تفسير سورة الكهف-02a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة تفسير الآية : << و كذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق و أن الساعة لا ريب فيهآ إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا >>
ثم قال عز وجل : (( وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ )) يعني أضف إلى بعثهم أن الله أعثر عليهم ، أعثر عليهم يعني أطلع عليهم قومهم ، (( لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيهَا )) أطلع الله قومهم عليهم ليعلموا أن وعد الله حق ، لماذا ؟ إما أن المعنى بقيام الساعة الذي كان ينكره هؤلاء أو بأن الله تعالى ينجي المؤمنين من الكفار ، لأن هؤلاء الفتية السبعة نجوا من أمة عظيمة تقاتلهم وتنهاهم عن التوحيد ، والظاهر أن المعنى ليعلموا أن وعد الله حق بنصر أوليائه ، (( وأن الساعة لا ريب فيها )) الساعة يعني قيام الساعة ، (( لا ريب فيها )) أي لا شك واقعة لا محالة . ثم قال عز وجل : (( إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أمرهم )) متعلقة بـ (( أعثرنا )) أعثرنا عليهم حتى تنازعوا أمرهم بينهم ، من الذين تنازعوا ؟ قومهم ، فيما بينهم تنازعوا ماذا نفعل بهم ؟ أنتركهم أم ماذا نصنع ؟ (( فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا )) هل المعنى ابنوا على قبورهم ؟ يعني يكون الجدار على القبر أو المعنى حوطوهم بذلك ؟ الثاني هو المراد يعني ابنوا حولهم بنياناً ليكون أثراً من الآثار ، (( رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ )) يعني توقفوا في أمرهم كيف يبقون ثلاًثمائة سنة وتسع سنين لا يأكلون ولا يشربون ولا يتغيرون أيضاً ؟ (( ربهم أعلم بهم )) توقفوا ، (( قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ )) وهم أمراؤهم (( قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا )) أي حولهم ، قالوا : بدل من أن نبني بنياناً نحوطهم به ونسترهم به ولا يكون لهم أثر اتخذوا عليهم مسجداً ، ابنوا المسجد عليهم ، والظاهر أنهم فعلوا ، لأن القائل من ؟ الأمراء الذين لهم الغلبة ، هذا الفعل أي اتخاذ المساجد على القبور هذا من وسائل الشرك ، وقد جاءت شريعتنا بمحاربتها حتى أن النبي r قال : ( لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) يحذر ما صنعوا .
1 - تتمة تفسير الآية : << و كذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق و أن الساعة لا ريب فيهآ إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا >> أستمع حفظ
قال الله تعالى : << سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم و يقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب و يقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مرآءا ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا >>
ثم قال عز وجل : (( سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ )) هنا (( سيقولون ثلاثة )) ، (( ويقولون خمسة )) كيف يمكن أن يكون قولان لقائل واحد ؟ هذا يخرج على وجهين : إما أن المعنى سيقول بعضهم : ثلاثة رابعهم كلبهم، ويقول البعض الآخر : خمسة سادسهم كلبهم، ويقول البعض الثالث : سبعة وثامنهم كلبهم ، أو أن المعنى سيترددون في هذا مرة يقولون : ثلاثة ، ومرة يقولون : خمسة ، ومرة يقولون : سبعة ، وكلاهما محتمل ولا يتنافيان ، فتجدهم أحياناً يقول كذا ، وأحياناً يقول كذا حسب ما يقوم في ذهنه . قال الله تعالى : (( رجماً بالغيب )) قاله في الذين قالوا : (( ثلاثة رابعهم كلبهم )) و (( خمسة سادسهم كلبهم )) كلا القولين قال الله تبارك وتعالى : إنهم قالوه رجماً بالغيب ، أي راجمين بالغيب وليس عندهم يقين ، (( وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ )) ولم يقل : رجما بالغيب ، بل سكت سبحانه وتعالى ، وهذا يدل على أن عددهم كم ؟ سبعة وثامنهم كلبهم ، لأن الله لما أبطل القولين الأولين وسكت عن الثالث صار الثالث صواباً ، نظيره قول الله تبارك وتعالى عن المشركين إذا فعلوا فاحشة قالوا : (( قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا )) هذا واحد ، (( وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا )) هذا اثنين ، قال الله تعالى : (( قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ )) وسكت عن قولهم : (( وجدنا عليها آباءنا )) وأبطل قولهم والله أمرنا بها وسكت عن الأول ودل هذا على أن الأول صحيح ، و هذا أيضاً نقول : لما قال : (( رجما بالغيب )) في القولين الأولين وسكت عن الثالث نقول : إذاً نجزم بأنهم سبعة وثامنهم كلبهم قال الله عز وجل : (( قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ )) يعني إذا حصل نزاع فقل للناس : (( ربي أعلم بعدتهم )) وهل أعلمنا الله بهذه العدة ؟ نعم أعلمنا بأنهم سبعة وثامنهم كلبهم ، يعني فإذا كان الله أعلم بعدتهم فالواجب أن نرجع إلى ما أعلمنا الله ونقول جازمين : بأن عدتهم وثامنهم كلبهم ، (( قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ )) يعني ما يعلمهم قبل إعلام الله أنهم سبعة وثامنهم كلبهم إلا قليل ، ثم قال عز وجل : (( فَلا تُمَارِ فِيهِمْ )) أي في شأنهم ، في زمنهم ، في مكانهم ، في عددهم ، في مآلهم (( لا تمار فيهم إلا مراءً ظاهرا )) يعني إلا جدلاً ظاهراً لا يصل إلى القلب لأن الجدال إذا وصل إلى القلب اشتد المجادل، وغضب، وانتفخت أوداجه، وتأثر، لكن لما لم يكن للجدال فيهم كبير فائدة قال الله تعالى : (( لا تمار فيهم إلا مراءً ظاهراً )) مراء على اللسان لا يصل إلى القلب ، (( وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا )) ولا تستفت في أهل الكهف (( منهم )) أي من الناس سواء من أهل الكتاب أو غيرهم (( أحداً ))
2 - قال الله تعالى : << سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم و يقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب و يقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مرآءا ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا >> أستمع حفظ
المناقشة
المناقشة قال الله عز وجل : (( لَوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ )) ما هو السلطان بالمعنى العام ؟
الطالب : .....
