تفسير سورة النمل-05b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
فوائد قوله تعالى : << وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس و الطير فهم يوزعون >>
(( إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ * أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ))[النمل:26].
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. باقي علينا استنباط الفوائد، نعم.
أولاً من قوله تعالى: (( وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ))[النمل:17] يستفاد من هذه الآية الكريمة: أن سليمان عليه الصلاة والسلام قد نظم جنوده ورتبهم بحيث يُجمعون عند الجمع ويفرقون عند التفريق، لقوله: (( وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ ))[النمل:17].
وفي الآية دليل على أن الجنود الذين يرتبهم سليمان ثلاثة أصناف، وهم: الجن، والإنس، والطير.
أما الإنسان فاستصحابه لهم ظاهر، لأنه منهم. وأما الجن، فلاستخدامهم فيما لا يقدر عليه الإنس. وأما الطيور، فقال بعض العلماء: إنه تصحبه لتظله، تكون فوق رأسه ظلة من الشمس، وهذا قد يكون مقصوداً، وقد يكون أيضاً من مقصود استصحاب الطير: أنها تأتيه بالأخبار البعيدة كما في قصة الهدهد.
وفيها أيضاً في قوله: (( فَهُمْ يُوزَعُونَ ))[النمل:17] دليل على كمال التنظيم أيضاً، لأن الوزع إيش معناه؟ الجمع .... (( وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ))[فصلت:19] يُجمعون إليها ويساقون إليها، وهذا دليل أيضاً على كمال تنظيمها.
وفيه دليل على استعمال الساقة، الساقة في الجند والجيش أن يكون لهم سائق كما أن لهم قائداً دليلاً فلهم أيضاً سائق، نعم. وقد كان من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يكون في الساقة في أخريات القوم، مع أنه صلى الله عليه وسلم رئيسهم وزعيمهم، لكنه يتأخر لأجل أن ينقذ من قصر، نعم. ويعين من يحتاج، وللفائدة العظيمة التي تحصل بهذا
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. باقي علينا استنباط الفوائد، نعم.
أولاً من قوله تعالى: (( وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ))[النمل:17] يستفاد من هذه الآية الكريمة: أن سليمان عليه الصلاة والسلام قد نظم جنوده ورتبهم بحيث يُجمعون عند الجمع ويفرقون عند التفريق، لقوله: (( وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ ))[النمل:17].
وفي الآية دليل على أن الجنود الذين يرتبهم سليمان ثلاثة أصناف، وهم: الجن، والإنس، والطير.
أما الإنسان فاستصحابه لهم ظاهر، لأنه منهم. وأما الجن، فلاستخدامهم فيما لا يقدر عليه الإنس. وأما الطيور، فقال بعض العلماء: إنه تصحبه لتظله، تكون فوق رأسه ظلة من الشمس، وهذا قد يكون مقصوداً، وقد يكون أيضاً من مقصود استصحاب الطير: أنها تأتيه بالأخبار البعيدة كما في قصة الهدهد.
وفيها أيضاً في قوله: (( فَهُمْ يُوزَعُونَ ))[النمل:17] دليل على كمال التنظيم أيضاً، لأن الوزع إيش معناه؟ الجمع .... (( وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ))[فصلت:19] يُجمعون إليها ويساقون إليها، وهذا دليل أيضاً على كمال تنظيمها.
وفيه دليل على استعمال الساقة، الساقة في الجند والجيش أن يكون لهم سائق كما أن لهم قائداً دليلاً فلهم أيضاً سائق، نعم. وقد كان من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يكون في الساقة في أخريات القوم، مع أنه صلى الله عليه وسلم رئيسهم وزعيمهم، لكنه يتأخر لأجل أن ينقذ من قصر، نعم. ويعين من يحتاج، وللفائدة العظيمة التي تحصل بهذا
فوائد قوله تعالى : << حتى إذآ أتوا على واد النمل قالت نملة يآأيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون >>
(( حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ))[النمل:18].
فيه دليل على أن من البلاغة: الإيجاز بالحذف، لأن قوله: (( حَتَّى إِذَا أَتَوْا ))[النمل:18] هذا شيء محذوف، ويش التقدير؟
الطالب: .....
الشيخ : فساروا حتى إذا أتوا على واد النمل، لأن حتى للغاية، فلا بد أن يكون هناك شيء مغير قبله.
وفيه دليل على إضافة الشيء إلى ساكنه، إضافة المكان إلى ساكنه، لقوله: (( وَادِ النَّمْلِ ))[النمل:18] كما يقال الآن في الأحياء في أحياء البلد: هذا حي بني فلان، نعم. كما هو معروف من قديم الزمان أن الأحياء تضاف إلى ساكنيها. هل نقول: في هذا دليل على أن النمل إذا سكن أرضاً ملكها، بحيث ما يجوز إحياءها ولا الاستنفاع بها وإلا لا؟
الطالب: يعني .... الظاهر فيه دليل.
الشيخ : فيه دليل.
الطالب: الظاهر.
الشيخ : إيه.
الطالب: الظاهر ....
الشيخ : هذا أقل ما نعلم، طيب. الآن اثنان اختلفوا، أحدهما يقول: لا، والثاني يقول: نعم. فما هو الذي ترجحون؟
الطالب: ....
الشيخ : لا؟
الطالب: ...
الشيخ : طيب. واد النمل، بيت فلان هل لك حق في أن تأتي إلى بيت فلان تسكنه؟ ... واد النمل.
الطالب: ...
الشيخ : إيه، نعم. نقول: صحيح، لو نظرنا إلى مطلق اللفظ لكان وادي النمل لهم، للنمل، ولكن الله تعالى يقول: (( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ))[البقرة:29] إذا كان النمل لو هو يؤكل أكلناه؟ فكيف لا نأكل مساكنها؟ فبنو آدم هم أحق بالأرض من غيرهم، فهم إذا مثلاً احتاج الإنسان إلى عمارة هذه الأرض لو فيها نمل ما في بأس أنه يعمرها، ولو لزم من ذلك أن يموت النمل، نعم. لأن هذا الموت غير مقصود، وما كان غير مقصود وإنما جاء ضرورة لتناول المباح، فإنه لا يضر. وهذه القاعدة معروفة في الشرع: أن الشيء الذي يأتي ضرورة لفعل مباح وهو غير مقصود فإنه لا بأس به، فانظر مثلاً إلى قتل النساء والذرية في الحرب، يجوز وإلا لا؟
الطالب: ما يجوز.
الشيخ : ما يجوز، لكن إذا لم نتوصل إلى قتل المقاتلين إلا بالرمي بالمنجنيق والمدافع العامة يجوز وإلا لا؟
الطالب: يجوز.
الشيخ : ولو لزم من ذلك قتل النساء والذرية، ولو لزم، لأن هذا غير مقصود.كذلك أيضاً قطع النخيل نخيل العدو، يجوز وإلا ما يجوز؟
الطالب: لا، ما يجوز.
الشيخ : ولكن إذا لم نتوصل إليه إلا بقطع نخيلهم جاز كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام في بني النضير
والحاصل أن نقول: إن قتل النمل إذا لزم منه إحياء أرض فإنه ليس به بأس، لأنه لم يكن مقصوداً، وإنما جاء ضرورة لتناول أمر مباح لنا. نعم.
الطالب: ....؟
الشيخ : إي نعم. جاز قتله، كل مؤذي، حتى بني آدم لو آذاك وصال عليك ولم يندفع إلا بالقتل تقتله وهو أعظم الحيوانات حرمة.
وفي هذه الآية دليل على أن للحشرات نطقاً، لقوله: (( قَالَتْ نَمْلَةٌ ))[النمل:18].
وفيه دليل على أن قولها أيضاً مسموع، يسمعه بنو جنسها، لأنه لو لم يكونوا يسمعونه لم يكن به فائدة، فهم يسمعون قولها، وقد يُسمعه الله تبارك وتعالى من يشاء. طيب.
وفيه دليل استدل العامة بذلك على أن كل شيء ينطق من قبل. هذا ليس بصحيح، ولكن الله تعالى قد يُسمع الخلق نطق بعض الحيوانات إما آية، أو كرامة، أو ما أشبه ذلك. نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : إيه إيه، كل شيء يتكلم، ..... تتكلم، نعم. والظاهر أنه ..... ممكن ... مخزن التمر، نعم.
الطالب: .....
الشيخ : أنا ..... أنكم ما تناقشون.. ما تسألون .... الفوائد أحسن، وإلا عند الشيء بعدما .... لأن هذا أولاً يمنع من .... الذهن، ويشوش أيضاً على السامعين. طيب.
وفيه رد لكلام المؤلف في قوله: إن النملة ملكة النمل، لقوله: (( نَمْلَةٌ ))[النمل:18] منكَّر، نعم. وليس بغريب أن تكون نملة من النملات هي التي تفعل هذا.
وفيه دليل.. في الآية هذه دليل على فصاحة هذه النملة ونصحها وذكائها، نعم. لأن الكلام التي قالت يتضمن هذا كله، فهي من بلاغتها استعملت في كل مكان ما يناسبه: (( يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ))[النمل:18] أتت بياء المناداة البعيد، لأن النمل ليس قريباً منها كله، بعضه بعيد وبعضه قريب.
