تفسير سورة الأنعام-04a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة الأسئلة
وإلا لكان هذا يريد عزة النفس وهذا يريد عزة النفس وهذا يريد عزة النفس فتكون فوضى بل هناك دليل ولعلك وغيرك أيضا وقع في مثل هذا أنه جابه أناسا على هذا الحال فالواجب النصيحة وأن تضرب الأمثال لهؤلاء بما حصل من البلاء وإراقة الدماء وانتهاب الأموال فيمن سلك هذا المسلك من حين الخوارج على علي رضى الله عنه ومعاوية إلى يومنا هذا نعم يا سليم؟
الطالب : الذنوب لها أثر...مثل المريض يعاقب بذنوبه وتصير خير له ما كل الناس لكن بعض الناس إذا صر مريض ذكر الله ورجع إلى ربه فإذا ما عافاه الله نسي ما كان على حاله من ذنوبه أظن يا شيخ منها ...ما حصل للصحابة في غزوة أحد وحنين أظن عصوا الرسول صلى الله عليه وسلم عاقبهم الله سبحانه وتعالى بالهزيمة عاقبهم...
الشيخ : أي نعم صحيح هذه من حكمة الله عز وجل أن هذا الجند الذي هو أشرف جند على وجه الأرض منذ خلق آدم حصلت عليهم الهزيمة بمعصية واحدة فكيف بالمعاصي التي ملأت الأجواء
ثانيا حصلت الهزيمة بافتخارهم بعددهم وكثرتهم وهم أشرف جند على وجه الأرض منذ خلق آدم إلى قيام الساعة فهذا موعظة لنا إذا كنا نريد الانتصار على أعدائنا فلا يجوز أبدا أن ننغمس في المعاصي وبعضنا منغمس في الإلحاد والكفر والعياذ بالله ومولاة الكفار ومناصرتهم كيف يكون النصر فهذا في الواقع من حكمة الله عز وجل أنهما مثلان عظيمان تحصل بهما العبرة إلى آخر هذه الأمور نعم
الطالب : الذنوب لها أثر...مثل المريض يعاقب بذنوبه وتصير خير له ما كل الناس لكن بعض الناس إذا صر مريض ذكر الله ورجع إلى ربه فإذا ما عافاه الله نسي ما كان على حاله من ذنوبه أظن يا شيخ منها ...ما حصل للصحابة في غزوة أحد وحنين أظن عصوا الرسول صلى الله عليه وسلم عاقبهم الله سبحانه وتعالى بالهزيمة عاقبهم...
الشيخ : أي نعم صحيح هذه من حكمة الله عز وجل أن هذا الجند الذي هو أشرف جند على وجه الأرض منذ خلق آدم حصلت عليهم الهزيمة بمعصية واحدة فكيف بالمعاصي التي ملأت الأجواء
ثانيا حصلت الهزيمة بافتخارهم بعددهم وكثرتهم وهم أشرف جند على وجه الأرض منذ خلق آدم إلى قيام الساعة فهذا موعظة لنا إذا كنا نريد الانتصار على أعدائنا فلا يجوز أبدا أن ننغمس في المعاصي وبعضنا منغمس في الإلحاد والكفر والعياذ بالله ومولاة الكفار ومناصرتهم كيف يكون النصر فهذا في الواقع من حكمة الله عز وجل أنهما مثلان عظيمان تحصل بهما العبرة إلى آخر هذه الأمور نعم
نرى بعض الظالمين لا تحصل لهم العقوبة في الدنيا فهل تحصل لهم في الآخرة؟.
الطالب : ننظر في حياة الظالمين فنرى حتى في آخر حياتهم أنه لا تحصل لهم عقوبة هل العقوبة هنا لا بد أن تصلهم في الدنيا ؟
الشيخ : الظالم إذا كان ظالما في مبدأ من المبادئ لا بد أن ينحدر هذا المبدأ حتى بعد موته إذا كان خاصا فإنه وإن لم يحصل ذلك في الدنيا حسب ما نرى فهو في الآخرة وربما يكون في قلب الظالم أشياء ما ندري عنها يبتلى بها من ضيق الصدر وكراهة الحق وما أشبه ذلك نعم يحيى
الشيخ : الظالم إذا كان ظالما في مبدأ من المبادئ لا بد أن ينحدر هذا المبدأ حتى بعد موته إذا كان خاصا فإنه وإن لم يحصل ذلك في الدنيا حسب ما نرى فهو في الآخرة وربما يكون في قلب الظالم أشياء ما ندري عنها يبتلى بها من ضيق الصدر وكراهة الحق وما أشبه ذلك نعم يحيى
إذا أخطأ إنسان في مدلول آية عن غير قصد فهل هذا من التكذيب على الله؟.
الطالب : احسن الله إليك قلنا أن التكذيب على الله التكذيب بمدلول الآيات فإذا أخطأ إنسان في مدلول آية لا عن قصده
الشيخ : هذا بارك الله فيك إذا قال تفسير الآية ننظر هل هو على قاعدة شرعية هل هذا ما تقتضيه اللغة أو ما تقتضيه الشريعة فهو إذا أخطأ مغفور له إذا بذل الجهد أما إذا عاند وقال المراد بكذا كذا وكذا فلا عذر له
الطالب :...
الشيخ : لا ، لا يجوز خاصة القرآن ، القرآن أنت إذا أخبرت بمعنى آية فقد شهدت على الله أنه أراد هذا هذه صعبة .....
الشيخ : هذا بارك الله فيك إذا قال تفسير الآية ننظر هل هو على قاعدة شرعية هل هذا ما تقتضيه اللغة أو ما تقتضيه الشريعة فهو إذا أخطأ مغفور له إذا بذل الجهد أما إذا عاند وقال المراد بكذا كذا وكذا فلا عذر له
الطالب :...
الشيخ : لا ، لا يجوز خاصة القرآن ، القرآن أنت إذا أخبرت بمعنى آية فقد شهدت على الله أنه أراد هذا هذه صعبة .....
ماهو ضابط مناصرة الكفار المضادة للإسلام؟.
الطالب : ما الضابط في مناصرة الكفار لتكون ناقضا من نواقض الإسلام ؟
الشيخ : المناصرة أن نناصرهم على الكفر هذه المناصرة أي نعم .
الطالب : تهنئة الكفار بأنهم احتلوا بلاد المسلمين و....؟
الشيخ : لا حرام لا يجوز هذا مسألة النواقض هذه ما نتكلم فيها لأنها تحتاج إلى تحرير لكن لا شك أن الذي يهنئ الكفار باحتلال بلاد المسلمين أنه على خطر عظيم نسأل الله العافية
الشيخ : المناصرة أن نناصرهم على الكفر هذه المناصرة أي نعم .