الشيخ : سواء كان في الدليل أو في السطوة أو غير ذلك ، يعني الأمير سلطان ، الرجل على أهله سلطان ، وهلم جرة ، الحجة سلطان ، وما المراد بها في هذه الآية ؟ الحجة ، طيب .
قوله : (( وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ )) نحن قرأناها من دون الله ولا نبهتونا على هذا ، (( وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ )) نشرحها الآن قوله : (( إلا الله )) يحتمل أن تكون استثناء من قوله : (( يعبدون )) وعلى هذا يكون هؤلاء القوم يعبدون الله ويعبدون غيره ، والفتية اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله ، ويحتمل أن تكون إلا منقطعة فيكون المعنى أن هؤلاء القوم لا يعبدون الله ، ويكون معنى الآية وإذا اعتزلتموهم وما يعبدون مطلقاً ، ثم قال : (( إلا الله )) فلم تعتزلوه ولكنكم آمنتم به ، ويحتمل أن تكون استثناء من قوله : (( يعبدون )) وعلى هذا يكون هؤلاء القوم يعبدون الله ويعبدون غيره ، والفتية اعتزلوهم وما يعبدون إلا الله ، ويحتمل أن تكون إلا منقطعة فيكون المعنى أن هؤلاء القوم لا يعبدون الله ، ويكون معنى الآية وإذا اعتزلتموهم وما يعبدون مطلقاً ، ثم قال : (( إلا الله )) فلم تعتزلوهم ولكنكم آمنتم به ، ويحتمل أن تكون استثناء على سبيل الاحتياط ، يعني أن هؤلاء الفتية قالوا : (( وما يعبدون إلا الله )) يخشون أن يكون أحد من أقوامهم يعبد الله .
قوله : (( فأووا إلى الكهف )) الفاء هنا ؟
الطالب : .....
الشيخ : يحتمل أن تكون واقعة في جواب الشرط ، وأن تكون إذ ، ويحتمل ؟
الطالب : .....
الشيخ : أن الفاعل للتفريق وأن إذ على ما هي عليه أضر ، طيب .
قوله : (( وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ )) إلى آخره استدللنا بها على إيش ؟
الطالب : .....
الشيخ : نعم ، على أن الشمس هي التي تتحرك ، ويكون الظل والإضاءة بسبب حركة الشمس ، طيب وهل نبقى على هذا ؟ قل: نعم أو لا .
الطالب : .....
الشيخ : نبقى على هذا ، نعم نبقى على هذا وجوباً ، إلا إذا ثبت بطريق حسي نقتنع به بأن الشمس واقفة والأرض هي التي تدور فنحن نؤمن بذلك ونقول : إن القرآن إنما خاطب الناس بحسب رؤيتهم ، يعني بحسب ما يرون طيب .
قوله : (( ولملئت منهم رعباً )) ولم يقل : ولا أخذك الرعب ليش ؟ أيهما أبلغ ؟
الطالب : .....
الشيخ : وهو ؟
الطالب : .....
الشيخ : (( ولملئت منهم رعباً )) لأنه يدل على أنهم امتلئوا من الرعب وليس في القلب فقط ، أفهمت ؟ طيب لماذا ألقى الله عز وجل على من رآهم واطلع عليهم ؟
الطالب : .....
الشيخ : إي ، يعني من أجل حمايتهم ، طيب أحسنت .
قوله : (( وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ )) اللام لم نذكر هل هي لام التعليل أو لام العاقبة وهي لام العاقبة ، يعني ما بعثوا لأجل التساؤل لكنهم بعثوا فتساءلوا ، واللام تأتي للعاقبة كما في قوله تعالى : (( فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا ))[القصص:8] ، اللام ليست للتعليل أبداً ، ولا يمكن أن تكون للتعليل لأن آل فرعون لم يلتقطوه لهذا الغرض لكنهم التقطوه فكان لهم عدوا وحزناً .
هل يؤخذ من الآية الكريمة أن النائم ، هذا يأتي إن شاء الله بعد ، لماذا قالوا : (( لبثنا يوماً أو بعض يوم )) ؟
الطالب : .....
الشيخ : لأنهم ناموا أول النهار وبعثوا آخره فظنوا أنه بعض يوم ، أو أنهم يوم كامل إن كانوا قد ناموا بالأمس ، كذا ؟ طيب .
في هذه القصة ما يدل على جواز التوكيل ؟
الطالب : كما قالوا : (( فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ )) فقد وكلوا أحدهم حتى يشتري لهم الطعام ويأتي به .
الشيخ : طيب أحمد هل في الآية ما يدل على أنه لا حرج على الإنسان إذا طلب الطعام الأفضل ؟
الطالب : (( فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا )) .
الشيخ : وهل جاءت السنة بكذلك ؟
الطالب : .....
الشيخ : نعم ، طيب بارك الله فيكم .
ماذا كان مآل هؤلاء الفتية بالنسبة لأقوامهم ؟ فهد ماذا كان مآل الفتية ؟
الطالب : تنازعوا فيهم .
