تفسير سورة النور-10b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة تفسير الآية السابقة .
تغليب العاقل محمد صالح الراجحي (( والله عليم بما يفعلون )) قال فيه تغليب العاقل ؟
الطالب :...
الشيخ : وايش تقولون ؟ لأن يفعل هنا الواو للعاقل ومعلوم أن من في السماوات يشمل العاقل وغير العاقل لكن الآية غلب فيها العاقل لا بالأول ولا بالثاني يسبح له من هذه واحدة وكذلك يفعلون للعاقل ففيها تغليب العاقل والسبب في ذلك والله أعلم أن التسبيح والصلاة للعاقل أولى منها لغير العاقل ولذلك غلب وإلا فغير العقلاء في الأرض أكثر من العقلاء ...الحيوانات و الحشرات
الطالب :...
الشيخ : وايش تقولون ؟ لأن يفعل هنا الواو للعاقل ومعلوم أن من في السماوات يشمل العاقل وغير العاقل لكن الآية غلب فيها العاقل لا بالأول ولا بالثاني يسبح له من هذه واحدة وكذلك يفعلون للعاقل ففيها تغليب العاقل والسبب في ذلك والله أعلم أن التسبيح والصلاة للعاقل أولى منها لغير العاقل ولذلك غلب وإلا فغير العقلاء في الأرض أكثر من العقلاء ...الحيوانات و الحشرات
أسئلة عن قوله تعالى "...و الطير صآفات كل قد علم صلاته وتسبيحه و الله عليم بما يفعلون "؟
الطالب :...
الشيخ : إذا دلت الآية على هذا المقال مثل ما قال سبح الله وما أشبه ذلك تسبح الله ثلاثا وثلاثين دبر الصلاة .
الطالب :....
الشيخ : مع أنه أحيانا يذكر بعد العموم وأحيانا لا يذكر بعد العموم مما يدل على أن الصلاة من أهم الأعمال سبحان الله العظيم حتى الحيوانات تصلي (( كل قد علم صلاته وتسبيحه )) ولكن صلاتها لا ندري أكصلاتنا أم تختلف المهم أن لها صلاة ولها تسبيحا ولكنه خاص بها قد علمها الله سبحانه وتعالى كيف تصلي وكيف تسبح وعلمت صلاتها وتسبيحها
الشيخ : إذا دلت الآية على هذا المقال مثل ما قال سبح الله وما أشبه ذلك تسبح الله ثلاثا وثلاثين دبر الصلاة .
الطالب :....
الشيخ : مع أنه أحيانا يذكر بعد العموم وأحيانا لا يذكر بعد العموم مما يدل على أن الصلاة من أهم الأعمال سبحان الله العظيم حتى الحيوانات تصلي (( كل قد علم صلاته وتسبيحه )) ولكن صلاتها لا ندري أكصلاتنا أم تختلف المهم أن لها صلاة ولها تسبيحا ولكنه خاص بها قد علمها الله سبحانه وتعالى كيف تصلي وكيف تسبح وعلمت صلاتها وتسبيحها
2 - أسئلة عن قوله تعالى "...و الطير صآفات كل قد علم صلاته وتسبيحه و الله عليم بما يفعلون "؟ أستمع حفظ
إعادة تفسير قوله تعالى : << و لله ملك السموات و الأرض وإلى الله المصير >>
ثم قال الله تعالى : (( ولله ملك السماوات والأرض وإلى الله المصير )) " خزائن المطر والرزق والنباتات " غريب ... ولله ملك السماوات والأرض أولا قوله لله هي خبر مقدم وملك مبتدأ مؤخر وقد علم من القاعدة أن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر القاعدة عند أهل العلم انه اذا قدم شيء حقه أن يؤخر دل ذلك على الحصر في هذا المقدم يعني حصر المؤخر في المقدم (( إياك نعبد )) معناه أي لا نعبد إلا إياك (( إياك نستعين )) لا نستعين إلا إياك فإذا قدم ما حقه التأخير كان ذلك دليل على حصر الشيء فيه لله ملك السماوات والأرض بناء على هذه القاعدة وايش حصر ؟ أن ملك السماوات والأرض لله وحده والا معه غيره لله وحده من الحصر لله ملك السماوات وقوله ملك السماوات والأرض هذا شامل لملك الأعيان والتصريف فملك السماوات أعيانهما لله والتصريف والتسيير أيضا لمن ؟ لله وتخصيص ذلك بالنبات والمطر هذا لا وجه له اطلاقا فالله له ملك السماوات والأرض خلقا وتدبيرا الأعيان والتصريف لله وحده ويدل على ذلك ما فيها من الانتظام وعدم الاضطراب وعدم التناقض ولهذا استدل الله سبحانه على وحدانيته بقوله : (( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ ))[المؤمنون:91]صحيح ما دام إله لازم يكون له مملكته وحده والنتيجة (( ولعلا بعضهم على بعض )) فإذا علا بعضهم على بعض فلمن تكون الغلبة ؟ للعالي بلا شك ونحن نرى بعين اليقين أنه لم يتميز الخلق بعضه على بعض وأن العالم العلوي والسفلي كله كتلة واحدة مسخر بعضه لبعض... ولا يتناقض ولا يتنافر فلهذا كان العقل والمشاهدة دليلين على وحدانية الله عز وجل ثم لا يمكن أيضا تعدد الآلهة لابد أحدهما يغلب لأنهما إن تمانعا هذا دليل عقلي جدا معروف إن تمانعا وعجز كل واحد منهما عن الآخر صارا غير مستحقين للإلوهية ما دام كل واحد عاجز الخالق لا يكون عاجز وإن غلب أحدهما على الآخر صار وحده الرب والإله فإذن لابد أن يكون إلها واحدا لأنه إما أن يغلب فتكون هي له وإما أن يعجز والثاني يعجز أيضا فلا يصلح كل منهما أن يكون ربا لأن الرب لابد أن يكون غالبا وهذا من أبين الأدلة وأوضحها طيب لله ملك السماوات والأرض إذا قال قائل أليس الله تعالى يقول (( إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم )) ويقول (( والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم )) فأثبت للإنسان ملكا وأنتم تقولون إن ملك السماوات والأرض خاص بالله بدليل الحصر فكيف الجمع ؟ الجواب الملك هذا مقيد ليس ملكاً مطلقا ومن الذي ملكك ؟ الله تعالى هو الذي ملكك هذا الشيء على قدر محدود أيضاً أنت إذا كنت تملك هذا المسجل مثلاً تملكه تبيعه تشتريه تنتفع به هذا واضح لكن هل تملك أنك تكسره ؟ نعم بالنسبة للمخلوقين تملك لكن بالنسبة لله ما تملك لا يجوز لك أن تكسره لأنك ممنوع من قبل الله لكن الله عز وجل هل يملك أن يتلف من على البسيطة والا لا ؟ نعم (( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ ))[فاطر:45]^فتبين بهذا أن ملكي للشيء منين ؟ من الله هو الذي ملكني هذه واحد والشيء الثاني ملك محدود مقيد وعلى هذا فله ... بينما أثبت الله تعالى للإنسان من الملك وما أثبت لنفسه بالاختصاص من الملك واضح ولهذا قال بعض أهل العلم " كل شيء أضيف ملكه للإنسان فهو على سبيل المجاز لا على سبيل الحقيقة " لأن المالك في الحقيقة من هو ؟ الله سبحانه وتعالى وأنا مالك مجازاً لأني ما أتصرف في هذا الشيء إلا كما أمرت أو كما أذن لي ما أتصرف فيه تصرفاً مطلقاً
طيب (( وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وإلى الله المصير )) المرجع هذا فيه تنبيه على أنه سبحانه وتعالى مالك للأول والآخر (( وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ )) ابتداءً (( وإلى الله المصير )) انتهاءً وفيه والله أعلم إشارة إلى أنه إذا كان الملك لله والمرجع إليه فإنه لا يحل لنا نحن أن نتصرف إلا حسب ما إيش ؟ ما شرع لنا ما دمنا ملكاً لله عز وجل نحن الآن ملك لله أليس كذلك ؟ ومصيرنا إلى من ؟ إلى الله إذاً ما دمنا ملكه ومصيرنا إليه فالواجب ألا نتصرف إلا حيث شرع لنا لأن ما دمت تعلم أنك ملك له فهو الذي يدبرك افعل كذا لا تفعل كذا وما دمت تعلم أيضاً أن مصيرك إليه فلابد أن تستعد لهذا المصير لأنه سوف يحاسبك عليه لابد أن تستعد لهذا المصير لأنه سوف يحاسبك وقوله : (( وإلى الله المصير )) فيها يا سامي أيضاً ما في قوله : (( وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ )) .
الطالب : .....
الشيخ : طيب لكن (( إلى الله المصير )) إعراب إلى الله إيش محلها من الإعراب ؟
الطالب : ...
الشيخ : خبر مقدم ومصير مبتدأ مؤخر وتقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر كل شيء حقه أن يتأخر إذا قدمته معناه أنك تريد ما بعده أن يكون محصوراً فيه فإذاً المصير إلى الله مهما طار الإنسان ومهما حلق في الخيال وفي التفكير ومهما بقي في الدنيا فإن مصيره إلى من ؟ إلى الله عز وجل كما قال الله تعالى : (( وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ ))[البقرة:223]^ (( يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ ))[الانشقاق:6]^ملاقاة الله عز وجل والمصير إليه أمر لابد منه حتمي كما أن وجودنا من الله فكذلك أيضاً مرجعنا إلى الله عز وجل ويحتمل أن قوله : (( المصير )) ليس المراد مصير الناس في الآخرة فقط بل مصير الأمور كلها يعني المرجع إلى الله في كل شيء ، كل شيء صائر إلى الله فهو سبحانه وتعالى هو الذي يدبر ويفعل ما شاء .
طيب (( وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وإلى الله المصير )) المرجع هذا فيه تنبيه على أنه سبحانه وتعالى مالك للأول والآخر (( وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ )) ابتداءً (( وإلى الله المصير )) انتهاءً وفيه والله أعلم إشارة إلى أنه إذا كان الملك لله والمرجع إليه فإنه لا يحل لنا نحن أن نتصرف إلا حسب ما إيش ؟ ما شرع لنا ما دمنا ملكاً لله عز وجل نحن الآن ملك لله أليس كذلك ؟ ومصيرنا إلى من ؟ إلى الله إذاً ما دمنا ملكه ومصيرنا إليه فالواجب ألا نتصرف إلا حيث شرع لنا لأن ما دمت تعلم أنك ملك له فهو الذي يدبرك افعل كذا لا تفعل كذا وما دمت تعلم أيضاً أن مصيرك إليه فلابد أن تستعد لهذا المصير لأنه سوف يحاسبك عليه لابد أن تستعد لهذا المصير لأنه سوف يحاسبك وقوله : (( وإلى الله المصير )) فيها يا سامي أيضاً ما في قوله : (( وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ )) .
الطالب : .....
الشيخ : طيب لكن (( إلى الله المصير )) إعراب إلى الله إيش محلها من الإعراب ؟
الطالب : ...
