تفسير سورة النمل-07a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
فوائد قوله تعالى : << إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم >>
.... بحسبهم، فالكرم بالمال معناه: بذله بسخاء، والكرم أيضاً بالمال يطلق على الجيد منه كما قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( واتق كرائم أموالهم ).
وكذلك أيضاً ما يتضمن الشيء المهم يوصف بالكرم لما في هذا الوصف في كتاب سليمان عليه الصلاة والسلام.
وفيه دليل على أن الأولى أن يبدأ الكاتب باسمه فيقول: من فلان، قبل أن يبدأ باسم المرسل إليه أو المكتوب إليه. وهل هذا من باب التعبد أو من باب العادة؟
الطالب: من باب العادة.
الشيخ : الظاهر أنه من باب العادة، ولكن مع ذلك العادة التي كان عليها السلف أولى من العادة التي اعتادها الناس اليوم، اعتاد الناس اليوم أنهم يبدءون بالمكتوب إليه.. إلى فلان ابن فلان، ولكن العادة الأولى أولى، لأن الإنسان إذا قرأ الكتاب يقرأه من أوله، فإذا قرأ: من فلان عرف الآن ما هذا وما قيمة الكتاب، قبل أن يقرأه كله.
ثم إن الترتيب الطبيعي يقتضي هذا، لأن الكتاب واردٌ من إلى، فيقتضي أن يبدأ بالوارد منه قبل الوارد إليه.
فإذاً نقول: الأولى أن يبدأ الإنسان باسمه إذا أرسل كتاباً إلى أحد، لأن هذه هي السنة المتّبعة.
هل يؤخذ من هذا الكتاب أنه لا يحتاج إلى ذكر المكتوب إليه، لأنه قال: (( إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ ))[النمل:30] ولا قال: إلى ملكة سبأ؟
الطالب: قد يكون ذكر.
الشيخ : لكن اللي أمامنا الآن.
الطالب: ......
الشيخ : يحتمل هذاأو نقول: إنه إذا دل الدليل على المكتوب إليه فلا حاجة إلى ذكره، مثلاً إذا أرسلت هذا الكتاب إلى شخص ولا سيما في مثل قصة سليمان، أنه جاء به هذا الطائر إلى صاحبه، فهنا احتمال أن يصل الكتاب إلى غير المكتوب إليه.
والمقصود ببيان المكتوب إليهايش المقصود به؟ أن يتعين ويصل إليه، وهنا إذا جاء الكتاب على هذا الوجه فإنه يحصل به أكبر تعيين، فنقول: إنه لا حاجة إلى ذكره إذا كان الأمر يحصل بدونه، ولكن مع هذا ذكره أولى، لا سيما إذا كان يترتب عليه شيءٌ في المستقبل. فإنه إذا فرضنا أن صاحبه الذي أُرسل إليه عُلم وأخذه، لكن في المستقبل ما ندري لمن وجّه له هذا الخطاب، فذكره بلا شك أولى.
وأيضاً في هذا دليل على استحباب البداءة ببسم الله الرحمن الرحيم في أول الرسائل، لقوله: (( وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ))[النمل:30].
وكذلك أيضاً ما يتضمن الشيء المهم يوصف بالكرم لما في هذا الوصف في كتاب سليمان عليه الصلاة والسلام.
وفيه دليل على أن الأولى أن يبدأ الكاتب باسمه فيقول: من فلان، قبل أن يبدأ باسم المرسل إليه أو المكتوب إليه. وهل هذا من باب التعبد أو من باب العادة؟
الطالب: من باب العادة.
الشيخ : الظاهر أنه من باب العادة، ولكن مع ذلك العادة التي كان عليها السلف أولى من العادة التي اعتادها الناس اليوم، اعتاد الناس اليوم أنهم يبدءون بالمكتوب إليه.. إلى فلان ابن فلان، ولكن العادة الأولى أولى، لأن الإنسان إذا قرأ الكتاب يقرأه من أوله، فإذا قرأ: من فلان عرف الآن ما هذا وما قيمة الكتاب، قبل أن يقرأه كله.
ثم إن الترتيب الطبيعي يقتضي هذا، لأن الكتاب واردٌ من إلى، فيقتضي أن يبدأ بالوارد منه قبل الوارد إليه.
فإذاً نقول: الأولى أن يبدأ الإنسان باسمه إذا أرسل كتاباً إلى أحد، لأن هذه هي السنة المتّبعة.
هل يؤخذ من هذا الكتاب أنه لا يحتاج إلى ذكر المكتوب إليه، لأنه قال: (( إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ ))[النمل:30] ولا قال: إلى ملكة سبأ؟
الطالب: قد يكون ذكر.
الشيخ : لكن اللي أمامنا الآن.
الطالب: ......
الشيخ : يحتمل هذاأو نقول: إنه إذا دل الدليل على المكتوب إليه فلا حاجة إلى ذكره، مثلاً إذا أرسلت هذا الكتاب إلى شخص ولا سيما في مثل قصة سليمان، أنه جاء به هذا الطائر إلى صاحبه، فهنا احتمال أن يصل الكتاب إلى غير المكتوب إليه.
والمقصود ببيان المكتوب إليهايش المقصود به؟ أن يتعين ويصل إليه، وهنا إذا جاء الكتاب على هذا الوجه فإنه يحصل به أكبر تعيين، فنقول: إنه لا حاجة إلى ذكره إذا كان الأمر يحصل بدونه، ولكن مع هذا ذكره أولى، لا سيما إذا كان يترتب عليه شيءٌ في المستقبل. فإنه إذا فرضنا أن صاحبه الذي أُرسل إليه عُلم وأخذه، لكن في المستقبل ما ندري لمن وجّه له هذا الخطاب، فذكره بلا شك أولى.
وأيضاً في هذا دليل على استحباب البداءة ببسم الله الرحمن الرحيم في أول الرسائل، لقوله: (( وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ))[النمل:30].
فوائد قوله تعالى : << ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين >>
وفيه دليلٌ على استعمال الإيجاز إذا لم يكن فيه تقصير، لأن هذا الكتاب الذي كتبه سليمان في غاية ما يكون من الإيجاز.. جملتان فقط (( أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ))[النمل:31] ولكن بشرط: أن لا يكون الإيجاز مخلاً بالمقصود، فإن كان مخلاً بالمقصود صار تقصيراً.
وفيه دليلٌ على أن سليمان عليه الصلاة والسلام دعاهم إلى الله سبحانه وتعالى ولا يريد التملك والسيطرة، وإنما يريد بذلك الدخول في الإسلام، لأن الهدهد لما أخبره أنها وقومها يسجدون للشمس من دون الله، فهذا كفر فلا بد أن يخرجوا منه إلى الإسلام لقوله: (( وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ))[النمل:31].
وفيه أيضاً دليل على قوة سليمان عليه الصلاة والسلام، لأنه لم يقل: وأسلموا، بل قال: (( وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ))[النمل:31] فطلب منهم أن يأتوا إليه وهم على إسلام.
وهل المراد أن يأتوا جميعاً؟ لا، المراد أعيانهم وأشرافهم، لأن الأعيان والأشراف يقومون مقام العامة.
وفيه دليلٌ على أن سليمان عليه الصلاة والسلام دعاهم إلى الله سبحانه وتعالى ولا يريد التملك والسيطرة، وإنما يريد بذلك الدخول في الإسلام، لأن الهدهد لما أخبره أنها وقومها يسجدون للشمس من دون الله، فهذا كفر فلا بد أن يخرجوا منه إلى الإسلام لقوله: (( وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ))[النمل:31].
وفيه أيضاً دليل على قوة سليمان عليه الصلاة والسلام، لأنه لم يقل: وأسلموا، بل قال: (( وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ))[النمل:31] فطلب منهم أن يأتوا إليه وهم على إسلام.
وهل المراد أن يأتوا جميعاً؟ لا، المراد أعيانهم وأشرافهم، لأن الأعيان والأشراف يقومون مقام العامة.
