق أن يقول لقالوا ولكنه أظهر في موضع الإضمار والإظهار في موضع الإضمار له فوائد
منها الحكم على مرجع الضمير بما يقتضيه الوصف الظاهر ايش الوصف الظاهر معنا ؟ الذين كفروا مرجع الضمير لو كان ضميرا أولئك المكذبون
الفائدة الثانية القياس بمعنى أن كل من قال قولهم فهو كافر لأن الله لو قال لقالوا لاستفدنا أن من قال مثل قولهم يكون كافر بالنص فإذا كان ظاهرا هذا الوصف قسنا عليه كل مماثله أو كل ما اتصف بهذا الوصف
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن للسحر تأثيرا وهل التأثير يكون بقلب الحقائق أو بالتخييل على الحواس ؟ الجواب الثاني وإلا فإنه لا يقلب الحقائق فالعصي والحبال التي ألقاها سحرة فرعون لم تنقلب حيات ولكن خيل للرائين أنها حيات وإلا فهي على حقيقتها عصي وحبال وبهذا نجمع بين قول من قال إنه لا يؤثر وقول من قال إنه يؤثر فيقال أما تأثيره في قلب الحقائق فهذا لا يمكن فإنه لا يقدر على ذلك إلا الله عز وجل وأما تأثيره بالتخييل فإنه يمكن لأن التخييل في الواقع مرض في الإدراك والمرض ينتج من السحر لأن السحرة أيضا أحيانا يسحرون الإنسان حتى يكون مريضا أو يختل ذهنه أو ما أشبه ذلك
ومن فوائد هذه الآية أن هؤلاء الكفار لقوله (( لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين )) وكان مقتضى السياق أن يقول لقالوا ولكنه أظهر في موضع الإضمار والإظهار في موضع الإضمار له فوائد
منها الحكم على مرجع الضمير بما يقتضيه الوصف الظاهر ايش الوصف الظاهر معنا ؟ الذين كفروا مرجع الضمير لو كان ضميرا أولئك المكذبون
الفائدة الثانية القياس بمعنى أن كل من قال قولهم فهو كافر لأن الله لو قال لقالوا لاستفدنا أن من قال مثل قولهم يكون كافر بالنص فإذا كان ظاهرا هذا الوصف قسنا عليه كل مماثله أو كل ما اتصف بهذا الوصف
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن للسحر تأثيرا وهل التأثير يكون بقلب الحقائق أو بالتخييل على الحواس ؟ الجواب الثاني وإلا فإنه لا يقلب الحقائق فالعصي والحبال التي ألقاها سحرة فرعون لم تنقلب حيات ولكن خيل للرائين أنها حيات وإلا فهي على حقيقتها عصي وحبال وبهذا نجمع بين قول من قال إنه لا يؤثر وقول من قال إنه يؤثر فيقال أما تأثيره في قلب الحقائق فهذا لا يمكن فإنه لا يقدر على ذلك إلا الله عز وجل وأما تأثيره بالتخييل فإنه يمكن لأن التخييل في الواقع مرض في الإدراك والمرض ينتج من السحر لأن السحرة أيضا أحيانا يسحرون الإنسان حتى يكون مريضا أو يختل ذهنه أو ما أشبه ذلك
قال الله تعالى : { وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون * ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا و للبسنا عليهم ما يلبسون }
ثم قال الله عز وجل (( وقالوا لولا أنزل عليه ملك )) قالوا أي المكذبون للنبي صلى الله عليه وسلم (( لولا أنزل عليه ملك )) أي هلا أنزل عليه ملك ليكون ذلك مصدقا له وهذا الاقتراح اقتراح تعنت وإلا فقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم بآيات واضحة ولا أعظم من أنهم لما طلبوا آية أراهم انشقاق القمر انشق القمر نصفين وشاهدوه وهذا تغيير في الأفلاك فهو من أكبر الآيات ولكن قولهم هذا من باب التعنت والتحدي والإعجاز (( لولا أنزل عليه ملك )) والملك واحد من الملائكة
(( ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون ))يعني لو أنزلنا ملكا لانتهى الأمر بنزول العقاب بهم لأن الأمم السابقة إذا اقترحت آية معينة ثم أعطوا الآية المعينة التي طلبوها ثم لم يؤمنوا أخذوا بالعقاب بدون إمهال ولم تؤخذ قريش بآية انشقاق القمر لأنها لم تطلب هذه الآية المعينة بل قالوا يا محمد أرنا آية فأراهم انشقاق القمر هكذا قال أهل العلم أما إذا اقترح المكذبون للرسل آية معينة ثم جاءت ولم يؤمنوا نزل بهم العذاب
وقوله (( لقضي الأمر )) أي لقضي شأن هؤلاء وذلك بإهلاكهم (( ثم لا ينظرون )) أي ثم لا يمهلون بل يعاجلون بالعقوبة والعياذ بالله (( ولو جعلناه ملكا ))يعني لو جعلنا الرسول ملكا (( لجعلناه رجلا ))حتى لو فرض أنا جعلناه ملكا فلا بد أن نجعله بشرا لأنه لا يتلائم ملك مع البشر ولذلك قال الله عز وجل في سورة الإسراء (( قُلْ لَوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا ))[الإسراء:95] لكن ليس في الأرض إلا بشر ولا يمكن أن نرسل إليهم ملائكة لأن ذلك لا يناسب (( لو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا ))وحينئذ يبقى الإشكال ولذلك قال (( وللبسنا عليهم ما يلبسون )) أي خلطنا عليهم الأمر كما خلطوه على أنفسهم
(( ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون ))يعني لو أنزلنا ملكا لانتهى الأمر بنزول العقاب بهم لأن الأمم السابقة إذا اقترحت آية معينة ثم أعطوا الآية المعينة التي طلبوها ثم لم يؤمنوا أخذوا بالعقاب بدون إمهال ولم تؤخذ قريش بآية انشقاق القمر لأنها لم تطلب هذه الآية المعينة بل قالوا يا محمد أرنا آية فأراهم انشقاق القمر هكذا قال أهل العلم أما إذا اقترح المكذبون للرسل آية معينة ثم جاءت ولم يؤمنوا نزل بهم العذاب
وقوله (( لقضي الأمر )) أي لقضي شأن هؤلاء وذلك بإهلاكهم (( ثم لا ينظرون )) أي ثم لا يمهلون بل يعاجلون بالعقوبة والعياذ بالله (( ولو جعلناه ملكا ))يعني لو جعلنا الرسول ملكا (( لجعلناه رجلا ))حتى لو فرض أنا جعلناه ملكا فلا بد أن نجعله بشرا لأنه لا يتلائم ملك مع البشر ولذلك قال الله عز وجل في سورة الإسراء (( قُلْ لَوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا ))[الإسراء:95] لكن ليس في الأرض إلا بشر ولا يمكن أن نرسل إليهم ملائكة لأن ذلك لا يناسب (( لو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا ))وحينئذ يبقى الإشكال ولذلك قال (( وللبسنا عليهم ما يلبسون )) أي خلطنا عليهم الأمر كما خلطوه على أنفسهم
10 - قال الله تعالى : { وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون * ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا و للبسنا عليهم ما يلبسون } أستمع حفظ
الفوائد
نستفيد من هذه الآية فوائد منها تعنت المكذبين للرسل وطلبهم آيات مع أن الآيات كانت موجودة لكنهم متعنتون
ومنها أنهم يؤمنون بالملائكة أعني المكذبين للنبي صلى الله عليه وسلم لقوله (( لولا أنزل عليه ملك ))
