تفسير سورة الأنعام-06b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة الأسئلة
هذا الدعاء المنكر ما يجوز لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه هذا غلط هذا يدل على أن هذا الإنسان كأنه يقول لا أبالي لا أسأل الله عز وجل أن يعافيك لا يرد قضاء الله إلا الدعاء ولكن هذه كلمة تجدها من صوفي أو شبهه وصارت على الألسن مثل ما صار هل الإنسان مسير أم مخير سبحان الله !
هل أحد يسأل هذا السؤال ؟ نفس الذي سأل هل هو مخير أو مسير الجواب مخير هو الذي يختار الإنسان نعم
هل أحد يسأل هذا السؤال ؟ نفس الذي سأل هل هو مخير أو مسير الجواب مخير هو الذي يختار الإنسان نعم
هل يصح قولنا الصلاة والسلام على أشرف خلق الله؟.
السائل :بارك الله فيكم هل الطريقة على أكثر الخطباء وكذلك الكتب في مقدمة الكتب أي الصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : لا غلط وإن .....قال:
" وأفضل الخلق على الإطلاق نبينا فمل عن الشقاق "
لكن يجب أن يقيد الخلق ببني آدم فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( أنا سيد ولد آدم ) جاء في الحديث ( خيرته من خلقه ) والمراد خلقه الآدميين .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تبارك وتعالى (( قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ بل إياه تدعون ))[الأنعام:40] سبق الكلام عن هذا وفوائده طيب من أين الفوائد (( قل أرأيتكم ))إلى آخره
الشيخ : لا غلط وإن .....قال:
" وأفضل الخلق على الإطلاق نبينا فمل عن الشقاق "
لكن يجب أن يقيد الخلق ببني آدم فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( أنا سيد ولد آدم ) جاء في الحديث ( خيرته من خلقه ) والمراد خلقه الآدميين .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تبارك وتعالى (( قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ بل إياه تدعون ))[الأنعام:40] سبق الكلام عن هذا وفوائده طيب من أين الفوائد (( قل أرأيتكم ))إلى آخره
فوائد الآيتين السابقتين
في هذه الآية وما بعدها فوائد منها تقرير الإنسان بما لا يمكنه دفعه تقرير الإنسان أن يقرر بشيء يقر به لا يمكنه دفعه وذلك في قوله (( أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون ))لأنهم في هذه الحال لا يدعون إلا الله فإذا كان كذلك فلماذا يخلصون في الشدة ويشركون في الرخاء وقوله (( عذاب الله أو أتتكم الساعة )) المراد أن الله قد لا يعذب هؤلاء المكذبين ويؤخر ذلك إلى قيام الساعة يعني لا بد إلا أن يصيبهم العذاب في الدنيا وإما أن يصيبهم في يوم القيامة
ومن فوائدها أن هؤلاء المكذبين عند الضراء لا يلجئون إلا إلى الله لقوله (( بل إياه تدعون ))
ومن فوائدها أن الله تعالى يجيب دعوة المضطر ولو كان كافرا بل ويعلم عز وجل أنه سيكفر إذا نجا لأن الله ينجيه من الكرب وهو يعلم أنهم إذا نجوا سوف يشركون لكن وقوعهم في الشدة تقتضي رحمة الله عز وجل أن يجيب دعاءهم ومثل ذلك المظلوم فإن الله يجيب دعوته ولو كان كافرا فهذان صنفان تجاب دعوتهما: المضطر والثاني المظلوم يجيب الله تعالى دعوته أما المضطر فأن رحمة الله سبقت غضبه فيحمي المضطر ويجيب دعوته وأما المظلوم فلكمال عدل الله عز وجل أن يجيب المظلوم انتصارا له على الظالم
ومن فوائد هذه الآية أنه لا يكشف السوء إلا الله عز وجل ويتفرع عليها أنه إذا أصابك السوء فلا تلجأ إلا إلى الله عز وجل وهل هذا اللجوء فطري أم هو شرعي عقلي ؟ الظاهر الثاني وذلك لأن بعض الذين يصيبهم الضر لا يلجأون إلى الله كالرافضة مثلا إذا أصابهم الضر يلجأون إلى من ؟ إلى أئمتهم علي بن أي طالب والحسين أو غيرهما من أئمتهم ونحن لا ننكر أن لأئمتهم الحقيقيين درجة عند الله عز وجل على حسب عملهم لكننا ننكر أن يدعى هؤلاء من دون الله عز وجل
ومن فوائد هذه الآية الحذر من ممارسة السيئات فإن الإنسان ربما يتوب إلى الله عز وجل ثم يعود ولهذا قال
(( وتنسون ما تشركون ))معنى تنسون هنا بمعنى تتركون يعني أن الآلهة التي كنتم تشركون بها تتركونها وقد ذكرنا في التفسير أنه يحتمل أن المعنى الترك أو ايش؟ أو الذهول لشدة ما نزل بهم
ومن فوائدها أن هؤلاء المكذبين عند الضراء لا يلجئون إلا إلى الله لقوله (( بل إياه تدعون ))
ومن فوائدها أن الله تعالى يجيب دعوة المضطر ولو كان كافرا بل ويعلم عز وجل أنه سيكفر إذا نجا لأن الله ينجيه من الكرب وهو يعلم أنهم إذا نجوا سوف يشركون لكن وقوعهم في الشدة تقتضي رحمة الله عز وجل أن يجيب دعاءهم ومثل ذلك المظلوم فإن الله يجيب دعوته ولو كان كافرا فهذان صنفان تجاب دعوتهما: المضطر والثاني المظلوم يجيب الله تعالى دعوته أما المضطر فأن رحمة الله سبقت غضبه فيحمي المضطر ويجيب دعوته وأما المظلوم فلكمال عدل الله عز وجل أن يجيب المظلوم انتصارا له على الظالم
ومن فوائد هذه الآية أنه لا يكشف السوء إلا الله عز وجل ويتفرع عليها أنه إذا أصابك السوء فلا تلجأ إلا إلى الله عز وجل وهل هذا اللجوء فطري أم هو شرعي عقلي ؟ الظاهر الثاني وذلك لأن بعض الذين يصيبهم الضر لا يلجأون إلى الله كالرافضة مثلا إذا أصابهم الضر يلجأون إلى من ؟ إلى أئمتهم علي بن أي طالب والحسين أو غيرهما من أئمتهم ونحن لا ننكر أن لأئمتهم الحقيقيين درجة عند الله عز وجل على حسب عملهم لكننا ننكر أن يدعى هؤلاء من دون الله عز وجل
ومن فوائد هذه الآية الحذر من ممارسة السيئات فإن الإنسان ربما يتوب إلى الله عز وجل ثم يعود ولهذا قال
(( وتنسون ما تشركون ))معنى تنسون هنا بمعنى تتركون يعني أن الآلهة التي كنتم تشركون بها تتركونها وقد ذكرنا في التفسير أنه يحتمل أن المعنى الترك أو ايش؟ أو الذهول لشدة ما نزل بهم