الطالب : تهنئة الكفار بأنهم احتلوا بلاد المسلمين و....؟
الشيخ : لا حرام لا يجوز هذا مسألة النواقض هذه ما نتكلم فيها لأنها تحتاج إلى تحرير لكن لا شك أن الذي يهنئ الكفار باحتلال بلاد المسلمين أنه على خطر عظيم نسأل الله العافية
قال الله تعالى : { ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون}
ثم قال عز وجل (( ويوم نحشرهم جميعا )) يوم ظرف والمعروف أن الظرف والجار والمجرور لا بد لهما من متعلق كما قال ناظم القواعد " لا بد للجار من التعلق بفعل أو معناه نحو مرتقي "
ناظم جمل " لا بد للجار من التعلق بفعل أو معناه نحو مرتقي
واستثني كل زائد له عمل كالباء ومن والكاف أيضا ولعل "
طيب إذن أين متعلق يوم ؟ محذوف والتقدير اذكر يوم نحشرهم اذكر في نفسك أو اذكر لهم ؟ الجواب الثاني ويجوز أن نقول اذكر في نفسك حتى تتسلى بهذه الذكرى ويهون عليك أمره (( نحشرهم )) أي نجمعهم (( جميعا )) لا يفلت منهم أحد (( ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون )) نقول للذين أشركوا أي بالله عز وجل في الدنيا (( أين شركاؤكم ))الاستفهام هنا للتوبيخ والتبكيت وإلا من المعلوم أنهم لن يأتوا لكن توبيخا لهم وتبكيتا لهم وتنديما لهم أنهم لن ينتفعوا بهم (( شركاؤكم )) أي ما أشركتم به في الله عز وجل ونعلم أن المشركين كانوا أنواعا وأصنافا منهم من يشرك مع الله حجرا أو شجرا أو قمر أو نجما المهم أنهم يشركون فيقال أين شركائي الذين كنتم تزعمون أي تزعمون أنهم آلهة والإله ينفع من تألهه فأين هم الجواب بينه الله عز وجل
ناظم جمل " لا بد للجار من التعلق بفعل أو معناه نحو مرتقي
واستثني كل زائد له عمل كالباء ومن والكاف أيضا ولعل "
طيب إذن أين متعلق يوم ؟ محذوف والتقدير اذكر يوم نحشرهم اذكر في نفسك أو اذكر لهم ؟ الجواب الثاني ويجوز أن نقول اذكر في نفسك حتى تتسلى بهذه الذكرى ويهون عليك أمره (( نحشرهم )) أي نجمعهم (( جميعا )) لا يفلت منهم أحد (( ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون )) نقول للذين أشركوا أي بالله عز وجل في الدنيا (( أين شركاؤكم ))الاستفهام هنا للتوبيخ والتبكيت وإلا من المعلوم أنهم لن يأتوا لكن توبيخا لهم وتبكيتا لهم وتنديما لهم أنهم لن ينتفعوا بهم (( شركاؤكم )) أي ما أشركتم به في الله عز وجل ونعلم أن المشركين كانوا أنواعا وأصنافا منهم من يشرك مع الله حجرا أو شجرا أو قمر أو نجما المهم أنهم يشركون فيقال أين شركائي الذين كنتم تزعمون أي تزعمون أنهم آلهة والإله ينفع من تألهه فأين هم الجواب بينه الله عز وجل
5 - قال الله تعالى : { ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون} أستمع حفظ
قال الله تعالى : { ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركون }
ثم أي بعد هذا السؤال (( ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين )) الفتنة هنا بمعنى الحجة (( ثم لم تكن فتنتهم )) أي حجتهم (( إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين )) أقسموا بالله أنهم لم يكونوا مشركين وهل هم صادقون في هذا القسم ؟ لا
قال الله تعالى : { انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون}
ولهذا قال (( انظر كيف كذبوا على أنفسهم )) انظر أيها المخاطب كيف كذبوا على أنفسهم وهنا إشكال ((كيف كذبوا على أنفسهم )) وأمرنا أن ننظر والمراد هنا نظر الاعتبار لكن كيف يكون كذبوا على أنفسهم والأمر لم يأت بعد يعني هذا يكون يوم القيامة
والجواب أن هذا على حكاية الحال والله عز وجل دائما يحكي الأشياء المستقبلة حتى يتصورها الإنسان وكأنها واقعة وإنما تكون ذلك لأن الشيء المستقبل المحقق يكون كالواقع تماما ولهذا قال الله عز وجل (( أتى أمر الله فلا تستعجلوه )) مع أنه ما أتى بدليل قوله (( فلا تستعجلوه )) فيكون التعبير بالماضي على حكاية الحال حتى يتصور الإنسان وكأن الشيء بين يديه (( كذبوا على أنفسهم )) بقولهم ما كنا مشركين (( والله ربنا ما كنا مشركين )) ثم قال (( انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ))[الأنعام:24] ضل بمعنى ضاع فلم يجدوه كالرجل الذي ضاع له المال فلم يجده هؤلاء ضاعت عنهم الآلهة فلم يجدوها وقوله (( ما كانوا يفترون )) أي ما كانوا يفترونه من دعواهم أن هذه آلهة مع الله فإن هذا من أعظم الافتراء كما سبق في الآية وما قبلها بآيتين
والجواب أن هذا على حكاية الحال والله عز وجل دائما يحكي الأشياء المستقبلة حتى يتصورها الإنسان وكأنها واقعة وإنما تكون ذلك لأن الشيء المستقبل المحقق يكون كالواقع تماما ولهذا قال الله عز وجل (( أتى أمر الله فلا تستعجلوه )) مع أنه ما أتى بدليل قوله (( فلا تستعجلوه )) فيكون التعبير بالماضي على حكاية الحال حتى يتصور الإنسان وكأن الشيء بين يديه (( كذبوا على أنفسهم )) بقولهم ما كنا مشركين (( والله ربنا ما كنا مشركين )) ثم قال (( انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ))[الأنعام:24] ضل بمعنى ضاع فلم يجدوه كالرجل الذي ضاع له المال فلم يجده هؤلاء ضاعت عنهم الآلهة فلم يجدوها وقوله (( ما كانوا يفترون )) أي ما كانوا يفترونه من دعواهم أن هذه آلهة مع الله فإن هذا من أعظم الافتراء كما سبق في الآية وما قبلها بآيتين
ذكر القراءات في هذه الآيات
نعود إلى القراءات في هذه الآية يقول (( ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين )) عندي القراءات (( ثم لم يكن فتنتهم إلا أن قالوا )) والقراءة اللي في المصحف (( ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا )) الخلاف في الفعل وفي اسم كان وفي خبر كان الفعل بدل تكن ايش ؟ يكن لماذا ؟ لأن اسم كان على هذه القراءة مذكر وهو وقوله(( إلا أن قالوا )) يعني المعنى لم يكن فتنتهم إلا قولهم
والثاني (( والله ربنا )) قراءة (( والله ربنا )) يعني والله يا ربنا ما كنا مشركين هذا الاختلاف في القراءات يا إخواني لا يضر لأنه فيما سبق في العهد الأول كانوا لا يحركون كلمات الحروف ولا يعجمونها يعني لا يجعلون نقطة ولا نقطتين لا فوق ولا تحت فتكون القراءتان في الرسم واحدة إنما تختلف في النطق وفي الاعجام والإعراب بعد أن أعجم القرآن وأعرب
والثاني (( والله ربنا )) قراءة (( والله ربنا )) يعني والله يا ربنا ما كنا مشركين هذا الاختلاف في القراءات يا إخواني لا يضر لأنه فيما سبق في العهد الأول كانوا لا يحركون كلمات الحروف ولا يعجمونها يعني لا يجعلون نقطة ولا نقطتين لا فوق ولا تحت فتكون القراءتان في الرسم واحدة إنما تختلف في النطق وفي الاعجام والإعراب بعد أن أعجم القرآن وأعرب
فوائد الآية : { ويوم نحشرهم جميعا........................}
من فوائد هذه الآيات الكريمة تسلية النبي عليه الصلاة والسلام حيث ذكر له مآل المكذبين له
ومن فوائدها التحذير من الشرك لأن المشرك سوف يوبخ في يوم لا يستطيع الخلاص فيه