ومنها أنهم يعلمون أن الملائكة في السماء فهي مقرها ومسكنها الدليل (( لولا أنزل عليه ملك ))
ومنها يعني من فوائد هذه الآية أن الملك آية من آيات الله عز وجل إذا نزل مساعدا للبشر لأنهم هم أقروا بأنه آية تدل على صدق النبي صلى الله عليه وسلم
ومنها أن الله عز وجل يرد على المعاندين بمثل ما عاندوا به ويحذرهم من اقتراح الآيات لقوله (( لو نزلنا ملكا لقضي الأمر ))
ومنها ما أشرنا إليه أن المكذبين للرسل إذا اقترحوا آية معينة ولم يؤمنوا عجلت لهم العقوبة
ومن فوائد الآية الثانية أن الله تعالى أراد أن ينزل ملكا لم ينزل ملكا بصورته الملكية ويجعله رجلا لماذا ؟ من أجل التناسب؟ تناسب الرسل والمرسل إليهم
ومنها حكمة الله عز وجل في إرسال الرسل من البشر من أجل الركون إليهم وقبولهم بل إن الله عز وجل يجعل الرسل من أوساط الأقوام وأشرافهم وأفاضلهم حتى يحتموا بهم وهذا لا يضر أن يجعل الله تبارك وتعالى للرسل من يحميهم من أقوامهم ويدل لذلك قول قوم شعيب له (( ولولا رهطك لرجمناك )) مما يدل على أن الإنسان إذا كان من القوم صار له شأن كبير وهيبة ويدل لعكس هذا قول لوط عليه السلام (( قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ))[هود:80] يعني إلى قوم يكونوا عمادا لي
ومن فوائد الآية الكريمة حسن المحاجة في القرآن الكريم وهو أنه لو جاء الأمر على اقتراح هؤلاء لم يكن على ما اقترحوه أي لم يكن ملكا لماذا ؟ لهذه المناسبة بين الرسول والمرسل إليه فإذا كان رجلا عاد اللبس والاقتراح الذي اقترحوه بقوله (( وللبسنا عليهم ما يلبسون ))
ومنها أنهم يؤمنون بالملائكة أعني المكذبين للنبي صلى الله عليه وسلم لقوله (( لولا أنزل عليه ملك ))
ومنها أنهم يعلمون أن الملائكة في السماء فهي مقرها ومسكنها الدليل (( لولا أنزل عليه ملك ))
ومنها يعني من فوائد هذه الآية أن الملك آية من آيات الله عز وجل إذا نزل مساعدا للبشر لأنهم هم أقروا بأنه آية تدل على صدق النبي صلى الله عليه وسلم
ومنها أن الله عز وجل يرد على المعاندين بمثل ما عاندوا به ويحذرهم من اقتراح الآيات لقوله (( لو نزلنا ملكا لقضي الأمر ))
ومنها ما أشرنا إليه أن المكذبين للرسل إذا اقترحوا آية معينة ولم يؤمنوا عجلت لهم العقوبة
ومن فوائد الآية الثانية أن الله تعالى أراد أن ينزل ملكا لم ينزل ملكا بصورته الملكية ويجعله رجلا لماذا ؟ من أجل التناسب؟ تناسب الرسل والمرسل إليهم
ومنها حكمة الله عز وجل في إرسال الرسل من البشر من أجل الركون إليهم وقبولهم بل إن الله عز وجل يجعل الرسل من أوساط الأقوام وأشرافهم وأفاضلهم حتى يحتموا بهم وهذا لا يضر أن يجعل الله تبارك وتعالى للرسل من يحميهم من أقوامهم ويدل لذلك قول قوم شعيب له (( ولولا رهطك لرجمناك )) مما يدل على أن الإنسان إذا كان من القوم صار له شأن كبير وهيبة ويدل لعكس هذا قول لوط عليه السلام (( قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ))[هود:80] يعني إلى قوم يكونوا عمادا لي
ومن فوائد الآية الكريمة حسن المحاجة في القرآن الكريم وهو أنه لو جاء الأمر على اقتراح هؤلاء لم يكن على ما اقترحوه أي لم يكن ملكا لماذا ؟ لهذه المناسبة بين الرسول والمرسل إليه فإذا كان رجلا عاد اللبس والاقتراح الذي اقترحوه بقوله (( وللبسنا عليهم ما يلبسون ))
