تفسير سورة النمل-01b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة تفسير قوله تعالى : << إن الذين لا يؤمنون بالأخرة زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون >>
أن الذي يزين له سوء عمله يكون ذلك دليلاً على نقص إيمانه بالآخرة، إذ لو كمُل إيمانه بالآخرة لكان يعرف الحسن من السيئ، فيفعل الحسن ويتجنب السيئ، ولكن لضعف إيمانه بالآخرة يحسب له هذا الفعل القبيح ويراه حسناً.
ولا حاجة إلى أن نعدد أنواعاً من ذلك، لأن الأنواع ممن زُيّن له سوء عمله كثيرة جداً، لا شك من العمل السيئ أنه إذا نزل في أرض أخذ أربعة أحجار ووضع ثلاثة للقدر وواحداً يعبده.
ولا شك أن من العمل السيئ المزيّن أن الإنسان يعبث له تمراً على صورة صنم فيعبده، فإذا جاء أكله، ولا شك أن من سوء العمل المزيّن أن الإنسان يأتي بابنته وهي ثمرة فؤاده ويحفر لها الحفرة ويغمسها وهي حية، هذا ما يكون والعياذ بالله ولا من السباع، ومع ذلك زُيّن لقومٍ من أهل الجاهلية هذا العمل، حتى إنه يقولون: إنه يقف على الحفرة ليلقيها وهي إذا هم أن يلقيها تشبث به وتقول: يا أبت! يا أبت!
فتستجير به وهو داؤها نسأل الله العافية.
وقوله: " (( فَهُمْ يَعْمَهُونَ ))[النمل:4] يتحيرون فيها " وهذا والعياذ بالله من عدم الإيمان أن الإنسان لا يوافق للهداية، تجده حائراً، لأنه لم يؤمن وأبرز مثال لذلك ما يقع من أهل الكلام من الحيرة، لأنهم لم يؤمنوا بالله حق الإيمان به، أنكروا صفاته وأنكروا ما جاء به كتابه وسنة رسوله فصاروا متحيرين، ولهذا قال بعض الناس: أكثر الناس شكاً عند الموت أهل الكلام والعياذ بالله، لأنهم نسأل الله العافية ما آمنوا.
فكل إنسان يضعف إيمانه فإنه يترتب عليه هذان الأمران السيئان:
أولاً: تزيين العمل السيئ في عينه، حتى يمارسه ولا يرتدع منه.
والثاني: شكه وحيرته وتردده.
بهذا نعرف الآن أنه كلما قوي الإيمان بالآخرة عرف الإنسان القبيح ولم يتردد فيه، نقول: لا. لأن هذه نتيجة عملية كتابية، إذا كان هذا الوصف يقتضي هذا الوصف، فعدمه يقتضي عدمه. معادلة بيّنة جداً.
فالذين لا يؤمنون بالآخرة ابتلوا بهذين الأمرين، والذين يؤمنون بالآخرة ينتفي عنهم هذان الأمران. نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من المؤمنين.
الطالب: ...؟
الشيخ : لا. ما عندهم إيمان في الحقيقة، لو كان عندهم إيمان في الحقيقة ما زُيّن لهم، لأن هذه الآية مقياس كل إنسان يزين له سوء عمله فاعلم أنه ناقص الإيمان أبد، لأنه لو كان عندهم إيمان حقيقي ما الذي يخرجهم عن طريق الرسول عليه الصلاة والسلام...إذاً: كلما ضعف الإيمان بالآخرة ازداد التزيين القبيح في عين الإنسان، وكلما ازداد إيمانه بالآخرة كره القبائح، وهذا أمرٌ مسلّم الآن.
على هذا يمكن أن نستنتج من أن الرجل الذي يستحسن القبائح يمكن نستنتج أنه ضعيف الإيمان بالآخرة ياولد نعم، لأنه لو قوي إيمانه بالآخرة ما حسن في نفسه قبائح الأعمال، وهذه الآية تدل عليها.
وفي الآيات أيضاً دليل على أن عدم الإيمان بالآخرة سببٌ للحيرة، لقوله: (( فَهُمْ يَعْمَهُونَ ))[النمل:4].
وعلى هذا فالإيمان بالآخرة سببٌ لليقين والنور، وهذا أمرٌ أيضاً مشاهد، والإنسان ما يصاب بعدم اليقين إلا بسبب أعماله ونقص إيمانه، وكلما قوي الإيمان فإنه يزداد معرفة الإنسان حتى في الأمور غير العلمية الشرعية، يعطيه الله تبارك وتعالى فراسة يتبين بها الأشياء.
ولا حاجة إلى أن نعدد أنواعاً من ذلك، لأن الأنواع ممن زُيّن له سوء عمله كثيرة جداً، لا شك من العمل السيئ أنه إذا نزل في أرض أخذ أربعة أحجار ووضع ثلاثة للقدر وواحداً يعبده.
ولا شك أن من العمل السيئ المزيّن أن الإنسان يعبث له تمراً على صورة صنم فيعبده، فإذا جاء أكله، ولا شك أن من سوء العمل المزيّن أن الإنسان يأتي بابنته وهي ثمرة فؤاده ويحفر لها الحفرة ويغمسها وهي حية، هذا ما يكون والعياذ بالله ولا من السباع، ومع ذلك زُيّن لقومٍ من أهل الجاهلية هذا العمل، حتى إنه يقولون: إنه يقف على الحفرة ليلقيها وهي إذا هم أن يلقيها تشبث به وتقول: يا أبت! يا أبت!
فتستجير به وهو داؤها نسأل الله العافية.
وقوله: " (( فَهُمْ يَعْمَهُونَ ))[النمل:4] يتحيرون فيها " وهذا والعياذ بالله من عدم الإيمان أن الإنسان لا يوافق للهداية، تجده حائراً، لأنه لم يؤمن وأبرز مثال لذلك ما يقع من أهل الكلام من الحيرة، لأنهم لم يؤمنوا بالله حق الإيمان به، أنكروا صفاته وأنكروا ما جاء به كتابه وسنة رسوله فصاروا متحيرين، ولهذا قال بعض الناس: أكثر الناس شكاً عند الموت أهل الكلام والعياذ بالله، لأنهم نسأل الله العافية ما آمنوا.
فكل إنسان يضعف إيمانه فإنه يترتب عليه هذان الأمران السيئان:
أولاً: تزيين العمل السيئ في عينه، حتى يمارسه ولا يرتدع منه.
والثاني: شكه وحيرته وتردده.
بهذا نعرف الآن أنه كلما قوي الإيمان بالآخرة عرف الإنسان القبيح ولم يتردد فيه، نقول: لا. لأن هذه نتيجة عملية كتابية، إذا كان هذا الوصف يقتضي هذا الوصف، فعدمه يقتضي عدمه. معادلة بيّنة جداً.
فالذين لا يؤمنون بالآخرة ابتلوا بهذين الأمرين، والذين يؤمنون بالآخرة ينتفي عنهم هذان الأمران. نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من المؤمنين.
الطالب: ...؟
الشيخ : لا. ما عندهم إيمان في الحقيقة، لو كان عندهم إيمان في الحقيقة ما زُيّن لهم، لأن هذه الآية مقياس كل إنسان يزين له سوء عمله فاعلم أنه ناقص الإيمان أبد، لأنه لو كان عندهم إيمان حقيقي ما الذي يخرجهم عن طريق الرسول عليه الصلاة والسلام...إذاً: كلما ضعف الإيمان بالآخرة ازداد التزيين القبيح في عين الإنسان، وكلما ازداد إيمانه بالآخرة كره القبائح، وهذا أمرٌ مسلّم الآن.
على هذا يمكن أن نستنتج من أن الرجل الذي يستحسن القبائح يمكن نستنتج أنه ضعيف الإيمان بالآخرة ياولد نعم، لأنه لو قوي إيمانه بالآخرة ما حسن في نفسه قبائح الأعمال، وهذه الآية تدل عليها.
