تفسير سورة الكهف-01a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
قال الله تعالى : << الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب و لم يجعل له عوجا >>
الحمد هو وصف المحمود بالكمال محبة وتعظيماً ، هذا الحمد أن تصف المحمود بالكمال محبة وتعظيماً ، وبقولنا : محبة وتعظيماً خرج المدح لأن المدح لا يستلزم المحبة والتعظيم ، بل قد يمدح الإنسان شخصاً لا يساوي فلسة لكن برجاء منفعة ودفع مضرة ، أما الحمد فإنه وصف للكمال مع المحبة والتعظيم . (( الحمد لله )) هذا اسم علم لله عز وجل مختص به لا يطلب في غيره ، وهو علم على ذاته المقدسة تبارك وتعالى . (( الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ )) الجملة (( الحمد لله الذي أنزل )) هل خبر أراد الله سبحانه وتعالى أن يخبر عباده أنه محمود ، أو هي في إشارة وتوجيه على أن نحمد الله عز وجل على هذا ، أو الجميع ؟ الجميع ، وهو خبر من الله عن نفسه وهو إرشاد منه أن نحمده عز وجل على ذلك ، (( الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا )) ، (( عبده )) يعني محمد صلى الله عليه وسلم ، وصفه بالعبودية لأنه أعبد البشر لله عز وجل ، فقد وصفه الله تعالى بالعبودية في حال إنزال الكتاب عليه ، وفي حال الدفاع عنه ، وفي حال الإسراء به ، فقال جل وعلا في حال إنزال القرآن عليه : (( أنزل على عبده الكتاب )) ، وفي حال الدفاع عنه (( وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا )) [البقرة:23]، يعني محمد صلى الله عليه وسلم ، وفي حال الإسراء به لقوله تعالى : (( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ))[الإسراء:1] يعني في أشرف مقامات النبي وصفه الله تعالى بأنه عبده ونعم الوصف أن يكون الإنسان عبداً لله حتى قالت عائشة : ( لا تنادني إلا بيا عبدة فإنه أشرف الأسماء ) ، وقوله : (( أنزل على عبده الكتاب )) هو القرآن ، وسمي كتاباً لأنه يكتب أو لأنه جامع لأن الكتب بمعنى الجمع ، ولهذا يقال : الكتيبة يعني المجموعة من الخيل ، والقرآن صالح فيه هذا وهذا ، فهو مكتوب وهو أيضاً جامع ، (( الكتاب ولم يجعل له عوجا )) ، (( لم يجعل له )) أي لهذا القرآن (( عوجاً )) بل هو مستقيم
قال الله تعالى : << قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا >>
ولهذا قال : (( قيماً )) و قيماً حال من قوله : (( الكتاب )) يعني حال كونه قيماً ، فإن قال قائل: لماذا لم تجعل ؟ لأن الكتاب مكتوب وقيماً منصوص ، الجواب أن قيماً نكرة والكتاب معرفة ، ولا يمكن أن توصف المعرفة بالنكرة ، ومعنى (( قيماً )) يعني أنه مستقيماً غاية الاستقامة ، وهنا ذكر نفي العيب أولاً ثم إثبات الكمال ثانياً ، إيش نفى العيب ؟
الطالب :(( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا )) .
الشيخ : قوله : (( ولم يجعل له عوجا )) الكمال ؟ (( قيماً )) وهذا ينبغي أن تنقي المكان من الأذى ثم تضع الكمال ولهذا يقال : التخلية قبل التحلية ، يعني قبل أن تحلي الشيء أخل المكان عن ... التخلي ثم حلي . وفي قوله تعالى : (( ولم يجعل له عوجاً قيماً )) تنبيه وهو أنه يجب الوقوف على قوله : (( ولم يجعل له عوجا )) لأنه ... لصار الكلام متناقض (( ولم يجعل له عوجا قيماً )) كيف ؟ هل العوج قيم ؟ لا ، إذاً قف ، (( ولم يجعل له عوجاً )) (( قيما )) إلى آخره ، وما هي الحكمة في إنزال الفرقان ؟ بينها الله في قوله : (( قَيِّمًا لِيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ )) (( لينذر )) الضمير يحتمل أن يكون عائداً على عبده ، ويحتمل أن يكون الضمير على الكتاب ، وكلاهما صحيح ،لك أن نقول : لأجل أن ينذر به ، والكتاب نفسه منذر ، (( لِيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ )) أي من قبل الله عز وجل ، والبأس هو العذاب كما قال تعالى : وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ))[البقرة:177] ، وقوله تعالى : (( فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا ))[الأعراف:4]، يعني عذاباً ، (( لِيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ )) نجد أن الله سبحانه وتعالى حذف المفعول في قوله : (( لينذر )) وذكر المفعول في قوله : (( يبشر )) فكيف نقدم المفعول به (( لينذر )) ؟ نقدمه مقابل (( يبشر )) وهذه فائدة من فوائد علم التفسير أن الشيء يعرف بذكر قبيله المقابل له ، إذاً يبشر المؤمنين وينذر الكافرين ، وحذف المفعول بذكر دلالة ما بعده عليه ، وقلنا : أن القرآن قد يستدل ببعض الآثار على بعض بذكر مقامه ومنه قوله تعالى : (( فَانفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُوا جَمِيعًا ))[النساء:71]، (( ثبات )) يعني متفرقين ، ثم قال :(( أو انفروا جميعاً )) ، (( ويبشر المؤمنين الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ )) لابد مع الإيمان العمل الصالح ، لا يكفي الإيمان وحده بل لابد من عمل صالح ، ولهذا ورد عن بعض السلف عليك أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله والجنة قال : بلى ، ولكن هل ... ؟ الجواب لا ، فلابد من أعمال (( ويبشر المؤمنين الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ )) الأول نسأل من المؤمنون ؟ المؤمنون الذين آمنوا بما يجب الإيمان به وقد بين الرسول عليه الصلاة والسلام ما يجب الإيمان به لجبريل لما سأله عن الإيمان فقال : ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ) ، (( الذين يعملون الصالحات )) يعني يعملون الأعمال الصالحة ، ومتى يكون العمل صالحاً ؟ لا يمكن أن يكون صالحاً إلا إذا تضمن شيئين : الأول : الإخلاص لله عز وجل . والثاني : المتابعة لشريعة الله . فالإخلاص لله بأن لا يقصد الإنسان بعمل سوى وجه الله عز وجل . المتابعة ألا يخرج عن شريعة الله عز وجل سواء نبينا محمد عليه الصلاة والسلام أو غيره ومن المعلوم أن الشرائع بعد بعثة الرسول كلها منسوخة . طيب الإخلاص ما ضده ؟ الشرك ، والإتباع ضده البدعة ، إذاً البدعة ... مهما ازدادت في قلب صاحبها ومهما كان فيها من الفجور ومهما كان فيها من ... في القلب ،
الطالب : .....
الشيخ : نعم ، لأنها ليست موافقة الشيء ، طيب ولهذا نقول : كل بدعة مهما استحسنها مبتدعها فإنها غير مقبولة بل هي ضلالة كما قال صلى الله عليه وسلم ، طيب من عمل عملاً على وفق الشريعة طاهراً لكن القلب فيه رياء فهذا لا يقبل لماذا ؟ لفقد الإخلاص. إذاً لابد من أمرين: إخلاص لله عز وجل، وإتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإلا لم يكن صالحاً ، قال: (( أن لهم أجراً حسناً * ماكثين فيه أبداً )) (( أجراً )) أي ثواباً ، وسمى الله ثواب الأعمال أجراً لأنها في مقابلة عمل ، وهذا من عدله جل وعلا أن يسمي الثواب الذي ... الصالح من أمره أجراً حتى يطمئن الإنسان بضمان هذا الثواب ، لأنه من المعروف أن الأجر إذا قام الأجير بعمله فإنه يستحقه ، وسماه أجراً حتى يطمئن العامل لأنه سوف يكافأ به ، وقوله : (( حسناً )) فقد جاء في سورة أخرى ما هو أعلى من هذا الوصف وهو قوله تعالى :(( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ))[يونس:26]، وجاء في آية أخرى مثل هذه الآية (( هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ ))[الرحمن:60]، فهل نأخذ بما يقتضي التساوي أو بما يقتضي الأكمل ؟ بما يقتضي الأكمل فنقول :(( حسناً )) أي هو أحسن شيء، ولا شك في هذا أن ثواب الجنة لا يعادله ثواب
الطالب :(( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا )) .
