تفسير سورة النمل-08a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة فوائد قوله تعالى :<< قال الذي عنده علم من الكتاب أنا ءاتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رءاه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني ءأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم >>
(( لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ))[النمل:40].
أولاً في هذه الآية من الفوائد: التحدث بنعمة الله سبحانه وتعالى بإضافة النعمة إليه، لقوله: (( هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي ))[النمل:40] وهذا هو الواجب شرعاً والمقتضى عقلاً، لأن إضافة النعم إنما تكون إلى مسديها وموليها
وفي هذا دليل على إثبات التعليل لأحكام الله سبحانه وتعالى الكونية كما ثبت ذلك في الأحكام الشرعية. من أين يؤخذ؟ عبد الرحمن.
الطالب: .....
الشيخ : لا.
الطالب: ...
الشيخ : نعم. من أين؟
الطالب: من اللام.
الشيخ : من اللام للتعليل، وفيه دليل على تعليل أفعال الله، أحكام الله الكونية كما أن أحكامه الشرعية كذلك معللة، نعم. ففيه رد على الجهمية الذين يقولون: إن فعل الله سبحانه وتعالى ليس معللاً، إنما يفعل لمجرد المشيئة، إذا شاء فعل لحكمة ولغير حكمة.
وفيه دليل على اختبار المرء على فيما يظهر حقيقة أمره، لقوله: (( لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ))[النمل:40].
وفيه أيضاً .... الفائدة الآتية: أنه يجوز اختباره وإن كان المختبر يعلم مآله، ويمكن أن يؤخذ هذا، أو نقول: إن هذا خاص فيما يتعلق بالله، أنك تختبر إنسان لو إنك تعلم مآله.
الطالب: ....
الشيخ : هاه؟
أولاً في هذه الآية من الفوائد: التحدث بنعمة الله سبحانه وتعالى بإضافة النعمة إليه، لقوله: (( هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي ))[النمل:40] وهذا هو الواجب شرعاً والمقتضى عقلاً، لأن إضافة النعم إنما تكون إلى مسديها وموليها
وفي هذا دليل على إثبات التعليل لأحكام الله سبحانه وتعالى الكونية كما ثبت ذلك في الأحكام الشرعية. من أين يؤخذ؟ عبد الرحمن.
الطالب: .....
الشيخ : لا.
الطالب: ...
الشيخ : نعم. من أين؟
الطالب: من اللام.
الشيخ : من اللام للتعليل، وفيه دليل على تعليل أفعال الله، أحكام الله الكونية كما أن أحكامه الشرعية كذلك معللة، نعم. ففيه رد على الجهمية الذين يقولون: إن فعل الله سبحانه وتعالى ليس معللاً، إنما يفعل لمجرد المشيئة، إذا شاء فعل لحكمة ولغير حكمة.
وفيه دليل على اختبار المرء على فيما يظهر حقيقة أمره، لقوله: (( لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ))[النمل:40].
وفيه أيضاً .... الفائدة الآتية: أنه يجوز اختباره وإن كان المختبر يعلم مآله، ويمكن أن يؤخذ هذا، أو نقول: إن هذا خاص فيما يتعلق بالله، أنك تختبر إنسان لو إنك تعلم مآله.
الطالب: ....
الشيخ : هاه؟
1 - تتمة فوائد قوله تعالى :<< قال الذي عنده علم من الكتاب أنا ءاتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رءاه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني ءأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم >> أستمع حفظ
سؤال
الطالب: ....
الشيخ : وأما بالنسبة لله فهذا أمر واقع، نعم. لكن بالنسبة للإنسان، تختبر الإنسان وأنت تعرف مآله، هذا ينظر فيه إلى المصلحة، قد يكون محرماً، كما لو أردت أن تظهر ضعفه أمام الناس وتخجله، وقد يكون واجباً كما لو كان إنساناً داعية إلى ضلالة وأردت أن تختبره ليتبين أمره للناس، وأنت تعرف أن ما عنده جواب لما اختبرته به، لكن تريد أن تظهر للناس أمره، فهو بالنسبة لله سبحانه وتعالى ممدوح كله، لأن الله يعلم المآل لكن بالنسبة للإنسان، فاختباره عما يعلم مآله على حسب المصلحة والفائدة. وفيه إشكال حيث قد يقال: أليس الله تعالى يعلم فيما يؤول إليه الأمر؟ الجواب؟
الطالب: بلى.
الشيخ : بلى. إذاً: ما فائدة الاختبار وهو يعلم؟
الطالب: ابتلاء خلقه للتمييز حتى يعرف ..... مثلما فعل في إبراهيم أمره بذبح ابنه، ويعلم أنه لن يحصل هذا الشيء وأنه .... لكن أمره ليبتليه.
الشيخ : نعم. ليترتب الجزاء على ظاهر الحال، لأن الله لو جازى الإنسان على ما يعلم من حاله قبل أن يبلوه لكان ذلك ظلماً في ظاهر الحال، فإذا ابتلاه فأطاع أو عصى تبين الأمر، فيكون هنا الفائدة عظيمة وهي ظهور أثر هذا الشيء للناس، وأنه ليس بظلم من الله سبحانه وتعالى للعباد، ...وظهور أيضاً نعمة الله على العبد العامل إذا أطاع حيث يشكر الله سعيه.
فالحاصل: أن الابتلاء في مثل هذه الأمور نقول: فائدته أن يجري الجزاء على ظاهر الحال لا على علم الله، نعم. وهل يؤخذ منه أنه لا يجوز للقاضي أن يحكم بعلمه، لأنه إذا كان الله سبحانه وتعالى وهو أحكم الحاكمين لا يحكم بمجرد العلم حتى تظهر الآثار؟ فالقاضي من باب أولى، ولهذا ذكر أهل العلم أنه لا يجوز للقاضي أن يحكم بعلمه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنما أقضي بنحو من ما أسمع ) نعم. هذه قد يقال: إنها تؤخذ، وقد يقال: إن هذا توسع في الاستدلال، وأنها لا تؤخذ من هذه الآية. نعم.
الشيخ : وأما بالنسبة لله فهذا أمر واقع، نعم. لكن بالنسبة للإنسان، تختبر الإنسان وأنت تعرف مآله، هذا ينظر فيه إلى المصلحة، قد يكون محرماً، كما لو أردت أن تظهر ضعفه أمام الناس وتخجله، وقد يكون واجباً كما لو كان إنساناً داعية إلى ضلالة وأردت أن تختبره ليتبين أمره للناس، وأنت تعرف أن ما عنده جواب لما اختبرته به، لكن تريد أن تظهر للناس أمره، فهو بالنسبة لله سبحانه وتعالى ممدوح كله، لأن الله يعلم المآل لكن بالنسبة للإنسان، فاختباره عما يعلم مآله على حسب المصلحة والفائدة. وفيه إشكال حيث قد يقال: أليس الله تعالى يعلم فيما يؤول إليه الأمر؟ الجواب؟
الطالب: بلى.
الشيخ : بلى. إذاً: ما فائدة الاختبار وهو يعلم؟
الطالب: ابتلاء خلقه للتمييز حتى يعرف ..... مثلما فعل في إبراهيم أمره بذبح ابنه، ويعلم أنه لن يحصل هذا الشيء وأنه .... لكن أمره ليبتليه.
الشيخ : نعم. ليترتب الجزاء على ظاهر الحال، لأن الله لو جازى الإنسان على ما يعلم من حاله قبل أن يبلوه لكان ذلك ظلماً في ظاهر الحال، فإذا ابتلاه فأطاع أو عصى تبين الأمر، فيكون هنا الفائدة عظيمة وهي ظهور أثر هذا الشيء للناس، وأنه ليس بظلم من الله سبحانه وتعالى للعباد، ...وظهور أيضاً نعمة الله على العبد العامل إذا أطاع حيث يشكر الله سعيه.
فالحاصل: أن الابتلاء في مثل هذه الأمور نقول: فائدته أن يجري الجزاء على ظاهر الحال لا على علم الله، نعم. وهل يؤخذ منه أنه لا يجوز للقاضي أن يحكم بعلمه، لأنه إذا كان الله سبحانه وتعالى وهو أحكم الحاكمين لا يحكم بمجرد العلم حتى تظهر الآثار؟ فالقاضي من باب أولى، ولهذا ذكر أهل العلم أنه لا يجوز للقاضي أن يحكم بعلمه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنما أقضي بنحو من ما أسمع ) نعم. هذه قد يقال: إنها تؤخذ، وقد يقال: إن هذا توسع في الاستدلال، وأنها لا تؤخذ من هذه الآية. نعم.
تتمة الفوائد السابقة
في هذا دليل على أنه ينبغي للإنسان أن يخاطب نفسه بما تقتضيه الحال، لقوله: (( أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ))[النمل:40] فإننا ذكرنا أن قوله: (( أَمْ أَكْفُرُ ))[النمل:40]^ هذه العبارة الشديدة من أجل أن يردع نفسه عن ممارسة كفر النعمة.
وفي هذا دليل على أن الإنسان الذي يشكر الله ليس يسدي إلى الله سبحانه وتعالى نفعاً أو يدفع عنه ضرراً، وإنما هو إذا شكر فإنما يشكر لنفسه، يشكر لنفسه، المصلحة لنفسه، هي ليست لله.
