تفسير سورة الأنعام-03b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
الفوائد
الآية احتج المشركون على النبي عليه الصلاة والسلام وقالوا إذن عيسى من أهل النار لأنه يعبد من دون الله فأنزل الله تعالى ردا لهذه الشبهة قوله (( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ))[الأنبياء:101]فيكون عيسى عليه السلام مستثنى من العموم وهنا كذلك نقول فصار المخرج أحد أمرين إما أن نجعل ما مصدرية فيكون المعنى بريء من شرككم أو نجعلها موصولة ويستثنى من ذلك من جعل شريكا مع الله وهو لا يرضى بذلك من الأنبياء والملائكة والصالحين
من فوائد الآية إطلاق اسم الشيء على الله لقوله (( قل أي شيء أكبر شهادة قل الله )) لأن اسم الاستفهام إذا أضيف إلى كلمة صارت هذه الكلمة صادقة على جواب الاستفهام وهنا جواب الاستفهام ما هو ؟ الله فيكون الله تعالى شيء يعني يصدق أن نسميه شيئا نعم وقد قال البخاري رحمه الله ( وسمى الله نفسه شيئا ) ولكن يجب أن نعلم أنه يخبر بكلمة شيء عن الله ولكن لا يسمى به دليل هذا هو أن الله تعالى له الأسماء الحسنى وكلمة شيء لا تدل على هذا المعنى فيخبر بها عنه ولكنه لا يسمى بها إذن يخبر عن الله بأنه شيء ولكن لا يسمى به
هل يطلق على القرآن بأنه شيء ؟ نعم هو شيء لا شك قالت الجهمية إذا أطلقتم على القرآن أنه شيء فقد أقررتم بأنه مخلوق لأن الله عز وجل قال (( الله خالق كل شيء )) وجوابنا على هذا أن نقول القرآن كلام الله عز وجل وكلام الله وصفه ووصف الخالق غير مخلوق لأن الوصف تابع للذات فكما أن الذات غير مخلوقة فكذلك الوصف ثم لا يمنع أن يكون المراد الله خالق كل شيء أن يكون المراد بهذا العموم الخصوص أي خالق كل شيء من المخلوقات والعموم قد يراد به الخصوص كما في قول الله تعالى عن ريح عاد (( تدمر كل شيء بأمر ربها )) والمعلوم أنها لم تدمر السماء ولا الأرض بل ولا المساكن كما قال عز وجل (( فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم ))
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن شهادة الله أكبر شهادة ونعم والله إن شهادة الله أكبر شهادة لأنها مبنية على علم ويقين وعدل الخلل في الشهادة أن تكون مبنية على ظن أو على جهل أو على جور لأن الشاهد إما أن يبني على أشياء ظنية أو يشهد عن جهل تام أو يشهد عن جور فكل هذا يخل بالشهادة وشهادة الله عز وجل منزهة عن هذا صادرة عن علم يقيني وعن عدل لا يمكن أن يجور في الشهادة جلا وعلا ولا يمكن أن يشهد إلا عن علم إذن هو أكبر شهادة طيب يدل لذلك القرآن قال الله تعالى (( لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ))[النساء:166] يكفي شهادة الله وقال الله عز وجل (( ولو تقول علينا بعض الأقاويل )) شف بعض الأقاويل بعض هذه مضافة للأقاويل يعني قولا من أقاويل كثيرة يعني أوحينا إليه ألف قول فتقول واحدا لو تقول علينا بعض الأقاويل (( لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين )) شف كلام الله عز وجل هل قطع من الرسول صلى الله عليه وسلم الوتين ؟ لا بل بقي حيا إلى الأجل المحتوم له ونصره الله فدل هذا على أنه حق صلى الله عليه وسلم إذن شهادة الله ذكرنا في التفسير أنها نوعان قولية وفعلية فالقولية كما سمعتم (( لكن الله يشهد بما أنزل إليك )) والفعلية نصره إياه وتمكينه إياه
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن الله عز وجل حاكم بين النبي صلى الله عليه وسلم وخصومه لقوله (( شهيد بيني وبينكم )) فإن قال قائل وهل يطلق الشاهد على الحاكم ؟ فالجواب نعم استمع إلى قول الله عز وجل في سورة يوسف (( وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ ))[يوسف:27] شهد شاهد يعني حكم حاكم لأنه ما شهد لأنه يقول إن كان وإن كان لكنه حاكم هنا نقول الحاكم في الواقع شاهد يا إخواني شاهد من وجوه ثلاثة
الوجه الأول أنه يشهد أن الحكم كذا وكذا
والوجه الثاني أنه يشهد على المحكوم عليه بأن الحق عليه
والوجه الثالث أنه يشهد للمحكوم له بأن الحق له فالحكم متضمن للشهادة بلا شك فيصح أن يطلق على الحاكم بأنه شاهد نعم (( قل الله شهيد بيني وبينكم ))
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن هذا القرآن موحى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم كله ما فيه ولا كلمة ولا حرف غير موحى إليه وأبهم الفاعل لأنه معلوم لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول أمر أن يقول (( قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي ))[سبأ:50]
ومن فوائد هذه الآية الكريمة عظمة هذا القرآن حيث أوحي من الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم ولا شك في هذا وآثار تعظيمه وعظمته كثيرة منها أنه لا يقرؤه الجنب حتى يغتسل ومنها أنه لا يمسه المحدث حتى يتوضأ ومنها أنه لا يجوز أن تدخل به الأماكن القذرة ومنها أنه لا تجوز اهانته بأن يوضع بين القدمين مثلا ومنها أنه لا يسافر به إلى أرض العدو إذا كان يخشى عليه من الإهانة ومنها أنه لا يجوز بيع المصحف نعم بعض العلماء يقولون لا يجوز بيعه وعللوا ذلك بأن ذلك ابتذال له حتى قال ابن عمر t " وددت أن الأيدي تقطع في بيعه" لأن الواجب على من يستغني عنه أن يبذله لغيره المهم أن تعظيم القرآن واجب وله صور نعم أي تعظيمه له صور ذكرنا منها ما شاء الله
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن القرآن الكريم كاف في الإنذار لقوله (( لأنذركم به )) فمن لم يتعظ بالقرآن فلا وعظه الله قال الله تعالى (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ))[يونس:57]
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن من بلغه القرآن فقد قامت عليه الحجة لقوله (( لأنذركم به ومن بلغ )) ولكن هل من بلغه القرآن وهو لا يعرف اللغة العربية هل يقال إنها قامت عليه الحجة ؟ لا والدليل قول الله تبارك وتعالى (( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ))
ومنها أنه يجب على علماء المسلمين أن يبلغوا القرآن كل أحد لأنهم ورثة الأنبياء ولكم من لم يكن لسانه عربيا فإنه يبلغ معنى القرآن بلسانه ثم يعطى القرآن فيقرأه باللفظ العربي ولهذا نرى بعض الذين لا ينطقون العربية يقرأون القرآن بالعربية وهم لا يعرفون معناه وهذه من آيات الله أن الله يسر القرآن لهم حتى كانوا ينطقون به بالعربي مع أنك لو أعطيتهم قطعة من سطرين فقط نعم ما يقرأون ما يستطيعون لكن هذا من آيات الله وربما نقول أنه داخل في قوله تعالى (( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ))[القمر:17]
فيه أيضا مسألة أخرى إذا بلغ القرآن قوما يعرفون اللغة العربية لكنهم عاشوا في أحضان أئمة الضلال ولا يدرون عن شيء إذ أن أئمة الضلال عندهم هم المبلغون عن الله ورسوله فهل هؤلاء معذورون أم غير معذورين؟
