تفسير سورة القصص-06b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة الفوائد : << قال سنشد عضدك .......................>>
..... ومنها أنه إذا كان هذا في بني إسرائيل أنه مَن اتبع موسى هو الغالب فمن اتبع النبي عليه الصلاة والسلام من باب أولى فإن من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم فإنه غالب قال الله تعالى: (( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ))[التوبة:33] معنى (يظهره) يُعَلِّيه لأن الظَهَر والظُهور كلُه يدل على الغلبة قال: (( أنتما ومن اتبعكما الغالبون )) وقد تكون الغلبة .............
فوائد قوله تعالى : << فلما جآءهم موسى بآياتنا ............ >>
ثم قال: (( فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الأَوَّلِينَ ))[القصص:36] في هذا يستفاد منه أن موسى صلى الله عليه وسلم نفَّذ ما أرسله الله به.
ومن فوائدها أيضاً أن الآيات التي يرسل الله بها الأنبياء تكون بينةً واضحة، لئلا يكون لِلمدعُوِّين حجة في خفاء الحجة فيجعل الله .. الآيات بينة واضحة وفي الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام: ( ما من رسول إلا آتاه الله ما على مثله يؤمن البشر ) فلا بد أن تكون الآيات التي يُرسَل بها الرسل تكون بينة واضحة لئلا يبقى للناس حجة.
ومنها أيضا من فوائد الآية أن الآيات التي أعطاها الله موسى ليست واحدة ولا اثنتين بل هي آيات متعددة يؤمن على مثلها البشر لكن هؤلاء قوم عتاة والعياذ بالله.
ومنها أن دعوى المكذِّبين للرسل لا تكون إلا مِن نوع المكابرة فإن قولهم: (( ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين )) هل يقتضي ردَّ الحق ولَّا لا؟ لا ما يقتضي رده إنْ ما سمعتموه لكن إذا كان حقاً فاقبلوه وليس معنى أن .. إلى قول الله هذا ما في معناه.
ومنها أيضاً أن أعداء الرسل يُلقِّبون الرسل بألقاب السوء والعيب، لقوله: (( ما هذا إل سحر مفترى )) ما عند أعداء الرسل إلا أنهم يلقبونهم بألقاب هذا ساحر هذا مجنون هذا شاعر وما أشبه ذلك، إذاً نأخذ منه أيضاً فائدة متفرعة أن أعداء الرسل سوف يُلقِّبون من يدعون بدعوة الرسل بمثل هذه الألقاب فيقولون: كالرجعيين متأخرين متزمتين متشددين متعصبين وما أشبه ذلك أو ربما يقولون إلى .. من هذا يقولون ضالين (( وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون )) المهم أنه يجب أن نعرف أن هذه الدعوة دعوة الحق لها أعداء هؤلاء الأعداء الذين قابلوا الرسل بما قابلوهم والرسل هم الأقوى في القيادة سيقابلون مَن بعدهم بمثل ما قابلوهم به أو أكثر إذاً فلنُطَمِّن أنفسنا على أننا إذا دعونا إلى الله على حق وعلى بصيرة فسيكون أمامنا مَن يقول لنا مثل ما قالوا للرسل
الطالب: ...
الشيخ : إي نعم ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا .... (( وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون )) المهم ما دامت الدعوة واحدة فعدوها واحد وما قيل في الأول يُقال في الثاني.
ومن فوائد الآية أنه لا ينبغي للمرء أن يَثنيَه عن قول الحق ردُّه أو وصفه هو .. لأن موسى هل توقف لما قالوا له .. ؟ لا، استمر في الدعوة وبِه قامت الحجة مع أنه هُدِّد بالسجن ولكنه عليه الصلاة والسلام لم يُبال بها.
وكذلك ينبغي للداعي إلى الله أن يصبر ما دام يعلم أنه على الحق.
ثم قال الله تعالى في .. (( وقال )) بواو وبدونها" قراءتان سبعيتان يعني أنه يجوز أن تقول: (( قال موسى ربي أعلم )) ويجوز أن تقول: (( وقال )) وهذه من القراءات النادرة جدا لأنَّ المعروف أن القراءات المتواترة ما يكون فيها تغيير كلمة بزيادة أو نقص وأظن أنَّا أرشدناكم من قبل بيتين في القراءة
الطالب: ...
الشيخ : وكل ما وافق وجه نحو * وكان للرسم احتمالاً يحوي * وصح نقلاً فهو القرءان * فهذه الثلاثة الأركان الآن (وكان للرسم احتمالاً يحوي) هل يحوي الاحتمال هنا؟ لا لأن فيه زيادة .. هذا .. كذلك أذكر الآن في سورة البقرة (( والله واسع عليم * قالوا اتخذ الله ولداً سبحانه )) ففيها قراءتان (وقالوا اتخذ الله ولداً)(قالوا اتخذ الله ولداً) وكذلك الحرف .. في سورة المائدة بالواو وبعدمه لكن يعتبر هذا من الأشياء النادرة..
الطالب:...
الشيخ : وكل ما وافق وجه نحو * وكان للرسم احتمالاً يحوي * وصح نقلاً فهو القرءان * فهذه الثلاثة الأركان إي معنها إنها سبعية
ومن فوائدها أيضاً أن الآيات التي يرسل الله بها الأنبياء تكون بينةً واضحة، لئلا يكون لِلمدعُوِّين حجة في خفاء الحجة فيجعل الله .. الآيات بينة واضحة وفي الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام: ( ما من رسول إلا آتاه الله ما على مثله يؤمن البشر ) فلا بد أن تكون الآيات التي يُرسَل بها الرسل تكون بينة واضحة لئلا يبقى للناس حجة.
ومنها أيضا من فوائد الآية أن الآيات التي أعطاها الله موسى ليست واحدة ولا اثنتين بل هي آيات متعددة يؤمن على مثلها البشر لكن هؤلاء قوم عتاة والعياذ بالله.
ومنها أن دعوى المكذِّبين للرسل لا تكون إلا مِن نوع المكابرة فإن قولهم: (( ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين )) هل يقتضي ردَّ الحق ولَّا لا؟ لا ما يقتضي رده إنْ ما سمعتموه لكن إذا كان حقاً فاقبلوه وليس معنى أن .. إلى قول الله هذا ما في معناه.
