تفسير سورة النمل-03a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة تفسير قوله تعالى : << إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإني غفور رحيم >>
(( إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ))[النمل:11] ليذكّره بما من به عليه من التوبة.
(( إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ ))[النمل:11].
بدّل المؤلف فسّرها بقوله:" أتى حسناً" لأن ظاهره في الحقيقة ما يستقيم به المعنى بدّل حسناً بسوء، أين المأخوذ؟ .... لكن أنا أقول يعني: بدّل حسناً بسوء، لأن بدّل تدل على أن هناك بدلٌ ومبدلٌ منه، فإذا قلت: بدّل حسناً بماذا؟
الطالب: بسوء.
الشيخ : بسوء. يصير الحُسن مدفوع، والسوء مأخوذ . بدّلت ثوبي بثوبك، أين المأخوذ؟
الطالب: الأخير.
الشيخ : الأخير،كذا وإلا لا؟ فهنا بدّل حسناً لو أخذنا بظاهرها معناه: أنه ترك حسناً وأخذ سوءاً.
ولهذا فسّر المؤلف قوله: بدّل بأتى، والدليل على ذلك: أنه لو كان المراد بالتبديل ظاهراً معناه. ما صحّ أن يُعبَّر بقوله: بعد سوء، لو كان كذلك لقال: بدّل حسناً بسوء، ما قال بعد، فلما قال: بعد سوءٍ عُلم أن بدّل هنا بمعنى استبدل، واستبدل بمعنى أخذ.
(( أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ))[البقرة:61] وأخذ مثلما قال بمعنى ....
والمعنى من الآية الكريمة: أن من أتى حسناً بعد سوءٍ ...
الطالب: ... من شرط جازم؟
الشيخ : نعم اسم شرط جازم، وليست اسماً موصولاً مستثنى، لأن الاستثناء هنا منقطع.
(( مَنْ ظَلَمَ ))[النمل:11] ظلم فعل الشرط، وجملة: (( فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ))[النمل:11] جواب الشرط.
أقول: لو قال قائل: ما وجه ارتباط الجواب بالشرط؟
الطالب: أن الظلم وتبديل الظلم بالحسنى يناسب .... العقل من ... قد يستحق الغفران والرحمة.
الشيخ : نعم. الجواب على هذا أن نقول: لما ذكر الله سبحانه وتعالى هذين الاثنين: فإني غفور رحيم، فإنه يريد مقتضاهما. فمقتضى المغفرة: أن يغفر لهذا الذي ظلم ثم بدل حسناً بعد سوء.
ومقتضى الرحمة أيضاً: أن يرحمه. ونظير هذا قوله تعالى في المحاربين: (( إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ))[المائدة:34] يعني معناه: يسقط عنه الحد، لأن هذا مقتضى المغفرة والرحمة، فهنا مقتضى المغفرة والرحمة: أن من بدل حسناً بعد سوء فإن الله تبارك وتعالى يغفر له ويرحمه.
طيب. يشمل الرسل وغير الرسل؟ نعم. يشمل الرسل وغير الرسل. يشمل الرسل وغيرهم.
ومن ثمَّ حسن أن يقول المؤلف ونقول معه أيضاً: أن (إلا) هنا الاستثناء منقطع، لأنه يشمل الرسل وغير الرسل.
أما فوائد هذه الآيات فهي عليكم إن شاء الله في الدرس القادم، ولا تقولوا أننا ما أخذنا الفوائد من قبل، كل الذي فات أخذنا فوائده، هذا إن شاء الله غداً....لا لا...
الطالب: (( وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (12) فَلَمَّا جَاءتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ (13) وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14) وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15) وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ))
(( إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ ))[النمل:11].
بدّل المؤلف فسّرها بقوله:" أتى حسناً" لأن ظاهره في الحقيقة ما يستقيم به المعنى بدّل حسناً بسوء، أين المأخوذ؟ .... لكن أنا أقول يعني: بدّل حسناً بسوء، لأن بدّل تدل على أن هناك بدلٌ ومبدلٌ منه، فإذا قلت: بدّل حسناً بماذا؟
الطالب: بسوء.
الشيخ : بسوء. يصير الحُسن مدفوع، والسوء مأخوذ . بدّلت ثوبي بثوبك، أين المأخوذ؟
الطالب: الأخير.
الشيخ : الأخير،كذا وإلا لا؟ فهنا بدّل حسناً لو أخذنا بظاهرها معناه: أنه ترك حسناً وأخذ سوءاً.
ولهذا فسّر المؤلف قوله: بدّل بأتى، والدليل على ذلك: أنه لو كان المراد بالتبديل ظاهراً معناه. ما صحّ أن يُعبَّر بقوله: بعد سوء، لو كان كذلك لقال: بدّل حسناً بسوء، ما قال بعد، فلما قال: بعد سوءٍ عُلم أن بدّل هنا بمعنى استبدل، واستبدل بمعنى أخذ.
(( أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ))[البقرة:61] وأخذ مثلما قال بمعنى ....
والمعنى من الآية الكريمة: أن من أتى حسناً بعد سوءٍ ...
الطالب: ... من شرط جازم؟
الشيخ : نعم اسم شرط جازم، وليست اسماً موصولاً مستثنى، لأن الاستثناء هنا منقطع.
(( مَنْ ظَلَمَ ))[النمل:11] ظلم فعل الشرط، وجملة: (( فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ))[النمل:11] جواب الشرط.
أقول: لو قال قائل: ما وجه ارتباط الجواب بالشرط؟
الطالب: أن الظلم وتبديل الظلم بالحسنى يناسب .... العقل من ... قد يستحق الغفران والرحمة.
الشيخ : نعم. الجواب على هذا أن نقول: لما ذكر الله سبحانه وتعالى هذين الاثنين: فإني غفور رحيم، فإنه يريد مقتضاهما. فمقتضى المغفرة: أن يغفر لهذا الذي ظلم ثم بدل حسناً بعد سوء.
ومقتضى الرحمة أيضاً: أن يرحمه. ونظير هذا قوله تعالى في المحاربين: (( إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ))[المائدة:34] يعني معناه: يسقط عنه الحد، لأن هذا مقتضى المغفرة والرحمة، فهنا مقتضى المغفرة والرحمة: أن من بدل حسناً بعد سوء فإن الله تبارك وتعالى يغفر له ويرحمه.
طيب. يشمل الرسل وغير الرسل؟ نعم. يشمل الرسل وغير الرسل. يشمل الرسل وغيرهم.
ومن ثمَّ حسن أن يقول المؤلف ونقول معه أيضاً: أن (إلا) هنا الاستثناء منقطع، لأنه يشمل الرسل وغير الرسل.
أما فوائد هذه الآيات فهي عليكم إن شاء الله في الدرس القادم، ولا تقولوا أننا ما أخذنا الفوائد من قبل، كل الذي فات أخذنا فوائده، هذا إن شاء الله غداً....لا لا...
الطالب: (( وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (12) فَلَمَّا جَاءتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ (13) وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14) وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15) وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ))
فوائد قوله تعالى : << إذ قال موسى لأهله إني ءانست نارا سئاتيكم منها بخبر أو ءاتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون >>
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قال الله تبارك وتعالى: (( إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ))[النمل:7].