وفي الآيات أيضاً دليل على أن عدم الإيمان بالآخرة سببٌ للحيرة، لقوله: (( فَهُمْ يَعْمَهُونَ ))[النمل:4].
وعلى هذا فالإيمان بالآخرة سببٌ لليقين والنور، وهذا أمرٌ أيضاً مشاهد، والإنسان ما يصاب بعدم اليقين إلا بسبب أعماله ونقص إيمانه، وكلما قوي الإيمان فإنه يزداد معرفة الإنسان حتى في الأمور غير العلمية الشرعية، يعطيه الله تبارك وتعالى فراسة يتبين بها الأشياء.
قال الله تعالى : << أولآئك الذين لهم سوء العذاب وهم في الأخرة هم الأخسرون >>
والدرس الجديد الآن يقول الله سبحانه وتعالى: (( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ ))[النمل:5] أشده في الدنيا القتل والأسر ".
(( أوْلَئِكَ )) المشار إليه من؟ الذين لا يؤمنون بالآخرة، لما ذكر والعياذ بالله طريقهم وأنه زُيّن لهم سوء أعمالهم ذكر جزاءهم ومآلهم، فقال: (( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ ))[النمل:5].
أيده المؤلف رحمه الله بما يكون في الدنيا من الأسر والقتل، ولكنه لا ينبغي أن يقيد به، بل يقال: إن هذا من سوء العذاب الذي يناله، وهم ينالون سوء العذاب في الدنيا وفي الآخرة.
ومن أجل ذلك لم يكن لهم نصيبٌ في الآخرة، بل قال: (( وَهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ ))[النمل:5].
(( وَهُمْ ))، (( هُمُ الأَخْسَرُونَ ))[النمل:5].
طيب. هم الأولى مبتدأ، والثانية توكيد، ويجوز أن تكون ضمير فصل، لكن لما سبق لها نظير وهي كلمة هم، فالأحسن تكون توكيد.
ونستفيد الحصر من تعريف المبتدأ والخبر (( هُمُ الأَخْسَرُونَ ))[النمل:5] والأخسر اسم تفضيل، مأخوذٌ من الخسران وهو النقص، وحصر الأخسرية فيهم دليلٌ على أن هناك خسارة لغيرهم، لكن هم الأخسرون.
والخسارة التي تكون لغيرهم هو أن الفُسّاق من المؤمنين يعذّبون بقدر ذنوبهم، وهذا خسارة، لأنه لم يكمل لهم النعيم في الآخرة، حيث عُذّبوا على ما فعلوا من الذنوب، فهذا لا شك أنه يخسر وأنه خسارة. أليس كذلك ؟
ولكن الأكثر هؤلاء الذين يخلدون في النار ولهذا يقول المؤلف: " لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم " فهم الأخسرون.
فعليه يكون الناس في الآخرة ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: رابحون، وخاسرون، وأخسرون.
فالرابح: الذي منّ الله عليه فخرج من الدنيا وهو لا يستحق العقاب في الآخرة سواءٌ كان ذلك بتوبة، أو بمصائب تكفّر، أو بأعمال صالحة جليلة جداً تضمحل معها الأعمال السيئة مثل أهل بدر قال الله لهم: اعملوا ما شئتم قد غفرت لكم. لو عملوا مهما عملوا من الذنوب فإن الله سبحانه وتعالى يغفره لهم بسبب الحسنة العظيمة التي قاموا بها في غزوة بدر.
وقد يكون أيضاً هذا الإنسان الذي عمل سيئاً في الدنيا قد يعفو الله عنه، لأن الله تعالى يقول: (( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ))[النساء:48] فتكون حاله في الآخرة تامة.
والثاني الخاسر غير الأخسر وهو الذي أصاب بعض الذنوب ولم يقدّر له الخلاص منها، فعوقب عليها، والأخسر هو الذي لا حظ له في الآخرة، ما له في الآخرة من خلاق وهم الكفار.
(( وَهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ ))[النمل:5] وفي الآية من الفوائد ما سنبحثه إن شاء الله في الدرس القادم لأني احب ان يكون مادام اننا فهمنا منكم والحمد لله فهم للفوائد أحب أن يكون استخراجها منكم نعم وفي الدرس القادم إن شاء الله نشوف.
(( أوْلَئِكَ )) المشار إليه من؟ الذين لا يؤمنون بالآخرة، لما ذكر والعياذ بالله طريقهم وأنه زُيّن لهم سوء أعمالهم ذكر جزاءهم ومآلهم، فقال: (( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ ))[النمل:5].
أيده المؤلف رحمه الله بما يكون في الدنيا من الأسر والقتل، ولكنه لا ينبغي أن يقيد به، بل يقال: إن هذا من سوء العذاب الذي يناله، وهم ينالون سوء العذاب في الدنيا وفي الآخرة.
ومن أجل ذلك لم يكن لهم نصيبٌ في الآخرة، بل قال: (( وَهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ ))[النمل:5].
(( وَهُمْ ))، (( هُمُ الأَخْسَرُونَ ))[النمل:5].
طيب. هم الأولى مبتدأ، والثانية توكيد، ويجوز أن تكون ضمير فصل، لكن لما سبق لها نظير وهي كلمة هم، فالأحسن تكون توكيد.
ونستفيد الحصر من تعريف المبتدأ والخبر (( هُمُ الأَخْسَرُونَ ))[النمل:5] والأخسر اسم تفضيل، مأخوذٌ من الخسران وهو النقص، وحصر الأخسرية فيهم دليلٌ على أن هناك خسارة لغيرهم، لكن هم الأخسرون.
والخسارة التي تكون لغيرهم هو أن الفُسّاق من المؤمنين يعذّبون بقدر ذنوبهم، وهذا خسارة، لأنه لم يكمل لهم النعيم في الآخرة، حيث عُذّبوا على ما فعلوا من الذنوب، فهذا لا شك أنه يخسر وأنه خسارة. أليس كذلك ؟
ولكن الأكثر هؤلاء الذين يخلدون في النار ولهذا يقول المؤلف: " لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم " فهم الأخسرون.
فعليه يكون الناس في الآخرة ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: رابحون، وخاسرون، وأخسرون.
فالرابح: الذي منّ الله عليه فخرج من الدنيا وهو لا يستحق العقاب في الآخرة سواءٌ كان ذلك بتوبة، أو بمصائب تكفّر، أو بأعمال صالحة جليلة جداً تضمحل معها الأعمال السيئة مثل أهل بدر قال الله لهم: اعملوا ما شئتم قد غفرت لكم. لو عملوا مهما عملوا من الذنوب فإن الله سبحانه وتعالى يغفره لهم بسبب الحسنة العظيمة التي قاموا بها في غزوة بدر.
وقد يكون أيضاً هذا الإنسان الذي عمل سيئاً في الدنيا قد يعفو الله عنه، لأن الله تعالى يقول: (( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ))[النساء:48] فتكون حاله في الآخرة تامة.
والثاني الخاسر غير الأخسر وهو الذي أصاب بعض الذنوب ولم يقدّر له الخلاص منها، فعوقب عليها، والأخسر هو الذي لا حظ له في الآخرة، ما له في الآخرة من خلاق وهم الكفار.
(( وَهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ ))[النمل:5] وفي الآية من الفوائد ما سنبحثه إن شاء الله في الدرس القادم لأني احب ان يكون مادام اننا فهمنا منكم والحمد لله فهم للفوائد أحب أن يكون استخراجها منكم نعم وفي الدرس القادم إن شاء الله نشوف.
الأسئلة
الطالب: ....؟
الشيخ : لا. ما يستنبط (( وَهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ ))[النمل:5] لأن العذاب في الآخرة قد يكون مع الخسران فقط.
الشيخ : لا. ما يستنبط (( وَهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ ))[النمل:5] لأن العذاب في الآخرة قد يكون مع الخسران فقط.
قال الله تعالى : << و إنك لتلقى القرءان من لدن حكيم عليم >>
ثم قال: " (( وَإِنَّكَ ))[النمل:6] خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ".
