تفسير سورة القصص-02b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة تفسير قوله تعالى : << و حرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون >>
الشيخ : على أهل بيت ولم تقل على أهله بالطبع لو قالت على أهله اتضح أمره وأمسكوها هي وهو وأهله بل قالت: ( على أهل بيت ) مُنَكر كأنهم لا يعرفونها مع أنها أو أهل البيت أمه أم موسى: (( على أهل بيت يكفلونه لكم )) أهل بيت لَما رأت حنوهم عليه لما رأت حنوهم أي حُنُوّ آل فرعون على هذا الطفل لأنهم يحبون أن يجدوا من يقوم بكفالته وإرضاعه قالت: (( هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم )) للإرضاع وغيره والكَفل معناه القيام بحضانة الطفل، القيام بحضانة الطفل يسمى كَفلا كما في قوله تعالى: (( وكَفَّلها زكريا )) في قراءة ثانية (( وكَفَلَها زكريا )) المعنى: أنا أدلكم على أهل بيت يقومون بحضانته على أتم قيام بدليل قولها: (( وهم له ناصحون )) الفعل جاء بالفعل والنية جاءت بالجملة الاسمية يكفلونه، لأن الكفالة فعل، وهم له ناصحون النصيحة مبنية على النية في القلب.
ومعنى ناصحون أي مخلصون، وأصل النصح إخلاص الشيء من الشوائب، ومنه قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ))((التحريم:8)) أي خالصة من الشوائب لله وحده.
إذاً ناصحون وش معنى النصح ؟ الخلوص من الشوائب، أي أنهم مخلصون له إخلاصاً كاملاً، وهي صادقة في قولها ولّا لا ؟ صادقة بلا شك وقوله: (( وهم له ناصحون )) الضمير في له يعود إلى هذا الطفل بلا ريب أنه يعود إلى هذه الطفل، وإذا كان يعود إلى هذا الطفل فإذا قال قائل: ما فائدة آل فرعون بنصح أهل هذا البيت له؟ نقول: فائدة آل فرعون بذلك لأنهم أحبوا هذا الطفل وودوا من يقوم بكفايته وبكفالته على الوجه الأتم ولهذا ... طيب .
يقول المؤلف :- " وفسَّر الضمير له بالملِك جوابا لهم فأُجيبت " هذا مبني على قصة إسرائيلية أنها لما قالت: وهم له ناصحون كأنهم شكوا وقالوا: ما الذي أدراك أنهم ينصحون له فقالت: أريد أنهم ينصحون للملك، من الملك؟ فرعون يعني وهم للملك ناصحون وهذه قصة لا شك أنها بعيدة من الصواب وليست بصواب وإنما المراد (له) للطفل وليس هناك يعني ما فيه ما يمنع أن يكون الضمير عائدا إليه ولا حاجة أيضا إلى تفسيره بالملِك لأنهم هم يحبون - أي آل فرعون- يحبون من ينصح له فليسوا بسائلين عن هذا الشيء نعم، فتكوين المؤلف هذا لا داعي له.
يقول : "فجاءت بأمه فقَبِل ثديها وأجابتهم عن قبوله بأنها طيبة الريح طيبة اللبن فأُذن لها في إرضاعه في بيتها فرجعت به كما قال تعالى: (( فرددناه ))" هذا التقرير الذي ذكره المؤلف أيضا بطل في الآتي عليه هو يقول: أنها جاءت وقَبِل ثديها أمام الناس واتهمت به ودافعت عن التهمة بأن ثديها طيب الريح ولبنها طيب كل هذا لا أصل له والصواب أنهم لما قال هذا الكلام لما قالت: (( هل أدلكم على أهل بيت وهم له ناصحون )) قالوا، وش قالوا؟ قالوا: نعم دلينا، فالقصة واضحة جداً دلينا فدلتهم فجاءوا به إلى أمه وهذا أبلغ في المعجزة، والآية أن أمه في بيتها أمرت أخته أن تخرج في طلبه فما رجعت أخته إلا به إلى أمه، أما أن الأم راحت أنها ألقمته الثدي وأنها اتهمت به ودافعت بأنها طيبة الريح أو طيبة اللبن، فهذا ليس بصحيح ومثل هذه الأمور لا يلزم أن يكون لها أسباب حسية معلومة، لأنها من خوارق العادات، وخوارق العادات ما نحتاج أنّا نوجه لها أشياء تناسب العادات بل هي فوق العادة، فعلى هذا نقول المسألة سائرة على حسب ما جاء في القرآن الكريم ولم تأت الأم، الله U ما ذكر أن الأم هي التي أتت بل قال:
ومعنى ناصحون أي مخلصون، وأصل النصح إخلاص الشيء من الشوائب، ومنه قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ))((التحريم:8)) أي خالصة من الشوائب لله وحده.
إذاً ناصحون وش معنى النصح ؟ الخلوص من الشوائب، أي أنهم مخلصون له إخلاصاً كاملاً، وهي صادقة في قولها ولّا لا ؟ صادقة بلا شك وقوله: (( وهم له ناصحون )) الضمير في له يعود إلى هذا الطفل بلا ريب أنه يعود إلى هذه الطفل، وإذا كان يعود إلى هذا الطفل فإذا قال قائل: ما فائدة آل فرعون بنصح أهل هذا البيت له؟ نقول: فائدة آل فرعون بذلك لأنهم أحبوا هذا الطفل وودوا من يقوم بكفايته وبكفالته على الوجه الأتم ولهذا ... طيب .
يقول المؤلف :- " وفسَّر الضمير له بالملِك جوابا لهم فأُجيبت " هذا مبني على قصة إسرائيلية أنها لما قالت: وهم له ناصحون كأنهم شكوا وقالوا: ما الذي أدراك أنهم ينصحون له فقالت: أريد أنهم ينصحون للملك، من الملك؟ فرعون يعني وهم للملك ناصحون وهذه قصة لا شك أنها بعيدة من الصواب وليست بصواب وإنما المراد (له) للطفل وليس هناك يعني ما فيه ما يمنع أن يكون الضمير عائدا إليه ولا حاجة أيضا إلى تفسيره بالملِك لأنهم هم يحبون - أي آل فرعون- يحبون من ينصح له فليسوا بسائلين عن هذا الشيء نعم، فتكوين المؤلف هذا لا داعي له.
يقول : "فجاءت بأمه فقَبِل ثديها وأجابتهم عن قبوله بأنها طيبة الريح طيبة اللبن فأُذن لها في إرضاعه في بيتها فرجعت به كما قال تعالى: (( فرددناه ))" هذا التقرير الذي ذكره المؤلف أيضا بطل في الآتي عليه هو يقول: أنها جاءت وقَبِل ثديها أمام الناس واتهمت به ودافعت عن التهمة بأن ثديها طيب الريح ولبنها طيب كل هذا لا أصل له والصواب أنهم لما قال هذا الكلام لما قالت: (( هل أدلكم على أهل بيت وهم له ناصحون )) قالوا، وش قالوا؟ قالوا: نعم دلينا، فالقصة واضحة جداً دلينا فدلتهم فجاءوا به إلى أمه وهذا أبلغ في المعجزة، والآية أن أمه في بيتها أمرت أخته أن تخرج في طلبه فما رجعت أخته إلا به إلى أمه، أما أن الأم راحت أنها ألقمته الثدي وأنها اتهمت به ودافعت بأنها طيبة الريح أو طيبة اللبن، فهذا ليس بصحيح ومثل هذه الأمور لا يلزم أن يكون لها أسباب حسية معلومة، لأنها من خوارق العادات، وخوارق العادات ما نحتاج أنّا نوجه لها أشياء تناسب العادات بل هي فوق العادة، فعلى هذا نقول المسألة سائرة على حسب ما جاء في القرآن الكريم ولم تأت الأم، الله U ما ذكر أن الأم هي التي أتت بل قال:
1 - تتمة تفسير قوله تعالى : << و حرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون >> أستمع حفظ
قال الله تعالى : << فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لايعلمون >>
(( فرددناه إلى أمه )) (( رددناه )) أي موسى (( إلى أمه )) كي تقر عينها بلقائه تقَرّ سبق أنها مأخوذة إما من القَر وهو البرودة وإما من القرار والسكون، ولعله يشمل المعنيين نفول أن القرار تسكن عنه وتبرد ف(( كي تقر عينها )) وكي هنا حرف تعليل وهي مصدرية تنصب الفعل المضارع، ولهذا استقر منصوبة وعلامة نصبه فتحة ظاهرة على القاف،
الطالب: على آخره.
