تفسير سورة القصص-08a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة تفسير الآية : << و لولآ أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم فيقولوا ربنا لولآ أرسلت إلينا رسولا فنتبع ءاياتك و نكون من المؤمنين >>
... كذاك النفي قد كمُلا.
الطالب:...
الشيخ : لا، ما يصلح لأن قد تكون باء السببية عاطفة، طيب بعد هذه الأمور أمّا (مُرْ) فهو إشارة للأمر نعم، كما تقول: انزلْ عندنا فنكرمَك.
(وادع) هذا دعاء الله قال الشاعر:
رب وفقني فلا أعدلَ عن سنن الساعين في خير سنن
رب وفقني فلا أعدلَ، وتقول: رب وفقني فأعملَ صالحا.
(وانهَ) (( ولا تطغوا فيه فيحلَّ عليكم غضبي )).
(وسَلْ) اسأل يعني استفهام (( فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا )) منصوب الفعل ب(أن).
(واعرِضْ) العرْض كما في قول القائل: ألا تنزلوا عندي فتصيبوا خيراً. (ألا تنزلوا) عرض (فتصيبوا خيراً).
(لِحضهمو) هذا التحضيض مِنْه هذه الآية (( لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبعَك )).
(تَمَنَّ) المُراد به التمني تقول: ليت لي مالا فأتصدقَ منه.
(وارْجُ) الرجاء الترجي (( لعلي أبلغ الأسباب * أسباب السموات فأطلعَ إلى إله موسى )) لعلي أبلغ فأطلع (كذاك النفي) النفي غير النهي فتقول: ما تَعَلَّم زيدٌ فيُعَلِّمَك، نعم هذه تسعة مواضع إذا وقعت التاء بعدها فإنه يُنصَب الفعل ب(أن) مُضْمَرة نعم، النفي ما تعلم زيد فيعلمَك طيب، قال: (( فنتبعَ آياتك )).
الطالب: فيه النهي فيه وانه فيه النفي
الشيخ : فيه النهي؟ مثلنا له بقوله تعالى: (( ولا تطغوا فيه فيحلَ ))
الطالب: ...
الشيخ : رب وفقني فلا أعدل عن سنن الساعين في خير سنن.
قال: (( فنتبع آياتِك ))المرسَل بها (( ونكونَ من المؤمنين )) وجواب لولا محذوف المعنى: أننا أرسلناك يا محمد إقامةً للحجة عليهم ورحمةً بهم أن يصيبهم العذاب بدون أن يصِل إليهم رسول
الطالب:...
الشيخ : لا، ما يصلح لأن قد تكون باء السببية عاطفة، طيب بعد هذه الأمور أمّا (مُرْ) فهو إشارة للأمر نعم، كما تقول: انزلْ عندنا فنكرمَك.
(وادع) هذا دعاء الله قال الشاعر:
رب وفقني فلا أعدلَ عن سنن الساعين في خير سنن
رب وفقني فلا أعدلَ، وتقول: رب وفقني فأعملَ صالحا.
(وانهَ) (( ولا تطغوا فيه فيحلَّ عليكم غضبي )).
(وسَلْ) اسأل يعني استفهام (( فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا )) منصوب الفعل ب(أن).
(واعرِضْ) العرْض كما في قول القائل: ألا تنزلوا عندي فتصيبوا خيراً. (ألا تنزلوا) عرض (فتصيبوا خيراً).
(لِحضهمو) هذا التحضيض مِنْه هذه الآية (( لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبعَك )).
(تَمَنَّ) المُراد به التمني تقول: ليت لي مالا فأتصدقَ منه.
(وارْجُ) الرجاء الترجي (( لعلي أبلغ الأسباب * أسباب السموات فأطلعَ إلى إله موسى )) لعلي أبلغ فأطلع (كذاك النفي) النفي غير النهي فتقول: ما تَعَلَّم زيدٌ فيُعَلِّمَك، نعم هذه تسعة مواضع إذا وقعت التاء بعدها فإنه يُنصَب الفعل ب(أن) مُضْمَرة نعم، النفي ما تعلم زيد فيعلمَك طيب، قال: (( فنتبعَ آياتك )).
الطالب: فيه النهي فيه وانه فيه النفي
الشيخ : فيه النهي؟ مثلنا له بقوله تعالى: (( ولا تطغوا فيه فيحلَ ))
الطالب: ...
الشيخ : رب وفقني فلا أعدل عن سنن الساعين في خير سنن.
قال: (( فنتبع آياتِك ))المرسَل بها (( ونكونَ من المؤمنين )) وجواب لولا محذوف المعنى: أننا أرسلناك يا محمد إقامةً للحجة عليهم ورحمةً بهم أن يصيبهم العذاب بدون أن يصِل إليهم رسول
1 - تتمة تفسير الآية : << و لولآ أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم فيقولوا ربنا لولآ أرسلت إلينا رسولا فنتبع ءاياتك و نكون من المؤمنين >> أستمع حفظ
قال الله تعالى : << فلما جآءهم الحق من عندنا قالوا لولآ أوتي مثل مآأوتي موسى أولم يكفروا بمآأوتي موسى من قبل قالوا ساحران تظاهرا وقالوا إنا بكل كافرون >>
(( فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى )) قال الله تعالى: (فلما جاءهم الحق) (الحق) ذكرنا فيما سبق أنّه الشيء الثابت، وأنّه فيما يقابل الأوامر هو العدل، وفيما يقابِل الأخبار هو الصدق، والمراد بالحق هنا قال المؤلف: إنه محمد صلى الله عليه وسلم" وكأنّه عَدَل به عن المعنى الظاهر مِنْه مِن أجل قوله: (( لولا أوتي مثل ما أوتي موسى )) (فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي) هذا الحق (مثلَ ما أوتي موسى) فكأنّ المؤلف عدل عن معنى الحق الظاهر إلى أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم في هذا، ولكن الصواب أن المراد بالحق الوحي الذي نَزل على محمد صلى الله عليه وسلم ولهذا قال: (فلما جاءهم الحق من عندنا) والعِنْدِيَّة تقتضي القرب وأن يكون ذلك من الله، وهذا لا يتصور أنه محمد صلى الله عليه وسلم بل هو الحق الذي جاء به، كما أنّ مثل هذه الآية (فلما جاءهم الحق من عندنا) في جميع مواضع القرآن هي مطَّرِدة أن المراد به الوحي الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم عرفتم؟ ويكون قوله: (لولا أوتي) أي محمد الذي جاء بهذا الحق فمعنى الآية هنا ظاهر جدا ولا فيه تكلف، وقلنا إن الضمير (لولا أوتي) يؤيد أنه يكون الحق محمد نقول: لا حاجة إلى ذلك ما دام جاء الحقّ والذي جاء به مَن؟ محمد، فيكون معلوماً أن قولَه: (لولا أوتي) يعني محمداً صلى الله عليه وسلم الذي جاء بالحق، وليس محمدٌ هو الحق، ولهذا ليس من أسماء الرسول عليه الصلاة والسلام الحقّ، نعم هو صلى الله عليه وسلم صادق فيما جاء به من النبوة ولكنّه جاء بالحق، نعم، فلما جاءهم الحق قالوا. الضمير يعود على مَن؟ يعود على مَن جاءهم الرسول عليه الصلاة والسلام.
(( قالوا لولا )) هلَّا " وش معنى على هذا التفريع؟
الطالب: تحريضية.