قال الله تعالى : { ولقد أرسنآ إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأسآء والضرآء لعلهم يتضرعون}
ثم قال الله عز وجل (( ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك )) ما أكثر ما يرد في القرآن الكريم مثل هذا التعبير لقد قال أهل العلم واللام موطئة للقسم يعني أنها تمهد للقسم فيكون قبلها قسم صارف معروف قسم مقدر واللام موطئة للقسم مؤكدة له وقد مؤكدة أيضا فيكون في هذا مؤكدات ثلاثة أرسلنا إلى أمم من قبلك يعني أرسلنا رسلا إلى أمم من قبلك أمم جمع أمة والأمة في القرآن الكريم ترد على معاني متعددة ترد بمعنى الإمام مثل قوله تعالى
(( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ ))[النحل:120] أي إماما وترد بمعنى الوقت مثل قول الله تعالى (( وادكر بعد أمة )) أي بعد زمن وترد بمعنى الطائفة كما هنا أي طائفة وشعب وما أشبه ذلك هل ترد بغير هذا ترد بمعنى رابع ولكني نسيته وهو الدين كما في قوله تعالى (( إنا وجدنا آباءنا على أمة )) أي على ملة فلها في القرآن الكريم أربعة معان وقوله (( إلى أمم من قبلك ))يعني كل الأمم التي أرسلت إليها الرسل كلهم قبل الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه خاتمهم (( فأخذناهم بالبأساء والضراء ))أخذناهم بالبأساء الفاء هذه عاطفة وهل هي عاطفة على إرسال الرسل بمعنى أن الرسل أرسلوا ليؤخذ هؤلاء بالبأساء والضراء ؟ لا لكن في الآية حذفا تقديره فكذبوا أو كفروا أو ما أشبه ذلك وهذا يسمى إيجاز حذف لأن الإيجاز عند البلاغيين نوعان إيجاز قصر وهي أن تكون الكلمات القليلة تحمل معاني كثيرة وإيجاز حذف وهو أن يكون في الكلام القليل شيء محذوف يدل عليه السياق فهنا لا شك أن في هذا الكلام شيئا محذوف والتقدير فكذبوا (( فأخذناهم بالبأساء والضراء ))البأساء يعني الشدة والضراء التضرر لعلهم يتضرعون لعل هنا للتعليل أي لأجل أن يتضرعوا إلى الله عز وجل ولكن هل حصل هذا ؟
(( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ ))[النحل:120] أي إماما وترد بمعنى الوقت مثل قول الله تعالى (( وادكر بعد أمة )) أي بعد زمن وترد بمعنى الطائفة كما هنا أي طائفة وشعب وما أشبه ذلك هل ترد بغير هذا ترد بمعنى رابع ولكني نسيته وهو الدين كما في قوله تعالى (( إنا وجدنا آباءنا على أمة )) أي على ملة فلها في القرآن الكريم أربعة معان وقوله (( إلى أمم من قبلك ))يعني كل الأمم التي أرسلت إليها الرسل كلهم قبل الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه خاتمهم (( فأخذناهم بالبأساء والضراء ))أخذناهم بالبأساء الفاء هذه عاطفة وهل هي عاطفة على إرسال الرسل بمعنى أن الرسل أرسلوا ليؤخذ هؤلاء بالبأساء والضراء ؟ لا لكن في الآية حذفا تقديره فكذبوا أو كفروا أو ما أشبه ذلك وهذا يسمى إيجاز حذف لأن الإيجاز عند البلاغيين نوعان إيجاز قصر وهي أن تكون الكلمات القليلة تحمل معاني كثيرة وإيجاز حذف وهو أن يكون في الكلام القليل شيء محذوف يدل عليه السياق فهنا لا شك أن في هذا الكلام شيئا محذوف والتقدير فكذبوا (( فأخذناهم بالبأساء والضراء ))البأساء يعني الشدة والضراء التضرر لعلهم يتضرعون لعل هنا للتعليل أي لأجل أن يتضرعوا إلى الله عز وجل ولكن هل حصل هذا ؟
4 - قال الله تعالى : { ولقد أرسنآ إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأسآء والضرآء لعلهم يتضرعون} أستمع حفظ
قال الله تعالى : { فلولآ إذ جآءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون}
يقول الله عز وجل (( فلولا إذ جاءهم بأسنا )) أي عذابنا (( تضرعوا )) لولا هنا بمعنى هلا يعني فهلا إذا جاءهم البأس تضرعوا الجواب لا ولهذا قال (( ولكن قست قلوبهم ))أي صلبت ولم تلن وبقوا على ما هم عليه (( وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون )) زين بمعنى حسن لهم ما كانوا يعملون يعني من المعاصي والكفر والشرك ولم يقتصر على تهوين الأمر في قلوبهم بل زينه لهم (( وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون )) الشيطان المراد به الجنس وليس شيطانا واحدا معينا بل الجنس كما تقول الإنسان يراد به الجنس ما كانوا يعلمون
5 - قال الله تعالى : { فلولآ إذ جآءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون} أستمع حفظ
قال الله تعالى : { فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيئ حتى إذا فرحوا بمآ أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون}
(( فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ ))[الأنعام:44] لما نسوا ما ذكروا به نسوا بمعنى تركوا وأعرضوا عما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء يعني من نعيم الدنيا فتح لهم أبواب كل شيء من نعيم الدنيا من الرزق والأمن والرخاء وغير ذلك من أنواع الترف (( حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة )) حتى إذا فرحوا أي فرح بطر ومرح (( بما أوتوا )) أي بما أعطوا مما فتح الله عليهم (( أخذناهم بغتة )) أخذناهم بايش ؟ بالعذاب بغتة أي شيء مباغتا لم يطرأ لهم على بال لأنه انغمسوا في الترف ونسوا العذاب (( أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون )) فإذا هم إذا هذه فجائية والمعنى فاجأهم الإبلاس وهو اليأس من رحمة الله عز وجل
6 - قال الله تعالى : { فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيئ حتى إذا فرحوا بمآ أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون} أستمع حفظ
فوائد الآية : { ولقد أرسلنا إلى أمم............}
