تفسير سورة النمل-10b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
فوائد قوله تعالى : << و أنجينا الذين ءامنوا وكانوا يتقون >>
(( فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ))[النمل:52 - 53].
في هذا دليل على أن الإيمان والتقوى من أسباب النجاة، لأن قوله: (( وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا ))[النمل:53] حكمٌ معلّقٌ بوصف، والحكم إذا عُلِّق بوصف دل ذلك على علّية هذا الوصف وتأثيره في الحكم، فيكون فيه دليلٌ على أن الإيمان والتقوى وهي متضمنة للعمل الصالح من أسباب النجاة.
الفائدة الثانية: الحث على الإيمان والتقوى، لأن كل إنسان عاقل ينبغي له أن يضبط أسباب النجاة، فيكون في الإخبار عن نجاتهم الحث على السبب الذي به نجوا.
الفائدة الثالثة: بيان عدل الله سبحانه وتعالى حيث أهلك من يستحق الإهلاك، وأنجى من يستحق الإنجاء (( وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ))[النمل:53].
الفائدة الرابعة: أن صالحاً ومن معه كانوا مؤمنين متصفين بهذا الوصف.. بالإيمان والتقوى، لأنهم هم الذين أنجوا من هذه العقوبة
في هذا دليل على أن الإيمان والتقوى من أسباب النجاة، لأن قوله: (( وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا ))[النمل:53] حكمٌ معلّقٌ بوصف، والحكم إذا عُلِّق بوصف دل ذلك على علّية هذا الوصف وتأثيره في الحكم، فيكون فيه دليلٌ على أن الإيمان والتقوى وهي متضمنة للعمل الصالح من أسباب النجاة.
الفائدة الثانية: الحث على الإيمان والتقوى، لأن كل إنسان عاقل ينبغي له أن يضبط أسباب النجاة، فيكون في الإخبار عن نجاتهم الحث على السبب الذي به نجوا.
الفائدة الثالثة: بيان عدل الله سبحانه وتعالى حيث أهلك من يستحق الإهلاك، وأنجى من يستحق الإنجاء (( وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ))[النمل:53].
الفائدة الرابعة: أن صالحاً ومن معه كانوا مؤمنين متصفين بهذا الوصف.. بالإيمان والتقوى، لأنهم هم الذين أنجوا من هذه العقوبة
فوائد قوله تعالى : << ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون >>
(( وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ * أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ ))[النمل:54 - 55].
في هذا دليلٌ من الفوائد على أنه ينبغي ادراك الغرض الذي من أجله أُرسل الرسول، لأن الرسل كلهم كافة أُرسلوا لتوحيد الله، لكن بعضهم يبيّن مع الأمر بعبادة الله أنه أُرسل لهذا الغرض، ولوط هنا بيّن الله تعالى أنه أرسله لغرض انتشال قومه من هذه الفاحشة العظيمة (( وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ ))[النمل:54] مع أنه لا بد أنه قال لهم: اعبدوا الله ما لكم من إله غيره، لكن لما كانت هذه الفاحشة ظاهرةً فيهم بيّنها الله تبارك وتعالى
في هذا دليلٌ من الفوائد على أنه ينبغي ادراك الغرض الذي من أجله أُرسل الرسول، لأن الرسل كلهم كافة أُرسلوا لتوحيد الله، لكن بعضهم يبيّن مع الأمر بعبادة الله أنه أُرسل لهذا الغرض، ولوط هنا بيّن الله تعالى أنه أرسله لغرض انتشال قومه من هذه الفاحشة العظيمة (( وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ ))[النمل:54] مع أنه لا بد أنه قال لهم: اعبدوا الله ما لكم من إله غيره، لكن لما كانت هذه الفاحشة ظاهرةً فيهم بيّنها الله تبارك وتعالى
الأسئلة
الطالب: يعني: الرسل .... لماذا لم .... حتى يؤمنوا، بحيث لا يطالبوه بهذا الشيء حتى ....
الشيخ : هم مؤمنون، هم طالبوهم أولاً بالإيمان ثم بهذا، الكلام هنا فيما قصّ الله.
الطالب: لكن في الآيات كثيراً يقرنونها .....
الشيخ : قرن بالواو ما تدل على أنها للفورية .... التعقيب.
الطالب: لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خالف .....
الشيخ : لا حتى .... ما تدل على أنه خالفهم، وهو إما أن يكونوا مثلاً أخطأوا في هذه العملية مع تحقيق العبادة ويكون الأمر بعبادة الله من باب الأمر بالاستمرار عليها، أو أنهم يأمرونهم ثم بعد ذلك إذا استقر الإيمان في نفوسهم نهوهم عما هم عليه.
الشيخ : هم مؤمنون، هم طالبوهم أولاً بالإيمان ثم بهذا، الكلام هنا فيما قصّ الله.
الطالب: لكن في الآيات كثيراً يقرنونها .....
الشيخ : قرن بالواو ما تدل على أنها للفورية .... التعقيب.
الطالب: لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خالف .....
الشيخ : لا حتى .... ما تدل على أنه خالفهم، وهو إما أن يكونوا مثلاً أخطأوا في هذه العملية مع تحقيق العبادة ويكون الأمر بعبادة الله من باب الأمر بالاستمرار عليها، أو أنهم يأمرونهم ثم بعد ذلك إذا استقر الإيمان في نفوسهم نهوهم عما هم عليه.
تتمة الفوائد السابقة .
الفائدة الثانية: أن الرسل يُرسلون إلى قومهم لقوله: (( إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ ))[النمل:54] ولم يُبعث أحدٌ إلى عموم الناس إلا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
الفائدة الثالثة: بيان عظم اللواط وقبحه، وأنه في قمم الفواحش، لقوله: (( أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ ))[النمل:54].
رابعاً: بيان وجوب الإنكار على من أتى هذه الفاحشة، لقوله: (( أَتَأْتُونَ ))[النمل:54] لأن الهمزة هنا للاستفهام والتوبيخ.
ولا شك أنه يُنكر عليه، لكن بماذا يُعاقب؟ في شريعتنا يُعاقب بالقتل مطلقاً سواءً كان محصناً أم غير محصن، وهذا هو ما دل عليه الحديث الذي في السنن وصححه الحاكم وغيره من قول الرسول عليه الصلاة والسلام: ( من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به ) وهو الذي أجمع عليه الصحابة كما حكاه عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
لكنهم اختلفوا كيف يُقتل: هل يُقتل بالرجم، أو بإلقائه من شاهق وإتباعه بالحجارة، أو يُقتل بالسيف، أو يُقتل بالإحراق في النار؟ اختلفوا في هذا. المهم أنهم اتفقوا على قتله، وتكون الكيفية هنا راجعةٌ إلى الإمام، إذا رأى أقوى كيفية تردع عن هذا العمل الخبيث فإنه يسلكه.
وفيه دليل على أن الفواحش تقبُح بحسب ما يقترن بها، لقوله: (( وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ))[النمل:54] فإن هذه الفاحشة منكرة، ولكنها إذا كانت علناً وجهراً يبصر الناس بعضهم بعضاً فيها صارت أقبح وأعظم، ولهذا أتى بالجملة الحالية في قوله: (( وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ))[النمل:54]
الفائدة الثالثة: بيان عظم اللواط وقبحه، وأنه في قمم الفواحش، لقوله: (( أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ ))[النمل:54].
رابعاً: بيان وجوب الإنكار على من أتى هذه الفاحشة، لقوله: (( أَتَأْتُونَ ))[النمل:54] لأن الهمزة هنا للاستفهام والتوبيخ.
