تفسير سورة النمل-09a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
قال الله تعالى : << قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طآئركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون >>
استكملت؟
الطالب: ...
الشيخ : نعم؟ عشرة؟
الطالب: ...
الشيخ : طيب. الجواب: لما حثهم على الاستغفار وبيَّن لهم نتائجه الطيبة، كان جوابهم: (( قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَك ))[النمل:47] أعوذ بالله! هذا الجواب، يعني: أنت ما أتيت لنا بفائدة، بل صرت شؤماً علينا، أنت وأتباعك. نعم. وهذ حال هؤلاء الذين يتطيرون بأهل الخير، والله تبارك وتعالى قد يفتن الناس، فقد يقع -مثلاً- في مجيء الخير أو معه قد يقع بعض الآفات أو بعض الأشياء المكروهة لدى الناس، ليكون ذلك فتنة وابتلاءً، نعم. ربما -مثلاً- يحل رجل من أهل العلم والعبادة في بيت، ثم يحترق هذا البيت ابتلاءً من الله سبحانه وتعالى وامتحاناً، أهل الشر يفرحون ويفرهون، يقولون: يا الله! شوفوا أسباب الطوع، نعم. احترق البيت لما جاء هذا الرجل -نعم- والله تعالى قد يفتن الناس: (( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ))[الأنبياء:35].
هؤلاء يقولون: إنه بمجيء صالح ومعصية قومه عاقبهم الله -تبارك وتعالى- بالقحط والجدب وغور المياه، فقالوا: أنت صالح ومن معك ما جئتنا بخير، ما جئتمونا إلا بالقحط والجدب وغور المياه، فتطيروا به وقالوا: (( اطَّيَّرْنَا بِكَ ))[النمل:47] أصله: تطيَّرنا، أُدغمت التاء في الطاء، نعم! تطيَّرنا، وهذا الإدغام على خلاف القاعدة، إذ أن الإدغام بين ثابت ومتحرك، وهذا بين متحركين، نعم! فأدغمت التاء في الطاء، ولمَّا أدغمت التاء في الطاء صار الحرف الأول منهما ساكناً، ولاحظوا أنه أيضاً بعد الإدغام قُلِبَت التاء طاءً، والساكن ما يمكن الابتداء به فاجتُلِبَت الهمزة لتسهيل النطق به، ولهذا قال المؤلف: :"واجتُلِبَت همزة الوصل .... لتسهيل النطق بالساكن".
ومعنى ((اطَّيَّرْنَا)) أي: تشاءمنا، من الشؤم، والشؤم معناه: توقع الشر من مشاهَدٍ أو مسموع أو زمن أو حال، ولهذا قالوا: إن التطيُّر مأخوذ من الطير، وكانوا في الجاهلية يتشاءمون بالطيور...، يبعثونها وعندهم قواعد لهذا التشاؤم: إذا ذهبت يميناً يتفاءلون، أو يساراً يتشاءمون، أو أماماً يعيدون أظن يعيدون ... مرة ثانية، وخلفاً يتشاءمون أكثر، فعندهم لهذا قواعد، فلذلك سُمِّي هذا التشاؤم تطيراً، مأخوذ من أين؟
الطالب: ....
الشيخ : من الطير، لأن غالب تشاؤم العرب بها، نعم! فهم يقولون: اطيَّرنا بك، أي: تشاءمنا، وكان مجيئك شؤم علينا أنت وأتباعك.
طيب! إذاً ما هو التطير؟ هو التشاؤم، التطير: التشاؤم بمرئي أو مسموع أو زمان أو مكان أو حال. نعم. هذا التطير، التطير: هو التشاؤم ....؟
الطالب: بمرئي.
الشيخ : بمرئيٍ أو مسموع أو زمان أو مكان أو حال، هذا هو التشاؤم. بمرئي: يرى الإنسان شيئاً فيتشاءم، افرض أنه مثلاً أراد أن يسافر فقابله إنسان يكرهه، هو يكره هذا الرجل قال: خلاص رجعنا، نعم. هذا تشاؤم؟
الطالب: ...
الشيخ : بمرئي. أو همَّ أن يسافر، فلما خرج سمع رجلاً يقول: مات فلان بن فلان، قال: خلاص رجعنا، هذا تشاؤم؟
الطالب: بمسموع.
الشيخ : بمسموع. أو زمان يتشاءم بيوم من الأيام، يوم الأربعاء، يوم الخميس، أو شهر من الشهور كشهر شوال، العرب يتشاءمون بشهر شوال في الزواج، يقولون: من يتزوج في شهر شوال ما يوفّق، نعم...من هذا الزواجات في شهر شوال كثيرة، لكن عائشة أبطلت ذلك بالواقع، قالت:( إن الرسول عليه الصلاة والسلام تزوجها في شوال، وبنى بها في شوال، فأيُّكم أو أيُّكن كان أحظى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ) نعم. إذاً: ينبغي أن نتدارك إن أردنا أن نعمل التشاؤم والتفاؤل، فإننا؟
الطالب: نتفاءل.
الشيخ : نتفاءل بشهر شوال، نتفاءل به، ولكن مع ذلك لا نتفاءل بالزمان ولا نتشاءم به، الخير والشر بيد الله سبحانه وتعالى. ومنهم من يتشاءم بالمكان، نعم. تجد مثلاً يجلس في هذا المكان ثم ... الشوك، يقول: خلاص، قمنا هذا ما يمكن يجلس هنا.
أو يتشاءم بالحال، حال الشخص مثلاً. التشاؤم بالحال أيضاً هذا تطير ما يجوز، قد -مثلاً- يعمل إنسان عمل ويعاكسه في أول أمره، نعم. أو مثلاً يهمُّ أن يفعل شيئاً غداً ولا صار غد وله معه بعض التعب والعجز، فيتشاءم ويعدل بسبب هذه الأحوال التي تعرض له، فنقول: هذا لا يجوز، كل هذا لا يجوز، أنت إذا عزمت فتوكل على الله،( اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك، ولا إله غيرك ).
الإنسان -مثل ما قال القرطبي وكذلك غيره من أهل العلم- يعلِّق تصرفاته بمثل هذه الأمور فهو من أجهل الناس، وأيضاً: هو من أجهل الناس حقيقة، ثم إنه ما يمكن أن يمشي له حال إذا ينظر لهذه الأشياء، ولكن لاحظوا أن الفأل الذي يعين على فعل الخير لا يدخل في هذا الأمر، الفأل كان الرسول عليه الصلاة والسلام يعجبه الفأل ولكنه يكره الطِّيَرَة، لأن الطِّيَرَة فيها تعلُّق الإنسان بغير الله سبحانه وتعالى بمثل هذه الأمور، وفيها أيضاً منع للإنسان عما يريده من الخير، لكن التفاؤل: التشجيع على الخير، لما جاء سهيل بن عمرو في صلح الحديبية، قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( هذا سهيل بن عمرو، وإنه قد سهل لكم من أمركم ) إذا صحت هذه الكلمة في الحديث.
فالحاصل: أن هذا التفاؤل غير التشاؤم. واعلم أن التشاؤم غير الشُّؤم، فإن الشؤم قد يكون في بعض الأشياء مثلما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أنه يكون في المرأة، ويكون في الدار، ويكون في الدابة، وهذا شيء مشاهد، أن الإنسان قد ينزل بعض الدور وما يتشاءم، لكن يكون فيها شؤم، تكون دائماً خراب مثلاً، نعم. ودائماً تحتاج إلى أعمال متتابعة، فإذا ارتحل عنها ارتاح ووجد ما يريد، كذلك بعض السيارات.. ما عندنا ما في دواب الآن في غالب الناس. بعض الأحيان هذه السيارة يشتريها الإنسان ويحبها وتتعبه، كل يوم ويخرب منها شيء، ثم يبيعها ويشتري ثانية ويرتاح لها، نعم. ومثلها أيضاً بعض الأحيان يشتري الإنسان قلم.. حتى الأشياء الصغيرة تتعبه يبدأ كل يوم يتعبه، يجف المداد وتلقى الريشة أيضاً ما تستقيم معه، نعم. ومرة يضيع منه ويتعبه، ويشتري قلماً آخر ويبقى عنده مدة ما ... لكن هذا ليس تشاؤماً ولكنه شؤم.
كذلك بعض النساء، يتزوج الإنسان امرأة وتتعبه ليلاً ونهاراً، في حياته العامة والخاصة، ومع أهله وأقاربه، ويتزوج أخرى فتكون؟
الطالب: صالحة.
الشيخ : راحة لنفسيته وقرة عين. فالحاصل: أن هذه الأشياء أمرها واقع، ولكن الرسول ما قال التشاؤم، قال: الشؤم، وفرق بين هذا وبين هذا، يعني معنى ذلك: أن هذه الأشياء يجد الناس فيها أحياناً بركة وراحة، وأحياناً يجدون فيها قلقاً وتعباً، نعم.
الطالب: التشاؤم ما هو ...
الشيخ : لا، ... الأشياء بأسبابها.
الطالب: ... مثلاً ... رجل ...
الشيخ : إذا كان ... نعم.
الطالب: ...
الشيخ : لا، إذا كان هذا يتعلق بشيء يتعلق فيه ...مثلاً وإلا شيء، وأما بس مجرد ...
الطالب: اسمه يزيد وإلا اسمه صالح وإلا اسمه راشد.
الشيخ : لا، ما هو هذا، لكن الشيء ذي معه ...فأنا قد أتفاءل، سهيل بن عمرو له معاملة مع الرسول عليه الصلاة والسلام، فتفاءل، وهذا يكون من باب فتح الأمور باليسر، إي نعم.
الطالب: ثم يكون بغير هذا الشيء ...
الشيخ : نعم.
الطالب: ... اسمه ...
الشيخ : يمكن ... ما يخالف ولكن الإنسان أول الأمر ما يتفاءل، كما هو عادة الناس الآن أكثر العوام ما يدون عن المسائل هذه، الحمد لله! ويصير فيه خير ... هذا الشخص ... في أمانة الشخص الآخر لو أنه يزيد أو صالح مثل شؤم ... نعم.
الطالب: ...
الشيخ : نعم؟ عشرة؟
الطالب: ...