وفيها أيضاً دليل على أن الشاكر يثاب، لقوله: (( فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ))[النمل:40]^ ولم يقل: عن نفسه، بل قال: لنفسه، فدل ذلك على أن للشاكر ثواباً يجازى به، وهو كذلك.
وفي هذا دليل في قوله: (( فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ))[النمل:40] دليل على أن العامل عمله له وليس لغيره، إلا أنه قد يؤخذ منه مقاصة كما جاء في الحديث الصحيح في المفلس ( الذي يأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال وقد ظلم هذا وأخذ مال هذا، فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته )، وإلا فثوابك لك، ما يمكن أحد يعتدي عليك أبداً فيأخذه، فهو مدخر عند الله سبحانه وتعالى.
الطالب: الصدقة؟
الشيخ : نعم؟
الطالب: الصدقة؟
الشيخ : نعم. الصدقة للميت من عملك لك، لأنك أنت الذي اخترت أن يتحول إلى هذا إنما لا يؤخذ منك، وأما إذا أنت أردته فهذا من عملك، لأن عملك قد يكون تريده لك أو لغيرك، وهذا أيضاً مقيد بما جاءت به السنة.
وقوله: (( وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ))[النمل:40] ما قال: ومن كفر فإنما يكفر على نفسه، كما قال: (( وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ))[النمل:40]^ لأن رحمة الله تعالى سبقت غضبه. نعم. وإلا فالحقيقة أن من كفر فعلى نفسه، مثلما قال الله تعالى: (( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ))[فصلت:46] لكن أحياناً يكون السياق يقتضي خلاف ذلك، فهنا يقول: من كفر فإنه لا يضر الله شيئاً، لأن الله تعالى غني عنه وعن شكره، وهو مع ذلك كريم، قد يجود على الكافر في الإمهال لعله يشكر، ولهذا قال: (( فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ))[النمل:40]. قال الله تعالى.. نعم.
وفي هذا دليل على أن الإنسان الذي يشكر الله ليس يسدي إلى الله سبحانه وتعالى نفعاً أو يدفع عنه ضرراً، وإنما هو إذا شكر فإنما يشكر لنفسه، يشكر لنفسه، المصلحة لنفسه، هي ليست لله.
وفيها أيضاً دليل على أن الشاكر يثاب، لقوله: (( فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ))[النمل:40]^ ولم يقل: عن نفسه، بل قال: لنفسه، فدل ذلك على أن للشاكر ثواباً يجازى به، وهو كذلك.
وفي هذا دليل في قوله: (( فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ))[النمل:40] دليل على أن العامل عمله له وليس لغيره، إلا أنه قد يؤخذ منه مقاصة كما جاء في الحديث الصحيح في المفلس ( الذي يأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال وقد ظلم هذا وأخذ مال هذا، فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته )، وإلا فثوابك لك، ما يمكن أحد يعتدي عليك أبداً فيأخذه، فهو مدخر عند الله سبحانه وتعالى.
الطالب: الصدقة؟
الشيخ : نعم؟
الطالب: الصدقة؟
الشيخ : نعم. الصدقة للميت من عملك لك، لأنك أنت الذي اخترت أن يتحول إلى هذا إنما لا يؤخذ منك، وأما إذا أنت أردته فهذا من عملك، لأن عملك قد يكون تريده لك أو لغيرك، وهذا أيضاً مقيد بما جاءت به السنة.
وقوله: (( وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ))[النمل:40] ما قال: ومن كفر فإنما يكفر على نفسه، كما قال: (( وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ))[النمل:40]^ لأن رحمة الله تعالى سبقت غضبه. نعم. وإلا فالحقيقة أن من كفر فعلى نفسه، مثلما قال الله تعالى: (( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ))[فصلت:46] لكن أحياناً يكون السياق يقتضي خلاف ذلك، فهنا يقول: من كفر فإنه لا يضر الله شيئاً، لأن الله تعالى غني عنه وعن شكره، وهو مع ذلك كريم، قد يجود على الكافر في الإمهال لعله يشكر، ولهذا قال: (( فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ))[النمل:40]. قال الله تعالى.. نعم.
سؤال
الطالب: ....؟
الشيخ : إي نعم. إضافة الفعل إلى العبد.
الطالب: ....؟
الشيخ : على إيش؟
الطالب: ....؟
الشيخ : لا، هو على ..... واضح، لأنه أضاف الشكر إلى نفسه. نعم.
الطالب: ....؟
الشيخ : إيه. يدل أن هذا من فعل الله.
الطالب: ....؟
الشيخ : إيه، لكن هو الآن العطاء من فضل الله سبحانه وتعالى، العطاء من فضل الله، وما تحدث عن عمله، ما قال: إن عملي من الله، قال: هذا العطاء الذي تفضل الله به هو من الله سبحانه وتعالى.
الطالب: ....؟
الشيخ : الجبري، نعم. اللهم إلا في قوله: (( هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي ))[النمل:40] مع أن الذي قال: أنا آتيك به، هو الذي عنده علم من الكتاب، لكن حتى ما يستطيع، لأن الذي عنده علم من الكتاب ما جاء به بنفسه.
الشيخ : إي نعم. إضافة الفعل إلى العبد.
الطالب: ....؟
الشيخ : على إيش؟
الطالب: ....؟
الشيخ : لا، هو على ..... واضح، لأنه أضاف الشكر إلى نفسه. نعم.
الطالب: ....؟
الشيخ : إيه. يدل أن هذا من فعل الله.
الطالب: ....؟
الشيخ : إيه، لكن هو الآن العطاء من فضل الله سبحانه وتعالى، العطاء من فضل الله، وما تحدث عن عمله، ما قال: إن عملي من الله، قال: هذا العطاء الذي تفضل الله به هو من الله سبحانه وتعالى.
الطالب: ....؟
الشيخ : الجبري، نعم. اللهم إلا في قوله: (( هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي ))[النمل:40] مع أن الذي قال: أنا آتيك به، هو الذي عنده علم من الكتاب، لكن حتى ما يستطيع، لأن الذي عنده علم من الكتاب ما جاء به بنفسه.
فوائد قوله تعالى : << قال نكروا لها عرشها ننظر أتهتدي أم تكون من الذين لايهتدون >>
(( قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ ))[النمل:41].
يستفاد من هذا أيضاً: امتحان الغير بما يعرف به ذكاؤه وفطنته، لقوله: (( نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا ))[النمل:41] وقد سبق أن المراد بتنكيره؟
الطالب: تغييره.
الشيخ : تغييره، نعم. والعلة في ذلك قوله: (( نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ ))[النمل:41] أتهتدي أتعرف أم تكون من الذين لا يعرفون. وكيف تعرف أو لا تعرف؟ لأنه لو بقي العرش على ما هو عليه لعرفته، نعم. ولو غُيِّر نهائياً لكان لها العذر في أن لا تعرفه، ولكنه إذا غُيِّرت صفته وبقي أصله حينئذٍ يعرف به ذكاؤها هل تعرفه، والمقام في الحقيقة هنا مقام مدهش، ليس مقاماً عادياً طبيعياً، لأنها هي سوف تستبعد أن يؤتى بعرشها وهو محفوظ في مكانه ومحروس ثم يؤتى به إلى سليمان.
ثم أيضاً لعلها حسب الطبيعة والعادة تستبعد جداً أن يسبقها العرش، مع أن الظاهر أنها أتت إلى سليمان بأسرع ما يمكن من السير. فعلى كل حال! هذا التنكير سوف يدل على دهائها وعقلها، والأمر سيأتي بيانه إن شاء الله قريباً.
وقوله: (( أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ ))[النمل:41] مثل قوله للهدهد: (( أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ))[النمل:27] ما قال أم لا تهتدي، بل قال: (( أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ ))[النمل:41].
وفيه أيضاً في هذا الامتحان إشارة إلى أنها إذا كانت تعرف عرشها مع تغييره فكيف لا تعرف أن الذي يستحق العبادة هو الله؟ لأنها هي وقومها يسجدون للشمس من دون الله، كما مر. فإذا كانت هي تعرف عرشها مع تنكيره فإنه لا شك أن معرفتها بأن الله تعالى هو المستحق للعبادة من باب أولى، فهذا وجه من أوجه الاختلاف في هذه القصة.(( أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ ))[النمل:41] نعم.
يستفاد من هذا أيضاً: امتحان الغير بما يعرف به ذكاؤه وفطنته، لقوله: (( نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا ))[النمل:41] وقد سبق أن المراد بتنكيره؟
الطالب: تغييره.
الشيخ : تغييره، نعم. والعلة في ذلك قوله: (( نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ ))[النمل:41] أتهتدي أتعرف أم تكون من الذين لا يعرفون. وكيف تعرف أو لا تعرف؟ لأنه لو بقي العرش على ما هو عليه لعرفته، نعم. ولو غُيِّر نهائياً لكان لها العذر في أن لا تعرفه، ولكنه إذا غُيِّرت صفته وبقي أصله حينئذٍ يعرف به ذكاؤها هل تعرفه، والمقام في الحقيقة هنا مقام مدهش، ليس مقاماً عادياً طبيعياً، لأنها هي سوف تستبعد أن يؤتى بعرشها وهو محفوظ في مكانه ومحروس ثم يؤتى به إلى سليمان.
