تفسير سورة القصص-01b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
قال الله تعالى : << و أوحينآ إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم و لا تخافي و لا تحزني إنا رآدوه إليك و جاعلوه من المرسلين >>
أوحينا الوحي في اللغة الإعلام بسرعة وخفاء ومنه قوله تعالى: (( فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا )) ويطلق على معاني متعددة:
منها الوحي الشرعي وهو وحي النبوة أو الرسالة.
ووحي الإلهام وهو: ما يلقيه الله تبارك وتعالى في نفس الموحى إليه.
ووحي النوم فإن النوم الرؤية الصالحة فيه جزء من ستة وأربعين جزئا من النبوة، ننظر إلى هذه الآية (( وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه ))هل هو وحي النبوة أو الرسالة ...لأن الذي أوحي إليها ليس بشرع، ترضعه إلى آخره ثم إن الصحيح أنه لم يبعث أحد من النساء نبيا (( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا يوحى إليهم )) إذاً يكون الوحي هنا إما إلهام وإما منام، فالإلهام ليس بالشيء الغريب تلهم امرأة ما يكون في مصلحتها فالله تبارك وتعالى ألهم النحل وهو يلهم بني آدم ما فيه مصلحتها: (( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا )) إلى آخره ولهذا قال المؤلف وأوحينا وحي إلهام أو منام أو هنا للتنويع تنويع الخلاف في هذه المسألة فإن بعض العلماء يقول إن الوحي وحي إلهام وبعضهم يقول إن الوحي وحي منام والمهم أنه ليس وحي رسالة أو نبوة.
وقوله: (( إلى أم موسى )) هي التي ولدته وهذا هو الأصل في الأم (( إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم )) وأما الأم من الرضاعة فلا تذكر مطلقة وإنما تذكر مقيدة ولهذا قال الله تعالى: (( حرمت عليكم أمهاتكم )) ثم قال: (( وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم )) فالأم من الرضاعة لا تدخل في مطلق الأم بل لا بد أن تكون مقيدة .
الطالب :....
الشيخ :- عند الإطلاق .طيب وإنما قررت هذا ليتبين أن قوله تعالى: (( وأمهات نسائكم )) المراد بها الأم التي ولدت دون أم الرضعات.
قال: (( إلى أم موسى )) (( وأوحينا إلى أم موسى )) وهو المولود المذكور ولم يشعر بولادته غير أخته ......... وهو المولود المذكور لأنه ما من أم إلا ولها ولد وقوله : ولم يشعر بولادته غير أخته هذا من الأقوال الإسرائيلية التي لا تصدق ولا تكذب، لأنه ما الذي أدرانا أنه لم يشعر به إلا أمه ما عندنا أحد يدلنا على هذا.
وقوله: (( أن أرضعيه )) (أن) هذه تفسيرية، وضابط التفسيرية التي تقع بعد ما فيه معنى القول دون حروفه كلمة (أن) إذا وقعت بعد ما فيه معنى القول دون حروفه فهي تفسيرية (( وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه )) من مثل قوله تعالى: (( وأوحينا إليه أن اصنع الفلك ))...
(( فإذا خفت عليه )) وهذا دليل قوله: (( إذا خفت عليه )) أن هناك خوفا من آل فرعون وأنهم يلتقطون الأولاد ولهذا قال: (( فإذا خفت عليه فألقيه في اليم )) فسّره بقوله :- البحر ثم فسر البحر بقوله :- أي النيل فاليم هو البحر كما قال الله تعالى: (( فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم )) يعني البحر والمراد بالبحر هنا النيل وسمي بحرا وإن كان نهرا لكثرته واتساعه (( فألقيه في اليم ولا تخافي )).
قوله: (( فإذا خفت )) هذا فعل الشرط وجواب الشرط: (( ألقيه في اليم )) وهو من الغرائب أن من يُخاف عليه يلقى فيما فيه هلاكه لأن إلقائه في البحر وش معناه؟ استعجال الهلاك له، لأن المعروف أنه يموت إذا ألقي في البحر وهذا من آيات الله U أن يكون موسى يلقى في مكان الخوف فلا يموت ثم يعيش بين أحضان فرعون الذي كان يتتبع أولاد بني إسرائيل فيقتل أبنائهم ويستحيي نسائهم، هذه من الآيات الدالة على كمال قدرة الله U وأن الله إذا حفظ أحدا فإن الأسباب المؤدية إلى الهلاك لا تؤثر ولا يكون لها تأثير لأن قدرة الله فوق الأسباب ولهذا النار محرقة بلا شك وصارت على إبراهيم برداً وسلاماً.
(( فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي )) ايش تخافي؟ قال المؤلف:" غرقَه " فمفعول تخافي محذوف قدّره بقوله:" غرقه "وهو واضح " ولا تحزني لفراقه " قال: لفراقه لأن الحزن يكون في الماضي والخوف في المستقبل فما أَهَمَّ الإنسانَ فإن كان مستقبلا فهو خوف، وإن كان ماضيا فهو حزن، هنا قال الله لها: (( لا تخافي ولا تحزني )) فإن الأمر سيكون على خلاف ما تتوقعين ولهذا قال: (( إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين )) إنا رادوه ما قال: نرده، لتكون جملة اسمية، والجملة الاسمية تدل على الثبوت والاستقرار.
وقوله: (( إنا )) بضمير الجمع للتعظيم.
وقوله: (( رادوه إليك )) أي مرجعوه ولم يبين الله تبارك وتعالى المدة التي تفقده فيها لكن الظاهر أنها ليست ببعيدة كما سيأتي في آخر القصة.
وقوله : (( وجاعلوه من المرسلين )) هذه بشارة فوق البشارة الأولى وهو أن يكون هذا المولود من المرسلين أي يكون ممن أرسلهم الله تبارك وتعالى وأكرمهم بالرسالة، هذه الآية فيها أمر وفيها نهي أي فيها أمران ونهيان وبشارتان الأمران قوله أرضعيه وألقيه والنهيان لا تخافي ولا تحزني والبشارتان رادوه إليـــــك وجاعلـــــــــــوه من المرســـــــــلين،
" فأرضعته ثلاثة أشهر لا يبكي وخافت عليه فوضعته في تابوت مقلم بالقار من داخل ممهد له فيه وأغلقته وألقته في بحر النيل ليلاً "، قوله أرضعته ثلاثة أشهر ما في الآية ما يدل عليه إنما لا شك أنها انتظرت أمر الله أرضعته ولما خافت عليه ألقته وقول المؤلف إنها وضعته في تابوت ممن أخذه (( أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم )) وهذا من .......الله U له لأن ما أمرها ألقيه....... في البحر وإنما أمرها أن تلقيه في تابوت ليكون حفظا له، والتابوت يكون من الخشب والخشب عادة يطفو على الماء ما يغطس فإذا دهن فيه القار فإنه أيضا يمنع من دخول الماء إليه، لأنه ربما إذا دخل الماء إليه وتسلل في الخشب يثقل ثم يغيص قال :" وأما قوله ألقته في بحر النيل ليلا "من أين أخذ كونه ليلا ربما يؤخذ من قوله فيما بعد:
(( وأصبح فؤاد أم موسى فارغا )) أنها ألقته في الليل ثم جعلت توسوس فيه وتهتم له حتى كانت لا تفكر في غيره، ثم إنه أيضا مما يؤيد ذلك أن المرأة قد خافت عليه وإذا خافت عليه فإنه من المستبعد عادة أن تخرج به نهاراً وتلقيه أمام الناس فلا بد أن يكون ليلاً، ألقته ليلاً مأخوذ من الآية ومن العادة أن هذا لا يكون إلا بالليل
منها الوحي الشرعي وهو وحي النبوة أو الرسالة.