ولا شك أنه يُنكر عليه، لكن بماذا يُعاقب؟ في شريعتنا يُعاقب بالقتل مطلقاً سواءً كان محصناً أم غير محصن، وهذا هو ما دل عليه الحديث الذي في السنن وصححه الحاكم وغيره من قول الرسول عليه الصلاة والسلام: ( من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به ) وهو الذي أجمع عليه الصحابة كما حكاه عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
لكنهم اختلفوا كيف يُقتل: هل يُقتل بالرجم، أو بإلقائه من شاهق وإتباعه بالحجارة، أو يُقتل بالسيف، أو يُقتل بالإحراق في النار؟ اختلفوا في هذا. المهم أنهم اتفقوا على قتله، وتكون الكيفية هنا راجعةٌ إلى الإمام، إذا رأى أقوى كيفية تردع عن هذا العمل الخبيث فإنه يسلكه.
وفيه دليل على أن الفواحش تقبُح بحسب ما يقترن بها، لقوله: (( وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ))[النمل:54] فإن هذه الفاحشة منكرة، ولكنها إذا كانت علناً وجهراً يبصر الناس بعضهم بعضاً فيها صارت أقبح وأعظم، ولهذا أتى بالجملة الحالية في قوله: (( وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ))[النمل:54]
الأسئلة
الطالب: ....؟
الشيخ : ما هي ؟ لا. يجب قتله، ما لها حد في كيفية قتله.
الطالب: الكيفية يعني: ما يُحد، وإنما بحسب ....
الشيخ : بحسب ما يكون راجحاً نعم.
الطالب: الاحراق...؟
الشيخ : فعله أبو بكر رضي الله عنه، وفعله أيضاً هشام بن عبد الملك، وفعله عبد الله بن الزبير. وذكروه ...
الطالب: ولم يُنكر عليهم الصحابة في ذلك؟
الشيخ : ما أنكروا عليهم. فهذه الخمس فوائد.
الشيخ : ما هي ؟ لا. يجب قتله، ما لها حد في كيفية قتله.
الطالب: الكيفية يعني: ما يُحد، وإنما بحسب ....
الشيخ : بحسب ما يكون راجحاً نعم.
الطالب: الاحراق...؟
الشيخ : فعله أبو بكر رضي الله عنه، وفعله أيضاً هشام بن عبد الملك، وفعله عبد الله بن الزبير. وذكروه ...
الطالب: ولم يُنكر عليهم الصحابة في ذلك؟
الشيخ : ما أنكروا عليهم. فهذه الخمس فوائد.
فوائد قوله تعالى : << أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النسآء بل أنتم قوم تجهلون >>
ثم قال: (( أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ))[النمل:55].
في هذه الآية من الفوائد:
أولاً: قبح فعل هؤلاء، وهذا مع اللفظ الأول (( وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ))[النمل:54] يكون قُبح من وجهٍ آخر: وهو أنهم يأتون الرجال الذين ليس لهم حقٌ في إتيانهم، ويدعون النساء اللاتي خلقهن الله في ذلك (( لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ ))[النمل:55].
الفائدة الثانية: أن هذه الشهوة إنما تخطر عن جهل لا بمقتضى الطبيعة، وإنما هي عن سفهٍ في الإنسان، لقوله: (( بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ))[النمل:55]. كأنه قال: إتيانكم إياهم شهوة ليس له محل، ولكن الذي أوجد ذلك لكم أنكم قومٌ ذووا جهل أي: سفه (( بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ))[النمل:55].
الفائدة الثالثة: بيان ما عليه هؤلاء القوم من المظهر الاجتماعي الفاسد، لأنهم إذا كانوا يأتون الرجال ما بقي منهم رجل في الحقيقة، صاروا كلهم بمنزلة النساء، إلا أنهم إذا كبر الإنسان ارتفع عن أن يُفعل به وصار فاعلاً.
فهم في حال الشباب مفعولٌ بهم، وفي حال الكبر فاعلون، ولهذا يُعتبر هذا .... بالبصر من أخص الانحطاطات.
ورابعاً: أن هذه الفعلة من السفه العظيم، لقوله: (( بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ))[النمل:55] فأتى بالجملة الاسمية الدالة على الثبوت والاستمرار.
في هذه الآية من الفوائد:
أولاً: قبح فعل هؤلاء، وهذا مع اللفظ الأول (( وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ))[النمل:54] يكون قُبح من وجهٍ آخر: وهو أنهم يأتون الرجال الذين ليس لهم حقٌ في إتيانهم، ويدعون النساء اللاتي خلقهن الله في ذلك (( لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ ))[النمل:55].
الفائدة الثانية: أن هذه الشهوة إنما تخطر عن جهل لا بمقتضى الطبيعة، وإنما هي عن سفهٍ في الإنسان، لقوله: (( بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ))[النمل:55]. كأنه قال: إتيانكم إياهم شهوة ليس له محل، ولكن الذي أوجد ذلك لكم أنكم قومٌ ذووا جهل أي: سفه (( بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ))[النمل:55].
الفائدة الثالثة: بيان ما عليه هؤلاء القوم من المظهر الاجتماعي الفاسد، لأنهم إذا كانوا يأتون الرجال ما بقي منهم رجل في الحقيقة، صاروا كلهم بمنزلة النساء، إلا أنهم إذا كبر الإنسان ارتفع عن أن يُفعل به وصار فاعلاً.
فهم في حال الشباب مفعولٌ بهم، وفي حال الكبر فاعلون، ولهذا يُعتبر هذا .... بالبصر من أخص الانحطاطات.
ورابعاً: أن هذه الفعلة من السفه العظيم، لقوله: (( بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ))[النمل:55] فأتى بالجملة الاسمية الدالة على الثبوت والاستمرار.
الأسئلة .
الطالب: ...
الشيخ : عن شهوة بمقتضى الطبيعة.
الطالب: ما يشكل على هذا ....
الشيخ : كيف؟
الطالب: ما يرويه .... من بعض الأئمة.... خوفاً أنها .... أو خوفاً من أن تقع في أمة.
الشيخ : نعم. كما أن الزنا قبيح في الفعل، قد تدعو النفس إليه، فلا يمنع أن النفس الأمّارة بالسوء تدعو إلى ما يخالف مقتضى الطبيعة، ولهذا قال بعض العلماء: إنه ليس فيه حد ولا عقوبة، لأن النفس تنفر عنه بمقتضى الطبيعة، فهو كشرب البول، وأكل الغائط. ولكن هذا ليس بصحيح. صحيح أن بعض النفوس السافلة ....إليه.
الطالب: يعني الزنا بمقتضى الطبيعة مرغوب يعني.
الشيخ : نعم. الزنا محرّم بوصف لا بمقتضى الطبيعة لأنه زنا، ولهذا لو تزوجها حلّ له ذلك، أما هذا فهو محرم بمقتضى الشريعة والطبيعة، حتى النفس تنفر منه إلا نفساً مغلوباً عليها أمرها. ولهذا قال لهم: (( بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ))[النمل:55] ليس هذا شهوة طبيعية تمليها الطبيعة، وهو حقيقة يعني: كيف الإنسان .... ويستعملها بمحل الخبث والأنتان والأقذار، وربما يعلق به شيءٌ من ذلك ويدع المحل الطاهر الذي أباحه الله له.
الشيخ : عن شهوة بمقتضى الطبيعة.
الطالب: ما يشكل على هذا ....
الشيخ : كيف؟
الطالب: ما يرويه .... من بعض الأئمة.... خوفاً أنها .... أو خوفاً من أن تقع في أمة.
الشيخ : نعم. كما أن الزنا قبيح في الفعل، قد تدعو النفس إليه، فلا يمنع أن النفس الأمّارة بالسوء تدعو إلى ما يخالف مقتضى الطبيعة، ولهذا قال بعض العلماء: إنه ليس فيه حد ولا عقوبة، لأن النفس تنفر عنه بمقتضى الطبيعة، فهو كشرب البول، وأكل الغائط. ولكن هذا ليس بصحيح. صحيح أن بعض النفوس السافلة ....إليه.