ثم أيضاً لعلها حسب الطبيعة والعادة تستبعد جداً أن يسبقها العرش، مع أن الظاهر أنها أتت إلى سليمان بأسرع ما يمكن من السير. فعلى كل حال! هذا التنكير سوف يدل على دهائها وعقلها، والأمر سيأتي بيانه إن شاء الله قريباً.
وقوله: (( أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ ))[النمل:41] مثل قوله للهدهد: (( أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ))[النمل:27] ما قال أم لا تهتدي، بل قال: (( أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ ))[النمل:41].
وفيه أيضاً في هذا الامتحان إشارة إلى أنها إذا كانت تعرف عرشها مع تغييره فكيف لا تعرف أن الذي يستحق العبادة هو الله؟ لأنها هي وقومها يسجدون للشمس من دون الله، كما مر. فإذا كانت هي تعرف عرشها مع تنكيره فإنه لا شك أن معرفتها بأن الله تعالى هو المستحق للعبادة من باب أولى، فهذا وجه من أوجه الاختلاف في هذه القصة.(( أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ ))[النمل:41] نعم.
سؤال
الطالب: ....؟
الشيخ : فهي أولى أن تعرف....؟
الطالب: تمهيد لها بأن تعرف..
الشيخ : إي نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : لا، هنا ما في ...؟ لأنه ما في مخاطبة الله، لكن العبارة مثل الأول، وإلا ما هو يخاطب، يخاطب قومه، يخاطب الملأ من قومه. قال الله تعالى: (( فَلَمَّا جَاءَتْ ))[النمل:42] أظن ...؟
الطالب: حتى الآية...؟نكروا لها عرشها.
الشيخ : طيب. " ننظر أتهتدي إلى معرفته أم تكون من الذين لا يهتدون إلى معرفة ما يغير عليه، قصد بذلك اختبار عقلها " نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : ويش؟
الطالب: ...؟
الشيخ : نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : إي نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : إيه. للمصلحة، إيه. يجوز للمصلحة، لمصلحة الغير، لأن هذا لمصلحتها هي. وقد يقال: إن سليمان عليه الصلاة والسلام تصرف فيه بناءً على أنها لم تظهر إسلامها بعد، وأنها إلى الآن وهي في حرب، ما بعد استقر أمرها.
الطالب: ...؟
الشيخ : هاه؟
الطالب: ...؟
الشيخ : من الآن ما علم ولا تحقق، وإن كان هو يقول: قبل أن يأتوني مسلمين، لكن قد يكونوا مسلمين لله أو مستسلمين له. وعلى كل حال! إلى الآن ما بعد ما يحكم عليها حتى الآن إلا بعد أن تظهر إسلامها.
قيل له: إن فيه شيئاً فغيروه بزيادة أو نقص أو غير ذلك.
الشيخ : فهي أولى أن تعرف....؟
الطالب: تمهيد لها بأن تعرف..
الشيخ : إي نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : لا، هنا ما في ...؟ لأنه ما في مخاطبة الله، لكن العبارة مثل الأول، وإلا ما هو يخاطب، يخاطب قومه، يخاطب الملأ من قومه. قال الله تعالى: (( فَلَمَّا جَاءَتْ ))[النمل:42] أظن ...؟
الطالب: حتى الآية...؟نكروا لها عرشها.
الشيخ : طيب. " ننظر أتهتدي إلى معرفته أم تكون من الذين لا يهتدون إلى معرفة ما يغير عليه، قصد بذلك اختبار عقلها " نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : ويش؟
الطالب: ...؟
الشيخ : نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : إي نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : إيه. للمصلحة، إيه. يجوز للمصلحة، لمصلحة الغير، لأن هذا لمصلحتها هي. وقد يقال: إن سليمان عليه الصلاة والسلام تصرف فيه بناءً على أنها لم تظهر إسلامها بعد، وأنها إلى الآن وهي في حرب، ما بعد استقر أمرها.
الطالب: ...؟
الشيخ : هاه؟
الطالب: ...؟
الشيخ : من الآن ما علم ولا تحقق، وإن كان هو يقول: قبل أن يأتوني مسلمين، لكن قد يكونوا مسلمين لله أو مستسلمين له. وعلى كل حال! إلى الآن ما بعد ما يحكم عليها حتى الآن إلا بعد أن تظهر إسلامها.
قيل له: إن فيه شيئاً فغيروه بزيادة أو نقص أو غير ذلك.
قال الله تعالى : << فلما جآءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين >>
" (( فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ ))[النمل:42] أي: أمثل هذا عرشك؟ (( قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ))[النمل:42] أي: فعرفته ".
(( فَلَمَّا جَاءَتْ ))[النمل:42] يعني: إلى سليمان، ونظرت إلى العرش (( قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ ))[النمل:42] والقائل إما سليمان أو أحد جنوده، ولم يبيَّن، لأن المقصود معنى هذا القول دون قائله.
وقوله: (( أَهَكَذَا عَرْشُكِ ))[النمل:42] الاستفهام هنا على حقيقته، والمراد به: الاستخبار. والهاء للتنبيه، والكاف حرف جر، حالت بين هاء التنبيه واسم الإشارة، مع أن هاء التنبيه تقترن باسم الإشارة، لكن الكاف تحول بينها وبين اسم الإشارة لمباشرة حرف الجر للمجرور، (( أَهَكَذَا عَرْشُكِ ))[النمل:42] ولكن أيضاً هو خاص بالكاف، لو أنك أتيت بحرف جر سوى الكاف ما جاز أن تفصل بينه وبين اسم الإشارة. لو قلت مثلاً: ألهذا حضرت؟ ما يصح تقول: أهلذا حضرت، ما يصلح، يعني: ما يفصل بين اسم الإشارة وبين هاء التنبيه بأي حرف من حروف الجر إلا بالكاف فقط. إذاً نقول: (( أَهَكَذَا عَرْشُكِ ))[النمل:42] الجار والمجرور خبر مقدم. وعرشك: مبتدأ مؤخر، وتقديم الخبر هنا جائز وإلا واجب؟
الطالب: واجب.
الشيخ : واجب لأجل الاستفهام، لأن له الصدارة. وهنا ما قالوا: أهذا عرشك، بل قالوا: أهكذا عرشكِ؟ يعني: هل عرشكِ مثل هذا؟ هو أجابت بمثل ما سئلت عنه فقالت: (( كَأَنَّهُ هُوَ ))[النمل:42] وكأن للتشبيه، ولم تقل إنه هو. نعم. ولم تنف. نعم. السبب أنه مشابه لعرشها من حيث الأصل ومخالف له من حيث الصفة، لأنه غُيِّر. وهذا أيضاً من ذكائها أنها لما وقع في نفسها أنه عرشها لكن تغيرت صفته قالت: كأنه هو، والجواب مطابق للسؤال، والمؤلف سلك في هذا مسلكاً غريباً، قال: " فشبهته، أي: فعرفته وشبهت عليه كما شبهوا عليها إذ لم يقل: أهذا عرشكِ، ولو قيل هذا لقالت: نعم ". ما ..... ما ندري هل تقول نعم أو تقول كأنه هو، إنما جوابها مطابق للسؤال ومطابق لمقتضى الحال، أما مطابقته للسؤال فلأنه قيل لها: أهكذا؟ يعني: أهو مثل هذا، فكان الجواب: كأنه هو.
وأما مطابقته لمقتضى الحال، فلأن المرأة رأت أن العرش قد غُيِّر، فلم تجزم بنفيه ولم تجزم بإثباته، إن نُظِر إلى أصل الكرسي أو العرش فهو هو، وإن نُظِر إلى صفته فليس إياه، لذلك كان جوابها طيباً جداً وليس فيه تشبيه كما قال المؤلف، هذا ما فيه تشبيه.
ولو قالوا: أهذا عرشك؟ ما ندري هل تقول نعم أو تقول: كأنه هو، وجزم المؤلف بأنها تقول نعم ليس بصحيح، لأن المرأة ذكية جداً، والإنسان إذا حصل له مثل هذه الحال هل يجزم بأن ما شاهده هو ما كان يعرفه من قبل؟ ما يجزم، بل إن مقتضى الحزم والتحرز أن يقول. ويش يقول؟
الطالب: كأنه.
الشيخ : كأنه هو، هذا مقتضى الحزم، لا سيما مع القرائن التي تبعد أن يكون إياه كما في هذه القصة، فإنه عرش محوط محروس من مكان بعيد، فيبعد أن يمثل أمامها في هذه الحال. المهم يا جماعة الآن! أننا نأخذ من جوابها هذا نأخذ منه ذكاءها من وجهين:
أولاً: أنها أجابت بجواب مطابق للسؤال. هذا واحد.
وثانياً: أنها أجابت بجواب مطابق لمقتضى الحال، إذ لا ينطق بالجزم بهذا تسرع، ونفيه تباطؤ أيضاً، احتمال أن يكون إياه. (( قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ))[النمل:42].
الطالب: ...؟
الشيخ : كأن للتشبيه.