الذي أرى أنهم معذورون لكن عليهم إذا نبهوا للحق أن يبحثوا عنه فإن أصروا مع التنبيه وقالوا (( إنا وجدنا آبائنا على أمة )) فهم كفار وهذا هو الذي تجتمع به الأدلة عندهم أنهم إن بقوا على جهلهم ولم ينبهوا للحق فإنهم معذورون وإلا فهم غير معذورين وهذا فيمن يدين بدين الإسلام وأما من عرف أنه على غير الإسلام يتبع أئمة الضلال وهو يعرف أنه غير مسلم كالنصارى مثلا واليهود فهؤلاء كفرهم ظاهر حتى هم بأنفسهم يعرفون بأنهم ممن ؟ من أمة الكفر ولا ينتسبون للإسلام
ومن فوائد هذه الآية الكريمة الإنكار على من يشهدون أن مع الله آلهة أخرى الإنكار الشديد لقوله أئنكم لتشهدون وتأمل كيف أتت الجملة مؤكدة حتى لا يستطيعوا أن ينكروا أئنكم يعني أؤكد ، أؤكد أنكم تشهدون أن مع الله آلهة أخرى وأنا أنكر عليكم هذا واضح إن شاء الله أئنكم لتشهدون قلت الاستفهام لايش ؟للاستنكار والجملة التي هي على الاستفهام مؤكدة بإن واللام حتى لا يمكن يعني أؤكد أنكم تشهدون أن مع الله آلهة أخرى وأنكر عليكم
ومن فوائد هذه الآية الكريمة سفه أولئك المشركين الذين يشهدون أن مع الله آلهة أخرى لو سئلوا عنها أتخلق شيئا لقالوا لا وهذا من سفههم أن يعبدوا من لا يخلق
ومن فوائد هذه الآية الكريمة وجوب التبرؤ من أهل الباطل وما هم عليه لقوله (( قل لا أشهد )) يعني أؤكد أنكم تشهدون ولكني أنا لا أشهد وهذا واجب أن يتبرأ الإنسان من كل ما يعبد من دون الله فإن لم يشهد ببطلان آلهتهم سوى الله فإنه لم يخلص ولم يوحد إذ أن التوحيد مبني على النفي والإثبات
ومن فوائد هذه الآية الكريمة وجوب البراءة مما عليه المشركين لقوله (( وإنني بريء مما تشركون )) يجب أن يتبرأ الإنسان مما يشرك به هؤلاء من المعبودات أو من عملهم الشركي ولا تجوز المداهنة في هذا ولا تجوز الموافقة بل تجب البراءة والعجب أن بعض الناس يداهن هؤلاء الكافر ويقول (( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ ))[البقرة:285] يعني فنحن مؤمنين بعيسى يقول أمام النصارى وأمام اليهود نحن مؤمنون بموسى المسألة ما هي الإيمان بموسى وعيسى نحن نؤمن بهذا المسألة الكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم هؤلاء كافرون بمحمد فهم غير مؤمنين لا بموسى ولا عيسى وقد سبق لنا أن من كذب رسولا واحدا فقد كذب جميع الرسل واستدللنا بذلك بقول الله تعالى (( كذبت قوم نوح المرسلين )) وبقوله تعالى
(( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ))[النساء:150] (( أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ))[النساء:151]
من فوائد الآية إطلاق اسم الشيء على الله لقوله (( قل أي شيء أكبر شهادة قل الله )) لأن اسم الاستفهام إذا أضيف إلى كلمة صارت هذه الكلمة صادقة على جواب الاستفهام وهنا جواب الاستفهام ما هو ؟ الله فيكون الله تعالى شيء يعني يصدق أن نسميه شيئا نعم وقد قال البخاري رحمه الله ( وسمى الله نفسه شيئا ) ولكن يجب أن نعلم أنه يخبر بكلمة شيء عن الله ولكن لا يسمى به دليل هذا هو أن الله تعالى له الأسماء الحسنى وكلمة شيء لا تدل على هذا المعنى فيخبر بها عنه ولكنه لا يسمى بها إذن يخبر عن الله بأنه شيء ولكن لا يسمى به
هل يطلق على القرآن بأنه شيء ؟ نعم هو شيء لا شك قالت الجهمية إذا أطلقتم على القرآن أنه شيء فقد أقررتم بأنه مخلوق لأن الله عز وجل قال (( الله خالق كل شيء )) وجوابنا على هذا أن نقول القرآن كلام الله عز وجل وكلام الله وصفه ووصف الخالق غير مخلوق لأن الوصف تابع للذات فكما أن الذات غير مخلوقة فكذلك الوصف ثم لا يمنع أن يكون المراد الله خالق كل شيء أن يكون المراد بهذا العموم الخصوص أي خالق كل شيء من المخلوقات والعموم قد يراد به الخصوص كما في قول الله تعالى عن ريح عاد (( تدمر كل شيء بأمر ربها )) والمعلوم أنها لم تدمر السماء ولا الأرض بل ولا المساكن كما قال عز وجل (( فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم ))
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن شهادة الله أكبر شهادة ونعم والله إن شهادة الله أكبر شهادة لأنها مبنية على علم ويقين وعدل الخلل في الشهادة أن تكون مبنية على ظن أو على جهل أو على جور لأن الشاهد إما أن يبني على أشياء ظنية أو يشهد عن جهل تام أو يشهد عن جور فكل هذا يخل بالشهادة وشهادة الله عز وجل منزهة عن هذا صادرة عن علم يقيني وعن عدل لا يمكن أن يجور في الشهادة جلا وعلا ولا يمكن أن يشهد إلا عن علم إذن هو أكبر شهادة طيب يدل لذلك القرآن قال الله تعالى (( لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ))[النساء:166] يكفي شهادة الله وقال الله عز وجل (( ولو تقول علينا بعض الأقاويل )) شف بعض الأقاويل بعض هذه مضافة للأقاويل يعني قولا من أقاويل كثيرة يعني أوحينا إليه ألف قول فتقول واحدا لو تقول علينا بعض الأقاويل (( لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين )) شف كلام الله عز وجل هل قطع من الرسول صلى الله عليه وسلم الوتين ؟ لا بل بقي حيا إلى الأجل المحتوم له ونصره الله فدل هذا على أنه حق صلى الله عليه وسلم إذن شهادة الله ذكرنا في التفسير أنها نوعان قولية وفعلية فالقولية كما سمعتم (( لكن الله يشهد بما أنزل إليك )) والفعلية نصره إياه وتمكينه إياه
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن الله عز وجل حاكم بين النبي صلى الله عليه وسلم وخصومه لقوله (( شهيد بيني وبينكم )) فإن قال قائل وهل يطلق الشاهد على الحاكم ؟ فالجواب نعم استمع إلى قول الله عز وجل في سورة يوسف (( وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ ))[يوسف:27] شهد شاهد يعني حكم حاكم لأنه ما شهد لأنه يقول إن كان وإن كان لكنه حاكم هنا نقول الحاكم في الواقع شاهد يا إخواني شاهد من وجوه ثلاثة
الوجه الأول أنه يشهد أن الحكم كذا وكذا
والوجه الثاني أنه يشهد على المحكوم عليه بأن الحق عليه
والوجه الثالث أنه يشهد للمحكوم له بأن الحق له فالحكم متضمن للشهادة بلا شك فيصح أن يطلق على الحاكم بأنه شاهد نعم (( قل الله شهيد بيني وبينكم ))
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن هذا القرآن موحى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم كله ما فيه ولا كلمة ولا حرف غير موحى إليه وأبهم الفاعل لأنه معلوم لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول أمر أن يقول (( قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي ))[سبأ:50]
ومن فوائد هذه الآية الكريمة عظمة هذا القرآن حيث أوحي من الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم ولا شك في هذا وآثار تعظيمه وعظمته كثيرة منها أنه لا يقرؤه الجنب حتى يغتسل ومنها أنه لا يمسه المحدث حتى يتوضأ ومنها أنه لا يجوز أن تدخل به الأماكن القذرة ومنها أنه لا تجوز اهانته بأن يوضع بين القدمين مثلا ومنها أنه لا يسافر به إلى أرض العدو إذا كان يخشى عليه من الإهانة ومنها أنه لا يجوز بيع المصحف نعم بعض العلماء يقولون لا يجوز بيعه وعللوا ذلك بأن ذلك ابتذال له حتى قال ابن عمر t " وددت أن الأيدي تقطع في بيعه" لأن الواجب على من يستغني عنه أن يبذله لغيره المهم أن تعظيم القرآن واجب وله صور نعم أي تعظيمه له صور ذكرنا منها ما شاء الله