وهذا الخطاب مؤكدٌ بإن، ثم مؤكدٌ بتأكيد آخر وهو قوله: (( لَتُلَقَّى ))[النمل:6] لأن اللام هذه للتوكيد.
وفي إعراب بعضكم أمس قال: إنها اللام المزحلقة. ايش معنى المزحلقة؟
الطالب:...؟
الشيخ : معنى مزحلق ايش ؟يعني: مؤخر، يقولون: إن الأصل أن تكون في أول الكلام، ولكن لما كان في أول الكلام مؤكد، صار الأنسب أن تؤكد، لئلا يجتمع مؤكدان في مكانٍ واحد، وإلا هي تسمى للتوكيد، لكن إذا سئلنا أين محلها؟ نقول: في أول الجملة ولكنها زُحلقت من أجل أنه في أول الجملة مؤكدٍ آخر.
(( وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ ))[النمل:6] أي: " يلقى عليك بشدة (( مِنْ لَدُنْ )) من عند (( حَكِيمٍ عَلِيمٍ ))[النمل:6] في ذلك " إلى آخره.
(( لَتُلَقَّى ))[النمل:6] معنى التلقية التلقين والإعطاء، لقيتك كذا بمعنى لقنته إياه إذا كان ذكراً، وأعطيته إياه إذا كان عيناً، وهنا ذكر القرآن ليس عيناً يُعطى ولكنه ذكرٌ يلقن، والنبي عليه الصلاة والسلام كان يلقن القرآن، وكان إذا سمعه من جبريل في أول الأمر يتعجل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقراءته، فنهاه الله عن ذلك قال: (( لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ))[القيامة:16 - 17] ضمان من الله سبحانه وتعالى أن يجمعه ويقرأه.
(( فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ))[القيامة:19] بيانه لفظاً ومعنىً وحكماً.
(( وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ ))[النمل:6] وسبق معنى القرآن، وأنه مشتقٌ من قرأ بمعنى تلا، ومن قرأ بمعنى جمع.
وقول المؤلف: " أي: يلقى عليك بشدة ".
أخذ كلمة بشدة من اللفظ تُلقّى ولم يقل تلق أنت، فكأنه يلقاه كأنه يشعر بالشدة ولكنه ما يتبين لي كثيراً إنما لا شك أن الرسول عليه الصلاة والسلام يجد من تلقي الوحي يجد شدة معكم الجلالين الحاشي
الطالب: قوله بشدة لما فيه من تكاليف الشرع
الشيخ : دلالة اللفظ عليه فيها غموض " (( مِنْ لَدُنْ ))[النمل:6] من عند " يعني أن لدن بمعنى عند.
ويقال فيها أيضاً لدى، (( مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ ))[ق:29]، (( وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ))[الكهف:65].
لدُنَّا هي لدن، ولدي هي لدى فيقال هذا وهذا، ولكن القرآن كما هو معلوم توقيفي، ما يمكن نبدل لفظاً بدل آخر ولو كان بمعناه.
وقوله: (( مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ ))[النمل:6] المراد به الله جل ذكره.
والحكيم مر علينا أنه مشتق من الحكم والإحكام الذي بمعنى الإتقان وهو الحكمة.
والحكم الثابت لله عز وجل أو المتصف به الله سبحانه وتعالى ينقسم إلى قسمين: حكم شرعي، وحكمٌ قدري.
فالحكم الشرعي كثير في القرآن، كما في قوله تعالى في سورة الممتحنة: (( ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ ))[الممتحنة:10] لما ذكر أحكام النساء الكافرات والمهاجرات، قال: (( ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ ))[الممتحنة:10].
والحكم القدري مثل قول أخي يوسف:(( فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي ))[يوسف:80] يعني: يقدّر ما هو ينتظر حكم شرعي، ينتظر حكماً قدرياً.
الحكم الشرعي هل تمكن مخالفته؟ نعم تمكن، من الناس من يقبله ومن الناس من لا يقبله.
والحكم القدري لا تمكن مخالفته، إذاً فهو واقعٌ لا محالة، إذا حكم الله تعالى بشيءٍ قدراً فهو واقع لا محالة.
الحكم الشرعي محبوب لله و إلا لا مبغوض إليه؟
الطلاب: محبوب ومبغوض
الشيخ : محبوب ومبغوض ، فإذا حكم بفعل الشيء فهو محبوب، وإن حكم بتركه فهو مكروه. فالله تعالى حكم بتحريم الزنا مثلاً وإلا لا ؟وهو مكروه له، حكم بتحريم الشرك وهو مكروه له.
الحكم الكوني كذلك فيه محبوب وفيه مكروه لله، ولا يمكن أن نعارض ذلك فنقول: كيف يقع الحكم الكوني وهو مكروهٌ له؟ إذاً معناه الله يُجبر؟ يعني: يفعل شيء وهو يكرهه، هذا ما يكون إلا في إنسان يُجبر أو إلا في فاعلٍ يُجبر، فهل الله تعالى يُجبر؟
الطالب: لا.
الشيخ : إذاً: كيف تقول إن في الحكم الكوني ما هو مكروهٌ لله؟
الطالب: هذا واقع قد يفعل إنسان ما يكرهه لحكمة ....، كما أن الإنسان يكره أن يكوي ابنه بالنار ولكنه يفعله لما فيه من مصالح الأخرى، فقد .....
الشيخ : يعني: معناه إذاً هو مكروهٌ من وجه ومحبوبٌ من وجه آخر.
فهو من حيث ذاته مكروهٌ لله سبحانه وتعالى كالمعاصي فالله يقدّرها.. الله تعالى يقدّر المعاصي مع أنه يكرهها، لكنه محبوبٌ إليه من وجهٍ آخر، ويكون هذا الوجه أقوى من الوجه الآخر، فيقع هذا الشيء.
إذاً: حكيم مشتقة من الحكم والإحكام، والحكم المتصف به الله سبحانه وتعالى ينقسم إلى قسمين: كوني وشرعي. ولكلٍ منهما حكم:
أولاً: الحكم الشرعي لا يلزم منه وقوع المحكوم به يا ولد، لأنه قد يقع وقد لا يقع.
والحكم الكوني يلزم منه وقوع المحكوم به في كل حال.
أما انقسامهما من حيث الكراهة والبغض لله فنقول: كلاهما محبوب ومكروهٌ لله سبحانه وتعالى.
وهذا الخطاب مؤكدٌ بإن، ثم مؤكدٌ بتأكيد آخر وهو قوله: (( لَتُلَقَّى ))[النمل:6] لأن اللام هذه للتوكيد.
وفي إعراب بعضكم أمس قال: إنها اللام المزحلقة. ايش معنى المزحلقة؟
الطالب:...؟
الشيخ : معنى مزحلق ايش ؟يعني: مؤخر، يقولون: إن الأصل أن تكون في أول الكلام، ولكن لما كان في أول الكلام مؤكد، صار الأنسب أن تؤكد، لئلا يجتمع مؤكدان في مكانٍ واحد، وإلا هي تسمى للتوكيد، لكن إذا سئلنا أين محلها؟ نقول: في أول الجملة ولكنها زُحلقت من أجل أنه في أول الجملة مؤكدٍ آخر.
(( وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ ))[النمل:6] أي: " يلقى عليك بشدة (( مِنْ لَدُنْ )) من عند (( حَكِيمٍ عَلِيمٍ ))[النمل:6] في ذلك " إلى آخره.
(( لَتُلَقَّى ))[النمل:6] معنى التلقية التلقين والإعطاء، لقيتك كذا بمعنى لقنته إياه إذا كان ذكراً، وأعطيته إياه إذا كان عيناً، وهنا ذكر القرآن ليس عيناً يُعطى ولكنه ذكرٌ يلقن، والنبي عليه الصلاة والسلام كان يلقن القرآن، وكان إذا سمعه من جبريل في أول الأمر يتعجل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقراءته، فنهاه الله عن ذلك قال: (( لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ))[القيامة:16 - 17] ضمان من الله سبحانه وتعالى أن يجمعه ويقرأه.
(( فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ))[القيامة:19] بيانه لفظاً ومعنىً وحكماً.
(( وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ ))[النمل:6] وسبق معنى القرآن، وأنه مشتقٌ من قرأ بمعنى تلا، ومن قرأ بمعنى جمع.
وقول المؤلف: " أي: يلقى عليك بشدة ".
أخذ كلمة بشدة من اللفظ تُلقّى ولم يقل تلق أنت، فكأنه يلقاه كأنه يشعر بالشدة ولكنه ما يتبين لي كثيراً إنما لا شك أن الرسول عليه الصلاة والسلام يجد من تلقي الوحي يجد شدة معكم الجلالين الحاشي
الطالب: قوله بشدة لما فيه من تكاليف الشرع
الشيخ : دلالة اللفظ عليه فيها غموض " (( مِنْ لَدُنْ ))[النمل:6] من عند " يعني أن لدن بمعنى عند.
ويقال فيها أيضاً لدى، (( مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ ))[ق:29]، (( وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ))[الكهف:65].
لدُنَّا هي لدن، ولدي هي لدى فيقال هذا وهذا، ولكن القرآن كما هو معلوم توقيفي، ما يمكن نبدل لفظاً بدل آخر ولو كان بمعناه.
وقوله: (( مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ ))[النمل:6] المراد به الله جل ذكره.
والحكيم مر علينا أنه مشتق من الحكم والإحكام الذي بمعنى الإتقان وهو الحكمة.
والحكم الثابت لله عز وجل أو المتصف به الله سبحانه وتعالى ينقسم إلى قسمين: حكم شرعي، وحكمٌ قدري.
فالحكم الشرعي كثير في القرآن، كما في قوله تعالى في سورة الممتحنة: (( ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ ))[الممتحنة:10] لما ذكر أحكام النساء الكافرات والمهاجرات، قال: (( ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ ))[الممتحنة:10].
والحكم القدري مثل قول أخي يوسف:(( فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي ))[يوسف:80] يعني: يقدّر ما هو ينتظر حكم شرعي، ينتظر حكماً قدرياً.
الحكم الشرعي هل تمكن مخالفته؟ نعم تمكن، من الناس من يقبله ومن الناس من لا يقبله.
والحكم القدري لا تمكن مخالفته، إذاً فهو واقعٌ لا محالة، إذا حكم الله تعالى بشيءٍ قدراً فهو واقع لا محالة.
الحكم الشرعي محبوب لله و إلا لا مبغوض إليه؟
الطلاب: محبوب ومبغوض
الشيخ : محبوب ومبغوض ، فإذا حكم بفعل الشيء فهو محبوب، وإن حكم بتركه فهو مكروه. فالله تعالى حكم بتحريم الزنا مثلاً وإلا لا ؟وهو مكروه له، حكم بتحريم الشرك وهو مكروه له.
الحكم الكوني كذلك فيه محبوب وفيه مكروه لله، ولا يمكن أن نعارض ذلك فنقول: كيف يقع الحكم الكوني وهو مكروهٌ له؟ إذاً معناه الله يُجبر؟ يعني: يفعل شيء وهو يكرهه، هذا ما يكون إلا في إنسان يُجبر أو إلا في فاعلٍ يُجبر، فهل الله تعالى يُجبر؟
الطالب: لا.
الشيخ : إذاً: كيف تقول إن في الحكم الكوني ما هو مكروهٌ لله؟
الطالب: هذا واقع قد يفعل إنسان ما يكرهه لحكمة ....، كما أن الإنسان يكره أن يكوي ابنه بالنار ولكنه يفعله لما فيه من مصالح الأخرى، فقد .....
الشيخ : يعني: معناه إذاً هو مكروهٌ من وجه ومحبوبٌ من وجه آخر.
فهو من حيث ذاته مكروهٌ لله سبحانه وتعالى كالمعاصي فالله يقدّرها.. الله تعالى يقدّر المعاصي مع أنه يكرهها، لكنه محبوبٌ إليه من وجهٍ آخر، ويكون هذا الوجه أقوى من الوجه الآخر، فيقع هذا الشيء.
إذاً: حكيم مشتقة من الحكم والإحكام، والحكم المتصف به الله سبحانه وتعالى ينقسم إلى قسمين: كوني وشرعي. ولكلٍ منهما حكم:
أولاً: الحكم الشرعي لا يلزم منه وقوع المحكوم به يا ولد، لأنه قد يقع وقد لا يقع.
والحكم الكوني يلزم منه وقوع المحكوم به في كل حال.
أما انقسامهما من حيث الكراهة والبغض لله فنقول: كلاهما محبوب ومكروهٌ لله سبحانه وتعالى.
الأسئلة
الطالب: .... فهو محبوبٌ له.
الشيخ : مكروهٌ إليه.
الطالب: الحكم بتحريمه محبوبٌ لله.
الشيخ : لا. يعني قصدي الآن الحكم الشرعي تحريم الزنا.
الطالب: تحريم الزنا محبوب لله.
الشيخ : هذا الحكم، وهو تحريم الزنا محبوب إليه، لكن المحكوم به، هذا مكروهٌ إلى الله.
الطالب: كيف يحب الحكم الشرعي؟
الشيخ : الحكم الشرعي منه محبوب ومنه مكروه، بمعنى المحكوم به. يعني مثلاً: حكم الله سبحانه وتعالى بتحريم الزنا لأن الزنا مكروهٌ إليه، حكم بوجوب الصلاة لأن الصلاة محبوبة إليه.
وأما نفس الحكم الذي هو فعله، فهذا أمر معروف أنه ما حكم بهذا الشيء إلا وهو يحب أن يكون كذلك.
الطالب: يحب ترك الزنا.
الشيخ : يحب ترك الزنا ويحب فعل الصلاة.
الشيخ : مكروهٌ إليه.
الطالب: الحكم بتحريمه محبوبٌ لله.
الشيخ : لا. يعني قصدي الآن الحكم الشرعي تحريم الزنا.
الطالب: تحريم الزنا محبوب لله.
الشيخ : هذا الحكم، وهو تحريم الزنا محبوب إليه، لكن المحكوم به، هذا مكروهٌ إلى الله.
الطالب: كيف يحب الحكم الشرعي؟
الشيخ : الحكم الشرعي منه محبوب ومنه مكروه، بمعنى المحكوم به. يعني مثلاً: حكم الله سبحانه وتعالى بتحريم الزنا لأن الزنا مكروهٌ إليه، حكم بوجوب الصلاة لأن الصلاة محبوبة إليه.
وأما نفس الحكم الذي هو فعله، فهذا أمر معروف أنه ما حكم بهذا الشيء إلا وهو يحب أن يكون كذلك.
الطالب: يحب ترك الزنا.
الشيخ : يحب ترك الزنا ويحب فعل الصلاة.
تتمة تفسير الآية السابقة .
طيب. بالنسبة للإحكام، الإحكام بمعنى الإتقان وهي الحكمة.
تنزيل الأشياء في منازلها ووضعها في مواضعها لا شك أن هذا إتقان، والله تبارك وتعالى متصفٌ بالحكمة البالغة (( حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ ))[القمر:5] فهي وضع الأشياء في مواضعها.
وقد ذكرنا في التوحيد ونعيده الآن للتذكير: أن الحكمة تكون في صورة الشيء وفي غايته، في صورة الشيء ووقوعه على هذا النحو وتكون أيضاً في غاية هذا الشيء.
وتكون أيضاً الحكمة في الأمور الشرعية وفي الأمور القدرية، لأن الحكمين السابقين الكوني والفرعي كلاهما مشتملٌ على الحكمة، فعلى هذا تكون الحكمة في الأحكام الكونية وفي الأحكام الشرعية، وتكون صورية بمعنى أنه على هذه الصورة المعينة حكمة، وغائية بمعنى ما ينتج عليه أو منه من الغايات المحمودة.
