تفسير سورة النمل-08b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
فوائد قوله تعالى : << لما جآءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين >>
لما كانت...
الطالب: ...
الشيخ : إيه.
الطالب: إي نعم.
الشيخ : هاه؟
الطالب: ...
الشيخ : إي نعم.
الطالب: لما جاءت ...
الشيخ : طيب. ذكرنا في قوله ... فائدة الاختبار، اختبار الشخص لمعرفته وذكائه مثل هذا اللي حصل.
وقوله تعالى: (( فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ ))[النمل:42].
يستفاد منه: التورية في الكلام، وهو أن يظهر الإنسان شيئاً غير ما يريد، فإن قولهم: (( أَهَكَذَا )) تورية، لأن حقيقة الأمر أن العرش الذي بين أيديهم هو عرشها، فكان مقتضى الاستفهام أن يقولوا: أهذا عرشك؟ لكن أتوا بصيغة التورية لإبعاد الأمر، لأن كونها عرشها قد تتسرع وتقول: لا، لأنها تستبعد أن يكون حضر في هذه المدة وعليه الحرس وعليه المغاليق، فقيل لها: أهكذا عرشكِ.
وقولها: (( قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ )) فيه دليل على أن الجواب ينبغي أن يكون مطابقاً للسؤال، لأنها قالت: ( كَأَنَّهُ ) بالتشبيه، ولم تقل هو.
وفيه دليل على ذكاء هذه المرأة واحترازها من ما يخشى أن يكون خطأً، لأنها لو قالت لا، فقد يكون هو، ولو قالت نعم فقد يكون غيره، فقالت: (( كَأَنَّهُ هُوَ )) فاختارت هذا للسببين الذين ذكرناهما في ... وفي التفسير.
وفي هذا دليل على أنه ينبغي للإنسان أن يتحدث بنعمة الله تبارك وتعالى عليه، لقوله: (( وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ ))[النمل:42] لأن الصحيح أن هذه الجملة من كلام من؟
الطالب: سليمان.
الشيخ : من كلام سليمان وإن كان بعضهم يطرح احتمال أنه من كلامها، لكن الصحيح أنه من كلام سليمان.
الطالب: ...؟
الشيخ : لا، الله ما يصف نفسه بأنه مسلم، (( وَأُوتِينَا الْعِلْمَ ))[النمل:42] ما قال آتينا. وفيها أيضاً..
الطالب: ...؟
الشيخ : هاه؟
الطالب: الله لا ...؟
الشيخ : إيه، نعم نعم. وقد ... أتينا بها في الأظهر لأنه معروف.
الطالب: ...
الشيخ : إيه.
الطالب: إي نعم.
الشيخ : هاه؟
الطالب: ...
الشيخ : إي نعم.
الطالب: لما جاءت ...
الشيخ : طيب. ذكرنا في قوله ... فائدة الاختبار، اختبار الشخص لمعرفته وذكائه مثل هذا اللي حصل.
وقوله تعالى: (( فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ ))[النمل:42].
يستفاد منه: التورية في الكلام، وهو أن يظهر الإنسان شيئاً غير ما يريد، فإن قولهم: (( أَهَكَذَا )) تورية، لأن حقيقة الأمر أن العرش الذي بين أيديهم هو عرشها، فكان مقتضى الاستفهام أن يقولوا: أهذا عرشك؟ لكن أتوا بصيغة التورية لإبعاد الأمر، لأن كونها عرشها قد تتسرع وتقول: لا، لأنها تستبعد أن يكون حضر في هذه المدة وعليه الحرس وعليه المغاليق، فقيل لها: أهكذا عرشكِ.
وقولها: (( قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ )) فيه دليل على أن الجواب ينبغي أن يكون مطابقاً للسؤال، لأنها قالت: ( كَأَنَّهُ ) بالتشبيه، ولم تقل هو.
وفيه دليل على ذكاء هذه المرأة واحترازها من ما يخشى أن يكون خطأً، لأنها لو قالت لا، فقد يكون هو، ولو قالت نعم فقد يكون غيره، فقالت: (( كَأَنَّهُ هُوَ )) فاختارت هذا للسببين الذين ذكرناهما في ... وفي التفسير.
وفي هذا دليل على أنه ينبغي للإنسان أن يتحدث بنعمة الله تبارك وتعالى عليه، لقوله: (( وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ ))[النمل:42] لأن الصحيح أن هذه الجملة من كلام من؟
الطالب: سليمان.
الشيخ : من كلام سليمان وإن كان بعضهم يطرح احتمال أنه من كلامها، لكن الصحيح أنه من كلام سليمان.
الطالب: ...؟
الشيخ : لا، الله ما يصف نفسه بأنه مسلم، (( وَأُوتِينَا الْعِلْمَ ))[النمل:42] ما قال آتينا. وفيها أيضاً..
الطالب: ...؟
الشيخ : هاه؟
الطالب: الله لا ...؟
الشيخ : إيه، نعم نعم. وقد ... أتينا بها في الأظهر لأنه معروف.
1 - فوائد قوله تعالى : << لما جآءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين >> أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : << وصدها ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين >>
(( وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ ))[النمل:43].
يستفاد من هذه الجملة: أن الإنسان لا بد أن يشغل نفسه، أو لا.. فلا بد أن تكون النفس مشغولة إما بحق وإما بباطل، فهذه المرأة اشتغلت بالباطل عن الحق، وقد قيل من الحِكَم: إن لم تشغل نفسك بالحق شغلتك بالباطل. وقيل أيضاً: الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك. وهذا صحيح، وفي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( كل حارث وكلكم همام )فلا بد للإنسان أن يهم ويعمل، لكن إما بخير أو بغيره، (( وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ))[النمل:43].
وفي هذا دليل على أن البيئة لها تأثير، لقوله: (( إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ ))[النمل:43] فهؤلاء القوم أثروا عليها فصارت كافرة تعبد مع الله غيره.
وفيه التحذير من مصاحبة الأشرار، لقوله: (( إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ ))[النمل:43] حتى لو كانوا من أقاربك فلا ينبغي أن تصاحبهم، وإذا كان لهم حق عليك بالقرابة فأعطهم حقهم الذي لهم، ولكن لا تكن مخالطاً لهم ومصاحباً لهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما يروى عنه وهو حديث حسن: ( المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل ) وهذا شيء واقع يشهد له التاريخ السابق والحديث، نعم يا ...