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن القرآن الكريم كاف في الإنذار لقوله (( لأنذركم به )) فمن لم يتعظ بالقرآن فلا وعظه الله قال الله تعالى (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ))[يونس:57]
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن من بلغه القرآن فقد قامت عليه الحجة لقوله (( لأنذركم به ومن بلغ )) ولكن هل من بلغه القرآن وهو لا يعرف اللغة العربية هل يقال إنها قامت عليه الحجة ؟ لا والدليل قول الله تبارك وتعالى (( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ))
ومنها أنه يجب على علماء المسلمين أن يبلغوا القرآن كل أحد لأنهم ورثة الأنبياء ولكم من لم يكن لسانه عربيا فإنه يبلغ معنى القرآن بلسانه ثم يعطى القرآن فيقرأه باللفظ العربي ولهذا نرى بعض الذين لا ينطقون العربية يقرأون القرآن بالعربية وهم لا يعرفون معناه وهذه من آيات الله أن الله يسر القرآن لهم حتى كانوا ينطقون به بالعربي مع أنك لو أعطيتهم قطعة من سطرين فقط نعم ما يقرأون ما يستطيعون لكن هذا من آيات الله وربما نقول أنه داخل في قوله تعالى (( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ))[القمر:17]
فيه أيضا مسألة أخرى إذا بلغ القرآن قوما يعرفون اللغة العربية لكنهم عاشوا في أحضان أئمة الضلال ولا يدرون عن شيء إذ أن أئمة الضلال عندهم هم المبلغون عن الله ورسوله فهل هؤلاء معذورون أم غير معذورين؟
الذي أرى أنهم معذورون لكن عليهم إذا نبهوا للحق أن يبحثوا عنه فإن أصروا مع التنبيه وقالوا (( إنا وجدنا آبائنا على أمة )) فهم كفار وهذا هو الذي تجتمع به الأدلة عندهم أنهم إن بقوا على جهلهم ولم ينبهوا للحق فإنهم معذورون وإلا فهم غير معذورين وهذا فيمن يدين بدين الإسلام وأما من عرف أنه على غير الإسلام يتبع أئمة الضلال وهو يعرف أنه غير مسلم كالنصارى مثلا واليهود فهؤلاء كفرهم ظاهر حتى هم بأنفسهم يعرفون بأنهم ممن ؟ من أمة الكفر ولا ينتسبون للإسلام
ومن فوائد هذه الآية الكريمة الإنكار على من يشهدون أن مع الله آلهة أخرى الإنكار الشديد لقوله أئنكم لتشهدون وتأمل كيف أتت الجملة مؤكدة حتى لا يستطيعوا أن ينكروا أئنكم يعني أؤكد ، أؤكد أنكم تشهدون أن مع الله آلهة أخرى وأنا أنكر عليكم هذا واضح إن شاء الله أئنكم لتشهدون قلت الاستفهام لايش ؟للاستنكار والجملة التي هي على الاستفهام مؤكدة بإن واللام حتى لا يمكن يعني أؤكد أنكم تشهدون أن مع الله آلهة أخرى وأنكر عليكم
ومن فوائد هذه الآية الكريمة سفه أولئك المشركين الذين يشهدون أن مع الله آلهة أخرى لو سئلوا عنها أتخلق شيئا لقالوا لا وهذا من سفههم أن يعبدوا من لا يخلق
ومن فوائد هذه الآية الكريمة وجوب التبرؤ من أهل الباطل وما هم عليه لقوله (( قل لا أشهد )) يعني أؤكد أنكم تشهدون ولكني أنا لا أشهد وهذا واجب أن يتبرأ الإنسان من كل ما يعبد من دون الله فإن لم يشهد ببطلان آلهتهم سوى الله فإنه لم يخلص ولم يوحد إذ أن التوحيد مبني على النفي والإثبات
ومن فوائد هذه الآية الكريمة وجوب البراءة مما عليه المشركين لقوله (( وإنني بريء مما تشركون )) يجب أن يتبرأ الإنسان مما يشرك به هؤلاء من المعبودات أو من عملهم الشركي ولا تجوز المداهنة في هذا ولا تجوز الموافقة بل تجب البراءة والعجب أن بعض الناس يداهن هؤلاء الكافر ويقول (( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ ))[البقرة:285] يعني فنحن مؤمنين بعيسى يقول أمام النصارى وأمام اليهود نحن مؤمنون بموسى المسألة ما هي الإيمان بموسى وعيسى نحن نؤمن بهذا المسألة الكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم هؤلاء كافرون بمحمد فهم غير مؤمنين لا بموسى ولا عيسى وقد سبق لنا أن من كذب رسولا واحدا فقد كذب جميع الرسل واستدللنا بذلك بقول الله تعالى (( كذبت قوم نوح المرسلين )) وبقوله تعالى
(( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ))[النساء:150] (( أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ))[النساء:151]
ما معنى أن من ضوابط التكفير أن يبلغه الحق على وجه يصل إليه حقيقة ؟.
الطالب : مسألة كفر الإنسان إذا بلغه ما كان ضده والعذر بالجهل كذلك نحن نقول ما الفائدة من التقرير هذا إذا بلغه على وجهه يصل لحقيقته من يدري إذا بلغه أن يظهر أنه ما بلغه مثلا ...إذا أخبره أحد من أهل السنة وهو على بدعة كفرية يقول أصلا أنا ما أعترف بهذا السني هذا هو كافر كيف آخذ من كافر هو أصلا لا يقبل منه صرف ولا عدل.
الشيخ : طيب إذا بلغه الحق ، الحق الحمد لله واضح في القرآن والسنة.
الطالب :....
الشيخ : بأي طريق بينه وبينك كتاب الله.
الطالب : الذي عند ...يقول ألم تقرأ قوله الله (( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ))[يونس:62] .
الشيخ : بلى أقرأها لكن هذا بالنسبة لهم ما لك أنت لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
الطالب : لكن المشكلة أنهم يقولون لنا فهمنا ولكم فهمكم.
الشيخ : إذن معناها أنهم مكابرون هؤلاء مكابرون من يفهم من وقوله (( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ))[يونس:62] أن هذا يعني جواز عبادته والله تعالى قد ملأ القرآن بالنهي عن العبادة عن عبادة غيره.
الطالب :...
الشيخ : لا إذا قال هكذا على طول السيف ِأمامه.
الطالب :....
الشيخ : المهم إذا كابر إذا أريناه الآيات وكابر فنحن نقتله ونحكم بكفره في الدنيا وإذا كان ما يقوله حقا من أنه لم تبلغه الدعوة إلا مشوشة فأمره إلى الله لأنه لا يجوز أن نربط أحكام الدنيا بأحكام الآخرة أحكام الدنيا لها حال وأحكام الآخرة لها حال هذا الرجل الذي قتله موسى وهو يقول أشهد أن لا إله إلا الله أحكام الدنيا نرفع عنه القتل مع أنه ربما يكون قالها تعوذا ما نقتله على كل حال المسألة عويصة جدا المسألة لا شك أنها عويصة لكن الذي يتبين لي ما قررته عليكم نعم.
الشيخ : طيب إذا بلغه الحق ، الحق الحمد لله واضح في القرآن والسنة.
الطالب :....
الشيخ : بأي طريق بينه وبينك كتاب الله.
الطالب : الذي عند ...يقول ألم تقرأ قوله الله (( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ))[يونس:62] .
الشيخ : بلى أقرأها لكن هذا بالنسبة لهم ما لك أنت لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
الطالب : لكن المشكلة أنهم يقولون لنا فهمنا ولكم فهمكم.
الشيخ : إذن معناها أنهم مكابرون هؤلاء مكابرون من يفهم من وقوله (( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ))[يونس:62] أن هذا يعني جواز عبادته والله تعالى قد ملأ القرآن بالنهي عن العبادة عن عبادة غيره.
الطالب :...
الشيخ : لا إذا قال هكذا على طول السيف ِأمامه.
الطالب :....