الشيخ : خبر مقدم ومصير مبتدأ مؤخر وتقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر كل شيء حقه أن يتأخر إذا قدمته معناه أنك تريد ما بعده أن يكون محصوراً فيه فإذاً المصير إلى الله مهما طار الإنسان ومهما حلق في الخيال وفي التفكير ومهما بقي في الدنيا فإن مصيره إلى من ؟ إلى الله عز وجل كما قال الله تعالى : (( وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ ))[البقرة:223]^ (( يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ ))[الانشقاق:6]^ملاقاة الله عز وجل والمصير إليه أمر لابد منه حتمي كما أن وجودنا من الله فكذلك أيضاً مرجعنا إلى الله عز وجل ويحتمل أن قوله : (( المصير )) ليس المراد مصير الناس في الآخرة فقط بل مصير الأمور كلها يعني المرجع إلى الله في كل شيء ، كل شيء صائر إلى الله فهو سبحانه وتعالى هو الذي يدبر ويفعل ما شاء .
إعادة تفسير قوله تعالى : << ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله و ينزل من السمآء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشآء و يصرفه عمن يشآء يكاد سنابرقه يذهب بالأبصار >>
ثم قال : (( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا )) يسوقه برفق (( ألم تر )) أيضاً الخطاب لمن ؟ لكل مخاطب ألم تر أيها المخاطب وترى هنا بصرية ولا علمية ؟
الطالب : بصرية .
الشيخ : إذا قلنا هكذا معناها الأعمى لا يدري عنها شيء نعم الأعمى معناها أنه ما اعتبر بهذا السحاب لأنه ما يراه ، لماذا لم نقل علمية ؟ لأن العلمية تتضمن بصرية يعني ألم تعلم سواء كان ذلك عن طريق المشاهدة أو عن طريق السماع إذاً خليها تعلم على أنها علمية (( ترى )) أي تعلم (( أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا )) يسوقه برفق و... يقول يسوقه ولم يقيده برفق نعم ولعل ذلك أولى أن يفسر الإزجاء بالسوق سواء برفق أو بغير رفق لأننا نشاهد أن السحاب يسير أحياناً برفق وأحياناً يسير بسرعة وهو سحاب نعم يقول المتنبي أظن
" ومن الخير بطء سيبك عني أسرع السحب في المسير الجهام "
اللي ما فيه ماء ...
مثل قوله تعالى : (( ألم نشرح لك صدرك )) فهو للتقرير يعني قد شرحنا لك وهكذا كلما دخلت أداة استفهام على النفي صارت للتقرير ، لتقرير ذلك الشيء يقول الله تعالى مقرراً هذا المر المرئي (( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا )) والرؤيا (( ألم تر )) بمعنى العلم وتفسيرنا لها بالعلم أعم من تفسيرنا لها بالرؤيا البصرية لأجل يشمل رؤية الإنسان ببصره لأنها تؤدي إلى العلم ورؤية الإنسان بسمعه فيما يخبر به لأنها تؤدي إلى العلم ورؤية الإنسان بقراءته ...لأنه يؤدي إلى العلم والمهم أنه ما دام الرؤيا محتملة لأن تكون بمعنى العلم فتفسيرها بالعلم أولى لأنه أشمل وأعم والخطاب في قوله : (( ألم تر )) هل هو للنبي صلى الله عليه وسلم ؟ أو لكل من يصح خطابه ؟ الظاهر أنه لكل من يصح خطابه يعني ألم تر أيها المخاطب أن الله يزجي سحاباً إلى آخره لأن ذلك أيضاً أشمل وقوله : (( يزجي سحاباً )) يقول المؤلف " يسوقه برفق " ومن المفسرين من قال " يسوقه " ولم يقل برفق لأجل أن يشمل السوق برفق وبغير رفق يعني السحاب كما هو مشاهد أحياناً يكون مشيه رويداً رويداً وأحياناً يكون مشيه بسرعة سريعاً
و((ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ )) " يضم بعضه إلى بعض فيجعل القطع المتفرقة قطعة واحدة " وهذا أيضاً مشاهد فإن الله سبحانه وتعالى يؤلف هذا السحاب ويجمع بعضه إلى بعض حتى يكون قطعة كبيرة وأحياناً لا يؤلف بينه نفس القطعة الصغيرة تتوسع وتكون قطعة كبيرة لكن التأليف أبلغ لأن المؤلف أحياناً يكون من غير جنس المؤلف به كأن تكون سحابة بيضاء وحمراء وسوداء ثم تجتمع وتكون بلون واحد وهذا أبلغ هذا التأليف يقول الله عز وجل : ((ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا )) بعضه فوق بعض (( ركاماً )) يعني متراكماً بعضه فوق بعض وهذا أيضاً مشاهد في رؤية العين فإن السحاب تجد بعضه فوق بعض أما إذا كنت في الطائرة مرتفعاً فإنه يكون ذلك ظاهراً تجد من السحاب ما هو تحتك ومن السحاب ما هو فوقك وإذا كنت في الأرض يتبين لك أن السحاب بعضه على بعض بأي شيء ؟ لكون بعضه يغطي بعضاً وكيف يغطي بعضاً ؟ شوف مثلاً القطعة تمر تحت قطعة أخرى وتتجاوزها تتعداها مما يدل على أن بعضه فوق بعض ، هذا الركام له منظر عجيب إذا كان الإنسان فوقه منظر يبهج ويسر ولذلك جعله الله تعالى من الآيات الدالة على كمال قدرته