ووحي الإلهام وهو: ما يلقيه الله تبارك وتعالى في نفس الموحى إليه.
ووحي النوم فإن النوم الرؤية الصالحة فيه جزء من ستة وأربعين جزئا من النبوة، ننظر إلى هذه الآية (( وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه ))هل هو وحي النبوة أو الرسالة ...لأن الذي أوحي إليها ليس بشرع، ترضعه إلى آخره ثم إن الصحيح أنه لم يبعث أحد من النساء نبيا (( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا يوحى إليهم )) إذاً يكون الوحي هنا إما إلهام وإما منام، فالإلهام ليس بالشيء الغريب تلهم امرأة ما يكون في مصلحتها فالله تبارك وتعالى ألهم النحل وهو يلهم بني آدم ما فيه مصلحتها: (( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا )) إلى آخره ولهذا قال المؤلف وأوحينا وحي إلهام أو منام أو هنا للتنويع تنويع الخلاف في هذه المسألة فإن بعض العلماء يقول إن الوحي وحي إلهام وبعضهم يقول إن الوحي وحي منام والمهم أنه ليس وحي رسالة أو نبوة.
وقوله: (( إلى أم موسى )) هي التي ولدته وهذا هو الأصل في الأم (( إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم )) وأما الأم من الرضاعة فلا تذكر مطلقة وإنما تذكر مقيدة ولهذا قال الله تعالى: (( حرمت عليكم أمهاتكم )) ثم قال: (( وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم )) فالأم من الرضاعة لا تدخل في مطلق الأم بل لا بد أن تكون مقيدة .
الطالب :....
الشيخ :- عند الإطلاق .طيب وإنما قررت هذا ليتبين أن قوله تعالى: (( وأمهات نسائكم )) المراد بها الأم التي ولدت دون أم الرضعات.
قال: (( إلى أم موسى )) (( وأوحينا إلى أم موسى )) وهو المولود المذكور ولم يشعر بولادته غير أخته ......... وهو المولود المذكور لأنه ما من أم إلا ولها ولد وقوله : ولم يشعر بولادته غير أخته هذا من الأقوال الإسرائيلية التي لا تصدق ولا تكذب، لأنه ما الذي أدرانا أنه لم يشعر به إلا أمه ما عندنا أحد يدلنا على هذا.
وقوله: (( أن أرضعيه )) (أن) هذه تفسيرية، وضابط التفسيرية التي تقع بعد ما فيه معنى القول دون حروفه كلمة (أن) إذا وقعت بعد ما فيه معنى القول دون حروفه فهي تفسيرية (( وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه )) من مثل قوله تعالى: (( وأوحينا إليه أن اصنع الفلك ))...
(( فإذا خفت عليه )) وهذا دليل قوله: (( إذا خفت عليه )) أن هناك خوفا من آل فرعون وأنهم يلتقطون الأولاد ولهذا قال: (( فإذا خفت عليه فألقيه في اليم )) فسّره بقوله :- البحر ثم فسر البحر بقوله :- أي النيل فاليم هو البحر كما قال الله تعالى: (( فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم )) يعني البحر والمراد بالبحر هنا النيل وسمي بحرا وإن كان نهرا لكثرته واتساعه (( فألقيه في اليم ولا تخافي )).
قوله: (( فإذا خفت )) هذا فعل الشرط وجواب الشرط: (( ألقيه في اليم )) وهو من الغرائب أن من يُخاف عليه يلقى فيما فيه هلاكه لأن إلقائه في البحر وش معناه؟ استعجال الهلاك له، لأن المعروف أنه يموت إذا ألقي في البحر وهذا من آيات الله U أن يكون موسى يلقى في مكان الخوف فلا يموت ثم يعيش بين أحضان فرعون الذي كان يتتبع أولاد بني إسرائيل فيقتل أبنائهم ويستحيي نسائهم، هذه من الآيات الدالة على كمال قدرة الله U وأن الله إذا حفظ أحدا فإن الأسباب المؤدية إلى الهلاك لا تؤثر ولا يكون لها تأثير لأن قدرة الله فوق الأسباب ولهذا النار محرقة بلا شك وصارت على إبراهيم برداً وسلاماً.
(( فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي )) ايش تخافي؟ قال المؤلف:" غرقَه " فمفعول تخافي محذوف قدّره بقوله:" غرقه "وهو واضح " ولا تحزني لفراقه " قال: لفراقه لأن الحزن يكون في الماضي والخوف في المستقبل فما أَهَمَّ الإنسانَ فإن كان مستقبلا فهو خوف، وإن كان ماضيا فهو حزن، هنا قال الله لها: (( لا تخافي ولا تحزني )) فإن الأمر سيكون على خلاف ما تتوقعين ولهذا قال: (( إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين )) إنا رادوه ما قال: نرده، لتكون جملة اسمية، والجملة الاسمية تدل على الثبوت والاستقرار.
وقوله: (( إنا )) بضمير الجمع للتعظيم.
وقوله: (( رادوه إليك )) أي مرجعوه ولم يبين الله تبارك وتعالى المدة التي تفقده فيها لكن الظاهر أنها ليست ببعيدة كما سيأتي في آخر القصة.