الشيخ : المهم إذا كابر إذا أريناه الآيات وكابر فنحن نقتله ونحكم بكفره في الدنيا وإذا كان ما يقوله حقا من أنه لم تبلغه الدعوة إلا مشوشة فأمره إلى الله لأنه لا يجوز أن نربط أحكام الدنيا بأحكام الآخرة أحكام الدنيا لها حال وأحكام الآخرة لها حال هذا الرجل الذي قتله موسى وهو يقول أشهد أن لا إله إلا الله أحكام الدنيا نرفع عنه القتل مع أنه ربما يكون قالها تعوذا ما نقتله على كل حال المسألة عويصة جدا المسألة لا شك أنها عويصة لكن الذي يتبين لي ما قررته عليكم نعم.
هل في هذه الآية قسم :{أئنكم لتشهدون أن مع الله ءالهة أخرى}؟.
الطالب : أشكل علي لفظ الجلالة يسمى به...والله لتشهدون الجملة مؤكدة بلام الموطئة
الشيخ : لا ما في لام موطئة اللام هذه للتوكيد لأنها جاءت في خبر إن بعض الأوامر في أشعارهم
الشيخ : لا ما في لام موطئة اللام هذه للتوكيد لأنها جاءت في خبر إن بعض الأوامر في أشعارهم
هل يصح قول العوام عن الله يا أبا الأفراج؟.
الطالب:... يا أبا الأفراج
الشيخ : يا أبا الأفراج هذه مشكلة لأننا لو أخذنا بظاهرها جعلوا الله أبا لكني أعلم أنهم لا يريدون هذا يعني يقول يا أبا الأفراج يعني صاحب الأفراج فنقول لهم لا تقولون هذا قولوا يا صاحب الأفراج وأحسن من هذا يا مفرج الكربات.
الطالب : لو قال ....؟
الشيخ :ايه نعم من باب الخطأ
الشيخ : يا أبا الأفراج هذه مشكلة لأننا لو أخذنا بظاهرها جعلوا الله أبا لكني أعلم أنهم لا يريدون هذا يعني يقول يا أبا الأفراج يعني صاحب الأفراج فنقول لهم لا تقولون هذا قولوا يا صاحب الأفراج وأحسن من هذا يا مفرج الكربات.
الطالب : لو قال ....؟
الشيخ :ايه نعم من باب الخطأ
أهل البدع يلبسون على العوام ويقدحون في الأئمة مثل شيخ الإسلام ومحمد بن عبد الوهاب فكيف نتعامل معهم؟.
الطالب : العوام الذين يتبعون أئمة الضلال قد طعنوا في مشايخ الحق كشيخ الإسلام ابن تيمية والشيخ محمد ابن عبد الوهاب فكيف تبلغ لهم يعني مثلا تفسير كتاب الله؟.
الشيخ : نقول دعونا من فلان وفلان الآن القرآن بيننا والسنة بيننا وكما قال الله عز وجل عن موسى يخاطب فرعون (( قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا ))[الإسراء:102] نقول لهؤلاء كل من يدعى من دون الله فلن يستجيب لأحد ودعاؤه ضلال قال الله عز وجل (( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ))[الأحقاف:5] فإذا كابر صار مكابر ما يحتاج سليم .
الطالب :....عمر يقبل الحجر ويقول له والله لولي أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك.
الشيخ : صحيح.
الطالب :.....
الشيخ : جهل ، جهل عظيم ولا كما تفضلت إذا كان أنت اللي تصنعه بيدك كيف تعبده أنت أعلى منه ثم الغريب أن بعضهم من جهله يصنع من العبيق التمر يصنع إلها ويعبده وإذا جاع أكله ثم خرج من دبره قذرا نسال الله السلامة نعم.
الشيخ : نقول دعونا من فلان وفلان الآن القرآن بيننا والسنة بيننا وكما قال الله عز وجل عن موسى يخاطب فرعون (( قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا ))[الإسراء:102] نقول لهؤلاء كل من يدعى من دون الله فلن يستجيب لأحد ودعاؤه ضلال قال الله عز وجل (( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ))[الأحقاف:5] فإذا كابر صار مكابر ما يحتاج سليم .
الطالب :....عمر يقبل الحجر ويقول له والله لولي أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك.
الشيخ : صحيح.
الطالب :.....
الشيخ : جهل ، جهل عظيم ولا كما تفضلت إذا كان أنت اللي تصنعه بيدك كيف تعبده أنت أعلى منه ثم الغريب أن بعضهم من جهله يصنع من العبيق التمر يصنع إلها ويعبده وإذا جاع أكله ثم خرج من دبره قذرا نسال الله السلامة نعم.
5 - أهل البدع يلبسون على العوام ويقدحون في الأئمة مثل شيخ الإسلام ومحمد بن عبد الوهاب فكيف نتعامل معهم؟. أستمع حفظ
ما الفرق بين المداهنة والمدارات؟.
الطالب : ما المراد بالمداهنة ؟
الشيخ : طيب المداهنة هي أن الإنسان يبقي صاحبه على ما هو عليه ويؤمن به ولا يتكلم معه والمداراة هو يريد أن ينقله مما هو عليه لكن بتلطف
الشيخ : طيب المداهنة هي أن الإنسان يبقي صاحبه على ما هو عليه ويؤمن به ولا يتكلم معه والمداراة هو يريد أن ينقله مما هو عليه لكن بتلطف
قال الله تعالى : { الذين ءاتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الذين خسروا أنفسهم فهم لايؤمنون }
قال الله عز وجل (( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه )) الذين آتيناهم الكتاب مبتدأ وخبر الذين مبتدأ ويعرفونه خبر الجملة الذين آتيناهم الكتاب هم اليهود والنصارى لأنهم آخر أمة كان عندها أصل كتابها فهم الذين أوتوا الكتاب وقوله يعرفونه يحتمل أن يكون المعنى يعرفون هذا الكتاب ويحتمل أن يكون المراد يعرفون النبي صلى الله عليه وسلم والثاني أقوى ويؤيده قوله (( كما يعرفون أبناءهم )) فإن الأبناء بشر والنبي صلى الله عليه وسلم من البشر يعني أن الذين أوتوا الكتاب وهم اليهود والنصارى يعرفون النبي صلى الله عليه وسلم كما يعرف الرجل ابنه وخص الأبناء لأن تعلق الرجل بالأبناء أكثر من تعلقه بالبنات فتكون معرفته للأبناء أكثر من معرفته للبنات هذا وجه
ووجه آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر فهو من الأبناء (( يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون )) الذين خسروا أنفسهم يحتمل أن تكون خبر لمبتدأ محذوف والتقدير هم الذين خسروا أنفسهم ويحتمل أن تكون الذين مبتدأ وخبره جملة فهم لا يؤمنون والتاء دخلت بخبر لمشابهة المبتدأ الشرط في العموم لأن الاسم الموصول يشبه الشرط في العموم ويكون تقدير الكلام بدون الفاء الذين خسروا أنفسهم هم لا يؤمنون ومودى الاحتمالين واحد والمعنى أن الذين خسروا أنفسهم هم الذين لا يؤمنون أي الذين اختاروا الخسارة هم الذين لا يؤمنون ومنهم الذين آتاهم الله الكتاب
ووجه آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر فهو من الأبناء (( يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون )) الذين خسروا أنفسهم يحتمل أن تكون خبر لمبتدأ محذوف والتقدير هم الذين خسروا أنفسهم ويحتمل أن تكون الذين مبتدأ وخبره جملة فهم لا يؤمنون والتاء دخلت بخبر لمشابهة المبتدأ الشرط في العموم لأن الاسم الموصول يشبه الشرط في العموم ويكون تقدير الكلام بدون الفاء الذين خسروا أنفسهم هم لا يؤمنون ومودى الاحتمالين واحد والمعنى أن الذين خسروا أنفسهم هم الذين لا يؤمنون أي الذين اختاروا الخسارة هم الذين لا يؤمنون ومنهم الذين آتاهم الله الكتاب
7 - قال الله تعالى : { الذين ءاتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الذين خسروا أنفسهم فهم لايؤمنون } أستمع حفظ
الفوائد
في هذه الآيات الكريمة من الفوائد:
أن الحجة قائمة على اليهود والنصارى في صحة بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لقوله (( يعرفونه كما يعرفون أبناءهم )) فإن قال قائل هذا كلام الله عز وجل فهل له من دليل قلنا سبحان الله ، سبحان الله ، سبحان الله أن يطلب الدليل على صدق خبر الله ، خبر الله عز وجل هو الدليل ومدلوله هو المدلول ولا حاجة أن نقول هل هناك شاهد يدل على أن الذين أوتوا الكتاب يعرفون محمد كما يعرفون أبناءهم لأن كلام الله أقوى شاهد ولكن مع ذلك لا مانع أن نقيم الحجة عليهم من كتبهم