الشيخ : هل يبنون عليهم بنياناً أو يتركونهم والنتيجة يعني آخر شيء ؟
الطالب : قال أهل الرأي منهم وأهل الغلبة ببناء مسجد عليهم .
الشيخ : (( لنتخذن عليهم مسجداً )) تمام ، أي نبني عليهم مكاناً يكون محل للسجود يأتي الناس إليه ويسجدون فيه .
ماذا تقول أهم ثلاثة أو خمسة أو سبعة ؟ قل يا أخي ؟
الطالب : سبعة .
الشيخ : ما الدليل ؟
الطالب : ترجيح الآية بعد التردد .
الشيخ : ترجيح الآية بعد التردد ما فهمت .
الطالب : يعني أكدت الآية بأنهم سبعة وثامنهم كلبهم بعدما تردد القوم في عددهم .
الشيخ : لا .
الطالب : أن الله ذكر القولين الأولين وأبطلهما بقوله : (( رجماً بالغيب )) .
الشيخ : أن الله ذكر القولين الأولين ثلاثة وخمسة وأبطلهما بقوله : (( رجماً بالغيب )) وذكر القول الثالث وسكت عنه ، تمام وإبطال الشيئين والسكون عن الثالث يدل على أنه هو الصواب ، هل لهذا نظير ؟ ما حضرت ، القلب لم يحضر ، ما حضر القلب الظاهر ، شوف إذا حضر ولا فهمتك ما فهمت المقام مقام تعلم ويمكن غيرك بعد ما فهم ، نعم .
الطالب : قول الله عز وجل : (( وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ))[الأعراف:28] ، فأبطل الله قولهم : (( والله أمرنا بها )) وسكت عن قولهم : (( وجدنا عليها آباءنا )) .
الشيخ : فدل على أن قولهم : (( وجدنا عليها آباءنا )) صحيح ، كذا ؟ طيب بارك الله فيك
الطالب : .....
الشيخ : سواء كان في الدليل أو في السطوة أو غير ذلك ، يعني الأمير سلطان ، الرجل على أهله سلطان ، وهلم جرة ، الحجة سلطان ، وما المراد بها في هذه الآية ؟ الحجة ، طيب .
قوله : (( وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ )) نحن قرأناها من دون الله ولا نبهتونا على هذا ، (( وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ )) نشرحها الآن قوله : (( إلا الله )) يحتمل أن تكون استثناء من قوله : (( يعبدون )) وعلى هذا يكون هؤلاء القوم يعبدون الله ويعبدون غيره ، والفتية اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله ، ويحتمل أن تكون إلا منقطعة فيكون المعنى أن هؤلاء القوم لا يعبدون الله ، ويكون معنى الآية وإذا اعتزلتموهم وما يعبدون مطلقاً ، ثم قال : (( إلا الله )) فلم تعتزلوه ولكنكم آمنتم به ، ويحتمل أن تكون استثناء من قوله : (( يعبدون )) وعلى هذا يكون هؤلاء القوم يعبدون الله ويعبدون غيره ، والفتية اعتزلوهم وما يعبدون إلا الله ، ويحتمل أن تكون إلا منقطعة فيكون المعنى أن هؤلاء القوم لا يعبدون الله ، ويكون معنى الآية وإذا اعتزلتموهم وما يعبدون مطلقاً ، ثم قال : (( إلا الله )) فلم تعتزلوهم ولكنكم آمنتم به ، ويحتمل أن تكون استثناء على سبيل الاحتياط ، يعني أن هؤلاء الفتية قالوا : (( وما يعبدون إلا الله )) يخشون أن يكون أحد من أقوامهم يعبد الله .
قوله : (( فأووا إلى الكهف )) الفاء هنا ؟
الطالب : .....
الشيخ : يحتمل أن تكون واقعة في جواب الشرط ، وأن تكون إذ ، ويحتمل ؟
الطالب : .....
الشيخ : أن الفاعل للتفريق وأن إذ على ما هي عليه أضر ، طيب .
قوله : (( وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ )) إلى آخره استدللنا بها على إيش ؟
الطالب : .....
الشيخ : نعم ، على أن الشمس هي التي تتحرك ، ويكون الظل والإضاءة بسبب حركة الشمس ، طيب وهل نبقى على هذا ؟ قل: نعم أو لا .
الطالب : .....
الشيخ : نبقى على هذا ، نعم نبقى على هذا وجوباً ، إلا إذا ثبت بطريق حسي نقتنع به بأن الشمس واقفة والأرض هي التي تدور فنحن نؤمن بذلك ونقول : إن القرآن إنما خاطب الناس بحسب رؤيتهم ، يعني بحسب ما يرون طيب .
قوله : (( ولملئت منهم رعباً )) ولم يقل : ولا أخذك الرعب ليش ؟ أيهما أبلغ ؟
الطالب : .....
الشيخ : وهو ؟
الطالب : .....
الشيخ : (( ولملئت منهم رعباً )) لأنه يدل على أنهم امتلئوا من الرعب وليس في القلب فقط ، أفهمت ؟ طيب لماذا ألقى الله عز وجل على من رآهم واطلع عليهم ؟
الطالب : .....
الشيخ : إي ، يعني من أجل حمايتهم ، طيب أحسنت .
قوله : (( وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ )) اللام لم نذكر هل هي لام التعليل أو لام العاقبة وهي لام العاقبة ، يعني ما بعثوا لأجل التساؤل لكنهم بعثوا فتساءلوا ، واللام تأتي للعاقبة كما في قوله تعالى : (( فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا ))[القصص:8] ، اللام ليست للتعليل أبداً ، ولا يمكن أن تكون للتعليل لأن آل فرعون لم يلتقطوه لهذا الغرض لكنهم التقطوه فكان لهم عدوا وحزناً .