(( فَتَرَى الْوَدْقَ )) المطر (( يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ )) مخارجه " (( ترى )) بمعنى تبصر هنا لأن المطر يرى بالعين و(( يخرج من خلاله )) أي من خلال هذا السحاب لكن هذه الرؤيا هل الإنسان يدركها أو بعض الناس دون بعض ؟ في الحقيقة أن الذي يرى منا يدركها إلا إنسان قوي النظر لكن إننا نعلم أن المطر ينزل من السحاب ويتخلله قال بعض العلماء : " انه مثل الغربال يكون " يعني مثل الغربال الذي يغربل به القمح وما أشبه ذلك ينزل بهذا المطر من خلاله طيب من أين يأتي المطر إذا كان ينزل من خلاله ؟ منه هو نفسه ينعصر بإذن الله ثم يتخلل منه كما قال تعالى : (( وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا ))[النبأ:14]^فإنه بإذن الله ينعصر وينزل هذا المطر وعلى كل حال الأسباب الطبيعية لا نعرف عنها شيئاً لكن هذا ما نعرفه بالرؤيا الحسية (( وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا )) " في السماء بدل من السماء بإعادة الجار (( مِنْ بَرَدٍ )) أي بعضه (( فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ )) " إلى آخره (( وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا )) الغريب أن المؤلف رحمه الله مرتبك في هذا قال في الأول (( من جبال )) قال : (( من )) زائدة يعني زائدة إعراباً فعلى كلامه يكون التقدير وينزل من السماء جبالاً ثم عقبه قال بدل من السماء بإعادة الجار وإيش البدل قوله : (( من جبال )) في السماء طيب إذا كانت بدلاً بإعادة الجار فهل من زائدة في السماء كقوله : (( من السماء )) والا ليست زائدة ؟ ليست الزائدة لأنها للابتداء (( ننزل من السماء )) ابتداء الغاية يعني إلى الأرض والمعنى الحقيقة هو المعنى الأخير الذي ذكر على أن قوله : (( من جبال )) بدل من السماء كأنه قال ينزل من جبال في السماء فهي بدل من السماء بإعادة الجار الذي هو (( من )) وعلى هذا فلا تكون من زائدة بل تكون لابتداء الغاية يعني ينزل من السماء إلى الأرض منين ينزل من السماء ؟ قال : (( من جبال فيها )) أي في السماء (( من برد )) أي بعضه هذا الذي لو قال إن من زائدة لكان له وجه لكن هو جعل من تبعيضية لأنه قال أي بعضه يعني بعض برد نعم (( من جبال فيها من برد ))
الطالب : ...؟
الشيخ : ما عندك زائدة عجيب (( من السماء من جبال فيها )) ما عندكم من زائدة ؟
الطالب : للصلة .
الشيخ : ...للصلة أو زائدة المعنى واحد لكن عندكم صلة أو زائدة على كل حال زائدة أو صلة بمعنى واحد لكن كيف يقول زائدة أو صلة وهو يقول : (( من جبال )) بدل من السماء بإعادة الجار ومعلوم أن من في قوله : (( من السماء )) ليست زائدة ولا صلة بل لها معنى وهو ابتداء الغاية بقي أن نقول : (( فيها من برد )) (( فيها )) الضمير يعود على السماء يعني من جبال في السماء وقوله : (( من برد )) المؤلف يريد أن تكون (( من )) للتبعيض يعني ينزل بعض برد من هذه الجبال ويحتمل أن تكون زائدة يعني (( من برد )) أي برداً ينزل من السماء من جبال برداً فتكون (( من )) زائدة ويحتمل أن تكون (( من )) لبيان الجنس كيف لبيان الجنس ؟ أي أن الجبال من برد ، من جبال من البرد فتكون الجبال نفسها نعم من البرد وعلى هذا وينزل من السماء من جبال من البرد فيكون مفعول التنزيل مفعول محذوف يعني ينزل برداً إذا كان ينزل من السماء من الجبال التي من البرد فإذا نزل من الجبال التي من البرد إيش ينزل ؟ برداً فيكون المفعول محذوفاً تقديره برداً طيب صار على كل حال (( ينزل )) أين مفعولها على رأي المؤلف ؟ مفعولها (( من برد )) لأنه قال أي بعضه على أساس أن من للتبعيض فهي بمعنى بعض وعليه فيكون هذا هو مفعول ينزل وأما المنزل منه إيش المنزل منه ؟ من السماء من جبال ، الجبال التي في السماء لأننا قلنا : (( من جبال )) بدل من السماء بإعادة الجار فيكون المنزل منه هذه الجبال والمنزل البرد على احتمل الأخير ذكرنا أن (( من )) زائدة يكون أيضاً المنزل البرد لكن ليست (( من )) للتبعيض وعلى الاحتمال الثالث : قلنا إن : (( من )) لبيان الجنس إيش جنسه ؟ جنس الجبال ، جبال من برد يعني ينزل من جبال من البرد إيش ينزل ؟ برداً فعليه أن يكون مفعول المنزل محذوفاً والمنزل اللي هو المفعول محذوفاً تقديره برداً ودل عليه السياق على كل حال معنى الآية الكريمة أن في السماء جبالاً من البرد ينزل الله تعالى منها من هذه الجبال ، هذا المنزل أحياناً يكون كبيراً وأحياناً يكون صغيراً لكن من نعمة الله أنه لا يكون كبيراً بحيث يهدم البناء هذا شيء نادر جداً إنما يكون كبيراً بحيث يقتل بعض الزروع أو بعض الأشجار حسب حكمة الله عز وجل أما أن يهدم المنازل ويقتل الآدميين فهذا قليل وإن كان قد يوجد لكنه قليل
وفي هذا دليل على قدرة الله سبحانه وتعالى أن هذا السماء تكون فيها هذه الجبال ، هذه الجبال من البرد نعم وينزل منها ما ينزل بمشيئة الله سبحانه وتعالى وحكمته على هذه الأرض ولهذا قال : (( فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ )) هذه الجملة هل هي لبيان الامتنان والا لبيان العقوبة ؟ (( فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ )) أو تحتمل لأن يصرف قد يتبادر للإنسان أن المراد بالإصابة في الأول إصابة العقوبة كما يقال : صرف الله عنك السوء نعم وكما جاء في الحديث ( واصرف عني سيء الأخلاق والأعمال ) فلا يصرف ولا يعبر بالصرف إلا عن شيء مفروغ وعلى هذا فتكون الجملة (( فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ )) مسوقة لبيان عقوبة التي تحدث بهذا البرد ويحتمل أن تكون من باب الامتنان فإن البرد قد يكون خيراً وقد يحصل به ري أرض ونبات الأشجار وغير ذلك فيكون هذا من باب سياق الامتنان يصيب بهذا البرد من يشاء فينتفع به ويصرفه عمن يشاء فيفوته الانتفاع ولا مانع من أن يستعمل الصرف في صرف الشيء النافع لا مانع وإن كان الأكثر أن يكون لصرف الأشياء الضارة لكن قد يستعمل أيضاً في صرف الأشياء التي تنفع طيب