الشيخ : على آخره، والقاف... هذا الأصل نعم، لأنه من قَر يقَر وليست من قَر يقُر كي تقر عينها بلقائه
(( ولا تحزن )) حينئذ يعني: لا تحزن على ما مضى بل يزول عنها الحزن تقر العين ويزول عنها الحُزن ولتعلم أن وعد الله برده إليها حق، هذا أيضا ثلاثة فوائد: تقر عينها، ولا تحزن، والثالث ولتعلم أن وعد الله حق أما الأولان فظاهر أنها تقر عينها برجوعه، وأنها لا تحزن يزول عنها الحزن لكن قوله: (( ولتعلم أن وعد الله حق )) فإن هذه العلة قد سبقت لأنها منذ أن ألقته في اليم قد علمت بأن وعد الله حق، ولولا علمها ويقينها بأن وعد الله حق ما ألقته، فيكون هنا المراد بالعلم علم اليقين ولّا عين اليقين ؟ عين اليقين أو حق اليقين إن شئت علمها بالأول علم عن الشيء خبراً، وعلمها الثاني علم عن الشيء وقوعاً وفرق بين علم الإنسان بالشيء خبرا وبين علمه به وقوعا ولهذا قال إبراهيم :r (( رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي )) وجاء في الحديث عن النبي r أنه قال: ( ليس الخبر كالمعاينة ) فالحاصل أن قوله: ولتعلم يعني علم الشيء بعد وقوعه وأما علمها به خبراً فقد تقدم ولولا أنها واثقة في الأول ما فعلت،
وقوله: (( ولتعلم أن وعد الله حق )) وعد ذكروا أن الوعد هو الوعد بما يسُر والوعيد بما يُحْزن يعني الوعد بالخير والوعيد بالشر وأن الشر من أَوْعَد والخير من وَعَد، فقالوا: أوعده أي بالشر ووعده بالخير .
الطالب : ...أن المعروف أن الإنسان قرت عينه ينسى الحزن....
الشيخ : نفي الحزن هنا لأجل أن يبين أن القَرّ كامل لأنه قد تقر عينها مع شيء من الحزن، طيب الوعد معناه قلنا: هو الإخبار أو يتعلق بما يسر والوعيد بما يسوء فهل الوعد والحق دون الوعيد أو كلاهما ؟ الوعيد حق، والوعد حق لأننا لو قلنا: إن الوعيد ليس بحق لزم أن يكون في خبر الله كذب وهذا غير ممكن، لكن الوعيد قد لا يُنَّفذ تفضلاً من الله U لأنه حقه، الوعيد حق الله والله U قد يتجاوز عنه أما الوعد فإنه حق لمن؟ للموعود ولهذا لا يمكن أن يتخلف قال الشاعر:
وإني وإن أوعدته أو وعدته لمخلفٌ إيعادي ومنجزٌ موعدي
لأن الوعد حق للموعود والوعيد حق للواعد أو للموعد، أضرب لكم مثلا إذا قلت لهذا الرجل: إن فعلت كذا أعطيتك مائة دينار هذا ماهو؟ وعد ولا وعيد يا عبد الله ال ؟
الطالب: وعد.
الشيخ : وعد لأنه في الخير نعم هذا فعل ما قلت يجب علي أن أوفيه لأن الحق له لكن قلت لولدي مثلاً: إن فعلت كذا حبستك، ثم فعله ولكني عفوت عنه، هذا جائز ولا مو جائز ؟ هذا جائز ويكون فضلا لاسيما إذا عفا عنه مع القدرة قال الله تعالى: (( إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا )) أما العفو مع العكس ما هو نفي، الحاصل إن وعد الله ووعيده كلاهما حق لكن وعده لما كان حقا للموعود صار لا بد منه لوقوعه، ووعيده لما كان حقا له إن شاء عفا عنه تكرماً وتفضلاً حسب ما تقتضيه حكمته سبحانه وتعالى.
الطالب: ...قوله جل وعلا: (( قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا )) هذا وعيد أطلق على الوعد.
الشيخ : هذا صحيح أُطلق عليه وعد إما لأنه في المقابلة مع قولهم بهذا صار مشاكلا له، أو أنه يطلق عليه أحياناً قال: (( ولتعلم أن وعد الله حق )) حقّ هنا بمعنى ثابت وأظن أننا قلنا أن الحق في كذا له معنى والحق في كذا له معنى، هذا من أي المعنيين؟
الطالب: من الصدق.
الشيخ : من الصدق، نعم إن الحق إذا تعلق بالأخبار فمعناه الصدق، وفي الأحكام معناه العدل، وعلى هذا فيكون هنا بمعنى الصدق (( ولتعلم أن وعد الله حق )) أي صدق ولا يمكن أن يتخلف، لأن تخلف الوعد إما أن يكون عن كذب الواعد أو عن عجزه عن تنفيذه، وكلا الأمرين في حق الله مستحيل فلا كذب في قوله ولا عجز في فعله، ولهذا عباد الله سبحانه وتعالى يختمون الدعاء بقولهم: ( إنك لا تخلف الميعاد ) نعم.
قال: " (( ولكن أكثرهم )) أي : الناس لا يعلمون بهذا الوعد ولا بأن هذه أخته " المؤلف خصص الآية والحقيقة أن الآية عامة: (( ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) أي ليس عندهم علم ينفعهم في وعد الله فنفي العلم هنا إما لإثبات الجهل أو لنفي العلم النافع، أكثر الناس لا يعلمون بهذا لا يعلمون بأن وعد الله حق
الطالب: أكثرهم.
الشيخ : أكثرهم أي الناس، أقول أكثر الناس لا يعلمون أن وعد الله حق إما لجهلهم وإما لعدم انتفاعهم بهذا العلم، ونفي الشيء لنفي الانتفاع به ثابت في القرآن: (( لا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون )) ودائما ينفي الله سبحانه وتعالى العقل عن الناس والسمع عن الناس وما أشكل ذلك لعدم انتفاعهم بذلك، فأكثر الناس لا يعلمون المؤلف خص هذه بقصة موسى والآية عامة، أكثر الناس لا يعلمون أن وعد الله حق أقول إما الجهل بذلك لكونهم لا يعرفون من أسماء الله وصفاته ما هو اللائق به، وإما لكونهم لا ينتفعون بهذا العلم، الذين لا يحرصون على فعل الخير أو على تجنب الشر الحقيقة هم كالجاهلين بأن وعد الله حق، إذ أن الطبيعة البشرية والعقل يقتضيان أنك ما دمت مؤمنا بهذا الشيء سواء كان وعدا أو وعيدا فلا بد أن تسعى له بمقتضى إيمانك، إذا كنت تعلم أن الإنسان سيموت وأن المؤمن إذا مات سيجد الخير ويكون في الجنة وينجوا من النار هذا حق ولّا لا ؟
الطلبة: حق.