الشيخ : تحريضية وليست شرطية، هلّا (أوتي) أي أُعطِي (مثلَ ما أوتِي موسى) يعني مِن الآيات مثلَ ما أعطي موسى من الآيات، وهذا الجواب فيه إشكالٌ إذا جعلناه عائداً إلى قريش، لأن قريشا كما هو معلوم قومٌ أميون لا يعلمون عن الرسل شيئاً فكيف يعارِضون بِقصة موسى، أجاب المفسرون عن ذلك بأنّ قريشاً كانت عندما بُعِث الرسول عليه الصلاة والسلام تُراسِل اليهود وتقول: جاءنا رجل يقول إنه نبيّ فما هي علامات الأنبياء عندكم؟ فتخبِرُهم اليهود بعلامات الأنبياء، ولهذا عارضت قريشٌ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بالآيات التي جاءت لموسى، ويحتمِل أن قوله: (فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي موسى) مِن قبل. عائدٌ إلى اليهود لأن الرسول عليه الصلاة والسلام مبعوثٌ إليهم، ويُؤَيد هذا الاحتمال قوله: (( أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل )) ... نعم.
الطالب: قوله تعالى: (( أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت )) ما المعنى ..... المخلوق وهي أن اليد هي آلة العمل هذا غير ...
الشيخ : لا، ما نقدر نقول غير موجود.
الطالب: لأن الله سبحانه وتعالى يقول: (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) فيدل على أنه يفعل.
الشيخ : إي لكن بس يقول له كن فيكون.
.. فمعناها حرف وجود لوجود أنها أشبه بالشرطية
(( قالوا لولا )) هلَّا " وش معنى على هذا التفريع؟
الطالب: تحريضية.
الشيخ : تحريضية وليست شرطية، هلّا (أوتي) أي أُعطِي (مثلَ ما أوتِي موسى) يعني مِن الآيات مثلَ ما أعطي موسى من الآيات، وهذا الجواب فيه إشكالٌ إذا جعلناه عائداً إلى قريش، لأن قريشا كما هو معلوم قومٌ أميون لا يعلمون عن الرسل شيئاً فكيف يعارِضون بِقصة موسى، أجاب المفسرون عن ذلك بأنّ قريشاً كانت عندما بُعِث الرسول عليه الصلاة والسلام تُراسِل اليهود وتقول: جاءنا رجل يقول إنه نبيّ فما هي علامات الأنبياء عندكم؟ فتخبِرُهم اليهود بعلامات الأنبياء، ولهذا عارضت قريشٌ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بالآيات التي جاءت لموسى، ويحتمِل أن قوله: (فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي موسى) مِن قبل. عائدٌ إلى اليهود لأن الرسول عليه الصلاة والسلام مبعوثٌ إليهم، ويُؤَيد هذا الاحتمال قوله: (( أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل )) ... نعم.
الطالب: قوله تعالى: (( أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت )) ما المعنى ..... المخلوق وهي أن اليد هي آلة العمل هذا غير ...
الشيخ : لا، ما نقدر نقول غير موجود.
الطالب: لأن الله سبحانه وتعالى يقول: (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) فيدل على أنه يفعل.
الشيخ : إي لكن بس يقول له كن فيكون.
.. فمعناها حرف وجود لوجود أنها أشبه بالشرطية
2 - قال الله تعالى : << فلما جآءهم الحق من عندنا قالوا لولآ أوتي مثل مآأوتي موسى أولم يكفروا بمآأوتي موسى من قبل قالوا ساحران تظاهرا وقالوا إنا بكل كافرون >> أستمع حفظ
المناقشة
ما المراد بالحق في قوله: (الحق ... (فلما جاءهم الحق) وش المراد بالحق؟ (( فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى )) اش يقول المؤلف المراد بالحق؟
الطالب: ....
الشيخ : المؤلف يقول: إن الحق محمد.
الطالب:...
الشيخ : القرآن الذي جاء به محمد، طيب قوله: (( لولا أوتي مثل ما أوتي موسى )) ايش معنى (لولا)؟
الطالب: هلَّا.
الشيخ : هلَّا، والضمير في قوله: (( أوتي )) يعود إلى مَن؟
الطالب: .....
الشيخ : أي محمد، (لولا أوتي) أي محمد، قوله: (( مثل ما أوتي موسى )) ما المراد بِما أوتي موسى؟ يا أحمد! اسمك عبد الله؟
الطالب: أحمد، التوراة.
الشيخ : ما .. (ما أوتي موسى) أنه التوراة، وش المراد بالِمثْلية؟ (مثل) لايش؟
الطالب: ....
الشيخ : يعني أتى بوحي مثل ما أنّ التوراة وحي، وأيضاً التوراة في نزولِها جملة واحدة هم قالوا: مِثل أوتي موسى مِن نزول الوحي جملةً واحدة ومِن الآيات .. العصا .. فهمتم؟ طيب قال الله تعالى: (( أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل )) ما تقول يا ماهر (يكفروا بما أُوتِي) الضمير يعود على مَن؟
الطالب:.....
الشيخ : يكفروا.
الطالب: ....
الشيخ : وهل موسى مبعوثٌ إليهم حتى يؤَنَّبوا على الكُفْر به؟
الطالب:....
الشيخ : لكن إذا كَفَر بها مَن لم تُرسَل إليه ما ..
الطالب:.... الضمير يعود إلى الجنس.
الشيخ : المراد يعود إلى الجنس يعني أنّ آيات موسى ما نفعت أيضاً كفرَ بِها مَن كفر مِن الناس (أولم يكفروا) أي جنس البشر (بما أوتي موسى من قبل) فاقتراحكم أن تكون آيات محمد صلى الله عليه وسلم كآيات موسى ليس ذلك بموجِبٍ للإيمان، لأن آيات موسى كُفِر بِها نعم.
طيب قوله: (( قالوا سِحران )) فيها قراءة ثانية؟ (قالوا سحران) وش القراءات اللي فيها؟
الطالب: ...
الشيخ : نعم، إذا كانت (ساحران) مَن تعني؟
الطالب: ...
الشيخ : وإذا قالوا: (سِحران) على قراءة (سحران)؟
الطالب: ....
الشيخ : وهما؟
الطالب: القرآن والتوراة.
الشيخ : القرآن والتوراة صح نعم.
قوله: (تظاهرا) وش معناه -يا أحمد-؟
الطالب: ...
الشيخ : أي تعاونا طيب، قوله تعالى: (( فأتوا بكتاب مِن عند الله )) مَن المراد بالأمر هنا؟
الطالب: ....
الشيخ : (فأتوا بكتاب) أمر مو للاستفهام.
الطالب: التعجيز.
الشيخ : التعجيز والتحدي، قوله: (أَهدَى مِنهما) يا عبد الله! (منهما) الضمير يعود على أيش؟
الطالب: التوراة والقرآن .
الشيخ : التوراة والقرآن، طيب ومعنَى أهدى؟
الطالب : (أهدى) يعني أكثر هداية.
الشيخ : أكمل؟
الطالب: أو أكمل هداية.
الشيخ : أكمل هداية، طيب ما الذي جزم (أتبعْه) يا .. (أهدى منهما أتبعْه) العين ساكنة مجزومة وش الذي جزمها؟
الطالب: .. جواب الطلب.
الشيخ : وين الطلب؟
الطالب: فأتوا.
الشيخ : فأتوا، نعم، فإذا جعلوا الغاية جواباً للأمر السابق صار مجزوماً، قوله: (( فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنّما يتبعون أهواءهم )) وش تقول يا عبد الله؟! (إن لم يستجيبوا لك) وش يستجيبوا لك في أيش؟
الطالب:...
الشيخ : يعني ما يجيبون كتاب مِن عند الله هو أهدى مِنهما، زين، قوله: (( ومَن أضل من اتبع هواه )) مَن أضل؟ لا أحد أضل؟
الطالب: نعم.
الشيخ : طيب، ما هو الغرض مِن الإتيان بالنفي بصورة الاستفهام ؟
الطالب:....
الشيخ : كيف نجمع بين هذه الآية وبين قوله تعالى: (( ومن أضل ممن يدعوا من دون الله )) كيف نجمع بين الآيتين هذه تقول: لا أحد أضل مِمَّن اتبع هواه، وذيك تقول: لا أحد أضل ممن يدعو من دون الله. كيف نجمع بينهما؟ يعني كل واحدة تقول لا أحدَ أضل من هذا.
