تفسير سورة النمل-07b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
فوائد قوله تعالى : << قال يآأيها الملؤا أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين >>
(( وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ (43) قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44) ))
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
...قال الله تبارك وتعالى: (( قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ))[النمل:38].
في هذا دليل على جواز الخطاب إلى المبهم إذا كان يتعين بعد ذلك لقوله: (( أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا ))[النمل:38] ما قال: ائتني يا فلان؟ وهذا النوع من الخطاب يترتب عليه فوائد كثيرة حكمية وخبرية:
فمنها مثلاً: أنه يجوز أن يقول: زوجتك إحدى ابنتي هاتين، ثم يختار إحداهما مثلما فعل صاحب مدين مع موسى.
ومنها: أنه يجوز أن يقول: بعتك إحدى هاتين السلعتين بكذا، فيختار إحداهما.
ومنها: بعتك هذا بعشرة نقداً أو بعشرين نسيئة، فيختار أحد الثمنين.
وليست هذه المسألة الأخيرة من باب بيعتين في بيعة خلافاً لمن زعم ذلك، فإن هذه بيعة واحدة، لأنهما لم يتفرقا إلا على إحدى البيعتين.
وأيضاً بيعتان في بيعة سبق لنا أنه جاء فيها نصٌ صحيح صريح في سنن أبي داود، ايش يقتضي ؟ أن بيعتين في بيعة هي مسألة العينة، لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( من باع بيعتين في بيعة فله أوكسهما أو الربا ) وهذا صريح في أن ذلك مسألة العينة. ياولد
لو قال: ما مسألة العينة؟ أن أبيع الشيء عليك بثمن مؤجل ثم أشتريه منه بأقل منه نقداً، هذه مسألة العينة.
الطالب: نفس البائع يشتريه؟
الشيخ : نعم. نفس البائع يشتريه بأقل. فصار الآن أنه يجوز الخطاب حكماً وخبراً المبهم، لكن بشرط أن يتعين قبل تمام الحكم.
هنا: (( يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي ))[النمل:38] في هذا دليلٌ على أنه يجوز للإنسان أمام عدوه أن يظهر العظمة، لأن سليمان أراد بإحضار هذا العرش إظهار عظمته وقدرته، وأنه استطاع أن يأتي بعرشها المحصّن بلا شك، لأنه كما جرت العادة قصور الملوك لا بد أن تكون محصّنة وعليها حرس لا سيما مثل العرش.
وأما زعم المؤلِّف أنه إنما أتى به ليتملكه فهذا لا دليل في الأصل على ذلك.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
...قال الله تبارك وتعالى: (( قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ))[النمل:38].
في هذا دليل على جواز الخطاب إلى المبهم إذا كان يتعين بعد ذلك لقوله: (( أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا ))[النمل:38] ما قال: ائتني يا فلان؟ وهذا النوع من الخطاب يترتب عليه فوائد كثيرة حكمية وخبرية:
فمنها مثلاً: أنه يجوز أن يقول: زوجتك إحدى ابنتي هاتين، ثم يختار إحداهما مثلما فعل صاحب مدين مع موسى.
ومنها: أنه يجوز أن يقول: بعتك إحدى هاتين السلعتين بكذا، فيختار إحداهما.
ومنها: بعتك هذا بعشرة نقداً أو بعشرين نسيئة، فيختار أحد الثمنين.
وليست هذه المسألة الأخيرة من باب بيعتين في بيعة خلافاً لمن زعم ذلك، فإن هذه بيعة واحدة، لأنهما لم يتفرقا إلا على إحدى البيعتين.
وأيضاً بيعتان في بيعة سبق لنا أنه جاء فيها نصٌ صحيح صريح في سنن أبي داود، ايش يقتضي ؟ أن بيعتين في بيعة هي مسألة العينة، لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( من باع بيعتين في بيعة فله أوكسهما أو الربا ) وهذا صريح في أن ذلك مسألة العينة. ياولد
لو قال: ما مسألة العينة؟ أن أبيع الشيء عليك بثمن مؤجل ثم أشتريه منه بأقل منه نقداً، هذه مسألة العينة.
الطالب: نفس البائع يشتريه؟
الشيخ : نعم. نفس البائع يشتريه بأقل. فصار الآن أنه يجوز الخطاب حكماً وخبراً المبهم، لكن بشرط أن يتعين قبل تمام الحكم.
هنا: (( يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي ))[النمل:38] في هذا دليلٌ على أنه يجوز للإنسان أمام عدوه أن يظهر العظمة، لأن سليمان أراد بإحضار هذا العرش إظهار عظمته وقدرته، وأنه استطاع أن يأتي بعرشها المحصّن بلا شك، لأنه كما جرت العادة قصور الملوك لا بد أن تكون محصّنة وعليها حرس لا سيما مثل العرش.
وأما زعم المؤلِّف أنه إنما أتى به ليتملكه فهذا لا دليل في الأصل على ذلك.
الأسئلة
الطالب: ما يرد عن هذا اشتراط تعيين بالنسبة .....
الشيخ : أصلاً ما يصح العقد إلا بالتعيين، .... فقال: قبلت منك نكاح فلانة حصل التعيين، ما يصلح نقول: قبلت إحداهما.
كما أن البيع أيضاً بعتك بعشرة نقداً أو عشرين نسيئة تقول: بعشرين نسيئة، قبلت بعشرة نقداً. لا بد من هذا، لأن إذا جاء القبول يعيّن، المهم الكلام على الإيجاب
الشيخ : أصلاً ما يصح العقد إلا بالتعيين، .... فقال: قبلت منك نكاح فلانة حصل التعيين، ما يصلح نقول: قبلت إحداهما.
كما أن البيع أيضاً بعتك بعشرة نقداً أو عشرين نسيئة تقول: بعشرين نسيئة، قبلت بعشرة نقداً. لا بد من هذا، لأن إذا جاء القبول يعيّن، المهم الكلام على الإيجاب
تتمة الفوائد السابقة .
وفيها دليل (( أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ))[النمل:38] على أن سليمان عليه الصلاة والسلام إما أنه تفرّس أو أوحي إليه بأن هؤلاء القوم سوف يأتونه. يعني: لما رد الرسول بالهدية وقال: (( فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ))[النمل:37] ما جاءه الجواب، فطلب أن يُحضر عشرها، مما يدل على أنه علم بأنها ستأتي وقومها، ولكن من أين علم ذلك؟
إما من وحي، وإما من فراسة، لأن مثل هذه العبارات التي تُرسل (( فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ))[النمل:37] بهذه القوة يقتضي أن العدو يسمع ويخضع.
إن كان بفراسة فهو دليلٌ على جواز الحكم بالفراسة، وقد ذكرنا عدة مرات أنه يجوز الحكم على الشيء بمقتضى غلبة الظن، بل يجوز أن يحلف عليه بمقتضى غلبة الظن. والفراسة تؤدي إلى غلبة الظن، ولكن ليس مجرد الوهم يجوز أن تحكم بالظن، بل لا بد للفراسة من قرائن تدل عليه. إما قرائن سابقة، وإما قرائن مقارنة.
وأما أن تحكم بشيء ما فيه قرينة فهذا حكم بالظن
إما من وحي، وإما من فراسة، لأن مثل هذه العبارات التي تُرسل (( فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ))[النمل:37] بهذه القوة يقتضي أن العدو يسمع ويخضع.
إن كان بفراسة فهو دليلٌ على جواز الحكم بالفراسة، وقد ذكرنا عدة مرات أنه يجوز الحكم على الشيء بمقتضى غلبة الظن، بل يجوز أن يحلف عليه بمقتضى غلبة الظن. والفراسة تؤدي إلى غلبة الظن، ولكن ليس مجرد الوهم يجوز أن تحكم بالظن، بل لا بد للفراسة من قرائن تدل عليه. إما قرائن سابقة، وإما قرائن مقارنة.
وأما أن تحكم بشيء ما فيه قرينة فهذا حكم بالظن
فوائد قوله تعالى : << قال عفريت من الجن أنا ءاتيك به قبل أن تقوم من مقامك و إني عليه لقوي أمين >>
(( قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ))[النمل:39].
أولاً: في هذه الآية دليل على تسخير الجن لسليمان، لقوله: (( قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ ))[النمل:39] هو أول من تكلم.
ثانياً: دليلٌ على قوة الجن، لأنه سوف يأتي بهذا العرش العظيم، يحمله من سبأ -من اليمن- إلى الشام.