يستفاد من هذه الجملة: أن الإنسان لا بد أن يشغل نفسه، أو لا.. فلا بد أن تكون النفس مشغولة إما بحق وإما بباطل، فهذه المرأة اشتغلت بالباطل عن الحق، وقد قيل من الحِكَم: إن لم تشغل نفسك بالحق شغلتك بالباطل. وقيل أيضاً: الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك. وهذا صحيح، وفي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( كل حارث وكلكم همام )فلا بد للإنسان أن يهم ويعمل، لكن إما بخير أو بغيره، (( وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ))[النمل:43].
وفي هذا دليل على أن البيئة لها تأثير، لقوله: (( إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ ))[النمل:43] فهؤلاء القوم أثروا عليها فصارت كافرة تعبد مع الله غيره.
وفيه التحذير من مصاحبة الأشرار، لقوله: (( إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ ))[النمل:43] حتى لو كانوا من أقاربك فلا ينبغي أن تصاحبهم، وإذا كان لهم حق عليك بالقرابة فأعطهم حقهم الذي لهم، ولكن لا تكن مخالطاً لهم ومصاحباً لهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما يروى عنه وهو حديث حسن: ( المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل ) وهذا شيء واقع يشهد له التاريخ السابق والحديث، نعم يا ...
سؤال
الطالب: ...؟
الشيخ : هاه؟
الطالب: عذر ...
الشيخ : ويش هي؟
الطالب: البيئة.
الشيخ : ما ... يعني الواجب على الإنسان أن يفارق هذه البيئة، ولهذا وجبت الهجرة على من استطاع أن يهاجر، ولكن ... قلت: أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه يخبر، والخبر لا يلزمه ...فقد قال عليه الصلاة والسلام: (لتتبعن سنن من كان قبلكم) وهذا خبر، هل معناه أنه يجوز أن نفعل؟ وأخبر قال: (والله ليتمن الله هذا الأمر حتى تقوم الظعينة من صنعاء إلى حضرموت) فهل معنى ذلك أنه يجوز للمرأة أن تسافر بدون محرم؟ لا. فما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام من ما يقع لا يلزم منه الجواز. طيب.
الشيخ : هاه؟
الطالب: عذر ...
الشيخ : ويش هي؟
الطالب: البيئة.
الشيخ : ما ... يعني الواجب على الإنسان أن يفارق هذه البيئة، ولهذا وجبت الهجرة على من استطاع أن يهاجر، ولكن ... قلت: أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه يخبر، والخبر لا يلزمه ...فقد قال عليه الصلاة والسلام: (لتتبعن سنن من كان قبلكم) وهذا خبر، هل معناه أنه يجوز أن نفعل؟ وأخبر قال: (والله ليتمن الله هذا الأمر حتى تقوم الظعينة من صنعاء إلى حضرموت) فهل معنى ذلك أنه يجوز للمرأة أن تسافر بدون محرم؟ لا. فما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام من ما يقع لا يلزم منه الجواز. طيب.
فوائد قوله تعالى : << قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين >>
وفي هذا دليل.. نعم قبل. (( قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا... ))[النمل:44] إلى آخره.
فيه دليل على عظمة ملك سليمان وتسخير الله له، ففي ذلك الوقت حسب علمنا ليس هناك أفران يشكل بها الزجاج ويفعل بها الإنسان كما يشاء، نعم. ولكن لا شك أن الزجاج موجود، قد يكون مستخرجاً من البحر تستخرجه الشياطين، وقد يكون هناك أيضاً مصاهر وأفران حسب حالهم، ولهذا قال الله عن الشياطين: (( يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ ))[سبأ:13] جفان جمع جفنة وهي الصحفة ... والجواب ما هي؟
الطالب: ...؟
الشيخ : ... وهي البِركة، يعني كبيرة. وقدور راسيات يعني: ما تنقل لكبرها وعِظمها.
فالحاصل أننا نقول: إن هذا فيه دليل على عظمة ملك سليمان، حيث سُخِّر له الجن والإنس يعملون له ما يشاء.
وفيه دليل على جواز اختبار المرء كما سبق، وهذه القصة فيها عدة اختبارات، لقوله: (( ادْخُلِي الصَّرْحَ ))[النمل:44] ليرى هل تهاب فلا تدخل، أو تغامر فتدخل بدون تحرز، أم ماذا تصنع؟ فالمرأة لذكائها دخلت ولكن مع التحفظ والاحتراز، كشفت عن ساقيها، أي: رفعت ثوبها حتى بان الساقان.
وفي هذا دليل على أن المرأة من قديم الزمان زينتها التستر، لأن قوله: (( وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا ))[النمل:44] دليل على أن الأصل أنها مستورة، وهو كذلك، بخلاف الرجل، فإن أزرة المؤمن فوق نصف ساقه. نعم. أو قال: نصف ساقه، نسيت اللفظ.
الآن أصبح الأمر بالعكس عند كثير من المسلمين مع الأسف، فأصبح الرجال ثيابهم مسبلة، والنساء ثيابهن قصيرة، وهذا خلاف الفطرة التي فطر الله عليها الخلق.
وفي هذا دليل على أن الرؤية قد تكذب، وأن ما يدرك بالحواس ليس على الأمر الواقع مائة بالمائة، لقوله: (( حَسِبَتْهُ لُجَّةً ))[النمل:44] فإن هذا كما هو الواقع صرح ممرد من قوارير وتنظر إليه نظر العين ومع ذلك تحسبه لجة، فدل هذا على أن ما يُدرك بالحواس قد يقع فيه الخطأ، أليس كذلك؟ قد يرى الإنسان الشيء المتحرك ساكناً والساكن متحركاً، والأبيض أسود، والرجل امرأة، نعم. بل قد يتخيل له في بصره شيء وليس له حقيقة، وكذلك بالنسبة للسمع، وبهذا نعلم أن الشهادات وروايات الأخبار وغيرها كلها يمكن أن يقع فيها الخطأ وليست معصومة مائة بالمائة، ولكن لا شك أنه كلما تواردت الأخبار وتكاثرت فإنه يدل على أن الأمر متأكد، ولكن نفي احتمال الخطأ مهما بلغ الرائي أو السامع من القوة والأمانة، فإن الخطأ عرضة فيما رأى أو فيما سمع، بل في الملمس الآن، قد تلمس الشيء فتظنه ليناً أو أملس وبالعكس، الرجل الفلاح يلمس الشيء الخشن فيظنه أملس، والناعم يلمس الخشن البسيط جداً فيجده كالشوك.
فالحاصل: أن المسألة حتى في الأمور الحسية الخطأ يمكن أن يقع، فما بالك بالأمور العقلية؟
الطالب: من باب أولى.
الشيخ : من باب أولى وأعظم، وبه نعرف ضعف الإنسان، وأنه بحاجة ماسة إلى علم الشرع والوحي، مهما بلغ فإنه بحاجة إلى هذا الأمر. نعم.