الطالب: ...؟
الشيخ : هاه؟
الطالب: ...؟
الشيخ : لا، نقول: شبهت عليهم، يعني: لبست عليهم، ما قال شبهته.
ثم قال: " قال سليمان لما رأى لها معرفة وعلماً: (( وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ ))[النمل:42] " وجه الخطاب هذا الذي قلنا فيما سبق أنه أراد أن يتحدث سليمان بما أنعم الله به عليه من العلم، العلم يشمل العلم الشرعي، ويشمل العلم بقواعد الملك ومثبتاته، وما أشبه ذلك. يعني: كأنه أو كأن الملأ من قومه لما رأوا ما رأوا من ذكائها ومعرفتها وتحرزها وتثبتها رأوا أمراً عظيماً، فأراد سليمان صلى الله عليه وسلم أن يذكرهم بما هو أعظم من ذلك وهو ما آتاهم الله تعالى من العلم السابق والإسلام: (( وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ ))[النمل:42].
ويرى بعض المفسرين أن قوله: (( وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا ))[النمل:42] من قول المرأة، يعني: كأنه هو وأتينا العلم، وأن المسألة متصلة ...؟ من قبلها أي: من قبل هذه القضية، أي: أننا عندنا علماً من قبل هذه القضية فلا تعجب من علمنا بهذا فإن لنا علماً سابقاً، ولكن هذا الاحتمال -وإن ذُكر- ضعيف، والصواب: أن هذا من قول سليمان عليه الصلاة والسلام يتحدث فيه بنعمة الله سبحانه وتعالى عليه وعلى قومه السابق لمعرفة هذه المرأة، نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : نعم؟
الطالب: ...؟
الشيخ : وين؟
الطالب: قيل: أهكذا عرشك؟
(( فَلَمَّا جَاءَتْ ))[النمل:42] يعني: إلى سليمان، ونظرت إلى العرش (( قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ ))[النمل:42] والقائل إما سليمان أو أحد جنوده، ولم يبيَّن، لأن المقصود معنى هذا القول دون قائله.
وقوله: (( أَهَكَذَا عَرْشُكِ ))[النمل:42] الاستفهام هنا على حقيقته، والمراد به: الاستخبار. والهاء للتنبيه، والكاف حرف جر، حالت بين هاء التنبيه واسم الإشارة، مع أن هاء التنبيه تقترن باسم الإشارة، لكن الكاف تحول بينها وبين اسم الإشارة لمباشرة حرف الجر للمجرور، (( أَهَكَذَا عَرْشُكِ ))[النمل:42] ولكن أيضاً هو خاص بالكاف، لو أنك أتيت بحرف جر سوى الكاف ما جاز أن تفصل بينه وبين اسم الإشارة. لو قلت مثلاً: ألهذا حضرت؟ ما يصح تقول: أهلذا حضرت، ما يصلح، يعني: ما يفصل بين اسم الإشارة وبين هاء التنبيه بأي حرف من حروف الجر إلا بالكاف فقط. إذاً نقول: (( أَهَكَذَا عَرْشُكِ ))[النمل:42] الجار والمجرور خبر مقدم. وعرشك: مبتدأ مؤخر، وتقديم الخبر هنا جائز وإلا واجب؟
الطالب: واجب.
الشيخ : واجب لأجل الاستفهام، لأن له الصدارة. وهنا ما قالوا: أهذا عرشك، بل قالوا: أهكذا عرشكِ؟ يعني: هل عرشكِ مثل هذا؟ هو أجابت بمثل ما سئلت عنه فقالت: (( كَأَنَّهُ هُوَ ))[النمل:42] وكأن للتشبيه، ولم تقل إنه هو. نعم. ولم تنف. نعم. السبب أنه مشابه لعرشها من حيث الأصل ومخالف له من حيث الصفة، لأنه غُيِّر. وهذا أيضاً من ذكائها أنها لما وقع في نفسها أنه عرشها لكن تغيرت صفته قالت: كأنه هو، والجواب مطابق للسؤال، والمؤلف سلك في هذا مسلكاً غريباً، قال: " فشبهته، أي: فعرفته وشبهت عليه كما شبهوا عليها إذ لم يقل: أهذا عرشكِ، ولو قيل هذا لقالت: نعم ". ما ..... ما ندري هل تقول نعم أو تقول كأنه هو، إنما جوابها مطابق للسؤال ومطابق لمقتضى الحال، أما مطابقته للسؤال فلأنه قيل لها: أهكذا؟ يعني: أهو مثل هذا، فكان الجواب: كأنه هو.
وأما مطابقته لمقتضى الحال، فلأن المرأة رأت أن العرش قد غُيِّر، فلم تجزم بنفيه ولم تجزم بإثباته، إن نُظِر إلى أصل الكرسي أو العرش فهو هو، وإن نُظِر إلى صفته فليس إياه، لذلك كان جوابها طيباً جداً وليس فيه تشبيه كما قال المؤلف، هذا ما فيه تشبيه.
ولو قالوا: أهذا عرشك؟ ما ندري هل تقول نعم أو تقول: كأنه هو، وجزم المؤلف بأنها تقول نعم ليس بصحيح، لأن المرأة ذكية جداً، والإنسان إذا حصل له مثل هذه الحال هل يجزم بأن ما شاهده هو ما كان يعرفه من قبل؟ ما يجزم، بل إن مقتضى الحزم والتحرز أن يقول. ويش يقول؟
الطالب: كأنه.
الشيخ : كأنه هو، هذا مقتضى الحزم، لا سيما مع القرائن التي تبعد أن يكون إياه كما في هذه القصة، فإنه عرش محوط محروس من مكان بعيد، فيبعد أن يمثل أمامها في هذه الحال. المهم يا جماعة الآن! أننا نأخذ من جوابها هذا نأخذ منه ذكاءها من وجهين:
أولاً: أنها أجابت بجواب مطابق للسؤال. هذا واحد.
وثانياً: أنها أجابت بجواب مطابق لمقتضى الحال، إذ لا ينطق بالجزم بهذا تسرع، ونفيه تباطؤ أيضاً، احتمال أن يكون إياه. (( قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ))[النمل:42].
الطالب: ...؟
الشيخ : كأن للتشبيه.
الطالب: ...؟
الشيخ : هاه؟
الطالب: ...؟
الشيخ : لا، نقول: شبهت عليهم، يعني: لبست عليهم، ما قال شبهته.
ثم قال: " قال سليمان لما رأى لها معرفة وعلماً: (( وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ ))[النمل:42] " وجه الخطاب هذا الذي قلنا فيما سبق أنه أراد أن يتحدث سليمان بما أنعم الله به عليه من العلم، العلم يشمل العلم الشرعي، ويشمل العلم بقواعد الملك ومثبتاته، وما أشبه ذلك. يعني: كأنه أو كأن الملأ من قومه لما رأوا ما رأوا من ذكائها ومعرفتها وتحرزها وتثبتها رأوا أمراً عظيماً، فأراد سليمان صلى الله عليه وسلم أن يذكرهم بما هو أعظم من ذلك وهو ما آتاهم الله تعالى من العلم السابق والإسلام: (( وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ ))[النمل:42].
ويرى بعض المفسرين أن قوله: (( وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا ))[النمل:42] من قول المرأة، يعني: كأنه هو وأتينا العلم، وأن المسألة متصلة ...؟ من قبلها أي: من قبل هذه القضية، أي: أننا عندنا علماً من قبل هذه القضية فلا تعجب من علمنا بهذا فإن لنا علماً سابقاً، ولكن هذا الاحتمال -وإن ذُكر- ضعيف، والصواب: أن هذا من قول سليمان عليه الصلاة والسلام يتحدث فيه بنعمة الله سبحانه وتعالى عليه وعلى قومه السابق لمعرفة هذه المرأة، نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : نعم؟
الطالب: ...؟
الشيخ : وين؟
الطالب: قيل: أهكذا عرشك؟
7 - قال الله تعالى : << فلما جآءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين >> أستمع حفظ
سؤال
الشيخ : ... من قوله: (( وَأُوتِينَا ))[النمل:42] لأنه قد يقولها أحد جنوده، ثم هو يتكلم بعد ذلك بعدما تحصل المشاهدة هذه يقول: وأوتينا العلم من قبلها.
الطالب: ...؟
الشيخ : نعم؟
الطالب: ...؟
الشيخ : يجوز .... عليها ... قال: " (( وَصَدَّهَا ))[النمل:43] عن عبادة الله (( مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ))[النمل:43] " صدها ما كانت
الطالب: ...؟
الشيخ : نعم؟
الطالب: ...؟
الشيخ : يجوز .... عليها ... قال: " (( وَصَدَّهَا ))[النمل:43] عن عبادة الله (( مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ))[النمل:43] " صدها ما كانت
قال الله تعالى : << وصدها ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين >>
(( وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ))[النمل:43] إذاً ( ما ) في قوله: (( مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ))[النمل:43] إعرابها أنها فاعل، يعني: صدها الذي كانت تعبد من دون الله، ويحتمل أن تكون ما مصدرية، أي: وصدها كونها تعبد من دون الله، لكنه وإن كان سائغاً لغة لكنه ليس محل هنا، فـ ( ما ) هذه اسم موصول.