ففي هذه الآيات الكريمة أولا إقامة الحجة على الخلق بإرسال الرسل وهذا كقوله تعالى في سورة النساء (( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ ...)) إلى قوله (( رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ))[النساء:165] ومن تمام الحجة في إرسال الرسل أن الرسل بلسان قومهم أي بلغة قومهم الذين أرسلوا إليهم وذلك من أجل أن يفهموا الحجة فيتفرع على هذا أنه لا تقوم الحجة بمجرد البلاغ حتى يفهمها المرسل إليهم وإلا ما الفائدة إلا أنه يحب على من بلغه ولم يفهم أن يبحث وهذه النقطة الأخيرة ربما تكون سدا لعذرهم إذا قالوا ما فهمنا نقول يجب عليكم أن تبحثوا لكن أحيانا يتعذر البحث لكونهم لا يجدون من يثقون به فيبقون جاهلين
ومن فوائد الآية الكريمة رحمة الله عز وجل بالخلق حيث أرسل إليهم الرسل لإقامة الحجة ولبيان المحجة ، المحجة يعني الطريقة فلولا الرسل ما عرفنا لولا أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لنا كيف نتوضأ ما عرفنا كيف نصلي ما عرفنا كيف نزكي كيف نصوم كيف نحج كيف نتعامل ما عرفنا فإرسال الرسل من رحمة الله عز وجل
ومن فوائد هذه الآية الكريمة حذف السبب ليكون ذلك أشد وقعا وهيبة للمخاطب حذف السبب وذكر المسبب والنتيجة ليكون ذلك أشد وقعا وهيبة في قلوب المخاطب لقوله (( فأخذناهم ))ولم يذكر التكذيب حتى يكون أشد ويبحث الذهب لماذا أخذوا فيكون ذلك أشد هيبة ووقعا في قلوب المخاطب
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن الله تعالى يبتلي بالبأساء والضراء لكن لحكمة لا لمجرد إلحاق الضرر بالخلق ما هي الحكمة ؟ بينها في قوله (( لعلهم يتضرعون )) وإلا فإن الله لا يمكن أن يريد مجرد الإضرار بل كل ما ضر الناس من تقديرات الناس فالمراد به مصلحة الخلق
ومن فوائد هذه الآية أن الأخذ قد يكون بالبأساء وقد يكون بالضراء قد يكون بالشدة التي يتأذى بها الإنسان بدون ضرر وقد يكون بالضرر فمثلا الخوف والجوع وما أشبه ذلك هذا شدة المرض المباشر للشخص هذا ضرر فالأخذ إما هذا وإما هذا
ومن فوائد هذه الآية الكريمة من فوائدها إثبات الحكمة في أفعال الله تؤخذ من قوله (( لعلهم يتضرعون )) وثبوت الحكمة لله عز وجل في أفعاله وفي شرعه أمر معلوم لكل ذي عقل لأن كون الأفعال والأحكام تصدر عن حكمة يدل على كمال الفاعل والمشرع ولكن هل كل فعل أو حكم جاء من عند الله يكون معلوما لنا حكمته ؟ الجواب لا لأن عقولنا أقصر من أن تحيط بحكمة الله عز وجل لكن نعلم علم اليقين أن ذلك لحكمة ولهذا لما سئلت أم المؤمنين عائشة :" ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة " ما ذهبت تعلل فتقول الصوم لا يأتي في السنة إلا مرة وقضاؤه سهل والصلاة تأتي في اليوم والليلة خمس مرات فقضاؤها صعب والصوم لا نظير له في السنة يقوم مقامة والصلاة لها نظير إذا لم تصلي اليوم تصلي غدا ما قالت هذا قالت ( كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة ) فجعلت مجرد الحكم هو الحكمة وهكذا يجب على كل مؤمن أن يؤمن بأن جميع أفعال الله وجميع شرائع الله كلها لحكمة لكن قد نعلم وقد لا نعلم
الفقهاء رحمهم الله يعبرون عن الشيء الذي لا تعلم حكمته بأنه تعبدي بمعنى أنه ليس علينا إلا أن نتعبد به لا أن نعلم حكمته وأحيانا أن نقول عن الشيء تعبدي وهو معلوم الحكمة وأحيانا يكون القول صوابا طيب من هذه الأمة من أنكر الحكمة وقال إن الله عز وجل يفعل ما يشاء لمجرد المشيئة ويحكم بما شاء لمجرد المشيئة وهذا غلط ونقص قالوا لأنه لو فعل لحكمة لكان ذلك لغرض وكونه يفعل الشيء لغرض نقص ولهذا من عباراتهم الفاسدة الحسنة منظرا أو مسمعا " إن الله منزه عن الأعراض والأبعاض والأغراض " هذه عندهم منزه عن الأعراض والثاني الأبعاض والثالث الأغراض أما الأعراض فمرادهم بذلك ما يعرض للفاعل من فعل أو ترك أو نحو ذلك ولذلك ينكرون الاستواء على العرش ينكرون النزول إلى السماء الدنيا والأبعاض يقصدون بها الوجه واليدين وما أشبه والأغراض يريدون بها الحكمة فيقولون لو كان أفعاله لحكمة أو شرائعه لحكمة لكان له غرض والله تعالى منزه عن الأغراض والجواب على هذا سهل هل الغرض الذي تتضمنه حكمة هل هو لمصلحة الله أو لمصلحة الخلق ؟ الثانية قطعا وإلا فإن الله يقول (( إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ))[الزمر:7] فهذه الحكمة التي تضمنها الفعل أو الشرع أو الحكم هذه لمصلحة الخلق وحينئذ تكون كمالا أو نقصا ؟ كمالا نعم
ومن فوائد هذه الآية الكريمة وجوب التضرع إلى الله عز وجل والتضرع بمعنى اللجوء والإنابة إلى الله تعالى والقيام بما يجب له من كل ما يجب من عقيدة أو قول أو عمل
ومن فوائد الآية الكريمة رحمة الله عز وجل بالخلق حيث أرسل إليهم الرسل لإقامة الحجة ولبيان المحجة ، المحجة يعني الطريقة فلولا الرسل ما عرفنا لولا أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لنا كيف نتوضأ ما عرفنا كيف نصلي ما عرفنا كيف نزكي كيف نصوم كيف نحج كيف نتعامل ما عرفنا فإرسال الرسل من رحمة الله عز وجل
ومن فوائد هذه الآية الكريمة حذف السبب ليكون ذلك أشد وقعا وهيبة للمخاطب حذف السبب وذكر المسبب والنتيجة ليكون ذلك أشد وقعا وهيبة في قلوب المخاطب لقوله (( فأخذناهم ))ولم يذكر التكذيب حتى يكون أشد ويبحث الذهب لماذا أخذوا فيكون ذلك أشد هيبة ووقعا في قلوب المخاطب
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن الله تعالى يبتلي بالبأساء والضراء لكن لحكمة لا لمجرد إلحاق الضرر بالخلق ما هي الحكمة ؟ بينها في قوله (( لعلهم يتضرعون )) وإلا فإن الله لا يمكن أن يريد مجرد الإضرار بل كل ما ضر الناس من تقديرات الناس فالمراد به مصلحة الخلق
ومن فوائد هذه الآية أن الأخذ قد يكون بالبأساء وقد يكون بالضراء قد يكون بالشدة التي يتأذى بها الإنسان بدون ضرر وقد يكون بالضرر فمثلا الخوف والجوع وما أشبه ذلك هذا شدة المرض المباشر للشخص هذا ضرر فالأخذ إما هذا وإما هذا