الطالب: . ... الحواس ...؟
الشيخ : نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : لا، ما هو ... هو من القطعيات، لكنها باعتبار الفكر والعقل صحيح.. إنما الوهم قد يقع فيها، نعم.
وفيها أيضاً في قوله: (( إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ ))[النمل:44] دليل على أنه ينبغي التأكيد تأكيد الكلام في موضعه، ما قال: هذا صرح، قال: إنه صرح، وإن للتوكيد، والتوكيد هنا في محله، لأنها هي وإن لم تكن منكرة لكن حالها حال المنكر، حيث ظنته لجة وكشفت عن ساقيها.
وفي هذا دليل في قوله: (( قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ))[النمل:44] دليل على أن الله تبارك وتعالى قد يهب المرء ما يوجب له أن يسلم، بل قد ييسر له الأسباب التي توجب إسلامه بكل سهولة، هذه المرأة حسب القصة ما وجدنا أنها دُعِيت وأُكِّد عليها وبُيِّن لها الخطأ إلا في قوله في أول القصة: (( أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ))[النمل:31] لكن لما شاهدت ما شاهدت من عظمة ملك سليمان وقوته عرفت أنه لا بد أن تسلم، فهكذا إذا يسر الله تعالى للعبد هذه الهداية فإنه يكون الأمر عليه يسيراً، وإذا لم تيسر له أصبح كل مانع يمنعه من الاهتداء وإن لم يكن مانعاً قوياً.
وفي هذا دليل على أن المرأة آمنت بسليمان، لم تسلم إسلاماً مطلقاً، لأنه قال: (( وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ ))[النمل:44] فدل هذا على أنها آمنت به، لأن ( مع ) للمصاحبة، فكانت من أصحابه المؤمنين به. نعم.
فيه دليل على عظمة ملك سليمان وتسخير الله له، ففي ذلك الوقت حسب علمنا ليس هناك أفران يشكل بها الزجاج ويفعل بها الإنسان كما يشاء، نعم. ولكن لا شك أن الزجاج موجود، قد يكون مستخرجاً من البحر تستخرجه الشياطين، وقد يكون هناك أيضاً مصاهر وأفران حسب حالهم، ولهذا قال الله عن الشياطين: (( يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ ))[سبأ:13] جفان جمع جفنة وهي الصحفة ... والجواب ما هي؟
الطالب: ...؟
الشيخ : ... وهي البِركة، يعني كبيرة. وقدور راسيات يعني: ما تنقل لكبرها وعِظمها.
فالحاصل أننا نقول: إن هذا فيه دليل على عظمة ملك سليمان، حيث سُخِّر له الجن والإنس يعملون له ما يشاء.
وفيه دليل على جواز اختبار المرء كما سبق، وهذه القصة فيها عدة اختبارات، لقوله: (( ادْخُلِي الصَّرْحَ ))[النمل:44] ليرى هل تهاب فلا تدخل، أو تغامر فتدخل بدون تحرز، أم ماذا تصنع؟ فالمرأة لذكائها دخلت ولكن مع التحفظ والاحتراز، كشفت عن ساقيها، أي: رفعت ثوبها حتى بان الساقان.
وفي هذا دليل على أن المرأة من قديم الزمان زينتها التستر، لأن قوله: (( وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا ))[النمل:44] دليل على أن الأصل أنها مستورة، وهو كذلك، بخلاف الرجل، فإن أزرة المؤمن فوق نصف ساقه. نعم. أو قال: نصف ساقه، نسيت اللفظ.
الآن أصبح الأمر بالعكس عند كثير من المسلمين مع الأسف، فأصبح الرجال ثيابهم مسبلة، والنساء ثيابهن قصيرة، وهذا خلاف الفطرة التي فطر الله عليها الخلق.
وفي هذا دليل على أن الرؤية قد تكذب، وأن ما يدرك بالحواس ليس على الأمر الواقع مائة بالمائة، لقوله: (( حَسِبَتْهُ لُجَّةً ))[النمل:44] فإن هذا كما هو الواقع صرح ممرد من قوارير وتنظر إليه نظر العين ومع ذلك تحسبه لجة، فدل هذا على أن ما يُدرك بالحواس قد يقع فيه الخطأ، أليس كذلك؟ قد يرى الإنسان الشيء المتحرك ساكناً والساكن متحركاً، والأبيض أسود، والرجل امرأة، نعم. بل قد يتخيل له في بصره شيء وليس له حقيقة، وكذلك بالنسبة للسمع، وبهذا نعلم أن الشهادات وروايات الأخبار وغيرها كلها يمكن أن يقع فيها الخطأ وليست معصومة مائة بالمائة، ولكن لا شك أنه كلما تواردت الأخبار وتكاثرت فإنه يدل على أن الأمر متأكد، ولكن نفي احتمال الخطأ مهما بلغ الرائي أو السامع من القوة والأمانة، فإن الخطأ عرضة فيما رأى أو فيما سمع، بل في الملمس الآن، قد تلمس الشيء فتظنه ليناً أو أملس وبالعكس، الرجل الفلاح يلمس الشيء الخشن فيظنه أملس، والناعم يلمس الخشن البسيط جداً فيجده كالشوك.
فالحاصل: أن المسألة حتى في الأمور الحسية الخطأ يمكن أن يقع، فما بالك بالأمور العقلية؟
الطالب: من باب أولى.
الشيخ : من باب أولى وأعظم، وبه نعرف ضعف الإنسان، وأنه بحاجة ماسة إلى علم الشرع والوحي، مهما بلغ فإنه بحاجة إلى هذا الأمر. نعم.
الطالب: . ... الحواس ...؟
الشيخ : نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : لا، ما هو ... هو من القطعيات، لكنها باعتبار الفكر والعقل صحيح.. إنما الوهم قد يقع فيها، نعم.
وفيها أيضاً في قوله: (( إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ ))[النمل:44] دليل على أنه ينبغي التأكيد تأكيد الكلام في موضعه، ما قال: هذا صرح، قال: إنه صرح، وإن للتوكيد، والتوكيد هنا في محله، لأنها هي وإن لم تكن منكرة لكن حالها حال المنكر، حيث ظنته لجة وكشفت عن ساقيها.
وفي هذا دليل في قوله: (( قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ))[النمل:44] دليل على أن الله تبارك وتعالى قد يهب المرء ما يوجب له أن يسلم، بل قد ييسر له الأسباب التي توجب إسلامه بكل سهولة، هذه المرأة حسب القصة ما وجدنا أنها دُعِيت وأُكِّد عليها وبُيِّن لها الخطأ إلا في قوله في أول القصة: (( أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ))[النمل:31] لكن لما شاهدت ما شاهدت من عظمة ملك سليمان وقوته عرفت أنه لا بد أن تسلم، فهكذا إذا يسر الله تعالى للعبد هذه الهداية فإنه يكون الأمر عليه يسيراً، وإذا لم تيسر له أصبح كل مانع يمنعه من الاهتداء وإن لم يكن مانعاً قوياً.