فقد قال الله عز وجل في سورة الأعراف عن النبي صلى الله عليه وسلم إنهم يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ومكتوب وصفه صلى الله عليه وسلم (( يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم الأغلال التي كانت عليهم )) يعرفون ذلك تماما وقد نقل الشيخ السيد محمد رشيد رضا رحمه الله في تفسيره نقل النصوص من الإنجيل على هذا القول بل على إقامة الحجة عليهم وأن هذا مكتوب عندهم في كتبهم
ومن فوائد الآية الكريمة أنه ينبغي أن يضرب المثل بأقرب مطابق للممثل لقوله (( كما يعرفون أبناءهم )) لأن هذا أقرب إلى التصور وإلى الصدق
ومنها المنة والتوبيخ على اليهود والنصارى المنة والتوبيخ كيف هذا ؟ المنة أن الله آتاهم الكتاب وبين لهم وصف النبي صلى الله عليه وسلم الذي سيرسل للناس كافة وهذه نعمة أن يبين الله للعبد طريق الهدى التوبيخ أنهم كانوا كافرين به مع وضوح الدليل فتكون الآية جامعة بين ايش ؟ بين بيان المنة عليهم من الله وتوبيخهم على الكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم
ومن فوائد الآية الكريمة أن من لم يؤمن فقد خسر نفسه لقوله (( الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون )) وهل خسر أهله ؟ نعم قل الله عز وجل (( قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ))[الزمر:15] خسروا أيضا عمرهم أعمارهم خسروها مضت في غير فائدة لأن شخصا مآله جهنم والعياذ بالله بعد أن عمر في الدنيا ما عمر قد خسر وقته وزمنه كما قال الله عز وجل (( أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ))[فاطر:37]
أن الحجة قائمة على اليهود والنصارى في صحة بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لقوله (( يعرفونه كما يعرفون أبناءهم )) فإن قال قائل هذا كلام الله عز وجل فهل له من دليل قلنا سبحان الله ، سبحان الله ، سبحان الله أن يطلب الدليل على صدق خبر الله ، خبر الله عز وجل هو الدليل ومدلوله هو المدلول ولا حاجة أن نقول هل هناك شاهد يدل على أن الذين أوتوا الكتاب يعرفون محمد كما يعرفون أبناءهم لأن كلام الله أقوى شاهد ولكن مع ذلك لا مانع أن نقيم الحجة عليهم من كتبهم
فقد قال الله عز وجل في سورة الأعراف عن النبي صلى الله عليه وسلم إنهم يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ومكتوب وصفه صلى الله عليه وسلم (( يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم الأغلال التي كانت عليهم )) يعرفون ذلك تماما وقد نقل الشيخ السيد محمد رشيد رضا رحمه الله في تفسيره نقل النصوص من الإنجيل على هذا القول بل على إقامة الحجة عليهم وأن هذا مكتوب عندهم في كتبهم
ومن فوائد الآية الكريمة أنه ينبغي أن يضرب المثل بأقرب مطابق للممثل لقوله (( كما يعرفون أبناءهم )) لأن هذا أقرب إلى التصور وإلى الصدق
ومنها المنة والتوبيخ على اليهود والنصارى المنة والتوبيخ كيف هذا ؟ المنة أن الله آتاهم الكتاب وبين لهم وصف النبي صلى الله عليه وسلم الذي سيرسل للناس كافة وهذه نعمة أن يبين الله للعبد طريق الهدى التوبيخ أنهم كانوا كافرين به مع وضوح الدليل فتكون الآية جامعة بين ايش ؟ بين بيان المنة عليهم من الله وتوبيخهم على الكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم
ومن فوائد الآية الكريمة أن من لم يؤمن فقد خسر نفسه لقوله (( الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون )) وهل خسر أهله ؟ نعم قل الله عز وجل (( قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ))[الزمر:15] خسروا أيضا عمرهم أعمارهم خسروها مضت في غير فائدة لأن شخصا مآله جهنم والعياذ بالله بعد أن عمر في الدنيا ما عمر قد خسر وقته وزمنه كما قال الله عز وجل (( أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ))[فاطر:37]
قال الله تعالى : {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لايفلح الظالمون }
ثم قال الله عز وجل (( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا )) من اسم استفهام والمراد به النفي أي لا أحد أظلم ممن افترى على الله الكذب والنفي إذا جاء بصيغة الاستفهام صار أبلغ لماذا يا جماعة ؟ لأنه يكون مشرب معنى التحدي كأن المتكلم يقول بين لي إن كنت صادقا أحدا أظلم ممن افترى على الله الكذب فيكون مجيء النفي بصيغة الاستفهام أبلغ في النفي والظلم في الأصل النقص كما قال الله عز وجل (( كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا ))[الكهف:33] أي لم تنقص لكنه تعدى إلى نقص الإنسان فيما يجب عليه من فعل الأوامر وترك النواهي فإنه نقص حق نفسه بذلك
(( ممن افترى على الله كذبا )) افترى بمعنى اختلق على الله الكذب لأن الكذب على الله عز وجل أعظم الكذب ويليه الكذب على من؟ على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال صلى الله عليه وسلم ( إن كذبا علي ليس ككذب على أحدكم ) بل هو أعظم يلي ذلك الكذب على علماء الشريعة إذا كذب عليهم بأنهم أفتوا بكذا فهذا كذب لأنه كذب على الشرع إذ أن علماء الشريعة هم الذي يبلغون الشريعة فإذا كذب عليهم فقد كذب على الشرع (( أو كذب بآياته )) أو هنا للتنويع يعني افترى أو كذب طيب وإن جمعوا بين الأمرين صار أشد إذا طبقنا هذه الآية على واقع المشركين في قريش نجد أنها منطبقة عليهم تماما فقد افتروا على الله الكذب بأن أشركوا معه ما لم ينزل به سلطان افتروا على الله الكذب فقالوا هذا حلال وهذا حرام (( وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ ))[الأنعام:139] هم أيضا كذبوا بآيات الله كذبوا بالآيات الشرعية التي جاءت على لسان محمد صلى الله عليه وسلم أما الآيات الكونية فهم لم يكذبوا بها ...
(( ممن افترى على الله كذبا )) افترى بمعنى اختلق على الله الكذب لأن الكذب على الله عز وجل أعظم الكذب ويليه الكذب على من؟ على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال صلى الله عليه وسلم ( إن كذبا علي ليس ككذب على أحدكم ) بل هو أعظم يلي ذلك الكذب على علماء الشريعة إذا كذب عليهم بأنهم أفتوا بكذا فهذا كذب لأنه كذب على الشرع إذ أن علماء الشريعة هم الذي يبلغون الشريعة فإذا كذب عليهم فقد كذب على الشرع (( أو كذب بآياته )) أو هنا للتنويع يعني افترى أو كذب طيب وإن جمعوا بين الأمرين صار أشد إذا طبقنا هذه الآية على واقع المشركين في قريش نجد أنها منطبقة عليهم تماما فقد افتروا على الله الكذب بأن أشركوا معه ما لم ينزل به سلطان افتروا على الله الكذب فقالوا هذا حلال وهذا حرام (( وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ ))[الأنعام:139] هم أيضا كذبوا بآيات الله كذبوا بالآيات الشرعية التي جاءت على لسان محمد صلى الله عليه وسلم أما الآيات الكونية فهم لم يكذبوا بها ...