يستفاد من هذه الآية: حُسْن خلق موسى عليه الصلاة والسلام، وذلك لمكالمته لأهله ومراجعته إياهم فيما يهم الجميع، يعني: أنه لم يذهب هو بدون أن يقول لهم هذا القول مما يدل على أنه يتراجع معهم فيما يهمهم.
وفي هذا دليل: على أن الزوجة من الأهل، وهذا هو القول الصحيح، فعلى هذا آلُ النبي صلى الله عليه وسلم يدخل فيه أزواجه، لأنها من الأهل.
وقد اختلف العلماء فيما إذا أوصى الإنسان لأهله أو أوقف لأهله، هل يدخل الزوجات في ذلك أم لا؟
والذين يقولون بعدم الدخول يردّون ذلك إلى العُرف، ويقولون: إن العُرف عند الناس أن الزوجات ليسوا من الأهل، وإنما الأهل القرابة. وإذا كان هكذا فإنه يُقال: الزوجات من الأهل، فإذا أوقف الإنسان على أهل فلان أو أوصى لهم دخل فيهم الزوجات بمقتضى اللغة.
ثم إن وُجد عُرفٌ مختلف ينافي ذلك رجعنا فيه إلى العُرف، لأن الصحيح أن الأقوال تُردُّ معانيها إلى أعراف الناس وعاداتهم، فإذا لم يوجد عرف رجعنا إلى الشرع أو اللغة حسب ما يكون ذلك.
وفي هذا دليل:... على أن الأحوال البشرية تطرأ حتى على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فإن موسى في تلك الليلة كان قد ضل الطريق ولم يهتد إليها، وقد أصابه البرد هو وأهله، والأنبياء والرسل لا يختلفون عن غيرهم إلا بالرسالة (( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ ))[الكهف:110] فالأول مماثلة في البشرية، والثاني الاختصاص يوحى إليه بالوحي.
وفيها أيضاً دليل: على أن الإنسان لا يُلام على اتخاذ الوقاية الدافعة أو الرافعة، لقوله: (( لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ))[النمل:7] هذه الوقاية دافعة وإلا رافعة؟ دافعة رافعة.رافعة للبرد السابق ودافعة للبرد اللاحق.
فاتخاذ الوقاية الدافعة أو الرافعة لا يُلام عليه الإنسان، بل إنه ربما يُؤمر به أمر إيجاب أو أمر استحباب حسب ما تقتضيه الحال التي يريد أن يرفعها أو يدفعها.
وفي الآية دليل: على قبول خبر الثقة. من أين يؤخذ؟
(( سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ ))[النمل:7] فالعمل بخبر الثقة هذا سائغ، وأما من ليس بثقة فقد قال الله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ ))[الحجرات:6].
والناس في هذا المقام ثلاثة أقسام: قسم يوثق به، وقسم لا يوثق به، وقسم محتمل.
الذي لا يُوثق به لا يُقبل، والموثوق به يُقبل، والمجهول أو المحتمل يُتبين أمره، يُتوقف حتى يتبين.
(( سَآتِيكُمْ )) هذا يخاطب أهله، ففيه دليل على مخاطبة الواحد بلفظ الجمع، لكن هذه فائدة لغوية.
الطالب: ....؟
الشيخ : الكلام على من يوثق به.
الطالب: العامة أو الخاصة؟
الشيخ : عامة وخاصة، يعني: قد يكون هذا الإنسان معلوم الحال عندي أثق به، وهو عند الناس مجهول يتوقفون في أمره، الكلام على الثقة الذي تثق به.طيب. لو أن رجلاً قال: إنه رأى الهلال وهو نظره ضعيف وأخبر أنه رأى الهلال، والناس الذين معه ما رأوه؟
الطالب: ما يُقبل قوله.
الشيخ : ما يُقبل قوله، ولو هو ثقة؟
الطالب: ولو هو ثقة.
الشيخ : يعني لو هو عدل.
الطالب: ما يُقبل.
الشيخ : نعم ما يُقبل، ولهذا وقعت عند بعض القضاة فيما سبق، تراءى الناس الهلال فقال شيخ منهم: إني رأيت الهلال، فالناس الذين معه أقوى منه بصراً فقالوا: ما رأيناه. والشيخ هذا في حد دينه وفي أمانته موثوقٌ به، وأصر على أنه رأى الهلال.
فقال القاضي: ادن مني، فدنا منه فمسح حاجبه، فقال له: انظر، قال: الآن ما رأيته. إي نعم. فإذا هي شعرة بيضاء، وهذا من ذكاء القاضي، لأنه قال: كيف الناس الذين ما رأوه وهو رآه، هذا ما يمكن، وهو ثقة، وليس رجل مشكوك بخبره، لكن قد ....
يستفاد من هذه الآية: حُسْن خلق موسى عليه الصلاة والسلام، وذلك لمكالمته لأهله ومراجعته إياهم فيما يهم الجميع، يعني: أنه لم يذهب هو بدون أن يقول لهم هذا القول مما يدل على أنه يتراجع معهم فيما يهمهم.
وفي هذا دليل: على أن الزوجة من الأهل، وهذا هو القول الصحيح، فعلى هذا آلُ النبي صلى الله عليه وسلم يدخل فيه أزواجه، لأنها من الأهل.
وقد اختلف العلماء فيما إذا أوصى الإنسان لأهله أو أوقف لأهله، هل يدخل الزوجات في ذلك أم لا؟
والذين يقولون بعدم الدخول يردّون ذلك إلى العُرف، ويقولون: إن العُرف عند الناس أن الزوجات ليسوا من الأهل، وإنما الأهل القرابة. وإذا كان هكذا فإنه يُقال: الزوجات من الأهل، فإذا أوقف الإنسان على أهل فلان أو أوصى لهم دخل فيهم الزوجات بمقتضى اللغة.
ثم إن وُجد عُرفٌ مختلف ينافي ذلك رجعنا فيه إلى العُرف، لأن الصحيح أن الأقوال تُردُّ معانيها إلى أعراف الناس وعاداتهم، فإذا لم يوجد عرف رجعنا إلى الشرع أو اللغة حسب ما يكون ذلك.
وفي هذا دليل:... على أن الأحوال البشرية تطرأ حتى على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فإن موسى في تلك الليلة كان قد ضل الطريق ولم يهتد إليها، وقد أصابه البرد هو وأهله، والأنبياء والرسل لا يختلفون عن غيرهم إلا بالرسالة (( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ ))[الكهف:110] فالأول مماثلة في البشرية، والثاني الاختصاص يوحى إليه بالوحي.
وفيها أيضاً دليل: على أن الإنسان لا يُلام على اتخاذ الوقاية الدافعة أو الرافعة، لقوله: (( لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ))[النمل:7] هذه الوقاية دافعة وإلا رافعة؟ دافعة رافعة.رافعة للبرد السابق ودافعة للبرد اللاحق.
فاتخاذ الوقاية الدافعة أو الرافعة لا يُلام عليه الإنسان، بل إنه ربما يُؤمر به أمر إيجاب أو أمر استحباب حسب ما تقتضيه الحال التي يريد أن يرفعها أو يدفعها.
وفي الآية دليل: على قبول خبر الثقة. من أين يؤخذ؟
(( سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ ))[النمل:7] فالعمل بخبر الثقة هذا سائغ، وأما من ليس بثقة فقد قال الله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ ))[الحجرات:6].
والناس في هذا المقام ثلاثة أقسام: قسم يوثق به، وقسم لا يوثق به، وقسم محتمل.
