تفسير سورة الأنعام-05b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة الفوائد
أن أعداء الرسل لا يقتصرون على مجرد التكذيب بل يؤذون الرسل وأتباعهم والأذية قد تكون جسدية وقد تكون مالية وقد تكون فكرية وقد تكون عسكرية أنواع متعددة والكافر يرى أقرب وسيلة تحصل بها الأذية للمسلم لا شك في هذا ولو حصل له أن يبيد الأمم الإسلامية في ليلة بين عشية وضحاها لفعل ذلك
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن فرج الله عز وجل يأتي مع شدة الكرب كلما اشتد الكرب فاعلم أنه دنا الفرج ويؤيد هذا قوله عز وجل(( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا )) فجعل الله مقابل العسر الواحد يسرين وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا ) وهذا كلام الله وكلام رسوله حق وصدق ولكن النفوس قد تبوء بالفشل فلا تصلح
ومن فوائد هذه الآية الكريمة ألا يرجى النصر إلا من عند الله لقوله (( حتى أتاهم نصرنا )) لم يقل حتى نصرهم فلان وفلان قال حتى أتاهم نصرنا وإذا علمنا أن النصر لا يكون إلا من عند الله فممن نطلب النصر ؟ من الله عز وجل ولهذا اختصر النبي صلى الله عليه وسلم في عريش له يوم بدر يناشد ربه تبارك وتعالى النصر حتى نصره الله والحمد لله لا تطلب النصر إلا من الله حتى في المجادلة العلمية لا تطلب النصر من فلان يوافقك أو لا يوافقك اطلب النصر من الله إذا كنت وصلت إلى الحق فاطلب الله أن ينصرك أو اطلب الله أن يهديك الصراط المستقيم
ومن فوائد الآية الكريمة أنه لا مبدل لكلمات الله أي لا أحد يبدلها إذا قدر الله النصر لا أحد يمنعه وإذا قدر الخذلان فلا أحد يمنعه أما الكلمات الكونية فعدم المبدل لها ظاهر الكلمات الكونية لا بد أن تكن كن فيكون قال الله تعالى كن لنزول المطر فنزل لا أحد يمنعه قال لامتناع المطر يمتنع لا أحد ينزله فالكلمات الكونية مفروغ منها أنه لا أحد يستطيع أن يبدلها
أما الكلمات الشرعية فمن الناس من يبدلها لكن تبديله هذا باطل والباطل لا وجود له شرعا في من بدل الكلمات الشرعية وإلا لا ؟ في الأمم السابقة وفي هذه الأمة ولكن هل هذا التبديل غير من خصائص هذه الكلمات ؟ أبدا لا يستطيعون مهما حاولوا لا يمكن هم لو بدلوها ظاهرا كما بدلوه فإنه باطل والباطل لا حكم لوجوده
ومن فوائد الآية الكريمة قوة وعظمة الله وسلطانه عز وجل حيث إنه لا مبدل لكلماته غير الله عز وجل مهما بلغ من السلطان والقدرة والقوة والجنود فإن كلماته تبدل فإن قال قائل ما تقولون في النسخ أليس فيه تبديل ؟ بلى فيه تبديل لكن من بدله ؟ الله عز وجل وكلماته الناسخة لا مبدل لها يعني لا يمكن أن نلغي الناسخ لأنها كلمات الله عز وجل قال الله عز وجل (( لا مبدل لكلماته )) ايش بعدها ؟ (( ولقد جاءك من نبأ المرسلين ))
فيها من فوائد الآية أيضا إثبات أن الله يتكلم وهذا قد ملأ منه القرآن وقد جاءت الآية الكريمة بقوله تعالى (( وكلم الله موسى تكليما )) مؤكدة ذلك لأن تكليم المصدر مؤكد والمصدر المؤكد ينفي احتمال المجاز طيب كلمات الله عز وجل بحروف ولا بغير حروف ؟ بحروف وإلا لم تكن كلاما بأصوات وإلا بغير أصوات ؟ نعم بصوت يتكلم الله بصوت مسموع ولا يمكن أن يكون الكلام معنى قائما في النفس لأن هذا المعنى القائم في النفس يا إخواني هل يسمى كلام ؟ يسمى حديث نفس ولا يسمى كلاما الكلام ما نطق به اللسان وليس ما حل بالجنان ولهذا إذا أراد الله عز وجل حديث النفس عبر عنه كما في قوله (( ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول )) خالف في الكلام طوائف مرت علينا في كتاب النونية يعني من أبينها وأبرزها
الأول مثل المعتزلة يقولون إن كلام الله أصوات مخلوقة خلق الله أصواتا كما خلق أصوات الرعد والصواعق فهي مخلوقة تماما لا إلى علم الله وإنما نسبت إلى الله تشريفا لها كما في قوله ناقة الله وبيت الله و....الله وما أشبه ذلك الطائفة الثانية الأشاعرة الذين يدعون أنهم هم الذين جادلوا المعتزلة قالوا إن كلام الله هو المعنى القائم بالنفس معنى قائم بنفسه لا يسمع وليس له صوت ولا حروف ولكنه خلق أصواتا وحروفا لتعبر عما في نفسه بالله عليك أهناك فرق بين مذهبهم ومذهب المعتزلة ؟ لا فرق كما قاله بعض علمائنا إنه لا فرق بينهم وبين المعتزلة لأننا متفقون على أن ما في هذا المصحف مخلوق لكن المعتزلة قالوا هو مخلوق حقيقة وهو كلام الله حقيقة وأولئك الأشعرية قالوا ليس كلام الله حقيقة كلام الله هو القائم في نفسه وهذا عبارة عن كلام الله فأيهم أقرب إلى الصواب من حيث القواعد المعتزلة أقرب إلى الصواب أما أهل الحق السلف وأتباعهم من الأئمة فقالوا إن الله عز وجل يتكلم نفسه يتكلم بكلام مسموع بحرف مرتب ولا يعقل الكلام إلا على هذا الوجه طيب إذا قال قائل هل كل ما خلقه الله قليلا أو كثيرا يكون بكلمة كن ؟ الجواب ظاهر النصوص هكذا كل ما خلقه الله يقول له كن ولهذا كان كلمات الله لا نفاد لها(( قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ))[الكهف:109] ويحتمل أنه عز وجل قال كن في أول الأمر وصار المخاطب يقوم بما أمر به كما قال للوح المحفظ اكتب ما هو كائن فكتب ما هو كائن
ومن فوائد الآية الكريمة إثبات رسالة النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبتت رسالات من قبله لقوله (( ولقد جاءك من نبأ المرسلين ))
ومن فوائد هذه الآية الكريمة تأكيد رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وذلك بالقسم واللام وقد
من فوائد الآية الكريمة أن القرآن الكريم يراعى فيه فواصل الآيات لقوله (( ولقد جاءك من نبأ المرسلين )) وقال في آية أخرى (( وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ))[هود:120] ومراعاة الفواصل ظاهر في القرآن الكريم انظر إلى سورة طه انظر إلى سورة اقتربت الساعة حتى قال (( وحملناه على ذات ألواح ودسر )) دسر جمع دسار وهو المسمار كل ذلك لأجل أن تتناسب السورة في فواصل الآيات وذلك لأن هذا من البلاغة ولأن هذا مما تصغي له الأسماع ولأن ذلك مما تطرب له القلوب فهذه ثلاث فوائد تناسب الآيات الكريمة
ومن فوائد الآية أنه قد يكون فيها إشارة إلى أن محمد خاتم الرسل لقوله (( ولقد جاءك من نبأ المرسلين )) الذين أرسلوا فإن صح أخذ هذه الفائدة من الآية وإلا فكونه خاتم النبيين أمر مجمع عليه نص عليه القرآن الكريم في قوله تعالى (( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ))[الأحزاب:40] يعني ولكن كان رسول الله وخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم نعم.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن فرج الله عز وجل يأتي مع شدة الكرب كلما اشتد الكرب فاعلم أنه دنا الفرج ويؤيد هذا قوله عز وجل(( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا )) فجعل الله مقابل العسر الواحد يسرين وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا ) وهذا كلام الله وكلام رسوله حق وصدق ولكن النفوس قد تبوء بالفشل فلا تصلح