ثالثاً: دليل على سرعتهم وهو من أوصاف القوة، لقوله: (( قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ ))[النمل:39] وهذه سرعة فائقة.. سرعة عظيمة، ومعلومٌ أنهم عندهم سرعة عظيمة بدليل أنهم يسترقون السمع من السماء، ولا يصل إلى السماء إلا من عنده سرعة هائلة عظيمة.
وفيه دليل على أنه يجوز للإنسان أن يصف نفسه بما اتصف به من صفات الكمال ترغيباً أو ترهيباً، من أين يؤخذ؟ (( وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ))[النمل:39] هذا ترغيباً، (( فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا ))[النمل:37] فيجوز هذا وهذا، لكن شرط أن يكون متصفاً به حقيقة، أما دعوى فلا، فهذا مثلما قال في الحديث: ( المتشبِّع بما لم يُعْطَ كلابس ثَوْبَي زور ).
فالإنسان الذي يمدح نفسه بما ليس فيها هذا لا شك أنه مزوِّر بالخبر، ومزوّر بالصفة إذا أخبر عن نفسه بما ليس فيها، فالخبر كذب وثبوت الوصف هذا للنفس مثلاً كذب، فلذلك قال: ( كلابس ثَوْبَي زور ).
الطالب: ....؟
الشيخ : نعم مثله، .... العلماء أيضاً يتكلمون في مثل هذا، مثل قول ابن مسعود: " لو أعلم أحداً تبلغه المَطِي أعلم مني بكتاب الله لرحلت إليه "أو كما قال.
وفيه دليل على أن مدار العمل على هذين الوصفين وهما: القوة والأمانة، لقوله: (( لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ))[النمل:39] لأن من ليس بقويٍ لا يتقن العمل لماذا؟ لضعفه، ومن ليس بأمين لا يتقن العمل أيضاً لايش ؟لخيانته.
فقد يكون الإنسان قوياً ويستطيع أن يعمل هذا العمل بكل سهولة، لكنه ليس بأمين فلا يثق الإنسان به، ثم إن العمل لو أنه أتقنه يبقى الإنسان شاباً يقول: يمكن أقدر على أحسن من هذا، لكن ما فعل لأنه خائن.
وكذلك أيضاً: لو كان الإنسان أميناً لكنه عاجز فإنه لن يتقن العمل لعجزه، أيهما أشد لوماً؟
الطالب: الخائن أشد، لأن .....
الشيخ : الخائن أشد، وهذا أيضاً عنده نوع خيانة لأن كونه يدخل في العمل وهو ليس بقوي عليه، هذه لا شك أنه خطأ وخيانة، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام لأبي ذر: ( إنك رجل ضعيف، فلا تأمّرن على اثنين ولا تولين مال يتيم ).
فالإنسان الضعيف ما يجوز أنه يتدخل في شيء أنه ما يستطيع إتقانه، لا سيما إذا كان يوجد في الناس من يحسنه، فهذه تعتبر خيانة لنفسه ولغيره، خيانة لنفسه لأنه في الحقيقة جثمها صعباً، يريد أن يظهر ضعفه أمام الناس.
وخيانة لغيره حيث تقبّل أعمالهم وهو لا يحسنها (( إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ ))[القصص:26].
إذا قال قائل: إذا اجتمع عندنا أربعة أشخاص: أحدهم قوي أمين، والثاني قوي غير أمين، والثالث أمين غير قوي، والرابع ضعيف خائن.
القوي الأمين مقدّم ما فيه إشكال، والخائن الضعيف مؤخر بلا شك. هذان طرفان معلومان.
بقينا: قويٌ خائن، وضعيف أمين.
الطالب: الضعيف الأمين أولى أن يقدّم.
الطالب: يقدّم القوي، لأن هذا قصد الخيانة.
الطالب: الضعيف الأمين يقدّم، لأنه سيؤدي عملاً ........ على حسب المهنة، إذا كانت من شأنها تتطلب القوة فإنه يقدّم القوي، وإذا كانت .... تحتاج إلى ..... فيقدم الخائن.
الشيخ : هذا هو الصحيح: يعني يجب أن ينظر أيهما أولى مراعاة:
إذا كان في عملٍ القوة فيه أظهر، فهنا يقدم القوي لأن القوي وإن كان عنده خيانة ربما تحمله قوته على إتقان العمل لأجل أن يشتهر بهذه القوة، مثلاً ما وجد إلا هو.
أما إذا كان المسألة ما تحتاج إلى عمل وقوة لكنها تتطلب الأمانة، فهنا يقدّم الأمين.
طيب. هذا واضح إذا كان في عملين أحدهما يظهر فيه قصد الأمانة، والثاني يظهر فيه قصد القوة.
كالأمير مثلاً. الأمير يظهر فيه قصد القوة يعني: قوة الأمير وإن كان غير أمين أنفع للمجتمع من أمير ضعيف أمين، والقاضي بالعكس.. القاضي الأمانة في حقه أظهر، لأنه إذا كان أميناً وإن كان ضعيفاً الذي ينفذ ليس هو، مثلما عندنا في عصرنا الآن التنفيذ لمن؟ لجهة الأمارة. القاضي يحكم، فإذا كان أميناً فهنا قصد الأمانة في القضاء أظهر من قصد القوة. وعلى هذا فقس.
ولكن إذا كان العمل يتعارض فيه القوة والأمانة، فهذا محل نظر، ولا يمكن أن نحكم بحكمٍ عام، بل إننا ننظر في القضية المعينة فننظر. يعني: إذا تشاحا اثنان في عمل يتطلب القوة والأمانة معاً، ولا يظهر فيه فضل أحدهما على الآخر، حينئذ ما أستطيع أن أحكم هنا حكماً عاماً، بل إنما يُنظر في كل مسألة بخصوصها، ويُنظر للقرائن ويُنظر أيضاً للأشخاص ومن تظهر فيه القوة أكثر من ظهور الأمانة في الثاني، أو الأمانة في هذا أكثر من ظهور القوة في الثاني.
على كل حال هذه المسألة ما نحكم فيها بحكمٍ عام، لن نحكم فيها بالقضية المعينة ونقول: يقدّم هذا على هذا، عندما تحصل القضية المعيّنة.
فالحاصل إذاً: أقسام الناس باعتبار القيام بالعمل أربعة ماهي ؟
الطالب: قوي أمين، وقوي خائن، وضعيف أمين، وضعيف خائن.
الشيخ : ...قوي أمين، وقوي خائن، وضعيف أمين، وضعيف خائن. هذه أربعة أقسام
ومعلوم أن الأول يقدّم على كل حال، والثاني يؤخر على كل حال يؤخر على كل حال ، والثالث والرابع بينهما تزاحم، فيُنظر إلى ما كان يستدعي القوة أكثر فيقدّم فيه القوي، وما كان يستدعي الأمانة أكثر يقدّم فيه الأمين، وما احتمل الأمرين يُنظر فيه إلى القضية المعينة حتى نستطيع أن نقدم هذا على هذا.
قلنا وفيد دليل أنه يجوز أن يصف الإنسان نفسه بما يتصف به...، لكن بشرط أن يكون ذلك حقيقة.
الطالب: .....
وقوله: نحن نقول: مباح، وتعرف أن المباح تعتريه الأحكام الخمسة، قد يكون واجباً أحياناً، وقد يكون محرماً، إنما هو على سبيل الإباحة ولا يمكن أن نقول إنه مطلوب في كل حال، لأنه قد يكون لغرض سيئ، ولا أنه منهي بكل حال لأنه قد يكون لغرض حسن. فهو على سبيل الجواز... انتهت الاية هذه
أولاً: في هذه الآية دليل على تسخير الجن لسليمان، لقوله: (( قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ ))[النمل:39] هو أول من تكلم.
ثانياً: دليلٌ على قوة الجن، لأنه سوف يأتي بهذا العرش العظيم، يحمله من سبأ -من اليمن- إلى الشام.
ثالثاً: دليل على سرعتهم وهو من أوصاف القوة، لقوله: (( قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ ))[النمل:39] وهذه سرعة فائقة.. سرعة عظيمة، ومعلومٌ أنهم عندهم سرعة عظيمة بدليل أنهم يسترقون السمع من السماء، ولا يصل إلى السماء إلا من عنده سرعة هائلة عظيمة.
