تفسير سورة الأنعام-02b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
قال الله تعالى : { قل لمن ما في السموات والأرض قل لله كتب على نفسه الرحمة ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون }
قولكم أن السير يشمل السير بالقدم لينظر بالبصر يشكل عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن دخول ديار المكذبين أو المهلكين فالجواب أنه صلى الله عليه وسلم لم ينه عنه مطلقا بل نهى عنها عن أن ندخل فرحين بطرين معجبين بالآثار وما أشبه ذلك أما أن ندخل معتبرين باكين خائفين فلا ولهذا قال ( لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين ) فهناك فرق بين إنسان يدخل هذه الديار ليعتبر ويخاف ويبكي وإنسان آخر يدخلها للبطر والأشر والنزهة والإعجاب بالآثار الأول محمود والثاني مذموم وبذلك يزول الإشكال
ثم قال الله عز وجل (( قل لمن ما في السماوات وما في الأرض )) اسأل هؤلاء المكذبين المنكرين لتوحيد الإلوهية لمن ما في السماوات والأرض هل لزيد أو لعمرو أو لفلان أو لفلان ثم أمره عز وجل أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يجيب عن هذا السؤال بنفسه فقال قل لله وهنا نقول هل الجواب من الله أم من الرسول ؟ الجواب من الرسول بأمر الله وعلى هذا يكون الجواب جواب الله عز وجل لأن الله أمر الرسول أن يقول هكذا
(( قل لله كتب على نفسه الرحمة )) كتب بمعنى أوجب لأن الكتابة بمعنى الإيجاب قال الله عز وجل (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) [البقرة:183] كتب بمعنى ايش ؟ فرض وأوجب وقال الله تعالى (( إنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا )) [النساء:103] أي فريضة مؤقتة (( كتب على نفسه الرحمة )) على نفسه أي على ذاته ونفس الله هي ذاته وليست صفة بل هي الذات قال الله تعالى (( ويحذركم الله نفسه )) ليس معنى يحذركم صفة هي نفسه بل المعنى يحذركم الله إياه أي ذات الله عز وجل فليس الصفة بل هي الذات ومعنى يحذركم الله نفسه أي يحذركم الله من عقابه لأنه عز وجل أمرنا أن نعلم علما مهما فقال (( اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) [المائدة:98] فأمرنا أن نعلم هذا العلم المهم الذي فيه الترغيب والترهيب ترهيب يحيى في أي جملة ؟
الطالب : أن الله شديد العقاب.
الشيخ : هذا هو الترهيب وأن الله غفور رحيم هذا الترغيب فأمرنا سبحانه وتعالى أن نعلم عن أفعاله وصفاته تحذيرا وترهيبا هنا قال ويحذركم الله نفسه لأن المقام مقام تهديد وعقوبة يخاطب المشركين المكذبين وقوله (( الرحمة )) يعني أن يرحم عباده عز وجل فرض هذا على نفسه ولهذا جاء في الحديث الصحيح القدسي ( إن رحمتي سبقت غضبي ) رحمة الله بالعباد فرضها الله على نفسه لسنا الذين فرضناها عليه بل هو الذي فرضها على نفسه فإن قال قائل إننا نجد من الناس من أصابه البؤس والبلاء وفقد المال وفقد الأولاد وهو في غاية البؤس أين الرحمة ؟ الجواب كل ما أصاب الإنسان من شيء من بلاء وهو مؤمن فإنه ايش ؟ رحمة لأنه إذا صبر أثيب ثواب الصابرين وإذا احتسب أثيب ثواب الشاكرين فهو خير له وكم من أناس لو أنهم رزقوا صحة ومالا وأولادا لبطروا وأفسدهم الغنى وكم من أناس بالعكس كل شيء يصيب المؤمن والحمد لله فهو رحمة وكفارة حتى لو أن الإنسان فزع من شيء قابله كتب له بذلك أجر اللهم لك الحمد حتى جاء في الحديث لو أن إنسان فقد شيئا في جيبه مثلا ثم فزع خاف أن يكون ضاع مثلا فله أجر إلى هذا الحد إذن هذه رحمة وما أحسن قول رابعة العدوية " إن حلاوة أجرها أنستني مرارة صبري " والآلام والبؤس والتعب والهم والغم في الدنيا كله يزول إما أن يزول إلى ضده وإما أن يصل بصاحبه إلى الهلاك ولا بد أن يزول لكن الأجر باقي فإذا قال قائل الكافر ، الكافر فالجواب أن نقول إن الكافر هو الذي فوت الرحمة على نفسه مع أن لله عليه رحمة بما يسر له من الأكل والشرب والنكاح والمسكن وما أشبه ذلك
ثم قال عز وجل (( ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه )) صدق الله ليجمعنكم هذه أيضا جملة مؤكدة ويعرفها صالح بن هارون بثلاثة مؤكدات القسم المقدر واللام إن وقعت في جواب القسم ونون التوكيد والتقدير والله ليجمعنكم الخطاب للخلق ليجمعنكم أيها الناس كلكم كما قال عز وجل (( قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ )) [الواقعة:50] الله أكبر نجمع مع آبائنا وأجدادنا وأجداد أجدادنا إلى آدم كلنا نجمع وكذلك ذرياتهم الأولون والآخرون مجموعون كلهم إلى يوم القيامة لما شبه المكذبون بالبعث بقولهم (( ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين )) قيل لهم (( قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة )) أنتم ما قيل لكم أنكم الآن تبعثون حتى كفرتم وتقولوا هاتوا آبائنا بل قيل لكم أنكم مجموعون لأيش؟ ليوم القيامة لا ريب فيه لقوله (( ليجمعنكم إلى يوم القيامة ))
يوم القيامة هو اليوم الآخر وسمي بهذا لأمور ثلاثة هذا الذي علمناه والله أعلم إن كان وراءها شيء لأمور ثلاثة الأول قيام الناس من قبورهم لرب العالمين وهذا القيام قيام عظيم يا إخواني كل العالم بصيحة واحدة يحضرون كلهم لا يتخلف أحد وهذا قيام عظيم جدا، جدا حتى الذي أكل أكلته السباع أحرقته النار أغرقه الماء لا بد أن يجمع وسمي يوم القيامة لأنه يقام فيه العدل يقتص حتى للشاة الجلحاء من الشاة القرناء هذا اثنين
الثالث تقام في الأشهاد الذين يشهدون هذه الأمة تشهد على الأمم السابقة والرسول صلى الله عليه وسلم يكون شهيدا على هذه الأمة فلهذه الأمور الثلاثة سمي يوم القيامة
طيب إذا قيل ما هو الدليل قلنا أن الأول فدليله قول الله عز وجل(( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ )) [المطففين:6] وأما الثاني فقوله تعالى (( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ )) [الأنبياء:47] أي لليوم الذي يقام فيه العدل وأما الثالث لقوله تعالى (( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ )) [غافر:51] ثم قال عز وجل (( لا ريب فيه )) هذا نفي يراد به تأكيد الإثبات السابق ما هو الإثبات ؟ ليجمعنكم أي جمعا مؤكدا لا ريب فيه والنفي هنا ليس نفيا محضا بل لكمال الإثبات لبيان كمال الإثبات أنه أمر لا ريب فيه وعلى هذا التقريب يكون النفي على بابه .