فوائد قوله تعالى : << قالت يآأيها الملؤا أفتوني في أمري ماكنت قاطعة أمرا حتى تشهدون >>
وفيه دليلٌ على استحباب المشاورة في الأمور العامة لقولها: (( يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي ))[النمل:32] فهي مع أنها ملكة ولها تمام السلطة، مع ذلك لم تستغن عن المشاورة (( قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي ))[النمل:32].
وفيه دليل على حزم هذه المرأة وأنها تريد أن تكون سياستها مبنية على المسئولية على الجميع، لقولها: (( مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ ))[النمل:32] وحينئذ لو حصل خلاف المقصود لم يكن عليها لوم، ما دامت تُشهد هؤلاء وتبين لهم
وفيه دليل على حزم هذه المرأة وأنها تريد أن تكون سياستها مبنية على المسئولية على الجميع، لقولها: (( مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ ))[النمل:32] وحينئذ لو حصل خلاف المقصود لم يكن عليها لوم، ما دامت تُشهد هؤلاء وتبين لهم
3 - فوائد قوله تعالى : << قالت يآأيها الملؤا أفتوني في أمري ماكنت قاطعة أمرا حتى تشهدون >> أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : << قالوا نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد و الأمر إليك فانظري كيف ماذا تأمرين >>
وفيه أيضاً دليل على أنه يجوز للمستشير أن يخالف المستشار إذا لم ير أنه مصيب في مشورته، لأنهم لما ذكروا ما يدل على أنهم يريدون قتاله وهي لا تراه خالفته، فإنها قالت: (( إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا ... ))[النمل:34] إلى آخره.
وفيه دليل على مكانة هذه المرأة من قومها، لأنها بعد أن استشارتهم وأبدوا رأيهم تأدبوا معها وقالوا: (( وَالأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ ))[النمل:33] فهل يؤخذ من ذلك أيضاً أنه إذا قدّم المستشار مشورته لإنسان كبير أكبر منه قدراً أو فهما أو علماً أن له أن يقول مثل هذا؟ نعم. يقول مثل هذا تأدباً، وصاحبه بالخيار إن شاء أخذ بمشورته وإن شاء لم يأخذ
وفيه دليل على مكانة هذه المرأة من قومها، لأنها بعد أن استشارتهم وأبدوا رأيهم تأدبوا معها وقالوا: (( وَالأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ ))[النمل:33] فهل يؤخذ من ذلك أيضاً أنه إذا قدّم المستشار مشورته لإنسان كبير أكبر منه قدراً أو فهما أو علماً أن له أن يقول مثل هذا؟ نعم. يقول مثل هذا تأدباً، وصاحبه بالخيار إن شاء أخذ بمشورته وإن شاء لم يأخذ
4 - فوائد قوله تعالى : << قالوا نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد و الأمر إليك فانظري كيف ماذا تأمرين >> أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : << قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلهآ أذلة وكذلك يفعلون >>
وفيه دليلٌ على حزم هذه المرأة أيضاً من جهة أنها نظرت في العواقب (( إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا ))[النمل:34] وهكذا ينبغي للعاقل أن لا يحكم على الأمور ببوادرها وظواهرها، وإنما يحكم على الأمور بعواقبها.
فإن الشيء قد تكون بوادره وظواهره مفيدة في نظر الإنسان، ولكنه عند التأمل يكون الأمر بالعكس، لكن هل الأولى المبادرة أو التأني؟
في الأصل التأني أولى، لأن الإنسان إذا تأنى ما يندم ما فعل شيء، لكن إذا تسرّع فهو الذي يكون عرضة للندم، وكم من كلمة قال الإنسان ليتني لم أقلها، وكم من فعل قال: ليتني لم أفعله.
ولكن مع هذا ينبغي استعمال الحزم في الأمور، لا يتأنى تأنياً يضيع المقصود، ولا يتسرع تسرعاً يحصل به الندم، وأظن أني أنشدتكم بيتين في هذا المعنى، تحفظونهما؟
الطالب: في الحزم؟
الشيخ : لا. في أنه قد يكون التسرع أولى وقد يكون التأني أولى.
الطالب: ........ الشيخ :
قد يُدرك المتأني بعض حاجته
وربما فات قوماً جل أمرهم
وقد يكون مع المستعجل الزلل
مع التأني وكان الرأي لو عجلوا
وهذا صحيحٌ وواقع، المهم أننا نقول: إذا دار الأمر بين الإسراع والتأني ولم يترجح الإسراع عليه فالأولى التأني، لأن الإنسان يكون الأمر بيده ما دام لم يحدث شيئاً، لكن إذا أحدث شيئاً فاته الأمر ولم يتمكن من التخلص منه.
الطالب: يؤخذ من الآية؟
الشيخ : نعم.
الطالب: كيف؟
الشيخ : يؤخذ من الآية لأنها (( قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ))[النمل:34] فهي نظرت في العواقب، والنظر في العواقب يستدعي إما التسرع وإما التأني، قد يكون مثلاً يرى الإنسان الرائي أنه إذا لم يُسرع فات المقصود، فيسرع أو إذا أسرع حصل الخلل فيتأنى، فهو مأخوذٌ من قولها: (( إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ))[النمل:34]
فإن الشيء قد تكون بوادره وظواهره مفيدة في نظر الإنسان، ولكنه عند التأمل يكون الأمر بالعكس، لكن هل الأولى المبادرة أو التأني؟
في الأصل التأني أولى، لأن الإنسان إذا تأنى ما يندم ما فعل شيء، لكن إذا تسرّع فهو الذي يكون عرضة للندم، وكم من كلمة قال الإنسان ليتني لم أقلها، وكم من فعل قال: ليتني لم أفعله.
ولكن مع هذا ينبغي استعمال الحزم في الأمور، لا يتأنى تأنياً يضيع المقصود، ولا يتسرع تسرعاً يحصل به الندم، وأظن أني أنشدتكم بيتين في هذا المعنى، تحفظونهما؟
الطالب: في الحزم؟
الشيخ : لا. في أنه قد يكون التسرع أولى وقد يكون التأني أولى.
الطالب: ........ الشيخ :
قد يُدرك المتأني بعض حاجته
وربما فات قوماً جل أمرهم
وقد يكون مع المستعجل الزلل
مع التأني وكان الرأي لو عجلوا
وهذا صحيحٌ وواقع، المهم أننا نقول: إذا دار الأمر بين الإسراع والتأني ولم يترجح الإسراع عليه فالأولى التأني، لأن الإنسان يكون الأمر بيده ما دام لم يحدث شيئاً، لكن إذا أحدث شيئاً فاته الأمر ولم يتمكن من التخلص منه.
الطالب: يؤخذ من الآية؟
الشيخ : نعم.
الطالب: كيف؟
الشيخ : يؤخذ من الآية لأنها (( قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ))[النمل:34] فهي نظرت في العواقب، والنظر في العواقب يستدعي إما التسرع وإما التأني، قد يكون مثلاً يرى الإنسان الرائي أنه إذا لم يُسرع فات المقصود، فيسرع أو إذا أسرع حصل الخلل فيتأنى، فهو مأخوذٌ من قولها: (( إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ))[النمل:34]
5 - فوائد قوله تعالى : << قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلهآ أذلة وكذلك يفعلون >> أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : << وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجعوا المرسلون >>
وفيه أيضاً: (( وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ))[النمل:35].
يستفاد من هذه الآية:
أولاً: ذكاء هذه المرأة وحنكتها.
ثانياً: يستفاد من ذلك: جواز الاختبار والامتحان، وأن ذلك لا يُعد خديعة، إذا أراد الإنسان أن يمتحن غيره بشيء من الأشياء ما يُعد هذا خديعة، لأنه يريد أن يستظهر به حاله، وهذا لا مانع منه.
وفي الآية أيضاً الفائدة الثالثة وهي: العمل بالقرائن، لأنها أرادت أن ترسل هذه الهدية لتختبر مراد سليمان، هل يريد المال فقط، هل تكفيه هذه الهدية، أو يريد أنهم يسلمون فلا تنفع فيه هذه الهدية ولا يكف عن طلبه الأول وهو (( أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ))[النمل:31].