الشيخ : قوله : (( ولم يجعل له عوجا )) الكمال ؟ (( قيماً )) وهذا ينبغي أن تنقي المكان من الأذى ثم تضع الكمال ولهذا يقال : التخلية قبل التحلية ، يعني قبل أن تحلي الشيء أخل المكان عن ... التخلي ثم حلي . وفي قوله تعالى : (( ولم يجعل له عوجاً قيماً )) تنبيه وهو أنه يجب الوقوف على قوله : (( ولم يجعل له عوجا )) لأنه ... لصار الكلام متناقض (( ولم يجعل له عوجا قيماً )) كيف ؟ هل العوج قيم ؟ لا ، إذاً قف ، (( ولم يجعل له عوجاً )) (( قيما )) إلى آخره ، وما هي الحكمة في إنزال الفرقان ؟ بينها الله في قوله : (( قَيِّمًا لِيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ )) (( لينذر )) الضمير يحتمل أن يكون عائداً على عبده ، ويحتمل أن يكون الضمير على الكتاب ، وكلاهما صحيح ،لك أن نقول : لأجل أن ينذر به ، والكتاب نفسه منذر ، (( لِيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ )) أي من قبل الله عز وجل ، والبأس هو العذاب كما قال تعالى : وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ))[البقرة:177] ، وقوله تعالى : (( فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا ))[الأعراف:4]، يعني عذاباً ، (( لِيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ )) نجد أن الله سبحانه وتعالى حذف المفعول في قوله : (( لينذر )) وذكر المفعول في قوله : (( يبشر )) فكيف نقدم المفعول به (( لينذر )) ؟ نقدمه مقابل (( يبشر )) وهذه فائدة من فوائد علم التفسير أن الشيء يعرف بذكر قبيله المقابل له ، إذاً يبشر المؤمنين وينذر الكافرين ، وحذف المفعول بذكر دلالة ما بعده عليه ، وقلنا : أن القرآن قد يستدل ببعض الآثار على بعض بذكر مقامه ومنه قوله تعالى : (( فَانفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُوا جَمِيعًا ))[النساء:71]، (( ثبات )) يعني متفرقين ، ثم قال :(( أو انفروا جميعاً )) ، (( ويبشر المؤمنين الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ )) لابد مع الإيمان العمل الصالح ، لا يكفي الإيمان وحده بل لابد من عمل صالح ، ولهذا ورد عن بعض السلف عليك أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله والجنة قال : بلى ، ولكن هل ... ؟ الجواب لا ، فلابد من أعمال (( ويبشر المؤمنين الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ )) الأول نسأل من المؤمنون ؟ المؤمنون الذين آمنوا بما يجب الإيمان به وقد بين الرسول عليه الصلاة والسلام ما يجب الإيمان به لجبريل لما سأله عن الإيمان فقال : ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ) ، (( الذين يعملون الصالحات )) يعني يعملون الأعمال الصالحة ، ومتى يكون العمل صالحاً ؟ لا يمكن أن يكون صالحاً إلا إذا تضمن شيئين : الأول : الإخلاص لله عز وجل . والثاني : المتابعة لشريعة الله . فالإخلاص لله بأن لا يقصد الإنسان بعمل سوى وجه الله عز وجل . المتابعة ألا يخرج عن شريعة الله عز وجل سواء نبينا محمد عليه الصلاة والسلام أو غيره ومن المعلوم أن الشرائع بعد بعثة الرسول كلها منسوخة . طيب الإخلاص ما ضده ؟ الشرك ، والإتباع ضده البدعة ، إذاً البدعة ... مهما ازدادت في قلب صاحبها ومهما كان فيها من الفجور ومهما كان فيها من ... في القلب ،
الطالب : .....
الشيخ : نعم ، لأنها ليست موافقة الشيء ، طيب ولهذا نقول : كل بدعة مهما استحسنها مبتدعها فإنها غير مقبولة بل هي ضلالة كما قال صلى الله عليه وسلم ، طيب من عمل عملاً على وفق الشريعة طاهراً لكن القلب فيه رياء فهذا لا يقبل لماذا ؟ لفقد الإخلاص. إذاً لابد من أمرين: إخلاص لله عز وجل، وإتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإلا لم يكن صالحاً ، قال: (( أن لهم أجراً حسناً * ماكثين فيه أبداً )) (( أجراً )) أي ثواباً ، وسمى الله ثواب الأعمال أجراً لأنها في مقابلة عمل ، وهذا من عدله جل وعلا أن يسمي الثواب الذي ... الصالح من أمره أجراً حتى يطمئن الإنسان بضمان هذا الثواب ، لأنه من المعروف أن الأجر إذا قام الأجير بعمله فإنه يستحقه ، وسماه أجراً حتى يطمئن العامل لأنه سوف يكافأ به ، وقوله : (( حسناً )) فقد جاء في سورة أخرى ما هو أعلى من هذا الوصف وهو قوله تعالى :(( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ))[يونس:26]، وجاء في آية أخرى مثل هذه الآية (( هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ ))[الرحمن:60]، فهل نأخذ بما يقتضي التساوي أو بما يقتضي الأكمل ؟ بما يقتضي الأكمل فنقول :(( حسناً )) أي هو أحسن شيء، ولا شك في هذا أن ثواب الجنة لا يعادله ثواب
2 - قال الله تعالى : << قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا >> أستمع حفظ
قال الله تعالى : << ماكثين فيه أبدا >>
وقوله : (( ماكثين فيه أبداً )) أي باقين فيه ، (( أبداً )) إلى متى ؟ إلى ما لا نهاية ، فلا مرض ، ولا موت ، ولا جوع ، ولا عطش ، ولا حر ، ولا برد ، كل شيئا من جميع الأمور ، واعلم أن من عقيدة أهل السنة والجماعة أن الجنة موجودة الآن وأنها مؤبدة وأن النار موجودة الآن وأنها مؤبدة هذه عقيدة أهل السنة والجماعة وقد جاء هذا في القرآن فالآيات بالنسبة لأصحاب اليمين كثيرة ، وبالنسبة لأصحاب الشمال ذكر التأبيد في آيات ثلاثة : الأولى ؟ نعم .