فعندما تتأمل الشريعة تجد أن وضعها على ما هي عليه في غاية الحكم، لأنها كلها تنشد المصالح وتدرأ المفاسد. هذه القاعدة العامة في الشريعة.
إذاً: فهي على هذا الوجه أو بهذه الصورة موافقة للحكم، ثم إن الحكمة الغائية ما هي ثمرة هذه الشريعة والتمسك بها؟ هي: السعادة في الدنيا وفي الآخرة، وهذه لا شك أنها غاية محمودة، وأن تشريع الأمور من أجل هذه الغاية أنه حكمة واضح.
كذلك نأتي إلى الأمور القدرية نقول: الأمور القدرية أيضاً وضعها على ما هي عليه بهذه الصورة هو حكمة، ثم الغاية منها حكمةٌ أيضاً، ولكن هذه الحكمة في صورة الشيء وفي غاية الشيء شرعاً أو قدراً قد تكون معلومة للعباد وقد تكون مجهولة، ولكن ما هو فرضنا نحن فيما نجهله من حكم هذه الأمور؟ فرضنا الإيمان والتسليم، نحن نؤمن بأنه ما من شيء يشرعه الله وما من شيء يفعله الله إلا وله حكمة، يجب علينا أن نؤمن بهذا، لأن هذا مقتضى وصفه بالحكيم.
لكننا قد نفهم هذا الشيء وقد لا نفهمه (( يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ ))[البقرة:269] ما هو كل الناس (( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ))[البقرة:269].
لكن علينا أن نؤمن هذا الإيمان، ونحن إذا آمنا هذا الإيمان فسوف نستسلم وسوف نرضى بالشرع وبالقدر، لأنا نعلم أن هذا لحكمة.
عندما نتأمل الآن أحوال الناس المسلمين، وضعف دينهم وانصرافهم عن الدين، لا شك أن هذا يهمنا ويحزننا، ولكننا إذا نظرنا إليه من جهة أخرى وجدنا أنه مقدّر من جهة الله، وأنه لا بد أن يكون لهذا حكمة، لكنا قد لا نعلمها نحن.
وهذا يجب أن تجعله جارياً على جميع أحوالك الخاصة والعامة، أن تتيقن أن هذا لحكمة ولكن تيقننا للحكمة لا يمنعنا من فعل الأسباب الشرعية التي أمرنا بها.
مثال ذلك هذا المثال الذي ذكرناه مسألة ضعف المسلمين وانصرافهم، هذا يوجب لنا أن نتحرك أكثر للدعوة إلى الإسلام، وبيان محاسنه والتحذير من مخالفته، وسوء العاقبة للعصاة والفاسدين. هذا يوجب لنا أن نتحرك أكثر.
وهذا من الحكمة أنه يتحرك أهل الخير للدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وبيان الحق وبيان العاقبة الحميدة لمن تمسك بدين الله، لأجل أن يكثر ثوابهم، ولأجل أن يدخل الناس في دين الله عن اقتناع، لأني أظن أنكم تتصورون كما أتصور: إن الناس مثلا لو وجدوا على حالة معيّنة، هل يجدون في هذه الحال المعيّنة أو هل يدركون هذه الحال المعينة على حقيقتها؟ لا. لأنها أمرٌ معتاد عندهم، وقد لا يفهمون ما ينتج عنها من خير أو من شر، لكن عندما يوغلون في الشر، وينتهون إلى غايته، ثم يبيّن لهم الحق ويرجعون إليه، يكون هذا أحسن حالاً من الحال الأولى التي وجدوا آباءهم على شيء فمشوا عليه، لأنهم الآن يأتون عن اقتناع وعن محبّة لهذا الأمر الجديد الذي بُيّن لهم.
ولذلك الآن الحمد لله فيه بادرة طيبة في جميع الأقطار الإسلامية بادرة رجوع إلى الإسلام عن اقتناع ولا شك فيه، وهذا من الحكمة في أن الله يقدر مثل هذه الأمور المكروهة في الدين لأجل أن تكون غاية لما هو أحمد.
(( مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ ))[النمل:6] العليم معناه المتصف بالعلم، والعلم كما حدّه أهل الأصول هو: إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً مطابقاً، ولا شك أن الله سبحانه وتعالى له من هذا الوصف أتمه وأعلاه، فهو سبحانه وتعالى عليمٌ علماً مطلقاً، لم يُسبق بجهلٍ ولم يُلحق بنسيان.
ولا يحد بحد، وعلم المخلوق مسبوقٌ بالجهل ملحقٌ بالنسيان، ومحدود أيضاً (( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ))[الإسراء:85] بخلاف علم الله.
وهنا قُدِّم الحكيم على العليم، وأكثر ما يرد في القرآن تقديم العليم على الحكيم.
ما هو الحكمة من تقديم الحكيم هنا على العليم؟
الطالب: ....؟
الشيخ : ايش؟
الطالب: أقرب من العلم.
الشيخ :أقرب؟ كيف ذلك؟
الطالب: ...
الشيخ :بس الجملة الأولى مستقلة عن الأولى الواو للاستئناف طيب المفعول الآن تلقي القرآن، القرآن مشتمل على الشريعة، والشريعة فيها أوامر ونواهي، وإذا لم نعتقد أن هذه الأوامر والنواهي مبنية على الحكمة فإنه يضعف انقيادنا لها، فلهذا قدّم الحكمة، أما العلم فإنه مفهومٌ من قوله: (( وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ ))[النمل:6] لأنه بمجرد تلقي القرآن يكون العلم، لكن هل هذا الموجود في القرآن موافق للحكمة، هو نعم موافق في الواقع، ولذلك قُدّمت الحكمة لأجل أن يشعر الإنسان قبل كل شيء بأن ما تلقاه الرسول عليه الصلاة والسلام من القرآن فإنه حكمة، نظير ذلك في سورة الذاريات قال: (( فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ * قَالُوا كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ))[الذاريات:29 - 30] وما قال: العليم الحكيم، لأن ولادة العجوز أمرٌ خارج عن العادة وعن المألوف، كيف تلد العجوز ولماذا؟ فقُدّمت الحكمة لأجل أن يشعر الإنسان قبل كل شيء أن هذا الأمر النادر الخارج عن العادة صادرٌ عن حكمة وليس عن سفه ولا عن أمرٍ بالصدفة.
إذاً: هذا مثلها نقول: قُدِّم اسم الحكيم الذي يدل على وصف الله تعالى بالحكمة في هذا المقام، لأن ما تلقاه الرسول عليه الصلاة والسلام من القرآن مشتملٌ على وإلا لا؟ التشريع الذي يحتاج إلى بيان الحكمة فيه، حتى يقتنع به المرء. فلذلك قُدّمت الحكمة على العلم.
أما العلم فإنه مفهومٌ من كلمة تُلقّى، إذ أنه إذا لُقّي القرآن فقد علم، لذلك صارت في المرتبة الثانية.
السبب الثاني: ما هو الحكمة من جمع الحكمة والعلم؟ حكيم وعليم، ودائماً في القرآن تجد أن الحكيم مقرون بالعليم كثيراً، ويقرن بالعزيز عزيز حكيم أيضاً. فما هي الحكمة من ذلك؟
الطالب: ...... هذا من ناحية، فهو من الإحكام ومن الحكم به، فالحكم يحتاج إلى علم.
والحكمة أيضاً تحتاج إلى علم، فحكمٌ بلا علم يعتبر ناقص.
الشيخ : طيب. كذا توافقون عليه؟ صالح.
الطالب: ....
الشيخ : يعني: يمكن الجوابين بعد يتضح جواب ثالث؟
الطالب: تدل على أن هذا العلم تنزيله على الحكمة، أنه يعني أن هذا العلم مبني على الحكمة.
الشيخ : أو الحكمة مبنية على العلم.أين المبني على الأصل؟ أيهن السابق، في تصورك الآن ؟
الطالب: السابق حكيم.
الشيخ : لا. خل الترتيب هنا، السابق حسب ذهن الإنسان.
الطالب: الحكم ...