الطالب: يعني الزنا بمقتضى الطبيعة مرغوب يعني.
الشيخ : نعم. الزنا محرّم بوصف لا بمقتضى الطبيعة لأنه زنا، ولهذا لو تزوجها حلّ له ذلك، أما هذا فهو محرم بمقتضى الشريعة والطبيعة، حتى النفس تنفر منه إلا نفساً مغلوباً عليها أمرها. ولهذا قال لهم: (( بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ))[النمل:55] ليس هذا شهوة طبيعية تمليها الطبيعة، وهو حقيقة يعني: كيف الإنسان .... ويستعملها بمحل الخبث والأنتان والأقذار، وربما يعلق به شيءٌ من ذلك ويدع المحل الطاهر الذي أباحه الله له.
قال الله تعالى : << فما كان جواب قومه إلآ أن قالوا أخرجوا ءال لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون >>
قال الله تعالى: (( فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ ))[النمل:56].
جوابَ خبر كان مقدّم، و(( أَنْ قَالُوا )) اسمها مؤخر.
وهذه الجملة للحصر، يعني: ما كان جواب قومه أن ينقادوا ولا أن يقفوا موقفاً سلبياً من دعوته، بحيث يتوقفون عن القبول وعن المعارضة، بل كان جواب قومه والعياذ بالله: اللجوء إلى القوة وإلى العنف (( إِلَّا أَنْ قَالُوا ))[النمل:56] أي: قال بعضهم لبعض.
(( أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ))[النمل:56] أخرجوا الفاعل يعود إلى أهل الحل والعقد في القرية.
وقوله: (( آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ))[النمل:56] أتوا بهذا التعبير إشارة إلى أن لوط ليس منكم، وإنما هو جرثومة طارئة حادثة على محل، فيجب أن ينزّه منه، لأن لوطاً كما هو معروف أُرسل إلى أهل سدوم وليس منهم، ولهذا قال: (( أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ )) يعني: الذين جاءوا ووفدوا إليكم وليسوا منكم (( مِنْ قَرْيَتِكُمْ ))[النمل:56] لم يقولوا من القرية، بل قالوا: من قريتكم، للإغراء بإخراجه.
إغراءً بإخراجه يعني كأنهم يقولون: هذه قريتكم وهذا رجل جاء جديداً عليها، ويريد أن يناقضكم وأن يقف ضدكم أخرجوه، القرية لكم ما هي له.
(( أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ))[النمل:56] وسيأتي إن شاء الله بيان الفائدة في هذا لأن بعض الناس إذا ضاق ذرعاً بالدعاة المصلحين يقولون: اطلع هذه ما هي ديرتكم، أو لا تتكلم في هذا المسجد ما هو مسجدك أو ما أشبه ذلك.
(( مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ))[النمل:56] الجملة تعليلٌ لما سبقها من حكم وهو: الأمر بالإخراج، أخرجوهم، لماذا؟ لأنهم أناسٌ يتطهرون من أدبار الرجال، فجعلوا علّة العقوبة ما هي من أسباب رفع العقوبة، فإن تطهرهم هذا حسن يقتضي المدح والثناء أي: الجميل على من تطهر منه، وهؤلاء جعلوه بالعكس، لأنهم والعياذ بالله إما زائغون.. يعرفون الحق ولم يعملوا به، وإما ضالّون.. يضلوا عن الحق وعمي عليهم نسأل الله العافية.
والغالب: أنهم زائغون، لأن هذا معروفٌ لدى البشر أن الطبيعة تنفر منه ولا أحد يقبله.
وقوله: (( إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ))[النمل:56] هل هم أرادوا الحقيقة وأن هذا الفعل خبيث وهؤلاء يريدون التطهر منه، أو أراد يتطهرون بزعمهم وأن هذا الفعل ليس نجساً لكن هؤلاء يريدون أن يتطهروا منه؟
الأقرب الأخير، لأنه هو مقتضى حالهم.. مقتضى حالهم أنهم رأوا هذا المنكر معروف، وهذه الفاحشة يسيرة فتمسكوا بها.وقولهم: (( إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ))[النمل:56] أناس نكرة، والمنكر غير معروف، وكل هذا لقصد التباعد منه والإغراء بإخراجهم.
جوابَ خبر كان مقدّم، و(( أَنْ قَالُوا )) اسمها مؤخر.
وهذه الجملة للحصر، يعني: ما كان جواب قومه أن ينقادوا ولا أن يقفوا موقفاً سلبياً من دعوته، بحيث يتوقفون عن القبول وعن المعارضة، بل كان جواب قومه والعياذ بالله: اللجوء إلى القوة وإلى العنف (( إِلَّا أَنْ قَالُوا ))[النمل:56] أي: قال بعضهم لبعض.
(( أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ))[النمل:56] أخرجوا الفاعل يعود إلى أهل الحل والعقد في القرية.
وقوله: (( آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ))[النمل:56] أتوا بهذا التعبير إشارة إلى أن لوط ليس منكم، وإنما هو جرثومة طارئة حادثة على محل، فيجب أن ينزّه منه، لأن لوطاً كما هو معروف أُرسل إلى أهل سدوم وليس منهم، ولهذا قال: (( أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ )) يعني: الذين جاءوا ووفدوا إليكم وليسوا منكم (( مِنْ قَرْيَتِكُمْ ))[النمل:56] لم يقولوا من القرية، بل قالوا: من قريتكم، للإغراء بإخراجه.
إغراءً بإخراجه يعني كأنهم يقولون: هذه قريتكم وهذا رجل جاء جديداً عليها، ويريد أن يناقضكم وأن يقف ضدكم أخرجوه، القرية لكم ما هي له.
(( أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ))[النمل:56] وسيأتي إن شاء الله بيان الفائدة في هذا لأن بعض الناس إذا ضاق ذرعاً بالدعاة المصلحين يقولون: اطلع هذه ما هي ديرتكم، أو لا تتكلم في هذا المسجد ما هو مسجدك أو ما أشبه ذلك.
(( مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ))[النمل:56] الجملة تعليلٌ لما سبقها من حكم وهو: الأمر بالإخراج، أخرجوهم، لماذا؟ لأنهم أناسٌ يتطهرون من أدبار الرجال، فجعلوا علّة العقوبة ما هي من أسباب رفع العقوبة، فإن تطهرهم هذا حسن يقتضي المدح والثناء أي: الجميل على من تطهر منه، وهؤلاء جعلوه بالعكس، لأنهم والعياذ بالله إما زائغون.. يعرفون الحق ولم يعملوا به، وإما ضالّون.. يضلوا عن الحق وعمي عليهم نسأل الله العافية.
والغالب: أنهم زائغون، لأن هذا معروفٌ لدى البشر أن الطبيعة تنفر منه ولا أحد يقبله.
وقوله: (( إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ))[النمل:56] هل هم أرادوا الحقيقة وأن هذا الفعل خبيث وهؤلاء يريدون التطهر منه، أو أراد يتطهرون بزعمهم وأن هذا الفعل ليس نجساً لكن هؤلاء يريدون أن يتطهروا منه؟
الأقرب الأخير، لأنه هو مقتضى حالهم.. مقتضى حالهم أنهم رأوا هذا المنكر معروف، وهذه الفاحشة يسيرة فتمسكوا بها.وقولهم: (( إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ))[النمل:56] أناس نكرة، والمنكر غير معروف، وكل هذا لقصد التباعد منه والإغراء بإخراجهم.
8 - قال الله تعالى : << فما كان جواب قومه إلآ أن قالوا أخرجوا ءال لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون >> أستمع حفظ
قال الله تعالى : << فأنجيناه و أهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين >>
قال الله عز وجل: (( فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ ))[النمل:57] لما عزموا على إخراجه أمره الله تعالى أن يخرج بأمر الله، فإن الملائكة أتت إليه وأمرته أن يسري بأهله إلا امرأته كانت من الغابرين.