هذا من بلاغة القرآن أن تكون هذه الجملة صالحة من وجهين وجه العقوبة ووجه الرحمة فالإصابة بالبرد أحياناً تكون عقوبة تهلك بها الزروع وتموت بها المواشي وأحياناً تكون بالعكس
" (( يَكَادُ )) يقرب (( سَنَا بَرْقِهِ )) لمعانه (( يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ )) الناظرة له أي يخطفها من قوة هذا البرق (( يكاد سناه )) يعني لمعانه (( يذهب بالأبصار )) " وفي هذا إشارة إلى أن السحاب التي فيها برد يكون برقها أشد لمعاناً من غيره نعم فهذا البرق يكاد لقوته يذهب بالأبصار ولاشك أن هذا البرق أنه عظيم جداً وقد ذكروا أن فيه طاقة كبيرة من الكهرباء وأنها تساوي كذا وكذا من الكيلوات نعم وهذا الأمر واقع الآن تجد مثل الطائرة يعني قد لا تبعد بعد هذا السحاب ومع ما فيها من الإضاءة ما تكاد تبصرها أما هذا فإنه كما تشاهدون يكاد يخطف البصر ويملأ الأرض ضياء مما يدل على كثرة الطاقة الكهربائية التي في هذا البرق مع أنه بلحظة يعني كأنه شوط ضرب وهذا هو الظاهر إنه يكون هذا من باب الاحتكاك كما ذكر إنه يكون سالب وموجب فيتولد من بينهما هذا البرق ولا مانع إن صح الحديث أن يكون أيضا ًهذا من أسباب ضرب الملك الذي يسوق السحاب فإذا صح الحديث فإنه لا ينافي ما ثبت من حيث العلم الذي يتصل بهذا الأمر من كونه اجتماع سالب وموجب فيحصل به هذا اللمعان إذ أن اجتماع السالب والموجب قد يكون بأسباب ضرب إيش ؟ ضرب الملك إذا صح الحديث بذلك وهذا لا منافاة بينه وبين ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم إن صح (( يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ )) إذاً هذا من آيات الله سبحانه وتعالى الدالة على كمال قدرته سوق هذا السحاب بين السماء والأرض وكونه جبالاً من البرد وإصابة الله تعالى به من شاء وصرفه عمن يشاء كل ذلك من آيات الله ولهذا جعلها الله سبحانه بصورة الاستفهام الدالة على التقريب
الطالب : بصرية .
الشيخ : إذا قلنا هكذا معناها الأعمى لا يدري عنها شيء نعم الأعمى معناها أنه ما اعتبر بهذا السحاب لأنه ما يراه ، لماذا لم نقل علمية ؟ لأن العلمية تتضمن بصرية يعني ألم تعلم سواء كان ذلك عن طريق المشاهدة أو عن طريق السماع إذاً خليها تعلم على أنها علمية (( ترى )) أي تعلم (( أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا )) يسوقه برفق و... يقول يسوقه ولم يقيده برفق نعم ولعل ذلك أولى أن يفسر الإزجاء بالسوق سواء برفق أو بغير رفق لأننا نشاهد أن السحاب يسير أحياناً برفق وأحياناً يسير بسرعة وهو سحاب نعم يقول المتنبي أظن
" ومن الخير بطء سيبك عني أسرع السحب في المسير الجهام "
اللي ما فيه ماء ...
مثل قوله تعالى : (( ألم نشرح لك صدرك )) فهو للتقرير يعني قد شرحنا لك وهكذا كلما دخلت أداة استفهام على النفي صارت للتقرير ، لتقرير ذلك الشيء يقول الله تعالى مقرراً هذا المر المرئي (( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا )) والرؤيا (( ألم تر )) بمعنى العلم وتفسيرنا لها بالعلم أعم من تفسيرنا لها بالرؤيا البصرية لأجل يشمل رؤية الإنسان ببصره لأنها تؤدي إلى العلم ورؤية الإنسان بسمعه فيما يخبر به لأنها تؤدي إلى العلم ورؤية الإنسان بقراءته ...لأنه يؤدي إلى العلم والمهم أنه ما دام الرؤيا محتملة لأن تكون بمعنى العلم فتفسيرها بالعلم أولى لأنه أشمل وأعم والخطاب في قوله : (( ألم تر )) هل هو للنبي صلى الله عليه وسلم ؟ أو لكل من يصح خطابه ؟ الظاهر أنه لكل من يصح خطابه يعني ألم تر أيها المخاطب أن الله يزجي سحاباً إلى آخره لأن ذلك أيضاً أشمل وقوله : (( يزجي سحاباً )) يقول المؤلف " يسوقه برفق " ومن المفسرين من قال " يسوقه " ولم يقل برفق لأجل أن يشمل السوق برفق وبغير رفق يعني السحاب كما هو مشاهد أحياناً يكون مشيه رويداً رويداً وأحياناً يكون مشيه بسرعة سريعاً
