تفسير سورة النور-09a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة تفسير الآية السابقة .
به إليه لا لأنه سايب ما له عمل ولا له شغل فهمتم الآن وهذا أبلغ في الثناء كونهم يبيعون ويشترون لكن هذا البيع والشراء لا يلهيهم عن ذكر الله وقوله تعالى : (( تجارة ولا بيع )) المؤلف فسر التجارة بالشراء لماذا ؟ في مقابلة البيع ولكنه تفسير ليس بصحيح لأن الشراء مفهوم للبيع إذ لا يوجد بيع إلا بشراء لكن التجارة أعم من البيع قد يلهو الإنسان بتجارته لتصنيفها وتبويبها وحفظها وصيانتها وما أشبه ذلك ربما لا ينوي الرجوع إلى شيء لكن ينوي بطريق آخر عن ... التجارة لذلك الآية نقول المراد بالتجارة ما يتجر به الإنسان وولهه به ليس بالشراء بل ما هو أعم أما الشراء فمفهوم من البيع لأنهم إذا شروا فقد باع عليهم غيرهم وإذا باعوا فقد اشترى منهم غيرهم وقوله (( عن ذكر الله )) يعني التجارة لا تلهيهم عن ذكر الله يقدمون ذكر الله على تجارتهم لكن الناس في هذا الباب ينقسمون إلى ثلاثة أقسام في مسألة التجارة والذكر منهم من يقدم التجارة على الذكر وهذا خاسر لقوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ))[المنافقون:9]لو ربحوا في الأموال والأولاد فهم خاسرون هذا قسم القسم الثاني ما لا تلهيه التجارة ولا الأموال والأولاد عن ذكر الله لكن يعمل هذا في محله وهذا في محله فهذا رابح ما فاته ماله وولده ولا فاته ذكر الله أتى لهذا بنصيبه ولهذا بنصيبه
القسم الثالث من هو أعلى من ذلك من يجعل تجارته وولده من ذكر الله بحيث يقصد بهذه التجارة الاستعانة على طاعة ربه وعلى بذل أمواله فيما يرضي ربه وكذلك بالنسبة للأولاد يجعل اشتغاله به لتربيتهم والتأمل في نعمة الله عليه بهم وما أشبه ذلك هذه هي المرتبة العليا وعلى هذا يكون هذا الرجل رابحا بالطرفين في آن واحد والقسم الثاني رابح في الطرفين لكن على التناوب يربح في هذا ويعطيه ما يستحق ويربح في هذا ويعطيه ما يستحق أما الثالث الأخير فهذا شأنه كبير ولكن قل من يوجد بهذه الصفة وهو نادر جدا وأكثر الناس اليوم من أي الأقسام ؟ من القسم الأول الذي هو في الحقيقة أخيرا في المرتبة وأولا في الذكر وآخر في المرتبة أكثر الناس اليوم هكذا طيب
الطالب :...
الشيخ : الثالث من جعل اشتغاله بتجارته ذكرا لله طيب أقول إنك لا و إقام الصلاة إقام بمعنى إقامة لكن حذفت التاء تخفيفا و إقام الصلاة ليس مجرد فعلها بل هو أمر فوق الفعل معنى إقام الشيء جعله قيما مستقيما وذلك بفعل شروطها وأركانها وواجباتها فما كل مصل مقيما للصلاة ولهذا تجدون أن الثناء الذي يقوله الله في القرآن بل والأوامر التي يأمر الله بها في القرآن غالبا تكون للإقامة لأن ذلك هو الأصل ليس مجرد فعل الصلاة ولهذا نجد أن المصلي رجلان مع الإمام أفعالهما واحدة ودخولهما في الصلاة واحد وخروجهما منها واحد ولكن بين صلاتهما كما بين السماء والأرض لماذا لأن أحدهما أقام الصلاة والآخر صلى فعلا بس لكن الأول أقامها خاشع مستحضر مخلص يرجوا ثواب الله ويخاف عقاب الله طيب إقام الصلاة المذكور في القرآن كثيرا لماذا بين ؟ بين بالسنة فيه أشياء مهمة في القرآن لكن غالب ذلك مبين بالسنة بينته سنة رسول صلى الله عليه وسلم وبهذا نعرف أن السنة ضرورية في الشرع وأن من أنكرها فقد هدم جانبا كبيرا من الشرع
وقد وجد بعض الناس أنكر السنة والعياذ بالله وسمعنا أن بعض الزعماء من العرب قيل لي انهم صاروا يصادرون كتب السنة البخاري ومسلم من المكاتب حتى لا تنتشر سنة الرسول صلى الله عليه وسلم بين أمته والعياذ بالله وهذا لا شك أنه كفر يعني الذي يبيح لنفسه أن يصادر كتب الحديث التي تلقتها الأمة بالقبول هم لو صادروا كتبا مضلة ضعيفة موضوعه لقلنا نحمدهم على هذا الأمر ولكن يصادرون كتبا صحيحة تلقتها الأمة بالقبول وعلمها المسلمون واعتبروها سندا هؤلاء لا شك أنهم كفار لأنهم كفروا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم بل بالقرآن نفسه لأن الله يقول : (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ ))[الأحزاب:21]ويقول : (( ومن يطع الرسول فقد أطاع الله )) ويقول (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) ويقول : (( وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) ويقول : (( ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا )) على كل حال الآيات في هذا كثيرة وبينة وواضحة فإقامة الصلاة من هذا النوع ما بينها بيانا كافيا إلا سنة الرسول عليه الصلاة والسلام وقوله وإيتاء الزكاة أي إعطائها والزكاة معروفة لنا وهي الجزء الذي أوجبه الله تعالى في أموالنا ولم يبين المؤتى إليه لكنه مبين في القرآن في سورة التوبة في قوله تعالى : (( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ ))[التوبة:60]الذي يؤتى إليهم الزكاة
(( وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار )) قوله يخافون هذه صفة لرجال لا تلهيهم هم أيضا في هذه الأحوال يخافون يوما يخافون في حال تسبيحهم بالغدو والآصال وفي حال إقامتهم الصلاة وإيتاء الزكاة وفي حال عدم لهوهم بالتجارة والبيع كل هذه الأعمال مبنية على هذه العقيدة والأساس يخافون يوما تتقلب فيه خوفهم من هذا اليوم يدل على إيمانهم به إذ لا يخاف الإنسان من شيء لا يؤمن به فهو يدل على أن عندهم تمام الإيمان واليقين باليوم الآخر ولذلك يخافون هذا اليوم هذا اليوم وصفه الله بقوله تتقلب تضطرب فيه القلوب والأبصار تتقلب التقلب معروف هو تغير الهيئة من حال إلى حال وهذه القلوب تتغير تضطرب وتنتقل من حال إلى حال تقلب القلوب بين النجاة والهلاك ما يدري الإنسان هل يهلك أو ينجو فقلبه متقلب يضطرب أحيانا يغلب عليه الوجل وأحيانا يغلب عليه الخوف كذلك الأبصار تتقلب يقول المؤلف من ناحية اليمين والشمال لأن الناس كثيرون لا كأنهم عقلاء ولهذا قال الله عز وجل : (( وترى الناس سكارى وما هم بسكارى و لكن عذاب الله شديد )) (( إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم )) واحد إذا رأيته كأنه مجنون كأنه سكران من شدة الهول وما ظنك بالقلب حينئذ لا شك انه في الحقيقة أنه سيتقلب ويضطرب ولا يدري المآل هذا الذي يحصل يوم القيامة
القسم الثالث من هو أعلى من ذلك من يجعل تجارته وولده من ذكر الله بحيث يقصد بهذه التجارة الاستعانة على طاعة ربه وعلى بذل أمواله فيما يرضي ربه وكذلك بالنسبة للأولاد يجعل اشتغاله به لتربيتهم والتأمل في نعمة الله عليه بهم وما أشبه ذلك هذه هي المرتبة العليا وعلى هذا يكون هذا الرجل رابحا بالطرفين في آن واحد والقسم الثاني رابح في الطرفين لكن على التناوب يربح في هذا ويعطيه ما يستحق ويربح في هذا ويعطيه ما يستحق أما الثالث الأخير فهذا شأنه كبير ولكن قل من يوجد بهذه الصفة وهو نادر جدا وأكثر الناس اليوم من أي الأقسام ؟ من القسم الأول الذي هو في الحقيقة أخيرا في المرتبة وأولا في الذكر وآخر في المرتبة أكثر الناس اليوم هكذا طيب
الطالب :...
الشيخ : الثالث من جعل اشتغاله بتجارته ذكرا لله طيب أقول إنك لا و إقام الصلاة إقام بمعنى إقامة لكن حذفت التاء تخفيفا و إقام الصلاة ليس مجرد فعلها بل هو أمر فوق الفعل معنى إقام الشيء جعله قيما مستقيما وذلك بفعل شروطها وأركانها وواجباتها فما كل مصل مقيما للصلاة ولهذا تجدون أن الثناء الذي يقوله الله في القرآن بل والأوامر التي يأمر الله بها في القرآن غالبا تكون للإقامة لأن ذلك هو الأصل ليس مجرد فعل الصلاة ولهذا نجد أن المصلي رجلان مع الإمام أفعالهما واحدة ودخولهما في الصلاة واحد وخروجهما منها واحد ولكن بين صلاتهما كما بين السماء والأرض لماذا لأن أحدهما أقام الصلاة والآخر صلى فعلا بس لكن الأول أقامها خاشع مستحضر مخلص يرجوا ثواب الله ويخاف عقاب الله طيب إقام الصلاة المذكور في القرآن كثيرا لماذا بين ؟ بين بالسنة فيه أشياء مهمة في القرآن لكن غالب ذلك مبين بالسنة بينته سنة رسول صلى الله عليه وسلم وبهذا نعرف أن السنة ضرورية في الشرع وأن من أنكرها فقد هدم جانبا كبيرا من الشرع
وقد وجد بعض الناس أنكر السنة والعياذ بالله وسمعنا أن بعض الزعماء من العرب قيل لي انهم صاروا يصادرون كتب السنة البخاري ومسلم من المكاتب حتى لا تنتشر سنة الرسول صلى الله عليه وسلم بين أمته والعياذ بالله وهذا لا شك أنه كفر يعني الذي يبيح لنفسه أن يصادر كتب الحديث التي تلقتها الأمة بالقبول هم لو صادروا كتبا مضلة ضعيفة موضوعه لقلنا نحمدهم على هذا الأمر ولكن يصادرون كتبا صحيحة تلقتها الأمة بالقبول وعلمها المسلمون واعتبروها سندا هؤلاء لا شك أنهم كفار لأنهم كفروا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم بل بالقرآن نفسه لأن الله يقول : (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ ))[الأحزاب:21]ويقول : (( ومن يطع الرسول فقد أطاع الله )) ويقول (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) ويقول : (( وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) ويقول : (( ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا )) على كل حال الآيات في هذا كثيرة وبينة وواضحة فإقامة الصلاة من هذا النوع ما بينها بيانا كافيا إلا سنة الرسول عليه الصلاة والسلام وقوله وإيتاء الزكاة أي إعطائها والزكاة معروفة لنا وهي الجزء الذي أوجبه الله تعالى في أموالنا ولم يبين المؤتى إليه لكنه مبين في القرآن في سورة التوبة في قوله تعالى : (( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ ))[التوبة:60]الذي يؤتى إليهم الزكاة
(( وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار )) قوله يخافون هذه صفة لرجال لا تلهيهم هم أيضا في هذه الأحوال يخافون يوما يخافون في حال تسبيحهم بالغدو والآصال وفي حال إقامتهم الصلاة وإيتاء الزكاة وفي حال عدم لهوهم بالتجارة والبيع كل هذه الأعمال مبنية على هذه العقيدة والأساس يخافون يوما تتقلب فيه خوفهم من هذا اليوم يدل على إيمانهم به إذ لا يخاف الإنسان من شيء لا يؤمن به فهو يدل على أن عندهم تمام الإيمان واليقين باليوم الآخر ولذلك يخافون هذا اليوم هذا اليوم وصفه الله بقوله تتقلب تضطرب فيه القلوب والأبصار تتقلب التقلب معروف هو تغير الهيئة من حال إلى حال وهذه القلوب تتغير تضطرب وتنتقل من حال إلى حال تقلب القلوب بين النجاة والهلاك ما يدري الإنسان هل يهلك أو ينجو فقلبه متقلب يضطرب أحيانا يغلب عليه الوجل وأحيانا يغلب عليه الخوف كذلك الأبصار تتقلب يقول المؤلف من ناحية اليمين والشمال لأن الناس كثيرون لا كأنهم عقلاء ولهذا قال الله عز وجل : (( وترى الناس سكارى وما هم بسكارى و لكن عذاب الله شديد )) (( إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم )) واحد إذا رأيته كأنه مجنون كأنه سكران من شدة الهول وما ظنك بالقلب حينئذ لا شك انه في الحقيقة أنه سيتقلب ويضطرب ولا يدري المآل هذا الذي يحصل يوم القيامة
تفسير قول الله تعالى : << ليجزيهم الله أحسن ما عملوا و يزيدهم من فضله و الله يرزق من يشآء بغير حساب >>
يقول (( ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله )) ليجزيهم الله أحسن ما عملوا أي ثوابه وأحسن بمعنى حسن اللام في قوله ليجزيهم هل هي للعاقبة وأن عاقبتهم هذا أو هي للتعليل أيضا يعني أنهم يسبحون ويخافون لأجل أن يجزيهم الله أحسن ما عملوا فيكون هنا على... لام التعليل جمعوا بين الخوف والرجاء أو نقول للعاقبة وأنهم يعملون تلك الأشياء خوفا من الله عز وجل فتكون عاقبتهم الأمن التام مع الثواب الجزيل ؟ فيه احتمالان إما أن تكون اللام للعاقبة يعني أنهم يسبحون ويخافون وتكون عاقبتهم تلك وهو الأمن مما يخافون وحصول الثواب الجزيل أو أنها للتعليل أي أنهم يفعلون ذلك لانتظار الجزاء ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ثم هنا يناقش المؤلف يقول المؤلف أي ثوابه لأنهم في الحقيقة لا يجزون بنفس العمل وإنما يجزون بأي شيء ؟ بثوابه الجزاء الثواب ذلك احتاج المؤلف أن يقدر العمل بثواب العمل لأنه هو الذي به الجزاء هذه واحدة الثانية يقول أحسن بمعنى حسن ليش لأنه توهم المؤلف أو ربما يتوهم المتوهم أن الجزاء إنما يقع على أحسن ما يعمل الإنسان والحقيقة أن الجزاء يقع على الأحسن والحسن أليس كذلك عندما يعمل الإنسان حسن فإن الجزاء يكون على الحسن والأحسن ولكن هذا التوهم لا يرد على تقدير المؤلف وهو أن المراد ليجزيهم الله ثواب يصير المعنى ليجزيهم الله أحسن ثواب ما عملوا وعليه فلا إشكال إطلاقا ولا نؤول أحسن بمعنى حسن لأن تأويل أحسن بمعنى حسن تحريف أيهما أكمل ؟ أحسن لذلك نقول الآية على ظاهرها واسم التفضيل على ظاهره والمعنى أنهم يجزون أحسن ثواب لعملهم كيف ذلك ؟ الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة والإنسان لو عملت له عملا وأعطاك أجرك مرتين وايش يصير هذا ؟ أحسن ثواب نعم ممتاز لكن ثواب الله عز وجل أحسن وأحسن لأن الله يضاعف لمن يشاء فالأولى بل الواجب أن تبقى أحسن على ما هي عليه من التفضيل فنقول أحسن أي أحسن ثواب لعملهم فيكون هنا الأحسن ليس للعمل ولكن الأحسن للثواب طيب بقي علينا على التقدير الأول (( ليجزيهم الله أحسن ما عملوا )) نعم لماذا عبر جعل الله تعالى الحسن للعمل نفسه مع أن الحسن للثواب ؟ إشارة إلى أن الجزاء بقدر العمل ولذلك عبر به عنه فالعمل كما تدين تدان فالإنسان الذي لا يصلي مثلا هل يأخذ ثواب المصلي ؟ لا والذي لا يزكي لا يثاب ثواب المزكي وهكذا فالجزاء على العمل ولذلك عبر بالعمل عن جزائه إشارة إلى أن الجزاء من جنس العمل لكنه جزاء أحسن ما يكون وقال (( وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ )) يقال فلان ينفق بغير حساب أي يوسع كأنه لا يحسب ما ينفقه قوله (( ويزيدهم من فضله )) هذا زائد على ثواب العمل وذلك ما يحصل من زيادة الأعمال الصالحة وزيادة الرزق في الدنيا وزيادة ما يدخر لهم عند الله في الجنة كالنظر إلى وجه الله سبحانه وتعالى كما جاء في الحديث الصحيح قوله تعالى (( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )) أن المراد بالزيادة...الزيادة من الرزق في الدنيا الزيادة من الثواب في الآخرة النظر إلى وجه الله سبحانه وتعالى