ففيها إذاً ثلاث فوائد، وهل ورد مثل ذلك؟ نعم. في قصة سليمان في المرأتين اللتين احتكمتا إليه في ابن إحداهما، خرجت امرأتان إلى خارج البلد ومع كل واحدة لهما ابن، فأكل الذئب ابن الكبرى فاحتكمتا إلى داود عليه الصلاة والسلام فقضى بالابن الموجود للكبرى، بناءً على أن الصغرى يمكنها أن تلد فيما بعد، ولكنه لما تحاكمتا إلى سليمان عليه الصلاة والسلام قال: ليس هذا الحكم، الحكم أنا نأتي بالسكين ونشق الولد نصفين ويكون للكبيرة نصف وللصغيرة نصف، الكبيرة وافقت على أن يشق نصفين، لايش ؟لأنها تقول: مثلما تلف ابني يتلف ابنها، وأما الصغيرة فقالت: لا يا نبي الله الولد لها.
فعلم بذلك أن الولد للصغرى فحكم به لها، فهذا من باب الاستظهار للحق بالقرائن، ولا مانع من ذلك وقد كان القضاة يفعلونه.
فهذه المسألة إرسال الهدية إلى سليمان عليه الصلاة والسلام من هذا النوع، ليستظهر به حاله فيُعمل بالقرينة.
يستفاد من هذه الآية:
أولاً: ذكاء هذه المرأة وحنكتها.
ثانياً: يستفاد من ذلك: جواز الاختبار والامتحان، وأن ذلك لا يُعد خديعة، إذا أراد الإنسان أن يمتحن غيره بشيء من الأشياء ما يُعد هذا خديعة، لأنه يريد أن يستظهر به حاله، وهذا لا مانع منه.
وفي الآية أيضاً الفائدة الثالثة وهي: العمل بالقرائن، لأنها أرادت أن ترسل هذه الهدية لتختبر مراد سليمان، هل يريد المال فقط، هل تكفيه هذه الهدية، أو يريد أنهم يسلمون فلا تنفع فيه هذه الهدية ولا يكف عن طلبه الأول وهو (( أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ))[النمل:31].
ففيها إذاً ثلاث فوائد، وهل ورد مثل ذلك؟ نعم. في قصة سليمان في المرأتين اللتين احتكمتا إليه في ابن إحداهما، خرجت امرأتان إلى خارج البلد ومع كل واحدة لهما ابن، فأكل الذئب ابن الكبرى فاحتكمتا إلى داود عليه الصلاة والسلام فقضى بالابن الموجود للكبرى، بناءً على أن الصغرى يمكنها أن تلد فيما بعد، ولكنه لما تحاكمتا إلى سليمان عليه الصلاة والسلام قال: ليس هذا الحكم، الحكم أنا نأتي بالسكين ونشق الولد نصفين ويكون للكبيرة نصف وللصغيرة نصف، الكبيرة وافقت على أن يشق نصفين، لايش ؟لأنها تقول: مثلما تلف ابني يتلف ابنها، وأما الصغيرة فقالت: لا يا نبي الله الولد لها.
فعلم بذلك أن الولد للصغرى فحكم به لها، فهذا من باب الاستظهار للحق بالقرائن، ولا مانع من ذلك وقد كان القضاة يفعلونه.
فهذه المسألة إرسال الهدية إلى سليمان عليه الصلاة والسلام من هذا النوع، ليستظهر به حاله فيُعمل بالقرينة.
الأسئلة
الطالب: ... يؤخذ من فعلها.
الشيخ : نعم، لأن هذا ما فيه مانع.
الطالب: وإن كانت كافرة؟
الشيخ : ولو كانت كافرة، لأن الشيء إذا حكاه الله سبحانه وتعالى فقد قال: (( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُوْلِي الأَلْبَابِ ))[يوسف:111] فإذا حكى الله تعالى عن الكافرين شيئاً ولم يرد إبطاله، فإنه على الأصل
الشيخ : نعم، لأن هذا ما فيه مانع.
الطالب: وإن كانت كافرة؟
الشيخ : ولو كانت كافرة، لأن الشيء إذا حكاه الله سبحانه وتعالى فقد قال: (( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُوْلِي الأَلْبَابِ ))[يوسف:111] فإذا حكى الله تعالى عن الكافرين شيئاً ولم يرد إبطاله، فإنه على الأصل
تتمة الفوائد السابقة
الفائدة الرابعة من الآية: أن الهدية كانت كبيرة، من أين تؤخذ؟
(( فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ))[النمل:35] ولا يُرسل جماعة بهدية إلا وهي كبيرة، وأيضاً ربما نقول مع كبرها ثمينة، لأجل أن يدافع هؤلاء المرسلون عنها لو حاول أحدٌ أن يعتدي عليها.
فيستفاد إذاً عظم هذه الهدية كمية وكيفية، ولذلك احتاجت إلى أن ترسل بها جماعة
(( فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ))[النمل:35] ولا يُرسل جماعة بهدية إلا وهي كبيرة، وأيضاً ربما نقول مع كبرها ثمينة، لأجل أن يدافع هؤلاء المرسلون عنها لو حاول أحدٌ أن يعتدي عليها.
فيستفاد إذاً عظم هذه الهدية كمية وكيفية، ولذلك احتاجت إلى أن ترسل بها جماعة
فوائد قوله تعالى : << فلما جآء سليمان قال أتمدونني بمال فمآءاتني الله خير ممآءاتكم بل أنتم بهديتكم تفرحون >>
وفي قوله: (( فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ * ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ))[النمل:36 - 37].
يستفاد من قوله: (( فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ ))[النمل:36] أن من المستحسن أن يتقدم الرئيس رئيس الوفد أو القوم بالكلام أو بالفعل إذا كان مكلفاً بالفعل، المهم أن يكون المتقدم الرئيس، لأن تقدم الجميع دفعة واحدة غير لائق لضياع المسئولية، فلا بد أن يتقدم واحدٌ، وكلما حُصر الأمر كان أقرب إلى الفهم وإلى حصول المقصود.
وفيه أيضاً: دليلٌ على توجيه الخطاب للجماعة وإن كان المتقدم رئيسهم، لقوله: (( أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ ))[النمل:36].
وفيه دليل على جواز الغلظة في القول إذا كانت المصلحة فيه، لأن هذا الأسلوب من سليمان عليه الصلاة والسلام أسلوب قوي، إذ قلنا أن الاستفهام في قوله: (( أَتُمِدُّونَنِ ))[النمل:36] للتوبيخ والتعجيب، يعني أنه يوبخهم على فعلهم ويتعجب من فعلهم، كيف يمدونه بمال وهو ملك ومعروف ومشهور؟
وفيه دليل على جواز التحدث بنعمة الله.. الفائدة الرابعة: أنه يجوز للإنسان أن يتحدث بنعمة الله لقوله تعالى: (( فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ ))[النمل:36].
ولكن هل يتحدث بهذه النعمة على سبيل الافتخار أو على سبيل الافتقار والاستصغار؟ نرى أنه على حسب الحال.
فمع العدو يجوز أن يتحدث بها افتخاراً، ولذلك تجوز الخيلاء في الحرب مع أن الخيلاء محرّمة وهي من الكبائر، لكن في الحرب لإغاظة العدو لا بأس بها، فسليمان عليه الصلاة والسلام تحدث هنا بنعمة الله افتخاراً فيما يظهر لي.. افتخاراً على هؤلاء القوم، وهذا لا بأس به إذا كان أمام العدو، فأما إذا كان لإظهار النعمة فإنه لا يجوز إلا على سبيل الاستصغار والافتقار إلى الله سبحانه وتعالى، لا على سبيل الافتخار و العلو على الخلق.
الفائدة الخامسة: أنه يجوز للإنسان أن يصف غيره بما يبدو من حاله، لقوله: (( بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ))[النمل:36] إذ أن الفرح كما تعرفون أمرٌ باطني، تظهر علاماته على ظاهر البدن، ولكنه في الأصل أمرٌ باطني، لأن الذي يفرح ما يُسمع لفرحه صوت ولا يُرى له حركة، ولكن تظهر علاماته.