هل يؤخذ من الآية الكريمة أن النائم ، هذا يأتي إن شاء الله بعد ، لماذا قالوا : (( لبثنا يوماً أو بعض يوم )) ؟
الطالب : .....
الشيخ : لأنهم ناموا أول النهار وبعثوا آخره فظنوا أنه بعض يوم ، أو أنهم يوم كامل إن كانوا قد ناموا بالأمس ، كذا ؟ طيب .
في هذه القصة ما يدل على جواز التوكيل ؟
الطالب : كما قالوا : (( فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ )) فقد وكلوا أحدهم حتى يشتري لهم الطعام ويأتي به .
الشيخ : طيب أحمد هل في الآية ما يدل على أنه لا حرج على الإنسان إذا طلب الطعام الأفضل ؟
الطالب : (( فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا )) .
الشيخ : وهل جاءت السنة بكذلك ؟
الطالب : .....
الشيخ : نعم ، طيب بارك الله فيكم .
ماذا كان مآل هؤلاء الفتية بالنسبة لأقوامهم ؟ فهد ماذا كان مآل الفتية ؟
الطالب : تنازعوا فيهم .
الشيخ : هل يبنون عليهم بنياناً أو يتركونهم والنتيجة يعني آخر شيء ؟
الطالب : قال أهل الرأي منهم وأهل الغلبة ببناء مسجد عليهم .
الشيخ : (( لنتخذن عليهم مسجداً )) تمام ، أي نبني عليهم مكاناً يكون محل للسجود يأتي الناس إليه ويسجدون فيه .
ماذا تقول أهم ثلاثة أو خمسة أو سبعة ؟ قل يا أخي ؟
الطالب : سبعة .
الشيخ : ما الدليل ؟
الطالب : ترجيح الآية بعد التردد .
الشيخ : ترجيح الآية بعد التردد ما فهمت .
الطالب : يعني أكدت الآية بأنهم سبعة وثامنهم كلبهم بعدما تردد القوم في عددهم .
الشيخ : لا .
الطالب : أن الله ذكر القولين الأولين وأبطلهما بقوله : (( رجماً بالغيب )) .
الشيخ : أن الله ذكر القولين الأولين ثلاثة وخمسة وأبطلهما بقوله : (( رجماً بالغيب )) وذكر القول الثالث وسكت عنه ، تمام وإبطال الشيئين والسكون عن الثالث يدل على أنه هو الصواب ، هل لهذا نظير ؟ ما حضرت ، القلب لم يحضر ، ما حضر القلب الظاهر ، شوف إذا حضر ولا فهمتك ما فهمت المقام مقام تعلم ويمكن غيرك بعد ما فهم ، نعم .
الطالب : قول الله عز وجل : (( وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ))[الأعراف:28] ، فأبطل الله قولهم : (( والله أمرنا بها )) وسكت عن قولهم : (( وجدنا عليها آباءنا )) .
الشيخ : فدل على أن قولهم : (( وجدنا عليها آباءنا )) صحيح ، كذا ؟ طيب بارك الله فيك
تتمة تفسير الآية : << قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مرآءا ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا >>
قال تعالى : (( سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا ))[الكهف:22] ، يعني لا يصل إلى القلب اجعل الجدال جدالاً ظاهر ، ويؤخذ من هذا أن ما لا فائدة في الجدال فيه لا ينبغي للإنسان أن يتعب قلبه بالجدال فهذا يقع كثيراً أحياناً يحتمي بعض الناس إذا جودل في شيء لا فائدة من الجدال فيه ، تقول : يا أخي لا تجادل ، اجعل جدالك ظاهراً على اللسان فقط لا يصل إلى القلب فتحتمي وتغضب ، نعم وهذا يدل على أن ما لا خير فيه لا ينبغي فيه التعمق وهذا كثير وأكثر ما يوجد في علم الكلام فإن علماء الكلام الذين خاضوا في التوحيد والعقيدة يأتون بأشياء لا فائدة منها مثل قول : تسلسل الحوادث في الأزل ، في المستقبل وما أشبه من الكلام الفاضي الذي لا داعي له وهم يكتبون الصفحات في تحرير هذه المسألة نفياً أو إثباتاً مع أنه لا طائل تحته فالشيء الذي ليس فيه فائدة لا تتعب نفسك ، وإذا رأيت من صاحبك المجادلة فقل له : تأمل الموضوع وسد الباب ، يعني بعض الناس نسأل الله السلامة مفتون بالجدل وما ابتلي قوم بالجدل إلا ضلوا والعياذ بالله ، (( فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا )) أي لا تسأل أحداً عن حالهم وفيه إشارة إلى أن الإنسان لا ينبغي أن يستفتي من ليس أهلاً للإفتاء حتى وإن زعم أن عنده علماً فلا تستفته إذا لم يكن أهلاً .