الشيخ : حق، لكن اللي ما يسعى للجنة الذي لا يسعى لهذا الخير وينهمك بسعيه للدنيا الفانية هل هذا في الحقيقة عالم بأن وعد الله حق أو منتفع بعلمه؟ ما انتفع به ما انتفع بعلمه لو انتفع به ما فوت هذه الفرصة العظيمة فالإنسان يعرف أن المعصية سبب لدخول النار يعرف هذا ويعرف أن وعد الله حق لكن مع ذلك يتجرأ على المعاصي نقول: إن علمه هنا ناقص إذ لو آمن بذلك حقا لكان يتجنب هذا الشيء فصدق معنا قوله تعالى: (( ولكن أكثرهم لا يعلمون )) حل المؤلف رحمه الله الآية هذه يقول:" لا يعلمون بهذا الوعد " يعني بما وعد الله أمه من رده إليها ولا بأن هذه أخته وعلى هذا فيقول: الضمير في أكثرهم يعود على آل فرعون وهذه فمكث عندها إلى أن فطمته وأُجري عليه أجرُتها لكل يوم دينار...
أما كونه بقي عندها إلى أن فطمته هذا واضح، لأنه ما دام محتاج للرضاع فسوف يبقى عندها
وأما أجري عليها أجرتها فهذا أيضا صحيح فإنه جُعل لها أجرة وصاروا يرسلون إليها بالهدايا والتحف ويكرمونها لأنها كافلة هذا الطفل الذي قالوا: إنه قرة عين وعسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا ولهذا روي عن النبي أنه قال في الذي يحسن الصنعة ويتخذ عليها أجراً: ) أنه كأم موسى ترضع ولدها وتأخذ عليه أجرا ) وهذا من آيات الله يجيها ولدها وترضعه وتُكرم عليه ما ظنكم لو لم تفعل هكذا ولا تلقيه في اليم ولا يلتقطه آل فرعون كانت تبقى خائفة وجلة ولا يحصل لها أجرة ولا إكرام ولا إعزاز من هؤلاء الطغاة .
قال: وأما قوله: " لكل يوم دينار " فهذا غير مُسّلم لأنه طريقنا في مثل هذه الأمور أن نقول ما ثبت عن الرسول r فهو مقبول، وما لم يثبت من أخبار بني إسرائيل فإننا نتوقف بهه ولا ينبغي أن نجزم به هذا الجزم نحدث به ولكننا ما نجزم به يقول : لكل يوم دينار ... جاء إشكال ... وأخذتها لأنها مال حربي، سبحان الله العظيم يعني ذهاب وهم بعض العلماء غريب، أخذتها لأنها مال حربي أو أخذتها لأنها أجرة على إرضاعه؟ أجرة ما فيها إشكال هذه، أما كونها تأخذ الأجرة لأنها مال حربي فهذا لا وجه له ليس له وجه، لا يقال مثلا: إن أم موسى لما لم يقبل ثدي غيرها كان إرضاعها إياه فرضا عليها والفرض لا يجوز أخذ العوض عليه فسر أخذ المال هنا على أنه مال حربي نقول حتى مال حربي إذا جاء بصيغة عقد يجوز أخذه ولا لا ؟ لا، ما يجوز إنما تأخذه بمقتضى العقد والمعاقدة بينك وبين الحربيين مثل الاستئمان بل هي استئمان في الواقع، فالصواب أنها أخذتها لأنها أُجرت عليه على كفالته وإرضاعه لأنه لو لم تأخذ لكان في ذلك بلاء لعلم أنها قريبة له أو ما أشبه ذلك فهي أخذته لأنهم هم يعتقدون أنها ليست أمه ويعتقدون أن هذا الطفل سوف يكون لهم .
السائل :...
الشيخ :- يجوز باطنا لأجل كفالتها بالنسبة لهم.
يقول المؤلف: "فأتت به فرعون فتربى عنده كما قال الله تعالى حكاية عنه في سورة الشعراء: (( ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين )) تربى عند فرعون في بيت الملك وكان يركب كما يركب الملوك ويلبس لباس الملوك فبدل من أن لو كان عند أمه ما حصل له هذا الشيء بلا شك أما الآن فأصبح معززا مكرما وذلك من تسخير الله سبحانه وتعالى له
الطالب: على آخره.
الشيخ : على آخره، والقاف... هذا الأصل نعم، لأنه من قَر يقَر وليست من قَر يقُر كي تقر عينها بلقائه
(( ولا تحزن )) حينئذ يعني: لا تحزن على ما مضى بل يزول عنها الحزن تقر العين ويزول عنها الحُزن ولتعلم أن وعد الله برده إليها حق، هذا أيضا ثلاثة فوائد: تقر عينها، ولا تحزن، والثالث ولتعلم أن وعد الله حق أما الأولان فظاهر أنها تقر عينها برجوعه، وأنها لا تحزن يزول عنها الحزن لكن قوله: (( ولتعلم أن وعد الله حق )) فإن هذه العلة قد سبقت لأنها منذ أن ألقته في اليم قد علمت بأن وعد الله حق، ولولا علمها ويقينها بأن وعد الله حق ما ألقته، فيكون هنا المراد بالعلم علم اليقين ولّا عين اليقين ؟ عين اليقين أو حق اليقين إن شئت علمها بالأول علم عن الشيء خبراً، وعلمها الثاني علم عن الشيء وقوعاً وفرق بين علم الإنسان بالشيء خبرا وبين علمه به وقوعا ولهذا قال إبراهيم :r (( رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي )) وجاء في الحديث عن النبي r أنه قال: ( ليس الخبر كالمعاينة ) فالحاصل أن قوله: ولتعلم يعني علم الشيء بعد وقوعه وأما علمها به خبراً فقد تقدم ولولا أنها واثقة في الأول ما فعلت،
وقوله: (( ولتعلم أن وعد الله حق )) وعد ذكروا أن الوعد هو الوعد بما يسُر والوعيد بما يُحْزن يعني الوعد بالخير والوعيد بالشر وأن الشر من أَوْعَد والخير من وَعَد، فقالوا: أوعده أي بالشر ووعده بالخير .
الطالب : ...أن المعروف أن الإنسان قرت عينه ينسى الحزن....
الشيخ : نفي الحزن هنا لأجل أن يبين أن القَرّ كامل لأنه قد تقر عينها مع شيء من الحزن، طيب الوعد معناه قلنا: هو الإخبار أو يتعلق بما يسر والوعيد بما يسوء فهل الوعد والحق دون الوعيد أو كلاهما ؟ الوعيد حق، والوعد حق لأننا لو قلنا: إن الوعيد ليس بحق لزم أن يكون في خبر الله كذب وهذا غير ممكن، لكن الوعيد قد لا يُنَّفذ تفضلاً من الله U لأنه حقه، الوعيد حق الله والله U قد يتجاوز عنه أما الوعد فإنه حق لمن؟ للموعود ولهذا لا يمكن أن يتخلف قال الشاعر:
وإني وإن أوعدته أو وعدته لمخلفٌ إيعادي ومنجزٌ موعدي
لأن الوعد حق للموعود والوعيد حق للواعد أو للموعد، أضرب لكم مثلا إذا قلت لهذا الرجل: إن فعلت كذا أعطيتك مائة دينار هذا ماهو؟ وعد ولا وعيد يا عبد الله ال ؟
الطالب: وعد.
الشيخ : وعد لأنه في الخير نعم هذا فعل ما قلت يجب علي أن أوفيه لأن الحق له لكن قلت لولدي مثلاً: إن فعلت كذا حبستك، ثم فعله ولكني عفوت عنه، هذا جائز ولا مو جائز ؟ هذا جائز ويكون فضلا لاسيما إذا عفا عنه مع القدرة قال الله تعالى: (( إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا )) أما العفو مع العكس ما هو نفي، الحاصل إن وعد الله ووعيده كلاهما حق لكن وعده لما كان حقا للموعود صار لا بد منه لوقوعه، ووعيده لما كان حقا له إن شاء عفا عنه تكرماً وتفضلاً حسب ما تقتضيه حكمته سبحانه وتعالى.
الطالب: ...قوله جل وعلا: (( قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا )) هذا وعيد أطلق على الوعد.