وقيل إن النفي معنى النهي أي لا ترتابوا فيه والأول أبلغ لأنه إذا قيل لا ريب فيه فإذا ارتاب إنسان فلخلل في عقله لأن ما نفي فيه الريب مطلقا لا يمكن أن يرتاب فيه عاقل فجعلها للنفي على بابها أبلغ وأولى لا ريب فيه ثم قال الله عز وجل (( الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ )) [الأنعام:12] الذين خسروا أنفسهم مبتدأ والخبر قد يكون محذوفا فالتقدير الذين خسروا أنفسهم خسروا كما قال الله عز وجل (( قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )) [الزمر:15] فيكون المعنى الذين خسروا أنفسهم هم الخاسرون حقا (( فهم لا يؤمنون )) توكيد أو بيان للسبب الذي كان به الخسران ويحتمل أن تكون جملة فهم لا يؤمنون خبر المبتدأ وقرنت بالفاء لأن الذي اسم موصول وهو مفيد للعموم والاسم الموصول يشبه الشرط في عمومه فكان اقتران الفاء في خبره
ثم قال الله عز وجل (( قل لمن ما في السماوات وما في الأرض )) اسأل هؤلاء المكذبين المنكرين لتوحيد الإلوهية لمن ما في السماوات والأرض هل لزيد أو لعمرو أو لفلان أو لفلان ثم أمره عز وجل أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يجيب عن هذا السؤال بنفسه فقال قل لله وهنا نقول هل الجواب من الله أم من الرسول ؟ الجواب من الرسول بأمر الله وعلى هذا يكون الجواب جواب الله عز وجل لأن الله أمر الرسول أن يقول هكذا
(( قل لله كتب على نفسه الرحمة )) كتب بمعنى أوجب لأن الكتابة بمعنى الإيجاب قال الله عز وجل (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) [البقرة:183] كتب بمعنى ايش ؟ فرض وأوجب وقال الله تعالى (( إنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا )) [النساء:103] أي فريضة مؤقتة (( كتب على نفسه الرحمة )) على نفسه أي على ذاته ونفس الله هي ذاته وليست صفة بل هي الذات قال الله تعالى (( ويحذركم الله نفسه )) ليس معنى يحذركم صفة هي نفسه بل المعنى يحذركم الله إياه أي ذات الله عز وجل فليس الصفة بل هي الذات ومعنى يحذركم الله نفسه أي يحذركم الله من عقابه لأنه عز وجل أمرنا أن نعلم علما مهما فقال (( اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) [المائدة:98] فأمرنا أن نعلم هذا العلم المهم الذي فيه الترغيب والترهيب ترهيب يحيى في أي جملة ؟
الطالب : أن الله شديد العقاب.
الشيخ : هذا هو الترهيب وأن الله غفور رحيم هذا الترغيب فأمرنا سبحانه وتعالى أن نعلم عن أفعاله وصفاته تحذيرا وترهيبا هنا قال ويحذركم الله نفسه لأن المقام مقام تهديد وعقوبة يخاطب المشركين المكذبين وقوله (( الرحمة )) يعني أن يرحم عباده عز وجل فرض هذا على نفسه ولهذا جاء في الحديث الصحيح القدسي ( إن رحمتي سبقت غضبي ) رحمة الله بالعباد فرضها الله على نفسه لسنا الذين فرضناها عليه بل هو الذي فرضها على نفسه فإن قال قائل إننا نجد من الناس من أصابه البؤس والبلاء وفقد المال وفقد الأولاد وهو في غاية البؤس أين الرحمة ؟ الجواب كل ما أصاب الإنسان من شيء من بلاء وهو مؤمن فإنه ايش ؟ رحمة لأنه إذا صبر أثيب ثواب الصابرين وإذا احتسب أثيب ثواب الشاكرين فهو خير له وكم من أناس لو أنهم رزقوا صحة ومالا وأولادا لبطروا وأفسدهم الغنى وكم من أناس بالعكس كل شيء يصيب المؤمن والحمد لله فهو رحمة وكفارة حتى لو أن الإنسان فزع من شيء قابله كتب له بذلك أجر اللهم لك الحمد حتى جاء في الحديث لو أن إنسان فقد شيئا في جيبه مثلا ثم فزع خاف أن يكون ضاع مثلا فله أجر إلى هذا الحد إذن هذه رحمة وما أحسن قول رابعة العدوية " إن حلاوة أجرها أنستني مرارة صبري " والآلام والبؤس والتعب والهم والغم في الدنيا كله يزول إما أن يزول إلى ضده وإما أن يصل بصاحبه إلى الهلاك ولا بد أن يزول لكن الأجر باقي فإذا قال قائل الكافر ، الكافر فالجواب أن نقول إن الكافر هو الذي فوت الرحمة على نفسه مع أن لله عليه رحمة بما يسر له من الأكل والشرب والنكاح والمسكن وما أشبه ذلك
ثم قال عز وجل (( ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه )) صدق الله ليجمعنكم هذه أيضا جملة مؤكدة ويعرفها صالح بن هارون بثلاثة مؤكدات القسم المقدر واللام إن وقعت في جواب القسم ونون التوكيد والتقدير والله ليجمعنكم الخطاب للخلق ليجمعنكم أيها الناس كلكم كما قال عز وجل (( قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ )) [الواقعة:50] الله أكبر نجمع مع آبائنا وأجدادنا وأجداد أجدادنا إلى آدم كلنا نجمع وكذلك ذرياتهم الأولون والآخرون مجموعون كلهم إلى يوم القيامة لما شبه المكذبون بالبعث بقولهم (( ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين )) قيل لهم (( قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة )) أنتم ما قيل لكم أنكم الآن تبعثون حتى كفرتم وتقولوا هاتوا آبائنا بل قيل لكم أنكم مجموعون لأيش؟ ليوم القيامة لا ريب فيه لقوله (( ليجمعنكم إلى يوم القيامة ))
يوم القيامة هو اليوم الآخر وسمي بهذا لأمور ثلاثة هذا الذي علمناه والله أعلم إن كان وراءها شيء لأمور ثلاثة الأول قيام الناس من قبورهم لرب العالمين وهذا القيام قيام عظيم يا إخواني كل العالم بصيحة واحدة يحضرون كلهم لا يتخلف أحد وهذا قيام عظيم جدا، جدا حتى الذي أكل أكلته السباع أحرقته النار أغرقه الماء لا بد أن يجمع وسمي يوم القيامة لأنه يقام فيه العدل يقتص حتى للشاة الجلحاء من الشاة القرناء هذا اثنين
الثالث تقام في الأشهاد الذين يشهدون هذه الأمة تشهد على الأمم السابقة والرسول صلى الله عليه وسلم يكون شهيدا على هذه الأمة فلهذه الأمور الثلاثة سمي يوم القيامة
طيب إذا قيل ما هو الدليل قلنا أن الأول فدليله قول الله عز وجل(( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ )) [المطففين:6] وأما الثاني فقوله تعالى (( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ )) [الأنبياء:47] أي لليوم الذي يقام فيه العدل وأما الثالث لقوله تعالى (( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ )) [غافر:51] ثم قال عز وجل (( لا ريب فيه )) هذا نفي يراد به تأكيد الإثبات السابق ما هو الإثبات ؟ ليجمعنكم أي جمعا مؤكدا لا ريب فيه والنفي هنا ليس نفيا محضا بل لكمال الإثبات لبيان كمال الإثبات أنه أمر لا ريب فيه وعلى هذا التقريب يكون النفي على بابه .