4 - تتمة تفسير الآية : << قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مرآءا ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا >> أستمع حفظ
قال الله تعالى : << و لا تقولن لشيئ إني فاعل ذلك غدا >>
(( وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ )) (( ولا تقولن )) الخطاب هنا للرسول صلى الله عليه وسلم، كما في الخطاب في الآية التي قبلها ، (( لا تقولن لشيء )) أي في شيء ، (( إني فاعل ذلك غداً )) ذكروا أن قريشاً أرسلت إلى اليهود في المدينة وقالوا : إن رجلاً بعث فينا يقول : إنه نبي ، فقالوا لهم : اسألوه عن ثلاثة : اسألوه عن فتية خرجوا من مدينتهم ولجئوا إلى غار ما شأنهم ، واسألوا عن رجل ملك مشارق الأرض ومغاربها ، واسألوه الروح ، ثلاث أشياء فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الكهف قال : (أخبركم غداً ) فتوقف الوحي ، توقف نحو خمسة عشر يوماً لم ينزل عليه الوحي والنبي صلى الله عليه وسلم لا يدري عن قصص السابقين كما قال تعالى : (( وَمَا كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ))[العنكبوت:48] ، ولكن الله عز وجل ابتلاه واختبره فأمسك الوحي خمسة عشر يوماً كما ابتلى سليمان عليه الصلاة والسلام لما قال : (لأطوفن الليلة على تسعين امرأة تلد كل واحد منهما غلاماً يقاتل في سبيل الله ) فقال له الملك : قل إن شاء الله ، ما قال : إن شاء الله ، فطاف على تسعين امرأة يجامعهن ، وما الذي حصل ؟ أتت واحدة منهن بشق إنسان حتى يريه الله عز وجل أن الأمر أمره وأن الإنسان مهما بلغ في المرتبة عند الله عز وجل والوجاهة فإنه لا مفر له من قدر الله ، مكث الوحي خمسة عشر يوماً ومن المعلوم أن النبي عليه الصلاة والسلام سوف يلحقه الغم والهم لئلا يتخذ هؤلاء القوم من تأخر إخباره بذلك وسيلة إلى تكذيبه ، والحقيقة أن هذا ليس وسيلة إلى تكذيبه ، يعني قد يقولون : وعدنا محمد بأنه يخبرنا غداً ولن يفعل ، أين الوحي الذي يدعي أنه ينزل عليه ؟ لكن نقول : إن تأخر الوحي وتأخر إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بذلك يدل على صدقه ، لأنه لو كان كاذباً لصنع قصة فيما بين ليلة وضحاها صنع قصة وقال : هذا قصتهم ، لئلا يتهموه ، فتأخر الوحي والنبي صلى الله عليه وسلم لم يخبرهم يدل على كمال صدقه صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى : << إلآ أن يشآء الله واذكر ربك إذا نسيت و قل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا >>
(( إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ )) لا تقل إني فاعل إلا قولاً مقروناً بمشيئة الله ، وقرن ذلك بمشيئة الله يستفيد منه الإنسان فائدتين عظيمتين : إحداهما : أن الله ييسر الأمر له حيث فوضه إليه جل وعلا . والثانية : إن كان حالفاً لم يحنث ، ويستفاد من قوله : (( إني فاعل )) أنه لو قال : سأفعل هذا على سبيل الخبر لا على سبيل الجزم بوقوع الفعل فإن ذلك لا يلزم أن يأتي فيه بالمشيئة ، يعني لو قال لك صاحبك : هل تمر علي غداً ؟ فقلت : نعم ، الآن قلت : إنك ستمت لكن هل هذا خبر أو أنه سيقع ولابد ؟ الجواب هذا خبر ، أما إذا أردت أنه سيقع ولابد فقل : إن شاء الله ، وجه ذلك أن الأول خبر عما في قلبك والذي في قلبك حاصل الآن ، وأما أنك ستفعل في المستقبل فهذا خبر عن شيء لم يكن ولا تدري هل يكون أو لا يكون ؟ انتبهوا لهذا الفرق ، إذا قال الإنسان : سأسافر غداً ، فإن كان يخبر عما في قلبه فلا يحتاج إلى أن يقول : إن شاء الله ، ليش ؟ لأنه خبر عن شيء واقع ، أما إذا كان يريد بقوله : سأسافر أنني سأنشئ السفر وأسافر فعلاً فهنا لابد أن يقول : إن شاء الله ، ولهذا جاءت الآية الكريمة (( إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا )) ولم يقل : إن سأفعل ، بل قال : إن فاعل ، (( فلا تقل )) مستقبل إن فاعله إلا مقروناً بمشيئة الله (( وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ )) يعني اذكر ربك أي أمر ربك بأن تقول : إن شاء الله ، (( إذا نسيت )) أن تقولها ، لأن الإنسان قد ينسى ، وإذا نسي فقد قال الله تعالى : (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكر ) المشيئة إذا نسي الإنسان متى يقولها ؟ إذا ذكر ، ولكن هل تنفعه بمعنى أنه لو حنث لم تلزمه الكفارة أو لا تنفعه ؟ من العلماء من قال : تنفعه حتى لو لم يذكر إلا بعد يوم أو يومين أو سنة أو سنتين ، لأن الله أطلق ، قال : (( اذكر ربك إذا نسيت )) ومن العلماء من قال : لا تنفعه إلا إذا ذكر بزمن قريب بحيث ينبني الاستثناء على المستثنى منه وهذا هو الذي عليه جمهور العلماء ، وسأضرب مثلاً يتبين به الأمر ، إذا قلت : والله لأفعلن هذا ، ونسيت أن تقول : إن شاء الله ، ثم ذكرت بعد عشرة أيام فقلت : إن شاء الله بناء على أن من قال : إن شاء الله لم يحنث ، هل ينفعه هذا أو لا ؟ من العلماء من قال : ينفعه ، لأنه هنا قال : (( اذكر ربك إذا نسيت )) ومنهم من قال : لا ينفعه لأن الكلام لم ينبني بعضه على بعض ، إذاً ما الفائدة من أمر الله أن نذكره إذا نسينا ؟ قال : الفائدة هو ارتفاع الإثم لأن الله قال : (( وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ )) فإذا نسيت فقلها إذا ذكرها لكن هل تنفع فلا تحنث ؟ أو يرتفع عنك ذلك الإثم ؟ الظاهر الثاني أنه يرتفع الإثم وأما الحنث فإنه يحنث لو خالف لأن الاستثناء بالنسبة للحنث لا ينفع إلا أن يكون متصلاً ، ثم الاتصال هل يقال : إن الاتصال معناه أن يكون الكلام متواصلاً بعضه مع بعض أو أن الاتصال ما دام في المجلس ؟ فيه أيضاً خلاف : بعضهم يقول : ما دام في المجلس فهو متصل ، وإذا قام عن المجلس فقد انقطع ، قال : لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( البيعان بالخيار ما لم يتفرقا ) فجعل التفرق فاصلاً ، ومنهم من قال : لا العبرة باتصال الكلام بعضه مع بعض ، والظاهر والله أعلم أنه إذا كان في مجلسه ولم يذكر كلاماً يقطع ما بين الكلامين فإنه لا بأس أن يستثني (( وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا )) عسى هذه بمعنى الرجاء إذا وقعت من مخلوق وبمعنى الوقوع إذا وقعت من الخطأ ، انتبه إذا وقعت من مخلوق فهي للرجاء ، ومن الخالق فهي للوقوع فقول الله تبارك وتعالى : (( إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا * فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ ))[النساء:89-99] ، فنقول : (( عسى )) هنا واقعة ، وقال تعالى : (( إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ))[التوبة:18] ، أما من الإنسان فهي للرجاء فقوله عز وجل : (( وقل عسى أن يهديني ربي )) هذه للرجاء ، (( أن يهديني ربي )) أي يدلني إلى الطريق ، ولهذا قال : (( لأقرب من هذا رشداً )) هداية وقد فعل أو لا ؟ فعل عز وجل ، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم أول ما قال : ( سأخبركم غدا ) يحتاج إلى أن ينتظر أمر الله عز وجل (( وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا )) . قال الله تعالى : (( وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا )) (( لبثوا )) أي هؤلاء الفتية ، نعم .
الطالب : .....
الشيخ : انتهى الوقت ، نعم ، الأسئلة غداً إن شاء الله .
مناقشة
الطالب : .....
الشيخ : انتهى الوقت ، نعم ، الأسئلة غداً إن شاء الله .
مناقشة
6 - قال الله تعالى : << إلآ أن يشآء الله واذكر ربك إذا نسيت و قل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا >> أستمع حفظ
المناقشة
ذكرنا أن هذا ينقسم إلى ؟
الطالب : .....
الشيخ : نعم ، نعم إذا كان يخبر عما في نفسه فهذا لا يحتاج إلى أن يقول : إن شاء الله ، لأن ما في نفسه قد وقع ، وقد شاءه الله عز وجل ، مثل أن يسأل متى تسافر ؟ قال : أسافر غداً ، هذا يخبر عما في نفسه وعما نواه لا حاجة إلى أن يقول : إن شاء الله ، أما إذا أراد تحقيق الفعل وإيقاع الفعل فلابد أن يقول : إن شاء الله .
هل يمكن أن يفهم هذا التفصيل من الآية ؟
الطالب : نعم ، لأن الله قال : (( إني فاعل )) مؤكدة .
الشيخ : (( إن فاعل )) ولم يقل : سأفعل ، فاعل كأنه .... أمر مؤكد أنني سأفعل هذا من وجه ، من وجه آخر أن ما في ضميره قد شاءه الله ، إذا كان يخبر عما بضميره فقد شاءه الله فلا حاجة إلى أن يقول : إن شاء الله لأنه يخبر عما في ضميره .
قوله تعالى : (( واذكر ربك إذا نسيت )) ما معناها يا إبراهيم أم ما حضرت ؟ ما حضرت طيب ، نعم .
الطالب : (( واذكر ربك إذا نسيت )) قل : إن شاء الله .
الشيخ : نعم ، إذا نسيت أن تقول : إن شاء الله فاذكر أمر الله عز وجل ، واستغفر لذنبك لأنك خالفت ما أمر الله به ، طيب وقيل : (( اذكر ربك )) أي الاستثناء ، هل يصح أن الاستثناء منفصل عن المستثنى منه ؟
الطالب : .....
الشيخ : ولو بعد موته ، يعني لو حلف أن يقول : والله لأفعلن كذا يوم جمعة ونسي أن يقول : إن شاء الله ، في يوم الخميس ذكر فقال : إن شاء الله ينفعه أو لا ينفعه ؟ على هذا القول ينفعه ، تمام .
القول الثاني دكتور صالح ؟
الطالب : القول الثاني : أنه لابد من الاتصال في الكلام .
الشيخ : أنه لابد أن يكون الاستثناء متصلاً بالمستثنى منه ، طيب ، لكن ينفعه في رفع الإثم عنه تمام ، هذا هو الذي عليه جمهور العلماء .
يذكر أن الخليفة العباسي المنصور لما سمع أن أبا حنيفة رحمه الله ينكر قول ابن عباس : أن الاستثناء ينفع ولو بعد مدة وتعرفون أن المنصور من ذرية آل النبي صلى الله عليه وسلم ، وابن عباس يرى أن الاستثناء ينفع حكماً ورفع إثم ولو طال الزمن ، دعاه وقال : كيف تخالف ابن عباس ؟ قال : يا أمير المؤمنين هذا من حظك ، أرأيت الناس يبايعونك ويحلفون لك ؟ فإذا قلنا بقول ابن عباس وخرجوا من عندك قالوا : إن شاء الله وإذا قالوا : إن شاء الله بطلت اليمين التي بايعوك عليها ، وهذا من ذكاء أبي حنيفة فلم ينكر عليه ، لأنه لو صححنا قول ابن عباس لكان الذين يبايعون ويعاهدون الله إذا خرجوا قالوا : إن شاء الله وحينئذ تبطل البيعة ، فرجع يعني قصدي رفع عنه الملامة ولم يعاقبه طيب . نهاية الدرس نعم
الطالب : .....