وقوله : (( والله يرزق من يشاء بغير حساب )) المعنى أنه سبحانه وتعالى يعطي بغير تقدير لكن ايش معنى بغير تقدير كيف نقول بغير تقدير مع أن الله سبحانه وتعالى يقول : (( وكل شيء عنده بمقدار )) الجواب أن هذا كناية عن كثرة العطاء ولهذا يقال كما قال المؤلف فلان ينفق بغير حساب ايش معناه ؟ يعني يعطي عطاء كثيرا لا حد له وإلا فإن الله تعالى قد قدره بعلمه وحكمته كل شيء حتى نقطة المطر إذا نزلت في الأرض فإنها بمقدار طيب إذن يكون معنى قوله بغير حساب أي بغير مقدار وهو كناية عن ايش ؟كثرة ما ينفق لا عن كونه ينفق هكذا بدون أن يشعر بما ينفق فهو سبحانه وتعالى يعلم ما يرزق وكيف يرزق وأين يرزق ولكنه تعالى لكثرة عطائه كالذي لا يحسب
وقوله : (( والله يرزق من يشاء بغير حساب )) المعنى أنه سبحانه وتعالى يعطي بغير تقدير لكن ايش معنى بغير تقدير كيف نقول بغير تقدير مع أن الله سبحانه وتعالى يقول : (( وكل شيء عنده بمقدار )) الجواب أن هذا كناية عن كثرة العطاء ولهذا يقال كما قال المؤلف فلان ينفق بغير حساب ايش معناه ؟ يعني يعطي عطاء كثيرا لا حد له وإلا فإن الله تعالى قد قدره بعلمه وحكمته كل شيء حتى نقطة المطر إذا نزلت في الأرض فإنها بمقدار طيب إذن يكون معنى قوله بغير حساب أي بغير مقدار وهو كناية عن ايش ؟كثرة ما ينفق لا عن كونه ينفق هكذا بدون أن يشعر بما ينفق فهو سبحانه وتعالى يعلم ما يرزق وكيف يرزق وأين يرزق ولكنه تعالى لكثرة عطائه كالذي لا يحسب
2 - تفسير قول الله تعالى : << ليجزيهم الله أحسن ما عملوا و يزيدهم من فضله و الله يرزق من يشآء بغير حساب >> أستمع حفظ
الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << في بيوت أذن الله أن ترفع و يذكر فيه اسمه يسبح له فيها بالغدو والأصال >>
في هذه الآية من الفوائد فوائد كثيرة منها فضيلة المساجد وبماذا نستدل عليه ؟ بقوله (( أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه )) فإن إذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يدل على شرفها لأن المكان يشرف بشرف العمل فيه كما أن الزمان أيضا يشرف بشرف العمل فيها لماذا كان رمضان شريفا ؟ لمشروعية الصيام فيه ونزول القرآن ولماذا كانت مكة شريفة لأن فيها المناسك وذكر الله فيها على بهيمة الأنعام إذن يستفاد من ذلك شرف المساجد لأنها محل ذكر الله عز وجل وتعظيمه
فيه أيضا مشروعية تعظيم المساجد خلوكم معنا ومن ذلك من تعظيمها أن تطيب ومن ذلك أيضا أن تنظف عن الأذى والأقذار هل نقول ومن ذلك أن ترخرف ؟ لا ولهذا جاء في الحديث ( ما أمرت بتشييد المساجد ) وقال ابن عباس " لترخرفنها كما رخرفت اليهود والنصارى " فالزخرفة هذا شيء لا يليق بالمساجد لأن المساجد ليست بيوت دنيا وإنما هي بيوت عمل للآخرة لكن تنظف عن الأذى والأقذار وتطيب والفرق بين التنظيف عن الأذى وبين إحداث الزخرفة فإن التنظيف عن الأذى تنقية لكن الزخرفة إيجاد أشياء لا تتناسب مع المساجد طيب وفيها أيضا دليل
فيه أيضا مشروعية تعظيم المساجد خلوكم معنا ومن ذلك من تعظيمها أن تطيب ومن ذلك أيضا أن تنظف عن الأذى والأقذار هل نقول ومن ذلك أن ترخرف ؟ لا ولهذا جاء في الحديث ( ما أمرت بتشييد المساجد ) وقال ابن عباس " لترخرفنها كما رخرفت اليهود والنصارى " فالزخرفة هذا شيء لا يليق بالمساجد لأن المساجد ليست بيوت دنيا وإنما هي بيوت عمل للآخرة لكن تنظف عن الأذى والأقذار وتطيب والفرق بين التنظيف عن الأذى وبين إحداث الزخرفة فإن التنظيف عن الأذى تنقية لكن الزخرفة إيجاد أشياء لا تتناسب مع المساجد طيب وفيها أيضا دليل
3 - الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << في بيوت أذن الله أن ترفع و يذكر فيه اسمه يسبح له فيها بالغدو والأصال >> أستمع حفظ
أسئلة عن الصلاة ؟
الطالب :...
الشيخ : تعظيم المسجد ألا تدخل بالنعلين إلا وقد رأيتها ونظفتها
الطالب :...
الشيخ :ولا عند ضرورة نقول السنة أن تصلي في النعلين لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بذلك وفعله بنفسه أيضا
الشيخ : تعظيم المسجد ألا تدخل بالنعلين إلا وقد رأيتها ونظفتها
الطالب :...