الطالب:....
الشيخ : نعم، والثاني؟
الطالب:....
الشيخ : باعتبار ايش؟
الطالب: في مقام الدعاء: لا أضل مِمَّن يدعو من دون الله،في مقام الاتباع لا أضل مِمَّن يتبع ..
الشيخ : معناه إن هنا تُنَزَّل الآية على معنى لا يتعلق ب... يعني معناه إن ضلال الغاية باعتبارِ ما هو مِن جنسها، طب هذا واحد، فيه وجه آخر؟
الطالب: .... الضلال اللي يدعو كل واحد.
الشيخ : فهما في مرتبة واحدة، وهذا والله ما قال إنه مثلاً ما فيه شيء يساويه، إذاً (مَن أضل) فلا يمنع أن يوجد شيء يساويه في ذلك، فيكون كل من الأمرين قد بلغ الغاية في الضلال، هذا يعني معناه أنه يُجمع بينها بِأحد أمرينك إما أن يقال أن كلَّهما في منزلة واحدة، أو يقال: (من أضل) باعتبار هذا المعنى نعم، فيكون كل واحد منهما يُنَزَّل على معنى، طيب نرجع الآن إلى استنباط الفوائد
الفائدة الأولى
الطالب: ....
الشيخ : المؤلف يقول: إن الحق محمد.
الطالب:...
الشيخ : القرآن الذي جاء به محمد، طيب قوله: (( لولا أوتي مثل ما أوتي موسى )) ايش معنى (لولا)؟
الطالب: هلَّا.
الشيخ : هلَّا، والضمير في قوله: (( أوتي )) يعود إلى مَن؟
الطالب: .....
الشيخ : أي محمد، (لولا أوتي) أي محمد، قوله: (( مثل ما أوتي موسى )) ما المراد بِما أوتي موسى؟ يا أحمد! اسمك عبد الله؟
الطالب: أحمد، التوراة.
الشيخ : ما .. (ما أوتي موسى) أنه التوراة، وش المراد بالِمثْلية؟ (مثل) لايش؟
الطالب: ....
الشيخ : يعني أتى بوحي مثل ما أنّ التوراة وحي، وأيضاً التوراة في نزولِها جملة واحدة هم قالوا: مِثل أوتي موسى مِن نزول الوحي جملةً واحدة ومِن الآيات .. العصا .. فهمتم؟ طيب قال الله تعالى: (( أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل )) ما تقول يا ماهر (يكفروا بما أُوتِي) الضمير يعود على مَن؟
الطالب:.....
الشيخ : يكفروا.
الطالب: ....
الشيخ : وهل موسى مبعوثٌ إليهم حتى يؤَنَّبوا على الكُفْر به؟
الطالب:....
الشيخ : لكن إذا كَفَر بها مَن لم تُرسَل إليه ما ..
الطالب:.... الضمير يعود إلى الجنس.
الشيخ : المراد يعود إلى الجنس يعني أنّ آيات موسى ما نفعت أيضاً كفرَ بِها مَن كفر مِن الناس (أولم يكفروا) أي جنس البشر (بما أوتي موسى من قبل) فاقتراحكم أن تكون آيات محمد صلى الله عليه وسلم كآيات موسى ليس ذلك بموجِبٍ للإيمان، لأن آيات موسى كُفِر بِها نعم.
طيب قوله: (( قالوا سِحران )) فيها قراءة ثانية؟ (قالوا سحران) وش القراءات اللي فيها؟
الطالب: ...
الشيخ : نعم، إذا كانت (ساحران) مَن تعني؟
الطالب: ...
الشيخ : وإذا قالوا: (سِحران) على قراءة (سحران)؟
الطالب: ....
الشيخ : وهما؟
الطالب: القرآن والتوراة.
الشيخ : القرآن والتوراة صح نعم.
قوله: (تظاهرا) وش معناه -يا أحمد-؟
الطالب: ...
الشيخ : أي تعاونا طيب، قوله تعالى: (( فأتوا بكتاب مِن عند الله )) مَن المراد بالأمر هنا؟
الطالب: ....
الشيخ : (فأتوا بكتاب) أمر مو للاستفهام.
الطالب: التعجيز.
الشيخ : التعجيز والتحدي، قوله: (أَهدَى مِنهما) يا عبد الله! (منهما) الضمير يعود على أيش؟
الطالب: التوراة والقرآن .
الشيخ : التوراة والقرآن، طيب ومعنَى أهدى؟
الطالب : (أهدى) يعني أكثر هداية.
الشيخ : أكمل؟
الطالب: أو أكمل هداية.
الشيخ : أكمل هداية، طيب ما الذي جزم (أتبعْه) يا .. (أهدى منهما أتبعْه) العين ساكنة مجزومة وش الذي جزمها؟
الطالب: .. جواب الطلب.
الشيخ : وين الطلب؟
الطالب: فأتوا.
الشيخ : فأتوا، نعم، فإذا جعلوا الغاية جواباً للأمر السابق صار مجزوماً، قوله: (( فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنّما يتبعون أهواءهم )) وش تقول يا عبد الله؟! (إن لم يستجيبوا لك) وش يستجيبوا لك في أيش؟
الطالب:...
الشيخ : يعني ما يجيبون كتاب مِن عند الله هو أهدى مِنهما، زين، قوله: (( ومَن أضل من اتبع هواه )) مَن أضل؟ لا أحد أضل؟
الطالب: نعم.
الشيخ : طيب، ما هو الغرض مِن الإتيان بالنفي بصورة الاستفهام ؟
الطالب:....
الشيخ : كيف نجمع بين هذه الآية وبين قوله تعالى: (( ومن أضل ممن يدعوا من دون الله )) كيف نجمع بين الآيتين هذه تقول: لا أحد أضل مِمَّن اتبع هواه، وذيك تقول: لا أحد أضل ممن يدعو من دون الله. كيف نجمع بينهما؟ يعني كل واحدة تقول لا أحدَ أضل من هذا.
الطالب:....
الشيخ : نعم، والثاني؟
الطالب:....
الشيخ : باعتبار ايش؟
الطالب: في مقام الدعاء: لا أضل مِمَّن يدعو من دون الله،في مقام الاتباع لا أضل مِمَّن يتبع ..
الشيخ : معناه إن هنا تُنَزَّل الآية على معنى لا يتعلق ب... يعني معناه إن ضلال الغاية باعتبارِ ما هو مِن جنسها، طب هذا واحد، فيه وجه آخر؟
الطالب: .... الضلال اللي يدعو كل واحد.
الشيخ : فهما في مرتبة واحدة، وهذا والله ما قال إنه مثلاً ما فيه شيء يساويه، إذاً (مَن أضل) فلا يمنع أن يوجد شيء يساويه في ذلك، فيكون كل من الأمرين قد بلغ الغاية في الضلال، هذا يعني معناه أنه يُجمع بينها بِأحد أمرينك إما أن يقال أن كلَّهما في منزلة واحدة، أو يقال: (من أضل) باعتبار هذا المعنى نعم، فيكون كل واحد منهما يُنَزَّل على معنى، طيب نرجع الآن إلى استنباط الفوائد
الفائدة الأولى
فوائد قوله تعالى : << فلما جآءهم الحق من عندنا .............. >>
قال الله تعالى: (( فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى ))[القصص:48] هذه الآية معلوم تفريعها على ما سبق، (( فيقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبعَ آياتك )) ففيها تكذيب دعوى هؤلاء في قولهم: (لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك) فإنّه قد جاءهم الحق مع الرسول ومعَ ذلك كذبوا ولّا لا؟ كذبوا وقالوا لولا أوتي مثْل ما أوتي موسى، ففي الآية تكذيب هؤلاء الذين قالوا: لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبعَ آياتك.
