تفسير سورة الأنعام-07a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة تفسير الآية السابقة
كذلك وأصل التبشير الإخبار بما يسر وأصل تسميته تبشيرا لأنه تتأثر به البشرة فتجد الرجل يستنير وجهه وينشرح صدره أو يقال (( فبشرهم بعذاب أليم )) على سبيل التهكم حيث جعل الإنذار بلفظ البشارة ودليل هذا قول الله عز وجل (( ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ))[الدخان:49] ذق أمر إهانة (( إنك أنت العزيز الكريم )) قال بعض المفسرين إن هذا من باب التهكم به حتى يزداد غما إلى غمه وقيل المعنى إنك أنت العزيز الكريم في الدنيا وليس لك في الآخرة إلا الإهانة قال (( وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين )) فلماذا حصر هذا في البشارة والإنذار ؟ حتى لا يدعي مدعي أن وظيفة الرسل تتعلق بالربوبية وأن لهم نصيبا من تدبير الخلق وهذا واضح فالرسل ليس لهم إلا أن يبشروا الناس وينذرونهم فقط أما أن يهدوهم أو يرزقوهم أو يدفعوا عنهم السوء فليس من وظائفهم ثم قال (( فمن آمن وأصلح )) ((والذين كفروا...)) إلى آخره نعم سيأتينا إن شاء الله تعالى في الفوائد
والتفريق ظاهر النبي من النبأ وهو خبر أخبر بالوحي ولكن لم يكلف بتبليغه وإنما يتعبد به هو نفسه ومن اتبعه على هدى لكن الرسول مكلف أن يبلغ ما أرسل به وهذا ما عليه جمهور العلماء وهو ظاهر لأن آدم نبي وليس مكملا لشريعة من قبله بل شريعته مستقلة فدل هذا على أن القول بأن النبي هو من يتعبد بشريعة من سبقه قول ضعيف وأن قول الجمهور أصح.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله عز وجل (( وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ))[الأنعام:48] سبق الكلام على هذا نعم نأخذ الفوائد طيب ومن الفوائد (( وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين فمن آمن وأصلح )) أي آمن بقلبه وأصلح العمل فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون لكن آمن هذه مطلقة لم تقيد بشيء إلا أن النصوص قيدت ذلك كما في قوله تعالى (( وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ))[البقرة:177] وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما قال في جوابه لجبريل لما سأله عن الإيمان قال ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر والقدر خيره وشره )) (( وأصلح )) أي أصلح العمل وإصلاح العمل لا يتم إلى بأمرين :
الأول الإخلاص لله عز وجل فمن أشرك مع الله في العبادة فإنه لم يصلح العمل حتى ولو كان الشرك أصغر لقول الله عز وجل في الحديث القدسي ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه )
الثاني المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فمن لم يتابع الرسول صلى الله عليه وسلم في العبادة فعبادته غير صحيحة وهو غير مصلح حتى لو خشع ورق قلبه ودمعت عينه فإن ذلك لا ينفعه لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) أي مردود عليه من آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون المتابعة لا تتحقق إلا إذا وافق العمل الشريعة في الأمور الستة التي مرت علينا كثيرا وهي الموافقة في السبب والجنس والقدر والكيفية والزمان والمكان وقوله (( فلا خوف عليهم )) أي بما يستقبل (( ولا هم يحزنون )) أي لما مضى فلا يحزنون لما مضى من الدنيا لأنهم استغرقوه في طاعة الله ولا يخافون العذاب لأنه ناجون من العذاب
والتفريق ظاهر النبي من النبأ وهو خبر أخبر بالوحي ولكن لم يكلف بتبليغه وإنما يتعبد به هو نفسه ومن اتبعه على هدى لكن الرسول مكلف أن يبلغ ما أرسل به وهذا ما عليه جمهور العلماء وهو ظاهر لأن آدم نبي وليس مكملا لشريعة من قبله بل شريعته مستقلة فدل هذا على أن القول بأن النبي هو من يتعبد بشريعة من سبقه قول ضعيف وأن قول الجمهور أصح.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله عز وجل (( وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ))[الأنعام:48] سبق الكلام على هذا نعم نأخذ الفوائد طيب ومن الفوائد (( وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين فمن آمن وأصلح )) أي آمن بقلبه وأصلح العمل فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون لكن آمن هذه مطلقة لم تقيد بشيء إلا أن النصوص قيدت ذلك كما في قوله تعالى (( وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ))[البقرة:177] وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما قال في جوابه لجبريل لما سأله عن الإيمان قال ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر والقدر خيره وشره )) (( وأصلح )) أي أصلح العمل وإصلاح العمل لا يتم إلى بأمرين :
الأول الإخلاص لله عز وجل فمن أشرك مع الله في العبادة فإنه لم يصلح العمل حتى ولو كان الشرك أصغر لقول الله عز وجل في الحديث القدسي ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه )
الثاني المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فمن لم يتابع الرسول صلى الله عليه وسلم في العبادة فعبادته غير صحيحة وهو غير مصلح حتى لو خشع ورق قلبه ودمعت عينه فإن ذلك لا ينفعه لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) أي مردود عليه من آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون المتابعة لا تتحقق إلا إذا وافق العمل الشريعة في الأمور الستة التي مرت علينا كثيرا وهي الموافقة في السبب والجنس والقدر والكيفية والزمان والمكان وقوله (( فلا خوف عليهم )) أي بما يستقبل (( ولا هم يحزنون )) أي لما مضى فلا يحزنون لما مضى من الدنيا لأنهم استغرقوه في طاعة الله ولا يخافون العذاب لأنه ناجون من العذاب
قال الله تعالى : { والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون}
ثم قال (( والذين كذبوا بآياتنا )) هذا القسم الثاني من الذين أرسل إليهم الرسل القسم الأول الذي آمن وأصلح والقسم الثاني (( والذين كذبوا بآياتنا )) أي ردوها ولم يقبلوها (( يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون )) يمسهم العذاب أي يصيبهم إصابة مباشرة كمس الجسم للجسم يمسهم العذاب أي عقوبة الله عز وجل بما كانوا يفسقون أي بما كانوا يخرجون عن طاعة الله والباء هنا للسببية أي بكونهم وما مصدرية الباء للسببية وما مصدرية ويقدر الكلام بكونهم يفسقون
فوائد الآية : { وما نرسل المرسلين..................}
في هذه الآية الكريمة فوائد:
منها منة الله عز وجل بإرسال الرسل ولا بد من إرسال الرسل يعني حكمة الله عز وجل تقضي بإرسال الرسل لأن العقل البشري لا يستقل بمعرفة ما يجب لله من الأسماء والصفات والأحكام ولا يمكن أن يستقل بمعرفة العبادات فالناس مضطرون غاية الضرورة إلى الرسل ((كان الناس أمة واحدة )) على دين واحد فلما كفروا تفرقوا واختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه
ومنها أن رسالة الرسل تتضمن هذين الشيئين وهما البشارة والإنذار فلمن تكون البشارة ولمن يكون الإنذار ؟ تكون البشارة لمن أطاع واتبع الرسل والإنذار لمن كذب بالعقوبة بمعنى ينذر بعقوبة الله عز وجل يتفرع على هذه الفائدة أن الرسل عليهم الصلاة والسلام لم يأتوا بمجرد الأحكام أي بمجرد أن يقولوا هذا حلال وهذا حرام بل قرنوا ذلك بالبشارة والإنذار لأن البشارة تحمل الإنسان على فعل المأمور أليس كذلك ؟ لأنك لو بشرت إنسان بأنه سيحصل على كنز في المكان الفلاني تجده يسابق إليه ويفعل ما يوصله إليه الإنذار يحصل به البعد عن المعاصي وعلى هذا تتركب دعوة الرسل
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن الناس انقسموا في تقبل وقبول دعوة الرسل إلى قسمين: مؤمن ومكذب طيب من فوائد الآية حكمة الله عز وجل في انقسام الناس بالنسبة لقبول دعوة الرسل إلى قسمين مؤمن عمل صالحا ومكذب هذا من الحكمة بل ومن الرحمة لماذا ؟ لأنه لو لم يكن كفر لم يعرف قدر الإسلام ولهذا قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه فيما ورد عنه :" إنه لا ينقض الإسلام عروة ، عروة إلا من لم يعرف الكفر " من عرف الكفر لا يمكن أن ينقض الإسلام من رحمة الله وحكمة الله أن انقسم الناس إلى قسمين لولا هذا الانقسام هل يحصل جهاد ؟ لا هل يحصل أمر بمعروف ونهي عن منكر ؟لا هل يحصل امتحان واختبار ؟ لا لأن الناس كلهم على وتيرة واحدة حتى الإنسان لا يمكن أن يقضي على الناس لكن إذا انقسموا إلى مؤمن وكافر حصل الامتحان والاختبار للمؤمن والكافر فلا تظن أن الله عز وجل إذ أزاغ قلوب الكافرين لا تظن أن في ذلك لغوا بل هو عين الحكمة
ومن فوائد الآية الكريمة أن من جمع بين هذين الوصفين الإيمان والإصلاح فليبشر أنه لا خوف عليه ولا حزن عليه لقوله (( لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )) فإن قال قائل أليس المؤمنين المصلحين ينالهم خوف من الأعداء ؟ فالجواب بلى ينالهم خوف من الأعداء لكن ليس هذا هو الخوف المنفي في الآية لأن هذا الخوف بعده أمن ومع قوة الإيمان لا يرى المؤمن أن في هذا خوفا ولهذا نجد الصحابة رضى الله عنه في جهادهم وقتالهم مع النبي صلى الله عليه وسلم وبعده أيضا هم بأنفسهم يتلقون الموت بكل رحب وسعة
ومن فوائد هذه الآية الكريمة تشجيع الإنسان على الإيمان والعمل الصالح والحث على ذلك بذكر عاقبة هذا المؤمن المصلح (( فمن آمن وأصلح ))
ومن الفوائد في الآية الكريمة أن الإيمان وحده لا يكفي لا بد من إسلام ولكن هل نقول إنه مجرد الإفساد أو مجرد ترك العمل الصالح يكون الإنسان كافرا نقول نحن لا نستطيع أن نحكم على شخص بأنه كافر أو مؤمن إلا بدليل من الكتاب والسنة من الذي يحكم بالكفر ويحكم بالإيمان ؟ الله عز وجل ورسوله نحن ليس لنا حق أن نقول هذا كافر ولاهذا مؤمن إلا بدليل من الشرع ولذلك نعتب على أولئك الذين يرددون الأسئلة هل الأعمال شرط في كمال الإيمان أو شرط في أصل الإيمان ؟ أو ما أشبه ذلك من العبارات نقول كل هذا لا حاجة إليه لأن لدينا يا إخواننا لدينا أدلة على الكفر من القرآن والسنة إيمان من القرآن والسنة وإذا دار الأمر بين أن يكون هذا الرجل كافرا أو مؤمنا وهو من المسلمين فالأصل بقاء إسلامه ولا يحل لنا أن نكفره هل يمكن أن نجعل الأبيض أسود أو الأسود أبيض ؟ لا يمكن كذلك الأحكام الشرعية ما لنا حق أن نكفر أحد إلا بدليل ولا أن نقول هذا مؤمن إلا بدليل وبهذا نستريح من الخوض واللعب بآراء الناس وعقول الناس
ومن فوائد هذه الآية الكريمة القول بالمفهوم وهو (( من آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون )) ومن لم يكن كذلك فعليه الخوف والحزن
منها منة الله عز وجل بإرسال الرسل ولا بد من إرسال الرسل يعني حكمة الله عز وجل تقضي بإرسال الرسل لأن العقل البشري لا يستقل بمعرفة ما يجب لله من الأسماء والصفات والأحكام ولا يمكن أن يستقل بمعرفة العبادات فالناس مضطرون غاية الضرورة إلى الرسل ((كان الناس أمة واحدة )) على دين واحد فلما كفروا تفرقوا واختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه
ومنها أن رسالة الرسل تتضمن هذين الشيئين وهما البشارة والإنذار فلمن تكون البشارة ولمن يكون الإنذار ؟ تكون البشارة لمن أطاع واتبع الرسل والإنذار لمن كذب بالعقوبة بمعنى ينذر بعقوبة الله عز وجل يتفرع على هذه الفائدة أن الرسل عليهم الصلاة والسلام لم يأتوا بمجرد الأحكام أي بمجرد أن يقولوا هذا حلال وهذا حرام بل قرنوا ذلك بالبشارة والإنذار لأن البشارة تحمل الإنسان على فعل المأمور أليس كذلك ؟ لأنك لو بشرت إنسان بأنه سيحصل على كنز في المكان الفلاني تجده يسابق إليه ويفعل ما يوصله إليه الإنذار يحصل به البعد عن المعاصي وعلى هذا تتركب دعوة الرسل
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن الناس انقسموا في تقبل وقبول دعوة الرسل إلى قسمين: مؤمن ومكذب طيب من فوائد الآية حكمة الله عز وجل في انقسام الناس بالنسبة لقبول دعوة الرسل إلى قسمين مؤمن عمل صالحا ومكذب هذا من الحكمة بل ومن الرحمة لماذا ؟ لأنه لو لم يكن كفر لم يعرف قدر الإسلام ولهذا قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه فيما ورد عنه :" إنه لا ينقض الإسلام عروة ، عروة إلا من لم يعرف الكفر " من عرف الكفر لا يمكن أن ينقض الإسلام من رحمة الله وحكمة الله أن انقسم الناس إلى قسمين لولا هذا الانقسام هل يحصل جهاد ؟ لا هل يحصل أمر بمعروف ونهي عن منكر ؟لا هل يحصل امتحان واختبار ؟ لا لأن الناس كلهم على وتيرة واحدة حتى الإنسان لا يمكن أن يقضي على الناس لكن إذا انقسموا إلى مؤمن وكافر حصل الامتحان والاختبار للمؤمن والكافر فلا تظن أن الله عز وجل إذ أزاغ قلوب الكافرين لا تظن أن في ذلك لغوا بل هو عين الحكمة
ومن فوائد الآية الكريمة أن من جمع بين هذين الوصفين الإيمان والإصلاح فليبشر أنه لا خوف عليه ولا حزن عليه لقوله (( لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )) فإن قال قائل أليس المؤمنين المصلحين ينالهم خوف من الأعداء ؟ فالجواب بلى ينالهم خوف من الأعداء لكن ليس هذا هو الخوف المنفي في الآية لأن هذا الخوف بعده أمن ومع قوة الإيمان لا يرى المؤمن أن في هذا خوفا ولهذا نجد الصحابة رضى الله عنه في جهادهم وقتالهم مع النبي صلى الله عليه وسلم وبعده أيضا هم بأنفسهم يتلقون الموت بكل رحب وسعة
ومن فوائد هذه الآية الكريمة تشجيع الإنسان على الإيمان والعمل الصالح والحث على ذلك بذكر عاقبة هذا المؤمن المصلح (( فمن آمن وأصلح ))
