تفسير سورة القصص-07a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة تفسير الآية : << واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق و ظنوا أنهم إلينا لا يرجعون >>
عند الله .. فعلُه هنا فعلَ الظانّ، وقوله: (( أنهم إلينا لا يُرجَعون )) فيها قراءتان (لا يَرجِعون) بالبناء للفاعل ولِلمفعول، بالبناء للفاعل كيف أنطق؟ (لا يَرجِعون) وبالبناء للمفعول (لا يُرْجَعُون) وأركان القراءة موجودة هنا؟ ولّا غير مفعولة؟ موجودة الأركان؟ ما هي أركان القراءة؟
الطالب: ...
الشيخ : كذا؟ أي نعم هذه هي بَيتَين:
وكل ما وافق وجه نحو وكان للرسم احتمالاً يحوي
وصح نقلاً فهو القرءان فهذه الثلاثة الأركان [كذا والأصل: إسناداً هو القرءان]
فهنا (يَرجِعون) ... موجودة ولّا لا؟ يعني ما اختلفت إلا بالشَّكْل فقط، ومعنى (يرجعون) أي يعودون ويُرَدُّون إلى الله سبحانه وتعالى إذ أنَّ الكل سوف يرجِع إلى الله والإنسان راجع إلى الله في محياه ومماتِه، فهو بعد الموت يرجِع إلى الله وكذلك في الدنيا أمرُه راجعٌ إلى الله فهو الذي يدبره
الطالب: ...
الشيخ : كذا؟ أي نعم هذه هي بَيتَين:
وكل ما وافق وجه نحو وكان للرسم احتمالاً يحوي
وصح نقلاً فهو القرءان فهذه الثلاثة الأركان [كذا والأصل: إسناداً هو القرءان]
فهنا (يَرجِعون) ... موجودة ولّا لا؟ يعني ما اختلفت إلا بالشَّكْل فقط، ومعنى (يرجعون) أي يعودون ويُرَدُّون إلى الله سبحانه وتعالى إذ أنَّ الكل سوف يرجِع إلى الله والإنسان راجع إلى الله في محياه ومماتِه، فهو بعد الموت يرجِع إلى الله وكذلك في الدنيا أمرُه راجعٌ إلى الله فهو الذي يدبره
1 - تتمة تفسير الآية : << واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق و ظنوا أنهم إلينا لا يرجعون >> أستمع حفظ
قال الله تعالى : << فأخذناه و جنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين >>
(( فأخذناه وجنوده )) الفاء عاطفة والمراد بها أيضاً السببية أي فبسبب استكباره هو وجنوده (( أخذناه وجنودَه فنبذناهم )) مقابِل الاستكبار ذكر الله تعالى عقوبتهم على وجه الاستهجان والتحقير (أخذناه وجنوده فنبذناهم) إذ أن النبذ هو الطرح يعني بِقوَّة، والمطروحُ بقوة هل هو عظيم ولّا حقير؟ بل هو حقير، لأن العظيم ما يمكن ما تستطيع أن تنبُذَه نبذاً فهو خطير عظيم ما تقدر إنما يُنبَذُ نبذاً مَن كان هيِّناً حقيراً ولهذا قال: (( فأخذناه وجنوده فنبذناهم )) (هم) يعود على الجنود ولّا على مَن؟ على فرعون والجنود (فأخذناه وجنودَه) ولم يغنه هؤلاء الجنود شيئاً، لأن الله سبحانه وتعالى لا شيءَ يقابِله مِن قوة البشر، (فنبذناهم) "طرحناهم" (( في اليم )) (اليم) قال: "البحر المالح" احترازاً مِن أين؟ مِن الأنهار، لأن الأنهار بحار لكنَّها غير مالحة قال الله تعالى: (( وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سائغ شرابه وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ))[الفرقان:53]وقال: (( مرج البحرين يلتقيان )) فسمى الله تعالى الأنهار والبحار المالحة سماها بحاراً وقوله: "البحر المالح" هذا بيان للواقع الذي وُجِد فيه فرعون وجنوده لأنهم وُجِدوا في بحر القُلْزُم أو القَلْزَم وهو البحر الأحمر الذي بيْن جدة ومِصر، هذا الذي غرق فيه فرعون وقومُه (فنبذناهم في اليم) وانظر إلى الحكمة في أن الله سبحانه وتعالى أغرقهم إغراقاً في اليم، لأنّ فرعون كان يفتخر بأنهاره ويقول لقومه يقول: (( وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون * أم أنا خير من هذا الذي هو مَهِين ولا يكاد يبين )) فافتخر بالماء فأُغرِق به، نعم (( قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ ))[الزخرف:51] فأخرجه الله مِن ملكِ مِصر وأهلكه بما كان يفخر به مِن الأنهار، .... لأن البحر المالح بعيد عن مُلْك مصر ...
قال: (( فانظر كيف كان عاقبة الظالمين )) (فانظر) الخطاب لمن؟ انظر يعني يا محمد! أو انظر أيها القارئ أو السامع، فالخطاب لكل مَن يصِح توجيه الخطاب إليه {ماذا تقول؟ الأخير} أي فانظر يا من تسمع هذا الخطاب ويُوجَّهُ إليك، والمراد بالنظر هنا نظرُ الاعتبار وهو النظر بالقلب، لأن العاقبة ما هي تُنظَر بالعين اللهم إلا إذا سار الإنسان في آثارِهم فقد ينظر بعينه وبقلبه (فانظر كيف كان عاقبة الظالمين) (كيف) هنا للاستفهام والمراد به التعظيم يعني عِظَم العاقبة لكن لا تعظيمَ الرفعة بل تعظيم العقوبة -والعياذ بالله- (كيف كان عاقبة الظالمين) فهو تفخيم لها وتعظيم للعاقبة وخيمة سيئة للغاية، محلها من الإعراب (كيف) اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب مفعولُ (انظر) انظُر كيف، ما يصلح تكون مفعول لأن الاستفهام له صد الكلام ولو جعلناه مفعول (انظر) ما صار لها صدر الكلام صار متأخر.
الطالب: ...
الشيخ : .. صحيح مع أنه مفعول (انظر) لكن أنا أريد إعراب (كيف) فقط
الطالب: ...
الشيخ : لا، خبر مو صحيح، إي نعم خبرها مقدر (فانظر كيف كان عاقبة)(كيف) هنا اسم استفهام بلا شرط معلق خبرٌ مُقدم بـ(كان) وتقديم الخبر هنا واجب ولا جائز؟ واجب (كيف كان عاقبة الظالمين) (عاقبة) بمعنى عُقْبى وهي على صيغة اسم الفاعل والمراد العقبى، و(الظالمين) هم الذين نقصوا حقوق أنفسهم وحقوق ربِّهم، لأنَّ الظلم في الأصل النقص قال الله تعالى: (( كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَرًا ))[الكهف:33] أي لم تنقُص، وقوله: (كيف كان عاقبة الظالمين) المراد بالظالمين هنا الكافرين ولّا لا؟
الطالب: الكافرين.