ومن فوائدها إثبات يوم القيامة يوم الحشر
ومن فوائدها أن الحشر عام شامل لا يشذ عنه أحد لا مؤمن ولا كافر ولا بر ولا فاجر حيث أكده الله تعالى بقوله (( جميعا ))
ومن فوائد الآية الكريمة إثبات القول لله بقول (( ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم )) قد ينازع منازع ويقول إن القائل هم الملائكة وأضاف الله قولهم إلى نفسه لأنهم رسله القائلون بأمره فهو كقوله تعالى (( فإذا قرأناه فاتبع قرآنه )) مع أن القارئ جبريل نقول هذا وارد بلا شك أن يحتمل أن يكون الذي يقول لهؤلاء المشركين ملائكة وأضاف الله ذلك إلى إليه لأنهم يقولون بأمره ولكن ما هو ظاهر القرآن ؟ أن القائل هو الله تعالى وإذا كان هذا ظاهر القرآن فليس لنا مندوحة عنه لأن الله سوف يحاسبنا يوم القيامة فيقول الكلام ثم نقول فكيف يصرف بأن المراد الملائكة بلا دليل فالواجب الأخذ بظاهر القرآن ما لم يوجد دليل فإذا وجد دليل يمكن الكلام عن ظاهره فعلى العين والرأس المهم في هذا إثبات أن الله يقول فإن قال قائل أيقول بالحروف المسموعة المعقولة أو بحروف أخرى ؟ الجواب الأول بلا شك فإن قال قائل وهل يشبه صوته صوت المخلوقين فالجواب لا لأن الله يقول (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) ولأن الله تعالى إذا تكلم بالوحي أخذت السماوات منه رجفة وصعق الملائكة ومثل هذا لا يقع في كلام الآدميين أبدا وفي كلام المخلوقين عموما لا يمكن
ومن فوائد الآية الكريمة توبيخ أولئك المشركين حيث يقال لهم في هذا المجمع العظيم (( أين شركاؤكم ))
من فوائدها أن هذه الآية تدل على أن الأصنام لا تنفع عابديها لأنها لا تنصرهم في هذا الموقف بل قد قال الله تعالى (( إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ))[الأنبياء:98] تحصبون بها في وصلها أنتم لها واردون (( لَوْ كَانَ هَؤُلاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا ))[الأنبياء:99] شف هذه الآية فرح بها المشركون وانتهزوا الفرصة وقالوا هذا محمد يقول إن المعبودات في النار وعيسى معبود فيقتضي أن يكون عيسى في النار فأنزل الله (( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ))[الأنبياء:101]
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن أولئك العابدين لهذه الأصنام ليس عندهم حجة ولا برهان وإنما هي مجرد دعوى تؤخذ من قوله (( تزعمون )) والزعم في الغالب يكون في قول لا دليل له
ومن فوائدها التحذير من الشرك لأن المشرك سوف يوبخ في يوم لا يستطيع الخلاص فيه
ومن فوائدها إثبات يوم القيامة يوم الحشر
ومن فوائدها أن الحشر عام شامل لا يشذ عنه أحد لا مؤمن ولا كافر ولا بر ولا فاجر حيث أكده الله تعالى بقوله (( جميعا ))
ومن فوائد الآية الكريمة إثبات القول لله بقول (( ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم )) قد ينازع منازع ويقول إن القائل هم الملائكة وأضاف الله قولهم إلى نفسه لأنهم رسله القائلون بأمره فهو كقوله تعالى (( فإذا قرأناه فاتبع قرآنه )) مع أن القارئ جبريل نقول هذا وارد بلا شك أن يحتمل أن يكون الذي يقول لهؤلاء المشركين ملائكة وأضاف الله ذلك إلى إليه لأنهم يقولون بأمره ولكن ما هو ظاهر القرآن ؟ أن القائل هو الله تعالى وإذا كان هذا ظاهر القرآن فليس لنا مندوحة عنه لأن الله سوف يحاسبنا يوم القيامة فيقول الكلام ثم نقول فكيف يصرف بأن المراد الملائكة بلا دليل فالواجب الأخذ بظاهر القرآن ما لم يوجد دليل فإذا وجد دليل يمكن الكلام عن ظاهره فعلى العين والرأس المهم في هذا إثبات أن الله يقول فإن قال قائل أيقول بالحروف المسموعة المعقولة أو بحروف أخرى ؟ الجواب الأول بلا شك فإن قال قائل وهل يشبه صوته صوت المخلوقين فالجواب لا لأن الله يقول (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) ولأن الله تعالى إذا تكلم بالوحي أخذت السماوات منه رجفة وصعق الملائكة ومثل هذا لا يقع في كلام الآدميين أبدا وفي كلام المخلوقين عموما لا يمكن
ومن فوائد الآية الكريمة توبيخ أولئك المشركين حيث يقال لهم في هذا المجمع العظيم (( أين شركاؤكم ))
من فوائدها أن هذه الآية تدل على أن الأصنام لا تنفع عابديها لأنها لا تنصرهم في هذا الموقف بل قد قال الله تعالى (( إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ))[الأنبياء:98] تحصبون بها في وصلها أنتم لها واردون (( لَوْ كَانَ هَؤُلاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا ))[الأنبياء:99] شف هذه الآية فرح بها المشركون وانتهزوا الفرصة وقالوا هذا محمد يقول إن المعبودات في النار وعيسى معبود فيقتضي أن يكون عيسى في النار فأنزل الله (( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ))[الأنبياء:101]
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن أولئك العابدين لهذه الأصنام ليس عندهم حجة ولا برهان وإنما هي مجرد دعوى تؤخذ من قوله (( تزعمون )) والزعم في الغالب يكون في قول لا دليل له
فوائد الآية : { ثم لم تكن فتنتهم..............................}
ومن فوائد هذه الآية الكريمة التي بعدها (( ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا )) إلى آخره من فوائدها أن أولئك القوم فتنوا بهذا الجواب واستحسنوه وظنوه مفيدا وهو (( والله ربنا ما كنا مشركين )) ويتفرع على هذه الفائدة أن الإنسان قد يفتن بالشيء فيرى الحق باطلا والباطل حقا فاسلم من هذه الفتنة وحاسب نفسك عليها واستعذ بالله أن تكون من أهلها
ومن فوائدها إقرار هؤلاء المشركين بإلوهية الله وربوبيته بإلوهيته كقولهم (( والله )) وربوبيتهم بقولهم (( ربنا )) لكن هل ينفع هذا في ذلك الوقت؟ لا ينفع بل لا ينفعهم لو أنهم وحدوا إذا نزل بهم الموت كما قال الله ٍتعالى (( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ ))[النساء:18] ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن ما افتروه من الشريك لله عز وجل سوف يضل عنهم مع شدة طلبهم له كما تضل الضالة عن صاحبها لقوله (( وضل عنهم ما كانوا يفترون )) فإن قال قائل كيف نجمع بين هذه الآية الكريمة وهم يقولون (( والله ربنا ما كنا مشركين )) وبين قوله تعالى (( يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ )) كمل (( وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا ))[النساء:42] صرح الله في هذه الآية أنهم لا يكتمون الله حديثا وهنا كتموا قالوا (( والله ربنا ما كنا مشركين ))