ومن فوائد هذه الآية الكريمة ألا يرجى النصر إلا من عند الله لقوله (( حتى أتاهم نصرنا )) لم يقل حتى نصرهم فلان وفلان قال حتى أتاهم نصرنا وإذا علمنا أن النصر لا يكون إلا من عند الله فممن نطلب النصر ؟ من الله عز وجل ولهذا اختصر النبي صلى الله عليه وسلم في عريش له يوم بدر يناشد ربه تبارك وتعالى النصر حتى نصره الله والحمد لله لا تطلب النصر إلا من الله حتى في المجادلة العلمية لا تطلب النصر من فلان يوافقك أو لا يوافقك اطلب النصر من الله إذا كنت وصلت إلى الحق فاطلب الله أن ينصرك أو اطلب الله أن يهديك الصراط المستقيم
ومن فوائد الآية الكريمة أنه لا مبدل لكلمات الله أي لا أحد يبدلها إذا قدر الله النصر لا أحد يمنعه وإذا قدر الخذلان فلا أحد يمنعه أما الكلمات الكونية فعدم المبدل لها ظاهر الكلمات الكونية لا بد أن تكن كن فيكون قال الله تعالى كن لنزول المطر فنزل لا أحد يمنعه قال لامتناع المطر يمتنع لا أحد ينزله فالكلمات الكونية مفروغ منها أنه لا أحد يستطيع أن يبدلها
أما الكلمات الشرعية فمن الناس من يبدلها لكن تبديله هذا باطل والباطل لا وجود له شرعا في من بدل الكلمات الشرعية وإلا لا ؟ في الأمم السابقة وفي هذه الأمة ولكن هل هذا التبديل غير من خصائص هذه الكلمات ؟ أبدا لا يستطيعون مهما حاولوا لا يمكن هم لو بدلوها ظاهرا كما بدلوه فإنه باطل والباطل لا حكم لوجوده
ومن فوائد الآية الكريمة قوة وعظمة الله وسلطانه عز وجل حيث إنه لا مبدل لكلماته غير الله عز وجل مهما بلغ من السلطان والقدرة والقوة والجنود فإن كلماته تبدل فإن قال قائل ما تقولون في النسخ أليس فيه تبديل ؟ بلى فيه تبديل لكن من بدله ؟ الله عز وجل وكلماته الناسخة لا مبدل لها يعني لا يمكن أن نلغي الناسخ لأنها كلمات الله عز وجل قال الله عز وجل (( لا مبدل لكلماته )) ايش بعدها ؟ (( ولقد جاءك من نبأ المرسلين ))
فيها من فوائد الآية أيضا إثبات أن الله يتكلم وهذا قد ملأ منه القرآن وقد جاءت الآية الكريمة بقوله تعالى (( وكلم الله موسى تكليما )) مؤكدة ذلك لأن تكليم المصدر مؤكد والمصدر المؤكد ينفي احتمال المجاز طيب كلمات الله عز وجل بحروف ولا بغير حروف ؟ بحروف وإلا لم تكن كلاما بأصوات وإلا بغير أصوات ؟ نعم بصوت يتكلم الله بصوت مسموع ولا يمكن أن يكون الكلام معنى قائما في النفس لأن هذا المعنى القائم في النفس يا إخواني هل يسمى كلام ؟ يسمى حديث نفس ولا يسمى كلاما الكلام ما نطق به اللسان وليس ما حل بالجنان ولهذا إذا أراد الله عز وجل حديث النفس عبر عنه كما في قوله (( ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول )) خالف في الكلام طوائف مرت علينا في كتاب النونية يعني من أبينها وأبرزها
الأول مثل المعتزلة يقولون إن كلام الله أصوات مخلوقة خلق الله أصواتا كما خلق أصوات الرعد والصواعق فهي مخلوقة تماما لا إلى علم الله وإنما نسبت إلى الله تشريفا لها كما في قوله ناقة الله وبيت الله و....الله وما أشبه ذلك الطائفة الثانية الأشاعرة الذين يدعون أنهم هم الذين جادلوا المعتزلة قالوا إن كلام الله هو المعنى القائم بالنفس معنى قائم بنفسه لا يسمع وليس له صوت ولا حروف ولكنه خلق أصواتا وحروفا لتعبر عما في نفسه بالله عليك أهناك فرق بين مذهبهم ومذهب المعتزلة ؟ لا فرق كما قاله بعض علمائنا إنه لا فرق بينهم وبين المعتزلة لأننا متفقون على أن ما في هذا المصحف مخلوق لكن المعتزلة قالوا هو مخلوق حقيقة وهو كلام الله حقيقة وأولئك الأشعرية قالوا ليس كلام الله حقيقة كلام الله هو القائم في نفسه وهذا عبارة عن كلام الله فأيهم أقرب إلى الصواب من حيث القواعد المعتزلة أقرب إلى الصواب أما أهل الحق السلف وأتباعهم من الأئمة فقالوا إن الله عز وجل يتكلم نفسه يتكلم بكلام مسموع بحرف مرتب ولا يعقل الكلام إلا على هذا الوجه طيب إذا قال قائل هل كل ما خلقه الله قليلا أو كثيرا يكون بكلمة كن ؟ الجواب ظاهر النصوص هكذا كل ما خلقه الله يقول له كن ولهذا كان كلمات الله لا نفاد لها(( قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ))[الكهف:109] ويحتمل أنه عز وجل قال كن في أول الأمر وصار المخاطب يقوم بما أمر به كما قال للوح المحفظ اكتب ما هو كائن فكتب ما هو كائن
ومن فوائد الآية الكريمة إثبات رسالة النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبتت رسالات من قبله لقوله (( ولقد جاءك من نبأ المرسلين ))
ومن فوائد هذه الآية الكريمة تأكيد رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وذلك بالقسم واللام وقد
من فوائد الآية الكريمة أن القرآن الكريم يراعى فيه فواصل الآيات لقوله (( ولقد جاءك من نبأ المرسلين )) وقال في آية أخرى (( وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ))[هود:120] ومراعاة الفواصل ظاهر في القرآن الكريم انظر إلى سورة طه انظر إلى سورة اقتربت الساعة حتى قال (( وحملناه على ذات ألواح ودسر )) دسر جمع دسار وهو المسمار كل ذلك لأجل أن تتناسب السورة في فواصل الآيات وذلك لأن هذا من البلاغة ولأن هذا مما تصغي له الأسماع ولأن ذلك مما تطرب له القلوب فهذه ثلاث فوائد تناسب الآيات الكريمة
ومن فوائد الآية أنه قد يكون فيها إشارة إلى أن محمد خاتم الرسل لقوله (( ولقد جاءك من نبأ المرسلين )) الذين أرسلوا فإن صح أخذ هذه الفائدة من الآية وإلا فكونه خاتم النبيين أمر مجمع عليه نص عليه القرآن الكريم في قوله تعالى (( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ))[الأحزاب:40] يعني ولكن كان رسول الله وخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم نعم.
ما وجه السؤال في قوله تعالى :{حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله}؟.
الطالب : أحسن الله إليك يقول الله ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ ) ولا شك أن رسول الله صادق لكن ما وجه هذا القول ؟
الشيخ : ايه
الطالب: متى نصر الله
الشيخ : متى نصر الله لا يقولون هذا استبعاد ولكنهم يقولونه استعجالا يستعجلون نصر الله لا استبعادا ولا شكا.
الشيخ : ايه
الطالب: متى نصر الله
الشيخ : متى نصر الله لا يقولون هذا استبعاد ولكنهم يقولونه استعجالا يستعجلون نصر الله لا استبعادا ولا شكا.
قلنا أنه من أصول الردة الإستكبار وأنه من ترك المسنون استكبارا يخشى عليه الردة كالذي امتنع من الأكل بيمينه.فهل معناه أن هناك كبر دون كبر؟.