قال الله تعالى : { ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون }
ثم قال الله عز وجل (( وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ ))[الأنعام:10] اللام هنا موطئة للقسم ومؤكدة له وقد للتحقيق وهذا يرد في القرآن كثيرا وعلى هذا فالجملة تكون مؤكدة بثلاثة مؤكدات قسم مقدر والثاني اللام والثالث قد (( اسْتُهْزِئَ )) أي سخر بدليل قوله (( فحاق بالذين سخروا منهم )) سخروا به وقالوا هذا رجل أهذا الذي يذكر آلهتكم (( وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ ))[هود:38] وقوله (( بِرُسُلٍ )) نكرة في سياق الإثبات لا تدل على العموم أي لا تدل على أن جميع الرسل سخر بهم بل برسل واعلم أن النكرة في سياق الإثبات لا تدل على العموم إلا إذا قام الدليل على هذا فإنها تكون للعموم مثل قول الله عز وجل (( عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ))[الانفطار:5] (( علمت نفس ما أحضرت )) فهنا نفس نكرة في سياق الإثبات لكنها للعموم إذ معنى الآية علمت كل نفس (( برسل من قبلك )) أي في الزمان
(( فحاق بالذين سخروا منهم )) أي نزل بهم (( ما كانوا به يستهزئون )) أي عقوبة ما كانوا به يستهزئون أو جزاء ما كانوا به يستهزئون وإنما عبر الله تعالى عن الجزاء بالفعل للإشارة إلى سببه من وجه وليعلم أن الجزاء بقدر العمل من وجه آخر فالعقوبة سببها العمل الذي استحق به العامل أن يعاقب فأطلق على العقوبة نفس العمل الذي هو السبب
ثانيا إذا كان الإنسان يجازى عمله نفسه فالعمل فهذا يعني أن الجزاء أو العقوبة بقدر العمل ما كانوا به يستهزئون ثم قال (( قل سيروا في الأرض ))
(( فحاق بالذين سخروا منهم )) أي نزل بهم (( ما كانوا به يستهزئون )) أي عقوبة ما كانوا به يستهزئون أو جزاء ما كانوا به يستهزئون وإنما عبر الله تعالى عن الجزاء بالفعل للإشارة إلى سببه من وجه وليعلم أن الجزاء بقدر العمل من وجه آخر فالعقوبة سببها العمل الذي استحق به العامل أن يعاقب فأطلق على العقوبة نفس العمل الذي هو السبب
ثانيا إذا كان الإنسان يجازى عمله نفسه فالعمل فهذا يعني أن الجزاء أو العقوبة بقدر العمل ما كانوا به يستهزئون ثم قال (( قل سيروا في الأرض ))
12 - قال الله تعالى : { ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون } أستمع حفظ
الفوائد
في الآية الكريمة فوائد منها توكيد الجملة بأنواع المؤكدات فإذا قال قائل أليس خبر الله تعالى صدقا سواء اقترن بالقسم وأدوات التوكيد أم لا ؟ فالجواب بلى لكن القرآن الكريم جاء باللسان العربي واللسان العربي يحسن فيه التأكيد إذا اقتضت الحال ذلك وإلا فمن المعلوم أن الله إذا أخبر بخبر وإن لم يؤكد فهو حق وصدق كما نشاهد الشمس لكن القرآن بلسان عربي مبين هذه واحدة
ثانيا تأكيد الله له بالقسم يدل على أهميته وأنه من الأمور التي لا بد أن يقبلها الإنسان وأن يصدق بها واضح ثالثا أنه قد يراد به دفع إنكار من أنكر مدلول الخبر فكون الله عز وجل يؤكد قيام الساعة بالمؤكدات الكثيرة لرد إنكار المكذبين