الشيخ : نعم الكافرين لأنه يُشير إلى ما جرى لِفرعون وقومه وهم ظالمون ظلمَ كفر، لأن الظلم ينقسم إلى قسمين ظلم كفر وظلم معصية دون الكفر، ففي قوله تعالى: (( فلكم رؤوس أموالكم لا تَظلِمون ولا تُظلَمون )) ... ظلم المعصية المُراد ظلم المعصية، وفي قوله تعالى: (( والكافرون هم الظالمون )) المراد ظلم الكفر، وفي قوله: (( وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسَهم يظلمون )) شامل للأمرين الكفر وما دونَه، (( فانظر كيف كان عاقبة الظالمين )) في مصارهم إلى الهلاك إلى الهلاك بأتفه الأمور وهو الماء، وهذه مِن حكمة الله سبحانه وتعالى أن يأخذَ كلَّ إنسان بِذنبه كما قال الله تعالى: (( وكلًّا أخذنا بذنبه )) أي بما يَقْتَضِيهِ ذنبُه مِن العقوبة، عادٌ استكبروا في الأرض وتحَدَّوا وقالوا: مَن أشد منا قوة؟! قال الله تعالى: (( أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة )) وقوله: (خلقهم) ولم يقل أن الله .. فالتكميل لكونِه أشد منهم لأن الخالق بلا ريب أقوى من المخلوق بِماذا أُخِذوا؟ أُخِذوا بألطف الأشياء وهي الريح أرسل الله عليهم الريح (( سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً )) .. كل أيام الدهر لو شاء الله لأرسلها عليهم بليلة واحدة ودمرتهم تدميرا لكن لِحكمة أراد أن يتعذبوا أصلا لأخذتهم جميعا .. أخذت مثلاً بالأطراف .... كأنهم أعجاز نخل منقعر، وهذا أشد عقوبة، لأنها لو جاءتهم مرة واحدة ودمرتهم ما تعذبوا ماتوا وهلكوا وانتهى الأمر لكن هذا أشد، طيب إذاً هنا أُغرِقوا باليم لأنهم والعياذ بالله ...
قال: (( فانظر كيف كان عاقبة الظالمين )) (فانظر) الخطاب لمن؟ انظر يعني يا محمد! أو انظر أيها القارئ أو السامع، فالخطاب لكل مَن يصِح توجيه الخطاب إليه {ماذا تقول؟ الأخير} أي فانظر يا من تسمع هذا الخطاب ويُوجَّهُ إليك، والمراد بالنظر هنا نظرُ الاعتبار وهو النظر بالقلب، لأن العاقبة ما هي تُنظَر بالعين اللهم إلا إذا سار الإنسان في آثارِهم فقد ينظر بعينه وبقلبه (فانظر كيف كان عاقبة الظالمين) (كيف) هنا للاستفهام والمراد به التعظيم يعني عِظَم العاقبة لكن لا تعظيمَ الرفعة بل تعظيم العقوبة -والعياذ بالله- (كيف كان عاقبة الظالمين) فهو تفخيم لها وتعظيم للعاقبة وخيمة سيئة للغاية، محلها من الإعراب (كيف) اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب مفعولُ (انظر) انظُر كيف، ما يصلح تكون مفعول لأن الاستفهام له صد الكلام ولو جعلناه مفعول (انظر) ما صار لها صدر الكلام صار متأخر.
الطالب: ...
الشيخ : .. صحيح مع أنه مفعول (انظر) لكن أنا أريد إعراب (كيف) فقط
الطالب: ...
الشيخ : لا، خبر مو صحيح، إي نعم خبرها مقدر (فانظر كيف كان عاقبة)(كيف) هنا اسم استفهام بلا شرط معلق خبرٌ مُقدم بـ(كان) وتقديم الخبر هنا واجب ولا جائز؟ واجب (كيف كان عاقبة الظالمين) (عاقبة) بمعنى عُقْبى وهي على صيغة اسم الفاعل والمراد العقبى، و(الظالمين) هم الذين نقصوا حقوق أنفسهم وحقوق ربِّهم، لأنَّ الظلم في الأصل النقص قال الله تعالى: (( كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَرًا ))[الكهف:33] أي لم تنقُص، وقوله: (كيف كان عاقبة الظالمين) المراد بالظالمين هنا الكافرين ولّا لا؟
الطالب: الكافرين.
الشيخ : نعم الكافرين لأنه يُشير إلى ما جرى لِفرعون وقومه وهم ظالمون ظلمَ كفر، لأن الظلم ينقسم إلى قسمين ظلم كفر وظلم معصية دون الكفر، ففي قوله تعالى: (( فلكم رؤوس أموالكم لا تَظلِمون ولا تُظلَمون )) ... ظلم المعصية المُراد ظلم المعصية، وفي قوله تعالى: (( والكافرون هم الظالمون )) المراد ظلم الكفر، وفي قوله: (( وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسَهم يظلمون )) شامل للأمرين الكفر وما دونَه، (( فانظر كيف كان عاقبة الظالمين )) في مصارهم إلى الهلاك إلى الهلاك بأتفه الأمور وهو الماء، وهذه مِن حكمة الله سبحانه وتعالى أن يأخذَ كلَّ إنسان بِذنبه كما قال الله تعالى: (( وكلًّا أخذنا بذنبه )) أي بما يَقْتَضِيهِ ذنبُه مِن العقوبة، عادٌ استكبروا في الأرض وتحَدَّوا وقالوا: مَن أشد منا قوة؟! قال الله تعالى: (( أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة )) وقوله: (خلقهم) ولم يقل أن الله .. فالتكميل لكونِه أشد منهم لأن الخالق بلا ريب أقوى من المخلوق بِماذا أُخِذوا؟ أُخِذوا بألطف الأشياء وهي الريح أرسل الله عليهم الريح (( سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً )) .. كل أيام الدهر لو شاء الله لأرسلها عليهم بليلة واحدة ودمرتهم تدميرا لكن لِحكمة أراد أن يتعذبوا أصلا لأخذتهم جميعا .. أخذت مثلاً بالأطراف .... كأنهم أعجاز نخل منقعر، وهذا أشد عقوبة، لأنها لو جاءتهم مرة واحدة ودمرتهم ما تعذبوا ماتوا وهلكوا وانتهى الأمر لكن هذا أشد، طيب إذاً هنا أُغرِقوا باليم لأنهم والعياذ بالله ...