الشيخ :ولا عند ضرورة نقول السنة أن تصلي في النعلين لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بذلك وفعله بنفسه أيضا
ما معنى الدور في اللغة ؟
الطالب :...
الشيخ : في البيوت لا الدور في اللغة الحارات يقول هذه دار بني فلان وهذه دار بني فلان يعني حاراتهم .
الطالب :...
الشيخ : الأكل في المساجد هذه تأتي إن شاء الله فيما بعد
الطالب :...
الشيخ : الأهوال عندما تحدث لو بشر الإنسان فإما أن ينسى ما بشر به لشدة الهول وإما أن يخاف من أمر يصيبه قبل أن يصل إلى ما بشر به واضح عندما يقول لك الملك ولله المثل الأعلى ...ما عليك وتشوف الجلد في الناس والأسر ما تخاف لابد أن يحصل عندك خوف مع ان هذا مفهومه على سبيل التقريب والا أهوال يوم القيامة لا يتصورها الإنسان
الشيخ : في البيوت لا الدور في اللغة الحارات يقول هذه دار بني فلان وهذه دار بني فلان يعني حاراتهم .
الطالب :...
الشيخ : الأكل في المساجد هذه تأتي إن شاء الله فيما بعد
الطالب :...
الشيخ : الأهوال عندما تحدث لو بشر الإنسان فإما أن ينسى ما بشر به لشدة الهول وإما أن يخاف من أمر يصيبه قبل أن يصل إلى ما بشر به واضح عندما يقول لك الملك ولله المثل الأعلى ...ما عليك وتشوف الجلد في الناس والأسر ما تخاف لابد أن يحصل عندك خوف مع ان هذا مفهومه على سبيل التقريب والا أهوال يوم القيامة لا يتصورها الإنسان
سؤال عن الصراط ؟
الطالب :...
الشيخ :أي نعم الرسل عليهم الصلاة والسلام يعبرون الصراط ويقولون اللهم سلم اللهم سلم .
كملنا الكلام على ما يستفاد من الآية الكريمة في قوله تعالى : (( في بيوت أذن الله أن ترفع )) والآن نبدأ ذلك جميعا
الطالب :...
الشيخ :...بدأنا ذكر الفوائد نقول وبالله باسمه تعالى
الشيخ :أي نعم الرسل عليهم الصلاة والسلام يعبرون الصراط ويقولون اللهم سلم اللهم سلم .
كملنا الكلام على ما يستفاد من الآية الكريمة في قوله تعالى : (( في بيوت أذن الله أن ترفع )) والآن نبدأ ذلك جميعا
الطالب :...
الشيخ :...بدأنا ذكر الفوائد نقول وبالله باسمه تعالى
تتمة الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << في بيوت أذن الله أن ترفع و يذكر فيه اسمه يسبح له فيها بالغدو والأصال >>
نقول فيها تعظيم لشأن المساجد لقوله (( أذن الله أن ترفع )) فإن هذا دليل على تعظيم شأنها وبينا أن الإذن ينقسم إلى قسمين شرعي وكوني والفرق بينهما أن الشرعي فيما يتعلق بما شرعه الله وأحبه والكوني فيما قدره سواء شرعه أو لم يشرعه وذكرنا على ذلك أمثله
وفيه أيضا فضيلة ذكر الله تعالى في المساجد لقوله (( ويذكر فيه اسمه ))
فضيلة تنظيف المساجد وحمايتها من الأذى لقوله (( أن ترفع )) لأن هذا من رفعها ولهذا جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد ) وفيها أن الذكر الأفضل أن يكون بالقلب واللسان يؤخذ من أين يا... ؟ حامد
الطالب :...
الشيخ : لا لا ، (( يذكر فيها اسمه )) لأنه لا يذكر فيها اسمه إلا باللسان
وفيها أيضا فضيلة تسبيح لقوله يسبح
وفيه أيضا الجمع بين إثبات الكمال لله ونفي النقص عنه من أين ؟ يذكر ويسبح (( يذكر فيها اسمه )) هذا إثبات صفة الكمال يسبح نفي صفة النقص عرفتم وأظن سبق لنا قاعدة مهمة في باب التوحيد في الأسماء والصفات على أن النفي لا يراد به مجرد النفي وإنما يراد مع النفي إثبات كمال ضده فإذا نفى الله عن نفسه أنه يظلم ليس معنى ذلك مجرد نفي الظلم ولكن من أجل إثبات كمال عدله لا يظلم لأن نفي الظلم مثلا قد يكون من العجز عن الظلم وقد يكون لعدم قابلية هذا المحل لكونه ظالما عرفتم قلنا مثلا إنه قال الجدار لا يظلم لماذا ؟ ليس قابلا للظلم القابلية معدومة وتقول مثلا هذا الرجل الضعيف المهين هذا لا يظلم لعجزه فلا يكون مدح لكن عندما تقول لقادر قابل لأن يكون ظالما من حيث هو ذاته فهذا دليل على كمال عدله نعم ولهذا نفى الله الظلم عن نفسه متمدحا به تبارك وتعالى ولو كان غير قالت الجبرية ما صح النفي
طيب وفيه أيضا فضيلة التسبيح في الصباح والمساء إذا قلنا إن المراد بالغدو والآصال هذين الوقتين فإذا قلنا المراد بالغدو والآصال معناه الاستمرار دائما وإنما ذكر هذان لأنهما طرفا النهار لم يكن في هذا دليل على تخصيص هذين الوقتين لأن الظاهر من الأدلة أن لهذين الوقتين مزية لأن الله دائما يأمر بالتسبيح بهما في هذين الوقتين
وفيه أيضا فضيلة ذكر الله تعالى في المساجد لقوله (( ويذكر فيه اسمه ))
فضيلة تنظيف المساجد وحمايتها من الأذى لقوله (( أن ترفع )) لأن هذا من رفعها ولهذا جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد ) وفيها أن الذكر الأفضل أن يكون بالقلب واللسان يؤخذ من أين يا... ؟ حامد
الطالب :...