الذي لا يُوثق به لا يُقبل، والموثوق به يُقبل، والمجهول أو المحتمل يُتبين أمره، يُتوقف حتى يتبين.
(( سَآتِيكُمْ )) هذا يخاطب أهله، ففيه دليل على مخاطبة الواحد بلفظ الجمع، لكن هذه فائدة لغوية.
الطالب: ....؟
الشيخ : الكلام على من يوثق به.
الطالب: العامة أو الخاصة؟
الشيخ : عامة وخاصة، يعني: قد يكون هذا الإنسان معلوم الحال عندي أثق به، وهو عند الناس مجهول يتوقفون في أمره، الكلام على الثقة الذي تثق به.طيب. لو أن رجلاً قال: إنه رأى الهلال وهو نظره ضعيف وأخبر أنه رأى الهلال، والناس الذين معه ما رأوه؟
الطالب: ما يُقبل قوله.
الشيخ : ما يُقبل قوله، ولو هو ثقة؟
الطالب: ولو هو ثقة.
الشيخ : يعني لو هو عدل.
الطالب: ما يُقبل.
الشيخ : نعم ما يُقبل، ولهذا وقعت عند بعض القضاة فيما سبق، تراءى الناس الهلال فقال شيخ منهم: إني رأيت الهلال، فالناس الذين معه أقوى منه بصراً فقالوا: ما رأيناه. والشيخ هذا في حد دينه وفي أمانته موثوقٌ به، وأصر على أنه رأى الهلال.
فقال القاضي: ادن مني، فدنا منه فمسح حاجبه، فقال له: انظر، قال: الآن ما رأيته. إي نعم. فإذا هي شعرة بيضاء، وهذا من ذكاء القاضي، لأنه قال: كيف الناس الذين ما رأوه وهو رآه، هذا ما يمكن، وهو ثقة، وليس رجل مشكوك بخبره، لكن قد ....
2 - فوائد قوله تعالى : << إذ قال موسى لأهله إني ءانست نارا سئاتيكم منها بخبر أو ءاتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون >> أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : << فلما جآءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها و سبحان الله رب العالمين >>
وفيه: (( فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))[النمل:8].
يُستفاد من هذه الآية: أولاً: إثبات كلام الله سبحانه وتعالى، لقوله: (( نُودِيَ ))[النمل:8]. فإذا قال قائل: الفعل هنا مبني للمجهول، لم يُبَيَّن من المنادي، فلا دليل فيه على كلام الله، فما الجواب؟
الطالب: ....
الشيخ : أولاً: ..... والثاني أيضاً قوله في سياق الكلام: (( يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))[النمل:9].
وفيه: دليل على أن كلام الله سبحانه وتعالى بصوت، لقوله: (( نُودِيَ ))[النمل:8] والنداء لا يكون إلا بصوت، ففيه رد على طائفتين مر علينا قولهما بالأمس وهم من؟ الأشاعرة والكلابية الذين يقولون: إن كلام الله تعالى معنىً قائم بنفسه، وهذا القول باطل بأوجه كثيرة.
وفيه: دليل على أنه ينبغي للإنسان المستوحش أن تقول له أو تفعل معه ما يؤنسه ليطمئن، ويكون قابلاً لما يُلقى إليه، لأن المستوحش ما يقبل ما ... بمعنى أنه ما يتمكن من قبوله، يؤخذ من قوله غيره قبله ؟ (( نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ ))[النمل:8] فإن اسناد البركة لمن في النار، ومن حولها يزداد به طمأنينة بلا شك، ولهذا أول ما خاطبه الله في هذه الآية (( نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا ))[النمل:8].
وفيه: دليل على تنزيه الله سبحانه وتعالى عمّا لا يليق به، لقوله: (( وَسُبْحَانَ اللَّهِ ))[النمل:8].
وفيه: دليل على عموم ربوبية الله سبحانه وتعالى، لقوله: (( رَبِّ الْعَالَمِينَ ))[النمل:8].
وهل معه ربٌ آخر؟ لو كان معه ما صار رباً للعالمين.. لو كان معه ربٌ آخر لم يكن الله تعالى رباً للعالمين بل رباً لبعض العالمين، والله سبحانه وتعالى ربُّ العالمين وقد ذكر الله سبحانه وتعالى أنه لا يمكن أن يكون مع الله إلهاً آخر عقلاً فقال: (( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ))[الأنبياء:22] ولم تفسد، فدل على امتناع الآلهة.. بامتناع فسادهما دل على امتناع تعدد الآلهة.
وقال تعالى: (( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ))[المؤمنون:91] وهذا أمر لم يحدث
فإثبات وحدانية الله سبحانه وتعالى في ربوبيته معلومة، حتى المشركون في عهد الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانوا يقرون بوحدانية الربوبية.
وفيه: دليل على ثناء الله تبارك وتعالى على نفسه، وأن ذلك من كماله، فإنه أثنى على نفسه بقوله: (( وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))[النمل:8] أثنى على نفسه بنفيٍ وإثبات..يا ولد النفي سبحان الله، والإثبات رب العالمين.
ومن هنا نعرف أنه لا يتم كمال الأوصاف إلا بهذين الأمرين وهما النفي والإثبات، لأن إثبات الكمالات فقط لا يدل على نفي النقائص، ونفي النقائص فقط لا يدل على إثبات الكمالات، وباجتماعهما يحصل الكمال المطلق، ولهذا قالوا: لا بد من تخلية وتحلية.
وفي الآية: دليل على أن جميع الخلق مربوبون لله سبحانه وتعالى يتصرف فيهم بمقتضى ربوبيته، لقوله: (( رَبِّ الْعَالَمِينَ ))[النمل:8] ولهذا حكم الربوبية ما أحد يستطيع أن يخالفه.
الطالب:...؟
الشيخ : ما يخالف الآن...
الطالب:...؟
الشيخ : ارض الشام مباركة لقوله (( ومن حولها ))
يُستفاد من هذه الآية: أولاً: إثبات كلام الله سبحانه وتعالى، لقوله: (( نُودِيَ ))[النمل:8]. فإذا قال قائل: الفعل هنا مبني للمجهول، لم يُبَيَّن من المنادي، فلا دليل فيه على كلام الله، فما الجواب؟
الطالب: ....
الشيخ : أولاً: ..... والثاني أيضاً قوله في سياق الكلام: (( يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))[النمل:9].
وفيه: دليل على أن كلام الله سبحانه وتعالى بصوت، لقوله: (( نُودِيَ ))[النمل:8] والنداء لا يكون إلا بصوت، ففيه رد على طائفتين مر علينا قولهما بالأمس وهم من؟ الأشاعرة والكلابية الذين يقولون: إن كلام الله تعالى معنىً قائم بنفسه، وهذا القول باطل بأوجه كثيرة.
وفيه: دليل على أنه ينبغي للإنسان المستوحش أن تقول له أو تفعل معه ما يؤنسه ليطمئن، ويكون قابلاً لما يُلقى إليه، لأن المستوحش ما يقبل ما ... بمعنى أنه ما يتمكن من قبوله، يؤخذ من قوله غيره قبله ؟ (( نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ ))[النمل:8] فإن اسناد البركة لمن في النار، ومن حولها يزداد به طمأنينة بلا شك، ولهذا أول ما خاطبه الله في هذه الآية (( نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا ))[النمل:8].