وقيل إن النفي معنى النهي أي لا ترتابوا فيه والأول أبلغ لأنه إذا قيل لا ريب فيه فإذا ارتاب إنسان فلخلل في عقله لأن ما نفي فيه الريب مطلقا لا يمكن أن يرتاب فيه عاقل فجعلها للنفي على بابها أبلغ وأولى لا ريب فيه ثم قال الله عز وجل (( الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ )) [الأنعام:12] الذين خسروا أنفسهم مبتدأ والخبر قد يكون محذوفا فالتقدير الذين خسروا أنفسهم خسروا كما قال الله عز وجل (( قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )) [الزمر:15] فيكون المعنى الذين خسروا أنفسهم هم الخاسرون حقا (( فهم لا يؤمنون )) توكيد أو بيان للسبب الذي كان به الخسران ويحتمل أن تكون جملة فهم لا يؤمنون خبر المبتدأ وقرنت بالفاء لأن الذي اسم موصول وهو مفيد للعموم والاسم الموصول يشبه الشرط في عمومه فكان اقتران الفاء في خبره
1 - قال الله تعالى : { قل لمن ما في السموات والأرض قل لله كتب على نفسه الرحمة ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون } أستمع حفظ
الفوائد
في هذه الآية الكريمة فوائد منها أن جميع من في السماوات والأرض لله عز وجل والدليل (( قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله )) فإن قال قائل كيف أخذتم العموم مع أن من للعاقل ؟ وما لغير العاقل ؟ فالجواب أن هذين الاسمين يتناوبان بمعنى أن أحدهما يقع مكان الآخر والدليل قوله تعالى (( يسبح لله ما في السماوات )) وفي آية أخرى (( من في السماوات )) وهذا يدل على أن من وما يتناوبان وإن كان الأكثر استعمالا أن ما في غير العاقل وأن من في العاقل وعليه فنقول من هنا تشمل العاقل وغير العاقل أو نقول من للعاقل لكن عبر به أي بالعاقل لأنه إذا كان الله تعالى يملك العاقل وهو مختار مريد فغيره من باب أولى
ومن فوائد الآية الكريمة إثبات السماوات والأرض وهذا متكرر كثيرا علينا وتعلمون أن السماوات سبع والأرضين سبع
ومن فوائد الآية الكريمة أننا متى آمنا بهذا وأن من في السماوات والأرض لله فإننا لن نلجأ إلا لله ولن نخاف إلا من الله عز وجل لأنه مالك من في السماوات ومن في الأرض وليتنا نتوكل على الله حق توكله لو توكلنا على الله حق توكله لكان الأمر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتروح بطانا ) تغدوا خماصا أي تطير في أول النهار وهي جائعة وترجع في آخر النهار وهي ممتلئة البطون سبحان الله وهذا شيء مشاهد تجد الطيور في أول الصباح تطير في الجو وقد أعطاها الله تعالى قوة النظر من رحمة الله عز وجل تنظر للحب وهي في جو السماء فتنزل عليه وتنظر للحبة الصغيرة التي لا يدركها الإنسان إلا بمشقة وهي تنظرها بسهولة تجد أنها تأخذ الحبة الصغيرة جدا في وسط القطيفة المفروشة من بين الخمل اللي فيها لكن الله عز وجل أعطاها قوة بصر حتى تعيش المهم أنك متى علمت أن من في السماوات والأرض لله فعلى من تتوكل ومن تخاف ومن ترجوا ؟ الله عز وجل
ومن فوائد هذه الآية الكريمة جواب إجابة السائل نفسه إذا كان الأمر واضحا لقوله (( قل لله )) مع أنه أمره أن يسأل ثم أمره أن يجب فإذا كان الأمر واضحا لا نزاع فيه فاجب أنت لأن المسئول قد يمنعه من الإجابة استكباره وكبرياؤه فأجب أنت إذا كان الأمر واضحا لا نزاع فيه
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن لله تعالى أن يكتب على نفسه ما شاء لقوله (( كتب على نفسه الرحمة )) فإذا قال قائل كيف يكون الشيء لازما على الله فالجواب إن الله ألزم نفسه به وله أن يفعل ما يشاء نحن لا نلزم الله بشيء لكن الله له أن يلزم نفسه بشيء فكتابة الله على نفسه الرحمة لا تنافي كماله بل هي من كمال الله عز وجل أن يفرض على نفسه الرحمة لكن نحن ليس لنا على الله حق إلا ما أوجبه على نفسه قال ابن القيم رحمه الله في النونية
" ما للعباد عليه حق واجب هو أوجب الأجر العظيم الشأن "
هو أوجب " إن عذبوا فبعدله " لأن الذنب ذنبهم " أو نعموا فبفضله والفضل للمنان " عز وجل
ومن فوائد الآية الكريمة أن الله يعبر عن نفسه بالنفس لقوله (( كتب على نفسه الرحمة )) وله نظائر قال الله عز وجل (( ويحذركم الله نفسه )) وقال عيسى عليه الصلاة والسلام (( تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك )) وليست نفس الله كنفس الإنسان ، الإنسان يطلق على نفسه نفس وله نفس قال الله عز وجل (( الله يتوفى الأنفس حين موتها )) وقال (( كل نفس ذائقة الموت )) فهنا يتوفى الأنفس يعني الروح اللي في البدن وليست الجسم لأنه عند الموت الجسم لا يقبض الجسم في الأرض ويتوارى عن الأنظار الذي يقبض هو الروح فالإنسان له نفس وهي الروح ويعبر عن ذاته بالنفس فيقول كلمتك بنفسي وتقول جاء الرجل نفسه أما الله عز وجل فليس له نفس بل هو نفسه هو ذاته عز وجل
ومن فوائد هذه الآية الكريمة إثبات البعث لقوله (( ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ))
ومن فوائدها تأكيد الشيء بالقسم وغيره من المؤكدات إذا دعت الحاجة إليه متى تدعوا الحاجة ؟ تدعوا الحاجة في مواطن منها إذا كان المخاطب منكرا فهنا يجب أن يؤكد الكلام يجب حسب البلاغة أن يؤكد الكلام ومنها إذا كان الأمر بعيدا مستغرب فإنه يؤكد لكن ليس كالأول الأول يؤكد وجوبا وهذا يؤكد إما جوازا أو من باب الاستحباب لا يعني أوكد من هذا الباب لأن توكيده أحسن من عدمه ونقول استحسانا كلما دعت الحاجة إلى توكيد الكلام أكد ولا يعد هذا تطويل ولا إخلالا بالبيان
ومن فوائد الآية الكريمة حكمة الله عز وجل في جمع الأولين والآخرين حتى يكون هذا اليوم يوما مشهودا كما قال الله عز وجل (( واليوم المشهود )) يشهد الأولون والآخرون نحن نشهد هابيل وقابيل ونشهد آخر واحد من هذه الأمة كل العالم مشهود بل كل شيء مشهود الجن والبهائم والوحوش كل شيء قال الله (( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ )) فوق الارض (( إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ )) [الأنعام:38] كل شيء لو تصور الإنسان هذا اليوم لرأى مشهدا عظيما ، عظيما ما يستطيع أن يدركه الآن لكن نفهم معناه ولا ندرك حقيقته أبلغ من أن تتصور اللهم اجعله علينا يسيرا
ومن فوائد هذه الآية الكريمة تسمية يوم البعث بيوم القيامة للوجوه التي سمعتموها في التفسير
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنه لا ريب في هذا اليوم شرعا وعقلا :
شرعا لأن الله أخبر به وأكده وضرب له الأمثال
وعقلا لأنه ليس من المعقول أن الله عز وجل يوجد هذه الخليقة ويأمرها وينهاها ويرسل إليها الرسول وتستباح الأنفس والأموال والذرية في القتال في سبيل الله ثم تكون النتيجة أن الأرض تبلعهم فقط هذا ينافي الحكمة فالعقل يوجب أن يكون هناك بعث حتى وإن لم يكن نص فكيف والنصوص كثيرة ، كثيرة ومن رحمة الله عز وجل وله الحمد والفضل والمنة أنه يكثر من إثبات يوم القيامة ويضرب له الأمثال لأن الإيمان باليوم الآخر هو الذي يحمل الإنسان حقيقة على الإيمان إذ لولا اعتقاد المؤمن أنه سيبعث ويجازى إن خيرا فخير وإن شرا فشر ما عمل أبدا ولصارت الأمة موطنا للسلب والنهب والأخذ والعدوان
من فوائد هذه الآية أن هؤلاء المكذبين خسروا أنفسهم يعني كأن لم يوجدوا على الأرض لأنهم لم يستفيدوا من حياتهم ولذلك لما لم يستفيدوا من الحياة الدنيا لم يستفيدوا من الحياة الآخرة فكانوا مخلدين في نار جهنم والعياذ بالله
ومن فوائد الآية أنه من الفصاحة أن يذكر السبب بعد المسبب إذا جعلنا جملة فهم لا يؤمنون خبرا وجه ذلك أن سبب خسرانهم هو عدم الإيمان فأخر السبب وقدم المسبب هذا إذا جعلنا فهم لا يؤمنون خبرا لقوله (( الذين خسروا أنفسهم )) أما إذا جعلناها جملة مستقلة فلا تتأتى هذه الفائدة لأنها على الترتيب
