تفسير سورة النور-02b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تفسيرقول الله تعالى : << إذ تلقونه بألسنتكم و تقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم و تحسبونه هينا وهو عند الله عظيم >> .
له في التوبيخ فإنك إذا تحدثت لصاحبك بصيغة الغائب صار ألطف وأهون وإذا أتيت بعد ذلك بصيغة الخطاب صار أبلغ سواء كان ذلك مدحا أم ثناء نعم فمن الثناء (( الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين )) ثم قال (( إياك نعبد )) فأثنى على الله المصلي أثنى على الله بصيغة الغائب الحمد لله ثم بصيغة (( إياك نعبد )) المخاطب كأنه بعد الثناء صار حاضرا بين يدي ربه فقال (( إياك نعبد )) إذن الالتفات هنا من الغيبة إلى الخطاب فائدته التنبيه وقوة التوبيخ لأن الخطاب أبلغ انظر إلى قوله تعالى : (( عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى ))... في الأول عبس للغائب ثم قال وما يدريك لأنه النبي صلى الله عليه وسلم كأن الله سبحانه وتعالى لم يشأ أن يخاطبه بهذا اللفظ عبست وتوليت بل عبس وتولى حتى تبين ثم قال وما يدريك لعله يزكى هذه مثلها المهم أنه إذا انتقل من صيغة الغيبة إلى صيغة الخطاب فله فائدة التنبيه وزيادة فائدة أخرى تستفاد من السياق
طيب (( إذ تلقونه بألسنتكم )) يعني أنه يرويه بعضكم عن بعض تلقى الشيء بمعنى استقبله وأخذه فهم يتلقونه بألسنتهم ويقولون بأفواههم ما ليس لهم به علم الفرق بين وتقولون بأفواهكم وتلقونه بألسنتكم التلقي أخذه من الغيب تلقاه مثل تلقي الجلب يعني استقباله فالتلقي استقبال الكلام (( وتقولون بأفواهكم )) ذلك لإلقاء الكلام إلى الغير وفيه إشارة إلى أن هذا القول لا يصل إلا القلب وإنما هو مجرد كلام باللسان وذلك لتشكك كثير من الصحابة في هذا الخبر وسبق أن جمهورهم وفضلاءهم أنكروه من أول الأمر (( إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم )) وفي هذا من التوبيخ ما فيه أن يقول الإنسان بفمه بأفواه جمع فاه وهو الفم تقول بفمك ما ليس لك به علم طيب إذا قال قائل أليس القول بالفم لماذا قال تقولون بأفواهكم مع أن القول لا يكون إلا بالفم ؟
الطالب :...
الشيخ : وليس مستقرا في نفوسهم أي نعم هذا هو لأنه مجرد كلام باللسان وبالفم ولكنه لم يستقر في القلب لأنه ليس عن علم وقد يقال إن هذا من باب التأكيد كما في قوله مشى برجله إلى فلان تحقيقا للمشي يعني أنه قول محقق تقولونه قولا صريحا وليس ذلك ظنا في النفس فإن القول يطلق على الظن ومثله أيضا (( ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم )) فإن الطائر يطير بجناحيه ومعلوم أن الطائر لا يطير إلا بجناحيه نعم (( ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم )) فعلى كل حال نقول إن قوله بأفواهكم إما أن يراد به تحقيق القول وأنه ليس مجرد ظن أو تخيل بل يقولونه صراحة بأفواههم وإما أن يقال أن هذا القول على مجرد الفم فقط ولا يصل إلى قرارة النفس لأنه وإن كانوا يقولونه ولكنهم كأنهم يستبعدونه مستريبون في حقيقته وقوله (( ما ليس لكم به علم )) ما أكثر ما يقع هذا من الناس لا بد أن الإنسان لا يقول قولا إلا وله به علم ما يكفي أن تقول قولا لمجرد الظن ولا لمجرد الوهم أو التخيل لا تقل خصوصا في الأمور الخطيرة إلا فيما لك به علم ولهذا قال الله عز وجل : في سورة الإسراء (( ولا تقف ما ليس لك به علم )) يعني لا تتبعه (( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا )) فأنت مسئول عن سمعك وبصرك وقلبك اللي هو محل الظن والاعتقاد إذن لا تقل ما ليس لك به علم لا تتبع ما ليس لك به علم فلا بد أن يكون الإنسان على علم وهذه تربية من الله عز وجل تفيد أن الإنسان يتثبت فيما يقول ليكون قوله معتبرا وليسلم من إثم القول بلا علم لاسيما إذا كان القول على الله فإنه لا أحد أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كان القول في مثل هذه الأمور الخطيرة التي فيها القدح في النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته وأصحابه وبالتالي القدح في الدين لأنه إذا قدح في الرسول الذي جاء به فهو قدح في نفس الدين الذي أتى به هذا الرسول ونقص فيه
قال الله تعالى (( وتحسبوه هينا )) لا إثم فيه (( وهو عند الله عظيم ))في الإثم " في هذه الجملة من تعظيم هذا الأمر ما فيه يعني تحسبون أن القول في هذا الأمر تحسبونه هينا وأنها كلمات تقال وتنقل لكنه عند الله عظيم ويتعاظم كلما كان الإنسان المقول فيه أبعد عما قيل فيه ولهذا قذف المحصن فيه الحد وقذف غير المحصن فيه التعزير يعني لو قذف إنسانا متهما بالزنا وليس عفيفا عزر فقط ولو قذف إنسانا معروفا بالعفة وجب فيه الحد كاملا ولهذا قال (( وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم )) وقلنا أنه يتعاظم بحسب حال المقذوف المتكلم فيه وكذلك إذا لم يكن الكلام قذفا يكون أعظم بحسب حال القول ولهذا يقول الله عز وجل : (( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا )) فأعظم الكذب، الكذب على الله ثم على رسوله صلى الله عليه وسلم وهكذا يتعاظم الكذب بحسب من نمي إليه الكلام
طيب (( إذ تلقونه بألسنتكم )) يعني أنه يرويه بعضكم عن بعض تلقى الشيء بمعنى استقبله وأخذه فهم يتلقونه بألسنتهم ويقولون بأفواههم ما ليس لهم به علم الفرق بين وتقولون بأفواهكم وتلقونه بألسنتكم التلقي أخذه من الغيب تلقاه مثل تلقي الجلب يعني استقباله فالتلقي استقبال الكلام (( وتقولون بأفواهكم )) ذلك لإلقاء الكلام إلى الغير وفيه إشارة إلى أن هذا القول لا يصل إلا القلب وإنما هو مجرد كلام باللسان وذلك لتشكك كثير من الصحابة في هذا الخبر وسبق أن جمهورهم وفضلاءهم أنكروه من أول الأمر (( إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم )) وفي هذا من التوبيخ ما فيه أن يقول الإنسان بفمه بأفواه جمع فاه وهو الفم تقول بفمك ما ليس لك به علم طيب إذا قال قائل أليس القول بالفم لماذا قال تقولون بأفواهكم مع أن القول لا يكون إلا بالفم ؟
الطالب :...