ومن كمال أيضاً نصحها: إرشادها إلى المخابئ والملاجئ في قولها: (( ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ ))[النمل:18].
ومن كمال ذكائها: أنها استعملت العبارات المثيرة المزعجة في قوله: (( لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ ))[النمل:18] نعم.
وفيها أيضاً من عدلها أنها قالت لهم: (( وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ))[النمل:18] فتضمن هذا الكلام أنواعاً كثيرة من البلاغة والفصاحة والنصح والتحذير والتعذير وغير ذلك من ما مر في الشرح.طيب. الآن انتهت الفوائد التي عندي، عندكم فوائد أنتم؟ نعم.
الطالب: . عظمة ملك سليمان.
الشيخ : هه؟
الطالب: عظمة ملك سليمان
الشيخ : إي نعم. في هذا أيضاً: عظمة ملك سليمان وجنوده، وأنها النملة عرفت ذلك وحذرت منه. نعم.
الطالب: هل فيها ... وقع .....
الشيخ : إيه. ..... والنملة الحقيقة بيوتها تكون عميقة في الأرض، ثم هي أيضاً من عادتها النملة أنها ما تبني البيوت إلا في مكان مرتفع، وغالباً أن الجند يعني ... رفيعة أنهم ما دام يجدون السهل ما يروحون .....
الطالب: صلبة تحفر ...
الشيخ : نعم؟
الطالب: ..... يعني ..... من .....
الشيخ : لا، ما تحفر البلاط
الطالب: .....
الشيخ : إيه، ..... أما .....
فيه دليل على أن من البلاغة: الإيجاز بالحذف، لأن قوله: (( حَتَّى إِذَا أَتَوْا ))[النمل:18] هذا شيء محذوف، ويش التقدير؟
الطالب: .....
الشيخ : فساروا حتى إذا أتوا على واد النمل، لأن حتى للغاية، فلا بد أن يكون هناك شيء مغير قبله.
وفيه دليل على إضافة الشيء إلى ساكنه، إضافة المكان إلى ساكنه، لقوله: (( وَادِ النَّمْلِ ))[النمل:18] كما يقال الآن في الأحياء في أحياء البلد: هذا حي بني فلان، نعم. كما هو معروف من قديم الزمان أن الأحياء تضاف إلى ساكنيها. هل نقول: في هذا دليل على أن النمل إذا سكن أرضاً ملكها، بحيث ما يجوز إحياءها ولا الاستنفاع بها وإلا لا؟
الطالب: يعني .... الظاهر فيه دليل.
الشيخ : فيه دليل.
الطالب: الظاهر.
الشيخ : إيه.
الطالب: الظاهر ....
الشيخ : هذا أقل ما نعلم، طيب. الآن اثنان اختلفوا، أحدهما يقول: لا، والثاني يقول: نعم. فما هو الذي ترجحون؟
الطالب: ....
الشيخ : لا؟
الطالب: ...
الشيخ : طيب. واد النمل، بيت فلان هل لك حق في أن تأتي إلى بيت فلان تسكنه؟ ... واد النمل.
الطالب: ...
الشيخ : إيه، نعم. نقول: صحيح، لو نظرنا إلى مطلق اللفظ لكان وادي النمل لهم، للنمل، ولكن الله تعالى يقول: (( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ))[البقرة:29] إذا كان النمل لو هو يؤكل أكلناه؟ فكيف لا نأكل مساكنها؟ فبنو آدم هم أحق بالأرض من غيرهم، فهم إذا مثلاً احتاج الإنسان إلى عمارة هذه الأرض لو فيها نمل ما في بأس أنه يعمرها، ولو لزم من ذلك أن يموت النمل، نعم. لأن هذا الموت غير مقصود، وما كان غير مقصود وإنما جاء ضرورة لتناول المباح، فإنه لا يضر. وهذه القاعدة معروفة في الشرع: أن الشيء الذي يأتي ضرورة لفعل مباح وهو غير مقصود فإنه لا بأس به، فانظر مثلاً إلى قتل النساء والذرية في الحرب، يجوز وإلا لا؟
الطالب: ما يجوز.
الشيخ : ما يجوز، لكن إذا لم نتوصل إلى قتل المقاتلين إلا بالرمي بالمنجنيق والمدافع العامة يجوز وإلا لا؟
الطالب: يجوز.
الشيخ : ولو لزم من ذلك قتل النساء والذرية، ولو لزم، لأن هذا غير مقصود.كذلك أيضاً قطع النخيل نخيل العدو، يجوز وإلا ما يجوز؟
الطالب: لا، ما يجوز.
الشيخ : ولكن إذا لم نتوصل إليه إلا بقطع نخيلهم جاز كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام في بني النضير
والحاصل أن نقول: إن قتل النمل إذا لزم منه إحياء أرض فإنه ليس به بأس، لأنه لم يكن مقصوداً، وإنما جاء ضرورة لتناول أمر مباح لنا. نعم.
الطالب: ....؟
الشيخ : إي نعم. جاز قتله، كل مؤذي، حتى بني آدم لو آذاك وصال عليك ولم يندفع إلا بالقتل تقتله وهو أعظم الحيوانات حرمة.
وفي هذه الآية دليل على أن للحشرات نطقاً، لقوله: (( قَالَتْ نَمْلَةٌ ))[النمل:18].
وفيه دليل على أن قولها أيضاً مسموع، يسمعه بنو جنسها، لأنه لو لم يكونوا يسمعونه لم يكن به فائدة، فهم يسمعون قولها، وقد يُسمعه الله تبارك وتعالى من يشاء. طيب.
وفيه دليل استدل العامة بذلك على أن كل شيء ينطق من قبل. هذا ليس بصحيح، ولكن الله تعالى قد يُسمع الخلق نطق بعض الحيوانات إما آية، أو كرامة، أو ما أشبه ذلك. نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : إيه إيه، كل شيء يتكلم، ..... تتكلم، نعم. والظاهر أنه ..... ممكن ... مخزن التمر، نعم.
الطالب: .....
الشيخ : أنا ..... أنكم ما تناقشون.. ما تسألون .... الفوائد أحسن، وإلا عند الشيء بعدما .... لأن هذا أولاً يمنع من .... الذهن، ويشوش أيضاً على السامعين. طيب.
وفيه رد لكلام المؤلف في قوله: إن النملة ملكة النمل، لقوله: (( نَمْلَةٌ ))[النمل:18] منكَّر، نعم. وليس بغريب أن تكون نملة من النملات هي التي تفعل هذا.
وفيه دليل.. في الآية هذه دليل على فصاحة هذه النملة ونصحها وذكائها، نعم. لأن الكلام التي قالت يتضمن هذا كله، فهي من بلاغتها استعملت في كل مكان ما يناسبه: (( يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ))[النمل:18] أتت بياء المناداة البعيد، لأن النمل ليس قريباً منها كله، بعضه بعيد وبعضه قريب.
ومن كمال أيضاً نصحها: إرشادها إلى المخابئ والملاجئ في قولها: (( ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ ))[النمل:18].
ومن كمال ذكائها: أنها استعملت العبارات المثيرة المزعجة في قوله: (( لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ ))[النمل:18] نعم.
وفيها أيضاً من عدلها أنها قالت لهم: (( وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ))[النمل:18] فتضمن هذا الكلام أنواعاً كثيرة من البلاغة والفصاحة والنصح والتحذير والتعذير وغير ذلك من ما مر في الشرح.طيب. الآن انتهت الفوائد التي عندي، عندكم فوائد أنتم؟ نعم.
الطالب: . عظمة ملك سليمان.
الشيخ : هه؟
الطالب: عظمة ملك سليمان
الشيخ : إي نعم. في هذا أيضاً: عظمة ملك سليمان وجنوده، وأنها النملة عرفت ذلك وحذرت منه. نعم.
الطالب: هل فيها ... وقع .....
الشيخ : إيه. ..... والنملة الحقيقة بيوتها تكون عميقة في الأرض، ثم هي أيضاً من عادتها النملة أنها ما تبني البيوت إلا في مكان مرتفع، وغالباً أن الجند يعني ... رفيعة أنهم ما دام يجدون السهل ما يروحون .....
الطالب: صلبة تحفر ...
الشيخ : نعم؟
الطالب: ..... يعني ..... من .....
الشيخ : لا، ما تحفر البلاط
الطالب: .....
الشيخ : إيه، ..... أما .....
2 - فوائد قوله تعالى : << حتى إذآ أتوا على واد النمل قالت نملة يآأيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون >> أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : << فتبسم ضاحكا من قولها و قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي و أن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين >>
قال: (( فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ))[النمل:19].
في هذا جواز التبسم عند وجود سببه، وجواز الضحك أيضاً، لقوله: (( فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا ))[النمل:19] وهذا من فعل نبينا، وفعل الأنبياء حجة، فعل الأنبياء حجة، حتى وإن كان غير نبينا صلى الله عليه وسلم إلا ما ورد شرعنا من ..... فهذا لا ..... الدليل على أن فعل الأنبياء حجة قوله تعالى: (( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ ))[الأنعام:90]. وقوله: (( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُوْلِي الأَلْبَابِ ))[يوسف:111]. طيب.