وفيه دليل على أنه يجوز للإنسان أن يصف نفسه بما اتصف به من صفات الكمال ترغيباً أو ترهيباً، من أين يؤخذ؟ (( وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ))[النمل:39] هذا ترغيباً، (( فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا ))[النمل:37] فيجوز هذا وهذا، لكن شرط أن يكون متصفاً به حقيقة، أما دعوى فلا، فهذا مثلما قال في الحديث: ( المتشبِّع بما لم يُعْطَ كلابس ثَوْبَي زور ).
فالإنسان الذي يمدح نفسه بما ليس فيها هذا لا شك أنه مزوِّر بالخبر، ومزوّر بالصفة إذا أخبر عن نفسه بما ليس فيها، فالخبر كذب وثبوت الوصف هذا للنفس مثلاً كذب، فلذلك قال: ( كلابس ثَوْبَي زور ).
الطالب: ....؟
الشيخ : نعم مثله، .... العلماء أيضاً يتكلمون في مثل هذا، مثل قول ابن مسعود: " لو أعلم أحداً تبلغه المَطِي أعلم مني بكتاب الله لرحلت إليه "أو كما قال.
وفيه دليل على أن مدار العمل على هذين الوصفين وهما: القوة والأمانة، لقوله: (( لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ))[النمل:39] لأن من ليس بقويٍ لا يتقن العمل لماذا؟ لضعفه، ومن ليس بأمين لا يتقن العمل أيضاً لايش ؟لخيانته.
فقد يكون الإنسان قوياً ويستطيع أن يعمل هذا العمل بكل سهولة، لكنه ليس بأمين فلا يثق الإنسان به، ثم إن العمل لو أنه أتقنه يبقى الإنسان شاباً يقول: يمكن أقدر على أحسن من هذا، لكن ما فعل لأنه خائن.
وكذلك أيضاً: لو كان الإنسان أميناً لكنه عاجز فإنه لن يتقن العمل لعجزه، أيهما أشد لوماً؟
الطالب: الخائن أشد، لأن .....
الشيخ : الخائن أشد، وهذا أيضاً عنده نوع خيانة لأن كونه يدخل في العمل وهو ليس بقوي عليه، هذه لا شك أنه خطأ وخيانة، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام لأبي ذر: ( إنك رجل ضعيف، فلا تأمّرن على اثنين ولا تولين مال يتيم ).
فالإنسان الضعيف ما يجوز أنه يتدخل في شيء أنه ما يستطيع إتقانه، لا سيما إذا كان يوجد في الناس من يحسنه، فهذه تعتبر خيانة لنفسه ولغيره، خيانة لنفسه لأنه في الحقيقة جثمها صعباً، يريد أن يظهر ضعفه أمام الناس.
وخيانة لغيره حيث تقبّل أعمالهم وهو لا يحسنها (( إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ ))[القصص:26].
إذا قال قائل: إذا اجتمع عندنا أربعة أشخاص: أحدهم قوي أمين، والثاني قوي غير أمين، والثالث أمين غير قوي، والرابع ضعيف خائن.
القوي الأمين مقدّم ما فيه إشكال، والخائن الضعيف مؤخر بلا شك. هذان طرفان معلومان.
بقينا: قويٌ خائن، وضعيف أمين.
الطالب: الضعيف الأمين أولى أن يقدّم.
الطالب: يقدّم القوي، لأن هذا قصد الخيانة.
الطالب: الضعيف الأمين يقدّم، لأنه سيؤدي عملاً ........ على حسب المهنة، إذا كانت من شأنها تتطلب القوة فإنه يقدّم القوي، وإذا كانت .... تحتاج إلى ..... فيقدم الخائن.
الشيخ : هذا هو الصحيح: يعني يجب أن ينظر أيهما أولى مراعاة:
إذا كان في عملٍ القوة فيه أظهر، فهنا يقدم القوي لأن القوي وإن كان عنده خيانة ربما تحمله قوته على إتقان العمل لأجل أن يشتهر بهذه القوة، مثلاً ما وجد إلا هو.
أما إذا كان المسألة ما تحتاج إلى عمل وقوة لكنها تتطلب الأمانة، فهنا يقدّم الأمين.
طيب. هذا واضح إذا كان في عملين أحدهما يظهر فيه قصد الأمانة، والثاني يظهر فيه قصد القوة.
كالأمير مثلاً. الأمير يظهر فيه قصد القوة يعني: قوة الأمير وإن كان غير أمين أنفع للمجتمع من أمير ضعيف أمين، والقاضي بالعكس.. القاضي الأمانة في حقه أظهر، لأنه إذا كان أميناً وإن كان ضعيفاً الذي ينفذ ليس هو، مثلما عندنا في عصرنا الآن التنفيذ لمن؟ لجهة الأمارة. القاضي يحكم، فإذا كان أميناً فهنا قصد الأمانة في القضاء أظهر من قصد القوة. وعلى هذا فقس.
ولكن إذا كان العمل يتعارض فيه القوة والأمانة، فهذا محل نظر، ولا يمكن أن نحكم بحكمٍ عام، بل إننا ننظر في القضية المعينة فننظر. يعني: إذا تشاحا اثنان في عمل يتطلب القوة والأمانة معاً، ولا يظهر فيه فضل أحدهما على الآخر، حينئذ ما أستطيع أن أحكم هنا حكماً عاماً، بل إنما يُنظر في كل مسألة بخصوصها، ويُنظر للقرائن ويُنظر أيضاً للأشخاص ومن تظهر فيه القوة أكثر من ظهور الأمانة في الثاني، أو الأمانة في هذا أكثر من ظهور القوة في الثاني.
على كل حال هذه المسألة ما نحكم فيها بحكمٍ عام، لن نحكم فيها بالقضية المعينة ونقول: يقدّم هذا على هذا، عندما تحصل القضية المعيّنة.
فالحاصل إذاً: أقسام الناس باعتبار القيام بالعمل أربعة ماهي ؟
الطالب: قوي أمين، وقوي خائن، وضعيف أمين، وضعيف خائن.
الشيخ : ...قوي أمين، وقوي خائن، وضعيف أمين، وضعيف خائن. هذه أربعة أقسام
ومعلوم أن الأول يقدّم على كل حال، والثاني يؤخر على كل حال يؤخر على كل حال ، والثالث والرابع بينهما تزاحم، فيُنظر إلى ما كان يستدعي القوة أكثر فيقدّم فيه القوي، وما كان يستدعي الأمانة أكثر يقدّم فيه الأمين، وما احتمل الأمرين يُنظر فيه إلى القضية المعينة حتى نستطيع أن نقدم هذا على هذا.
قلنا وفيد دليل أنه يجوز أن يصف الإنسان نفسه بما يتصف به...، لكن بشرط أن يكون ذلك حقيقة.
الطالب: .....
وقوله: نحن نقول: مباح، وتعرف أن المباح تعتريه الأحكام الخمسة، قد يكون واجباً أحياناً، وقد يكون محرماً، إنما هو على سبيل الإباحة ولا يمكن أن نقول إنه مطلوب في كل حال، لأنه قد يكون لغرض سيئ، ولا أنه منهي بكل حال لأنه قد يكون لغرض حسن. فهو على سبيل الجواز... انتهت الاية هذه
4 - فوائد قوله تعالى : << قال عفريت من الجن أنا ءاتيك به قبل أن تقوم من مقامك و إني عليه لقوي أمين >> أستمع حفظ
الأسئلة
الطالب: .... أيضاً يجد مثلاً .... نفسه إلا إذا اقتضت الحال.
الشيخ : ... مباح، هذا الأصل.
الطالب: ....
الشيخ : نعم. لكن إذا اقتضى الحال البيان يكون مطلوب، إما وجوباً أو استحباباً.
الطالب: ما يكون من باب التزكية ....
الشيخ : لا لا الناس يختلفون أنا ما قصدي أنها التزكية، إذا كان قصدي التزكية من باب المنهي عنه، قد يقولون لك: تحدث بنعمة الله فيكون مطلوباً، وقد يكون لأجل أن يمنع من ليس بأهلٍ لمباشرة هذا العمل، فيكون هنا قد وجد ليبين نفسه
الشيخ : ... مباح، هذا الأصل.
الطالب: ....
الشيخ : نعم. لكن إذا اقتضى الحال البيان يكون مطلوب، إما وجوباً أو استحباباً.
الطالب: ما يكون من باب التزكية ....
الشيخ : لا لا الناس يختلفون أنا ما قصدي أنها التزكية، إذا كان قصدي التزكية من باب المنهي عنه، قد يقولون لك: تحدث بنعمة الله فيكون مطلوباً، وقد يكون لأجل أن يمنع من ليس بأهلٍ لمباشرة هذا العمل، فيكون هنا قد وجد ليبين نفسه
تتمة الفوائد السابقة .