وفيه: دليل على تنزيه الله سبحانه وتعالى عمّا لا يليق به، لقوله: (( وَسُبْحَانَ اللَّهِ ))[النمل:8].
وفيه: دليل على عموم ربوبية الله سبحانه وتعالى، لقوله: (( رَبِّ الْعَالَمِينَ ))[النمل:8].
وهل معه ربٌ آخر؟ لو كان معه ما صار رباً للعالمين.. لو كان معه ربٌ آخر لم يكن الله تعالى رباً للعالمين بل رباً لبعض العالمين، والله سبحانه وتعالى ربُّ العالمين وقد ذكر الله سبحانه وتعالى أنه لا يمكن أن يكون مع الله إلهاً آخر عقلاً فقال: (( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ))[الأنبياء:22] ولم تفسد، فدل على امتناع الآلهة.. بامتناع فسادهما دل على امتناع تعدد الآلهة.
وقال تعالى: (( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ))[المؤمنون:91] وهذا أمر لم يحدث
فإثبات وحدانية الله سبحانه وتعالى في ربوبيته معلومة، حتى المشركون في عهد الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانوا يقرون بوحدانية الربوبية.
وفيه: دليل على ثناء الله تبارك وتعالى على نفسه، وأن ذلك من كماله، فإنه أثنى على نفسه بقوله: (( وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))[النمل:8] أثنى على نفسه بنفيٍ وإثبات..يا ولد النفي سبحان الله، والإثبات رب العالمين.
ومن هنا نعرف أنه لا يتم كمال الأوصاف إلا بهذين الأمرين وهما النفي والإثبات، لأن إثبات الكمالات فقط لا يدل على نفي النقائص، ونفي النقائص فقط لا يدل على إثبات الكمالات، وباجتماعهما يحصل الكمال المطلق، ولهذا قالوا: لا بد من تخلية وتحلية.
وفي الآية: دليل على أن جميع الخلق مربوبون لله سبحانه وتعالى يتصرف فيهم بمقتضى ربوبيته، لقوله: (( رَبِّ الْعَالَمِينَ ))[النمل:8] ولهذا حكم الربوبية ما أحد يستطيع أن يخالفه.
الطالب:...؟
الشيخ : ما يخالف الآن...
الطالب:...؟
الشيخ : ارض الشام مباركة لقوله (( ومن حولها ))
3 - فوائد قوله تعالى : << فلما جآءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها و سبحان الله رب العالمين >> أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : << يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم >>
ثم قال الله تبارك وتعالى: (( يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))[النمل:9].
أولاً: في الآية دليل على أن تعيين الشخص بالنداء له فائدة، وذكرناها بالأمس وهي: التطمين والإيناس، لأنك إذا قلت: يا فلان! طمأنته بلا شك، لأنه يقول: هذا يعرفني ما ينال من ....، ولهذا قال: (( يَا مُوسَى ))[النمل:9].
وفيه: دليل على إثبات العزة والحكمة لله عز وجل، لقوله: (( أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))[النمل:9].
وفيه أيضاً: دليل على أنه ينبغي لمن أراد تعيين نفسه أن يبيّن اسمه، لقوله: (( أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))[النمل:9] ما قال مثلاً: أنا مكلمك، أو أنا أنا ما أشبه ذلك، بل بيّن سبحانه وتعالى من الذي يكلمه.هل فيها حصر الألوهية في الله؟
الطالب: نعم.
الشيخ : كيف ذلك؟
الطالب: .....
الشيخ : يعني معناه وصفه ..... يقتضي أن يكون هو المألوه وحده؟
الطالب: ....
الشيخ : ومن تعريف المبتدأ والخبر ...طيب.
وفيه أيضاً: إثبات الحكم المطلق لله سبحانه وتعالى ومأخوذة من (( الْحَكِيمُ ))[النمل:9] لأنا ذكرنا أن الحكيم ذو الحُكم والحكمة اثبات الحكم المطلق لله ....
أولاً: في الآية دليل على أن تعيين الشخص بالنداء له فائدة، وذكرناها بالأمس وهي: التطمين والإيناس، لأنك إذا قلت: يا فلان! طمأنته بلا شك، لأنه يقول: هذا يعرفني ما ينال من ....، ولهذا قال: (( يَا مُوسَى ))[النمل:9].
وفيه: دليل على إثبات العزة والحكمة لله عز وجل، لقوله: (( أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))[النمل:9].
وفيه أيضاً: دليل على أنه ينبغي لمن أراد تعيين نفسه أن يبيّن اسمه، لقوله: (( أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))[النمل:9] ما قال مثلاً: أنا مكلمك، أو أنا أنا ما أشبه ذلك، بل بيّن سبحانه وتعالى من الذي يكلمه.هل فيها حصر الألوهية في الله؟
الطالب: نعم.
الشيخ : كيف ذلك؟
الطالب: .....
الشيخ : يعني معناه وصفه ..... يقتضي أن يكون هو المألوه وحده؟
الطالب: ....
الشيخ : ومن تعريف المبتدأ والخبر ...طيب.
وفيه أيضاً: إثبات الحكم المطلق لله سبحانه وتعالى ومأخوذة من (( الْحَكِيمُ ))[النمل:9] لأنا ذكرنا أن الحكيم ذو الحُكم والحكمة اثبات الحكم المطلق لله ....
فوائد قوله تعالى : << وألق عصاك فلما رءاها تهتز كأنها جآن ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون >>
(( وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ * إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ))[النمل:10 - 11].
أولاً: في هذه الآية العظيمة الدالة على كمال قدرة الله سبحانه وتعالى وهي من قوله: (( فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ ))[النمل:10] لأنه أُمر بإلقائها فألقاها، بمجرد وصولها إلى الأرض صارت حيّة، ولهذا في سورة طه (( فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ ))[طه:20] إذا فجائية، تدل على مفاجأة الأمر ووقوفه على وجه الفورية.
ففيها دليل واضح على أي شيء ؟ كمال قدرة الله سبحانه وتعالى، وأنه إذا قال للشيء كن فإنه يكون.
وفيه أيضاً: دليل على حكمة الله تعالى في آيات الرسل، وأنها تناسب العصر، وتؤخذ من (( تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ ))[النمل:10] لأن هذا أشبه ما يكون بما تطور تطوراً بالغاً عندهم في ذلك الوقت وهو السحر، فإن أحداً لو أنه أتى بعصا أمامك ووضعها في الأرض، ثم رأيتها حيّة ماذا تقول؟ تقول: هذا سحر. فلذلك أوتي موسى عليه الصلاة والسلام من الآيات ما يقضي على فعلهم.
وفيه: دليل على أن من البلاغة الإيجاز بالحذف، ولا يؤثر هذا قصوراً ولا تقصيراً.
الطالب: ....
الشيخ : من أين ينوّه على الأول؟
الطالب: .....
الشيخ : (( فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ )) هنا بلا شك فيه محذوف.(( وَأَلْقِ عَصَاكَ )) فألقاها (( فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ ))[النمل:10].
لأنه لو أُخذ الكلام على ظاهره، لو كان: وألق عصاك، لما أُمر بهذا اهتزت وهي في يده وليس الأمر كذلك.
وفيه أيضاً: دليل على أن هذه العصا لم تكن مجرد حيواناً يتحرك، ولكنها أبلغ من ذلك (( كَأَنَّهَا جَانٌّ ))[النمل:10] ومعلومٌ أن الجان بنفسه مروّع، فالحيّة بنفسها مروّعة، فإذا كانت من عظيم الحيّات صارت أشد وأبلغ.