الشيخ : وليس مستقرا في نفوسهم أي نعم هذا هو لأنه مجرد كلام باللسان وبالفم ولكنه لم يستقر في القلب لأنه ليس عن علم وقد يقال إن هذا من باب التأكيد كما في قوله مشى برجله إلى فلان تحقيقا للمشي يعني أنه قول محقق تقولونه قولا صريحا وليس ذلك ظنا في النفس فإن القول يطلق على الظن ومثله أيضا (( ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم )) فإن الطائر يطير بجناحيه ومعلوم أن الطائر لا يطير إلا بجناحيه نعم (( ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم )) فعلى كل حال نقول إن قوله بأفواهكم إما أن يراد به تحقيق القول وأنه ليس مجرد ظن أو تخيل بل يقولونه صراحة بأفواههم وإما أن يقال أن هذا القول على مجرد الفم فقط ولا يصل إلى قرارة النفس لأنه وإن كانوا يقولونه ولكنهم كأنهم يستبعدونه مستريبون في حقيقته وقوله (( ما ليس لكم به علم )) ما أكثر ما يقع هذا من الناس لا بد أن الإنسان لا يقول قولا إلا وله به علم ما يكفي أن تقول قولا لمجرد الظن ولا لمجرد الوهم أو التخيل لا تقل خصوصا في الأمور الخطيرة إلا فيما لك به علم ولهذا قال الله عز وجل : في سورة الإسراء (( ولا تقف ما ليس لك به علم )) يعني لا تتبعه (( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا )) فأنت مسئول عن سمعك وبصرك وقلبك اللي هو محل الظن والاعتقاد إذن لا تقل ما ليس لك به علم لا تتبع ما ليس لك به علم فلا بد أن يكون الإنسان على علم وهذه تربية من الله عز وجل تفيد أن الإنسان يتثبت فيما يقول ليكون قوله معتبرا وليسلم من إثم القول بلا علم لاسيما إذا كان القول على الله فإنه لا أحد أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كان القول في مثل هذه الأمور الخطيرة التي فيها القدح في النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته وأصحابه وبالتالي القدح في الدين لأنه إذا قدح في الرسول الذي جاء به فهو قدح في نفس الدين الذي أتى به هذا الرسول ونقص فيه
قال الله تعالى (( وتحسبوه هينا )) لا إثم فيه (( وهو عند الله عظيم ))في الإثم " في هذه الجملة من تعظيم هذا الأمر ما فيه يعني تحسبون أن القول في هذا الأمر تحسبونه هينا وأنها كلمات تقال وتنقل لكنه عند الله عظيم ويتعاظم كلما كان الإنسان المقول فيه أبعد عما قيل فيه ولهذا قذف المحصن فيه الحد وقذف غير المحصن فيه التعزير يعني لو قذف إنسانا متهما بالزنا وليس عفيفا عزر فقط ولو قذف إنسانا معروفا بالعفة وجب فيه الحد كاملا ولهذا قال (( وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم )) وقلنا أنه يتعاظم بحسب حال المقذوف المتكلم فيه وكذلك إذا لم يكن الكلام قذفا يكون أعظم بحسب حال القول ولهذا يقول الله عز وجل : (( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا )) فأعظم الكذب، الكذب على الله ثم على رسوله صلى الله عليه وسلم وهكذا يتعاظم الكذب بحسب من نمي إليه الكلام
1 - تفسيرقول الله تعالى : << إذ تلقونه بألسنتكم و تقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم و تحسبونه هينا وهو عند الله عظيم >> . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : << ولولآ إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنآ أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم >> .