9 - قال الله تعالى : {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لايفلح الظالمون } أستمع حفظ
المناقشة
نعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تبارك وتعالى فيما سبق (( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ))[البقرة:146] من المراد بالذين أوتوا الكتاب آدم ؟
الطالب : اليهود والنصارى .
الشيخ : نعم وما المراد بالكتاب ؟
الطالب : ... الإنجيل
الشيخ : الإنجيل طيب ولماذا خص الأبناء يعرفونه كما يعرفون أبناءهم.
الطالب :لأن معرفة الأبناء يقينية
الشيخ : ومعرفة البنات فيها نظر لا
الطالب : لأن تعلق الإنسان بالبنين أكثر من تعلقه بالبنات
الشيخ : لأن تعلق الإنسان بالبنين أكثر من تعلقه بالبنات فهذا يستلزم أن يكون معرفته بحاله أكثر من معرفته بحال البنات طيب ما المراد بهذه الجملة صالح كما يعرفون أبناءهم ....
الطالب : ... القرآن
الشيخ : دعني من مرجع الضمير قصدي ما المراد بها .
الطالب : أنهم ليس عندهم شك ...
الشيخ : أنهم ليس عندهم شك أن هذا حق فتكون الحجة قد قامت عليهم طيب (( الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون )) أليس انتفاء الإيمان قبل الخسران فواز كيف قد الخسران أولا ترتب الحكم.
الطالب : ...
الشيخ : يعني الذين قضى الله أنهم خاسرون فلن يؤمنوا فهم لا يؤمنون
الطالب : اليهود والنصارى .
الشيخ : نعم وما المراد بالكتاب ؟
الطالب : ... الإنجيل
الشيخ : الإنجيل طيب ولماذا خص الأبناء يعرفونه كما يعرفون أبناءهم.
الطالب :لأن معرفة الأبناء يقينية
الشيخ : ومعرفة البنات فيها نظر لا
الطالب : لأن تعلق الإنسان بالبنين أكثر من تعلقه بالبنات
الشيخ : لأن تعلق الإنسان بالبنين أكثر من تعلقه بالبنات فهذا يستلزم أن يكون معرفته بحاله أكثر من معرفته بحال البنات طيب ما المراد بهذه الجملة صالح كما يعرفون أبناءهم ....
الطالب : ... القرآن
الشيخ : دعني من مرجع الضمير قصدي ما المراد بها .
الطالب : أنهم ليس عندهم شك ...
الشيخ : أنهم ليس عندهم شك أن هذا حق فتكون الحجة قد قامت عليهم طيب (( الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون )) أليس انتفاء الإيمان قبل الخسران فواز كيف قد الخسران أولا ترتب الحكم.
الطالب : ...
الشيخ : يعني الذين قضى الله أنهم خاسرون فلن يؤمنوا فهم لا يؤمنون
تتمة تفسير الآية السابقة
ثم قال الله عز وجل (( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ))[الأنعام:21] لا أحد أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته فهذان صنفان الأول كذب على الله والثاني كذب آيات الله لا أحد أظلم منهم ومن جمع بينهما فهو أشد طيب (( من أظلم ممن افترى على الله كذبا )) بأن قال إن لله ولدا هذا افتراء على الله كذبا أو قال إن لله شريكا هذا افتراء على الله كذبا أو قال إن هذا الكون لم يخلقه الله افترى على الله كذبا إذا قال خلقه الطبيعة أو ما أشبه ذلك (( أو كذب بآياتي )) أي كذب بالآيات الدالة على أن الله عز وجل حق الكونية أو الشرعية ؟ كليهما كذب بالآيات الكونية أو الآيات الشرعية
التكذيب بالآيات الكونية أن ينفي كون الله عز وجل خلقها أو ينفي أن الله تعالى انفرد بخلقها والشرعية أن ينفي إرسال الرسل بما جاءت به من الوحي وقوله (( إنه لا يفلح الظالمون )) إنه هذا الحكم على من كذب من افترى على الله كذبا أو كذب بآياته ولكن لم يقل إنهم بل أظهر في موضع الإضمار للعموم ليعمهم وغيرهم والفلاح هو النجاح وحصول المطلوب فالظالم لن ينجح ولن يفلح
التكذيب بالآيات الكونية أن ينفي كون الله عز وجل خلقها أو ينفي أن الله تعالى انفرد بخلقها والشرعية أن ينفي إرسال الرسل بما جاءت به من الوحي وقوله (( إنه لا يفلح الظالمون )) إنه هذا الحكم على من كذب من افترى على الله كذبا أو كذب بآياته ولكن لم يقل إنهم بل أظهر في موضع الإضمار للعموم ليعمهم وغيرهم والفلاح هو النجاح وحصول المطلوب فالظالم لن ينجح ولن يفلح
الفوائد
في هذه الآية الكريمة فوائد منها أن الظلم يختلف بعضه أشد من بعض لماذا ؟ لأن المعاصي تختلف بعضها أعظم من بعض هناك كبائر وهناك صغائر والكبائر نفسها تختلف فيه أكبر الكبائر وما دونها والصغائر دونها تختلف فمن أين نعرف أن الذنوب والأعمال المحرمة تختلف باختلاف الظلم لأن كل فعل محرم أو ترك واجب ظلم وإذا كان يتفاوت لزم من ذلك تفاوت الأعمال
ومن فوائد الآية التحذير من أن يفترى الإنسان على الله الكذب لأنه بين أنه في المرتبة العليا من الظلم ومن ذلك أي ممن الافتراء على الله كذبا أن يكذب الإنسان على ربه عز وجل في مدلول آياته فيقول أراد الله بكذا كذا وكذا وهذا كذب على الله ومن ذلك أن يفتري على الله كذبا في أحكامه فيقول هذا حلال وهذا حرام كما قال الله تعالى (( وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ ))[النحل:116] وعلى هذا فمن قال المراد بقوله استوى على العرش استولى على العرش يدخل في الآية ولا لا ؟ يدخل في الآية ولا شك من افترى على الله كذبا ومن قال أن هذا الشيء حرام وهو حلال فقد افترى على الله كذبا ومن قال هذا حلال وهو حرام فقد افترى على الله كذبا فالقاعدة إذن في الافتراء على الله كذبا أن يحرف آياتي إلى معاني لا يريدها الله عز وجل أو يقول بأحكام لم يحكم الله بها ومن ذلك التكفير إذا قال هذا كفر وليس بكفر فقد افترى على الله كذبا لأن التكفير حكم شرعي بأي شيء يستدل عليه ؟ بالكتاب والسنة ليس التكفير إلى الناس ما شاء كفر ومن شاء لم يكفر بل التكفير إلى الله ورسوله فمن كفره الله ورسوله وجب علينا أن نكفره ومن نفى الله ورسوله عنه الكفر وجب علينا أن ننفي عنه الكفر
فإن قال قائل هناك اطلاقات في بعض الأحكام بالكفر يعني يطلق عليها الكفر فكيف نعرف أنه كفر أكبر أو أصغر ؟ نعرف ذلك بقواعد الشريعة العامة وينزل الحكم بالكفر على هذه القواعد وبذلك يتبين أنه أكبر أو أصغر ولما كان تكفير ولاة الأمور من أشد الأشياء خطرا منع النبي صلى الله عليه وسلم من الخروج عليهم إلا أن نرى كفرا بواحا ظاهرا بينا عندنا من الله فيه برهان
ومن فوائد هذه الآية الكريمة عظم ظلم من كذب بآيات الله لأن داخل في الطبقة العليا من الظلم ومن أظلم ومنها أنه لا يحكم بظلمه أو بكونه في المرتبة العليا إلا إذا تبينت له الآيات كذب بآيات الله وقد قال الله عز وجل (( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ ))[التوبة:115] فإذا بين لهم ما يتقون حكم بضلالهم عز وجل وإلا فهم في عذر