ومنها أيضاً أن أعداء الرسل يُلقِّبون الرسل بألقاب السوء والعيب، لقوله: (( ما هذا إل سحر مفترى )) ما عند أعداء الرسل إلا أنهم يلقبونهم بألقاب هذا ساحر هذا مجنون هذا شاعر وما أشبه ذلك، إذاً نأخذ منه أيضاً فائدة متفرعة أن أعداء الرسل سوف يُلقِّبون من يدعون بدعوة الرسل بمثل هذه الألقاب فيقولون: كالرجعيين متأخرين متزمتين متشددين متعصبين وما أشبه ذلك أو ربما يقولون إلى .. من هذا يقولون ضالين (( وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون )) المهم أنه يجب أن نعرف أن هذه الدعوة دعوة الحق لها أعداء هؤلاء الأعداء الذين قابلوا الرسل بما قابلوهم والرسل هم الأقوى في القيادة سيقابلون مَن بعدهم بمثل ما قابلوهم به أو أكثر إذاً فلنُطَمِّن أنفسنا على أننا إذا دعونا إلى الله على حق وعلى بصيرة فسيكون أمامنا مَن يقول لنا مثل ما قالوا للرسل
الطالب: ...
الشيخ : إي نعم ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا .... (( وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون )) المهم ما دامت الدعوة واحدة فعدوها واحد وما قيل في الأول يُقال في الثاني.
ومن فوائد الآية أنه لا ينبغي للمرء أن يَثنيَه عن قول الحق ردُّه أو وصفه هو .. لأن موسى هل توقف لما قالوا له .. ؟ لا، استمر في الدعوة وبِه قامت الحجة مع أنه هُدِّد بالسجن ولكنه عليه الصلاة والسلام لم يُبال بها.
وكذلك ينبغي للداعي إلى الله أن يصبر ما دام يعلم أنه على الحق.
ثم قال الله تعالى في .. (( وقال )) بواو وبدونها" قراءتان سبعيتان يعني أنه يجوز أن تقول: (( قال موسى ربي أعلم )) ويجوز أن تقول: (( وقال )) وهذه من القراءات النادرة جدا لأنَّ المعروف أن القراءات المتواترة ما يكون فيها تغيير كلمة بزيادة أو نقص وأظن أنَّا أرشدناكم من قبل بيتين في القراءة
الطالب: ...
الشيخ : وكل ما وافق وجه نحو * وكان للرسم احتمالاً يحوي * وصح نقلاً فهو القرءان * فهذه الثلاثة الأركان الآن (وكان للرسم احتمالاً يحوي) هل يحوي الاحتمال هنا؟ لا لأن فيه زيادة .. هذا .. كذلك أذكر الآن في سورة البقرة (( والله واسع عليم * قالوا اتخذ الله ولداً سبحانه )) ففيها قراءتان (وقالوا اتخذ الله ولداً)(قالوا اتخذ الله ولداً) وكذلك الحرف .. في سورة المائدة بالواو وبعدمه لكن يعتبر هذا من الأشياء النادرة..
الطالب:...
الشيخ : وكل ما وافق وجه نحو * وكان للرسم احتمالاً يحوي * وصح نقلاً فهو القرءان * فهذه الثلاثة الأركان إي معنها إنها سبعية
قال الله تعالى : << و قال موسى ربي أعلم بمن جآء بالهدى من عنده و من تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون >>
قال: (( وقال موسى ربي أعلم بمن جاء بالهدى مِن عندِه )) قال: ربي أعلم (أعلم) هذا اسم تفضيل واسم التفضيل يدل على ... فإذا قيل: فلان أفضل من فلان فقد اشترك الرجلان في الفضل وزاد المُفضَّل على المُفضَّل عليه .. هنا يقول: (( قال رب أعلم بمن جاء بالهدى )) قال المؤلف: "أي عالم" فحوَّل اسم التفضيل إلى اسم فاعل وهذه جناية، جناية عظيمة لأن (عالم) أدنى بكثير من (أعلم) ولّا لا؟ كذا يا غانم!؟ إذا قلت مثلاً: غانمٌ عالم وقلت: غانمٌ أعلم مِن وليد؟
الطالب: ...
الشيخ : طيب هنا (( ربي أعلم بمن جاء )) (وربي عالم بمن جاء) أيُّهما أبين؟ أعلم ولهذا الخبر هذا نقص للمؤلف .. والصواب أنَّ (أعلم) على .... وأن من علم .. بالله فالله أعلم منه، والمؤلف رحمه الله ومن حذا حذوه أو سبقه على ذلك إنما فروا من أن يكون الإنسان مشتركا مع الله في العلم فالله عالم ... أعلم صار مشاركاً للإنسان في العلم لكن الله أعلم، ولا قلنا عالم ما فيه دليل على أنه...... لأنكم إذا قلتم: أعلم الآن نفيت .. لأن الأعلم في درجة لا يصل إليها ... نفيتم المشاركة لكن إذا قلتم عالم هذا هو الذي فيه المشاركة لأن الله عالِم والإنسان عالِم (( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ ))[النحل:78] يعني فعلموا واضح؟ (( تعلمونهن مما علَّمكم الله )) الشاهد أن كلمة (أعلم) هي التي تقتضي ... بخلاف (أعلم)، ثم إنَّ فيها دليل واضح على أنَّ كلَّ صفة كمال فالله تعالى له مِنْهَا أعلاها قال عز وجل: (( ولله المثل الأعلى )) فكل صفة كمال مطلق فلله تعالى منها أكملُها .. إذاً (أعلم) .. علامة .. (( أعلم بمن جاء بالهدى من عنده )) حتى مَن عَلِم مَن جاء بالهدى مِن عند الله من المؤمنين أُرسِل لهم .. فعلموا ذلك الله تعالى أعلم بهم. ... الله أكبر أي: الله كبير .....