وفيه دليل على ما كان عليه سليمان عليه الصلاة والسلام من التواضع لله سبحانه وتعالى، حيث لم يأخذه الغرور بهذا الملك العظيم حتى قال: (( رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ ))[النمل:19].
وفيه دليل على الاعتراف بالنعمة بنعمة الله، وأنه ليس من الافتخار، لأن سليمان ذكر نعمة الله عليه، لكنه لا يقصد بذلك الافتخار والعلو على غيره، وقد قال الله تعالى للرسول صلى الله عليه وسلم: (( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ))[الضحى:11] لكن لا على سبيل الافتخار والعلو، لأنه حينئذٍ تنقلب إلى نقمة.
وفيه دليل على أن نعمة الله على الوالدين نعمة على الولد، لقوله: (( أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ ))[النمل:19] ولا سيما نعمة الإسلام، فإنها من أكبر النعم على الولد، لو مات طفل وأبواه كافران لكان هذا الطفل في الدنيا في حكم الكافرين، وفي الآخرة الله أعلم بحاله، ولو مات طفل بين أبوين مسلمين لكان هذا الطفل؟
الطالب: في الجنة.
الشيخ : مسلماً في الدنيا والآخرة، وعلى هذا! فنعمة الله على الوالدين ولا سيما في الدين نعمة على الولد، وهذا هو وجه قوله: (( أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ))[النمل:19].
وفي هذا دليل على إضافة.. على أن من العقل والعدل والشرع إضافة المنة إلى المان بها، لقوله: (( أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ ))[النمل:19] وهذا اعتراف وأبلغ من أن يقول الإنسان: أوزعني أن أشكر النعمة وبس، لأن قوله: (( نِعْمَتَكَ ))[النمل:19] واضح جداً في خضوع هذا الإنسان لهذه النعمة العظيمة التي أنعم الله بها عليه، فهذه فيها دليل أنه من العقل والعدل والشرع إضافة المنة.. نعم.
الطالب: إلى المان بها.
الشيخ : إلى المان بها حتى لو هو آدمي حتى ولو كان آدمي. ومن الأسرار المعروفة عندهم: إنما يعرف الفضل من الناس ذووه. ويش معنى ذووه؟ أصحاب الفضل، ما يعرف الفضل إلا أصحاب الفضل، أما من ليس بأهل فضل فإنهم ينكرون الفضل، بل إنك لو تفضلت عليهم لرأوا أن هذا حق لا يشكرون عليه ولا .... نعم. وأعظم شيء في هذا من يمن على الله سبحانه وتعالى بما أنعم الله به عليه، كما في قصة الأعراب: (( يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ ))[الحجرات:17] نعم.
الطالب: .....
الشيخ : اصبر، ما بعد انتهينا. طيب.
وفيه دليل على أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كغيرهم مفتقرون إلى توفيق الله، وأنهم بدون توفيق الله سبحانه وتعالى ما .... خيراً يرضي الله، لقوله: (( وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ))[النمل:19].
وفيه دليل على أن العمل غير الصالح ليس فيه فائدة، بل وبين أمرين، العمل غير الصالح هو دائر بين أمرين: إما الإثم، وإما السلامة فقط، فإن صدر عن علم فهو إثم، وإن صدر عن جهل فالإنسان سالم ولكن لا فائدة له فيه، كما لو صلى الإنسان مثلاً صلاة باطلة في حدث، صلاة بحدث، فإنه إن تعمد ذلك كان آثماً، وإن كان جاهلاً لم تفده، لم تفده في إبراء الذمة، ويطالب بإعادتها. أما الأجر فقد يُؤجر عليها من أجل النية والعمل الذي حصل المشقة، ولكن الكلام على فائدة ما يستفيد منها في إبراء ذمته، ولا تسقط عنه.
وفيه دليل على أن الغاية التي ..... إليها الأنبياء ومن تبعهم هو رضا الله، لقوله: (( وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ))[النمل:19] لأن المقصود من عمل الإنسان الوصول إلى رضا الله سبحانه وتعالى، بل إن رضا الله غاية فوق كل شيء، قال الله تعالى في صفات المؤمنين: (( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ))[التوبة:71] * (( وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ))[التوبة:72] يعني: أكبر من كل شيء، نعم. أكبر من كل شيء، وإذا حل عليهم ..... الله فهذا غاية ما يريد. نعم. طيب.
وفي الآية دليل أيضاً على أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يتوسلون إلى الله، يعني: يسألون الله تعالى بالوسيلة، لقوله: (( وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ))[النمل:19]، قال الله تعالى: (( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ ))[الإسراء:57] يعني: أولئك الذي يدعوهم هؤلاء المشركون، أولئك (( يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ ))[الإسراء:57] فكل الناس كل الخلق يسألون الله تعالى ويتوسلون إليه بما هو جائز.
وفيه دليل على جواز التوسل بصفات الله..
الطالب: .....
الشيخ : نفس الآية؟
الطالب: إي نعم، برحمته.
الشيخ : برحمته، برحمته.
وفيه دليل أيضاً بل فيه اشكال (( فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ))[النمل:19] إذا قال قائل: مقام النبوة أعلى من مقام الصلاح، (( فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ))[النساء:69] نعم. فكيف دعا الله أن يدخله في عباده الصالحين مع أنه نبي، أعلى مرتبة من مرتبة الصلاح؟
الطالب: .....
الشيخ : نعم.
الطالب: ..... دخل فيه ..... الأنبياء والشهداء.
الشيخ : إيه.
الطالب: إذا كان .....
الشيخ : وعند التفصيل تأتي المراتب
الطالب: نعم.
الشيخ : هذا هو الأقرب، الأقرب أن المراد بالصلاح هنا: الصلاح المطلق، والصلاح المطلق هذا أعلى مرتبة، وقد قال يوسف عليه الصلاة والسلام: (( تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ))[يوسف:101]، نعم. وقال الله تعالى عن إبراهيم: (( وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنِ الصَّالِحِينَ ))[العنكبوت:27]، فالمراد هنا الصلاح المطلق لا الصلاح الذي يُذكر مع المراتب، فإن مقام الصلاح مع المراتب دون مقام النبوة، (( وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ))[النمل:19].
وفي هذا دليل أيضاً على أن العبادة مرتبة شريفة عظيمة يسألها حتى الأنبياء، لقوله: (( فِي عِبَادِكَ ))[النمل:19] ولهذا يذكر الله تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بوصف العبودية في أعلى مقاماته عند إنزال القرآن وعند الدفاع عنه، وما أشبه ذلك. وقد قال الشاعر يخاطب:
" لا تدعني إلا بيا عبدها فإنه أشرف أسمائها "
نعم. هذا أعوذ بالله! عاصي، لنفرض أنه مثلاً بكر، يقول: لا تقول لي يا بكر، قل: يا عبد ليلى، نعم. يا عبد ليلى، فإنه أشرف أسمائي، فالعبودية لله سبحانه وتعالى لا شك أنها أشرف أوصاف الإنسان أن يكون عبداً لله، والإنسان لا بد أن يكون عبداً، ولا بد أن يتخذ إلهاً، حتى الشيوعيين والملحدين لا بد أن يكونوا عبيداً ولهم آلهة، وإلا لا؟
الطالب: .....
الشيخ : صحيح، هل توافقوني على ذا؟
الطالب: .....
الشيخ : إي نعم، لا بد. لو لم يكن لهم آلهة إلا أهواؤهم، (( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ ))[الجاثية:23]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم} وهؤلاء بلا شك يعبدون الدينار والدرهم، بل إنهم لا يسعون إلا لذلك، هؤلاء الملحدون ما يسعون إلا لذلك.
إذاً: لا بد لكل إنسان أن يكون عبداً، فإن كان عبداً لله فقد تحرر من العبودية حقيقة، لأن عبد الله حر، ما يرى شيئاً في الدنيا أو في المخلوقات أنه عبد له، لكن يرى خالقه وسيده وإلهه وأنه عبد لهذا الخالق. نعم. (( وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ))[النمل:19] انتهى ما عندي. في شيء عندكم؟ أو كفاية؟
الطالب: .....
الشيخ : نعم.
الطالب: .....
الشيخ : يمكن يُؤخذ منه، ولا شك أن شكر النعم من النعم، وقد قال الشاعر:
" إذا كان شكري نعمة الله نعمة عليَّ له في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله وإن طالت الأيام واتصل العمر "
وهذا صحيح، إذا وفقك الله للشكر فهو نعمة، يجب عليك أنك تشكر الله على هذه النعمة، فإذا شكرته صارت نعمة ثانية تستوجب الشكر، لأن الله يقول: (( وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ))[سبأ:13]، وإذا رأيت من كفرت وانت شكرت نعمة هذه نعم.
الطالب: .....
الشيخ : في؟
الطالب: .....