ومن فوائد الآية الكريمة إثبات السماوات والأرض وهذا متكرر كثيرا علينا وتعلمون أن السماوات سبع والأرضين سبع
ومن فوائد الآية الكريمة أننا متى آمنا بهذا وأن من في السماوات والأرض لله فإننا لن نلجأ إلا لله ولن نخاف إلا من الله عز وجل لأنه مالك من في السماوات ومن في الأرض وليتنا نتوكل على الله حق توكله لو توكلنا على الله حق توكله لكان الأمر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتروح بطانا ) تغدوا خماصا أي تطير في أول النهار وهي جائعة وترجع في آخر النهار وهي ممتلئة البطون سبحان الله وهذا شيء مشاهد تجد الطيور في أول الصباح تطير في الجو وقد أعطاها الله تعالى قوة النظر من رحمة الله عز وجل تنظر للحب وهي في جو السماء فتنزل عليه وتنظر للحبة الصغيرة التي لا يدركها الإنسان إلا بمشقة وهي تنظرها بسهولة تجد أنها تأخذ الحبة الصغيرة جدا في وسط القطيفة المفروشة من بين الخمل اللي فيها لكن الله عز وجل أعطاها قوة بصر حتى تعيش المهم أنك متى علمت أن من في السماوات والأرض لله فعلى من تتوكل ومن تخاف ومن ترجوا ؟ الله عز وجل
ومن فوائد هذه الآية الكريمة جواب إجابة السائل نفسه إذا كان الأمر واضحا لقوله (( قل لله )) مع أنه أمره أن يسأل ثم أمره أن يجب فإذا كان الأمر واضحا لا نزاع فيه فاجب أنت لأن المسئول قد يمنعه من الإجابة استكباره وكبرياؤه فأجب أنت إذا كان الأمر واضحا لا نزاع فيه
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن لله تعالى أن يكتب على نفسه ما شاء لقوله (( كتب على نفسه الرحمة )) فإذا قال قائل كيف يكون الشيء لازما على الله فالجواب إن الله ألزم نفسه به وله أن يفعل ما يشاء نحن لا نلزم الله بشيء لكن الله له أن يلزم نفسه بشيء فكتابة الله على نفسه الرحمة لا تنافي كماله بل هي من كمال الله عز وجل أن يفرض على نفسه الرحمة لكن نحن ليس لنا على الله حق إلا ما أوجبه على نفسه قال ابن القيم رحمه الله في النونية
" ما للعباد عليه حق واجب هو أوجب الأجر العظيم الشأن "
هو أوجب " إن عذبوا فبعدله " لأن الذنب ذنبهم " أو نعموا فبفضله والفضل للمنان " عز وجل
ومن فوائد الآية الكريمة أن الله يعبر عن نفسه بالنفس لقوله (( كتب على نفسه الرحمة )) وله نظائر قال الله عز وجل (( ويحذركم الله نفسه )) وقال عيسى عليه الصلاة والسلام (( تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك )) وليست نفس الله كنفس الإنسان ، الإنسان يطلق على نفسه نفس وله نفس قال الله عز وجل (( الله يتوفى الأنفس حين موتها )) وقال (( كل نفس ذائقة الموت )) فهنا يتوفى الأنفس يعني الروح اللي في البدن وليست الجسم لأنه عند الموت الجسم لا يقبض الجسم في الأرض ويتوارى عن الأنظار الذي يقبض هو الروح فالإنسان له نفس وهي الروح ويعبر عن ذاته بالنفس فيقول كلمتك بنفسي وتقول جاء الرجل نفسه أما الله عز وجل فليس له نفس بل هو نفسه هو ذاته عز وجل
ومن فوائد هذه الآية الكريمة إثبات البعث لقوله (( ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ))
ومن فوائدها تأكيد الشيء بالقسم وغيره من المؤكدات إذا دعت الحاجة إليه متى تدعوا الحاجة ؟ تدعوا الحاجة في مواطن منها إذا كان المخاطب منكرا فهنا يجب أن يؤكد الكلام يجب حسب البلاغة أن يؤكد الكلام ومنها إذا كان الأمر بعيدا مستغرب فإنه يؤكد لكن ليس كالأول الأول يؤكد وجوبا وهذا يؤكد إما جوازا أو من باب الاستحباب لا يعني أوكد من هذا الباب لأن توكيده أحسن من عدمه ونقول استحسانا كلما دعت الحاجة إلى توكيد الكلام أكد ولا يعد هذا تطويل ولا إخلالا بالبيان
ومن فوائد الآية الكريمة حكمة الله عز وجل في جمع الأولين والآخرين حتى يكون هذا اليوم يوما مشهودا كما قال الله عز وجل (( واليوم المشهود )) يشهد الأولون والآخرون نحن نشهد هابيل وقابيل ونشهد آخر واحد من هذه الأمة كل العالم مشهود بل كل شيء مشهود الجن والبهائم والوحوش كل شيء قال الله (( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ )) فوق الارض (( إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ )) [الأنعام:38] كل شيء لو تصور الإنسان هذا اليوم لرأى مشهدا عظيما ، عظيما ما يستطيع أن يدركه الآن لكن نفهم معناه ولا ندرك حقيقته أبلغ من أن تتصور اللهم اجعله علينا يسيرا
ومن فوائد هذه الآية الكريمة تسمية يوم البعث بيوم القيامة للوجوه التي سمعتموها في التفسير
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنه لا ريب في هذا اليوم شرعا وعقلا :
شرعا لأن الله أخبر به وأكده وضرب له الأمثال
وعقلا لأنه ليس من المعقول أن الله عز وجل يوجد هذه الخليقة ويأمرها وينهاها ويرسل إليها الرسول وتستباح الأنفس والأموال والذرية في القتال في سبيل الله ثم تكون النتيجة أن الأرض تبلعهم فقط هذا ينافي الحكمة فالعقل يوجب أن يكون هناك بعث حتى وإن لم يكن نص فكيف والنصوص كثيرة ، كثيرة ومن رحمة الله عز وجل وله الحمد والفضل والمنة أنه يكثر من إثبات يوم القيامة ويضرب له الأمثال لأن الإيمان باليوم الآخر هو الذي يحمل الإنسان حقيقة على الإيمان إذ لولا اعتقاد المؤمن أنه سيبعث ويجازى إن خيرا فخير وإن شرا فشر ما عمل أبدا ولصارت الأمة موطنا للسلب والنهب والأخذ والعدوان
من فوائد هذه الآية أن هؤلاء المكذبين خسروا أنفسهم يعني كأن لم يوجدوا على الأرض لأنهم لم يستفيدوا من حياتهم ولذلك لما لم يستفيدوا من الحياة الدنيا لم يستفيدوا من الحياة الآخرة فكانوا مخلدين في نار جهنم والعياذ بالله
ومن فوائد الآية أنه من الفصاحة أن يذكر السبب بعد المسبب إذا جعلنا جملة فهم لا يؤمنون خبرا وجه ذلك أن سبب خسرانهم هو عدم الإيمان فأخر السبب وقدم المسبب هذا إذا جعلنا فهم لا يؤمنون خبرا لقوله (( الذين خسروا أنفسهم )) أما إذا جعلناها جملة مستقلة فلا تتأتى هذه الفائدة لأنها على الترتيب
قال الله تعالى : { وله ما سكن في اليل والنهار وهو السميع العليم }
ثم قال الله عز وجل (( وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ )) [الأنعام:13] له الضمير يعود على الله عز وجل ما سكن في الليل والنهار سكن يصح أن تكون من السكنى ويصح أن تكون من السكون الذي هو ضد الحركة فإن كان من السكون بقي أن يقال وأين المتحرك ؟ لأن الأشياء إما ساكن وإما متحرك وهنا قال ما سكن والجواب عن هذا الإشكال أن يقال إن هذا من باب الاستغناء بذكر أحد الضدين عن الآخر ونظيره قول الله تعالى (( وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ )) [النحل:81] السرابيل تقي الحر والبرد لكن ذكر الحر والبأس لأن اللباسين متفقان هذا يلبس عند حرارة الجو والثاني يلبس عند حرارة القتال فقال
(( سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم )) المهم أنه استغنى بذكر الحر عن ذكر البرد أما إذا جعلناها من السكنى وله ما سكن فالمعنى أن له كل شيء لأن كل المخلوقات ساكنة في مقرها إذا كان الآية صالحة لهذا أو إذا كان اللفظ صالحا لهذا وهذا فهل نستعمله في المعنيين ؟ نعم بشرط ألا يقع بينهما منافاة فإن وقع بينهما منافاة أخذ بما يرجحه الدليل وله ما سكن في الليل والنهار تأمل قوله في الليل والنهار تجد أنه عام في الزمن والتي قبلها (( قل لمن ما في السماوات والأرض )) عام في المكان فذكر الله عز وجل عموم المكان وعموم الزمن ومنه ما كان في قوله (( قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله )) وعموم الزمان (( وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم )) ذكر السمع لكل صوت والعليم بكل حال.