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنه ليس بغريب أن يستهزئ المشركون بالنبي صلى الله عليه وسلم لأن هذا قد سبق من الأمم السابقة استهزاء المكذبين للرسول بأي شيء ؟ بأنواع متعددة (( لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم )) كأنهم يقولون محمد لا يصلح لهذا وكما في قولهم (( أهذا الذي يذكر آلهتكم )) والاستفهام هنا للتحقير يعني من هذا الرجل الذي يذكر آلهتكم بسوء ليس بشيء وليس له قيمة ومنها وصفهم إياه بأنه مجنون ومخرف وما أشبه ذلك
ومن فوائد هذه الآية عناية الله عز وجل بنبيه صلى الله عليه وسلم حيث ينزل عليه من القرآن ما يسليه به وجهه أن ذكر هذا أعني استهزاء الأمم السابقة برسلها تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأن كونه يعلم بأن الأمم السابقة كذبت رسلها يهون عليه الأمر أليس كذلك ؟ وهو واضح فإن الإنسان يتسلى بالمصائب إذا أصابت غيره وتهون عليه مصيبته وقد أشار الله إلى هذا في قوله (( وَلَنْ يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ))[الزخرف:39] مع أنه لو كان في الدنيا واشترك الناس في العذاب لهان عليهم ونفعهم وحملهم على الصبر لكن في القيامة لا ينفع
ومن فوائد هذه الآية الكريمة تهديد المكذبين للنبي صلى الله عليه وسلم من أين تؤخذ ؟ (( فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون )) يعني فاحذوا أيها المكذبون لمحمد صلى الله عليه وسلم المستهزئون به ومن فوائد الآية الكريمة الإشارة إلى أنه لا رسول بعد محمد انتبهوا هل يمكن أن تؤخذ من الآية أو لا ؟
الطالب :....
الشيخ : واقع ليس بواضح (( برسل من قبلك )) هذا تسلية الإنسان بما مضى ولا يمنع لو كان ممكنا أن يوجد رسل آخرون بعد الرسول صلى الله عليه وسلم إذا ليس فيها دليل عليه
ومن فوائد الآية الكريمة أن السخرية والاستهزاء بالرسل موجب للعقاب لقوله (( فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون ))[الأنعام:10] ثم هل هذا العقاب عقاب على كفر أو على فسوق ؟ الجواب في الأول على كفر فكل من سخر بالرسل أو استهزئ بهم فهو كافر لا إشكال في هذا ولكن هل تقبل توبته ؟ الجواب نعم تقبل توبته لعموم قول الله عز وجل (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))[الزمر:53] ودليل عقلي أن سب النبي إنما كان كفرا لنبوته لا لشخصيته والنبوة والعمل بالشريعة التي جاءت بها من حقوق الله في الواقع وحقوق الله تقبل فيها التوبة بالاتفاق فالصحيح أن من سخر بالنبي واستهزئ به فإنه إذا تاب إلى الله توبة نصوحا ارتفع عنه وصف الردة وصار مسلما وارتفع عنه القتل لكن إذا سب الرسول فهل إذا تاب وقبلنا توبته يرتفع عنه القتل أو لا ؟ نعم فيه خلاف فمن العلماء من قال أنها تقبل توبته وذلك لأن سب الرسول ليس سبا شخصيا وإنما سبه سب ايش ؟على النبوة والرسالة والنبوة والرسالة من حق الله فتقبل أي نعم فلا يقتل لأننا قبلنا توبته واختار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنها تقبل توبته ولكنه يقتل حدا وعلل ذلك بأن سب النبي صلى الله عليه وسلم عدوان على شخصه وعلى رسالته لا شك فعلى رسالته نقول ايش ؟ تقبل التوبة وأما على شخصه فلا بد أن نثأر لنبينا صلى الله عليه وسلم ونأخذ بالثأر ونقتله فيتحتم قتل ساب الرسول صلى الله عليه وسلم وإن قبلنا توبة الساب إذن ما الفائدة إذا قلنا تقبل توبته ويقتل ؟ الفائدة أنه يقتل مسلما يغسل ويكفن ويصلى عليه ويرثه أقاربه المسلمون ويبقى على حكم الإسلام بخلاف ما إذا قلنا أنه مرتد فلا يثبت له هذا الحكم
