تفسير سورة النمل-02b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة تفسير قوله تعالى : << إذ قال موسى لأهله إني ءانست نارا سئاتيكم منها بخبر أو ءاتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون >>
(( إِنِّي آنَسْتُ نَارًا ))[النمل:7] إلى آخر القصة.
وهذا من جملة ما يلقاه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من القرآن وهي قصص الأنبياء. وفائدة ذكر هذه القصص ما ذكره الله تبارك وتعالى في سورة يوسف: (( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُوْلِي الأَلْبَابِ ))[يوسف:111] عبرة نعتبر بها في أحكامها وفي عواقبها.
ولهذا الصحيح أن ما ذُكر من هذه القصص من الأحكام فإنه يجوز لنا أن نتبعه وأن نقتدي به، لقول الله تعالى: (( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ ))[الأنعام:90].
كذلك نعتبر لما جرى من العواقب للرسل وأتباعهم، وما جرى من العواقب لمخالفيهم، ومعلومٌ أن عاقبة الأولين عاقبة محمودة وعاقبة الآخرين عاقبةٌ سيئة.
فمن جملة القصص التي كثر ذكرها في القرآن قصة موسى، ولا غرو أن تكثر في السور المدنية، لأن المدينة كان بها طائفة من اليهود حتى يتبين أمرهم، ولهذا فصّلت أحوالهم كثيراً في سورة البقرة، وأما ذكر قصة موسى في السور المكيّة كهذه فإن فائدتها التوطئة والتمهيد للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى يكون على بصيرة من أمره.
وهذا التوجيه وهو الاستعداد للمستقبل سلكه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخذاً بتوجيه القرآن حينما قال لمعاذ بن جبل: ( إنك تأتي قوماً أهل كتاب ).
(( إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ ))[النمل:7] وأظننا تكلمنا على موسى عليه الصلاة والسلام وأنه موسى ابن عمران، وأنه أفضل أنبياء بني إسرائيل.
" (( لِأَهْلِهِ )) زوجته عند مسيرة من مدين إلى مصر ".
يقول: " زوجته " ألا يحتمل أن تكون زوجته وأمه وأباه وما أشبه ذلك؟
الطالب: بعيد.
الشيخ : لماذا؟
الطالب: لأنه خرج من مكة وحيداً
الشيخ : لأنه خرج من مكة وحيداً، خرج وحيداً ثم التقى بالمرأتين ثم اتصل بأبيهما، ثم زوجه على أن يأجره ثمان حجج وانتهت الحجج.
" ثم سار (( لِأَهْلِهِ )) زوجته عند مسيرة من مدين إلى مصر ".
وبهذه المناسبة بعض الناس يظنون أن صاحب مدين هو شعيب النبي، وليس كذلك فإنه بينه وبين موسى برهة من الزمن، وإنما صاحب مدين رجلٌ من أهل مدين هذا هو الصحيح بلا شك.قال: " (( إِنِّي آنَسْتُ )) أبصرت من بعيد (( نَارًا ))[النمل:7] ".
الطالب: ... الرجل هو نبي؟
الشيخ : لا. ليس بنبي.إذ قال: (( إِنِّي آنَسْتُ ))[النمل:7] جملة إني آنست هذه مقول القول، ولهذا كُسرت إن وقال: " آنست: أبصرت من بعيد ".
آنس بمعنى أبصر، وكونها من بعيد ما يدل عليه اللفظ في الحقيقة، اللهم إلا أن يقال: إن الإيناس إنه لا يدل على القرب بسبب أنه يدل على الخفاء، والخفاء في النار ما يكون إلا إذا كانت بعيدة.
وقوله: (( سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ ))[النمل:7].السين للتنفيس، وقد ذكرنا فيما سبق: أنها إذا دخلت على الجملة وهي طبعاً لا تدخل إلا على المضارع تفيد أمرين هما: القرب والتحقق.
(( سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ ))[النمل:7] آتيكم أو أتيكم؟
الطالب: آتي.
الشيخ : ما الفرق بين آتيكم وأتيكم؟آتيكم أي: أعطيكم، وأتيكم بمعنى أجيئكم.هكذا نقول وإلا خطأ؟ أو آتيكم بمعنى أجيئكم؟
الطالب: آتى بمعنى أعطى وأتى بمعنى .....
الشيخ : وآتيكم بمعنى أعطيكم.نصرفها الآن نحن في غير الآية. أتيت مضارعه لأتيت آتي، آتيت أوتي.
إذاً: فآتيكم بمعنى أجيئكم على كل حال. وأول ما يتبادر...
آتيكم بمعنى أجيئكم وهنا قال: (( سَآتِيكُمْ ))[النمل:7] وفي آية أخرى: (( لَعَلِّي آتِيكُمْ ))[طه:10] فهل بينهما فرق أو هما بمعنى واحد، وإن قلنا بالفرق فما الجمع؟
الطالب: لعلي ترجّي هنا، وهنا للتحقيق .....
الشيخ : إذاً: بينهم فرق، ما الجمع؟ القصة واحدة.
الطالب: نعم. لكن هناك يأمل مع ظن التحقيق.
الشيخ : نعم
الطالب: جملة ....
الشيخ : طيب. وليد!
الطالب: قوله: (( سَآتِيكُمْ ))[النمل:7] عندما كان .... أما قوله: (( لَعَلِّي آتِيكُمْ ))[طه:10] عندما قرب إليها.
الشيخ : لا. هو خاطب أهله.
الطالب: عندما اقترب من النار؟
الشيخ : لا.
الطالب: أن ....
الشيخ : ما يخالف المعنى يختلف الآن، إذا قلنا هذا للترجي وهذا للتحقيق.
الطالب: .... قال: (( سَآتِيكُمْ ))[النمل:7] .... قال: (( لَعَلِّي آتِيكُمْ ))[طه:10].
الشيخ : أو بالعكس.
الطالب: إن كان .....
الشيخ : كان بأول يترجى ثم قوي، هكذا قال بعضهم.
لكن يمكن أن تكون بمعنى واحد بدون اختلاف، لأن لعل تأتي للتوقع، ذكرنا فيما سبق في النحو أن لعل تكون للترجي والإشفاق والتعليل والتوقع، إذا صار لك توقع صار معناها التوكيد.
أما إذا قلنا: إن لعل للرجاء. فهو رجا أولاً ثم قوي وجزم به وقطع فيه.
وقوله: " (( سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ ))[النمل:7] عن حال الطريق وكان قد ضلها ".
هذا واضح أن الخبر الذي يريد خبر من يدله على الطريق، لأنه عليه الصلاة والسلام كان قد ضلّ.
" (( أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ ))[النمل:7] بالإضافة للبيان وتركها " ترك الإضافة يعني قراءتان.
أو آتيكم بشهاب قبس، أو بشهابٍ قبس. أما بشهاب قبس فهي للبيان كما قال المؤلف والإضافة إذا كانت للبيان فهي على تقدير من، مثل ما يقال: خاتم حديد أي: خاتمٌ من حديد.
فهنا شهاب قبس أي: شهابٌ من قبس، لأنها بيانية، وإذا جعلناها شهابٍ قبسٍ صارت قبس صفة لشهاب، صفة مبيّنة أيضاً، فيكون الإضافة والقطع بمعنى واحد.
وفي قوله: ((سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ ))[النمل:7] هل أو هذه مانعة جمع أو مانعة خلو؟
الطالب: مانعة خلو.
الشيخ : ايش الفرق بينهم يا محمد؟
الطالب: مانعة الجمع معناها: أنه لا بد أن يحدث أحد هذين الأمرين.
الشيخ : أنه ما يكون إلا أحد الأمرين إما هذا أو هذا. ومانعة الخلو؟
الطالب: مانعة الخلو: أن لا يخلو الأمر لواحدٍ منهما وقد ...
الشيخ : أو منهما جميعاً، تكون معناه أنه ما يخلو الأمر من هذا، أو من واحد منهما، أو منهما جميعاً. وهي تشبه قول النحويين: أو تأتي للإباحة وللتخيير، وهناك قالوا الإباحة والتخيير إذا كانت في سياق الطلب تقول مثلاً: تزوج هنداً أو أختها. هذه أو للتخيير ما تأتي للإباحة.
جالس فلاناً أو فلاناً. هذه للإباحة.
كل خبزاً أو رزاً. للإباحة.
الذي للإباحة ما تمنع الجمع، والذي للتخيير تمنع الجمع، وإذا كانت أو في خبر فإنهم يسمونها مانعة خلو أو مانعة جمع.