وفيه: دليل على جواز أن يعتري الأنبياء الخوف، لقوله: (( وَلَّى مُدْبِرًا ))[النمل:10] وأن ذلك لا يُعد نقصاً فيهم، لأنه من مقتضى الطبيعة البشرية، وهذا الذي يكون من مقتضى الطبيعة البشرية ما أحد يلام عليه، فالأنبياء يجوعون، ويعطشون، ويبردون، ويمرضون، ويموتون أيضاً (( إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ))[الكهف:110].
وفيه: دليل على رحمة الله تبارك وتعالى بنبيه موسى لقوله: (( يَا مُوسَى لا تَخَفْ ))[النمل:10] فإن هذا من رحمة الله به، لأنه إذا قال له وقد علم أنه رب العالمين، إذا قال له: لا تخف، لا يمكن أن يخاف.
وفيه: دليل على جواز توجيه الأحكام الشرعية إلى الأمور الفطرية، يعني مثلاً: لا تخف إذا قال قائل: أنت إذا قلت للإنسان لا تخف، الخوف طبيعي كيف يدفعه عنه؟
الطالب: ....
الشيخ : أنا قصدي: هل يتوجه الحكم إلى مثل هذه الأمور الطبيعية؟ نقول: نعم يمكن، لأن الإنسان وإن كان الخوف أمر طبيعي .... كأن يأتي إنسان فيخفف عليه، لكنه يمكنه معالجته بالمدافعة.
ولهذا جاء رجل للرسول عليه الصلاة والسلام قال: ( أوصني قال: لا تغضب ) والغضب من طبيعة الإنسان، لكن معنى: ( لا تغضب ) يعني: حاول أن تقلل من غضبك، وأن تكون دائماً هادئاً، ثم إن غضبت فلا تنزّل مقتضى هذا الغضب.
فإذاً الأمور الطبيعية البشرية التي هي من مقتضى الطبيعة البشرية يجوز أن يوجّه الحكم إليها أمراً أو نهياً، ويكون ذلك من باب المدافعة، أو من باب تقليل الآثار.. من باب مدافعتها قبل وجودها، أو من باب تقليل آثارها.
فلا يقول: أن الإنسان أُمر بما لا يستطيع. أُمر بعدم الغضب وهو لا بد أن يغضب، أُمر بعدم الخوف وهو لا بد أن يخاف مما هو مخيف.
الطالب:...؟
الشيخ : هو لما توجه تلقاء مدين.. النبوة...
وفيه أيضاً: دليل على أن من كان مع الله سبحانه وتعالى فإنه لا ينبغي أن يخاف (( إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ )) أي: عندي (( الْمُرْسَلُونَ ))[النمل:10].
ولذلك كلما ذكر الإنسان ربه زال عنه الخوف (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))[الأنفال:45] ففي ذكر الله سبحانه وتعالى زوال الخوف والقوة والرهبة في تنفيذ ما أمر الله تعالى به، ولهذا أمر الله به في الجهاد.
أولاً: في هذه الآية العظيمة الدالة على كمال قدرة الله سبحانه وتعالى وهي من قوله: (( فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ ))[النمل:10] لأنه أُمر بإلقائها فألقاها، بمجرد وصولها إلى الأرض صارت حيّة، ولهذا في سورة طه (( فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ ))[طه:20] إذا فجائية، تدل على مفاجأة الأمر ووقوفه على وجه الفورية.
ففيها دليل واضح على أي شيء ؟ كمال قدرة الله سبحانه وتعالى، وأنه إذا قال للشيء كن فإنه يكون.
وفيه أيضاً: دليل على حكمة الله تعالى في آيات الرسل، وأنها تناسب العصر، وتؤخذ من (( تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ ))[النمل:10] لأن هذا أشبه ما يكون بما تطور تطوراً بالغاً عندهم في ذلك الوقت وهو السحر، فإن أحداً لو أنه أتى بعصا أمامك ووضعها في الأرض، ثم رأيتها حيّة ماذا تقول؟ تقول: هذا سحر. فلذلك أوتي موسى عليه الصلاة والسلام من الآيات ما يقضي على فعلهم.
وفيه: دليل على أن من البلاغة الإيجاز بالحذف، ولا يؤثر هذا قصوراً ولا تقصيراً.
الطالب: ....
الشيخ : من أين ينوّه على الأول؟
الطالب: .....
الشيخ : (( فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ )) هنا بلا شك فيه محذوف.(( وَأَلْقِ عَصَاكَ )) فألقاها (( فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ ))[النمل:10].
لأنه لو أُخذ الكلام على ظاهره، لو كان: وألق عصاك، لما أُمر بهذا اهتزت وهي في يده وليس الأمر كذلك.
وفيه أيضاً: دليل على أن هذه العصا لم تكن مجرد حيواناً يتحرك، ولكنها أبلغ من ذلك (( كَأَنَّهَا جَانٌّ ))[النمل:10] ومعلومٌ أن الجان بنفسه مروّع، فالحيّة بنفسها مروّعة، فإذا كانت من عظيم الحيّات صارت أشد وأبلغ.
وفيه: دليل على جواز أن يعتري الأنبياء الخوف، لقوله: (( وَلَّى مُدْبِرًا ))[النمل:10] وأن ذلك لا يُعد نقصاً فيهم، لأنه من مقتضى الطبيعة البشرية، وهذا الذي يكون من مقتضى الطبيعة البشرية ما أحد يلام عليه، فالأنبياء يجوعون، ويعطشون، ويبردون، ويمرضون، ويموتون أيضاً (( إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ))[الكهف:110].
وفيه: دليل على رحمة الله تبارك وتعالى بنبيه موسى لقوله: (( يَا مُوسَى لا تَخَفْ ))[النمل:10] فإن هذا من رحمة الله به، لأنه إذا قال له وقد علم أنه رب العالمين، إذا قال له: لا تخف، لا يمكن أن يخاف.
وفيه: دليل على جواز توجيه الأحكام الشرعية إلى الأمور الفطرية، يعني مثلاً: لا تخف إذا قال قائل: أنت إذا قلت للإنسان لا تخف، الخوف طبيعي كيف يدفعه عنه؟
الطالب: ....
الشيخ : أنا قصدي: هل يتوجه الحكم إلى مثل هذه الأمور الطبيعية؟ نقول: نعم يمكن، لأن الإنسان وإن كان الخوف أمر طبيعي .... كأن يأتي إنسان فيخفف عليه، لكنه يمكنه معالجته بالمدافعة.
ولهذا جاء رجل للرسول عليه الصلاة والسلام قال: ( أوصني قال: لا تغضب ) والغضب من طبيعة الإنسان، لكن معنى: ( لا تغضب ) يعني: حاول أن تقلل من غضبك، وأن تكون دائماً هادئاً، ثم إن غضبت فلا تنزّل مقتضى هذا الغضب.
فإذاً الأمور الطبيعية البشرية التي هي من مقتضى الطبيعة البشرية يجوز أن يوجّه الحكم إليها أمراً أو نهياً، ويكون ذلك من باب المدافعة، أو من باب تقليل الآثار.. من باب مدافعتها قبل وجودها، أو من باب تقليل آثارها.