ومن الفوائد في الآية الكريمة أن الإيمان وحده لا يكفي لا بد من إسلام ولكن هل نقول إنه مجرد الإفساد أو مجرد ترك العمل الصالح يكون الإنسان كافرا نقول نحن لا نستطيع أن نحكم على شخص بأنه كافر أو مؤمن إلا بدليل من الكتاب والسنة من الذي يحكم بالكفر ويحكم بالإيمان ؟ الله عز وجل ورسوله نحن ليس لنا حق أن نقول هذا كافر ولاهذا مؤمن إلا بدليل من الشرع ولذلك نعتب على أولئك الذين يرددون الأسئلة هل الأعمال شرط في كمال الإيمان أو شرط في أصل الإيمان ؟ أو ما أشبه ذلك من العبارات نقول كل هذا لا حاجة إليه لأن لدينا يا إخواننا لدينا أدلة على الكفر من القرآن والسنة إيمان من القرآن والسنة وإذا دار الأمر بين أن يكون هذا الرجل كافرا أو مؤمنا وهو من المسلمين فالأصل بقاء إسلامه ولا يحل لنا أن نكفره هل يمكن أن نجعل الأبيض أسود أو الأسود أبيض ؟ لا يمكن كذلك الأحكام الشرعية ما لنا حق أن نكفر أحد إلا بدليل ولا أن نقول هذا مؤمن إلا بدليل وبهذا نستريح من الخوض واللعب بآراء الناس وعقول الناس
ومن فوائد هذه الآية الكريمة القول بالمفهوم وهو (( من آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون )) ومن لم يكن كذلك فعليه الخوف والحزن
فوائد الآية : { والذين كذبوا بآياتنا..............}
من فوائد الآية التي بعدها أن التكذيب بآيات الله سبب للعقوبة لقوله (( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ))[الأنعام:49] وليعلم أن الآيات آيات الله عز وجل تنقسم إلى قسمين آيات شرعية وآيات كونية الآيات الشرعية ما جاءت به الرسل من شرائع الله آيات شرعية لأنك لو تأملت هذه الأحكام سواء في الأمة الإسلامية أو في الأمم السابقة لوجدتها مطابقة تماما للحكمة والمصلحة وأنه لو اجتمع كل أهل الأرض على أن يأتوا بمثل ذلك ما أتوا قال الله عز وجل (( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ))[المائدة:50] فلا تظن أن أي نظام أو قانون يصلح من الخلق ما تصلحه الشريعة الإسلامية ولذلك ضل أولئك القوم الذين ذهبوا إلى تحكيم القوانين الوضعية التي وضعها بشر هذا البشر الذي وضعها أهو معرض للخطأ أو لا ؟ معرض ثانيا أهو محيط بجميع مصالح الخلق في جميع أقطار الدنيا ؟ لا أهو محيط بمصالح الخلق في جميع الأزمان المقبلة ؟ لا الأمور تتغير إذن فلا يجوز الاعتماد على هذه القوانين يجب أن تؤخذ القوانين من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الله تعالى أعلم بالخلق حالا ومستقبلا ولأنه أرحم بالخلق ولأنه أحكم الحاكمين هذه الآيات الشرعية
الآيات القدرية الليل والنهار يعني المخلوقات الليل والنهار والشمس والقمر إحياء الأرض بعد موتها وغير ذلك كيف يكون التكذيب بهذا وهذا نقول أما التكذيب بالشرائع فهو إما أن يكذب الأخبار فيقول هذا غير صحيح ما يدخل العقل ولا يمكن وإما بتحريف النصوص يحرف النص مثل قول بعضهم المراد باستوى استولى والمراد باليد القدرة أو القوة أو النعمة وما أشبه ذلك هذا الحال طيب الثالث الاستكبار عنها لا يعمل بها
أما آيات الله الكونية فإما أن ينسبها لغير الله كما يفعل السببيون الملحدون الذين ينسبون الأشياء لأسبابها المحضة ويرون أن السبب فاعل بنفسه أو يقول هي من الله ومعه غيره هذا أيضا تكذيب بآيات الله الكونية لأنه شرك أو يقول هي لله وحده لكن له معين هذا أيضا كفر بالآيات الكونية فصارت الآيات الكونية هي المخلوقات كلها والشرعية ما جاءت به الرسل من الوحي
ومن فوائد الآية الكريمة أن هؤلاء المكذبين سيصيبهم العذاب مباشرة لقوله (( يمسهم العذاب )) وإن أفلتوا من العذاب في الدنيا لم يفلتوا منه في الآخرة
ومن فوائد الآية إثبات الأسباب يا عبد الله ... لقوله (( بما كانوا يفسقون )) الباء للسببية وإثبات الأسباب دل عليه العقل والسمع ولا ينكره إلا أحمق والقرآن مملوء من هذا ولولا أننا في زمن اختبار قريب لطلبت منكم أن كل واحد يأخذ مثلا نصف جزء ويأتي بالآيات التي فيها ذكر السبب لأنه قد قيل إن في القرآن أكثر من ألف دليل يدل على إثبات الأسباب وهذا حقيقة نفس القرآن سبب قال الله تعالى (( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ))[النحل:44] وقال (( يبين الله لكم أن تضلوا )) لكن نظرا لقرب الامتحانات أخشى أن يكون في هذا تكليف توافقون على هذا ؟ عظيم إذن إن شاء الله في وقت آخر كل واحد مثلا يأخذ نصف جزء خمسة ورقات ويستنبط الآيات التي فيها الأسباب وهي كثيرة جدا
انقسم الناس في الأسباب إلى ثلاثة أقسام :
قسم جعلها مؤثرة بنفسها وإنه متى وجد السبب لزم وجود المسبب وهؤلاء هم الطبائعيون الذين لا يعترفون بالله عز وجل ولا يخفى حكمهم أنهم كفرة
القسم الثاني أنكر الأسباب أنكر تأثير الأسباب في مسبباتها وقال إن هذه الأسباب مجرد علامات فقط وأن المسبب حصل عند السبب لا بالسبب وهؤلاء ضلوا سمعا وعقلا حتى لو رمى إنسان زجاجة بحجر وصقعها ثم تكسرت فالحجر ما كسر الزجاجة ليه؟ لأنه ما يجوز أن تقول أنه كسر الزجاجة لو قلت هذا لكنت مشركا ونحن نستعجب لو قلت هذا لكنت موحدا مثبتا لله الحكمة هل يمكن لو تأتي صبيا والصبي ضرب الزجاجة وكسرها وقلت له لما تكسرها تقول مثلا هاتوه هل يمكن أن يقول أنا ما كسرتها حصل كسر عند فعلي وليس بفعلي ؟ أبدا لا يمكن ولكن أناس كبار ذوو عقول إدراك لا عقول ايش ؟ يقولون الأسباب لا تؤثر حصل الشيء عند السبب لا بالسبب
القسم الثالث أثبتوا الأسباب لكن جعلوا تأثيرها في مسبباتها لما أودع الله فيها من القوى المؤثرة وجعلوا الخالق أولا وآخره هو الله عز وجل قالوا لو شاء الله لم تؤثر هذه الأسباب فمثلا النار محرقة لا إشكال ولما ألقي فيها إبراهيم عليه السلام قال الله لها (( كوني بردا وسلاما على إبراهيم )) فكانت بردا وسلاما هل أثر هذا السبب في مسببه ؟ لا لأن الله تعالى قال ((كوني بردا وسلاما )) وهذا القول هو المتعين ولا أقول الراجح فقط هو المتعين وما سواه فهو ضلال باطل
من فوائد هذه الآية الكريمة أن الفسق يطلق على الكفر بقوله (( بما كانوا يفسقون )) لأنه قال الذين كذبوا بآياتنا كفار لا إشكال التكذيب بالآيات كفر قال بما كانوا يفسقون واقرأ قول الله تعالى في تنزيل السجدة (( أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ))[السجدة:20] الفسق هنا ايش ؟ كفر وقد يطلق الفسق على ما دون الكفر وهذا هو المراد من كلام الفقهاء رحمهم الله منه قول الله تعالى (( وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ))[الحجرات:7] فهنا الفسوق ما دون الكفر ولا الكفر ؟ ما دون الكفر يتعين وجه التعين العطف على الكفر والعطف يقتضي المغايرة
ومن فوائد الآية تمام عدل الله عز وجل حيث أنه لم يعذب هؤلاء إلا لأنهم استحقوا العذاب بفسقهم جزاء وفاقا