ثم قال تعالى : (( وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ ))[النور:16]هو للتعجب (( هذا بهتان )) كذب (( عظيم )) لولا بمعنى هلا وهي للتحقير المشرب بالتوبيخ إذ سمعتموه ايش الضمير اللي يعود عليه ؟ على الإفك قلتم- اقرب شويه - هذه جواب لولا ما يكون لنا أن نتكلم بهذا ما يكون قال المؤلف ما ينبغي لنا واعلم أن كلمة ما يكون وكلمة ما ينبغي تأتي للشيء الممتنع عندما نعبر في كتب الفقه ولا ينبغي أن يفعل كذا وكذا ايش المراد ؟ أن ذلك ليس بمستحب فقط لكن عندما تأتي ما ينبغي في كلام الله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم إنما يراد بها الممتنع غاية الامتناع الذي لا يصح ولا يليق كما في قوله تعالى : (( وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا )) ايش ما ينبغي يعني ؟ يمتنع غاية الامتناع لا يليق ولا يصح وكما في قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام ) ايش لا ينبغي له أن ينام ممتنع لا يليق ولا يصح أن ينام سبحانه وتعالى لكمال حياته على كل حال ما يكون لنا أن نتكلم لا ينبغي لنا أن نتكلم بهذا ولا يصح منا أن نتكلم بهذا لماذا ؟ لأنه ايش ؟ لماذا هو ممتنع ؟ لأنه لا يمكن أن الله سبحانه وتعالى يجعل هذا الأمر واقعا من أهل النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أبدا يمتنعوا حسب ما تقتضيه حكمة الله عز وجل أن الله سبحانه وتعالى يجعل هذا الأمر واقعا من أهل الرسول صلى الله عليه وسلم مما في ذلك من الأمر الذي لا يليق بحكمة الله عز وجل ولهذا قال (( ما يكون لنا أن نتكلم بهذا )) لخطورة الأمر وعظمه وقوله سبحانك هو للتعجب هنا هذا ليس بصحيح أنه للتعجب ولكنه للتنزيه البالغ يعني ننزهك يا ربنا أن يقع هذا من أهل بيت رسولك صلى الله عليه وسلم سبحانك يعني تنزيها لك عما لا يليق به ومنه أن يقع مثل هذا من أهل النبي صلى الله عليه وسلم فكلمة سبحانك في هذا الموضع من أحسن ما يكون بل هي أحسن ما يكون في الحقيقة ما يكون لنا أن نتكلم بهذا ليش ؟ لأن ذلك ينافي تنزيهك ولهذا قالوا سبحانك يعني سبحانك من أن يقع هذا من أهل بيت نبيك صلى الله عليه وسلم نعم وليس للتعجب أنهم يتعجبون مما قيل لا بل إنهم ينزهون الله سبحانه وتعالى عما نسب إلى أهله يعني تنزيه لك يا ربنا أن يقع مثل هذا في بيت رسولك صلى الله عليه وسلم فهذا التنزيه في هذا المقام من أحسن ما يكون بل هو أحسن ما يكون (( هذا بهتان )) كذب (( عظيم )) لأنه خلاف ما تقتضيه حكمة الله عز وجل وعظيم ليش وصف بالعظم ؟ المقام يا جماعة مقامه في أهل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام أي بهتان أعظم من بهتان يكون فيه القدح في النبي عليه الصلاة والسلام وأهل بيته وأصحابه عظيم واضح عظمه لو كان هذا قذفا لفلان أو لفلان أو لفلان صار عظيما لكن ليس كعظم ما نسب لأهل الرسول صلى الله عليه وسلم فلذلك وصف بالعظم لأن محله يا عبد الله ...كمل .
الطالب :...
الشيخ : نعم طيب قال الله تعالى (( يعظكم الله )) ينهاكم (( أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين )) أو أنا أسقطنا جملة من قبل في الشرح
الطالب :...
الشيخ : نعم طيب قال الله تعالى (( يعظكم الله )) ينهاكم (( أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين )) أو أنا أسقطنا جملة من قبل في الشرح
2 - تفسير قول الله تعالى : << ولولآ إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنآ أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم >> . أستمع حفظ
عودة إلى تفسير قوله تعالى : << إذ تلقونه بألسنتكم ............ >> .
وهي قوله إذ تلقونه بألسنتكم طيب قال" حذف من الفعل إحدى التائين أصله إذ تتلقونه بألسنتكم " ولا يمكن أن نقول أنها فعل ماضي (( فأنذرتكم نارا تلظى )) يمكن أن يقال فيها فعل ماضي ولكنها فعل مضارع أصلا تتلظى ولكن هنا هل يمكن أن نجعل تلقى لأن تلقى فعل ماضي لو جاءت مجردة تلقيت الحديث تلقونه يمكن هنا نجعلها فعلا ماضيا ولا ما يمكن محمد؟
الطالب:...
الشيخ : ما يمكن لماذا؟
الطالب:...
الشيخ : لا لأن إذا للتعريف
الطالب:...
الشيخ : لا
الطالب:...
الشيخ : لا هنا أصل الفعل الماضي ما تأتي فيه الواو والنون تأتي فيه الواو صحيح تلقوا لكن ما تأتي النون لأن النون من الأفعال الخمسة المضارع وهنا فيها نون وإلا لا ؟ تلقونه فإذن هنا لا يجوز أن تكون فعلا ماضيا فيقينا انه حذف منها إحدى التائين ثم قال المؤلف " وإذ منصوب بمسكم أو أفضتم " وين مسكم لمسكم إذ تلقونه أو أفضتم إذ تلقونه ويستفاد من كلام المؤلف أن إذ هنا اسم وقد مر علينا أن كثيرا من المعربين يجعلون إذ التعليلية يجعلونها حرفا لا اسما لأن المعنى من أجل كذا قال الله عز وجل وين وقفنا عليه
الطالب:...
الشيخ : ما يمكن لماذا؟
الطالب:...
الشيخ : لا لأن إذا للتعريف
الطالب:...
الشيخ : لا
الطالب:...