الشيخ : طيب، أحسنت. صحيح. فيه رد على القدرية، لأن القدرية يرون أن الإنسان مستقل بعمله، ما يحتاج إلى معونة من الله ولا شيء، نعم. ولا شك أن هذا قول باطل، لكن نعم، هذه الآية ترد عليهم.
وفيه أيضاً رد على الجبرية، لأنه أضاف العمل إليه، فقال: (( وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ))[النمل:19]، وقوله: (( وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا)) معناه: يمكن أعمل غير صالح، فهو مختار. ففيه رد على الطائفتين جميعاً: القدرية والجبرية. ويش الفرق بينهم يا عادل؟
الطالب: القدرية ..... الإنسان يعني ..... والجبرية أن الإنسان مجبور على الأعمال.
الشيخ : ما له اختيار ولا شيء.
الطالب: .....
الشيخ : نعم، طيب.
الطالب: .....
الشيخ : كيف ذلك؟
الطالب: .....
الشيخ : قلنا هذه قلنا: الاستدلال به على هذا، الاستدلال ما هو قوي، لأن لله على الكافر نعمة، وإلا لا؟ الله له نعمة على الكافر، لكن النعمة المطلقة ما تكون إلا بالإسلام، من هذه الناحية نقول..
الطالب: .....
الشيخ : على كل حال! هي قريبة، قريبة من أنها مسلمة، ولكن لو حصل أصح من هذا يكون طيب.
ثم قال الله تعالى: (( وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ ))[النمل:20]. نعم
في هذا جواز التبسم عند وجود سببه، وجواز الضحك أيضاً، لقوله: (( فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا ))[النمل:19] وهذا من فعل نبينا، وفعل الأنبياء حجة، فعل الأنبياء حجة، حتى وإن كان غير نبينا صلى الله عليه وسلم إلا ما ورد شرعنا من ..... فهذا لا ..... الدليل على أن فعل الأنبياء حجة قوله تعالى: (( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ ))[الأنعام:90]. وقوله: (( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُوْلِي الأَلْبَابِ ))[يوسف:111]. طيب.
وفيه دليل على ما كان عليه سليمان عليه الصلاة والسلام من التواضع لله سبحانه وتعالى، حيث لم يأخذه الغرور بهذا الملك العظيم حتى قال: (( رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ ))[النمل:19].
وفيه دليل على الاعتراف بالنعمة بنعمة الله، وأنه ليس من الافتخار، لأن سليمان ذكر نعمة الله عليه، لكنه لا يقصد بذلك الافتخار والعلو على غيره، وقد قال الله تعالى للرسول صلى الله عليه وسلم: (( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ))[الضحى:11] لكن لا على سبيل الافتخار والعلو، لأنه حينئذٍ تنقلب إلى نقمة.
وفيه دليل على أن نعمة الله على الوالدين نعمة على الولد، لقوله: (( أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ ))[النمل:19] ولا سيما نعمة الإسلام، فإنها من أكبر النعم على الولد، لو مات طفل وأبواه كافران لكان هذا الطفل في الدنيا في حكم الكافرين، وفي الآخرة الله أعلم بحاله، ولو مات طفل بين أبوين مسلمين لكان هذا الطفل؟
الطالب: في الجنة.
الشيخ : مسلماً في الدنيا والآخرة، وعلى هذا! فنعمة الله على الوالدين ولا سيما في الدين نعمة على الولد، وهذا هو وجه قوله: (( أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ))[النمل:19].
وفي هذا دليل على إضافة.. على أن من العقل والعدل والشرع إضافة المنة إلى المان بها، لقوله: (( أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ ))[النمل:19] وهذا اعتراف وأبلغ من أن يقول الإنسان: أوزعني أن أشكر النعمة وبس، لأن قوله: (( نِعْمَتَكَ ))[النمل:19] واضح جداً في خضوع هذا الإنسان لهذه النعمة العظيمة التي أنعم الله بها عليه، فهذه فيها دليل أنه من العقل والعدل والشرع إضافة المنة.. نعم.
الطالب: إلى المان بها.
الشيخ : إلى المان بها حتى لو هو آدمي حتى ولو كان آدمي. ومن الأسرار المعروفة عندهم: إنما يعرف الفضل من الناس ذووه. ويش معنى ذووه؟ أصحاب الفضل، ما يعرف الفضل إلا أصحاب الفضل، أما من ليس بأهل فضل فإنهم ينكرون الفضل، بل إنك لو تفضلت عليهم لرأوا أن هذا حق لا يشكرون عليه ولا .... نعم. وأعظم شيء في هذا من يمن على الله سبحانه وتعالى بما أنعم الله به عليه، كما في قصة الأعراب: (( يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ ))[الحجرات:17] نعم.
الطالب: .....
الشيخ : اصبر، ما بعد انتهينا. طيب.
وفيه دليل على أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كغيرهم مفتقرون إلى توفيق الله، وأنهم بدون توفيق الله سبحانه وتعالى ما .... خيراً يرضي الله، لقوله: (( وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ))[النمل:19].
وفيه دليل على أن العمل غير الصالح ليس فيه فائدة، بل وبين أمرين، العمل غير الصالح هو دائر بين أمرين: إما الإثم، وإما السلامة فقط، فإن صدر عن علم فهو إثم، وإن صدر عن جهل فالإنسان سالم ولكن لا فائدة له فيه، كما لو صلى الإنسان مثلاً صلاة باطلة في حدث، صلاة بحدث، فإنه إن تعمد ذلك كان آثماً، وإن كان جاهلاً لم تفده، لم تفده في إبراء الذمة، ويطالب بإعادتها. أما الأجر فقد يُؤجر عليها من أجل النية والعمل الذي حصل المشقة، ولكن الكلام على فائدة ما يستفيد منها في إبراء ذمته، ولا تسقط عنه.
وفيه دليل على أن الغاية التي ..... إليها الأنبياء ومن تبعهم هو رضا الله، لقوله: (( وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ))[النمل:19] لأن المقصود من عمل الإنسان الوصول إلى رضا الله سبحانه وتعالى، بل إن رضا الله غاية فوق كل شيء، قال الله تعالى في صفات المؤمنين: (( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ))[التوبة:71] * (( وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ))[التوبة:72] يعني: أكبر من كل شيء، نعم. أكبر من كل شيء، وإذا حل عليهم ..... الله فهذا غاية ما يريد. نعم. طيب.
وفي الآية دليل أيضاً على أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يتوسلون إلى الله، يعني: يسألون الله تعالى بالوسيلة، لقوله: (( وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ))[النمل:19]، قال الله تعالى: (( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ ))[الإسراء:57] يعني: أولئك الذي يدعوهم هؤلاء المشركون، أولئك (( يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ ))[الإسراء:57] فكل الناس كل الخلق يسألون الله تعالى ويتوسلون إليه بما هو جائز.
وفيه دليل على جواز التوسل بصفات الله..
الطالب: .....
الشيخ : نفس الآية؟
الطالب: إي نعم، برحمته.
الشيخ : برحمته، برحمته.
وفيه دليل أيضاً بل فيه اشكال (( فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ))[النمل:19] إذا قال قائل: مقام النبوة أعلى من مقام الصلاح، (( فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ))[النساء:69] نعم. فكيف دعا الله أن يدخله في عباده الصالحين مع أنه نبي، أعلى مرتبة من مرتبة الصلاح؟
الطالب: .....
الشيخ : نعم.
الطالب: ..... دخل فيه ..... الأنبياء والشهداء.
الشيخ : إيه.
الطالب: إذا كان .....
الشيخ : وعند التفصيل تأتي المراتب
الطالب: نعم.
الشيخ : هذا هو الأقرب، الأقرب أن المراد بالصلاح هنا: الصلاح المطلق، والصلاح المطلق هذا أعلى مرتبة، وقد قال يوسف عليه الصلاة والسلام: (( تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ))[يوسف:101]، نعم. وقال الله تعالى عن إبراهيم: (( وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنِ الصَّالِحِينَ ))[العنكبوت:27]، فالمراد هنا الصلاح المطلق لا الصلاح الذي يُذكر مع المراتب، فإن مقام الصلاح مع المراتب دون مقام النبوة، (( وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ))[النمل:19].
وفي هذا دليل أيضاً على أن العبادة مرتبة شريفة عظيمة يسألها حتى الأنبياء، لقوله: (( فِي عِبَادِكَ ))[النمل:19] ولهذا يذكر الله تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بوصف العبودية في أعلى مقاماته عند إنزال القرآن وعند الدفاع عنه، وما أشبه ذلك. وقد قال الشاعر يخاطب:
" لا تدعني إلا بيا عبدها فإنه أشرف أسمائها "
نعم. هذا أعوذ بالله! عاصي، لنفرض أنه مثلاً بكر، يقول: لا تقول لي يا بكر، قل: يا عبد ليلى، نعم. يا عبد ليلى، فإنه أشرف أسمائي، فالعبودية لله سبحانه وتعالى لا شك أنها أشرف أوصاف الإنسان أن يكون عبداً لله، والإنسان لا بد أن يكون عبداً، ولا بد أن يتخذ إلهاً، حتى الشيوعيين والملحدين لا بد أن يكونوا عبيداً ولهم آلهة، وإلا لا؟
الطالب: .....