فإن قال قائل أليس قد وجد من سب النبي صلى الله عليه وسلم في حياته وتاب وقبل النبي صلى الله عليه وسلم توبته ؟ فالجواب بلى لأن الحق له فإذا عفا عنه فله الحق هذا من جهة
ومن جهة أخرى ترغيبا له في التوبة رفع عنه القتل
ثالثا أنه إذا تاب فسيكون من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم حين استؤذن في قتل المنافقين ( لا يتحدث الناس أن محمد يقتل أصحابه ) أما بعد موته فكل هذه العلل منتفية فيجب على أمته أن يقتل من سبه صلى الله عليه وسلم
ومن فوائد الآية الكريمة أن المعاصي سبب للعقوبة لقوله (( ما كانوا به يستهزئون )) وأن العقوبة بقدر العمل ولذلك عبر به عنها وهذا من عدل الله صلى الله عليه وسلم أن العقوبة بقدر العمل أما المثوبة فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة
ثانيا تأكيد الله له بالقسم يدل على أهميته وأنه من الأمور التي لا بد أن يقبلها الإنسان وأن يصدق بها واضح ثالثا أنه قد يراد به دفع إنكار من أنكر مدلول الخبر فكون الله عز وجل يؤكد قيام الساعة بالمؤكدات الكثيرة لرد إنكار المكذبين
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنه ليس بغريب أن يستهزئ المشركون بالنبي صلى الله عليه وسلم لأن هذا قد سبق من الأمم السابقة استهزاء المكذبين للرسول بأي شيء ؟ بأنواع متعددة (( لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم )) كأنهم يقولون محمد لا يصلح لهذا وكما في قولهم (( أهذا الذي يذكر آلهتكم )) والاستفهام هنا للتحقير يعني من هذا الرجل الذي يذكر آلهتكم بسوء ليس بشيء وليس له قيمة ومنها وصفهم إياه بأنه مجنون ومخرف وما أشبه ذلك
ومن فوائد هذه الآية عناية الله عز وجل بنبيه صلى الله عليه وسلم حيث ينزل عليه من القرآن ما يسليه به وجهه أن ذكر هذا أعني استهزاء الأمم السابقة برسلها تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأن كونه يعلم بأن الأمم السابقة كذبت رسلها يهون عليه الأمر أليس كذلك ؟ وهو واضح فإن الإنسان يتسلى بالمصائب إذا أصابت غيره وتهون عليه مصيبته وقد أشار الله إلى هذا في قوله (( وَلَنْ يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ))[الزخرف:39] مع أنه لو كان في الدنيا واشترك الناس في العذاب لهان عليهم ونفعهم وحملهم على الصبر لكن في القيامة لا ينفع
ومن فوائد هذه الآية الكريمة تهديد المكذبين للنبي صلى الله عليه وسلم من أين تؤخذ ؟ (( فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون )) يعني فاحذوا أيها المكذبون لمحمد صلى الله عليه وسلم المستهزئون به ومن فوائد الآية الكريمة الإشارة إلى أنه لا رسول بعد محمد انتبهوا هل يمكن أن تؤخذ من الآية أو لا ؟
الطالب :....