من فوائدها أن ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فهو الحقُّ، والحق بِمعنى الشيء الثابت، وهو بالنسبة للأخبار الصدق وبالنسبة للأحكام العدل.
مِن فوائدها أنَّ ما خالف ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فهو باطل، لقوله تعالى: (( فماذا بعد الحق إلا الضلال )) فكلُّ خبر يتضَمَّن تكذيب خبرِ الله ورسوله فهو الكذب، فمثلاً إذا قال قائل: أصل الإنسان قرد ثم تطور فصار إنساناً. ماذا نقول له؟ كذِب، لأنه يُخالِف ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم نعم، وإذا شرَّع الإنسان قوانين مخالفة للشرع قلنا: هذا باطل وضلال، لأنّ الحق فيما جاء به الشرع فقط نعم.
من فوائد الآية بيانُ عُتُوِّ هؤلاء المُكَذِّبين للرسول عليه الصلاة والسلام عتوُّهم وعنادُهم وهو أنَّهم كذبوا بالحق بعد أن قالوا: لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبعَ آياتك.
ومن فوائد الآية أن قريشاً عِنْدهم بعض المعلومات عن الرسل السابقين حيث قالوا: لولا أوتي مثل ما أوتي موسى، وبأيِّ وسيلة حصلوا على هذا العلم؟
الطالب: طريق اليهود.
الشيخ : عن طريق اليهود، لأنهم لما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم بُعِث أرسلوا إلى اليهود يسألون عن أخبار هذا الرجل فكتبوا لهم بِما يعرفون مِن أخباره وبِما جاء به موسى.
من فوائد الآية إثبات رسالة موسى صلى الله عليه وسلم، لقولهم: (مثل ما أوتي موسى).
من فوائدها أن موسى عليه الصلاة والسلام أعطاه الله تعالى آيات يؤمِن على مِثْلها البشر، وهذا ليس خاصا بِه بل هو لِكل رسول بعثه الله لا بد أن يؤتيَه من الآيات ما يؤمن على مثله البشر، لأن البشر لا تُصَدِّق رجلاً قال: أنا رسول الله إليكم آمركم بكذا وأنهاكم عن كذا واتركوا ما كان عليه آباؤكم مِن عبادة الأصنام واتركوا ما كان عليه آباؤكم من تحريم الحلال وما أشبه ذلك. ما يقبلون إِلا بآيات تدُل على صدقه وتُؤَيِّده طيب.
ومنها أيضا مِن فوائد الآية إبطالُ حُجَّة هؤلاء المكذبين (( أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل )).
ومن فوائدها أيضاً أنه ينبغي في مقام المناظرة والمجادلة أن يُفْحَم الخصم بإبطال قولِه بقولِه أو بفعلِه أنه يُبْطَل قولُه بِما جرى مِنه هو، لِماذا؟ لأنّ ما جرى مِنه لا يمكن أن يُنكِره، ولو أنكره ما قُبِل، فكوننا نقيم الحجة على الخصم مِن فعلِه وقولِه هذا أبلغ في إفحامه - .. بالكم- (( أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل )).
ومنها أنّ طبيعة البشر واحدة بناء على أن قولَه: (أولم يكفروا) أنّ الضمير يعود على جِنس الإنسان لأن الطبيعة البشرية واحدة.
ومنها مِن فوائد الآية أيضاً أنّه ينبغي أيضا عند المُخاصمة أو عند المُناظرة إبطالُ قولِ الخصم بالواقع أنّك تبطل قولَ الخصم بالأمر الواقع فإن الآيات التي جاء بها موسى و.. هؤلاء كُذِّبَت ولا ما كُذِّبَتْ؟ كُذِّبَتْ ما آمن بها البشر، إذاً فالمدار ليس على جنس الآيات ولكن المدار على حال المُخَاطَب، وإلا فالآيات قائمة بَيِّنَة لكن ما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون.
ومِنها أنّ أهل الباطل يُلقِّبون أهل الحقّ بألقاب السوء تنفيراً للناس عن قَبولهم مِن أين تؤخذ؟
الطالب: (قالوا سِحْران).
الشيخ : (قالوا سِحْران) أو (ساحران) (قالوا ساحِران تظاهرا) أو (سِحْران تظاهرا)، فسواءٌ وصفوا ما جاءت به الرسُل بالسحر أو وصفوا الرسُلَ أنفسهم بالسحر فإنّ المقصود بذلِك التنفير تنفير الناس عن قَبول ما جاءت به الرسل طيب.
هل نقول إن هذه القاعدة ثابتةٌ لأتباع الرسل؟
الطالب: ..
الشيخ : بدليل قوله: (( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ )) والله تبارك وتعالى قد جعل لِكُل نبيّ عدوا من المجرمين، والعدوُّ من المجرمين عدوٌّ للنبي بشخصه أو عدوٌّ له بوصفه؟
الطالب: بوصفه.
الشيخ : بوصفه بدليل أن محمداً صلى الله عليه وسلم قبل أن تأتيَه الرسالة وهو عند العرب الصادق الأمين، ويرونه أنّه من أفضل بني هاشم وأقومِهم بالعدل فلما جاء بالحق وش صار؟ صار الخائن الكذوب، واضح؟ إذا كان هؤلاء المجرمون يعادون الرسل لِوصفهم فمعنى ذلك أنه هذه المعاداة ستنتقل إلى مَن تابع هؤلاء الرسل، لأنّ المعْ نَى الذي حصلت به العداوة موجود أيضاً في أتباع الرسل، وعلى هذا فيمكن أن نأخذ منه فائدة وهي طمأنة أتباع الرسل وتثبيتهم على أنّهم سينالهم مِن ألقاب السوء ومِن المعاداة مِثل ما نال الرسل، نعم، فعليهم أن يقابِلوا ذلك بالصبر والثبات والقوة نعم، لا أن ينخذلوا بل يكونوا كما كان متبوعوهم (( فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار )) نعم طيب.
ومِنها أيضاً مِن فوائد الآية أنّ التعاون حتَّى على الباطل له تأثير ولّا لا؟ التعاون حتى في الباطل له تأثير وتقوية من أين تؤخذ؟ من قوله: (تظاهرا) فإذا كان التعاون في الباطل له تأثير فما بالك بالتعاون في الحق، وعلى هذا فينبغي لنا -وهي الفائدة التي تترتب على ذلك- ينبغي لنا أن نكون متعاونين فِيما نحن عليه مِن دعوة الحق وألا يخذِل بعضها بعضاً نعم، خلافاً لِما كان عليه حال الناس اليوم فإنهم في هذا الباب ليسوا بمتعاونين، حتى أهلُ الحق وأهلُ الدعوة تجدهم غيرَ متعاونين -عليكم السلام- لأنهم أولاً إن كل واحد ما همه إلا نفسه، وثانياً أنهم رُبَّمَا يختلِفُون في أمر بسيط جُزْئِي من أمور الدين ويتعادَون على ذلك نعم، يمكن يخالفوا في كيفية رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام هذا يقول: ترفع يديك إلى الأذنين وهذا يقول إلى المنكبين، ثم يقول أنت على ضلال و.. يقول أنت على ضلال، ثم ماذا ت.. هذه الكلمة؟ الحقد والبغضاء والعداوة، وأنا قد قصصت عليكم قصةَ طائفتين من أهل إفريقيا كلُّ طائفة تُكَفِّر الأخرى في مسالة بسيطة من مسائل الدين، طائفة تقول: أن السنة أن يضع الإنسان يده اليمنى على اليسرى فوق صدره، وطائفة أخرى تقول إن السنة أن يرسِل الإنسان يديه إلى جنبِه، كلّ واحدة تقول للأخرى: أنت كافرة ملعونة، لأنك تركت السنة عن عمْد وقصْد، والإنسان اللي يكره ما أنزل الله يكون كافراً، وفيه خصومة عظيمة وفي نفس الحج ذيك الأيام في منى يالله إنه اجتمعوا ناس من الإخوان من التوعية اجتمعوا عليهم وهدّئُوهم وبينوا أن هذا ما يجوز، لأن هذا ضرر عليكم أنتم يا أهل الحق، لأنكم إذا كفَّر بعضكم بعضاً ايش .. على أهل الخرافات وأهل البدع نعم، المكفِّر .. كافر، فنقول أنّ التعاون له تأثير بالغ وأظنكم تعرفون في نقض الصحيفة التي كَتَبَتْ قريش فِي مقاطعة بني هاشم كيف نقضوا هذه الصحيفة ما جاء واحد من الناس ينقضها ما يستطيع، لكنّه ذهب إلى فلان وقال يوبِّخه وقال: بني هاشم قوم منكم كيف ترضون أن تقاطعوهم حتى يموتوا مِن الجوع، وذهب إلى آخر وإلى ثالث ورابع حتى أنهم كونوا جماعة فذهبوا إلى هذه الصحيفة من الكعبة ومزَّقوها، فإذاً التعاون أساس النجاح مثل ما قال العامة، ينظر إلى كلمة المجرمين (سحران تظاهرا).