وقوله : (( وجاعلوه من المرسلين )) هذه بشارة فوق البشارة الأولى وهو أن يكون هذا المولود من المرسلين أي يكون ممن أرسلهم الله تبارك وتعالى وأكرمهم بالرسالة، هذه الآية فيها أمر وفيها نهي أي فيها أمران ونهيان وبشارتان الأمران قوله أرضعيه وألقيه والنهيان لا تخافي ولا تحزني والبشارتان رادوه إليـــــك وجاعلـــــــــــوه من المرســـــــــلين،
" فأرضعته ثلاثة أشهر لا يبكي وخافت عليه فوضعته في تابوت مقلم بالقار من داخل ممهد له فيه وأغلقته وألقته في بحر النيل ليلاً "، قوله أرضعته ثلاثة أشهر ما في الآية ما يدل عليه إنما لا شك أنها انتظرت أمر الله أرضعته ولما خافت عليه ألقته وقول المؤلف إنها وضعته في تابوت ممن أخذه (( أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم )) وهذا من .......الله U له لأن ما أمرها ألقيه....... في البحر وإنما أمرها أن تلقيه في تابوت ليكون حفظا له، والتابوت يكون من الخشب والخشب عادة يطفو على الماء ما يغطس فإذا دهن فيه القار فإنه أيضا يمنع من دخول الماء إليه، لأنه ربما إذا دخل الماء إليه وتسلل في الخشب يثقل ثم يغيص قال :" وأما قوله ألقته في بحر النيل ليلا "من أين أخذ كونه ليلا ربما يؤخذ من قوله فيما بعد:
(( وأصبح فؤاد أم موسى فارغا )) أنها ألقته في الليل ثم جعلت توسوس فيه وتهتم له حتى كانت لا تفكر في غيره، ثم إنه أيضا مما يؤيد ذلك أن المرأة قد خافت عليه وإذا خافت عليه فإنه من المستبعد عادة أن تخرج به نهاراً وتلقيه أمام الناس فلا بد أن يكون ليلاً، ألقته ليلاً مأخوذ من الآية ومن العادة أن هذا لا يكون إلا بالليل
1 - قال الله تعالى : << و أوحينآ إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم و لا تخافي و لا تحزني إنا رآدوه إليك و جاعلوه من المرسلين >> أستمع حفظ
قال الله تعالى : << فالتقطه ءال فرعون ليكون لهم عدوا و حزنا إن فرعون و هامان و جنودهما كانوا خاطئين >>
قال: (( فالتقطه )) بالتابوت صبحة الليل آل فرعون التقطه ولم يقل: أخذه لأنه أصبح في حكم اللقيط المنبوذ وأهل العلم يقولون: إن اللقيط هو الطفل المنبوذ الذي طرح ثم لقيته ولهذا قال: التقطه ولم يقل: أخذه لماذا؟ لأن اللقيط هو الطفل المنبوذ هؤلاء أخذوا هذا التابوت.
وقوله: آل فرعون قال المؤلف: " أعوانه " آله أي: أعوانه ويحتمل أن آله أي قرابته على كل حال المهم أنه أخذه من ...إلى فرعون إلى الملك --...لا حتى الالتقاط يكون بقصد لأن الملتقط الذي يلتقط اللقيط المنبوذ في الشارع أو المنبوذ في المسجد ...لكن هنا قد يشعر أنه شيء ظفر به لكن إنما العلماء هنا يقولون إن التقاط يكون في الطفل المنبوذ.
قال: " آل فرعون فوضعوه بين يديه أي بين يدي فرعون وكانوا لا يشعرون بالذي فيه وربما يظنون أن الذي فيه مال من الأموال وفُتِح وأَخرج موسى منه أي وأُخرج وهو يمص من إبهامه لبنا " هذا ....ما نعلم عنه كونه يمص من إبهامه لبنا معناه يرضع نفسه من نفسه.....ولكن مما لا شك فيه كالعادة بأن الشيء المغلق الإنسان لا بد أن يفتتحه وينظر ما فيه، وأما كونه يمص من إبهامه لبنا فهذا من الأمور الإسرائيلية التي لا تصدق ولا تكذب ثم قلنا إنها تكذب لأن هذا بعيد من الآدمي.
وقوله: " ليكون لهم في عاقبة الأمر " ليكون الضمير يعود على من على موسى ولهم الضمير يعود على آل فرعون ويدخل في آل فرعون، فرعون نفسه وقوله: (( ليكون )) قال المؤلف: " في عاقبة الأمر " إشارة أن اللام هنا للعاقبة وليست للتعليل، لأنه لو شعر بأنه يكون لهم عدوا وحزنا قتلوه، ولكن العاقبة أنه كان كذلك، وما ذهب إليه بن كثير رحمه الله من أن اللام هنا للتعليل باعتبار علم الله له وجه يعني: (( فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا )) في علم الله وليست تعليلاً للالتقاط هذا له وجه لكن الأقرب ما ذهب إليه المؤلف وغيره من أن اللام هنا للعاقبة وليست للتعليل، طيب اللام التي تدخل على الفعل المضارع تنقسم إلى قسمين زائدة وغير زائدة، والزائدة تكون للتعليل وتكون للعاقبة وتكون لتأكيد النفع هذه غير الزائدة، الزائدة هي التي تقع في الغالب بعد فعل الإرادة مثل قوله تعالى: (( يريد الله ليبين لكم )) (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس )) فإن اللام هنا زائدة لأنك لو حذفتها وقدرت (أن) إنما يريد الله ليذهب إنما يريد الله أن يذهب تم الكلام ولا لا ؟ تَمَّ، يتم الكلام واللام غير الزائدة تكون للتعليل مثل حضرت لأتعلمه أي من أجل أن أتعلم وتكون لتأكيد النفي مثل قوله تعالى: (( لم يكن الله ليغفر لهم )) ولهذا يسميها النحويون يسمونها لام الجحود يعني النفي فهي لتأكيد النفي والثالثة تكون للعاقبة مثل هذه الآية: (( ليكون لهم عدوا وحزنا )) نعم بعد (كان) مضارعا كانت أو فعل ماض.
وقوله: " ليكون لهم عدوا يقتل رجالهم وحزنا يستعبد نسائهم "، هذا فيه نظر بل الظاهر أنه عدو لما يحصل على يديه من الأضرار البالغة لآل فرعون، وحزنا لأنه سوف يحزنه بما يظهر له من الانتصارات العظيمة وأبلغها متى؟ حين انتصر يوم الزينة لأنه انتصر عليه انتصاراً بالغاً باهراً وحصل لهم بهذا من الحزن ما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ولم نعلم أن موسى r قتل رجال آل فرعون ولا أنه استعبد نسائهم، وإنما المعروف أن الله سبحانه وتعالى أغرقهم بفعله وفي قراءة بضم الحاء وسكون الدال لغتان في المصدر وهو هنا بمعنى اسم الفاعل من حزنه كأحزنه ......... - طيب حزن هنا فيها قراءة سبعيه ولا شاذة؟ سبعيه لأنك تعرف أن المؤلف إذا قال فيه قراءة يعني سبعية وإذا قال قُرئ فهو الشاذ قال بضم الحاء وسكون الدال (( ليكون لهم عدوا وحُزنا )) حُزْنا وحَزَنا معناهما واحد وهما لغتان في المصدر يكون من حَزَن كأحْزَن حَزَنه كأحْزَنه ما معنى حزنه فأحزنه يعني أن الحزن الذي ليس مزيدا بالهمزة مثل أحزنه المزيد بالهمزة من حيث التعدي وقوله : بمعنى اسم الفاعل هنا وهو هنا بمعنى اسم الفاعل اش معنى بمعنى اسم الفاعل؟ يعني بمعنى حازن أي محزن، لماذا أوله المؤلف إلى هذا ؟ لأن الحزن شعور في النفس وموسى r هل يكون شعورا في أنفسهم ؟ لا لكنه مُدْخل لهذا الشعور وهو الحزن في أنفسهم وعلى هذا يكون حِزٍنا بمعنى حازنا خلي بالكم يا جماعة ويأتي المصدر دائما بمعنى اسم الفاعل ودائما بمعنى اسم المفعول فيقال: فلان عَدْل رضا ويقال أيضا: فلان ثقة وعدْل ورضا وثقة مصادر بمعنى اسم الفاعل، عادل ورضا بمعنى المرء، وثقة بمعنى المفعول اسم الفاعل واسم المفعول وقوله r: ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) هذا مصدر بمعنى اسم المفعول.