الطالب : بارك الله فيكم يا شيخ قررنا في در س التفسير السابق أن أصول الردة تكمن في الجحود والاستكبار وأنه قد يخشى على الإنسان إذا ترك مسنون استكبارا يخشى أن يكفر ثم مر معنا بالأمس حديث من أبى أن يأكل إلا بشماله ففسره النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما منعه إلا الكبر هل في تحفظنا في قولنا يخشى عليه الكفر يدل على أن هناك كبر دون كبر ، كبر غير مخرج من الملة ؟
الشيخ : قولنا يخشى ليس معناه أنه مؤكد لكن إذا صدر هذا الاستكبار عن كراهة لشرع الله عز وجل فهو كفر كما قال الله عز وجل (( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ))[محمد:9] ولهذا لا بد من الذل في القلب والتذلل في الجوارح .
الشيخ : قولنا يخشى ليس معناه أنه مؤكد لكن إذا صدر هذا الاستكبار عن كراهة لشرع الله عز وجل فهو كفر كما قال الله عز وجل (( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ))[محمد:9] ولهذا لا بد من الذل في القلب والتذلل في الجوارح .
3 - قلنا أنه من أصول الردة الإستكبار وأنه من ترك المسنون استكبارا يخشى عليه الردة كالذي امتنع من الأكل بيمينه.فهل معناه أن هناك كبر دون كبر؟. أستمع حفظ
قال الله تعالى : { و إن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين}
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى (( وإن كان كبر عليك إعراضهم )) وإن كان كبر عليك إعراضهم لا شك أن كان تحتاج إلى اسم وخبر وكبر تحتاج إلى فاعل فهل نقول إن كان اسمها ضمير الشأن مستتر وكبر عليك إعراضهم خبرها أو نقول إن إعراضهم تنازع فيه كان تطلبه اسما وكبر تطلبه فاعلا يحتمل هذا وهذا ولكن الأول أوجه يعني فإن كان الشأن في هذا الأمر أنه كبر عليك إعراضهم أي عظم عليك إعراضهم وذلك بما كان في نفسك من الحزن والأسى فحاول أن يهتدوا على يدك (( فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ ))[الأنعام:35] يعني فافعل ولكن ليس عليك إلا الصبر وهذه الجملة إن كان كبر عليك إعراضهم أتى بعدها جملة شرطية أخرى فإن استطعت وهذا من تداخل الجملتين الشرطيتين فتكون الجملة الثانية في محل جزم جواب الجملة الأولى وهذا يوجد حتى في القرآن وغيره في كلام العرب أما في القرآن كهذه الآية وكما في قوله تعالى (( فَلَوْلا إِنْ كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ ))[الواقعة:87] هذا شرط داخل شرط ومنه قول الشاعر:
" إن تستغيثوا بنا إن تذعروا تجدوا "
هذا الشرط الأول ثم الثاني قيد فيه تجدوا فيها جواب الشرط المهم إن كان كبر عليك إعراضهم هذه جملة شرطية الجملة الأولى فالجملة شرطيةفي ضمن جملة شرطية الأولى إن كان كبر عليك إعراضهم الثانية (( فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء )) جواب الجملة الثانية محذوف التقدير فافعل ولن يمكنك ذلك فإن كان لا يمكنك فإنه لا يمكنك أن تأتي بالآيات التي اقترحوها وإذا كان لا يمكنك فلا تحزن عليهم لأن الإنسان لا يحزن إلا على شيء يمكنه أن يفعله ولم يفعل
(( كبر عليك إعراضهم )) أي عظم ، عظم عليك وشق عليك ((إن استطعت)) أي قدرت (( على أن تبتغي نفقا في الأرض )) أي تطلب نفقا في الأرض والنفق هو السرداب يحفر في الأرض ويدخل الإنسان فيه ليصل إلى أعماق الأرض فالآية هنا فتأتيهم بآية (( أو سلما في السماء )) تبتغي مصعدا أي مصعدا تصعد في الجو فتأتيهم بآية فبين الله عز وجل النزول والارتفاع لا يستطيع أن ينزل فيحفر نفقا في الأرض ليستخرج الآيات ولا أن يصعد إلى السماء فيأتي بالآيات ولكن المعنى واضح إذا كان لا يمكنك هذا وهو معلوم للجميع فإنه لا يمكنك أن تأتي بما اقترحوه من الآيات كما قال عز وجل في آية أخرى (( وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ ))[العنكبوت:50] (( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى ))[الأنعام:35] لو شرطية فعل الشرط جاء جوابه لجمع لكن أين المفعول في شاء هل نقدره مطابقا للفظ الجواب أو نقدره بمعنى آخر قدره بعضهم بقوله ولو شاء الله هدايتهم لجمعهم على الهدى وقدره آخرون بقولهم ولو شاء الله أن يجمعهم على الهدى لجمعهم على الهدى أيهما أنسب؟ الثاني أو الأول ؟
الطالب: الأول
الشيخ : لا الثاني أن نقدر المحذوف مطابقا للموجود أي ولو شاء الله أن يجمعهم على الهدى وجمعهم على الهدى أعظم من مجرد الهداية لأنهم قد يهتدون ولا يجمعون وهذا ينبغي لنا أن نطرده من كل ما كان مشابها ولو شاء الله ما اقتتلوا ماذا نقدر ؟ ولو شاء الله ألا يقتتلوا ما اقتتلوا فتقدير الشيء مطابقا للموجود أولى من تقدير شيء غير مطابق ولا نعلم هل الله أراده أم لا فما بين أيدينا هو المتعين إذن ولو شاء الله أن يجمعهم على الهدى لجمعهم لأن القلوب بيد الله عز وجل وهذا كقوله تعالى (( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة )) أي على دين الإسلام (( ولو شاء الله لهدى الناس جميعا )) لأن الأمر كله بيده عز وجل (( فلا تكونن من الجاهلين )) نهي مؤكد جمع بايش ؟ النهي هنا مؤكد بايش؟ (( فلا تكونن من الجاهلين )) بنون التوكيد يعني ينهاه الله عز وجل نهيا مؤكدا ألا يكونن من الجاهلين والجهل نوعان جهل سفاهة وجهل انتفاء علم أيهما المراد ؟ الثاني بلا شك مثال الجهل الذي هو السفاهة قول الله عز وجل (( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ )[النساء:17] وليس المراد بالجهالة انتفاء العلم لأن انتفاء العلم يستدفع به الحرج والإثم إذن فلا تكونن من الجاهلين بايش ؟أي من الذين لا يعلمون سنن الله عز وجل في خلقه
فإن قال قائل هل يلزم من نهيه عز وجل نبيه عن أن يكون من الجاهلين أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم فعل فعل الجاهليين ؟ الجواب لا كما في قوله تعالى (( الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ))[البقرة:147] وقال عز وجل (( فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ ))[يونس:94] فلا يلزم من هذا الشرط أن يقع المشروط إذن اعني (( لئن أشركت ليحبطن عملك )) وأشباهها (( فلا تكونن من الجاهلين )) أي من ذوي الجهل الذين لا يعرفون سنن الله في خلقه انتبه فأنت يا محمد لست جاهلا حتى يكبر عليك إعراضهم وحتى تحزن لعدم إيمانهم لأن ذلك من حكمة الله عز وجل نعود إلى استخراج الفوائد
" إن تستغيثوا بنا إن تذعروا تجدوا "
هذا الشرط الأول ثم الثاني قيد فيه تجدوا فيها جواب الشرط المهم إن كان كبر عليك إعراضهم هذه جملة شرطية الجملة الأولى فالجملة شرطيةفي ضمن جملة شرطية الأولى إن كان كبر عليك إعراضهم الثانية (( فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء )) جواب الجملة الثانية محذوف التقدير فافعل ولن يمكنك ذلك فإن كان لا يمكنك فإنه لا يمكنك أن تأتي بالآيات التي اقترحوها وإذا كان لا يمكنك فلا تحزن عليهم لأن الإنسان لا يحزن إلا على شيء يمكنه أن يفعله ولم يفعل