ومن فوائد هذه الآية الكريمة من فوائدها إثبات الحكمة في أفعال الله تؤخذ من قوله (( لعلهم يتضرعون )) وثبوت الحكمة لله عز وجل في أفعاله وفي شرعه أمر معلوم لكل ذي عقل لأن كون الأفعال والأحكام تصدر عن حكمة يدل على كمال الفاعل والمشرع ولكن هل كل فعل أو حكم جاء من عند الله يكون معلوما لنا حكمته ؟ الجواب لا لأن عقولنا أقصر من أن تحيط بحكمة الله عز وجل لكن نعلم علم اليقين أن ذلك لحكمة ولهذا لما سئلت أم المؤمنين عائشة :" ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة " ما ذهبت تعلل فتقول الصوم لا يأتي في السنة إلا مرة وقضاؤه سهل والصلاة تأتي في اليوم والليلة خمس مرات فقضاؤها صعب والصوم لا نظير له في السنة يقوم مقامة والصلاة لها نظير إذا لم تصلي اليوم تصلي غدا ما قالت هذا قالت ( كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة ) فجعلت مجرد الحكم هو الحكمة وهكذا يجب على كل مؤمن أن يؤمن بأن جميع أفعال الله وجميع شرائع الله كلها لحكمة لكن قد نعلم وقد لا نعلم
الفقهاء رحمهم الله يعبرون عن الشيء الذي لا تعلم حكمته بأنه تعبدي بمعنى أنه ليس علينا إلا أن نتعبد به لا أن نعلم حكمته وأحيانا أن نقول عن الشيء تعبدي وهو معلوم الحكمة وأحيانا يكون القول صوابا طيب من هذه الأمة من أنكر الحكمة وقال إن الله عز وجل يفعل ما يشاء لمجرد المشيئة ويحكم بما شاء لمجرد المشيئة وهذا غلط ونقص قالوا لأنه لو فعل لحكمة لكان ذلك لغرض وكونه يفعل الشيء لغرض نقص ولهذا من عباراتهم الفاسدة الحسنة منظرا أو مسمعا " إن الله منزه عن الأعراض والأبعاض والأغراض " هذه عندهم منزه عن الأعراض والثاني الأبعاض والثالث الأغراض أما الأعراض فمرادهم بذلك ما يعرض للفاعل من فعل أو ترك أو نحو ذلك ولذلك ينكرون الاستواء على العرش ينكرون النزول إلى السماء الدنيا والأبعاض يقصدون بها الوجه واليدين وما أشبه والأغراض يريدون بها الحكمة فيقولون لو كان أفعاله لحكمة أو شرائعه لحكمة لكان له غرض والله تعالى منزه عن الأغراض والجواب على هذا سهل هل الغرض الذي تتضمنه حكمة هل هو لمصلحة الله أو لمصلحة الخلق ؟ الثانية قطعا وإلا فإن الله يقول (( إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ))[الزمر:7] فهذه الحكمة التي تضمنها الفعل أو الشرع أو الحكم هذه لمصلحة الخلق وحينئذ تكون كمالا أو نقصا ؟ كمالا نعم
ومن فوائد هذه الآية الكريمة وجوب التضرع إلى الله عز وجل والتضرع بمعنى اللجوء والإنابة إلى الله تعالى والقيام بما يجب له من كل ما يجب من عقيدة أو قول أو عمل
فوائد الآية : { فلولآ إذ جآءهم بأسنا.............}
ثم قال (( فلولا إذا جاءهم بأسنا )) إلى آخره من فوائدها بيان شدة قسوة هؤلاء المعذبين أنه لما جاءهم العذاب ليتضرعوا صار أمرهم بالعكس بل زاد ذلك قسوة لقلوبهم قسوة نسأل الله العافية وكان الذي ينبغي أن يتضرعوا إلى الله عز وجل وهذا قد يقع من الإنسان أن لا تزيده البأساء والضراء إلا قسوة في القلب وسخطا على الله عز وجل والعياذ بالله وشعورا بما لا ينبغي فإن بعض الناس إذا ابتلي ببلاء قال ايش هذا ليش يظلمني ليش يصيبني بما لم يصب به غيري ؟ ثم يقسوا قلبه والعياذ بالله ومن ثم وجب الصبر على من أصيب بمصيبة حتى لا يقسوا قلبه
فيقال أنت عبد لله أليس كذلك والعبد خاضع لفعل السيد والله تعالى يفعل بعبده ما يشاء كما أنه يفعل مثلا في السماء ما يشاء في الأرض ما يشاء في الرياح ما يشاء كذلك أنت ، أنت خلق من المخلوقات يفعل بك ما يشاء لكن عليك الصبر عند الضراء والشكر عند السراء ومع ذلك والحمد لله الضراء التي تصيب الإنسان تكون تكفيرا لسيئاته وما أكثر السيئات أي شيء يصيبك حتى الشوكة إذا أصابتك فإنها تكفر السيئات فإن احتسبت أثبت ثواب الصابرين فلم يفرط الله عز وجل بشيء فيما ينفع الخلق
ومن فوائد هذه الآية إثبات قسوة القلب بعد لينة لقوله (( ولكن قست قلوبكم )) وكما في آية البقرة (( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك )) فقسوة القلب تحدث ولين القلب يحدث أيضا فكلاهما حدثان والواجب على الإنسان أن يلاحظ دائما قلبه ألين هو أو لا؟ أمخبت إلى الله أم لا؟ أمخلص لله أو لا ؟ الأعمال الظاهرة كل إنسان يستطيع أن يأتي بها على أحسن وجه أليس كذلك؟ المنافق يمكن أن يأتي بالصلاة على أحسن وجه ويمكن أن يتصدق لكن أعمال القلوب هي والله الصعبة هي الصعبة حرر قلبك من رق المعاصي حتى يفتح الله
فإذا قال قائل ما دواء قسوة القلب ؟ وهذا سؤال يرد كثيرا على بعض المستقيمين الذين من الله نعم يرد كثيرا من بعض المستقيمين الذين من الله عليهم بالاستقامة ثم يحصل لهم هزة فيقسوا القلب
فالجواب أن من أسباب إزالة القسوة كثرة قراءة القرآن بتدبر وأن تشعر وأنت تقرأ أن هذا كلام الله عز وجل لا كلام البشر كلام الله خالق السماوات والأرض وحينئذ تعظم هذا الكلام وتنتفع به
ثانيا كثرة الذكر ذكر الله عز وجل أكثر من ذكر الله وذكر الله عز وجل ليس فيه صعوبة لأن الذي يتحرك هو اللسان والشفتان وليس فيه صعوبة قال الله عز وجل (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ))
ومنها مصاحبة الأخيار فإن مصاحبة الأخيار تكسب الإنسان خيرا كثيرا وفي الحديث ( أن الجليس الصالح كحامل المسك إما أن يحذيك يعطيك تبرعا وإما أن يبيعك ) وإما أن ترى منه رائحة طيبة احرص على مصاحبة الأخيار ولكن انتفع بهم وانفعهم لأن ما كل أحد معصوم أنت انفعهم وانتفع بهم
ومنها أي من أسباب لين القلب رحمة الصغار ولاسيما اليتامى فإنها توجب رقة القلب وجرب تجد ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) وهناك أسباب أخرى تظهر للمتأمل في دواء قسوة القلب نسأل الله تعالى أن يلين قلوبنا جميعا لذكره ولطاعته إنه على كل شيء قدير وأتى دور الأسئلة نعم.