فالجواب أولا يجب أن نعلم ونؤمن ونتيقن أنه لا تناقض في القرآن أبدا التناقض في فهم الإنسان لقصوره أما في القرآن فلا تناقض فيه ولا يمكن أن يتناقض وقد ألف العلماء رحمهم الله في هذه المسألة العظيمة مؤلفات ومنها تأليف الشيخ محمد الشنقيطي رحمه الله المفسر والأصولي المشهور دفع إيهاب الاضطراب في آي الكتاب لا يمكن ابدا التناقض فإن رأيت من تناقض فالخلل من عندك إما لقصور في الفهم أو تقصير في الطلب أو سوء نية تريد أن تبحث عن الأشياء التي ظاهرها التعارض لتطعن في القرآن أو قصور في العلم وإلا فلا تناقض هنا نقول إن يوم القيامة خمسون ألف سنة وللناس فيه أحوال ففي حال ينكرون أنهم مشركون وفي حال يقرون إذا رأوا أن أهل التوحيد نجوا قالوا (( والله ربنا ما كنا مشركين )) فإذا ختم على أفواههم وشهدت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يكسبون فحينئذ أقروا لأنهم لا يمكن أن ينكروا مع وجود الشهود من أنفسهم
ومن فوائدها إقرار هؤلاء المشركين بإلوهية الله وربوبيته بإلوهيته كقولهم (( والله )) وربوبيتهم بقولهم (( ربنا )) لكن هل ينفع هذا في ذلك الوقت؟ لا ينفع بل لا ينفعهم لو أنهم وحدوا إذا نزل بهم الموت كما قال الله ٍتعالى (( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ ))[النساء:18] ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن ما افتروه من الشريك لله عز وجل سوف يضل عنهم مع شدة طلبهم له كما تضل الضالة عن صاحبها لقوله (( وضل عنهم ما كانوا يفترون )) فإن قال قائل كيف نجمع بين هذه الآية الكريمة وهم يقولون (( والله ربنا ما كنا مشركين )) وبين قوله تعالى (( يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ )) كمل (( وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا ))[النساء:42] صرح الله في هذه الآية أنهم لا يكتمون الله حديثا وهنا كتموا قالوا (( والله ربنا ما كنا مشركين ))
فالجواب أولا يجب أن نعلم ونؤمن ونتيقن أنه لا تناقض في القرآن أبدا التناقض في فهم الإنسان لقصوره أما في القرآن فلا تناقض فيه ولا يمكن أن يتناقض وقد ألف العلماء رحمهم الله في هذه المسألة العظيمة مؤلفات ومنها تأليف الشيخ محمد الشنقيطي رحمه الله المفسر والأصولي المشهور دفع إيهاب الاضطراب في آي الكتاب لا يمكن ابدا التناقض فإن رأيت من تناقض فالخلل من عندك إما لقصور في الفهم أو تقصير في الطلب أو سوء نية تريد أن تبحث عن الأشياء التي ظاهرها التعارض لتطعن في القرآن أو قصور في العلم وإلا فلا تناقض هنا نقول إن يوم القيامة خمسون ألف سنة وللناس فيه أحوال ففي حال ينكرون أنهم مشركون وفي حال يقرون إذا رأوا أن أهل التوحيد نجوا قالوا (( والله ربنا ما كنا مشركين )) فإذا ختم على أفواههم وشهدت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يكسبون فحينئذ أقروا لأنهم لا يمكن أن ينكروا مع وجود الشهود من أنفسهم
قال الله تعالى : { ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي ءاذانهم وقرا وإن يروا كل ءاية لايؤمنوا بها حتى إذا جآءوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلآ أساطير الأولين}
ثم قال (( ومنهم من يستمع إليك... )) من هذه تبعيضية وعلامتها أن يحل محلها بعض أي بعضهم الذي يستمع إليك فيستمع هنا جاءت بصيغة الإفراد مراعاة للفظ من لأن من الموصولة يجوز أن يراعى معناها أو يراعى لفظها فإذا روعي معناها جعل العائد عليها حسب ما يراد بالمعنى وإذا أريد اللفظ إذا روعي اللفظ صار مفردا (( من يستمع إليك )) أي من يحضر ويستمع إلى قراءتك ولكن لا ينتفعون ولهذا قال (( وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه )) جعلنا أي صيرنا على قلوبهم أكنة والأكنة جمع كنان كزمام وأزمة وهو ما يغطي الشيء ويستره وقوله (( أن يفقهوه )) أي إرادة أن يفقهوه فهو على تقدير مضاف أي إرادة أن يفقهوه يعني لا نريد أن يفقهوه وإن شئت وفقل كراهة أن يفقهوه وبعضهم قال أنه على تقدير لا والمعنى ألا يفقهوه والمعنى واحد ولكن كون من يفسرها بالكراهة أولى من كون أن نفسرها بلا لأننا إذا فسرناها بلا فسرنا المثبت بالمنفي وهذا بعيد وإذا فسرناها بالكراهة فهذا مضطرد مثل قوله تعالى(( يبين الله لكم أن تضلوا )) أي كراهة أن تضلوا وقوله (( يفقهوه )) الفقه في اللغة الفهم كما قال تعالى(( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم )) أي لا تفهمونه والمعنى أن الله جعل على قلوبهم سترا واقيا من فقههم له فلا يصل معناه إلى قلوبهم (( وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا )) أي وجعلنا في آذانهم وقرا أي حملا وصمم بحيث لا ينتفعون بما سمعوا ومن لا يستمع بلا سمع فهو كمن لم يسمع فنفى الله تعالى عنهم الفقه ومحله القلب والسمع ومحله الأذن (( وفي آذانهم وقرا )) وهذا كقوله تعالى (( إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين )) يعني لم يفهمها ولم يفقهها وإنما يظنها أساطير أي سواليف ليست ذات معنى مصلح للخلق
(( وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها )) إن يروا بأبصارهم أو يروا بقلوبهم كل آية فإنهم لا يؤمنوا بها والآية هي العلامة الدالة على صدق النبي عليه وعلى آله وسلم كما قال تعالى في سورة القمر (( وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ))[القمر:2] نسأل الله الهداية الإنسان إذا طبع على قلبه نعوذ بالله لا يؤمن بأي آية تأتيه الآيات مثل الشمس ولكن لا يؤمن لأن القلب مغلق مغلف عليه لا يصل إليه هدى (( وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها)) هنا نفى الله عنهم الفقه ومحله القلب والسمع محله الأذن والإيمان بالآيات ومحله القلب مع مشاهدة العين (( وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاءوك يجادولونك )) حتى هنا للغاية ويحتمل أن تكون للابتداء والفرق بينها أن إذا جعلناها للغاية صار ما قبلها مغيا بها أي أنهم لا ينتفعون بالآيات حتى إنهم إذا جاءوك جادلوك ويحتمل أن تكون ابتدائية والابتدائية مثل الواو الاستئنافية (( حتى إذا جاءوك يجادلونك يقول الذين كفروا )) إلى آخره يجادلونك المجادلة هي المخاصمة وسميت مجادلة لأن كل واحد من الخصمين يجدل الحجة لتكون على صاحبه مأخوذة من جدل الحبل وهو فتله حتى يشتد ويقوى فهم يجادلون النبي صلى الله عليه وسلم بما يوردون عليه من الشبهات ولكن الله عز وجل يجيب عنه(( يجادلونك )) وقوله (( يجادلونك )) الجملة في محل نصب على الحال من الواو في قوله (( جاءوك )) أي حال كونهم مجادلين لك (( يقول الذي كفروا )) إذ يقول الذين كفروا ولم تجزم لأن إذا الشرطية ليست جازمة تقول إذا قدم زيد يقدم عمرو فلا تجزم أما قول الشاعر
:" وإذا تصبك مصيبة فتحمل "
فهذا يعتبر شاذا لا يحتج به (( يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين )) هذه النهاية إن هذا أي ما هذا ويدل على إن هنا نافية أنه أتى بعدها إلا وإذا أتى بعدها إلا فهي نافية وقد تأتي نافية بدون إلا وهي أعني إن لها معان تأتي شرطية وتأتي نافية وتأتي زائدة وتأتي مخففة من الثقيلة هذه أربعة معاني تأتي شرطية وهذا كثير ومثاله آدم ؟مثال إن الشرطية؟
الطالب:...