و((ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ )) " يضم بعضه إلى بعض فيجعل القطع المتفرقة قطعة واحدة " وهذا أيضاً مشاهد فإن الله سبحانه وتعالى يؤلف هذا السحاب ويجمع بعضه إلى بعض حتى يكون قطعة كبيرة وأحياناً لا يؤلف بينه نفس القطعة الصغيرة تتوسع وتكون قطعة كبيرة لكن التأليف أبلغ لأن المؤلف أحياناً يكون من غير جنس المؤلف به كأن تكون سحابة بيضاء وحمراء وسوداء ثم تجتمع وتكون بلون واحد وهذا أبلغ هذا التأليف يقول الله عز وجل : ((ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا )) بعضه فوق بعض (( ركاماً )) يعني متراكماً بعضه فوق بعض وهذا أيضاً مشاهد في رؤية العين فإن السحاب تجد بعضه فوق بعض أما إذا كنت في الطائرة مرتفعاً فإنه يكون ذلك ظاهراً تجد من السحاب ما هو تحتك ومن السحاب ما هو فوقك وإذا كنت في الأرض يتبين لك أن السحاب بعضه على بعض بأي شيء ؟ لكون بعضه يغطي بعضاً وكيف يغطي بعضاً ؟ شوف مثلاً القطعة تمر تحت قطعة أخرى وتتجاوزها تتعداها مما يدل على أن بعضه فوق بعض ، هذا الركام له منظر عجيب إذا كان الإنسان فوقه منظر يبهج ويسر ولذلك جعله الله تعالى من الآيات الدالة على كمال قدرته
(( فَتَرَى الْوَدْقَ )) المطر (( يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ )) مخارجه " (( ترى )) بمعنى تبصر هنا لأن المطر يرى بالعين و(( يخرج من خلاله )) أي من خلال هذا السحاب لكن هذه الرؤيا هل الإنسان يدركها أو بعض الناس دون بعض ؟ في الحقيقة أن الذي يرى منا يدركها إلا إنسان قوي النظر لكن إننا نعلم أن المطر ينزل من السحاب ويتخلله قال بعض العلماء : " انه مثل الغربال يكون " يعني مثل الغربال الذي يغربل به القمح وما أشبه ذلك ينزل بهذا المطر من خلاله طيب من أين يأتي المطر إذا كان ينزل من خلاله ؟ منه هو نفسه ينعصر بإذن الله ثم يتخلل منه كما قال تعالى : (( وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا ))[النبأ:14]^فإنه بإذن الله ينعصر وينزل هذا المطر وعلى كل حال الأسباب الطبيعية لا نعرف عنها شيئاً لكن هذا ما نعرفه بالرؤيا الحسية (( وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا )) " في السماء بدل من السماء بإعادة الجار (( مِنْ بَرَدٍ )) أي بعضه (( فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ )) " إلى آخره (( وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا )) الغريب أن المؤلف رحمه الله مرتبك في هذا قال في الأول (( من جبال )) قال : (( من )) زائدة يعني زائدة إعراباً فعلى كلامه يكون التقدير وينزل من السماء جبالاً ثم عقبه قال بدل من السماء بإعادة الجار وإيش البدل قوله : (( من جبال )) في السماء طيب إذا كانت بدلاً بإعادة الجار فهل من زائدة في السماء كقوله : (( من السماء )) والا ليست زائدة ؟ ليست الزائدة لأنها للابتداء (( ننزل من السماء )) ابتداء الغاية يعني إلى الأرض والمعنى الحقيقة هو المعنى الأخير الذي ذكر على أن قوله : (( من جبال )) بدل من السماء كأنه قال ينزل من جبال في السماء فهي بدل من السماء بإعادة الجار الذي هو (( من )) وعلى هذا فلا تكون من زائدة بل تكون لابتداء الغاية يعني ينزل من السماء إلى الأرض منين ينزل من السماء ؟ قال : (( من جبال فيها )) أي في السماء (( من برد )) أي بعضه هذا الذي لو قال إن من زائدة لكان له وجه لكن هو جعل من تبعيضية لأنه قال أي بعضه يعني بعض برد نعم (( من جبال فيها من برد ))
الطالب : ...؟
الشيخ : ما عندك زائدة عجيب (( من السماء من جبال فيها )) ما عندكم من زائدة ؟
الطالب : للصلة .
الشيخ : ...للصلة أو زائدة المعنى واحد لكن عندكم صلة أو زائدة على كل حال زائدة أو صلة بمعنى واحد لكن كيف يقول زائدة أو صلة وهو يقول : (( من جبال )) بدل من السماء بإعادة الجار ومعلوم أن من في قوله : (( من السماء )) ليست زائدة ولا صلة بل لها معنى وهو ابتداء الغاية بقي أن نقول : (( فيها من برد )) (( فيها )) الضمير يعود على السماء يعني من جبال في السماء وقوله : (( من برد )) المؤلف يريد أن تكون (( من )) للتبعيض يعني ينزل بعض برد من هذه الجبال ويحتمل أن تكون زائدة يعني (( من برد )) أي برداً ينزل من السماء من جبال برداً فتكون (( من )) زائدة ويحتمل أن تكون (( من )) لبيان الجنس كيف لبيان الجنس ؟ أي أن الجبال من برد ، من جبال من البرد فتكون الجبال نفسها نعم من البرد وعلى هذا وينزل من السماء من جبال من البرد فيكون مفعول التنزيل مفعول محذوف يعني ينزل برداً إذا كان ينزل من السماء من الجبال التي من البرد فإذا نزل من الجبال التي من البرد إيش ينزل ؟ برداً فيكون المفعول محذوفاً تقديره برداً طيب صار على كل حال (( ينزل )) أين مفعولها على رأي المؤلف ؟ مفعولها (( من برد )) لأنه قال أي بعضه على أساس أن من للتبعيض فهي بمعنى بعض وعليه فيكون هذا هو مفعول ينزل وأما المنزل منه إيش المنزل منه ؟ من السماء من جبال ، الجبال التي في السماء لأننا قلنا : (( من جبال )) بدل من السماء بإعادة الجار فيكون المنزل منه هذه الجبال والمنزل البرد على احتمل الأخير ذكرنا أن (( من )) زائدة يكون أيضاً المنزل البرد لكن ليست (( من )) للتبعيض وعلى الاحتمال الثالث : قلنا إن : (( من )) لبيان الجنس إيش جنسه ؟ جنس الجبال ، جبال من برد يعني ينزل من جبال من البرد إيش ينزل ؟ برداً فعليه أن يكون مفعول المنزل محذوفاً والمنزل اللي هو المفعول محذوفاً تقديره برداً ودل عليه السياق على كل حال معنى الآية الكريمة أن في السماء جبالاً من البرد ينزل الله تعالى منها من هذه الجبال ، هذا المنزل أحياناً يكون كبيراً وأحياناً يكون صغيراً لكن من نعمة الله أنه لا يكون كبيراً بحيث يهدم البناء هذا شيء نادر جداً إنما يكون كبيراً بحيث يقتل بعض الزروع أو بعض الأشجار حسب حكمة الله عز وجل أما أن يهدم المنازل ويقتل الآدميين فهذا قليل وإن كان قد يوجد لكنه قليل