الشيخ : لا لا ، (( يذكر فيها اسمه )) لأنه لا يذكر فيها اسمه إلا باللسان
وفيها أيضا فضيلة تسبيح لقوله يسبح
وفيه أيضا الجمع بين إثبات الكمال لله ونفي النقص عنه من أين ؟ يذكر ويسبح (( يذكر فيها اسمه )) هذا إثبات صفة الكمال يسبح نفي صفة النقص عرفتم وأظن سبق لنا قاعدة مهمة في باب التوحيد في الأسماء والصفات على أن النفي لا يراد به مجرد النفي وإنما يراد مع النفي إثبات كمال ضده فإذا نفى الله عن نفسه أنه يظلم ليس معنى ذلك مجرد نفي الظلم ولكن من أجل إثبات كمال عدله لا يظلم لأن نفي الظلم مثلا قد يكون من العجز عن الظلم وقد يكون لعدم قابلية هذا المحل لكونه ظالما عرفتم قلنا مثلا إنه قال الجدار لا يظلم لماذا ؟ ليس قابلا للظلم القابلية معدومة وتقول مثلا هذا الرجل الضعيف المهين هذا لا يظلم لعجزه فلا يكون مدح لكن عندما تقول لقادر قابل لأن يكون ظالما من حيث هو ذاته فهذا دليل على كمال عدله نعم ولهذا نفى الله الظلم عن نفسه متمدحا به تبارك وتعالى ولو كان غير قالت الجبرية ما صح النفي
طيب وفيه أيضا فضيلة التسبيح في الصباح والمساء إذا قلنا إن المراد بالغدو والآصال هذين الوقتين فإذا قلنا المراد بالغدو والآصال معناه الاستمرار دائما وإنما ذكر هذان لأنهما طرفا النهار لم يكن في هذا دليل على تخصيص هذين الوقتين لأن الظاهر من الأدلة أن لهذين الوقتين مزية لأن الله دائما يأمر بالتسبيح بهما في هذين الوقتين
7 - تتمة الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << في بيوت أذن الله أن ترفع و يذكر فيه اسمه يسبح له فيها بالغدو والأصال >> أستمع حفظ
الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله و إقام الصلاة و إيتآء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب و الأبصار >>
وفيه أيضا دليل على أنه كلما قوي الصارف ولم ينصرف الإنسان فهو أكمل ممن لا صارف له من اين... ؟
الطالب :...
الشيخ : تمام صحيح مثلا هؤلاء الرجال لو كانوا لا يعرفون التجارة ولا يستطيعون التجارة قلنا إن لجوءهم إلى بيوت الله من باب الضرورة يعني لأجل يقضون وقت على أنفسهم ويتسلون بذلك لكنهم قوم لهم تجارة الصارف عن ذكر الله في المساجد موجود وهو التجارة ولكنهم مع ذلك لا تلهيهم
وفيه أيضا دليل على جواز الاتجار وجهه أنه أثبت أنهم يتجرون ... قام المدح ولو كانت التجارة حراما أو مذموما ما صح أن يؤتى به في سياق المدح فالتجارة لا بأس بها لا يقال للإنسان لا تتجر لا تعمل ولكن على كل حال للناس أغراض في تجاراتهم أحد يريد بالتجارة أن تكون وسيلة له إلى الآخرة وأناس يريدون بالتجارة الدنيا فقط واختلاف الناس في هذا باب واسع فمن اتجر ليكسب مالا يعين به محتاجا ويتقرب به إلى الله ويفعل به مشاريع الخير هذا يحمد عليه ولهذا جعله النبي صلى الله عليه وسلم قرينا لأي شيء ؟ للعلم النافع حيث قال : ( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله الحكمة فهو يعلمها ورجل أتاه الله مالا وسلطه على هلكته في الحق ) فهذا دليل على فضيلة المال إذا كان عونا على طاعة الله وفيه دليل على فضيلة إقامة الصلاة سامي ايش وجه ذلك ؟
الطالب :...
الشيخ : ايشلون وايش اقامة الصلاة له مزية
الطالب :...
الشيخ : من يعرف
الطالب :...
الشيخ : لا
الطالب :...
الشيخ : لا أنا قصدي أن الصلاة لها مزية على غيرها والصلاة هل هي من ذكر الله ؟ فخصها بالذكر من بين الذكر والتخصيص بعد التعميم يدل على فضيلة المخصص ومزيته تنزل الملائكة والروح فيها الروح جبريل خصه بالذكر مع أنه من الملائكة لشرفه وفضله فتخصيص الصلاة وإقامتها بعد ذكر ما هو أعم دليل على مزيتها وكذلك أيضا إيتاء الزكاة وهاتان العبادتان هما أفضل العبادات بعد التوحيد والشهادة بالرسالة لأن إقامة الصلاة هي الركن الثاني وإيتاء الزكاة الركن الثالث ودائما يقرن الله سبحانه بينهما في القرآن...يجيب الآيات التي قرن فيها الصلاة بالزكاة
الطالب :...