فيقال أنت عبد لله أليس كذلك والعبد خاضع لفعل السيد والله تعالى يفعل بعبده ما يشاء كما أنه يفعل مثلا في السماء ما يشاء في الأرض ما يشاء في الرياح ما يشاء كذلك أنت ، أنت خلق من المخلوقات يفعل بك ما يشاء لكن عليك الصبر عند الضراء والشكر عند السراء ومع ذلك والحمد لله الضراء التي تصيب الإنسان تكون تكفيرا لسيئاته وما أكثر السيئات أي شيء يصيبك حتى الشوكة إذا أصابتك فإنها تكفر السيئات فإن احتسبت أثبت ثواب الصابرين فلم يفرط الله عز وجل بشيء فيما ينفع الخلق
ومن فوائد هذه الآية إثبات قسوة القلب بعد لينة لقوله (( ولكن قست قلوبكم )) وكما في آية البقرة (( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك )) فقسوة القلب تحدث ولين القلب يحدث أيضا فكلاهما حدثان والواجب على الإنسان أن يلاحظ دائما قلبه ألين هو أو لا؟ أمخبت إلى الله أم لا؟ أمخلص لله أو لا ؟ الأعمال الظاهرة كل إنسان يستطيع أن يأتي بها على أحسن وجه أليس كذلك؟ المنافق يمكن أن يأتي بالصلاة على أحسن وجه ويمكن أن يتصدق لكن أعمال القلوب هي والله الصعبة هي الصعبة حرر قلبك من رق المعاصي حتى يفتح الله
فإذا قال قائل ما دواء قسوة القلب ؟ وهذا سؤال يرد كثيرا على بعض المستقيمين الذين من الله نعم يرد كثيرا من بعض المستقيمين الذين من الله عليهم بالاستقامة ثم يحصل لهم هزة فيقسوا القلب
فالجواب أن من أسباب إزالة القسوة كثرة قراءة القرآن بتدبر وأن تشعر وأنت تقرأ أن هذا كلام الله عز وجل لا كلام البشر كلام الله خالق السماوات والأرض وحينئذ تعظم هذا الكلام وتنتفع به
ثانيا كثرة الذكر ذكر الله عز وجل أكثر من ذكر الله وذكر الله عز وجل ليس فيه صعوبة لأن الذي يتحرك هو اللسان والشفتان وليس فيه صعوبة قال الله عز وجل (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ))
ومنها مصاحبة الأخيار فإن مصاحبة الأخيار تكسب الإنسان خيرا كثيرا وفي الحديث ( أن الجليس الصالح كحامل المسك إما أن يحذيك يعطيك تبرعا وإما أن يبيعك ) وإما أن ترى منه رائحة طيبة احرص على مصاحبة الأخيار ولكن انتفع بهم وانفعهم لأن ما كل أحد معصوم أنت انفعهم وانتفع بهم
ومنها أي من أسباب لين القلب رحمة الصغار ولاسيما اليتامى فإنها توجب رقة القلب وجرب تجد ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) وهناك أسباب أخرى تظهر للمتأمل في دواء قسوة القلب نسأل الله تعالى أن يلين قلوبنا جميعا لذكره ولطاعته إنه على كل شيء قدير وأتى دور الأسئلة نعم.
هل من تهذيب النفس تجويعها؟.
الطالب: تأديب النفس بسنة ما وتجويعها وتعذيبها فهل ...؟
الشيخ : لا يظهر هذا وليس من الشرع هذا لأن النفس لها حق صحيح أن الإسراف في المآكل والمشارب والملابس والمساكن والمراكب غير محمود أما كونه يجوع نفسه هذا ليس من الشريعة.
الطالب : على أساس أن يعرف نفسه أنه يقلل كمية الطعام.
الشيخ : يقلل غير أنه يجوع يقلل يأكل الثلث للطعام والثلث للشراب والثلث للنفس لكن المشكلة الآن أن بعض الناس يقولون لقد شرب أبو هريرة لبن حتى لم يجد له مساغ وأبو هريرة فعل ذلك مرة وهؤلاء يجعلونه كل مرة والعامي يقول إن الماء ثقيل ينفذ ولو كانت المعدة مملوءة بالطعام والنفس حربة يشق عن نفسه وكأن هذا العامي يقول املأ البطن ولكن الحقيقة أن ملأ البطن دائما يضر وأن الإنسان إذا خفف فإنه أصح له وجرب تجد نعم في بعض الأحيان يكون الطعام طيبا شهيا ولا تستطيع أن تأكل قليلا أو تكون أتيت إليه وأنت جائع ومن شدة الجوع تقوى النهمة وتأكل كثيرا لكن مرن نفسك نعم
الشيخ : لا يظهر هذا وليس من الشرع هذا لأن النفس لها حق صحيح أن الإسراف في المآكل والمشارب والملابس والمساكن والمراكب غير محمود أما كونه يجوع نفسه هذا ليس من الشريعة.
الطالب : على أساس أن يعرف نفسه أنه يقلل كمية الطعام.
الشيخ : يقلل غير أنه يجوع يقلل يأكل الثلث للطعام والثلث للشراب والثلث للنفس لكن المشكلة الآن أن بعض الناس يقولون لقد شرب أبو هريرة لبن حتى لم يجد له مساغ وأبو هريرة فعل ذلك مرة وهؤلاء يجعلونه كل مرة والعامي يقول إن الماء ثقيل ينفذ ولو كانت المعدة مملوءة بالطعام والنفس حربة يشق عن نفسه وكأن هذا العامي يقول املأ البطن ولكن الحقيقة أن ملأ البطن دائما يضر وأن الإنسان إذا خفف فإنه أصح له وجرب تجد نعم في بعض الأحيان يكون الطعام طيبا شهيا ولا تستطيع أن تأكل قليلا أو تكون أتيت إليه وأنت جائع ومن شدة الجوع تقوى النهمة وتأكل كثيرا لكن مرن نفسك نعم
هل الحديث {ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء}عام في كل مخلوق؟.
السائل : الرحمة ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) حتى المخلوقات والحيوان تشمل كل شيء.
الشيخ : نعم تشمل كل شيء هل ترحم الحيوان ؟ نعم ارحم الحيوان لا تكلف البعير أكثر مما تطيق
الطالب : العوام يقولون هذا حيوان لا يحس ويضربه.
الشيخ : لا أعوذ بالله يحس كيف ما يحس أليست العير إذا ضربتها ترغي
الشيخ : نعم تشمل كل شيء هل ترحم الحيوان ؟ نعم ارحم الحيوان لا تكلف البعير أكثر مما تطيق
الطالب : العوام يقولون هذا حيوان لا يحس ويضربه.
الشيخ : لا أعوذ بالله يحس كيف ما يحس أليست العير إذا ضربتها ترغي
من لم تقم عليه الحجة وهو واقع الشرك كيف تكون معاملته؟.