طيب ثانياً مِن فوائد الآية بيان عُتُوِّ هؤلاء مِن جهة أنهم لم يؤمنوا بالأمرين وقالوا: (إنا بكل كافرون).
ومنها أيضاً أن تقديم المعمول في قوله: (( بِكُلٍّ كافرون )) ايش يفيد؟ الحصر مع أنهم كفروا به مع بغيره لكن سبق إن قلنا إنّ هذا الحصر المقصودُ به إغاظة الخصم كأنهم يقولون: لو آمنا بكل شيء ما كفرنا إلا بِهما، وإلّا معلوم أنهم يكفرون .. وبغيره، وهذه فائدة قليلٌ مَن ينتبه لها وهو أنّه إذا كان الشيء غيرَ محصور في هذا الشيء ولكنَّه حُصِر فيه فلا بدّ أن هناك غرض، الغرض هنا الإغاظة كأنهم يقولون: نحن وإنْ آمنا بكل شيء فنحن كافرون بِما جئتم به (إنا بكل كافرون)
من فوائدها أن ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فهو الحقُّ، والحق بِمعنى الشيء الثابت، وهو بالنسبة للأخبار الصدق وبالنسبة للأحكام العدل.
مِن فوائدها أنَّ ما خالف ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فهو باطل، لقوله تعالى: (( فماذا بعد الحق إلا الضلال )) فكلُّ خبر يتضَمَّن تكذيب خبرِ الله ورسوله فهو الكذب، فمثلاً إذا قال قائل: أصل الإنسان قرد ثم تطور فصار إنساناً. ماذا نقول له؟ كذِب، لأنه يُخالِف ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم نعم، وإذا شرَّع الإنسان قوانين مخالفة للشرع قلنا: هذا باطل وضلال، لأنّ الحق فيما جاء به الشرع فقط نعم.
من فوائد الآية بيانُ عُتُوِّ هؤلاء المُكَذِّبين للرسول عليه الصلاة والسلام عتوُّهم وعنادُهم وهو أنَّهم كذبوا بالحق بعد أن قالوا: لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبعَ آياتك.
ومن فوائد الآية أن قريشاً عِنْدهم بعض المعلومات عن الرسل السابقين حيث قالوا: لولا أوتي مثل ما أوتي موسى، وبأيِّ وسيلة حصلوا على هذا العلم؟
الطالب: طريق اليهود.
الشيخ : عن طريق اليهود، لأنهم لما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم بُعِث أرسلوا إلى اليهود يسألون عن أخبار هذا الرجل فكتبوا لهم بِما يعرفون مِن أخباره وبِما جاء به موسى.
من فوائد الآية إثبات رسالة موسى صلى الله عليه وسلم، لقولهم: (مثل ما أوتي موسى).
من فوائدها أن موسى عليه الصلاة والسلام أعطاه الله تعالى آيات يؤمِن على مِثْلها البشر، وهذا ليس خاصا بِه بل هو لِكل رسول بعثه الله لا بد أن يؤتيَه من الآيات ما يؤمن على مثله البشر، لأن البشر لا تُصَدِّق رجلاً قال: أنا رسول الله إليكم آمركم بكذا وأنهاكم عن كذا واتركوا ما كان عليه آباؤكم مِن عبادة الأصنام واتركوا ما كان عليه آباؤكم من تحريم الحلال وما أشبه ذلك. ما يقبلون إِلا بآيات تدُل على صدقه وتُؤَيِّده طيب.
ومنها أيضا مِن فوائد الآية إبطالُ حُجَّة هؤلاء المكذبين (( أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل )).
ومن فوائدها أيضاً أنه ينبغي في مقام المناظرة والمجادلة أن يُفْحَم الخصم بإبطال قولِه بقولِه أو بفعلِه أنه يُبْطَل قولُه بِما جرى مِنه هو، لِماذا؟ لأنّ ما جرى مِنه لا يمكن أن يُنكِره، ولو أنكره ما قُبِل، فكوننا نقيم الحجة على الخصم مِن فعلِه وقولِه هذا أبلغ في إفحامه - .. بالكم- (( أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل )).
ومنها أنّ طبيعة البشر واحدة بناء على أن قولَه: (أولم يكفروا) أنّ الضمير يعود على جِنس الإنسان لأن الطبيعة البشرية واحدة.
ومنها مِن فوائد الآية أيضاً أنّه ينبغي أيضا عند المُخاصمة أو عند المُناظرة إبطالُ قولِ الخصم بالواقع أنّك تبطل قولَ الخصم بالأمر الواقع فإن الآيات التي جاء بها موسى و.. هؤلاء كُذِّبَت ولا ما كُذِّبَتْ؟ كُذِّبَتْ ما آمن بها البشر، إذاً فالمدار ليس على جنس الآيات ولكن المدار على حال المُخَاطَب، وإلا فالآيات قائمة بَيِّنَة لكن ما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون.
ومِنها أنّ أهل الباطل يُلقِّبون أهل الحقّ بألقاب السوء تنفيراً للناس عن قَبولهم مِن أين تؤخذ؟
الطالب: (قالوا سِحْران).
الشيخ : (قالوا سِحْران) أو (ساحران) (قالوا ساحِران تظاهرا) أو (سِحْران تظاهرا)، فسواءٌ وصفوا ما جاءت به الرسُل بالسحر أو وصفوا الرسُلَ أنفسهم بالسحر فإنّ المقصود بذلِك التنفير تنفير الناس عن قَبول ما جاءت به الرسل طيب.
هل نقول إن هذه القاعدة ثابتةٌ لأتباع الرسل؟
الطالب: ..
الشيخ : بدليل قوله: (( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ )) والله تبارك وتعالى قد جعل لِكُل نبيّ عدوا من المجرمين، والعدوُّ من المجرمين عدوٌّ للنبي بشخصه أو عدوٌّ له بوصفه؟
الطالب: بوصفه.
الشيخ : بوصفه بدليل أن محمداً صلى الله عليه وسلم قبل أن تأتيَه الرسالة وهو عند العرب الصادق الأمين، ويرونه أنّه من أفضل بني هاشم وأقومِهم بالعدل فلما جاء بالحق وش صار؟ صار الخائن الكذوب، واضح؟ إذا كان هؤلاء المجرمون يعادون الرسل لِوصفهم فمعنى ذلك أنه هذه المعاداة ستنتقل إلى مَن تابع هؤلاء الرسل، لأنّ المعْ نَى الذي حصلت به العداوة موجود أيضاً في أتباع الرسل، وعلى هذا فيمكن أن نأخذ منه فائدة وهي طمأنة أتباع الرسل وتثبيتهم على أنّهم سينالهم مِن ألقاب السوء ومِن المعاداة مِثل ما نال الرسل، نعم، فعليهم أن يقابِلوا ذلك بالصبر والثبات والقوة نعم، لا أن ينخذلوا بل يكونوا كما كان متبوعوهم (( فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار )) نعم طيب.