الشيخ : طيب. الجواب: لما حثهم على الاستغفار وبيَّن لهم نتائجه الطيبة، كان جوابهم: (( قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَك ))[النمل:47] أعوذ بالله! هذا الجواب، يعني: أنت ما أتيت لنا بفائدة، بل صرت شؤماً علينا، أنت وأتباعك. نعم. وهذ حال هؤلاء الذين يتطيرون بأهل الخير، والله تبارك وتعالى قد يفتن الناس، فقد يقع -مثلاً- في مجيء الخير أو معه قد يقع بعض الآفات أو بعض الأشياء المكروهة لدى الناس، ليكون ذلك فتنة وابتلاءً، نعم. ربما -مثلاً- يحل رجل من أهل العلم والعبادة في بيت، ثم يحترق هذا البيت ابتلاءً من الله سبحانه وتعالى وامتحاناً، أهل الشر يفرحون ويفرهون، يقولون: يا الله! شوفوا أسباب الطوع، نعم. احترق البيت لما جاء هذا الرجل -نعم- والله تعالى قد يفتن الناس: (( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ))[الأنبياء:35].
هؤلاء يقولون: إنه بمجيء صالح ومعصية قومه عاقبهم الله -تبارك وتعالى- بالقحط والجدب وغور المياه، فقالوا: أنت صالح ومن معك ما جئتنا بخير، ما جئتمونا إلا بالقحط والجدب وغور المياه، فتطيروا به وقالوا: (( اطَّيَّرْنَا بِكَ ))[النمل:47] أصله: تطيَّرنا، أُدغمت التاء في الطاء، نعم! تطيَّرنا، وهذا الإدغام على خلاف القاعدة، إذ أن الإدغام بين ثابت ومتحرك، وهذا بين متحركين، نعم! فأدغمت التاء في الطاء، ولمَّا أدغمت التاء في الطاء صار الحرف الأول منهما ساكناً، ولاحظوا أنه أيضاً بعد الإدغام قُلِبَت التاء طاءً، والساكن ما يمكن الابتداء به فاجتُلِبَت الهمزة لتسهيل النطق به، ولهذا قال المؤلف: :"واجتُلِبَت همزة الوصل .... لتسهيل النطق بالساكن".
ومعنى ((اطَّيَّرْنَا)) أي: تشاءمنا، من الشؤم، والشؤم معناه: توقع الشر من مشاهَدٍ أو مسموع أو زمن أو حال، ولهذا قالوا: إن التطيُّر مأخوذ من الطير، وكانوا في الجاهلية يتشاءمون بالطيور...، يبعثونها وعندهم قواعد لهذا التشاؤم: إذا ذهبت يميناً يتفاءلون، أو يساراً يتشاءمون، أو أماماً يعيدون أظن يعيدون ... مرة ثانية، وخلفاً يتشاءمون أكثر، فعندهم لهذا قواعد، فلذلك سُمِّي هذا التشاؤم تطيراً، مأخوذ من أين؟
الطالب: ....
الشيخ : من الطير، لأن غالب تشاؤم العرب بها، نعم! فهم يقولون: اطيَّرنا بك، أي: تشاءمنا، وكان مجيئك شؤم علينا أنت وأتباعك.
طيب! إذاً ما هو التطير؟ هو التشاؤم، التطير: التشاؤم بمرئي أو مسموع أو زمان أو مكان أو حال. نعم. هذا التطير، التطير: هو التشاؤم ....؟
الطالب: بمرئي.
الشيخ : بمرئيٍ أو مسموع أو زمان أو مكان أو حال، هذا هو التشاؤم. بمرئي: يرى الإنسان شيئاً فيتشاءم، افرض أنه مثلاً أراد أن يسافر فقابله إنسان يكرهه، هو يكره هذا الرجل قال: خلاص رجعنا، نعم. هذا تشاؤم؟
الطالب: ...
الشيخ : بمرئي. أو همَّ أن يسافر، فلما خرج سمع رجلاً يقول: مات فلان بن فلان، قال: خلاص رجعنا، هذا تشاؤم؟
الطالب: بمسموع.
الشيخ : بمسموع. أو زمان يتشاءم بيوم من الأيام، يوم الأربعاء، يوم الخميس، أو شهر من الشهور كشهر شوال، العرب يتشاءمون بشهر شوال في الزواج، يقولون: من يتزوج في شهر شوال ما يوفّق، نعم...من هذا الزواجات في شهر شوال كثيرة، لكن عائشة أبطلت ذلك بالواقع، قالت:( إن الرسول عليه الصلاة والسلام تزوجها في شوال، وبنى بها في شوال، فأيُّكم أو أيُّكن كان أحظى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ) نعم. إذاً: ينبغي أن نتدارك إن أردنا أن نعمل التشاؤم والتفاؤل، فإننا؟
الطالب: نتفاءل.
الشيخ : نتفاءل بشهر شوال، نتفاءل به، ولكن مع ذلك لا نتفاءل بالزمان ولا نتشاءم به، الخير والشر بيد الله سبحانه وتعالى. ومنهم من يتشاءم بالمكان، نعم. تجد مثلاً يجلس في هذا المكان ثم ... الشوك، يقول: خلاص، قمنا هذا ما يمكن يجلس هنا.
أو يتشاءم بالحال، حال الشخص مثلاً. التشاؤم بالحال أيضاً هذا تطير ما يجوز، قد -مثلاً- يعمل إنسان عمل ويعاكسه في أول أمره، نعم. أو مثلاً يهمُّ أن يفعل شيئاً غداً ولا صار غد وله معه بعض التعب والعجز، فيتشاءم ويعدل بسبب هذه الأحوال التي تعرض له، فنقول: هذا لا يجوز، كل هذا لا يجوز، أنت إذا عزمت فتوكل على الله،( اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك، ولا إله غيرك ).
الإنسان -مثل ما قال القرطبي وكذلك غيره من أهل العلم- يعلِّق تصرفاته بمثل هذه الأمور فهو من أجهل الناس، وأيضاً: هو من أجهل الناس حقيقة، ثم إنه ما يمكن أن يمشي له حال إذا ينظر لهذه الأشياء، ولكن لاحظوا أن الفأل الذي يعين على فعل الخير لا يدخل في هذا الأمر، الفأل كان الرسول عليه الصلاة والسلام يعجبه الفأل ولكنه يكره الطِّيَرَة، لأن الطِّيَرَة فيها تعلُّق الإنسان بغير الله سبحانه وتعالى بمثل هذه الأمور، وفيها أيضاً منع للإنسان عما يريده من الخير، لكن التفاؤل: التشجيع على الخير، لما جاء سهيل بن عمرو في صلح الحديبية، قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( هذا سهيل بن عمرو، وإنه قد سهل لكم من أمركم ) إذا صحت هذه الكلمة في الحديث.
فالحاصل: أن هذا التفاؤل غير التشاؤم. واعلم أن التشاؤم غير الشُّؤم، فإن الشؤم قد يكون في بعض الأشياء مثلما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أنه يكون في المرأة، ويكون في الدار، ويكون في الدابة، وهذا شيء مشاهد، أن الإنسان قد ينزل بعض الدور وما يتشاءم، لكن يكون فيها شؤم، تكون دائماً خراب مثلاً، نعم. ودائماً تحتاج إلى أعمال متتابعة، فإذا ارتحل عنها ارتاح ووجد ما يريد، كذلك بعض السيارات.. ما عندنا ما في دواب الآن في غالب الناس. بعض الأحيان هذه السيارة يشتريها الإنسان ويحبها وتتعبه، كل يوم ويخرب منها شيء، ثم يبيعها ويشتري ثانية ويرتاح لها، نعم. ومثلها أيضاً بعض الأحيان يشتري الإنسان قلم.. حتى الأشياء الصغيرة تتعبه يبدأ كل يوم يتعبه، يجف المداد وتلقى الريشة أيضاً ما تستقيم معه، نعم. ومرة يضيع منه ويتعبه، ويشتري قلماً آخر ويبقى عنده مدة ما ... لكن هذا ليس تشاؤماً ولكنه شؤم.
كذلك بعض النساء، يتزوج الإنسان امرأة وتتعبه ليلاً ونهاراً، في حياته العامة والخاصة، ومع أهله وأقاربه، ويتزوج أخرى فتكون؟
الطالب: صالحة.
الشيخ : راحة لنفسيته وقرة عين. فالحاصل: أن هذه الأشياء أمرها واقع، ولكن الرسول ما قال التشاؤم، قال: الشؤم، وفرق بين هذا وبين هذا، يعني معنى ذلك: أن هذه الأشياء يجد الناس فيها أحياناً بركة وراحة، وأحياناً يجدون فيها قلقاً وتعباً، نعم.
الطالب: التشاؤم ما هو ...
الشيخ : لا، ... الأشياء بأسبابها.
الطالب: ... مثلاً ... رجل ...
الشيخ : إذا كان ... نعم.
الطالب: ...
الشيخ : لا، إذا كان هذا يتعلق بشيء يتعلق فيه ...مثلاً وإلا شيء، وأما بس مجرد ...
الطالب: اسمه يزيد وإلا اسمه صالح وإلا اسمه راشد.
الشيخ : لا، ما هو هذا، لكن الشيء ذي معه ...فأنا قد أتفاءل، سهيل بن عمرو له معاملة مع الرسول عليه الصلاة والسلام، فتفاءل، وهذا يكون من باب فتح الأمور باليسر، إي نعم.
الطالب: ثم يكون بغير هذا الشيء ...
الشيخ : نعم.
الطالب: ... اسمه ...
الشيخ : يمكن ... ما يخالف ولكن الإنسان أول الأمر ما يتفاءل، كما هو عادة الناس الآن أكثر العوام ما يدون عن المسائل هذه، الحمد لله! ويصير فيه خير ... هذا الشخص ... في أمانة الشخص الآخر لو أنه يزيد أو صالح مثل شؤم ... نعم.
1 - قال الله تعالى : << قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طآئركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون >> أستمع حفظ
الأسئلة .
الطالب: حديث الرسول عليه الصلاة والسلام ( الشؤم في ثلاثة يدل على أن ... )
الشيخ : لا لا، يدل على أن مثلها ... إنما كان هذا ...
الطالب: ...
الشيخ : إي نعم. يعني معناه ذلك الشؤم في زمان أو في مكان أو ما أشبه ذلك يتشاءم، وأنا أيضاً ذكرت لكم الفرق بين الشؤم والتشاؤم، التشاؤم من فعله، والشؤم من فعل غيره، وهذا واضح أنه قد يكون يجعل الله في هذا الشيء خيراً وبركة للإنسان، وفي هذا الشيء شؤم وبلاء. نعم.
الطالب: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( الشؤم في ثلاثة ) وذكرها
الشيخ : نعم.
الطالب: وقال: ( الخير معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة )
الشيخ : نعم.
الطالب: يعني افتتح حالها مع الشخص ... معقود في نواصيها الخير.