الشيخ : مثل قوله تعالى (( إن تصبك حسنة تسؤهم )) وتأتي نافية مثاله محمد؟
الطالب:...
الشيخ : (( إن هذا إلا قول البشر )) أي ما هذا إلا قول البشر طيب وتأتي مخففة من الثقيلة نعم
الطالب :...
الشيخ : لا إن نريد إن (( إن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم )) الرابعة الزائدة يلا يا عبد الله ؟
الطالب:...
الشيخ : ما إن رأيت حتى تبعته يعني ما رأيت الحق حتى تبعته يعني ما رأيته حتى اجتنبته يستقيم الكلام ؟ نعم
الطالب:...
الشيخ : ولها صريف قول الشاعر :" بني غدانة ما إن أنتم ذهب ولا صريف ولكن أنتم الخزن " في هذه الآية الكريمة (( إن هذا إلا أساطير الأولين )) إن نافية إلا أساطير ، أساطير جمع أسطورة والأسطورة هي ما يتحدث الناس به في المجالس من أجل قتل الوقت ليس لها معنى وتسمى عند العامة ايش ؟ السواليف ما لها معنى ولكن يريد أن الإنسان يزيل عنه الملل والكسل وقطع الوقت و(( الأولين )) أي السابقين
(( وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها )) إن يروا بأبصارهم أو يروا بقلوبهم كل آية فإنهم لا يؤمنوا بها والآية هي العلامة الدالة على صدق النبي عليه وعلى آله وسلم كما قال تعالى في سورة القمر (( وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ))[القمر:2] نسأل الله الهداية الإنسان إذا طبع على قلبه نعوذ بالله لا يؤمن بأي آية تأتيه الآيات مثل الشمس ولكن لا يؤمن لأن القلب مغلق مغلف عليه لا يصل إليه هدى (( وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها)) هنا نفى الله عنهم الفقه ومحله القلب والسمع محله الأذن والإيمان بالآيات ومحله القلب مع مشاهدة العين (( وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاءوك يجادولونك )) حتى هنا للغاية ويحتمل أن تكون للابتداء والفرق بينها أن إذا جعلناها للغاية صار ما قبلها مغيا بها أي أنهم لا ينتفعون بالآيات حتى إنهم إذا جاءوك جادلوك ويحتمل أن تكون ابتدائية والابتدائية مثل الواو الاستئنافية (( حتى إذا جاءوك يجادلونك يقول الذين كفروا )) إلى آخره يجادلونك المجادلة هي المخاصمة وسميت مجادلة لأن كل واحد من الخصمين يجدل الحجة لتكون على صاحبه مأخوذة من جدل الحبل وهو فتله حتى يشتد ويقوى فهم يجادلون النبي صلى الله عليه وسلم بما يوردون عليه من الشبهات ولكن الله عز وجل يجيب عنه(( يجادلونك )) وقوله (( يجادلونك )) الجملة في محل نصب على الحال من الواو في قوله (( جاءوك )) أي حال كونهم مجادلين لك (( يقول الذي كفروا )) إذ يقول الذين كفروا ولم تجزم لأن إذا الشرطية ليست جازمة تقول إذا قدم زيد يقدم عمرو فلا تجزم أما قول الشاعر
:" وإذا تصبك مصيبة فتحمل "
فهذا يعتبر شاذا لا يحتج به (( يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين )) هذه النهاية إن هذا أي ما هذا ويدل على إن هنا نافية أنه أتى بعدها إلا وإذا أتى بعدها إلا فهي نافية وقد تأتي نافية بدون إلا وهي أعني إن لها معان تأتي شرطية وتأتي نافية وتأتي زائدة وتأتي مخففة من الثقيلة هذه أربعة معاني تأتي شرطية وهذا كثير ومثاله آدم ؟مثال إن الشرطية؟
الطالب:...
الشيخ : مثل قوله تعالى (( إن تصبك حسنة تسؤهم )) وتأتي نافية مثاله محمد؟
الطالب:...
الشيخ : (( إن هذا إلا قول البشر )) أي ما هذا إلا قول البشر طيب وتأتي مخففة من الثقيلة نعم
الطالب :...
الشيخ : لا إن نريد إن (( إن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم )) الرابعة الزائدة يلا يا عبد الله ؟
الطالب:...
الشيخ : ما إن رأيت حتى تبعته يعني ما رأيت الحق حتى تبعته يعني ما رأيته حتى اجتنبته يستقيم الكلام ؟ نعم
الطالب:...
الشيخ : ولها صريف قول الشاعر :" بني غدانة ما إن أنتم ذهب ولا صريف ولكن أنتم الخزن " في هذه الآية الكريمة (( إن هذا إلا أساطير الأولين )) إن نافية إلا أساطير ، أساطير جمع أسطورة والأسطورة هي ما يتحدث الناس به في المجالس من أجل قتل الوقت ليس لها معنى وتسمى عند العامة ايش ؟ السواليف ما لها معنى ولكن يريد أن الإنسان يزيل عنه الملل والكسل وقطع الوقت و(( الأولين )) أي السابقين
11 - قال الله تعالى : { ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي ءاذانهم وقرا وإن يروا كل ءاية لايؤمنوا بها حتى إذا جآءوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلآ أساطير الأولين} أستمع حفظ
الفوائد
في هذه الآيات الكريمة فوائد منها أنه ليس كل مستمع بمنتفع لقوله (( ومنهم من يستمعون إليك )) الآية وانظر إلى قوله تعالى (( وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا ))[محمد:16] لايدرون ماذا قال؟
ومن فوائد الآية الكريمة التحذير من الاستماع بلا انتفاع وأن هذا دأب الكفار ويتفرع على هذا أنه ينبغي للإنسان إذا استمع أن يتأمل ويتفكر فيما استمع لاسيما إذا كان الكتاب والسنة حتى يعرف معناه
ومن فوائد هذه الآية أن الفقه محله القلب لقوله (( وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه )) فإن قال قائل ما سبب هذه الأكنة التي تحجب الحق عن القلب فالجواب أن سببها المعاصي كما قال الله عز وجل (( إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ ))[القلم:15](( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ))[المطففين:14] فالمعاصي تحول بين الإنسان وبين الفقه في دين الله ولهذا قال بعض العلماء ينبغي لمن استفتي أن يستغفر الله قبل الإجابة حتى يمحوا الاستغفار ما كان على القلب من الرين واستدل بقول الله تبارك وتعالى (( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ))[النساء:106] وهذا استنباط جيد لاسيما إذا اشتبهت عليك المسألة وحيل بينك وبين معرفة الصواب فيها فعليك بالاستغفار والدعاء ولا تستكبر لأنك تعبر عن شرع الله عز وجل
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن عدم الانتفاع بالسماع كالصمم تماما لقوله (( وفي آذانهم وقر )) بل صاحب الصمم معذور والذي لا ينتفع بما سمع غير معذور لأن صاحب الصمم إذا لم يسمع من آفة حلت به