الشيخ : نعم ، نعم إذا كان يخبر عما في نفسه فهذا لا يحتاج إلى أن يقول : إن شاء الله ، لأن ما في نفسه قد وقع ، وقد شاءه الله عز وجل ، مثل أن يسأل متى تسافر ؟ قال : أسافر غداً ، هذا يخبر عما في نفسه وعما نواه لا حاجة إلى أن يقول : إن شاء الله ، أما إذا أراد تحقيق الفعل وإيقاع الفعل فلابد أن يقول : إن شاء الله .
هل يمكن أن يفهم هذا التفصيل من الآية ؟
الطالب : نعم ، لأن الله قال : (( إني فاعل )) مؤكدة .
الشيخ : (( إن فاعل )) ولم يقل : سأفعل ، فاعل كأنه .... أمر مؤكد أنني سأفعل هذا من وجه ، من وجه آخر أن ما في ضميره قد شاءه الله ، إذا كان يخبر عما بضميره فقد شاءه الله فلا حاجة إلى أن يقول : إن شاء الله لأنه يخبر عما في ضميره .
قوله تعالى : (( واذكر ربك إذا نسيت )) ما معناها يا إبراهيم أم ما حضرت ؟ ما حضرت طيب ، نعم .
الطالب : (( واذكر ربك إذا نسيت )) قل : إن شاء الله .
الشيخ : نعم ، إذا نسيت أن تقول : إن شاء الله فاذكر أمر الله عز وجل ، واستغفر لذنبك لأنك خالفت ما أمر الله به ، طيب وقيل : (( اذكر ربك )) أي الاستثناء ، هل يصح أن الاستثناء منفصل عن المستثنى منه ؟
الطالب : .....
الشيخ : ولو بعد موته ، يعني لو حلف أن يقول : والله لأفعلن كذا يوم جمعة ونسي أن يقول : إن شاء الله ، في يوم الخميس ذكر فقال : إن شاء الله ينفعه أو لا ينفعه ؟ على هذا القول ينفعه ، تمام .
القول الثاني دكتور صالح ؟
الطالب : القول الثاني : أنه لابد من الاتصال في الكلام .
الشيخ : أنه لابد أن يكون الاستثناء متصلاً بالمستثنى منه ، طيب ، لكن ينفعه في رفع الإثم عنه تمام ، هذا هو الذي عليه جمهور العلماء .
يذكر أن الخليفة العباسي المنصور لما سمع أن أبا حنيفة رحمه الله ينكر قول ابن عباس : أن الاستثناء ينفع ولو بعد مدة وتعرفون أن المنصور من ذرية آل النبي صلى الله عليه وسلم ، وابن عباس يرى أن الاستثناء ينفع حكماً ورفع إثم ولو طال الزمن ، دعاه وقال : كيف تخالف ابن عباس ؟ قال : يا أمير المؤمنين هذا من حظك ، أرأيت الناس يبايعونك ويحلفون لك ؟ فإذا قلنا بقول ابن عباس وخرجوا من عندك قالوا : إن شاء الله وإذا قالوا : إن شاء الله بطلت اليمين التي بايعوك عليها ، وهذا من ذكاء أبي حنيفة فلم ينكر عليه ، لأنه لو صححنا قول ابن عباس لكان الذين يبايعون ويعاهدون الله إذا خرجوا قالوا : إن شاء الله وحينئذ تبطل البيعة ، فرجع يعني قصدي رفع عنه الملامة ولم يعاقبه طيب . نهاية الدرس نعم
قال الله تعالى : << ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا >>
قال الله تعالى : (( وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا * (( قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا )) (( لبثوا )) يعني أصحاب الكهف ، (( في كهفهم )) يعني الذي اختاروه لأنفسهم وناموا فيه ، (( ثلاثمائة سنين )) ثلاثمائة تكتب اصطلاحاً مربوطة ثلاث مربوطة بمائة وتكتب مائة بالألف لكنها هذه الألف لا ينطق بها ، ويخطئ من نسمعهم من يقولون كثيراً : ثلاث مَائة هذا غلط كيف يقولون مَائة وهي مِائة في القرآن الكريم (( ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة )) وبعضهم يكتب ثلاث وحدها ومائة وحدها وهذا أيضاً صحيح وهي عندي كذلك مكتوبة ثلاث وحدها ومائة واحدة وهذه القاعدة الصحيحة وقوله : (( مائة سنين )) مائة بالتنونين وسنين عطف بيان لثلاثمائة لأن ثلاثمائة لو لا كلمة سنين لكنا لا ندري هل ثلاثمائة يوم أو ثلاثمائة أسبوع أو ثلاثمائة سنة فلما قال : (( سنين )) بين ذلك ، يقول : (( وازدادوا تسعاً )) ازدادوا على ثلاثمائة ، فكم يكن لبثهم ؟ ثلاثمائة وتسع سنوات ، قد يقول قائل : لماذا لم يقل ثلاثمائة وتسع سنين ؟ قلنا : هذا بمعنى هذا ولا فرق لكن القرآن العظيم أبلغ الكلام فمن أجل تناسب الآيات ورؤوس الآيات قال : (( ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً )) وليس كما قال بعضهم : ثلاثمائة سنين بالشمسية وازدادوا تسعاً بالقمرية ، فإنه لا يمكن أن نشهد على الله بأنه أراد هذا ، من الذي يشهد على الله أنه أراد ثلاثمائة سنين بالشمسية وتسع سنين بالقمرية ؟ حتى لو وافقت أن ثلاثمائة سنين شمسية هي ثلاثمائة وتسع سنين بالهلالية فإنه لا يمكن أن نشهد على الله بهذا ، لأن الحساب واحد وما هي العلامة التي يكون بها الحساب عند الله ؟ الأهلة ، ولهذا نقول : إن القول : بأن ثلاثمائة سنين شمسية (( وازدادوا تسعاً )) يعني قمرية قول ضعيف ، أولاً : أنه لا يمكن أن نشهد على الله بأنه أراد هذا . ثانياً : أن عدة الشهور عند الله والسنوات هي بالأهلة (( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ))[يونس:5] ، (( وازدادوا تسعاً )) إذاً لبثوا ثلاثمائة وتسع سنوات من بالهلالية
قال الله تعالى : << قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات و الأرض أبصر به و أسمع ما لهم من دونه من ولي و لا يشرك في حكمه أحدا >>
قال الله تعالى : (( قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا )) (( قل )) يا محمد الله أعلم بما لبثوا ، وهذه الجملة تؤيد قول من يقول : إن قوله : (( ولبثوا في كهفهم )) من قول الذين يتحدثون عن لبث أهل الكهف في كهفهم وهم اليهود الذين يدعون أن التوراة تدل على هذا وعليه على هذا القول يكون قوله : (( ولبثوا )) مقولاً لقول محذوف والتقدير وقالوا لبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين ، ثم قال : (( قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا )) لكن هذا القول وإن قاله بعض المفسرين فالصواب خلافه ، وأن قوله : (( ولبثوا )) من قول من يا أخ ؟
الطالب : من كلام الله سبحانه وتعالى .