الشيخ : لا هنا أصل الفعل الماضي ما تأتي فيه الواو والنون تأتي فيه الواو صحيح تلقوا لكن ما تأتي النون لأن النون من الأفعال الخمسة المضارع وهنا فيها نون وإلا لا ؟ تلقونه فإذن هنا لا يجوز أن تكون فعلا ماضيا فيقينا انه حذف منها إحدى التائين ثم قال المؤلف " وإذ منصوب بمسكم أو أفضتم " وين مسكم لمسكم إذ تلقونه أو أفضتم إذ تلقونه ويستفاد من كلام المؤلف أن إذ هنا اسم وقد مر علينا أن كثيرا من المعربين يجعلون إذ التعليلية يجعلونها حرفا لا اسما لأن المعنى من أجل كذا قال الله عز وجل وين وقفنا عليه
كيف يكون تلقي الكلام باللسان ؟
الطالب :كيف يكون التلقي باللسان
الشيخ : يعني ما يصل إلى قلوبهم غاية ما هنالك أنه يصل إلى اللسان وتنطقون به نعم
الطالب :الباء؟
الشيخ : الباء هذه للتعدية وأصل التلقي يكون بالسمع في الحقيقة لكن على أساس أنه مجرد ما تلقاه يفيض به يقوله
الشيخ : يعني ما يصل إلى قلوبهم غاية ما هنالك أنه يصل إلى اللسان وتنطقون به نعم
الطالب :الباء؟
الشيخ : الباء هذه للتعدية وأصل التلقي يكون بالسمع في الحقيقة لكن على أساس أنه مجرد ما تلقاه يفيض به يقوله
تفسر قول الله تعالى : << يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين >> .
قال : (( يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا )) الوعظ يقول المؤلف " ينهاكم الله أن تعودوا " والأمر والنهي موعظة ولهذا قال الله عز وجل (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ )) ثم قال (( إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ))[النساء:58]فجعل الأمر موعظة لأن الإنسان يتعظ بها هكذا هنا يعظكم الله أي يحذركم بالموعظة والتحذير متضمن للنهي وعلى هذا فيجب أن نعرف أن قول المؤلف ينهاكم ليس تفسيرا لها بمقتضى اللفظ ولكن بما يدل عليه المعنى وإلا فالموعظة التحذير بما يلين القلب تخويفا أو ترغيبا فمعنى يعظكم أي يحذركم الله سبحانه وتعالى أن تعودوا لمثله يعني من أن تعودوا ترجعوا لمثله أبدا يعني ما دمتم أحياء إن كنتم مؤمنين طيب إن كنتم مؤمنين هل هي شرط للموعظة ليعظكم أو لا أو جملة مستقلة والتقدير إن كنتم مؤمنين فاتعظوا بذلك؟ يقول المؤلف " إن كنتم مؤمنين تتعظون بذلك " هذه الجملة في الحقيقة إن قلت أنها شرط في قوله يعظكم (( يعظكم الله إن كنتم مؤمنين )) فإنه يجب أن يؤول الموعظة هنا بالموعظة النافعة لا بمجرد ذكر الموعظة لأن الموعظة لا تنفع إلا بشرط الإيمان وأما إذا قلنا إن الموعظة بيان ما يتعظ به المرء فليس الإيمان شرط في ذلك فإن موعظة الله ملقاة لكل أحد سواء كان مؤمنا أو غير مؤمن ولكن لا ينتفع بها إلا المؤمن (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ )) هذا عام (( وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ))[يونس:57]فالحاصل أن نقول إن كنتم مؤمنين إن كانت قيدا في قوله يعظكم فالمراد بالموعظة الموعظة النافعة فهي التي تنفع المؤمن وإن كانت إن كنتم مؤمنين مستقلة عما قبلها أو نقول وإن كانت الموعظة إلقاء ما كان به الوعظ للناس سواء انتفعوا أو لم ينتفعوا فإن قوله (( إن كنتم مؤمنين )) مستقل وجوابها محذوف أي إن كنتم مؤمنين فاتعظوا بما وعظكم الله به وفيه إشارة إلى أنه لا ينتفع بالموعظة إلا المؤمنين على كلا الاحتمالين هي إشارة واضحة على أنه لا ينتفع بموعظة الله إلا المؤمن أما غير المؤمن فإنه لا ينتفع
تفسير قول الله تعالى : << ويبين الله لكم الأيات و الله عليم حكيم >> .
ثم قال الله تعالى ويبين الله لكم الآيات في الأمر والنهي والله عليم فيما يأمر به وينهى عنه حكيم فيه يبين بمعنى يظهر والآيات بمعنى العلامات الدالة عليه سبحانه وتعالى وقد مر علينا أن الآيات تنقسم يا حجاج ؟.
الطالب :...كونية ...وشرعية ...؟
الشيخ : ما تضمنه الوحي المنزل على رسله سواء القرآن أو غير القرآن فالآيات الكونية هي ما خلقه الله في الكون وقدره وهذه ظاهرة للمؤمنين وغيرهم حتى غير المؤمنين يعرفون أن هذه الآيات لا يستطيع البشر أن يفعل مثلها وآيات شرعية لا تتبين وتظهر إلا للمؤمنين (( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون )) ايش فيه ؟ (( في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد )) فالآيات الشرعية التي تضمنها الوحي المنزل على رسله لا يستفيد منها إلا المؤمن أما الكافر والعياذ بالله فإنه يزداد بها رجس على رجسه فيموت على كفره الآيات الكونية حتى غير المؤمنين بالله سبحانه وتعالى يعني غير المنقادين والمقيمين لشرائعه يؤمنون بأن مثل هذه الأمور لا يمكن لبشر أن يأتي بها على اختلاف مشاربهم بهذا يقول (( يبين الله لكم الآيات )) أي يظهرها حتى تتبين ولا فرق في ذلك بين الآيات الكونية والآيات الشرعية ولهذا لما خسفت الشمس في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ماذا قال : ( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ) حتى خسوفهما من آيات الله لأنه لو أن البشر كلهم اجتمعوا على أن يكسفوا الشمس يستطيعون ولا لا ؟ لا يستطيعون فإذن هو من آيات الله لأن الآية معناها هو ما يدل على ما كانت آية لهم بمعنى أنه لا يمكن أن يأتي بها أحد سوى من كانت آية لهم وقوله تعالى (( والله عليم )) قول الشارح أو المفسر في الأمر والنهي كأنه حملها على الآيات الشرعية والحقيقة أنها شاملة في الآيات الشرعية والآيات الكونية
وقوله (( والله عليم حكيم ))عليم أي ذي علم واسع شامل فيما يتعلق بفعله وفيهما يتعلق بفعل المخلوقين والله سبحانه وتعالى عليم بما كان وما سيكون من فعله ومن فعل المخلوقين وحكيم سبق لنا أنها مشتقة من اين؟
الطالب :من الحكمة ...