الشيخ : عجيب. الظاهر أن العلم يسبق الحكمة، كيف تدري أن هذا مناسب أو غير مناسب؟
الطالب: إذا علمت.
الشيخ : إذا علمت، علمت أنه مناسب ووضعته في محله.
الطالب: ... يستلزم العلم.
الشيخ : طيب. على كل حال كل هذه أجوبة لا بأس بها، إنما الجواب البيّن أن نقول: إن الحكمة قد تخفى على بعض الناس، فهل خفاؤها هنا يقتضي أنها ليست معلومة عند الله؟ خفاؤها علينا لا.
فكأنه جمع بينهما ليتبين أن هذه الحكمة معلومة عند الله وإن خفيت علينا، فهو سبحانه وتعالى حكيمٌ عليم، يضع الأشياء في مواضعها، وإن خفي علينا ذلك، ما نقول مثلاً: إذا شرع الله شيئاً أو قضى بشيءٍ أن هذا ليس عن علم، بل هو عن علمٍ، حتى لو فرض أننا نحن لم نعلم حكمته ووجهته.
فهذا وجه الجمع في القرآن الكريم في آيات كثيرة بين العلم والحكمة.
الخلاصة أن نقول: لما كانت الحكمة تخفى على العباد قرنها الله تعالى بالعلم ليطمئن المرء إلى أن هذه الحكمة معلومة عند الله عز وجل وإن كانت خافية علينا.
تنزيل الأشياء في منازلها ووضعها في مواضعها لا شك أن هذا إتقان، والله تبارك وتعالى متصفٌ بالحكمة البالغة (( حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ ))[القمر:5] فهي وضع الأشياء في مواضعها.
وقد ذكرنا في التوحيد ونعيده الآن للتذكير: أن الحكمة تكون في صورة الشيء وفي غايته، في صورة الشيء ووقوعه على هذا النحو وتكون أيضاً في غاية هذا الشيء.
وتكون أيضاً الحكمة في الأمور الشرعية وفي الأمور القدرية، لأن الحكمين السابقين الكوني والفرعي كلاهما مشتملٌ على الحكمة، فعلى هذا تكون الحكمة في الأحكام الكونية وفي الأحكام الشرعية، وتكون صورية بمعنى أنه على هذه الصورة المعينة حكمة، وغائية بمعنى ما ينتج عليه أو منه من الغايات المحمودة.
فعندما تتأمل الشريعة تجد أن وضعها على ما هي عليه في غاية الحكم، لأنها كلها تنشد المصالح وتدرأ المفاسد. هذه القاعدة العامة في الشريعة.
إذاً: فهي على هذا الوجه أو بهذه الصورة موافقة للحكم، ثم إن الحكمة الغائية ما هي ثمرة هذه الشريعة والتمسك بها؟ هي: السعادة في الدنيا وفي الآخرة، وهذه لا شك أنها غاية محمودة، وأن تشريع الأمور من أجل هذه الغاية أنه حكمة واضح.
كذلك نأتي إلى الأمور القدرية نقول: الأمور القدرية أيضاً وضعها على ما هي عليه بهذه الصورة هو حكمة، ثم الغاية منها حكمةٌ أيضاً، ولكن هذه الحكمة في صورة الشيء وفي غاية الشيء شرعاً أو قدراً قد تكون معلومة للعباد وقد تكون مجهولة، ولكن ما هو فرضنا نحن فيما نجهله من حكم هذه الأمور؟ فرضنا الإيمان والتسليم، نحن نؤمن بأنه ما من شيء يشرعه الله وما من شيء يفعله الله إلا وله حكمة، يجب علينا أن نؤمن بهذا، لأن هذا مقتضى وصفه بالحكيم.
لكننا قد نفهم هذا الشيء وقد لا نفهمه (( يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ ))[البقرة:269] ما هو كل الناس (( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ))[البقرة:269].
لكن علينا أن نؤمن هذا الإيمان، ونحن إذا آمنا هذا الإيمان فسوف نستسلم وسوف نرضى بالشرع وبالقدر، لأنا نعلم أن هذا لحكمة.
عندما نتأمل الآن أحوال الناس المسلمين، وضعف دينهم وانصرافهم عن الدين، لا شك أن هذا يهمنا ويحزننا، ولكننا إذا نظرنا إليه من جهة أخرى وجدنا أنه مقدّر من جهة الله، وأنه لا بد أن يكون لهذا حكمة، لكنا قد لا نعلمها نحن.
وهذا يجب أن تجعله جارياً على جميع أحوالك الخاصة والعامة، أن تتيقن أن هذا لحكمة ولكن تيقننا للحكمة لا يمنعنا من فعل الأسباب الشرعية التي أمرنا بها.
مثال ذلك هذا المثال الذي ذكرناه مسألة ضعف المسلمين وانصرافهم، هذا يوجب لنا أن نتحرك أكثر للدعوة إلى الإسلام، وبيان محاسنه والتحذير من مخالفته، وسوء العاقبة للعصاة والفاسدين. هذا يوجب لنا أن نتحرك أكثر.
وهذا من الحكمة أنه يتحرك أهل الخير للدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وبيان الحق وبيان العاقبة الحميدة لمن تمسك بدين الله، لأجل أن يكثر ثوابهم، ولأجل أن يدخل الناس في دين الله عن اقتناع، لأني أظن أنكم تتصورون كما أتصور: إن الناس مثلا لو وجدوا على حالة معيّنة، هل يجدون في هذه الحال المعيّنة أو هل يدركون هذه الحال المعينة على حقيقتها؟ لا. لأنها أمرٌ معتاد عندهم، وقد لا يفهمون ما ينتج عنها من خير أو من شر، لكن عندما يوغلون في الشر، وينتهون إلى غايته، ثم يبيّن لهم الحق ويرجعون إليه، يكون هذا أحسن حالاً من الحال الأولى التي وجدوا آباءهم على شيء فمشوا عليه، لأنهم الآن يأتون عن اقتناع وعن محبّة لهذا الأمر الجديد الذي بُيّن لهم.
ولذلك الآن الحمد لله فيه بادرة طيبة في جميع الأقطار الإسلامية بادرة رجوع إلى الإسلام عن اقتناع ولا شك فيه، وهذا من الحكمة في أن الله يقدر مثل هذه الأمور المكروهة في الدين لأجل أن تكون غاية لما هو أحمد.
(( مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ ))[النمل:6] العليم معناه المتصف بالعلم، والعلم كما حدّه أهل الأصول هو: إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً مطابقاً، ولا شك أن الله سبحانه وتعالى له من هذا الوصف أتمه وأعلاه، فهو سبحانه وتعالى عليمٌ علماً مطلقاً، لم يُسبق بجهلٍ ولم يُلحق بنسيان.
ولا يحد بحد، وعلم المخلوق مسبوقٌ بالجهل ملحقٌ بالنسيان، ومحدود أيضاً (( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ))[الإسراء:85] بخلاف علم الله.
وهنا قُدِّم الحكيم على العليم، وأكثر ما يرد في القرآن تقديم العليم على الحكيم.
ما هو الحكمة من تقديم الحكيم هنا على العليم؟
الطالب: ....؟
الشيخ : ايش؟
الطالب: أقرب من العلم.
الشيخ :أقرب؟ كيف ذلك؟
الطالب: ...
الشيخ :بس الجملة الأولى مستقلة عن الأولى الواو للاستئناف طيب المفعول الآن تلقي القرآن، القرآن مشتمل على الشريعة، والشريعة فيها أوامر ونواهي، وإذا لم نعتقد أن هذه الأوامر والنواهي مبنية على الحكمة فإنه يضعف انقيادنا لها، فلهذا قدّم الحكمة، أما العلم فإنه مفهومٌ من قوله: (( وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ ))[النمل:6] لأنه بمجرد تلقي القرآن يكون العلم، لكن هل هذا الموجود في القرآن موافق للحكمة، هو نعم موافق في الواقع، ولذلك قُدّمت الحكمة لأجل أن يشعر الإنسان قبل كل شيء بأن ما تلقاه الرسول عليه الصلاة والسلام من القرآن فإنه حكمة، نظير ذلك في سورة الذاريات قال: (( فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ * قَالُوا كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ))[الذاريات:29 - 30] وما قال: العليم الحكيم، لأن ولادة العجوز أمرٌ خارج عن العادة وعن المألوف، كيف تلد العجوز ولماذا؟ فقُدّمت الحكمة لأجل أن يشعر الإنسان قبل كل شيء أن هذا الأمر النادر الخارج عن العادة صادرٌ عن حكمة وليس عن سفه ولا عن أمرٍ بالصدفة.