الشيخ : هذا صحيح أُطلق عليه وعد إما لأنه في المقابلة مع قولهم بهذا صار مشاكلا له، أو أنه يطلق عليه أحياناً قال: (( ولتعلم أن وعد الله حق )) حقّ هنا بمعنى ثابت وأظن أننا قلنا أن الحق في كذا له معنى والحق في كذا له معنى، هذا من أي المعنيين؟
الطالب: من الصدق.
الشيخ : من الصدق، نعم إن الحق إذا تعلق بالأخبار فمعناه الصدق، وفي الأحكام معناه العدل، وعلى هذا فيكون هنا بمعنى الصدق (( ولتعلم أن وعد الله حق )) أي صدق ولا يمكن أن يتخلف، لأن تخلف الوعد إما أن يكون عن كذب الواعد أو عن عجزه عن تنفيذه، وكلا الأمرين في حق الله مستحيل فلا كذب في قوله ولا عجز في فعله، ولهذا عباد الله سبحانه وتعالى يختمون الدعاء بقولهم: ( إنك لا تخلف الميعاد ) نعم.
قال: " (( ولكن أكثرهم )) أي : الناس لا يعلمون بهذا الوعد ولا بأن هذه أخته " المؤلف خصص الآية والحقيقة أن الآية عامة: (( ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) أي ليس عندهم علم ينفعهم في وعد الله فنفي العلم هنا إما لإثبات الجهل أو لنفي العلم النافع، أكثر الناس لا يعلمون بهذا لا يعلمون بأن وعد الله حق
الطالب: أكثرهم.
الشيخ : أكثرهم أي الناس، أقول أكثر الناس لا يعلمون أن وعد الله حق إما لجهلهم وإما لعدم انتفاعهم بهذا العلم، ونفي الشيء لنفي الانتفاع به ثابت في القرآن: (( لا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون )) ودائما ينفي الله سبحانه وتعالى العقل عن الناس والسمع عن الناس وما أشكل ذلك لعدم انتفاعهم بذلك، فأكثر الناس لا يعلمون المؤلف خص هذه بقصة موسى والآية عامة، أكثر الناس لا يعلمون أن وعد الله حق أقول إما الجهل بذلك لكونهم لا يعرفون من أسماء الله وصفاته ما هو اللائق به، وإما لكونهم لا ينتفعون بهذا العلم، الذين لا يحرصون على فعل الخير أو على تجنب الشر الحقيقة هم كالجاهلين بأن وعد الله حق، إذ أن الطبيعة البشرية والعقل يقتضيان أنك ما دمت مؤمنا بهذا الشيء سواء كان وعدا أو وعيدا فلا بد أن تسعى له بمقتضى إيمانك، إذا كنت تعلم أن الإنسان سيموت وأن المؤمن إذا مات سيجد الخير ويكون في الجنة وينجوا من النار هذا حق ولّا لا ؟
الطلبة: حق.
الشيخ : حق، لكن اللي ما يسعى للجنة الذي لا يسعى لهذا الخير وينهمك بسعيه للدنيا الفانية هل هذا في الحقيقة عالم بأن وعد الله حق أو منتفع بعلمه؟ ما انتفع به ما انتفع بعلمه لو انتفع به ما فوت هذه الفرصة العظيمة فالإنسان يعرف أن المعصية سبب لدخول النار يعرف هذا ويعرف أن وعد الله حق لكن مع ذلك يتجرأ على المعاصي نقول: إن علمه هنا ناقص إذ لو آمن بذلك حقا لكان يتجنب هذا الشيء فصدق معنا قوله تعالى: (( ولكن أكثرهم لا يعلمون )) حل المؤلف رحمه الله الآية هذه يقول:" لا يعلمون بهذا الوعد " يعني بما وعد الله أمه من رده إليها ولا بأن هذه أخته وعلى هذا فيقول: الضمير في أكثرهم يعود على آل فرعون وهذه فمكث عندها إلى أن فطمته وأُجري عليه أجرُتها لكل يوم دينار...
أما كونه بقي عندها إلى أن فطمته هذا واضح، لأنه ما دام محتاج للرضاع فسوف يبقى عندها
وأما أجري عليها أجرتها فهذا أيضا صحيح فإنه جُعل لها أجرة وصاروا يرسلون إليها بالهدايا والتحف ويكرمونها لأنها كافلة هذا الطفل الذي قالوا: إنه قرة عين وعسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا ولهذا روي عن النبي أنه قال في الذي يحسن الصنعة ويتخذ عليها أجراً: ) أنه كأم موسى ترضع ولدها وتأخذ عليه أجرا ) وهذا من آيات الله يجيها ولدها وترضعه وتُكرم عليه ما ظنكم لو لم تفعل هكذا ولا تلقيه في اليم ولا يلتقطه آل فرعون كانت تبقى خائفة وجلة ولا يحصل لها أجرة ولا إكرام ولا إعزاز من هؤلاء الطغاة .
قال: وأما قوله: " لكل يوم دينار " فهذا غير مُسّلم لأنه طريقنا في مثل هذه الأمور أن نقول ما ثبت عن الرسول r فهو مقبول، وما لم يثبت من أخبار بني إسرائيل فإننا نتوقف بهه ولا ينبغي أن نجزم به هذا الجزم نحدث به ولكننا ما نجزم به يقول : لكل يوم دينار ... جاء إشكال ... وأخذتها لأنها مال حربي، سبحان الله العظيم يعني ذهاب وهم بعض العلماء غريب، أخذتها لأنها مال حربي أو أخذتها لأنها أجرة على إرضاعه؟ أجرة ما فيها إشكال هذه، أما كونها تأخذ الأجرة لأنها مال حربي فهذا لا وجه له ليس له وجه، لا يقال مثلا: إن أم موسى لما لم يقبل ثدي غيرها كان إرضاعها إياه فرضا عليها والفرض لا يجوز أخذ العوض عليه فسر أخذ المال هنا على أنه مال حربي نقول حتى مال حربي إذا جاء بصيغة عقد يجوز أخذه ولا لا ؟ لا، ما يجوز إنما تأخذه بمقتضى العقد والمعاقدة بينك وبين الحربيين مثل الاستئمان بل هي استئمان في الواقع، فالصواب أنها أخذتها لأنها أُجرت عليه على كفالته وإرضاعه لأنه لو لم تأخذ لكان في ذلك بلاء لعلم أنها قريبة له أو ما أشبه ذلك فهي أخذته لأنهم هم يعتقدون أنها ليست أمه ويعتقدون أن هذا الطفل سوف يكون لهم .
السائل :...
الشيخ :- يجوز باطنا لأجل كفالتها بالنسبة لهم.
يقول المؤلف: "فأتت به فرعون فتربى عنده كما قال الله تعالى حكاية عنه في سورة الشعراء: (( ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين )) تربى عند فرعون في بيت الملك وكان يركب كما يركب الملوك ويلبس لباس الملوك فبدل من أن لو كان عند أمه ما حصل له هذا الشيء بلا شك أما الآن فأصبح معززا مكرما وذلك من تسخير الله سبحانه وتعالى له
2 - قال الله تعالى : << فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لايعلمون >> أستمع حفظ
الأسئلة
السائل :...
الشيخ :-اتصل بنا؟ .... على كل حال يترتب عليه لأنها أمه
السائل : يعني بعد الفطام ... ؟
الشيخ :- تربى عند فرعون لكن رجع إلى أمه لأنه ... هذه أمه من الرضاعة ولا يستنكر هذا الأمر لا يستنكر أنه رجع إليها لأنه أمه من الرضاعة.
السائل : هو ما يعلم بالحقيقة؟
الشيخ : ما يعلم...
الشيخ :- لا، علم الحقيقة علمته أمه أيضاً .
السائل : الدليل؟
الشيخ :- الدليل أنه لما كفلته وكبر فإنه سيكون في حضانتها يأتي إليها بالضرورة تعلمه ...