فإن قال قائل جاء في الحديث الصحيح ( أن الله لو عذب أهل سماواته وأرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ) فالجواب لا إشكال في هذا يعني أنه لو وقعت تعذيب أهل الأرض والسماوات لكان هذا العذاب مستحق عليهم وهو غير ظالم لهم وليس المعنى أنه لو عذبهم بدون جرم لم يكن ظالما لأن تعذيبهم بغير ظلم قد أحاله الله عز وجل ومنع منه نفسه فقال تعالى (( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ))[هود:117] وقال (( وما ربك بظلام للعبيد )) لكن لو عذبهم لكانوا مستحقين للعذاب وبهذا يزول الإشكال في هذا الحديث
الآيات القدرية الليل والنهار يعني المخلوقات الليل والنهار والشمس والقمر إحياء الأرض بعد موتها وغير ذلك كيف يكون التكذيب بهذا وهذا نقول أما التكذيب بالشرائع فهو إما أن يكذب الأخبار فيقول هذا غير صحيح ما يدخل العقل ولا يمكن وإما بتحريف النصوص يحرف النص مثل قول بعضهم المراد باستوى استولى والمراد باليد القدرة أو القوة أو النعمة وما أشبه ذلك هذا الحال طيب الثالث الاستكبار عنها لا يعمل بها
أما آيات الله الكونية فإما أن ينسبها لغير الله كما يفعل السببيون الملحدون الذين ينسبون الأشياء لأسبابها المحضة ويرون أن السبب فاعل بنفسه أو يقول هي من الله ومعه غيره هذا أيضا تكذيب بآيات الله الكونية لأنه شرك أو يقول هي لله وحده لكن له معين هذا أيضا كفر بالآيات الكونية فصارت الآيات الكونية هي المخلوقات كلها والشرعية ما جاءت به الرسل من الوحي
ومن فوائد الآية الكريمة أن هؤلاء المكذبين سيصيبهم العذاب مباشرة لقوله (( يمسهم العذاب )) وإن أفلتوا من العذاب في الدنيا لم يفلتوا منه في الآخرة
ومن فوائد الآية إثبات الأسباب يا عبد الله ... لقوله (( بما كانوا يفسقون )) الباء للسببية وإثبات الأسباب دل عليه العقل والسمع ولا ينكره إلا أحمق والقرآن مملوء من هذا ولولا أننا في زمن اختبار قريب لطلبت منكم أن كل واحد يأخذ مثلا نصف جزء ويأتي بالآيات التي فيها ذكر السبب لأنه قد قيل إن في القرآن أكثر من ألف دليل يدل على إثبات الأسباب وهذا حقيقة نفس القرآن سبب قال الله تعالى (( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ))[النحل:44] وقال (( يبين الله لكم أن تضلوا )) لكن نظرا لقرب الامتحانات أخشى أن يكون في هذا تكليف توافقون على هذا ؟ عظيم إذن إن شاء الله في وقت آخر كل واحد مثلا يأخذ نصف جزء خمسة ورقات ويستنبط الآيات التي فيها الأسباب وهي كثيرة جدا
انقسم الناس في الأسباب إلى ثلاثة أقسام :
قسم جعلها مؤثرة بنفسها وإنه متى وجد السبب لزم وجود المسبب وهؤلاء هم الطبائعيون الذين لا يعترفون بالله عز وجل ولا يخفى حكمهم أنهم كفرة
القسم الثاني أنكر الأسباب أنكر تأثير الأسباب في مسبباتها وقال إن هذه الأسباب مجرد علامات فقط وأن المسبب حصل عند السبب لا بالسبب وهؤلاء ضلوا سمعا وعقلا حتى لو رمى إنسان زجاجة بحجر وصقعها ثم تكسرت فالحجر ما كسر الزجاجة ليه؟ لأنه ما يجوز أن تقول أنه كسر الزجاجة لو قلت هذا لكنت مشركا ونحن نستعجب لو قلت هذا لكنت موحدا مثبتا لله الحكمة هل يمكن لو تأتي صبيا والصبي ضرب الزجاجة وكسرها وقلت له لما تكسرها تقول مثلا هاتوه هل يمكن أن يقول أنا ما كسرتها حصل كسر عند فعلي وليس بفعلي ؟ أبدا لا يمكن ولكن أناس كبار ذوو عقول إدراك لا عقول ايش ؟ يقولون الأسباب لا تؤثر حصل الشيء عند السبب لا بالسبب
القسم الثالث أثبتوا الأسباب لكن جعلوا تأثيرها في مسبباتها لما أودع الله فيها من القوى المؤثرة وجعلوا الخالق أولا وآخره هو الله عز وجل قالوا لو شاء الله لم تؤثر هذه الأسباب فمثلا النار محرقة لا إشكال ولما ألقي فيها إبراهيم عليه السلام قال الله لها (( كوني بردا وسلاما على إبراهيم )) فكانت بردا وسلاما هل أثر هذا السبب في مسببه ؟ لا لأن الله تعالى قال ((كوني بردا وسلاما )) وهذا القول هو المتعين ولا أقول الراجح فقط هو المتعين وما سواه فهو ضلال باطل
من فوائد هذه الآية الكريمة أن الفسق يطلق على الكفر بقوله (( بما كانوا يفسقون )) لأنه قال الذين كذبوا بآياتنا كفار لا إشكال التكذيب بالآيات كفر قال بما كانوا يفسقون واقرأ قول الله تعالى في تنزيل السجدة (( أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ))[السجدة:20] الفسق هنا ايش ؟ كفر وقد يطلق الفسق على ما دون الكفر وهذا هو المراد من كلام الفقهاء رحمهم الله منه قول الله تعالى (( وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ))[الحجرات:7] فهنا الفسوق ما دون الكفر ولا الكفر ؟ ما دون الكفر يتعين وجه التعين العطف على الكفر والعطف يقتضي المغايرة
ومن فوائد الآية تمام عدل الله عز وجل حيث أنه لم يعذب هؤلاء إلا لأنهم استحقوا العذاب بفسقهم جزاء وفاقا
فإن قال قائل جاء في الحديث الصحيح ( أن الله لو عذب أهل سماواته وأرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ) فالجواب لا إشكال في هذا يعني أنه لو وقعت تعذيب أهل الأرض والسماوات لكان هذا العذاب مستحق عليهم وهو غير ظالم لهم وليس المعنى أنه لو عذبهم بدون جرم لم يكن ظالما لأن تعذيبهم بغير ظلم قد أحاله الله عز وجل ومنع منه نفسه فقال تعالى (( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ))[هود:117] وقال (( وما ربك بظلام للعبيد )) لكن لو عذبهم لكانوا مستحقين للعذاب وبهذا يزول الإشكال في هذا الحديث
ذكرنا أن من الكفر ما يطلق على الفسق فهل هو كذلك في قول الله تعالى:{ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الكافرون}؟.
الطالب : في الآية ذكرت هنا أن الفسق تطلق على الكفر فيه بعض الفوائد أن الكفر يطلق على الفسق والسؤال قول الله تعالى (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )) هل هذا تغير ألفاظ فقط ؟
الشيخ : تغير ألفاظ وين هذا.
الطالب : في الآية التي بعدها (( فأولئك هم الفاسقون )) .
الشيخ : (( فأولئك هم الظالمون )) الظالمون ثم الفاسقون أي نعم ايش الإشكال هذه المسألة بعضهم يقول إن هذا منزل على أحوال فمن كان حاكما بغير ما أنزل الله فهو كافر ومن حكم بغير ما أنزل الله لمحبته للعدوان والظلم وظلم الناس فهذا ظالم ومن حكم بغير ما أنزل الله لا ردا لحكم الله ولكن لأن نفسه تهواه فهذا فاسق نضرب لهذا بثلاثة حكام حاكم حكم بالقانون ورد حكم الله وقال لا نقبله فهذا كافر الثاني في نفسه شيء على شخص معين وحكم عليه دون خصمه هذا نصفه بأنه ظالم والثالث حكم بغير ما أنزل الله لا رد لما أنزل الله ولا إرادة لظلم لكن تهواه نفسه بمعنى حكم مثلا لشخص بأن له الأرض الفلانية وما فيه ظلم لكن تهواه نفسه إما لصداقته له أو لقرابته له أو لأنه يقول الأرض بيني وبينه هذا نقول أنه فاسق فننزلها على أحوال ومنهم من قال أنها على حال واحدة وهو أن الكافر فاسق وظالم كما قال عز وجل (( والكافرون هم الظالمون )) والأقرب عندي أنها منزلة على أحوال لأن لو قلنا أن الأوصاف هذه على موصوف واحد صارت شبه مكررة نعم
الشيخ : تغير ألفاظ وين هذا.