إذاً: هذا مثلها نقول: قُدِّم اسم الحكيم الذي يدل على وصف الله تعالى بالحكمة في هذا المقام، لأن ما تلقاه الرسول عليه الصلاة والسلام من القرآن مشتملٌ على وإلا لا؟ التشريع الذي يحتاج إلى بيان الحكمة فيه، حتى يقتنع به المرء. فلذلك قُدّمت الحكمة على العلم.
أما العلم فإنه مفهومٌ من كلمة تُلقّى، إذ أنه إذا لُقّي القرآن فقد علم، لذلك صارت في المرتبة الثانية.
السبب الثاني: ما هو الحكمة من جمع الحكمة والعلم؟ حكيم وعليم، ودائماً في القرآن تجد أن الحكيم مقرون بالعليم كثيراً، ويقرن بالعزيز عزيز حكيم أيضاً. فما هي الحكمة من ذلك؟
الطالب: ...... هذا من ناحية، فهو من الإحكام ومن الحكم به، فالحكم يحتاج إلى علم.
والحكمة أيضاً تحتاج إلى علم، فحكمٌ بلا علم يعتبر ناقص.
الشيخ : طيب. كذا توافقون عليه؟ صالح.
الطالب: ....
الشيخ : يعني: يمكن الجوابين بعد يتضح جواب ثالث؟
الطالب: تدل على أن هذا العلم تنزيله على الحكمة، أنه يعني أن هذا العلم مبني على الحكمة.
الشيخ : أو الحكمة مبنية على العلم.أين المبني على الأصل؟ أيهن السابق، في تصورك الآن ؟
الطالب: السابق حكيم.
الشيخ : لا. خل الترتيب هنا، السابق حسب ذهن الإنسان.
الطالب: الحكم ...
الشيخ : عجيب. الظاهر أن العلم يسبق الحكمة، كيف تدري أن هذا مناسب أو غير مناسب؟
الطالب: إذا علمت.
الشيخ : إذا علمت، علمت أنه مناسب ووضعته في محله.
الطالب: ... يستلزم العلم.
الشيخ : طيب. على كل حال كل هذه أجوبة لا بأس بها، إنما الجواب البيّن أن نقول: إن الحكمة قد تخفى على بعض الناس، فهل خفاؤها هنا يقتضي أنها ليست معلومة عند الله؟ خفاؤها علينا لا.
فكأنه جمع بينهما ليتبين أن هذه الحكمة معلومة عند الله وإن خفيت علينا، فهو سبحانه وتعالى حكيمٌ عليم، يضع الأشياء في مواضعها، وإن خفي علينا ذلك، ما نقول مثلاً: إذا شرع الله شيئاً أو قضى بشيءٍ أن هذا ليس عن علم، بل هو عن علمٍ، حتى لو فرض أننا نحن لم نعلم حكمته ووجهته.
فهذا وجه الجمع في القرآن الكريم في آيات كثيرة بين العلم والحكمة.
الخلاصة أن نقول: لما كانت الحكمة تخفى على العباد قرنها الله تعالى بالعلم ليطمئن المرء إلى أن هذه الحكمة معلومة عند الله عز وجل وإن كانت خافية علينا.
قال الله تعالى : << إذ قال موسى لأهله إني ءانست نارا سئاتيكم منها بخبر أو ءاتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون >>
طيب يقول: (( إِذْ قَالَ مُوسَى ))[النمل:7].
المفسّر قال: " اذكر إذ قال " وهذه طريقته وهي أيضاً معروفة عند النحويين بأن إذ ظرف، والظرف لا بد له من عامل وهو المتعلق، فيقدرون اذكر دائماً في مثل هذا التركيب.
اذكر (( إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ ))[النمل:7] وموسى معروف أنه هو ابن عمران أخو مريم (( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ ))[التحريم:12].كيف؟
الطالب: ....
الشيخ : ما هو الجواب البيّن لهذا. إذا قال قائل: أن موسى أخٌ لمريم؟
الطالب: يعني... كيف يكون؟
الشيخ : لأن هذا موسى ابن عمران وهي مريم ابنة عمران، وموسى أخو هارون (( يَا أُخْتَ هَارُونَ ))[مريم:28].
الطالب: يسمونهم بأسماء أنبياء.
الشيخ : نعم يسمون بأسماء أنبيائهم، والتاريخ مثلما عرفتم وقلتم الآن، التاريخ بين موسى ومريم بعيد جداً، فموسى عليه الصلاة والسلام هو أفضل أنبياء بني إسرائيل، ويقع بين أولي العزم المرتبة الثالثة، لأن أولي العزم من الرسل عليهم الصلاة والسلام أفضلهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم إبراهيم، ثم موسى، وعيسى ونوح ما يجد الإنسان بينهم مفاضلة، لأن لكل واحدٍ منهما مزيّة ليست للآخر. ولهذا ما نرجّح واحداً منهما على الآخر.
أما الأولون الثلاثة فالترجيح بينهم واضح.
الطالب: الترجيح بينهم ....؟
الشيخ : لا. بس بيان الفضل، لكن المفاضلة على سبيل المفاخرة لا يجوز ولهذا قصة اليهودي مع المسلم .
الطالب: ترتيبهم في القرآن ما يدل على التفضيل؟
الشيخ : إلا. التقديم.
الطالب: (( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ))[الأحزاب:7] ....
الشيخ : وفي الآية الثانية (( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ))[الشورى:13].
والظاهر والله أعلم أن نوح قُدِّم هنا لأنه هو أول الرسالات رسالة، ما هو لأنه أفضل، وهو لا شك أنه أول رسول.
الطالب: هارون من هو؟
الشيخ : هارون هذا أخوه، لكنه لم يُذكر له نبوة في القرآن.
الطالب: .... هارون ....؟
الشيخ : نعم. كما جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام.
الطالب: مريم كان لها أخ اسمه هارون، لكن ما هي بأمه يا شيخ نذرت ما في بطنها لله سبحانه وتعالى؟
الشيخ : يجوز أن يكون أخاً من أبيه.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بالأمس قلنا: إنه بناءً على تقدمكم ولله الحمد في معرفة استنباط الفوائد نجعل ذلك إليكم.
فأولاً: (( أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ )) مالذي يستفاد من هذه الآية ؟
الطالب: من أول كلها
الشيخ : كلها؟ لا لا ناقشتكم أمس ،وأخذنا الفوائد قلنا خاص بالمؤمنين...وأنه كلما زاد الإيمان
الطالب: الفوائد
الشيخ : طيب اذن نبدأ من أول، متأكد أننا ..نبدأ من... وإذا أردتم نبدأ من ... مافي مانع...الوقت يروح أجل عندي نأخذ فوائدها اذن نأخذ على عجل.
المفسّر قال: " اذكر إذ قال " وهذه طريقته وهي أيضاً معروفة عند النحويين بأن إذ ظرف، والظرف لا بد له من عامل وهو المتعلق، فيقدرون اذكر دائماً في مثل هذا التركيب.
اذكر (( إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ ))[النمل:7] وموسى معروف أنه هو ابن عمران أخو مريم (( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ ))[التحريم:12].كيف؟
الطالب: ....
الشيخ : ما هو الجواب البيّن لهذا. إذا قال قائل: أن موسى أخٌ لمريم؟
الطالب: يعني... كيف يكون؟
الشيخ : لأن هذا موسى ابن عمران وهي مريم ابنة عمران، وموسى أخو هارون (( يَا أُخْتَ هَارُونَ ))[مريم:28].