قال الله تعالى : << وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون >>
قال: (( وجعلناهم )) في الدنيا (( أئمة )) بتحقيق الهمزتين أئمة وإبدال الثانية ياء" ايش يقال؟ أَيِمَّة والقراءتان التي هنا سبعية، قال:" رؤساء في الكفر" لأن الإمام هو القائد الذي يُتْبَع فهو والعياذ بالله ذو أثر في الكفر وليسوا روساء فقط رؤساء متبوعين .. رؤساءَ في الشرك يعني متبوعين الإمام هو المتبوع، المعنى أنهم كانوا قادة والعياذ بالله إلى الكفر والشرك، لكن هذا يقول المؤلف: " جعلناهم في الدنيا أئمة" لو أنه أخَّر الدنيا لكان أحسن، قال: وجعلناهم أئمة في الدنيا يدعون إلى النار. لأن حقيقة الأمر أن إمامتهم بالكفر متى؟ في الدنيا إمامتهم كانت في الدنيا فهم جُعِلوا في هذه الدنيا أئمة يعني متبوعين يُقتدَى بهم في الكفر، فكل من أتى بعدهم وكان كفره كُبَّاراً فإنه مقتِدٍ بهم، وقوله: (( يدعون إلى النار )) بالقول أو بالفعل؟ بِهما جميعا فهم قبل يُهلكوا يدعُون بالقول وبالفعل وبعد أن هلكوا يَدعُون بالفعل لأن مَن اقتدى الناس بفعله فهو في الحقيقة قد دعاهم إليه، وقوله: (يدعون إلى النار) طبعا ما يدعون يقول..: ادخلوا النار لو كان يقول: يا ناس ادخلوا النار ما أطاعوه، لكن (يدعون إلى النار) يدعون إلى العمل الموصل إليها وهو الشرك والكفر وبئس ما كانوا أئمة فيه وهو الدعوة إلى الكفر بالله تبارك وتعالى وب.. طيب وقوله: (( ويوم القيامة لا ينصرون )) (يوم) هذا ظرف متعلق بـ(يُنصرون) يعني وهم لا يُنصَرون يومَ القيامة، في الدنيا أئمة متبوعين لكن في الآخرة لا يُنصَرون هم ما يستطيعون أن ينتصروا لأنفسهم فلا يُمكِن أن يكونوا أئمة يُقتدى بهم، وقوله: (لا يُنصرون) أي لا يجدون مَن ينصرهم بدفع العذاب عنهم ما أحد يدفع عنهم العذاب لا هم ولا غيرهم حتى غيرهم ما يمكن أن يدفع عنهم العذاب، نعم، ما يمكن أن يُدفعَ عنه العذاب نعم (( ويوم القيامة لا ينصرون *
قال الله تعالى : << و أتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين >>
وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة )) خزياً (( ويوم القيامة هم من المقبوحين )) المُبعدين (أتبعناهم) الضمير يعود على مَن؟ على فرعون وجنودِه، أتبعناهم يعني جعلناها تتبعهم بعد إهلاكهم، واللعنة في الأصل الطرد والإبعاد وفسرها المؤلف بلازمها وهو الخزي، أي أنه كل مَن ذكرهم يلعنهم ويطردهم ويبتعد عنهم، ولكن لا منافاة بين ما هنا وقولِه: (( وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار )) لأن الذي يأْتَمُّ بهم هو الموافِق لهم على كفرهم، أمَّا مَن لم يهتمَّ بهم فإنه يلعنهم، وقوله: (( لعنة )) مِن الله ولَّا مِن غيره؟ مِنه ومِن غيره قال الله تعالى: (( أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون )) فمَن لعنه الله لعنه المؤمنون بالله، قال ابن مسعود t في لعن النامصة والمتنمصة قال: ( وما لي لا ألعن مَن لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ).
(( ويوم القيامة هم من المقبوحين )) (يوم القيامة) أيضاً ظرف متعلق بمحذوف حال مِن(هم) يعني وهم حال كونهم يوم القيامة مِن المقبوحين، أو متعلق بالمقبوحين .... مِن أن (ال) اسم موصول واسم الموصول لا يعمل ما بعده بما قبله، فإما أن تُجَرَّد (ال) مِن المصدرية أو ذلك على سبيل التوسُّع لأنهم يتوسعون في الجار المجرور والظرف ما لا يتوسعون في غيره، وقوله: (هم من المقبوحين) .. الجملة اسمية الدالة على أنهم هم في ذلك الوقت لا يمكن أبداً أن يُستحسن ما فعلوه أو يُقرَّبوا بل إنهم في ذلك الوقت مِن المقبوحين المُبعدين الذين يفضحهم كل من ذكرهم، فلا يمكن أحداً أن يقرِّبهم، إذاً عُوقِب هؤلاء والعياذ بالله الذين كانوا يدعون إلى النار عُوقبوا بأمرين الأمر الأول: الإغراق بالماء، الأمر الأوَّل: أنهم إذا حل بهم العذاب يوم القيامة لن يجدوا مَن ينصرهم، لأنه قال: (( ويوم القيامة لا ينصرون ))، الأمر الثاني: العار الذي لحِق بمن لعنهم التي لحقتهم إلى يوم القيامة لقوله: (( وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ))، الأمر الثالث: أنهم يوم القيامة لا يمكن أبدا أن يكونوا مِن المحمودين المُقَرَّبين بل هم مِن المقبوحين المطرودين مِن ..
(( ولقد آتينا موسى الكتاب )) التوراة" وهي كتاب بمعنى مكتوب والجملة مُؤكَّدة بثلاثة مؤَكِّدات وهي القسم واللام الواقعة في جوابه و(قد)، وهنا قد يقول قائل لماذا تُؤكد بهذه المؤَكِّدات الثلاثة مع أنها ليست مُخاطَبة لِمنكِر لها، فالجواب أننا سبق أن قلنا أن التأكيد ليس سببُه إنكارَ المخاطَب فقط، بل قد يكون سببُه أهمية المُخبَر عنه فيُؤكَّد بالقسم وباللام و(قد) وغيرها من المؤكدات ......... [حوار بين الشيخ والطلبة غير واضح]
@ ويستفاد من هذه الآية بيان حال فرعون وجنوده أنهم قوم مستكبرون عن الحق مُتَعَلُّون عليه، ثانياً: يستفاد منها أيضاً أنَّ مَن استكبر عن الحق ففيه شبه مِن فرعون وجنوده.
مِن فوائد الآية وجوبُ الرضوخِ للحق الإنسان يجب عليه أن يرضخ لِلحق سواءٌ وافقَ هواه أم خالفه.
ومِنها أن الاستكبار بل أنَّ المستكبِر ليس له حقٌّ، لقوله: (( بغير الحق )).
ومِنها أيضا أنَّ هؤلاء المستكبرين يعملون عملَ مَن لا يظن أنه يرجِع إلى الله لأنَّ مَن ظن أنَّه يرجِع إلى الله لن يستكبر عنه، لأنه يخاف منه لكن مَن يستكبر هو مَن ظن أنه لا يرجِع إلى الله سبحانه وتعالى.