الشيخ : إيه. لكن هل معقود بنواصيها الخير مطلقاً أو في حال الجهاد؟ لأن..
الطالب: ...
الشيخ : لا، لأنه ذكر بعدها مثال الذي يربطها بالجهاد في سبيل الله، إنما ( ما تستن... ولا تعلو شرفاً ولا تأتي روضة ولا تشرب ماءً إلا كانت له أجراً ).
الطالب: وإذا كان فيه خصوص السبب ما ...
الشيخ : لا، نرى أن الحديث هنا وإن كان.. لكن السبب يقتضي ذلك، وإلا صحيح العبرة ليس بخصوص السبب وانما بعموم اللفظ لكنه ما دام أن السبب صالح لإحالة الحكم عليه فيجب أن يقيد بالحكم، مثلما قال الرسول عليه الصلاة والسلام: ( ليس من البر الصيام في السفر ) ... مع أنه هو نفسه يصوم إذاً: يخصص بالسبب الذي ورد فيه، وهو أنه إذا كان الصيام يؤدي إلى مثل هذه الحال فليس من البر.
الطالب: ... قد تكون شؤم أن الإنسان يربطها خيلاء.
الشيخ : إي نعم.
الطالب: ...
الشيخ : إيه، نعم. بحكم النصرة ...
الطالب: والحديث معناه ... أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر اسمه ...بسبب الاسم..
الشيخ : ما أدري، ما أعرف، ما أعرف هذا الحديث، ولكن الظاهر لي -والله أعلم- أن الرسول وجد قرينة غير الاسم، ولهذا استدعى أن يُسأل عن اسمه، كأنه واجه في حال هذا الرجل مثلاً، مع أنه ... ما أعرف عن معناه ولا.. نعم.
الطالب: ذكره ابن القيم في احكام المولود.
الشيخ : إيه ما أعرف.
الطالب: الاسم لأول مرة، الثاني اسم شهاب، والثالث الذي حلب اسمه يعيش
الشيخ : إيه، ما أعرف عن هذا الحديث، قد ينظر في سنده.
الطالب: ... عدة أحاديث ...
الشيخ : إيه، لكن هذا فيه تشاؤم، مثلاً التفاؤل لا بأس، لو كانت مثلاً ... يعيش، نعم. ما فيها إشكال، ولهذا قال: ( سهل من أمركم ) إن صحت الكلمة هذه، لكن المشكلة الأول.
الطالب: يا شيخ.
الشيخ : نعم.
الطالب: هل الأسماء لها تأثير على المسميات ؟
الشيخ : مالها تأثير، إلا إذا كان ذلك من طريق الوحي مثلاً أو.. إي نعم. من طريق الوحي، أما التأثير فلا يخاف، ولهذا الواقع يشهد بأنه لا حقيقة لذلك تجد هذا اسمه عبد الله. هاه؟
الطالب: ...
الشيخ : وهو عبد للشيطان، إي نعم. وتجد هذا اسمه شرورة، نعم. وتجده من أخير الناس. ماله تأثير، إلا على الشيء يكون مثلاً بطريق الوحي هذا شيء ممكن، مثلما قال الرسول عليه الصلاة والسلام لما ابن أبي طلحة سماه عبد الله، ولما دعا له بالبركة بارك الله له حتى كان من أولاده عشرة يحفظون القرآن.
الطالب: ...؟
الشيخ : لا ،يعني ينبغي أن يقارن في الأسماء ما أرشد إليه الرسول عليه الصلاة والسلام، أن يراعى ما أرشد إليه، ( أحب الأسماء إلى الله: عبد الله وعبد الرحمن ) يعني: عبد الله وعبد الرحمن أفضل من صالح ومن راشد ... كون الإنسان يسمي اسم ليتفاءل به ما ... الرسول قال: ( لا تسم غلامك يساراً ولا نجاحاً )
الطالب: ...؟
الشيخ : لا، هذه أبعد وأبعد، كونك إذا سميت بأسماء رجال صالحين يكون مثلهم هذه أبعد، إلا إذا كان إنسان على سبيل المحبة لهم ممكن يكون على سبيل المحبة، مثلما يفعلون الآن بعض الناس يسمون بأسماء الزعماء الذين يحبون، نعم. ولا يصيرون مثلهم بعد، طيب.
الشيخ : لا لا، يدل على أن مثلها ... إنما كان هذا ...
الطالب: ...
الشيخ : إي نعم. يعني معناه ذلك الشؤم في زمان أو في مكان أو ما أشبه ذلك يتشاءم، وأنا أيضاً ذكرت لكم الفرق بين الشؤم والتشاؤم، التشاؤم من فعله، والشؤم من فعل غيره، وهذا واضح أنه قد يكون يجعل الله في هذا الشيء خيراً وبركة للإنسان، وفي هذا الشيء شؤم وبلاء. نعم.
الطالب: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( الشؤم في ثلاثة ) وذكرها
الشيخ : نعم.
الطالب: وقال: ( الخير معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة )
الشيخ : نعم.
الطالب: يعني افتتح حالها مع الشخص ... معقود في نواصيها الخير.
الشيخ : إيه. لكن هل معقود بنواصيها الخير مطلقاً أو في حال الجهاد؟ لأن..
الطالب: ...
الشيخ : لا، لأنه ذكر بعدها مثال الذي يربطها بالجهاد في سبيل الله، إنما ( ما تستن... ولا تعلو شرفاً ولا تأتي روضة ولا تشرب ماءً إلا كانت له أجراً ).
الطالب: وإذا كان فيه خصوص السبب ما ...
الشيخ : لا، نرى أن الحديث هنا وإن كان.. لكن السبب يقتضي ذلك، وإلا صحيح العبرة ليس بخصوص السبب وانما بعموم اللفظ لكنه ما دام أن السبب صالح لإحالة الحكم عليه فيجب أن يقيد بالحكم، مثلما قال الرسول عليه الصلاة والسلام: ( ليس من البر الصيام في السفر ) ... مع أنه هو نفسه يصوم إذاً: يخصص بالسبب الذي ورد فيه، وهو أنه إذا كان الصيام يؤدي إلى مثل هذه الحال فليس من البر.
الطالب: ... قد تكون شؤم أن الإنسان يربطها خيلاء.
الشيخ : إي نعم.
الطالب: ...
الشيخ : إيه، نعم. بحكم النصرة ...
الطالب: والحديث معناه ... أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر اسمه ...بسبب الاسم..
الشيخ : ما أدري، ما أعرف، ما أعرف هذا الحديث، ولكن الظاهر لي -والله أعلم- أن الرسول وجد قرينة غير الاسم، ولهذا استدعى أن يُسأل عن اسمه، كأنه واجه في حال هذا الرجل مثلاً، مع أنه ... ما أعرف عن معناه ولا.. نعم.
الطالب: ذكره ابن القيم في احكام المولود.
الشيخ : إيه ما أعرف.
الطالب: الاسم لأول مرة، الثاني اسم شهاب، والثالث الذي حلب اسمه يعيش
الشيخ : إيه، ما أعرف عن هذا الحديث، قد ينظر في سنده.
الطالب: ... عدة أحاديث ...
الشيخ : إيه، لكن هذا فيه تشاؤم، مثلاً التفاؤل لا بأس، لو كانت مثلاً ... يعيش، نعم. ما فيها إشكال، ولهذا قال: ( سهل من أمركم ) إن صحت الكلمة هذه، لكن المشكلة الأول.
الطالب: يا شيخ.
الشيخ : نعم.
الطالب: هل الأسماء لها تأثير على المسميات ؟
الشيخ : مالها تأثير، إلا إذا كان ذلك من طريق الوحي مثلاً أو.. إي نعم. من طريق الوحي، أما التأثير فلا يخاف، ولهذا الواقع يشهد بأنه لا حقيقة لذلك تجد هذا اسمه عبد الله. هاه؟
الطالب: ...
الشيخ : وهو عبد للشيطان، إي نعم. وتجد هذا اسمه شرورة، نعم. وتجده من أخير الناس. ماله تأثير، إلا على الشيء يكون مثلاً بطريق الوحي هذا شيء ممكن، مثلما قال الرسول عليه الصلاة والسلام لما ابن أبي طلحة سماه عبد الله، ولما دعا له بالبركة بارك الله له حتى كان من أولاده عشرة يحفظون القرآن.
الطالب: ...؟
الشيخ : لا ،يعني ينبغي أن يقارن في الأسماء ما أرشد إليه الرسول عليه الصلاة والسلام، أن يراعى ما أرشد إليه، ( أحب الأسماء إلى الله: عبد الله وعبد الرحمن ) يعني: عبد الله وعبد الرحمن أفضل من صالح ومن راشد ... كون الإنسان يسمي اسم ليتفاءل به ما ... الرسول قال: ( لا تسم غلامك يساراً ولا نجاحاً )
الطالب: ...؟
الشيخ : لا، هذه أبعد وأبعد، كونك إذا سميت بأسماء رجال صالحين يكون مثلهم هذه أبعد، إلا إذا كان إنسان على سبيل المحبة لهم ممكن يكون على سبيل المحبة، مثلما يفعلون الآن بعض الناس يسمون بأسماء الزعماء الذين يحبون، نعم. ولا يصيرون مثلهم بعد، طيب.
تتمة تفسير الآية السابقة .
(( قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ ))[النمل:47] هذا جواب الرسل، وهذا الجواب تجدونه أيضاً أجاب به بنو إسرائيل لمن؟ لموسى.
الطالب: لموسى.
الشيخ : أجاب به بنو إسرائيل لموسى.
الطالب: ...
الشيخ : (( وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ ))[الأعراف:131]، وكذلك أصحاب القرية الثلاثة تطيَّروا بالرسل الذين أُرسل إليهم، طيب.
على كل حال! هذا جواب أهل الشر أنهم يجعلون الأسباب التي هي من أفعالهم ونتيجة لأفعالهم، يجعلونها بأسباب هؤلاء المصلحين، والحقيقة أنها وقعت جزاءً على أفعال الكفار.
(( قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ ))[النمل:47] أي: تشاءمنا.
(( وَبِمَنْ مَعَكَ ))[النمل:47] أي: المؤمنين حيث قَحِطوا المطر وجاعوا، قُحِطوا بمعنى: مُنِعوا المطر، وجاعوا.
(( قَالَ طَائِرُكُمْ ))[النمل:47] شؤمكم، (( عِنْدَ اللَّهِ ))[النمل:47] أتاكم به، (( بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ ))[النمل:47].
(( قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ ))[النمل:47] يعني: وليس منا، وطائركم بمعنى: شؤمكم، والمراد: ما أصابكم من ما تشاءمتم به -وهو القحط والجوع- عند من؟
الطالب: عند الله.
الشيخ : عند الله، وليس منِّي أنا، وإذا كان عند الله سبحانه وتعالى -هذا من أبلغ الجواب- إذا كان عند الله فإن الله تعالى حكيم، ما يُنزِّل هذا الشيء إلا؟
الطالب: أن يشاء.
الشيخ : في منزلته، وبأسبابه التي يُستحق بها، فكأنه يقول: ما دام عند الله فالله تعالى حكيم، ما أنزله إلا في موطنه وموضعه، هذا الشؤم عند الله.
ثم قال: (( بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ ))[النمل:47] هذا الإضراب ليس لإبطال الأول، ولكنه الانتقال، إضراب انتقالي، وتعرفون أن الإضراب يكون على نوعين: إضراباً إبطالياً يكون حكم لما بعد ( بل ) ويبطل ما قبلها.
والثاني: إضراب انتقالي مثل هذه الآية، ومثل قوله تعالى: (( بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ ))[النمل:66] انتقال من شيء إلى شيء، هنا الإضراب إبطالي وإلا انتقالي؟
الطالب: انتقالي.
الشيخ : انتقالي، لأنه عند الله يفتنهم سبحانه وتعالى بما حصل، (( بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ ))[النمل:47] ووجه الفتنة أولاً: أنهم نسبوا هذا إلى صالح ومن معه، وهذه فتنة عظيمة، فتنة ضلَّ بها هؤلاء.
ثانياً -من وجه الفتنة- : أنه أصابهم مع مجيء صالح إليهم، فظنوا أو ادعوا أن أسباب ذلك صالح ومن معه، ففُتِنوا بذلك فابتعدوا عن الحق. ومثلما قلت لكم أنا قبل قليل بالتمثيل: أن يحدث مكروه عند وجود رجل صالح، فيُنْسَب هذا المكروه..
الطالب: إلى هذا الرجل.
الشيخ : إلى هذا الرجل الصالح ومجيء هذا الرجل الصالح فيكون في ذلك فتنة، فيكون في هذا حكمة. نعم. والله سبحانه وتعالى حكيم جل وعلا يفتن الإنسان ويختبره بأنواع المفاتن، نعم. تارة بالمصائب، وتارة بالنِّعم، وتارة بالأمور التي توجب الاشتباه، ليمتحنه بذلك، ولهذا الدنيا كلها محنة، ما دام الإنسان دائراً بين أمرين: إما شر وإما خير. وإلا لا؟ كل حياتك هكذا شر وإلا خير، وكلاهما يقول الله فيه: (( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ))[الأنبياء:35] إذاً معناه: انتبه يا الإنسان، انتبه!! الفضل ليبلوني أأشكر أم أكفر؟ المصائب ليبلوني أأصبر أم أجزع؟ نعم. الشبهات العلمية التي ترد على قلب الإنسان ليبلوه هل يثبت أو يزيغ، نعم. فالمسائل كلها في الحقيقة فتنة واختبار من الله سبحانه وتعالى، ولهذا يجب على العاقل أن يكون حذراً دائماً، ولست أدعوكم في قولي هذا إلى سوء الظن بالله عز وجل، ولكني أدعوكم إلى النظر في الأمور، ليكون تصرُّفكم على وجه سليم، ولكن مع ذلك أقول: إنه إذا تجاوز الإنسان هذه الفتنة حصل له الثبات والاستقرار، نعم. لأنه يطمئن قلبه، ويرسخ في هذه الأمور، ولا يزيغ -بإذن الله- بعد ذلك، لكن قد يُفتن المرء فلينظر، ولهذا قال: (( بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ ))[النمل:47] يفتنون بأي شيء يكون؟
الطالب: بالخير والشر.
الشيخ : بالخير والشر. ووجه الفتنة في هؤلاء: أن البلاء الذي أصابهم بسبب دعوة صالح إلى عبادة الله فكفروا فعُوقِبوا، فهذه من الفتن، لأنهم قالوا: أنت أسبابها، وفي الحقيقة أن أسبابها: هُمْ أنفسهم، ففُتِنوا بذلك. قال: يختبرون في الخير والشر.
الطالب: لموسى.
الشيخ : أجاب به بنو إسرائيل لموسى.
الطالب: ...
الشيخ : (( وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ ))[الأعراف:131]، وكذلك أصحاب القرية الثلاثة تطيَّروا بالرسل الذين أُرسل إليهم، طيب.
على كل حال! هذا جواب أهل الشر أنهم يجعلون الأسباب التي هي من أفعالهم ونتيجة لأفعالهم، يجعلونها بأسباب هؤلاء المصلحين، والحقيقة أنها وقعت جزاءً على أفعال الكفار.
(( قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ ))[النمل:47] أي: تشاءمنا.
(( وَبِمَنْ مَعَكَ ))[النمل:47] أي: المؤمنين حيث قَحِطوا المطر وجاعوا، قُحِطوا بمعنى: مُنِعوا المطر، وجاعوا.
(( قَالَ طَائِرُكُمْ ))[النمل:47] شؤمكم، (( عِنْدَ اللَّهِ ))[النمل:47] أتاكم به، (( بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ ))[النمل:47].
(( قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ ))[النمل:47] يعني: وليس منا، وطائركم بمعنى: شؤمكم، والمراد: ما أصابكم من ما تشاءمتم به -وهو القحط والجوع- عند من؟
الطالب: عند الله.
الشيخ : عند الله، وليس منِّي أنا، وإذا كان عند الله سبحانه وتعالى -هذا من أبلغ الجواب- إذا كان عند الله فإن الله تعالى حكيم، ما يُنزِّل هذا الشيء إلا؟
الطالب: أن يشاء.
الشيخ : في منزلته، وبأسبابه التي يُستحق بها، فكأنه يقول: ما دام عند الله فالله تعالى حكيم، ما أنزله إلا في موطنه وموضعه، هذا الشؤم عند الله.
ثم قال: (( بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ ))[النمل:47] هذا الإضراب ليس لإبطال الأول، ولكنه الانتقال، إضراب انتقالي، وتعرفون أن الإضراب يكون على نوعين: إضراباً إبطالياً يكون حكم لما بعد ( بل ) ويبطل ما قبلها.
والثاني: إضراب انتقالي مثل هذه الآية، ومثل قوله تعالى: (( بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ ))[النمل:66] انتقال من شيء إلى شيء، هنا الإضراب إبطالي وإلا انتقالي؟
الطالب: انتقالي.
الشيخ : انتقالي، لأنه عند الله يفتنهم سبحانه وتعالى بما حصل، (( بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ ))[النمل:47] ووجه الفتنة أولاً: أنهم نسبوا هذا إلى صالح ومن معه، وهذه فتنة عظيمة، فتنة ضلَّ بها هؤلاء.
ثانياً -من وجه الفتنة- : أنه أصابهم مع مجيء صالح إليهم، فظنوا أو ادعوا أن أسباب ذلك صالح ومن معه، ففُتِنوا بذلك فابتعدوا عن الحق. ومثلما قلت لكم أنا قبل قليل بالتمثيل: أن يحدث مكروه عند وجود رجل صالح، فيُنْسَب هذا المكروه..
الطالب: إلى هذا الرجل.
الشيخ : إلى هذا الرجل الصالح ومجيء هذا الرجل الصالح فيكون في ذلك فتنة، فيكون في هذا حكمة. نعم. والله سبحانه وتعالى حكيم جل وعلا يفتن الإنسان ويختبره بأنواع المفاتن، نعم. تارة بالمصائب، وتارة بالنِّعم، وتارة بالأمور التي توجب الاشتباه، ليمتحنه بذلك، ولهذا الدنيا كلها محنة، ما دام الإنسان دائراً بين أمرين: إما شر وإما خير. وإلا لا؟ كل حياتك هكذا شر وإلا خير، وكلاهما يقول الله فيه: (( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ))[الأنبياء:35] إذاً معناه: انتبه يا الإنسان، انتبه!! الفضل ليبلوني أأشكر أم أكفر؟ المصائب ليبلوني أأصبر أم أجزع؟ نعم. الشبهات العلمية التي ترد على قلب الإنسان ليبلوه هل يثبت أو يزيغ، نعم. فالمسائل كلها في الحقيقة فتنة واختبار من الله سبحانه وتعالى، ولهذا يجب على العاقل أن يكون حذراً دائماً، ولست أدعوكم في قولي هذا إلى سوء الظن بالله عز وجل، ولكني أدعوكم إلى النظر في الأمور، ليكون تصرُّفكم على وجه سليم، ولكن مع ذلك أقول: إنه إذا تجاوز الإنسان هذه الفتنة حصل له الثبات والاستقرار، نعم. لأنه يطمئن قلبه، ويرسخ في هذه الأمور، ولا يزيغ -بإذن الله- بعد ذلك، لكن قد يُفتن المرء فلينظر، ولهذا قال: (( بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ ))[النمل:47] يفتنون بأي شيء يكون؟
الطالب: بالخير والشر.
الشيخ : بالخير والشر. ووجه الفتنة في هؤلاء: أن البلاء الذي أصابهم بسبب دعوة صالح إلى عبادة الله فكفروا فعُوقِبوا، فهذه من الفتن، لأنهم قالوا: أنت أسبابها، وفي الحقيقة أن أسبابها: هُمْ أنفسهم، ففُتِنوا بذلك. قال: يختبرون في الخير والشر.
قال الله تعالى : << وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون >>
(( وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ ))[النمل:48] مدينة ثمود.
(( تِسْعَةُ رَهْطٍ ))[النمل:48] أي: رجال". المؤلف قال: أي رجال. والرهط -صحيح- هم الرجال، لكنهم قالوا: إن الرهط ما بين الثلاثة إلى العشرة. وبعضهم قال: ما بين السبعة إلى العشرة، نعم. فعلى هذا: تسعةُ رهطٍ، يصير تسعة وتسعة؟ لا، ولهذا فسر المؤلف الرهط بإيش؟ بالرجال، نعم. الرَّهط فسَّرهم بالرجال لا بمعناه الخاص لأجل أن تستقيم الإضافة، إذ الشيء لا يُضاف إلى نفسه إلا على تأويل.