يمكن نأخذ من قوله: (( قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ ))[النمل:39] نأخذ منها فائدة وهو أن سليمان عليه الصلاة والسلام قد رتّب شئون حياتهم، وأن له مجلس خاص معروف معيّن، لأن قوله: (( قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ ))[النمل:39] لا شك أنه مقدّر بمدة معلومة، وإلا لم يكن لذلك فائدة، لأن قيامه من مقامه إذا لم يكن معلوماً فهل يُدرى مثلاً ....، قد يبقى يوماً كاملاً في مكانه، وقد لا يبقى إلا دقيقة واحدة.
فلولا أنه عليه الصلاة والسلام قد رتّب أوقاته حتى أصبحت معلومة للناس، ما قال مثل هذا الكلام ، وأما تقدير ما قاله المفسِّر " من الغداة إلى نصف نهار " فهذا ما ندري الله أعلم.
على كل حال يؤخذ منه: أن سليمان عليه الصلاة والسلام كان قد رتّب أوقاته حتى صارت معلومة، وهذا لا سيما بالنسبة للإنسان المراد الذي يريده الناس أمرٌ من أهم الأمور أنه يرتّب أموره، حتى أن الإنسان الذي يريده في حاجة يعلم أنه في هذه الساعة يجلس، وفي ساعة أخرى لا يجلس لا يستفيد.
مثلاً: يبق لنفسه جلسة مثلاً في بيته أو في مكان مناسب على سبيل العموم إما بين عشاءين أو بعد العصر أو الضحى ... المهم شيء يعرفه الناس، يرتب لنفسه مثلاً عمل معيّن يعرفه الناس، حتى من أراده في هذا العمل يأتي إليه. سليمان قد رتّب عمله في وقته، والثاني: أنه ينبغي للإنسان خصوصاً المراد من أميرٍ وقاضٍ وعالمٍ ووجيه وغيره، ليجعل وقت معيّن تكون أوقات محددة.
حتى إن الناس يشعرون بأن هذا الرجل رجل منظّم، ويشعرون بأن الإنسان الفوضوي إن شاء جلس وإن شاء قام لأنه ليس بمنظّم، فلا يعتبرونه شيئاً.
فلولا أنه عليه الصلاة والسلام قد رتّب أوقاته حتى أصبحت معلومة للناس، ما قال مثل هذا الكلام ، وأما تقدير ما قاله المفسِّر " من الغداة إلى نصف نهار " فهذا ما ندري الله أعلم.
على كل حال يؤخذ منه: أن سليمان عليه الصلاة والسلام كان قد رتّب أوقاته حتى صارت معلومة، وهذا لا سيما بالنسبة للإنسان المراد الذي يريده الناس أمرٌ من أهم الأمور أنه يرتّب أموره، حتى أن الإنسان الذي يريده في حاجة يعلم أنه في هذه الساعة يجلس، وفي ساعة أخرى لا يجلس لا يستفيد.
مثلاً: يبق لنفسه جلسة مثلاً في بيته أو في مكان مناسب على سبيل العموم إما بين عشاءين أو بعد العصر أو الضحى ... المهم شيء يعرفه الناس، يرتب لنفسه مثلاً عمل معيّن يعرفه الناس، حتى من أراده في هذا العمل يأتي إليه. سليمان قد رتّب عمله في وقته، والثاني: أنه ينبغي للإنسان خصوصاً المراد من أميرٍ وقاضٍ وعالمٍ ووجيه وغيره، ليجعل وقت معيّن تكون أوقات محددة.
حتى إن الناس يشعرون بأن هذا الرجل رجل منظّم، ويشعرون بأن الإنسان الفوضوي إن شاء جلس وإن شاء قام لأنه ليس بمنظّم، فلا يعتبرونه شيئاً.
فوائد قوله تعالى : << قال الذي عنده علم من الكتاب أنا ءاتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رءاه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني ءأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم >>
(( قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ))[النمل:40].
في هذا دليل على أن جنود الله سبحانه وتعالى وهم الملائكة أقوى من الجن، لأن ذاك قال: (( قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ ))[النمل:39]، وهذا قال: (( قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ))[النمل:40] أيهما أسرع؟ الأخير بلا شك ولا سواء.
في هذا دليل على أن جنود الله سبحانه وتعالى وهم الملائكة أقوى من الجن، لأن ذاك قال: (( قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ ))[النمل:39]، وهذا قال: (( قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ))[النمل:40] أيهما أسرع؟ الأخير بلا شك ولا سواء.
7 - فوائد قوله تعالى : << قال الذي عنده علم من الكتاب أنا ءاتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رءاه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني ءأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم >> أستمع حفظ
الأسئلة
الطالب: ......
الشيخ : لأن الذي عنده علم من الكتاب عالم ولا يصلح له إلا بالدعاء.
الطالب: لا يقال أنه أيضاً ...... لأنه من العلم الذي عنده.
الشيخ : ما ظاهر ..كونه يقول: (( قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ ))[النمل:40] مفصولة عن قوله: (( قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ ))[النمل:39] والأصل أن الكلام مع الإنس، فالظاهر أنه رجل ليس من الجن.
الطالب: يقال أن جبريل هو الذي قال هذا؟
الشيخ : لا. ما هو صحيح، لأن كل إنسان أو كل قائم ليس من البشر لا بد أن ينوه عنه، لأن الأصل أن البشر هم الذين يتخاطبون وهم الذين يتفاهمون، فإذا كان من غيرهم نوه عنه .
الطالب: مثلما نوّه عليه الجن.
الشيخ : مثلما نوّه عليه الجن
الشيخ : لأن الذي عنده علم من الكتاب عالم ولا يصلح له إلا بالدعاء.
الطالب: لا يقال أنه أيضاً ...... لأنه من العلم الذي عنده.
الشيخ : ما ظاهر ..كونه يقول: (( قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ ))[النمل:40] مفصولة عن قوله: (( قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ ))[النمل:39] والأصل أن الكلام مع الإنس، فالظاهر أنه رجل ليس من الجن.
الطالب: يقال أن جبريل هو الذي قال هذا؟
الشيخ : لا. ما هو صحيح، لأن كل إنسان أو كل قائم ليس من البشر لا بد أن ينوه عنه، لأن الأصل أن البشر هم الذين يتخاطبون وهم الذين يتفاهمون، فإذا كان من غيرهم نوه عنه .
الطالب: مثلما نوّه عليه الجن.
الشيخ : مثلما نوّه عليه الجن
تتمة الفوائد السابقة .
وفي هذا دليل على كمال قدرة الله عز وجل، لأن كون هذا العرش العظيم يأتي من اليمن إلى الشام بلحظة لا شك أنه من كمال قدرة الله التي لا يتصور الإنسان كيف تكون.
الان هل يمكن أن نتصور كيف جاء هذا من اليمن إلى الشام قبل أن يرتد إلى الإنسان طرفه؟
.لو يطير طيرانا... ما يتصور أنه يأتي بهذه السرعة، ولا نتصور أن الأرض كشطت كشط حتى التقى هذا بهذا أيضاً.
فقدرة الله سبحانه وتعالى ما يمكن للإنسان أن يتصورها، تأتي فوق التصور، وهكذا جميع صفات الله (( فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ * فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ))[النازعات:13 - 14].
فجميع الخلائق كلهم على ظهر الأرض، من يتصور هذا؟ تستطيع تصور هذا؟ ما تستطيع تصوره.
يعني: لو كان من الأرض فتتشقق تتفتح بس ما .... تتفتح .....
المهم أن هذه نموذج من صفات الله سبحانه وتعالى في عجز العقل مهما بلغ عن إدراك كنه قدرة الله، وكذلك بقية صفاته، فأنت الإنسان علمك محدود وطاقتك محدودة، ولا يمكن أن تتجاوز أكثر مما تشاهد أي: ما أطلعك الله عليه.
وفي هذا دليل على فضل الله سبحانه وتعالى على سليمان حيث سخّر له أهل العلم والجن، الجن بالأول وصاحب العلم بالثاني.
وهل قوله: (( قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ))[النمل:40] مبالغة وإلا حقيقة؟ حقيقة، وإلا لقلنا إنه يجوز المبالغة في الأمور، ولكن على كل حال المبالغة في الأمور قد وردت في غير هذا النص، أن الإنسان يبالغ وإن كان ليس مقصوداً على سبيل الحقيقة، وقد جاء ذلك في القرآن وفي السنة أيضاً مبالغ في الأمور.