وقوله: (( مَا كَانَتْ تَعْبُدُ ))[النمل:43] ما هو الذي تعبد من دون الله؟
الطالب: الشمس.
الشيخ : الشمس، والعائد على ( ما ) الموصولة محذوف، التقدير: ما كانت تعبده من دون الله. وصد: بمعنى صرف، ومناسبة هذا لما سبق، لما ... لما سبق أنه يقال: إذا كانت هذه المرأة في هذا الذكاء -نعم- وهذه المعرفة فلماذا لم تعبد الله؟ لماذا لم تعبد الله مع ظهور أن العبادة لله وحده؟ بيَّن أن الذي صدها عن عبادة الله أنها اشتغلت من أول أمرها بعبادة غير الله، لأنها كانت من قوم كافرين، فنشأت في بيئة كافرة -نعم- واشتغلت بعبادة المخلوق عن عبادة الخالق، فكأن هذه المرأة مع كونها المرأة ذكية وفاهمة وعندها احتراز وتحفظ كأنها مع ذلك إنما عدلت عن عبادة الله مع ظهورها ووضوحها بسبب انشغالها بالباطل، والنفس لا بد أن تكون مشغولة إما بالحق وإما بالباطل، ولا بد أن تكون كاسبة: إما كاسبة حراماً أو حلالاً، إن أخذت ما لا حق لها فيه فهي كاسبة حراماً، وإن أخذت ما لها حق فيه فهي كاسبة حلالاً.
فهنا نقول: مناسبة قوله: (( وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ))[النمل:43] أنه كالجواب عن سؤال مقدر، ويش السؤال المقدر؟
الطالب: لماذا لم تعبد الله؟
الشيخ : لماذا لم تعبد الله؟ فقال: إنه صدها عن عبادة الله ما كانت تعبد من دون الله وكانت من قوم كافرين، فقد نشأت من أول أمرها في بيئة كافرة، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ( أن كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ).
(( وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ))[النمل:43] وقيل: إن ( صدها ) الفاعل يعود على سليمان، أي: أن سليمان منعها ما كانت تعبد من دون الله، أي: منعها عن ما كانت تعبد من دون الله بسبب ما رأت من الملك العظيم الذي لسليمان عليه الصلاة والسلام، ولكن الأول أولى بالسياق: أن ( ما كانت تعبد ) فاعل، نعم. لكن هنا لا بأس أن نقول الاحتمال، لأنه ربما يكون عند التأمل يظهر أن هذا الاحتمال صحيح.
قال الله تعالى: (( إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ ))[النمل:43] يعني: بيئتها منذ نشأت وهم كافرون بالله سبحانه وتعالى يعبدون الشمس، فلهذا اشتغلت بعبادة غير الله عن عبادة الله. وسيأتي إن شاء الله ما في هذه الجملة من الفوائد.
وقوله: (( مَا كَانَتْ تَعْبُدُ ))[النمل:43] ما هو الذي تعبد من دون الله؟
الطالب: الشمس.
الشيخ : الشمس، والعائد على ( ما ) الموصولة محذوف، التقدير: ما كانت تعبده من دون الله. وصد: بمعنى صرف، ومناسبة هذا لما سبق، لما ... لما سبق أنه يقال: إذا كانت هذه المرأة في هذا الذكاء -نعم- وهذه المعرفة فلماذا لم تعبد الله؟ لماذا لم تعبد الله مع ظهور أن العبادة لله وحده؟ بيَّن أن الذي صدها عن عبادة الله أنها اشتغلت من أول أمرها بعبادة غير الله، لأنها كانت من قوم كافرين، فنشأت في بيئة كافرة -نعم- واشتغلت بعبادة المخلوق عن عبادة الخالق، فكأن هذه المرأة مع كونها المرأة ذكية وفاهمة وعندها احتراز وتحفظ كأنها مع ذلك إنما عدلت عن عبادة الله مع ظهورها ووضوحها بسبب انشغالها بالباطل، والنفس لا بد أن تكون مشغولة إما بالحق وإما بالباطل، ولا بد أن تكون كاسبة: إما كاسبة حراماً أو حلالاً، إن أخذت ما لا حق لها فيه فهي كاسبة حراماً، وإن أخذت ما لها حق فيه فهي كاسبة حلالاً.
فهنا نقول: مناسبة قوله: (( وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ))[النمل:43] أنه كالجواب عن سؤال مقدر، ويش السؤال المقدر؟
الطالب: لماذا لم تعبد الله؟
الشيخ : لماذا لم تعبد الله؟ فقال: إنه صدها عن عبادة الله ما كانت تعبد من دون الله وكانت من قوم كافرين، فقد نشأت من أول أمرها في بيئة كافرة، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ( أن كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ).
(( وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ))[النمل:43] وقيل: إن ( صدها ) الفاعل يعود على سليمان، أي: أن سليمان منعها ما كانت تعبد من دون الله، أي: منعها عن ما كانت تعبد من دون الله بسبب ما رأت من الملك العظيم الذي لسليمان عليه الصلاة والسلام، ولكن الأول أولى بالسياق: أن ( ما كانت تعبد ) فاعل، نعم. لكن هنا لا بأس أن نقول الاحتمال، لأنه ربما يكون عند التأمل يظهر أن هذا الاحتمال صحيح.
قال الله تعالى: (( إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ ))[النمل:43] يعني: بيئتها منذ نشأت وهم كافرون بالله سبحانه وتعالى يعبدون الشمس، فلهذا اشتغلت بعبادة غير الله عن عبادة الله. وسيأتي إن شاء الله ما في هذه الجملة من الفوائد.
قال الله تعالى : << قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين >>
" (( قِيلَ لَهَا ))[النمل:44] أيضاً، (( ادْخُلِي الصَّرْحَ ))[النمل:44] " والقائل كما قلنا مبهم إما سليمان أو غيره، وهذا الصرح يقول المؤلف: " هو سطح من زجاج أبيض شفاف تحته ماء عذب جار فيه سمك اصطنعه سليمان لما قيل له: إن ساقيها وقدميها كقدمي الحمار " نعم.
أما قوله: إنه سطح من زجاج أبيض هذا صحيح، نعم. سطح من زجاج أبيض، والأصل في الصرح أنه البناء العالي، كما قال فرعون لهامان: (( ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ ))[غافر:36] لكنه يُطلق على السطح وإن لم يكن عالياً، وهذا عبارة عن سطح من زجاج وتحته ماء، يقول المؤلف: إنه جارٍ، وأخذ كونه جارياً أخذه من قوله: (( حَسِبَتْهُ لُجَّةً ))[النمل:44] لأن اللجة هي أمواج البحر المترددة، لأن كل شيء متردد يُسمى لجة، ومنه اللجة تردد الأصوات وارتفاعها، فالظاهر أن المؤلف أخذ الجريان -وإلا ما في الآية ما يدل على أنه جريان- أخذه من قوله: (( حَسِبَتْهُ لُجَّةً ))[النمل:44]. وقوله: ( فيه سمك ) هذا ما هو بشرط، نعم. ليس فيه شرط أن يكون فيه سمك، لأن اللجة..
الطالب: ...
الشيخ : نعم؟ نعم. لأن اللجة قد تكون فيها سمك وقد لا يكون، وقد يكون فيها سمك بعيد لا يُرى.
وكذلك قوله: ( إنه ماء عذب ) ما في دليل على أنه عذب ولا أنه ملح، فلا.. المهم أنه ماء، نعم. بدليل ما يأتي.
الطالب: ...؟
الشيخ : لا، لأن العذب قد يبقى فيه السمك ما شاء الله.
الطالب: ...؟
الشيخ : صحيح.
الطالب: ...؟
الشيخ : لا، ويبقى فيه حتى هذا، بس أنه ما يعيش العيشة الكاملة، اللهم إلا كان فيه مثلما قال الإخوان: فيه أسماك خاصة بالملح ما يكفي. طيب. المهم على كل حال! كل هذا لا داعي له، حتى لو قال قائل: إنه ليس تحته ماء، لو قال قائل: وأن الزجاج هذا يعطي كأنه ماء، نعم. بسبب مثلاً ... فيه وإلا شيء لو قيل بهذا ما يكون بعيداً، لأنه لا يتعين أن يكون تحته ماء، ما هو متعين. طيب.
الطالب: ...؟
الشيخ : على كل حال! ما هو متعين، لكن نحن إن تنازلنا وقلنا: إن قوله: (( حَسِبَتْهُ لُجَّةً ))[النمل:44] ..... زجاج شفاف وتظنه بحراً.
يقول: وأما قوله: ( لما قيل له إن ساقيها وقدميها كقدمي الحمار ) يقولون: إن الجن لما أن سليمان أعجبته هذه المرأة هم أن يتزوجها فحسدوها على ذلك، فقالوا له: إن قدميها وساقيها قدما دابة وساقا دابة، وحطوها بعد حمار لأنه ... وهذا ليس بصحيح، وإنما المقصود من هذا الصرح اختبار المرأة أيضاً، لأنه لما قيل: (( ادْخُلِي الصَّرْحَ )) هي في الحقيقة إذا كانت تحسبه لجة، إذا كانت جبانة تدخل وإلا ما تدخل؟
الطالب: ما تدخل
الشيخ : ما تدخل أصلاً، وإذا كانت مغفلة دخلت وثيابها نازلة، إذا كانت مغفلة، وإذا كانت حازمة وشجاعة دخلت ورفعت عن ساقيها، نعم. دخلت هذا ورفعت عن ساقيها. ثم هي أيضاً من ذكائها: أنها تعلم أنها ما أُكرمت وقيل لها ادخلي الصرح وهي ستُدخل في بحر لجي يغرقها، فعلمت أن هذا البحر أن غاية ما فيه أن يصل إلى ركبتها أو نحو ذلك، وأنه لا يمكن أن يكون بحراً لجياً عميقاً، لماذا؟ لأنها قيل لها على سبيل الإكرام: (( ادْخُلِي الصَّرْحَ )).