السائل :...
الشيخ :- أبدا ولكن لأن هو يخاف على نفسه مثل هو ما تخاف عليه ما فيه خوف أبدا ما دام أن الرجل يخشى على نفسه ما يمكن أن يحدث
الشيخ :-اتصل بنا؟ .... على كل حال يترتب عليه لأنها أمه
السائل : يعني بعد الفطام ... ؟
الشيخ :- تربى عند فرعون لكن رجع إلى أمه لأنه ... هذه أمه من الرضاعة ولا يستنكر هذا الأمر لا يستنكر أنه رجع إليها لأنه أمه من الرضاعة.
السائل : هو ما يعلم بالحقيقة؟
الشيخ : ما يعلم...
الشيخ :- لا، علم الحقيقة علمته أمه أيضاً .
السائل : الدليل؟
الشيخ :- الدليل أنه لما كفلته وكبر فإنه سيكون في حضانتها يأتي إليها بالضرورة تعلمه ...
السائل :...
الشيخ :- أبدا ولكن لأن هو يخاف على نفسه مثل هو ما تخاف عليه ما فيه خوف أبدا ما دام أن الرجل يخشى على نفسه ما يمكن أن يحدث
هل التسمية بموسى من آل فرعون؟.
السائل :...
الشيخ : .. تحتمل منها سمته بذلك أو من آل فرعون بل حتى آل فرعون مش يدرين ما سمته
السائل : التسمية عبرية
الشيخ : أي نعم، اللهم إلا أن يكون مثلا هذا من إكرام الله له حيث سماه ما سمته به أمه ...
يقول: (( ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين )) فبقي الرجل عند الملك مكرما معظما معززا
الشيخ : .. تحتمل منها سمته بذلك أو من آل فرعون بل حتى آل فرعون مش يدرين ما سمته
السائل : التسمية عبرية
الشيخ : أي نعم، اللهم إلا أن يكون مثلا هذا من إكرام الله له حيث سماه ما سمته به أمه ...
يقول: (( ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين )) فبقي الرجل عند الملك مكرما معظما معززا
قال الله تعالى : << ولما بلغ أشده واستوى ءاتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين >>
(( ولما بلغ أشده )) وهو ثلاثون سنة أو وثلاث الأشُد قيل: أنه ثلاث وثلاثون سنة وقيل: ثلاثون سنة وقيل: قريباً من أربعين وذلك أن الله يقول: (( حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة )) فدل هذا على أن بلوغ الأشد غير الأربعين لأنه قال بلغ أشده وبلغ أربعين سنة على أنه يَحْتَمل أن بلوغ الأشد معناه كمال العقل ولا ينافي أن يكون كمال العقل عند تمام الأربعين، ويقول: (( واستوى )) أي بلغ أربعين سنة لا، استوى بمعنى كمل والاستواء في اللغة العربية بمعنى الكمال، ومنه قولهم: استوت الثمرة أي كملت وهو في كل موضع بحسَبه، ولكنه إذا عدي بإلى فهو بمعنى القصد، وإذا عدي بعلى فهو بمعنى العلو والاستقرار، لأن ذلك هو الكمال،
" (( واستوى آتيناه حُكما )) حِكمة وعلما يَفهَم في الدين قبل أن يبعث نبياً "، آتيناه بمعنى أعطيناه وهذا الإيتاء كوني ولّا شرعي؟
الطلبة: كوني ...
الشيخ : الإتيان يكون كونيا ويكون شرعيا، وإن كان متعلقا بالقضاء والقدر فهو كوني، وإن كان متعلقا بالشرع فهو شرعي: (( ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله )) هذا الإتيان شرعي، لأنه يتعلق بالشرع والقصد، وهنا (( آتيناه حكما وعلما )) هذا كوني لأنه يتعلق بالقضاء والقدر (( وآتوهم من مال الله الذي آتاكم )).
الطالب: شرعية.
الشيخ : لا آتوهم شرعا لكن الذي آتاكم قدراً فهو قدره لكم، فالإتيان إذاً يكون شرعياً ويكون كونياً بحسب متعلقه.
وقول المؤلف: " حكما " فسره بحكمة يقال علماً أي فقهاً لماذا فسر الحكم بالحكمة ؟ لأن العلم هو علم الأحكام فإذا فسرنا الحُكم بأنه الحكم الذي مقتضى خطاب بالشرع صار فيه نوع من التَكرار لأنه العلم، ولكنه يجوز أن نقول آتيناه حكما أي علما بالأحكام الشرعية وعلما بالأخبار والأسرار، نعم وحينئذ ما يكون في الآية تَكرار ولا نلجأ إلى تفسير الحكم بالحكمة لأن المعروف أن الحُكم غير الحكمة ولّا لا؟
الطالب: نعم.
الشيخ : فالحكم هو مقتضى خطاب الشرع المتعلق بأفعال المكلفين، والحكمة هي علة ذلك الحكم .
وقوله: لما بلغ آتيناه لما شرطية
الطالب:...
الشيخ : لا، شرطية هنا بدليل أنه جاء لها فعل وجواب فلما بلغ أشده واستوى آتيناه فهي إذاً شرطية وهي ترد في اللغة العربية شرطية كما هنا، وترد بمعنى إلا مثل قوله تعالى: (( إن كل نفس لما عليها حافظ )) أي: إلا عليها حافظ، وترد ظرفا جئتك لما عرفت أنك مستيقظ، مثلا، أي حين عرفت، والذي يُعيِّن هذه المعاني هو؟
الطالب: السياق.
الشيخ : السياق نعم،
(( ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما )) قال الله تعالى: وكذلك كما جزيناه نجزي المحسنين لأنفسهم، قوله كما جزيناه يفيد أن الإشارة هنا إلى هذا الإعطاء الذي أعطاه الله، يعني ومثلَ ذلك والكاف هنا وهي كثيرة في القرآن نعربها بأنها مفعول مطلق بمعنى مثل أي مثل ذلك الجزاء نجزي المحسنين إذا كانت مفعولاً مطلقاً بمعنى مثل فهي اسم قال ابن مالك :
شــــــــــــــبّه بكـــــــــاف ٍ وبها التعليل قد ... يعـــــــــــــنى وزائــــــــــدا لتوكــــــــــيدٍ ورد
واستُعمل اسما ً وكذا عن وعــــــــــــلى ... من أجل ذا عليهما من دخلا
فالكاف تأتي بمعنى مثل وتعرب على أنها اسم لا حرف جر،
وقوله تعالى: (( نجزي )) أي نكافئ، وقوله: )) المحسنين )) يقول لأنفسهم، صلة؟
الطالب: مو هو بصحيح. المحسنين في الواقع يشمل الإحسان في عبادة الله والإحسان إلى عباد الله، لدليل على هذا أن جبريل قال للنبي :r ( أخبرني عن الإحسان، فقال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) هذا الإحسان هذا إحسان في ايش؟ في عبادة الله، ( تعبد الله كأنك تراه ) وهذه عبادة الطلب ( فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) وهذه عبادة الهرب والخوف، ولا شك أن العابد بالمعنى الأول أكمل من العابد بالمعنى الثاني لأن العابد الأول مرتبط ب... يعبد الله كأنه يراه فهو يقصد الله U وله شوق كبير إلى ربه سبحانه وتعالى، أما الثاني فإنه يعبد الله كأن الله يراه فهو خائف من ربه فلذلك هي عبادة الهرب والأول عبادة طلب طيب الإحسان بالنسبة إلى الخلق وش نفسره به؟
الطالب:...
الشيخ : لو أراد ما ... يقال أنها بذل الندى وكف الأذى هذا الإحسان إلى الناس، الندى بمعنى العطا وكف الأذى واضح، فالإحسان إذاً له شقان بذل الندى سواء كان ذلك يتعلق بالمال أو بالجاه أو بالبدن، وكف الأذى القولي والفعلي وقد يتخلف أحدهما ويكون الإنسان محسناً من وجه غير محسن من وجه، ويكون مسيئا إذا تخلف كف الأذى .