وفي هذا دليل على قدرة الله سبحانه وتعالى أن هذا السماء تكون فيها هذه الجبال ، هذه الجبال من البرد نعم وينزل منها ما ينزل بمشيئة الله سبحانه وتعالى وحكمته على هذه الأرض ولهذا قال : (( فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ )) هذه الجملة هل هي لبيان الامتنان والا لبيان العقوبة ؟ (( فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ )) أو تحتمل لأن يصرف قد يتبادر للإنسان أن المراد بالإصابة في الأول إصابة العقوبة كما يقال : صرف الله عنك السوء نعم وكما جاء في الحديث ( واصرف عني سيء الأخلاق والأعمال ) فلا يصرف ولا يعبر بالصرف إلا عن شيء مفروغ وعلى هذا فتكون الجملة (( فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ )) مسوقة لبيان عقوبة التي تحدث بهذا البرد ويحتمل أن تكون من باب الامتنان فإن البرد قد يكون خيراً وقد يحصل به ري أرض ونبات الأشجار وغير ذلك فيكون هذا من باب سياق الامتنان يصيب بهذا البرد من يشاء فينتفع به ويصرفه عمن يشاء فيفوته الانتفاع ولا مانع من أن يستعمل الصرف في صرف الشيء النافع لا مانع وإن كان الأكثر أن يكون لصرف الأشياء الضارة لكن قد يستعمل أيضاً في صرف الأشياء التي تنفع طيب
هذا من بلاغة القرآن أن تكون هذه الجملة صالحة من وجهين وجه العقوبة ووجه الرحمة فالإصابة بالبرد أحياناً تكون عقوبة تهلك بها الزروع وتموت بها المواشي وأحياناً تكون بالعكس
" (( يَكَادُ )) يقرب (( سَنَا بَرْقِهِ )) لمعانه (( يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ )) الناظرة له أي يخطفها من قوة هذا البرق (( يكاد سناه )) يعني لمعانه (( يذهب بالأبصار )) " وفي هذا إشارة إلى أن السحاب التي فيها برد يكون برقها أشد لمعاناً من غيره نعم فهذا البرق يكاد لقوته يذهب بالأبصار ولاشك أن هذا البرق أنه عظيم جداً وقد ذكروا أن فيه طاقة كبيرة من الكهرباء وأنها تساوي كذا وكذا من الكيلوات نعم وهذا الأمر واقع الآن تجد مثل الطائرة يعني قد لا تبعد بعد هذا السحاب ومع ما فيها من الإضاءة ما تكاد تبصرها أما هذا فإنه كما تشاهدون يكاد يخطف البصر ويملأ الأرض ضياء مما يدل على كثرة الطاقة الكهربائية التي في هذا البرق مع أنه بلحظة يعني كأنه شوط ضرب وهذا هو الظاهر إنه يكون هذا من باب الاحتكاك كما ذكر إنه يكون سالب وموجب فيتولد من بينهما هذا البرق ولا مانع إن صح الحديث أن يكون أيضا ًهذا من أسباب ضرب الملك الذي يسوق السحاب فإذا صح الحديث فإنه لا ينافي ما ثبت من حيث العلم الذي يتصل بهذا الأمر من كونه اجتماع سالب وموجب فيحصل به هذا اللمعان إذ أن اجتماع السالب والموجب قد يكون بأسباب ضرب إيش ؟ ضرب الملك إذا صح الحديث بذلك وهذا لا منافاة بينه وبين ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم إن صح (( يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ )) إذاً هذا من آيات الله سبحانه وتعالى الدالة على كمال قدرته سوق هذا السحاب بين السماء والأرض وكونه جبالاً من البرد وإصابة الله تعالى به من شاء وصرفه عمن يشاء كل ذلك من آيات الله ولهذا جعلها الله سبحانه بصورة الاستفهام الدالة على التقريب
4 - إعادة تفسير قوله تعالى : << ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله و ينزل من السمآء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشآء و يصرفه عمن يشآء يكاد سنابرقه يذهب بالأبصار >> أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : << يقلب الله اليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار >>
ثم قال تعالى : (( يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَار )) أي يأتي بكل فيهما بدل الآخر (( إِنَّ فِي ذَلِكَ )) التقليب (( لَعِبْرَةً )) دلالة (( لِأُوْلِي الأَبْصَارِ )) لأصحاب البصائر على قدرة الله تعالى قوله : (( يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَار )) التقليب معناه تغيير الشيء من جهة إلى جهة نعم وهذا التقليب هل المراد به التقليب الحسي الذي أشار إليه المؤلف بمعنى أنه يأتي بهذا بدل هذا وهذا بدل هذا أو المراد ما هو أشمل التقريب الحسي والمعنوي ؟ الجواب نعم المراد ما هو أعم من التقليب الحسي والتقليب الحسي أن الله يقلب الأرض بدل من أن كانت ضياء ونهاراً إلى ليل ثم إلى نهار وهكذا والتقليب المعنوي ما يحصل في هذه الأيام من الحوادث والتغيرات والعز والنصر والإذلال والخذلان نعم كما قال الله تعالى : (( وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ))[آل عمران:140]^فالصواب التقليب هنا أنه ليس خاصاً بالتقليب الحسي الذي هو جعل الليل مكان النهار والنهار مكان الليل بل هو أعم من ذلك يشمل الحسي والمعنوي ومن التقليب أيضاً تقليب الفصول حيث يكون الليل والنهار مرة في وقت الشتاء ومرة في وقت الصيف كل هذا من التقليب المهم يجب أن تعرف أن هذا التقليب عام في كل ما يحصل من تغيير في الليل والنهار من الأمور الحسية والأمور المعنوية وهذا هو وجه العبرة ، وجه العبرة إن في ذلك التقليب لعبرة لأولي الأبصار فصاحب البصيرة ، الأبصار ، البصائر لا المراد بالأبصار بصر العين فكل ذي بصيرة يعرف ما في تقليب الليل والنهار من قدرة الله عز وجل (( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ )) [القصص:71]^ لو اجتمع الخلق كلهم على أن تخرج الشمس في نصف الليل مثلاً يستطيعون والا لا ؟ ما يستطيعون ولو اجتمعوا كلهم على أن يأتي الليل في نصف النهار ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً ولو أن الله تعالى جعل الوقت دائما ليلاً أو نهاراً ما استطاع الخلق كلهم أن يغيروا هذا الوضع ولهذا بين الله منته على عباده ومن رحمته (( جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ))[غافر:61]^كذلك ما يحصل في الليل والنهار من الحوادث وتقلبات الأمور فهذا أيضاً فيه عبرة تجد مثلاً هذا الملك لهذا الرجل ملك تام وافي ونعم وافرة ثم ينقلب ذلك الملك إلى ذل وأسر وتجد هؤلاء القوم في عز ونصر وتمكين فإذا الأمر بالعكس كل هذا مما يستدل به الإنسان العاقل ذوي البصيرة على ما لله تعالى من فطرة في تقليب الأمور ومن حكمة في تدبيرها
طيب قوله : (( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُوْلِي الأَبْصَارِ )) إذا كنت لا تتخذ من ذلك عبرة ...فاعلم أنك لست من ذوي البصائر ، إذا كنت لا تتخذ من ذلك عبرة ولم تجد في نفسك حركة لهذا التقلب وهذا التغير فاعلم أنك لست من ذوي البصائر لأن كلام الله سبحانه وتعالى محكم ما يتغير وقد أخبر أن في ذلك التقليب إيش فيه ؟ عبرة لأولي الأبصار فإذا لم يكن في ذلك لك فيه عبرة فاعلم أنك لست من ذوي البصائر إذاً لابد أن تعالج نفسك حتى تتأمل ما في هذا التقليب من العبر وتعتبر به لا تظن أن هذه مجرد كلمة أطلقت (( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُوْلِي الأَبْصَارِ )) وبس فيكون الإنسان صاحب البصيرة يعرف ما لله تعالى في ذلك من القدرة والحكمة ولكن يجب أن تعتبر فإذا لم تعتبر أنت فإنك لست من ذوي البصائر .
طيب قوله : (( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُوْلِي الأَبْصَارِ )) إذا كنت لا تتخذ من ذلك عبرة ...فاعلم أنك لست من ذوي البصائر ، إذا كنت لا تتخذ من ذلك عبرة ولم تجد في نفسك حركة لهذا التقلب وهذا التغير فاعلم أنك لست من ذوي البصائر لأن كلام الله سبحانه وتعالى محكم ما يتغير وقد أخبر أن في ذلك التقليب إيش فيه ؟ عبرة لأولي الأبصار فإذا لم يكن في ذلك لك فيه عبرة فاعلم أنك لست من ذوي البصائر إذاً لابد أن تعالج نفسك حتى تتأمل ما في هذا التقليب من العبر وتعتبر به لا تظن أن هذه مجرد كلمة أطلقت (( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُوْلِي الأَبْصَارِ )) وبس فيكون الإنسان صاحب البصيرة يعرف ما لله تعالى في ذلك من القدرة والحكمة ولكن يجب أن تعتبر فإذا لم تعتبر أنت فإنك لست من ذوي البصائر .
تفسير قول الله تعالى : << و الله خلق كل دآبة من مآء فمنهم من يمشي على بطنه و منهم من يمشي على رجلين و منهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشآء إن الله على كل شيئ قدير >>
ثم قال الله تعالى : (( وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ )) بعد ما ذكر آية الله سبحانه وتعالى في العالم العلوي ذكر آيته في العالم السفلي وهو قوله : (( وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ )) أي حيوان (( مِنْ مَاءٍ )) أي نطفة (( خلق )) بمعنى أوجد (( كل دابة )) الدابة كل ما يدب على الأرض وإن كانت تطلق على ذوات الأربع عرفاً وقال : الدابة التي تمشي على الأربع هذا في العادة والعرف ولهذا ما يسمى الإنسان دابة في العرف لو يقول لك إنسان يا دابة يمكن تخاصم وأنت واياه لكنها في اللغة كل ما دب على الأرض فهو دابة قال الله عز وجل : (( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رزقها))[هود:6]^وقوله : (( من ماء )) هذا أصل خلقة الدواب من الماء وقول المؤلف " من نطفة " ليس بصحيح لأنه ليس كل دابة من نطفة بل كل دابة من ماء نطفة وغير نطفة فأما ما يتوالد فماؤه نطفة وأما ما يتولد فماؤه رطوبة يعني هذه الأشياء التي تتولد ، تتولد من العفونات والرطوبات وأما الذي يتوالد فنعم يتوالد من نطفة له نطفة يخلقه الله منها فكلمة (( من ماء )) أعم من كلمة نطفة والواجب إبقاء الآية على عمومها لأجل أن .
اضيفت في - 2007-08-13