إذاً هي مانعة خلو بمعنى أنه يمكن يأتيهم بالأمرين جميعاً، الدلالة والشهاب القبس.
وفهم من هذا الكلام (( آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ))[النمل:7] أن الليلة كانت باردة، وما أحوج الضال للطريق في ليلة باردة ما أحوجه إلى نارٍ يصطلي بها وإلى أهل نارٍ يُخبرونه عن الطريق، لأن النار معلومة أنها ما تكون وحدها، لا بد أن عندها أحد يحرق.
قال: (( أَوْ آتِيكُمْ )) " أي: شعلة نار في رأس فتيلة أو عود ".
هذا الشهاب القبس، القبس الذي يُقتبس منه وهذه تكون كما قال المؤلف: " شعلة نار في رأس فتيلة أو عود ".
(( لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ))[النمل:7] لعل هنا ايش معناها؟
الطالب:...
الشيخ : لا. للتعليل. أي: لأجل أن تصطلوا بها.
" والطاء بدل من تاء الافتعال ".اصطلى أصله اصتلى بالتاء على وزن افتعل، لكن أبدلت التاء طاءً، لسببٍ صرفي.
" (( لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ))[النمل:7] والطاء بدل من تاء الافتعال من صلي بالنار بكسر اللام وفتحها -صلى- تستدفئون من البرد ".
وما أهل النار التي يصطلي بها الإنسان فيها البرد، ولهذا يقول المثل: النار فاكهة الشتاء والمكذّب يصطلي. صحيح وهذا مشاهد.
ذهب موسى عليه الصلاة والسلام وبقي أهله في هذا المكان، وذهب هو وحده إلى النار لعلهم يأتيهم بالخبر أو بالشهاب.
وهذا من جملة ما يلقاه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من القرآن وهي قصص الأنبياء. وفائدة ذكر هذه القصص ما ذكره الله تبارك وتعالى في سورة يوسف: (( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُوْلِي الأَلْبَابِ ))[يوسف:111] عبرة نعتبر بها في أحكامها وفي عواقبها.
ولهذا الصحيح أن ما ذُكر من هذه القصص من الأحكام فإنه يجوز لنا أن نتبعه وأن نقتدي به، لقول الله تعالى: (( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ ))[الأنعام:90].
كذلك نعتبر لما جرى من العواقب للرسل وأتباعهم، وما جرى من العواقب لمخالفيهم، ومعلومٌ أن عاقبة الأولين عاقبة محمودة وعاقبة الآخرين عاقبةٌ سيئة.
فمن جملة القصص التي كثر ذكرها في القرآن قصة موسى، ولا غرو أن تكثر في السور المدنية، لأن المدينة كان بها طائفة من اليهود حتى يتبين أمرهم، ولهذا فصّلت أحوالهم كثيراً في سورة البقرة، وأما ذكر قصة موسى في السور المكيّة كهذه فإن فائدتها التوطئة والتمهيد للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى يكون على بصيرة من أمره.
وهذا التوجيه وهو الاستعداد للمستقبل سلكه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخذاً بتوجيه القرآن حينما قال لمعاذ بن جبل: ( إنك تأتي قوماً أهل كتاب ).
(( إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ ))[النمل:7] وأظننا تكلمنا على موسى عليه الصلاة والسلام وأنه موسى ابن عمران، وأنه أفضل أنبياء بني إسرائيل.
" (( لِأَهْلِهِ )) زوجته عند مسيرة من مدين إلى مصر ".
يقول: " زوجته " ألا يحتمل أن تكون زوجته وأمه وأباه وما أشبه ذلك؟
الطالب: بعيد.
الشيخ : لماذا؟
الطالب: لأنه خرج من مكة وحيداً
الشيخ : لأنه خرج من مكة وحيداً، خرج وحيداً ثم التقى بالمرأتين ثم اتصل بأبيهما، ثم زوجه على أن يأجره ثمان حجج وانتهت الحجج.
" ثم سار (( لِأَهْلِهِ )) زوجته عند مسيرة من مدين إلى مصر ".
وبهذه المناسبة بعض الناس يظنون أن صاحب مدين هو شعيب النبي، وليس كذلك فإنه بينه وبين موسى برهة من الزمن، وإنما صاحب مدين رجلٌ من أهل مدين هذا هو الصحيح بلا شك.قال: " (( إِنِّي آنَسْتُ )) أبصرت من بعيد (( نَارًا ))[النمل:7] ".
الطالب: ... الرجل هو نبي؟
الشيخ : لا. ليس بنبي.إذ قال: (( إِنِّي آنَسْتُ ))[النمل:7] جملة إني آنست هذه مقول القول، ولهذا كُسرت إن وقال: " آنست: أبصرت من بعيد ".
آنس بمعنى أبصر، وكونها من بعيد ما يدل عليه اللفظ في الحقيقة، اللهم إلا أن يقال: إن الإيناس إنه لا يدل على القرب بسبب أنه يدل على الخفاء، والخفاء في النار ما يكون إلا إذا كانت بعيدة.
وقوله: (( سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ ))[النمل:7].السين للتنفيس، وقد ذكرنا فيما سبق: أنها إذا دخلت على الجملة وهي طبعاً لا تدخل إلا على المضارع تفيد أمرين هما: القرب والتحقق.
(( سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ ))[النمل:7] آتيكم أو أتيكم؟
الطالب: آتي.
الشيخ : ما الفرق بين آتيكم وأتيكم؟آتيكم أي: أعطيكم، وأتيكم بمعنى أجيئكم.هكذا نقول وإلا خطأ؟ أو آتيكم بمعنى أجيئكم؟
الطالب: آتى بمعنى أعطى وأتى بمعنى .....
الشيخ : وآتيكم بمعنى أعطيكم.نصرفها الآن نحن في غير الآية. أتيت مضارعه لأتيت آتي، آتيت أوتي.
إذاً: فآتيكم بمعنى أجيئكم على كل حال. وأول ما يتبادر...
آتيكم بمعنى أجيئكم وهنا قال: (( سَآتِيكُمْ ))[النمل:7] وفي آية أخرى: (( لَعَلِّي آتِيكُمْ ))[طه:10] فهل بينهما فرق أو هما بمعنى واحد، وإن قلنا بالفرق فما الجمع؟
الطالب: لعلي ترجّي هنا، وهنا للتحقيق .....
الشيخ : إذاً: بينهم فرق، ما الجمع؟ القصة واحدة.
الطالب: نعم. لكن هناك يأمل مع ظن التحقيق.
الشيخ : نعم
الطالب: جملة ....
الشيخ : طيب. وليد!
الطالب: قوله: (( سَآتِيكُمْ ))[النمل:7] عندما كان .... أما قوله: (( لَعَلِّي آتِيكُمْ ))[طه:10] عندما قرب إليها.
الشيخ : لا. هو خاطب أهله.
الطالب: عندما اقترب من النار؟
الشيخ : لا.
الطالب: أن ....
الشيخ : ما يخالف المعنى يختلف الآن، إذا قلنا هذا للترجي وهذا للتحقيق.
الطالب: .... قال: (( سَآتِيكُمْ ))[النمل:7] .... قال: (( لَعَلِّي آتِيكُمْ ))[طه:10].
الشيخ : أو بالعكس.
الطالب: إن كان .....
الشيخ : كان بأول يترجى ثم قوي، هكذا قال بعضهم.
لكن يمكن أن تكون بمعنى واحد بدون اختلاف، لأن لعل تأتي للتوقع، ذكرنا فيما سبق في النحو أن لعل تكون للترجي والإشفاق والتعليل والتوقع، إذا صار لك توقع صار معناها التوكيد.
أما إذا قلنا: إن لعل للرجاء. فهو رجا أولاً ثم قوي وجزم به وقطع فيه.
وقوله: " (( سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ ))[النمل:7] عن حال الطريق وكان قد ضلها ".
هذا واضح أن الخبر الذي يريد خبر من يدله على الطريق، لأنه عليه الصلاة والسلام كان قد ضلّ.
" (( أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ ))[النمل:7] بالإضافة للبيان وتركها " ترك الإضافة يعني قراءتان.
أو آتيكم بشهاب قبس، أو بشهابٍ قبس. أما بشهاب قبس فهي للبيان كما قال المؤلف والإضافة إذا كانت للبيان فهي على تقدير من، مثل ما يقال: خاتم حديد أي: خاتمٌ من حديد.
فهنا شهاب قبس أي: شهابٌ من قبس، لأنها بيانية، وإذا جعلناها شهابٍ قبسٍ صارت قبس صفة لشهاب، صفة مبيّنة أيضاً، فيكون الإضافة والقطع بمعنى واحد.