الطالب:...
الشيخ : نحن قلنا يشمل المال والبدن والجاه في تعليم العلم من إحسان البدن.
الطالب: والنصيحة ؟
الشيخ : تدخل تدخل لأن الذي ينصح...ما يكون، طيب على كل حال إذن الإحسان هو عبارة...، من أحسن ما يكون هو بذل الندى وكف الأذى، أنك ما تؤذي الناس فتكون مسيئا لا تؤذيهم فتكون مسيئا ولا تحرمهم خيرك فلا يكون فيك إحسان ما فيه إحسان إذا لم تبذل الندى، طيب قوله: المحسنين إذاً المحسنين في عبادة الله ايش بعد؟ وإلى؟
الطالب: عباد الله.
الشيخ : عباد الله يشمل هذا وهذا، فأما الإحسان في عبادة الله فقد فسرها النبي r بقوله: ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) وأما الإحسان إلى عباد الله فهو بذل الندى وكف الأذى طيب.
@ ودخل المدينة بعد بلوغ الأشد ولّا لا ؟ بعده بعد بلوغ الأشد لأن الأصل أنّ ما تقدم ذكرا فهو متقدم وقوعا وعملا هذا الأصل ما تقدم ذكرا فهو متقدم وقوعاً إن كان في الأخبار وعملاً إن كان في الأحكام، ولهذا أقبل النبي r على الصفا وقال: ( إن الصفا والمروة من شعائر الله أبدأ بما بدأ الله بها ) وقال العلماء :- إن الفقراء أشد حاجة من المساكين لأن الله بدأ بهم في قوله: (( إنما الصدقات للفقراء والمساكين )) فهنا نقول لما ذكر الله: (( ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما )) (( ودخل )) علمنا أن دخوله المدينة بعد أن بلغ أشده.
وقوله: (( المدينة )) مدينةَ فرعون وهي مَنْف أو مُنْف هذه بضم الميم وهنا بسكون النون وبعد أن غاب عنه مدة.
تعيين المدينة بأنها مدينة فرعون في نفسي من هذا شيء، لأن الرجل تربى عند من؟ عند فرعون في نفس مدينته وفي نفس مكانه اللهم إلا أن يقال: إن فرعون كان في مصر وأن منف هذه بلد خارجة عن القاعدة الأصلية يعني قصبة البلد وأنه خرج في يوم من الأيام فدخلها، والأحسن في هذا في مثل هذا المقام إذا لم ترد عن النبي عليه الصلاة والسلام فالأحسن أن نقول: مدينة من مدن مصر، ويسكنها أقباط وإسرائيليون بدليل القصة.
(( دخل المدينة على حين غفلة من أهلها )) " وقتَ القيلولة " قوله: على حين غفلة من أهلها بعض العلماء يقول المراد على حين غفلة زمناً يعني أنهم في زمن يغفل الناس فيه، وبعضهم يقول على حين غفلة من أهلها أي كلاماً بمعنى أنهم نسوا موسى وقصته وطال الزمن، فدخل على حين غفلة من التحدث في هذا الأمر، ولكن المعنى الأول أظهر أنه دخلها في وقت أهلها غافلون، هل يتعين أن يكون وقت القيلولة؟ لا يتعين يكون وقت القيلولة يكون بالليل في المغرب الله أعلم إنما في وقت أهل البلد غافلون .
(( فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته )) أي إسرائيلي (( وهذا من عدوه )) أي قبطي وجد فيها رجلين يقتتلان، الاقتتال بمعنى المنازعة والمخاصمة والمضاربة أيضاً، وليس المراد فيما يبدوا أنهما يريدان أن يقتل بعضهما بعضا، لكنْ هذا من شيعته، شيعة الرجل معناه أتباعه قال الله تعالى: (( وإن من شيعته لإبراهيم )) وقيل إن الشيعة من يناصرك كل من يناصرك فهو شيعة لك نعم، سواء كان متبع لك أو غير متبع، وعلى كل حال فهنا المراد بالشيعة يعني أنه من قبيلته ولهذا قال المؤلف: أي إسرائيلي، وهذا من عدوه من عدو موسى أي من آل فرعون وهم الأقباط ايش
" أي قبطي يُسخِّر إسرائيليا ليحمل حطبا إلى مطبخ فرعون " والله عجائب من يقول هذا؟ على كل حال يقتتلان كعادة الناس الأعداء ،الأعداء يخاصم بعضهم بعضا دائما، ويقاتل بعضهم بعضا وقد ذكر شيخنا عبد الرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره بأن هذا يدل على قوة شعب بني إسرائيل بعد أن كانوا أذلة يُقّتل أبنائهم ويستحيَي نسائهم أصبحوا الآن يجعلون أنفسهم أندادا لآل فرعون الأقباط، لأنهم يعرفون أن موسى منهم وأن موسى في منزلة عظيمة عند فرعون فهم استقوت ظهورهم بهذا الشيء وهذا واضح سوف يقوون بهذا الشيء ويرون أنفسهم أندادا لآل فرعون، أما أنه يريد أن يسخره ليحمل الحطب إلى المطبخ فهذا ما هو ظاهر ويحتاج إلى دليل بَيّن ولا دليل هنا فيشرح الموقف على قوله ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها
" (( واستوى آتيناه حُكما )) حِكمة وعلما يَفهَم في الدين قبل أن يبعث نبياً "، آتيناه بمعنى أعطيناه وهذا الإيتاء كوني ولّا شرعي؟
الطلبة: كوني ...
الشيخ : الإتيان يكون كونيا ويكون شرعيا، وإن كان متعلقا بالقضاء والقدر فهو كوني، وإن كان متعلقا بالشرع فهو شرعي: (( ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله )) هذا الإتيان شرعي، لأنه يتعلق بالشرع والقصد، وهنا (( آتيناه حكما وعلما )) هذا كوني لأنه يتعلق بالقضاء والقدر (( وآتوهم من مال الله الذي آتاكم )).
الطالب: شرعية.
الشيخ : لا آتوهم شرعا لكن الذي آتاكم قدراً فهو قدره لكم، فالإتيان إذاً يكون شرعياً ويكون كونياً بحسب متعلقه.
وقول المؤلف: " حكما " فسره بحكمة يقال علماً أي فقهاً لماذا فسر الحكم بالحكمة ؟ لأن العلم هو علم الأحكام فإذا فسرنا الحُكم بأنه الحكم الذي مقتضى خطاب بالشرع صار فيه نوع من التَكرار لأنه العلم، ولكنه يجوز أن نقول آتيناه حكما أي علما بالأحكام الشرعية وعلما بالأخبار والأسرار، نعم وحينئذ ما يكون في الآية تَكرار ولا نلجأ إلى تفسير الحكم بالحكمة لأن المعروف أن الحُكم غير الحكمة ولّا لا؟
الطالب: نعم.
الشيخ : فالحكم هو مقتضى خطاب الشرع المتعلق بأفعال المكلفين، والحكمة هي علة ذلك الحكم .
وقوله: لما بلغ آتيناه لما شرطية
الطالب:...
الشيخ : لا، شرطية هنا بدليل أنه جاء لها فعل وجواب فلما بلغ أشده واستوى آتيناه فهي إذاً شرطية وهي ترد في اللغة العربية شرطية كما هنا، وترد بمعنى إلا مثل قوله تعالى: (( إن كل نفس لما عليها حافظ )) أي: إلا عليها حافظ، وترد ظرفا جئتك لما عرفت أنك مستيقظ، مثلا، أي حين عرفت، والذي يُعيِّن هذه المعاني هو؟
الطالب: السياق.