الشيخ : وهناك آيات يقرن فيها الصلاة بالزكاة في القرآن الله يعينك طيب إيتاء الزكاة
وفيه دليل أيضا على أن من تعبد لله خوفا فهو محمود من أين تؤخذ ؟ (( يخافون يوما )) وقد أثنى الله سبحانه وتعالى على من تبعد خوفا من العذاب فقال : (( يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا )) وهنا قال : (( يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار )) طيب وأثنى الله تعالى على من تعبد طلبا (( تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا )) وفي هذا رد بين على من ذهب من الصوفية وغيرهم إلى أن الأفضل في التعبد ألا يقصد الإنسان حظا لنفسه إنما يعبد الله لذاته فقط يعني أنت ما تعبد الله لا تقصد أنك تريد فضل الله أو تحذر عقابه يقول اعبد الله لله فيقال لهم لستم أكمل حالا من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقد ذكر الله عنهم أنهم كانوا يبتغون فضلا من الله ورضوانا ولستم أكمل حالا ممن أثنى الله علهم من الأبرار (( إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا )) إلى أن قال : (( يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا )) ولا شك أن الإنسان الذي يعبد الله سبحانه وتعالى لينال فضله وينجوا من عقابه هو يريد الوصول إلى رضوان الله وإلى رؤية الله عز وجل لأن من جملة النعيم في الجنة رؤية الله سبحانه وتعالى
وفي هذا دليل على عظم يوم القيامة وأهواله الشديدة لقوله تتقلب فيه القلوب والأبصار والقلوب هذا ليست خاصة بل ال فيها للعموم يعني كل القلوب تتقلب وكل الأبصار تتقلب حتى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يخافون ويخشون ولكن مع ذلك أهل الخير يؤمنون مع خوفهم يؤمنون ومعلوم أن الذين يؤمنون لاشك أنهم يهون عليهم هذا اليوم ولهذا قال الله تعالى : على يوم القيامة (( على الكافرين غير يسير )) وقال : (( وكان يوما على الكافرين عسيرا )) يفهم منه أن هذا فيه موعظة وأهواله وشدته يكون على المؤمنين يسيرا وهو في ذاته عظيم جدا (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ))[الحج:2]
الطالب :...
الشيخ : تمام صحيح مثلا هؤلاء الرجال لو كانوا لا يعرفون التجارة ولا يستطيعون التجارة قلنا إن لجوءهم إلى بيوت الله من باب الضرورة يعني لأجل يقضون وقت على أنفسهم ويتسلون بذلك لكنهم قوم لهم تجارة الصارف عن ذكر الله في المساجد موجود وهو التجارة ولكنهم مع ذلك لا تلهيهم
وفيه أيضا دليل على جواز الاتجار وجهه أنه أثبت أنهم يتجرون ... قام المدح ولو كانت التجارة حراما أو مذموما ما صح أن يؤتى به في سياق المدح فالتجارة لا بأس بها لا يقال للإنسان لا تتجر لا تعمل ولكن على كل حال للناس أغراض في تجاراتهم أحد يريد بالتجارة أن تكون وسيلة له إلى الآخرة وأناس يريدون بالتجارة الدنيا فقط واختلاف الناس في هذا باب واسع فمن اتجر ليكسب مالا يعين به محتاجا ويتقرب به إلى الله ويفعل به مشاريع الخير هذا يحمد عليه ولهذا جعله النبي صلى الله عليه وسلم قرينا لأي شيء ؟ للعلم النافع حيث قال : ( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله الحكمة فهو يعلمها ورجل أتاه الله مالا وسلطه على هلكته في الحق ) فهذا دليل على فضيلة المال إذا كان عونا على طاعة الله وفيه دليل على فضيلة إقامة الصلاة سامي ايش وجه ذلك ؟
الطالب :...
الشيخ : ايشلون وايش اقامة الصلاة له مزية
الطالب :...
الشيخ : من يعرف
الطالب :...
الشيخ : لا
الطالب :...
الشيخ : لا أنا قصدي أن الصلاة لها مزية على غيرها والصلاة هل هي من ذكر الله ؟ فخصها بالذكر من بين الذكر والتخصيص بعد التعميم يدل على فضيلة المخصص ومزيته تنزل الملائكة والروح فيها الروح جبريل خصه بالذكر مع أنه من الملائكة لشرفه وفضله فتخصيص الصلاة وإقامتها بعد ذكر ما هو أعم دليل على مزيتها وكذلك أيضا إيتاء الزكاة وهاتان العبادتان هما أفضل العبادات بعد التوحيد والشهادة بالرسالة لأن إقامة الصلاة هي الركن الثاني وإيتاء الزكاة الركن الثالث ودائما يقرن الله سبحانه بينهما في القرآن...يجيب الآيات التي قرن فيها الصلاة بالزكاة
الطالب :...