(( كبر عليك إعراضهم )) أي عظم ، عظم عليك وشق عليك ((إن استطعت)) أي قدرت (( على أن تبتغي نفقا في الأرض )) أي تطلب نفقا في الأرض والنفق هو السرداب يحفر في الأرض ويدخل الإنسان فيه ليصل إلى أعماق الأرض فالآية هنا فتأتيهم بآية (( أو سلما في السماء )) تبتغي مصعدا أي مصعدا تصعد في الجو فتأتيهم بآية فبين الله عز وجل النزول والارتفاع لا يستطيع أن ينزل فيحفر نفقا في الأرض ليستخرج الآيات ولا أن يصعد إلى السماء فيأتي بالآيات ولكن المعنى واضح إذا كان لا يمكنك هذا وهو معلوم للجميع فإنه لا يمكنك أن تأتي بما اقترحوه من الآيات كما قال عز وجل في آية أخرى (( وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ ))[العنكبوت:50] (( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى ))[الأنعام:35] لو شرطية فعل الشرط جاء جوابه لجمع لكن أين المفعول في شاء هل نقدره مطابقا للفظ الجواب أو نقدره بمعنى آخر قدره بعضهم بقوله ولو شاء الله هدايتهم لجمعهم على الهدى وقدره آخرون بقولهم ولو شاء الله أن يجمعهم على الهدى لجمعهم على الهدى أيهما أنسب؟ الثاني أو الأول ؟
الطالب: الأول
الشيخ : لا الثاني أن نقدر المحذوف مطابقا للموجود أي ولو شاء الله أن يجمعهم على الهدى وجمعهم على الهدى أعظم من مجرد الهداية لأنهم قد يهتدون ولا يجمعون وهذا ينبغي لنا أن نطرده من كل ما كان مشابها ولو شاء الله ما اقتتلوا ماذا نقدر ؟ ولو شاء الله ألا يقتتلوا ما اقتتلوا فتقدير الشيء مطابقا للموجود أولى من تقدير شيء غير مطابق ولا نعلم هل الله أراده أم لا فما بين أيدينا هو المتعين إذن ولو شاء الله أن يجمعهم على الهدى لجمعهم لأن القلوب بيد الله عز وجل وهذا كقوله تعالى (( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة )) أي على دين الإسلام (( ولو شاء الله لهدى الناس جميعا )) لأن الأمر كله بيده عز وجل (( فلا تكونن من الجاهلين )) نهي مؤكد جمع بايش ؟ النهي هنا مؤكد بايش؟ (( فلا تكونن من الجاهلين )) بنون التوكيد يعني ينهاه الله عز وجل نهيا مؤكدا ألا يكونن من الجاهلين والجهل نوعان جهل سفاهة وجهل انتفاء علم أيهما المراد ؟ الثاني بلا شك مثال الجهل الذي هو السفاهة قول الله عز وجل (( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ )[النساء:17] وليس المراد بالجهالة انتفاء العلم لأن انتفاء العلم يستدفع به الحرج والإثم إذن فلا تكونن من الجاهلين بايش ؟أي من الذين لا يعلمون سنن الله عز وجل في خلقه
فإن قال قائل هل يلزم من نهيه عز وجل نبيه عن أن يكون من الجاهلين أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم فعل فعل الجاهليين ؟ الجواب لا كما في قوله تعالى (( الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ))[البقرة:147] وقال عز وجل (( فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ ))[يونس:94] فلا يلزم من هذا الشرط أن يقع المشروط إذن اعني (( لئن أشركت ليحبطن عملك )) وأشباهها (( فلا تكونن من الجاهلين )) أي من ذوي الجهل الذين لا يعرفون سنن الله في خلقه انتبه فأنت يا محمد لست جاهلا حتى يكبر عليك إعراضهم وحتى تحزن لعدم إيمانهم لأن ذلك من حكمة الله عز وجل نعود إلى استخراج الفوائد
4 - قال الله تعالى : { و إن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين} أستمع حفظ
الفوائد
في هذا من الفوائد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد عظم عليه إعراض المدعوين إلى الإسلام هل هذا انتصار لنفسه أو رغبة في هداية عباد الله ؟ الثاني بلا شك وهذا من تمام نصحه للأمة عليه الصلاة والسلام
ومن فوائد هذه الآية أن الإنسان ينبغي له ألا يهون عليه إعراض الناس بل يكون كبيرا في نفسه لكن لا تعصب لما هو عليه ولكن ايش ؟ من أجل مصلحة الآخرين إذا رأينا مثلا رجلا عالما عابدا كريما لكنه في الأسماء والصفات على غير ما يرام فهل يشق علينا هذا أو لا يشق ؟ نعم يشق لا شك أنه يشق علينا وإذا نظرنا إليه بعين القدر رحمناه وقلنا سبحان الله كيف يكون هذا الرجل الفاضل على عقيدة غير سليمة نرحمه فهو حقيقة لأنه محروم لكن إذا نظرنا إليه بعين الشرع فإننا نجادله فإن رجع إلى الحق فهذا المطلوب وإن لم يرجع فإننا نفعل به كما قال الشافعي رحمه الله :" حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في العشائر ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على علم الكلام "
رجل زاني زنا وهو من علية القوم ومن أهل الخير إذا نظرنا إليه بعين القدر نعم رحمناه ورققنا له كيف يصدر الزنا من هذا؟! لكن إذا نظرنا إليه بعين الشرع أقمنا عليه الحد ولا نرأف به كما قال عز وجل (( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ )) ما قال في قدر الله (( إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر )) النور:2] أفهمتم ولهذا جاء في الحديث وإن كان فيه ضعف :" أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود "
من فوائد هذه الآية الكريمة أن الله عز وجل قد يبين الشيء المستحيل بفرض مثلا له دون أن يذكره بعينه وجهه أن الله قال (( فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ ))[الأنعام:35] يعني فافعل بدل من أن يقول وإن كان كبر عليك إعراضهم فإنهم لن يؤمنوا لأن هذا هو المتوقع أن يقول إن كان كبر عليك إعراضهم فإنهم لن يؤمنوا لكن الله تعالى ضرب مثلا حتى يكون مقنعا للرسول عليه الصلاة والسلام ولغيره أيضا
ومن الفوائد في هذه الآية أن نقول وانتبهوا الملاجئ قسمان إما نفق في الأرض وإما صعود في السماء هل يستقيم هذا ؟ أو نقول طلب الشواهد قد يكون من الأرض وقد يكون من السماء طلب الشواهد لصحة ما يقوله الإنسان الظاهر أن الثاني أولى لأن الله إنما قال له ذلك لا لأجل أن يلجأ ولكن لأجل أن يأتي بما يشهد له ولهذا قال فتأتيهم بآية
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنه لا بد لكل نبي من آية وهذا من حكمة الله عز وجل أرأيتم لو جاء رجل في غير هذه الأمة وادعى أنه رسول وقال أنا رسول ومنهجي كذا وعقيدتي كذا وعبادتي كذا فأطيعوني بدون أي آية هل يكون هذا من الحكمة أو لا ؟ ليس من الحكمة ومن كذبه فهو معذور وإلا لكان كل كاذب دجال يدعي أنه نبي أن ربما يدعي أنه رب كذا يا محمود. طيب إذن الآيات فيها نصر للرسل ورحمة بالمرسل إليهم حتى يؤمنوا عن يقين
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة أن الهداية والضلالة بيد الله عز وجل لقوله (( ولو شاء الله لجمعهم على الهدى ))
ومن فوائد الآية الكريمة إثبات مرتبة من مراتب الإيمان بالقدر وهي المشيئة أن الله تعالى قد شاء جميع أفعال العباد ومراتب القدر مرت علينا كثيرا وهي أربعة:
العلم والكتابة والمشيئة والخلق مجموعة في قول الشاعر :
" علم كتابة مولانا مشيئته وخلقه وهو إيجاد وتكوين "
عادل اقرأ البيت بدون ...
الطالب:....