الشيخ : صحيح، هل توافقوني على ذا؟
الطالب: .....
الشيخ : إي نعم، لا بد. لو لم يكن لهم آلهة إلا أهواؤهم، (( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ ))[الجاثية:23]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم} وهؤلاء بلا شك يعبدون الدينار والدرهم، بل إنهم لا يسعون إلا لذلك، هؤلاء الملحدون ما يسعون إلا لذلك.
إذاً: لا بد لكل إنسان أن يكون عبداً، فإن كان عبداً لله فقد تحرر من العبودية حقيقة، لأن عبد الله حر، ما يرى شيئاً في الدنيا أو في المخلوقات أنه عبد له، لكن يرى خالقه وسيده وإلهه وأنه عبد لهذا الخالق. نعم. (( وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ))[النمل:19] انتهى ما عندي. في شيء عندكم؟ أو كفاية؟
الطالب: .....
الشيخ : نعم.
الطالب: .....
الشيخ : يمكن يُؤخذ منه، ولا شك أن شكر النعم من النعم، وقد قال الشاعر:
" إذا كان شكري نعمة الله نعمة عليَّ له في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله وإن طالت الأيام واتصل العمر "
وهذا صحيح، إذا وفقك الله للشكر فهو نعمة، يجب عليك أنك تشكر الله على هذه النعمة، فإذا شكرته صارت نعمة ثانية تستوجب الشكر، لأن الله يقول: (( وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ))[سبأ:13]، وإذا رأيت من كفرت وانت شكرت نعمة هذه نعم.
الطالب: .....
الشيخ : في؟
الطالب: .....
الشيخ : طيب، أحسنت. صحيح. فيه رد على القدرية، لأن القدرية يرون أن الإنسان مستقل بعمله، ما يحتاج إلى معونة من الله ولا شيء، نعم. ولا شك أن هذا قول باطل، لكن نعم، هذه الآية ترد عليهم.
وفيه أيضاً رد على الجبرية، لأنه أضاف العمل إليه، فقال: (( وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ))[النمل:19]، وقوله: (( وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا)) معناه: يمكن أعمل غير صالح، فهو مختار. ففيه رد على الطائفتين جميعاً: القدرية والجبرية. ويش الفرق بينهم يا عادل؟
الطالب: القدرية ..... الإنسان يعني ..... والجبرية أن الإنسان مجبور على الأعمال.
الشيخ : ما له اختيار ولا شيء.
الطالب: .....
الشيخ : نعم، طيب.
الطالب: .....
الشيخ : كيف ذلك؟
الطالب: .....
الشيخ : قلنا هذه قلنا: الاستدلال به على هذا، الاستدلال ما هو قوي، لأن لله على الكافر نعمة، وإلا لا؟ الله له نعمة على الكافر، لكن النعمة المطلقة ما تكون إلا بالإسلام، من هذه الناحية نقول..
الطالب: .....
الشيخ : على كل حال! هي قريبة، قريبة من أنها مسلمة، ولكن لو حصل أصح من هذا يكون طيب.
ثم قال الله تعالى: (( وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ ))[النمل:20]. نعم
3 - فوائد قوله تعالى : << فتبسم ضاحكا من قولها و قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي و أن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين >> أستمع حفظ
الأسئلة
الطالب: .....
الشيخ : لا، ما يمكن نقول، ..... نقول اللي ..... لأن الرسول يقول عليه الصلاة والسلام: و(كان النبي يبعث إلى قومه خاصة). إي نعم.
الطالب: يا شيخ.
الشيخ : نعم.
الطالب: .....
الشيخ : أن الإنسان ما يصل إلى غايته إلا برحمة الله؟
الطالب: ..... الغاية .....
الشيخ : إيه.
الطالب: .....
الشيخ : لا، هنا قال: (( فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ))[النمل:19] يعني: ما يصل إلى مقصوده إلا إذا رحمه الله، كل شيء ..... يعني: إذا لم يرحمك الله ..... نعم.
الطالب: ....
الشيخ : " إذا كان شكري نعمة الله نعمة عليَّ له في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله وإن طالت الأيام واتصل العمر "
الطالب: البيت الثاني.
الشيخ : نعم.
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله وإن طالت الأيام واتصل العمر
نعم.
الطالب: ....
الشيخ : هه؟
الطالب: ...
الشيخ : نعم.
الطالب: ...
الشيخ : ...
الطالب: نعم.
الشيخ : إي نعم.
الطالب: يا شيخ ...
الشيخ : صحيح، هو عند الله مولود على الفطرة، لكن الظاهر غير مسالة الباطن. الظاهر غير الباطن، ولذلك ..... الكفار ما يدفنون في مقابر المسلمين.
الطالب: .....
الشيخ : إيه. ظاهراً، فالكفر في احكام الدنيا
الشيخ : لا، ما يمكن نقول، ..... نقول اللي ..... لأن الرسول يقول عليه الصلاة والسلام: و(كان النبي يبعث إلى قومه خاصة). إي نعم.
الطالب: يا شيخ.
الشيخ : نعم.
الطالب: .....
الشيخ : أن الإنسان ما يصل إلى غايته إلا برحمة الله؟
الطالب: ..... الغاية .....
الشيخ : إيه.
الطالب: .....
الشيخ : لا، هنا قال: (( فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ))[النمل:19] يعني: ما يصل إلى مقصوده إلا إذا رحمه الله، كل شيء ..... يعني: إذا لم يرحمك الله ..... نعم.
الطالب: ....
الشيخ : " إذا كان شكري نعمة الله نعمة عليَّ له في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله وإن طالت الأيام واتصل العمر "
الطالب: البيت الثاني.
الشيخ : نعم.
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله وإن طالت الأيام واتصل العمر
نعم.
الطالب: ....
الشيخ : هه؟
الطالب: ...
الشيخ : نعم.
الطالب: ...
الشيخ : ...
الطالب: نعم.
الشيخ : إي نعم.
الطالب: يا شيخ ...
الشيخ : صحيح، هو عند الله مولود على الفطرة، لكن الظاهر غير مسالة الباطن. الظاهر غير الباطن، ولذلك ..... الكفار ما يدفنون في مقابر المسلمين.
الطالب: .....
الشيخ : إيه. ظاهراً، فالكفر في احكام الدنيا
قال الله تعالى : << وتفقد الطير فقال مالي لآأرى الهدهد أم كان من الغآئبين >>
قال: (( وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ ))[النمل:20] ((الطَّيْرَ)) أل هذه للعهد، أو لعموم الجنس؟ أقول: إنها للعهد، لأنها تعود على الطير المذكور، (( وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ ))[النمل:17] وعلى هذا فيكون تفقده للطير في نفس هذه المسيرة.
(( وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ ))[النمل:20] يقول: " تفقد الطير ليرى الهدهد الذي يرى الماء تحت الأرض ويدل عليه بنقره فيها لتستخرجه الشياطين لاحتياج سليمان إليه للصلاة فلم يره ". هذا من كيس المؤلف.
يقول: تفقد الطير لأجل يدور الهدهد، الهدهد .....؟ يرى الماء تحت الأرض، وإذا رأى الأنهار تجري تحت الأرض نقر بمنقاره، يعني قال: ..... هنا، ثم يأمر الشياطين فتحفر.
الطالب: .....
الشيخ : إي نعم ..... هذا من يقول هذا؟ بل إن تفقده للطير لأنه -كما سلف- كان عليه الصلاة والسلام منظماً لجنوده، فتفقد أين ذهب، ولهذا ما قال: تفقد الهدهد أو الهداهد، بل قال: تفقد الطير كله، نعم. لأنكم تعرفون أن الطيور تسبح بالهواء فقد يشذ منها شيء، فهو عليه الصلاة والسلام تفقدها لأجل تكميل التنظيم.
ثم إن قولهم أو دعواهم أن الهدهد يرى الذي تحت الأرض هذا ما هو بصحيح، ..... أنه خلى الهداهد تجي ..... تراها وإلا ما تراها؟ ما تراها بالتأكيد، وهذا شيء.. إذا لم تر الحد القريب كيف ترى المياه البعيدة؟ المهم أن الهدهد مثل غيره ينحجب نور عينيه بالكثافة ولا يرى شيئاً.
ثم إن سليمان عليه الصلاة والسلام ليس بحاجة إلى هذا، ليس بحاجة، بل إن سليمان من هذه الناحية كغيره من البشر، إن وجد الماء انتفع به، وإن لم يجد فإن الله تعالى ييسر له الماء بأي وسيلة.
قال: (( وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ ))[النمل:20] ما: اسم استفهام. وهل الغرض منه الاستخبار أو الاستنكار؟
الطالب: الاستخبار.
الشيخ : هه؟ قيل: المراد قيل: الغرض الاستخبار أنه يسأل سؤال حقيقي، يقول: أين الهدهد؟ وقيل: إنها استنكار، والظاهر أنه لا ..... لأن الأصل في الاستفهام الأصل فيه الاستخبار.