وقال بعضهم: إنه لا حاجة إلى هذا التأويل، لأن الإضافة هنا بيانية، أي: أن رهط تفسير لتسعة، كأنه قال: تسعةٌ رهطٌ. والمعنى على كل حال! هو أن هذه المدينة -مدينة صالح أو مدينة ثمود- كان فيها رجال تسعة. نعم. وكانت التسعة هذه مجالاً للتفاؤل والتشاؤم، أحد يتشاءم من العدد التسعة، يقول لهم تسعة جاءت بالإفساد في الأرض، (( تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ ))[النمل:48].
وأحد يتفاءل بها، الرافضة يتشاءمون بالعشرة ويتفاءلون بالتسعة، العشرة من؟ المبشرون بالجنة، لكنهم يخرجون علي بن أبي طالب منهم ... من يحطون بداله؟ لكنهم يتشاءمون بالعشرة، عدوُّهم من العدد: العشرة، وصديقهم: التسعة، لأنهم يقولون: هم آل البيت الذين وضع عليهم الرسول الكساء، فقال لهم شيخ الإسلام: يجب إذا كنتم تتفاءلون أو تتشاءمون بالعدد أنكم تتشاءمون؟
الطالب: إحدى عشر.
الشيخ : لا، تتشاءمون بالتسعة.
الطالب: بالتسعة.
الشيخ : لأنه هو الذي قال: (( وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ ))[النمل:48]، أما العشرة، فإن الغالب أنها خير، نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : نعم. عشر ذي الحجة، وعشر رمضان، والعشرة المبشرون بالجنة، وأمثلة كثيرة ما تحضرني الآن، وأنا أقول: أن كلام شيخ الإسلام هذا للتنزُّل مع الخصم، وإلا هو رحمه الله ما يتفاءل لا بهذا ولا بهذا، العدد عدد، ما أتى بشيء.
(( وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ ))[النمل:48] بأي شيء؟ بالمعاصي، يفسدون في الأرض بالمعاصي، وكلما ذكر الله تبارك وتعالى الفساد في الأرض فالمراد به: المعصية، الشرك فما دونه. لماذا؟ لأنه لا شك أن عمل المعاصي نفسه فساد، أليس كذلك؟
الطالب: بلى.
الشيخ : ثم هو سبب للفساد، نعم. (( وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ))[الأعراف:130].
وقال تعالى: (( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ))[الروم:41]، (( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ ))[الشورى:30]. فالمعاصي هي نفسها فساد، وهي سبب للفساد أيضاً، فلذلك كل ما ذكر الله سبحانه وتعالى الفساد في الأرض فالمراد به المعاصي، يفسدون في الأرض بالمعاصي منها: قرضهم الدنانير والدراهم ... يقطعونها، يخربونها، يقصُّون منها، يقصُّون من الدراهم والدنانير، ولكن هذا إسرائيلي.
الطالب: أين الدليل؟
الشيخ : إسرائيلي، ما في دليل، ولا هو أيضاً أكبر المعاصي، هذا صحيح أنه غش، لكن ما هو بأكبر المعاصي.
على كل حال! أهم شيء أنهم أنكروا الرسالة وكفروا بالخالق، هذه من أعظم المعاصي التي يفسدون بها في الأرض.
وقال: (( وَلا يُصْلِحُونَ ))[النمل:48] يفسدون ولا يصلحون، لأن معناها: أن فسادهم هذا -والعياذ بالله- شامل، ما فيه صلاح أبداً، وهذا هو الحكمة من قوله: (( وَلا يُصْلِحُونَ ))[النمل:48] وفيه فائدة عظيمة: وهو أنه قد يجتمع الفلاح والفساد في آنٍ واحد، كما أن الإنسان يكون مؤمناً ويكون فاسقاً، يكون فيه إيمان وفيه كفر، فيه فسوق وطاعة، فيه فساد وصلاح، وإلا لا؟ فالأمور إما خير محض وصلاح محض، وإما شر محض وفساد محض، وإما خليط من الأمرين. هؤلاء القوم يفسدون ولا يصلحون -والعياذ بالله- ما يصلحون بالطاعة أبداً، وهذا دليل على أنهم ليس فيهم خير محض، ليس فيهم خير أبداً لا قليل ولا كثير، لكن فيهم أناس خيُّرون، من؟ الذين آمنوا بصالح واتبعوه، لكن هؤلاء الرهط التسعة يفسدون ولا يصلحون، دائماً ما همّهم إلا الفساد في الأرض بالمعاصي، وإلقاء الفتن بين الناس، ومحاولة قتل المصلحين، ولهذا: (( قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ... ))[النمل:49] إلى آخر الآية.
(( تِسْعَةُ رَهْطٍ ))[النمل:48] أي: رجال". المؤلف قال: أي رجال. والرهط -صحيح- هم الرجال، لكنهم قالوا: إن الرهط ما بين الثلاثة إلى العشرة. وبعضهم قال: ما بين السبعة إلى العشرة، نعم. فعلى هذا: تسعةُ رهطٍ، يصير تسعة وتسعة؟ لا، ولهذا فسر المؤلف الرهط بإيش؟ بالرجال، نعم. الرَّهط فسَّرهم بالرجال لا بمعناه الخاص لأجل أن تستقيم الإضافة، إذ الشيء لا يُضاف إلى نفسه إلا على تأويل.
وقال بعضهم: إنه لا حاجة إلى هذا التأويل، لأن الإضافة هنا بيانية، أي: أن رهط تفسير لتسعة، كأنه قال: تسعةٌ رهطٌ. والمعنى على كل حال! هو أن هذه المدينة -مدينة صالح أو مدينة ثمود- كان فيها رجال تسعة. نعم. وكانت التسعة هذه مجالاً للتفاؤل والتشاؤم، أحد يتشاءم من العدد التسعة، يقول لهم تسعة جاءت بالإفساد في الأرض، (( تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ ))[النمل:48].
وأحد يتفاءل بها، الرافضة يتشاءمون بالعشرة ويتفاءلون بالتسعة، العشرة من؟ المبشرون بالجنة، لكنهم يخرجون علي بن أبي طالب منهم ... من يحطون بداله؟ لكنهم يتشاءمون بالعشرة، عدوُّهم من العدد: العشرة، وصديقهم: التسعة، لأنهم يقولون: هم آل البيت الذين وضع عليهم الرسول الكساء، فقال لهم شيخ الإسلام: يجب إذا كنتم تتفاءلون أو تتشاءمون بالعدد أنكم تتشاءمون؟
الطالب: إحدى عشر.
الشيخ : لا، تتشاءمون بالتسعة.
الطالب: بالتسعة.
الشيخ : لأنه هو الذي قال: (( وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ ))[النمل:48]، أما العشرة، فإن الغالب أنها خير، نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : نعم. عشر ذي الحجة، وعشر رمضان، والعشرة المبشرون بالجنة، وأمثلة كثيرة ما تحضرني الآن، وأنا أقول: أن كلام شيخ الإسلام هذا للتنزُّل مع الخصم، وإلا هو رحمه الله ما يتفاءل لا بهذا ولا بهذا، العدد عدد، ما أتى بشيء.
(( وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ ))[النمل:48] بأي شيء؟ بالمعاصي، يفسدون في الأرض بالمعاصي، وكلما ذكر الله تبارك وتعالى الفساد في الأرض فالمراد به: المعصية، الشرك فما دونه. لماذا؟ لأنه لا شك أن عمل المعاصي نفسه فساد، أليس كذلك؟
الطالب: بلى.
الشيخ : ثم هو سبب للفساد، نعم. (( وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ))[الأعراف:130].
وقال تعالى: (( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ))[الروم:41]، (( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ ))[الشورى:30]. فالمعاصي هي نفسها فساد، وهي سبب للفساد أيضاً، فلذلك كل ما ذكر الله سبحانه وتعالى الفساد في الأرض فالمراد به المعاصي، يفسدون في الأرض بالمعاصي منها: قرضهم الدنانير والدراهم ... يقطعونها، يخربونها، يقصُّون منها، يقصُّون من الدراهم والدنانير، ولكن هذا إسرائيلي.
الطالب: أين الدليل؟
الشيخ : إسرائيلي، ما في دليل، ولا هو أيضاً أكبر المعاصي، هذا صحيح أنه غش، لكن ما هو بأكبر المعاصي.
على كل حال! أهم شيء أنهم أنكروا الرسالة وكفروا بالخالق، هذه من أعظم المعاصي التي يفسدون بها في الأرض.
وقال: (( وَلا يُصْلِحُونَ ))[النمل:48] يفسدون ولا يصلحون، لأن معناها: أن فسادهم هذا -والعياذ بالله- شامل، ما فيه صلاح أبداً، وهذا هو الحكمة من قوله: (( وَلا يُصْلِحُونَ ))[النمل:48] وفيه فائدة عظيمة: وهو أنه قد يجتمع الفلاح والفساد في آنٍ واحد، كما أن الإنسان يكون مؤمناً ويكون فاسقاً، يكون فيه إيمان وفيه كفر، فيه فسوق وطاعة، فيه فساد وصلاح، وإلا لا؟ فالأمور إما خير محض وصلاح محض، وإما شر محض وفساد محض، وإما خليط من الأمرين. هؤلاء القوم يفسدون ولا يصلحون -والعياذ بالله- ما يصلحون بالطاعة أبداً، وهذا دليل على أنهم ليس فيهم خير محض، ليس فيهم خير أبداً لا قليل ولا كثير، لكن فيهم أناس خيُّرون، من؟ الذين آمنوا بصالح واتبعوه، لكن هؤلاء الرهط التسعة يفسدون ولا يصلحون، دائماً ما همّهم إلا الفساد في الأرض بالمعاصي، وإلقاء الفتن بين الناس، ومحاولة قتل المصلحين، ولهذا: (( قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ... ))[النمل:49] إلى آخر الآية.
هل التشآؤم شرك أصغر أم أكبر ؟
الطالب: يا شيخ.
الشيخ : نعم.
الطالب: التشاؤم هو يعتبر شرك أصغر وإلا أكبر؟
الشيخ : لا. أصغر، ما لم يعتقد أنه مؤثر بنفسه فيكون أصغر، وأظن أنا ذكرنا هذه القاعدة مرة: كل من أثبت سبباً..
الطالب: غير شرعي.
الشيخ : غير شرعي.
الطالب: أو قدري.
الشيخ : أو قدري -يعني ما يقتضيه الشرع ولا القدر- فهو مشرك، لكنه شرك أصغر ما يؤدي إلى الأكبر، فأما ما اقتضاه الشرع أو اقتضاه القدر، ما اقتضاه الشرع بأن يُعلم من طريق الشرع أن هذا سبب لهذا، نعم. كقراءة الفاتحة على مريض سبب للشفاء، شرعاً وإلا قدراً؟
الطالب: شرعاً.