وفي هذا دليل على أن المرأة آمنت بسليمان، لم تسلم إسلاماً مطلقاً، لأنه قال: (( وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ ))[النمل:44] فدل هذا على أنها آمنت به، لأن ( مع ) للمصاحبة، فكانت من أصحابه المؤمنين به. نعم.
4 - فوائد قوله تعالى : << قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين >> أستمع حفظ
سؤال
الطالب: ...؟
الشيخ : نعم؟
الطالب: ...؟
الشيخ : الأخير هذا؟ قلنا: لم تؤمن إيماناً مطلقاً، يعني ما قالت: إني أسلمت لله فقط، بل صرحت بأنها تابعة لسليمان.
الطالب: ...؟
الشيخ : أقول هذا لقولها: (( مَعَ سُلَيْمَانَ ))[النمل:44] يعني مثلاً ما آمنت بنبي آخر أو بشريعة أخرى، آمنت بشريعة سليمان فكانت من قومه مع أنها كانت في سبأ في اليمن وسليمان في الشام.
الشيخ : نعم؟
الطالب: ...؟
الشيخ : الأخير هذا؟ قلنا: لم تؤمن إيماناً مطلقاً، يعني ما قالت: إني أسلمت لله فقط، بل صرحت بأنها تابعة لسليمان.
الطالب: ...؟
الشيخ : أقول هذا لقولها: (( مَعَ سُلَيْمَانَ ))[النمل:44] يعني مثلاً ما آمنت بنبي آخر أو بشريعة أخرى، آمنت بشريعة سليمان فكانت من قومه مع أنها كانت في سبأ في اليمن وسليمان في الشام.
تتمة الفوائد السابقة .
وفي هذا دليل على.. في قوله: (( إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ))[النمل:44] دليل على أن المعاصي ظلم للنفس، وسبق وجه ذلك، وأن الإنسان مؤتمن على نفسه، مؤتمن على نفسه من حيث السلوك والسير، مؤتمن على نفسه من حيث التصرف في ماله، مؤتمن على نفسه من حيث التصرف في بدنه، ولهذا نُهي عن إضاعة المال، نعم. ونهي عن قتل النفس: (( وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ))[النساء:29]، (( وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ))[البقرة:195] نعم. وأُمر بالدواء: {تداووا ولا تداووا بحرام}، وأُمرِ بالأكل وبالشرب وباللباس وبالوقاية من الحر والوقاية من البرد، كل هذا من أجل حفظ النفس التي هي أمانة عندك، فالإنسان ليس حراً يتصرف كما يشاء في بدنه أو كما يشاء في سلوكه أو كما يشاء في ماله، لا، هو مقيَّد، نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : نعم.
الطالب: وهنا نُسب ...؟
الشيخ : إي نعم. لأن الإنسان فيه نفسان، وقيل: ثلاثة أنفس: أمارة، ومطمئنة، ولوامة. والصواب: أن اللوامة من صفات الثنتين، ولكن هي أمارة وهي التي تأمر بالشر وتنهى عن الخير، وفيه مطمئنة وهي التي تأمر بالخير... (( ظَلَمْتُ نَفْسِي ))[النمل:44] التي يقول: هي المطمئنة
وفي هذه الآية إثبات عموم ربوبية الله، لقوله: (( رَبِّ الْعَالَمِينَ ))[النمل:44] ولا أحد له الربوبية العامة الشاملة سوى الله عز وجل، الإنسان قد يكون رباً لبيته، وقد يكون رباً لدابته، وقد يكون رباً لمملوكه، كما في الحديث الصحيح: ( أن تلد الأمة ربها، وأن ترى الحفاة العراة ) نعم.
ثم قال الله تعالى.. وتقدم لنا في التفسير أن ما ذكره المؤلف من هذه الإسرائيليات أنه لا يجب التصديق بها، بل ما كان منها مخالفاً للقرآن أو لا يليق بحال نبي فإنه يجب؟
الطالب: تكذيبه.
الشيخ : تكذيبه، وما كان منها ليس مخالفاً ولا منافياً لما يليق بالنبي فإنه لا يصدَّق ولا يكذَّب. نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : نعم.
الطالب: وهنا نُسب ...؟
الشيخ : إي نعم. لأن الإنسان فيه نفسان، وقيل: ثلاثة أنفس: أمارة، ومطمئنة، ولوامة. والصواب: أن اللوامة من صفات الثنتين، ولكن هي أمارة وهي التي تأمر بالشر وتنهى عن الخير، وفيه مطمئنة وهي التي تأمر بالخير... (( ظَلَمْتُ نَفْسِي ))[النمل:44] التي يقول: هي المطمئنة
وفي هذه الآية إثبات عموم ربوبية الله، لقوله: (( رَبِّ الْعَالَمِينَ ))[النمل:44] ولا أحد له الربوبية العامة الشاملة سوى الله عز وجل، الإنسان قد يكون رباً لبيته، وقد يكون رباً لدابته، وقد يكون رباً لمملوكه، كما في الحديث الصحيح: ( أن تلد الأمة ربها، وأن ترى الحفاة العراة ) نعم.
ثم قال الله تعالى.. وتقدم لنا في التفسير أن ما ذكره المؤلف من هذه الإسرائيليات أنه لا يجب التصديق بها، بل ما كان منها مخالفاً للقرآن أو لا يليق بحال نبي فإنه يجب؟
الطالب: تكذيبه.
الشيخ : تكذيبه، وما كان منها ليس مخالفاً ولا منافياً لما يليق بالنبي فإنه لا يصدَّق ولا يكذَّب. نعم.
سؤال
الطالب: ...؟
الشيخ : نعم؟ ولا ينبغي أن يحسب في التفسير، لأنه إذا حسب في التفسير معناه أنه صدِّق حيث جعل تفسيراً لكلام الله.
الشيخ : نعم؟ ولا ينبغي أن يحسب في التفسير، لأنه إذا حسب في التفسير معناه أنه صدِّق حيث جعل تفسيراً لكلام الله.
تتمة الفوائد السابقة .
(( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ))[النمل:45] نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : عظمة سليمان وجنوده.
الطالب: ...؟
الشيخ : إي نعم. وهي .... هو الذي قال: (( أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ))[النمل:31] تذكر أن هذا الرجل لا بد إما أن تسلم وإما أن يقضى عليك.