فلا بأس أن الإنسان يحكم على غيره بالقرائن لما يظهر من حاله، وقد مر عليكم كثيراً مثل هذا الأمر، فقد قال الرجل الذي جامع زوجته في نهار رمضان: ( والله ما لابتيها أهل بيتٍ أفقر مني ) ومع هذا فإن هذا الرجل لم يطف بأبيات أهل المدينة ويفتشها حتى يعرف أن ما فيه أحد أفقر منه.
يستفاد من قوله: (( فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ ))[النمل:36] أن من المستحسن أن يتقدم الرئيس رئيس الوفد أو القوم بالكلام أو بالفعل إذا كان مكلفاً بالفعل، المهم أن يكون المتقدم الرئيس، لأن تقدم الجميع دفعة واحدة غير لائق لضياع المسئولية، فلا بد أن يتقدم واحدٌ، وكلما حُصر الأمر كان أقرب إلى الفهم وإلى حصول المقصود.
وفيه أيضاً: دليلٌ على توجيه الخطاب للجماعة وإن كان المتقدم رئيسهم، لقوله: (( أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ ))[النمل:36].
وفيه دليل على جواز الغلظة في القول إذا كانت المصلحة فيه، لأن هذا الأسلوب من سليمان عليه الصلاة والسلام أسلوب قوي، إذ قلنا أن الاستفهام في قوله: (( أَتُمِدُّونَنِ ))[النمل:36] للتوبيخ والتعجيب، يعني أنه يوبخهم على فعلهم ويتعجب من فعلهم، كيف يمدونه بمال وهو ملك ومعروف ومشهور؟
وفيه دليل على جواز التحدث بنعمة الله.. الفائدة الرابعة: أنه يجوز للإنسان أن يتحدث بنعمة الله لقوله تعالى: (( فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ ))[النمل:36].
ولكن هل يتحدث بهذه النعمة على سبيل الافتخار أو على سبيل الافتقار والاستصغار؟ نرى أنه على حسب الحال.
فمع العدو يجوز أن يتحدث بها افتخاراً، ولذلك تجوز الخيلاء في الحرب مع أن الخيلاء محرّمة وهي من الكبائر، لكن في الحرب لإغاظة العدو لا بأس بها، فسليمان عليه الصلاة والسلام تحدث هنا بنعمة الله افتخاراً فيما يظهر لي.. افتخاراً على هؤلاء القوم، وهذا لا بأس به إذا كان أمام العدو، فأما إذا كان لإظهار النعمة فإنه لا يجوز إلا على سبيل الاستصغار والافتقار إلى الله سبحانه وتعالى، لا على سبيل الافتخار و العلو على الخلق.
الفائدة الخامسة: أنه يجوز للإنسان أن يصف غيره بما يبدو من حاله، لقوله: (( بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ))[النمل:36] إذ أن الفرح كما تعرفون أمرٌ باطني، تظهر علاماته على ظاهر البدن، ولكنه في الأصل أمرٌ باطني، لأن الذي يفرح ما يُسمع لفرحه صوت ولا يُرى له حركة، ولكن تظهر علاماته.
فلا بأس أن الإنسان يحكم على غيره بالقرائن لما يظهر من حاله، وقد مر عليكم كثيراً مثل هذا الأمر، فقد قال الرجل الذي جامع زوجته في نهار رمضان: ( والله ما لابتيها أهل بيتٍ أفقر مني ) ومع هذا فإن هذا الرجل لم يطف بأبيات أهل المدينة ويفتشها حتى يعرف أن ما فيه أحد أفقر منه.
9 - فوائد قوله تعالى : << فلما جآء سليمان قال أتمدونني بمال فمآءاتني الله خير ممآءاتكم بل أنتم بهديتكم تفرحون >> أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : << ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منهآ أذلة وهم صاغرون >>
الفائدة السادسة: وفيه دليلٌ على إظهار القوة للإعداء لقوله: (( ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا ))[النمل:37] وهذا داخلٌ في قوله تعالى: (( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ))[الأنفال:60] فإن من قوة نكرة تشمل كل ما يُمكن من القوى، سواءٌ كانت القوة قولية، أو مادية، أو معنوية ... المهم أن جميع القوى في معاملة الأعداء ينبغي للمرء أن يستعملها، حتى إنه جاء في الحديث ( الحرب خدعة ).
لكن الخيانة هل تجوز أو ما تجوز؟
الطالب: .....
الشيخ : خيانة العدو، لا يجوز للإنسان أن يخون عدوه، ولهذا قال الله تعالى: (( وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ ))[الأنفال:58] يعني: ولا تخنهم، وكذلك إذا خانوا يكونوا نقضوا العهد، وقد مر علينا أن هذه المسألة لها ثلاث حالات المعاهدين لهم ثلاث حالات:
إما أن يستقيموا لنا (( فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ ))[التوبة:7].
وإما أن ينكثوا العهد، وحينئذ لا عهد (( وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ))[التوبة:12].
وإما ألا ينقضوا العهد وظاهرهم الاستقامة، لكن نخاف منهم الخيانة فهنا ننبذ العهد إليهم، ونخبرهم بأننا قد أبطلنا العهد، حتى لو قالوا: سنبقى على العهد نقول: لا، نحن الآن كلٌ منا حر.
هنا في الكلام (( ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا ))[النمل:37] هذا التهديد والوعيد لا شك أنه مظهر قوة، فيكون داخلاً في قول الله تعالى: (( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ))[الأنفال:60].
لكن الخيانة هل تجوز أو ما تجوز؟
الطالب: .....
الشيخ : خيانة العدو، لا يجوز للإنسان أن يخون عدوه، ولهذا قال الله تعالى: (( وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ ))[الأنفال:58] يعني: ولا تخنهم، وكذلك إذا خانوا يكونوا نقضوا العهد، وقد مر علينا أن هذه المسألة لها ثلاث حالات المعاهدين لهم ثلاث حالات:
إما أن يستقيموا لنا (( فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ ))[التوبة:7].
وإما أن ينكثوا العهد، وحينئذ لا عهد (( وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ))[التوبة:12].
وإما ألا ينقضوا العهد وظاهرهم الاستقامة، لكن نخاف منهم الخيانة فهنا ننبذ العهد إليهم، ونخبرهم بأننا قد أبطلنا العهد، حتى لو قالوا: سنبقى على العهد نقول: لا، نحن الآن كلٌ منا حر.
هنا في الكلام (( ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا ))[النمل:37] هذا التهديد والوعيد لا شك أنه مظهر قوة، فيكون داخلاً في قول الله تعالى: (( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ))[الأنفال:60].
10 - فوائد قوله تعالى : << ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منهآ أذلة وهم صاغرون >> أستمع حفظ
الأسئلة
الطالب: كيف نجمع بين جواز خدع العدو وبين عدم جواز الخيانة؟
الشيخ : نعم. الخيانة معناها: أنك تخدعه في مقام الأمانة، والخديعة تخدعه في غير مقام الأمانة، الحرب قائمة وتضع كمين لهم مثلاً وما أشبه ذلك، تظهر مثلاً أن عندك كثرة عدد تجعل الناس مثلاً يترددون كما فعل القعقاع بن عمرو في حروبه مع الفرس ... وغير ذلك. فأنت الآن ما خنتهم، لأن ما بينك وبينهم عهد.
الطالب: بعض الصحابة ..... يخبره بأنه فلان يؤمّنه، ثم يقتله.
الشيخ : ما يعتبر خيانة لأن ذاك محارب، ما بينه وبينه عهد، ولهذا قال الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قصة كعب بن الأشرف: ( من لكعب بن الأشرف فقد آذى الله ورسوله ).
الطالب: النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسّر القوة قال: ( ألا أن القوة الرمي .. ألا أن القوة الرمي ).