قال: (( أعلم بِمن جاء بالهدى مِن عنده )) الضمير يعود لِلرب" وين الضمير؟ من عندِه أي مِن عند الله، وإنما .. المؤلف إلى هذا لئلا يُظَن أنه عائد إلى (مَن) في قوله: (( ِبمن جاء بالهدى مِن عنده )) ولا يمكن أن يعود إلى (مَن)، لأنه يختلف المعنى، وقوله: ( من جاء بالهدى من عنده ) ولم يقل: أعلمُ أني قد جئت بالهدى من عنده بل قال: لِمن جاء.، لئلا يكون مُدَّعيا فليبقَ الأمر موكولاً بالحكم عليه من جهة العقل، قال: (ومن) عطف على مَن"؟ ........ عطف على مَن" وين (مَن)؟ (بِمن جاء ومَن) يعني وبِمن تكون له عاقبة الدار فهو أعلم بمن جاء بالهدى من عنده وهذا سبب لحكم العاقبة، و(أعلم) كذلك بـ(( من تكون له عاقبة الدار )) فهو أعلم سبحانه وتعالى المبتدأ والمنتهى وقوله: (( بِمن جاء بالهدى مِن عنده )) سَمَّى الكتاب أو سَمَّى الوحيَ هدىً، لأنه وحيٌ كما قال الله تعالى: (( الذي أُنزِل فيه القرآن هدى للناس )) وقال: (( هو الذي أَرسَل رسوله بِالهدى )) الهدى هو العلم لأنه هو السبيل...، وقوله: (( مِن عنده )) أضافه إلى الله، لأن الوحي من الله سبحانه وتعالى وليس مِن غيره ولا أحدَ يأخذُ هدىً إلا مِن عندِ الله {يرحمك الله} مِن عنده {وإذا أردت العطاس لا .. بل إنما تُغَطِّي وجهك إما بيديك وإما ب.. } من عنده، (ومن تكون) بالفوقانية والتحتانية" الفوقانية تكون والتحتانية يكون فهما قراءتان أما قراءة الفوقانية تكون فالأمر فيها واضح لأن عاقبة الدار مُؤنث، والفاعل إذا كان مؤنثاً يؤنث له الفعل، وأما التحتانية ومن يكون له عاقبةُ الدار وإنما جاز التذكير مع تأنيث الفاعل؟
الطالب: ...
الشيخ : أن التأنيث مجازي؟ .. والتأنيث مجازي لأن العاقبة تأنيثها مجازي لأن التأنيث إذا لم يكن للمؤنث فَرْجٌ فهو تأنيث مجازي (ومن تكون له عاقبة الدار) هذه (تكون) ناقصة ولَّا كاملة؟ تكون؟ نقول: هي ناقصة وخبرها مقدم وهو قوله: (له) واسمها مؤخر وهو: (عاقبة الدار) قال المؤلف: أي العاقبة المحمودة في الدار الآخرة" (عاقبة الدار) أي من يعقُبُ غيرَه في الدار، والمؤلف حملَها على أنَّ المراد بالدار هنا الدارُ الآخرة ولكن ينبغي أن نقول: أنها عامة في الدارِ الآخرة والدارِ الدنيا، لأن عباد الله الصالحين هم الذين لهم العاقبة في الدنيا والآخرة، وقد كانت العاقبة لموسى وقومِه حتى في الدار الدنيا بالنسبة لفرعون قال الله عز وجل: (( فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ )) وفي سورة الشعراء (( وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ )) فالأولَى إذاً أن نجعل الدار هنا عامةً في الدار الدنيا ودار الآخرة، (ومن تكون له عاقبة الدار) أي العقبى فيها بأن يعقُب غيره، فإذا العقبى في الدنيا واضحة إذا فتح المسلمون البلاد صاروا هم الذين ورثوها، لكن في الآخرة كيف يكون ذلك؟ في الجنة لأنه يكون المسلم في الجنة وارثاً لمكان الكافر منه فإن الكافر يرى مقعده في الجنة وفي قبرِه لو آمن، ولكنه يدخل المؤمنون يرثون مقاعد الكافرين فيها.... أيضاً، قال المؤلف: "أي هو أنا في الشقين" ما هما الشِّقان؟ (أعلم بِمن جاء بالهدى مِن عنده) هذا هو الشق الأول الشق الثاني: (ومن تكون له عاقبة الدار) وقول المؤلف:" أي هو أنا" ... هذا هو الحق أن الذي جاء بالهدى من عند الله موسى وأنه ستكون له العاقبة، ولكنَّ موسى خاطب فرعون بهذا الخطاب المُتردد بين كون الهدى عندَه أو عند فرعون والعاقبة له دون فرعون على سبيل التَنُزُّل كما في قوله تعالى: (( آلله خير أمّا يشركون )) ... (( وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ))[سبأ:24] فالآن يقول: "أي هو أنا" لكنه ما صرح .. أن قال: أنا قد جئت بالهدى ... لأن هذا هو الدعوة التي جاء بها وأقامها على فرعون لكنه ساق الكلام مَساقَ الأمر المتردد بينه وبين فرعون مِن باب التَنَزُّلِ معه قال: " فأنا مُحِقٌّ فيما جئتُ به" هذا مُفرَّع على قوله: "هو أنا".