الشيخ : الحكمة والحكم صحيح طيب وسبق لنا يا صالح أن الحكمة تكون في هذا المطلوب .
الطالب :...
الشيخ : لا
الطالب :...
الشيخ : لا موضع الحكمة الشرع والقدر تكون أولا في الشرع والقدر فكل ما شرعه الله فإنه حكمة مطابق للحكمة وفي القدر كل ما خلقه الله فهو مطابق للحكمة فمحلها إذن الشرع والقدر أما هي الحكمة نفسها فهي على ثلاثة أشياء في الإيجاد والصورة والغاية فإيجاد الشيء حكمة لولا الحكمة في وجوده ما وجد وكونه على هذا الشكل المعين أو بهذه الصورة المعينة هو أيضا حكمة والغاية منه أيضا حكمة (( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون )) إذا ضربنا اثنين في ثلاثة كم تكون ؟ الشرع والقدر وكل منها إما في الإيجاد أو في الصورة أو في الغاية تكون جميع ستة
أما الحكم فإنه ينقسم أيضا إلى قسمين كوني وشرعي مثال الكوني نعم؟
الطالب : قوله تعالى ...
الشيخ : هذا كوني لا لأن هذا لاحظ أنه ذكر بعد أن قال الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنفَقُوا وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ ))[الممتحنة:10]ايش يصير هذا ؟ شرعي لأن الأمور هذه اللي سبقت كلها تشريعات طيب هذا مثال للشرعي مثال الكوني؟
الطالب :...
الشيخ : قول أخي يوسف : (( فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين )) نعم فإذا كان الحكم كونيا أو شرعيا كله مطابق للحكمة فهل يلزم أن نعرف هذه الحكمة أو لا يلزم ؟ لا يلزم لكن يجب علينا أن نؤمن بأنه ما من شيء أوجده الله أو شرعه إلا وله حكمة لكننا لقصورنا يخفى علينا كثير من هذه الحكم نعم (( ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم ))
الطالب :...كونية ...وشرعية ...؟
الشيخ : ما تضمنه الوحي المنزل على رسله سواء القرآن أو غير القرآن فالآيات الكونية هي ما خلقه الله في الكون وقدره وهذه ظاهرة للمؤمنين وغيرهم حتى غير المؤمنين يعرفون أن هذه الآيات لا يستطيع البشر أن يفعل مثلها وآيات شرعية لا تتبين وتظهر إلا للمؤمنين (( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون )) ايش فيه ؟ (( في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد )) فالآيات الشرعية التي تضمنها الوحي المنزل على رسله لا يستفيد منها إلا المؤمن أما الكافر والعياذ بالله فإنه يزداد بها رجس على رجسه فيموت على كفره الآيات الكونية حتى غير المؤمنين بالله سبحانه وتعالى يعني غير المنقادين والمقيمين لشرائعه يؤمنون بأن مثل هذه الأمور لا يمكن لبشر أن يأتي بها على اختلاف مشاربهم بهذا يقول (( يبين الله لكم الآيات )) أي يظهرها حتى تتبين ولا فرق في ذلك بين الآيات الكونية والآيات الشرعية ولهذا لما خسفت الشمس في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ماذا قال : ( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ) حتى خسوفهما من آيات الله لأنه لو أن البشر كلهم اجتمعوا على أن يكسفوا الشمس يستطيعون ولا لا ؟ لا يستطيعون فإذن هو من آيات الله لأن الآية معناها هو ما يدل على ما كانت آية لهم بمعنى أنه لا يمكن أن يأتي بها أحد سوى من كانت آية لهم وقوله تعالى (( والله عليم )) قول الشارح أو المفسر في الأمر والنهي كأنه حملها على الآيات الشرعية والحقيقة أنها شاملة في الآيات الشرعية والآيات الكونية
وقوله (( والله عليم حكيم ))عليم أي ذي علم واسع شامل فيما يتعلق بفعله وفيهما يتعلق بفعل المخلوقين والله سبحانه وتعالى عليم بما كان وما سيكون من فعله ومن فعل المخلوقين وحكيم سبق لنا أنها مشتقة من اين؟
الطالب :من الحكمة ...
الشيخ : الحكمة والحكم صحيح طيب وسبق لنا يا صالح أن الحكمة تكون في هذا المطلوب .
الطالب :...
الشيخ : لا
الطالب :...
الشيخ : لا موضع الحكمة الشرع والقدر تكون أولا في الشرع والقدر فكل ما شرعه الله فإنه حكمة مطابق للحكمة وفي القدر كل ما خلقه الله فهو مطابق للحكمة فمحلها إذن الشرع والقدر أما هي الحكمة نفسها فهي على ثلاثة أشياء في الإيجاد والصورة والغاية فإيجاد الشيء حكمة لولا الحكمة في وجوده ما وجد وكونه على هذا الشكل المعين أو بهذه الصورة المعينة هو أيضا حكمة والغاية منه أيضا حكمة (( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون )) إذا ضربنا اثنين في ثلاثة كم تكون ؟ الشرع والقدر وكل منها إما في الإيجاد أو في الصورة أو في الغاية تكون جميع ستة
أما الحكم فإنه ينقسم أيضا إلى قسمين كوني وشرعي مثال الكوني نعم؟
الطالب : قوله تعالى ...