قال بعضهم: وفي الآية قلب، وأما التقدير: ما للهدهد لا أراه، ولكن هذا ليس بصحيح، بل الآية على ترتيبها، فهو يسأل: ليش أنا ما أشوف الهدهد؟ نعم. هل هناك مانع منع من .... أو أنه كان غير موجود؟ ولذلك أضرب عن الأول وقال: (( أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ))[النمل:20] وأم هذه منقطعة، نعم. أم منقطعة، وأم المنقطعة -كما مر علينا عدة مرات- تكون بمعنى: بل، والهمزة يعني: بل أكان من الغائبين. نعم. وحينئذٍ أضرب عن الكلام الأول، وعرف أنه لا علة في بصره، وإنما العلة غيبة هذا الهدهد.
ثم قال عليه الصلاة والسلام: (( أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ))[النمل:20] فلم أره لغيبته.
(( وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ ))[النمل:20] يقول: " تفقد الطير ليرى الهدهد الذي يرى الماء تحت الأرض ويدل عليه بنقره فيها لتستخرجه الشياطين لاحتياج سليمان إليه للصلاة فلم يره ". هذا من كيس المؤلف.
يقول: تفقد الطير لأجل يدور الهدهد، الهدهد .....؟ يرى الماء تحت الأرض، وإذا رأى الأنهار تجري تحت الأرض نقر بمنقاره، يعني قال: ..... هنا، ثم يأمر الشياطين فتحفر.
الطالب: .....
الشيخ : إي نعم ..... هذا من يقول هذا؟ بل إن تفقده للطير لأنه -كما سلف- كان عليه الصلاة والسلام منظماً لجنوده، فتفقد أين ذهب، ولهذا ما قال: تفقد الهدهد أو الهداهد، بل قال: تفقد الطير كله، نعم. لأنكم تعرفون أن الطيور تسبح بالهواء فقد يشذ منها شيء، فهو عليه الصلاة والسلام تفقدها لأجل تكميل التنظيم.
ثم إن قولهم أو دعواهم أن الهدهد يرى الذي تحت الأرض هذا ما هو بصحيح، ..... أنه خلى الهداهد تجي ..... تراها وإلا ما تراها؟ ما تراها بالتأكيد، وهذا شيء.. إذا لم تر الحد القريب كيف ترى المياه البعيدة؟ المهم أن الهدهد مثل غيره ينحجب نور عينيه بالكثافة ولا يرى شيئاً.
ثم إن سليمان عليه الصلاة والسلام ليس بحاجة إلى هذا، ليس بحاجة، بل إن سليمان من هذه الناحية كغيره من البشر، إن وجد الماء انتفع به، وإن لم يجد فإن الله تعالى ييسر له الماء بأي وسيلة.
قال: (( وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ ))[النمل:20] ما: اسم استفهام. وهل الغرض منه الاستخبار أو الاستنكار؟
الطالب: الاستخبار.
الشيخ : هه؟ قيل: المراد قيل: الغرض الاستخبار أنه يسأل سؤال حقيقي، يقول: أين الهدهد؟ وقيل: إنها استنكار، والظاهر أنه لا ..... لأن الأصل في الاستفهام الأصل فيه الاستخبار.
قال بعضهم: وفي الآية قلب، وأما التقدير: ما للهدهد لا أراه، ولكن هذا ليس بصحيح، بل الآية على ترتيبها، فهو يسأل: ليش أنا ما أشوف الهدهد؟ نعم. هل هناك مانع منع من .... أو أنه كان غير موجود؟ ولذلك أضرب عن الأول وقال: (( أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ))[النمل:20] وأم هذه منقطعة، نعم. أم منقطعة، وأم المنقطعة -كما مر علينا عدة مرات- تكون بمعنى: بل، والهمزة يعني: بل أكان من الغائبين. نعم. وحينئذٍ أضرب عن الكلام الأول، وعرف أنه لا علة في بصره، وإنما العلة غيبة هذا الهدهد.
ثم قال عليه الصلاة والسلام: (( أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ))[النمل:20] فلم أره لغيبته.
قال الله تعالى : << لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين >>
فلما تحققها قال: (( لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا ))[النمل:21] تعذيباً شديداً.
( لَأُعَذِّبَنَّهُ ) الجملة هذه مؤكدة بثلاثة مؤكدات وهي: اللام أن يبدأ بالقسم، والقسم قبلها مقدر. هذا اثنين.
والثالث: النون، لأعذبنه، ويقول: ( عَذَابًا ) قال المؤلف: تعذيباً، إشارة إلى أن عذاباً اسم مصدر، لأن عذَّب مصدرها تعذيباً، واسم المصدر منها: عذاباً، نظيرها: كلَّم مصدرها تكليماً، واسم المصدر منها: كلاماً. سلَّم تسليماً، واسم المصدر: سلاماً.
لأعذبنه تعذيباً شديداً. ما هو الشديد على رأي المؤلف؟ " بنتف ريشه وذنبه ورميه في الشمس فلا يمتنع من الهوام ". هذا شيء عجيب هذا، تقدير هذا التعذيب بهذا الشيء على أي دليل؟ ولهذا .... إن هذا التعذيب الشديد الذي قال المؤلف، هذا النتف، ويخلى بالشمس مسكين ما عنده بيت ولا شيء.
وبعضهم يقول: (( لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا ))[النمل:21] أحبسه مع شيء ليس من جنسه، نعم. أحط الهدهد مع العصافير، يقولون: من أشد العذاب على الحيوان أن يحشر في غير جنسه. لو يُحط الآدمي مع الجن يتأذى، أو الجن مع الآدمي يتأذى، نعم. ولكن هذا أيضاً ما هو صحيح، لأننا نشاهد أن أشياء تجعل مع أجناسها ولا تتعذب، واحد عنده مواشي بقر وغنم وإبل والغنم ضأن ومعز ..... بحوش واحد ولا تتعذب، إي نعم.
فالصواب: أن هذا التعذيب الذي قاله سليمان غير معلوم لنا، إنما هو عذاب شديد، والله تبارك وتعالى لم يبينه، ولكن يكفي أن نعرف أنه شديد. هذا واحد.
(( أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ ))[النمل:21] لأذبحن هذه للتنويع، يعني: إما هذا أو هذا. وقوله: (( أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ ))[النمل:21] يقول: بقطع حلقومه، هذا صحيح، يعني: ..... للذبح إما بقطع الحلقوم والمري يعني من عند الرقبة. نعم. (( أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ ))[النمل:21].
الثالث: (( أَوْ لَيَأْتِيَنِي ))[النمل:21] بنون مشددة مكسورة، أو مفتوحة يليها نون مكسورة. (ليأتينِّي) هذه واحدة. ( أو ليأتينِي ) نعم. شوف بنون مشددة مكسورة: يأتينِّي. أو مفتوحة ويش المفتوحة؟
الطالب: أن يأتي.
الشيخ : بنون، لا. نون مشددة مكسورة، أو مفتوحة يليها نون مكسورة: يأتينَّني. هذه القراءة الثانية. (يأتينِّي، يأتينَّني). ويش الفرق بينهما؟
الطالب: .....
الشيخ : إيه. فيها نون وقاية، إما تُحذف أو ..... وإلا نون التوكيد موجودة، نون التوكيد هي مشددة لكنها إن حُذفت للوقاية كُسِرت نون التوكيد: يأتينِّي، وإن لم تُحذف: يأتينَّني، فإنها تبقى مفتوحة. طيب. هذا أمر ثالث، فتوعده سليمان بواحد من أمرين إلا إذا أتى بشيء، (( بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ))[النمل:21] ببرهان بين ظاهر على عذره. نعم. سلطان، كلمة سلطان ترد كثيراً في القرآن، ومعناها العام: هي السلطة التي يتمكن بها الإنسان من الوصول إلى غرضه، هذا معناها العام. السلطة التي يتمكن بها الإنسان من الوصول إلى غرضه، هذا السلطان، فتارة يكون المراد به الدليل، نعم. (( أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ ))[الصافات:156]، وتارة يُراد به القدرة: (( لا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ))[الرحمن:33]، وتارة يُراد به البينة مثل هذا، نعم.
قوله: (( أَوْ لَيَأْتِيَنِي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ))[النمل:21] يعني: ببينة على عذره. والمعنى العام للسلطان ويش قلنا؟ السلطة التي يتمكن بها الإنسان أو صاحبها من الوصول إلى غرضه، سواءً كان ذلك دفاعاً عن نفسه، أو إثباتاً لأمر.
وقوله: (( مُبِينٍ ))[النمل:21] فسرها المؤلف ببيِّن، ولا تصلح بمعنى مظهر، يعني ما تصلح متعدية، لأن المؤلف الآن فسرها بأنها لازمة، تصلح أيضاً متعدية، يعني: بسلطان مظهر لعذره، وهذا إذا فسرناها بهذا.. ونحن إذا فسرناها بهذا نكون أخذنا بالتفسير الذي فسر به المؤلف وزيادة.
( لَأُعَذِّبَنَّهُ ) الجملة هذه مؤكدة بثلاثة مؤكدات وهي: اللام أن يبدأ بالقسم، والقسم قبلها مقدر. هذا اثنين.