" فالتقطه ليكون لهم عدوا وحزنا "ما هو العدو؟ العدو عند الفقهاء حَدّوه بتعريف هو الحكم في الواقع فقالوا: " إن العدو من سره مساءة شخص أو غمه فَرَقه هو عدوه " كل إنسان يسره أن تساء ويحزنه أن تُسر فهو عدو وكل إنسان يسره أن تسر ويسوئه أن تحزن فهو ولي لأن العدو ضد الولي.
قال: (( إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين )) الجملة هذه تعليل لقوله: (( ليكون لهم عدوا وحزنا )) كأنه قيل لماذا يكون لهم عدوا وحزنا؟ فبين أن السبب في ذلك هو خطأ هؤلاء فرعون الملك، هامان وزيره، جنودهما أتباعهما الذين يمتثلون بأمرهما، وأصل جنود جمع جند والجند هم أنصار الإنسان ويقول كانوا خاطئين من الخطيئة أو عاصين فعوقبوا على يديه الخاطئ والمخطئ ما الفرق بينهما؟ إسماعيل ما الفرق بين الخاطئ والمخطئ؟... يعني من أتى الخطأ متعمدا فهو خاطئ ومن أتاه غير متعمد فهو مخطئ، ولذلك الخاطئ معذب والمخطئ غير معذب قال الله تعالى: (( ناصية كاذبة خاطئة )) والمخطئ ليس عليه إثم (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) وفعل خاطئ، الفعل من خاطئ خَطِئ ومن أخطأ مُخطئ هذا هو الفرق إذا هو قوله سبحانه وتعالى: خاطئين أي واقعين في الخطأ عن عمد وقصد، ولذلك قال المؤلف :- أي عاصين فعوقبوا على يديه
وقوله: آل فرعون قال المؤلف: " أعوانه " آله أي: أعوانه ويحتمل أن آله أي قرابته على كل حال المهم أنه أخذه من ...إلى فرعون إلى الملك --...لا حتى الالتقاط يكون بقصد لأن الملتقط الذي يلتقط اللقيط المنبوذ في الشارع أو المنبوذ في المسجد ...لكن هنا قد يشعر أنه شيء ظفر به لكن إنما العلماء هنا يقولون إن التقاط يكون في الطفل المنبوذ.
قال: " آل فرعون فوضعوه بين يديه أي بين يدي فرعون وكانوا لا يشعرون بالذي فيه وربما يظنون أن الذي فيه مال من الأموال وفُتِح وأَخرج موسى منه أي وأُخرج وهو يمص من إبهامه لبنا " هذا ....ما نعلم عنه كونه يمص من إبهامه لبنا معناه يرضع نفسه من نفسه.....ولكن مما لا شك فيه كالعادة بأن الشيء المغلق الإنسان لا بد أن يفتتحه وينظر ما فيه، وأما كونه يمص من إبهامه لبنا فهذا من الأمور الإسرائيلية التي لا تصدق ولا تكذب ثم قلنا إنها تكذب لأن هذا بعيد من الآدمي.
وقوله: " ليكون لهم في عاقبة الأمر " ليكون الضمير يعود على من على موسى ولهم الضمير يعود على آل فرعون ويدخل في آل فرعون، فرعون نفسه وقوله: (( ليكون )) قال المؤلف: " في عاقبة الأمر " إشارة أن اللام هنا للعاقبة وليست للتعليل، لأنه لو شعر بأنه يكون لهم عدوا وحزنا قتلوه، ولكن العاقبة أنه كان كذلك، وما ذهب إليه بن كثير رحمه الله من أن اللام هنا للتعليل باعتبار علم الله له وجه يعني: (( فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا )) في علم الله وليست تعليلاً للالتقاط هذا له وجه لكن الأقرب ما ذهب إليه المؤلف وغيره من أن اللام هنا للعاقبة وليست للتعليل، طيب اللام التي تدخل على الفعل المضارع تنقسم إلى قسمين زائدة وغير زائدة، والزائدة تكون للتعليل وتكون للعاقبة وتكون لتأكيد النفع هذه غير الزائدة، الزائدة هي التي تقع في الغالب بعد فعل الإرادة مثل قوله تعالى: (( يريد الله ليبين لكم )) (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس )) فإن اللام هنا زائدة لأنك لو حذفتها وقدرت (أن) إنما يريد الله ليذهب إنما يريد الله أن يذهب تم الكلام ولا لا ؟ تَمَّ، يتم الكلام واللام غير الزائدة تكون للتعليل مثل حضرت لأتعلمه أي من أجل أن أتعلم وتكون لتأكيد النفي مثل قوله تعالى: (( لم يكن الله ليغفر لهم )) ولهذا يسميها النحويون يسمونها لام الجحود يعني النفي فهي لتأكيد النفي والثالثة تكون للعاقبة مثل هذه الآية: (( ليكون لهم عدوا وحزنا )) نعم بعد (كان) مضارعا كانت أو فعل ماض.