الشيخ : هذا كوني لا لأن هذا لاحظ أنه ذكر بعد أن قال الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنفَقُوا وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ ))[الممتحنة:10]ايش يصير هذا ؟ شرعي لأن الأمور هذه اللي سبقت كلها تشريعات طيب هذا مثال للشرعي مثال الكوني؟
الطالب :...
الشيخ : قول أخي يوسف : (( فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين )) نعم فإذا كان الحكم كونيا أو شرعيا كله مطابق للحكمة فهل يلزم أن نعرف هذه الحكمة أو لا يلزم ؟ لا يلزم لكن يجب علينا أن نؤمن بأنه ما من شيء أوجده الله أو شرعه إلا وله حكمة لكننا لقصورنا يخفى علينا كثير من هذه الحكم نعم (( ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم ))
تفسير قول الله تعالى : << إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة و الله يعلم وأنتم لا تعلمون >> .
ثم قال الله تعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ))[النور:19] إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة باللسان لهم عذاب أليم قلنا إن مثل هذا التركيب كونه يأتي في الجملة على جملتين يفيد ذلك التأكيد إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة لهم ما قال إن للذين يحبون أن تشيع الفاحشة عذاب فجعل المسألة جملتين صغرى وكبرى فقول (( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )) هذه الكبرى وقوله (( لهم عذاب اليم )) هذه الصغرى سميت صغرى لأنها قائمة مقام الاسم المفرد إذ هي خبر والأصل في الخبر أن يكون مفرد أرجو أن ننتبه لأنه امس نسيت أن ابحث (( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا )) الذين هذه الأولى إن الذين ايش إعرابها ؟ اسم إن فهي في محل المبتدأ يحبون صلة الموصول أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا مفعول يحبون لهم خبر مقدم وعذاب مبتدأ مؤخر والجملة خبر إن إذن هذه الجملة تضمنت جملتين صغرى وكبرى طيب الكبرى المجموع (( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )) والصغرى لهم عذاب أليم وسميناها صغرى وإن كانت مكونة من مبتدأ وخبر لأنها خبر فهي في مقام المفرد لأن الأصل في الخبر أن يكون مفردا تقول مثلا الطالب فاهم خبر مبتدأ مفرد تقول الطالب له فهم صارت الآن جملة والجميع جملتان كبرى وهو مجموعهما وصغرى وهو الجملة التي صارت خبرا والله أعلم .
لأنها آيات كونية واضحة الليل والنهار والشمس والقمر والشرعية
الطالب :...
الشيخ : هل بينها الله تعالى وهي ظاهرة لكل أحد وإلا لا ؟
الطالب :بينها
الشيخ : لكنها ليست ظاهرة لمن أعمى الله بصيرته كما قال الله تعالى : (( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد )) إذن فبيان الآيات واتضاحها إن كانت كونية فهي واضحة ولا أحد يشك فيها وإذا كانت شرعية فهي واضحة في حد ذاتها لكن من الناس من يعمى عنها كما أنه أيضا ربما يقال حتى الآيات الكونية ربما يعمى عنها بعض الناس عند التأمل لأن من الناس من يظن أن هذه الآيات ليست من فعل الخالق وإنما هي طبائع تتفاعل ويتولد بعضها عن بعض وبدون أن يكون لها مدبر أو خالق وعلى هذا فتكون أيضا الآيات الكونية كالآيات الشرعية خلافا لما قررناه سابقا
ثم قال الله تعالى : (( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة )) إن الذين يحبون الذين اسم من الأسماء الموصولة والمعروف في علم الأصول أن الاسم الموصول يفيد العموم إن الذين يحبون يكون عاما وقوله (( يحبون أن تشيع الفاحشة )) تشيع بمعنى تنتشر وتظهر وقول المؤلف باللسان هذا تفسير للشيوع يعني تشيع بالقول وتظهر ويتداولها الناس ولكن الأظهر أنها أعم من الشيوع باللسان وأنها تشيع بالفعل بحيث يشاهدهم الناس وبالقول بحيث يشاع عنهم ذلك فهؤلاء الذين يحبون أن تشيع الفاحشة سواء يحبون أن تشيع بالقول كما اشار إليه المؤلف باللسان أو يحبون أن تشيع بالفعل بمعنى أن يظهر أمرهم ويتبين ويشاهدوه وقولهم (( لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة )) هذه جملة نسميها جملة صغرى إن الذين ، الذين اسم إن وهي في محل المبتدأ ولهم عذاب أليم جملة خبرية خبر إن وهذا يفيد التوكيد أوكد مما لو قيل إن للذين يحبون أن تشيع الفاحشة عذابا أليما مثلا هذا أبين لأنها تكون جملتان كأنهما مكررتان وقول المؤلف " بنسبتها إليهم " هذا بناء على أن المراد بالشيوع شيوع اللسان والأصح أنه أعم أي بنسبتها إليهم فيما يقال فيهم أو برؤيتها منهم فيما فعلوه وقول المؤلف " وهم العصبة " هذا ليس بصحيح لأنه أراد أن يفسر العام بالخاص لأن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة هو خاص بالعصبة الذين جاءوا بالإفك أو عام في كل أحد ؟ عام في كل أحد إلى يوم القيامة حتى مثلا من أراد أو أحب أن تشيع الفاحشة في المؤمنين في زمنه فهو داخل في هذه الآية وتخصيص الآية بشيء لا دليل عليه هذا لا يجوز وقد قال أهل العلم إن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب لكن يجب أن نعرف أن صورة السبب قطعية الدخول يعني إذا ورد لفظ عام بسبب خاص فإن السبب الذي وردت من أجله قطعي الدخول في هذا العام وغيره من أفراد العموم ليس قطعيا ولكنه ظاهر فيه وبيان ذلك أن دلالة العام على كل فرد من أفراده قطعية وإلا ظنية ؟ دلالة ظنية يعني ليست قطعا إذ يجوز أن يكون بعض الأفراد قد خصص بحكم يخالف هذا العموم ولهذا نقول دلالة العموم دلالة اللفظ العام على عمومه ظنية فهمتم ؟لماذا نقول ظنية ؟ لاحتمال أن يكون بعض أفراده قد خصص إلا صورة السبب يعني الصورة التي هي سبب هذا العموم فهي قطعية الدخول لأنه ما يمكن أن نخرجها عن العموم وهو وارد من أجلها فمثلا إن قال قائل الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إلى آخره لو قال قائل إنه لا يدخل فيها أوس بن الصامت الذي ظاهر من زوجته وهو سبب النزول ماذا نقول له ؟ نقول هذا غير صحيح قطعا هو داخل لو قال قائل إن الرجل الذي رآه النبي صلى الله عليه وسلم قد غشي عليه وهو قائم والناس يظللون عليه وهو صائم في السفر فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ليس من البر الصوم في السفر ) لو قال قائل إن هذا الرجل لا يدخل في هذا الحديث نقول غير صحيح ولا يمكن لأن الصورة التي هي سبب النزول قطعية الدخول غيرها ما قطعي لكن ظني ...فسر هذا العموم بالخاص يجوز ولا ما يجوز ؟ لا يجوز إذا وجد لفظ عام يجب الأخذ بعمومه وإن كان دلالته على جميع أفراده ظنية لكن يجب الأخذ بعمومه حتى يأتي دليل على التخصيص فنقول هذه الآية عامة في العصبة وغيرها (( لهم عذاب أليم في الدنيا )) بالحد و... والآخرة بالنار لحق الله تعالى نعم (( لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة )) في الدنيا من العذاب ما ذكره المؤلف وقد يكون عذاب أشد لكن الآن المتبادر لنا أن العذاب الأليم في الدنيا هو العقوبة وعذاب كما أشرنا إليه سابقا بمعنى عقوبة وأليم بمعنى مؤلم وأما عذاب الآخرة فهو عند الله أيضا
وقول المؤلف إن حد القذف وعذاب الآخرة في حق الله هذا يشكل عليه أنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أنه من أصاب من هذه الذنوب شيئا وعوقب عليه في الدنيا كان كفارة له ) وبهذا قالوا إن الحدود كفارة لأصحابها كحد الزنا وحد السرقة وغيرها كفارة لأصحابها إذ أن الله لا يجمع عليه عقوبتين فعلى هذا نقول إن الآية هذه فيمن يحب أن تشيع الفاحشة لكن من أشاع إذا كان هذه من الاشاعات لكن من أشاعها هل عليه حد في الدنيا ؟ ما عليه حد مجرد محبة الإنسان لشيوع الفاحشة في المؤمنين ليس بقذف لا يقام عليه الحد لكن يعزر أو يعاقب بما يسميه أهل العلم بالتعزير يردعه عن فعله عن هذا الأمر وأما عذاب الآخرة فيقال ان هذا ما دام الأمر ليس بحد فقد يعذر وحينئذ يكون العذاب عليه في الآخرة وأما من أقيم عليه الحد في معصية من المعاصي فإنه يكون كفارة له كما ورد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم طيب أذا كان هذا الوعيد فيمن يحبون أن تشيع الفاحشة في المؤمنين فكيف يكون حال من أشاع الفاحشة ...محمود عبد الله ؟ الطالب :...
الشيخ : الذي يشيع أشد من الذي يحب أن تشيع لأن الذي يشيع يحب ويفعل إذ ما أشاع شيئا ...فيكون قد أحب وفعل والذي أحب قد لا يفعل ومع ذلك له عذاب أليم ثم قال الله تعالى : (( والله يعلم وأنتم لا تعلمون )) والله يعلم انتفاؤها عنهم وأنتم أيها العصبة لا تعلمون وجودها فيهم
الطالب :...
الشيخ : لا تعلمون وجودها فيهم...
الطالب :...
لأنها آيات كونية واضحة الليل والنهار والشمس والقمر والشرعية
الطالب :...