فالمهم أن هذا أيضاً اختبار ثان لذكائها وحزمها وشجاعتها، وأما أن رجلها رجل حمار فهذا كذب بلا شك، والأصل فيها أنها امرأة مثل بنات آدم ليس فيها شيء من هذا. نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : إيه. نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : إيه.
الطالب: الساقان عورة؟
الشيخ : ما ندري عن شريعة من سبق، ما نعرف عن شريعة من سبق.
قال: " (( فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً )) من الماء (( وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا )) وهذا لا شك أنه يدل على حزمها وقوتها وشجاعتها، لأن الإنسان الغريب إذا حصل له مثل هذا الأمر قد يتوقع، يقول: ما أدري، يمكن يخدعونني ربما ... في هذا وأموت، لكنها قوية وحازمة أيضاً، أقدمت على الدخول لكن مع الاحتراز عن الأذية حيث رفعت عن ساقيها، والرفع عن الساقين إبراهيم يقول: يؤخذ منه جواز إظهار المرأة للساقين، ونحن نقول: أولاً: لا يؤخذ منه، لأنه هنا فعلته للحاجة، وكشف المرأة ساقيها للحاجة لا بأس به حتى في شريعتنا، إذا احتاجت المرأة إلى كشف ساقيها في مثل هذه الحال فلا حرج فيه، لأن ما حُرِّم تحريم وسائل تبيحه الحاجات كما هو مقرر في علم الأصول، المحرم تحريم وسائل تبيحه الحاجات، ولهذا يجوز النظر إلى العورة لأدنى حاجة، حتى إنهم قالوا: يجوز أن يحلق عانة من لا يحسن علق عانته، وهذا بالضرورة سوف يكشفها، سوف يكشف العانة لتحلق.
فالحاصل أننا نقول: إن كانت شريعة سليمان تبيح مثل ذلك فلا دلالة فيه، وإذا كانت لا تبيحه فإنه أيضاً لا يخالف شريعتنا، لأن الحاجة هنا تدعو إليه.
" ((وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا)) لتخوضه، وكان سليمان على سريره في صدر الصرح فرأى ساقيها وقدميها حساناً " اطمأن الآن الرجل، اطمأن، ولكنها ليست كما قال المؤلف، ما هو الغرض من هذا أن يتبين لسليمان هل رجلها رجل حمار وإلا رجل آدمية؟ لا، الغرض أن يعرف بهذا ذكاءها وفطنتها وشجاعتها، وكل ما تدل عليه هذه الصورة من معنىً يعود إلى المرأة فإنه يريده سليمان عليه الصلاة والسلام.
الطالب: ...؟
الشيخ : ... " (( قَالَ )) لها (( إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ )) مملس (( من قوارير )) " أي: زجاج. هذه الجملة أيضاً تفيد أنه قُصد به مع اختبارهم .... إظهار عظمة ملك سليمان مثلما قصد بإحضار العرش هذا المقصد.
(( قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ )) فتبين بذلك أمران، أحدهما: عظمة ملك سليمان، حيث إن الزجاج يصنع له حتى يكون كالبحر اللجي.
وثانياً: الإشارة إلى أن هذه المرأة وإن كانت ذكية وعاقلة وحازمة فإنها يخفى عليها الأمر، وإلا لا؟ لأنها حسبت أن هذا الزجاج لجة من الماء مع أنه ليس كذلك، ففيه نوع من إظهار ضعفها أيضاً، فيه نوع من إظهار ضعفها، حيث إنه ظنت الأمر على خلاف ما هو عليه. وسيأتي إن شاء الله تعالى في هذا من فوائد الآيات ما ..... نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : نعم.
الطالب: . ...؟
الشيخ : أنه إيش؟
الطالب: ...؟
الشيخ : بل ما يستبعد، ما يستبعد، لأن وجود الماء تحتها مثلما قلت ما هو بلازم.
(( قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ )) [النمل:44] حينئذٍ عرفت مكانها وعرفت مكانة سليمان.
وقوله: ( ودعاها إلى الإسلام ) ليس في الآية ما يدل عليه، بل إن الظاهر أنها بما شاهدت ألجأها ما شاهدته إلى أن تسلم، لأنها شاهدت أموراً، منها: إتيان عرشها. ومنها: هذا الصرح العظيم الممرد من القوارير.
الطالب: ...؟
الشيخ : هي قالت: كأنه هو. ومنها أيضاً: أن سليمان عليه الصلاة والسلام أخبرها بعظمته وقوته حيث إن هذا صرح ممرد من القوارير وليس ماءً، حينئذٍ اعترفت فقالت: " (( رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ))[النمل:44] بعبادة غيرك" وعبادة غير الله من أعظم الظلم، قال الله تعالى عن لقمان لما قال لابنه: (( يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ))[لقمان:13] لأن أعظم الظلم أن تتسلط على من حقه أبين وأوضح، ولا أبين وأوضح من حق الله على العباد، لهذا كان الشرك أظلم الظلم.
عندما تخاصم إنساناً وأنت تعرف أن الحق له لا لك تُعَدُّ ظالماً، عندما يشتبه عليك الأمر بحيث ترجح ثمانين في المائة أنه له وعشرين في المائة أنه لك، يكون هذا الظلم أخف من الأول، عندما يكون خمسين في المائة لك وخمسين في المائة له يكون أخف من الثاني، عندما ترجح ثلاثين في المائة له وسبعين لك يكون أخف، وهكذا. فالمهم أن الظلم يكون أقبح وأشنع بحسب ظهور الحق وبيانه، وأظهر الحقوق وأبينها: عبادة الله سبحانه وتعالى، فيكون أظلم الظلم الإشراك مع الله، أن تشرك مع الله أحداً، ولهذا تقول: (( رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ))[النمل:44] إذاً: النفس عندك أمانة يجب عليك أن تسعى لها بما فيه خيرها، فأنت يجب أن تسعى لنفسك بما هو خير لك، فإن تجرأت على ما ليس لك فقد ظلمت نفسك، أو فرطت فيما يجب عليك فقد ظلمت نفسك، وإذا كنت لا تستطيع أن تتصرف في بدنك بما تريد فكيف تستطيع أن تتصرف في فعلك بما تريد؟ لو أن إنسان قال لشخص: أنا أعطيك إصبع، اقطع الأصابع وحطهم... يجوز؟
الطالب: ما يجوز.
الشيخ : ما يجوز، هذا حرام. لو طلب اقلع عيوني وحطها بعينك ... يجوز؟
الطالب: لا يجوز.
الشيخ : لا يجوز، إذا كان هذا لا يمكن في جسم مآله إلى الفناء فكيف يكون ذلك في الأفعال التي عليها مدار سعادة العبد؟ فلا يجوز أن تتصرف في أفعالك فيما يعود على نفسك بالضرر، فإن فعلت فأنت ظالم.
قالت: (( وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))[النمل:44]. " (( أَسْلَمْتُ )) كائنة (( مَعَ سُلَيْمَانَ )) " أفاد المؤلف بتقدير كائنة أن الظرف في قوله: (( مَعَ سُلَيْمَانَ )) في موضع الحال، يعني: أسلمت حالة كوني مع سليمان، لمن؟ لله رب العالمين، هنا تعتبر مسلمة وإلا لا؟
الطالب: نعم.
الشيخ : إيه. إذا قال الرجل: أسلمت ولو ما قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فقد أسلم، نعم. (( قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا ))[الحجرات:14] فإذا عبر الإنسان عن العمل بما يدل عليه من فعل حُكِم عليه به، ولهذا لو قال قائل لإنسان: حلفت عليك أن تفعل كذا، صار يميناً، لو ما قال: والله، أو حلفت لا أفعل كذا، صار يميناً وإن لم يقل بالله، لأن هذا هو الفعل. إذا قال: أسلمت، صار إسلاماً وإن لم يقل: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
الطالب: .....
الشيخ : إيه، يستعمل كثيراً. طيب، إذاً نقول: (( أَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))[النمل:44] فيها أنها أسلمت إسلاماً كاملاً، حيث أقرت بألوهية الله في قولها: (( لِلَّهِ ))، وبربوبية العامة في قولها: (( رَبِّ الْعَالَمِينَ )).
قال المؤلف: " وأراد تزوجها فكره شعر ساقيها، فعملت له الشياطين النورة فأزالته " والله الحقيقة أنه مشكل هذا.
الطالب: ...؟
الشيخ : هاه؟
الطالب: هو ما...