الطالب: ...؟
الشيخ : ولكنها أسلمت. نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : والله هذا المشهور، لكن ما ...الظاهر أنه من الأشياء التي لا تُصدَّق ولا تُكذَّب، لكن ما هو لا بأس، نعم. لاشتهارها ما في مانع.
الطالب: ...؟
الشيخ : عظمة سليمان وجنوده.
الطالب: ...؟
الشيخ : إي نعم. وهي .... هو الذي قال: (( أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ))[النمل:31] تذكر أن هذا الرجل لا بد إما أن تسلم وإما أن يقضى عليك.
الطالب: ...؟
الشيخ : ولكنها أسلمت. نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : والله هذا المشهور، لكن ما ...الظاهر أنه من الأشياء التي لا تُصدَّق ولا تُكذَّب، لكن ما هو لا بأس، نعم. لاشتهارها ما في مانع.
قال الله تعالى : << ولقد أرسلنآ إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون >>
(( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ))[النمل:45] تقدم أن مثل هذا التعبير هذه الجملة فيها ثلاثة مؤكدات: القسم واللام وقد.
(( أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ))[النمل:45] أخاهم: مفعول أرسلنا، وصالحاً: عطف بيان له، عطف بيان وليس بدلاً، لأن كونه عطف بيان أوضح، إذ أنه يبين المبهم في قوله: ( أَخَاهُمْ ).
يقول المؤلف: : يقول الله تعالى: ((إِلَى ثَمُودَ )) " ثمود هذه قبيلة موجودة في مكان يسمى الآن..
الطالب: مدائن.
الشيخ : مدائن صالح، ويسمى الحجر، ويسمى ديار ثمود، نعم. هذه القبيلة يسر الله تبارك وتعالى لها من أسباب العمران في السهل والجبل ما برزت به على غيرها، كما قال لهم نبيهم مذكراً لهم: (( وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ ))[الشعراء:149] نعم. وأرسل الله إليهم صالحاً، وآتاهم بآية عجيبة وهي ناقة لها شرب وللقوم شرب، يعني: أن هذه البئر التي تشرب منها الناقة وهي أوسع الآبار وأغزرها ماءً أُذِن لهم بأن يشربوا منها يوماً وأمروا بأن يدعوها يوماً للناقة تشرب منه وتذهب في اليوم الثاني للرعي، وفي اليوم الذي تشرب منه قيل: إنهم يأتون إليها، ومن سقاها دلواً أعطته دلواً من اللبن. هذا من الإسرائيليات لا تصدق ولا تكذب، لكنه مع هذه النعمة العظيمة في هذه الناقة كفروها والعياذ بالله، (( فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ ))[القمر:29] وعقر هذه الناقة وكفروا بهذه النعمة العظيمة.
يقول: " (( أَخَاهُمْ صَالِحًا ))[النمل:45] أخاهم من القبيلة " ليش قال من القبيلة؟ احتراز من الدين، لأنه ليس أخاً لهم إلا نفراً يسيراً آمنوا معه.
" ((صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ)) أي: بأن اعبدوا الله " أفادنا المؤلف أن ( أن ) هنا مصدرية، ولكن يجوز فيها وجه آخر: أن تكون تفسيرية، لأن أرسلنا يتضمن أوحينا، والوحي فيه معنى القول دون حروفه، وهذا هو دلالة أن التفسيرية أن يسبقها فعل فيه معنى القول دون حروفه. إذا قلنا أنها تفسيرية ما صح أن نقدر الباء، أي: بأن، بل نقدر ( أن ) بمعنى: أي، أن اعبدوا الله، يعني: أوحينا إليهم أن اعبدوا الله، اعبدوا الله قال: وحدوه. وهذا مأخوذ من تفسير ابن عباس فيما أظن لقوله تعالى: (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ))[الذاريات:56] قال: ليوحدون، فجعل العبادة هي التوحيد، ولكن الصحيح أن العبادة: التذلل لله سبحانه وتعالى بالطاعة، لأن هذه المادة العين والباء والدال تدل على الذل، ومنه قولهم: طريق معبَّد أي: مذلل لسالكيه، فعبادة الله معناها: الذل له بالطاعة، ومنه بل من أعظم ذلك توحيده. فالصواب أن المراد بالعبادة: التذلل لله سبحانه وتعالى بالطاعة، (( أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ))[النمل:45] نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : إيه، هو الغالب ... يكون على هذا، التعظيم بلا شك والمحبة معه.
قال: (( فَإِذَا هُمْ ))[النمل:45] الفاء: حرف عطف، وإذا: فجائية. يعني: فما الذي حصل بعد إرساله؟ إذا هم، المفاجأة بالتفرق.
" (( فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ ))[النمل:45] في الدين، فريق مؤمنون من حين إرساله إليهم، وفريق كافرون ". هاه؟
الطالب: ...؟
الشيخ : من حين يكون أحسن، لأن ( إذا ) فجائية. انقسم قومه إلى قسمين: قسم آمنوا به، وقسم آخر كفروا به. من الذين آمنوا به؟ المستضعفون، كما قال الله تعالى في سورة الأعراف.. نعم.
الطالب:...؟
الشيخ : (( قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ ))[الأعراف:75] ما قال أتؤمنون به، أتعلمون. فماذا قال هؤلاء؟ (( قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ ))[الأعراف:75] يعني: لسنا نعلم فقط، بل نعلم ونؤمن، (( قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ))[الأعراف:76] ما قالوا إنا به كافرون، (( بِالَّذِي آمَنتُمْ بِهِ ))[الأعراف:76] بإظهار المضادة لهم والمعاندة، يعني: ما دام هذا آمنتم به وأنتم الضعفاء نحن ضدكم على طول(( إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ))[الأعراف:76] وهذا أبلغ ما يكون -والعياذ بالله- من المضادة والمحادة والاستكبار أيضاً، كأنهم يقولون: أنتم الذين تؤمنون به هذا نكفر به، نعم.
طيب. هؤلاء الفريق آمنوا وفريق كفروا، (( فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ ))[النمل:45] يعني: يجري بينهم خصام، وهذا الخصام الذي جرى بين قوم صالح جرى أيضاً في قوم الرسول صلى الله عليه وسلم، وكل الناس قوم ولا بد: (( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ ))[الفرقان:31] لا بد من هذا، ولا يمكن أن يتمحص الحق إلا بظهور العدو، لأن العدو يورد والوحي يجيب حتى يتمحص الحق بيناً ظاهراً، حتى في الأمور الواقعية، حتى في الانتصار وفي الخذلان يحصل هذا أيضاً.
فالله تبارك وتعالى ذكر من فوائد الخذلان في أحد: (( وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ))[آل عمران:141] فلا يتبين الحق تماماً إلا بظهور عدو له يناقضه ويعاديه حتى يظهر الحق على الباطل. (( فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ ))[النمل:45].