ومنها إثبات البعث لأن قوله: (( وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون )) إثبات الظن فيقتضي أنّ الرجوع إلى الله أمر ثابت
(( ويوم القيامة هم من المقبوحين )) (يوم القيامة) أيضاً ظرف متعلق بمحذوف حال مِن(هم) يعني وهم حال كونهم يوم القيامة مِن المقبوحين، أو متعلق بالمقبوحين .... مِن أن (ال) اسم موصول واسم الموصول لا يعمل ما بعده بما قبله، فإما أن تُجَرَّد (ال) مِن المصدرية أو ذلك على سبيل التوسُّع لأنهم يتوسعون في الجار المجرور والظرف ما لا يتوسعون في غيره، وقوله: (هم من المقبوحين) .. الجملة اسمية الدالة على أنهم هم في ذلك الوقت لا يمكن أبداً أن يُستحسن ما فعلوه أو يُقرَّبوا بل إنهم في ذلك الوقت مِن المقبوحين المُبعدين الذين يفضحهم كل من ذكرهم، فلا يمكن أحداً أن يقرِّبهم، إذاً عُوقِب هؤلاء والعياذ بالله الذين كانوا يدعون إلى النار عُوقبوا بأمرين الأمر الأول: الإغراق بالماء، الأمر الأوَّل: أنهم إذا حل بهم العذاب يوم القيامة لن يجدوا مَن ينصرهم، لأنه قال: (( ويوم القيامة لا ينصرون ))، الأمر الثاني: العار الذي لحِق بمن لعنهم التي لحقتهم إلى يوم القيامة لقوله: (( وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ))، الأمر الثالث: أنهم يوم القيامة لا يمكن أبدا أن يكونوا مِن المحمودين المُقَرَّبين بل هم مِن المقبوحين المطرودين مِن ..
(( ولقد آتينا موسى الكتاب )) التوراة" وهي كتاب بمعنى مكتوب والجملة مُؤكَّدة بثلاثة مؤَكِّدات وهي القسم واللام الواقعة في جوابه و(قد)، وهنا قد يقول قائل لماذا تُؤكد بهذه المؤَكِّدات الثلاثة مع أنها ليست مُخاطَبة لِمنكِر لها، فالجواب أننا سبق أن قلنا أن التأكيد ليس سببُه إنكارَ المخاطَب فقط، بل قد يكون سببُه أهمية المُخبَر عنه فيُؤكَّد بالقسم وباللام و(قد) وغيرها من المؤكدات ......... [حوار بين الشيخ والطلبة غير واضح]
@ ويستفاد من هذه الآية بيان حال فرعون وجنوده أنهم قوم مستكبرون عن الحق مُتَعَلُّون عليه، ثانياً: يستفاد منها أيضاً أنَّ مَن استكبر عن الحق ففيه شبه مِن فرعون وجنوده.
مِن فوائد الآية وجوبُ الرضوخِ للحق الإنسان يجب عليه أن يرضخ لِلحق سواءٌ وافقَ هواه أم خالفه.
ومِنها أن الاستكبار بل أنَّ المستكبِر ليس له حقٌّ، لقوله: (( بغير الحق )).
ومِنها أيضا أنَّ هؤلاء المستكبرين يعملون عملَ مَن لا يظن أنه يرجِع إلى الله لأنَّ مَن ظن أنَّه يرجِع إلى الله لن يستكبر عنه، لأنه يخاف منه لكن مَن يستكبر هو مَن ظن أنه لا يرجِع إلى الله سبحانه وتعالى.
ومنها إثبات البعث لأن قوله: (( وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون )) إثبات الظن فيقتضي أنّ الرجوع إلى الله أمر ثابت
فوائد قوله تعالى : << و استكبر هو و جنوده في الأرض ..................>>
ويستفاد من هذه الآية بيان حال فرعون وجنوده أنهم قوم مستكبرون عن الحق مُتَعَلُّون عليه، ثانياً: يستفاد منها أيضاً أنَّ مَن استكبر عن الحق ففيه شبه مِن فرعون وجنوده.
مِن فوائد الآية وجوبُ الرضوخِ للحق الإنسان يجب عليه أن يرضخ لِلحق سواءٌ وافقَ هواه أم خالفه.
ومِنها أن الاستكبار بل أنَّ المستكبِر ليس له حقٌّ، لقوله: (( بغير الحق )).
ومِنها أيضا أنَّ هؤلاء المستكبرين يعملون عملَ مَن لا يظن أنه يرجِع إلى الله لأنَّ مَن ظن أنَّه يرجِع إلى الله لن يستكبر عنه، لأنه يخاف منه لكن مَن يستكبر هو مَن ظن أنه لا يرجِع إلى الله سبحانه وتعالى.
ومنها إثبات البعث لأن قوله: (( وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون )) إثبات الظن فيقتضي أنّ الرجوع إلى الله أمر ثابت
مِن فوائد الآية وجوبُ الرضوخِ للحق الإنسان يجب عليه أن يرضخ لِلحق سواءٌ وافقَ هواه أم خالفه.
ومِنها أن الاستكبار بل أنَّ المستكبِر ليس له حقٌّ، لقوله: (( بغير الحق )).
ومِنها أيضا أنَّ هؤلاء المستكبرين يعملون عملَ مَن لا يظن أنه يرجِع إلى الله لأنَّ مَن ظن أنَّه يرجِع إلى الله لن يستكبر عنه، لأنه يخاف منه لكن مَن يستكبر هو مَن ظن أنه لا يرجِع إلى الله سبحانه وتعالى.
ومنها إثبات البعث لأن قوله: (( وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون )) إثبات الظن فيقتضي أنّ الرجوع إلى الله أمر ثابت
فوائد قوله تعالى : << فأخذناه هو وجنوده فنبذناهم ......................>>
ويستفاد من قوله: (( فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين )) يستفاد منه أن الذنوب سببٌ للعقوبة لأن .. تفيد السببية.
ومنها بيان عظمة الله سبحانه وتعالى حيث أخذ هؤلاء الكفار بما لهم مِن القوة ونبذهم نبذاً كما ينبُذ الإنسان .. من .. نعم، وليس هذا تشبيهاً بل قصدي أنه لم يبالِ بهم ولم يعجزوا اللهَ سبحانه وتعالى.
ومنها حكمة الله سبحانه وتعالى حيث كان إهلاك فرعون وقومِه بالماء الذي كان يفتخر به بقوله: (( يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ ))[الزخرف:51] فإن هذا الذي كان يفتخر به كان محلَّ هلاكه.
ومنها أنّ فرعون قد هلك فيمن هلك وأنَّ قوله تعالى: (( فاليوم ننجيك ببدنك )) ليس معناه أنَّه حي باقٍ وإنما الذي أُنجِي وظهر للناس هو بدنُه فقط لِيكون لِمن خلفه، آية لأنَّ بني إسرائيل -كما قال أهل العلم- قد أرعبهم فرعون فلولا أنَّه خرج حتى شاهدوه بِبَدنه لكان عندهم نوعٌ مِن القلق: هل هلك؟ هل ما هلك؟ فإذا شاهدوه تيقنوا وزال عنهم القلق، فإذاً هو هالك فيمن هلك، لقوله: (( فنبذناهم )).