الشيخ : فكأن بس ... نعم. ... في الشعر ... عملت له الشياطين النورة، والنورة تزيل الشعر، ويقال: إن أول من عملت له النورة ساق بلقيس بأمر سليمان حيث أن الشياطين عملتها له، وكل هذا كذب. ويجب أن ينزه كلام الله عن مثل هذه الأشياء، وموقفنا مع مثل هؤلاء العلماء أن نسأل الله لهم العفو، وأن ... لأن كونهم يضعون في كلام الله مثل هذه الأمور هذا من الأشياء التي يتنقص بها الإنسان كلام الله عز وجل، وأكثر ما وردت هذه كما قال ابن كثير في هذا الموضع عن رجلين وهما: كعب الأحبار ووهب بن منبه، فإنهما أدخلا كثيراً من الإسرائيليات في كلام الله غيره مما ينقلوه نسأل الله أن يعفو عنهم
قال: " فأزالته فتزوجها وأحبها وأقرها على ملكها، وكان يزورها في كل شهر مرة ويقيم عندها ثلاثة أيام " اقامة المتزج بالثيب، " نعم " وانقضى ملكها بانقضاء ملك سليمان، روي: أنه ملك وهو ابن ثلاث عشرة سنة ومات وهو ابن ثلاث وخمسين سنة، فسبحان من لا انقضاء لدوام ملكه ".
الطالب: ...
الشيخ : هاه؟
الطالب: ...
الشيخ : عندي، نعم.
الطالب: ...
الشيخ : إيه. ويش بعد؟
الطالب: ... ومات وهو ...
الشيخ : لا، ومات وهو ابن ثلاث وخمسين سنة.
أما قوله: إنه سطح من زجاج أبيض هذا صحيح، نعم. سطح من زجاج أبيض، والأصل في الصرح أنه البناء العالي، كما قال فرعون لهامان: (( ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ ))[غافر:36] لكنه يُطلق على السطح وإن لم يكن عالياً، وهذا عبارة عن سطح من زجاج وتحته ماء، يقول المؤلف: إنه جارٍ، وأخذ كونه جارياً أخذه من قوله: (( حَسِبَتْهُ لُجَّةً ))[النمل:44] لأن اللجة هي أمواج البحر المترددة، لأن كل شيء متردد يُسمى لجة، ومنه اللجة تردد الأصوات وارتفاعها، فالظاهر أن المؤلف أخذ الجريان -وإلا ما في الآية ما يدل على أنه جريان- أخذه من قوله: (( حَسِبَتْهُ لُجَّةً ))[النمل:44]. وقوله: ( فيه سمك ) هذا ما هو بشرط، نعم. ليس فيه شرط أن يكون فيه سمك، لأن اللجة..
الطالب: ...
الشيخ : نعم؟ نعم. لأن اللجة قد تكون فيها سمك وقد لا يكون، وقد يكون فيها سمك بعيد لا يُرى.
وكذلك قوله: ( إنه ماء عذب ) ما في دليل على أنه عذب ولا أنه ملح، فلا.. المهم أنه ماء، نعم. بدليل ما يأتي.
الطالب: ...؟
الشيخ : لا، لأن العذب قد يبقى فيه السمك ما شاء الله.
الطالب: ...؟
الشيخ : صحيح.
الطالب: ...؟
الشيخ : لا، ويبقى فيه حتى هذا، بس أنه ما يعيش العيشة الكاملة، اللهم إلا كان فيه مثلما قال الإخوان: فيه أسماك خاصة بالملح ما يكفي. طيب. المهم على كل حال! كل هذا لا داعي له، حتى لو قال قائل: إنه ليس تحته ماء، لو قال قائل: وأن الزجاج هذا يعطي كأنه ماء، نعم. بسبب مثلاً ... فيه وإلا شيء لو قيل بهذا ما يكون بعيداً، لأنه لا يتعين أن يكون تحته ماء، ما هو متعين. طيب.
الطالب: ...؟
الشيخ : على كل حال! ما هو متعين، لكن نحن إن تنازلنا وقلنا: إن قوله: (( حَسِبَتْهُ لُجَّةً ))[النمل:44] ..... زجاج شفاف وتظنه بحراً.
يقول: وأما قوله: ( لما قيل له إن ساقيها وقدميها كقدمي الحمار ) يقولون: إن الجن لما أن سليمان أعجبته هذه المرأة هم أن يتزوجها فحسدوها على ذلك، فقالوا له: إن قدميها وساقيها قدما دابة وساقا دابة، وحطوها بعد حمار لأنه ... وهذا ليس بصحيح، وإنما المقصود من هذا الصرح اختبار المرأة أيضاً، لأنه لما قيل: (( ادْخُلِي الصَّرْحَ )) هي في الحقيقة إذا كانت تحسبه لجة، إذا كانت جبانة تدخل وإلا ما تدخل؟
الطالب: ما تدخل
الشيخ : ما تدخل أصلاً، وإذا كانت مغفلة دخلت وثيابها نازلة، إذا كانت مغفلة، وإذا كانت حازمة وشجاعة دخلت ورفعت عن ساقيها، نعم. دخلت هذا ورفعت عن ساقيها. ثم هي أيضاً من ذكائها: أنها تعلم أنها ما أُكرمت وقيل لها ادخلي الصرح وهي ستُدخل في بحر لجي يغرقها، فعلمت أن هذا البحر أن غاية ما فيه أن يصل إلى ركبتها أو نحو ذلك، وأنه لا يمكن أن يكون بحراً لجياً عميقاً، لماذا؟ لأنها قيل لها على سبيل الإكرام: (( ادْخُلِي الصَّرْحَ )).
فالمهم أن هذا أيضاً اختبار ثان لذكائها وحزمها وشجاعتها، وأما أن رجلها رجل حمار فهذا كذب بلا شك، والأصل فيها أنها امرأة مثل بنات آدم ليس فيها شيء من هذا. نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : إيه. نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : إيه.
الطالب: الساقان عورة؟
الشيخ : ما ندري عن شريعة من سبق، ما نعرف عن شريعة من سبق.
قال: " (( فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً )) من الماء (( وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا )) وهذا لا شك أنه يدل على حزمها وقوتها وشجاعتها، لأن الإنسان الغريب إذا حصل له مثل هذا الأمر قد يتوقع، يقول: ما أدري، يمكن يخدعونني ربما ... في هذا وأموت، لكنها قوية وحازمة أيضاً، أقدمت على الدخول لكن مع الاحتراز عن الأذية حيث رفعت عن ساقيها، والرفع عن الساقين إبراهيم يقول: يؤخذ منه جواز إظهار المرأة للساقين، ونحن نقول: أولاً: لا يؤخذ منه، لأنه هنا فعلته للحاجة، وكشف المرأة ساقيها للحاجة لا بأس به حتى في شريعتنا، إذا احتاجت المرأة إلى كشف ساقيها في مثل هذه الحال فلا حرج فيه، لأن ما حُرِّم تحريم وسائل تبيحه الحاجات كما هو مقرر في علم الأصول، المحرم تحريم وسائل تبيحه الحاجات، ولهذا يجوز النظر إلى العورة لأدنى حاجة، حتى إنهم قالوا: يجوز أن يحلق عانة من لا يحسن علق عانته، وهذا بالضرورة سوف يكشفها، سوف يكشف العانة لتحلق.
فالحاصل أننا نقول: إن كانت شريعة سليمان تبيح مثل ذلك فلا دلالة فيه، وإذا كانت لا تبيحه فإنه أيضاً لا يخالف شريعتنا، لأن الحاجة هنا تدعو إليه.
" ((وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا)) لتخوضه، وكان سليمان على سريره في صدر الصرح فرأى ساقيها وقدميها حساناً " اطمأن الآن الرجل، اطمأن، ولكنها ليست كما قال المؤلف، ما هو الغرض من هذا أن يتبين لسليمان هل رجلها رجل حمار وإلا رجل آدمية؟ لا، الغرض أن يعرف بهذا ذكاءها وفطنتها وشجاعتها، وكل ما تدل عليه هذه الصورة من معنىً يعود إلى المرأة فإنه يريده سليمان عليه الصلاة والسلام.
الطالب: ...؟
الشيخ : ... " (( قَالَ )) لها (( إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ )) مملس (( من قوارير )) " أي: زجاج. هذه الجملة أيضاً تفيد أنه قُصد به مع اختبارهم .... إظهار عظمة ملك سليمان مثلما قصد بإحضار العرش هذا المقصد.
(( قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ )) فتبين بذلك أمران، أحدهما: عظمة ملك سليمان، حيث إن الزجاج يصنع له حتى يكون كالبحر اللجي.
وثانياً: الإشارة إلى أن هذه المرأة وإن كانت ذكية وعاقلة وحازمة فإنها يخفى عليها الأمر، وإلا لا؟ لأنها حسبت أن هذا الزجاج لجة من الماء مع أنه ليس كذلك، ففيه نوع من إظهار ضعفها أيضاً، فيه نوع من إظهار ضعفها، حيث إنه ظنت الأمر على خلاف ما هو عليه. وسيأتي إن شاء الله تعالى في هذا من فوائد الآيات ما ..... نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : نعم.
الطالب: . ...؟
الشيخ : أنه إيش؟
الطالب: ...؟
الشيخ : بل ما يستبعد، ما يستبعد، لأن وجود الماء تحتها مثلما قلت ما هو بلازم.
(( قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ )) [النمل:44] حينئذٍ عرفت مكانها وعرفت مكانة سليمان.
وقوله: ( ودعاها إلى الإسلام ) ليس في الآية ما يدل عليه، بل إن الظاهر أنها بما شاهدت ألجأها ما شاهدته إلى أن تسلم، لأنها شاهدت أموراً، منها: إتيان عرشها. ومنها: هذا الصرح العظيم الممرد من القوارير.
الطالب: ...؟
الشيخ : هي قالت: كأنه هو. ومنها أيضاً: أن سليمان عليه الصلاة والسلام أخبرها بعظمته وقوته حيث إن هذا صرح ممرد من القوارير وليس ماءً، حينئذٍ اعترفت فقالت: " (( رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ))[النمل:44] بعبادة غيرك" وعبادة غير الله من أعظم الظلم، قال الله تعالى عن لقمان لما قال لابنه: (( يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ))[لقمان:13] لأن أعظم الظلم أن تتسلط على من حقه أبين وأوضح، ولا أبين وأوضح من حق الله على العباد، لهذا كان الشرك أظلم الظلم.
عندما تخاصم إنساناً وأنت تعرف أن الحق له لا لك تُعَدُّ ظالماً، عندما يشتبه عليك الأمر بحيث ترجح ثمانين في المائة أنه له وعشرين في المائة أنه لك، يكون هذا الظلم أخف من الأول، عندما يكون خمسين في المائة لك وخمسين في المائة له يكون أخف من الثاني، عندما ترجح ثلاثين في المائة له وسبعين لك يكون أخف، وهكذا. فالمهم أن الظلم يكون أقبح وأشنع بحسب ظهور الحق وبيانه، وأظهر الحقوق وأبينها: عبادة الله سبحانه وتعالى، فيكون أظلم الظلم الإشراك مع الله، أن تشرك مع الله أحداً، ولهذا تقول: (( رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ))[النمل:44] إذاً: النفس عندك أمانة يجب عليك أن تسعى لها بما فيه خيرها، فأنت يجب أن تسعى لنفسك بما هو خير لك، فإن تجرأت على ما ليس لك فقد ظلمت نفسك، أو فرطت فيما يجب عليك فقد ظلمت نفسك، وإذا كنت لا تستطيع أن تتصرف في بدنك بما تريد فكيف تستطيع أن تتصرف في فعلك بما تريد؟ لو أن إنسان قال لشخص: أنا أعطيك إصبع، اقطع الأصابع وحطهم... يجوز؟
الطالب: ما يجوز.
الشيخ : ما يجوز، هذا حرام. لو طلب اقلع عيوني وحطها بعينك ... يجوز؟
الطالب: لا يجوز.
الشيخ : لا يجوز، إذا كان هذا لا يمكن في جسم مآله إلى الفناء فكيف يكون ذلك في الأفعال التي عليها مدار سعادة العبد؟ فلا يجوز أن تتصرف في أفعالك فيما يعود على نفسك بالضرر، فإن فعلت فأنت ظالم.
قالت: (( وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))[النمل:44]. " (( أَسْلَمْتُ )) كائنة (( مَعَ سُلَيْمَانَ )) " أفاد المؤلف بتقدير كائنة أن الظرف في قوله: (( مَعَ سُلَيْمَانَ )) في موضع الحال، يعني: أسلمت حالة كوني مع سليمان، لمن؟ لله رب العالمين، هنا تعتبر مسلمة وإلا لا؟
الطالب: نعم.
الشيخ : إيه. إذا قال الرجل: أسلمت ولو ما قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فقد أسلم، نعم. (( قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا ))[الحجرات:14] فإذا عبر الإنسان عن العمل بما يدل عليه من فعل حُكِم عليه به، ولهذا لو قال قائل لإنسان: حلفت عليك أن تفعل كذا، صار يميناً، لو ما قال: والله، أو حلفت لا أفعل كذا، صار يميناً وإن لم يقل بالله، لأن هذا هو الفعل. إذا قال: أسلمت، صار إسلاماً وإن لم يقل: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
الطالب: .....
الشيخ : إيه، يستعمل كثيراً. طيب، إذاً نقول: (( أَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))[النمل:44] فيها أنها أسلمت إسلاماً كاملاً، حيث أقرت بألوهية الله في قولها: (( لِلَّهِ ))، وبربوبية العامة في قولها: (( رَبِّ الْعَالَمِينَ )).
قال المؤلف: " وأراد تزوجها فكره شعر ساقيها، فعملت له الشياطين النورة فأزالته " والله الحقيقة أنه مشكل هذا.
الطالب: ...؟
الشيخ : هاه؟
الطالب: هو ما...
الشيخ : فكأن بس ... نعم. ... في الشعر ... عملت له الشياطين النورة، والنورة تزيل الشعر، ويقال: إن أول من عملت له النورة ساق بلقيس بأمر سليمان حيث أن الشياطين عملتها له، وكل هذا كذب. ويجب أن ينزه كلام الله عن مثل هذه الأشياء، وموقفنا مع مثل هؤلاء العلماء أن نسأل الله لهم العفو، وأن ... لأن كونهم يضعون في كلام الله مثل هذه الأمور هذا من الأشياء التي يتنقص بها الإنسان كلام الله عز وجل، وأكثر ما وردت هذه كما قال ابن كثير في هذا الموضع عن رجلين وهما: كعب الأحبار ووهب بن منبه، فإنهما أدخلا كثيراً من الإسرائيليات في كلام الله غيره مما ينقلوه نسأل الله أن يعفو عنهم
قال: " فأزالته فتزوجها وأحبها وأقرها على ملكها، وكان يزورها في كل شهر مرة ويقيم عندها ثلاثة أيام " اقامة المتزج بالثيب، " نعم " وانقضى ملكها بانقضاء ملك سليمان، روي: أنه ملك وهو ابن ثلاث عشرة سنة ومات وهو ابن ثلاث وخمسين سنة، فسبحان من لا انقضاء لدوام ملكه ".
الطالب: ...
الشيخ : هاه؟
الطالب: ...
الشيخ : عندي، نعم.
الطالب: ...
الشيخ : إيه. ويش بعد؟
الطالب: ... ومات وهو ...
الشيخ : لا، ومات وهو ابن ثلاث وخمسين سنة.
10 - قال الله تعالى : << قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين >> أستمع حفظ
الأسئلة
الطالب: بس الغريب مع اختصار يعني ... فيه أشياء الكل ...
الشيخ : إيه، إي نعم.
الطالب: يعني في ....
الشيخ : ...
الطالب: ...
الشيخ : إيه.
الطالب: ...
الشيخ : إيه، لكن ... يعني قال: كيف الأشياء المهمة يختصرها حتى إن بعض الأحيان يكون تفسيره كالرموز، ثم يجيب الأشياء التي ما لها أصل
الطالب: ...
الشيخ : إيه،...
الطالب: يا شيخ.
الشيخ : نعم.
الطالب: ...
الشيخ : نعم.
الطالب: ولو كان لحاجة.
الشيخ : ولو كان بضرورة.
الطالب: ....؟
الشيخ : لا، الدم يجوز لأنه يخلفه غيره، الدم ليس هذا، لأنه منفعة.
الطالب: ...
الشيخ : لا، ما يجوز.
الطالب: ...
الشيخ : لأنه ضرر عليك أنت.
الطالب: ...
الشيخ : ضرر.
الطالب: ...
الشيخ : أولاً: لا تفكر أن الله ...
الطالب: ...
الشيخ : ... لا تسأل ... وثانياً: ما يمكن يصير عمل بكلية واحدة ... وإلا لا؟
الطالب: ...
الشيخ : وثالثاً: ما يؤمن أنه يلحقها عطب... بل حقها ... اللي ... عندك أنت..
الشيخ : إيه، إي نعم.
الطالب: يعني في ....
الشيخ : ...
الطالب: ...
الشيخ : إيه.
الطالب: ...
الشيخ : إيه، لكن ... يعني قال: كيف الأشياء المهمة يختصرها حتى إن بعض الأحيان يكون تفسيره كالرموز، ثم يجيب الأشياء التي ما لها أصل
الطالب: ...
الشيخ : إيه،...
الطالب: يا شيخ.
الشيخ : نعم.
الطالب: ...
الشيخ : نعم.
الطالب: ولو كان لحاجة.
الشيخ : ولو كان بضرورة.
الطالب: ....؟
الشيخ : لا، الدم يجوز لأنه يخلفه غيره، الدم ليس هذا، لأنه منفعة.
الطالب: ...
الشيخ : لا، ما يجوز.
الطالب: ...
الشيخ : لأنه ضرر عليك أنت.
الطالب: ...
الشيخ : ضرر.
الطالب: ...
الشيخ : أولاً: لا تفكر أن الله ...
الطالب: ...
الشيخ : ... لا تسأل ... وثانياً: ما يمكن يصير عمل بكلية واحدة ... وإلا لا؟
الطالب: ...
الشيخ : وثالثاً: ما يؤمن أنه يلحقها عطب... بل حقها ... اللي ... عندك أنت..
اضيفت في - 2007-08-13