فلا يقول: أن الإنسان أُمر بما لا يستطيع. أُمر بعدم الغضب وهو لا بد أن يغضب، أُمر بعدم الخوف وهو لا بد أن يخاف مما هو مخيف.
الطالب:...؟
الشيخ : هو لما توجه تلقاء مدين.. النبوة...
وفيه أيضاً: دليل على أن من كان مع الله سبحانه وتعالى فإنه لا ينبغي أن يخاف (( إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ )) أي: عندي (( الْمُرْسَلُونَ ))[النمل:10].
ولذلك كلما ذكر الإنسان ربه زال عنه الخوف (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))[الأنفال:45] ففي ذكر الله سبحانه وتعالى زوال الخوف والقوة والرهبة في تنفيذ ما أمر الله تعالى به، ولهذا أمر الله به في الجهاد.
5 - فوائد قوله تعالى : << وألق عصاك فلما رءاها تهتز كأنها جآن ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون >> أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : << إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإني غفور رحيم >>
وفيه: دليل على أن من ظلم ثم أتى بعملٍ صالح فإن الله تعالى يمحو العمل السيئ بالعمل الصالح، لقوله: (( إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ))[النمل:11].
وقد مر علينا بالأمس مناسبة هذه الجملة (( إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ ))[النمل:11] مناسبة ذكرها في هذا المقام. ماهو ؟
الطالب:...
الشيخ : وفيه أيضاً: إثبات المغفرة والرحمة لله لقوله: (( فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ))[النمل:11].
وفيه أيضاً: أخذ الأحكام من مقتضى أسماء الله تعالى وصفاته، لأن قوله: (( فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ))[النمل:11] أي: أغفر له. وهذا حكم.
وأخذ الأحكام من مقتضى الأسماء والصفات هذا من أحسن ما يكون من ....، ذُكر أن رجلاً قرأ عند أعرابي: (( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا نكالاً من الله والله غفورٌ رحيم )).
فقال الأعرابي -وهو ما يقرأ القرآن-: أعد الآية، فأعادها مرة ثانية وقال)) فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا نكالاً من الله والله غفورٌ رحيم )).قال له: أعد الآية، فأعادها في الثالثة على الصواب، قال: (( نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ))[المائدة:38].
قال: الآن، فإنه عزّ وحكم فقطع، ولو غفر ورحم ما قطع ....صحيح.
ويدل على هذا الفهم قوله تعالى في المحاربين: (( إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ))[المائدة:34].
إذاً: معناه: إذا علمنا أن الله غفور رحيم يُغفر لهم ويُتركون، ولهذا إذا تاب قاطع الطريق قبل القدرة سقط عنه الحد، وهل عاد يُلحق به غيره من الحدود أو لا؟ فيه خلاف.
إذاً: يستفاد من هذا: أخذ الأحكام من مقتضى أسماء الله تعالى وصفاته، لقوله: (( فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ))[النمل:11].نبدأ الآن بالدرس
وقد مر علينا بالأمس مناسبة هذه الجملة (( إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ ))[النمل:11] مناسبة ذكرها في هذا المقام. ماهو ؟
الطالب:...
الشيخ : وفيه أيضاً: إثبات المغفرة والرحمة لله لقوله: (( فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ))[النمل:11].
وفيه أيضاً: أخذ الأحكام من مقتضى أسماء الله تعالى وصفاته، لأن قوله: (( فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ))[النمل:11] أي: أغفر له. وهذا حكم.
وأخذ الأحكام من مقتضى الأسماء والصفات هذا من أحسن ما يكون من ....، ذُكر أن رجلاً قرأ عند أعرابي: (( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا نكالاً من الله والله غفورٌ رحيم )).
فقال الأعرابي -وهو ما يقرأ القرآن-: أعد الآية، فأعادها مرة ثانية وقال)) فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا نكالاً من الله والله غفورٌ رحيم )).قال له: أعد الآية، فأعادها في الثالثة على الصواب، قال: (( نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ))[المائدة:38].
قال: الآن، فإنه عزّ وحكم فقطع، ولو غفر ورحم ما قطع ....صحيح.
ويدل على هذا الفهم قوله تعالى في المحاربين: (( إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ))[المائدة:34].
إذاً: معناه: إذا علمنا أن الله غفور رحيم يُغفر لهم ويُتركون، ولهذا إذا تاب قاطع الطريق قبل القدرة سقط عنه الحد، وهل عاد يُلحق به غيره من الحدود أو لا؟ فيه خلاف.
إذاً: يستفاد من هذا: أخذ الأحكام من مقتضى أسماء الله تعالى وصفاته، لقوله: (( فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ))[النمل:11].نبدأ الآن بالدرس
الأسئلة
الطالب: .....
الشيخ : لا. هو لا شك أن الأنبياء ما يُحكمون مما لا يخل .....، الذي ما يخل بالرسالة والشرف والمروءة ما يُحكمون منه، لكنهم يُحكمون من الإصرار عليه، لا بد أن يوفقوا للتوبة، وهذا هو الفرق بينهم وبين غيرهم، .... أنا ذكرنا ....، من إنه يُفرّق بينهم وبين غيرهم من وجهين في مسألة الذنوب والمعاصي:
أولاً: أنه لا يمكن أن يصدر منهم ما يخل بالرسالة مثل: الكذب، والخيانة.
ولا بالشرف والمروءة كالزنا وما أشبه ذلك.
ثانياً: أنه إذا وقع منهم ما يمكن وقوعه من المعاصي فإنهم لا يُقرون عليه، لا بد أن يحصل لهم ما يوجب تركهم لهذا الشيء، لأنهم رسل قدوة، ولو أُقِرّوا على المعاصي لكانت المعاصي من شرائعهم.
وأما القول بالعصمة مطلقاً فلا وجه له، ما في عصمة مطلقاً، بل الصواب أنه يحصل منهم ما يحصل ولكنهم لا يُقرّون عليه.
الطالب: ...؟
الشيخ : نعم. قتل النفس من الكبائر.
الطالب: ....؟
الشيخ : اعترف بأنه ظالم (( قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ))[القصص:16]، اعترف بأنه ظالم واعتذر عن ذلك أيضاً في مسألة الشفاعة، لأنه يعتقد بأنه ظلم.
.... والله غفورٌ رحيم، هذا مما يدل على أن الأمر وقع من الرسول عليه الصلاة والسلام، ولكنه غُفر له ما أُقر عليه.
الطالب: ....؟
الشيخ : إي نعم. يؤخذ منها: (( إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ))[النمل:10] الإشارة إلى أن موسى عليه الصلاة والسلام بشارته بالرسالة.
الطالب: ....؟
الشيخ : وأصبح النداء ما يلزم منه القرب أو البُعد، النداء بالصوت من بعد، قد يكون من بُعد وقد يرفع صوته لموسى ولو كان من ..... فهذا قد يكون أن الله ناداه من بعيد، ثم قرّبه نجيا مثلما قال: (( وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا ))[مريم:52].
الطالب: ....؟
الشيخ : لأن الحكمة بأن ظهور هذه النار الله أعلم، لكن لعله من الحكمة أن المكان هذا بالذات في الوادي المقدّس، أن الوادي هذا مبارك ومقدّس، فصار ابتداء الوحي من ذاك المكان، وأنه كان عليه الصلاة والسلام بعيداً.
الطالب: .....؟
الشيخ : ما هي الحكمة أنه من إبعاده عن أهله؟
الطالب: .....