الطالب : بالنسبة لهؤلاء الذين يغلب على الظن أنهم لم تقم عليهم الحجة بإتباع كبار علماء كذا كيف تكون معاملتهم إذا كانوا يعملون أعمال شركية هل يتعامل معهم الإنسان معاملة المسلمين أو لا ؟
الشيخ : هؤلاء يتوقف فيهم وإذا قدمت جنائزهم يستثني يقول اللهم اغفر له إن كان مسلما
الشيخ : هؤلاء يتوقف فيهم وإذا قدمت جنائزهم يستثني يقول اللهم اغفر له إن كان مسلما
تتمة فوائد الآية : { فلولآ إذ جآءهم بأسنا............}
من فوائد الآية إثبات قسوة القلب وهي صلابته وعدم لينه للحق لقوله (( ولكن قست قلوبهم ))
ومن فوائدها أن الشيطان يزين لبني آدم سوء العمل (( وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))[الأنعام:43] وفي آية أخرى (( زين لهم الشيطان سوء أعمالهم ))
ومن الفوائد أن الله تبارك وتعالى قد يسلط على العبد من هو عدو له ولا يعد هذا ظلم من الله عز وجل كلا لأن الله قد بين لنا هذا العدو وحذرنا من اتباع خطواته فلا عذر لنا
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن الرجل إذا سلط عليه الشيطان صار السيء في نظره حسنا وصار الحسن سيئا لقوله (( زين لهم ما كانوا يعملون ))ومن المعلوم أنهم يعملون بالمعاصي
ومن فوائدها أن الشيطان يزين لبني آدم سوء العمل (( وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))[الأنعام:43] وفي آية أخرى (( زين لهم الشيطان سوء أعمالهم ))
ومن الفوائد أن الله تبارك وتعالى قد يسلط على العبد من هو عدو له ولا يعد هذا ظلم من الله عز وجل كلا لأن الله قد بين لنا هذا العدو وحذرنا من اتباع خطواته فلا عذر لنا
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن الرجل إذا سلط عليه الشيطان صار السيء في نظره حسنا وصار الحسن سيئا لقوله (( زين لهم ما كانوا يعملون ))ومن المعلوم أنهم يعملون بالمعاصي
فوائد الآية : { فلما نسوا ما ذكروا به..............}
ثم قال عز وجل (( فلما نسوا ما ذكروا به... )) إلى آخره
من فوائد هذه الآية الكريمة أن الله تعالى عجل لهم بالعقوبة لكن على وجه الاستدراك لقوله (( فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء ))
ومن الفوائد أن يحذر الإنسان عقوبة الله عز وجل إذا من الله عليه بتيسير أمور الدنيا من مأكل ومشرب ونكاح ومركب ومسكن فلا يغتر بهذا لأنه قد يكون استدراجا ولهذا قال بعض السلف :" إذا رأيت الله عز وجل ينعم على الإنسان مع تماديه في العصيان فاعلم أن ذلك استدراج " وصدقوا فلا تغتر أيها الإنسان فقد تبتلى بالنعم كما تبتلى بالنقم وقد تكون البلوى بالنعم أشد من البلوى بالنقم
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن الذي بيده الرخاء والشدة هو الله لقوله (( فتحنا عليهم أبواب كل شيء ))
ومن فوائد الآية أنه يجب الحذر من الفرح الذي هو فرح البطر بنعم الله عز وجل لقوله (( فرحوا بما أوتوا ))أي فرح بطر أما إذا فرح الإنسان بما يسره من أمور الدنيا أو من أمور الآخرة فرح سرور وانبساط بنعمة الله فإن هذا لا بأس به قال الله عز وجل (( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ))[يونس:58]
ومن فوائد الآية الكريمة أن الإنسان قد يأتيه العذاب بغتة فبينا هو في نعيمه وسروره في الدنيا منغمسا في معاصي الله إذا بالعذاب يأتيه بغتة وسواء كان هذا العذاب عاما شاملا أو كان خاصا قد يبتلى بمرض أو بحوادث تكسره وتحطمه أو بموت عاجل ولهذا قال (( أخذناهم بغتة ))أي أخذ بغتة أي مباغت والمباغت هو الشيء الذي لا يتوقعه الإنسان فيقع في غير توقع له
ومن فوائد الآية الكريمة أن هذا الأخذ الذي توعد الله به عز وجل أخذ مدمر لقوله (( فإذا هم مبلسون )) أي آيسون من كل خير
من فوائد هذه الآية الكريمة أن الله تعالى عجل لهم بالعقوبة لكن على وجه الاستدراك لقوله (( فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء ))
ومن الفوائد أن يحذر الإنسان عقوبة الله عز وجل إذا من الله عليه بتيسير أمور الدنيا من مأكل ومشرب ونكاح ومركب ومسكن فلا يغتر بهذا لأنه قد يكون استدراجا ولهذا قال بعض السلف :" إذا رأيت الله عز وجل ينعم على الإنسان مع تماديه في العصيان فاعلم أن ذلك استدراج " وصدقوا فلا تغتر أيها الإنسان فقد تبتلى بالنعم كما تبتلى بالنقم وقد تكون البلوى بالنعم أشد من البلوى بالنقم
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن الذي بيده الرخاء والشدة هو الله لقوله (( فتحنا عليهم أبواب كل شيء ))
ومن فوائد الآية أنه يجب الحذر من الفرح الذي هو فرح البطر بنعم الله عز وجل لقوله (( فرحوا بما أوتوا ))أي فرح بطر أما إذا فرح الإنسان بما يسره من أمور الدنيا أو من أمور الآخرة فرح سرور وانبساط بنعمة الله فإن هذا لا بأس به قال الله عز وجل (( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ))[يونس:58]
ومن فوائد الآية الكريمة أن الإنسان قد يأتيه العذاب بغتة فبينا هو في نعيمه وسروره في الدنيا منغمسا في معاصي الله إذا بالعذاب يأتيه بغتة وسواء كان هذا العذاب عاما شاملا أو كان خاصا قد يبتلى بمرض أو بحوادث تكسره وتحطمه أو بموت عاجل ولهذا قال (( أخذناهم بغتة ))أي أخذ بغتة أي مباغت والمباغت هو الشيء الذي لا يتوقعه الإنسان فيقع في غير توقع له
ومن فوائد الآية الكريمة أن هذا الأخذ الذي توعد الله به عز وجل أخذ مدمر لقوله (( فإذا هم مبلسون )) أي آيسون من كل خير
قال الله تعالى : { فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين}
قال الله عز وجل (( فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))[الأنعام:45] هذا مبتدأ التفسير ؟ نعم فقطع الفاء عاطفة وتدل على الترتيب والتعقيب قطع دابر القوم أي هلكوا عن آخرهم لأنه إذا قطع الدابر وهو الآخر فما سبقه من باب أولى ولم يفصح عز وجل بالقاطع لأنه معلوم وهو الله عز وجل ولكن الله عز وجل في أمور في الأمور التي تسوء يأتي بها بصيغة ما لم يسم فاعله فقطع دابر وهو كقول الجن(( وأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ))[الجن:10] الجن يؤمنون بأن مريد الشر من ؟ هو الله عز وجل يعرفون أن الخير والشر بيد الله عز وجل هو المدبر لكن كرهوا أن يضيفوا الشر إلى الله فقالوا
(( أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا ))
(( أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا ))
الفوائد
ومن فوائد هذه الآية إثبات الأسباب لقوله (( الذين ظلموا )) لأن هذه العقوبة المرتبة على قوم اتصفوا بالظلم فيكون الظلم سببا للعقوبة وهذا من كمال الله عز وجل أن تكون أفعاله لحكمة وأحكامه الشرعية لحكمة