(( إنه لا يفلح الظالمون )) الكافرون " (إنه) الضمير هنا ضمير الشأن، لأنه لم يسبق له مرجِع ولم يلحه ما يصلح أن يكون مرجعاً له وعلى هذا فيكون ضمير الشأن، أي إنَّ الشأن والحال أنَّه لا يُفلح الظالمون، وقوله: (إنه لا يفلح الظالمون) هل هو يشير إلى فرعون وأنّه ظالم ولم يفلح أو هو أمر عام يعني إن كنتُ أنا ظالماً بدعوى الرسالة فأنا لا أفلح وإن كنتَ ظالماً بردِّك الحق لا تفلح؟ نقول هو هذا لأنه مُفرَّع على ما قبله (( ربي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده ومن تكون له عاقبة الدار )) عاقبة الدار تكون لِمن؟ للظالم ولّا لِغير الظالم؟ لِغير الظالم، لأنَّ الظالم لا يفلح، ونحن نعلم علم اليقين أنَّ الظالم في هذه الحال مَن؟ فرعون، لأنه ردَّ الحق، وقوله: (لا يفلح) الفلاح هو حصول المطلوب والنجاة مِن المهروب، وسُمِي فلاحاً لأنه بقاء وأصله في اللغة البقاء كما قال الشاعر: لِكل همٍّ من الهموم سعة والصُبح والمَسْي لا فلاحَ معه
يعني لا بقاء ولهذا يتعدى الأمر إلى أن يقولوا: إن الفلاح هو حصول المطلوب والنجاة مِن المهرُوب وقول المؤلف: "الكافرون" مع أنَّ الله يقول الظالمون ..... لأن الله سبحانه وتعالى قال: (لا يفلح الظالمون) وعدمُ فلاحِ الظالمين بحسَب ظلمهم إن كان ظلماً أكبر فهم لا يفلِحُون أبداً وهم الكافرون وإن كان ظلماً دون ذلك نقص مِن الفلاح بحسب ما نقص من العدل، فالضابط لهذا أيضاً إبقاءُ الآية على ظاهرها وأنَّ الظالم لا يُفلِح، لكن انتفاء الفلاح عنه بحسَب وجود الظلم فيه، فالظلم الأكبر يفوت به الفلاح كله وما دون ذلك يفوت منه من الفلاح بحسب ما حصل من الظلمٍ
الطالب: ...
الشيخ : طيب هنا (( ربي أعلم بمن جاء )) (وربي عالم بمن جاء) أيُّهما أبين؟ أعلم ولهذا الخبر هذا نقص للمؤلف .. والصواب أنَّ (أعلم) على .... وأن من علم .. بالله فالله أعلم منه، والمؤلف رحمه الله ومن حذا حذوه أو سبقه على ذلك إنما فروا من أن يكون الإنسان مشتركا مع الله في العلم فالله عالم ... أعلم صار مشاركاً للإنسان في العلم لكن الله أعلم، ولا قلنا عالم ما فيه دليل على أنه...... لأنكم إذا قلتم: أعلم الآن نفيت .. لأن الأعلم في درجة لا يصل إليها ... نفيتم المشاركة لكن إذا قلتم عالم هذا هو الذي فيه المشاركة لأن الله عالِم والإنسان عالِم (( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ ))[النحل:78] يعني فعلموا واضح؟ (( تعلمونهن مما علَّمكم الله )) الشاهد أن كلمة (أعلم) هي التي تقتضي ... بخلاف (أعلم)، ثم إنَّ فيها دليل واضح على أنَّ كلَّ صفة كمال فالله تعالى له مِنْهَا أعلاها قال عز وجل: (( ولله المثل الأعلى )) فكل صفة كمال مطلق فلله تعالى منها أكملُها .. إذاً (أعلم) .. علامة .. (( أعلم بمن جاء بالهدى من عنده )) حتى مَن عَلِم مَن جاء بالهدى مِن عند الله من المؤمنين أُرسِل لهم .. فعلموا ذلك الله تعالى أعلم بهم. ... الله أكبر أي: الله كبير .....
قال: (( أعلم بِمن جاء بالهدى مِن عنده )) الضمير يعود لِلرب" وين الضمير؟ من عندِه أي مِن عند الله، وإنما .. المؤلف إلى هذا لئلا يُظَن أنه عائد إلى (مَن) في قوله: (( ِبمن جاء بالهدى مِن عنده )) ولا يمكن أن يعود إلى (مَن)، لأنه يختلف المعنى، وقوله: ( من جاء بالهدى من عنده ) ولم يقل: أعلمُ أني قد جئت بالهدى من عنده بل قال: لِمن جاء.، لئلا يكون مُدَّعيا فليبقَ الأمر موكولاً بالحكم عليه من جهة العقل، قال: (ومن) عطف على مَن"؟ ........ عطف على مَن" وين (مَن)؟ (بِمن جاء ومَن) يعني وبِمن تكون له عاقبة الدار فهو أعلم بمن جاء بالهدى من عنده وهذا سبب لحكم العاقبة، و(أعلم) كذلك بـ(( من تكون له عاقبة الدار )) فهو أعلم سبحانه وتعالى المبتدأ والمنتهى وقوله: (( بِمن جاء بالهدى مِن عنده )) سَمَّى الكتاب أو سَمَّى الوحيَ هدىً، لأنه وحيٌ كما قال الله تعالى: (( الذي أُنزِل فيه القرآن هدى للناس )) وقال: (( هو الذي أَرسَل رسوله بِالهدى )) الهدى هو العلم لأنه هو السبيل...، وقوله: (( مِن عنده )) أضافه إلى الله، لأن الوحي من الله سبحانه وتعالى وليس مِن غيره ولا أحدَ يأخذُ هدىً إلا مِن عندِ الله {يرحمك الله} مِن عنده {وإذا أردت العطاس لا .. بل إنما تُغَطِّي وجهك إما بيديك وإما ب.. } من عنده، (ومن تكون) بالفوقانية والتحتانية" الفوقانية تكون والتحتانية يكون فهما قراءتان أما قراءة الفوقانية تكون فالأمر فيها واضح لأن عاقبة الدار مُؤنث، والفاعل إذا كان مؤنثاً يؤنث له الفعل، وأما التحتانية ومن يكون له عاقبةُ الدار وإنما جاز التذكير مع تأنيث الفاعل؟
الطالب: ...