والثالث: النون، لأعذبنه، ويقول: ( عَذَابًا ) قال المؤلف: تعذيباً، إشارة إلى أن عذاباً اسم مصدر، لأن عذَّب مصدرها تعذيباً، واسم المصدر منها: عذاباً، نظيرها: كلَّم مصدرها تكليماً، واسم المصدر منها: كلاماً. سلَّم تسليماً، واسم المصدر: سلاماً.
لأعذبنه تعذيباً شديداً. ما هو الشديد على رأي المؤلف؟ " بنتف ريشه وذنبه ورميه في الشمس فلا يمتنع من الهوام ". هذا شيء عجيب هذا، تقدير هذا التعذيب بهذا الشيء على أي دليل؟ ولهذا .... إن هذا التعذيب الشديد الذي قال المؤلف، هذا النتف، ويخلى بالشمس مسكين ما عنده بيت ولا شيء.
وبعضهم يقول: (( لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا ))[النمل:21] أحبسه مع شيء ليس من جنسه، نعم. أحط الهدهد مع العصافير، يقولون: من أشد العذاب على الحيوان أن يحشر في غير جنسه. لو يُحط الآدمي مع الجن يتأذى، أو الجن مع الآدمي يتأذى، نعم. ولكن هذا أيضاً ما هو صحيح، لأننا نشاهد أن أشياء تجعل مع أجناسها ولا تتعذب، واحد عنده مواشي بقر وغنم وإبل والغنم ضأن ومعز ..... بحوش واحد ولا تتعذب، إي نعم.
فالصواب: أن هذا التعذيب الذي قاله سليمان غير معلوم لنا، إنما هو عذاب شديد، والله تبارك وتعالى لم يبينه، ولكن يكفي أن نعرف أنه شديد. هذا واحد.
(( أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ ))[النمل:21] لأذبحن هذه للتنويع، يعني: إما هذا أو هذا. وقوله: (( أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ ))[النمل:21] يقول: بقطع حلقومه، هذا صحيح، يعني: ..... للذبح إما بقطع الحلقوم والمري يعني من عند الرقبة. نعم. (( أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ ))[النمل:21].
الثالث: (( أَوْ لَيَأْتِيَنِي ))[النمل:21] بنون مشددة مكسورة، أو مفتوحة يليها نون مكسورة. (ليأتينِّي) هذه واحدة. ( أو ليأتينِي ) نعم. شوف بنون مشددة مكسورة: يأتينِّي. أو مفتوحة ويش المفتوحة؟
الطالب: أن يأتي.
الشيخ : بنون، لا. نون مشددة مكسورة، أو مفتوحة يليها نون مكسورة: يأتينَّني. هذه القراءة الثانية. (يأتينِّي، يأتينَّني). ويش الفرق بينهما؟
الطالب: .....
الشيخ : إيه. فيها نون وقاية، إما تُحذف أو ..... وإلا نون التوكيد موجودة، نون التوكيد هي مشددة لكنها إن حُذفت للوقاية كُسِرت نون التوكيد: يأتينِّي، وإن لم تُحذف: يأتينَّني، فإنها تبقى مفتوحة. طيب. هذا أمر ثالث، فتوعده سليمان بواحد من أمرين إلا إذا أتى بشيء، (( بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ))[النمل:21] ببرهان بين ظاهر على عذره. نعم. سلطان، كلمة سلطان ترد كثيراً في القرآن، ومعناها العام: هي السلطة التي يتمكن بها الإنسان من الوصول إلى غرضه، هذا معناها العام. السلطة التي يتمكن بها الإنسان من الوصول إلى غرضه، هذا السلطان، فتارة يكون المراد به الدليل، نعم. (( أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ ))[الصافات:156]، وتارة يُراد به القدرة: (( لا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ))[الرحمن:33]، وتارة يُراد به البينة مثل هذا، نعم.
قوله: (( أَوْ لَيَأْتِيَنِي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ))[النمل:21] يعني: ببينة على عذره. والمعنى العام للسلطان ويش قلنا؟ السلطة التي يتمكن بها الإنسان أو صاحبها من الوصول إلى غرضه، سواءً كان ذلك دفاعاً عن نفسه، أو إثباتاً لأمر.
وقوله: (( مُبِينٍ ))[النمل:21] فسرها المؤلف ببيِّن، ولا تصلح بمعنى مظهر، يعني ما تصلح متعدية، لأن المؤلف الآن فسرها بأنها لازمة، تصلح أيضاً متعدية، يعني: بسلطان مظهر لعذره، وهذا إذا فسرناها بهذا.. ونحن إذا فسرناها بهذا نكون أخذنا بالتفسير الذي فسر به المؤلف وزيادة.
قال الله تعالى : << فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين >>
(( فَمَكَثَ ))[النمل:22] بضم الكاف وفتحها: مكَث ومكُث، والفاعل من؟ الهدهد، نعم. ويحتمل أن يكون الفاعل سليمان، يعني: بقي غير بعيد، أي: يسيراً من الزمان وحضر لسليمان.
قوله: ( وحضر لسليمان ) ويش الدليل عليه؟
الطالب: .....
الشيخ : لأنه كان من الغائب في الأول: (( أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ))[النمل:20] والغائب ما يُخاطب إلا إذا حضر، ولكن قول المؤلف: " متواضعاً برفع رأسه وإرخاء ذنبه وجناحيه " هذا من الأمور التي ما ندري عنها.
الطالب: الظاهر كان معه.
الشيخ : هه.
الطالب: الظاهر المؤلف كان معه.
الشيخ : إيه، كأنه معه. يعني: الهدهد جاء ووقف ورفع رأسه ونزَّل ذنبه وجناحيه.
الطالب: لا، هذا استنباط .....
الشيخ : بس ما يمكن أن نقول هذا أبداً، ما يمكن أن نصف كيف جاء، إنما يكفينا أن نقول ما قال الله تعالى في القرآن، ونحن ذكرنا قبل قاعدة: كل ما سبق فإنه لا طريق لنا إلا العلم به إلا من طريق الوحي: (( أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ ))[إبراهيم:9] ما من طريق إلا الوحي: إما في القرآن أو في السنة الصحيحة.
(( فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ ))[النمل:22]. ( أحَطتُ ) يعني: يتكلم عن نفسه. (( أحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ ))[النمل:22] يخاطب من؟
الطالب: سليمان.
الشيخ : سليمان، وفي الحقيقة أن هذا الهدهد قوي، قوي له ... قوية جداً كما يقولون. كيف يخاطب سليمان وله هذا الملك العظيم ويقول: أحطت بما لم تحط به، ما قال بعد: بما لم تحيطوا به، ما جاء بصيغة التعظيم، نعم. ونحن الآن بشر ونخاطب بعض الأحيان المدير وإلا من فوقه ونقول مثلاً: أنتم، سيادتكم، وإلا سعادتكم، وإلا حضرتكم، نعم. ..... من أكبر من اللازم، نعم.
الطالب: .....
الشيخ : نعم من ..... البشر، وكل هذه في الحقيقة كل هذه من الأمور الشكلية التي لا تنبئ عن شيء ولا تنبغي أيضاً، الصحابة يخاطبون الرسول عليه الصلاة والسلام بهذا الخطاب -نعم- وهو أشرف عندهم من كل بشر، نعم. وكذلك الخلفاء الراشدون ما كانوا يُخاطبون بمثل هذا.
ومن عجب الأمة! أن بعض هؤلاء الذين يخاطبون بمثل هذه الألقاب تجد قلوبهم تغلي على هؤلاء المخاطَبين، تغلي عليهم، نعم. فيكون هذا الخطاب كأنه تهكم بهم، ولو أن الناس تخاطبوا فيما بينهم خطاب عادي، هذا الهدهد ويش مقامه مع سليمان؟ جند من جنده الأضعفين ومع ذلك يقول بهذه الصراحة: (( أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ ))[النمل:22] وهذا أول ما كلمه بعد، على طول، لكن في الحقيقة إنه فيه نوع من الأدب، ما قال مثلاً: أنت جاهل ولا تعرف، وأنا عرفت ودورت ولقيت شيء ما تدري عنه، بل قال: (( أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ ))[النمل:22] يعني: لأجل أن يعرف سليمان قدره، وأنه ليس محيطاً بكل شيء، نعم. فهذا الهدهد صار أشد حاجة منه، نعم. والإنسان البشر فقير في كل شيء، حتى ما أحد علمنا كيف نقبر موتانا إلا؟
الطالب: الغراب.
الشيخ : إلا الغراب، إلا الغراب، مما يدل على أننا لسنا بشيء ..... طيب. (( أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ ))[النمل:22] يشبهها قول إبراهيم لأبيه: (( يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ ))[مريم:43] ما قال: يا أبتِ إنك جاهل، وهذا من اللطافة في الأسلوب، نعم. هنا قال: (( أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ ))[النمل:22] والكلمة شديدة، أي: اطلعت على ما لم تطلع عليه.
(( وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ))[النمل:22] * (( إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ ))[النمل:23] إلى أن قال: (( قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ))[النمل:27] سليمان ... هو أكد الخبر، جئتك من سبأ بنبأ يقين، ومع ذلك قال له: (( سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ))[النمل:27]. هذه بعد .صدمة على الهدهد، لأن الهدهد كان متيقناً ومع ذلك قيل له: (( سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ))[النمل:27]، ليش قال سليمان هذا مع أنه يقول له بنبأ يقين؟ لأن حقيقة الأمر أن كلام الهدهد في مقام الدفاع عن نفسه، مدافع، لأنه متوعَّد بالعذاب الشديد أو بالذبح، نعم. أو بخبر بسلطان مبين، فهو لما كان في مقام الدفاع احتاج أن يتثبت هذا ببينة، وقد وقع مثل ذلك لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، استأذن عليه أبو موسى ثلاث مرات ثم انصرف، فلما آكده في ذلك قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ائت ببينة على ما تقول. مع أن أبا موسى صحابي ثقة، ما يمكن يتقوَّل على الرسول عليه الصلاة والسلام، لكن المقام يقتضي.. ويش يقتضي؟ زيادة التثبت، لأن الإنسان قد يفهم من النص ما ليس مراداً، فلذلك طلب عمر من أبي موسى أن يأتي بشاهد.
هنا هذا الهدهد.. سليمان عليه الصلاة والسلام مع أنه تيقن له الخبر، يقول له: (( سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ))[النمل:27] ثم أعطاه آية وقرينة: (( اذْهَب بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِه إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ ))[النمل:28]. والقصة في الحقيقة عظيمة جداً فيها فوائد كثيرة، طيب.
(( أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ ))[النمل:22] يقول: (( مِنْ سَبَإٍ ))[النمل:22] " بالصرف وتركه " بالصرف من سبإٍ، وتركه: من سبأَ. كذا؟
الطالب: لا. عكس.
الشيخ : عكس.
الطالب: من سبأ .....
الشيخ : إيه. هه؟
الطالب: هذا من ..... من سبأ.
الشيخ : إيه، هذا عدم الصرف.
الطالب: .....
الشيخ : إيه، صح. ومن سبإٍ هذا الصرف، طيب. من سبأ، جُرَّ بالفتحة لأنه اسم لا ينصرف. ومن سبإٍ جُرَّ بالكسرة، لأنه اسم ينصرف. على أي اعتبار جعلناه إما مصروفاً أو عدمه؟ قال: " قبيلة باليمن سميت باسم جد لهم باعتباره صُرف " يعني: أننا إذا لاحظنا اسم الجد الذي هو سبأ.
قوله: ( وحضر لسليمان ) ويش الدليل عليه؟
الطالب: .....
الشيخ : لأنه كان من الغائب في الأول: (( أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ))[النمل:20] والغائب ما يُخاطب إلا إذا حضر، ولكن قول المؤلف: " متواضعاً برفع رأسه وإرخاء ذنبه وجناحيه " هذا من الأمور التي ما ندري عنها.
الطالب: الظاهر كان معه.
الشيخ : هه.
الطالب: الظاهر المؤلف كان معه.
الشيخ : إيه، كأنه معه. يعني: الهدهد جاء ووقف ورفع رأسه ونزَّل ذنبه وجناحيه.
الطالب: لا، هذا استنباط .....
الشيخ : بس ما يمكن أن نقول هذا أبداً، ما يمكن أن نصف كيف جاء، إنما يكفينا أن نقول ما قال الله تعالى في القرآن، ونحن ذكرنا قبل قاعدة: كل ما سبق فإنه لا طريق لنا إلا العلم به إلا من طريق الوحي: (( أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ ))[إبراهيم:9] ما من طريق إلا الوحي: إما في القرآن أو في السنة الصحيحة.
(( فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ ))[النمل:22]. ( أحَطتُ ) يعني: يتكلم عن نفسه. (( أحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ ))[النمل:22] يخاطب من؟
الطالب: سليمان.
الشيخ : سليمان، وفي الحقيقة أن هذا الهدهد قوي، قوي له ... قوية جداً كما يقولون. كيف يخاطب سليمان وله هذا الملك العظيم ويقول: أحطت بما لم تحط به، ما قال بعد: بما لم تحيطوا به، ما جاء بصيغة التعظيم، نعم. ونحن الآن بشر ونخاطب بعض الأحيان المدير وإلا من فوقه ونقول مثلاً: أنتم، سيادتكم، وإلا سعادتكم، وإلا حضرتكم، نعم. ..... من أكبر من اللازم، نعم.
الطالب: .....
الشيخ : نعم من ..... البشر، وكل هذه في الحقيقة كل هذه من الأمور الشكلية التي لا تنبئ عن شيء ولا تنبغي أيضاً، الصحابة يخاطبون الرسول عليه الصلاة والسلام بهذا الخطاب -نعم- وهو أشرف عندهم من كل بشر، نعم. وكذلك الخلفاء الراشدون ما كانوا يُخاطبون بمثل هذا.
ومن عجب الأمة! أن بعض هؤلاء الذين يخاطبون بمثل هذه الألقاب تجد قلوبهم تغلي على هؤلاء المخاطَبين، تغلي عليهم، نعم. فيكون هذا الخطاب كأنه تهكم بهم، ولو أن الناس تخاطبوا فيما بينهم خطاب عادي، هذا الهدهد ويش مقامه مع سليمان؟ جند من جنده الأضعفين ومع ذلك يقول بهذه الصراحة: (( أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ ))[النمل:22] وهذا أول ما كلمه بعد، على طول، لكن في الحقيقة إنه فيه نوع من الأدب، ما قال مثلاً: أنت جاهل ولا تعرف، وأنا عرفت ودورت ولقيت شيء ما تدري عنه، بل قال: (( أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ ))[النمل:22] يعني: لأجل أن يعرف سليمان قدره، وأنه ليس محيطاً بكل شيء، نعم. فهذا الهدهد صار أشد حاجة منه، نعم. والإنسان البشر فقير في كل شيء، حتى ما أحد علمنا كيف نقبر موتانا إلا؟
الطالب: الغراب.
الشيخ : إلا الغراب، إلا الغراب، مما يدل على أننا لسنا بشيء ..... طيب. (( أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ ))[النمل:22] يشبهها قول إبراهيم لأبيه: (( يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ ))[مريم:43] ما قال: يا أبتِ إنك جاهل، وهذا من اللطافة في الأسلوب، نعم. هنا قال: (( أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ ))[النمل:22] والكلمة شديدة، أي: اطلعت على ما لم تطلع عليه.
(( وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ))[النمل:22] * (( إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ ))[النمل:23] إلى أن قال: (( قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ))[النمل:27] سليمان ... هو أكد الخبر، جئتك من سبأ بنبأ يقين، ومع ذلك قال له: (( سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ))[النمل:27]. هذه بعد .صدمة على الهدهد، لأن الهدهد كان متيقناً ومع ذلك قيل له: (( سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ))[النمل:27]، ليش قال سليمان هذا مع أنه يقول له بنبأ يقين؟ لأن حقيقة الأمر أن كلام الهدهد في مقام الدفاع عن نفسه، مدافع، لأنه متوعَّد بالعذاب الشديد أو بالذبح، نعم. أو بخبر بسلطان مبين، فهو لما كان في مقام الدفاع احتاج أن يتثبت هذا ببينة، وقد وقع مثل ذلك لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، استأذن عليه أبو موسى ثلاث مرات ثم انصرف، فلما آكده في ذلك قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ائت ببينة على ما تقول. مع أن أبا موسى صحابي ثقة، ما يمكن يتقوَّل على الرسول عليه الصلاة والسلام، لكن المقام يقتضي.. ويش يقتضي؟ زيادة التثبت، لأن الإنسان قد يفهم من النص ما ليس مراداً، فلذلك طلب عمر من أبي موسى أن يأتي بشاهد.
هنا هذا الهدهد.. سليمان عليه الصلاة والسلام مع أنه تيقن له الخبر، يقول له: (( سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ))[النمل:27] ثم أعطاه آية وقرينة: (( اذْهَب بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِه إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ ))[النمل:28]. والقصة في الحقيقة عظيمة جداً فيها فوائد كثيرة، طيب.
(( أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ ))[النمل:22] يقول: (( مِنْ سَبَإٍ ))[النمل:22] " بالصرف وتركه " بالصرف من سبإٍ، وتركه: من سبأَ. كذا؟
الطالب: لا. عكس.
الشيخ : عكس.
الطالب: من سبأ .....
الشيخ : إيه. هه؟
الطالب: هذا من ..... من سبأ.
الشيخ : إيه، هذا عدم الصرف.
الطالب: .....
الشيخ : إيه، صح. ومن سبإٍ هذا الصرف، طيب. من سبأ، جُرَّ بالفتحة لأنه اسم لا ينصرف. ومن سبإٍ جُرَّ بالكسرة، لأنه اسم ينصرف. على أي اعتبار جعلناه إما مصروفاً أو عدمه؟ قال: " قبيلة باليمن سميت باسم جد لهم باعتباره صُرف " يعني: أننا إذا لاحظنا اسم الجد الذي هو سبأ.
اضيفت في - 2007-08-13