الشيخ : ما يخالف، يمكن الإنسان أن يتحمل، ولهذا لما اختار موسى قومه سبعين رجلاً، وكلّم الله تعالى موسى وهم يسمعون، وقالوا (( لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة )) فالآن ما يتبين لي إلا أنه والله أعلم أن هذا المكان الخاص هو المقدّس المبارك، وربما بالتأمل .....
الطالب: ....؟
الشيخ : من قوله: (( مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا ))[النمل:8].
الشيخ : لا. هو لا شك أن الأنبياء ما يُحكمون مما لا يخل .....، الذي ما يخل بالرسالة والشرف والمروءة ما يُحكمون منه، لكنهم يُحكمون من الإصرار عليه، لا بد أن يوفقوا للتوبة، وهذا هو الفرق بينهم وبين غيرهم، .... أنا ذكرنا ....، من إنه يُفرّق بينهم وبين غيرهم من وجهين في مسألة الذنوب والمعاصي:
أولاً: أنه لا يمكن أن يصدر منهم ما يخل بالرسالة مثل: الكذب، والخيانة.
ولا بالشرف والمروءة كالزنا وما أشبه ذلك.
ثانياً: أنه إذا وقع منهم ما يمكن وقوعه من المعاصي فإنهم لا يُقرون عليه، لا بد أن يحصل لهم ما يوجب تركهم لهذا الشيء، لأنهم رسل قدوة، ولو أُقِرّوا على المعاصي لكانت المعاصي من شرائعهم.
وأما القول بالعصمة مطلقاً فلا وجه له، ما في عصمة مطلقاً، بل الصواب أنه يحصل منهم ما يحصل ولكنهم لا يُقرّون عليه.
الطالب: ...؟
الشيخ : نعم. قتل النفس من الكبائر.
الطالب: ....؟
الشيخ : اعترف بأنه ظالم (( قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ))[القصص:16]، اعترف بأنه ظالم واعتذر عن ذلك أيضاً في مسألة الشفاعة، لأنه يعتقد بأنه ظلم.
.... والله غفورٌ رحيم، هذا مما يدل على أن الأمر وقع من الرسول عليه الصلاة والسلام، ولكنه غُفر له ما أُقر عليه.
الطالب: ....؟
الشيخ : إي نعم. يؤخذ منها: (( إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ))[النمل:10] الإشارة إلى أن موسى عليه الصلاة والسلام بشارته بالرسالة.
الطالب: ....؟
الشيخ : وأصبح النداء ما يلزم منه القرب أو البُعد، النداء بالصوت من بعد، قد يكون من بُعد وقد يرفع صوته لموسى ولو كان من ..... فهذا قد يكون أن الله ناداه من بعيد، ثم قرّبه نجيا مثلما قال: (( وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا ))[مريم:52].
الطالب: ....؟
الشيخ : لأن الحكمة بأن ظهور هذه النار الله أعلم، لكن لعله من الحكمة أن المكان هذا بالذات في الوادي المقدّس، أن الوادي هذا مبارك ومقدّس، فصار ابتداء الوحي من ذاك المكان، وأنه كان عليه الصلاة والسلام بعيداً.
الطالب: .....؟
الشيخ : ما هي الحكمة أنه من إبعاده عن أهله؟
الطالب: .....
الشيخ : ما يخالف، يمكن الإنسان أن يتحمل، ولهذا لما اختار موسى قومه سبعين رجلاً، وكلّم الله تعالى موسى وهم يسمعون، وقالوا (( لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة )) فالآن ما يتبين لي إلا أنه والله أعلم أن هذا المكان الخاص هو المقدّس المبارك، وربما بالتأمل .....
الطالب: ....؟
الشيخ : من قوله: (( مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا ))[النمل:8].
قال الله تعالى : << و أدخل يدك في جيبك تخرج بيضآء من غير سوء في تسع ءايات إلى فرعون وقومه إنهم كانوا قوما فاسقين >>
أعوذ بالله من الشيطان الرحيم... " (( وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ ))[النمل:12] طوق القميص ".
هذا تفسير للجيب أنه طوق القميص.
وقوله: (( وَأَدْخِلْ يَدَكَ ))[النمل:12] اليد كلها تُطلق على الكف فقط، ولا تشمل الذراع إلا مقيّدة، والدليل على هذا أن الله تعالى لما قال في التيمم (( فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ))[المائدة:6] صار خاصاً بالكفين، ولما أراد الله تبارك وتعالى الذراع قال في الوضوء: (( وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ ))[المائدة:6].
إذاً: الذي أفهم حسب مقتضى اللغة العربية أن الذي أُمر أن يدخله موسى ليس الذي هو الذراع، بل الكف يغيبها في جيبه هكذا.
(( فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ ))[النمل:12] تخرج مجزومة، مع أنها فعل مضارع ولا دخل عليها حرف جازم، لكنها مجزومة بجواب الطلب، جواب الطلب الذي هو أدخل.
ومعروفٌ أنه إذا سقطت الفاء وقُصد الجزاء جُزم هذه القاعدة، فاء السببية إذا جاءت بعد الطلب نصب الفعل بها أو بأن مضمرة، فإذا سقطت الفاء بعد الطلب وقُصد الجزاء جُزم الفعل، هذه قاعدة معروفة في النحو.
(( تَخْرُجْ )) يعني: اليد " خلاف لونها من الأدمة " (( بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ )).
من أين أخذ المؤلَّف أن لونها الأدمة؟ من قوله: (( تَخْرُجْ بَيْضَاءَ )) لأنها لو كانت بيضاء من قبل ما خرجت بيضاء، فلا بد أنها تغيّرت من اللون الأول إلى اللون الثاني.
وقوله: (( بَيْضَاءَ )) حال من فاعل تخرج، يعني: حال كونها بيضاء.
(( مِنْ غَيْرِ سُوءٍ )) هذا تقييدٌ لقوله: (( بَيْضَاءَ )) لأن البيضاء قد يكون بياضها سوءاً مثل البرص، فإنه سوء، لأنه عيبٌ يسوء صاحبه، لكنه قال: (( مِنْ غَيْرِ سُوءٍ )) إذاً: بياض ليس كبياض البرص، ولهذا يقول المؤلَّف: " (( بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ )) برص لها شعاع يغشى البصر آية ".
أما قوله: " لها شعاع " فهذا يحتاج إلى دليل، فالله تبارك وتعالى ما ذكر إلا أنها بيضاء، وكفى بذلك آية أن تدخل اليد على لونٍ، ثم تخرج بلون آخر، وأما زيادة الشعاع فإن الله تعالى لم يذكره، وليس لنا أن نتجاوز في هذه الأمور ما دل عليه القرآن، لأننا ذكرنا فيما سبق أن المسائل الخبرية لا مجال للرأي فيه، يُقتصر فيها على ما جاء به الخبر.فنقول: هي بيضاء وكفى بها آية.
قال المؤلَّف: (( فِي تِسْعِ آيَاتٍ )) في للظرفية، فتكون الآية هذه وكذلك آية العصا من جملة التسع، وليست زائدة على التسع.
" (( فِي تِسْعِ آيَاتٍ )) مرسلا بها (( إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ )) ".