" وفي هذا (( فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا )) أي: ساكناً (( عِنْدَهُ قَالَ هَذَا )) أي: الإتيان لي به (( مِنْ فَضْلِ رَبِّي ))[النمل:40]. (( فَلَمَّا رَآهُ ))[النمل:40] أي: سليمان، رأى العرش (( مُسْتَقِرًّا ))[النمل:40].
والاستقرار هنا أمرٌ زائد على مجرد الكينونة، ولو كان المراد بالاستقرار هنا مجرد الكينونة لكان ذكره غير بليغ، ولهذا فسّر المؤلِّف الاستقرار هنا بالسكون يعني: كأن له أزماناً وهو في هذا المكان، بينما أي شيءٍ تأتي به حتى المكان تريد ترتيبه مثلاً، تعدله وتزينه لا سيما مثل العرش الذي له قوائم في العادة، وهذا ثابت كأن له سنين، وهذا من كمال القدرة أيضاً.
(( قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ ))[النمل:40] مِنْ هذه لبيان الجنس أو للتبعيض؟
الطالب:...
الشيخ : يجوز هذا وهذا، لأنه إذا قصدنا بالفضل الجنس فهل لبيان الجنس، وإذا قصدنا بالفضل هذا الشيء المعيّن فهو للتبعيض.. على كل حال هو صالح لهذا وهذا.
وقوله: (( فَضْلِ رَبِّي ))[النمل:40] الفضل هو العطاء الزائد، وفضل الله تبارك وتعالى على العبد لا يُعد ولا يحصى (( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا ))[إبراهيم:34] ومن فضله على عبده أن يُحسن إليه، ثم يعد إحسانه إحساناً ثم يعد احسان العبد احسانا فاهمين ذا ؟ (( هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ ))[الرحمن:60].
تقول: ما جزاء المحسنين الذين أحسنوا عملهم إلا أن يحسن إليهم، وإحسانهم عملهم إحسانٌ من الله، ولكن هذا من تمام الفضل من الله على عباده أن يعد إحسان عمله وهو منهم إحساناً منه، كأن ما هم مستقلون به (( هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ ))[الرحمن:60] اللهم لك الحمد.
وقوله: (( رَبِّي ))[النمل:40] الربوبية هنا خاصة، ولهذا أضافها إلى نفسه فقال: (( رَبِّي ))[النمل:40].
وقد مر علينا أن الربوبية عامة وخاصة، وأن العبودية كذلك عامة وخاصة، وأن الخاصة فيها ما هو أخص.
وقوله: " (( لِيَبْلُوَنِي )) ليختبرني " واللام هنا للتعليل (( قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ))[الأعراف:121 - 122] فإن الربوبية لموسى وهارون غير ربوبية عباد الله الصالحين الآخرين.
" (( لِيَبْلُوَنِي )) ليختبرني " واللام للتعليل.
" (( أَأَشْكُرُ )) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفاً وتسهيلها، وإدخال ألف بين المسهلة الأخرى وتركه ".
هذه لا يحتاج أن نقرأها إلا إذا كان مشكلا عليكم بتحقيق الهمزتين (( أَأَشْكُرُ )) إبدال الثانية ألفاً آشكر هذه إبدالها ألف، تسهيلها ااشكر همزة مسهلة بين الألف وبين الهمزة.
إدخال ألف بين المسهلة الأخرى وتركه يعني: معناه إذا قرأت بالتسهيل فلها صورتان: إدخال ألف آاشكر الذي بعد الألف همزة مسهلة، أو بدون ألف يعني: أن التسهيل المد قبل التسهيل وعدم المد واضح طيب.
" (( أَمْ أَكْفُرُ )) للنعمة " فبماذا يكون الشكر؟ يكون الشكر: بالثناء على الله تبارك وتعالى على هذه النعمة في ذاتها.
وكذلك الاعتراف بالقلب بأنها محض فضلٍ من الله، وأنه ليس لك بها منة على ربك.
والثالث: القيام بما تقتضيه هذه النعمة من واجب، وهذا الشكر الخاص وليس الشكر العام، لأن الشكر يكون عاماً بحيث يوصف الإنسان بأنه من الشاكرين على الإطلاق، ويكون خاصاً بحيث يوصف بأنه من الشاكرين على هذه النعمة فقط.
مثال ذلك: رجلٌ آتاه الله مالاً، فالشكر خاص على هذا المال أن يتحدث بهذا المال على أنه من فضل الله ونعمته، وأن يعترف بقلبه أنه فضلٌ من الله، ما يقول: (( أوتيته على علمٍ عندي )).
والثالث: أن يقوم بواجب هذا المال من دفع زكاته، وما يترتب عليه من نفقات بسبب هذا المال، لكن قد يكون الإنسان مثلاً من جهة أخرى يعص الله، يفرّط في الصلاة، مفرّط في الصيام.. هذا نقول له: هل نصفه بأنه شاكرٌ على الإطلاق؟
الطالب: لا.
الشيخ : لكنه قائمٌ بشكر النعمة المعيّنة.
إذاً: الشكر نوعان: شكرٌ مطلق، وشكرٌ خاص.
فالشكر الخاص: أن يكون بشكر النعمة المعيّنة بما تقتضيه.
والشكر العام: أن يكون قائماً بطاعة المنعم مطلقاً في جميع الأحوال. وأنت لو تأملت هذا وجدته موجوداً في عامة الأوصاف المحمودة والمذمومة أيضاً، فالتوبة قد يوصف الإنسان بأنه تائب توبة خاصة مقيّدة من ذنبٍ معيّن، وقد يوصف بأنه من التائبين على سبيل الإطلاق.
طيب. قول سليمان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ))[النمل:40] على أي وجهٍ نحمله؟
الطالب: هو اشار الى هذا
الشيخ : إذا قلنا أنه على العموم معناه أنه رمينا سليمان بأنه ليس بشاكرٍ لنعمة الله في غير هذا، وإذا قلنا أنه على الخصوص يعني: على هذه النعمة المعيّنة فهو أولى، ولهذا قال: (( هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي ))[النمل:40] ليختبرني به أأشكر الله عليه أم أكفر.
فالظاهر أنها هنا على سبيل الخصوص يعني: على هذه النعمة، أما النعم الأخرى فنحن نؤمن بأن سليمان قد قام بشكرها، لأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما مر علينا في قصة النملة قال مثل هذا الكلام (( فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ))[النمل:19]
الان هل يمكن أن نتصور كيف جاء هذا من اليمن إلى الشام قبل أن يرتد إلى الإنسان طرفه؟
.لو يطير طيرانا... ما يتصور أنه يأتي بهذه السرعة، ولا نتصور أن الأرض كشطت كشط حتى التقى هذا بهذا أيضاً.
فقدرة الله سبحانه وتعالى ما يمكن للإنسان أن يتصورها، تأتي فوق التصور، وهكذا جميع صفات الله (( فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ * فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ))[النازعات:13 - 14].
فجميع الخلائق كلهم على ظهر الأرض، من يتصور هذا؟ تستطيع تصور هذا؟ ما تستطيع تصوره.
يعني: لو كان من الأرض فتتشقق تتفتح بس ما .... تتفتح .....
المهم أن هذه نموذج من صفات الله سبحانه وتعالى في عجز العقل مهما بلغ عن إدراك كنه قدرة الله، وكذلك بقية صفاته، فأنت الإنسان علمك محدود وطاقتك محدودة، ولا يمكن أن تتجاوز أكثر مما تشاهد أي: ما أطلعك الله عليه.
وفي هذا دليل على فضل الله سبحانه وتعالى على سليمان حيث سخّر له أهل العلم والجن، الجن بالأول وصاحب العلم بالثاني.
وهل قوله: (( قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ))[النمل:40] مبالغة وإلا حقيقة؟ حقيقة، وإلا لقلنا إنه يجوز المبالغة في الأمور، ولكن على كل حال المبالغة في الأمور قد وردت في غير هذا النص، أن الإنسان يبالغ وإن كان ليس مقصوداً على سبيل الحقيقة، وقد جاء ذلك في القرآن وفي السنة أيضاً مبالغ في الأمور.
" وفي هذا (( فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا )) أي: ساكناً (( عِنْدَهُ قَالَ هَذَا )) أي: الإتيان لي به (( مِنْ فَضْلِ رَبِّي ))[النمل:40]. (( فَلَمَّا رَآهُ ))[النمل:40] أي: سليمان، رأى العرش (( مُسْتَقِرًّا ))[النمل:40].