الشيخ : يعني: جاء بها الشرع. التجارب الذي يجرى على بعض النباتات وبعض الأدوية فيُعرف تأثيره هذا سبب؟
الطالب: قدري.
الشيخ : قدري، جاء به القدر. الأشياء التي ما دل عليها الشرع ولا القدر هذه ما يجوز أنك تقول: أنها أسباب، مثل إنسان علَّق خيط برقبته وقال: هذا لدفع العين، الذي يعلق الخيط خلاص ما عاد تجيه العين، هذا ما هو سبب، ليس بصحيح، أين الشرع الذي دل عليه؟ وأين القدر الذي دل عليه؟ وكم من إنسان يُصاب بالعين وعليه هذا الخيط.
الشيخ : نعم.
الطالب: التشاؤم هو يعتبر شرك أصغر وإلا أكبر؟
الشيخ : لا. أصغر، ما لم يعتقد أنه مؤثر بنفسه فيكون أصغر، وأظن أنا ذكرنا هذه القاعدة مرة: كل من أثبت سبباً..
الطالب: غير شرعي.
الشيخ : غير شرعي.
الطالب: أو قدري.
الشيخ : أو قدري -يعني ما يقتضيه الشرع ولا القدر- فهو مشرك، لكنه شرك أصغر ما يؤدي إلى الأكبر، فأما ما اقتضاه الشرع أو اقتضاه القدر، ما اقتضاه الشرع بأن يُعلم من طريق الشرع أن هذا سبب لهذا، نعم. كقراءة الفاتحة على مريض سبب للشفاء، شرعاً وإلا قدراً؟
الطالب: شرعاً.
الشيخ : يعني: جاء بها الشرع. التجارب الذي يجرى على بعض النباتات وبعض الأدوية فيُعرف تأثيره هذا سبب؟
الطالب: قدري.
الشيخ : قدري، جاء به القدر. الأشياء التي ما دل عليها الشرع ولا القدر هذه ما يجوز أنك تقول: أنها أسباب، مثل إنسان علَّق خيط برقبته وقال: هذا لدفع العين، الذي يعلق الخيط خلاص ما عاد تجيه العين، هذا ما هو سبب، ليس بصحيح، أين الشرع الذي دل عليه؟ وأين القدر الذي دل عليه؟ وكم من إنسان يُصاب بالعين وعليه هذا الخيط.
الأسئلة .
الطالب: يا شيخ ...
الشيخ : نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : لا، ما يصير مشركا.
الطالب: أن يعتقد هو نفسه ...
الشيخ : إيه، لا. يعتقد أنه سبب للنفع، أن النافع الله لكن هذا من أسباب النفع. إيه. لكن لو اعتقد أنه ينفع بنفسه وليس سبباً محضاً صار متخذاً مع الله إلهاً.
الطالب: يا شيخ! ... الشرك ... أكبر وإلا أصغر؟
الشيخ : لا، ... ما هي داخلة ...
الطالب: ...
الشيخ : في مسألة الأسباب هذه، ما ...
الطالب: ...
الشيخ : لا، هذا من جهة أخرى غير.. نحن الآن نتكلم عن الأسباب.
الطالب: نعم.
الشيخ : من جعل سبباً من المسبَّبات المعيَّنة بدون شرع ولا قدر فهو مشرك، وأما مسألة التشريع فالتشريع حكم بغير ما أنزل الله، أي إنسان يشرِّع ما لم يشرعه الله ويعتقد أنه ما شرعه الله وأنه أصلح من ما شرع الله، فهو كافر كفراً مخرجاً من الملة، سواءً حكم به أم لم يحكم، أم جعل الناس يحكمون به، ولهذا يجب أن نفرِّق بين من لم يحكم بما أنزل الله تشريعاً، وبين من لم يحكم بما أنزل الله فعلاً، الذي يحكم بغير ما أنزل الله فعلاً لا تشريعاً هذا قد يكفر وقد يفسق وقد يظلم، والذي يحكم بغير ما أنزل الله تشريعاً بمعنى: أن يجعله هو الشرع شرع مبدَّل بدل شرع منزَّل، هو يرى أن هذا الشرع المبدَّل أصلح للعالم من الشرع المنزَّل، فهذا كافر، ولا ينقسم فعله إلى ظلم وفسق وكفر، بل هو كفر محض، فهمتم؟
الحكَّام الآن الذين يقنِّنون للناس، قوانين يجب تمشون عليها بأنها أصلح لكم من ما سبق، هؤلاء كفار حتى وإن لم تنزل بهم نازلة واحدة من هذه القوانين فيحكمون بها فهم كفار. أو ما فهمتم؟
الطالب: ...؟
الشيخ : يعني: إنسان مثلاً رئيس دولة، وشرع نظام يعرف أن هذا النظام مخالف للشرع لكن يعتقد أنه أفضل من الشرع وأصلح للخلق، هو ما حكم به لكن سنَّه وقال للناس يحكمون به، نقول: هذا كافر كفراً مخرجاً عن الملة.
الطالب: يحل الخروج عليه.
الشيخ : يجب الخروج عليه، إلا إذا كان.. قد يكون متأول، قد يقول: لا، هذا ما يخالف الشرع، لأن مثلاً عندنا بعض العلماء -الله يهدينا وإياهم- يفتحون للحكَّام أبواباً حتى إنه مما يهون عليهم أن يقولوا: مسائل الدنيا ما للشرع فيها دخل، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: ( أنتم أعلم بشؤون دنياكم ) في مسائل ... فإنه يهون على الحكَّام، يقولون مثلاً: تجوز البنوك، لأن هذه من النظام الاقتصادي الحديث، ما للشرع فيه دخل. تجوز صناديق هذه التنميات ولا فيها شيء، لأن هذه من الأمور الاقتصادية التي يرجع فيها إلى ما يقتضيه العصر، ما للشرع فيها دخل.
غالب الحكَّام قد يجهلون هذا الأمر، فيظنون أن هذا صحيح فيلتبس عليهم، لكن إذا علمنا وفهَّمناهم وبيَّنا لهم الحق وقلنا ( أنتم أعلم بشؤون دنياكم ) فيما يتعلق بالعمل والصناعة، الصانع يعرف كيف يصنع القدر لكن قد لا يعرفه الرسول صلى الله عليه وسلم، الحرَّاث يعرف كيف يبذر ولكن الرسول قد لا يعلم ذلك، نعم. لكن أحكام شؤون دنيانا من الأعلم بها؟
الطالب: الله سبحانه وتعالى.
الشيخ : إيه. الشرع، ففرق بين الأفعال وبين الأحكام، أنا الآن مثلاً أعرف مثلاً أن هذا الشيء محرَّم من الصناعة أو من الزراعة أو ما أشبه ذلك، لكن هل أعرف كيف أصنعه؟ أعرف أن صناعة السيارات أنها من الأمور الطيبة المطلوبة لما فيها من المصلحة، لكن هل أعرف كيف أصنع سيارة؟
الطالب: ...
الشيخ : أقول للكافر المشرك المنكر الشيوعي الخبيث: أنت أعلم بشئون دنياك، صحيح وإلا لا؟ لكن ما هو بأعلم مني بحكم هذا الشيء. واضح؟ فقول الرسول: ( أنتم أعلم بشؤون دنياكم ) يعني: هل هذا التقليح ينفع أو لا ينفع؟ نعم. لأنكم مجرِّبين وفاهمين، لكن أنا أعطيكم حكم شرعي بأن كل ما كان صالحاً للخلق، فيه مصلحة للخلق فهو من الأمور المفروضة شرعاً، لأن أصل الشرائع ما نزلت إلا لإصلاح الخلق.
الطالب: ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في مسائل الطب
الشيخ : نعم.
الطالب: وايش هذا؟ لأنا لو قلنا: النبي صلى الله عليه وسلم ليس طبيبا ...
الشيخ : نعم. لكنه بالوحي يدرك هذا الشيء، لأنه هو إما أن يكون أدركه بالتجارب، فإذا أدركه بالتجارب وأخبر به علم وإن لم يكن قد أدركه، بالوحي، فمثلاً: ذكره أن الشفاء في ثلاث، العسل معروف: (( فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ))[النحل:69]، الكي والحجامة يحتمل عندي أنا وعند غيري أيضاً يحتمل أنه تلقى ذلك من الوحي ونحن لا نعلم بهذا، ويحتمل أنه علمه من التجارب، علمه من التجارب وثبت عنده ومع ذلك أيضاً ما دام الرسول صلى الله عليه وسلم أثبته، فإنا نثبته لأنه ثبت بقول الرسول وكذلك التجارب تشهد له.
الطالب: إذاً الأصل أن نتلقى عنه ولا نقول أن هذا ما هو من جانب النبي صلى الله عليه وسلم، إنما ثبت في مثل التلقيح.
الشيخ : لا، مثل التلقيح وغيره، ... مثلاً صناعة الأبواب والبنايات والأشياء هذه.. قد لا يعلمها الرسول عليه الصلاة والسلام، إن كان قد مارسها، ولهذا الرسول عليه الصلاة والسلام لو كان عنده في مكة، لو كان عنده نخل مارس هذا الشيء أو مارسه ... به، ما يدري عنه الرسول..
الطالب: إلا
الشيخ : يدري عنه، لأنه أتى إلى المدينة أول ما أتى قال: والله ما أظن هذا التلقيح ينفع شيئاً، حتى ما قال: لا تلقِّحون، لكن الصحابة لتعبهم من التلقيح ... فرحوا وقالوا: إذاً ما نلقِّح، اتركوا التلقيح.
الطالب: ... التلقيح هذا هل في مثال آخر ...
الشيخ : ما نعرف، لكن نحن نعرف الآن أن قول الرسول: ( أنتم أعلم بشؤون دنياكم ) في الأمور التي تحصل بالممارسة والرسول ما علم عنها.
الطالب: طيب. الطب يحصل بالممارسة.
الشيخ : يحصل بالممارسة، والرسول أخبر بأشياء تلقاها من الوحي، وأشياء ... من الوحي أو من التجارب وأخبر بها.
الطالب: إذاً الأشياء التي تثبت في الطب بالممارسة ما كان يخبر عنها.
الشيخ : ما كان ...
الطالب: يعني قد يكون النبي صلى الله عليه وسلم..
الشيخ : قد لا يكون علم بها.
الطالب: قد لا تكون ...
الشيخ : قد لا يكون علم بها وهي الآن نافعة. عندنا مثلاً إبر البنسلين ما كان الرسول يعرفها.
الطالب: لا، أنا أقصد الذي ذكرت، الأمور الطبية التي ذكرت.