الشيخ : أن التأنيث مجازي؟ .. والتأنيث مجازي لأن العاقبة تأنيثها مجازي لأن التأنيث إذا لم يكن للمؤنث فَرْجٌ فهو تأنيث مجازي (ومن تكون له عاقبة الدار) هذه (تكون) ناقصة ولَّا كاملة؟ تكون؟ نقول: هي ناقصة وخبرها مقدم وهو قوله: (له) واسمها مؤخر وهو: (عاقبة الدار) قال المؤلف: أي العاقبة المحمودة في الدار الآخرة" (عاقبة الدار) أي من يعقُبُ غيرَه في الدار، والمؤلف حملَها على أنَّ المراد بالدار هنا الدارُ الآخرة ولكن ينبغي أن نقول: أنها عامة في الدارِ الآخرة والدارِ الدنيا، لأن عباد الله الصالحين هم الذين لهم العاقبة في الدنيا والآخرة، وقد كانت العاقبة لموسى وقومِه حتى في الدار الدنيا بالنسبة لفرعون قال الله عز وجل: (( فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ )) وفي سورة الشعراء (( وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ )) فالأولَى إذاً أن نجعل الدار هنا عامةً في الدار الدنيا ودار الآخرة، (ومن تكون له عاقبة الدار) أي العقبى فيها بأن يعقُب غيره، فإذا العقبى في الدنيا واضحة إذا فتح المسلمون البلاد صاروا هم الذين ورثوها، لكن في الآخرة كيف يكون ذلك؟ في الجنة لأنه يكون المسلم في الجنة وارثاً لمكان الكافر منه فإن الكافر يرى مقعده في الجنة وفي قبرِه لو آمن، ولكنه يدخل المؤمنون يرثون مقاعد الكافرين فيها.... أيضاً، قال المؤلف: "أي هو أنا في الشقين" ما هما الشِّقان؟ (أعلم بِمن جاء بالهدى مِن عنده) هذا هو الشق الأول الشق الثاني: (ومن تكون له عاقبة الدار) وقول المؤلف:" أي هو أنا" ... هذا هو الحق أن الذي جاء بالهدى من عند الله موسى وأنه ستكون له العاقبة، ولكنَّ موسى خاطب فرعون بهذا الخطاب المُتردد بين كون الهدى عندَه أو عند فرعون والعاقبة له دون فرعون على سبيل التَنُزُّل كما في قوله تعالى: (( آلله خير أمّا يشركون )) ... (( وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ))[سبأ:24] فالآن يقول: "أي هو أنا" لكنه ما صرح .. أن قال: أنا قد جئت بالهدى ... لأن هذا هو الدعوة التي جاء بها وأقامها على فرعون لكنه ساق الكلام مَساقَ الأمر المتردد بينه وبين فرعون مِن باب التَنَزُّلِ معه قال: " فأنا مُحِقٌّ فيما جئتُ به" هذا مُفرَّع على قوله: "هو أنا".
(( إنه لا يفلح الظالمون )) الكافرون " (إنه) الضمير هنا ضمير الشأن، لأنه لم يسبق له مرجِع ولم يلحه ما يصلح أن يكون مرجعاً له وعلى هذا فيكون ضمير الشأن، أي إنَّ الشأن والحال أنَّه لا يُفلح الظالمون، وقوله: (إنه لا يفلح الظالمون) هل هو يشير إلى فرعون وأنّه ظالم ولم يفلح أو هو أمر عام يعني إن كنتُ أنا ظالماً بدعوى الرسالة فأنا لا أفلح وإن كنتَ ظالماً بردِّك الحق لا تفلح؟ نقول هو هذا لأنه مُفرَّع على ما قبله (( ربي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده ومن تكون له عاقبة الدار )) عاقبة الدار تكون لِمن؟ للظالم ولّا لِغير الظالم؟ لِغير الظالم، لأنَّ الظالم لا يفلح، ونحن نعلم علم اليقين أنَّ الظالم في هذه الحال مَن؟ فرعون، لأنه ردَّ الحق، وقوله: (لا يفلح) الفلاح هو حصول المطلوب والنجاة مِن المهروب، وسُمِي فلاحاً لأنه بقاء وأصله في اللغة البقاء كما قال الشاعر: لِكل همٍّ من الهموم سعة والصُبح والمَسْي لا فلاحَ معه
يعني لا بقاء ولهذا يتعدى الأمر إلى أن يقولوا: إن الفلاح هو حصول المطلوب والنجاة مِن المهرُوب وقول المؤلف: "الكافرون" مع أنَّ الله يقول الظالمون ..... لأن الله سبحانه وتعالى قال: (لا يفلح الظالمون) وعدمُ فلاحِ الظالمين بحسَب ظلمهم إن كان ظلماً أكبر فهم لا يفلِحُون أبداً وهم الكافرون وإن كان ظلماً دون ذلك نقص مِن الفلاح بحسب ما نقص من العدل، فالضابط لهذا أيضاً إبقاءُ الآية على ظاهرها وأنَّ الظالم لا يُفلِح، لكن انتفاء الفلاح عنه بحسَب وجود الظلم فيه، فالظلم الأكبر يفوت به الفلاح كله وما دون ذلك يفوت منه من الفلاح بحسب ما حصل من الظلمٍ
3 - قال الله تعالى : << و قال موسى ربي أعلم بمن جآء بالهدى من عنده و من تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون >> أستمع حفظ
قال الله تعالى : << و قال فرعون يآأيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي ياهامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى و إني لأظنه من الكاذبين >>
(( وقال فرعون يا أيها الملأ )) يخاطِب قومه (( يا أيها الملأ ما علمت لكم مِن إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين )) .... (يا أيها الملأ ما علمت) يا أيها الناس .... بالنداء تعظيماً للأمر وتهويلاً له ثم قال: (ما علمت لكم من إله غيري) ولم يقل: ما وجدتُ لكم، لأنه لو قال: ما وجدت لكم كذّبوه إذ أنهم يقولون: أنت لم تذهب .. ما فارقتنا .. ذهبت فطلبت الله فلم تجده. بل نفى أن يكون عالماً بذلك (ما علمت لكم من إله غيري) لأجل أن يُفَرِّعَ عليه (فأوقد لي يا هامان على الطين) فتم له اللعبة يقول: أنا والله ما أدري لكم من إله غيري لكن نَبِي نبحث أوقد لي يا هامان على الطين واجعل لي صرح طويل رفيع لأجل أشوف أناظر هل في السماء إله لِموسى أو لا؟ وهذا أبلغ هل صدق لأنه لو قال ما وجدت ما حصل ال.. لِقوله: ابن لي صرحاً ولَّا لا؟ ... لأنه إذا قلنا وجد ما حاجة إلى .... إذ لا ينفي للوجود إلا بعد الطلب، ثانياً لو قال: ما وجدت لقالوا: كيف ما وجدت... ؟ فعبَّر بقوله: (ما علمت)، لأجل أن يتم لُعبته، وقوله: (ما علمتُ لكم مِن إله غيري) والمراد مِن رب غيري، لأنَّه قال في سورة النازعات: (( فحشر فنادى * فقال أنا ربكم الأعلى )) أو يجوز أن المراد بالإله ظاهرُها فيكون (مِن إله) أي مِن معبود ولا يُعبَد إلا ..، وقوله: (فأوقد لي يا هامان على الطين) الفاء للسببية وهي عاطفة و(أوقد لي يا هامان) هامان من هو؟ وزيرُه، طيب الوزارة في ... نقول: وزير المعارف ... وزيرٌ مطلق إن كان عنده مهام متعددة فهو وزير خاص .... على كل حال اللي يظهر أنه وزير مطلق، قوله: (فأوقد لي يا هامان على الطين) ...