ولا بأس أن نعيد أقسام السمع التي وصف الله بها نفسه وهو أولا قسمان سمع إجابة وسمع صوت سمع الإجابة في مثل قول الله عز وجل (( إن ربي لسميع الدعاء )) هذا يشمل سمع الإجابة وسمع الصوت ومنها قول المصلي سمع الله لمن حمده سمع الصوت أقسام أو أنواع تذكر أنواع لأنك ذكرت الأول أقساما فتذكر الثاني أنواعا النوع الأول المقصود به التأييد والنصر
والثاني المراد به التهديد
والثالث المراد به الإحاطة
مثال الأول الذي يقصد به التأييد قول الله عز وجل لموسى وهارون (( لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى )) ومثال الثاني المراد به التهديد قوله تعالى (( أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى )) ومثال الثالث قول الله تعالى (( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ )) [المجادلة:1]
(( سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم )) المهم أنه استغنى بذكر الحر عن ذكر البرد أما إذا جعلناها من السكنى وله ما سكن فالمعنى أن له كل شيء لأن كل المخلوقات ساكنة في مقرها إذا كان الآية صالحة لهذا أو إذا كان اللفظ صالحا لهذا وهذا فهل نستعمله في المعنيين ؟ نعم بشرط ألا يقع بينهما منافاة فإن وقع بينهما منافاة أخذ بما يرجحه الدليل وله ما سكن في الليل والنهار تأمل قوله في الليل والنهار تجد أنه عام في الزمن والتي قبلها (( قل لمن ما في السماوات والأرض )) عام في المكان فذكر الله عز وجل عموم المكان وعموم الزمن ومنه ما كان في قوله (( قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله )) وعموم الزمان (( وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم )) ذكر السمع لكل صوت والعليم بكل حال.
ولا بأس أن نعيد أقسام السمع التي وصف الله بها نفسه وهو أولا قسمان سمع إجابة وسمع صوت سمع الإجابة في مثل قول الله عز وجل (( إن ربي لسميع الدعاء )) هذا يشمل سمع الإجابة وسمع الصوت ومنها قول المصلي سمع الله لمن حمده سمع الصوت أقسام أو أنواع تذكر أنواع لأنك ذكرت الأول أقساما فتذكر الثاني أنواعا النوع الأول المقصود به التأييد والنصر
والثاني المراد به التهديد
والثالث المراد به الإحاطة
مثال الأول الذي يقصد به التأييد قول الله عز وجل لموسى وهارون (( لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى )) ومثال الثاني المراد به التهديد قوله تعالى (( أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى )) ومثال الثالث قول الله تعالى (( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ )) [المجادلة:1]
المناقشة
قال الله تبارك وتعالى (( وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )) [الأنعام:13] لسكن معنيان معنى والثاني معنى من السكون طيب وهل المعنيان يتنافيان إذن يعني تكون الآية دالة على المعنيين
قوله (( وهو السميع العليم )) المراد بالسمع هنا سمع إجابة وليس سمع الصوت إذن يراد بها المعنيان جميعا طيب ما تقول في قول الله تعالى يا سمير(( إن ربي لسميع الدعاء )) من أين النوعين ؟
الطالب: ...
الشيخ : نعم سمع الصوت والإجابة لأنه يسمعه ثم يجيبه هل لديك دليل يا جمال على أن السمع يأتي بمعنى الإجابة أن الاستجابة ؟
الطالب:...
الشيخ : من القرآن (( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ )) [الأنفال:21] هذا نص صريح سمعنا يعني إدراك الصوت وهم لا يسمعون يعني لا يستجيبون وإلا فهم يسمعون بآذانهم
قوله (( وهو السميع العليم )) المراد بالسمع هنا سمع إجابة وليس سمع الصوت إذن يراد بها المعنيان جميعا طيب ما تقول في قول الله تعالى يا سمير(( إن ربي لسميع الدعاء )) من أين النوعين ؟
الطالب: ...
الشيخ : نعم سمع الصوت والإجابة لأنه يسمعه ثم يجيبه هل لديك دليل يا جمال على أن السمع يأتي بمعنى الإجابة أن الاستجابة ؟
الطالب:...
الشيخ : من القرآن (( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ )) [الأنفال:21] هذا نص صريح سمعنا يعني إدراك الصوت وهم لا يسمعون يعني لا يستجيبون وإلا فهم يسمعون بآذانهم
الفوائد
من فوائد هذه الآية الكريمة العظيمة وله ما سكن في الليل اختصاص الله عز وجل بملك كل شيء وجه الاختصاص تقديم الخبر وله لأن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر ولهذا قلنا إن قوله تعالى (( إياك نعبد )) توحيد خالص بمعنى لا نعبد إلا إياك وكذلك نقول في (( إياك نستعين ))
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن السكون والحركة بيد الله عز وجل لأن مالك من يسكن ويتحرك مالك للحركة والسكون فيكون في هذا دليل على أن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى وهذا هو مذهب السلف وأهل السنة وهو وسط بين مذهب الجبرية والقدرية
ومن فوائد هذه الآية اثبات هذين الاسمين السميع والعليم وإثبات ما تضمناه من صفة ، صفة السمع في السميع والعلم في العليم
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن السكون والحركة بيد الله عز وجل لأن مالك من يسكن ويتحرك مالك للحركة والسكون فيكون في هذا دليل على أن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى وهذا هو مذهب السلف وأهل السنة وهو وسط بين مذهب الجبرية والقدرية
ومن فوائد هذه الآية اثبات هذين الاسمين السميع والعليم وإثبات ما تضمناه من صفة ، صفة السمع في السميع والعلم في العليم
قال الله تعالى : { قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السموات والأرض وهو يطعم ولايطعم قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين }
(( قل أغير الله أتخذ وليا )) أتخذ هذه تتصل بمفعولين المفعول الأول غير مقدم والثاني وليا ولو أردنا أن نرتب حسب العمل لكانت الآية قل أتخذ غير الله وليا المهم أن الله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقوم معلنا أغير الله أتخذ وليا أستنصر به ويتولى أمري وأتولى شرعه والاستفهام هنا للنفي
(( فاطر السماوات والأرض )) أي خالقهما على غير مثال سبق واستعارة اللفظ تقدم الكلام عليها مرارا