الشيخ : هذه المراتب الأربعة
ومن فوائد هذه الآية الكريمة حكمة الله عز وجل في جعل الناس صنفين : مؤمنين وكافرين وهذا أمر لا بد منه لأنه لولا الكفر لم يعرف قدر الإيمان ولولا الإيمان لم يعرف قبح الكفر أليس كذلك ؟ كما أنه لولا الحلو ما عرف المر وهذا واضح إذا لم يكن هناك أشياء مضادة ما عرف فضل الأشياء المحمودة ثم إنه لولا اختلاف الناس في الإيمان والكفر ما قامت راية الجهاد لأنه كلهم إما مؤمنون وإما كافرون فمن يجاهد؟ لولا هذا الاختلاف ما قام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن الناس سيكونون كلهم إما على المعروف وإما على المنكر لولا هذا الاختلاف ما قامت الدعوة إلى الله عز وجل لأنهم إن كانوا مؤمنين كلهم لم يحتاجوا إلى دعوة وإن كانوا كافرين ما دعوا واضح إذن من الحكمة أن الله جعل الخلق قسمين
لكن قد يقول قائل إذا كان أحد الناس من الصنف الآخر الكافر أفلا يكون في هذه ظلم له؟ وهذا قد يرد على النفس ما دمنا نقول إن الكفر بمشيئة الله وأن الله عز وجل بحكمته قسم الناس إلى قسمين أفلا يقول الكافر إن هذا ظلم لي ؟ فالجواب لا كما قال بعض أهل السنة وهو يجادل معتزليا لما قال أرايت إن منعني الهدى وقضى علي بالشقاء فهل أحسن إليّ أم أساء إلي فقال له السني إن منعك ما هو لك فقد أساء وإن منعك ما هو فضله فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
ومن فوائد هذه الآية أن الإنسان ينبغي له ألا يهون عليه إعراض الناس بل يكون كبيرا في نفسه لكن لا تعصب لما هو عليه ولكن ايش ؟ من أجل مصلحة الآخرين إذا رأينا مثلا رجلا عالما عابدا كريما لكنه في الأسماء والصفات على غير ما يرام فهل يشق علينا هذا أو لا يشق ؟ نعم يشق لا شك أنه يشق علينا وإذا نظرنا إليه بعين القدر رحمناه وقلنا سبحان الله كيف يكون هذا الرجل الفاضل على عقيدة غير سليمة نرحمه فهو حقيقة لأنه محروم لكن إذا نظرنا إليه بعين الشرع فإننا نجادله فإن رجع إلى الحق فهذا المطلوب وإن لم يرجع فإننا نفعل به كما قال الشافعي رحمه الله :" حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في العشائر ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على علم الكلام "
رجل زاني زنا وهو من علية القوم ومن أهل الخير إذا نظرنا إليه بعين القدر نعم رحمناه ورققنا له كيف يصدر الزنا من هذا؟! لكن إذا نظرنا إليه بعين الشرع أقمنا عليه الحد ولا نرأف به كما قال عز وجل (( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ )) ما قال في قدر الله (( إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر )) النور:2] أفهمتم ولهذا جاء في الحديث وإن كان فيه ضعف :" أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود "
من فوائد هذه الآية الكريمة أن الله عز وجل قد يبين الشيء المستحيل بفرض مثلا له دون أن يذكره بعينه وجهه أن الله قال (( فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ ))[الأنعام:35] يعني فافعل بدل من أن يقول وإن كان كبر عليك إعراضهم فإنهم لن يؤمنوا لأن هذا هو المتوقع أن يقول إن كان كبر عليك إعراضهم فإنهم لن يؤمنوا لكن الله تعالى ضرب مثلا حتى يكون مقنعا للرسول عليه الصلاة والسلام ولغيره أيضا
ومن الفوائد في هذه الآية أن نقول وانتبهوا الملاجئ قسمان إما نفق في الأرض وإما صعود في السماء هل يستقيم هذا ؟ أو نقول طلب الشواهد قد يكون من الأرض وقد يكون من السماء طلب الشواهد لصحة ما يقوله الإنسان الظاهر أن الثاني أولى لأن الله إنما قال له ذلك لا لأجل أن يلجأ ولكن لأجل أن يأتي بما يشهد له ولهذا قال فتأتيهم بآية
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنه لا بد لكل نبي من آية وهذا من حكمة الله عز وجل أرأيتم لو جاء رجل في غير هذه الأمة وادعى أنه رسول وقال أنا رسول ومنهجي كذا وعقيدتي كذا وعبادتي كذا فأطيعوني بدون أي آية هل يكون هذا من الحكمة أو لا ؟ ليس من الحكمة ومن كذبه فهو معذور وإلا لكان كل كاذب دجال يدعي أنه نبي أن ربما يدعي أنه رب كذا يا محمود. طيب إذن الآيات فيها نصر للرسل ورحمة بالمرسل إليهم حتى يؤمنوا عن يقين
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة أن الهداية والضلالة بيد الله عز وجل لقوله (( ولو شاء الله لجمعهم على الهدى ))
ومن فوائد الآية الكريمة إثبات مرتبة من مراتب الإيمان بالقدر وهي المشيئة أن الله تعالى قد شاء جميع أفعال العباد ومراتب القدر مرت علينا كثيرا وهي أربعة:
العلم والكتابة والمشيئة والخلق مجموعة في قول الشاعر :
" علم كتابة مولانا مشيئته وخلقه وهو إيجاد وتكوين "
عادل اقرأ البيت بدون ...
الطالب:....
الشيخ : هذه المراتب الأربعة
ومن فوائد هذه الآية الكريمة حكمة الله عز وجل في جعل الناس صنفين : مؤمنين وكافرين وهذا أمر لا بد منه لأنه لولا الكفر لم يعرف قدر الإيمان ولولا الإيمان لم يعرف قبح الكفر أليس كذلك ؟ كما أنه لولا الحلو ما عرف المر وهذا واضح إذا لم يكن هناك أشياء مضادة ما عرف فضل الأشياء المحمودة ثم إنه لولا اختلاف الناس في الإيمان والكفر ما قامت راية الجهاد لأنه كلهم إما مؤمنون وإما كافرون فمن يجاهد؟ لولا هذا الاختلاف ما قام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن الناس سيكونون كلهم إما على المعروف وإما على المنكر لولا هذا الاختلاف ما قامت الدعوة إلى الله عز وجل لأنهم إن كانوا مؤمنين كلهم لم يحتاجوا إلى دعوة وإن كانوا كافرين ما دعوا واضح إذن من الحكمة أن الله جعل الخلق قسمين
لكن قد يقول قائل إذا كان أحد الناس من الصنف الآخر الكافر أفلا يكون في هذه ظلم له؟ وهذا قد يرد على النفس ما دمنا نقول إن الكفر بمشيئة الله وأن الله عز وجل بحكمته قسم الناس إلى قسمين أفلا يقول الكافر إن هذا ظلم لي ؟ فالجواب لا كما قال بعض أهل السنة وهو يجادل معتزليا لما قال أرايت إن منعني الهدى وقضى علي بالشقاء فهل أحسن إليّ أم أساء إلي فقال له السني إن منعك ما هو لك فقد أساء وإن منعك ما هو فضله فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
المناقشة
قال الله عز وجل(( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ))[الأنعام:21] هذا الاستفهام معنى.
الطالب : المعنى لا أحد أفضل .
الشيخ : لا أحد أفضل ما هي فائدة الإتيان بالاستفهام عن النفي ؟
الطالب : تأكيد النفي .
الشيخ : تأكيد النفي ؟ وغير.
الطالب : أي لا أحد أظلم من هذا .
الشيخ : وغير.
الطالب : حصره في هذا .
الشيخ : لا كيف كان أبلغ في النفي ؟
الطالب: يكون مشربا بالتحدي
الشيخ : يعني يكون مشربا للتحدي يعني متضمنا للتحدي كأنه يقال إن كنت صادقا فبين لي من هو أظلم طيب يرد مثل هذه العبارة في ذنب آخر غير هذا مثل قوله (( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا ))[البقرة:114] فكيف نجيب ؟
الطالب : بأن هذا خاص بهذا الذنب في منع المساجد لا أحد أظلم ممن منع مساجد الله وهذا افترى الله الكذب ....
الشيخ : يعني معناها أن منع محل العبادة أو المعاملة أو الدراسة أعظمها أن يمنع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه فيكون هذا أمرا نسبيا طيب والافتراء أعظمه.