الشيخ : واقع ليس بواضح (( برسل من قبلك )) هذا تسلية الإنسان بما مضى ولا يمنع لو كان ممكنا أن يوجد رسل آخرون بعد الرسول صلى الله عليه وسلم إذا ليس فيها دليل عليه
ومن فوائد الآية الكريمة أن السخرية والاستهزاء بالرسل موجب للعقاب لقوله (( فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون ))[الأنعام:10] ثم هل هذا العقاب عقاب على كفر أو على فسوق ؟ الجواب في الأول على كفر فكل من سخر بالرسل أو استهزئ بهم فهو كافر لا إشكال في هذا ولكن هل تقبل توبته ؟ الجواب نعم تقبل توبته لعموم قول الله عز وجل (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))[الزمر:53] ودليل عقلي أن سب النبي إنما كان كفرا لنبوته لا لشخصيته والنبوة والعمل بالشريعة التي جاءت بها من حقوق الله في الواقع وحقوق الله تقبل فيها التوبة بالاتفاق فالصحيح أن من سخر بالنبي واستهزئ به فإنه إذا تاب إلى الله توبة نصوحا ارتفع عنه وصف الردة وصار مسلما وارتفع عنه القتل لكن إذا سب الرسول فهل إذا تاب وقبلنا توبته يرتفع عنه القتل أو لا ؟ نعم فيه خلاف فمن العلماء من قال أنها تقبل توبته وذلك لأن سب الرسول ليس سبا شخصيا وإنما سبه سب ايش ؟على النبوة والرسالة والنبوة والرسالة من حق الله فتقبل أي نعم فلا يقتل لأننا قبلنا توبته واختار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنها تقبل توبته ولكنه يقتل حدا وعلل ذلك بأن سب النبي صلى الله عليه وسلم عدوان على شخصه وعلى رسالته لا شك فعلى رسالته نقول ايش ؟ تقبل التوبة وأما على شخصه فلا بد أن نثأر لنبينا صلى الله عليه وسلم ونأخذ بالثأر ونقتله فيتحتم قتل ساب الرسول صلى الله عليه وسلم وإن قبلنا توبة الساب إذن ما الفائدة إذا قلنا تقبل توبته ويقتل ؟ الفائدة أنه يقتل مسلما يغسل ويكفن ويصلى عليه ويرثه أقاربه المسلمون ويبقى على حكم الإسلام بخلاف ما إذا قلنا أنه مرتد فلا يثبت له هذا الحكم
فإن قال قائل أليس قد وجد من سب النبي صلى الله عليه وسلم في حياته وتاب وقبل النبي صلى الله عليه وسلم توبته ؟ فالجواب بلى لأن الحق له فإذا عفا عنه فله الحق هذا من جهة
ومن جهة أخرى ترغيبا له في التوبة رفع عنه القتل
ثالثا أنه إذا تاب فسيكون من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم حين استؤذن في قتل المنافقين ( لا يتحدث الناس أن محمد يقتل أصحابه ) أما بعد موته فكل هذه العلل منتفية فيجب على أمته أن يقتل من سبه صلى الله عليه وسلم
ومن فوائد الآية الكريمة أن المعاصي سبب للعقوبة لقوله (( ما كانوا به يستهزئون )) وأن العقوبة بقدر العمل ولذلك عبر به عنها وهذا من عدل الله صلى الله عليه وسلم أن العقوبة بقدر العمل أما المثوبة فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة
قال الله تعالى : { قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين }
قال الله تبارك وتعالى (( قل سيروا في الأرض )) قل الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم (( سيروا في الأرض )) بمعنى على وإنما أتت في بمعنى علي لبيان أنه ينبغي أن يكون السير عميقا كأنما يسيرون في أجواف الأرض سيروا في الأرض وهل السير هنا بالقلوب أو بالأقدام ؟ الجواب يحتمل هذا وهذا فالسير بالقلوب أن يتأمل الإنسان بما جرى للأمم السابقة بما صح من تاريخهم وأصح تاريخ للأمم السابقة ما جاء في القرآن أو ما صحت به السنة أو بأقدامكم سيروا في الأرض بأقدامكم بأن ينظروا آثار المكذبين المهلكين كما في قول الله تعالى (( وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ ))[الصافات:138] فصار السير هنا يشمل السير بالقلب والسير بالقدم لأجل الاعتبار فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين انظروا بأعينكم أو ببصائركم يعني بأبصاركم أو ببصائركم إذا قلنا السير بالقلب فالمراد ...