فسرى بأمر الله، ولما بعُد عن القرية أهلك الله تعالى أهل القرية صباحاً (( إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ))[هود:81] فأرسل الله عليهم حجارة من سجّيل فجعل عاليها سافلها، ولهذا قال: (( فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ ))[النمل:57] الاستفهام متصل أو منقطع؟
الطالب:...منقطع
الشيخ :... اذن منقطع (( فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ ))[النمل:57].
وفي هذا دليل على أن المرأة من الأهل، لأن الإنسان يأهلها ويأوي إليها، وكذلك هي بالنسبة إليه. فالزوجة من أهل الإنسان كما أن أقاربه من أولاده وآبائه هم أيضاً من الأهل (( فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ ))[النمل:57] أي: كتبنا عليها وقدّرنا عليها، ولهذا قال: " جعلناها بتقديرنا من الغابرين الباقين في العذاب " الغابر بمعنى: الباقي. فالمعنى أنها هي بقيت ولم يسر بها، فكانت والعياذ بالله من الهالكين.
(( إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ ))[النمل:57] وهذا هو معنى قوله تعالى: (( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا ))[التحريم:10] فإن هذه الخيانة ليست خيانة فرج وعرض، وإنما هي خيانة كفر، لأنهما أظهرتا أنهما مؤمنتان وهما ليستا كذلك، فبهذا صارتا خائنتين.
قال: (( إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ ))[النمل:57]
فسرى بأمر الله، ولما بعُد عن القرية أهلك الله تعالى أهل القرية صباحاً (( إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ))[هود:81] فأرسل الله عليهم حجارة من سجّيل فجعل عاليها سافلها، ولهذا قال: (( فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ ))[النمل:57] الاستفهام متصل أو منقطع؟
الطالب:...منقطع
الشيخ :... اذن منقطع (( فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ ))[النمل:57].
وفي هذا دليل على أن المرأة من الأهل، لأن الإنسان يأهلها ويأوي إليها، وكذلك هي بالنسبة إليه. فالزوجة من أهل الإنسان كما أن أقاربه من أولاده وآبائه هم أيضاً من الأهل (( فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ ))[النمل:57] أي: كتبنا عليها وقدّرنا عليها، ولهذا قال: " جعلناها بتقديرنا من الغابرين الباقين في العذاب " الغابر بمعنى: الباقي. فالمعنى أنها هي بقيت ولم يسر بها، فكانت والعياذ بالله من الهالكين.
(( إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ ))[النمل:57] وهذا هو معنى قوله تعالى: (( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا ))[التحريم:10] فإن هذه الخيانة ليست خيانة فرج وعرض، وإنما هي خيانة كفر، لأنهما أظهرتا أنهما مؤمنتان وهما ليستا كذلك، فبهذا صارتا خائنتين.
قال: (( إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ ))[النمل:57]
قال الله تعالى : << وأمطرنا عليهم مطرا فسآء مطر المنذرين >>
" (( وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا )) وهو حجارة السجّيل فأهلكتهم (( فَسَاءَ )) بئس (( مَطَرُ الْمُنذَرِينَ ))[النمل:58] بالعذاب مطرهم ".
(( وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا ))[النمل:58] في هذا دليل على أن المطر ليس خاصاً بالماء، بل كل ما حصب به الإنسان من فوق يسمى مطراً، ولهذا قال: (( وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا ))[النمل:58] والمطر الذي أصابهم ما قاله المؤلف: " حجارة السجّيل " كما قال الله تعالى في آية أخرى ثانية: (( وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ ))[هود:82].
هذه الحجارة أهلكتهم، وجعلت عالي القرية سافلها،... بمعنى أنها تهدمت عليهم حتى صار عاليها سافلها، لأنه إذا انهدم البناء صار أعلاه أسفله، هذا هو الظاهر. وأما ما روي من أن جبريل حملهم من تحتهم الأرض السفلى وأنه صعد بهم حتى سمع أهل السماء نباح كلابهم ونهيق حميرهم، ثم قلبها. فإن هذا لا دليل عليه لا من كتاب الله ولا من سنة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فالأقرب أن هذه الحجارة لما أصابت قريتهم صار عاليها سافلها، انهدم البناء فصار أعلاه أسفله.
" (( فَسَاءَ )) بئس ".
إذاً: ساء فعل ماضٍ مجردٌ عن الزمن، وإنما هو لإنشاء الذم، مثل: حسُن في بعض الأحيان.. (( وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا ))[النساء:69] هذا فعلٌ لإنشاء المدح، (( فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ ))[النمل:58] هذا أيضاً فعلٌ لإنشاء الذم.
قال: " (( مَطَرُ الْمُنذَرِينَ ))[النمل:58] بالعذاب مطرهم ".
لماذا قال: مطرهم؟ لأن ساء مثل بئس، تبغي فاعل وتبغي مبتدأ. المخصوص بالذم هو المبتدأ محذوف.
فإذاً نقول في إعرابها: ساء فعلٌ ماضٍ، ومطر فاعل وهو مضاف إلى المنذرين، والمخصوص بالذم محذوف تقديره: مطرهم. (( فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ ))[النمل:58] أي: مطرهم.
وهذا المخصوص أحياناً يتقدم وأحياناً يأتي بدله اسم منصوب يجعل تمييزاً يكون بدل هذا المخصوص
(( وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا ))[النمل:58] في هذا دليل على أن المطر ليس خاصاً بالماء، بل كل ما حصب به الإنسان من فوق يسمى مطراً، ولهذا قال: (( وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا ))[النمل:58] والمطر الذي أصابهم ما قاله المؤلف: " حجارة السجّيل " كما قال الله تعالى في آية أخرى ثانية: (( وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ ))[هود:82].
هذه الحجارة أهلكتهم، وجعلت عالي القرية سافلها،... بمعنى أنها تهدمت عليهم حتى صار عاليها سافلها، لأنه إذا انهدم البناء صار أعلاه أسفله، هذا هو الظاهر. وأما ما روي من أن جبريل حملهم من تحتهم الأرض السفلى وأنه صعد بهم حتى سمع أهل السماء نباح كلابهم ونهيق حميرهم، ثم قلبها. فإن هذا لا دليل عليه لا من كتاب الله ولا من سنة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فالأقرب أن هذه الحجارة لما أصابت قريتهم صار عاليها سافلها، انهدم البناء فصار أعلاه أسفله.
" (( فَسَاءَ )) بئس ".
إذاً: ساء فعل ماضٍ مجردٌ عن الزمن، وإنما هو لإنشاء الذم، مثل: حسُن في بعض الأحيان.. (( وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا ))[النساء:69] هذا فعلٌ لإنشاء المدح، (( فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ ))[النمل:58] هذا أيضاً فعلٌ لإنشاء الذم.
قال: " (( مَطَرُ الْمُنذَرِينَ ))[النمل:58] بالعذاب مطرهم ".
لماذا قال: مطرهم؟ لأن ساء مثل بئس، تبغي فاعل وتبغي مبتدأ. المخصوص بالذم هو المبتدأ محذوف.
فإذاً نقول في إعرابها: ساء فعلٌ ماضٍ، ومطر فاعل وهو مضاف إلى المنذرين، والمخصوص بالذم محذوف تقديره: مطرهم. (( فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ ))[النمل:58] أي: مطرهم.
وهذا المخصوص أحياناً يتقدم وأحياناً يأتي بدله اسم منصوب يجعل تمييزاً يكون بدل هذا المخصوص
الأسئلة
الطالب: الجمع بين قوله تعالى: (( فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ ))[الحجر:73]، وقوله في سورة هود: (( إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ))[هود:81] معنى الصبح يعني طلوع الفجر كما ذكر ابن القيم، والإصباح ....؟
الشيخ : لا. الصبح يشمل أول النهار من طلوع الفجر الظاهر إلى الضحى، يسمى ضحى ويسمى صبحاً. فلا ينافي.