ومِنها أيضاً مِن فوائد الآية أنّ التعاون حتَّى على الباطل له تأثير ولّا لا؟ التعاون حتى في الباطل له تأثير وتقوية من أين تؤخذ؟ من قوله: (تظاهرا) فإذا كان التعاون في الباطل له تأثير فما بالك بالتعاون في الحق، وعلى هذا فينبغي لنا -وهي الفائدة التي تترتب على ذلك- ينبغي لنا أن نكون متعاونين فِيما نحن عليه مِن دعوة الحق وألا يخذِل بعضها بعضاً نعم، خلافاً لِما كان عليه حال الناس اليوم فإنهم في هذا الباب ليسوا بمتعاونين، حتى أهلُ الحق وأهلُ الدعوة تجدهم غيرَ متعاونين -عليكم السلام- لأنهم أولاً إن كل واحد ما همه إلا نفسه، وثانياً أنهم رُبَّمَا يختلِفُون في أمر بسيط جُزْئِي من أمور الدين ويتعادَون على ذلك نعم، يمكن يخالفوا في كيفية رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام هذا يقول: ترفع يديك إلى الأذنين وهذا يقول إلى المنكبين، ثم يقول أنت على ضلال و.. يقول أنت على ضلال، ثم ماذا ت.. هذه الكلمة؟ الحقد والبغضاء والعداوة، وأنا قد قصصت عليكم قصةَ طائفتين من أهل إفريقيا كلُّ طائفة تُكَفِّر الأخرى في مسالة بسيطة من مسائل الدين، طائفة تقول: أن السنة أن يضع الإنسان يده اليمنى على اليسرى فوق صدره، وطائفة أخرى تقول إن السنة أن يرسِل الإنسان يديه إلى جنبِه، كلّ واحدة تقول للأخرى: أنت كافرة ملعونة، لأنك تركت السنة عن عمْد وقصْد، والإنسان اللي يكره ما أنزل الله يكون كافراً، وفيه خصومة عظيمة وفي نفس الحج ذيك الأيام في منى يالله إنه اجتمعوا ناس من الإخوان من التوعية اجتمعوا عليهم وهدّئُوهم وبينوا أن هذا ما يجوز، لأن هذا ضرر عليكم أنتم يا أهل الحق، لأنكم إذا كفَّر بعضكم بعضاً ايش .. على أهل الخرافات وأهل البدع نعم، المكفِّر .. كافر، فنقول أنّ التعاون له تأثير بالغ وأظنكم تعرفون في نقض الصحيفة التي كَتَبَتْ قريش فِي مقاطعة بني هاشم كيف نقضوا هذه الصحيفة ما جاء واحد من الناس ينقضها ما يستطيع، لكنّه ذهب إلى فلان وقال يوبِّخه وقال: بني هاشم قوم منكم كيف ترضون أن تقاطعوهم حتى يموتوا مِن الجوع، وذهب إلى آخر وإلى ثالث ورابع حتى أنهم كونوا جماعة فذهبوا إلى هذه الصحيفة من الكعبة ومزَّقوها، فإذاً التعاون أساس النجاح مثل ما قال العامة، ينظر إلى كلمة المجرمين (سحران تظاهرا).
طيب ثانياً مِن فوائد الآية بيان عُتُوِّ هؤلاء مِن جهة أنهم لم يؤمنوا بالأمرين وقالوا: (إنا بكل كافرون).
ومنها أيضاً أن تقديم المعمول في قوله: (( بِكُلٍّ كافرون )) ايش يفيد؟ الحصر مع أنهم كفروا به مع بغيره لكن سبق إن قلنا إنّ هذا الحصر المقصودُ به إغاظة الخصم كأنهم يقولون: لو آمنا بكل شيء ما كفرنا إلا بِهما، وإلّا معلوم أنهم يكفرون .. وبغيره، وهذه فائدة قليلٌ مَن ينتبه لها وهو أنّه إذا كان الشيء غيرَ محصور في هذا الشيء ولكنَّه حُصِر فيه فلا بدّ أن هناك غرض، الغرض هنا الإغاظة كأنهم يقولون: نحن وإنْ آمنا بكل شيء فنحن كافرون بِما جئتم به (إنا بكل كافرون)
فوائد قوله تعالى : << قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهمآ ............ >>
قال الله تعالى:(( قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ ))[القصص:49] في هذه الآية من الفوائد أنّه مِن العدل التنُزُّلُ مع الخصم إلى حال يُقِرُّ بها فإنّه من المعلوم أن الله سبحانه وتعالى يعلم أنّه لا يمكن أن يأتوا بِما طلب منهم ولّا لا؟ حين طلب منهم أنهم يجيبون كتاب أهدى مِن التوراة والقرآن والله يعلم أنهم لن يأتوا بذلك ولّا لا؟ كيف يقول للرسول: (قل فأْتوا) مع أنه يعلم أنّه ما يمكن؟ هذا مِن باب التنزل مع الخصم إلى غاية ما يكون مِن العدل، كأنه جعلَه مع خصمه شيئا واحداً، فيقول: أنتم هاتوا كتاب أهدى من التوراة والقرآن أتَّبِعه أنا ألتزم باتباعه، فإذا لم يأتوا معناه ألزمهم أن يتبعوا التوراة والقرآن ولّا لا؟ يلزُمُهم ذلك، يعني ما دام أنِّي أنا ملتزِم لهم بأنكم إذا أتيتم بكتاب أهدى منهما فأنا أتبعه فأنتم يجب عليكم أن تتبعوا ما دام ما وجدتم، إذاً فِيهِ التنزل مع الخصم وأنّ ذلك مِن تمام العدل في المناظرة.
ومن فوائد الآية أيضاً إفحام الخصم بالتحدي ولو أنكم قرأتم آخر سورة الطور لوجدتم فيها شيئا غريبا من المناظرة من قولِه (( فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ )) إلى قوله: (( حتى يلاقوا يومَهم الذي فيه يصعقون )) تجِدون يعني آداب كثيرة مِن المناظرة (( أم لهم سلم يستمعون فيه )) إن كان الأمر (( فليأت مستمعهم بسلطان مبين )) (( أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون )) إن كان الأمر كذلك (( فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين )) فالمناظرة يعني الله سبحانه وتعالى في ختام المناظرة يجعُل الخصم مُفحَماً بتحديه بما لا يستطيع، فهنا ما يستطيع أن يأتي بمثله فتقومُ بذلك عليهم الحجة.
ومِن فوائد الآية أن التوراة والقرآن من عند الله، فيكون القرآن والتوراة كلام الله، لكن القرآن نَزَل وحياً، والتوراة نزلت كِتَابة كتبها الله بألواح ألقاها إلى موسى.