(( فأوقد لي يا هامان على الطين )) فاطبخ لي الآجُر" الطين هو التراب المبلول بالماء فإذا أُوقِد عليه انعقد وتحَجَّر وصار آجُرًّا، وإنما اختار ذلك لأن الآجُرّ أقوى مِن غيرِه ولّا لا؟ ... ولأنه إذا أوقد عليه .... ويكون له شهرة بينهم فإذا مرَّ الناس ما هذا؟ قالوا هذا الصرحُ الذِّي ... فيشتهر أكثر وتكون أيضاً بعبع أكثر ...
(( فاجعل لي صرحاً )) يقول المؤلف:" قصراً عاليا" .... يبني له مثل المنارة لكن بناءً عالياً لو قال المؤلف بناءً عالياً لكان أولَى.
(( صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى )) (لعلي) هذه للتعليل يعني اجعله لي لِأطلع إلى إله موسى أنظر إليه وأقفُ عليه، وقوله: (إلى إله موسى) وهو .. جاء بها على سبيل التحقير لأن موسى عنده عظيم ولّا لا؟ عظيم.
الطالب: ...
الشيخ : لا، حقير فإلهه يكون مثلَه إله موسى لأنه يكون حقيراً لحقارة عابدِه (( إلى إله موسى وإني لأظنه مِن الكاذبين )) لادعائه إلهاً آخَر وأنه رسوله"، (وإني لأظنه) أكدَّها بـ(إنَّ) واللام ثم قال: (مِن الكاذبين) ليفتح الباب لـ .. لأنَّه ليس هذا أول من كذب فليس بغريب أن يكذب لأنه قد سبقه مَن سبقه، فيكون هذا أكثر قبولاً لقوله عندهم وليذكرهم أن موسى مثل غيره من الكاذبين فليس أول من كذب. يقول الآن: هل قوله: (ما علمت لكم من إله غيري) هل هو صادق في ذلك؟ ليس صادقاً، لأنَّ موسى قال له: (لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض) لكنه... على قومِه ولهذا أمر بهذه الفعلة، ثانياً: (وإني لأظنه من الكاذبين) هل هو صادق في قوله: (لأظنه) غير صادق بل إنه يتَيَقَّن أنه صادِق لكنه ..... على قومِه هو الذي جعله يقول هذا القول
(( فأوقد لي يا هامان على الطين )) فاطبخ لي الآجُر" الطين هو التراب المبلول بالماء فإذا أُوقِد عليه انعقد وتحَجَّر وصار آجُرًّا، وإنما اختار ذلك لأن الآجُرّ أقوى مِن غيرِه ولّا لا؟ ... ولأنه إذا أوقد عليه .... ويكون له شهرة بينهم فإذا مرَّ الناس ما هذا؟ قالوا هذا الصرحُ الذِّي ... فيشتهر أكثر وتكون أيضاً بعبع أكثر ...
(( فاجعل لي صرحاً )) يقول المؤلف:" قصراً عاليا" .... يبني له مثل المنارة لكن بناءً عالياً لو قال المؤلف بناءً عالياً لكان أولَى.
(( صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى )) (لعلي) هذه للتعليل يعني اجعله لي لِأطلع إلى إله موسى أنظر إليه وأقفُ عليه، وقوله: (إلى إله موسى) وهو .. جاء بها على سبيل التحقير لأن موسى عنده عظيم ولّا لا؟ عظيم.
الطالب: ...
الشيخ : لا، حقير فإلهه يكون مثلَه إله موسى لأنه يكون حقيراً لحقارة عابدِه (( إلى إله موسى وإني لأظنه مِن الكاذبين )) لادعائه إلهاً آخَر وأنه رسوله"، (وإني لأظنه) أكدَّها بـ(إنَّ) واللام ثم قال: (مِن الكاذبين) ليفتح الباب لـ .. لأنَّه ليس هذا أول من كذب فليس بغريب أن يكذب لأنه قد سبقه مَن سبقه، فيكون هذا أكثر قبولاً لقوله عندهم وليذكرهم أن موسى مثل غيره من الكاذبين فليس أول من كذب. يقول الآن: هل قوله: (ما علمت لكم من إله غيري) هل هو صادق في ذلك؟ ليس صادقاً، لأنَّ موسى قال له: (لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض) لكنه... على قومِه ولهذا أمر بهذه الفعلة، ثانياً: (وإني لأظنه من الكاذبين) هل هو صادق في قوله: (لأظنه) غير صادق بل إنه يتَيَقَّن أنه صادِق لكنه ..... على قومِه هو الذي جعله يقول هذا القول
4 - قال الله تعالى : << و قال فرعون يآأيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي ياهامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى و إني لأظنه من الكاذبين >> أستمع حفظ
أسئلة غير واضحة
.......
فوائد قوله تعالى : << و قال موسى ربي أعلم بمن جآء بالهدى.................>>
وقوله: (( أعلم بِمن جاء بالهدى مِن عنده )) وفيه التَنَزُّل مع الخصم على وجه لا يكون فيه تقويض لدعوى المُدَّعي.
وفيه أيضا دليل في قوله: (( أعلم بمن جاء بالهدى من عنده )) أن الهدى مِن الله سبحانه وتعالى فهو الذي يأتي بما يحسن الاهتداء به، ويُوفِّق من شاء مِن عباده له، فالهدى مِن عند الله (( أعلم بمن جاء بالهدى من عنده )) فهو ...