وفي قوله: ((سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ ))[النمل:7] هل أو هذه مانعة جمع أو مانعة خلو؟
الطالب: مانعة خلو.
الشيخ : ايش الفرق بينهم يا محمد؟
الطالب: مانعة الجمع معناها: أنه لا بد أن يحدث أحد هذين الأمرين.
الشيخ : أنه ما يكون إلا أحد الأمرين إما هذا أو هذا. ومانعة الخلو؟
الطالب: مانعة الخلو: أن لا يخلو الأمر لواحدٍ منهما وقد ...
الشيخ : أو منهما جميعاً، تكون معناه أنه ما يخلو الأمر من هذا، أو من واحد منهما، أو منهما جميعاً. وهي تشبه قول النحويين: أو تأتي للإباحة وللتخيير، وهناك قالوا الإباحة والتخيير إذا كانت في سياق الطلب تقول مثلاً: تزوج هنداً أو أختها. هذه أو للتخيير ما تأتي للإباحة.
جالس فلاناً أو فلاناً. هذه للإباحة.
كل خبزاً أو رزاً. للإباحة.
الذي للإباحة ما تمنع الجمع، والذي للتخيير تمنع الجمع، وإذا كانت أو في خبر فإنهم يسمونها مانعة خلو أو مانعة جمع.
إذاً هي مانعة خلو بمعنى أنه يمكن يأتيهم بالأمرين جميعاً، الدلالة والشهاب القبس.
وفهم من هذا الكلام (( آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ))[النمل:7] أن الليلة كانت باردة، وما أحوج الضال للطريق في ليلة باردة ما أحوجه إلى نارٍ يصطلي بها وإلى أهل نارٍ يُخبرونه عن الطريق، لأن النار معلومة أنها ما تكون وحدها، لا بد أن عندها أحد يحرق.
قال: (( أَوْ آتِيكُمْ )) " أي: شعلة نار في رأس فتيلة أو عود ".
هذا الشهاب القبس، القبس الذي يُقتبس منه وهذه تكون كما قال المؤلف: " شعلة نار في رأس فتيلة أو عود ".
(( لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ))[النمل:7] لعل هنا ايش معناها؟
الطالب:...
الشيخ : لا. للتعليل. أي: لأجل أن تصطلوا بها.
" والطاء بدل من تاء الافتعال ".اصطلى أصله اصتلى بالتاء على وزن افتعل، لكن أبدلت التاء طاءً، لسببٍ صرفي.
" (( لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ))[النمل:7] والطاء بدل من تاء الافتعال من صلي بالنار بكسر اللام وفتحها -صلى- تستدفئون من البرد ".
وما أهل النار التي يصطلي بها الإنسان فيها البرد، ولهذا يقول المثل: النار فاكهة الشتاء والمكذّب يصطلي. صحيح وهذا مشاهد.
ذهب موسى عليه الصلاة والسلام وبقي أهله في هذا المكان، وذهب هو وحده إلى النار لعلهم يأتيهم بالخبر أو بالشهاب.
1 - تتمة تفسير قوله تعالى : << إذ قال موسى لأهله إني ءانست نارا سئاتيكم منها بخبر أو ءاتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون >> أستمع حفظ
قال الله تعالى : << فلما جآءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها و سبحان الله رب العالمين >>
(( فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ ))[النمل:8]
(( فَلَمَّا جَاءَهَا )) أصلاً فيها حذف، والتقدير فذهب فلما جاءها، ويسمى هذا الإيجاز إيجاز الحذف، لأن الإيجاز عندهم في البلاغة إما إيجاز قصر وإما إيجاز حذف، فإذا كانت الجملة القصيرة تشتمل على معاني كثيرة بدون حذف يسمى إيجاز قصر، كقوله تعالى: (( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ ))[البقرة:179] هذه جملة مختصرة، لكنها تتضمن معاني كثيرة، يسمي علماء البيان هذا إيجاز قصر وهو أن تكون الجملة قصيرة لكنها متضمنة لمعاني كثيرة.
إيجاز الحذف معناه: قصر الجملة لكن الجملة نفسها ما تتضمن معاني كثيرة إلا بتقدير أشياء محفوظة، هذا من إيجاز الحذف.
وأمثلته في القرآن كثيرة مثل قوله تعالى: (( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ))[البقرة:184] فيها إيجاز حذف، التقدير: فأفطر فعدة من أيام أخر.
قال: (( فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ )) أي: بأن (( بُورِكَ )) أي: بارك الله (( مَنْ فِي النَّارِ )) أي: موسى (( وَمَنْ حَوْلَهَا )) أي: الملائكة أو العكس ".
نودي المنادي هو الله عز وجل، الدليل: أنه في آية أخرى صرّح بذلك (( وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ ))[مريم:52] فالمنادي هو الله سبحانه وتعالى.
وقوله: (( أَنْ )) أي: بأن. أفادنا المؤلف رحمه الله أن أنْ هنا مخففة من الثقيلة، حينما قدّر الباء، لأن تقدير الباء يدل على أن ما بعدها مؤول بمصدر.
وهناك قولٌ آخر: يجعلون أنْ هنا تفسيرية مثل: (( فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ ))[المؤمنون:27].
ويقولون: إن نودي متضمنٌ لمعنى القول دون حروفه، وأن إذا سُبقت بما يتضمن معنى القول دون حروفه فهي تفسيرية، ولكن من حيث المعنى واحد، إنما الاختلاف في الإعراب (( بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ ))[النمل:8] قال الشارح أو المفسّر: " أي: بارك الله (( مَنْ فِي النَّارِ )) ".
قدّر هذا ليبين أن فاعل البركة من ؟الله، وأن بارك يتعدى بنفسه: بارك الله فلاناً كما يقال: بارك الله لفلان. فيتعدى بنفسه ويتعدى بحرف الجر.
الطالب: ...على أن المناداة بغير اللغة العربية.
الشيخ : لا لا، الآن لما سيقت في اللغة العربية أخذت حكم اللغة العربية.
الطالب: المفروض أن الأكثرية على أن ....
الشيخ : أنا فهمت كلامك، هذا ما يصح، لأن التفسير في الحقيقة لكل الكلام.. ترجمة الكلام الذي وقع من الله سبحانه وتعالى لموسى في كل الجمل هذه وليس فقط في قوله: (( بُورِكَ )) في كل الجملة.
يقول المؤلف رحمه الله: " بارك الله (( مَنْ فِي النَّارِ )) ".
(( مَنْ )) إعرابها بدون تقدير المفسّر اسم موصول في محل رفعٍ نائب فاعل.
وقوله: " (( مَنْ فِي النَّارِ )) أي: موسى (( وَمَنْ حَوْلَهَا )) أي: الملائكة أو بالعكس ".
(( مَنْ فِي النَّارِ )) الملائكة، (( وَمَنْ حَوْلَهَا )) موسى.
واحتمال ثالث أن يكون (( مَنْ فِي النَّارِ )) موسى (( وَمَنْ حَوْلَهَا )) البلاد التي حول هذه النار، لأنها بلاد الشام مباركة، أو (( وَمَنْ حَوْلَهَا )) أهله.. كل ذلك فيه احتمال.
الطالب: ....
الشيخ : لا. حول النار.طيب قوله: (( مَنْ فِي النَّارِ )) فيه إشكال في الحقيقة، لأن في للظرفية والنار ظرف، فهل موسى في النار؟ المؤلف قدّر لهذا قال رحمه الله: " وبارك يتعدى بنفسه وبالحرف ويقدر بعد في مكان ".
يعني: من في مكان النار، لأنه لو كان في النار حقيقة لاحترق، ولكن يقدّر مكان، فإذا قيل: ما الفائدة من قوله: (( مَنْ فِي النَّارِ ))[النمل:8] وحذف المكان؟
قلنا: الفائدة من ذلك والله أعلم شيئان: الشيء الأول: القرب التام منها.
والشيء الثاني: أن شعاع النار قد وصل هذا القريب منها يعني: النار كما هو واضح لها شعاع. الإنسان القريب منها يكون في نفس الشعاع، فكأنه لقرب ووصول شعاع النار إليه صار كأنه فيها نفسها، وإلا ما هو في نفس الشعلة، هذا ما يمكن، هذا والله أعلم الحكمة من كون الله سبحانه وتعالى قال: (( مَنْ فِي النَّارِ ))[النمل:8
(( فَلَمَّا جَاءَهَا )) أصلاً فيها حذف، والتقدير فذهب فلما جاءها، ويسمى هذا الإيجاز إيجاز الحذف، لأن الإيجاز عندهم في البلاغة إما إيجاز قصر وإما إيجاز حذف، فإذا كانت الجملة القصيرة تشتمل على معاني كثيرة بدون حذف يسمى إيجاز قصر، كقوله تعالى: (( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ ))[البقرة:179] هذه جملة مختصرة، لكنها تتضمن معاني كثيرة، يسمي علماء البيان هذا إيجاز قصر وهو أن تكون الجملة قصيرة لكنها متضمنة لمعاني كثيرة.