الطالب : في سورة النساء
الشيخ :(( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا * إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ))[النساء:169]. والآية الثانية ؟
الطالب : في سورة الجن
الشيخ : لا ، قبل الجن .
الطالب : في سورة الأحزاب لقول الله تعالى : (( إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ))[الأحزاب:64-65].
الشيخ : لقول الله تعالى : (( إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا )) .
الآية الثالثة ؟ نعم .
الطالب : في سورة الجن
الشيخ :(( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ))[الجن:23]، وإذا كان الثلاث آيات من كلام الله عز وجل قرينة للتأبيد فلا ينبغي أن يقال خلاف ذلك لأن الشاعر يقول :
وليس كل خلاف جاء معتبراً إلا خلافا له حظ من النظر
وهذا ... كيف يكون الخالق العليم ... ؟ هذا غريب من أغرب ما يكون طيب إذاً (( ماكثين فيه أبداً )) هذا دليل على إيش ؟ على أن أبدية النار ، القاعدة ماذا قال أهل السنة والجماعة ؟ أن الجنة والنار مخلوقتان لله ، لأن ذكر في الجنة أعدت وذكر في النار أعدت . ثانياً : أنهم مؤبدتان لا تفنيان لا هما ولا من فيهما
الطالب : في سورة النساء
الشيخ :(( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا * إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ))[النساء:169]. والآية الثانية ؟
الطالب : في سورة الجن
الشيخ : لا ، قبل الجن .
الطالب : في سورة الأحزاب لقول الله تعالى : (( إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ))[الأحزاب:64-65].
الشيخ : لقول الله تعالى : (( إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا )) .
الآية الثالثة ؟ نعم .
الطالب : في سورة الجن
الشيخ :(( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ))[الجن:23]، وإذا كان الثلاث آيات من كلام الله عز وجل قرينة للتأبيد فلا ينبغي أن يقال خلاف ذلك لأن الشاعر يقول :
وليس كل خلاف جاء معتبراً إلا خلافا له حظ من النظر
وهذا ... كيف يكون الخالق العليم ... ؟ هذا غريب من أغرب ما يكون طيب إذاً (( ماكثين فيه أبداً )) هذا دليل على إيش ؟ على أن أبدية النار ، القاعدة ماذا قال أهل السنة والجماعة ؟ أن الجنة والنار مخلوقتان لله ، لأن ذكر في الجنة أعدت وذكر في النار أعدت . ثانياً : أنهم مؤبدتان لا تفنيان لا هما ولا من فيهما
قال الله تعالى : << و ينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا >>
(( وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا * مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ )) هذا كالإيضاح لما أبهم في الآية السابقة (( وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا )) من هم ؟
الطالب : النصارى .
الشيخ : قالوا : عيسى ابن الله ، واليهود قالوا : عزير ابن الله ، والمشركون قالوا : الملائكة بنات ، ... وعزير وليست هذه ولكنه هو الخالق ، والمسيح ...
الطالب : النصارى .
الشيخ : قالوا : عيسى ابن الله ، واليهود قالوا : عزير ابن الله ، والمشركون قالوا : الملائكة بنات ، ... وعزير وليست هذه ولكنه هو الخالق ، والمسيح ...