الطالب :من افترى الله الكذب أو كذب بآياته
الشيخ : الافتراء على الله كذبا هل هناك وجه آخر ؟
الطالب :أن كل هذه مشتركة في الأظلمية ...
الشيخ : الأظلمية نعم وكلها اشتركت في أنها أظلم شيء نعم وكل شيء وعقوبته قوله (( إنه لا يفلح الظالمون )) قد وجدنا من أفلح وهو ظالم.
الطالب :يظهر أنهم قد أفلحوا في الدنيا ....لكن في الآخرة لا شك أنهم سوف يحاسبون على ما فعلوا فلم يفلحوا .
الشيخ : يعني كأنك تقول الفلاح أنواع هؤلاء وإن أفلحوا ظاهرا وحسيا فإنهم لن يفلحوا في الباطن تجد نفوسهم في حسرة وحزن في ألم نعم أو يقال شيء آخر (( لا يفلح الظالمون )) يعني فلاحا مطلقا لا ينتكسون بعده أو يقال (( لا يفلح الظالمون )) في الآخرة لأنه لو قدر أن هؤلاء لم يصابوا بأمراض ولم ينتكسوا عن الفلاح فوراءهم اليوم الآخر لا يفلحون فيه إذن النفي يكون محمول على أحد الوجوه الثلاثة أي نعم صحيح
قال تعالى (( ومنهم من يستمع إليك )) إليك الضمير يعود على من ؟
الطالب : على هؤلاء المكذبين.
الشيخ : على هؤلاء المكذبين طيب هل ينتفعون بهذا الاستماع أو لا ؟
الطالب : وجعلنا على قلوبهم أكنة .
الشيخ : الجواب نعم وإلا لا ؟
الطالب : لا ينتفعون .
الشيخ : لا ينتفعون والدليل.
الطالب : قوله عز وجل (( وجعلنا عل قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقر وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها )).
الشيخ : طيب ثلاثة أشياء طيب ما هي نهاية مجادلتهم ؟
الطالب : مذكورة في الآية
الشيخ : ما هي ؟
الطالب: أنهم يقولون في الآية قولا وجحدوا به واستيقنته أنفسهم إن هذا إلا أساطير الأولين.
الشيخ : المكابرة نهاية المجادلة المكابرة قالوا إن هذا إلا أساطير الأولين واضح مثل ما يوجد الآن بين أهل البدع وأهل السنة تجد الواحد منهم يقول نحن ما ثبت عندنا حديث حتى لو كان في البخاري ومسلم ما ثبت عندنا أو يقول فيما يحتج به لبدعته هذا عندنا ثابت بنقل الرواة العدول وهذا أكثر ما يكون في الرافضة ولهذا يقال إن بعضهم زاد في القرآن الكريم نحو الثلث وحذف من القرآن الكريم وهذه مكابرة مشكلة المكابر لا تستطيع أن تقنعه أبدا لكن قد يهديه الله عز وجل إذن هؤلاء المجادلون المكابرون نهاية أمرهم أن يقولوا هذا أساطير الأولين وليس وحيا ولا نعترف به ما الفرق بين ينهون عنه وينأون عنه ؟
الطالب : ينهون عنه ينهون الناس أن يأتوا إليه وينأون عنه ينأون بأنفسهم أن يسمعوه.
الشيخ : نعم أي يبعدون بأنفسهم وينهون الناس عن الاستماع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم طيب الضرر في هذه الحال عليهم ولا على الرسول ؟
الطالب : (( وما يضرون إلا أنفسهم وما يشعرون )) .
الشيخ : وما يشعرون طيب بارك الله فيك قوله عز وجل (( ولو ترى إذ وقفوا على النار )) الخطاب لمن ؟
الطالب : الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم في الأصل وأمته من بعده.
الشيخ : أو لكل من يتأتي خطابه هنا يعني لو ترى أيها الرائي أو أيها الإنسان بقطع النظر بكون هذا للرسول صلى الله عليه وسلم وقفوا على النار من يوقفهم عليها ؟
الطالب : الله عز وجل .
الشيخ : الله عز وجل بواسطة الملائكة طيب قولهم (( يا ليتنا نرد ولا نكذب )) ما معناها.
الطالب : أي يتمنون أن يرجعوا إلى الدنيا فلا يكذبون بما جاءهم من الرسل .
الشيخ : (( يا ليتنا نرد ولا نكذب )) على النصب يعني يتمنون الرجوع إلى الدنيا مع كونهم لا يكذبون طيب هنا قراءة ثانية يا ليتنا نرد والحال أننا لا نكذب والفرق بين المعنيين أن الأول تمنوا أن يردوا إلى الدنيا ولا يكذبوا بآيات الله فهو داخل في التمني وأما الثانية ولانكذب فهم تمنوا أن يردوا إلى الدنيا ثم وعدوا أن لا يكذبوا بآيات ربهم طيب هل صدقهم الله بما قالوا والدليل ؟
الطالب : لا كذبهم الله عز وجل (( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون )) .
الشيخ : نعم (( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون )) إذن قولهم ما نكذب هذا وعد كاذب هل في هذا ما يدل على أن الناس يتكلمون يوم القيامة ؟ ووجهه.
الطالب : نعم يقولون.
الشيخ : نعم أنهم يقولون وأنهم يتمنون والناس في الآخرة كحالهم في الدنيا لأنهم عندهم أصول يجادلون ويدافعون عن أنفسهم... (( قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله )) ما معنى تكذيبهم بلقاء الله ؟
الطالب :إنكارهم له .
الشيخ : إنكارهم له يعني أنهم يكذبون بقوله تعالى (( يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ ))[الانشقاق:6] طيب وما خسرانها هل هو في الدنيا ولا في الآخرة ؟
الطالب : في الآخرة : ....
الشيخ : وفي الدنيا.
الطالب :في الدنيا ايضا خسرانين ...
الشيخ : في الدنيا والآخرة لأنهم لم يستفيدوا بوجودهم في الدنيا شيئا واضح وهذا حق هذا هم الخاسرون في الدنيا والآخر قوله (( يا حسرتنا على ما فرطنا فيها )) ما معناها ؟
الطالب : (( يا حسرتنا على ما فرطنا فيها )) للندم يقولون هذا للندم على ما فاتهم من...الإيمان قالوا ذلك ندما وتحسرا على قضية الإيمان
الشيخ : على تفريطهم في الدنيا حيث لم يستغلوا الأوقات فيما يرضي الله لو قال لك قائل يا حسرتنا هل الحسرة تنادى ؟
الطالب : لا هنا للتنبيه.
الشيخ : للتنبيه ماذا تقولون صحيح لأن الياء إذا دخلت على ما لا يمكن أن يصلح للنداء فهي للتنبيه ومثلها قوله تعالى (( يا ليت قومي يعلمون ))ومثل الآية السابقة (( يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا )) طيب أحسنت قوله (( وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم )) هل هذا على حقيقته ؟
الطالب : نعم في الآخرة.
الشيخ : في الآخرة على حقيقته يعني تجعل هذه الأوزار بمنزلة الأشياء المحسوسة التي تحمل على الظهور زيادة في فضحهم وتعذيبهم.
الطالب : المعنى لا أحد أفضل .
الشيخ : لا أحد أفضل ما هي فائدة الإتيان بالاستفهام عن النفي ؟
الطالب : تأكيد النفي .
الشيخ : تأكيد النفي ؟ وغير.
الطالب : أي لا أحد أظلم من هذا .
الشيخ : وغير.
الطالب : حصره في هذا .
الشيخ : لا كيف كان أبلغ في النفي ؟
الطالب: يكون مشربا بالتحدي
الشيخ : يعني يكون مشربا للتحدي يعني متضمنا للتحدي كأنه يقال إن كنت صادقا فبين لي من هو أظلم طيب يرد مثل هذه العبارة في ذنب آخر غير هذا مثل قوله (( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا ))[البقرة:114] فكيف نجيب ؟
الطالب : بأن هذا خاص بهذا الذنب في منع المساجد لا أحد أظلم ممن منع مساجد الله وهذا افترى الله الكذب ....