ومن فوائد الآية الكريمة وجوب التصديق بكل آيات الله الكونية والشرعية ووجه ذلك أن آيات مضاف والجمع إذا أضيف يفيد العموم ويتفرع على هذه الفائدة أن من آمن ببعض وكفر ببعض فقد كفر بالجميع فلا يعد مؤمنا لأنه يوجد بعض الناس يؤمن ويصدق بما يراه عقله أنه حق ويكذب بما يرى أنه ليس بحق أو يؤمن بما يرى أنه مناسب ويكفر بضد ذلك وهؤلاء بين الله حكمهم فقال (( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ))[النساء:150] (( أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ))[النساء:151] وقال تعالى منكرا على بني إسرائيل
(( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض )) وبين الله عز وجل أن من كفر برسول واحد فهو كافر بالجميع فقال (( كذبت قوم نوح المرسلين )) مع أن قوم نوح هم أول من أرسل إليهم الرسل فانتبهوا لا يمكن لإنسان أن يجزئ الشريعة فيؤمن ببعضها ويكفر ببعض لأننا نعلم أن مثل هذا متبع لهواه فقط
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة نفي الفلاح عن الظالم أي لا يمكن أن يحصل له مقصوده بل بالعكس
فإن قال قائل ما الجمع بين هذه الآية الكريمة وبين نصوص أخرى تدل على أن هذا الفعل أظلم شيء مثل قوله (( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ))[البقرة:114] وهنا يقول (( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا )) وقال النبي فيما يرويه عن ربه في الحديث القدسي ( من أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي ) في المصورين فكيف نجمع بين هذه النصوص
الجواب من أحد وجهين إما أن نقول اشتركت هذه الأشياء في المرتبة العليا من الظلم فكلها في مقام الأظلمية وإما أن يقال إن الأظلمية أظلمية نسبية فمثلا هنا (( من أظلم ممن افترى على الله كذبا )) من الذين يفترون على غيره كذبا فمن سأل عن الوجه الأخير ؟ الوجه الأخير أن نقول إن هذه أظلمية نسبية المعنى أن الذين يفترون على غيرهم الكذب من أظلم ممن افترى على الله ؟ لا أحد يعني افترى على مثلا زيد على فلان على فلان هذا حرام لا شك لكن أظلم شيء أن يفتري على الله عز وجل (( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه )) هذه أظلمية نسبية يعني أي إنسان يمنع الناس من حق لهم من أظلم ممن منع حقهم في المساجد يعني مثلا قد تمنع هذا الرجل أن يدخل المدرسة ولك هل هذا أشد أو منعه من دخول المسجد ؟ الثاني قد تمنعه من دخول السوق هذا ظلم ولكن أيهما أظلم هذا أو من منع مساجد الله ؟ الثاني طيب فيه مسألة التصوير من أظلم من ذهب يخلق كخلقي أي الذين يقلدون غيرهم في التصوير إذا كان على وجه الظلم فمن أظلم ممن ذهب يخلق كخلق الله لا أحد هذا وجه الوجه الأول عرفتموه أيضا ولا ما عرفتموه؟ أنها كلها اشتركت في الأظلمية أي في المرتبة العليا من الظلم أيضا
إشكال آخر (( إنه لا يفلح الظالمون )) ذكرنا أن الظالم لا يفلح وهذه الفائدة تتضمن بشرى للمظلومين أن الظالم لن يفلح فيبشر المجاهدون بالنصر وأن مآل من جاهدهم الخذلان ويبشر من ظلم بأخذ ماله أو جحد ماله وما أشبه ذلك بأن هذا الظالم لن يفلح
لكن لو قال قائل ما الجمع بين هذه الآية والواقع لأننا نرى أن الظالم قد يفلح الجمع بينها وبين الواقع أن يقال الفلاح نوعان فلاح مطلق هذا لا يمكن للظالم أبدا ودليل هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته وتلا قوله تعالى (( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ))[هود:102] ) فلا بد أن يخسر الظالم لا بد أن يخسر طالت الدنيا أو قصرت هذا الفلاح المطلق لا يمكن مطلق الفلاح بمعنى أن يفلح في زمن معين أو مكان معين أو قضية معينة فهذا يمكن ، يمكن أن يقع ولا يخالف الآية لأن الله تعالى قد يعطي الظالم فلاحا حتى يغتر بهذا الفلاح فيتمادى في طغيانه ثم يقسم الله ظهره وقد أشار الله تعالى إلى هذا في سورة آل عمران (( ويمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين )) يمحصهم بكفارات الذنوب على ما حصل من هزيمة ويمحصهم ألا يعودوا إلى المعصية مرة ثانية ويمحق الكافرين كيف يمحق الكافرون وهم منتصرون ؟ لأن الكافر إذا انتصر تجرأ وافتخر واعتز فالظالم قد يفلح لكن فلاحا مقيدا لحكمة أو حكم لا نعلمها نحن ولكن يعلمها الله عز وجل وما موقفنا إذا سلط الظالم علينا ؟ موقفنا أن نصبر وألا نيأس وأن ننتظر الفرج من فاطر الأرض والسماوات فإن الصبر مفتاح الفرج كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
( واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا )
ومن فوائد الآية الكريمة التحذير من الظلم وأن عاقبته الخسارة والدمار لقوله (( إنه لا يفلح الظالمون )) أعاذنا الله وإياكم من الظلم وجعلنا من المفلحين المتقين المحسنين نعم.
ومن فوائد الآية التحذير من أن يفترى الإنسان على الله الكذب لأنه بين أنه في المرتبة العليا من الظلم ومن ذلك أي ممن الافتراء على الله كذبا أن يكذب الإنسان على ربه عز وجل في مدلول آياته فيقول أراد الله بكذا كذا وكذا وهذا كذب على الله ومن ذلك أن يفتري على الله كذبا في أحكامه فيقول هذا حلال وهذا حرام كما قال الله تعالى (( وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ ))[النحل:116] وعلى هذا فمن قال المراد بقوله استوى على العرش استولى على العرش يدخل في الآية ولا لا ؟ يدخل في الآية ولا شك من افترى على الله كذبا ومن قال أن هذا الشيء حرام وهو حلال فقد افترى على الله كذبا ومن قال هذا حلال وهو حرام فقد افترى على الله كذبا فالقاعدة إذن في الافتراء على الله كذبا أن يحرف آياتي إلى معاني لا يريدها الله عز وجل أو يقول بأحكام لم يحكم الله بها ومن ذلك التكفير إذا قال هذا كفر وليس بكفر فقد افترى على الله كذبا لأن التكفير حكم شرعي بأي شيء يستدل عليه ؟ بالكتاب والسنة ليس التكفير إلى الناس ما شاء كفر ومن شاء لم يكفر بل التكفير إلى الله ورسوله فمن كفره الله ورسوله وجب علينا أن نكفره ومن نفى الله ورسوله عنه الكفر وجب علينا أن ننفي عنه الكفر
فإن قال قائل هناك اطلاقات في بعض الأحكام بالكفر يعني يطلق عليها الكفر فكيف نعرف أنه كفر أكبر أو أصغر ؟ نعرف ذلك بقواعد الشريعة العامة وينزل الحكم بالكفر على هذه القواعد وبذلك يتبين أنه أكبر أو أصغر ولما كان تكفير ولاة الأمور من أشد الأشياء خطرا منع النبي صلى الله عليه وسلم من الخروج عليهم إلا أن نرى كفرا بواحا ظاهرا بينا عندنا من الله فيه برهان
ومن فوائد هذه الآية الكريمة عظم ظلم من كذب بآيات الله لأن داخل في الطبقة العليا من الظلم ومن أظلم ومنها أنه لا يحكم بظلمه أو بكونه في المرتبة العليا إلا إذا تبينت له الآيات كذب بآيات الله وقد قال الله عز وجل (( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ ))[التوبة:115] فإذا بين لهم ما يتقون حكم بضلالهم عز وجل وإلا فهم في عذر