ومن فوائد الآية أيضاً أنّه لا يلزم الإنسان الانتقال عمّا كان عليه إلى غيره إلّا إذا كان أهدى منه، أنا ما يلزمني الانتقال مثلاً من مذهب الحنابلة إلى مذهب الشافعية حتى أرى أنه أصوب، لأنه قال: ما يجب الإتباع إلا إذا كان ما جاءوا بِه أهدى منه، أما إذا كان مساوياً فأنتم لا تلزموني وأما لا ألزمكم، إذا كان مساوي، إنما الإلزام متى؟ حينما يكون ما جاء بِه الخصم أهدى مِمَّا أنا عليه، وهذه فائدة مهمة جدا وهي لا يَلزَم الإنسانَ الانتقالُ مما هو عليه مِن طريقة ومذهب إلّا إلى مَن هو أصوب وأحسن وأهدى منها، أمّا عند التساوي فإنه لا يُلزَم ولا يُلَام أيضاً إذا لم ينتقل، وإما أيضاً إذا كان ما في غيره أدنى فإنه من باب أولى لا يلزم، طيب فالمراتب الآن ثلاثة إما أن يكون ما تُدْعَى إليه أدنى مما أنت عليه أو أهدى أو مساوياً، إن كان أهدى فالواجب يلزَم الإتباع، وإن كان أدنى حَرُم الإتباع، بقينا إذا كان مساوياً هل يلزَم الإتباع أو يحرُم أو يُخَيَّر به الإنسان؟ العلماء يقولون: في مثل هذه الحال يُخيَّر الإنسان، قالوا: وإذا أفتاه عالمان ولم يكن أحدُهما عنده أرجح فإنه يُخيَّر في اتِّباع أيِّ القولين شاء، وربما يؤخذ مِن هذه الآية ربما يُؤْخذ حكم هذه المسألة مِن هذه الآية، لأنه ما أوجب الله الإتباع إلّا إذا كان أهدى، ومعلومٌ أنه إذا كان أدنى فالإتباع محرم، فيبقى المُساوي ليس إلى جانب التحريم وليس إلى جانب الوجوب وهذه مرتبة التخيير.
ومنها أيضاً من فوائد الآية الأمر أنّ التحدي أيضاً يكون بالوصف كما يكون بالفعل، (( فأتوا )) تحدٍّ بفعل ما هم بآتين به، (( إن كنتم صادقين )) تحدٍّ بالوصف إن كنتم من الصادقين أن ما أنتم عليه حقّ فأتوا بهذا وإلّا فأنتم مِن الكاذبين، ولهذا قال: (أتبعه إن كنتم صادقين)
ومن فوائد الآية أيضاً إفحام الخصم بالتحدي ولو أنكم قرأتم آخر سورة الطور لوجدتم فيها شيئا غريبا من المناظرة من قولِه (( فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ )) إلى قوله: (( حتى يلاقوا يومَهم الذي فيه يصعقون )) تجِدون يعني آداب كثيرة مِن المناظرة (( أم لهم سلم يستمعون فيه )) إن كان الأمر (( فليأت مستمعهم بسلطان مبين )) (( أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون )) إن كان الأمر كذلك (( فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين )) فالمناظرة يعني الله سبحانه وتعالى في ختام المناظرة يجعُل الخصم مُفحَماً بتحديه بما لا يستطيع، فهنا ما يستطيع أن يأتي بمثله فتقومُ بذلك عليهم الحجة.
ومِن فوائد الآية أن التوراة والقرآن من عند الله، فيكون القرآن والتوراة كلام الله، لكن القرآن نَزَل وحياً، والتوراة نزلت كِتَابة كتبها الله بألواح ألقاها إلى موسى.
ومن فوائد الآية أيضاً أنّه لا يلزم الإنسان الانتقال عمّا كان عليه إلى غيره إلّا إذا كان أهدى منه، أنا ما يلزمني الانتقال مثلاً من مذهب الحنابلة إلى مذهب الشافعية حتى أرى أنه أصوب، لأنه قال: ما يجب الإتباع إلا إذا كان ما جاءوا بِه أهدى منه، أما إذا كان مساوياً فأنتم لا تلزموني وأما لا ألزمكم، إذا كان مساوي، إنما الإلزام متى؟ حينما يكون ما جاء بِه الخصم أهدى مِمَّا أنا عليه، وهذه فائدة مهمة جدا وهي لا يَلزَم الإنسانَ الانتقالُ مما هو عليه مِن طريقة ومذهب إلّا إلى مَن هو أصوب وأحسن وأهدى منها، أمّا عند التساوي فإنه لا يُلزَم ولا يُلَام أيضاً إذا لم ينتقل، وإما أيضاً إذا كان ما في غيره أدنى فإنه من باب أولى لا يلزم، طيب فالمراتب الآن ثلاثة إما أن يكون ما تُدْعَى إليه أدنى مما أنت عليه أو أهدى أو مساوياً، إن كان أهدى فالواجب يلزَم الإتباع، وإن كان أدنى حَرُم الإتباع، بقينا إذا كان مساوياً هل يلزَم الإتباع أو يحرُم أو يُخَيَّر به الإنسان؟ العلماء يقولون: في مثل هذه الحال يُخيَّر الإنسان، قالوا: وإذا أفتاه عالمان ولم يكن أحدُهما عنده أرجح فإنه يُخيَّر في اتِّباع أيِّ القولين شاء، وربما يؤخذ مِن هذه الآية ربما يُؤْخذ حكم هذه المسألة مِن هذه الآية، لأنه ما أوجب الله الإتباع إلّا إذا كان أهدى، ومعلومٌ أنه إذا كان أدنى فالإتباع محرم، فيبقى المُساوي ليس إلى جانب التحريم وليس إلى جانب الوجوب وهذه مرتبة التخيير.
ومنها أيضاً من فوائد الآية الأمر أنّ التحدي أيضاً يكون بالوصف كما يكون بالفعل، (( فأتوا )) تحدٍّ بفعل ما هم بآتين به، (( إن كنتم صادقين )) تحدٍّ بالوصف إن كنتم من الصادقين أن ما أنتم عليه حقّ فأتوا بهذا وإلّا فأنتم مِن الكاذبين، ولهذا قال: (أتبعه إن كنتم صادقين)
فوائد قوله تعالى : << فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهوآءهم .......>>
قال الله تعالى: (( فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدى القوم الظالمين )) قوله: (فإن لم يستجيبوا لك) يعني فإن انتفت استجابتهم لك" ففيه جواز التعليق بالشرط فيما هو محقق الوقوع،.. ما فهمتم هذا؟ يعني معناه (إن لم يستجيبوا لك) هذا محقق الوقوع فهل يظن الظان أن فيه احتمالاً أن يستجيبوا؟ ما فيه، ... إذاً فنقول: جواز تعليق الشيء المحقق بالشرط، ولو كان محققاً أنه لن يكون، وكذلك ولو كان محققا أنه كائن، فإن هنا الانتفاء كائنٌ لا محالة، ومع ذلك عُلِّق بالشرط، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ) يقوله لأهل المقابر ومعلومٌ أن هذا الأمر؟
الطالب: مُحَقَّق.
الشيخ : مُحقَّق نعم قال. ومنها أيضا أنّ هؤلاء المكذبين للرسول صلى الله عليه وسلم ليس عندهم حجة سوى اتباع أهواءهم، لقوله: (( فاعلم أنهم يتبعون أهواءهم ))، وهل معنى ذلك أي فلا تجادِلْهم لأن المتبع هواه مشكل مُكابِر اللي يتبع هواه مكابر ما تقدر تقنعه، ما دام أنه ما هو بيريد الحق، وإنما يريد أن ينتصر لنفسه فقط ويتَّبِع هواه، فأعتقد أن مثل هذا الرجل ما يمكن أن يُجَادَل، لو جادلته ما دام صاحب هوى ما فيه فائدة، فهل نقول إنه يستفاد من هذه الآية أنّه إذا علم بأن المجادَل يريد اتباع هواه فإنه لا فائدة من جداله لأنه إطالة وقت إضاعة وقت، نعم، نقول: هكذا، لأنه قال: فاعلم أنما يتبعون أهواءهم يعني ولا فائدة من جدالهم، فإذا كنت بينت للإنسان الحق ووضحته بأدلته النقلية والعقلية والحسية حسب ما هو موجود من الأدلة ولكنه أصر على أن يبقى على ما كان عليه فاعلم أنه يتبع الهوى، والمتبع الهوى مشكل ما هو بإنسان يتطلب الهدى ما يمكن ينتفع، ولهذا نقول في هذه الحال لا يجِب على المرء مجادلتُه وإنما ينتقل إلى شيء آخر وهو معاقبته (( وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ))[العنكبوت:46] فالمعاند غير مَن يريد اتباع الحق ولم يظهر له، المعاند له حال وقد قال الله تعالى: (( فذكر إن نفعت الذكرى )) يعني وإنْ لم تنفع فلا تذكر، وهذه تقدم الكلام عليها هل هذا الشرط له مفهوم أو ليس له مفهوم؟
الطالب:.....