ويستفاد مِن هذه الآية أنّ العاقبة لِمن اتبع هدى الله، لقوله: (( أعلم بمن جاء بالهدى من عنده ومن تكون له عاقبة الدار )) يعني وهو كذلك أعلم بِمن تكون له عاقبة الدار...
ومنها أيضا أن الظالم لا يُفلِح ومفهومه أنَّ صاحب العدل يُفلِح، لأنه إذا انتفى الفلاح عن الظالم وجب ثبوته لصاحب العدل.
ومِنها التحذير مِن الظلم لقوله: (( إنه لا يفلح الظالمون )) والترغيب في العدل، لأن التحذير من الشيء ترغيب في ضدِّه، ..كُنَّا ذكرنا أن عاقبة الظلم هي سبب .. الله
وفيه أيضا دليل في قوله: (( أعلم بمن جاء بالهدى من عنده )) أن الهدى مِن الله سبحانه وتعالى فهو الذي يأتي بما يحسن الاهتداء به، ويُوفِّق من شاء مِن عباده له، فالهدى مِن عند الله (( أعلم بمن جاء بالهدى من عنده )) فهو ...
ويستفاد مِن هذه الآية أنّ العاقبة لِمن اتبع هدى الله، لقوله: (( أعلم بمن جاء بالهدى من عنده ومن تكون له عاقبة الدار )) يعني وهو كذلك أعلم بِمن تكون له عاقبة الدار...
ومنها أيضا أن الظالم لا يُفلِح ومفهومه أنَّ صاحب العدل يُفلِح، لأنه إذا انتفى الفلاح عن الظالم وجب ثبوته لصاحب العدل.
ومِنها التحذير مِن الظلم لقوله: (( إنه لا يفلح الظالمون )) والترغيب في العدل، لأن التحذير من الشيء ترغيب في ضدِّه، ..كُنَّا ذكرنا أن عاقبة الظلم هي سبب .. الله
فوائد قوله تعالى : << و قال فرعون يآأيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري............................>>
(( وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري )) إلى آخره يستفاد من هذا الآية أن فرعون قد سيطر على قلوبِ قومه وجهُ ذلك أن مِثْل هذا الكلام لا يُقبَل إلا مِن شخص قد سَلَب عقولَهم وإلَّا كان كُل واحد يقول: أبأصير إله .........
ومنها أيضاً .. فرعون على قومِه وأنّه من أشدّ الناس مكراً وحيلة، لقوله: (( ما علمت لكم من إله غيري )).
ومنها إثبات علو الله من أين ناخذه؟ مِن قوله: (( ابن لي صرحاً لعلي أطلع إلى إله موسى )) وهذا دليل على أنَّ موسى قال له: إن الله في السماء، طيب.
ومنها أيضاً أنَّ فرعون كان عظيمَ المُلْك في مملكته وكان له وزراء يأمرُهم.
ومنها إسناد الفعل إلى الآمر به إذا كان له سلطانٌ .. لقوله: (( ابن لي صرحا )) ومعلومٌ أنَّ هامان لم يباشر البناء مَن يباشره؟ العمال ولكنه نُسِبَ الفعل إليه لأنَّه الآمر به ف.. إسناد الفعل إلى الآمر به لِمن كان له سلطة الأمر، والفقهاء رحمهم الله اعتبروا هذا فقالوا: لو أمرَ بالقتل غيرَ مكلف فَقَتَل فالقَوَد على الآمر، لأنه لو قال لإنسان ما بلغ اقتلْ فلان. فذهب فقتلَه فإنَّ الذي يُقتَل الآمر، لأنه هو السبب والسبب .. الحكم إليه.
ومنها أيضاً مِن فوائد الآية أنّ الفُخَّار أقوى مِن الطين غير المُوقَد عليه قال .. الطين الموقد عليه أقوى مِن أين يفهم؟ (( أوقد لي يا هامان على الطين )) ويقال في الأول: لو أن الآجُرّ .... فرعون والله أعلم، قد يكون أول من اخترع هذا الطين وقد يكون الأمر معلوماً من قبْل فأمر بِه ... أنه أقوى مِن الطين غير الموقد عليه.
ومنها أيضا طغيان فرعون واستكبارُه حيث ذكر الربَّ سبحانه وتعالى بصيغة ... في قوله: (( لعلي أطلع إلى إله موسى )) فنسبه إليه احتقاراً له لأنَّه يحتقرُ موسى.
ومِنه أيضا أنَّ فرعون مِن أكذب الناس، لقوله: (( ما علمت لكم من إله غيري )) ولقوله: (( وإني لأظنه من الكاذبين ))
ومنها ... في قوله: (( مِن الكاذبين )) وجه ذلك؟
الطالب: ...
الشيخ : أي لعله يستغرب أن يكذب موسى فأشار بقوله: (( من الكاذبين )) مِن هناك ما يُصدق هو فلا تستغرب أن يكذب هو كما كذب غيره، وفي آية أخرى: (( وإني لأظنه كاذباً )) فما الجمع بينهما؟ إما الجمع بينهما هو أن الله سبحانه وتعالى إما أنه يكون قد نقل الكلام بمعناه واللفظ مِن عند الله أو أنه يتكلم بهذا مرة .. فرعون وبهذا مرة ففي مجلس يقول: (( إني لأظنه كاذباً )) وفي آخر يقول: (( وإني لأظنه من الكاذبين )) ....
قال الله تعالى:{نقرأ في الدرس الجديد}
ومنها أيضاً .. فرعون على قومِه وأنّه من أشدّ الناس مكراً وحيلة، لقوله: (( ما علمت لكم من إله غيري )).
ومنها إثبات علو الله من أين ناخذه؟ مِن قوله: (( ابن لي صرحاً لعلي أطلع إلى إله موسى )) وهذا دليل على أنَّ موسى قال له: إن الله في السماء، طيب.
ومنها أيضاً أنَّ فرعون كان عظيمَ المُلْك في مملكته وكان له وزراء يأمرُهم.