إيجاز الحذف معناه: قصر الجملة لكن الجملة نفسها ما تتضمن معاني كثيرة إلا بتقدير أشياء محفوظة، هذا من إيجاز الحذف.
وأمثلته في القرآن كثيرة مثل قوله تعالى: (( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ))[البقرة:184] فيها إيجاز حذف، التقدير: فأفطر فعدة من أيام أخر.
قال: (( فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ )) أي: بأن (( بُورِكَ )) أي: بارك الله (( مَنْ فِي النَّارِ )) أي: موسى (( وَمَنْ حَوْلَهَا )) أي: الملائكة أو العكس ".
نودي المنادي هو الله عز وجل، الدليل: أنه في آية أخرى صرّح بذلك (( وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ ))[مريم:52] فالمنادي هو الله سبحانه وتعالى.
وقوله: (( أَنْ )) أي: بأن. أفادنا المؤلف رحمه الله أن أنْ هنا مخففة من الثقيلة، حينما قدّر الباء، لأن تقدير الباء يدل على أن ما بعدها مؤول بمصدر.
وهناك قولٌ آخر: يجعلون أنْ هنا تفسيرية مثل: (( فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ ))[المؤمنون:27].
ويقولون: إن نودي متضمنٌ لمعنى القول دون حروفه، وأن إذا سُبقت بما يتضمن معنى القول دون حروفه فهي تفسيرية، ولكن من حيث المعنى واحد، إنما الاختلاف في الإعراب (( بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ ))[النمل:8] قال الشارح أو المفسّر: " أي: بارك الله (( مَنْ فِي النَّارِ )) ".
قدّر هذا ليبين أن فاعل البركة من ؟الله، وأن بارك يتعدى بنفسه: بارك الله فلاناً كما يقال: بارك الله لفلان. فيتعدى بنفسه ويتعدى بحرف الجر.
الطالب: ...على أن المناداة بغير اللغة العربية.
الشيخ : لا لا، الآن لما سيقت في اللغة العربية أخذت حكم اللغة العربية.
الطالب: المفروض أن الأكثرية على أن ....
الشيخ : أنا فهمت كلامك، هذا ما يصح، لأن التفسير في الحقيقة لكل الكلام.. ترجمة الكلام الذي وقع من الله سبحانه وتعالى لموسى في كل الجمل هذه وليس فقط في قوله: (( بُورِكَ )) في كل الجملة.
يقول المؤلف رحمه الله: " بارك الله (( مَنْ فِي النَّارِ )) ".
(( مَنْ )) إعرابها بدون تقدير المفسّر اسم موصول في محل رفعٍ نائب فاعل.
وقوله: " (( مَنْ فِي النَّارِ )) أي: موسى (( وَمَنْ حَوْلَهَا )) أي: الملائكة أو بالعكس ".
(( مَنْ فِي النَّارِ )) الملائكة، (( وَمَنْ حَوْلَهَا )) موسى.
واحتمال ثالث أن يكون (( مَنْ فِي النَّارِ )) موسى (( وَمَنْ حَوْلَهَا )) البلاد التي حول هذه النار، لأنها بلاد الشام مباركة، أو (( وَمَنْ حَوْلَهَا )) أهله.. كل ذلك فيه احتمال.
الطالب: ....
الشيخ : لا. حول النار.طيب قوله: (( مَنْ فِي النَّارِ )) فيه إشكال في الحقيقة، لأن في للظرفية والنار ظرف، فهل موسى في النار؟ المؤلف قدّر لهذا قال رحمه الله: " وبارك يتعدى بنفسه وبالحرف ويقدر بعد في مكان ".
يعني: من في مكان النار، لأنه لو كان في النار حقيقة لاحترق، ولكن يقدّر مكان، فإذا قيل: ما الفائدة من قوله: (( مَنْ فِي النَّارِ ))[النمل:8] وحذف المكان؟
قلنا: الفائدة من ذلك والله أعلم شيئان: الشيء الأول: القرب التام منها.
والشيء الثاني: أن شعاع النار قد وصل هذا القريب منها يعني: النار كما هو واضح لها شعاع. الإنسان القريب منها يكون في نفس الشعاع، فكأنه لقرب ووصول شعاع النار إليه صار كأنه فيها نفسها، وإلا ما هو في نفس الشعلة، هذا ما يمكن، هذا والله أعلم الحكمة من كون الله سبحانه وتعالى قال: (( مَنْ فِي النَّارِ ))[النمل:8
2 - قال الله تعالى : << فلما جآءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها و سبحان الله رب العالمين >> أستمع حفظ
الأسئلة
الطالب: هل كانت نار؟
الشيخ : نعم.
الطالب: حقيقية؟
الشيخ : حقيقة هذا هو الأصل.
الطالب: النار ....؟
الشيخ : لا لكن مالنا أن نقول إلا ما قال الله، والله تبارك وتعالى على كل شيءٍ قدير، هذه النار ما وقودها؟ ما ندري! ما لنا أن نتكلم.
الطالب: يا شيخ! كثيراً من المفسرين يشيرون حول هذا الموضوع ويقولون: أراد أن يأكل منها شيء فاتجهت إليه ثم انقلبت إلى نوح وهكذا.
الشيخ : .... بارك الله فيكم يقول الله تعالى: (( أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ ))[إبراهيم:9] فكل علمٍ يأتينا عن هؤلاء الأمم من غير القرآن أو صحيح السنة فليس بشيء، غاية ما هنالك أن يكون من أقوال بني إسرائيل التي لا تُصدّق ولا تُكذّب.
ولهذا القصص ما يجوز أن نتعدى فيها القرآن إلا ما جاءت به السنن، لأن قوله: (( لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ ))[إبراهيم:9] ايش معناه: قطع أي خبر يأتي من غير طريق الله، لأنه لو كان هناك أخبار صحيحة تأتي من غير الله لكان الله يعلمها وهؤلاء المخبرون أيضاً يعلمونها، والله تعالى حصر (( لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ ))[إبراهيم:9] وهذا من أقوى طرق الحصر الذي هو النفي والإثبات (( لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ ))[إبراهيم:9].
فهذه الآية تبين لنا أن كل ما يقال في هذه القصة وكذلك في قصة سليمان وداود وغيرهم: إما مسائل إن كان الشرع ينافيها أو مقام النبوة ينافيها فهي باطلة وكذب كما في قصة داود الذي مر علينا: (( إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً... ))[ص:23] إلى آخره.
وإن كان أنه ما يكذّب موقفنا فيها أن نقول: لا نصدّق ولا نكذّب، أما أن نفسّر بها كلام الله. فهذا لا يجوز أن يفسّر بها كلام الله.
الشيخ : نعم.
الطالب: حقيقية؟
الشيخ : حقيقة هذا هو الأصل.
الطالب: النار ....؟
الشيخ : لا لكن مالنا أن نقول إلا ما قال الله، والله تبارك وتعالى على كل شيءٍ قدير، هذه النار ما وقودها؟ ما ندري! ما لنا أن نتكلم.
الطالب: يا شيخ! كثيراً من المفسرين يشيرون حول هذا الموضوع ويقولون: أراد أن يأكل منها شيء فاتجهت إليه ثم انقلبت إلى نوح وهكذا.
الشيخ : .... بارك الله فيكم يقول الله تعالى: (( أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ ))[إبراهيم:9] فكل علمٍ يأتينا عن هؤلاء الأمم من غير القرآن أو صحيح السنة فليس بشيء، غاية ما هنالك أن يكون من أقوال بني إسرائيل التي لا تُصدّق ولا تُكذّب.
ولهذا القصص ما يجوز أن نتعدى فيها القرآن إلا ما جاءت به السنن، لأن قوله: (( لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ ))[إبراهيم:9] ايش معناه: قطع أي خبر يأتي من غير طريق الله، لأنه لو كان هناك أخبار صحيحة تأتي من غير الله لكان الله يعلمها وهؤلاء المخبرون أيضاً يعلمونها، والله تعالى حصر (( لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ ))[إبراهيم:9] وهذا من أقوى طرق الحصر الذي هو النفي والإثبات (( لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ ))[إبراهيم:9].