ومِنها أي مِن فوائد الآية أنَّه يُطلَب مِن المرء إما وجوباً أو استحبابا ًأن يتأمل في عاقبة الظالمين (( فانظر كيف كان عاقبة الظالمين )) فيتفرع على هذه الآية أنَّه ينبغي لنا أن نَتَّعِظ بعاقبة هؤلاء فلا نظلم مثلهم، لأنه ما دام عاقبة الظالم الهلاك فإنَّ الإنسان يخشى أن يَهلِك إذا ظَلَم.
ومنها أن الظلم مُحرَّم، لأنَّه سببٌ في العقوبة، وما كان سبباً لعقوبة فإنه مُحَرَّم، وسواءٌ كان الظلم للنفس أو للغير، لأنه مُحرم بجميع أنواعه قال الله تعالى في الحديث القدسي: ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا )
ومنها بيان عظمة الله سبحانه وتعالى حيث أخذ هؤلاء الكفار بما لهم مِن القوة ونبذهم نبذاً كما ينبُذ الإنسان .. من .. نعم، وليس هذا تشبيهاً بل قصدي أنه لم يبالِ بهم ولم يعجزوا اللهَ سبحانه وتعالى.
ومنها حكمة الله سبحانه وتعالى حيث كان إهلاك فرعون وقومِه بالماء الذي كان يفتخر به بقوله: (( يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ ))[الزخرف:51] فإن هذا الذي كان يفتخر به كان محلَّ هلاكه.
ومنها أنّ فرعون قد هلك فيمن هلك وأنَّ قوله تعالى: (( فاليوم ننجيك ببدنك )) ليس معناه أنَّه حي باقٍ وإنما الذي أُنجِي وظهر للناس هو بدنُه فقط لِيكون لِمن خلفه، آية لأنَّ بني إسرائيل -كما قال أهل العلم- قد أرعبهم فرعون فلولا أنَّه خرج حتى شاهدوه بِبَدنه لكان عندهم نوعٌ مِن القلق: هل هلك؟ هل ما هلك؟ فإذا شاهدوه تيقنوا وزال عنهم القلق، فإذاً هو هالك فيمن هلك، لقوله: (( فنبذناهم )).
ومِنها أي مِن فوائد الآية أنَّه يُطلَب مِن المرء إما وجوباً أو استحبابا ًأن يتأمل في عاقبة الظالمين (( فانظر كيف كان عاقبة الظالمين )) فيتفرع على هذه الآية أنَّه ينبغي لنا أن نَتَّعِظ بعاقبة هؤلاء فلا نظلم مثلهم، لأنه ما دام عاقبة الظالم الهلاك فإنَّ الإنسان يخشى أن يَهلِك إذا ظَلَم.
ومنها أن الظلم مُحرَّم، لأنَّه سببٌ في العقوبة، وما كان سبباً لعقوبة فإنه مُحَرَّم، وسواءٌ كان الظلم للنفس أو للغير، لأنه مُحرم بجميع أنواعه قال الله تعالى في الحديث القدسي: ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا )
فوائد قوله تعالى : << وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ....................>>
(( وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون )) يستفاد من هذه الآية حكمة الله سبحانه وتعالى في مثلِ فرعون وقومِه لأن إيجادهم حكمة لأن الله قادر على أن يجعل الناس على الهدى لكنه سبحانه وتعالى له الحكمة في أن يوجِد مثلَ هؤلاء القوم الذين يدعُون إلى النار.
ويستفاد مِنها أيضاً حكمة الله تعالى فيما خلقَ من أمر الله وأنَّه بلاءٌ وفتنة.
ومنها إثبات الإمامة في الشر ماذا خالفهم في الخير، فانظر إلى هذه آل فرعون وانظر إلى هذه في بني إسرائيل (( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لمَّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون )) ففرق بَيْن مَن يقود الناس بأمر الله من يقودونهم بشريعته وبين مَن يدعون إلى النار.
ومِن فوائدها أيضاً أنَّ الدعاء إلى النار وإلى الخير أيضاً كما يكون بالقول يكون بالفعل وأيُّهما أقوى؟ قد يكون الدعاء بالقول أقوى وقد يكون الدعاء بالفعل أقوى، إنما على كل حال الدعاء بهذا وبهذا ثابت فإنه كان يدعو الناس بمقالِه وبحاله.
ومِنها إثبات يوم القيامة في قوله: (( ويوم القيامة لا ينصرون ))، وسُمِّي يوم القيامة لأمور ثلاثة: أنَّه يقوم الناس فيه مِن قبورهم لرب العالمين، وأنه يُقَام فيه العدل كما قال تعالى: (( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة ))، وأنه يقوم فيه الأشهاد (( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ))[غافر:51] فلهذا سمي يوم القيامة -يا غانم!- لِماذا سمي يوم القيامة؟ .......... تستفيد وتُفيد ..... كان ربما يأتي مسائل تشكل عليه طيب.
ومنها أيضاً .. الآية الكريمة أنَّ آلَ فرعون لا ناصرَ لهم في الآخرة ومثلُهم مَن كان على شاكلتهم مِن المستكبرين عن الحق فإنَّهم لا يجدون مَن ينصرهم مِن عذاب الله إذا نزل بهم في ذلك اليوم
ويستفاد مِنها أيضاً حكمة الله تعالى فيما خلقَ من أمر الله وأنَّه بلاءٌ وفتنة.
ومنها إثبات الإمامة في الشر ماذا خالفهم في الخير، فانظر إلى هذه آل فرعون وانظر إلى هذه في بني إسرائيل (( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لمَّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون )) ففرق بَيْن مَن يقود الناس بأمر الله من يقودونهم بشريعته وبين مَن يدعون إلى النار.
ومِن فوائدها أيضاً أنَّ الدعاء إلى النار وإلى الخير أيضاً كما يكون بالقول يكون بالفعل وأيُّهما أقوى؟ قد يكون الدعاء بالقول أقوى وقد يكون الدعاء بالفعل أقوى، إنما على كل حال الدعاء بهذا وبهذا ثابت فإنه كان يدعو الناس بمقالِه وبحاله.
ومِنها إثبات يوم القيامة في قوله: (( ويوم القيامة لا ينصرون ))، وسُمِّي يوم القيامة لأمور ثلاثة: أنَّه يقوم الناس فيه مِن قبورهم لرب العالمين، وأنه يُقَام فيه العدل كما قال تعالى: (( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة ))، وأنه يقوم فيه الأشهاد (( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ))[غافر:51] فلهذا سمي يوم القيامة -يا غانم!- لِماذا سمي يوم القيامة؟ .......... تستفيد وتُفيد ..... كان ربما يأتي مسائل تشكل عليه طيب.