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن هؤلاء الكفار لا ينتفعون بما سمعوا ولا ينتفعون بما شاهدوا لقوله (( وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها )) والآيات نوعان آيات قدرية وآيات شرعية فمن الآيات القدرية ما يحدثه الله عز وجل في الكون كانشقاق القمر وهبوب الرياح التي أرسلها الله عز وجل على الأحزاب وكذلك نزول المطر وامتناع المطر أشياء كثيرة لا تحصى ثم الشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب كلها من آيات الله الكونية وإلا الشرعية ؟ الكونية وأما آيات الله الشرعية فهي الوحي إذا تأملت الوحي وأشرفه القرآن عرفت ما فيه من الآيات العظيمة في الأخبار والأحكام فالمؤمن ينتفع وغير المؤمن لا ينتفع حتى قال الله عز وجل (( وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ ))[الطور:44] لا يصدقون بأنه عذاب ومن ذلك ما يحدث في زمننا الآن العواصف والقواصف والفيضانات والزلازل هي عند قوم من الأمور الطبيعية التي لا تدل على التهديد والتخويف وذلك من غي القلوب نسأل الله العافية ومن مشابهة الكفار في أنهم إن يروا كل آية لا يؤمنوا بها
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن الله عز وجل يرسل الآيات تأييدا للرسل وتخويفا لمخالفيهم كما قال الله عز وجل (( وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ ))[العنكبوت:51] وقال عز وجل (( وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ))[الإسراء:59] فالآيات التي يرسلها الله عز وجل هي تأييد للرسل وتخويف لمخالفيهم ولكن كما قلنا أن هؤلاء المخالفين نسأل الله العافية لا ينتفعون بالآيات فلا يؤمنون بها
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن الكفار يجادلون المسلمين يجادلون النبي صلى الله عليه وسلم ويجادلون من اتبع النبي لكن بايش؟ بالباطل يدحضوا به الحق ولكن ليبشر صاحب الحق الذي هو أهله أن النصر له لقول الله تعالى (( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ))[الأنبياء:18] لكن هذا يحتاج إلى أمرين إلى نية صادقة وإلى علم يدفع به شبهة المحتج ولا يجوز للإنسان أن يدخل مع صاحب باطل يجادله وليس عنده علم لأنه لو فعل لكانت الهزيمة على من ؟ الحق فلا تدخل مع شخص في مجادلة إلا وأنت تعرف كيف تصيبه مع إحسان النية أما أن تدخل بمجادلة مع شخص ذو بيان فصيح وشبه قوية فلا تفعل لأنك إن فعلت هزمت وصارت هزيمتك هزيمة للحق الذي تجادل عنه
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنه ينبغي للإنسان أن يتعلم طرق الجدل لقوله (( حتى إذا جاءوك يجادلونك )) فتعلم يا أخي طريقة الجدل من أجل أن تجادل بها لنصرة الحق وربما يقال أنه يتفرع على هذا أن ما بثه بعض الناس من قولهم أنه لا حاجة إلى أن نراجع جدل المتكلمين من الأشعرية والمعتزلة وأشباههم لأن زمنهم انقضى فإن هذا توهم واضح
أولا أن هؤلاء لم ينتهي زمانهم ما زالوا موجودين معتزلة وجهمية أشعرية خوارج شيعة موجودون
وثانيا أن طرق الجدل مع هؤلاء تفيد الإنسان في مجادلة آخرين لأنها تفتح للإنسان أبواب الجدل ويعرف كيف يقضي على صاحبه بما يجادل به ثم إننا هنا بالنسبة لبلادنا هنا في السعودية كنا لا نعرف من هذه الطوائف الشيء الكثير لكن بما أننا اندمجنا مع الناس وذهبنا إليهم وأتوا إلينا وجد هذا الشيء وجد شيء من البدع وإلا كان الناس لا يعرفون شيئا من هذا إلا من طالع الكتب لذلك نقول إن مطالعة الجدل مع المتكلمين فيه فائدة بلا شك ولكن ... أن تطالع وأنت ضعيف في العلم لأنك لو فعلت ايش ؟ لضللت لا بد أن يكون عندك حماية تحمي بها نفسك
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن المجادل بالباطل يلجأ إلى المكابرة أو إلى التهديد إذا كان له سوء المكابرة في هذه الآيات (( يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين )) هذه مكابرة لأن دعواهم أنها أساطير الأولين مكابرة بلا شك وكل أحد يعرف أن القرآن الكريم ليس قول البشر فضلا على أن يكون أساطير الأولين أما اللجوء للقوة فانظر إلى مجادلة فرعون لموسى حيث قال له فرعون (( لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ ))[الشعراء:29] فلجأ إلى القوة والإرهاب وتأمل قوله (( لأجعلنك من المسجونين )) ولم يقل لأسجننك إشارة إلى أنه يريد أن يظهر بمطهرة القوة الذي يسجن الناس وعنده مساجين فيهدد موسى بأنه سيكون منهم
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن من جادل بالباطل لإدحاض الحق فهو كافر لقوله (( يقول الكافرون )) فأظهر في موضع الإضمار وكان مقتضى السياق أن يقول حتى إذا جاءوك يجادلونك يقولون إن هذا إلا أساطير الأولين ولكن قال (( يقول الذين كفروا )) والإظهار في موضع الإضمار من فوائده أن هذا المظهر إذا كان معنى من المعاني فإنه يكون شاملا محيطا لكل ما ينطبق عليه فمن جادل بالباطل لإدحاض الحق فهو كافر ثم إما أن يكون كافرا كفرا أصغر أو كفرا أكبر
ومن فوائد الآية الكريمة التحذير من الاستماع بلا انتفاع وأن هذا دأب الكفار ويتفرع على هذا أنه ينبغي للإنسان إذا استمع أن يتأمل ويتفكر فيما استمع لاسيما إذا كان الكتاب والسنة حتى يعرف معناه
ومن فوائد هذه الآية أن الفقه محله القلب لقوله (( وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه )) فإن قال قائل ما سبب هذه الأكنة التي تحجب الحق عن القلب فالجواب أن سببها المعاصي كما قال الله عز وجل (( إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ ))[القلم:15](( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ))[المطففين:14] فالمعاصي تحول بين الإنسان وبين الفقه في دين الله ولهذا قال بعض العلماء ينبغي لمن استفتي أن يستغفر الله قبل الإجابة حتى يمحوا الاستغفار ما كان على القلب من الرين واستدل بقول الله تبارك وتعالى (( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ))[النساء:106] وهذا استنباط جيد لاسيما إذا اشتبهت عليك المسألة وحيل بينك وبين معرفة الصواب فيها فعليك بالاستغفار والدعاء ولا تستكبر لأنك تعبر عن شرع الله عز وجل
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن عدم الانتفاع بالسماع كالصمم تماما لقوله (( وفي آذانهم وقر )) بل صاحب الصمم معذور والذي لا ينتفع بما سمع غير معذور لأن صاحب الصمم إذا لم يسمع من آفة حلت به
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن هؤلاء الكفار لا ينتفعون بما سمعوا ولا ينتفعون بما شاهدوا لقوله (( وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها )) والآيات نوعان آيات قدرية وآيات شرعية فمن الآيات القدرية ما يحدثه الله عز وجل في الكون كانشقاق القمر وهبوب الرياح التي أرسلها الله عز وجل على الأحزاب وكذلك نزول المطر وامتناع المطر أشياء كثيرة لا تحصى ثم الشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب كلها من آيات الله الكونية وإلا الشرعية ؟ الكونية وأما آيات الله الشرعية فهي الوحي إذا تأملت الوحي وأشرفه القرآن عرفت ما فيه من الآيات العظيمة في الأخبار والأحكام فالمؤمن ينتفع وغير المؤمن لا ينتفع حتى قال الله عز وجل (( وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ ))[الطور:44] لا يصدقون بأنه عذاب ومن ذلك ما يحدث في زمننا الآن العواصف والقواصف والفيضانات والزلازل هي عند قوم من الأمور الطبيعية التي لا تدل على التهديد والتخويف وذلك من غي القلوب نسأل الله العافية ومن مشابهة الكفار في أنهم إن يروا كل آية لا يؤمنوا بها