فهذه الآية تبين لنا أن كل ما يقال في هذه القصة وكذلك في قصة سليمان وداود وغيرهم: إما مسائل إن كان الشرع ينافيها أو مقام النبوة ينافيها فهي باطلة وكذب كما في قصة داود الذي مر علينا: (( إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً... ))[ص:23] إلى آخره.
وإن كان أنه ما يكذّب موقفنا فيها أن نقول: لا نصدّق ولا نكذّب، أما أن نفسّر بها كلام الله. فهذا لا يجوز أن يفسّر بها كلام الله.
تتمة تفسير الآية السابقة .
(( وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))[النمل:8] معلومٌ للجميع أن سبحان اسم مصدر، وأن عامله محذوف دائماً، وأنه ملازمٌ للإضافة كل هذا شيء معلوم، وأن معنى سبحان الله أي: تنزيه الله سبحانه وتعالى عن كل نقص وعيب، لكن هل هي الجملة هنا خبرية بمعنى الطلب أو خبرية على ظاهرها.
يقول بعض المفسّرين: إنها تعجيب لموسى يعني بمعنى: اعجب وسبّح الله سبحانه وتعالى عما لا يليق به، وأن هذا الأمر الذي رأيت والكلام الذي سمعت ما هو إلا كلام رب العالمين: (( وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))[النمل:8].
فعلى هذا تكون الجملة الخبرية هنا من حيث المعنى يا آدم طلبية. أي: سبّح الله رب العالمين عمّا لا يليق به.
وإذا قلنا إنها على ظاهرها صار معناه ثناءٌ من الله عز وجل المكلّم المنادي ثناءٌ من الله على نفسه.
أيُّ المعنيين أشمل؟
الطالب: الخبر الأول.
الشيخ : الأول. الطلبية لأنها تتضمن إذا أُمر بها موسى تتضمن أن الله أهلٌ له فهذا هو الخبر، وتتضمن زيادة الثانية وهي تعجيب موسى عليه الصلاة والسلام واعتقاده بأن الله سبحانه وتعالى منزّه عن كل عيب.
وقوله: (( وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))[النمل:8] ايش معنى الرب؟
الطالب: المالك المتصرف.
الشيخ : المالك المتصرف، لكنها أيضاً متضمنة لمعنى أدق وهو التربية، فهو سبحانه وتعالى يربّي مع كونه مدبراً خالقاً متصرفاً.
والعالمين كل من سوى الله فهو من العالمين، وسمّوا عالمين قيل: لأنهم علمٌ على خالقهم علم ودليلٌ عليه. فإن كل ما في الكون شاهدٌ بوحدانية الله تبارك وتعالى وبما تقتضيه هذه الأكوان من معاني ربوبيته سبحانه وتعالى.
يقول بعض المفسّرين: إنها تعجيب لموسى يعني بمعنى: اعجب وسبّح الله سبحانه وتعالى عما لا يليق به، وأن هذا الأمر الذي رأيت والكلام الذي سمعت ما هو إلا كلام رب العالمين: (( وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))[النمل:8].
فعلى هذا تكون الجملة الخبرية هنا من حيث المعنى يا آدم طلبية. أي: سبّح الله رب العالمين عمّا لا يليق به.
وإذا قلنا إنها على ظاهرها صار معناه ثناءٌ من الله عز وجل المكلّم المنادي ثناءٌ من الله على نفسه.
أيُّ المعنيين أشمل؟
الطالب: الخبر الأول.
الشيخ : الأول. الطلبية لأنها تتضمن إذا أُمر بها موسى تتضمن أن الله أهلٌ له فهذا هو الخبر، وتتضمن زيادة الثانية وهي تعجيب موسى عليه الصلاة والسلام واعتقاده بأن الله سبحانه وتعالى منزّه عن كل عيب.
وقوله: (( وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))[النمل:8] ايش معنى الرب؟
الطالب: المالك المتصرف.
الشيخ : المالك المتصرف، لكنها أيضاً متضمنة لمعنى أدق وهو التربية، فهو سبحانه وتعالى يربّي مع كونه مدبراً خالقاً متصرفاً.
والعالمين كل من سوى الله فهو من العالمين، وسمّوا عالمين قيل: لأنهم علمٌ على خالقهم علم ودليلٌ عليه. فإن كل ما في الكون شاهدٌ بوحدانية الله تبارك وتعالى وبما تقتضيه هذه الأكوان من معاني ربوبيته سبحانه وتعالى.
الأسئلة
الطالب: .... معناها.
الشيخ : معناها أنه يربي العباد تربية حسيّة ومعنوية، فالتربية الحسيّة مثلاً لنضرب مثلاً بالإنسان كونه في الخلقة يتطور من شيء إلى شيء عقلاً وجسماً وفكراً. هذه تربية، هذا الطفل الصغير لو فرضنا أن هذا الطفل الصغير أن عقله كالكبير، يمكن أن يعيش؟ ما يمكن أن يعيش، لأنه ما يتحمل الأشياء التي تقابله.
فهذا الطفل لو فرضنا أنه في عقل الكبير، كان لو متى .... أمه و... ما يستقر أبداً، وكان يبدأ يدبّر ويبين سووا كذا .... كذا، ما هو بلائق.
كذلك بالعكس لو كان الكبير بعقل الصغير ما استطاع أن يعمل شيئاً.
وهكذا أيضاً الطعام يأتي إلى الإنسان شيئاً فشيئاً، هذه من التربية الحسية، والتربية المعنوية ظاهر أن الله سبحانه وتعالى يربي عباده بالعلم النافع شيئاً فشيئاً.
الشيخ : معناها أنه يربي العباد تربية حسيّة ومعنوية، فالتربية الحسيّة مثلاً لنضرب مثلاً بالإنسان كونه في الخلقة يتطور من شيء إلى شيء عقلاً وجسماً وفكراً. هذه تربية، هذا الطفل الصغير لو فرضنا أن هذا الطفل الصغير أن عقله كالكبير، يمكن أن يعيش؟ ما يمكن أن يعيش، لأنه ما يتحمل الأشياء التي تقابله.
فهذا الطفل لو فرضنا أنه في عقل الكبير، كان لو متى .... أمه و... ما يستقر أبداً، وكان يبدأ يدبّر ويبين سووا كذا .... كذا، ما هو بلائق.
كذلك بالعكس لو كان الكبير بعقل الصغير ما استطاع أن يعمل شيئاً.
وهكذا أيضاً الطعام يأتي إلى الإنسان شيئاً فشيئاً، هذه من التربية الحسية، والتربية المعنوية ظاهر أن الله سبحانه وتعالى يربي عباده بالعلم النافع شيئاً فشيئاً.
تتمة تفسير الآية السابقة
(( وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * يَا مُوسَى ))[النمل:8 - 9] من جملة ما نودي ومعناه تنزيه الله من السوء... ".(( يَا مُوسَى إِنَّهُ )) أي الشأن (( أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))[النمل:9] " هذا تفسير الضمير.
ضمير الشأن وضمير يتصل ويفُسَّر بالجملة التي بعدهما، فعلى هذا يكون إنه هذا الشأن، و(( أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))[النمل:9] هذه تفسيرٌ لهذا الضمير.
أما من حيث الإعراب فإننا نقول: إن حرف توكيد ينصب الاسم ويرفع الخبر.
والهاء (( إِنَّهُ )) اسمها، و(( أَنَا اللَّهُ )) مبتدأ وخبر، والجملة في محل رفع خبر إن.
وقال بعض المفسرين: (( إِنَّهُ أَنَا )) فرأوا أن الهاء ضمير لا ضمير شأن، ضمير حقيقي للمتكلم.
ثم قال: (( أَنَا )) يعني: إن الذي يكلمك أنا.
ثم بيّن هذا الضمير بقوله: (( اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))[النمل:9] لكن ما سلكه المؤلف أقرب وإن كان الثاني محتملاً، .... ففيه فرق بين المعنيين.
الثاني يقول: إن أنَّ حرف توكيد ينصب الاسم ويرفع الخبر، والهاء اسمها وليس ضمير شأن، وأنا خبر يعني: أنا هي الخبر، والأول يرون (( أَنَا اللَّهُ )) هو الخبر.
يعني: أن الله قال لموسى: (( إِنَّهُ أَنَا )) يعني: إن الذي يكلّمك أنا.
وكلمة: (( إِنَّهُ أَنَا )) هل يتبين من هو؟ ما يتبين، ولهذا نهي أن يقول الإنسان إذا استأذن عند الباب وقيل له: من؟ فقال: أنا.
إذاً: أنا هنا مبهمة بُيّنت بقوله: (( اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))[النمل:9].