الطالب: ... ما بين نجاة لوطٍ وأهله وهلاكهم إلا من السحر إلى طلوع الفجر.
الشيخ : نعم. .....
الطالب: كأنه يعني أحسن من موعدهم الصبح.
الشيخ : ما يخالف، موعدهم الصبح.. الصبح قلنا يشمل أول النهار أيضاً.
الطالب: يعني ما له وجهان .....
الشيخ : خلنا ندخل الآن في تلك الأخيرة (( فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ ))[الحجر:73] أو مصبحين، .....طيب ما يخالف.
الطالب: قوله تعالى: (( فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ ))[هود:81].
الشيخ : ... من الإصباح، وراء العذاب استمر بهم إلى الإصباح ...
الشيخ : لا. الصبح يشمل أول النهار من طلوع الفجر الظاهر إلى الضحى، يسمى ضحى ويسمى صبحاً. فلا ينافي.
الطالب: ... ما بين نجاة لوطٍ وأهله وهلاكهم إلا من السحر إلى طلوع الفجر.
الشيخ : نعم. .....
الطالب: كأنه يعني أحسن من موعدهم الصبح.
الشيخ : ما يخالف، موعدهم الصبح.. الصبح قلنا يشمل أول النهار أيضاً.
الطالب: يعني ما له وجهان .....
الشيخ : خلنا ندخل الآن في تلك الأخيرة (( فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ ))[الحجر:73] أو مصبحين، .....طيب ما يخالف.
الطالب: قوله تعالى: (( فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ ))[هود:81].
الشيخ : ... من الإصباح، وراء العذاب استمر بهم إلى الإصباح ...
قال الله تعالى : << قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى ءآلله خير أما يشركون >>
ثم قال: (( قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ))[النمل:59]. " قل يا محمد: الحمد لله على هلاك الكفار من الأمم الخالية ".
(( قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ))[النمل:59] الأمر للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو لكل من يمكن أن يوجه إليه من العقلاء.
وقوله: (( الْحَمْدُ لِلَّهِ ))[النمل:59] أطلق هنا ما يُحمد عليه، فهو أعم مما قاله المؤلف، وإن كان السياق يقتضي ما قاله المؤلف لكنه يجب أن يؤخذ بالعموم، ويكون من جملة ما يُحمد عليه إهلاك الكفار.
لأنه جارٍ على عدله، جاءه بأخذ هؤلاء وعلى فضله بالأنبياء والمؤمنين، حيث أخذ أعداءهم.
ولكنا نقول: الحمد لله. هذا عام يُحمد على كامل أوصافه، وعلى أحاسن أفعاله، فأفعاله كلها حسنى وصفاته كلها كاملة، فيُحمد على هذا وعلى هذا، ويكون إهلاك كفار الأمم من جملة ما يُحمد عليه، وهذا هو السر في أن الله تعالى لم يقل: قل الحمد لله على هذا. بل قال: (( قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ))[النمل:59] ليكون الله تبارك وتعالى محموداً على كل حال. ومن جملة ما يُحمد عليه: إهلاك المكذبين للرسل.
" (( وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى )) هم " هذا المفعول قدّره المؤلف.
(( وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى ))[النمل:59] هل هو داخلٌ في ضمن المقول يعني: قل الحمد لله، وقل: سلامٌ على عباده الذين اصطفى. فيكون الإنسان مأموراً بحمد الله وبالدعاء لعباد الله الذين اصطفاهم بقوله: (( وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى ))[النمل:59]، أو هي جملة مستقلة خبرٌ من الله سبحانه وتعالى في أنه كلّم من اصطفاه وأنجاه؟
فيه احتمال للأمرين، لكن أيهما أقرب إلى السياق؟
الطالب: يقال بحمد الله والسلامٌ، الجميع. يقال: الحمد لله على إهلاك الكفار، ....
الشيخ : والله فيها احتمال، ما يترجح عندي أحد الاحتمالين، لأن لكل منهما وجه، فالإنسان مأمورٌ أن يحمد الله ومأمورٌ بأن يسلّم على عباد الله.
وكذلك أيضاً الله تبارك وتعالى محمود على كمال صفاته، ثم إخباره بأنه سلّم هؤلاء، هذا أيضاً مما يُحمد عليه، لأن زوال النقم كجلب النعم.
ويكون في هذا فائدة وهو أن العباد الذين اصطفاهم الله قد أحل عليهم السلام، فلا ينالهم ما نال هؤلاء الكفار، ويكون الله تعالى محموداً على الأمرين: على إهلاك الكفار، وعلى تسليم عباده الذين اصطفى.
وقوله: (( الَّذِينَ اصْطَفَى )) بمعنى: اختارهم. والله تبارك وتعالى يخلق ما يشاء ويختار، يختار ما يخلق ويصطفيه.
فمن جملة ما اختار من بني آدم: اختار الأنبياء، كما قال الله تعالى: (( وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ ))[ص:47]، واختار أيضاً المؤمنين فإن المؤمنين بالنسبة للكفار مصطفون، والأنبياء أخص في التقوى.
والاصطفاء كغيره من الصفات التي تكون متفاوتة بحسب ما قام به العبد من أسباب الاصطفاء، فكلما كان الإنسان أقوم بعبادة الله وأشد تعظيماً لله سبحانه وتعالى كان أشد اصطفاءً.
" (( آللَّهُ ))[النمل:59] بتحقيق الهمزتين أألله وإبدال الثانية ألفاً -آلله-، وتسهيلها -االله-، وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه ".
الطالب: ....
الشيخ : تحقيق همزتين، إبدال الثانية ألف هذه الثنتين واضحة.
الطالب: ويش هي الأولى؟
الشيخ : تحقيق الهمزتين أألله، إبدال الثانية ألفاً هي قراءتنا المعروفة آلله.
التسهيل فيه صفتان يدخل بينهما ألف -بين الهمزة والمسهّلة- ويترك، فتكون القراءات الآن أربع.
الطالب: يعني الأولى بتحقيق الهمزتين، لكن القراءة الرابعة تسهيل الهمزة الثانية بدون مد.
الشيخ : القراءة الثالثة تسهيل الهمزة الثانية لكن فيها ألف أو بدون ألف.فصارت القراءات أربع الآن.
ثم قال: " (( آللَّهُ خَيْرٌ )) لمن يعبده (( أَمَّا يُشْرِكُونَ ))[النمل:59] بالتاء والياء أي: أهل مكة به الآلهة خير لعابديها ".
قوله: (( آللَّهُ خَيْرٌ )) خصّه المؤلف بخيريته لمن يعبده، والصواب أنها خيرية مطلقة لمن يعبده وهذا يقتضي الإحسان، ولكماله وهذا يقتضي الجلال والعظمة.
فهنا ما نقول: الله خيرٌ لمن يعبده فقط، بل آلله خيرٌ في كل صفاته وفي إحسانه وعطائه، لأن الآية مطلقة فيجب إطلاقها. وإطلاقها أكمل من تقييدها، لأنه مثلاً قد يكون هذا خيراً لمن يتعامل معه، لكنه ليس فيه خيرية مطلقة.
.... هذا الرجل يتعامل مع شخص، وإذا عامله أعطاه فوق ما يستحق، لكنه في صفاته الأخرى رديء، وهي في آخر جيد وخيّر في صفاته الأخرى لكن إذا تعامل معه هذا الرجل ربما لا يعطيه ما يستحق، فيكون الأول خيراً له من الثاني، ومع ذلك فهو ناقص.
فقول المؤلف: " خيرٌ لمن يعبده " هذا فيه نظر.