الشيخ : وهناك آيات يقرن فيها الصلاة بالزكاة في القرآن الله يعينك طيب إيتاء الزكاة
وفيه دليل أيضا على أن من تعبد لله خوفا فهو محمود من أين تؤخذ ؟ (( يخافون يوما )) وقد أثنى الله سبحانه وتعالى على من تبعد خوفا من العذاب فقال : (( يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا )) وهنا قال : (( يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار )) طيب وأثنى الله تعالى على من تعبد طلبا (( تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا )) وفي هذا رد بين على من ذهب من الصوفية وغيرهم إلى أن الأفضل في التعبد ألا يقصد الإنسان حظا لنفسه إنما يعبد الله لذاته فقط يعني أنت ما تعبد الله لا تقصد أنك تريد فضل الله أو تحذر عقابه يقول اعبد الله لله فيقال لهم لستم أكمل حالا من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقد ذكر الله عنهم أنهم كانوا يبتغون فضلا من الله ورضوانا ولستم أكمل حالا ممن أثنى الله علهم من الأبرار (( إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا )) إلى أن قال : (( يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا )) ولا شك أن الإنسان الذي يعبد الله سبحانه وتعالى لينال فضله وينجوا من عقابه هو يريد الوصول إلى رضوان الله وإلى رؤية الله عز وجل لأن من جملة النعيم في الجنة رؤية الله سبحانه وتعالى
وفي هذا دليل على عظم يوم القيامة وأهواله الشديدة لقوله تتقلب فيه القلوب والأبصار والقلوب هذا ليست خاصة بل ال فيها للعموم يعني كل القلوب تتقلب وكل الأبصار تتقلب حتى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يخافون ويخشون ولكن مع ذلك أهل الخير يؤمنون مع خوفهم يؤمنون ومعلوم أن الذين يؤمنون لاشك أنهم يهون عليهم هذا اليوم ولهذا قال الله تعالى : على يوم القيامة (( على الكافرين غير يسير )) وقال : (( وكان يوما على الكافرين عسيرا )) يفهم منه أن هذا فيه موعظة وأهواله وشدته يكون على المؤمنين يسيرا وهو في ذاته عظيم جدا (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ))[الحج:2]
8 - الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله و إقام الصلاة و إيتآء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب و الأبصار >> أستمع حفظ
الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << ليجزيهم الله أحسن ما عملوا و يزيدهم من فضله و الله يرزق من يشآء بغير حساب >>
وفيه أيضا دليل على أن الجزاء من جنس العمل بل هو في الطاعات أحسن من العمل من أين نأخذه ؟ (( ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله )) شيئا فوق ما عملوه
وفيه دليل على علم الله عز وجل من اين نأخذها ؟ لأنهم إذا كانوا يجازون بأحسن ما عملوا فلا مجازاة إلا بعد علم المجازى يعلم ما عمل ثم يجازيه عليه
وفيه أيضا إثبات القدرة من إثبات الجزاء فإنه لا يجزي إلا من كان قادرا لو أنك صنعت إلى إنسان معروفا فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( من صنع إليكم معروفا فكافئوه فإنه لم تجدوا فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافتموه ) فالله سبحانه وتعالى لتمام قدرته لا ينقصه ما أعطى العاملين من ثوابهم وأجرهم
وفيه إثبات المشيئة لله والله يرزق من يشاء وإثبات المشيئة لله في حقه أي فيما يتعلق بفعله أمر متفق عليه فيما أعمل ما خالف فيه مبتدعة ولا غيرهم ومشيئة الله بالنسبة لما يتعلق بأفعال الخلق خالف فيها طائفة تسمى القدرية حيث زعموا أن العبد مستقل بعمله وأنه لا تعلق لمشيئة الله به حتى إن بعضهم غلاتهم أنكروا علم الله وقالوا إن الله سبحانه وتعالى لا يعلم بأعمال العبد إلا بعد أن يفعلها أما قبل ذلك لا يعلمها سبحانه وتعالى وأنكروا النصوص الصريحة الصحيحة في إثبات علم الله سبحانه وتعالى في كل شيء حتى في أعمال الإنسان طيب
وفيه أيضا قوله (( بغير حساب )) كثرة فضل الله عز وجل وأنه سبحانه يعطي بلا حساب وليس معنى بلا حساب بلا تقدير لماذا لا نقول ذلك ؟
الطالب:...
الشيخ : لأن الله يقول كل شيء عنده بمقدار حتى القطرة اللي تنزل من السماء إلى الأرض هي مقدرة عند الله تعالى ولكن بغير حساب يعني لا يكافئ الإنسان بحساب بل بكثرة كثيرة.
وفيه دليل على علم الله عز وجل من اين نأخذها ؟ لأنهم إذا كانوا يجازون بأحسن ما عملوا فلا مجازاة إلا بعد علم المجازى يعلم ما عمل ثم يجازيه عليه
وفيه أيضا إثبات القدرة من إثبات الجزاء فإنه لا يجزي إلا من كان قادرا لو أنك صنعت إلى إنسان معروفا فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( من صنع إليكم معروفا فكافئوه فإنه لم تجدوا فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافتموه ) فالله سبحانه وتعالى لتمام قدرته لا ينقصه ما أعطى العاملين من ثوابهم وأجرهم
وفيه إثبات المشيئة لله والله يرزق من يشاء وإثبات المشيئة لله في حقه أي فيما يتعلق بفعله أمر متفق عليه فيما أعمل ما خالف فيه مبتدعة ولا غيرهم ومشيئة الله بالنسبة لما يتعلق بأفعال الخلق خالف فيها طائفة تسمى القدرية حيث زعموا أن العبد مستقل بعمله وأنه لا تعلق لمشيئة الله به حتى إن بعضهم غلاتهم أنكروا علم الله وقالوا إن الله سبحانه وتعالى لا يعلم بأعمال العبد إلا بعد أن يفعلها أما قبل ذلك لا يعلمها سبحانه وتعالى وأنكروا النصوص الصريحة الصحيحة في إثبات علم الله سبحانه وتعالى في كل شيء حتى في أعمال الإنسان طيب
وفيه أيضا قوله (( بغير حساب )) كثرة فضل الله عز وجل وأنه سبحانه يعطي بلا حساب وليس معنى بلا حساب بلا تقدير لماذا لا نقول ذلك ؟
الطالب:...
الشيخ : لأن الله يقول كل شيء عنده بمقدار حتى القطرة اللي تنزل من السماء إلى الأرض هي مقدرة عند الله تعالى ولكن بغير حساب يعني لا يكافئ الإنسان بحساب بل بكثرة كثيرة.
اضيفت في - 2007-08-13