الشيخ : هل بينها الله تعالى وهي ظاهرة لكل أحد وإلا لا ؟
الطالب :بينها
الشيخ : لكنها ليست ظاهرة لمن أعمى الله بصيرته كما قال الله تعالى : (( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد )) إذن فبيان الآيات واتضاحها إن كانت كونية فهي واضحة ولا أحد يشك فيها وإذا كانت شرعية فهي واضحة في حد ذاتها لكن من الناس من يعمى عنها كما أنه أيضا ربما يقال حتى الآيات الكونية ربما يعمى عنها بعض الناس عند التأمل لأن من الناس من يظن أن هذه الآيات ليست من فعل الخالق وإنما هي طبائع تتفاعل ويتولد بعضها عن بعض وبدون أن يكون لها مدبر أو خالق وعلى هذا فتكون أيضا الآيات الكونية كالآيات الشرعية خلافا لما قررناه سابقا
ثم قال الله تعالى : (( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة )) إن الذين يحبون الذين اسم من الأسماء الموصولة والمعروف في علم الأصول أن الاسم الموصول يفيد العموم إن الذين يحبون يكون عاما وقوله (( يحبون أن تشيع الفاحشة )) تشيع بمعنى تنتشر وتظهر وقول المؤلف باللسان هذا تفسير للشيوع يعني تشيع بالقول وتظهر ويتداولها الناس ولكن الأظهر أنها أعم من الشيوع باللسان وأنها تشيع بالفعل بحيث يشاهدهم الناس وبالقول بحيث يشاع عنهم ذلك فهؤلاء الذين يحبون أن تشيع الفاحشة سواء يحبون أن تشيع بالقول كما اشار إليه المؤلف باللسان أو يحبون أن تشيع بالفعل بمعنى أن يظهر أمرهم ويتبين ويشاهدوه وقولهم (( لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة )) هذه جملة نسميها جملة صغرى إن الذين ، الذين اسم إن وهي في محل المبتدأ ولهم عذاب أليم جملة خبرية خبر إن وهذا يفيد التوكيد أوكد مما لو قيل إن للذين يحبون أن تشيع الفاحشة عذابا أليما مثلا هذا أبين لأنها تكون جملتان كأنهما مكررتان وقول المؤلف " بنسبتها إليهم " هذا بناء على أن المراد بالشيوع شيوع اللسان والأصح أنه أعم أي بنسبتها إليهم فيما يقال فيهم أو برؤيتها منهم فيما فعلوه وقول المؤلف " وهم العصبة " هذا ليس بصحيح لأنه أراد أن يفسر العام بالخاص لأن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة هو خاص بالعصبة الذين جاءوا بالإفك أو عام في كل أحد ؟ عام في كل أحد إلى يوم القيامة حتى مثلا من أراد أو أحب أن تشيع الفاحشة في المؤمنين في زمنه فهو داخل في هذه الآية وتخصيص الآية بشيء لا دليل عليه هذا لا يجوز وقد قال أهل العلم إن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب لكن يجب أن نعرف أن صورة السبب قطعية الدخول يعني إذا ورد لفظ عام بسبب خاص فإن السبب الذي وردت من أجله قطعي الدخول في هذا العام وغيره من أفراد العموم ليس قطعيا ولكنه ظاهر فيه وبيان ذلك أن دلالة العام على كل فرد من أفراده قطعية وإلا ظنية ؟ دلالة ظنية يعني ليست قطعا إذ يجوز أن يكون بعض الأفراد قد خصص بحكم يخالف هذا العموم ولهذا نقول دلالة العموم دلالة اللفظ العام على عمومه ظنية فهمتم ؟لماذا نقول ظنية ؟ لاحتمال أن يكون بعض أفراده قد خصص إلا صورة السبب يعني الصورة التي هي سبب هذا العموم فهي قطعية الدخول لأنه ما يمكن أن نخرجها عن العموم وهو وارد من أجلها فمثلا إن قال قائل الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إلى آخره لو قال قائل إنه لا يدخل فيها أوس بن الصامت الذي ظاهر من زوجته وهو سبب النزول ماذا نقول له ؟ نقول هذا غير صحيح قطعا هو داخل لو قال قائل إن الرجل الذي رآه النبي صلى الله عليه وسلم قد غشي عليه وهو قائم والناس يظللون عليه وهو صائم في السفر فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ليس من البر الصوم في السفر ) لو قال قائل إن هذا الرجل لا يدخل في هذا الحديث نقول غير صحيح ولا يمكن لأن الصورة التي هي سبب النزول قطعية الدخول غيرها ما قطعي لكن ظني ...فسر هذا العموم بالخاص يجوز ولا ما يجوز ؟ لا يجوز إذا وجد لفظ عام يجب الأخذ بعمومه وإن كان دلالته على جميع أفراده ظنية لكن يجب الأخذ بعمومه حتى يأتي دليل على التخصيص فنقول هذه الآية عامة في العصبة وغيرها (( لهم عذاب أليم في الدنيا )) بالحد و... والآخرة بالنار لحق الله تعالى نعم (( لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة )) في الدنيا من العذاب ما ذكره المؤلف وقد يكون عذاب أشد لكن الآن المتبادر لنا أن العذاب الأليم في الدنيا هو العقوبة وعذاب كما أشرنا إليه سابقا بمعنى عقوبة وأليم بمعنى مؤلم وأما عذاب الآخرة فهو عند الله أيضا
وقول المؤلف إن حد القذف وعذاب الآخرة في حق الله هذا يشكل عليه أنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أنه من أصاب من هذه الذنوب شيئا وعوقب عليه في الدنيا كان كفارة له ) وبهذا قالوا إن الحدود كفارة لأصحابها كحد الزنا وحد السرقة وغيرها كفارة لأصحابها إذ أن الله لا يجمع عليه عقوبتين فعلى هذا نقول إن الآية هذه فيمن يحب أن تشيع الفاحشة لكن من أشاع إذا كان هذه من الاشاعات لكن من أشاعها هل عليه حد في الدنيا ؟ ما عليه حد مجرد محبة الإنسان لشيوع الفاحشة في المؤمنين ليس بقذف لا يقام عليه الحد لكن يعزر أو يعاقب بما يسميه أهل العلم بالتعزير يردعه عن فعله عن هذا الأمر وأما عذاب الآخرة فيقال ان هذا ما دام الأمر ليس بحد فقد يعذر وحينئذ يكون العذاب عليه في الآخرة وأما من أقيم عليه الحد في معصية من المعاصي فإنه يكون كفارة له كما ورد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم طيب أذا كان هذا الوعيد فيمن يحبون أن تشيع الفاحشة في المؤمنين فكيف يكون حال من أشاع الفاحشة ...محمود عبد الله ؟ الطالب :...
الشيخ : الذي يشيع أشد من الذي يحب أن تشيع لأن الذي يشيع يحب ويفعل إذ ما أشاع شيئا ...فيكون قد أحب وفعل والذي أحب قد لا يفعل ومع ذلك له عذاب أليم ثم قال الله تعالى : (( والله يعلم وأنتم لا تعلمون )) والله يعلم انتفاؤها عنهم وأنتم أيها العصبة لا تعلمون وجودها فيهم
الطالب :...
الشيخ : لا تعلمون وجودها فيهم...
الطالب :...
اضيفت في - 2007-08-13