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن الله عز وجل يرسل الآيات تأييدا للرسل وتخويفا لمخالفيهم كما قال الله عز وجل (( وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ ))[العنكبوت:51] وقال عز وجل (( وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ))[الإسراء:59] فالآيات التي يرسلها الله عز وجل هي تأييد للرسل وتخويف لمخالفيهم ولكن كما قلنا أن هؤلاء المخالفين نسأل الله العافية لا ينتفعون بالآيات فلا يؤمنون بها
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن الكفار يجادلون المسلمين يجادلون النبي صلى الله عليه وسلم ويجادلون من اتبع النبي لكن بايش؟ بالباطل يدحضوا به الحق ولكن ليبشر صاحب الحق الذي هو أهله أن النصر له لقول الله تعالى (( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ))[الأنبياء:18] لكن هذا يحتاج إلى أمرين إلى نية صادقة وإلى علم يدفع به شبهة المحتج ولا يجوز للإنسان أن يدخل مع صاحب باطل يجادله وليس عنده علم لأنه لو فعل لكانت الهزيمة على من ؟ الحق فلا تدخل مع شخص في مجادلة إلا وأنت تعرف كيف تصيبه مع إحسان النية أما أن تدخل بمجادلة مع شخص ذو بيان فصيح وشبه قوية فلا تفعل لأنك إن فعلت هزمت وصارت هزيمتك هزيمة للحق الذي تجادل عنه
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنه ينبغي للإنسان أن يتعلم طرق الجدل لقوله (( حتى إذا جاءوك يجادلونك )) فتعلم يا أخي طريقة الجدل من أجل أن تجادل بها لنصرة الحق وربما يقال أنه يتفرع على هذا أن ما بثه بعض الناس من قولهم أنه لا حاجة إلى أن نراجع جدل المتكلمين من الأشعرية والمعتزلة وأشباههم لأن زمنهم انقضى فإن هذا توهم واضح
أولا أن هؤلاء لم ينتهي زمانهم ما زالوا موجودين معتزلة وجهمية أشعرية خوارج شيعة موجودون
وثانيا أن طرق الجدل مع هؤلاء تفيد الإنسان في مجادلة آخرين لأنها تفتح للإنسان أبواب الجدل ويعرف كيف يقضي على صاحبه بما يجادل به ثم إننا هنا بالنسبة لبلادنا هنا في السعودية كنا لا نعرف من هذه الطوائف الشيء الكثير لكن بما أننا اندمجنا مع الناس وذهبنا إليهم وأتوا إلينا وجد هذا الشيء وجد شيء من البدع وإلا كان الناس لا يعرفون شيئا من هذا إلا من طالع الكتب لذلك نقول إن مطالعة الجدل مع المتكلمين فيه فائدة بلا شك ولكن ... أن تطالع وأنت ضعيف في العلم لأنك لو فعلت ايش ؟ لضللت لا بد أن يكون عندك حماية تحمي بها نفسك
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن المجادل بالباطل يلجأ إلى المكابرة أو إلى التهديد إذا كان له سوء المكابرة في هذه الآيات (( يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين )) هذه مكابرة لأن دعواهم أنها أساطير الأولين مكابرة بلا شك وكل أحد يعرف أن القرآن الكريم ليس قول البشر فضلا على أن يكون أساطير الأولين أما اللجوء للقوة فانظر إلى مجادلة فرعون لموسى حيث قال له فرعون (( لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ ))[الشعراء:29] فلجأ إلى القوة والإرهاب وتأمل قوله (( لأجعلنك من المسجونين )) ولم يقل لأسجننك إشارة إلى أنه يريد أن يظهر بمطهرة القوة الذي يسجن الناس وعنده مساجين فيهدد موسى بأنه سيكون منهم
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن من جادل بالباطل لإدحاض الحق فهو كافر لقوله (( يقول الكافرون )) فأظهر في موضع الإضمار وكان مقتضى السياق أن يقول حتى إذا جاءوك يجادلونك يقولون إن هذا إلا أساطير الأولين ولكن قال (( يقول الذين كفروا )) والإظهار في موضع الإضمار من فوائده أن هذا المظهر إذا كان معنى من المعاني فإنه يكون شاملا محيطا لكل ما ينطبق عليه فمن جادل بالباطل لإدحاض الحق فهو كافر ثم إما أن يكون كافرا كفرا أصغر أو كفرا أكبر
قال الله تعالى : { وهم ينهون عنه و ينئون عنه وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون}
ثم قال الله عز وجل (( وهم ينهون عنه )) هم الضمير يعود على من ؟ على الكفار المجادلين ينهون عنه أي عما جئت به من الوحي (( وينأون عنه )) أي يبعدوه وقدم النهي على النأي مع أنه كان المتوقع أن يبدأ بالنأي الذي هو فعلهم في أنفسهم دون فعلهم بغيرهم إشارة إلى شدة كراهتهم لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم حتى إنهم يبدءون بنهي الناس قبل أن يبتعدوا عنه (( وإن يهلكون إلا أنفسهم )) إن هنا بمعنى ما أي ما يهلكون إلا أنفسهم وكما في آية أخرى (( وما يضرونك من شيء )) فمجادلتهم ونهيهم الناس لا يضر النبي صلى الله عليه وسلم شيئا وإنما هو هلاك أنفسهم وهل المراد هنا الهلاك الحسي أو المعنوي ؟ الجواب المعنوي لأن هذا الكافر المجادل لا يموت بجداله بل يبقى لكنه حقيقة من الناحية المعنوية قد هلك (( إلا أنفسهم وما يشعرون )) أي ما يشعر هؤلاء أنهم بهذا النهي عن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم والبعد عنه لا يشعرون أنهم بذلك أهلكوا أنفسهم ولذلك تجدهم يفتخرون بما هم عليه من الكفر حتى إن أبا سفيان قال في أحد قال يوم أحد قال :"اعل هبل" يفتخر بايش ؟ بالصنم الذي يعبده ويقول أنه علا على محمد صلى الله عليه وسلم فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ( أجيبوه قالوا بماذا نجيبه قال قولوا الله أعلا وأجل ) فالشاهد أن هؤلاء الكفار المجادلين لا يشعرون أنهم على ضلالة نسأل الله العافية وهذا غاية ما يكون من الابتلاء أن يرى الإنسان أنه على الحق مع أنه على الباطل وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم أرني الحق حق وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ولا تجعله ملتبسا علينا فنضل )
ما هي الكتب التي ينصح بها لمطالعة أقوال المتكلمين؟.
الطالب : من طالع كلام المتكلمين وفي الردود التي تقنع الإنسان أحيانا بعض الكتب يبغاها فك؟
الشيخ : نعم أنا ما رأيت أحسن من كتب شيخ الإسلام ابن هو وابن القيم لكن كلام ابن القيم رحمه الله أسهل وأقرب للفهم وأما بقية المتكلمين فأكثر ما يكون الجدل الأشاعرة مع المعتزلة وهذا لا يمكن إذا أردت العقيدة السليمة فعليك بكتب شيخ الإسلام وابن القيم هذا أحسن ما رأيت نعم يا سليم
الطالب : شيخ الإسلام ابن تيمية أعمق في الدليل وابن القيم رحمه الله أسهل في تنسيق الكلام مع بعضه ...