وقوله: " ليكون لهم عدوا يقتل رجالهم وحزنا يستعبد نسائهم "، هذا فيه نظر بل الظاهر أنه عدو لما يحصل على يديه من الأضرار البالغة لآل فرعون، وحزنا لأنه سوف يحزنه بما يظهر له من الانتصارات العظيمة وأبلغها متى؟ حين انتصر يوم الزينة لأنه انتصر عليه انتصاراً بالغاً باهراً وحصل لهم بهذا من الحزن ما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ولم نعلم أن موسى r قتل رجال آل فرعون ولا أنه استعبد نسائهم، وإنما المعروف أن الله سبحانه وتعالى أغرقهم بفعله وفي قراءة بضم الحاء وسكون الدال لغتان في المصدر وهو هنا بمعنى اسم الفاعل من حزنه كأحزنه ......... - طيب حزن هنا فيها قراءة سبعيه ولا شاذة؟ سبعيه لأنك تعرف أن المؤلف إذا قال فيه قراءة يعني سبعية وإذا قال قُرئ فهو الشاذ قال بضم الحاء وسكون الدال (( ليكون لهم عدوا وحُزنا )) حُزْنا وحَزَنا معناهما واحد وهما لغتان في المصدر يكون من حَزَن كأحْزَن حَزَنه كأحْزَنه ما معنى حزنه فأحزنه يعني أن الحزن الذي ليس مزيدا بالهمزة مثل أحزنه المزيد بالهمزة من حيث التعدي وقوله : بمعنى اسم الفاعل هنا وهو هنا بمعنى اسم الفاعل اش معنى بمعنى اسم الفاعل؟ يعني بمعنى حازن أي محزن، لماذا أوله المؤلف إلى هذا ؟ لأن الحزن شعور في النفس وموسى r هل يكون شعورا في أنفسهم ؟ لا لكنه مُدْخل لهذا الشعور وهو الحزن في أنفسهم وعلى هذا يكون حِزٍنا بمعنى حازنا خلي بالكم يا جماعة ويأتي المصدر دائما بمعنى اسم الفاعل ودائما بمعنى اسم المفعول فيقال: فلان عَدْل رضا ويقال أيضا: فلان ثقة وعدْل ورضا وثقة مصادر بمعنى اسم الفاعل، عادل ورضا بمعنى المرء، وثقة بمعنى المفعول اسم الفاعل واسم المفعول وقوله r: ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) هذا مصدر بمعنى اسم المفعول.
" فالتقطه ليكون لهم عدوا وحزنا "ما هو العدو؟ العدو عند الفقهاء حَدّوه بتعريف هو الحكم في الواقع فقالوا: " إن العدو من سره مساءة شخص أو غمه فَرَقه هو عدوه " كل إنسان يسره أن تساء ويحزنه أن تُسر فهو عدو وكل إنسان يسره أن تسر ويسوئه أن تحزن فهو ولي لأن العدو ضد الولي.
قال: (( إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين )) الجملة هذه تعليل لقوله: (( ليكون لهم عدوا وحزنا )) كأنه قيل لماذا يكون لهم عدوا وحزنا؟ فبين أن السبب في ذلك هو خطأ هؤلاء فرعون الملك، هامان وزيره، جنودهما أتباعهما الذين يمتثلون بأمرهما، وأصل جنود جمع جند والجند هم أنصار الإنسان ويقول كانوا خاطئين من الخطيئة أو عاصين فعوقبوا على يديه الخاطئ والمخطئ ما الفرق بينهما؟ إسماعيل ما الفرق بين الخاطئ والمخطئ؟... يعني من أتى الخطأ متعمدا فهو خاطئ ومن أتاه غير متعمد فهو مخطئ، ولذلك الخاطئ معذب والمخطئ غير معذب قال الله تعالى: (( ناصية كاذبة خاطئة )) والمخطئ ليس عليه إثم (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) وفعل خاطئ، الفعل من خاطئ خَطِئ ومن أخطأ مُخطئ هذا هو الفرق إذا هو قوله سبحانه وتعالى: خاطئين أي واقعين في الخطأ عن عمد وقصد، ولذلك قال المؤلف :- أي عاصين فعوقبوا على يديه
2 - قال الله تعالى : << فالتقطه ءال فرعون ليكون لهم عدوا و حزنا إن فرعون و هامان و جنودهما كانوا خاطئين >> أستمع حفظ
قال الله تعالى : << و قالت امرأت فرعون قرت عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنآ أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون >>
وقالت امرأة فرعون وقد هم مع أعوانه بقتله أي بقتل موسى: (( هو قرت عين لي )) ولك هو قرت عين عندي مكتوبة قرت بالتاء المفتوحة والقاعدة بالمربوطة وهي كذلك فيما بقي من الآيات بالمربوطة: (( ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين )) مربوطة ولم تأت مفتوحة إلا في هذا في القرآن وذكرت في القرآن في موضعين سوى هذا وكلها بالمربوطة وإذا قيل ما الفرق ؟نقول إن هذا يتبع فيه الرسم العثماني هكذا رسمه الصحابة رضي الله عنهم
وقوله: (( قرة عين )) أولا: (قالت) توجه الخطاب إلى من؟ إلى فرعون، و( قرة ) قَدّر المؤلف ( هو )، ليبين أنه خبر مبتدأ محذوف.
وقوله: ( قرة عين ) مأخوذ من القَرّ أو من القَرَار يعني: قصدي من هذا أو من هذا ويصح منهما جميعا من القر وهو البرد، لأن العين إذا بردت فإنها تكون علامة على السرور ولهذا يقال: دمع السرور بارد ودمع الحزن حار، ويقال: يبكي عليه بدمع حار يعني من الحزن إذاً قرة العين كناية عن برودتها، وبرودة العين دليل على السرور، وقيل: إنها من قَرَّ بالمكان وهو القرار وعدم الاضطراب، لأن الإنسان إذا كان خائفا بدأت عينه تدور من هنا ومن هنا تشخَص وتدور وتلفت، لكن هذا دليل على أنها قارَّة لكن قرارها دليل على أنها لم تخف.
(( قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا )) قولها: (( لا تقتلوه )) يدل على أنهم هموا بقتله وإلا لما كان لقولها لا تقتلوه فائدة وقولها لي ولك وقع كما توقعَت ؟ بالنسبة لها نعم لا شك أنه وقع الأمر كما توقعت وصار هذا الولد قرة عين لها ورفعة لها في الدنيا والآخرة وأما لفرعون فلا ما صار قرة عين له بل كان له عدوا وحزنا ومن غرائب التفسير أن بعضهم قال: (قرة عين لي) وتقف، (ولك لا) وتقف أيضا، (وتقتلوه) جملة مستأنفة وهذا في الحقيقة من التلاعب بالقرآن لأنه لو كان كما يقولون لقال الله تعالى: (تقتلونه)، لأن حذف النون هنا لا نعلم له سببا سوى النهي فكيف يفسر مثل هذه التفاسير الباردة، ولكننا ذكرناه لأنه قد قيل فيه وإلا فإنه حتى أنه روي عن ابن عباس tـ، ولكن هذا أبعد ما يكون عن ابن عباس، لما فيه من تفكيك الكلام وتناثره وعدم التئام بعضه ببعض ولأن النون في فعل تقتلوه محذوفة مما يدل على أن لا مسلطة عليها لكنها هي رضي الله عنها امرأة فرعون إما أنها قالت ذلك من باب التهدئة له قرة عين لي ولك لتهدئه وتفرحه، وإما أنها قالت ذلك معتقدة له ولكن ليس من اعتقد شيئا يكون الأمر على وفاق ما اعتقد بل قد يُخلف الله U اعتقاد الإنسان لحكمة يريدها وهذا لا مانع ذلك منه أن تقول ذلك معتقدة أنه سيكون قرة عين له ولها أيضا، ويدل لهذا قولها: (( عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا )) عسى للترجي وقولها: ينفعنا في الخدمة أو نتخذه ولدا نتبناه وقد قيل: إنه ليس لفرعون من امرأته ولد فقالت أو نتخذه ولدا، ومعلوم أن بين الأمرين فرقا فإن انتفاعهم به لا يجعلهم يحنون عليه كما يحنون على الولد أليس كذلك ؟ فالخادم عند الإنسان يأمر وينهى ولا يكون له في قلبه من الرحمة والرأفة والعطف ما يكون للولد ولهذا قالت: أو نتخذه ولداً وهذا انتقال من الأدنى إلى الأعلى إذاً نحن لسنا محرومين من هذا الولد فإما أن نتخذه خادما ننتفع به، وإما أن نتخذه ولدا نفخر به ويكون لنا بمنزلة الولد، هناك احتمال ثالث ؟ نعم فيه احتمال ثالث أنه لا ينفعهم ولا يتخذوه ولكنه لا يمكن أن يقال في مثل هذا السياق لأنها هي تريد ترغيبهم في إبقائه والترغيب في الإبقاء لا يذكر فيه إلا الصفات المرغوبة وهي أنه ينفع أو يُتَخذ ولدا .
قال :- (( وهم لا يشعرون )) نعم هم لا يشعرون هذه جملة من كلام الله ولا من كلامها هي ؟ الظاهر أنها من كلام الله يعني وهم أي آل فرعون ومنهم المرأة لا يشعرون بعاقبة أمر هذا الولد لأنهم لو شعروا بعاقبة أمره قبلوا مشورتها هي ولا لا ؟ ما قبلوا ولكن الله سبحانه وتعالى أعمى ذلك عنهم
وقوله: (( قرة عين )) أولا: (قالت) توجه الخطاب إلى من؟ إلى فرعون، و( قرة ) قَدّر المؤلف ( هو )، ليبين أنه خبر مبتدأ محذوف.
وقوله: ( قرة عين ) مأخوذ من القَرّ أو من القَرَار يعني: قصدي من هذا أو من هذا ويصح منهما جميعا من القر وهو البرد، لأن العين إذا بردت فإنها تكون علامة على السرور ولهذا يقال: دمع السرور بارد ودمع الحزن حار، ويقال: يبكي عليه بدمع حار يعني من الحزن إذاً قرة العين كناية عن برودتها، وبرودة العين دليل على السرور، وقيل: إنها من قَرَّ بالمكان وهو القرار وعدم الاضطراب، لأن الإنسان إذا كان خائفا بدأت عينه تدور من هنا ومن هنا تشخَص وتدور وتلفت، لكن هذا دليل على أنها قارَّة لكن قرارها دليل على أنها لم تخف.
(( قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا )) قولها: (( لا تقتلوه )) يدل على أنهم هموا بقتله وإلا لما كان لقولها لا تقتلوه فائدة وقولها لي ولك وقع كما توقعَت ؟ بالنسبة لها نعم لا شك أنه وقع الأمر كما توقعت وصار هذا الولد قرة عين لها ورفعة لها في الدنيا والآخرة وأما لفرعون فلا ما صار قرة عين له بل كان له عدوا وحزنا ومن غرائب التفسير أن بعضهم قال: (قرة عين لي) وتقف، (ولك لا) وتقف أيضا، (وتقتلوه) جملة مستأنفة وهذا في الحقيقة من التلاعب بالقرآن لأنه لو كان كما يقولون لقال الله تعالى: (تقتلونه)، لأن حذف النون هنا لا نعلم له سببا سوى النهي فكيف يفسر مثل هذه التفاسير الباردة، ولكننا ذكرناه لأنه قد قيل فيه وإلا فإنه حتى أنه روي عن ابن عباس tـ، ولكن هذا أبعد ما يكون عن ابن عباس، لما فيه من تفكيك الكلام وتناثره وعدم التئام بعضه ببعض ولأن النون في فعل تقتلوه محذوفة مما يدل على أن لا مسلطة عليها لكنها هي رضي الله عنها امرأة فرعون إما أنها قالت ذلك من باب التهدئة له قرة عين لي ولك لتهدئه وتفرحه، وإما أنها قالت ذلك معتقدة له ولكن ليس من اعتقد شيئا يكون الأمر على وفاق ما اعتقد بل قد يُخلف الله U اعتقاد الإنسان لحكمة يريدها وهذا لا مانع ذلك منه أن تقول ذلك معتقدة أنه سيكون قرة عين له ولها أيضا، ويدل لهذا قولها: (( عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا )) عسى للترجي وقولها: ينفعنا في الخدمة أو نتخذه ولدا نتبناه وقد قيل: إنه ليس لفرعون من امرأته ولد فقالت أو نتخذه ولدا، ومعلوم أن بين الأمرين فرقا فإن انتفاعهم به لا يجعلهم يحنون عليه كما يحنون على الولد أليس كذلك ؟ فالخادم عند الإنسان يأمر وينهى ولا يكون له في قلبه من الرحمة والرأفة والعطف ما يكون للولد ولهذا قالت: أو نتخذه ولداً وهذا انتقال من الأدنى إلى الأعلى إذاً نحن لسنا محرومين من هذا الولد فإما أن نتخذه خادما ننتفع به، وإما أن نتخذه ولدا نفخر به ويكون لنا بمنزلة الولد، هناك احتمال ثالث ؟ نعم فيه احتمال ثالث أنه لا ينفعهم ولا يتخذوه ولكنه لا يمكن أن يقال في مثل هذا السياق لأنها هي تريد ترغيبهم في إبقائه والترغيب في الإبقاء لا يذكر فيه إلا الصفات المرغوبة وهي أنه ينفع أو يُتَخذ ولدا .
قال :- (( وهم لا يشعرون )) نعم هم لا يشعرون هذه جملة من كلام الله ولا من كلامها هي ؟ الظاهر أنها من كلام الله يعني وهم أي آل فرعون ومنهم المرأة لا يشعرون بعاقبة أمر هذا الولد لأنهم لو شعروا بعاقبة أمره قبلوا مشورتها هي ولا لا ؟ ما قبلوا ولكن الله سبحانه وتعالى أعمى ذلك عنهم
3 - قال الله تعالى : << و قالت امرأت فرعون قرت عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنآ أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون >> أستمع حفظ
هل كلام امرأة فرعون هذا يدل على أنها عاقر؟.