(( وهو يطعم ولا يطعم )) هو الله عز وجل يطعم ما من طاعم يطعم إلا والله هو الذي أطعمه ويسر له الطعام ولولا ذلك ما وصل إليه الطعام قال الله عز وجل مبينا هذا (( أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ )) [الواقعة:64] الجواب بل أنت يا ربنا (( لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ )) [الواقعة:67] ولو جعله الله حطاما ما أكلناه ثم (( أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ )) [الواقعة:69] الجواب بل أنت يا ربنا هذا الطعام وهذا الشراب والزرع الطعام والماء الشراب ثم ما يصلح به الطعام والشراب وهو الطبخ والطهي الذي يكون بالنار (( أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ أَأَنْتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ )) [الواقعة:72] إذن الذي يطعم هو الله عز وجل ثم لو شاء الله عز وجل ما طعمنا حتى لو وجد الطعام لو شاء الله ما طعمنا لو شاء الله لم يخلق لنا أفواها ولا أمعاء ولا معدات فلا نأكل إذن يطعم أي يوجد الطعام من مأكول ومشروب وما يصلح به الطعام والشراب وكذلك يوجد الآلات في بني آدم التي تقبل الطعام وتنتفع به ذكر بعض أهل العلم رحمهم الله أنه لن يصل إليك الطعام إلا بعد أن يعمل فيه أكثر من ثلاثمائة واحد لأنك تبدأ من الحرث والسقي وتصريف الماء وغير ذلك والشراء والطحن والعجن وتجد أشياء كثيرة لا يصل إليك الطعام إلا بعد أن يتجاوز هذه الأشياء ولا يطعم أو لا يطعم ؟ البيان جاء ولا يطعم إذن غيره محتاج إليه وهو لا يحتاج لأحد فهو لا يطعم لغناه عن كل أحد ثم هو عز وجل لا يطعم لأنه أحد صمد ولو طعم لكان محتاجا للطعام وهذا مستحيل إلى الله فهو يطعم ولا يطعم
(( قل )) إعلان آخر (( قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم )) فالأمر الأول لتحقيق توحيد الربوبية والثاني لتحقيق توحيد العبادة قل أي للناس معلنا إني أمرت أن أكون أول من أسلم أو من أسلم من هذه الأمة لا من جميع الأمم ومعنى أسلم هنا أي استسلم لله ظاهرا وباطنا لأن الإسلام يطلق على هذا وإذا كان الإسلام بمعنى هذا دخل فيه الإيمان (( ولا تكونن من المشركين )) وقوله (( ولا تكونن )) معطوف على قل يعني قل هذا ولا (( ولا تكونن من المشركين )) بل أخلص العبادة والإسلام لله عز وجل
(( فاطر السماوات والأرض )) أي خالقهما على غير مثال سبق واستعارة اللفظ تقدم الكلام عليها مرارا
(( وهو يطعم ولا يطعم )) هو الله عز وجل يطعم ما من طاعم يطعم إلا والله هو الذي أطعمه ويسر له الطعام ولولا ذلك ما وصل إليه الطعام قال الله عز وجل مبينا هذا (( أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ )) [الواقعة:64] الجواب بل أنت يا ربنا (( لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ )) [الواقعة:67] ولو جعله الله حطاما ما أكلناه ثم (( أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ )) [الواقعة:69] الجواب بل أنت يا ربنا هذا الطعام وهذا الشراب والزرع الطعام والماء الشراب ثم ما يصلح به الطعام والشراب وهو الطبخ والطهي الذي يكون بالنار (( أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ أَأَنْتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ )) [الواقعة:72] إذن الذي يطعم هو الله عز وجل ثم لو شاء الله عز وجل ما طعمنا حتى لو وجد الطعام لو شاء الله ما طعمنا لو شاء الله لم يخلق لنا أفواها ولا أمعاء ولا معدات فلا نأكل إذن يطعم أي يوجد الطعام من مأكول ومشروب وما يصلح به الطعام والشراب وكذلك يوجد الآلات في بني آدم التي تقبل الطعام وتنتفع به ذكر بعض أهل العلم رحمهم الله أنه لن يصل إليك الطعام إلا بعد أن يعمل فيه أكثر من ثلاثمائة واحد لأنك تبدأ من الحرث والسقي وتصريف الماء وغير ذلك والشراء والطحن والعجن وتجد أشياء كثيرة لا يصل إليك الطعام إلا بعد أن يتجاوز هذه الأشياء ولا يطعم أو لا يطعم ؟ البيان جاء ولا يطعم إذن غيره محتاج إليه وهو لا يحتاج لأحد فهو لا يطعم لغناه عن كل أحد ثم هو عز وجل لا يطعم لأنه أحد صمد ولو طعم لكان محتاجا للطعام وهذا مستحيل إلى الله فهو يطعم ولا يطعم
(( قل )) إعلان آخر (( قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم )) فالأمر الأول لتحقيق توحيد الربوبية والثاني لتحقيق توحيد العبادة قل أي للناس معلنا إني أمرت أن أكون أول من أسلم أو من أسلم من هذه الأمة لا من جميع الأمم ومعنى أسلم هنا أي استسلم لله ظاهرا وباطنا لأن الإسلام يطلق على هذا وإذا كان الإسلام بمعنى هذا دخل فيه الإيمان (( ولا تكونن من المشركين )) وقوله (( ولا تكونن )) معطوف على قل يعني قل هذا ولا (( ولا تكونن من المشركين )) بل أخلص العبادة والإسلام لله عز وجل
6 - قال الله تعالى : { قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السموات والأرض وهو يطعم ولايطعم قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين } أستمع حفظ
الفوائد
في هذه الآية الكريمة أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلن أنه لن يتخذ وليا من دون الله وهذا واجب عليه أو لا ؟ نعم واجب عليه أن يعلن لأنه رسول إمام مقتدى به فلا بد أن يعلن تحقيق العبودية
ومن فوائدها ألا يلجأ العبد إلا إلى الله عز وجل لأن الله هو الولي ثم ولاية الله عز وجل ولاية مبنية على الحمد كما قال تعالى (( وهو الولي الحميد ))
ومن فوائد الآية الكريمة أن الله وحده خالق السماوات والأرض على غير مثال يعني أنه عز وجل لم يخلق سماوات وأرضين قبل ثم أعادها مرة أخرى بل هي على ما هي عليه
ومن فوائد الآية تمام قدرة الله عز وجل حيث فطر السماوات والأرض وبقيت السماوات والأرض حسب ما أراد الله عز وجل (( الشمس تجري لمستقر لها )) (( والقمر قدرناه منازل )) لم تختلف
ومن فوائد هذه الآية أن الله عز وجل هو المطعم لا مطعم سواه وينبني على هذه الفائدة ألا نسأل الإطعام إلا من الله عز وجل ولو أننا ونستغفر الله ونتوب إليه لو أنا تمسكنا بها مع التوكل على الله والاستعانة به لكان رزقنا مضمونا لقول الله عز وجل (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) لكن غلبت علينا الأمور المادية الحسية فصار الإنسان مع الأسف يعتمد على الأسباب أكثر مما يعتمد على المسبب وهو الله عز وجل وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ( لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا ) أي تذهب في أول النهار جائعة ( وتروح بطانا ) أي تذهب في أول النهار جائعة وترجع في آخر النهار
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن الله لا يطعمه أحد لعدم حاجته إلى الطعام وعدم حاجته إلى غيره فهو لا يطعم لأنه لا يحتاج للطعام ولا يطعم أيضا لأنه لا يحتاج إلى غيره فهو غني عن كل من سواه وكل من سواه مفتقر إليه ومن فوائد هذه الآية الكريمة وجوب إعلان النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه أنه أول من أسلم لقوله (( إني أمرت أن أكون أول من أسلم )) يعني من هذه الأمة وهذا هو الذي صار
ومن فوائد الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم محتاج إلى الإسلام وليس له حق في الربوبية كما صرح بذلك هو صلى الله عليه وسلم حيث دعا عشيرته والأقربين وجعل يناديهم بأسمائهم يا فلان ابن فلان إلى أن وصل إلى بنته فاطمة فقال ( يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئا )
ومن فوائد هذه الآية الكريمة صحة النهي عما لا يمكن أن يقع لقوله (( ولا تكونن من المشركين )) فشرك النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يقع شرعا ومع ذلك نهى عنه إذا قال قائل ما هي الحكمة مع أنه لا يمكن أن يقع ؟ قلنا الحكمة فيما نعلمه وجهان