الشيخ : السياق نعم،
(( ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما )) قال الله تعالى: وكذلك كما جزيناه نجزي المحسنين لأنفسهم، قوله كما جزيناه يفيد أن الإشارة هنا إلى هذا الإعطاء الذي أعطاه الله، يعني ومثلَ ذلك والكاف هنا وهي كثيرة في القرآن نعربها بأنها مفعول مطلق بمعنى مثل أي مثل ذلك الجزاء نجزي المحسنين إذا كانت مفعولاً مطلقاً بمعنى مثل فهي اسم قال ابن مالك :
شــــــــــــــبّه بكـــــــــاف ٍ وبها التعليل قد ... يعـــــــــــــنى وزائــــــــــدا لتوكــــــــــيدٍ ورد
واستُعمل اسما ً وكذا عن وعــــــــــــلى ... من أجل ذا عليهما من دخلا
فالكاف تأتي بمعنى مثل وتعرب على أنها اسم لا حرف جر،
وقوله تعالى: (( نجزي )) أي نكافئ، وقوله: )) المحسنين )) يقول لأنفسهم، صلة؟
الطالب: مو هو بصحيح. المحسنين في الواقع يشمل الإحسان في عبادة الله والإحسان إلى عباد الله، لدليل على هذا أن جبريل قال للنبي :r ( أخبرني عن الإحسان، فقال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) هذا الإحسان هذا إحسان في ايش؟ في عبادة الله، ( تعبد الله كأنك تراه ) وهذه عبادة الطلب ( فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) وهذه عبادة الهرب والخوف، ولا شك أن العابد بالمعنى الأول أكمل من العابد بالمعنى الثاني لأن العابد الأول مرتبط ب... يعبد الله كأنه يراه فهو يقصد الله U وله شوق كبير إلى ربه سبحانه وتعالى، أما الثاني فإنه يعبد الله كأن الله يراه فهو خائف من ربه فلذلك هي عبادة الهرب والأول عبادة طلب طيب الإحسان بالنسبة إلى الخلق وش نفسره به؟
الطالب:...
الشيخ : لو أراد ما ... يقال أنها بذل الندى وكف الأذى هذا الإحسان إلى الناس، الندى بمعنى العطا وكف الأذى واضح، فالإحسان إذاً له شقان بذل الندى سواء كان ذلك يتعلق بالمال أو بالجاه أو بالبدن، وكف الأذى القولي والفعلي وقد يتخلف أحدهما ويكون الإنسان محسناً من وجه غير محسن من وجه، ويكون مسيئا إذا تخلف كف الأذى .
الطالب:...
الشيخ : نحن قلنا يشمل المال والبدن والجاه في تعليم العلم من إحسان البدن.
الطالب: والنصيحة ؟
الشيخ : تدخل تدخل لأن الذي ينصح...ما يكون، طيب على كل حال إذن الإحسان هو عبارة...، من أحسن ما يكون هو بذل الندى وكف الأذى، أنك ما تؤذي الناس فتكون مسيئا لا تؤذيهم فتكون مسيئا ولا تحرمهم خيرك فلا يكون فيك إحسان ما فيه إحسان إذا لم تبذل الندى، طيب قوله: المحسنين إذاً المحسنين في عبادة الله ايش بعد؟ وإلى؟
الطالب: عباد الله.
الشيخ : عباد الله يشمل هذا وهذا، فأما الإحسان في عبادة الله فقد فسرها النبي r بقوله: ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) وأما الإحسان إلى عباد الله فهو بذل الندى وكف الأذى طيب.
@ ودخل المدينة بعد بلوغ الأشد ولّا لا ؟ بعده بعد بلوغ الأشد لأن الأصل أنّ ما تقدم ذكرا فهو متقدم وقوعا وعملا هذا الأصل ما تقدم ذكرا فهو متقدم وقوعاً إن كان في الأخبار وعملاً إن كان في الأحكام، ولهذا أقبل النبي r على الصفا وقال: ( إن الصفا والمروة من شعائر الله أبدأ بما بدأ الله بها ) وقال العلماء :- إن الفقراء أشد حاجة من المساكين لأن الله بدأ بهم في قوله: (( إنما الصدقات للفقراء والمساكين )) فهنا نقول لما ذكر الله: (( ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما )) (( ودخل )) علمنا أن دخوله المدينة بعد أن بلغ أشده.
وقوله: (( المدينة )) مدينةَ فرعون وهي مَنْف أو مُنْف هذه بضم الميم وهنا بسكون النون وبعد أن غاب عنه مدة.
تعيين المدينة بأنها مدينة فرعون في نفسي من هذا شيء، لأن الرجل تربى عند من؟ عند فرعون في نفس مدينته وفي نفس مكانه اللهم إلا أن يقال: إن فرعون كان في مصر وأن منف هذه بلد خارجة عن القاعدة الأصلية يعني قصبة البلد وأنه خرج في يوم من الأيام فدخلها، والأحسن في هذا في مثل هذا المقام إذا لم ترد عن النبي عليه الصلاة والسلام فالأحسن أن نقول: مدينة من مدن مصر، ويسكنها أقباط وإسرائيليون بدليل القصة.
(( دخل المدينة على حين غفلة من أهلها )) " وقتَ القيلولة " قوله: على حين غفلة من أهلها بعض العلماء يقول المراد على حين غفلة زمناً يعني أنهم في زمن يغفل الناس فيه، وبعضهم يقول على حين غفلة من أهلها أي كلاماً بمعنى أنهم نسوا موسى وقصته وطال الزمن، فدخل على حين غفلة من التحدث في هذا الأمر، ولكن المعنى الأول أظهر أنه دخلها في وقت أهلها غافلون، هل يتعين أن يكون وقت القيلولة؟ لا يتعين يكون وقت القيلولة يكون بالليل في المغرب الله أعلم إنما في وقت أهل البلد غافلون .
(( فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته )) أي إسرائيلي (( وهذا من عدوه )) أي قبطي وجد فيها رجلين يقتتلان، الاقتتال بمعنى المنازعة والمخاصمة والمضاربة أيضاً، وليس المراد فيما يبدوا أنهما يريدان أن يقتل بعضهما بعضا، لكنْ هذا من شيعته، شيعة الرجل معناه أتباعه قال الله تعالى: (( وإن من شيعته لإبراهيم )) وقيل إن الشيعة من يناصرك كل من يناصرك فهو شيعة لك نعم، سواء كان متبع لك أو غير متبع، وعلى كل حال فهنا المراد بالشيعة يعني أنه من قبيلته ولهذا قال المؤلف: أي إسرائيلي، وهذا من عدوه من عدو موسى أي من آل فرعون وهم الأقباط ايش
" أي قبطي يُسخِّر إسرائيليا ليحمل حطبا إلى مطبخ فرعون " والله عجائب من يقول هذا؟ على كل حال يقتتلان كعادة الناس الأعداء ،الأعداء يخاصم بعضهم بعضا دائما، ويقاتل بعضهم بعضا وقد ذكر شيخنا عبد الرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره بأن هذا يدل على قوة شعب بني إسرائيل بعد أن كانوا أذلة يُقّتل أبنائهم ويستحيَي نسائهم أصبحوا الآن يجعلون أنفسهم أندادا لآل فرعون الأقباط، لأنهم يعرفون أن موسى منهم وأن موسى في منزلة عظيمة عند فرعون فهم استقوت ظهورهم بهذا الشيء وهذا واضح سوف يقوون بهذا الشيء ويرون أنفسهم أندادا لآل فرعون، أما أنه يريد أن يسخره ليحمل الحطب إلى المطبخ فهذا ما هو ظاهر ويحتاج إلى دليل بَيّن ولا دليل هنا فيشرح الموقف على قوله ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها
قال الله تعالى : << ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين >>
ودخل المدينة بعد بلوغ الأشد ولّا لا ؟ بعده بعد بلوغ الأشد لأن الأصل أنّ ما تقدم ذكرا فهو متقدم وقوعا وعملا هذا الأصل ما تقدم ذكرا فهو متقدم وقوعاً إن كان في الأخبار وعملاً إن كان في الأحكام، ولهذا أقبل النبي r على الصفا وقال: ( إن الصفا والمروة من شعائر الله أبدأ بما بدأ الله بها ) وقال العلماء :- إن الفقراء أشد حاجة من المساكين لأن الله بدأ بهم في قوله: (( إنما الصدقات للفقراء والمساكين )) فهنا نقول لما ذكر الله: (( ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما )) (( ودخل )) علمنا أن دخوله المدينة بعد أن بلغ أشده.