الشيخ : إيه.
الطالب: يمكن بعضها بالممارسة مثلما ذكرت.
الشيخ : ما أخبر به الرسول قد يكون بالممارسة، وقد يكون بغير الممارسة، مثلاً: ( الكمأة من المن، وماؤه شفاء للعين ) هل هذا وحي أو لا؟
الطالب: الأصل أنه وحي.
الشيخ : نعم.
الطالب: الأصل أنه وحي.
الشيخ : هذه بالذات قد تكون وحياً، لأنها خفية.
الطالب: نعم.
الشيخ : لكن مسألة الحجامة ومسألة الكي هذا أمر معلوم، معروف عند الناس، فقد يغلِّب الإنسان أن الرسول علم ذلك بالتجارب، وقد يقول إنسان: هذا وحي من الله عز وجل أوحاه الله إليه.
الطالب: طيب. المعلوم بالتجارب قطعي النفع؟
الشيخ : نعم. إذا أخبر به الرسول، إذا حكم به الرسول، مع أن الرسول -لاحظ- يقول: (إن كان الشفاء في شيء ففي ثلاث) ما جزم بعد، ما جزم، لأنه قد لا يشفى الإنسان بهذه الثلاث.
الطالب: إذاً كلامه الأول ما هو عن تجارب، إذاً قوله ...
الشيخ : نعم، ما هو عن تجارب، ولهذا أخلف الأمر، لأن ما عنده وحي ولا تجارب عليه الصلاة والسلام.
الطالب: إذاً بس قاله رأي.
الشيخ : قاله رأي ... هو قال( أُرَى أن ذلك لا ينفع شيئاً ) لكن مثلما قلت لك: أن الصحابة لما سمعوا هذا الكلام فرحوا به، قالوا: إذاً كُفِينا المئونة، ما دام هذا ظن النبي صلى الله عليه وسلم وتركوه، وفسد النخل
الطالب: إنه بس قد يشكل على بعض الناس، يقول: كما أنه ليس مؤبر فليس أيضاً طبيب فيرد الأخبار التي وردت .
الشيخ : لا لا، لا.
الطالب: ...
الشيخ : لا، ما هو بصحيح هذا، النبي صلى الله عليه وسلم ما جزم، ما قال ليس فيه شيء، أو جزم أنه ما يفيد، ثم هذا أمر -الحمد لله- معلوم لكل مؤمن ويستطيع أن يدافع، يستطيع أن يدافع لمن أورد شبهة في هذا الأمر، فيقول ان الرسول ما جزم. والشيء الثاني: لو جزم النبي عليه الصلاة والسلام بهذا الأمر فإنما جزم به على سبيل الظن، والإنسان قد يجزم بالشيء على سبيل الظن، وقد أقر النبي عليه الصلاة والسلام من جزم.. بل من أقسم على سبيل الظن.
الطالب: يا شيخ.
الشيخ : نعم.
الطالب: ... عند الأطباء العصريين قد يعملون على ...
الشيخ : إي نعم.
الطالب: مثلاً ... هل يرد الحديث ... هل يرد الحديث بسبب ما ظهر من أنواع ...
الشيخ : نعم. نقول: هذا ما هو صحيح، أولاً: أنهم هم الآن يؤمنون ... لكن بس على ... تختلف الوسيلة الآن ... وما أشبه ذلك، نعم. هذه معروفة الآن ومستعملة ويؤمنون بها، نعم. وكما قال الرسول: ( ألا إن القوة الرمي ) ما هو بالرمي بالقوة الآن، الرمي بالآلات الموجودة، والكي أيضاً بالآلات الموجودة، ليس بلازم أن يكون ... وهم أيضاً الآن في بعض الأشياء يلجئون إلى الطب العربي، أنا أذكر أن ... دائماً يقول بأن المريض يتطبب طباً عربياً، إي نعم. ويُشفى بإذن الله.
الطالب: يعني ما ... ؟
الشيخ : إيه.
الطالب: يعني ...
الشيخ : ... الحقيقة قد ينكرون الوسيلة أو الآلة التي حصل بها الكي أو فعل البعض الذين يقومون بالحديد. فعل بعض ... هم ... أنا أذكر مثلاً بعض النساء يُؤتى بالطفل إليها ... في رأسه ثم ... كية وتجعل في ظهره كل خرزة من الظهر، من الظهر عليها خمسة ...
الطالب: ...
الشيخ : نعم.
الطالب: ...
الشيخ : فهم الأطباء مثل يعني يدرون بهذا الشيء وينكرونه لئلا يحصل مثل هذه الحالات، ... ما فيه لكن ... نعم. قلنا: أن الرسول عليه الصلاة والسلام لما ذكر هذه الأشياء..
الطالب: ما معنى هذه ...
الشيخ : هذه حتماً التي تنفع قد يكون يقوم مقامها ما هو أولى منها، نعم.
الطالب: نهى عن ...
الشيخ : إيه، بس ما هو معنى ... لأن هو نفسه كوى سعد بن معاذ رضي الله عنه. نعم.
الطالب: ...
الشيخ : هاه؟
الطالب: ...
الشيخ : ايش
الطالب: ...
الشيخ : لا لا، يُقرأ ... إذا كان لغير عذر يُعاقب الإنسان.
الطالب: إذا كان ...
الشيخ : طيب. محمد إسماعيل عنده حديث ...
الطالب: شفتها لهم، بس ما لقيت كلام ...
الشيخ : ممكن هذا، أنت ...
الطالب: ما يخالف، أجيبه الذي لقيت
الشيخ : جيب ...
الطالب: بس، يعني ...
الشيخ : إيه، إذا ما لقيت ويش نسوي، لا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
الطالب: لقيت ابن حبان والحاكم، الأسانيد.
الشيخ : إيه.
الطالب: بس، فتشت على كلام العلماء حوله ما لقيت إلا موافقة الذهبي للحاكم.
الشيخ : المهم بارك الله فيك! اكتب ... ما نبغي أكثر من هذا، طيب.
إذا أدرك الإمام بعد قراءة الفاتحة فهل تجب عليه ...
الطالب: ...
الشيخ : كلام شيخ الاسلام؟
الطالب: ...
الشيخ : ... درست ... المهذَّب شرح المهذَّب، لأن الشافعية يرون وجوب القراءة مطلقاً.
الطالب: بحثت
الشيخ : شرح المهذَّب بحثت؟
الطالب: لا بحثت في كتب الشافعية
الشيخ : لا لا، هو الكتاب الجامع لهم...
الشيخ : نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : لا، ما يصير مشركا.
الطالب: أن يعتقد هو نفسه ...
الشيخ : إيه، لا. يعتقد أنه سبب للنفع، أن النافع الله لكن هذا من أسباب النفع. إيه. لكن لو اعتقد أنه ينفع بنفسه وليس سبباً محضاً صار متخذاً مع الله إلهاً.
الطالب: يا شيخ! ... الشرك ... أكبر وإلا أصغر؟
الشيخ : لا، ... ما هي داخلة ...
الطالب: ...
الشيخ : في مسألة الأسباب هذه، ما ...
الطالب: ...
الشيخ : لا، هذا من جهة أخرى غير.. نحن الآن نتكلم عن الأسباب.
الطالب: نعم.
الشيخ : من جعل سبباً من المسبَّبات المعيَّنة بدون شرع ولا قدر فهو مشرك، وأما مسألة التشريع فالتشريع حكم بغير ما أنزل الله، أي إنسان يشرِّع ما لم يشرعه الله ويعتقد أنه ما شرعه الله وأنه أصلح من ما شرع الله، فهو كافر كفراً مخرجاً من الملة، سواءً حكم به أم لم يحكم، أم جعل الناس يحكمون به، ولهذا يجب أن نفرِّق بين من لم يحكم بما أنزل الله تشريعاً، وبين من لم يحكم بما أنزل الله فعلاً، الذي يحكم بغير ما أنزل الله فعلاً لا تشريعاً هذا قد يكفر وقد يفسق وقد يظلم، والذي يحكم بغير ما أنزل الله تشريعاً بمعنى: أن يجعله هو الشرع شرع مبدَّل بدل شرع منزَّل، هو يرى أن هذا الشرع المبدَّل أصلح للعالم من الشرع المنزَّل، فهذا كافر، ولا ينقسم فعله إلى ظلم وفسق وكفر، بل هو كفر محض، فهمتم؟
الحكَّام الآن الذين يقنِّنون للناس، قوانين يجب تمشون عليها بأنها أصلح لكم من ما سبق، هؤلاء كفار حتى وإن لم تنزل بهم نازلة واحدة من هذه القوانين فيحكمون بها فهم كفار. أو ما فهمتم؟
الطالب: ...؟
الشيخ : يعني: إنسان مثلاً رئيس دولة، وشرع نظام يعرف أن هذا النظام مخالف للشرع لكن يعتقد أنه أفضل من الشرع وأصلح للخلق، هو ما حكم به لكن سنَّه وقال للناس يحكمون به، نقول: هذا كافر كفراً مخرجاً عن الملة.
الطالب: يحل الخروج عليه.
الشيخ : يجب الخروج عليه، إلا إذا كان.. قد يكون متأول، قد يقول: لا، هذا ما يخالف الشرع، لأن مثلاً عندنا بعض العلماء -الله يهدينا وإياهم- يفتحون للحكَّام أبواباً حتى إنه مما يهون عليهم أن يقولوا: مسائل الدنيا ما للشرع فيها دخل، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: ( أنتم أعلم بشؤون دنياكم ) في مسائل ... فإنه يهون على الحكَّام، يقولون مثلاً: تجوز البنوك، لأن هذه من النظام الاقتصادي الحديث، ما للشرع فيه دخل. تجوز صناديق هذه التنميات ولا فيها شيء، لأن هذه من الأمور الاقتصادية التي يرجع فيها إلى ما يقتضيه العصر، ما للشرع فيها دخل.
غالب الحكَّام قد يجهلون هذا الأمر، فيظنون أن هذا صحيح فيلتبس عليهم، لكن إذا علمنا وفهَّمناهم وبيَّنا لهم الحق وقلنا ( أنتم أعلم بشؤون دنياكم ) فيما يتعلق بالعمل والصناعة، الصانع يعرف كيف يصنع القدر لكن قد لا يعرفه الرسول صلى الله عليه وسلم، الحرَّاث يعرف كيف يبذر ولكن الرسول قد لا يعلم ذلك، نعم. لكن أحكام شؤون دنيانا من الأعلم بها؟
الطالب: الله سبحانه وتعالى.