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن الظلم سبب للعقوبة والهلاك لأن الحكم إذا علق على وصف صار ذلك الوصف علة له يزداد الحكم قوة بقوته وينقص بنقصه نعم الظاهر أننا انتقلنا من الشرح إلى الفوائد نعم لكن لا بأس إن شاء الله (( دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ))
من فوائد هذه الآية الكريمة أن الله محمود على قطع دابر الظالمين وهو كذلك فهو سبحانه وتعالى محمود على جلب النعم وعلى دفع النقم والظالم إذا أهلكه الله فإن ذلك من تمام عدله ورحمته لأنه يكون نكالا لما بين يديه وما خلفه أما المعنى لا إشكال فيه قلنا دابر القوم الذين ظلموا أي آخره وإذا قطع الآخر قطع الأول أما الذين ظلموا فالمراد الكفار لأن كل إنسان كافر فهو ظالم في حق من ؟ في حق نفسه كما قال عز وجل (( وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون )) وهو بحق الله معتد حيث لم يقم بالحق الواجب عليه
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن الظلم سبب للعقوبة والهلاك لأن الحكم إذا علق على وصف صار ذلك الوصف علة له يزداد الحكم قوة بقوته وينقص بنقصه نعم الظاهر أننا انتقلنا من الشرح إلى الفوائد نعم لكن لا بأس إن شاء الله (( دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ))
من فوائد هذه الآية الكريمة أن الله محمود على قطع دابر الظالمين وهو كذلك فهو سبحانه وتعالى محمود على جلب النعم وعلى دفع النقم والظالم إذا أهلكه الله فإن ذلك من تمام عدله ورحمته لأنه يكون نكالا لما بين يديه وما خلفه أما المعنى لا إشكال فيه قلنا دابر القوم الذين ظلموا أي آخره وإذا قطع الآخر قطع الأول أما الذين ظلموا فالمراد الكفار لأن كل إنسان كافر فهو ظالم في حق من ؟ في حق نفسه كما قال عز وجل (( وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون )) وهو بحق الله معتد حيث لم يقم بالحق الواجب عليه
قال الله تعالى : { قل أرءيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به انظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون}
ثم قال الله عز وجل (( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ ))[الأنعام:46] قل أرأيتك أي قل يا محمد أخبروني (( إن أخذ الله سمعكم )) بحيث لا تسمعون الكلام (( وأبصاركم )) بحيث لا ترون الأفعال (( وختم على قلوبكم )) بحيث لا يكون لديكم وعي ولا عقل (( من إله غير الله يأتيكم به )) سيكون جوابهم لا أحد لأنهم يقرون ويعترفون بربوبية الله عز وجل وبما يترتب عليه قال تعالى (( انظر ))انظر يعني نظر اعتبار أي نظر بصيرة (( كيف نصرف الآيات )) أي ننوعها والآيات جمع آية وهي العلامة التي يحصل بها الطمأنينة لاشتمالها على الدليل يعني أن الآية ليست مجرد علامة لأن العلامة التي تكون دليلا على الشيء فهي أخص من مطلق العلامة ومعنى يصرف ينوع الآيات شمس قمر ليل نهار رخاء شدة حر برد وهلم جرا آيات منوعة (( ثم هم يصدفون ))أي ينصرفون عن الحق وعن الآيات وتأمل قوله (( ثم )) الدالة على التراخي يعني ثم أن يتبين لهم الأمر ويتضح هم يصدفون فلا ينتفعون
16 - قال الله تعالى : { قل أرءيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به انظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون} أستمع حفظ
الفوائد
في هذه الآيات الكريمة تحدي هؤلاء الذين أشركوا بالله بهذه المسألة اليسيرة بالنسبة لغيرهم وهي أن الله إذا أخذ سمعهم وأبصارهم وختم على قلوبهم فإنه لن ينصرفوا إلا إلى الله عز وجل وهذا تحد لهم
ومن فوائد هذه الآية أن الإنسان إذا أصيب بسمعه أو بصره أو قلبه أو سائر جسده فليلجأ إلى من ؟ إلى الله عز وجل لأنه لا أحد ينفعه
فإن قال قائل إذن لا نذهب إلى الأطباء ولا إلى القراء ولا نستعمل الأدوية فالجواب لا بل اذهب إلى الأطباء واستعمل الأدوية واذهب إلى القراء ولكن الذين يسترقون تنقص درجتهم بالنسبة للذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فالإنسان مأمور بفعل الأسباب بل جاء الأمر بالتداوي إلا أنا لا نتداوى بحرام
ومن فوائد هذه الآية الكريمة خطورة انسداد هذه الأمور الثلاثة وهي السمع بحيث لا يسمع الآيات والبصر لا يراها والقلب لا يعيها فعلى الإنسان أن يراعي هذه الأمور الثلاثة
ومن فوئد هذه الآية الكريمة رحمة الله عز وجل حيث صرف الآيات للعباد ولو شاء لتركهم لترك التصريف وجعل الناس يتخبطون خبط عشواء لكن من نعمة الله أن الله يري عباده الآيات ويصرفها وينوعها فهذا من رحمة الله عز وجل يعني إذا لم يؤمن بهذه الآية آمن بالآية الأخرى وحصل المقصود وكم من إنسان تفوته آيات كثيرة لا يعتبر بها ثم يصاب بآية واحدة فيعتبر حتى إن بعض المستقيمين حكوا لي عن أنفسهم أنهم كانوا منزلقين في الشهوات والتلهي فلما مات قريبهم استقاموا كل الآيات السابقة لم يتجاوبوا معها لكن لما مات القريب استقاموا وعرفوا أن مآلهم كمآل هذا فعادوا إلى الله عز وجل
ومن فوائد هذه الآية الكريمة التشنيع على هؤلاء الذين صرفت لهم الآيات فأعرضوا لقوله (( انظر كيف نصرف الآية ثم هم يصدفون )) أي ينصرفون عنها ولا يعتبرون بها فيكون فيه الحذر من تولي الإنسان بعد ظهور الآيات لأنه إذا تولى بعد ظهور الآيات صار من قسم ايش ؟ عندنا ثلاثة أقسام المغضوب عليهم والضالون وأهل الاستقامة نعم صار من قسم المغضوب عليهم لأنه علم الحق ثم تمرد عليه ثم هم يصدفون
ومن فوائد هذه الآية أن الإنسان إذا أصيب بسمعه أو بصره أو قلبه أو سائر جسده فليلجأ إلى من ؟ إلى الله عز وجل لأنه لا أحد ينفعه
فإن قال قائل إذن لا نذهب إلى الأطباء ولا إلى القراء ولا نستعمل الأدوية فالجواب لا بل اذهب إلى الأطباء واستعمل الأدوية واذهب إلى القراء ولكن الذين يسترقون تنقص درجتهم بالنسبة للذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فالإنسان مأمور بفعل الأسباب بل جاء الأمر بالتداوي إلا أنا لا نتداوى بحرام
ومن فوائد هذه الآية الكريمة خطورة انسداد هذه الأمور الثلاثة وهي السمع بحيث لا يسمع الآيات والبصر لا يراها والقلب لا يعيها فعلى الإنسان أن يراعي هذه الأمور الثلاثة
ومن فوئد هذه الآية الكريمة رحمة الله عز وجل حيث صرف الآيات للعباد ولو شاء لتركهم لترك التصريف وجعل الناس يتخبطون خبط عشواء لكن من نعمة الله أن الله يري عباده الآيات ويصرفها وينوعها فهذا من رحمة الله عز وجل يعني إذا لم يؤمن بهذه الآية آمن بالآية الأخرى وحصل المقصود وكم من إنسان تفوته آيات كثيرة لا يعتبر بها ثم يصاب بآية واحدة فيعتبر حتى إن بعض المستقيمين حكوا لي عن أنفسهم أنهم كانوا منزلقين في الشهوات والتلهي فلما مات قريبهم استقاموا كل الآيات السابقة لم يتجاوبوا معها لكن لما مات القريب استقاموا وعرفوا أن مآلهم كمآل هذا فعادوا إلى الله عز وجل