الشيخ : نعم. الرسول عليه الصلاة والسلام وكذلك أيضاً ما يرد عن الصحابة في تفسير بعض الآيات يذكرون الشيء أحياناً على سبيل التمثيل، والقوة في ذلك الوقت هي الرمي ولا تزال أيضاً، فإن الرمي الآن من أشد ما يكون من القوة يعني: هو أعلى أنواع القوة.
وسواءً كان ظن الناس في القوس فيما سبق، أو في البندقية أو في الصواريخ ... المهم أن الرمي في كل وقت تجد أنه هو ذروة القوة.
الطالب: إذاً: ما يكون أن هذا للحصر؟
الشيخ : ما يكون للحصر لكن الرسول أراد أن يبيّن غاية القوة، فالقوة هذه هي الغاية في كل وقت.
الشيخ : نعم. الخيانة معناها: أنك تخدعه في مقام الأمانة، والخديعة تخدعه في غير مقام الأمانة، الحرب قائمة وتضع كمين لهم مثلاً وما أشبه ذلك، تظهر مثلاً أن عندك كثرة عدد تجعل الناس مثلاً يترددون كما فعل القعقاع بن عمرو في حروبه مع الفرس ... وغير ذلك. فأنت الآن ما خنتهم، لأن ما بينك وبينهم عهد.
الطالب: بعض الصحابة ..... يخبره بأنه فلان يؤمّنه، ثم يقتله.
الشيخ : ما يعتبر خيانة لأن ذاك محارب، ما بينه وبينه عهد، ولهذا قال الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قصة كعب بن الأشرف: ( من لكعب بن الأشرف فقد آذى الله ورسوله ).
الطالب: النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسّر القوة قال: ( ألا أن القوة الرمي .. ألا أن القوة الرمي ).
الشيخ : نعم. الرسول عليه الصلاة والسلام وكذلك أيضاً ما يرد عن الصحابة في تفسير بعض الآيات يذكرون الشيء أحياناً على سبيل التمثيل، والقوة في ذلك الوقت هي الرمي ولا تزال أيضاً، فإن الرمي الآن من أشد ما يكون من القوة يعني: هو أعلى أنواع القوة.
وسواءً كان ظن الناس في القوس فيما سبق، أو في البندقية أو في الصواريخ ... المهم أن الرمي في كل وقت تجد أنه هو ذروة القوة.
الطالب: إذاً: ما يكون أن هذا للحصر؟
الشيخ : ما يكون للحصر لكن الرسول أراد أن يبيّن غاية القوة، فالقوة هذه هي الغاية في كل وقت.
تتمة فوائد السابقة .
وفيه أيضاً دليل في قوله عليه الصلاة والسلام: (( فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا ))[النمل:37] على كثرة جنود سليمان، لأن هذه الملكة التي لها العقل العظيم، وعندها القوم المطيعون، الذليلون لأوامرها يقول: (( فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا ))[النمل:37] ولم يبيّن هذه الجنود، لكنه مر في أول القصة أن جنوده ثلاثة أصناف: الجن، والإنس، والطير. هذه كلها ممكن أن يسلطها عليهم، إذا سلّط الجن ما لهم قبل بها، ولئن سلّط الطيور فنقبوا عيونهم أيضاً لا قبل لهم بها.
فالحاصل: أن الجنود التي لسليمان لا يمكن لهؤلاء أن يقابلوها، لا كمية ولا كيفية.
فالحاصل: أن الجنود التي لسليمان لا يمكن لهؤلاء أن يقابلوها، لا كمية ولا كيفية.
الأسئلة
الطالب: .... إرسال الرسالة ينبغي .... المرسل، طيب كيف كان ..... كان العمال يرسلون إلى أمير المؤمنين من عامل .....
الشيخ : نعم. بس من باب التعجب والمبالغة، وإلا لا شك أن الأول أولى، لكن مثلما قلت الآن: أنهم كانوا يقولون: إلى فلان من فلان، ثم صاروا يقولون: إلى فلان ويأتون بالاسم في الآخر. يمكن هذا من باب التعجب والإكرام مع الغير.
الطالب: .....؟
الشيخ : ما أعرف هل هي ..... أو أنها ....، ولكن هذه من الأمور العادية وليست عبادة.
الطالب: قبل ........ أو بعده، الظاهر ..... سليمان قبل ...؟
الشيخ : لا. هي أخبرت قالت: (( إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ ))[النمل:30] فهل كان سليمان كتب: بسم الله الرحمن الرحيم، من سليمان ألا تعلوا عليَّ وائتوني مسلمين؟ لأن هذا خبرٌ منها، ليس .... عليهم الخط الآن، يعني: ليست تقرأ الكتاب حتى نقول: من سليمان بسم الله الرحمن الرحيم، ولهذا قالت: (( إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ ))[النمل:30 - 31].حتى إننا أيضاً في أثناء التفسير قلنا أحسن من انها فهمت: (( إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ ))[النمل:30] بغيرها وإن لم .....
الطالب.....؟
الشيخ : صحيح، الكافر ليس له حقٌ في أرض الله ولا في مال الله، حتى المال ما له حق فيه.
وجه ذلك: أنه لو لم يكن هكذا لكان تهديده بهذا الأمر محرماً، إذ لا يجوز له أن يفعل هذا، لو كان لهم حق ما أجاز له أن يفعل ويخرجهم من أرضهم.
الطالب: ..... من قال: الصغار..... عن داود ..... أنه فرق بين الذلة والصغار.
الشيخ : لا ما يصير، نحن قلنا: الذلة في النفس، والصغار في البدن.
الطالب: (( فلنأتينهم )) فيها رد على الجبرية ؟
الشيخ : يمكن يستدل بها، على أن الإنسان يفعل باختياره، لقوله: (( فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ ))[النمل:37]
الشيخ : نعم. بس من باب التعجب والمبالغة، وإلا لا شك أن الأول أولى، لكن مثلما قلت الآن: أنهم كانوا يقولون: إلى فلان من فلان، ثم صاروا يقولون: إلى فلان ويأتون بالاسم في الآخر. يمكن هذا من باب التعجب والإكرام مع الغير.
الطالب: .....؟
الشيخ : ما أعرف هل هي ..... أو أنها ....، ولكن هذه من الأمور العادية وليست عبادة.
الطالب: قبل ........ أو بعده، الظاهر ..... سليمان قبل ...؟
الشيخ : لا. هي أخبرت قالت: (( إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ ))[النمل:30] فهل كان سليمان كتب: بسم الله الرحمن الرحيم، من سليمان ألا تعلوا عليَّ وائتوني مسلمين؟ لأن هذا خبرٌ منها، ليس .... عليهم الخط الآن، يعني: ليست تقرأ الكتاب حتى نقول: من سليمان بسم الله الرحمن الرحيم، ولهذا قالت: (( إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ ))[النمل:30 - 31].حتى إننا أيضاً في أثناء التفسير قلنا أحسن من انها فهمت: (( إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ ))[النمل:30] بغيرها وإن لم .....
الطالب.....؟
الشيخ : صحيح، الكافر ليس له حقٌ في أرض الله ولا في مال الله، حتى المال ما له حق فيه.
وجه ذلك: أنه لو لم يكن هكذا لكان تهديده بهذا الأمر محرماً، إذ لا يجوز له أن يفعل هذا، لو كان لهم حق ما أجاز له أن يفعل ويخرجهم من أرضهم.
الطالب: ..... من قال: الصغار..... عن داود ..... أنه فرق بين الذلة والصغار.
الشيخ : لا ما يصير، نحن قلنا: الذلة في النفس، والصغار في البدن.
الطالب: (( فلنأتينهم )) فيها رد على الجبرية ؟
الشيخ : يمكن يستدل بها، على أن الإنسان يفعل باختياره، لقوله: (( فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ ))[النمل:37]
قال الله تعالى : << قال يآأيها الملؤا أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين >>
ثم قال الله تعالى: (( قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا ))[النمل:38] " في الهمزتين ما تقدم " الملأ أيكم، ما الذي تقدم؟ تحقيقهما.. تحقيق الهمزتين (( يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ ))[النمل:38].