والاستقرار هنا أمرٌ زائد على مجرد الكينونة، ولو كان المراد بالاستقرار هنا مجرد الكينونة لكان ذكره غير بليغ، ولهذا فسّر المؤلِّف الاستقرار هنا بالسكون يعني: كأن له أزماناً وهو في هذا المكان، بينما أي شيءٍ تأتي به حتى المكان تريد ترتيبه مثلاً، تعدله وتزينه لا سيما مثل العرش الذي له قوائم في العادة، وهذا ثابت كأن له سنين، وهذا من كمال القدرة أيضاً.
(( قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ ))[النمل:40] مِنْ هذه لبيان الجنس أو للتبعيض؟
الطالب:...
الشيخ : يجوز هذا وهذا، لأنه إذا قصدنا بالفضل الجنس فهل لبيان الجنس، وإذا قصدنا بالفضل هذا الشيء المعيّن فهو للتبعيض.. على كل حال هو صالح لهذا وهذا.
وقوله: (( فَضْلِ رَبِّي ))[النمل:40] الفضل هو العطاء الزائد، وفضل الله تبارك وتعالى على العبد لا يُعد ولا يحصى (( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا ))[إبراهيم:34] ومن فضله على عبده أن يُحسن إليه، ثم يعد إحسانه إحساناً ثم يعد احسان العبد احسانا فاهمين ذا ؟ (( هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ ))[الرحمن:60].
تقول: ما جزاء المحسنين الذين أحسنوا عملهم إلا أن يحسن إليهم، وإحسانهم عملهم إحسانٌ من الله، ولكن هذا من تمام الفضل من الله على عباده أن يعد إحسان عمله وهو منهم إحساناً منه، كأن ما هم مستقلون به (( هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ ))[الرحمن:60] اللهم لك الحمد.
وقوله: (( رَبِّي ))[النمل:40] الربوبية هنا خاصة، ولهذا أضافها إلى نفسه فقال: (( رَبِّي ))[النمل:40].
وقد مر علينا أن الربوبية عامة وخاصة، وأن العبودية كذلك عامة وخاصة، وأن الخاصة فيها ما هو أخص.
وقوله: " (( لِيَبْلُوَنِي )) ليختبرني " واللام هنا للتعليل (( قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ))[الأعراف:121 - 122] فإن الربوبية لموسى وهارون غير ربوبية عباد الله الصالحين الآخرين.
" (( لِيَبْلُوَنِي )) ليختبرني " واللام للتعليل.
" (( أَأَشْكُرُ )) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفاً وتسهيلها، وإدخال ألف بين المسهلة الأخرى وتركه ".
هذه لا يحتاج أن نقرأها إلا إذا كان مشكلا عليكم بتحقيق الهمزتين (( أَأَشْكُرُ )) إبدال الثانية ألفاً آشكر هذه إبدالها ألف، تسهيلها ااشكر همزة مسهلة بين الألف وبين الهمزة.
إدخال ألف بين المسهلة الأخرى وتركه يعني: معناه إذا قرأت بالتسهيل فلها صورتان: إدخال ألف آاشكر الذي بعد الألف همزة مسهلة، أو بدون ألف يعني: أن التسهيل المد قبل التسهيل وعدم المد واضح طيب.
" (( أَمْ أَكْفُرُ )) للنعمة " فبماذا يكون الشكر؟ يكون الشكر: بالثناء على الله تبارك وتعالى على هذه النعمة في ذاتها.
وكذلك الاعتراف بالقلب بأنها محض فضلٍ من الله، وأنه ليس لك بها منة على ربك.
والثالث: القيام بما تقتضيه هذه النعمة من واجب، وهذا الشكر الخاص وليس الشكر العام، لأن الشكر يكون عاماً بحيث يوصف الإنسان بأنه من الشاكرين على الإطلاق، ويكون خاصاً بحيث يوصف بأنه من الشاكرين على هذه النعمة فقط.
مثال ذلك: رجلٌ آتاه الله مالاً، فالشكر خاص على هذا المال أن يتحدث بهذا المال على أنه من فضل الله ونعمته، وأن يعترف بقلبه أنه فضلٌ من الله، ما يقول: (( أوتيته على علمٍ عندي )).
والثالث: أن يقوم بواجب هذا المال من دفع زكاته، وما يترتب عليه من نفقات بسبب هذا المال، لكن قد يكون الإنسان مثلاً من جهة أخرى يعص الله، يفرّط في الصلاة، مفرّط في الصيام.. هذا نقول له: هل نصفه بأنه شاكرٌ على الإطلاق؟
الطالب: لا.
الشيخ : لكنه قائمٌ بشكر النعمة المعيّنة.
إذاً: الشكر نوعان: شكرٌ مطلق، وشكرٌ خاص.
فالشكر الخاص: أن يكون بشكر النعمة المعيّنة بما تقتضيه.
والشكر العام: أن يكون قائماً بطاعة المنعم مطلقاً في جميع الأحوال. وأنت لو تأملت هذا وجدته موجوداً في عامة الأوصاف المحمودة والمذمومة أيضاً، فالتوبة قد يوصف الإنسان بأنه تائب توبة خاصة مقيّدة من ذنبٍ معيّن، وقد يوصف بأنه من التائبين على سبيل الإطلاق.
طيب. قول سليمان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ))[النمل:40] على أي وجهٍ نحمله؟
الطالب: هو اشار الى هذا
الشيخ : إذا قلنا أنه على العموم معناه أنه رمينا سليمان بأنه ليس بشاكرٍ لنعمة الله في غير هذا، وإذا قلنا أنه على الخصوص يعني: على هذه النعمة المعيّنة فهو أولى، ولهذا قال: (( هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي ))[النمل:40] ليختبرني به أأشكر الله عليه أم أكفر.
فالظاهر أنها هنا على سبيل الخصوص يعني: على هذه النعمة، أما النعم الأخرى فنحن نؤمن بأن سليمان قد قام بشكرها، لأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما مر علينا في قصة النملة قال مثل هذا الكلام (( فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ))[النمل:19]
الأسئلة
الطالب: نقول: هذه فعلاً قد تكون ........ في تأثيرها على ما أنزل الله به عليه من نعم أخرى؟
الشيخ : لا لا ما نقوله، لأن الذي نعتقد وهو أقرب من حال سليمان أنه قد شكر الله على النعم الأخرى.
الطالب: ......
الشيخ : لا لا، لا تحاول أبداً، هي على هذه النعمة أأشكر ما قال أأتم الشكر، لو قال: أأتم الشكر. أشكر مطلقاً.
فالحاصل: أن الذي يظهر لنا أنها على هذه النعمة هذه النعمة هل أشكرها أم أكفرها، لأن كل نعمة تحتاج إلى شكرٍ خاص، والشكر العام معروف، الإنسان يؤمن بقلبه أنه شاكرٌ لله على جميع النعم، لكن عند نعمة معيّنة تحتاج هي أيضاً على شكرٍ خاص، فالشكر على المال ليس كالشكر على ....
مثلاً إنسان عند قوة وقدرة على الرمي والجهاد، ما هو شكر النعمة هذه، أن أستعملها في الجهاد أجاهد، عنده قدرة على بيان الحق بما أعطاه الله تعالى من العلم والفهم، شكر الله على هذه النعمة أن يبيّن هذا الأمر.
فتجد أن الشكر يختلف إذا اعتبرنا كل نعمة بحسبها، لأنه يختلف نقول: شكر هذا غير شكر هذا.
لكن الشكر المطلق أن نعتقد بأن جميع الفضائل والإنعامات كلها من الله سبحانه وتعالى، هذه يشترك فيها جميع الناس.
الشيخ : لا لا ما نقوله، لأن الذي نعتقد وهو أقرب من حال سليمان أنه قد شكر الله على النعم الأخرى.
الطالب: ......
الشيخ : لا لا، لا تحاول أبداً، هي على هذه النعمة أأشكر ما قال أأتم الشكر، لو قال: أأتم الشكر. أشكر مطلقاً.
فالحاصل: أن الذي يظهر لنا أنها على هذه النعمة هذه النعمة هل أشكرها أم أكفرها، لأن كل نعمة تحتاج إلى شكرٍ خاص، والشكر العام معروف، الإنسان يؤمن بقلبه أنه شاكرٌ لله على جميع النعم، لكن عند نعمة معيّنة تحتاج هي أيضاً على شكرٍ خاص، فالشكر على المال ليس كالشكر على ....