قال الله تعالى : << ما لهم به من علم و لا لأبآءهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا >>
قال الله تعالى : (( ما لهم به من علم )) ، (( ما لهم به )) أي بالولد أو بالقول ؟ بالقول ، (( ما لهم به )) أي بهذا القول ، أو ما لهم به أي بالولد من علم ، وقوله : (( ما لهم به من علم )) إذاً ثبت لهم إيش؟ الجهل ، (( وَلا لِآبَائِهِمْ )) الذين قالوا هذا القول ليس لهم بذلك علم ، ليس إلا هنالك أوهام ظنوها حقائق وإلا ما لهم علوم (( ما لهم به من علم ولا لآبائهم كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ )) ، (( كبرت كلمة )) هذه قد تشكل على البعض بأن ... المؤلف وكلمة ... فيقال : كبرت كلمة ، ولكن الجواب عن هذا يقال : إن كلمة تمييز وإن الفاعل محذوف والتقدير كبرت مقالتهم كلمة تخرج من أفواههم ، أي عظمت ، لأنها عظيمة والعياذ بالله ، كما قال الله سبحانه وتعالى : (( تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا ))[مريم:90-092]، يعني مستحيل غاية الاستحالة أن يكون له ولد ، فإن قال قائل : أليس الله يقول : (( قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ))؟[الزخرف:81]، الجواب بلى ، لكن تعليق الشرط لا يدل على وقوع المشروط إن كان وهل يمكن أن يكون ؟ لا ، نفهم من الآيات الأخرى أنه لا يمكن أن يكون ، وهذا كقوله تعالى للرسول عليه الصلاة والسلام : (( فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ ))[يونس:94]، هل يمكن يشك ؟ لا ، لكن على أمر الله الذي لا يقع وهذا كقوله تعالى : (( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ))[الأنبياء:22]، لا يمكن أن يكون فيهما آلهة غير الله عز وجل فتبين بهذا يا إخواني أن وجود الشرط لا يدل على إمكان المشروط بل قد يكون مستحيلاً غاية الاستحالة . (( ما لهم به من علم ولا لآبائهم كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ )) فإننا نستفيد من قوله : (( أفواههم )) أن هؤلاء يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ، وأنهم لا يستيقنون أن يكون لله ولداً ، لو سألت أي عاقل لا يمكن أن يقول : إن لله ولد ، وكيف يمكن أن يكون لله ولد وهذا الولد بشر تراه مثلنا يأكل ويشرب ويلبس ويلحقه الجوع والعطش والحر والبرد كيف يكون ولداً ؟ هذا لا يمكن ، ولهذا قال : (( إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا )) ، (( إن )) بمعنى ما يقولون ، ومن علامات إن النافية أن يقع بعدها إلا ، (( إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ ))[فاطر:23]، (( إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا )) ، (( إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ))[الأنعام:7]، أي ما يقوله هؤلاء إلا كذباً ، والكذب الخبر المخالف للواقع ، والصدق الخبر المطابق للواقع ، فإذا قال قائل : قدم غلام اليوم وهو لم يقدم ، كذب ، سواء علم أو لم يعلم ، حتى وإن لم يعرف أنه جاء ، خلافاً لما يقوله بعض الناس : أن الكذب ما كان عن عمد ، أي ما خالف الواقع عن عمد لا حتى وإن لم يكن عمداً ، ودليل ذلك قصة سبيعة الأسلمية رضي الله عنها حينما مات عنها زوجها وهي حامل فوضعت بعد موته بليال ثم خلعت ثياب الحداد ولبست ثياب جميلة تريد أن تخطب فدخل عليها أبو السنابل قال لها : ما أنت بناكح حتى يأتي عليك أربعة أشهر وعشرا ، كان يرى بعد موت زوجها بأربعين ليلة أو أقل أو أكثر هذا المعلوم ، كم باقي على الحداد أربعة أشهر وعشرة أيام قال : ما أنت بناكح حتى يأتي عليك أربعة أشهر وعشرا ، لبست ثيابها ثياب الحداد ثم أتت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأخبرته بالخبر فقال لها : (كذب أبو السنابل ) مع أن الرجل ما تعمد ، يظن أنها تعتد بأطول الأجلين ، إن بقيت حامل بعد أربعة أشهر بقيت في الحداد ، وإن وضعت بعد أربعة أشهر بقيت في الحداد ، تعتد أطول الأجلين ، وهذا لا شك ظن لولا السنة لكان هو المراد لكن السنة ثبتت بأن الحامل عدتها بوضع الحمل ولو دون أربعة أشهر عشرا ، الشاهد من هذا الحديث هو أن النبي r أطلق على قول أبي السنابل كذب مع أنه لم يتعمد ، نعم ، (( إن يقولون إلا كذبا ))
5 - قال الله تعالى : << ما لهم به من علم و لا لأبآءهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا >> أستمع حفظ
قال الله تعالى : << فلعلك باخع نفسك على ءاثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا >>