الطالب: يسمونهم بأسماء أنبياء.
الشيخ : نعم يسمون بأسماء أنبيائهم، والتاريخ مثلما عرفتم وقلتم الآن، التاريخ بين موسى ومريم بعيد جداً، فموسى عليه الصلاة والسلام هو أفضل أنبياء بني إسرائيل، ويقع بين أولي العزم المرتبة الثالثة، لأن أولي العزم من الرسل عليهم الصلاة والسلام أفضلهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم إبراهيم، ثم موسى، وعيسى ونوح ما يجد الإنسان بينهم مفاضلة، لأن لكل واحدٍ منهما مزيّة ليست للآخر. ولهذا ما نرجّح واحداً منهما على الآخر.
أما الأولون الثلاثة فالترجيح بينهم واضح.
الطالب: الترجيح بينهم ....؟
الشيخ : لا. بس بيان الفضل، لكن المفاضلة على سبيل المفاخرة لا يجوز ولهذا قصة اليهودي مع المسلم .
الطالب: ترتيبهم في القرآن ما يدل على التفضيل؟
الشيخ : إلا. التقديم.
الطالب: (( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ))[الأحزاب:7] ....
الشيخ : وفي الآية الثانية (( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ))[الشورى:13].
والظاهر والله أعلم أن نوح قُدِّم هنا لأنه هو أول الرسالات رسالة، ما هو لأنه أفضل، وهو لا شك أنه أول رسول.
الطالب: هارون من هو؟
الشيخ : هارون هذا أخوه، لكنه لم يُذكر له نبوة في القرآن.
الطالب: .... هارون ....؟
الشيخ : نعم. كما جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام.
الطالب: مريم كان لها أخ اسمه هارون، لكن ما هي بأمه يا شيخ نذرت ما في بطنها لله سبحانه وتعالى؟
الشيخ : يجوز أن يكون أخاً من أبيه.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بالأمس قلنا: إنه بناءً على تقدمكم ولله الحمد في معرفة استنباط الفوائد نجعل ذلك إليكم.
فأولاً: (( أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ )) مالذي يستفاد من هذه الآية ؟
الطالب: من أول كلها
الشيخ : كلها؟ لا لا ناقشتكم أمس ،وأخذنا الفوائد قلنا خاص بالمؤمنين...وأنه كلما زاد الإيمان
الطالب: الفوائد
الشيخ : طيب اذن نبدأ من أول، متأكد أننا ..نبدأ من... وإذا أردتم نبدأ من ... مافي مانع...الوقت يروح أجل عندي نأخذ فوائدها اذن نأخذ على عجل.
7 - قال الله تعالى : << إذ قال موسى لأهله إني ءانست نارا سئاتيكم منها بخبر أو ءاتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون >> أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : << طس تلك ءايات القرءان وكتاب مبين >>
أولا يستفاد من قوله تعالى: (( تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ ))[النمل:1] يلا أعطني الفائدة عبد الله يلا يا إبراهيم؟
الطالب: أن هذه الآيات هي القرآن الكريم، (( تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ ))[النمل:1] ....أن القرآن آية وعلامة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : هذا واحد. أن القرآن آية، لما تضمنه من الأخبار الصادقة والأحكام العادلة ... إلى آخره.
الفائدة الثانية يا حمد!
الطالب: أن القرآن ...
الشيخ : لقوله (( تِلْكَ آيَاتُ ))
الشيخ : طيب. الثالثة يا صالح: أن القرآن مكتوب سابقاً ولاحقاً.
الطالب: ذكر بعض الآيات .... فيه هدى .... بعض الآيات.
الشيخ : لا. .....
الطالب: مبين أن القرآن بيّنٌ لنفسه مبين لغيره.
الشيخ : عموما أو في بعض الأشياء؟
الطالب: في بعضها.
الشيخ : هاه؟
الطالب: مبين كلمة مبين في هذا في آية مبين أنه ...
الشيخ : ويش تقول يا أحمد؟ هو مبين في كل الأشياء أو في بعض الأشياء؟
الطالب: ....
الشيخ : هو مبين في كل شيء أو في بعض الأشياء؟
الطالب: عام ...
الشيخ : عام؟ طيب هل فيه آية صريحة في هذا الموضوع صالح؟
الطالب: آية صريحة في ذلك؟
الشيخ : نعم. بأن القرآن مبين لكل شيء.. محمد.
الطالب: (( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ ))[النحل:89].
الشيخ : (( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ ))[النحل:89].
طيب. يستفاد أيضاً من الآية: أن القرآن لا يخرج عن كونه قرآناً ولو كتب، لقوله: (( وَكِتَابٍ مُبِينٍ ))[النمل:1] فهو كلام الله سواءٌ قرئ أو كتب، وذلك مفهومٌ من قوله: (( آيَاتُ الْقُرْآنِ ))[النمل:1] ولا يكون آية إلا إذا كان من كلام الله.
الطالب: أن هذه الآيات هي القرآن الكريم، (( تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ ))[النمل:1] ....أن القرآن آية وعلامة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : هذا واحد. أن القرآن آية، لما تضمنه من الأخبار الصادقة والأحكام العادلة ... إلى آخره.
الفائدة الثانية يا حمد!
الطالب: أن القرآن ...
الشيخ : لقوله (( تِلْكَ آيَاتُ ))
الشيخ : طيب. الثالثة يا صالح: أن القرآن مكتوب سابقاً ولاحقاً.
الطالب: ذكر بعض الآيات .... فيه هدى .... بعض الآيات.
الشيخ : لا. .....
الطالب: مبين أن القرآن بيّنٌ لنفسه مبين لغيره.
الشيخ : عموما أو في بعض الأشياء؟
الطالب: في بعضها.
الشيخ : هاه؟
الطالب: مبين كلمة مبين في هذا في آية مبين أنه ...
الشيخ : ويش تقول يا أحمد؟ هو مبين في كل الأشياء أو في بعض الأشياء؟
الطالب: ....
الشيخ : هو مبين في كل شيء أو في بعض الأشياء؟
الطالب: عام ...
الشيخ : عام؟ طيب هل فيه آية صريحة في هذا الموضوع صالح؟
الطالب: آية صريحة في ذلك؟
الشيخ : نعم. بأن القرآن مبين لكل شيء.. محمد.
الطالب: (( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ ))[النحل:89].
الشيخ : (( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ ))[النحل:89].
طيب. يستفاد أيضاً من الآية: أن القرآن لا يخرج عن كونه قرآناً ولو كتب، لقوله: (( وَكِتَابٍ مُبِينٍ ))[النمل:1] فهو كلام الله سواءٌ قرئ أو كتب، وذلك مفهومٌ من قوله: (( آيَاتُ الْقُرْآنِ ))[النمل:1] ولا يكون آية إلا إذا كان من كلام الله.
فوائد قوله تعالى : << هدى وبشرى للمؤمنين >>
(( هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ))[النمل:2] يستفاد منها يا علي؟
الطالب: أن القرآن هدى أي: هادياً يعني: يهدي .... المعنى أن القرآن هادياً للناس.
الشيخ : نعم.
الطالب: (( وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ))[النمل:2] وكذلك أن في هذا الكتاب ما يبشّر يعني: ما ... المؤمن بخير ....
الشيخ : يمكن في نفسك لكن ما عرفت تعبّر عنه.ويش قال يوسف؟
الطالب: ... يتعلق ..
الطالب: أن القرآن هدى أي: هادياً يعني: يهدي .... المعنى أن القرآن هادياً للناس.
الشيخ : نعم.
الطالب: (( وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ))[النمل:2] وكذلك أن في هذا الكتاب ما يبشّر يعني: ما ... المؤمن بخير ....
الشيخ : يمكن في نفسك لكن ما عرفت تعبّر عنه.ويش قال يوسف؟
الطالب: ... يتعلق ..
اضيفت في - 2007-08-13