الطالب : في الآية التي بعدها (( فأولئك هم الفاسقون )) .
الشيخ : (( فأولئك هم الظالمون )) الظالمون ثم الفاسقون أي نعم ايش الإشكال هذه المسألة بعضهم يقول إن هذا منزل على أحوال فمن كان حاكما بغير ما أنزل الله فهو كافر ومن حكم بغير ما أنزل الله لمحبته للعدوان والظلم وظلم الناس فهذا ظالم ومن حكم بغير ما أنزل الله لا ردا لحكم الله ولكن لأن نفسه تهواه فهذا فاسق نضرب لهذا بثلاثة حكام حاكم حكم بالقانون ورد حكم الله وقال لا نقبله فهذا كافر الثاني في نفسه شيء على شخص معين وحكم عليه دون خصمه هذا نصفه بأنه ظالم والثالث حكم بغير ما أنزل الله لا رد لما أنزل الله ولا إرادة لظلم لكن تهواه نفسه بمعنى حكم مثلا لشخص بأن له الأرض الفلانية وما فيه ظلم لكن تهواه نفسه إما لصداقته له أو لقرابته له أو لأنه يقول الأرض بيني وبينه هذا نقول أنه فاسق فننزلها على أحوال ومنهم من قال أنها على حال واحدة وهو أن الكافر فاسق وظالم كما قال عز وجل (( والكافرون هم الظالمون )) والأقرب عندي أنها منزلة على أحوال لأن لو قلنا أن الأوصاف هذه على موصوف واحد صارت شبه مكررة نعم
5 - ذكرنا أن من الكفر ما يطلق على الفسق فهل هو كذلك في قول الله تعالى:{ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الكافرون}؟. أستمع حفظ
هل الذين بحثوا دخول الاعمال في الإيمان فيهم شبه بالخوارج؟.
الطالب :الذين يتكلمون في هذه المسألة أعني مسألة دخول الأعمال في الإيمان هل نقول أنهم عندهم شيء من التشبه بالخوارج؟
الشيخ : هم في الحقيقة بحثهم هذا لا أصل له لو أنهم سلكوا في الأحكام الشرعية ما سلكوه في أسماء الله وصفاته وقالوا ما ذكره الله على نفسه أثبتناه وما نفاه عن نفسه نفيناه وهنا نقول من كفره الله كفرناه ومن لم يكفره لم نكفره لسلموا وما أضر الناس إلا مثل هذا التأويل هذا كفر مخرج عن الملة وهذا يقول غير مخرج نعم حتى إن بعضهم أنكر ما ورد عن ابن عباس ( كفر دون كفر ) وقال هذه الرواية لا تثبت وحققها بعض تلاميذنا وقال إنها ثابتة والعلماء كلهم ينقلون عن ابن عباس مقرين لها مشهورة عنه
الشيخ : هم في الحقيقة بحثهم هذا لا أصل له لو أنهم سلكوا في الأحكام الشرعية ما سلكوه في أسماء الله وصفاته وقالوا ما ذكره الله على نفسه أثبتناه وما نفاه عن نفسه نفيناه وهنا نقول من كفره الله كفرناه ومن لم يكفره لم نكفره لسلموا وما أضر الناس إلا مثل هذا التأويل هذا كفر مخرج عن الملة وهذا يقول غير مخرج نعم حتى إن بعضهم أنكر ما ورد عن ابن عباس ( كفر دون كفر ) وقال هذه الرواية لا تثبت وحققها بعض تلاميذنا وقال إنها ثابتة والعلماء كلهم ينقلون عن ابن عباس مقرين لها مشهورة عنه
قال الله تعالى : { قل لآ أقول لكم عندي خزآئن الله و لآ أعلم الغيب و لآ أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوي الأعمى و البصير أفلا تتفكرون}
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى (( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ ))[الأنعام:50] الخطاب هنا للنبي صلى الله عليه وسلم وهو أمر من الله إليه أي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهذا أمر لإبلاغ خاص وإلا فكل القرآن قد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يبلغه لكن تأتي بعض الأحكام مصدرة بقل إشارة إلى أهميتها كقوله تعالى (( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم )) (( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ))
(( قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة )) والأمثلة على هذا كثيرة فيكون في هذا الحكم المذكور يكون وصية خاصة لإبلاغهم وإلا فكل القرآن قد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يبلغه كما قال تعالى (( لتبين للناس ما نزل إليهم )) (( قل لا أقول لكم )) الخطاب في أقول لكم للمشركين المكذبين للنبي صلى الله عليه وسلم (( عندي خزائن الله )) هذا المقول يقول أي لا أقول عندي خزائن الله أي خزائن رزقه فأرزقكم وأحرم من أشاء (( ولا أعلم الغيب )) يعني ولا أقول لكم إني أعلم الغيب والغيب ما غاب وهو نوعان:
غيب نسبي وهذا قد يعلم فمثلا الشارع الآن فيه أناس أنا لا أعلمهم والذي يشاهدهم يعلمهم هذا غيب نسبي وغيب مطلق حقيقي وهو ما غاب عن الناس كلهم فهذا لا يعلمه أحد كالعلم بما سيحدث في المستقبل هذا لا يمكن أن يعلمه أحد لا الرسول صلى الله عليه وسلم ولا غيره ولا أعلم الغيب إذن الغيب كل ما غاب وهو نوعان: نسبي وحقيقي فالنسبي ما غاب عن بعض الناس دون بعض والحقيقي ما غاب عن جميع الناس والنبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب لا النسبي ولا الحقيقي لكن في النسبي ما شاهده علم به ولذلك لما انخنس منه أبو هريرة رضى الله عنه وكان أبو هريرة جنبا قال له ( أين كنت ) فهو لا يعلم كذلك لما دخل بيته وطلب الطعام وأتوا إليه بتمر وطلب اللحم قال ( ألم أر البرمة على النار ) وهنا لم يجزم بأن فيها لحما مع أنها عنده في البيت لأنه صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب
(( ولا أقول لكم إني ملك )) خاطبهم مخاطبة غير الأولى يعني كرر المخاطبة لأن المقام هنا وهو نفي أن يكون ملكا أبلغ وأشد (( ولا أقول لكم إني ملك )) والإتيان بكاف الخطاب يدل على شدة توجيه الخطاب إلى المخاطب ولهذا اقرءوا في سورة الكهف قول الخضر لموسى في الأول قال (( قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ))[الكهف:72] وفي الثانية قال (( قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ))[الكهف:75]
(( ولا أقول لكم إني ملك )) واحد الملائكة إذن هو بشر من بني آدم ثم ذكر الله عز وجل وظيفته التي يقولها قال (( إن أتبع إلا ما يوحى إلي )) إن بمعنى ما فهي نافية وإن في اللغة العربية لها معان حسب السياق فتأتي نافية وتأتي شرطية مثالها إن اجتهدت نجحت وتأتي مخففة من الثقيلة مثل (( وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين )) أي إنهم كانوا وتأتي زائدة لا معنى لها إلا التوكيد كقول الشاعر
:" بني غدانة ما إن انتم ذهب ولا صريف ولكن أنتم الخزف "
والصريف الفضة طيب الشاهد في قوله " ما إن أنتم ذهب " فإن إن زائدة ولهذا لو قال الشاعر ما أنتم ذهب صح ما الذي يعين هذه المعاني ؟ الذي يعينه السياق فدل ذلك على أن الألفاظ يتعين معناها بالسياق وهو مما يؤيد قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ألا مجاز في اللغة لأن الكلمة يتعين معناها بسياقها حتى وإن استعملت بمعنى آخر في غير هذا السياق إذن الذي يعين السياق كذلك الذي يعين المعنى القرينة الحالية لأن السياق قرينة لفظية القرينة الحالية أن يدل حال المتحدث عنه على المعنى مثل قوله :
" وإن مالك كانت كرام المعاني "