ومنها أيضاً .. الآية الكريمة أنَّ آلَ فرعون لا ناصرَ لهم في الآخرة ومثلُهم مَن كان على شاكلتهم مِن المستكبرين عن الحق فإنَّهم لا يجدون مَن ينصرهم مِن عذاب الله إذا نزل بهم في ذلك اليوم
فوائد قوله تعالى : << وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ......................>>
(( وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ ))[القصص:42] يُستفاد مِن هذه الآية أنَّ عقوبة آل فرعون كانت ممتَدَّة إلى يوم القيامة بالذكرى السيِّئَة لهم (( وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة )) فإن كل من ذكرَ آل فرعون يذكرُهم بالسوء والبُغض والكراهية.
ومنها أيضاً مِن فوائد الآية تحقير الدنيا فإن قوله: (في هذه الدنيا) تُقَال للقريب لِدُنُوِّ مرتبته وأنها دُنْيا والدنيا مُؤَنث أدني وهي مِن الدُنُوّ الحسي والمعنوي أما الدنو الحسي فلِسبقها على الآخرة فهي أدنى إلى المخلوقين مِن الآخرة، وأما الدنو المعنوي فلِما تتضمنه مِن النقص في جميع كمالاتِها فما مِن كمالٍ في الدنيا إلَّا وهو ناقص، والآن لو تأملت جميع المضار والمنافع الدنيوية تجِدها مشوبة بالضرر والخطرِ، حتى الزمان كما قال الشاعر:
فيوم علينا ويوم لنا ويوم نُساءُ ويوم نُسَرُّ
ولو تأملتَ هذا لوجدته دائماً، وعلى هذا نقول: الدنيا نُسِبَت لِذلِك لأمرين: الدنوُّ الحسي والمعنوي الدنو الحسي قربها ولسبقها على الآخرة، والدنوُّ المعنوي أنه ما فيها شيءٌ ما كامل إلَّا وهو مَشُوبٌ بنقص.
ومِن فوائد الآية أنَّ اللعنة -والعياذ بالله- التي وُزِّعت ... تكون عليهم في الآخرة، لقوله: (( ويوم القيامة هم من المقبوحين )) لأن المُقبح معناه المبعد المقبوح، واللعن هو الطرد والإبعاد
ومنها أيضاً مِن فوائد الآية تحقير الدنيا فإن قوله: (في هذه الدنيا) تُقَال للقريب لِدُنُوِّ مرتبته وأنها دُنْيا والدنيا مُؤَنث أدني وهي مِن الدُنُوّ الحسي والمعنوي أما الدنو الحسي فلِسبقها على الآخرة فهي أدنى إلى المخلوقين مِن الآخرة، وأما الدنو المعنوي فلِما تتضمنه مِن النقص في جميع كمالاتِها فما مِن كمالٍ في الدنيا إلَّا وهو ناقص، والآن لو تأملت جميع المضار والمنافع الدنيوية تجِدها مشوبة بالضرر والخطرِ، حتى الزمان كما قال الشاعر:
فيوم علينا ويوم لنا ويوم نُساءُ ويوم نُسَرُّ
ولو تأملتَ هذا لوجدته دائماً، وعلى هذا نقول: الدنيا نُسِبَت لِذلِك لأمرين: الدنوُّ الحسي والمعنوي الدنو الحسي قربها ولسبقها على الآخرة، والدنوُّ المعنوي أنه ما فيها شيءٌ ما كامل إلَّا وهو مَشُوبٌ بنقص.
ومِن فوائد الآية أنَّ اللعنة -والعياذ بالله- التي وُزِّعت ... تكون عليهم في الآخرة، لقوله: (( ويوم القيامة هم من المقبوحين )) لأن المُقبح معناه المبعد المقبوح، واللعن هو الطرد والإبعاد
قال الله تعالى : << و لقد ءاتينا موسى الكتاب من بعد مآ أهلكنا القرون الأولى بصآئر للناس و هدى و رحمة لعلهم يتذكرون >>
قال الله تعالى: (( ولقد آتينا موسى الكتاب )) (آتينا) بمعنى أعطينا {هذا نبتدأ الدرس الجديد} (آتينا) بمعنى أعطينا واعلم أنَّ إيتاء الله سبحانه وتعالى ينقسِم إلى قسمين: إيتاءٌ شرعي وإيتاءٌ قَدَرِيّ فما تعلق بالكون والخلق فهو إيتاء قدريٌّ، وما تعلق بالشرع فهو إيتاءٌ شرعيّ (( ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله )) هذا إيتاء شرعي والمراد به .. صدقات أو ..، بمثل (( آتينا موسى الكتاب )) شرعي ولّا قدري؟ قدري إذ لأن الإنزال إنزال القرآن مِن الأمور التي تتعلق بمشيئة الله لا بِشرعه، العمل بالكتاب .... لا ما يكون لأنَّ أصل الإنزال قدري يتعلق بمشيئة الله وقدرِه لكن العمل به شرعي، وقوله: (( آتينا موسى الكتاب )) موسى مفعول أول لـ(آتينا) والكتاب مفعول ثاني وهو مِن باب (ظن).
الطالب: مِن باب (كسا).
الشيخ : مِن باب (كسا) لأنَّه إذا لم يكن الأول مبتدأ والثاني خبر فهو مِن باب لو قُلْت: موسى الكتاب. يصلح؟ ما يصلح فكل مفعولين لا يصِح أن يكون أحدهما مبتدأ والثاني خبر فهما مِن باب (كسا) وما صح أن يكونا مبتدأ وخبراً فهما مِن باب (ظن)، وقوله: (الكتاب) يقول: "التوراة" وهو (فِعَال) بمعنى (مَفْعُول) لأنَّ التوراة مَكْتُوبَة، الله تعالى كتبها بألواح وأعطاها موسى.
وقال: (( مِن بعد ما أهلكنا القرون الأولى )) متعلق بـ(آتينا) يعني أعطيناه إيَّاه مِن بعد ما أهلكنا القرون الأولى، القرون جمع قَرْن والمُراد بهم الأمم، وقد يُراد به الفترة مِن الزمن ومِقدارها مائة سنة، فالقرون تارةً يُراد بها الأمم وتارة يراد بها أحقابُ الزمن، وهنا المراد أحقاب الزمن ولّا الأمم؟ الأمم، لأن أحقاب الزمن ما تُهْلَك، الذي يُهْلَك الأمم (( أهلكنا القرون الأولى )) قومَ نوح وعاد وثمود وغيرهم" قوم نوح عندي (وعاد) عندكم (وعاداً) ولّا لا؟ .... الوجه أن يُقال: قومَ نوحٍ وعاداً وثمود. أما ثمود فلا تنصرِف لكن الكلام على عاد هم كانوا وتفسير للقرون، طيب هم "قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم" هؤلاء هم القرون الأولى، وإنما قال الله تعالى: (( مِن بعد ما أهلكنا القرون الأولى )) إشارةً إلى أنَّ الناس كانوا في حاجة إلى مثل هذا الكتاب الذي نَزَل على موسى لأن القرون أُهلِكت وتطاول الزمن احتاج الناس إلى رسالة فأرسل اللهُ تعالى موسى بهذا الكتاب الذي هو التوراة، وقيل: إنَّ القرون الأولى يشمل حتَّى آلَ فرعون لأن التوراة ما نزلت على موسى إلا بعد أن أهلك الله القرن فرعون وقومه وأنه يشمل حتى هؤلاء، حتى إنَّ بعض العلماء استنبط منها أنَّه لم تُهلك أمةٌ بعد نزول التوراة لأن .. التوراة ما هلك وأنَّ هذا مِن فوائد قوله: (( من بعد ما أهلكنا القرون الأولى )) لأنّ إهلاك الأمم السابقة مضى وانقضى ولا إهلاكَ بعد نزول التوراة، والحقيقة أنَّ من تأمل التاريخ وجد أنَّه لم تُهلَك أمة بعد نزول التوراة ما هلكت أمة، لكن هل قوله تعالى: (( مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الأُولَى )) يشير إلى هذا؟ هذا هو محل النظر والمناقشة.