الوجه الأول دعوته إلى الثبات على الإخلاص حتى لا يشرك في المستقبل
والثاني تطمين أمته إذا نهوا عن الشرك أن ذلك ليس بمستنكر وليس به بأس لأنه أمر إمامهم صلى الله عليه وسلم ألا يكون من المشركين هل يؤخذ من هذا أننا نقول للشخص أنت مشرك إذا فعل ما يكون مشركا ؟ يمكن أن نقول هذا وهو على حسب الحال إن كنا نظن أننا إذا قلنا أنت مشرك أخذته الحمية الجاهلية واستكبر واستنكر فإننا لا نخاطبه بهذا الأسلوب وإن كان نعلم أنه يتقي الله إذا قلنا هذا شرك وإن فعلته فأنت مشرك وإن قلته فأنت مشرك أخذه خوف الله عز وجل فأبعد عن ذلك إبعادا كاملا فإننا لا بأس أن نقول إنك مشرك على حسب ما تقتضيه الحال
ومن فوائدها ألا يلجأ العبد إلا إلى الله عز وجل لأن الله هو الولي ثم ولاية الله عز وجل ولاية مبنية على الحمد كما قال تعالى (( وهو الولي الحميد ))
ومن فوائد الآية الكريمة أن الله وحده خالق السماوات والأرض على غير مثال يعني أنه عز وجل لم يخلق سماوات وأرضين قبل ثم أعادها مرة أخرى بل هي على ما هي عليه
ومن فوائد الآية تمام قدرة الله عز وجل حيث فطر السماوات والأرض وبقيت السماوات والأرض حسب ما أراد الله عز وجل (( الشمس تجري لمستقر لها )) (( والقمر قدرناه منازل )) لم تختلف
ومن فوائد هذه الآية أن الله عز وجل هو المطعم لا مطعم سواه وينبني على هذه الفائدة ألا نسأل الإطعام إلا من الله عز وجل ولو أننا ونستغفر الله ونتوب إليه لو أنا تمسكنا بها مع التوكل على الله والاستعانة به لكان رزقنا مضمونا لقول الله عز وجل (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) لكن غلبت علينا الأمور المادية الحسية فصار الإنسان مع الأسف يعتمد على الأسباب أكثر مما يعتمد على المسبب وهو الله عز وجل وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ( لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا ) أي تذهب في أول النهار جائعة ( وتروح بطانا ) أي تذهب في أول النهار جائعة وترجع في آخر النهار
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن الله لا يطعمه أحد لعدم حاجته إلى الطعام وعدم حاجته إلى غيره فهو لا يطعم لأنه لا يحتاج للطعام ولا يطعم أيضا لأنه لا يحتاج إلى غيره فهو غني عن كل من سواه وكل من سواه مفتقر إليه ومن فوائد هذه الآية الكريمة وجوب إعلان النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه أنه أول من أسلم لقوله (( إني أمرت أن أكون أول من أسلم )) يعني من هذه الأمة وهذا هو الذي صار
ومن فوائد الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم محتاج إلى الإسلام وليس له حق في الربوبية كما صرح بذلك هو صلى الله عليه وسلم حيث دعا عشيرته والأقربين وجعل يناديهم بأسمائهم يا فلان ابن فلان إلى أن وصل إلى بنته فاطمة فقال ( يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئا )
ومن فوائد هذه الآية الكريمة صحة النهي عما لا يمكن أن يقع لقوله (( ولا تكونن من المشركين )) فشرك النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يقع شرعا ومع ذلك نهى عنه إذا قال قائل ما هي الحكمة مع أنه لا يمكن أن يقع ؟ قلنا الحكمة فيما نعلمه وجهان
الوجه الأول دعوته إلى الثبات على الإخلاص حتى لا يشرك في المستقبل
والثاني تطمين أمته إذا نهوا عن الشرك أن ذلك ليس بمستنكر وليس به بأس لأنه أمر إمامهم صلى الله عليه وسلم ألا يكون من المشركين هل يؤخذ من هذا أننا نقول للشخص أنت مشرك إذا فعل ما يكون مشركا ؟ يمكن أن نقول هذا وهو على حسب الحال إن كنا نظن أننا إذا قلنا أنت مشرك أخذته الحمية الجاهلية واستكبر واستنكر فإننا لا نخاطبه بهذا الأسلوب وإن كان نعلم أنه يتقي الله إذا قلنا هذا شرك وإن فعلته فأنت مشرك وإن قلته فأنت مشرك أخذه خوف الله عز وجل فأبعد عن ذلك إبعادا كاملا فإننا لا بأس أن نقول إنك مشرك على حسب ما تقتضيه الحال
قال الله تعالى : { قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم }
ثم قال الله عز وجل (( قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ )) [الأنعام:15] أيضا أعلن أنك إن عصيت الله فإنك ستعذب (( قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم )) عذاب مفعول ايش ؟ مفعول عصيت ولا أخاف ؟ مفعول أخاف يعني إني أخاف عذاب يوم عظيم إن عصيت ربي فما هو اليوم العظيم ؟ اليوم العظيم هو يوم القيامة (( إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ )) [الحج:1]
الفوائد
من فوائد هذه الآية الكريمة أنه يجب على النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلن الجزاء يوم القيامة وأنه يخافه إن عصى ربه
ومن فوائدها أن المعصية سبب للعذاب ولكن المعاصي على نوعين معاص لا يغفرها الله وهي الشرك ومعاص تدخل تحت مشيئة الله وهي الكبائر وهناك معاص أخرى تكفرها الأعمال الصالحة وهي الصغائر هذا فيما يتعلق بينك وبين الله عز وجل أما حقوق الآدميين فلا بد من إيصالهم حقهم إما باستحلالهم منهم في الدنيا وإما بأعمال صالحة تؤخذ من أعمال هذا الظالم وسبق لنا أن الإنسان إذا تاب من ذنب فيه جناية على غيره هل يسقط حق الغير أو لا يسقط ؟ وذكرنا أن ظاهر النصوص أنه يسقط إذا كان غير مال كالذي يزني بامرأة إنسان كرها ثم يتوب فإن الله يتوب عليه ويرضي التي أكرهت على الزنا قال (( من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه ))
قال الله عز وجل (( قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ )) (( قل )) لهؤلاء وغيره معلنا هذا الكلام المهم وفي قوله (( إني )) قراءتان (( إني )) (( وإني )) وهما سبعيتان وقوله (( عذاب يوم عظيم )) مفعول أخاف يعني أخاف من عذاب هذا اليوم العظيم وأظن أننا شرحنا هذا وفوائده
ومن فوائدها أن المعصية سبب للعذاب ولكن المعاصي على نوعين معاص لا يغفرها الله وهي الشرك ومعاص تدخل تحت مشيئة الله وهي الكبائر وهناك معاص أخرى تكفرها الأعمال الصالحة وهي الصغائر هذا فيما يتعلق بينك وبين الله عز وجل أما حقوق الآدميين فلا بد من إيصالهم حقهم إما باستحلالهم منهم في الدنيا وإما بأعمال صالحة تؤخذ من أعمال هذا الظالم وسبق لنا أن الإنسان إذا تاب من ذنب فيه جناية على غيره هل يسقط حق الغير أو لا يسقط ؟ وذكرنا أن ظاهر النصوص أنه يسقط إذا كان غير مال كالذي يزني بامرأة إنسان كرها ثم يتوب فإن الله يتوب عليه ويرضي التي أكرهت على الزنا قال (( من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه ))
قال الله عز وجل (( قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ )) (( قل )) لهؤلاء وغيره معلنا هذا الكلام المهم وفي قوله (( إني )) قراءتان (( إني )) (( وإني )) وهما سبعيتان وقوله (( عذاب يوم عظيم )) مفعول أخاف يعني أخاف من عذاب هذا اليوم العظيم وأظن أننا شرحنا هذا وفوائده