الشيخ : نعم ولذلك يعتبر كتب ابن القيم سلم لكتب شيخ الإسلام رحمه الله
الشيخ : نعم أنا ما رأيت أحسن من كتب شيخ الإسلام ابن هو وابن القيم لكن كلام ابن القيم رحمه الله أسهل وأقرب للفهم وأما بقية المتكلمين فأكثر ما يكون الجدل الأشاعرة مع المعتزلة وهذا لا يمكن إذا أردت العقيدة السليمة فعليك بكتب شيخ الإسلام وابن القيم هذا أحسن ما رأيت نعم يا سليم
الطالب : شيخ الإسلام ابن تيمية أعمق في الدليل وابن القيم رحمه الله أسهل في تنسيق الكلام مع بعضه ...
الشيخ : نعم ولذلك يعتبر كتب ابن القيم سلم لكتب شيخ الإسلام رحمه الله
كيف نجمع بين كون أتباع الضلال معذورون بجهلهم وبين أن الله يزيد الناس ضلالا؟.
الطالب : كيف نجمع بين العذر بالجهل عذر هؤلاء الذين يكونون أتباع للضلال وبين أن الله عز وجل يزيد الناس ضلالا حيث أن الإنسان ما تكون إقامة الحجة بالكلمة الواحدة فتعيد عليه دائما .
الشيخ : هؤلاء ما جهلوا لأن الرسول أتاهم بآيات بينات لكنهم يقولون إنا وجدنا آباءنا على أمة.
الطالب : هل يطبق هذا على أتباع الضلال .
الشيخ : هذا يختلف إن كان هؤلاء الأتباع ما ذكر لهم الرسول صلى الله عليه وسلم أبدا ولا أنه جاء رسول للخلق وقادتهم قد كتموا عليهم هذا فهم معذورون لكن إذا علموا لا بد منه وليعلم أن هناك فرقا بين اليهود والنصارى وغيرهم غيرهم لا بد أن تبلغه الحجة ويفهمها وأما اليهود والنصارى فبمجرد السماع عن الرسول صلى الله عليه وسلم تقوم عليهم الحجة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بما جئت به إلا كان من أصحاب النار ) فوجه ذلك أن اليهود والنصارى كتبهم مصرحة بوصف الرسول صلى الله عليه وسلم فبما بقي عليهم إلا ايش ؟ إلا أن يسمعوا بخروجه وإذا سمعوا بخروجه قامت عليهم الحجة
الشيخ : هؤلاء ما جهلوا لأن الرسول أتاهم بآيات بينات لكنهم يقولون إنا وجدنا آباءنا على أمة.
الطالب : هل يطبق هذا على أتباع الضلال .
الشيخ : هذا يختلف إن كان هؤلاء الأتباع ما ذكر لهم الرسول صلى الله عليه وسلم أبدا ولا أنه جاء رسول للخلق وقادتهم قد كتموا عليهم هذا فهم معذورون لكن إذا علموا لا بد منه وليعلم أن هناك فرقا بين اليهود والنصارى وغيرهم غيرهم لا بد أن تبلغه الحجة ويفهمها وأما اليهود والنصارى فبمجرد السماع عن الرسول صلى الله عليه وسلم تقوم عليهم الحجة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بما جئت به إلا كان من أصحاب النار ) فوجه ذلك أن اليهود والنصارى كتبهم مصرحة بوصف الرسول صلى الله عليه وسلم فبما بقي عليهم إلا ايش ؟ إلا أن يسمعوا بخروجه وإذا سمعوا بخروجه قامت عليهم الحجة
هل الحديث {أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء ولو كان محقا} على إطلاقه؟.
الطالب :حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء ولو كان محقا ) هل هو على الإطلاق ؟
الشيخ : لا المراء في غير الحق أما المراء الذي يراد به إحقاق الحق وإبطال الباطل فهو واجب لكن مثلا كما رأينا في شيء من أمور الدنيا وأنا أعلم أن الصواب معي ولكن لما رأيت صاحبي يريد أن يجادل تركته
الشيخ : لا المراء في غير الحق أما المراء الذي يراد به إحقاق الحق وإبطال الباطل فهو واجب لكن مثلا كما رأينا في شيء من أمور الدنيا وأنا أعلم أن الصواب معي ولكن لما رأيت صاحبي يريد أن يجادل تركته
فوائد الآية السابقة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قول الله تعالى (( وهم ينهون عنه وينأون عنه ))
من فوائد هذه الآية الكريمة أن أعداء الإسلام ينهون عن الإسلام ونهيهم عنه يستلزم أن يسلكوا كل طريق يبعد الناس عنه لأن نهيهم عنه نهي حقيقي عن قلب وهذا يستلزم أن يسلكوا كل طريق يبعد الناس عن شريعة والأساليب في هذا مختلفة قد تكون بإيراد الشكوك أو بالأفكار الفاسدة أو بالأخلاق الفاسدة أو بالتحريش بين الناس أو ما أشبه ذلك المهم أن الأساليب كثيرة
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن هؤلاء جمعوا بين الضلال والإضلال ، الإضلال في قوله .
الطالب :...
الشيخ : والإضلال
الطالب : ...
الشيخ : أحسنت وهذا أشد ما يكون من العدوان والظلم
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن كل من حاول إبطال الحق وإبعاد الناس عنه فإنه جنى على نفسه قوله (( وإن يهلكون إلا أنفسهم )) حتى لو برقت له الدنيا وظهر له النصر الظاهري فإنه في الحقيقة هالك أفهمتم هذا من ذلك مثلا أبو سفيان قال في غزوة أحد :"اعل هبل" وقال :"لنا العزى ولا عزى لكم" فافتخر وشمخ بأنفه ولكن هل هذا الأمر سيبقى أو ستكون العاقبة عليهم الثاني هو المتعين سواء في الدنيا أو في الآخرة
ومن فوائد هذه الآية الكريمة التحذير من سلوك الإنسان سبل الهلاك وهو لا يشعر وقد بين الله عز وجل في قوله (( أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ))[فاطر:8] احذر.
من فوائد هذه الآية الكريمة أن أعداء الإسلام ينهون عن الإسلام ونهيهم عنه يستلزم أن يسلكوا كل طريق يبعد الناس عنه لأن نهيهم عنه نهي حقيقي عن قلب وهذا يستلزم أن يسلكوا كل طريق يبعد الناس عن شريعة والأساليب في هذا مختلفة قد تكون بإيراد الشكوك أو بالأفكار الفاسدة أو بالأخلاق الفاسدة أو بالتحريش بين الناس أو ما أشبه ذلك المهم أن الأساليب كثيرة
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن هؤلاء جمعوا بين الضلال والإضلال ، الإضلال في قوله .
الطالب :...
الشيخ : والإضلال
الطالب : ...
الشيخ : أحسنت وهذا أشد ما يكون من العدوان والظلم
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن كل من حاول إبطال الحق وإبعاد الناس عنه فإنه جنى على نفسه قوله (( وإن يهلكون إلا أنفسهم )) حتى لو برقت له الدنيا وظهر له النصر الظاهري فإنه في الحقيقة هالك أفهمتم هذا من ذلك مثلا أبو سفيان قال في غزوة أحد :"اعل هبل" وقال :"لنا العزى ولا عزى لكم" فافتخر وشمخ بأنفه ولكن هل هذا الأمر سيبقى أو ستكون العاقبة عليهم الثاني هو المتعين سواء في الدنيا أو في الآخرة
ومن فوائد هذه الآية الكريمة التحذير من سلوك الإنسان سبل الهلاك وهو لا يشعر وقد بين الله عز وجل في قوله (( أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ))[فاطر:8] احذر.
اضيفت في - 2007-08-13