أولاً: أنه تقييد للمطلق بلا دليل.
الثاني: أن هذا التقييد لا يقتضي الأفضلية، ولذلك يجب أن يقال: آلله خيرٌ في كل شيء، في صفاته وفي ثوابه وجزائه لمن يعبده.
(( أَمَّا يُشْرِكُونَ ))[النمل:59] يعني: أم الذي يشركونه مع الله من الأصنام وغيرها. والجواب؟ بل الله خيرٌ، ولهذا ينبغي لك إذا قرأت مثل هذا أن تقول: بل الله.
وهذه المعادلة لا تقتضي المقاربة أو المماثلة فإنه قد يفاضل بين الشيئين مع خلو الطرف الثاني منهما. قال الله تعالى: (( أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ))[الفرقان:24] مع أنه ليس فيه مستقر النار خير وليس فيها حسن مقيل، بل إنهم يفضّلون بين أمرين متعاكسين فيقال مثلاً: الشتاء أشد من الصيف، أو يقولون أبلغ من هذا: الشتاء أبرد من القيظ، مع أن القيظ ليس فيه برودة.
فالحاصل: أن هذا ما يقتضي المماثلة أو المساواة، ولكن هل يقتضي النقص؟ نقول: نعم. يقتضي النقص لأنه يوهم المشاركة إلا في مقام التنزُّل.. في مقام التنزُّل فلا يقتضي النقص.
يقول الشاعر:
ألم تر أن السيف ينقص قدره
إذا قيل إن السيف أمضى من العصا
لكن عند التنزُّل لا يدل على النقص، فهذه الأصنام التي يُشرك بها مع الله يريد منها عابدوها أن تنفعهم في جلب النفع أو دفع الضرر.
فنقول لهم: أيهما الأصنام في الخير أم الله؟ من باب التنزُّل مع الخصم، لأن هؤلاء يدّعون أن فيها خيراً بآلهتهم، فيقال لهم: (( آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ ))[النمل:59] يعني: على زعمكم وإن كان ليس فيها خيرٌ إطلاقاً.
وقوله: (( أَمَّا يُشْرِكُونَ ))[النمل:59] أم هذه متصلة أو منقطعة؟
الطالب: متصلة.
الشيخ : متصلة،... ما الفرق بين المتصلة والمنقطعة حتى نحكم عليها؟
الطالب: المنقطعة بمعنى .....
الشيخ : المتصلة معناه: أن تكون بين متعادلين، وأما المنقطعة فتكون بين متباينين. هذا الفرق.
يعني: الثاني منقطع عن الأول وهذاك متصلٌ به، فإذا صارت بين المتعادلين فإنها ثم متصلة.
وأيضاً فرقٌ آخر لفظي: أن المتصلة يسبقها همزة الاستفهام أزيدٌ قائمٌ أم عمروٌ؟ فيُذكر فيها المعادل وتسبقها همزة تحقيقاً أو تقديراً.
وأما المنقطعة فلا تُذكر بين متعادلين ولا يلزم منها، بل ولا يكون قبلها همزة. بلغ
هذه الآن قبلها الهمزة آلله خير، وهي أيضاً بين متعادلين (( آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ ))[النمل:59]
(( قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ))[النمل:59] الأمر للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو لكل من يمكن أن يوجه إليه من العقلاء.
وقوله: (( الْحَمْدُ لِلَّهِ ))[النمل:59] أطلق هنا ما يُحمد عليه، فهو أعم مما قاله المؤلف، وإن كان السياق يقتضي ما قاله المؤلف لكنه يجب أن يؤخذ بالعموم، ويكون من جملة ما يُحمد عليه إهلاك الكفار.
لأنه جارٍ على عدله، جاءه بأخذ هؤلاء وعلى فضله بالأنبياء والمؤمنين، حيث أخذ أعداءهم.
ولكنا نقول: الحمد لله. هذا عام يُحمد على كامل أوصافه، وعلى أحاسن أفعاله، فأفعاله كلها حسنى وصفاته كلها كاملة، فيُحمد على هذا وعلى هذا، ويكون إهلاك كفار الأمم من جملة ما يُحمد عليه، وهذا هو السر في أن الله تعالى لم يقل: قل الحمد لله على هذا. بل قال: (( قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ))[النمل:59] ليكون الله تبارك وتعالى محموداً على كل حال. ومن جملة ما يُحمد عليه: إهلاك المكذبين للرسل.
" (( وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى )) هم " هذا المفعول قدّره المؤلف.
(( وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى ))[النمل:59] هل هو داخلٌ في ضمن المقول يعني: قل الحمد لله، وقل: سلامٌ على عباده الذين اصطفى. فيكون الإنسان مأموراً بحمد الله وبالدعاء لعباد الله الذين اصطفاهم بقوله: (( وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى ))[النمل:59]، أو هي جملة مستقلة خبرٌ من الله سبحانه وتعالى في أنه كلّم من اصطفاه وأنجاه؟
فيه احتمال للأمرين، لكن أيهما أقرب إلى السياق؟
الطالب: يقال بحمد الله والسلامٌ، الجميع. يقال: الحمد لله على إهلاك الكفار، ....
الشيخ : والله فيها احتمال، ما يترجح عندي أحد الاحتمالين، لأن لكل منهما وجه، فالإنسان مأمورٌ أن يحمد الله ومأمورٌ بأن يسلّم على عباد الله.
وكذلك أيضاً الله تبارك وتعالى محمود على كمال صفاته، ثم إخباره بأنه سلّم هؤلاء، هذا أيضاً مما يُحمد عليه، لأن زوال النقم كجلب النعم.
ويكون في هذا فائدة وهو أن العباد الذين اصطفاهم الله قد أحل عليهم السلام، فلا ينالهم ما نال هؤلاء الكفار، ويكون الله تعالى محموداً على الأمرين: على إهلاك الكفار، وعلى تسليم عباده الذين اصطفى.
وقوله: (( الَّذِينَ اصْطَفَى )) بمعنى: اختارهم. والله تبارك وتعالى يخلق ما يشاء ويختار، يختار ما يخلق ويصطفيه.
فمن جملة ما اختار من بني آدم: اختار الأنبياء، كما قال الله تعالى: (( وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ ))[ص:47]، واختار أيضاً المؤمنين فإن المؤمنين بالنسبة للكفار مصطفون، والأنبياء أخص في التقوى.
والاصطفاء كغيره من الصفات التي تكون متفاوتة بحسب ما قام به العبد من أسباب الاصطفاء، فكلما كان الإنسان أقوم بعبادة الله وأشد تعظيماً لله سبحانه وتعالى كان أشد اصطفاءً.
" (( آللَّهُ ))[النمل:59] بتحقيق الهمزتين أألله وإبدال الثانية ألفاً -آلله-، وتسهيلها -االله-، وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه ".
الطالب: ....
الشيخ : تحقيق همزتين، إبدال الثانية ألف هذه الثنتين واضحة.
الطالب: ويش هي الأولى؟
الشيخ : تحقيق الهمزتين أألله، إبدال الثانية ألفاً هي قراءتنا المعروفة آلله.
التسهيل فيه صفتان يدخل بينهما ألف -بين الهمزة والمسهّلة- ويترك، فتكون القراءات الآن أربع.
الطالب: يعني الأولى بتحقيق الهمزتين، لكن القراءة الرابعة تسهيل الهمزة الثانية بدون مد.
الشيخ : القراءة الثالثة تسهيل الهمزة الثانية لكن فيها ألف أو بدون ألف.فصارت القراءات أربع الآن.
ثم قال: " (( آللَّهُ خَيْرٌ )) لمن يعبده (( أَمَّا يُشْرِكُونَ ))[النمل:59] بالتاء والياء أي: أهل مكة به الآلهة خير لعابديها ".