مثلاً إنسان عند قوة وقدرة على الرمي والجهاد، ما هو شكر النعمة هذه، أن أستعملها في الجهاد أجاهد، عنده قدرة على بيان الحق بما أعطاه الله تعالى من العلم والفهم، شكر الله على هذه النعمة أن يبيّن هذا الأمر.
فتجد أن الشكر يختلف إذا اعتبرنا كل نعمة بحسبها، لأنه يختلف نقول: شكر هذا غير شكر هذا.
لكن الشكر المطلق أن نعتقد بأن جميع الفضائل والإنعامات كلها من الله سبحانه وتعالى، هذه يشترك فيها جميع الناس.
تتمة الفوائد السابقة .
(( لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ))[النمل:40] إذا قال قائل: كيف يقول سليمان أم أكفر، فالكفر كلمةٌ نابية تنفر منه النفس، فلما لم يقل: أأشكر أم لا أشكر، مع أن المعنى واحد لكن هذه أهون؟
نقول: لأجل ردع نفسه عن المخالفة وعدم الشكر، حتى يبيّن لنفسه أنه إذا لم يشكر فمعناه هو الكفر، فلكل مقام مقال.
قد تخاطب إنسان ترى أنه لم يشكر نعمة الله عليه فتخشى إذا قلت: أنت كافرٌ بالنعمة، أن ينفر منك ويزداد نفوراً حتى من النعمة، وإذا قلت: أنت لم تشكر تمام الشكر أو حق الشكر ... أو ما أشبه ذلك، وجدت أنه أهون، والأساليب تؤثر.
يقال: أن ملكاً من الملوك رأى رؤية فأفزعته فقال: عليَّ بالمعبّرين أو بالعابرين، فأحضروا له العابرين وقال لهم: إني رأيت أن أسناني قد سقطت فما ترون؟ فقام كبيرهم فقال: أرى أن أهلك سيموتون. انزعج الملك فقال: أوجعوه ضرباً، فأوجعوه ضرباً وقال: اصرفوهم هؤلاء ما هم معبّرين.
ثم جاء بمعبّرين آخرين وقال لهم: إني رأيت أن أسناني قد سقطت فقام كبيرهم وقال: الملك أطول أهله عمراً، وقال: هؤلاء أجلدوهم. مع أن المعنى واحد، لأن أهله لو ماتوا صار هو أطولهم عمراً.
فالحاصل أن التعبير له دخل في قبول الحق والنفور منه، وقد مر علينا قصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام حيث قال لأبيه: (( إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ ))[مريم:43] ما قال: أنت جاهل ولا تدري ولا تعرف.
(( قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا ))[مريم:43] وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء، بعض الناس يهبه الله سبحانه وتعالى قدرة على التعبير حتى إن العبارات تكون بيده كالعجينة، يلان له القول في كل ما يريد، فتجده يستطيع حتى لو أراد أن يخرج من لسانه كلمة لا يريدها على طول يجد بدلها، وبعض الناس ما يستطيع، فالله سبحانه وتعالى يهبه لمن يشاء.
إذاً: (( وَمَنْ كَفَرَ ))[النمل:40] نقول: عبّر بهذا التعبير لأجل أن يردع نفسه عن المخالفة وعدم القيام بالشكر.
" (( فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ )) عن شكره (( كَرِيمٌ ))[النمل:40] بالإفضال على من يكفرها ".
يعني: من كفر فإن ربي غني.. غني عن شكره صحيح، أو غنيٌ مطلقاً ومن جملة ما هو غنيٌ عنه شكر هذا الإنسان على نعمة الله، فإن الله تعالى ما أنعم على العباد لحاجته إلى أن يشكروه، بل لفضله عليهم وظهور آثار أوصافه.. ظهور آثار صفاته العظيمة ما يكون إلا بأفعاله التي من جملتها النعم.
أو النقم أيضاً ليظهر بذلك صفات الانتقام والغضب.
وقوله: (( كَرِيمٌ ))[النمل:40] أي: أنه سبحانه وتعالى قد يبقي النعمة على من كفرها تكرماً منه أحياناً، وأحياناً استدراجاً، والله تبارك وتعالى حكيم يهب فضله من يشاء، قد يبق الله النعمة على الكافر بها استدراجاً، لقوله تعالى:وإلا لا؟ (( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ))[آل عمران:178]، (( فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ ))[القلم:44 - 45].
وقد يبقي الله تعالى النعم مع الكفر تربية، بحيث أن الإنسان يفتح الله عليه في التأمل فيخجل من الله عز وجل، أن يكون هو يبادر الله تعالى بالمعاصي والله تبارك وتعالى يدر عليه النعم فيرتدع.
وهذا هو ظاهر قوله: (( كَرِيمٌ ))[النمل:40] لأن الكرم في مقابل الكفر ما يكون إلا حيث يكون ذلك الكرم من مصلحة الكافر بها، وإلا ما ظهر آثار الكرم بل ظهر آثار الكفر، لو قال: حكيم صار هذا يشمل من تدرج الله به حتى أهلكه، لكن كريم ما يتم الكرم للكافر بالنعمة إلا حيث كان إبقاء النعمة عليه مصلحة له، لأجل أن يعود.
نقول: لأجل ردع نفسه عن المخالفة وعدم الشكر، حتى يبيّن لنفسه أنه إذا لم يشكر فمعناه هو الكفر، فلكل مقام مقال.
قد تخاطب إنسان ترى أنه لم يشكر نعمة الله عليه فتخشى إذا قلت: أنت كافرٌ بالنعمة، أن ينفر منك ويزداد نفوراً حتى من النعمة، وإذا قلت: أنت لم تشكر تمام الشكر أو حق الشكر ... أو ما أشبه ذلك، وجدت أنه أهون، والأساليب تؤثر.
يقال: أن ملكاً من الملوك رأى رؤية فأفزعته فقال: عليَّ بالمعبّرين أو بالعابرين، فأحضروا له العابرين وقال لهم: إني رأيت أن أسناني قد سقطت فما ترون؟ فقام كبيرهم فقال: أرى أن أهلك سيموتون. انزعج الملك فقال: أوجعوه ضرباً، فأوجعوه ضرباً وقال: اصرفوهم هؤلاء ما هم معبّرين.
ثم جاء بمعبّرين آخرين وقال لهم: إني رأيت أن أسناني قد سقطت فقام كبيرهم وقال: الملك أطول أهله عمراً، وقال: هؤلاء أجلدوهم. مع أن المعنى واحد، لأن أهله لو ماتوا صار هو أطولهم عمراً.
فالحاصل أن التعبير له دخل في قبول الحق والنفور منه، وقد مر علينا قصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام حيث قال لأبيه: (( إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ ))[مريم:43] ما قال: أنت جاهل ولا تدري ولا تعرف.
(( قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا ))[مريم:43] وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء، بعض الناس يهبه الله سبحانه وتعالى قدرة على التعبير حتى إن العبارات تكون بيده كالعجينة، يلان له القول في كل ما يريد، فتجده يستطيع حتى لو أراد أن يخرج من لسانه كلمة لا يريدها على طول يجد بدلها، وبعض الناس ما يستطيع، فالله سبحانه وتعالى يهبه لمن يشاء.
إذاً: (( وَمَنْ كَفَرَ ))[النمل:40] نقول: عبّر بهذا التعبير لأجل أن يردع نفسه عن المخالفة وعدم القيام بالشكر.
" (( فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ )) عن شكره (( كَرِيمٌ ))[النمل:40] بالإفضال على من يكفرها ".
يعني: من كفر فإن ربي غني.. غني عن شكره صحيح، أو غنيٌ مطلقاً ومن جملة ما هو غنيٌ عنه شكر هذا الإنسان على نعمة الله، فإن الله تعالى ما أنعم على العباد لحاجته إلى أن يشكروه، بل لفضله عليهم وظهور آثار أوصافه.. ظهور آثار صفاته العظيمة ما يكون إلا بأفعاله التي من جملتها النعم.
أو النقم أيضاً ليظهر بذلك صفات الانتقام والغضب.
وقوله: (( كَرِيمٌ ))[النمل:40] أي: أنه سبحانه وتعالى قد يبقي النعمة على من كفرها تكرماً منه أحياناً، وأحياناً استدراجاً، والله تبارك وتعالى حكيم يهب فضله من يشاء، قد يبق الله النعمة على الكافر بها استدراجاً، لقوله تعالى:وإلا لا؟ (( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ))[آل عمران:178]، (( فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ ))[القلم:44 - 45].