ومن فوائد هذه الآية الكريمة التشنيع على هؤلاء الذين صرفت لهم الآيات فأعرضوا لقوله (( انظر كيف نصرف الآية ثم هم يصدفون )) أي ينصرفون عنها ولا يعتبرون بها فيكون فيه الحذر من تولي الإنسان بعد ظهور الآيات لأنه إذا تولى بعد ظهور الآيات صار من قسم ايش ؟ عندنا ثلاثة أقسام المغضوب عليهم والضالون وأهل الاستقامة نعم صار من قسم المغضوب عليهم لأنه علم الحق ثم تمرد عليه ثم هم يصدفون
قال الله تعالى : { قل أرءيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون}
قال عز وجل (( قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ ))[الأنعام:47] يعني أخبروني وسبق القول في إعراب هذه الجملة طيب إن أتاكم عذاب الله أي عقوبة الله
(( بغتة ))كما لو أتتكم وأنتم نيام (( أو جهرة )) كما لو أتتكم وأنتم أيقاظ وهذا كقوله تعالى (( أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ ))[الأعراف:98] الأول بغتة والثاني جهرة (( بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون )) يعني إن أتتكم فهل أنتم مظلومون إذا أتاكم عذاب الله على الوجهين الجواب لا فالجملة في قوله (( هل يهلك إلا القوم الظالمون ))تقرير لأخذ العذاب وأنهم لم يؤخذوا ظلما بل لعملهم السيء
(( بغتة ))كما لو أتتكم وأنتم نيام (( أو جهرة )) كما لو أتتكم وأنتم أيقاظ وهذا كقوله تعالى (( أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ ))[الأعراف:98] الأول بغتة والثاني جهرة (( بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون )) يعني إن أتتكم فهل أنتم مظلومون إذا أتاكم عذاب الله على الوجهين الجواب لا فالجملة في قوله (( هل يهلك إلا القوم الظالمون ))تقرير لأخذ العذاب وأنهم لم يؤخذوا ظلما بل لعملهم السيء
18 - قال الله تعالى : { قل أرءيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون} أستمع حفظ
الفوائد
في هذه الآية تحذير من نزول العذاب إما بغتة وإما جهرة فلا يأمن الإنسان إذا كان عاصيا أن ينزل به العذاب ولكن أتظنون أن العذاب هو عقوبة الجسد ؟ لا عقوبة الجسد لا شك أنها عذاب لكن أكبر من ذلك الإعراض عن دين كما قال تعالى (( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ))[المائدة:49] ولهذا قال العلماء رحمهم الله إن المعاصي بريد الكفر ينزلها الإنسان مرحلة ، مرحلة كما ينزل البريد المسافة مرحلة ، مرحلة حتى يصل إلى الكفر والعياذ بالله ووجه ذلك ظاهر لأن المعاصي تقسي القلب وتسود القلب وتيبس القلب حتى يصبح ميتا وتحل الكارثة ولكن الحمد لله جعل الله لكل داء دواء المعصية اقرنها بالتوبة وإذا تبت فالتوبة تهدم ما قبلها تكون كأنك لم تذنب ولله الحمد بل إن الإنسان إذا تاب إلى الله توبة نصوحا ربما تكون حاله بعد التوبة أكمل من حاله قبل المعصية انظر إلى قول الله عز وجل (( وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى )) فارتفعت منزلته حين تاب من المعصية وهذا شيء مشاهد لأن الإنسان إذا بقي مستمرا على حاله في طاعة الله بقي قلبه لا يتحرك يفعل الأشياء هذه وكأنها غريزة إذا أذنب خجل من الله عز وجل واستحيا من الله وأخبت إلى الله عز وجل وصار يتذكر هذا الذنب في كل لحظة ولهذا قال بعض السلف إن المعصية بالنسبة للفاسق كذباب وقع على أنفه فطرده يعني خفيفة عنده وأما أهل القلوب الحية فالمعصية كأنها جبل يستثقلها ويخاف منها حتى يتوب إلى الله تبارك وتعالى
قوله ((هل يهلك إلا القوم الظالمون )) استفهام بمعنى النفي فهل بمعنى ما وقد ذكرنا فيما سبق أن الاستفهام إذا كان بمعنى النفي صار أشد من النفي المجرد لأنه يتضمن النفي والتحدي كأن المتكلم يقول للمخاطب أثبت لي هذا الشيء فيكون الاستفهام بمعنى النفي أشد من النفي المجرد (( هل يهلك إلا القوم الظالمون )) طيب الظلم ينقسم إلى قسمين: ظلم في حق الله وظلم في حق العباد أما الظلم في حق الله فدواؤه التوبة مهما عظم حتى لو كان شركا بالله عز وجل بل حتى لو كان سبا لله على القول الراجح فإنه يجوز التوبة حق الآدمي لا يزول إلا برده إليه أو استحلاله منه وإلا مهما كان الإنسان إذا تاب وأخلص لله وندم فإنه يكفي حتى يرد بل إن رد المظالم لأهلها من شروط التوبة لأن من شروط التوبة أن يقلع الإنسان عن الذنب ولا إقلاع عن الذنب مع استمرار أخذ مال الغير
قوله ((هل يهلك إلا القوم الظالمون )) استفهام بمعنى النفي فهل بمعنى ما وقد ذكرنا فيما سبق أن الاستفهام إذا كان بمعنى النفي صار أشد من النفي المجرد لأنه يتضمن النفي والتحدي كأن المتكلم يقول للمخاطب أثبت لي هذا الشيء فيكون الاستفهام بمعنى النفي أشد من النفي المجرد (( هل يهلك إلا القوم الظالمون )) طيب الظلم ينقسم إلى قسمين: ظلم في حق الله وظلم في حق العباد أما الظلم في حق الله فدواؤه التوبة مهما عظم حتى لو كان شركا بالله عز وجل بل حتى لو كان سبا لله على القول الراجح فإنه يجوز التوبة حق الآدمي لا يزول إلا برده إليه أو استحلاله منه وإلا مهما كان الإنسان إذا تاب وأخلص لله وندم فإنه يكفي حتى يرد بل إن رد المظالم لأهلها من شروط التوبة لأن من شروط التوبة أن يقلع الإنسان عن الذنب ولا إقلاع عن الذنب مع استمرار أخذ مال الغير
قال الله تعالى : { وما نرسل المرسلين إلا مبشرين و منذرين فمن ءامن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون }
ثم قال عز وجل (( وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين )) ما نرسل ما نافية وإلا أداة حصر والإرسال هو تحميل الغير إبلاغ رسالة ممن أرسله ولهذا كان القول الراجح في المسألة أن الرسل أوحي إليهم بالشرع وأمروا بتبليغه (( إلا مبشرين ومنذرين )) مبشرين لمن اتبعهم بالخير بالجنة ومنذرين من خالفهم بالنار هذه وظيفتهم والبشارة هي الإخبار بما يسر والإنذار هو التخويف بما يسوء فإن قال قائل كيف تقول إن البشارة هي الإخبار بما يسر مع أن الله تعالى جعلها إخبارا بما يسوء ؟ قال الله تعالى (( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يوم يحمى عليها في نار جهنم ))[التوبة:34] إلى آخره فالجواب أن الإنذار يؤثر في البشرة كما يؤثر التبشير أليس كذلك وأصل التبشير الإخبار بما يسر وأصل تسميته تبشيرا لأنه تتأثر به البشرة فتجد الرجل يستنير وجهه وينشرح صدره.
اضيفت في - 2007-08-13