" (( قَالَ )) للمكذبين (( يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ )) أي: بالعذاب قبل الرحمة حيث قلتم: إن كان ما أتينا به حقاً فأتنا بالعذاب " لم تستعجلون؟ الاستفهام هنا للإنكار والتوبيخ والتعدد، يعني: أنه يوبخهم وينكر عليهم هذا الأمر ويتعجب من حالهم، لأن حال العاقل المستعجل..
الطالب: بالحسنة.
الشيخ : بالحسنة قبل السيئة، لا أن يستعجل بالسيئة قبل الحسنة، لكن السفيه -والعياذ بالله- سفيه، مثلما قالت قريش: (( اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ))[الأنفال:32] ما قالوا: إن كان هذا هو الحق فاهدنا إليه، أمطر علينا حجارة، وهذا -نسأل الله العافية- في غاية ما يكون من الاستكبار ... هؤلاء يستعجلون بالسيئة قبل الحسنة ويقولون: ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين. نعم. وهذا التحدي من أعداء الرسل للرسل يدل على تماديهم في العناد، وأنهم غير مؤمنين، ولكن ذلك لا.. هذا الأمر لا يجابون إليه، وإن كان في ذلك نصر للرسول لكنهم لا يجابون إلى ذلك، لأنه إذا أجيبوا إليه صار معناه: أنهم يجابون على اقتراحاتهم، مثلما قالوا لما قيل لهم عن البعث قالوا: (( ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ ))[الجاثية:25] فيقال لهم: الرسل ما قالوا لكم إنكم تبعثون الآن، تبعثون متى؟ يوم القيامة، لو قالوا تبعثون الآن كان يقول: نعم، ... لكن هم قالوا: تبعثون يوم القيامة وانتظروا يوم القيامة وستجدون آباءكم.
نقول: يقول الله عز وجل حكاية عن صالح: " (( لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ ))[النمل:46] من الشرك " لولا بمعنى: هلا، وهذا من معاني.. من معاني لولا: أن تكون للتحضيض، ولها معانٍ أخرى أيضاً ويش هي؟
الطالب: ...
الشيخ : إيه. ويقال فيها: حرف؟
الطالب: ...
الشيخ : امتناع لوجود. (( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ ))[الحج:40] ويش اللي امتنع؟
الطالب: تهديم الصوامع.
الشيخ : تهديم الصوامع لدفع الله سبحانه وتعالى الناس بعضهم لبعض. من الذي يعين هذا المعنى من هذا المعنى؟
الطالب: السياق.
الشيخ : يعينه السياق، وبهذا وبكثير من أمثاله يتبين أن الكلمات ليس لها معنىً ذاتي بمعنى أنها خلقت له، وإنما هي قوالب وثياب للمعنى الذي يدل عليه السياق، فأي ثوب تركبه بمعنى يدل على السياق فهو فهو، وبهذا التقرير أيضاً يتبين أن ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من أنه لا مجاز في اللغة العربية أنه أمر صحيح، وأن كل كلمة استُعملت في مقامها فهي حقيقة فيه، وكل مثلاً ما تُعرف في هذا اللفظ إلا لذاك المعنى الذي لم تستعمل فيه ما يدل على أن ذاك هو معناها الذاتي، لأننا نقول: ليس للكائنات معنىً ذاتي. إي نعم، والله أعلم.
... يا إخوان! أننا ... الوقت بناءً على أننا تحدثنا في سابق التفسير ... واستلخصنا منه أن ... فوق الوقت، بدل ما تكون الحصة عندنا ساعة إلا ربع تكون نصف ساعة. هاه؟
الطالب: ...؟
الشيخ : والدراسة على ما هي عليه.
الطالب: ...؟
الشيخ : إيه. هذا من .... أو ....
الطالب: ...
الشيخ : . ...
الطالب: ...
الشيخ : هاه؟
الطالب: ...
الشيخ : إيه، ... من سبع ونصف إلى ثمان بالنسبة للمدرس، بالنسبة للطلبة من سبع ونصف.
(( أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ))[النمل:45] أخاهم: مفعول أرسلنا، وصالحاً: عطف بيان له، عطف بيان وليس بدلاً، لأن كونه عطف بيان أوضح، إذ أنه يبين المبهم في قوله: ( أَخَاهُمْ ).
يقول المؤلف: : يقول الله تعالى: ((إِلَى ثَمُودَ )) " ثمود هذه قبيلة موجودة في مكان يسمى الآن..
الطالب: مدائن.
الشيخ : مدائن صالح، ويسمى الحجر، ويسمى ديار ثمود، نعم. هذه القبيلة يسر الله تبارك وتعالى لها من أسباب العمران في السهل والجبل ما برزت به على غيرها، كما قال لهم نبيهم مذكراً لهم: (( وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ ))[الشعراء:149] نعم. وأرسل الله إليهم صالحاً، وآتاهم بآية عجيبة وهي ناقة لها شرب وللقوم شرب، يعني: أن هذه البئر التي تشرب منها الناقة وهي أوسع الآبار وأغزرها ماءً أُذِن لهم بأن يشربوا منها يوماً وأمروا بأن يدعوها يوماً للناقة تشرب منه وتذهب في اليوم الثاني للرعي، وفي اليوم الذي تشرب منه قيل: إنهم يأتون إليها، ومن سقاها دلواً أعطته دلواً من اللبن. هذا من الإسرائيليات لا تصدق ولا تكذب، لكنه مع هذه النعمة العظيمة في هذه الناقة كفروها والعياذ بالله، (( فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ ))[القمر:29] وعقر هذه الناقة وكفروا بهذه النعمة العظيمة.
يقول: " (( أَخَاهُمْ صَالِحًا ))[النمل:45] أخاهم من القبيلة " ليش قال من القبيلة؟ احتراز من الدين، لأنه ليس أخاً لهم إلا نفراً يسيراً آمنوا معه.
" ((صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ)) أي: بأن اعبدوا الله " أفادنا المؤلف أن ( أن ) هنا مصدرية، ولكن يجوز فيها وجه آخر: أن تكون تفسيرية، لأن أرسلنا يتضمن أوحينا، والوحي فيه معنى القول دون حروفه، وهذا هو دلالة أن التفسيرية أن يسبقها فعل فيه معنى القول دون حروفه. إذا قلنا أنها تفسيرية ما صح أن نقدر الباء، أي: بأن، بل نقدر ( أن ) بمعنى: أي، أن اعبدوا الله، يعني: أوحينا إليهم أن اعبدوا الله، اعبدوا الله قال: وحدوه. وهذا مأخوذ من تفسير ابن عباس فيما أظن لقوله تعالى: (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ))[الذاريات:56] قال: ليوحدون، فجعل العبادة هي التوحيد، ولكن الصحيح أن العبادة: التذلل لله سبحانه وتعالى بالطاعة، لأن هذه المادة العين والباء والدال تدل على الذل، ومنه قولهم: طريق معبَّد أي: مذلل لسالكيه، فعبادة الله معناها: الذل له بالطاعة، ومنه بل من أعظم ذلك توحيده. فالصواب أن المراد بالعبادة: التذلل لله سبحانه وتعالى بالطاعة، (( أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ))[النمل:45] نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : إيه، هو الغالب ... يكون على هذا، التعظيم بلا شك والمحبة معه.