بالبصائر وإذا قلنا بالقدم فالمراد البصر وينبني على ما سبق ((كيف كان عاقبة المكذبين ))كيف هذه خبر كان مقدم ويتعين أن يكون مقدما لأنه اسم استفهام واسم الاستفهام له صدر الكلام لأنه هو المقصود بالجملة وإذا كان المقصود بالجملة كان حقه أن يقدم ولهذا إذا قلت أين زيد ؟ تعين أن تكون أين خبرا مقدما ولا يجوز أن تقول زيد أين؟ فكيف في محل نصب خبر كان مقدم وعاقبة اسمها مؤخر باعتبار تقديم الخبر وإلا هو في مكانه (( كيف كان عاقبة المكذبين )) فماذا كانت ؟ كانت أسوأ عاقبة والعياذ بالله دمرهم الله صلى الله عليه وسلم وجعلهم مثلا للآخرين يعتبرون به
الفوائد
في هذه الآية الكريمة فوائد منها الأمر بالسير في الأرض للاعتبار سواء كان بالبصائر أو بالبصر أو بالأبصار لقوله (( سيروا في الأرض )) ويتفرع على هذه الفائدة أنه ينبغي أن نقرأ تاريخ الأمم السابقة من أي مصدر ؟ من القرآن وصحيح السنة طيب لأن من الأحاديث الضعيفة والموضوعة عن الأمم السابقة ما لا يحصيه إلا الله صلى الله عليه وسلم والعبرة بالصحيح وما أكثر الأحاديث التي فيها الأخبار عن الأمم السابقة
ومن فوائد هذه الآية الكريمة فضل الاعتبار وأنه أمر مطلوب لقوله (( فانظروا )) وسواء كان الاعتبار بمن انتقم الله منهم أو بمن أثابهم إن كان بمن انتقم الله منهم فالإنسان يحذر وإن كان ممن أثابهم فالإنسان يرغب وفي هذه الآية أي الاعتبارين ؟ ممن انتقم الله منهم
ومن فوائد هذه الآية أن الآثار تدل على المؤثر وهذا أمر معلوم بالحس والواقع سئل أعرابي بما عرفت ربك قال "الأثر يدل على المسير يعنى على السير والبعرة تدل على البعير فسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج وبحار ذات أمواج ألا تدل على السميع البصير ؟" الجواب بلى والله تدل على السميع البصير فالآثار تدل على المؤثر
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة عقوبة المكذب والتكذيب أحدي شقي ما يحصل به الكفر لأن الكفر يحصل بأمرين إما التكذيب وإما الاستكبار مع أن التكذيب فرع عن الاستكبار لأنه ما كذب إلا لأنه يرى أنه فوق المرسل إن قال قائل يشكل على قولكم إن السير يشمل السير بالقدم لينظر بالبصر يشكل عليه.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة فضل الاعتبار وأنه أمر مطلوب لقوله (( فانظروا )) وسواء كان الاعتبار بمن انتقم الله منهم أو بمن أثابهم إن كان بمن انتقم الله منهم فالإنسان يحذر وإن كان ممن أثابهم فالإنسان يرغب وفي هذه الآية أي الاعتبارين ؟ ممن انتقم الله منهم
ومن فوائد هذه الآية أن الآثار تدل على المؤثر وهذا أمر معلوم بالحس والواقع سئل أعرابي بما عرفت ربك قال "الأثر يدل على المسير يعنى على السير والبعرة تدل على البعير فسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج وبحار ذات أمواج ألا تدل على السميع البصير ؟" الجواب بلى والله تدل على السميع البصير فالآثار تدل على المؤثر
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة عقوبة المكذب والتكذيب أحدي شقي ما يحصل به الكفر لأن الكفر يحصل بأمرين إما التكذيب وإما الاستكبار مع أن التكذيب فرع عن الاستكبار لأنه ما كذب إلا لأنه يرى أنه فوق المرسل إن قال قائل يشكل على قولكم إن السير يشمل السير بالقدم لينظر بالبصر يشكل عليه.
اضيفت في - 2007-08-13