الطالب:.....................
الشيخ :- عاقر ...ما هو بلازم حقيقة قد يتبنى الإنسان شخص زيادة ما دام ما في شيء بين لا نجزم به إذ ربما يكون هذا
الشيخ :- عاقر ...ما هو بلازم حقيقة قد يتبنى الإنسان شخص زيادة ما دام ما في شيء بين لا نجزم به إذ ربما يكون هذا
هل يصح أن يكون قوله تعالى :"وهم لا يشعرون"من كلام امرأت فرعون؟.
الطالب:...................
الشيخ :- بعضهم يقول وهم لا يشعرون آل فرعون ، آل فرعون لا يشعرون بما تريده المرأة وكأن المرأة ألهمها الله U مآل هذا الرجل وأما هم فلا يشعرون ولكن الأقرب أنه من كلام الله سبحانه وتعالى
الشيخ :- بعضهم يقول وهم لا يشعرون آل فرعون ، آل فرعون لا يشعرون بما تريده المرأة وكأن المرأة ألهمها الله U مآل هذا الرجل وأما هم فلا يشعرون ولكن الأقرب أنه من كلام الله سبحانه وتعالى
هل كلام امرأة فرعون هذا قبل أو بعد أن تسلم؟.
الطالب: كلام امرأة فرعون بعد أن أسلمت أم قبله ؟
الشيخ : لا، قبل أن تسلم هذا متفق عليه.
الطالب: على عقيدة فرعون.
الشيخ : .........ولكن الظاهر أنها على عقيدة فرعون لأنها زوجته ولا بد أن تكون مطيعة له.
قال : لا يشعرون بعاقبة أمرهم معه وهذا واضح
الشيخ : لا، قبل أن تسلم هذا متفق عليه.
الطالب: على عقيدة فرعون.
الشيخ : .........ولكن الظاهر أنها على عقيدة فرعون لأنها زوجته ولا بد أن تكون مطيعة له.
قال : لا يشعرون بعاقبة أمرهم معه وهذا واضح
قال الله تعالى : << و أصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولآ أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين >>
ثم قال الله U :- (( وأصبح فؤاد أم موسى )) لما عملت بالتقاطه فارغاً مما سواه أصبح هذا بناء على أنها ألقته ليلاً وتأتي كلمة أصبح بمعنى صار بقطع النظر عن الزمن في اللغة العربية تأتي أصبح بمعنى صار وتأتي أصبح بمعنى صار في الإصباح يقال مثلا صار الماء ثلجا أصبح الماء ثلجا بمعنى صار في اللغة العامية الآن دائما يعبرون الناس يقولون أصبح كذا وأصبح كذا يريدون بذلك أنه انتقل إلى هذا كما أن الإصباح انتقال من الليل إلى النهار، لكن هنا ليس ببعيد أنه في صباح تلك الليلة استولى عليها الوساوس والهواجس حتى صار قلبها فارغا من كل شيء ما تفكر بأي شيء إلا بهذا الولد وهذا أعني أن المراد بالإصباح هنا الدخول في الصباح أولى من أن نجعله بمعنى صار لأنكم كما تعلمون الشيء يُحْزن عليه عند فقده لكن إذا طال الزمن فإنه قد يُنسى الحوادث تنسيه الظاهر أن أصبح أي في تلك الليلة أصبح فؤاد ما هو الفؤاد ؟ القلب أم موسى فارغا يقول: مما سواه أما قول المؤلف لما علمت بالتقاطه فهذا لا يتعين منه أنها علمت ولكن بمجرد أنها ألقته سوف توسوس به .
إن مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي إنها كادت لتبدي به أيقول: ابنها لولا أن ربطنا على قلبها إلى آخره نعم. يقول: إن كادت المؤلف أعرب إن مخففة من الثقيلة وابن مالك يقول :- خففت إن فقل العمل وتلزم اللام إذا ما تهمل وربما استغنى.......... والفعل إن لم يك ناسخا فلا تلفيه غالبا بإن ذي موصلا فالآية إذا جارية على اللغة الفصحى أن كاد ناسخ ولا غير ناسخ ؟ ناسخ كاد ناسخ نعم وهنا اللام لتبدي به لا زمة ولا جائزة ؟
الطالب: لازمة .
الشيخ :- طيب لو حذفناها وقلنا إن كادت تبدي به ما يمكن تكون بمعنى (ما) يعني ما كادت تبدي به ؟ وتلزم اللام إذا ما تهمل وربما استغني عنها................اللام تجب إذا ما كان حذفها يوقع في الإشكال لأنك إذا حذفتها التبست بـ إنَّ وإذا أوجبتها لا يكون مشكلة لأنها لام التوكيد لا تأتي مع النفي فما رأيكم في هذا ؟
الطالب:............