الطالب: ...
الشيخ : لا، ما حصل هلاك عام، ربِّك، أما أنه هلاك عام ما حصل، فالمهم هذه موعظة .....
قال: (( بصائر للناس )) حال مِن الكتاب" وين الكتاب؟ ولقد آتينا موسى الكتاب بصائرَ، والبصائر جمع بصيرة وهي نورُ القلب " كما أنَّ بصر وأبصار نورُ العين، فنور القلب يسمى بَصِيرة وبصائر، ونور العين يُسَمى بصر وأبْصَار (( فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ))، وقوله: (( بصائر للناس )) (ال) هنا للعهد الذهني وليست للعموم، لأن التوراة لم تنزِل إلا لِمن؟ لِقوم موسى فقط كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( وكان النبي يبعث إلى قومِه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ) .. وقوله: (( للناس )) هل يُخرِج الجِنّ؟ نعم مِن حيث التكليف والإلزام يُخرِج الجن لأنه لم يُكلف أحد برسالة أحد مِن الرسل مِن الجن لكن مِن حيثُ العمل يُمكِن أن يستبصر بها الجن كما قالوا: (( يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ ))[الأحقاف:30] فإن الظاهر أنهم كانوا انتفعوا بِما أُنزِل على موسى كما انتفعوا بالقرآن.
الطالب: ...
الشيخ : لا ما.. عليهِم لأنه يقول ... يُبعث إلى قومه ) والجن ليسوا مِنهم، وقوله: (( للناس )) أنا ذكرت أن (ال) هنا للعهد الذهني، قال: " جمع بصيرة وهو نور القلب أي أنواراً للقلوب " وهكذا جميع الكتب التي يُنزِلها الله عز وجل تكون أنواراً للقلوب وأنه يكون .. الهدى ولهذا قال: (( وهدىً )) مِن الضلالة لِمن عمِل بها" يستفيد المؤلف لِمن عمِل به .. والأولَى إبقاء الآية على ظاهرها أنَّ التوراة هدىً لكن هذا الهدى ما يَنتفِع به إلا من وُفِّق، فهي هدىً مِن الضلالة بلا شك لكن هل ينتفع بها ويهتدي بها كلُّ أحد؟ لا، كما قال الله تعالى في القرآن: (( هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان )) وقال: (( هدىً للمتقين )) ففي الأول هدى دلالة وفي الثاني هدى توفيق التوراة إذا قلنا: هدىً لمن عمِل بها قيَّدنا الآية بِهُدَى التوفيق مع أنَّها مُطْلَقَة، ولِهذا الأوْلَى أن نقول: هدىً مِن الضلالة في كُلِّ أمر كما قال: (( بصائرَ للناس )) نقول: وهدىً أيضاً للناس، ولكن الهدى الذي بمعنى الدلالة عام والهدى الذي بمعنى الاهتداء يعني يهتدي بها الإنسان هذا لِمن وُفِّق لَه.
(( وهدىً ورحمة )) لِمن آمن به" هذه نعم رُدَّ لمفعول أن المقام يقتضي .. أنه رحمة لكن لا لكل أحد إلا أن يُقال: رحمة أي وسيلةٌ للرحمة فإذا قلنا: إنَّ (رحمة) أي وسيلة صار عاماً، نقول هُدىً باعتبار العلم ورحمة باعتبار العمل لأنّ مَن عمل به فهو مرحوم وأما هدى فهو باعتبار العِلْم كما قال الله تعالى: (( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ ))[التوبة:33] الهدى هو العلم النافع ودِين الحق هو العمل الصالح.
الطالب:...
الشيخ : نعم أي ما تكون رحمة لغيره هي هدى الهدى نعم، هُدى لكل أحد؟ لا مو هو الظاهر، الظاهر أنه لو قُيِّدَت تقييداً مثل ما قال المؤلف لأنَّه ما يُرحم بها إلا مَن عمِل بها ما يرحم بها إلا مَن عمل فقط.
(( وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون )) (لعل) هنا معناها التعليل أمَّا عملها فهي تنصِبُ المبتدأ وترفعُ الخبر، وخبرُها جملة (يتذكرون) قال:" يتعظون بما فيه مِن المواعظ" يعني بِما في الكتاب -اللي هو التوراة- مِن المواعظ (لعلهم يتذكرون) كلمة (يتذكرون) الضمير يعود على مَن أُنزِلت عليهم التوراة وهم بنو إسرائيل
الطالب: مِن باب (كسا).
الشيخ : مِن باب (كسا) لأنَّه إذا لم يكن الأول مبتدأ والثاني خبر فهو مِن باب لو قُلْت: موسى الكتاب. يصلح؟ ما يصلح فكل مفعولين لا يصِح أن يكون أحدهما مبتدأ والثاني خبر فهما مِن باب (كسا) وما صح أن يكونا مبتدأ وخبراً فهما مِن باب (ظن)، وقوله: (الكتاب) يقول: "التوراة" وهو (فِعَال) بمعنى (مَفْعُول) لأنَّ التوراة مَكْتُوبَة، الله تعالى كتبها بألواح وأعطاها موسى.