وتسهيل الثانية بقلبها واواً (( يا أيها الملأ ويّكم )).
" (( يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ))[النمل:38] منقادين طائعين، فلي أخذه قبل ذلك لا بعده ". قال: (( قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ))[النمل:38] من أين عرف أنهم سيأتون مسلمين إليه؟
عرف ذلك من أنهم إذا سمعوا بما قال الرسول الذي قال له: ارجع إليهم، فإنه لا بد أن يستسلموا وينقادوا، فهو أيضاً حكم بالقرائن، ويجوز أن الله سبحانه وتعالى أوحى إليه بذلك لأنه نبي، فالمسألة دائرة بين أن يكون حكم بكونهم يأتون مسلمين بناءً على القرينة، ويحتمل أن يكون ذلك وحي من الله سبحانه وتعالى.
ولكن قوله: (( قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ))[النمل:38] نبّه المفسّر على أنه إذا كان العرش أُخذ قبل أن يأتوا مسلمين إليه، فهو جائز، وإذا كان بعد ذلك فليس بجائز.
وفي هذا نظر، لأنها هي بمجرد ما تفارقه مسلمة تكون قد أحرزت مالها، وقد حمته وإلا لا؟، فمالها محترم قبل أن تصل إلى سليمان بمجرد إسلامها، وهي إذا غادرت ستأتي بلا شك مستسلمة، فإنه قال لهم بالأول: (( أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ))[النمل:31] وليس غرضه -والله أعلم- أنه إذا كان قبل إسلامهم جاز له أخذه، وإذا كان بعده لم يجز.
ثم إن الظاهر أيضاً أن سليمان لا يريد تملك هذا العرش، وإنما يريد إظهار قوته أمامها، وأنه استطاع أن يأتي بعرشها قبل أن يصلوا إليه، ولا يريد أن يتملكه حتى يرد ما قاله المؤلِّف.
لما قال: (( أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ))[النمل:38]
وتسهيل الثانية بقلبها واواً (( يا أيها الملأ ويّكم )).
" (( يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ))[النمل:38] منقادين طائعين، فلي أخذه قبل ذلك لا بعده ". قال: (( قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ))[النمل:38] من أين عرف أنهم سيأتون مسلمين إليه؟
عرف ذلك من أنهم إذا سمعوا بما قال الرسول الذي قال له: ارجع إليهم، فإنه لا بد أن يستسلموا وينقادوا، فهو أيضاً حكم بالقرائن، ويجوز أن الله سبحانه وتعالى أوحى إليه بذلك لأنه نبي، فالمسألة دائرة بين أن يكون حكم بكونهم يأتون مسلمين بناءً على القرينة، ويحتمل أن يكون ذلك وحي من الله سبحانه وتعالى.
ولكن قوله: (( قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ))[النمل:38] نبّه المفسّر على أنه إذا كان العرش أُخذ قبل أن يأتوا مسلمين إليه، فهو جائز، وإذا كان بعد ذلك فليس بجائز.
وفي هذا نظر، لأنها هي بمجرد ما تفارقه مسلمة تكون قد أحرزت مالها، وقد حمته وإلا لا؟، فمالها محترم قبل أن تصل إلى سليمان بمجرد إسلامها، وهي إذا غادرت ستأتي بلا شك مستسلمة، فإنه قال لهم بالأول: (( أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ))[النمل:31] وليس غرضه -والله أعلم- أنه إذا كان قبل إسلامهم جاز له أخذه، وإذا كان بعده لم يجز.
ثم إن الظاهر أيضاً أن سليمان لا يريد تملك هذا العرش، وإنما يريد إظهار قوته أمامها، وأنه استطاع أن يأتي بعرشها قبل أن يصلوا إليه، ولا يريد أن يتملكه حتى يرد ما قاله المؤلِّف.
لما قال: (( أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ))[النمل:38]
قال الله تعالى : << قال عفريت من الجن أنا ءاتيك به قبل أن تقوم من مقامك و إني عليه لقوي أمين >>
" (( قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ ))[النمل:39] هو القوي الشديد ".
العفريت القوي الشديد، ولا زال هذا المعنى إلى الآن موجوداً، إذا قلنا: فلان عفريت يعني: قوي شديد أو نقول بعد أبلغ من هذا.
(( قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ))[النمل:39].
آتي هي اسم فاعل أو فعل؟
الطالب: فعل.
الشيخ : ما تقولون أنتم؟
الطالب: نعم فعل.
الشيخ : ما يخالف ما اسم الفاعل من أتى؟
الطالب: آت.
الشيخ : كل آتٍ قريب، وهنا؟
الطالب: .... الهمزة أصلها أأت.
الشيخ : يعني: ما يصلح أن أقول: أنا آتٍ إليك به قبل أن تقوم من مقامك؟
الطالب: يصلح.
الشيخ : يصح، لكن الظاهر أنها فعل لأن هذا العمل من الأفعال.
الطالب: .... الباء ...
الشيخ : لا. حتى هذه أنا آتٍ به.
(( أَنَا آتِيكَ بِهِ ))[النمل:39] ولكن الأقرب أنه فعل يقربه، أن الأصل في العمل الأفعال، والكاف معمول لأنه مفعولٌ به، فهذا هو الأصل...هذا حاشية الصاوي ؟ وايش هو ؟...
قال: " (( أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ )) الذي تجلس فيه للقضاء وهو من الغداة إلى نصف النهار ".
هذا لا دليل عليه، هذا من الأمور التي لا دليل عليها، ولكن قوله: (( قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ )) المراد أنا آتيك به بسرعة، وهذا أسلوبٌ معروف، أنا أجيبه قبل أن تقوم، لا زال إلى الآن موجوداً هذا الأسلوب.
فالمعنى: أنا آتيك به بسرعة.
" (( وَإِنِّي عَلَيْهِ )) أي: على هذا العرش (( لَقَوِيٌّ )) أي: على حمله (( أَمِينٌ ))[النمل:39] أي: على ما فيه من الجواهر وغيرها ".
لما قال: آتيك به، هذا إخبار، ولكن يحتاج إلى تأكيد لهذا الأمر أن يحضره قبل أن يقوم من مقامه، فقال: (( وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ )) ولست بضعيف، بل سوف أحضره بهذه السرعة.
وأيضاً (( أَمِينٌ ))[النمل:39] أي: لا أخون فيه بشيء لا على نفس العرش ولا على نفس ما فيه من الجواهر وغيرها.
وهذان الوصفان يحتاج إليهما كل عامل كما قال الله تبارك وتعالى عن بنت صاحب مدين: (( إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ ))[القصص:26] وهذان الوصفان مطلوبان في كل عمل، لأنه إذا فاتت القوة لم يحسن العمل من أجل العجز، وإذا وجدت القوة ولكن فاتت الأمانة فإنه أيضاً يتخلف العمل بسبب الخيانة.
" قال سليمان أريد أسرع من ذلك " من الذي قالها؟ لا دليل عليه
العفريت القوي الشديد، ولا زال هذا المعنى إلى الآن موجوداً، إذا قلنا: فلان عفريت يعني: قوي شديد أو نقول بعد أبلغ من هذا.
(( قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ))[النمل:39].
آتي هي اسم فاعل أو فعل؟
الطالب: فعل.
الشيخ : ما تقولون أنتم؟
الطالب: نعم فعل.
الشيخ : ما يخالف ما اسم الفاعل من أتى؟
الطالب: آت.
الشيخ : كل آتٍ قريب، وهنا؟
الطالب: .... الهمزة أصلها أأت.
الشيخ : يعني: ما يصلح أن أقول: أنا آتٍ إليك به قبل أن تقوم من مقامك؟
الطالب: يصلح.
الشيخ : يصح، لكن الظاهر أنها فعل لأن هذا العمل من الأفعال.
الطالب: .... الباء ...
الشيخ : لا. حتى هذه أنا آتٍ به.