الشيخ : من قول الله ، ويكون قوله : (( قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا )) من باب التوكيد أي توكيد الجملة أنهم لبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين والمعنى قل الله أعلم بما لبثوا وقد أعلمنا أنهم لبثوا ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً ، قال الله عز وجل : (( لَهُ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ )) أي له ما غاب في السماوات والأرض أو له علم غيب السماوات والأرض ، وكلا الأمرين حق ، والسماوات جمع سماء وهي سبعة كما هو معروف ، والأرض هي أيضاً سبع أراضين ، فلا يعلم الغيب غيب السماوات والأرض إلا الله ، ولهذا من ادعى علم الغيب فهو كاذب والمراد بالغيب المستقبل ، وأما الموجود أو الماضي فمن ادعى علمه فليس بكافر ، لأن هذا الشيء قد حصل وعلمه من علمه من الناس لكن غيب المستقبل لا يكون إلا لله عز وجل ، ولهذا من أتى كاهنا يخبره عن المستقبل وصدقه فهو كافر بالله عز وجل لأنه مكذب لقوله تعالى : (( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ))[النمل:65] ، أما ما كان واقعاً فمن المعلوم أن ما كان واقعاً هو غيب بالنسبة لقوم وشهادة بالنسبة لآخرين ، الآن ما في الشارع هو بالنسبة لنا غيب ، بالنسبة للي يشاهدوه هناك شهادة ، (( أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ )) هذا يسميه النحويون فعل تعجب ، فأبصر بمعنى ما أبصر ، وأسمع بمعنى ما أسمع ، وهو غاية ما يكون من علو هذين الوصفين البصر والسمع ، فالله تبارك وتعالى يبصر كل شيء ، يبصر دبيب النمل على الصخرة السوداء في ظلمة الليل ، يبصر ما لا تدركه أعين الناس مما هو أخفى وأدق ، كذلك في السمع يسمع كل شيء ، يعلم السر وأخفى من السر ، ويعلم الجهر ، نعم (( وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى )) [طه:7] .
الطالب : من كلام الله سبحانه وتعالى .
الشيخ : من قول الله ، ويكون قوله : (( قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا )) من باب التوكيد أي توكيد الجملة أنهم لبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين والمعنى قل الله أعلم بما لبثوا وقد أعلمنا أنهم لبثوا ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً ، قال الله عز وجل : (( لَهُ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ )) أي له ما غاب في السماوات والأرض أو له علم غيب السماوات والأرض ، وكلا الأمرين حق ، والسماوات جمع سماء وهي سبعة كما هو معروف ، والأرض هي أيضاً سبع أراضين ، فلا يعلم الغيب غيب السماوات والأرض إلا الله ، ولهذا من ادعى علم الغيب فهو كاذب والمراد بالغيب المستقبل ، وأما الموجود أو الماضي فمن ادعى علمه فليس بكافر ، لأن هذا الشيء قد حصل وعلمه من علمه من الناس لكن غيب المستقبل لا يكون إلا لله عز وجل ، ولهذا من أتى كاهنا يخبره عن المستقبل وصدقه فهو كافر بالله عز وجل لأنه مكذب لقوله تعالى : (( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ))[النمل:65] ، أما ما كان واقعاً فمن المعلوم أن ما كان واقعاً هو غيب بالنسبة لقوم وشهادة بالنسبة لآخرين ، الآن ما في الشارع هو بالنسبة لنا غيب ، بالنسبة للي يشاهدوه هناك شهادة ، (( أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ )) هذا يسميه النحويون فعل تعجب ، فأبصر بمعنى ما أبصر ، وأسمع بمعنى ما أسمع ، وهو غاية ما يكون من علو هذين الوصفين البصر والسمع ، فالله تبارك وتعالى يبصر كل شيء ، يبصر دبيب النمل على الصخرة السوداء في ظلمة الليل ، يبصر ما لا تدركه أعين الناس مما هو أخفى وأدق ، كذلك في السمع يسمع كل شيء ، يعلم السر وأخفى من السر ، ويعلم الجهر ، نعم (( وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى )) [طه:7] .
اضيفت في - 2007-08-13