عرف موسى آيتين من هذه التسع وهي: العصا واليد، لكن بقي سبع آيات، فما هي الآيات؟
الطالب:...؟
الشيخ : خارج عن الدرس باقي عشرة الان ...نقول في تسع آيات ايتان المعروفتان بقية التسع (( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ ))[الأعراف:133] هذه خمس مع اثنتين سبع، (( وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ ))[الأعراف:130] فكان الجميع تسع آيات، هذه الآيات التسع.
(( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ ))[الأعراف:133] ما هو الطوفان؟ فيضان الماء.
الجراد معروف، القُمَّل: الدودة التي تكون في الحبوب
الطالب: ...
الشيخ : لا لا الدودة التي تكون في الحبوب.الضفادع معروفة، والدم معروف طيب نشوف ....
الدم بعض العلماء يقول: إن الدم هذا الماء إذا شربوه فإذا هو دم، وإذا سلّمه القبطي إلى الإسرائيلي عاد ماءً. ولكن الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله ذهب غير هذا المذهب قال: الطوفان: الفيضان، وهذا يفسد الزروع قبل خروجه، والجراد يأكل الزروع بعد خروجه.
لأن الزروع منها .... هذا يفسده الماء، وشيء خارج يأكله الجراد. وشيء مدّخر يفسده القُمَّل، الماء يفسده الضفادع.
إذاً الآن: المأكول والمشروب ....، هذا المأكول والمشروب إذا أكله الإنسان أو شرب يتحول إلى دم، أُرسل عليهم الدم أيضاً وهو النجس .....الرعاف.
فعلى هذا يكون هؤلاء غذاؤهم فسد، وما حصل بالغذاء نجس أيضاً، وهذا .... هو معنى الدم، لأن كونه مع الماء يصير دم يحصل إفساد الماء بالضفادع، الضفادع إذا صار الماء ممكن ......رائحة خبيثة ومنظر خبيث
الحاصل: أن الصواب ما ذهب إليه الشيخ رحمه الله في التفسير. هذه تسع آيات: السنين ونقص من الثمرات. السنين ما معناه؟ الجدب والقحط وهو عدم نزول المطر. ونقصٍ من الثمرات معناه ..
هذا تفسير للجيب أنه طوق القميص.
وقوله: (( وَأَدْخِلْ يَدَكَ ))[النمل:12] اليد كلها تُطلق على الكف فقط، ولا تشمل الذراع إلا مقيّدة، والدليل على هذا أن الله تعالى لما قال في التيمم (( فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ))[المائدة:6] صار خاصاً بالكفين، ولما أراد الله تبارك وتعالى الذراع قال في الوضوء: (( وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ ))[المائدة:6].
إذاً: الذي أفهم حسب مقتضى اللغة العربية أن الذي أُمر أن يدخله موسى ليس الذي هو الذراع، بل الكف يغيبها في جيبه هكذا.
(( فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ ))[النمل:12] تخرج مجزومة، مع أنها فعل مضارع ولا دخل عليها حرف جازم، لكنها مجزومة بجواب الطلب، جواب الطلب الذي هو أدخل.
ومعروفٌ أنه إذا سقطت الفاء وقُصد الجزاء جُزم هذه القاعدة، فاء السببية إذا جاءت بعد الطلب نصب الفعل بها أو بأن مضمرة، فإذا سقطت الفاء بعد الطلب وقُصد الجزاء جُزم الفعل، هذه قاعدة معروفة في النحو.
(( تَخْرُجْ )) يعني: اليد " خلاف لونها من الأدمة " (( بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ )).
من أين أخذ المؤلَّف أن لونها الأدمة؟ من قوله: (( تَخْرُجْ بَيْضَاءَ )) لأنها لو كانت بيضاء من قبل ما خرجت بيضاء، فلا بد أنها تغيّرت من اللون الأول إلى اللون الثاني.
وقوله: (( بَيْضَاءَ )) حال من فاعل تخرج، يعني: حال كونها بيضاء.
(( مِنْ غَيْرِ سُوءٍ )) هذا تقييدٌ لقوله: (( بَيْضَاءَ )) لأن البيضاء قد يكون بياضها سوءاً مثل البرص، فإنه سوء، لأنه عيبٌ يسوء صاحبه، لكنه قال: (( مِنْ غَيْرِ سُوءٍ )) إذاً: بياض ليس كبياض البرص، ولهذا يقول المؤلَّف: " (( بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ )) برص لها شعاع يغشى البصر آية ".
أما قوله: " لها شعاع " فهذا يحتاج إلى دليل، فالله تبارك وتعالى ما ذكر إلا أنها بيضاء، وكفى بذلك آية أن تدخل اليد على لونٍ، ثم تخرج بلون آخر، وأما زيادة الشعاع فإن الله تعالى لم يذكره، وليس لنا أن نتجاوز في هذه الأمور ما دل عليه القرآن، لأننا ذكرنا فيما سبق أن المسائل الخبرية لا مجال للرأي فيه، يُقتصر فيها على ما جاء به الخبر.فنقول: هي بيضاء وكفى بها آية.
قال المؤلَّف: (( فِي تِسْعِ آيَاتٍ )) في للظرفية، فتكون الآية هذه وكذلك آية العصا من جملة التسع، وليست زائدة على التسع.
" (( فِي تِسْعِ آيَاتٍ )) مرسلا بها (( إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ )) ".
عرف موسى آيتين من هذه التسع وهي: العصا واليد، لكن بقي سبع آيات، فما هي الآيات؟
الطالب:...؟
الشيخ : خارج عن الدرس باقي عشرة الان ...نقول في تسع آيات ايتان المعروفتان بقية التسع (( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ ))[الأعراف:133] هذه خمس مع اثنتين سبع، (( وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ ))[الأعراف:130] فكان الجميع تسع آيات، هذه الآيات التسع.
(( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ ))[الأعراف:133] ما هو الطوفان؟ فيضان الماء.
الجراد معروف، القُمَّل: الدودة التي تكون في الحبوب
الطالب: ...
الشيخ : لا لا الدودة التي تكون في الحبوب.الضفادع معروفة، والدم معروف طيب نشوف ....
الدم بعض العلماء يقول: إن الدم هذا الماء إذا شربوه فإذا هو دم، وإذا سلّمه القبطي إلى الإسرائيلي عاد ماءً. ولكن الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله ذهب غير هذا المذهب قال: الطوفان: الفيضان، وهذا يفسد الزروع قبل خروجه، والجراد يأكل الزروع بعد خروجه.
لأن الزروع منها .... هذا يفسده الماء، وشيء خارج يأكله الجراد. وشيء مدّخر يفسده القُمَّل، الماء يفسده الضفادع.
إذاً الآن: المأكول والمشروب ....، هذا المأكول والمشروب إذا أكله الإنسان أو شرب يتحول إلى دم، أُرسل عليهم الدم أيضاً وهو النجس .....الرعاف.
فعلى هذا يكون هؤلاء غذاؤهم فسد، وما حصل بالغذاء نجس أيضاً، وهذا .... هو معنى الدم، لأن كونه مع الماء يصير دم يحصل إفساد الماء بالضفادع، الضفادع إذا صار الماء ممكن ......رائحة خبيثة ومنظر خبيث
الحاصل: أن الصواب ما ذهب إليه الشيخ رحمه الله في التفسير. هذه تسع آيات: السنين ونقص من الثمرات. السنين ما معناه؟ الجدب والقحط وهو عدم نزول المطر. ونقصٍ من الثمرات معناه ..
اضيفت في - 2007-08-13