(( أَنَا آتِيكَ بِهِ ))[النمل:39] ولكن الأقرب أنه فعل يقربه، أن الأصل في العمل الأفعال، والكاف معمول لأنه مفعولٌ به، فهذا هو الأصل...هذا حاشية الصاوي ؟ وايش هو ؟...
قال: " (( أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ )) الذي تجلس فيه للقضاء وهو من الغداة إلى نصف النهار ".
هذا لا دليل عليه، هذا من الأمور التي لا دليل عليها، ولكن قوله: (( قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ )) المراد أنا آتيك به بسرعة، وهذا أسلوبٌ معروف، أنا أجيبه قبل أن تقوم، لا زال إلى الآن موجوداً هذا الأسلوب.
فالمعنى: أنا آتيك به بسرعة.
" (( وَإِنِّي عَلَيْهِ )) أي: على هذا العرش (( لَقَوِيٌّ )) أي: على حمله (( أَمِينٌ ))[النمل:39] أي: على ما فيه من الجواهر وغيرها ".
لما قال: آتيك به، هذا إخبار، ولكن يحتاج إلى تأكيد لهذا الأمر أن يحضره قبل أن يقوم من مقامه، فقال: (( وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ )) ولست بضعيف، بل سوف أحضره بهذه السرعة.
وأيضاً (( أَمِينٌ ))[النمل:39] أي: لا أخون فيه بشيء لا على نفس العرش ولا على نفس ما فيه من الجواهر وغيرها.
وهذان الوصفان يحتاج إليهما كل عامل كما قال الله تبارك وتعالى عن بنت صاحب مدين: (( إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ ))[القصص:26] وهذان الوصفان مطلوبان في كل عمل، لأنه إذا فاتت القوة لم يحسن العمل من أجل العجز، وإذا وجدت القوة ولكن فاتت الأمانة فإنه أيضاً يتخلف العمل بسبب الخيانة.
" قال سليمان أريد أسرع من ذلك " من الذي قالها؟ لا دليل عليه
15 - قال الله تعالى : << قال عفريت من الجن أنا ءاتيك به قبل أن تقوم من مقامك و إني عليه لقوي أمين >> أستمع حفظ
قال الله تعالى : << قال الذي عنده علم من الكتاب أنا ءاتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رءاه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني ءأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم >>
ولكن " (( قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ )) أي: المنزل وهو آصف بن برخيا كان صديقاً يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دعا به أجيب "....
الطالب: مقصور
الشيخ : دعا ...اسم الله الأعظم المعروف أنه إذا دعي به اجاب لكن يحتمل أنه إذا دعا به هذا الرجل الذي عنده علم من الكتاب، يعني: أن هذا الرجل قد جرّب وقد عرف أنه إذا دعا الله تعالى بهذا الاسم أجابه.
فيكون هنا أنسب أن يقال: إذا دعا به أجاب، لأن هذا الرجل عنده علم من الكتاب يعلم أو قد جرّب إذا دعا بهذا الاسم أجاب.
وهذا أيضاً ليس بلازم أن يكون هذا الإنسان الذي عنده علم من الكتاب يريد أن يدعو الله تبارك وتعالى باسمه الأعظم، وإنما نقول: هذا الرجل أعطاه الله تعالى علماً من الكتاب المنزّل، ولا شك أن الإنسان العالم يعرف الأدوات والصيغ التي تكون أقرب إلى الإجابة، سواءً باسم الله الأعظم أم بغيره.
يقول: " (( أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ )) إذا نظرت به إلى شيء "الله أكبر أيهما أسرع؟ الثاني، هذا كلمح البصر.
(( أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ )) أي: يرجع (( إِلَيْكَ طَرْفُكَ )) أي: نظرك.
فأنت مثلاً إذا نظرت هكذا أمامك، إن قلت هكذا بسرعة فائقة، وكأنه سبحان الله العظيم يأتي من اليمن إلى الشام بهذه السرعة العظيمة، لأنه يأتي بأمر الله سبحانه وتعالى، والله تعالى (( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ))[يس:82]، (( وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ ))[القمر:50].
فالله تبارك وتعالى إذا أجاب الداعي ما احتاج إلى مدة ولا إلى مهلة، ولكن مع ذلك يقدّر الله تبارك وتعالى الأمور بأسبابها، قد يدعو الإنسان لمريض أن يشفيه الله سبحانه وتعالى، لكن هل يُشفى كلمحٍ بالبصر؟ لا. له أسباب تقدّر، لكن الأسباب تنعقد فوراً إذا أراد الله تبارك وتعالى أن يجيب، مع أن الله قادر على أن يبرئ هذا المريض بلحظة، مثلما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يؤتى أحياناً بالمريض فيدعو له فيشفى بلحظة، جيء إليه بعلي بن أبي طالب في خيبر وهو يشتكي عينه، فبصق فيها ودعا فبرئت كأن لم يكن بها وجع في الحال.
فالله تبارك وتعالى على كل شيءٍ قدير، ولكن تأخر الشيء لا يدل على أن الله سبحانه وتعالى ليس بقادر على إبرائه حالاً، ولكنه يدل على أن الله حكيم يقدّر الأمور بأسبابها، حتى خلق السماوات والأرض في ستة أيام ذكرناها فيما سبق أنه لفائدتين:
أولاً: ما اشتهر عند أهل العلم من أن الله تعالى جعلها في ستة أيام ليعلم العباد التأني في الأمور، وأن المهم إحكام الأمر لا التعجيل فيه.
وشيءٌ آخر: أن خلق هذه الأشياء يحتاج إلى أسباب ومكونات تتفاعل وتنتهي إلى الكمال، فلهذا صارت في ستة أيام.
هنا قال: " (( قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ )) فقال له: انظر إلى السماء! فنظر إليها، ثم رد بطرفه فوجده موضوعاً بين يديه ففي نظره إلى السماء دعا آصف بالاسم الأعظم أن يأتي الله به فحصل بأن جرى تحت الأرض حتى نبع تحت كرسي سليمان "الله اكبر!! غرائب القصص !.
أولاً: هل أن هذا هو الذي عنده علم من الكتاب قال لسليمان: انظر إلى السماء؟ ما في دليل ولا حاجة يدل ... (( قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ))[النمل:40] في أي نظرٍ أدرت طرفك إليه.
ثانياً: لو نقول أنه جاء من الأرض ونبع من تحت الكرسي! يجوز أنه جاء من الأرض، يجوز جاء من فوق الأرض، أو جاء من محل عالٍ جداً ونزل ... كل هذا لا ينبغي الجزم به، بل يقال: إن الله على كل شيءٍ قدير، المهم أن العرش حضر بلحظة قبل ما يرتد إليه طرفه.
وفي قوله: " (( فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عنده )) أي: ساكناً " هذه أشكلت على النحويين لأنهم يقولون من قواعدهم: إذا كان الظرف أو الجار والمجرور متعلقه عاماً فإنه يجب حذفه.
مثلاً تقول: زيدٌ في البيت، ما يجوز تقول: زيدٌ كائنٌ في البيت، بل يجب حذف كائن لأنه عام، أما إذا كان خاص مثل: زيدٌ محبوسٌ في البيت فيجب ذكره، لأن محبوس لو حذفت ما دل عليها دليل، بخلاف زيدٌ في البيت فإنه بمجرد أنه يتبين للمخاطب أن المعنى كائنٌ فيه أو موجود فيه.
فهم يقولون: إذا كان الجار والمجرور متعلق أو الظرف متعلقه عاماً وجب حذفه.
وهنا مستقر عام أو خاص؟
الطالب: خاص
الشيخ : خلينا نشوف كلمة مستقر عام إذا قلت: زيدٌ في البيت أو مستقرٌ في البيت يعني: كائنٌ فيها، وابن مالك يقول:
وأخبروا بظرف او بحرف جرّْ
ناوين معنى كائنٍ أو استقرّ
لكن قالوا: إن الاستقرار هنا ليس الاستقرار العام حتى يجب حذفه، بل هو استقرارٌ خاص غير مطلق الوجود، فلما كان استقراراً خاصاً غير مطلق الوجود صار كالمعنى الخاص، ولذلك ذُكر (( فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا )) لاحظوا لو قال: فلما رآه عنده ما تدل على المعنى في كلمة مستقر، صحيح لما رآه عنده كائناً عنده لكن ما تدل على أن هذه الكينونة كانت باستقرارٍ وثبات.