الشيخ : يعني معناها أن منع محل العبادة أو المعاملة أو الدراسة أعظمها أن يمنع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه فيكون هذا أمرا نسبيا طيب والافتراء أعظمه.
الطالب :من افترى الله الكذب أو كذب بآياته
الشيخ : الافتراء على الله كذبا هل هناك وجه آخر ؟
الطالب :أن كل هذه مشتركة في الأظلمية ...
الشيخ : الأظلمية نعم وكلها اشتركت في أنها أظلم شيء نعم وكل شيء وعقوبته قوله (( إنه لا يفلح الظالمون )) قد وجدنا من أفلح وهو ظالم.
الطالب :يظهر أنهم قد أفلحوا في الدنيا ....لكن في الآخرة لا شك أنهم سوف يحاسبون على ما فعلوا فلم يفلحوا .
الشيخ : يعني كأنك تقول الفلاح أنواع هؤلاء وإن أفلحوا ظاهرا وحسيا فإنهم لن يفلحوا في الباطن تجد نفوسهم في حسرة وحزن في ألم نعم أو يقال شيء آخر (( لا يفلح الظالمون )) يعني فلاحا مطلقا لا ينتكسون بعده أو يقال (( لا يفلح الظالمون )) في الآخرة لأنه لو قدر أن هؤلاء لم يصابوا بأمراض ولم ينتكسوا عن الفلاح فوراءهم اليوم الآخر لا يفلحون فيه إذن النفي يكون محمول على أحد الوجوه الثلاثة أي نعم صحيح
قال تعالى (( ومنهم من يستمع إليك )) إليك الضمير يعود على من ؟
الطالب : على هؤلاء المكذبين.
الشيخ : على هؤلاء المكذبين طيب هل ينتفعون بهذا الاستماع أو لا ؟
الطالب : وجعلنا على قلوبهم أكنة .
الشيخ : الجواب نعم وإلا لا ؟
الطالب : لا ينتفعون .
الشيخ : لا ينتفعون والدليل.
الطالب : قوله عز وجل (( وجعلنا عل قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقر وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها )).
الشيخ : طيب ثلاثة أشياء طيب ما هي نهاية مجادلتهم ؟
الطالب : مذكورة في الآية
الشيخ : ما هي ؟
الطالب: أنهم يقولون في الآية قولا وجحدوا به واستيقنته أنفسهم إن هذا إلا أساطير الأولين.
الشيخ : المكابرة نهاية المجادلة المكابرة قالوا إن هذا إلا أساطير الأولين واضح مثل ما يوجد الآن بين أهل البدع وأهل السنة تجد الواحد منهم يقول نحن ما ثبت عندنا حديث حتى لو كان في البخاري ومسلم ما ثبت عندنا أو يقول فيما يحتج به لبدعته هذا عندنا ثابت بنقل الرواة العدول وهذا أكثر ما يكون في الرافضة ولهذا يقال إن بعضهم زاد في القرآن الكريم نحو الثلث وحذف من القرآن الكريم وهذه مكابرة مشكلة المكابر لا تستطيع أن تقنعه أبدا لكن قد يهديه الله عز وجل إذن هؤلاء المجادلون المكابرون نهاية أمرهم أن يقولوا هذا أساطير الأولين وليس وحيا ولا نعترف به ما الفرق بين ينهون عنه وينأون عنه ؟
الطالب : ينهون عنه ينهون الناس أن يأتوا إليه وينأون عنه ينأون بأنفسهم أن يسمعوه.
الشيخ : نعم أي يبعدون بأنفسهم وينهون الناس عن الاستماع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم طيب الضرر في هذه الحال عليهم ولا على الرسول ؟
الطالب : (( وما يضرون إلا أنفسهم وما يشعرون )) .
الشيخ : وما يشعرون طيب بارك الله فيك قوله عز وجل (( ولو ترى إذ وقفوا على النار )) الخطاب لمن ؟
الطالب : الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم في الأصل وأمته من بعده.
الشيخ : أو لكل من يتأتي خطابه هنا يعني لو ترى أيها الرائي أو أيها الإنسان بقطع النظر بكون هذا للرسول صلى الله عليه وسلم وقفوا على النار من يوقفهم عليها ؟
الطالب : الله عز وجل .
الشيخ : الله عز وجل بواسطة الملائكة طيب قولهم (( يا ليتنا نرد ولا نكذب )) ما معناها.
الطالب : أي يتمنون أن يرجعوا إلى الدنيا فلا يكذبون بما جاءهم من الرسل .
الشيخ : (( يا ليتنا نرد ولا نكذب )) على النصب يعني يتمنون الرجوع إلى الدنيا مع كونهم لا يكذبون طيب هنا قراءة ثانية يا ليتنا نرد والحال أننا لا نكذب والفرق بين المعنيين أن الأول تمنوا أن يردوا إلى الدنيا ولا يكذبوا بآيات الله فهو داخل في التمني وأما الثانية ولانكذب فهم تمنوا أن يردوا إلى الدنيا ثم وعدوا أن لا يكذبوا بآيات ربهم طيب هل صدقهم الله بما قالوا والدليل ؟
الطالب : لا كذبهم الله عز وجل (( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون )) .
الشيخ : نعم (( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون )) إذن قولهم ما نكذب هذا وعد كاذب هل في هذا ما يدل على أن الناس يتكلمون يوم القيامة ؟ ووجهه.
الطالب : نعم يقولون.
الشيخ : نعم أنهم يقولون وأنهم يتمنون والناس في الآخرة كحالهم في الدنيا لأنهم عندهم أصول يجادلون ويدافعون عن أنفسهم... (( قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله )) ما معنى تكذيبهم بلقاء الله ؟
الطالب :إنكارهم له .
الشيخ : إنكارهم له يعني أنهم يكذبون بقوله تعالى (( يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ ))[الانشقاق:6] طيب وما خسرانها هل هو في الدنيا ولا في الآخرة ؟
الطالب : في الآخرة : ....
الشيخ : وفي الدنيا.
الطالب :في الدنيا ايضا خسرانين ...
الشيخ : في الدنيا والآخرة لأنهم لم يستفيدوا بوجودهم في الدنيا شيئا واضح وهذا حق هذا هم الخاسرون في الدنيا والآخر قوله (( يا حسرتنا على ما فرطنا فيها )) ما معناها ؟
الطالب : (( يا حسرتنا على ما فرطنا فيها )) للندم يقولون هذا للندم على ما فاتهم من...الإيمان قالوا ذلك ندما وتحسرا على قضية الإيمان
الشيخ : على تفريطهم في الدنيا حيث لم يستغلوا الأوقات فيما يرضي الله لو قال لك قائل يا حسرتنا هل الحسرة تنادى ؟
الطالب : لا هنا للتنبيه.
الشيخ : للتنبيه ماذا تقولون صحيح لأن الياء إذا دخلت على ما لا يمكن أن يصلح للنداء فهي للتنبيه ومثلها قوله تعالى (( يا ليت قومي يعلمون ))ومثل الآية السابقة (( يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا )) طيب أحسنت قوله (( وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم )) هل هذا على حقيقته ؟
الطالب : نعم في الآخرة.
الشيخ : في الآخرة على حقيقته يعني تجعل هذه الأوزار بمنزلة الأشياء المحسوسة التي تحمل على الظهور زيادة في فضحهم وتعذيبهم.