هنا لا يمكن أن تكون نافية لأنه كان يفتخر بقومه فيتعين أن تكون مخففة من الثقيلة (( إن أتبع )) أي ما أتبع (( إلا ما يوحى )) إلي يعني إلا ما أوحاه الله إلي والوحي هو إعلام الله عز وجل لأحد أنبيائه بالشرع هذا الوحي وسمي ذلك من الإيحاء وهو السر والإخفاء لأن الوحي يقع خفيا ما كل أحد يدري عنه وقوله (( إلا ما يوحى إلي )) لم يبين الموحي وذلك للعلم به كما قال عز وجل (( وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي )) فالموحي هو الله عز وجل إلا ما يوحى إلي هذه وظيفة النبي صلى الله عليه وسلم وهذه ما لا يختص بها ولا تقع منه
(( قل )) يعني يا محمد بعد أن تبين هذا (( هل يستوي الأعمى والبصير )) هل بمعنى ما وجاءت أداة الاستفهام بمعنى النفي لأنه مشربة معنى التحدي يعني لا يستوي الأعمى والبصير وإن كنتم صادقين فبينوا لي الأعمى صفة مشبهة والبصير من يبصر ومن المعلوم أنه لا أحد يقول إن الأعمى والبصير سواء فما المراد بالأعمى هنا وما المراد بالبصير ؟ المراد بالأعمى الكافر كما قال تعالى (( صم بكم عمي فهم لا يرجعون )) والمراد بالبصير المؤمن بصير من البصير وبصير من البصر ((أفلا تتفكرون )) الاستفهام هنا للتوبيخ يعني أبعد هذا تعرضون فلا تتفكرون نعم
(( قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة )) والأمثلة على هذا كثيرة فيكون في هذا الحكم المذكور يكون وصية خاصة لإبلاغهم وإلا فكل القرآن قد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يبلغه كما قال تعالى (( لتبين للناس ما نزل إليهم )) (( قل لا أقول لكم )) الخطاب في أقول لكم للمشركين المكذبين للنبي صلى الله عليه وسلم (( عندي خزائن الله )) هذا المقول يقول أي لا أقول عندي خزائن الله أي خزائن رزقه فأرزقكم وأحرم من أشاء (( ولا أعلم الغيب )) يعني ولا أقول لكم إني أعلم الغيب والغيب ما غاب وهو نوعان:
غيب نسبي وهذا قد يعلم فمثلا الشارع الآن فيه أناس أنا لا أعلمهم والذي يشاهدهم يعلمهم هذا غيب نسبي وغيب مطلق حقيقي وهو ما غاب عن الناس كلهم فهذا لا يعلمه أحد كالعلم بما سيحدث في المستقبل هذا لا يمكن أن يعلمه أحد لا الرسول صلى الله عليه وسلم ولا غيره ولا أعلم الغيب إذن الغيب كل ما غاب وهو نوعان: نسبي وحقيقي فالنسبي ما غاب عن بعض الناس دون بعض والحقيقي ما غاب عن جميع الناس والنبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب لا النسبي ولا الحقيقي لكن في النسبي ما شاهده علم به ولذلك لما انخنس منه أبو هريرة رضى الله عنه وكان أبو هريرة جنبا قال له ( أين كنت ) فهو لا يعلم كذلك لما دخل بيته وطلب الطعام وأتوا إليه بتمر وطلب اللحم قال ( ألم أر البرمة على النار ) وهنا لم يجزم بأن فيها لحما مع أنها عنده في البيت لأنه صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب
(( ولا أقول لكم إني ملك )) خاطبهم مخاطبة غير الأولى يعني كرر المخاطبة لأن المقام هنا وهو نفي أن يكون ملكا أبلغ وأشد (( ولا أقول لكم إني ملك )) والإتيان بكاف الخطاب يدل على شدة توجيه الخطاب إلى المخاطب ولهذا اقرءوا في سورة الكهف قول الخضر لموسى في الأول قال (( قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ))[الكهف:72] وفي الثانية قال (( قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ))[الكهف:75]
(( ولا أقول لكم إني ملك )) واحد الملائكة إذن هو بشر من بني آدم ثم ذكر الله عز وجل وظيفته التي يقولها قال (( إن أتبع إلا ما يوحى إلي )) إن بمعنى ما فهي نافية وإن في اللغة العربية لها معان حسب السياق فتأتي نافية وتأتي شرطية مثالها إن اجتهدت نجحت وتأتي مخففة من الثقيلة مثل (( وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين )) أي إنهم كانوا وتأتي زائدة لا معنى لها إلا التوكيد كقول الشاعر
:" بني غدانة ما إن انتم ذهب ولا صريف ولكن أنتم الخزف "
والصريف الفضة طيب الشاهد في قوله " ما إن أنتم ذهب " فإن إن زائدة ولهذا لو قال الشاعر ما أنتم ذهب صح ما الذي يعين هذه المعاني ؟ الذي يعينه السياق فدل ذلك على أن الألفاظ يتعين معناها بالسياق وهو مما يؤيد قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ألا مجاز في اللغة لأن الكلمة يتعين معناها بسياقها حتى وإن استعملت بمعنى آخر في غير هذا السياق إذن الذي يعين السياق كذلك الذي يعين المعنى القرينة الحالية لأن السياق قرينة لفظية القرينة الحالية أن يدل حال المتحدث عنه على المعنى مثل قوله :
" وإن مالك كانت كرام المعاني "
هنا لا يمكن أن تكون نافية لأنه كان يفتخر بقومه فيتعين أن تكون مخففة من الثقيلة (( إن أتبع )) أي ما أتبع (( إلا ما يوحى )) إلي يعني إلا ما أوحاه الله إلي والوحي هو إعلام الله عز وجل لأحد أنبيائه بالشرع هذا الوحي وسمي ذلك من الإيحاء وهو السر والإخفاء لأن الوحي يقع خفيا ما كل أحد يدري عنه وقوله (( إلا ما يوحى إلي )) لم يبين الموحي وذلك للعلم به كما قال عز وجل (( وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي )) فالموحي هو الله عز وجل إلا ما يوحى إلي هذه وظيفة النبي صلى الله عليه وسلم وهذه ما لا يختص بها ولا تقع منه
(( قل )) يعني يا محمد بعد أن تبين هذا (( هل يستوي الأعمى والبصير )) هل بمعنى ما وجاءت أداة الاستفهام بمعنى النفي لأنه مشربة معنى التحدي يعني لا يستوي الأعمى والبصير وإن كنتم صادقين فبينوا لي الأعمى صفة مشبهة والبصير من يبصر ومن المعلوم أنه لا أحد يقول إن الأعمى والبصير سواء فما المراد بالأعمى هنا وما المراد بالبصير ؟ المراد بالأعمى الكافر كما قال تعالى (( صم بكم عمي فهم لا يرجعون )) والمراد بالبصير المؤمن بصير من البصير وبصير من البصر ((أفلا تتفكرون )) الاستفهام هنا للتوبيخ يعني أبعد هذا تعرضون فلا تتفكرون نعم
7 - قال الله تعالى : { قل لآ أقول لكم عندي خزآئن الله و لآ أعلم الغيب و لآ أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوي الأعمى و البصير أفلا تتفكرون} أستمع حفظ
الفوائد
في هذه الآية فوائد عظيمة : منها أنه يجب على النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلن للأمة ما أمره الله به (( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ ))[الأنعام:50] ومنها أن ما صدر بقل بالنسبة للرسول صلى الله عليه وسلم كان ذلك دليلا على أهميته وأن الله تعالى أوصى نبيه أن يبلغه خاصة مما يدل على العناية به
ومن فوائد هذه الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك خزائن الله عز وجل أي خزائن رزقه ولذلك يعيش صلى الله عليه وسلم الشهرين والثلاثة لا يوقد في بيته نار ولو كان عنده خزائن الله لأدركها مع أنه لو شاء لدعا ربه أن يحقق له ما يريد لكنه صلى الله عليه وسلم خير بين أن يكون عبدا نبيا أو ملكا نبيا فاختار أن يكون عبدا نبيا نعم
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنه إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك خزائن الله فإنه لا يجوز أن يطلب الرزق من الرسول مباشرة لأنه لو طلب الرزق من الرسول مباشرة لكان هذا شركا وتجاوزا لما هو عليه صلى الله عليه وسلم أما السؤال في حياته فله تفاصيل ليس هذا موضع ذكرها وقد يعطي وقد لا يعطي كما منع الأشعريين حين طلبوا رواحل يجاهدون عليها قال ( لا أجد ما أحملكم عليه )