قوله: (( آللَّهُ خَيْرٌ )) خصّه المؤلف بخيريته لمن يعبده، والصواب أنها خيرية مطلقة لمن يعبده وهذا يقتضي الإحسان، ولكماله وهذا يقتضي الجلال والعظمة.
فهنا ما نقول: الله خيرٌ لمن يعبده فقط، بل آلله خيرٌ في كل صفاته وفي إحسانه وعطائه، لأن الآية مطلقة فيجب إطلاقها. وإطلاقها أكمل من تقييدها، لأنه مثلاً قد يكون هذا خيراً لمن يتعامل معه، لكنه ليس فيه خيرية مطلقة.
.... هذا الرجل يتعامل مع شخص، وإذا عامله أعطاه فوق ما يستحق، لكنه في صفاته الأخرى رديء، وهي في آخر جيد وخيّر في صفاته الأخرى لكن إذا تعامل معه هذا الرجل ربما لا يعطيه ما يستحق، فيكون الأول خيراً له من الثاني، ومع ذلك فهو ناقص.
فقول المؤلف: " خيرٌ لمن يعبده " هذا فيه نظر.
أولاً: أنه تقييد للمطلق بلا دليل.
الثاني: أن هذا التقييد لا يقتضي الأفضلية، ولذلك يجب أن يقال: آلله خيرٌ في كل شيء، في صفاته وفي ثوابه وجزائه لمن يعبده.
(( أَمَّا يُشْرِكُونَ ))[النمل:59] يعني: أم الذي يشركونه مع الله من الأصنام وغيرها. والجواب؟ بل الله خيرٌ، ولهذا ينبغي لك إذا قرأت مثل هذا أن تقول: بل الله.
وهذه المعادلة لا تقتضي المقاربة أو المماثلة فإنه قد يفاضل بين الشيئين مع خلو الطرف الثاني منهما. قال الله تعالى: (( أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ))[الفرقان:24] مع أنه ليس فيه مستقر النار خير وليس فيها حسن مقيل، بل إنهم يفضّلون بين أمرين متعاكسين فيقال مثلاً: الشتاء أشد من الصيف، أو يقولون أبلغ من هذا: الشتاء أبرد من القيظ، مع أن القيظ ليس فيه برودة.
فالحاصل: أن هذا ما يقتضي المماثلة أو المساواة، ولكن هل يقتضي النقص؟ نقول: نعم. يقتضي النقص لأنه يوهم المشاركة إلا في مقام التنزُّل.. في مقام التنزُّل فلا يقتضي النقص.
يقول الشاعر:
ألم تر أن السيف ينقص قدره
إذا قيل إن السيف أمضى من العصا
لكن عند التنزُّل لا يدل على النقص، فهذه الأصنام التي يُشرك بها مع الله يريد منها عابدوها أن تنفعهم في جلب النفع أو دفع الضرر.
فنقول لهم: أيهما الأصنام في الخير أم الله؟ من باب التنزُّل مع الخصم، لأن هؤلاء يدّعون أن فيها خيراً بآلهتهم، فيقال لهم: (( آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ ))[النمل:59] يعني: على زعمكم وإن كان ليس فيها خيرٌ إطلاقاً.
وقوله: (( أَمَّا يُشْرِكُونَ ))[النمل:59] أم هذه متصلة أو منقطعة؟
الطالب: متصلة.
الشيخ : متصلة،... ما الفرق بين المتصلة والمنقطعة حتى نحكم عليها؟
الطالب: المنقطعة بمعنى .....
الشيخ : المتصلة معناه: أن تكون بين متعادلين، وأما المنقطعة فتكون بين متباينين. هذا الفرق.
يعني: الثاني منقطع عن الأول وهذاك متصلٌ به، فإذا صارت بين المتعادلين فإنها ثم متصلة.
وأيضاً فرقٌ آخر لفظي: أن المتصلة يسبقها همزة الاستفهام أزيدٌ قائمٌ أم عمروٌ؟ فيُذكر فيها المعادل وتسبقها همزة تحقيقاً أو تقديراً.
وأما المنقطعة فلا تُذكر بين متعادلين ولا يلزم منها، بل ولا يكون قبلها همزة. بلغ
هذه الآن قبلها الهمزة آلله خير، وهي أيضاً بين متعادلين (( آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ ))[النمل:59]
قال الله تعالى : << أمن خلق السموات والأرض و أنزل من السمآء مآء فأنبتنا به حدآئق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أءله مع الله بل هم قوم يعدلون >>
بالتاء والياء يعني: أمّا تشركون، أو أما يشركون. قال المؤلف: " بالتاء والياء أي: أهل مكة به ".
بعد ؟
الطالب:...
الشيخ : " آلالهة خيرٌ لعابديها (( أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ ))[النمل:60] ".قدر المؤلف .... قدّرها مرة ثانية.
الطالب: الآلهة.
الشيخ : لا. الممدودة آلالهة.
الطالب: وافق تحقيق .....
الشيخ : " آلالهة خيرٌ لعابديها (( أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا )) فيه التفات من الغيبة إلى التكلم (( بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ )) حسن (( مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا )) لعدم قدرتكم عليه (( أَأِلَهٌ مَعَ اللَّهِ ... ))[النمل:60] " إلى آخره.
قول المؤلف: آلالهة خيرٌ أم الله واضح، وعلى هذا فتكون أم أيضاً متصلة (( أَمَّنْ خَلَقَ ))[النمل:60].
وخلق بمعنى أوجد بتقدير، لأن الخلق لا بد أن يسبقه تقدير، والإيجاد أعم منه، قد يوجد الإنسان الشيء بلا تقدير، ولكن الخلق لا بد فيه من تقدير.
(( أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ))[النمل:60] بعضهم يقول: السماوات ليست مفعولاً بها، وإنما يقال: مفعولاً مطلقاً وليست مفعولاً بها، لأن المفعول به يقتضي أن يكون ما وقع عليه الفعل سابقاً على الفعل.
وهنا السماوات ليست سابقة على خلقه، وعلى هذا فقل: إنها مفعول ولا تقل به، لكن هذا في الحقيقة من الفلسفة التي ليس لها معنى.
لأن خلق: أوجد السماوات، فالمفعول به أو الفعل واقعٌ على الإيجاد وإن كانت السماوات قبل الإيجاد ليست موجودة، هم يقولون: المفعول به أنه لا بد يكون سابق على الفعل.
ضربت زيداً.. زيد سابق على الضرب، أكلت الطعام.. الطعام سابق على الأكل، صنعت الطعام.. حوّلته من حال إلى حال، أيضاً سابق على الطعام.
لكن خلق السماوات هو سابق على الخلق؟ لا. إذاً: لا تقول مفعولٌ به، لأنه ما وقع عليها فعل الفاعل، إذ هي لم توجد إلا بفعل الفاعل، ايش أقول: مفعول وبس لا به ولا فيه ولا معه ولا له، لأن المفاعيل خمسة كما هو معروف لكم: مفعول غير معدى بحرف، ومفعول معدى بحرف بالباء، أو بفي، أو باللام، أو بما. هذه المفاعيل.
ولكننا نقول: الحقيقة هذه تمحل، لأن خلق معناها يدل على الإيجاد، والإيجاد سابقٌ على الموجود، لأن به يحصل الوجود فلا حاجة إلى هذا التمحل، فنقول: السماوات مفعولٌ به .... ما نحذفها.
الطالب: الفعل المفعول .....
الشيخ : المفعول المطلق مثل: ضربت ضرباً، هذا يسمى مفعول مطلق ما يُعدى بالباء ولا ....
الطالب: .... تكون مثل هذا.
الشيخ : تكون مثل هذا، وإن كان ما هي موافقة للفعل. يعني: المفعول المطلق تكون بمعنى الفعل.