الشيخ :-قيل تخفف المعنى لأنه إن كادت لتبدي به معناها أنها قرب إبدائها لذلك لكن ما كانت لتبدي به معناها مستحيل لأن السياق هي جائزة لأن السياق يدل على المعنى وهو قوله: (( لولا أن ربطنا على قلبها )) لأن هذه الجملة لا تناسب أن تكون إن نافية يعني ما كادت تبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لأن الربط على القلب يقتضي الكتمان ولَّا البيان ؟ يقتضي الكتمان ولا ينفع أن نقول ما كادت تظهره لولا أن ربطنا لأن لولا أن ربطنا يستلزم ألا تظهره فعلى هذا تكون اللام هنا جائزة وهذا جائز من حيث الصناعة النحوية أما من حيث التلاوة القرآنية فهو غير جائز حذفها والسبب أن كلام الله لا يمكن ضبطه لا بالنقص ولا بالزيادة إن كادت لتبدي به تبدي أي تُظهر به أي بموسى وأما قول المؤلف أي بأنه ابنها فهو بناء منه على أنها وصلت إلى آل فرعون ولولا أنها ربُط على قلبها لقالت: هذا ابني ولا شك أن هذا بعيد من القصة وبعيد من المعنى ولكن إن كادت لتبدي به أي لتظهر بما فعلته به يعني هي تحدث الناس وتقول والله أنا فعلت كذا وفعلت كذا وألقيت ابني في اليم إلى آخره ولا لا ؟ وإنما قال: وإن كادت لتبدي به لأن المعروف أن الإنسان إذا حزن بشيء فإنه يخفف من آلام الحزن على نفسه أن يتحدث به إلى أحد من الناس ممن يتصل به ولا يكاد الإنسان يضيق صدره بالشيء حتى يحدث به ولا لا ؟ هذا شيء معلوم فهو لولا أن الله ربط على قلبها لأبدت ذلك الأمر ما أبدت أن قالت هذا ابني، أبدت الأمر الذي وقع منها وهي أنها ألقته في تابوت وألقته في اليم لو فعلت هذا لكان كما قلنا يطير الخبر لأن الخبر مكتوم ما لم يظهر فإذا ظهر لواحد ... إنه يتشعب فلو أبدته ولو لأقرب الناس إليها لظهر أمر الطفل ورمي به ولكن الله سبحانه وتعالى ربط على قلبها ولهذا قال لولا أن ربطنا على قلبها بالصبر أو سكنَّاه الربط على الشيء معناه شد الرباط عليه، ربطنا على قلبها أبلغ من أسكنا قلبها لأن الربط عليه معناه لا يمكن أن يتحرك فهذا أبلغ والله U ربط على قلبها بحيث إنها صبرت ولم تحدث أحدا بما جرى ولكن الذي وقع قالت لأخته قصيه وقد سبق أن المؤلف يقول: ما اطلع على ولادته سوى أخته قالت لأخته: لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين المصدقين بوعد الله وجواب لولا دل عليه ما قبله نعم
قوله: (( ربطنا على قلبها )) أي شددناه بالربط والمراد به التسكين وقوله: )) لتكون )) اللام للتعليل أين المعلل ؟ ربط القلب يعني ربط الله على قلبها لهذه الغاية لتكون من المؤمنين طيب قوله لتكون من المؤمنين ليس المراد الإيمان الجديد لأنها هي مؤمنة بلا شك وأدل دليل على أنها مؤمنة أنها امرأة ألقت ابنها في اليم ثقة بوعد الله U ولكن المراد هنا بالإيمان الإيمان الزائد على أصله الإيمان الزائد يعني التثبيت واليقين لتكون من المؤمنين وهذا هو الذي وقع وفي القصة فوائد عظيمة ومناقب لأم موسى
إن مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي إنها كادت لتبدي به أيقول: ابنها لولا أن ربطنا على قلبها إلى آخره نعم. يقول: إن كادت المؤلف أعرب إن مخففة من الثقيلة وابن مالك يقول :- خففت إن فقل العمل وتلزم اللام إذا ما تهمل وربما استغنى.......... والفعل إن لم يك ناسخا فلا تلفيه غالبا بإن ذي موصلا فالآية إذا جارية على اللغة الفصحى أن كاد ناسخ ولا غير ناسخ ؟ ناسخ كاد ناسخ نعم وهنا اللام لتبدي به لا زمة ولا جائزة ؟
الطالب: لازمة .
الشيخ :- طيب لو حذفناها وقلنا إن كادت تبدي به ما يمكن تكون بمعنى (ما) يعني ما كادت تبدي به ؟ وتلزم اللام إذا ما تهمل وربما استغني عنها................اللام تجب إذا ما كان حذفها يوقع في الإشكال لأنك إذا حذفتها التبست بـ إنَّ وإذا أوجبتها لا يكون مشكلة لأنها لام التوكيد لا تأتي مع النفي فما رأيكم في هذا ؟
الطالب:............
الشيخ :-قيل تخفف المعنى لأنه إن كادت لتبدي به معناها أنها قرب إبدائها لذلك لكن ما كانت لتبدي به معناها مستحيل لأن السياق هي جائزة لأن السياق يدل على المعنى وهو قوله: (( لولا أن ربطنا على قلبها )) لأن هذه الجملة لا تناسب أن تكون إن نافية يعني ما كادت تبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لأن الربط على القلب يقتضي الكتمان ولَّا البيان ؟ يقتضي الكتمان ولا ينفع أن نقول ما كادت تظهره لولا أن ربطنا لأن لولا أن ربطنا يستلزم ألا تظهره فعلى هذا تكون اللام هنا جائزة وهذا جائز من حيث الصناعة النحوية أما من حيث التلاوة القرآنية فهو غير جائز حذفها والسبب أن كلام الله لا يمكن ضبطه لا بالنقص ولا بالزيادة إن كادت لتبدي به تبدي أي تُظهر به أي بموسى وأما قول المؤلف أي بأنه ابنها فهو بناء منه على أنها وصلت إلى آل فرعون ولولا أنها ربُط على قلبها لقالت: هذا ابني ولا شك أن هذا بعيد من القصة وبعيد من المعنى ولكن إن كادت لتبدي به أي لتظهر بما فعلته به يعني هي تحدث الناس وتقول والله أنا فعلت كذا وفعلت كذا وألقيت ابني في اليم إلى آخره ولا لا ؟ وإنما قال: وإن كادت لتبدي به لأن المعروف أن الإنسان إذا حزن بشيء فإنه يخفف من آلام الحزن على نفسه أن يتحدث به إلى أحد من الناس ممن يتصل به ولا يكاد الإنسان يضيق صدره بالشيء حتى يحدث به ولا لا ؟ هذا شيء معلوم فهو لولا أن الله ربط على قلبها لأبدت ذلك الأمر ما أبدت أن قالت هذا ابني، أبدت الأمر الذي وقع منها وهي أنها ألقته في تابوت وألقته في اليم لو فعلت هذا لكان كما قلنا يطير الخبر لأن الخبر مكتوم ما لم يظهر فإذا ظهر لواحد ... إنه يتشعب فلو أبدته ولو لأقرب الناس إليها لظهر أمر الطفل ورمي به ولكن الله سبحانه وتعالى ربط على قلبها ولهذا قال لولا أن ربطنا على قلبها بالصبر أو سكنَّاه الربط على الشيء معناه شد الرباط عليه، ربطنا على قلبها أبلغ من أسكنا قلبها لأن الربط عليه معناه لا يمكن أن يتحرك فهذا أبلغ والله U ربط على قلبها بحيث إنها صبرت ولم تحدث أحدا بما جرى ولكن الذي وقع قالت لأخته قصيه وقد سبق أن المؤلف يقول: ما اطلع على ولادته سوى أخته قالت لأخته: لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين المصدقين بوعد الله وجواب لولا دل عليه ما قبله نعم
قوله: (( ربطنا على قلبها )) أي شددناه بالربط والمراد به التسكين وقوله: )) لتكون )) اللام للتعليل أين المعلل ؟ ربط القلب يعني ربط الله على قلبها لهذه الغاية لتكون من المؤمنين طيب قوله لتكون من المؤمنين ليس المراد الإيمان الجديد لأنها هي مؤمنة بلا شك وأدل دليل على أنها مؤمنة أنها امرأة ألقت ابنها في اليم ثقة بوعد الله U ولكن المراد هنا بالإيمان الإيمان الزائد على أصله الإيمان الزائد يعني التثبيت واليقين لتكون من المؤمنين وهذا هو الذي وقع وفي القصة فوائد عظيمة ومناقب لأم موسى
اضيفت في - 2007-08-13