قال الله تعالى : { من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه وذلك الفوز المبين }
طيب (( من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه )) (( من يصرف )) فيها أيضا قراءتان (( من يصرِف )) (( ومن يُصرَف عنه )) يعني عنه العذاب (( فقد رحمه )) أي رحمه الله عز وجل والضمير في وقوله (( رحمه )) قد يقول قائل كيف نعرف أنه عاد إلى الله عز وجل فيقال لأنه تقدم (( إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ومن يصرف عنه )) يعني ربي هذا العذاب فقد رحمه أو من يصرف عنه هذا العذاب فقد رحمه أي ربه (( وذلك الفوز المبين )) المشار إليه ذلك يعني الصرف المفهوم من قوله من يصرف وقوله الفوز هذه خبر مبتدأ المبين صفة للفوز
الفوائد
في هذه الآية دليل على أن الفوز الحقيقي هو الذي يحصل بصرف الله العذاب عن الإنسان يوم القيامة لأن الفوز لبيان الحقيقة الذي هو الفوز الأعظم لأن غير هذا الفوز فوز زائل حتى من وفق في الدنيا فإن فوزه ناقص إلا أن يكون فوزه في الدنيا سبب للأعمال الصالحة التي يفوز بها في الآخرة
(( ذلك الفوز المبين )) أي البين وهي اسم فاعل من أبان وأبان يصح أن تكون لازمة ويصح أن تكون متعدية فإذا قلت أبان المعلم للطالب معنى الكتاب هذه ايش؟ متعدية وإذا قلت أبان الصبح بمعنى انجلى فهذه لازمة إذن المبين هنا بمعنى بين
في الآية فوائد منها فوز من يصرف عنه العذاب يوم القيامة ومنها إثبات الرحمة لله عز وجل بلفظ الفعل في قوله (( فقد رحمه )) ورحمة الله عز وجل من الصفات الذاتية الفعلية فباعتبار المفهوم تكون فعلية وباعتبار كونها وصفا ثابتا لله تكون من الصفات الذاتية والرحمة يكون بها حصول المطلوب والنجاة من المرغوب
فإذا قال قائل هل رحمة الله حقيقية أم هي عبارة عن الثواب أو إرادة الثواب فالجواب هي حقيقية ولكنها ليست كرحمة المخلوق يكون فيها نوع من الضعف ولكنها رحمة الخالق الذي هو فوق عباده عز وجل وقد أنكر قوم الرحمة وقالوا إن الله لا يوصف برحمة حقيقية لأنها تدل على الرقة واللين وهذا لا يليق بالله عز وجل فإذا قلنا لهم فسروها لنا قالوا الرحمة هنا عبارة عن آثار الرحمة وهي إما الإرادة وإما الثواب والفضل الذي حصل برحمة الله
فإذا قيل لهم ما الذي حملكم على صرف الكلام عن ظاهره قالوا لأن الرحمة على الوجه الذي ذكرنا تدل على الضعف هذا منتهى تقريرهم.
فنقول لهم هذه الثمرة من تقريركم جوابها لدينا سهل جدا وهو أن نقول هذه الرحمة التي ادعيتم أنها تدل على الضعف إنما هي رحمة المخلوق أما رحمة الخالق فإنها لا تدل على هذا بوجه من الوجوه بل تدل على كمال فضله وكرمه عز وجل ثم إن لنا أن ننازعكم في دعواكم أن اللين والرقة يدل على الضعف فكم من ذي سلطان قوي يكون رحيما وهو ذو سلطان قوي يستطيع أن يبطش برعيته كما يشاء ويكون رحيما بمن يستحق الرحمة فنمنع أولا الدعوى ثم لو سلمنا جدلا بأن الرحمة تدل على اللين والرقة فهذه رحمة المخلوق
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن الفوز الحقيقي البين الظاهر هو النجاة من عذاب يوم القيامة نسأن الله أن يرزقنا وإياكم ذلك
(( ذلك الفوز المبين )) أي البين وهي اسم فاعل من أبان وأبان يصح أن تكون لازمة ويصح أن تكون متعدية فإذا قلت أبان المعلم للطالب معنى الكتاب هذه ايش؟ متعدية وإذا قلت أبان الصبح بمعنى انجلى فهذه لازمة إذن المبين هنا بمعنى بين
في الآية فوائد منها فوز من يصرف عنه العذاب يوم القيامة ومنها إثبات الرحمة لله عز وجل بلفظ الفعل في قوله (( فقد رحمه )) ورحمة الله عز وجل من الصفات الذاتية الفعلية فباعتبار المفهوم تكون فعلية وباعتبار كونها وصفا ثابتا لله تكون من الصفات الذاتية والرحمة يكون بها حصول المطلوب والنجاة من المرغوب
فإذا قال قائل هل رحمة الله حقيقية أم هي عبارة عن الثواب أو إرادة الثواب فالجواب هي حقيقية ولكنها ليست كرحمة المخلوق يكون فيها نوع من الضعف ولكنها رحمة الخالق الذي هو فوق عباده عز وجل وقد أنكر قوم الرحمة وقالوا إن الله لا يوصف برحمة حقيقية لأنها تدل على الرقة واللين وهذا لا يليق بالله عز وجل فإذا قلنا لهم فسروها لنا قالوا الرحمة هنا عبارة عن آثار الرحمة وهي إما الإرادة وإما الثواب والفضل الذي حصل برحمة الله
فإذا قيل لهم ما الذي حملكم على صرف الكلام عن ظاهره قالوا لأن الرحمة على الوجه الذي ذكرنا تدل على الضعف هذا منتهى تقريرهم.
فنقول لهم هذه الثمرة من تقريركم جوابها لدينا سهل جدا وهو أن نقول هذه الرحمة التي ادعيتم أنها تدل على الضعف إنما هي رحمة المخلوق أما رحمة الخالق فإنها لا تدل على هذا بوجه من الوجوه بل تدل على كمال فضله وكرمه عز وجل ثم إن لنا أن ننازعكم في دعواكم أن اللين والرقة يدل على الضعف فكم من ذي سلطان قوي يكون رحيما وهو ذو سلطان قوي يستطيع أن يبطش برعيته كما يشاء ويكون رحيما بمن يستحق الرحمة فنمنع أولا الدعوى ثم لو سلمنا جدلا بأن الرحمة تدل على اللين والرقة فهذه رحمة المخلوق
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن الفوز الحقيقي البين الظاهر هو النجاة من عذاب يوم القيامة نسأن الله أن يرزقنا وإياكم ذلك
قال الله تعالى : { وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيئ قدير }
ثم قال الله عز وجل مسليا رسوله صلى الله عليه وسلم ومثبتا له ومقويا عزيمته (( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو )) والضر هنا يشمل الضر في البدن والعقل والمال وكل ما يكون به الضرر على الإنسان وكلمة ضر كما جاءت تشاهدون نكرة في سياق الشرط والنكرة في سياق الشرط تفيد العموم أي ضر يمسسك الله به يعني يصيبك فلا كاشف أي لا مزيل له إلا الله عز وجل
(( وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير )) والخير هنا المراد به ضد الضرر من الصحة والعقل والمال والأهل والأمن وشرح الصدر وغير ذلك فهو على كل شيء قدير قادر على أن يزيل الضرر الذي أصابك إلى خير وفي الآية الأخرى (( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ )) [يونس:107]
ويستفاد من هذه الآية الكريمة أنه ينبغي للإنسان أن يعلق رجاءه بالله عز وجل لأنه إذا علم مضمون هذه الآية فسوف يعتمد في أموره كلها على الله.
(( وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير )) والخير هنا المراد به ضد الضرر من الصحة والعقل والمال والأهل والأمن وشرح الصدر وغير ذلك فهو على كل شيء قدير قادر على أن يزيل الضرر الذي أصابك إلى خير وفي الآية الأخرى (( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ )) [يونس:107]
ويستفاد من هذه الآية الكريمة أنه ينبغي للإنسان أن يعلق رجاءه بالله عز وجل لأنه إذا علم مضمون هذه الآية فسوف يعتمد في أموره كلها على الله.
اضيفت في - 2007-08-13