قال: (( أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ))[النمل:60] والسماوات تُذكر بلفظ الإفراد والجمع كثيراً في القرآن، والأرض ما ذُكرت إلا بلفظ الإفراد، إلا أن الله قال: (( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ))[الطلاق:12] وإلا فبقية الآيات، حتى في هذه الآية ما ذُكرت إلا مفردة ولم يقل: ومن الأرضين مثلهن، لكنها وردت في السنة مجموعة ومبيّن أنها سبع.
(( وَأَنزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ))[النمل:60] ماءً هذا مفعول أو مفعولٌ به؟
الطالب: على قاعدة النحويين مفعول.
الشيخ : لا. مفعولٌ به (( وَأَنزَلَ لَكُمْ )) اللام للتعليل أو للإباحة، ولكنها للتعليل أبلغ، لأنها إذا كانت التعليل شملت الإباحة وشملت ما يكون به النفع من هذا الماء وإن لم نلامسه.
(( وَأَنزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ ))[النمل:60] المراد بالسماء هنا العلو، والدليل على ذلك: أن الماء هذا ينزل من السحاب، وقد قال الله تعالى: (( وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ))[البقرة:164] فدل هذا على أن المراد بالسماء هنا العلو.
وقوله: (( مَاءً فَأَنْبَتْنَا )) فيه التفات من الغيبة إلى التكلّف، أين الغيبة؟ (( أَمَّنْ خَلَقَ ))، (( وَأَنزَلَ )).
وهنا قال: (( فَأَنْبَتْنَا )) والالتفات فيه فوائد، هات واحدة منها؟
الطالب: تنبيه الخلق ....
الشيخ : .....
الطالب: أن الكلام إذا سار على وتيرة واحدة فإن المخاطب يمل ويسأم و ربما ...
الشيخ : و... معه ويغفل عنه.
الطالب: فإذا تغير من له اختصاص ينتبه.
الشيخ : ينتبه نعم، هذه واحدة. الفائدة الثانية.
الطالب: تنويع الكلام.
الشيخ : تنويع الكلام؟
الطالب: لأنه مثلاً تارة يكون على هذه الوتيرة، وتارة يكون على الوتيرة الثانية، فيكون أروع ....
الشيخ : يعني محسنة طبيعية لفظية فقط. الفائدة الثالثة؟ محمد . لافي
الطالب: ذكرنا واحد تتعلق.... دائماً ...
بعد ؟
الطالب:...
الشيخ : " آلالهة خيرٌ لعابديها (( أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ ))[النمل:60] ".قدر المؤلف .... قدّرها مرة ثانية.
الطالب: الآلهة.
الشيخ : لا. الممدودة آلالهة.
الطالب: وافق تحقيق .....
الشيخ : " آلالهة خيرٌ لعابديها (( أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا )) فيه التفات من الغيبة إلى التكلم (( بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ )) حسن (( مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا )) لعدم قدرتكم عليه (( أَأِلَهٌ مَعَ اللَّهِ ... ))[النمل:60] " إلى آخره.
قول المؤلف: آلالهة خيرٌ أم الله واضح، وعلى هذا فتكون أم أيضاً متصلة (( أَمَّنْ خَلَقَ ))[النمل:60].
وخلق بمعنى أوجد بتقدير، لأن الخلق لا بد أن يسبقه تقدير، والإيجاد أعم منه، قد يوجد الإنسان الشيء بلا تقدير، ولكن الخلق لا بد فيه من تقدير.
(( أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ))[النمل:60] بعضهم يقول: السماوات ليست مفعولاً بها، وإنما يقال: مفعولاً مطلقاً وليست مفعولاً بها، لأن المفعول به يقتضي أن يكون ما وقع عليه الفعل سابقاً على الفعل.
وهنا السماوات ليست سابقة على خلقه، وعلى هذا فقل: إنها مفعول ولا تقل به، لكن هذا في الحقيقة من الفلسفة التي ليس لها معنى.
لأن خلق: أوجد السماوات، فالمفعول به أو الفعل واقعٌ على الإيجاد وإن كانت السماوات قبل الإيجاد ليست موجودة، هم يقولون: المفعول به أنه لا بد يكون سابق على الفعل.
ضربت زيداً.. زيد سابق على الضرب، أكلت الطعام.. الطعام سابق على الأكل، صنعت الطعام.. حوّلته من حال إلى حال، أيضاً سابق على الطعام.
لكن خلق السماوات هو سابق على الخلق؟ لا. إذاً: لا تقول مفعولٌ به، لأنه ما وقع عليها فعل الفاعل، إذ هي لم توجد إلا بفعل الفاعل، ايش أقول: مفعول وبس لا به ولا فيه ولا معه ولا له، لأن المفاعيل خمسة كما هو معروف لكم: مفعول غير معدى بحرف، ومفعول معدى بحرف بالباء، أو بفي، أو باللام، أو بما. هذه المفاعيل.
ولكننا نقول: الحقيقة هذه تمحل، لأن خلق معناها يدل على الإيجاد، والإيجاد سابقٌ على الموجود، لأن به يحصل الوجود فلا حاجة إلى هذا التمحل، فنقول: السماوات مفعولٌ به .... ما نحذفها.
الطالب: الفعل المفعول .....
الشيخ : المفعول المطلق مثل: ضربت ضرباً، هذا يسمى مفعول مطلق ما يُعدى بالباء ولا ....
الطالب: .... تكون مثل هذا.
الشيخ : تكون مثل هذا، وإن كان ما هي موافقة للفعل. يعني: المفعول المطلق تكون بمعنى الفعل.
قال: (( أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ))[النمل:60] والسماوات تُذكر بلفظ الإفراد والجمع كثيراً في القرآن، والأرض ما ذُكرت إلا بلفظ الإفراد، إلا أن الله قال: (( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ))[الطلاق:12] وإلا فبقية الآيات، حتى في هذه الآية ما ذُكرت إلا مفردة ولم يقل: ومن الأرضين مثلهن، لكنها وردت في السنة مجموعة ومبيّن أنها سبع.
(( وَأَنزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ))[النمل:60] ماءً هذا مفعول أو مفعولٌ به؟
الطالب: على قاعدة النحويين مفعول.
الشيخ : لا. مفعولٌ به (( وَأَنزَلَ لَكُمْ )) اللام للتعليل أو للإباحة، ولكنها للتعليل أبلغ، لأنها إذا كانت التعليل شملت الإباحة وشملت ما يكون به النفع من هذا الماء وإن لم نلامسه.
(( وَأَنزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ ))[النمل:60] المراد بالسماء هنا العلو، والدليل على ذلك: أن الماء هذا ينزل من السحاب، وقد قال الله تعالى: (( وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ))[البقرة:164] فدل هذا على أن المراد بالسماء هنا العلو.
وقوله: (( مَاءً فَأَنْبَتْنَا )) فيه التفات من الغيبة إلى التكلّف، أين الغيبة؟ (( أَمَّنْ خَلَقَ ))، (( وَأَنزَلَ )).
وهنا قال: (( فَأَنْبَتْنَا )) والالتفات فيه فوائد، هات واحدة منها؟
الطالب: تنبيه الخلق ....
الشيخ : .....
الطالب: أن الكلام إذا سار على وتيرة واحدة فإن المخاطب يمل ويسأم و ربما ...
الشيخ : و... معه ويغفل عنه.
الطالب: فإذا تغير من له اختصاص ينتبه.
الشيخ : ينتبه نعم، هذه واحدة. الفائدة الثانية.
الطالب: تنويع الكلام.
الشيخ : تنويع الكلام؟
الطالب: لأنه مثلاً تارة يكون على هذه الوتيرة، وتارة يكون على الوتيرة الثانية، فيكون أروع ....
الشيخ : يعني محسنة طبيعية لفظية فقط. الفائدة الثالثة؟ محمد . لافي
الطالب: ذكرنا واحد تتعلق.... دائماً ...
اضيفت في - 2007-08-13