وقال: (( مِن بعد ما أهلكنا القرون الأولى )) متعلق بـ(آتينا) يعني أعطيناه إيَّاه مِن بعد ما أهلكنا القرون الأولى، القرون جمع قَرْن والمُراد بهم الأمم، وقد يُراد به الفترة مِن الزمن ومِقدارها مائة سنة، فالقرون تارةً يُراد بها الأمم وتارة يراد بها أحقابُ الزمن، وهنا المراد أحقاب الزمن ولّا الأمم؟ الأمم، لأن أحقاب الزمن ما تُهْلَك، الذي يُهْلَك الأمم (( أهلكنا القرون الأولى )) قومَ نوح وعاد وثمود وغيرهم" قوم نوح عندي (وعاد) عندكم (وعاداً) ولّا لا؟ .... الوجه أن يُقال: قومَ نوحٍ وعاداً وثمود. أما ثمود فلا تنصرِف لكن الكلام على عاد هم كانوا وتفسير للقرون، طيب هم "قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم" هؤلاء هم القرون الأولى، وإنما قال الله تعالى: (( مِن بعد ما أهلكنا القرون الأولى )) إشارةً إلى أنَّ الناس كانوا في حاجة إلى مثل هذا الكتاب الذي نَزَل على موسى لأن القرون أُهلِكت وتطاول الزمن احتاج الناس إلى رسالة فأرسل اللهُ تعالى موسى بهذا الكتاب الذي هو التوراة، وقيل: إنَّ القرون الأولى يشمل حتَّى آلَ فرعون لأن التوراة ما نزلت على موسى إلا بعد أن أهلك الله القرن فرعون وقومه وأنه يشمل حتى هؤلاء، حتى إنَّ بعض العلماء استنبط منها أنَّه لم تُهلك أمةٌ بعد نزول التوراة لأن .. التوراة ما هلك وأنَّ هذا مِن فوائد قوله: (( من بعد ما أهلكنا القرون الأولى )) لأنّ إهلاك الأمم السابقة مضى وانقضى ولا إهلاكَ بعد نزول التوراة، والحقيقة أنَّ من تأمل التاريخ وجد أنَّه لم تُهلَك أمة بعد نزول التوراة ما هلكت أمة، لكن هل قوله تعالى: (( مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الأُولَى )) يشير إلى هذا؟ هذا هو محل النظر والمناقشة.
الطالب: ...
الشيخ : لا، ما حصل هلاك عام، ربِّك، أما أنه هلاك عام ما حصل، فالمهم هذه موعظة .....
قال: (( بصائر للناس )) حال مِن الكتاب" وين الكتاب؟ ولقد آتينا موسى الكتاب بصائرَ، والبصائر جمع بصيرة وهي نورُ القلب " كما أنَّ بصر وأبصار نورُ العين، فنور القلب يسمى بَصِيرة وبصائر، ونور العين يُسَمى بصر وأبْصَار (( فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ))، وقوله: (( بصائر للناس )) (ال) هنا للعهد الذهني وليست للعموم، لأن التوراة لم تنزِل إلا لِمن؟ لِقوم موسى فقط كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( وكان النبي يبعث إلى قومِه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ) .. وقوله: (( للناس )) هل يُخرِج الجِنّ؟ نعم مِن حيث التكليف والإلزام يُخرِج الجن لأنه لم يُكلف أحد برسالة أحد مِن الرسل مِن الجن لكن مِن حيثُ العمل يُمكِن أن يستبصر بها الجن كما قالوا: (( يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ ))[الأحقاف:30] فإن الظاهر أنهم كانوا انتفعوا بِما أُنزِل على موسى كما انتفعوا بالقرآن.
الطالب: ...
الشيخ : لا ما.. عليهِم لأنه يقول ... يُبعث إلى قومه ) والجن ليسوا مِنهم، وقوله: (( للناس )) أنا ذكرت أن (ال) هنا للعهد الذهني، قال: " جمع بصيرة وهو نور القلب أي أنواراً للقلوب " وهكذا جميع الكتب التي يُنزِلها الله عز وجل تكون أنواراً للقلوب وأنه يكون .. الهدى ولهذا قال: (( وهدىً )) مِن الضلالة لِمن عمِل بها" يستفيد المؤلف لِمن عمِل به .. والأولَى إبقاء الآية على ظاهرها أنَّ التوراة هدىً لكن هذا الهدى ما يَنتفِع به إلا من وُفِّق، فهي هدىً مِن الضلالة بلا شك لكن هل ينتفع بها ويهتدي بها كلُّ أحد؟ لا، كما قال الله تعالى في القرآن: (( هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان )) وقال: (( هدىً للمتقين )) ففي الأول هدى دلالة وفي الثاني هدى توفيق التوراة إذا قلنا: هدىً لمن عمِل بها قيَّدنا الآية بِهُدَى التوفيق مع أنَّها مُطْلَقَة، ولِهذا الأوْلَى أن نقول: هدىً مِن الضلالة في كُلِّ أمر كما قال: (( بصائرَ للناس )) نقول: وهدىً أيضاً للناس، ولكن الهدى الذي بمعنى الدلالة عام والهدى الذي بمعنى الاهتداء يعني يهتدي بها الإنسان هذا لِمن وُفِّق لَه.
(( وهدىً ورحمة )) لِمن آمن به" هذه نعم رُدَّ لمفعول أن المقام يقتضي .. أنه رحمة لكن لا لكل أحد إلا أن يُقال: رحمة أي وسيلةٌ للرحمة فإذا قلنا: إنَّ (رحمة) أي وسيلة صار عاماً، نقول هُدىً باعتبار العلم ورحمة باعتبار العمل لأنّ مَن عمل به فهو مرحوم وأما هدى فهو باعتبار العِلْم كما قال الله تعالى: (( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ ))[التوبة:33] الهدى هو العلم النافع ودِين الحق هو العمل الصالح.
الطالب:...
الشيخ : نعم أي ما تكون رحمة لغيره هي هدى الهدى نعم، هُدى لكل أحد؟ لا مو هو الظاهر، الظاهر أنه لو قُيِّدَت تقييداً مثل ما قال المؤلف لأنَّه ما يُرحم بها إلا مَن عمِل بها ما يرحم بها إلا مَن عمل فقط.
(( وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون )) (لعل) هنا معناها التعليل أمَّا عملها فهي تنصِبُ المبتدأ وترفعُ الخبر، وخبرُها جملة (يتذكرون) قال:" يتعظون بما فيه مِن المواعظ" يعني بِما في الكتاب -اللي هو التوراة- مِن المواعظ (لعلهم يتذكرون) كلمة (يتذكرون) الضمير يعود على مَن أُنزِلت عليهم التوراة وهم بنو إسرائيل
9 - قال الله تعالى : << و لقد ءاتينا موسى الكتاب من بعد مآ أهلكنا القرون الأولى بصآئر للناس و هدى و رحمة لعلهم يتذكرون >> أستمع حفظ
قال الله تعالى : << و ما كنت بجانب الغربي إذ قضينآ إلى موسى الأمر و ما كنت من الشاهدين >>
قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: (( وما كنت )) محمد (( بجانب )) الجبل أو الوادي أو المكان (( الغربي )) مِن موسى حين المناجاة" (وما كنت بجانب الغربي) (جانِب) بمعنى جِهة جانبُ الشيء جِهته أو طرفه وقوله: (الغربي) صفة لموصوف ما هذا الموصوف؟ قال المؤلف:" الجبل أو الوادي أو المكان" و(أو) هنا ليست للتخيير ولكنها للتمييز لأنَّ بعضهم يقول: المُراد به الجبل، وبعضهم يقول: المُراد به الوادي، وبعضهم يقول: المراد به المكان، وكلمة المكان أعمّ لأنها تشمل أن يكون وادياً أو جبلاً، وموسى كما تعلمون نزل من جانبِ الطور وهو في الوادي المقدس فالآية .. والذي يضبط المكان أو الوادي أو الجبل هو كلمة
اضيفت في - 2007-08-13