ومن فوائد هذه الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب لقوله (( ولا أعلم الغيب ))
فإن قال قائل أليس النبي صلى الله عليه وسلم يحدث عن أشياء مستقبلة ؟ فالجواب بلى ولكن بوحي من الله صلى الله عليه وسلم والله عز وجل يعلم الغيب ولهذا نقول كل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من أمور المستقبل فهي بوحي خاص من الله صلى الله عليه وسلم وحينئذ لا ينافي ما أخبر به من أمور الغيب ما ذكره الله عز وجل في هذه الآية (( ولا أعلم الغيب )) لأن علمه بالمستقبل بما أوحى الله إليه ليس علما ذاتيا أدركه بنفسه ولكنه علم من عند الله عز وجل كما أن الإنسان يرى الرؤية الصالحة في المنام وينتفع بها في المستقبل والرؤية الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة
ومن فوائد هذه الآية الرد الصريح على من قالوا إن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب ثم لبسوا وشبهوا بما أخبر به من المغيبات التي أوحى الله إليه بها فيقال الأصل أنه لا يعلم الغيب وإذا جاء شيء تحدث به النبي صلى الله عليه وسلم عن المستقبل فإننا نعلم أن ذلك بوحي خاص من الله عز وجل
من فوائد هذه الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر كغيره لا يعلم الغيب وينسى كما ننسى ويلحقه الجوع والظمأ والبرد والحر كل الخصائص البشرية تلحق النبي صلى الله عليه وسلم
ومن فوائد هذه الِآية أن الملك قد يتصور بصورة إنسان لقوله (( ولا أقول لكم إني ملك )) لأنه لولا أنه يمكن تصوره بصورة إنسان ما احتيج إلى النفي إذ أنه معلوم بدون نفي وهذا هو الواقع وقد جاء جبريل عليه السلام بصورة البشر
ومن فوائد هذه الآية الكريمة الرد على الذين قالوا لو لا أنزل عليه ملك وقالوا لولا نزل عليه الملائكة فإن الملائكة لا يمكن أن ينزلوا ليكونوا رسلا إلى البشر كما قال عز وجل (( ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ))
ومن فوائد الآية كمال عبودية النبي صلى الله عليه وسلم لله عز وجل لقوله (( إن أتبع إلا ما يوحى إلي )) لا يزيد ولا ينقص حتى لو كان الذي نزل إليه على شخصيته عليه الصلاة والسلام فإنه لا يمكن أن يدعه وانظر إلى قوله الله تعالى (( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ))[الأحزاب:37] كلمات عظيمة ، عظيمة ، عظيمة يوجهها الله عز وجل إلى نبيه صلى الله عليه وسلم ولو كان كاتما شيئا مما أوحاه الله إليه لكتم هذا لأنه شيء عظيم أو كقوله (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ))[الأحزاب:1] (( اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ))
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن الشرائع توقيفية لا يجوز لأحد أن يبتدع منها شيء لقوله (( إن أتبع إلا ما يوحى إلي )) ولهذا قرر أهل العلم أن الأصل في العبادات المنع والحذر وأنه لا يجوز للإنسان أن يتعبد لله تعالى بشيء إلا ما أذن له فيه شرعا وهذا حق مستند إلى آيات متعددة وإلى قول النبي صلى الله عليه وسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) طيب هل مثلا لو أن أحد الناس استحسن شيئا يتعبد لله به هل يكون حسنا ؟ اجيبوا يا جماعة لا يكون حسنا أبدا وبذلك يبطل تقسيم من قسم البدعة إلى نوعين ضلالة وحسنة أو إلى خمسة أنواع فإن هذا باطل لا شك فيه لأن أعلم الخلق بشريعة الله وأفصح الخلق وأنصح الخلق محمد صلى الله عليه وسلم قال ( كل بدعة ضلالة ) كل بصيغة العموم التي هي أعم الألفاظ أعم صيغ العموم كل ( كل بدعة ضلالة ) وهذا العموم المحكم لا يخرج منه شيء
ولا يرد على هذا ما ثبت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه حين جمع الناس في رمضان على أبي بن كعب وتميم الداري وكان الناس بعد أن امتنع النبي صلى الله عليه وسلم من إقامة قيام رمضان بهم جماعة صاروا يقومون أفرادا أو الرجل مع الثاني أو الرجل مع اثنين وما أشبه ذلك ويحصل التشويش خرج عمر ذات ليلة وهم على هذا فأمر أبي بن كعب وتميما الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة ففعلا وقام بالناس بإحدى عشرة ركعة ثم خرج مرة أخرى ورآهم على هذه الحال فقال ( نعمت البدعة هذه ) فسماها بدعة وأثنى عليها أفهمتم؟ هذا الأثر استدل به جميع أهل البدع على استساغة بدعهم ونحن نجيبهم بأمرين:
الأمر الأول أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه من الخلفاء الراشدين الذين بدعتهم إن صارت بدعة ايش هي ؟ سنة فهل أنتم أيها الخلف المتخلف هل أنتم كعمر ؟ لا إذن لو صح أنها بدعة شرعية لكان عمر ممن يقتدى به وسنته متبعة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم
ثانيا أنها بدعة نسبية باعتبار هجرها من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن أقامها عمر فهذه بدعة نسبية ولا يصلح أن نقول أنها بدعة لغوية لأن البدعة اللغوية لا بد ألا تكون مسبوقة لكن نقول هي بدعة نسبية باعتبار أنها هجرت من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم مارا بعهد أبي بكر ثم أول خلافة عمر
ثالثا هذه البدعة لها أصل في السنة وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه في قيام رمضان ثلاث ليالي وتخلف في الرابعة وقال ( إني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها ) هذه العلة التي تأخر النبي صلى الله عليه وسلم عن إقامتها جماعة هل هي باقية في عهد عمر ؟ الجواب لا فالحكم يدور مع علته وهذه العلة في عهد عمر لا يمكن أن تكون فبطل تشبث أهل البدع بمثل هذه الكلمة من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه
ومن فوائد هذه الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك خزائن الله عز وجل أي خزائن رزقه ولذلك يعيش صلى الله عليه وسلم الشهرين والثلاثة لا يوقد في بيته نار ولو كان عنده خزائن الله لأدركها مع أنه لو شاء لدعا ربه أن يحقق له ما يريد لكنه صلى الله عليه وسلم خير بين أن يكون عبدا نبيا أو ملكا نبيا فاختار أن يكون عبدا نبيا نعم
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنه إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك خزائن الله فإنه لا يجوز أن يطلب الرزق من الرسول مباشرة لأنه لو طلب الرزق من الرسول مباشرة لكان هذا شركا وتجاوزا لما هو عليه صلى الله عليه وسلم أما السؤال في حياته فله تفاصيل ليس هذا موضع ذكرها وقد يعطي وقد لا يعطي كما منع الأشعريين حين طلبوا رواحل يجاهدون عليها قال ( لا أجد ما أحملكم عليه )
ومن فوائد هذه الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب لقوله (( ولا أعلم الغيب ))