الشيخ : إيه. الشرع، ففرق بين الأفعال وبين الأحكام، أنا الآن مثلاً أعرف مثلاً أن هذا الشيء محرَّم من الصناعة أو من الزراعة أو ما أشبه ذلك، لكن هل أعرف كيف أصنعه؟ أعرف أن صناعة السيارات أنها من الأمور الطيبة المطلوبة لما فيها من المصلحة، لكن هل أعرف كيف أصنع سيارة؟
الطالب: ...
الشيخ : أقول للكافر المشرك المنكر الشيوعي الخبيث: أنت أعلم بشئون دنياك، صحيح وإلا لا؟ لكن ما هو بأعلم مني بحكم هذا الشيء. واضح؟ فقول الرسول: ( أنتم أعلم بشؤون دنياكم ) يعني: هل هذا التقليح ينفع أو لا ينفع؟ نعم. لأنكم مجرِّبين وفاهمين، لكن أنا أعطيكم حكم شرعي بأن كل ما كان صالحاً للخلق، فيه مصلحة للخلق فهو من الأمور المفروضة شرعاً، لأن أصل الشرائع ما نزلت إلا لإصلاح الخلق.
الطالب: ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في مسائل الطب
الشيخ : نعم.
الطالب: وايش هذا؟ لأنا لو قلنا: النبي صلى الله عليه وسلم ليس طبيبا ...
الشيخ : نعم. لكنه بالوحي يدرك هذا الشيء، لأنه هو إما أن يكون أدركه بالتجارب، فإذا أدركه بالتجارب وأخبر به علم وإن لم يكن قد أدركه، بالوحي، فمثلاً: ذكره أن الشفاء في ثلاث، العسل معروف: (( فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ))[النحل:69]، الكي والحجامة يحتمل عندي أنا وعند غيري أيضاً يحتمل أنه تلقى ذلك من الوحي ونحن لا نعلم بهذا، ويحتمل أنه علمه من التجارب، علمه من التجارب وثبت عنده ومع ذلك أيضاً ما دام الرسول صلى الله عليه وسلم أثبته، فإنا نثبته لأنه ثبت بقول الرسول وكذلك التجارب تشهد له.
الطالب: إذاً الأصل أن نتلقى عنه ولا نقول أن هذا ما هو من جانب النبي صلى الله عليه وسلم، إنما ثبت في مثل التلقيح.
الشيخ : لا، مثل التلقيح وغيره، ... مثلاً صناعة الأبواب والبنايات والأشياء هذه.. قد لا يعلمها الرسول عليه الصلاة والسلام، إن كان قد مارسها، ولهذا الرسول عليه الصلاة والسلام لو كان عنده في مكة، لو كان عنده نخل مارس هذا الشيء أو مارسه ... به، ما يدري عنه الرسول..
الطالب: إلا
الشيخ : يدري عنه، لأنه أتى إلى المدينة أول ما أتى قال: والله ما أظن هذا التلقيح ينفع شيئاً، حتى ما قال: لا تلقِّحون، لكن الصحابة لتعبهم من التلقيح ... فرحوا وقالوا: إذاً ما نلقِّح، اتركوا التلقيح.
الطالب: ... التلقيح هذا هل في مثال آخر ...
الشيخ : ما نعرف، لكن نحن نعرف الآن أن قول الرسول: ( أنتم أعلم بشؤون دنياكم ) في الأمور التي تحصل بالممارسة والرسول ما علم عنها.
الطالب: طيب. الطب يحصل بالممارسة.
الشيخ : يحصل بالممارسة، والرسول أخبر بأشياء تلقاها من الوحي، وأشياء ... من الوحي أو من التجارب وأخبر بها.
الطالب: إذاً الأشياء التي تثبت في الطب بالممارسة ما كان يخبر عنها.
الشيخ : ما كان ...
الطالب: يعني قد يكون النبي صلى الله عليه وسلم..
الشيخ : قد لا يكون علم بها.
الطالب: قد لا تكون ...
الشيخ : قد لا يكون علم بها وهي الآن نافعة. عندنا مثلاً إبر البنسلين ما كان الرسول يعرفها.
الطالب: لا، أنا أقصد الذي ذكرت، الأمور الطبية التي ذكرت.
الشيخ : إيه.
الطالب: يمكن بعضها بالممارسة مثلما ذكرت.
الشيخ : ما أخبر به الرسول قد يكون بالممارسة، وقد يكون بغير الممارسة، مثلاً: ( الكمأة من المن، وماؤه شفاء للعين ) هل هذا وحي أو لا؟
الطالب: الأصل أنه وحي.
الشيخ : نعم.
الطالب: الأصل أنه وحي.
الشيخ : هذه بالذات قد تكون وحياً، لأنها خفية.
الطالب: نعم.
الشيخ : لكن مسألة الحجامة ومسألة الكي هذا أمر معلوم، معروف عند الناس، فقد يغلِّب الإنسان أن الرسول علم ذلك بالتجارب، وقد يقول إنسان: هذا وحي من الله عز وجل أوحاه الله إليه.
الطالب: طيب. المعلوم بالتجارب قطعي النفع؟
الشيخ : نعم. إذا أخبر به الرسول، إذا حكم به الرسول، مع أن الرسول -لاحظ- يقول: (إن كان الشفاء في شيء ففي ثلاث) ما جزم بعد، ما جزم، لأنه قد لا يشفى الإنسان بهذه الثلاث.
الطالب: إذاً كلامه الأول ما هو عن تجارب، إذاً قوله ...
الشيخ : نعم، ما هو عن تجارب، ولهذا أخلف الأمر، لأن ما عنده وحي ولا تجارب عليه الصلاة والسلام.
الطالب: إذاً بس قاله رأي.
الشيخ : قاله رأي ... هو قال( أُرَى أن ذلك لا ينفع شيئاً ) لكن مثلما قلت لك: أن الصحابة لما سمعوا هذا الكلام فرحوا به، قالوا: إذاً كُفِينا المئونة، ما دام هذا ظن النبي صلى الله عليه وسلم وتركوه، وفسد النخل
الطالب: إنه بس قد يشكل على بعض الناس، يقول: كما أنه ليس مؤبر فليس أيضاً طبيب فيرد الأخبار التي وردت .
الشيخ : لا لا، لا.
الطالب: ...
الشيخ : لا، ما هو بصحيح هذا، النبي صلى الله عليه وسلم ما جزم، ما قال ليس فيه شيء، أو جزم أنه ما يفيد، ثم هذا أمر -الحمد لله- معلوم لكل مؤمن ويستطيع أن يدافع، يستطيع أن يدافع لمن أورد شبهة في هذا الأمر، فيقول ان الرسول ما جزم. والشيء الثاني: لو جزم النبي عليه الصلاة والسلام بهذا الأمر فإنما جزم به على سبيل الظن، والإنسان قد يجزم بالشيء على سبيل الظن، وقد أقر النبي عليه الصلاة والسلام من جزم.. بل من أقسم على سبيل الظن.
الطالب: يا شيخ.
الشيخ : نعم.
الطالب: ... عند الأطباء العصريين قد يعملون على ...
الشيخ : إي نعم.
الطالب: مثلاً ... هل يرد الحديث ... هل يرد الحديث بسبب ما ظهر من أنواع ...
الشيخ : نعم. نقول: هذا ما هو صحيح، أولاً: أنهم هم الآن يؤمنون ... لكن بس على ... تختلف الوسيلة الآن ... وما أشبه ذلك، نعم. هذه معروفة الآن ومستعملة ويؤمنون بها، نعم. وكما قال الرسول: ( ألا إن القوة الرمي ) ما هو بالرمي بالقوة الآن، الرمي بالآلات الموجودة، والكي أيضاً بالآلات الموجودة، ليس بلازم أن يكون ... وهم أيضاً الآن في بعض الأشياء يلجئون إلى الطب العربي، أنا أذكر أن ... دائماً يقول بأن المريض يتطبب طباً عربياً، إي نعم. ويُشفى بإذن الله.
الطالب: يعني ما ... ؟
الشيخ : إيه.
الطالب: يعني ...
الشيخ : ... الحقيقة قد ينكرون الوسيلة أو الآلة التي حصل بها الكي أو فعل البعض الذين يقومون بالحديد. فعل بعض ... هم ... أنا أذكر مثلاً بعض النساء يُؤتى بالطفل إليها ... في رأسه ثم ... كية وتجعل في ظهره كل خرزة من الظهر، من الظهر عليها خمسة ...
الطالب: ...
الشيخ : نعم.
الطالب: ...
الشيخ : فهم الأطباء مثل يعني يدرون بهذا الشيء وينكرونه لئلا يحصل مثل هذه الحالات، ... ما فيه لكن ... نعم. قلنا: أن الرسول عليه الصلاة والسلام لما ذكر هذه الأشياء..
الطالب: ما معنى هذه ...
الشيخ : هذه حتماً التي تنفع قد يكون يقوم مقامها ما هو أولى منها، نعم.
الطالب: نهى عن ...
الشيخ : إيه، بس ما هو معنى ... لأن هو نفسه كوى سعد بن معاذ رضي الله عنه. نعم.
الطالب: ...
الشيخ : هاه؟
الطالب: ...
الشيخ : ايش
الطالب: ...
الشيخ : لا لا، يُقرأ ... إذا كان لغير عذر يُعاقب الإنسان.
الطالب: إذا كان ...
الشيخ : طيب. محمد إسماعيل عنده حديث ...
الطالب: شفتها لهم، بس ما لقيت كلام ...
الشيخ : ممكن هذا، أنت ...
الطالب: ما يخالف، أجيبه الذي لقيت
الشيخ : جيب ...
الطالب: بس، يعني ...
الشيخ : إيه، إذا ما لقيت ويش نسوي، لا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
الطالب: لقيت ابن حبان والحاكم، الأسانيد.
الشيخ : إيه.
الطالب: بس، فتشت على كلام العلماء حوله ما لقيت إلا موافقة الذهبي للحاكم.
الشيخ : المهم بارك الله فيك! اكتب ... ما نبغي أكثر من هذا، طيب.
إذا أدرك الإمام بعد قراءة الفاتحة فهل تجب عليه ...
الطالب: ...
الشيخ : كلام شيخ الاسلام؟
الطالب: ...
الشيخ : ... درست ... المهذَّب شرح المهذَّب، لأن الشافعية يرون وجوب القراءة مطلقاً.
الطالب: بحثت
الشيخ : شرح المهذَّب بحثت؟
الطالب: لا بحثت في كتب الشافعية
الشيخ : لا لا، هو الكتاب الجامع لهم...
اضيفت في - 2007-08-13