وقد يبقي الله تعالى النعم مع الكفر تربية، بحيث أن الإنسان يفتح الله عليه في التأمل فيخجل من الله عز وجل، أن يكون هو يبادر الله تعالى بالمعاصي والله تبارك وتعالى يدر عليه النعم فيرتدع.
وهذا هو ظاهر قوله: (( كَرِيمٌ ))[النمل:40] لأن الكرم في مقابل الكفر ما يكون إلا حيث يكون ذلك الكرم من مصلحة الكافر بها، وإلا ما ظهر آثار الكرم بل ظهر آثار الكفر، لو قال: حكيم صار هذا يشمل من تدرج الله به حتى أهلكه، لكن كريم ما يتم الكرم للكافر بالنعمة إلا حيث كان إبقاء النعمة عليه مصلحة له، لأجل أن يعود.
قال الله تعالى : << قال نكروا لها عرشها ننظر أتهتدي أم تكون من الذين لايهتدون >>
ثم قال سليمان: " (( قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا ))[النمل:41] أي غيروه إلى حال تنكره إذا رأته ".
والتنكير يحصل بتغيير أدنى صفة من صفاته،وإلا لا؟ ...إذا كان مثلاً قوائمه طويلة يمكن يقصّر القوائم فيكون تنكير، إذا كان لون إحدى .... مثلاً أحمر ممكن يخليها أصفر، يعني: سواءً هذا التنكير بالأجزاء أو باللون أو بالفرش بتغيير الفُرُش، الظاهر أن هذا داخل في التنكير.
(( نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ ))[النمل:41]
الطالب: ...
الشيخ : نكّروا فعل أمر، وننظر مقرون على أنه جواب الأمر.
نكّروا ننظر، كلمة نكّروا ولم يوجه الخطاب إلى شخص معيّن يدل على أن كل جنوده في طاعته، لأنه لو كان يخشى أن أحداً من الجنود يتمرد لكان يوجه الخطاب إلى شخصٍ معيّن لأجل أن يحرجه فلا يستطيع أن يقول لا، وهكذا عظمة السلطان تكون بمثل هذا، عندما يقول السلطان مثلاً أو الأمير: القهوة يا ولد. كل الحاضرين يفزعون، قهوة قهوة فتجيه بسرعة.
(( نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا ))[النمل:41] نقول: هذه أيضاً خطاب عظمة، ولهذا قال: (( نَنظُرْ أَتَهْتَدِي ))[النمل:41] إما أن المعنى يقصد نفسه ويكون تعظيماً أو مع جنوده وحاشيته ينظرون جميعاً أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون.
وهذا كله أيضاً من أساليب الاختبار الذي يختبر به سليمان هذه المرأة كما اختبرها أيضاً فيما يأتي في مسألة الصرح، وأما قول المؤلَّف وغيره أن رجلها رجل حمار، فهذه من الإسرائيليات المكذوبة، فقدمها كقدم غيرها.
الطالب: .... أن فيها برص فيريد أن يتزوجها.
الشيخ : كل هذه ما هي صحيحة ... سليمان.
الطالب: تزوجها .....
الشيخ : على كل حال هي جديرة بأن تتزوج لأنها أسلمت وكانت ذكية
والتنكير يحصل بتغيير أدنى صفة من صفاته،وإلا لا؟ ...إذا كان مثلاً قوائمه طويلة يمكن يقصّر القوائم فيكون تنكير، إذا كان لون إحدى .... مثلاً أحمر ممكن يخليها أصفر، يعني: سواءً هذا التنكير بالأجزاء أو باللون أو بالفرش بتغيير الفُرُش، الظاهر أن هذا داخل في التنكير.
(( نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ ))[النمل:41]
الطالب: ...
الشيخ : نكّروا فعل أمر، وننظر مقرون على أنه جواب الأمر.
نكّروا ننظر، كلمة نكّروا ولم يوجه الخطاب إلى شخص معيّن يدل على أن كل جنوده في طاعته، لأنه لو كان يخشى أن أحداً من الجنود يتمرد لكان يوجه الخطاب إلى شخصٍ معيّن لأجل أن يحرجه فلا يستطيع أن يقول لا، وهكذا عظمة السلطان تكون بمثل هذا، عندما يقول السلطان مثلاً أو الأمير: القهوة يا ولد. كل الحاضرين يفزعون، قهوة قهوة فتجيه بسرعة.
(( نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا ))[النمل:41] نقول: هذه أيضاً خطاب عظمة، ولهذا قال: (( نَنظُرْ أَتَهْتَدِي ))[النمل:41] إما أن المعنى يقصد نفسه ويكون تعظيماً أو مع جنوده وحاشيته ينظرون جميعاً أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون.
وهذا كله أيضاً من أساليب الاختبار الذي يختبر به سليمان هذه المرأة كما اختبرها أيضاً فيما يأتي في مسألة الصرح، وأما قول المؤلَّف وغيره أن رجلها رجل حمار، فهذه من الإسرائيليات المكذوبة، فقدمها كقدم غيرها.
الطالب: .... أن فيها برص فيريد أن يتزوجها.
الشيخ : كل هذه ما هي صحيحة ... سليمان.
الطالب: تزوجها .....
الشيخ : على كل حال هي جديرة بأن تتزوج لأنها أسلمت وكانت ذكية
الأسئلة
الطالب: ما فيه دليل على تصرف ........ بحيث تصرف بالعقل؟
الشيخ : إن كانت في الآيات السابقة كنا نقبل منك الفائدة هذه، وإن كانت في الآيات اللاحقة درس اليوم ما نقبله.
الطالب: ... (( نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا ))[النمل:41 ....
الشيخ : ...... إن شاء الله.
الطالب: في قوله ... لا يدل بأن مقام النبوة أعظم ... ما يقدمونه .... مما يقدمونه العوام .... علم.
الشيخ : لا. حتى الإنسان العادي يقول كذا، لأن .... هذه صارت هذه خاصة في مثل مقام سليمان، وليس كذلك حتى الإنسان .... يقول مثلاً أنا الله سبحانه وتعالى ما أعطاني هذه إلا ليبلوني أأشكر أم أكفر.
الطالب: ليس كفر مطلق، وإنما .....
الشيخ : ...قلنا قبل قليل: الشكر، والتوبة، والكفر، والإيمان.. كل هذه تتبعض وتكمل، مطلق شيء وشيء مطلق، لا. هنا المراد به كفر النعمة.
الطالب: كفر النعمة الواحدة يعني ....
الشيخ : لكن .....
الطالب: يا شيخ! ..... فضل الله جل وعلا على العباد إنما هو لأجل .... وإن لم يوجد المخلوق.
الشيخ : .... بما أن هذه الصفة صفة الله، قبل أن يوجد المخلوق..
الطالب: ...؟
الشيخ : كما أنه سبحانه وتعالى متصفٌ بالكلام مع أنه يتكلم بمشيئة، كونه يتصف بالخلق مع أنه يخلق بمشيئة..
الشيخ : إن كانت في الآيات السابقة كنا نقبل منك الفائدة هذه، وإن كانت في الآيات اللاحقة درس اليوم ما نقبله.
الطالب: ... (( نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا ))[النمل:41 ....
الشيخ : ...... إن شاء الله.
الطالب: في قوله ... لا يدل بأن مقام النبوة أعظم ... ما يقدمونه .... مما يقدمونه العوام .... علم.
الشيخ : لا. حتى الإنسان العادي يقول كذا، لأن .... هذه صارت هذه خاصة في مثل مقام سليمان، وليس كذلك حتى الإنسان .... يقول مثلاً أنا الله سبحانه وتعالى ما أعطاني هذه إلا ليبلوني أأشكر أم أكفر.
الطالب: ليس كفر مطلق، وإنما .....
الشيخ : ...قلنا قبل قليل: الشكر، والتوبة، والكفر، والإيمان.. كل هذه تتبعض وتكمل، مطلق شيء وشيء مطلق، لا. هنا المراد به كفر النعمة.
الطالب: كفر النعمة الواحدة يعني ....
الشيخ : لكن .....
الطالب: يا شيخ! ..... فضل الله جل وعلا على العباد إنما هو لأجل .... وإن لم يوجد المخلوق.
الشيخ : .... بما أن هذه الصفة صفة الله، قبل أن يوجد المخلوق..
الطالب: ...؟
الشيخ : كما أنه سبحانه وتعالى متصفٌ بالكلام مع أنه يتكلم بمشيئة، كونه يتصف بالخلق مع أنه يخلق بمشيئة..
اضيفت في - 2007-08-13