الطالب: يستقيم هذا.
الشيخ : يعني يستقيم لكن الأول أقوم (( إِنَّهُ )) أي: الشأن (( أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))[النمل:9] فهذا الذي قدّر المؤلف أحسن من الذي قدّره بعض المفسرين مثل الزمخشري.
الطالب: .... (( اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))[النمل:9] ....
الشيخ : يصير بيان للضمير (( اللَّهُ )) مبتدأ و(( الْعَزِيزُ )) خبر، و(( الْحَكِيمُ )) خبر ثاني وهي بيان لي أنا.
(( إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))[النمل:9] قال: الله. ابتدأ بالألوهية، والله تبارك وتعالى هو الاسم العلم على الله الذي لا يُسمى به غيره، وجميع ما يأتي من أسماء الله دائماً تجدونها تبعاً لهذا الاسم، دائماً يقدّر أسماء الله بكلمة الله، لأنه العلم الذي لا يسمى به غيره، ثم تأتي الأسماء بعد ذلك تابعة له.
والعزيز ما معناه؟
الطالب: القوي الذي لا يُغلب.
الشيخ : القوي الذي لا يُغلب، بل هو الغالب.وقيل: إن العزّة تنقسم إلى ثلاثة أقسام ماهي:
الطالب: عزة القوة، وعزة الغلبة وعزة...
الشيخ : لا
الطالب:...
الشيخ : لا عزة الامتناع.وقالوا: إنها مشتقة من الأرض العزاز، الأرض العزاز يعني: الصلبة القوية، ونحن نسميها باللغة العاميّة عزا، نحذف الزاي الثانية.
فالعزيز معناه: هو القوي الغالب الذي لا يُغلب، إذا قلنا بهذه الثلاثة أتينا بالمعاني الثلاث هي: القهر، والقدر، والامتناع.
وقوله: (( الْحَكِيمُ )) تقدّم لنا الكلام عليه، وإنما ذكر الله له ذلك ليشعره بأن مآله للعز، وأن ما سيوحى إليه فهو حكمة، لأن الصادر من العزيز يكون عزيزاً، ومن الحكيم يكون حكمة.
ضمير الشأن وضمير يتصل ويفُسَّر بالجملة التي بعدهما، فعلى هذا يكون إنه هذا الشأن، و(( أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))[النمل:9] هذه تفسيرٌ لهذا الضمير.
أما من حيث الإعراب فإننا نقول: إن حرف توكيد ينصب الاسم ويرفع الخبر.
والهاء (( إِنَّهُ )) اسمها، و(( أَنَا اللَّهُ )) مبتدأ وخبر، والجملة في محل رفع خبر إن.
وقال بعض المفسرين: (( إِنَّهُ أَنَا )) فرأوا أن الهاء ضمير لا ضمير شأن، ضمير حقيقي للمتكلم.
ثم قال: (( أَنَا )) يعني: إن الذي يكلمك أنا.
ثم بيّن هذا الضمير بقوله: (( اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))[النمل:9] لكن ما سلكه المؤلف أقرب وإن كان الثاني محتملاً، .... ففيه فرق بين المعنيين.
الثاني يقول: إن أنَّ حرف توكيد ينصب الاسم ويرفع الخبر، والهاء اسمها وليس ضمير شأن، وأنا خبر يعني: أنا هي الخبر، والأول يرون (( أَنَا اللَّهُ )) هو الخبر.
يعني: أن الله قال لموسى: (( إِنَّهُ أَنَا )) يعني: إن الذي يكلّمك أنا.
وكلمة: (( إِنَّهُ أَنَا )) هل يتبين من هو؟ ما يتبين، ولهذا نهي أن يقول الإنسان إذا استأذن عند الباب وقيل له: من؟ فقال: أنا.
إذاً: أنا هنا مبهمة بُيّنت بقوله: (( اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))[النمل:9].
الطالب: يستقيم هذا.
الشيخ : يعني يستقيم لكن الأول أقوم (( إِنَّهُ )) أي: الشأن (( أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))[النمل:9] فهذا الذي قدّر المؤلف أحسن من الذي قدّره بعض المفسرين مثل الزمخشري.
الطالب: .... (( اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))[النمل:9] ....
الشيخ : يصير بيان للضمير (( اللَّهُ )) مبتدأ و(( الْعَزِيزُ )) خبر، و(( الْحَكِيمُ )) خبر ثاني وهي بيان لي أنا.
(( إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))[النمل:9] قال: الله. ابتدأ بالألوهية، والله تبارك وتعالى هو الاسم العلم على الله الذي لا يُسمى به غيره، وجميع ما يأتي من أسماء الله دائماً تجدونها تبعاً لهذا الاسم، دائماً يقدّر أسماء الله بكلمة الله، لأنه العلم الذي لا يسمى به غيره، ثم تأتي الأسماء بعد ذلك تابعة له.
والعزيز ما معناه؟
الطالب: القوي الذي لا يُغلب.
الشيخ : القوي الذي لا يُغلب، بل هو الغالب.وقيل: إن العزّة تنقسم إلى ثلاثة أقسام ماهي:
الطالب: عزة القوة، وعزة الغلبة وعزة...
الشيخ : لا
الطالب:...
الشيخ : لا عزة الامتناع.وقالوا: إنها مشتقة من الأرض العزاز، الأرض العزاز يعني: الصلبة القوية، ونحن نسميها باللغة العاميّة عزا، نحذف الزاي الثانية.
فالعزيز معناه: هو القوي الغالب الذي لا يُغلب، إذا قلنا بهذه الثلاثة أتينا بالمعاني الثلاث هي: القهر، والقدر، والامتناع.
وقوله: (( الْحَكِيمُ )) تقدّم لنا الكلام عليه، وإنما ذكر الله له ذلك ليشعره بأن مآله للعز، وأن ما سيوحى إليه فهو حكمة، لأن الصادر من العزيز يكون عزيزاً، ومن الحكيم يكون حكمة.
قال الله تعالى : << و ألق عصاك فلما رءاها تهتز كأنها جآن ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون >>
(( وَأَلْقِ عَصَاكَ ))[النمل:10] عصاه ما هي العصا التي معه؟ عصا يتوكأ عليها ويهش بها على غنمه، عصا عادية، فإضافتها إلى موسى عليه الصلاة والسلام إضافة ملك مملوكٌ إلى مالكه، وليس مخصوصٌ إلى من اختص به. أي أن هذه العصا ليس له اختصاص وأنه عصا من جوهر معيّن أو ما أشبه ذلك عصا عادي.
" (( وَأَلْقِ عَصَاكَ ))[النمل:10] فألقاها " (( فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ )) هذا أيضاً من إيجاز الحذف كما مر، ودائماً القصص يكون فيها إيجاز حذف، لأن المحذوف دائماً يكون معلوماً من السياق، فيكون حذفه سهلاً وميسراً.
وقد قال ابن مالك رحمه الله في الألفية قاعدة من أفيد ما يكون، هو ذكرها في باب المبتدأ وهي صالحةٌ لكل شيء قال:
وحذفُ ما يُعلم جائزّ كما
تقول زيدٌ بعد: من عندكما؟
وحذف ما يُعلم جائز، هذه قاعدة.
قال: " فألقاها (( فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ )) تتحرك ".
ولكن تفسير الاهتزاز بمطلق التحرك فيه نظر، لأن الاهتزاز أبلغ من التحرك، كأن الاهتزاز فيه نوع من القوة والاضطراب.
" (( كَأَنَّهَا جَانٌّ )) حيّة خفيفة ".
وقيل حيّةٌ عظيمة، وقيل: الذكر من الحيّات الجان.
وأياً كان فإنها صارت هذه العصا التي كانت بيده عصا ألقاها فصارت حيّة تهتز وتتحرك وتضطرب مثل الجان. يعني: الحيّة العظيمة.
" (( وَأَلْقِ عَصَاكَ ))[النمل:10] فألقاها " (( فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ )) هذا أيضاً من إيجاز الحذف كما مر، ودائماً القصص يكون فيها إيجاز حذف، لأن المحذوف دائماً يكون معلوماً من السياق، فيكون حذفه سهلاً وميسراً.
وقد قال ابن مالك رحمه الله في الألفية قاعدة من أفيد ما يكون، هو ذكرها في باب المبتدأ وهي صالحةٌ لكل شيء قال:
وحذفُ ما يُعلم جائزّ كما
تقول زيدٌ بعد: من عندكما؟
وحذف ما يُعلم جائز، هذه قاعدة.
قال: " فألقاها (( فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ )) تتحرك ".