قال: (( فَإِذَا هُمْ ))[النمل:45] الفاء: حرف عطف، وإذا: فجائية. يعني: فما الذي حصل بعد إرساله؟ إذا هم، المفاجأة بالتفرق.
" (( فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ ))[النمل:45] في الدين، فريق مؤمنون من حين إرساله إليهم، وفريق كافرون ". هاه؟
الطالب: ...؟
الشيخ : من حين يكون أحسن، لأن ( إذا ) فجائية. انقسم قومه إلى قسمين: قسم آمنوا به، وقسم آخر كفروا به. من الذين آمنوا به؟ المستضعفون، كما قال الله تعالى في سورة الأعراف.. نعم.
الطالب:...؟
الشيخ : (( قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ ))[الأعراف:75] ما قال أتؤمنون به، أتعلمون. فماذا قال هؤلاء؟ (( قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ ))[الأعراف:75] يعني: لسنا نعلم فقط، بل نعلم ونؤمن، (( قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ))[الأعراف:76] ما قالوا إنا به كافرون، (( بِالَّذِي آمَنتُمْ بِهِ ))[الأعراف:76] بإظهار المضادة لهم والمعاندة، يعني: ما دام هذا آمنتم به وأنتم الضعفاء نحن ضدكم على طول(( إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ))[الأعراف:76] وهذا أبلغ ما يكون -والعياذ بالله- من المضادة والمحادة والاستكبار أيضاً، كأنهم يقولون: أنتم الذين تؤمنون به هذا نكفر به، نعم.
طيب. هؤلاء الفريق آمنوا وفريق كفروا، (( فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ ))[النمل:45] يعني: يجري بينهم خصام، وهذا الخصام الذي جرى بين قوم صالح جرى أيضاً في قوم الرسول صلى الله عليه وسلم، وكل الناس قوم ولا بد: (( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ ))[الفرقان:31] لا بد من هذا، ولا يمكن أن يتمحص الحق إلا بظهور العدو، لأن العدو يورد والوحي يجيب حتى يتمحص الحق بيناً ظاهراً، حتى في الأمور الواقعية، حتى في الانتصار وفي الخذلان يحصل هذا أيضاً.
فالله تبارك وتعالى ذكر من فوائد الخذلان في أحد: (( وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ))[آل عمران:141] فلا يتبين الحق تماماً إلا بظهور عدو له يناقضه ويعاديه حتى يظهر الحق على الباطل. (( فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ ))[النمل:45].
" (( قَالَ )) للمكذبين (( يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ )) أي: بالعذاب قبل الرحمة حيث قلتم: إن كان ما أتينا به حقاً فأتنا بالعذاب " لم تستعجلون؟ الاستفهام هنا للإنكار والتوبيخ والتعدد، يعني: أنه يوبخهم وينكر عليهم هذا الأمر ويتعجب من حالهم، لأن حال العاقل المستعجل..
الطالب: بالحسنة.
الشيخ : بالحسنة قبل السيئة، لا أن يستعجل بالسيئة قبل الحسنة، لكن السفيه -والعياذ بالله- سفيه، مثلما قالت قريش: (( اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ))[الأنفال:32] ما قالوا: إن كان هذا هو الحق فاهدنا إليه، أمطر علينا حجارة، وهذا -نسأل الله العافية- في غاية ما يكون من الاستكبار ... هؤلاء يستعجلون بالسيئة قبل الحسنة ويقولون: ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين. نعم. وهذا التحدي من أعداء الرسل للرسل يدل على تماديهم في العناد، وأنهم غير مؤمنين، ولكن ذلك لا.. هذا الأمر لا يجابون إليه، وإن كان في ذلك نصر للرسول لكنهم لا يجابون إلى ذلك، لأنه إذا أجيبوا إليه صار معناه: أنهم يجابون على اقتراحاتهم، مثلما قالوا لما قيل لهم عن البعث قالوا: (( ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ ))[الجاثية:25] فيقال لهم: الرسل ما قالوا لكم إنكم تبعثون الآن، تبعثون متى؟ يوم القيامة، لو قالوا تبعثون الآن كان يقول: نعم، ... لكن هم قالوا: تبعثون يوم القيامة وانتظروا يوم القيامة وستجدون آباءكم.
نقول: يقول الله عز وجل حكاية عن صالح: " (( لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ ))[النمل:46] من الشرك " لولا بمعنى: هلا، وهذا من معاني.. من معاني لولا: أن تكون للتحضيض، ولها معانٍ أخرى أيضاً ويش هي؟
الطالب: ...
الشيخ : إيه. ويقال فيها: حرف؟
الطالب: ...
الشيخ : امتناع لوجود. (( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ ))[الحج:40] ويش اللي امتنع؟
الطالب: تهديم الصوامع.
الشيخ : تهديم الصوامع لدفع الله سبحانه وتعالى الناس بعضهم لبعض. من الذي يعين هذا المعنى من هذا المعنى؟
الطالب: السياق.
الشيخ : يعينه السياق، وبهذا وبكثير من أمثاله يتبين أن الكلمات ليس لها معنىً ذاتي بمعنى أنها خلقت له، وإنما هي قوالب وثياب للمعنى الذي يدل عليه السياق، فأي ثوب تركبه بمعنى يدل على السياق فهو فهو، وبهذا التقرير أيضاً يتبين أن ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من أنه لا مجاز في اللغة العربية أنه أمر صحيح، وأن كل كلمة استُعملت في مقامها فهي حقيقة فيه، وكل مثلاً ما تُعرف في هذا اللفظ إلا لذاك المعنى الذي لم تستعمل فيه ما يدل على أن ذاك هو معناها الذاتي، لأننا نقول: ليس للكائنات معنىً ذاتي. إي نعم، والله أعلم.
... يا إخوان! أننا ... الوقت بناءً على أننا تحدثنا في سابق التفسير ... واستلخصنا منه أن ... فوق الوقت، بدل ما تكون الحصة عندنا ساعة إلا ربع تكون نصف ساعة. هاه؟
الطالب: ...؟
الشيخ : والدراسة على ما هي عليه.