فإن قال قائل أليس النبي صلى الله عليه وسلم يحدث عن أشياء مستقبلة ؟ فالجواب بلى ولكن بوحي من الله صلى الله عليه وسلم والله عز وجل يعلم الغيب ولهذا نقول كل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من أمور المستقبل فهي بوحي خاص من الله صلى الله عليه وسلم وحينئذ لا ينافي ما أخبر به من أمور الغيب ما ذكره الله عز وجل في هذه الآية (( ولا أعلم الغيب )) لأن علمه بالمستقبل بما أوحى الله إليه ليس علما ذاتيا أدركه بنفسه ولكنه علم من عند الله عز وجل كما أن الإنسان يرى الرؤية الصالحة في المنام وينتفع بها في المستقبل والرؤية الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة
ومن فوائد هذه الآية الرد الصريح على من قالوا إن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب ثم لبسوا وشبهوا بما أخبر به من المغيبات التي أوحى الله إليه بها فيقال الأصل أنه لا يعلم الغيب وإذا جاء شيء تحدث به النبي صلى الله عليه وسلم عن المستقبل فإننا نعلم أن ذلك بوحي خاص من الله عز وجل
من فوائد هذه الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر كغيره لا يعلم الغيب وينسى كما ننسى ويلحقه الجوع والظمأ والبرد والحر كل الخصائص البشرية تلحق النبي صلى الله عليه وسلم
ومن فوائد هذه الِآية أن الملك قد يتصور بصورة إنسان لقوله (( ولا أقول لكم إني ملك )) لأنه لولا أنه يمكن تصوره بصورة إنسان ما احتيج إلى النفي إذ أنه معلوم بدون نفي وهذا هو الواقع وقد جاء جبريل عليه السلام بصورة البشر
ومن فوائد هذه الآية الكريمة الرد على الذين قالوا لو لا أنزل عليه ملك وقالوا لولا نزل عليه الملائكة فإن الملائكة لا يمكن أن ينزلوا ليكونوا رسلا إلى البشر كما قال عز وجل (( ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ))
ومن فوائد الآية كمال عبودية النبي صلى الله عليه وسلم لله عز وجل لقوله (( إن أتبع إلا ما يوحى إلي )) لا يزيد ولا ينقص حتى لو كان الذي نزل إليه على شخصيته عليه الصلاة والسلام فإنه لا يمكن أن يدعه وانظر إلى قوله الله تعالى (( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ))[الأحزاب:37] كلمات عظيمة ، عظيمة ، عظيمة يوجهها الله عز وجل إلى نبيه صلى الله عليه وسلم ولو كان كاتما شيئا مما أوحاه الله إليه لكتم هذا لأنه شيء عظيم أو كقوله (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ))[الأحزاب:1] (( اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ))
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن الشرائع توقيفية لا يجوز لأحد أن يبتدع منها شيء لقوله (( إن أتبع إلا ما يوحى إلي )) ولهذا قرر أهل العلم أن الأصل في العبادات المنع والحذر وأنه لا يجوز للإنسان أن يتعبد لله تعالى بشيء إلا ما أذن له فيه شرعا وهذا حق مستند إلى آيات متعددة وإلى قول النبي صلى الله عليه وسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) طيب هل مثلا لو أن أحد الناس استحسن شيئا يتعبد لله به هل يكون حسنا ؟ اجيبوا يا جماعة لا يكون حسنا أبدا وبذلك يبطل تقسيم من قسم البدعة إلى نوعين ضلالة وحسنة أو إلى خمسة أنواع فإن هذا باطل لا شك فيه لأن أعلم الخلق بشريعة الله وأفصح الخلق وأنصح الخلق محمد صلى الله عليه وسلم قال ( كل بدعة ضلالة ) كل بصيغة العموم التي هي أعم الألفاظ أعم صيغ العموم كل ( كل بدعة ضلالة ) وهذا العموم المحكم لا يخرج منه شيء
ولا يرد على هذا ما ثبت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه حين جمع الناس في رمضان على أبي بن كعب وتميم الداري وكان الناس بعد أن امتنع النبي صلى الله عليه وسلم من إقامة قيام رمضان بهم جماعة صاروا يقومون أفرادا أو الرجل مع الثاني أو الرجل مع اثنين وما أشبه ذلك ويحصل التشويش خرج عمر ذات ليلة وهم على هذا فأمر أبي بن كعب وتميما الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة ففعلا وقام بالناس بإحدى عشرة ركعة ثم خرج مرة أخرى ورآهم على هذه الحال فقال ( نعمت البدعة هذه ) فسماها بدعة وأثنى عليها أفهمتم؟ هذا الأثر استدل به جميع أهل البدع على استساغة بدعهم ونحن نجيبهم بأمرين:
الأمر الأول أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه من الخلفاء الراشدين الذين بدعتهم إن صارت بدعة ايش هي ؟ سنة فهل أنتم أيها الخلف المتخلف هل أنتم كعمر ؟ لا إذن لو صح أنها بدعة شرعية لكان عمر ممن يقتدى به وسنته متبعة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم
ثانيا أنها بدعة نسبية باعتبار هجرها من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن أقامها عمر فهذه بدعة نسبية ولا يصلح أن نقول أنها بدعة لغوية لأن البدعة اللغوية لا بد ألا تكون مسبوقة لكن نقول هي بدعة نسبية باعتبار أنها هجرت من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم مارا بعهد أبي بكر ثم أول خلافة عمر
ثالثا هذه البدعة لها أصل في السنة وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه في قيام رمضان ثلاث ليالي وتخلف في الرابعة وقال ( إني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها ) هذه العلة التي تأخر النبي صلى الله عليه وسلم عن إقامتها جماعة هل هي باقية في عهد عمر ؟ الجواب لا فالحكم يدور مع علته وهذه العلة في عهد عمر لا يمكن أن تكون فبطل تشبث أهل البدع بمثل هذه الكلمة من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه
الكلام على جمع المصحف.
فإن قال قائل ابتدعت أشياء أقرها المسلمون كجمع القرآن على مصحف واحد وكتبويب الأحاديث وكبناء المدارس وأشياء كثيرة ما تقول في هذا ؟ أقول هذه ليست مقصودة بذاتها بل هي مقصودة لغيرها فجمع الناس على مصحف واحد لئلا يتفرق الأمة لو كان الناس يقرءون في المصاحف التي في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم لتمزقت الأمة تمزقا عظيما ولقالت النصارى إذا كان عندنا أربعة أناجيل أو خمسة فعندكم عشرات فلهذا كان توحيد المصحف مقصودا لغيره وهو جمع كلمة المسلمين وعدم تنازعهم
كذلك أيضا تبويب الأحاديث أو جمعها على المسانيد هو أيضا مقصود لغيره حتى يتيسر على المسلمين وصول السنة أرأيتم أنا إذا لم تبوب على الأبواب ولا على المسانيد لكان الإنسان يجب إذا أراد مسألة أن يقرأ كل حديث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يخفى ما في هذا من التعب العظيم وما في هذا أيضا من تعطل الشريعة فكان هذا مقصودا لغيره
كذلك أيضا تبويب الأحاديث أو جمعها على المسانيد هو أيضا مقصود لغيره حتى يتيسر على المسلمين وصول السنة أرأيتم أنا إذا لم تبوب على الأبواب ولا على المسانيد لكان الإنسان يجب إذا أراد مسألة أن يقرأ كل حديث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يخفى ما في هذا من التعب العظيم وما في هذا أيضا من تعطل الشريعة فكان هذا مقصودا لغيره
الكلام على بدعة المحاريب.
طيب أتى أناس وقالوا المحاريب هذه في المساجد هذه بدعة لا بد أن تهدمها ولو أن إنسان أوصى أن يبنى له مسجدا فيه محراب بطلت الوصية ليش ؟قال لأن المحاريب.
اضيفت في - 2007-08-13