ولكن تفسير الاهتزاز بمطلق التحرك فيه نظر، لأن الاهتزاز أبلغ من التحرك، كأن الاهتزاز فيه نوع من القوة والاضطراب.
" (( كَأَنَّهَا جَانٌّ )) حيّة خفيفة ".
وقيل حيّةٌ عظيمة، وقيل: الذكر من الحيّات الجان.
وأياً كان فإنها صارت هذه العصا التي كانت بيده عصا ألقاها فصارت حيّة تهتز وتتحرك وتضطرب مثل الجان. يعني: الحيّة العظيمة.
7 - قال الله تعالى : << و ألق عصاك فلما رءاها تهتز كأنها جآن ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون >> أستمع حفظ
الأسئلة
الطالب: الجان ....
الشيخ : يطلق على هذا وهذا، من الأسماء المشتركة.
الطالب: ....
الشيخ : قوله تعالى في سورة طه: (( فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى ))[طه:20].
الطالب: ما يكون ...
الشيخ : لالا، نفس الشيء القصة واحدة.
الطالب: يا شيخ! ذكرت الأقوال التي هي إيجاز؟
الشيخ : لا ما فيه إيجاز، الإيجاز في قوله: " فألقاها " تقدير فألقاها إيجاز.
الطالب: (( وَأَلْقِ عَصَاكَ )).
الشيخ : إلا " (( وَأَلْقِ عَصَاكَ )) فألقاها ".
الطالب: هذا تفسير لهذا؟
الشيخ : لا لا، هذه جملة محذوفة.
الطالب: ... الآية.
الشيخ : نعم. ألق عصاك تفسيرها: ضع عصاك.
الطالب: (( وَأَلْقِ عَصَاكَ )) ...
الشيخ : ما هي تفسير هذه، (( وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ )) لو أخذنا الآية بظاهرها لكانت تهتز وهي بيده قبل أن يلقيها، لكن الآية لا بد فيها من شيء محذوف، فألقاها فإذا هي تهتز.
الطالب: يعني ما يكون الإيجاز عن قوله: (( فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ )).
الشيخ : قبله. عنده يعني: قبله، مثلما قدّره المؤلف.
الطالب: ... الإيجاز يكون هناك كلام محذوف فيكون بينه إيجاز.
الشيخ : هذا " فألقاها " محذوف.
الطالب: هو الذي محذوف.
الشيخ : نعم. هو المحذوف، ولا بد من تقديره، لأنه عليه الصلاة والسلام لما قال: (( وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ )) ... لو أخذنا بظاهر القرآن كان لما أُمر أن يُلقي عصاه اهتزت، فلا بد من تقدير شيء.
الشيخ : يطلق على هذا وهذا، من الأسماء المشتركة.
الطالب: ....
الشيخ : قوله تعالى في سورة طه: (( فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى ))[طه:20].
الطالب: ما يكون ...
الشيخ : لالا، نفس الشيء القصة واحدة.
الطالب: يا شيخ! ذكرت الأقوال التي هي إيجاز؟
الشيخ : لا ما فيه إيجاز، الإيجاز في قوله: " فألقاها " تقدير فألقاها إيجاز.
الطالب: (( وَأَلْقِ عَصَاكَ )).
الشيخ : إلا " (( وَأَلْقِ عَصَاكَ )) فألقاها ".
الطالب: هذا تفسير لهذا؟
الشيخ : لا لا، هذه جملة محذوفة.
الطالب: ... الآية.
الشيخ : نعم. ألق عصاك تفسيرها: ضع عصاك.
الطالب: (( وَأَلْقِ عَصَاكَ )) ...
الشيخ : ما هي تفسير هذه، (( وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ )) لو أخذنا الآية بظاهرها لكانت تهتز وهي بيده قبل أن يلقيها، لكن الآية لا بد فيها من شيء محذوف، فألقاها فإذا هي تهتز.
الطالب: يعني ما يكون الإيجاز عن قوله: (( فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ )).
الشيخ : قبله. عنده يعني: قبله، مثلما قدّره المؤلف.
الطالب: ... الإيجاز يكون هناك كلام محذوف فيكون بينه إيجاز.
الشيخ : هذا " فألقاها " محذوف.
الطالب: هو الذي محذوف.
الشيخ : نعم. هو المحذوف، ولا بد من تقديره، لأنه عليه الصلاة والسلام لما قال: (( وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ )) ... لو أخذنا بظاهر القرآن كان لما أُمر أن يُلقي عصاه اهتزت، فلا بد من تقدير شيء.
تتمة تفسير الآية السابقة .
(( كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا )) ولّى هذه جواب لمّا، ومدبراً حال.
(( وَلَّى مُدْبِرًا )) يعني: هارباً ولهذا يقول سبحانه وتعالى: (( وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ )) " يرجع " لماذا ولّى؟
الطالب: خوفاً.
الشيخ : خوفاً من هذا، لأن هذا بطبيعة البشر أن إنسان ألقى عصاه وصارت حيّة تسعى لا بد أن يخاف، لا سيما وأنه عليه الصلاة والسلام ما علم أنه سيرسل وأنه رسول إنما كلّمه الله سبحانه وتعالى وإلى الآن ما صار شيء.
فالحاصل أن هذه طبيعة البشر، لا بد أن يولي وليس في هذا نقص للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأن الأمور البشرية تعتري الرسل وغيرهم، ولهذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام ينسى في أعظم العبادات في الصلاة، ويقول: ( إنما أنا بشرٌ مثلكم أنسى كما تنسون ) وليس في هذا أي قدحٍ للرسل.
(( وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ )) " فقال الله تعالى له: (( يَا مُوسَى لا تَخَفْ )) منها ".
فقال الله تعالى: (( يَا مُوسَى )) هذه فيها أيضاً إيجاز بالحذف، ونحن نقول باختصار: جميع القصص ولا سيما القصص الطويلة غالباً يكون فيها إيجاز حذف، وأحياناً تكون جملة وأحياناً تكون جمل، وسيأتينا إن شاء الله في القصص التي في السورة التي تلي هذه شيء كثير من هذا.
الطالب: ...؟
الشيخ : هذا معنى الجان.قال: (( يَا مُوسَى لا تَخَفْ )) وناداه باسمه ليطمئنه، لأن الإنسان الذي يناديك وهو يعرفك تطمئن إليه أكثر، لم يقل: يا هذا لا تخف، أو يا مولي لا تخف. بل قال: (( يَا مُوسَى ))، لأنه معلوم أن الذي يعرفك تطمئن إليه أكثروإلا لا؟.
الآن لو مثلاً رأيت عدو ظننته عدواً ثم هربت منه فقال: يا فلان! يا فلان! تطمئن أو لا؟ تطمئن أكثر، لأنك تقول: هذا أعرفه لا ينالني بشيءٍ.
" (( يَا مُوسَى لا تَخَفْ )) منها " والتقييد بمنها الذي أوجب للمؤلف أن يأتي به هو ظاهر السياق، لأن الظاهر أن موسى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما هرب منها فقال: (( لا تَخَفْ ))
" (( إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ )) عندي (( الْمُرْسَلُونَ ))[النمل:10] من حية وغيرها ".
الذي بحضرة الله عز وجل ما يمكن يخاف من شيء، لأنه في كنف الله تعالى وفي جواره، فلا يمكن أن يخاف وهو عند الله.
وقوله: (( إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ))[النمل:10] هذا أيضاً فيه بشارة لموسى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنه عند الله وأنه من المرسلين، ومعلومٌ أنه إذا بُشّر بمثل هذه البشارة سوف يزول عنه الخوف نهائياً، وسوف يحل مكان الخوف أمنٌ ومكان الذعر سرور (( لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ))[النمل:10].
الطالب: هذه العصا هي التي ضرب بها البحر؟
الشيخ : نعم.
الطالب: ما تغيرت؟
الشيخ : ما تغيرت، وهي التي ألقاها أيضاً للسحرة وأكلت سحرهم.
" (( لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ))[النمل:10] من حية وغيرها ".
" (( إِلَّا )) لكن (( مَنْ ظَلَمَ )) نفسه (( ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا )) أتاه (( بَعْدَ سُوءٍ )) أي: تاب (( فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ))[النمل:11] أقبل التوبة وأغفر له ".
سبحان الله العظيم! قد يقول قائل: ما لهذه الجملة وللكلام الذي قيل: (( إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ ))[النمل:11].
لكن موسى عليه الصلاة والسلام لما قال الله له: (( إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ))[النمل:10] لعله تذكّر أنه قد وقع منه خطيئة، ايش الخطيئة؟
الطالب: القتل.