ومنها إسناد الفعل إلى الآمر به إذا كان له سلطانٌ .. لقوله: (( ابن لي صرحا )) ومعلومٌ أنَّ هامان لم يباشر البناء مَن يباشره؟ العمال ولكنه نُسِبَ الفعل إليه لأنَّه الآمر به ف.. إسناد الفعل إلى الآمر به لِمن كان له سلطة الأمر، والفقهاء رحمهم الله اعتبروا هذا فقالوا: لو أمرَ بالقتل غيرَ مكلف فَقَتَل فالقَوَد على الآمر، لأنه لو قال لإنسان ما بلغ اقتلْ فلان. فذهب فقتلَه فإنَّ الذي يُقتَل الآمر، لأنه هو السبب والسبب .. الحكم إليه.
ومنها أيضاً مِن فوائد الآية أنّ الفُخَّار أقوى مِن الطين غير المُوقَد عليه قال .. الطين الموقد عليه أقوى مِن أين يفهم؟ (( أوقد لي يا هامان على الطين )) ويقال في الأول: لو أن الآجُرّ .... فرعون والله أعلم، قد يكون أول من اخترع هذا الطين وقد يكون الأمر معلوماً من قبْل فأمر بِه ... أنه أقوى مِن الطين غير الموقد عليه.
ومنها أيضا طغيان فرعون واستكبارُه حيث ذكر الربَّ سبحانه وتعالى بصيغة ... في قوله: (( لعلي أطلع إلى إله موسى )) فنسبه إليه احتقاراً له لأنَّه يحتقرُ موسى.
ومِنه أيضا أنَّ فرعون مِن أكذب الناس، لقوله: (( ما علمت لكم من إله غيري )) ولقوله: (( وإني لأظنه من الكاذبين ))
ومنها ... في قوله: (( مِن الكاذبين )) وجه ذلك؟
الطالب: ...
الشيخ : أي لعله يستغرب أن يكذب موسى فأشار بقوله: (( من الكاذبين )) مِن هناك ما يُصدق هو فلا تستغرب أن يكذب هو كما كذب غيره، وفي آية أخرى: (( وإني لأظنه كاذباً )) فما الجمع بينهما؟ إما الجمع بينهما هو أن الله سبحانه وتعالى إما أنه يكون قد نقل الكلام بمعناه واللفظ مِن عند الله أو أنه يتكلم بهذا مرة .. فرعون وبهذا مرة ففي مجلس يقول: (( إني لأظنه كاذباً )) وفي آخر يقول: (( وإني لأظنه من الكاذبين )) ....
قال الله تعالى:{نقرأ في الدرس الجديد}
7 - فوائد قوله تعالى : << و قال فرعون يآأيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري............................>> أستمع حفظ
قال الله تعالى : << واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق و ظنوا أنهم إلينا لا يرجعون >>
(( وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ))[القصص:39] (استكبر) مِن الكبرياء وهي العظمة والمعنى أنه تَرقَّى وتعاظم هو وجنوده وزيادة الهمزة والسين والتاء لِلمبالغة وليست للاستدعاء لأن الغالب أنَّ الهمزة والسين والتاء تكون للاستدعاء مثل استغفرَ له يعني طلب مغفِرَته استرحمه طلب رحمتَه لكن يأتي أحيانا لِلمبالغة مثل استكبر يعني بالَغ في الكبرياء والعظمة هُوَ وجنوده مَن جُنُودُه؟ الجُنْد في الأصل هم حاشية الإنسان وأنصاره ويطلق على كل مَن اتَّبعه فهو مِن جُنْدِه، وقوله: (( في الأرض )) متعلق بـ(استكبر) و(ال) في الأرض للعهد الذهني قال المؤلف: أرضِ مصر" ليس الأرض كلها لأنه لا سلطان له على بقية الأراضي ولكن المراد أرض مصر فعلى هذا تكون (ال) هنا لأي شيء؟ للعهد الذهني لا للعموم وقوله: (( بغير الحق )) بيان للواقع لأن الاستكبار كله مُخالفٌ للحق، ولكنه بيان للواقع وزيادةً في تقبيحه فالاستكبار قبيح فإذا وُصف .. الحق صار أقبح وأقبح، ونظير هذا قوله تعالى: (( ويقتلون النبيين بغير الحق )) ويمكن يكون قتل النبيين بحق؟ لا، كلُّ قتلِ النبيين بغير الحق لكن ذَكَر ذلك للمبالغة في تقبيحه فإنه الواقع أنه ليس بحق، يقول الله سبحانه وتعالى: (( بغير الحق )) والحق في الأصل هو الشيء الثابت فإذا أُضِيف إلى الكلام فالمراد به الصدق وإذا أضيف إلى الأحكام المراد به العدل كقوله تعالى: (( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا )) [الأنعام:115] إذاً انتفى عن هؤلاء باستكبارهم الحقّ مِن وجهين حيث اتخذوا كذباً وزَوْراً بما استكبروا به، وغير الحق.
(( وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون )) (ظنوا) هل المراد بالظن الرجحان أو اليقين؟ أي متيقنين ما هو ما جحدوه به فهل نقول ترجح عندهم أنهم راجعون أو اليقين كلاهما في الواقع يُنافي قولَه تعالى: (( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ))، لأنَّ مَن استيقن شيء هل يظُن خلافَه أن يستيقن أن ما جاء به موسى حق هل يستيقِن خلافَه أو يظن خلافَه أيضا؟ لا، لأن من استيقن الشيء آمن بِه، لكن يبدو لي أنَّ الظن هنا إمَّا بمعنى الدعوة يعني ادَّعَوْا أنهم إلينا لا يُرْجَعُون أو أن المُراد به
(( وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون )) (ظنوا) هل المراد بالظن الرجحان أو اليقين؟ أي متيقنين ما هو ما جحدوه به فهل نقول ترجح عندهم أنهم راجعون أو اليقين كلاهما في الواقع يُنافي قولَه تعالى: (( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ))، لأنَّ مَن استيقن شيء هل يظُن خلافَه أن يستيقن أن ما جاء به موسى حق هل يستيقِن خلافَه أو يظن خلافَه أيضا؟ لا، لأن من استيقن الشيء آمن بِه، لكن يبدو لي أنَّ الظن هنا إمَّا بمعنى الدعوة يعني ادَّعَوْا أنهم إلينا لا يُرْجَعُون أو أن المُراد به
اضيفت في - 2007-08-13