الشيخ : لا .....ما دام تجادلتم أما الناس اتضح الحق ما هو معنى أنه اتصل وتكلم بالباطل ..لأنه إذا ما سمعته يتكلم بالباطل يجب أن نظهر الحق أمام هذا الباطل لكن إذا كنت جادلته أمام الناس يتبين الحق وهذا ما عنده شيء ما فيه فائدة.
الطالب: ...
الشيخ : ... لعموم الناس اتباع الحق ما هو معناه أنك .. وتتكلم بالباطل .. لأنه إذا سمعنه يتكلم بالباطل يجب الناس .. بالحق .. هذا الباطل لكن إذا كنت جادلته أمام الناس وتبين الحق وهو أبى ما عندك شيء ما في فائدة من مجادلته.
الطالب:...
الشيخ : لا هو على كل حال نحن ما بنقول: جادل عند الناس، لكن أحيان يكون الجدال عند الناس تكون عنده .. في مجلس ويبدأ البحث ويحصل النقاش هل نقول: إن هذا الرجل أنك تسكت وتخليه؟ لا، يجِب عليك أنك تقاوم بالذي عندك، نعم، كذلك لو سمعته مثلاً يتكلم في مجمع ويُقَرِّر الباطل يجب عليك أنك تتكلم بالحق، أي نعم.
ومِن فوائد الآية اختلاف الناس فِي الضلال فليسوا على حدٍّ سواء في الضلال كما أنهم ليس على حدٍّ سواء في الهدى، وليسوا على حد سواء في الغيّ وليسوا على حد سواء في الرُشْد ولّا لا؟ الناس على حد سواء في هذه الأمور؟ لا، ولهذا قال: (( من أضل ممن اتبع )) ففي هذا دليل على أن الناس يتفاوتون في الضلال، ولكن .. أحد أضل مِن هذا الذي اتبع هواه بغير هدىً من الله.
ومنها أيضا من فوائد الآية أنّ الهوى قد يكون موافِقا للهدى من أين نأخذه؟
الطالب: هوه بغير هدى.
الشيخ : (هواه بغير هدىً من الله) أمَّا مَن اتبع هواه بِناء على هدى من الله فهذا طيب أن يكون هواه تبعاً لما جاء به الحق هذا طيب وقد ذكرنا لكم حديثاً مروي عن النبي عليه الصلاة والسلام ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئتُ به ) فالحاصل أن الهوى المذموم هو الذي ليس على هدى.
طيب ومن فوائد الآية أنَّ الظالم قد عرض نفسه لِحِرمانه من الهدى أو إن شئت فقل: أن الظلم سبب لِحرمان الظالم مِن الهدى، لقوله: (( إن الله لا يهدي القوم الظالمين )) فالظالم هو الذي حَرَمَ نفسَه الهدى.
الطالب: مُحَقَّق.
الشيخ : مُحقَّق نعم قال. ومنها أيضا أنّ هؤلاء المكذبين للرسول صلى الله عليه وسلم ليس عندهم حجة سوى اتباع أهواءهم، لقوله: (( فاعلم أنهم يتبعون أهواءهم ))، وهل معنى ذلك أي فلا تجادِلْهم لأن المتبع هواه مشكل مُكابِر اللي يتبع هواه مكابر ما تقدر تقنعه، ما دام أنه ما هو بيريد الحق، وإنما يريد أن ينتصر لنفسه فقط ويتَّبِع هواه، فأعتقد أن مثل هذا الرجل ما يمكن أن يُجَادَل، لو جادلته ما دام صاحب هوى ما فيه فائدة، فهل نقول إنه يستفاد من هذه الآية أنّه إذا علم بأن المجادَل يريد اتباع هواه فإنه لا فائدة من جداله لأنه إطالة وقت إضاعة وقت، نعم، نقول: هكذا، لأنه قال: فاعلم أنما يتبعون أهواءهم يعني ولا فائدة من جدالهم، فإذا كنت بينت للإنسان الحق ووضحته بأدلته النقلية والعقلية والحسية حسب ما هو موجود من الأدلة ولكنه أصر على أن يبقى على ما كان عليه فاعلم أنه يتبع الهوى، والمتبع الهوى مشكل ما هو بإنسان يتطلب الهدى ما يمكن ينتفع، ولهذا نقول في هذه الحال لا يجِب على المرء مجادلتُه وإنما ينتقل إلى شيء آخر وهو معاقبته (( وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ))[العنكبوت:46] فالمعاند غير مَن يريد اتباع الحق ولم يظهر له، المعاند له حال وقد قال الله تعالى: (( فذكر إن نفعت الذكرى )) يعني وإنْ لم تنفع فلا تذكر، وهذه تقدم الكلام عليها هل هذا الشرط له مفهوم أو ليس له مفهوم؟
الطالب:.....
الشيخ : لا .....ما دام تجادلتم أما الناس اتضح الحق ما هو معنى أنه اتصل وتكلم بالباطل ..لأنه إذا ما سمعته يتكلم بالباطل يجب أن نظهر الحق أمام هذا الباطل لكن إذا كنت جادلته أمام الناس يتبين الحق وهذا ما عنده شيء ما فيه فائدة.
الطالب: ...
الشيخ : ... لعموم الناس اتباع الحق ما هو معناه أنك .. وتتكلم بالباطل .. لأنه إذا سمعنه يتكلم بالباطل يجب الناس .. بالحق .. هذا الباطل لكن إذا كنت جادلته أمام الناس وتبين الحق وهو أبى ما عندك شيء ما في فائدة من مجادلته.
الطالب:...
الشيخ : لا هو على كل حال نحن ما بنقول: جادل عند الناس، لكن أحيان يكون الجدال عند الناس تكون عنده .. في مجلس ويبدأ البحث ويحصل النقاش هل نقول: إن هذا الرجل أنك تسكت وتخليه؟ لا، يجِب عليك أنك تقاوم بالذي عندك، نعم، كذلك لو سمعته مثلاً يتكلم في مجمع ويُقَرِّر الباطل يجب عليك أنك تتكلم بالحق، أي نعم.
ومِن فوائد الآية اختلاف الناس فِي الضلال فليسوا على حدٍّ سواء في الضلال كما أنهم ليس على حدٍّ سواء في الهدى، وليسوا على حد سواء في الغيّ وليسوا على حد سواء في الرُشْد ولّا لا؟ الناس على حد سواء في هذه الأمور؟ لا، ولهذا قال: (( من أضل ممن اتبع )) ففي هذا دليل على أن الناس يتفاوتون في الضلال، ولكن .. أحد أضل مِن هذا الذي اتبع هواه بغير هدىً من الله.
ومنها أيضا من فوائد الآية أنّ الهوى قد يكون موافِقا للهدى من أين نأخذه؟
الطالب: هوه بغير هدى.
الشيخ : (هواه بغير هدىً من الله) أمَّا مَن اتبع هواه بِناء على هدى من الله فهذا طيب أن يكون هواه تبعاً لما جاء به الحق هذا طيب وقد ذكرنا لكم حديثاً مروي عن النبي عليه الصلاة والسلام ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئتُ به ) فالحاصل أن الهوى المذموم هو الذي ليس على هدى.
طيب ومن فوائد الآية أنَّ الظالم قد عرض نفسه لِحِرمانه من الهدى أو إن شئت فقل: أن الظلم سبب لِحرمان الظالم مِن الهدى، لقوله: (( إن الله لا يهدي القوم الظالمين )) فالظالم هو الذي حَرَمَ نفسَه الهدى.
اضيفت في - 2007-08-13