وقوله: (( المدينة )) مدينةَ فرعون وهي مَنْف أو مُنْف هذه بضم الميم وهنا بسكون النون وبعد أن غاب عنه مدة.
تعيين المدينة بأنها مدينة فرعون في نفسي من هذا شيء، لأن الرجل تربى عند من؟ عند فرعون في نفس مدينته وفي نفس مكانه اللهم إلا أن يقال: إن فرعون كان في مصر وأن منف هذه بلد خارجة عن القاعدة الأصلية يعني قصبة البلد وأنه خرج في يوم من الأيام فدخلها، والأحسن في هذا في مثل هذا المقام إذا لم ترد عن النبي عليه الصلاة والسلام فالأحسن أن نقول: مدينة من مدن مصر، ويسكنها أقباط وإسرائيليون بدليل القصة.
(( دخل المدينة على حين غفلة من أهلها )) " وقتَ القيلولة " قوله: على حين غفلة من أهلها بعض العلماء يقول المراد على حين غفلة زمناً يعني أنهم في زمن يغفل الناس فيه، وبعضهم يقول على حين غفلة من أهلها أي كلاماً بمعنى أنهم نسوا موسى وقصته وطال الزمن، فدخل على حين غفلة من التحدث في هذا الأمر، ولكن المعنى الأول أظهر أنه دخلها في وقت أهلها غافلون، هل يتعين أن يكون وقت القيلولة؟ لا يتعين يكون وقت القيلولة يكون بالليل في المغرب الله أعلم إنما في وقت أهل البلد غافلون .
(( فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته )) أي إسرائيلي (( وهذا من عدوه )) أي قبطي وجد فيها رجلين يقتتلان، الاقتتال بمعنى المنازعة والمخاصمة والمضاربة أيضاً، وليس المراد فيما يبدوا أنهما يريدان أن يقتل بعضهما بعضا، لكنْ هذا من شيعته، شيعة الرجل معناه أتباعه قال الله تعالى: (( وإن من شيعته لإبراهيم )) وقيل إن الشيعة من يناصرك كل من يناصرك فهو شيعة لك نعم، سواء كان متبع لك أو غير متبع، وعلى كل حال فهنا المراد بالشيعة يعني أنه من قبيلته ولهذا قال المؤلف: أي إسرائيلي، وهذا من عدوه من عدو موسى أي من آل فرعون وهم الأقباط ايش
" أي قبطي يُسخِّر إسرائيليا ليحمل حطبا إلى مطبخ فرعون " والله عجائب من يقول هذا؟ على كل حال يقتتلان كعادة الناس الأعداء ،الأعداء يخاصم بعضهم بعضا دائما، ويقاتل بعضهم بعضا وقد ذكر شيخنا عبد الرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره بأن هذا يدل على قوة شعب بني إسرائيل بعد أن كانوا أذلة يُقّتل أبنائهم ويستحيَي نسائهم أصبحوا الآن يجعلون أنفسهم أندادا لآل فرعون الأقباط، لأنهم يعرفون أن موسى منهم وأن موسى في منزلة عظيمة عند فرعون فهم استقوت ظهورهم بهذا الشيء وهذا واضح سوف يقوون بهذا الشيء ويرون أنفسهم أندادا لآل فرعون، أما أنه يريد أن يسخره ليحمل الحطب إلى المطبخ فهذا ما هو ظاهر ويحتاج إلى دليل بَيّن ولا دليل هنا فيشرح الموقف على قوله ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها.
وقوله: (( المدينة )) مدينةَ فرعون وهي مَنْف أو مُنْف هذه بضم الميم وهنا بسكون النون وبعد أن غاب عنه مدة.
تعيين المدينة بأنها مدينة فرعون في نفسي من هذا شيء، لأن الرجل تربى عند من؟ عند فرعون في نفس مدينته وفي نفس مكانه اللهم إلا أن يقال: إن فرعون كان في مصر وأن منف هذه بلد خارجة عن القاعدة الأصلية يعني قصبة البلد وأنه خرج في يوم من الأيام فدخلها، والأحسن في هذا في مثل هذا المقام إذا لم ترد عن النبي عليه الصلاة والسلام فالأحسن أن نقول: مدينة من مدن مصر، ويسكنها أقباط وإسرائيليون بدليل القصة.
(( دخل المدينة على حين غفلة من أهلها )) " وقتَ القيلولة " قوله: على حين غفلة من أهلها بعض العلماء يقول المراد على حين غفلة زمناً يعني أنهم في زمن يغفل الناس فيه، وبعضهم يقول على حين غفلة من أهلها أي كلاماً بمعنى أنهم نسوا موسى وقصته وطال الزمن، فدخل على حين غفلة من التحدث في هذا الأمر، ولكن المعنى الأول أظهر أنه دخلها في وقت أهلها غافلون، هل يتعين أن يكون وقت القيلولة؟ لا يتعين يكون وقت القيلولة يكون بالليل في المغرب الله أعلم إنما في وقت أهل البلد غافلون .
(( فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته )) أي إسرائيلي (( وهذا من عدوه )) أي قبطي وجد فيها رجلين يقتتلان، الاقتتال بمعنى المنازعة والمخاصمة والمضاربة أيضاً، وليس المراد فيما يبدوا أنهما يريدان أن يقتل بعضهما بعضا، لكنْ هذا من شيعته، شيعة الرجل معناه أتباعه قال الله تعالى: (( وإن من شيعته لإبراهيم )) وقيل إن الشيعة من يناصرك كل من يناصرك فهو شيعة لك نعم، سواء كان متبع لك أو غير متبع، وعلى كل حال فهنا المراد بالشيعة يعني أنه من قبيلته ولهذا قال المؤلف: أي إسرائيلي، وهذا من عدوه من عدو موسى أي من آل فرعون وهم الأقباط ايش
" أي قبطي يُسخِّر إسرائيليا ليحمل حطبا إلى مطبخ فرعون " والله عجائب من يقول هذا؟ على كل حال يقتتلان كعادة الناس الأعداء ،الأعداء يخاصم بعضهم بعضا دائما، ويقاتل بعضهم بعضا وقد ذكر شيخنا عبد الرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره بأن هذا يدل على قوة شعب بني إسرائيل بعد أن كانوا أذلة يُقّتل أبنائهم ويستحيَي نسائهم أصبحوا الآن يجعلون أنفسهم أندادا لآل فرعون الأقباط، لأنهم يعرفون أن موسى منهم وأن موسى في منزلة عظيمة عند فرعون فهم استقوت ظهورهم بهذا الشيء وهذا واضح سوف يقوون بهذا الشيء ويرون أنفسهم أندادا لآل فرعون، أما أنه يريد أن يسخره ليحمل الحطب إلى المطبخ فهذا ما هو ظاهر ويحتاج إلى دليل بَيّن ولا دليل هنا فيشرح الموقف على قوله ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها.
6 - قال الله تعالى : << ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين >> أستمع حفظ
ما معنى يقتتلان في الآية؟.
السائل : ...يقتتلان؟
الشيخ : يقتتلان يعني يتخاصمان ويتنازعان وربما يحصل بينهما ضرب
الشيخ : يقتتلان يعني يتخاصمان ويتنازعان وربما يحصل بينهما ضرب
اضيفت في - 2007-08-13