الشيخ : أنه قتل نفس، وكأنه عندما يتذكر هذا يستبعد في نفسه أن يكون من الرسل، فقال الله سبحانه وتعالى: (( إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ))[النمل:11] ليذكّره بما من به عليه من التوبة.
(( وَلَّى مُدْبِرًا )) يعني: هارباً ولهذا يقول سبحانه وتعالى: (( وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ )) " يرجع " لماذا ولّى؟
الطالب: خوفاً.
الشيخ : خوفاً من هذا، لأن هذا بطبيعة البشر أن إنسان ألقى عصاه وصارت حيّة تسعى لا بد أن يخاف، لا سيما وأنه عليه الصلاة والسلام ما علم أنه سيرسل وأنه رسول إنما كلّمه الله سبحانه وتعالى وإلى الآن ما صار شيء.
فالحاصل أن هذه طبيعة البشر، لا بد أن يولي وليس في هذا نقص للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأن الأمور البشرية تعتري الرسل وغيرهم، ولهذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام ينسى في أعظم العبادات في الصلاة، ويقول: ( إنما أنا بشرٌ مثلكم أنسى كما تنسون ) وليس في هذا أي قدحٍ للرسل.
(( وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ )) " فقال الله تعالى له: (( يَا مُوسَى لا تَخَفْ )) منها ".
فقال الله تعالى: (( يَا مُوسَى )) هذه فيها أيضاً إيجاز بالحذف، ونحن نقول باختصار: جميع القصص ولا سيما القصص الطويلة غالباً يكون فيها إيجاز حذف، وأحياناً تكون جملة وأحياناً تكون جمل، وسيأتينا إن شاء الله في القصص التي في السورة التي تلي هذه شيء كثير من هذا.
الطالب: ...؟
الشيخ : هذا معنى الجان.قال: (( يَا مُوسَى لا تَخَفْ )) وناداه باسمه ليطمئنه، لأن الإنسان الذي يناديك وهو يعرفك تطمئن إليه أكثر، لم يقل: يا هذا لا تخف، أو يا مولي لا تخف. بل قال: (( يَا مُوسَى ))، لأنه معلوم أن الذي يعرفك تطمئن إليه أكثروإلا لا؟.
الآن لو مثلاً رأيت عدو ظننته عدواً ثم هربت منه فقال: يا فلان! يا فلان! تطمئن أو لا؟ تطمئن أكثر، لأنك تقول: هذا أعرفه لا ينالني بشيءٍ.
" (( يَا مُوسَى لا تَخَفْ )) منها " والتقييد بمنها الذي أوجب للمؤلف أن يأتي به هو ظاهر السياق، لأن الظاهر أن موسى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما هرب منها فقال: (( لا تَخَفْ ))
" (( إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ )) عندي (( الْمُرْسَلُونَ ))[النمل:10] من حية وغيرها ".
الذي بحضرة الله عز وجل ما يمكن يخاف من شيء، لأنه في كنف الله تعالى وفي جواره، فلا يمكن أن يخاف وهو عند الله.
وقوله: (( إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ))[النمل:10] هذا أيضاً فيه بشارة لموسى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنه عند الله وأنه من المرسلين، ومعلومٌ أنه إذا بُشّر بمثل هذه البشارة سوف يزول عنه الخوف نهائياً، وسوف يحل مكان الخوف أمنٌ ومكان الذعر سرور (( لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ))[النمل:10].
الطالب: هذه العصا هي التي ضرب بها البحر؟
الشيخ : نعم.
الطالب: ما تغيرت؟
الشيخ : ما تغيرت، وهي التي ألقاها أيضاً للسحرة وأكلت سحرهم.
" (( لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ))[النمل:10] من حية وغيرها ".
" (( إِلَّا )) لكن (( مَنْ ظَلَمَ )) نفسه (( ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا )) أتاه (( بَعْدَ سُوءٍ )) أي: تاب (( فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ))[النمل:11] أقبل التوبة وأغفر له ".
سبحان الله العظيم! قد يقول قائل: ما لهذه الجملة وللكلام الذي قيل: (( إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ ))[النمل:11].
لكن موسى عليه الصلاة والسلام لما قال الله له: (( إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ))[النمل:10] لعله تذكّر أنه قد وقع منه خطيئة، ايش الخطيئة؟
الطالب: القتل.
الشيخ : أنه قتل نفس، وكأنه عندما يتذكر هذا يستبعد في نفسه أن يكون من الرسل، فقال الله سبحانه وتعالى: (( إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ))[النمل:11] ليذكّره بما من به عليه من التوبة.
قال الله تعالى : << إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإني غفور رحيم >>
(( إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ ))[النمل:11].
بدّل المؤلف فسّرها بقوله:" أتى حسناً" لأن ظاهره في الحقيقة ما يستقيم به المعنى بدّل حسناً بسوء، أين المأخوذ؟ .... لكن أنا أقول يعني: بدّل حسناً بسوء، لأن بدّل تدل على أن هناك بدلٌ ومبدلٌ منه، فإذا قلت: بدّل حسناً بماذا؟
الطالب: بسوء.
الشيخ : بسوء. يصير الحُسن مدفوع، والسوء مأخوذ.بدّلت ثوبي بثوبه، أين المأخوذ؟
الطالب: الأخير.
الشيخ : الأخير،كذا وإلا لا؟ فهنا بدّل حسناً لو أخذنا بظاهرها معناه: أنه ترك حسناً وأخذ سوءاً.
ولهذا فسّر المؤلف قوله: بدّل بأتى، والدليل على ذلك: أنه لو كان المراد بالتبديل ظاهراً معناه. ما صحّ أن يُعبَّر بقوله: بعد سوء، لو كان كذلك لقال: بدّل حسناً بسوء، ما قال بعد، فلما قال: بعد سوءٍ عُلم أن بدّل هنا بمعنى استبدل، واستبدل بمعنى أخذ.
(( أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ))[البقرة:61] وأخذ مثلما قال بمعنى أتى.
والمعنى من الآية الكريمة: أن من أتى حسناً بعد سوءٍ فإن هذا الحسن يمحو السوء، ولهذا قال: (( فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ))[النمل:11] يعني: أغفر له.
كلمة (( فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ))[النمل:11] إذا قال قائلٌ: ما مطابقتها للشر، لأن من ظلم... ما إعراب من ظلم؟
الطالب: ... من شرط جازم؟
الشيخ : نعم اسم شرط جازم، وليست اسماً موصولاً مستثنى، لأن الاستثناء هنا منقطع.
(( مَنْ ظَلَمَ ))[النمل:11] ظلم فعل ..
بدّل المؤلف فسّرها بقوله:" أتى حسناً" لأن ظاهره في الحقيقة ما يستقيم به المعنى بدّل حسناً بسوء، أين المأخوذ؟ .... لكن أنا أقول يعني: بدّل حسناً بسوء، لأن بدّل تدل على أن هناك بدلٌ ومبدلٌ منه، فإذا قلت: بدّل حسناً بماذا؟
الطالب: بسوء.
الشيخ : بسوء. يصير الحُسن مدفوع، والسوء مأخوذ.بدّلت ثوبي بثوبه، أين المأخوذ؟
الطالب: الأخير.
الشيخ : الأخير،كذا وإلا لا؟ فهنا بدّل حسناً لو أخذنا بظاهرها معناه: أنه ترك حسناً وأخذ سوءاً.
ولهذا فسّر المؤلف قوله: بدّل بأتى، والدليل على ذلك: أنه لو كان المراد بالتبديل ظاهراً معناه. ما صحّ أن يُعبَّر بقوله: بعد سوء، لو كان كذلك لقال: بدّل حسناً بسوء، ما قال بعد، فلما قال: بعد سوءٍ عُلم أن بدّل هنا بمعنى استبدل، واستبدل بمعنى أخذ.
(( أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ))[البقرة:61] وأخذ مثلما قال بمعنى أتى.
والمعنى من الآية الكريمة: أن من أتى حسناً بعد سوءٍ فإن هذا الحسن يمحو السوء، ولهذا قال: (( فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ))[النمل:11] يعني: أغفر له.
كلمة (( فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ))[النمل:11] إذا قال قائلٌ: ما مطابقتها للشر، لأن من ظلم... ما إعراب من ظلم؟
الطالب: ... من شرط جازم؟
الشيخ : نعم اسم شرط جازم، وليست اسماً موصولاً مستثنى، لأن الاستثناء هنا منقطع.
(( مَنْ ظَلَمَ ))[النمل:11] ظلم فعل ..
اضيفت في - 2007-08-13