قال الله تعالى : (( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ))[الكهف:6]، (( فلعلك )) الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام ، (( باخع نفسك )) أي مهلك نفسك وذلك للرسول عليه الصلاة والسلام ، إذا لم يجيبوه حزن حزناً شديداً وضاق صدره حتى يكاد يهلك فسلاه الله وبين له أنه ليس عليك من آثارهم شيء قال : (( فعلك باخع نفسك )) ، (( باخع )) أي مهلك ، (( على أثارهم )) أي اقتفاء آثارهم ، لعلهم يرجعون إذا تولوا ، (( إن لم يؤمنوا بهذا الحديث )) والمشار إليه هو القرآن ، (( أسفاً )) هذه مفعول من أجله ، العامل فيها باخع ، المعنى لعلك باخع نفسك من الأسف إذا لم يؤمنوا به ، مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس عليه من آثارهم من شيء ، وظيفة الرسول عليه الصلاة والسلام ما هي ؟ وظيفته البلاغ (( إنما عليك البلاغ )) ، يبلغ والحساب على الله عز وجل ، وهكذا ورثته من بعده العلماء وظيفتهم البلاغ وأما الهداية فهي بيد الله عز وجل ، فلا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون ، ومن المعلوم أن الإنسان لا شك أنه يحزن إذا لم يستجب الناس للحق لكن الحال إذا لم يقبل الناس الحق على نوعين : نوع يحزن لأنه لم يقبل ، ونوع يحزن لأن الحق لم يقبل ، أيهما المحمود ؟ الثاني ، لأن الأول إذا دعا فإنما يدعو لنفسه ، والثاني إذا دعا إنما يدعو لله عز وجل ، ولهذا قال تعالى : (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ ))[النحل:125]، لكن لو قال : أنا أحسن إذا لم يقبل قولي لأنه حق ، ولذلك لو تبين لي الحق على خلاف قولي أخذت منه ، فهل يكون محموداً أو غير محمود ؟ يكون محموداً ، لكنه ليس كالآخر الذي ليس له هم إلا قبول الحق سواء جاء من قبيله أو جاء من قبيل غيره فهذا أكمل يا إخوان نعم
قال الله تعالى : << إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا >>
(( إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا )) أيضاً إذا رأيت في القرآن تجد أن الله تعالى يقدم الشرع على الخلق ، (( الرحمن * علم القرآن * خلق الإنسان )) وتأمل الآيات في هذا المعنى تجد أن الله يبدأ بالشرع قبل ذكر الخلق لأن المخلوقات إنما سخرت للقيام بطاعة الله عز وجل ، قال الله تبارك وتعالى : (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ))[الذاريات:56]، وقال .. إذاً المهم هو القيام بطاعة الله ، تأمل هذه النكتة حتى يتبين لك أن خلق الدنيا وإيجاد الدنيا إنما هو بالقيام لطاعة الله عز وجل ، طيب يقول : (( إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا )) (( جعلنا )) بمعنى صيرنا ، وجعل تأتي بمعنى خلق ، وتأتي بمعنى صير ، إن تعدد مفعولاً واحداً فإنها بمعنى خلق ، لقوله تعالى : (( وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ))[الأنعام:1]، جعل يعني خلق ، وإن تعددت إلى مفعولين تأتي بمعنى صير لقوله تعالى : (( إنا جعلناه قرآناً عربياً )) أي صيرناه بلغة العرب ، وإنما نبهت عن ذلك لأن الجهمية يقولون : إن الجعل بمعنى القول في جميع المواضع ، ويقولون : معنى (( إنا جعلناه قرآناً عربياً )) أي خلقناه ، ولكننا نقول : أن العجب ما في اللغة العربية ، جعل إن تعدت لمفعول واحد فهي بمعنى خلق ، ولمفعولين بمعنى صير ، طيب قال : (( إنا جعلنا ما على الأرض زينة لهم )) جعل بمعنى خلق أو بمعنى صير ؟ بمعنى صير ، والمفعول الأول (( ما )) والمفعول الثاني (( زينة لها )) ، (( ما على الأرض )) جعل ما على الأرض زينة للأرض ، وذلك لارتباط الناس هل يتعلقون بهذه الزينة أو يتعلقون بالخالق ؟ الناس ينقسمون إلى قسمين : منهم من يتعلقون بالزينة ، ومنهم من يتعلق بالخالق ، واسمع إلى قول الله عز وجل مبيناً هذا (( فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا )) إلى أين ؟ إلى المكان العالي ، (( وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ )) مال إليها واطمئن إليها (( وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ )) أعاذنا الله وإياكم ، إذاً جعل لهم الزينة لاختبار الناس وسواء كانت هذه الزينة فيما خلقه الله عز وجل وأوجده أو فيما صنعه الآدميين القصور الفخمة المزخرفة ، زينة لكن من صنع الآدمي ، والأرض بجبالها وأنهارها ونباتها وإذا أنزل الله ماء عليها اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ، ناظرة إلى هذه الزينة نعم ، إذاً لم ؟ (( لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا )) (( لنبلوهم )) أي لنختبرهم ، (( أيهم أحسن عملا )) والضمير يعود إلى الله سبحانه وتعالى ، وهنا قال : (( أحسن عملا )) لم يقل : أكثر عملاً ، لأن العبرة بالأحسن لا بالأكثر ، وعلى هذا لوجدنا أن الأربع ركعات على يقين قوي وصلى الآخر ركعتين بيقين قوي . قوية أيهما أحسن ؟ الثاني أحسن وأفضل لأن العبرة بإحكام العمل وإتقانه إخلاصاً ومتابعة ، في بعض العبادات الأفضل التخفبف لو قال إنسان : أنا أحب أطيل أحب القراءة في الركوع في السجود في القيام وآخر قال : أنا أحب التخفيف أيهما أفضل ؟ الثاني أفضل ، ولهذا ينبغي علينا إذا رأينا عامياً يطيل في ركعتي الفجر فلنسل هل هاتان الركعتان ركعة الفجر أو تحية المسجد ؟ إن كان تحية المسجد لا بأس وإن كانت ركعتي الفجر قلنا له الأفضل أن يخفف، في الصيام رخص النبي صلى الله عليه وسلم لأمته أن يواصلوا إلى الفجر يعني لا تفطر إلا بعد السحور وندبه إلى أن يفطروا دون غروب الشمس فصام رجلان أحدهما اشتد ... والثاني أفطر إلى الغروب أيهما أفضل ؟ الثاني بلا شك ، والأول وإن كان منهي عنه لكنه جائز وليس بمشروع ، لكن (( أيهم أحسن عملا )) ولذلك تجد النبي صلى الله عليه وسلم يفعل من العبادات يحث على إتباع الجنائز ، وإذا مر به جنازة فلا يرجع ، يحث على أن يصوم يوماً ويفطر يوماً ومع ذلك هو يصوم يوماً ويفطر يوماً ، بل كان أحيانا يطيل الصوم حتى يقال : لا يفطر، وبالعكس ، كل هذا يدفع ما كان أرضى لله عز وجل وأصلح لقلبه ، (( لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ))
قال الله تعالى : << و إنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا >>
(( وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا ))[الكهف:8] حال الأرض بقصورها وأشجارها ونباتها سوف يجعله الله صعيداً خاليا كما قال عز وجل : (( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا ))[طه:105]، أي نسفاً عظيماً ولهذا جاء منكراً أي نسفاً عظيماً فيجعلها قاعاً صفصفاً لا ترى فيه عوجاً ولا أمتا ، وليحذر كل ما يكون سبحان الله ، إذاً هل الأرض ... هي ستكون كأن لم تكن (( وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا )) وتأمل الآن (( وإنا لجا )) ، (( إنا )) ثم إنها جاءت في جملة اسمية الدالة على دوام المستمرة (( وإنا لجاعلون ما عليها صعيداً جرزاً )) إذا قامت القيامة أين القصور ؟ لا قصور ، لا جبال ، لا أشجار ، الأرض كأنها حجر واحد أملس ما فيه ... ولا ... ولا أشجار ولا غير ذلك
قال الله تعالى : << أم حسبت أن أصحاب الكهف و الرقيم كانوا من ءاياتنا عجبا >>
(( أم حسبت )) أم هنا فهي بمعنى بل ، و (( حسبت )) بمعنى ظننت (( أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ))[الكهف:9]، فهنا أتى بأن المنقطعة التي تضمنت .... من أجل شد النفس إلى الاستماع إلى القصة لأنها حقيقة العجب ، هذه القصة عجب ، (( أصحاب الكهف )) الكهف هو بعض الجبل والرقيم بمعنى المرقوم المفتوح ، لأنهم على هذا الكهف كتب عليه القصة من أولها إلى آخرها (( كانوا من آياتنا عجبا )) يعني كانوا أي أصحاب الكهف والرقيم من آيات الله ، الكونية ولا الشرعية ؟ من آيات الله الكونية ، (( عجباً )) أي محل العجب والاستغراب ، لأن هؤلاء سبعة معهم كلب ،كرهوا ما عليه أهل بلدتهم من الشرك وخرجوا متجهين إلى الله عز وجل يريدون أن ينجوا بأنفسهم مما كان عليه أهل بلدهم (( سبعة وثامنهم كلبهم )) فلجئوا إلى هذا الغار ، وكان من حسن حظهم أن هذا الغار له مكان لا يتجه للمشرق ولا للمغرب ، سبحان الله العظيم لأنه لو اتجه إلى المشرق أكلتهم الشمس عند شروقها وإلى المغرب يأكلهم عند غروبها ، لكنه متجه إلى ما بين المشرق والمغرب كما قال عز و جل : (( وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ))[الكهف:17]، سيأتي إن شاء الله
قال الله تعالى : << إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنآ ءاتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا >>
يقول عز وجل : (( إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ )) من هنا بدأت القصة وعلى هذا (( إذ أوى )) متعلق بمحذوف تقديره أذكر إذ أوى الفتية ، وكانوا قد سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أي كفار قريش سألوا النبي صلى الله عليه وسلم وهو عليه الصلاة والسلام لم يقرأ الكتاب (( وَمَا كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ))[العنكبوت:48]، فوعدهم فأنزل الله عز وجل ، قال : (( إذ أوى الفتية إلى الكهف )) الفتى والشاب الكامل القوة والعزيمة
10 - قال الله تعالى : << إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنآ ءاتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا >> أستمع حفظ
هل الجنة والنار فيهما أحد الآن؟.