قال الله تعالى : { إنما يستجيب الذين يسمعون و الموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون}
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى (( إنما يستجيب الذين يسمعون )) يستجيب ويجيب معناهما واحد والجملة فيها حصر طريقه إنما يعني ما يستجيب لدعوتك يا محمد إلا الذين يسمعون والمراد بالسماع هنا سماع الانقياد والقبول وليس سماع الإدراك لأن سماع الإدراك يدخل فيه البر والفاجر والمؤمن والكافر ويدل على ذلك يعني التفريق بين سماع القبول والإذعان وسماع الإدراك قوله تعالى (( ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون )) أي لا يستجيبون وينقادون يقول عز وجل (( إنما يستجيب الذين يسمعون )) الذين إعرابها فاعل يستجيب الذين يسمعون ثم قال (( والموتى يبعثهم الله )) هذه جملة مستأنفة لا يصح أن تعطف على ما سبق (( والموتى يبعثهم الله )) الموتى جمع ميت وهل المراد موتى القلوب أو موتى الأجسام في ذلك قولان للعلماء بعضهم قال الموتى يبعثهم الله أي موتي القلوب وهم الكفار يبعثهم الله فيجازيهم
وبعضهم قال الموتى موتى الأجساد يبعثهم الله ردا على الذين ينكرون البعث وإذا كانت الآية تحتمل معنيين ليس أحدهما أظهر من الآخر ولا منافاة بينهما فما القاعدة ؟ أن تحمل عليهما جميعا فالموتى من هؤلاء الكفار سيبعثهم الله ويجازيهم والموتى موتى الأجساد الذين فارقت أرواحهم أجسادهم سوف يبعثهم الله فيكون في الآية تهديد ووعيد ورد على من ينكرون البعث يبعثهم الله أي يخرجهم من قبورهم يوم القيامة ثم إليه يرجعون عني بعد البعث يرجعون إلى الله ويكون أمرهم إلى الله تعالى وفي ذلك الوقت ليس هناك مخاصم ولا مجادل
وبعضهم قال الموتى موتى الأجساد يبعثهم الله ردا على الذين ينكرون البعث وإذا كانت الآية تحتمل معنيين ليس أحدهما أظهر من الآخر ولا منافاة بينهما فما القاعدة ؟ أن تحمل عليهما جميعا فالموتى من هؤلاء الكفار سيبعثهم الله ويجازيهم والموتى موتى الأجساد الذين فارقت أرواحهم أجسادهم سوف يبعثهم الله فيكون في الآية تهديد ووعيد ورد على من ينكرون البعث يبعثهم الله أي يخرجهم من قبورهم يوم القيامة ثم إليه يرجعون عني بعد البعث يرجعون إلى الله ويكون أمرهم إلى الله تعالى وفي ذلك الوقت ليس هناك مخاصم ولا مجادل
الفوائد
في هذه الآية الكريمة حصر الاستجابة لدعوة الرسل بالذين ايش ؟ يسمعون سماع إدراك وإلا سماع قبول وإذعان ؟ سماع قبول وإذعان
ومن فوائد هذه الآية أنهم كلما صار الإنسان أسمع لكلام الله ورسوله صارت إستجابته أقوى مأخوذ من القاعدة المعروفة أن ما علق على وصف فإنه يزداد قوة بحسب هذا الوصف الذي علق عليه الحكم مثال ذلك قوله عز وجل (( إن خير من استأجرت القوي الأمين )) فكل ما كان أقوى كان أخير وأنفع وكذلك الأمانة كلما كان آمن كان أخير المهم أن هذه القاعدة مفيدة كل شيء علق على وصف فإنه يزداد قوة بحسب قوة ذلك الوصف ومن فوائد هذه الآية الكريمة إثبات البعث وهو أعني الإيمان بالبعث أحد أركان الإيمان الستة التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم جبريل حينما قال أخبرني عن الإيمان قال ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره )
ومنها أيضا أن هؤلاء الكفار بمنزلة الموتى وذلك لأنهم لا ينتفعون بما يسمعون كما أن الميت لا ينتفع بما يسمع جثة فكذلك هؤلاء الكفار
ومنها تهديد أولئك الكفار الذين لا يسمعون بأن الله سيبعثهم ثم يجازيهم
ومنها قدرة الله عز وجل الكاملة وذلك بالبعث والبعث الذي يكون ليس يأتي كالإحياء شيئا فشيئا فتجد البشر وغير البشر يخرج صغيرا ثم ينمي حتى يكون كاملا البعث يبعثون كلهم في لحظة واحدة اقرأ قول الله عز وجل (( فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة )) وقال عز وجل (( إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون )) وقال عز وجل (( وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر ))
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن المرجع في النهاية إلى الله عز وجل لقوله (( ثم إليه يرجعون )) وهذا الرجوع فيه حصر طريقه تقديم المعمول في قوله (( إليه يرجعون )) وفائدة هذا التقديم أعني تقديم المعمول في هذه الآية لفظية ومعنوية أما المعنوية فهي إفادة الحصر وأنه لا مرجع إلا إلى الله وأما اللفظية فلتتناسب رؤوس الآيات لأن تناسب رءوس الآيات من البلاغة انظر إلى سورة طه كلها آخرها الألف إلا قليلا لما جاء ذكر موسى وهارون قدم هارون على موسى لتتناسب الآيات وإلا من المعلوم أن موسى أفضل من هارون
ومن فوائد هذه الآية أنهم كلما صار الإنسان أسمع لكلام الله ورسوله صارت إستجابته أقوى مأخوذ من القاعدة المعروفة أن ما علق على وصف فإنه يزداد قوة بحسب هذا الوصف الذي علق عليه الحكم مثال ذلك قوله عز وجل (( إن خير من استأجرت القوي الأمين )) فكل ما كان أقوى كان أخير وأنفع وكذلك الأمانة كلما كان آمن كان أخير المهم أن هذه القاعدة مفيدة كل شيء علق على وصف فإنه يزداد قوة بحسب قوة ذلك الوصف ومن فوائد هذه الآية الكريمة إثبات البعث وهو أعني الإيمان بالبعث أحد أركان الإيمان الستة التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم جبريل حينما قال أخبرني عن الإيمان قال ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره )
ومنها أيضا أن هؤلاء الكفار بمنزلة الموتى وذلك لأنهم لا ينتفعون بما يسمعون كما أن الميت لا ينتفع بما يسمع جثة فكذلك هؤلاء الكفار
ومنها تهديد أولئك الكفار الذين لا يسمعون بأن الله سيبعثهم ثم يجازيهم
ومنها قدرة الله عز وجل الكاملة وذلك بالبعث والبعث الذي يكون ليس يأتي كالإحياء شيئا فشيئا فتجد البشر وغير البشر يخرج صغيرا ثم ينمي حتى يكون كاملا البعث يبعثون كلهم في لحظة واحدة اقرأ قول الله عز وجل (( فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة )) وقال عز وجل (( إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون )) وقال عز وجل (( وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر ))
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن المرجع في النهاية إلى الله عز وجل لقوله (( ثم إليه يرجعون )) وهذا الرجوع فيه حصر طريقه تقديم المعمول في قوله (( إليه يرجعون )) وفائدة هذا التقديم أعني تقديم المعمول في هذه الآية لفظية ومعنوية أما المعنوية فهي إفادة الحصر وأنه لا مرجع إلا إلى الله وأما اللفظية فلتتناسب رؤوس الآيات لأن تناسب رءوس الآيات من البلاغة انظر إلى سورة طه كلها آخرها الألف إلا قليلا لما جاء ذكر موسى وهارون قدم هارون على موسى لتتناسب الآيات وإلا من المعلوم أن موسى أفضل من هارون
قال الله تعالى : { وقالوا لولا نزل عليه آية من ربه قل إن الله قادر على أن ينزل آية و لكن أكثرهم لا يعلمون}
ثم قال الله عز وجل (( وقالوا لولا نزل عليه آية )) قالوا أي المعاندون المكذبون للرسول المتعنتون لو لولا نزل عليه آية من ربه )) وهم يريدون بذلك الآيات التي اقترفوها بقولهم (( وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعًا أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلًا أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ )) ومع ذلك يقولون (( وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُه قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا ))[الإسراء:93] وغير ذلك من الآيات التي اقترحوها ولكن من حكمة الله عز وجل أنه قطع هذا الباب سد هذا الباب أعني باب الاقتراح على الله عز وجل فإنما الآيات عند من ؟ عند الله عز وجل هو الذي يأتي بها وليست اقتراح الخلق والخلق إذا اقترحوا آية معينة ثم أتوا بها فلم يؤمنوا هلكوا هذه سنة الله عز وجل ولا يرد على هذا أن قريشا قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم أرنا آية يا محمد فأشار إلى القمر فانشق نصفين قال أهل العلم إنما لم يهلكوا لأنهم لو يقترحوا على الله عز وجل .
اضيفت في - 2007-08-13