ومن فوائد الآية الكريمة وجوب التصديق بكل آيات الله الكونية والشرعية ووجه ذلك أن آيات مضاف والجمع إذا أضيف يفيد العموم ويتفرع على هذه الفائدة أن من آمن ببعض وكفر ببعض فقد كفر بالجميع فلا يعد مؤمنا لأنه يوجد بعض الناس يؤمن ويصدق بما يراه عقله أنه حق ويكذب بما يرى أنه ليس بحق أو يؤمن بما يرى أنه مناسب ويكفر بضد ذلك وهؤلاء بين الله حكمهم فقال (( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ))[النساء:150] (( أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ))[النساء:151] وقال تعالى منكرا على بني إسرائيل
(( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض )) وبين الله عز وجل أن من كفر برسول واحد فهو كافر بالجميع فقال (( كذبت قوم نوح المرسلين )) مع أن قوم نوح هم أول من أرسل إليهم الرسل فانتبهوا لا يمكن لإنسان أن يجزئ الشريعة فيؤمن ببعضها ويكفر ببعض لأننا نعلم أن مثل هذا متبع لهواه فقط
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة نفي الفلاح عن الظالم أي لا يمكن أن يحصل له مقصوده بل بالعكس
فإن قال قائل ما الجمع بين هذه الآية الكريمة وبين نصوص أخرى تدل على أن هذا الفعل أظلم شيء مثل قوله (( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ))[البقرة:114] وهنا يقول (( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا )) وقال النبي فيما يرويه عن ربه في الحديث القدسي ( من أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي ) في المصورين فكيف نجمع بين هذه النصوص
الجواب من أحد وجهين إما أن نقول اشتركت هذه الأشياء في المرتبة العليا من الظلم فكلها في مقام الأظلمية وإما أن يقال إن الأظلمية أظلمية نسبية فمثلا هنا (( من أظلم ممن افترى على الله كذبا )) من الذين يفترون على غيره كذبا فمن سأل عن الوجه الأخير ؟ الوجه الأخير أن نقول إن هذه أظلمية نسبية المعنى أن الذين يفترون على غيرهم الكذب من أظلم ممن افترى على الله ؟ لا أحد يعني افترى على مثلا زيد على فلان على فلان هذا حرام لا شك لكن أظلم شيء أن يفتري على الله عز وجل (( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه )) هذه أظلمية نسبية يعني أي إنسان يمنع الناس من حق لهم من أظلم ممن منع حقهم في المساجد يعني مثلا قد تمنع هذا الرجل أن يدخل المدرسة ولك هل هذا أشد أو منعه من دخول المسجد ؟ الثاني قد تمنعه من دخول السوق هذا ظلم ولكن أيهما أظلم هذا أو من منع مساجد الله ؟ الثاني طيب فيه مسألة التصوير من أظلم من ذهب يخلق كخلقي أي الذين يقلدون غيرهم في التصوير إذا كان على وجه الظلم فمن أظلم ممن ذهب يخلق كخلق الله لا أحد هذا وجه الوجه الأول عرفتموه أيضا ولا ما عرفتموه؟ أنها كلها اشتركت في الأظلمية أي في المرتبة العليا من الظلم أيضا
إشكال آخر (( إنه لا يفلح الظالمون )) ذكرنا أن الظالم لا يفلح وهذه الفائدة تتضمن بشرى للمظلومين أن الظالم لن يفلح فيبشر المجاهدون بالنصر وأن مآل من جاهدهم الخذلان ويبشر من ظلم بأخذ ماله أو جحد ماله وما أشبه ذلك بأن هذا الظالم لن يفلح
لكن لو قال قائل ما الجمع بين هذه الآية والواقع لأننا نرى أن الظالم قد يفلح الجمع بينها وبين الواقع أن يقال الفلاح نوعان فلاح مطلق هذا لا يمكن للظالم أبدا ودليل هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته وتلا قوله تعالى (( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ))[هود:102] ) فلا بد أن يخسر الظالم لا بد أن يخسر طالت الدنيا أو قصرت هذا الفلاح المطلق لا يمكن مطلق الفلاح بمعنى أن يفلح في زمن معين أو مكان معين أو قضية معينة فهذا يمكن ، يمكن أن يقع ولا يخالف الآية لأن الله تعالى قد يعطي الظالم فلاحا حتى يغتر بهذا الفلاح فيتمادى في طغيانه ثم يقسم الله ظهره وقد أشار الله تعالى إلى هذا في سورة آل عمران (( ويمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين )) يمحصهم بكفارات الذنوب على ما حصل من هزيمة ويمحصهم ألا يعودوا إلى المعصية مرة ثانية ويمحق الكافرين كيف يمحق الكافرون وهم منتصرون ؟ لأن الكافر إذا انتصر تجرأ وافتخر واعتز فالظالم قد يفلح لكن فلاحا مقيدا لحكمة أو حكم لا نعلمها نحن ولكن يعلمها الله عز وجل وما موقفنا إذا سلط الظالم علينا ؟ موقفنا أن نصبر وألا نيأس وأن ننتظر الفرج من فاطر الأرض والسماوات فإن الصبر مفتاح الفرج كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
( واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا )
ومن فوائد الآية الكريمة التحذير من الظلم وأن عاقبته الخسارة والدمار لقوله (( إنه لا يفلح الظالمون )) أعاذنا الله وإياكم من الظلم وجعلنا من المفلحين المتقين المحسنين نعم.
ما الواجب على طلبة العلم من الذين يطعنون في الحكام؟.
الطالب : شيخ بارك الله فيكم ، أحيانا يقع من بعض الناس خاصة من طلبة العلم ممن هم ملتزمون ويريدون إظهار غيرتهم على الإسلام فيبدأوا يتكلموا في ولاة الأمر ويظهرون أنهم على حنق وأنهم يتمنون زوالهم وما أشبه ذلك من هذه الأمور التي تخالف الأدلة وتخالف أيضا مقتضى العقل ما هو الموقف السليم لطلبة العلم لأنهم أيضا يتكلمون عن طلبة العلم وبعضهم يقرهم بل قد يشجعهم ما هو الواجب على طالب العلم حيال هذا الموقف ؟
الشيخ : الواجب على طالب العلم أن يبين ما يقتضيه الدليل من السمع والطاعة لولاة الأمور إلا إذا أمروا بمعصية وما تقتضي به الأدلة من وجوب الكف عن مساوئهم ومن أراد النصيحة فطريقها مفتوح .
الطالب : بعضهم يحتج ويقول أنا إذا منعتهم يعني أعودهم على الجبن وعلى الذل وهذا جزاه الله خير يعني قد أظهر حبه للإسلام والدين فبأي صورة فعل يقول خليه.
الشيخ : نعم نقول لا بأس عز النفس واجب لكن عز النفس لا بد أن يكون على مقتضى الشريعة حتى يكون متزنا وإلا لكان هذا يريد عزة النفس وهذا يريد عزة النفس وتكون فوضى فهناك دليل ولعلك وغيرك أيضا وقع في مثل هذا أنه جابه أناس على هذا الحال فالواجب النصيحة وأن تضرب الأمثال لهؤلاء بما حصل من البلاء وإراقة الدماء وانتهاب الأموال.
الشيخ : الواجب على طالب العلم أن يبين ما يقتضيه الدليل من السمع والطاعة لولاة الأمور إلا إذا أمروا بمعصية وما تقتضي به الأدلة من وجوب الكف عن مساوئهم ومن أراد النصيحة فطريقها مفتوح .
الطالب : بعضهم يحتج ويقول أنا إذا منعتهم يعني أعودهم على الجبن وعلى الذل وهذا جزاه الله خير يعني قد أظهر حبه للإسلام والدين فبأي صورة فعل يقول خليه.
الشيخ : نعم نقول لا بأس عز النفس واجب لكن عز النفس لا بد أن يكون على مقتضى الشريعة حتى يكون متزنا وإلا لكان هذا يريد عزة النفس وهذا يريد عزة النفس وتكون فوضى فهناك دليل ولعلك وغيرك أيضا وقع في مثل هذا أنه جابه أناس على هذا الحال فالواجب النصيحة وأن تضرب الأمثال لهؤلاء بما حصل من البلاء وإراقة الدماء وانتهاب الأموال.
اضيفت في - 2007-08-13