الطالب: ...؟
الشيخ : إيه. هذا من .... أو ....
الطالب: ...
الشيخ : . ...
الطالب: ...
الشيخ : هاه؟
الطالب: ...
الشيخ : إيه، ... من سبع ونصف إلى ثمان بالنسبة للمدرس، بالنسبة للطلبة من سبع ونصف.
9 - قال الله تعالى : << ولقد أرسلنآ إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون >> أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : << ولقد أرسلنآ إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون >>
ذكر الله سبحانه وتعالى أنه أرسل إلى ثمود أخاهم صالحاً وأكد هذا الخبر، فيستفاد منه: أنه ينبغي أو يجب أحياناً تأكيد الأخبار المهمة ليكون المخاطب على يقين منها، ولا تقل: أنا لست ملزوماً ولا يهمني صدق أم كذب، بل إن مقتضى النصح أن تؤكد ما ينبغي تأكيده للمخاطَب.
والفائدة الثانية: دليل على أن الرسل السابقين رسالتهم خاصة، ليست عامة، لقوله: (( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ ))[النمل:45] ما قال: إلى الناس جميعاً، (( إِلَى ثَمُودَ ))، وهذا ثبت به الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ( وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ).
والفائدة الثالثة: أنه يصح إطلاق الأخوة النسبية بين المسلم والكافر، فلا يقال: إذا انتفت الأخوة الإيمانية انتفت الأخوة النسبية، بل كلٌ منهما إذا انتفى يبقى الآخر، لقوله: (( أَخَاهُمْ صَالِحًا ))[النمل:45].
وفي الآية أيضاً الفائدة الرابعة: أن الذي أُرسِلَت به الرسل هو ما خُلِقَ له البشر، بل الجن والإنس: وهو عبادة الله، لقوله: (( أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ))[النمل:45]، والعبادة سبق معناها.
الفائدة الخامسة..
الطالب: ...
الشيخ : أي: هي عبادة الله، أن الذي أُرسل به الرسل هو ما خُلِق له الخلق وهو عبادة الله.
الفائدة الخامسة: انقسام الناس إلى فريقين في مقابلة الرسل أو في مواجهة الرسل: مؤمن وكافر، وهذا لتحقيق الحكمة الابتدائية والغائية في خلق الله، قال الله تعالى: (( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ ))[التغابن:2] لو كانوا كلهم مؤمنين ما صار منهم كافر ومؤمن هذه حكمة ابتدائية بالخلق منذ خُلِق. أيضاً: لتتم الحكمة الغائية، الحكمة الغائية: هو أن الله تعالى خلق جنة وناراً، وخلق لكلٍ منهما أهلاً، فلو كان الناس كلهم مؤمنين لم يكن لخلق النار فائدة. واضح؟ ولهذا قال الله تعالى: (( وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ))[هود:118-119] هذا ابتداء. ثانياً: (( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ))[هود:119] هذا الغاية، إذ لو لم يكن مؤمن وكافر هل تتم كلمة الله في ملء جهنم؟ ما تتم. إذاً فالفائدة الخامسة: انقسام الناس في مجابهة الرسل إلى قسمين: مؤمن وكافر، والحكمة من ذلك: هو تمام حكمة الله تبارك وتعالى ابتداءً وغاية، ابتداءً حيث خلق الناس منهم مؤمن ومنهم كافر، وغاية.. عليكم هذا.
الطالب: ... وخلق ...
الشيخ : نعم.
الطالب: منهم من يكون في النار، ومنهم من يكون في الجنة.
الشيخ : نعم. ولولا ذلك لم يكن لخلق النار فائدة، ولما تمت كلمة الله: (( لَأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ))[هود:119].
الفائدة السادسة: وقوع الخصام بين المؤمنين والكافرين، وأنه أمر لا بد له..
والفائدة الثانية: دليل على أن الرسل السابقين رسالتهم خاصة، ليست عامة، لقوله: (( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ ))[النمل:45] ما قال: إلى الناس جميعاً، (( إِلَى ثَمُودَ ))، وهذا ثبت به الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ( وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ).
والفائدة الثالثة: أنه يصح إطلاق الأخوة النسبية بين المسلم والكافر، فلا يقال: إذا انتفت الأخوة الإيمانية انتفت الأخوة النسبية، بل كلٌ منهما إذا انتفى يبقى الآخر، لقوله: (( أَخَاهُمْ صَالِحًا ))[النمل:45].
وفي الآية أيضاً الفائدة الرابعة: أن الذي أُرسِلَت به الرسل هو ما خُلِقَ له البشر، بل الجن والإنس: وهو عبادة الله، لقوله: (( أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ))[النمل:45]، والعبادة سبق معناها.
الفائدة الخامسة..
الطالب: ...
الشيخ : أي: هي عبادة الله، أن الذي أُرسل به الرسل هو ما خُلِق له الخلق وهو عبادة الله.
الفائدة الخامسة: انقسام الناس إلى فريقين في مقابلة الرسل أو في مواجهة الرسل: مؤمن وكافر، وهذا لتحقيق الحكمة الابتدائية والغائية في خلق الله، قال الله تعالى: (( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ ))[التغابن:2] لو كانوا كلهم مؤمنين ما صار منهم كافر ومؤمن هذه حكمة ابتدائية بالخلق منذ خُلِق. أيضاً: لتتم الحكمة الغائية، الحكمة الغائية: هو أن الله تعالى خلق جنة وناراً، وخلق لكلٍ منهما أهلاً، فلو كان الناس كلهم مؤمنين لم يكن لخلق النار فائدة. واضح؟ ولهذا قال الله تعالى: (( وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ))[هود:118-119] هذا ابتداء. ثانياً: (( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ))[هود:119] هذا الغاية، إذ لو لم يكن مؤمن وكافر هل تتم كلمة الله في ملء جهنم؟ ما تتم. إذاً فالفائدة الخامسة: انقسام الناس في مجابهة الرسل إلى قسمين: مؤمن وكافر، والحكمة من ذلك: هو تمام حكمة الله تبارك وتعالى ابتداءً وغاية، ابتداءً حيث خلق الناس منهم مؤمن ومنهم كافر، وغاية.. عليكم هذا.
الطالب: ... وخلق ...
الشيخ : نعم.
الطالب: منهم من يكون في النار، ومنهم من يكون في الجنة.
الشيخ : نعم. ولولا ذلك لم يكن لخلق النار فائدة، ولما تمت كلمة الله: (( لَأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ))[هود:119].
الفائدة السادسة: وقوع الخصام بين المؤمنين والكافرين، وأنه أمر لا بد له..
اضيفت في - 2007-08-13