وأيضاً ربما يفهم من قوله: (( مُسْتَقِرًّا )) ما أشار إليه العفريت في الأول وهو القوّة والأمانة، لأنه بالقوة والأمانة يأتي العرش على ما هو عليه ما يتكسّر، الإنسان الضعيف مثلاً ربما عند حمله وهو ضعيف يسقط من يده أو ما أشبه ذلك فيتكسّر، أو إذا لم يكن أميناً ما يهمّه أن .... جبل أو شجر أو ما أشبه ذلك، أو هو نفسه يتسلط عليه. فالحاصل: أن هذا الاستقرار له معنى خاص غير الاستقرار العام فلذلك ذُكر.
" (( فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا )) أي: الإتيان لي به (( مِنْ فَضْلِ رَبِّي )) " إلى آخره. نعم
الطالب :...
الطالب: مقصور
الشيخ : دعا ...اسم الله الأعظم المعروف أنه إذا دعي به اجاب لكن يحتمل أنه إذا دعا به هذا الرجل الذي عنده علم من الكتاب، يعني: أن هذا الرجل قد جرّب وقد عرف أنه إذا دعا الله تعالى بهذا الاسم أجابه.
فيكون هنا أنسب أن يقال: إذا دعا به أجاب، لأن هذا الرجل عنده علم من الكتاب يعلم أو قد جرّب إذا دعا بهذا الاسم أجاب.
وهذا أيضاً ليس بلازم أن يكون هذا الإنسان الذي عنده علم من الكتاب يريد أن يدعو الله تبارك وتعالى باسمه الأعظم، وإنما نقول: هذا الرجل أعطاه الله تعالى علماً من الكتاب المنزّل، ولا شك أن الإنسان العالم يعرف الأدوات والصيغ التي تكون أقرب إلى الإجابة، سواءً باسم الله الأعظم أم بغيره.
يقول: " (( أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ )) إذا نظرت به إلى شيء "الله أكبر أيهما أسرع؟ الثاني، هذا كلمح البصر.
(( أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ )) أي: يرجع (( إِلَيْكَ طَرْفُكَ )) أي: نظرك.
فأنت مثلاً إذا نظرت هكذا أمامك، إن قلت هكذا بسرعة فائقة، وكأنه سبحان الله العظيم يأتي من اليمن إلى الشام بهذه السرعة العظيمة، لأنه يأتي بأمر الله سبحانه وتعالى، والله تعالى (( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ))[يس:82]، (( وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ ))[القمر:50].
فالله تبارك وتعالى إذا أجاب الداعي ما احتاج إلى مدة ولا إلى مهلة، ولكن مع ذلك يقدّر الله تبارك وتعالى الأمور بأسبابها، قد يدعو الإنسان لمريض أن يشفيه الله سبحانه وتعالى، لكن هل يُشفى كلمحٍ بالبصر؟ لا. له أسباب تقدّر، لكن الأسباب تنعقد فوراً إذا أراد الله تبارك وتعالى أن يجيب، مع أن الله قادر على أن يبرئ هذا المريض بلحظة، مثلما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يؤتى أحياناً بالمريض فيدعو له فيشفى بلحظة، جيء إليه بعلي بن أبي طالب في خيبر وهو يشتكي عينه، فبصق فيها ودعا فبرئت كأن لم يكن بها وجع في الحال.
فالله تبارك وتعالى على كل شيءٍ قدير، ولكن تأخر الشيء لا يدل على أن الله سبحانه وتعالى ليس بقادر على إبرائه حالاً، ولكنه يدل على أن الله حكيم يقدّر الأمور بأسبابها، حتى خلق السماوات والأرض في ستة أيام ذكرناها فيما سبق أنه لفائدتين:
أولاً: ما اشتهر عند أهل العلم من أن الله تعالى جعلها في ستة أيام ليعلم العباد التأني في الأمور، وأن المهم إحكام الأمر لا التعجيل فيه.
وشيءٌ آخر: أن خلق هذه الأشياء يحتاج إلى أسباب ومكونات تتفاعل وتنتهي إلى الكمال، فلهذا صارت في ستة أيام.
هنا قال: " (( قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ )) فقال له: انظر إلى السماء! فنظر إليها، ثم رد بطرفه فوجده موضوعاً بين يديه ففي نظره إلى السماء دعا آصف بالاسم الأعظم أن يأتي الله به فحصل بأن جرى تحت الأرض حتى نبع تحت كرسي سليمان "الله اكبر!! غرائب القصص !.
أولاً: هل أن هذا هو الذي عنده علم من الكتاب قال لسليمان: انظر إلى السماء؟ ما في دليل ولا حاجة يدل ... (( قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ))[النمل:40] في أي نظرٍ أدرت طرفك إليه.
ثانياً: لو نقول أنه جاء من الأرض ونبع من تحت الكرسي! يجوز أنه جاء من الأرض، يجوز جاء من فوق الأرض، أو جاء من محل عالٍ جداً ونزل ... كل هذا لا ينبغي الجزم به، بل يقال: إن الله على كل شيءٍ قدير، المهم أن العرش حضر بلحظة قبل ما يرتد إليه طرفه.
وفي قوله: " (( فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عنده )) أي: ساكناً " هذه أشكلت على النحويين لأنهم يقولون من قواعدهم: إذا كان الظرف أو الجار والمجرور متعلقه عاماً فإنه يجب حذفه.
مثلاً تقول: زيدٌ في البيت، ما يجوز تقول: زيدٌ كائنٌ في البيت، بل يجب حذف كائن لأنه عام، أما إذا كان خاص مثل: زيدٌ محبوسٌ في البيت فيجب ذكره، لأن محبوس لو حذفت ما دل عليها دليل، بخلاف زيدٌ في البيت فإنه بمجرد أنه يتبين للمخاطب أن المعنى كائنٌ فيه أو موجود فيه.
فهم يقولون: إذا كان الجار والمجرور متعلق أو الظرف متعلقه عاماً وجب حذفه.
وهنا مستقر عام أو خاص؟
الطالب: خاص
الشيخ : خلينا نشوف كلمة مستقر عام إذا قلت: زيدٌ في البيت أو مستقرٌ في البيت يعني: كائنٌ فيها، وابن مالك يقول:
وأخبروا بظرف او بحرف جرّْ
ناوين معنى كائنٍ أو استقرّ
لكن قالوا: إن الاستقرار هنا ليس الاستقرار العام حتى يجب حذفه، بل هو استقرارٌ خاص غير مطلق الوجود، فلما كان استقراراً خاصاً غير مطلق الوجود صار كالمعنى الخاص، ولذلك ذُكر (( فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا )) لاحظوا لو قال: فلما رآه عنده ما تدل على المعنى في كلمة مستقر، صحيح لما رآه عنده كائناً عنده لكن ما تدل على أن هذه الكينونة كانت باستقرارٍ وثبات.
وأيضاً ربما يفهم من قوله: (( مُسْتَقِرًّا )) ما أشار إليه العفريت في الأول وهو القوّة والأمانة، لأنه بالقوة والأمانة يأتي العرش على ما هو عليه ما يتكسّر، الإنسان الضعيف مثلاً ربما عند حمله وهو ضعيف يسقط من يده أو ما أشبه ذلك فيتكسّر، أو إذا لم يكن أميناً ما يهمّه أن .... جبل أو شجر أو ما أشبه ذلك، أو هو نفسه يتسلط عليه. فالحاصل: أن هذا الاستقرار له معنى خاص غير الاستقرار العام فلذلك ذُكر.
" (( فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا )) أي: الإتيان لي به (( مِنْ فَضْلِ رَبِّي )) " إلى آخره. نعم
الطالب :...
اضيفت في - 2007-08-13