الطالب : الجنة والنار فيها أحد الآن ؟
الشيخ : الرسول صلى الله عليه وسلم رأى عمراً بن لحي الخزاعي يجر خصره في النار ، ورأى في النار المرأة التي تعذب في هرة حبستها ، ورأى في النار صاحب المحجن ، أتعرفوا المحجن ؟ بالنون ، العصا المحمية الرأس ، وصاحب المحجن رجل معه محجن إذا مر الحجيج به في مكة . أي هذا المحجن إن لم يتذكر صاحب المتاع راح ، وإن فطن سوى هذا المحجن ، هذا نعم .... الناس وهو كذلك فأخبر الرسول أنه يعذب في نار جهنم ، (( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ))[الحج:25].
الشيخ : الرسول صلى الله عليه وسلم رأى عمراً بن لحي الخزاعي يجر خصره في النار ، ورأى في النار المرأة التي تعذب في هرة حبستها ، ورأى في النار صاحب المحجن ، أتعرفوا المحجن ؟ بالنون ، العصا المحمية الرأس ، وصاحب المحجن رجل معه محجن إذا مر الحجيج به في مكة . أي هذا المحجن إن لم يتذكر صاحب المتاع راح ، وإن فطن سوى هذا المحجن ، هذا نعم .... الناس وهو كذلك فأخبر الرسول أنه يعذب في نار جهنم ، (( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ))[الحج:25].
الأسئلة
الطالب : .....
الشيخ : إذا كان غير أهل للتأسي به كأن يكون طالب علم وعابداً لله فلا حرج عليه أما إذا كان ليس أهل يعمل عمل ما يصح ، أو غيره أنه رجل عالم ، أنه كيف أن يكون ؟ نرجع الآن إلى الدرس
الشيخ : إذا كان غير أهل للتأسي به كأن يكون طالب علم وعابداً لله فلا حرج عليه أما إذا كان ليس أهل يعمل عمل ما يصح ، أو غيره أنه رجل عالم ، أنه كيف أن يكون ؟ نرجع الآن إلى الدرس
تتمة تفسير الآية << إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنآ ءاتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا >>
يقول الله عز وجل (( إذ أوى الفتية إلى الكهف )) يعني الغار في الجبل ، (( أووا )) بمعنى لجئوا إليه ، من أي شيء ؟ من قومهم ، فارين من قومهم خوفة أن يصيبهم ما أصاب هؤلاء القوم ، (( إذ أوى الفتية إلى الكهف )) والفتية جمع فتى والفتى هو الشاب ، نعم . (( فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ))[الكهف:10]، لجئوا إلى الله عز وجل ، (( آتنا )) يعني أعطنا ، (( من لدنك )) من عندك ، (( رحمة )) أي ترحمنا به ، وهذا كقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر بما علمه من دعاء قال : ( اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر مغفرة من عندك ) .نعم يقول : (( وهيئ لنا )) بمعنى اجعل لنا ،و هييء من التهيئة يعني كذلك شيء مستعد فيه وخالص للعمل به ، (( هيئ لنا )) أي يسر لنا ، أي يسر لنا ، يسر لنا من أمرنا رشدا ، والرشد ضده الغي يعني اجعل شأننا موافقا للصواب
13 - تتمة تفسير الآية << إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنآ ءاتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا >> أستمع حفظ
قال الله تعالى : << فضربنا على ءاذانهم في الكهف سنين عددا >>
قال الله تعالى : (( فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ )) أي أنمناهم نومة عميقة ، وتعلمون أن النوم نوعان : خفيف ... ولهذا أول ما يجيء لك النوم تسمع من حولك ولكن إذا نمت نوم عميق ولهذا قال : (( فضربنا على آذانهم )) أي بحيث لا يسمعون (( فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا )) أي معدودة وسيأتي بيانها في قوله تعالى : (( وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا ))[الكهف:25].
قال الله تعالى : << ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا >>
(( ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ )) وذلك بإيقاظهم من النوم ، وسمى الله الإيقاظ من النوم بعثاً لأن النوم وفاة ، قال الله تعالى : (( وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ ))[الأنعام:60] أي بالنهار ، وقال الله تعالى : (( اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ ))[الزمر:42] يتوفاها ، فالنوم وفاة .
اضيفت في - 2007-08-13