تفسير سورة القصص-09a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة تفسير قوله تعالى : << أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرءون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون >>
بحسبه ليسوا من الشر في شيء وإن هانا
يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة ومن إساءة أهل السوء إحسانا
فليت لي بهمو قوماً إذا ركبوا شنوا الإغارة فرسانا وركبانا
الآن لم ... يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة.
الطالب:...
الشيخ : للعكس فهنا درءُ السيئة بالحسنة ممدوح إذا كان على سبيل العِزّ، أما إذا كان على سبيل الضعف فهذا مو هو ممدوح، لو واحد جاءه قاطع طريق .. وقال: يلا هات ثيابك. فأعطيته ثيابي والعصا اللي معي في البعير وش يصير هذا؟ أو ... البعير قال: اصبر أكفيك خله أفكه هنا لك لأجل ما تتعب وأحمله على بعيري هذا طيب ولّا لا؟ هذا ما هو طيب هذا ضعف، ولهذا قال الرسول لما سأله الرجل عن إنسان يأتي ليأخذَ مالك قال: ( لا تعطه قال: أرأيت إن قاتلني، قال: قاتله ) المهم أننا نقول: (( يدرؤون بالحسنة السيئة )) منهم" الصواب أن نجعلها أعم ف(يدرئون بالحسنة السيئة) منه في معاملتهم مع الله ومن غيرهم في معاملتهم مع مَن؟ مع الخلق.
قال: (( ومما رزقناهم ينفقون )) يتصدقون" ويُهدون أيضا... لأن الهدية قد تكون محمودة إذا كان الغرض منها جلب المودة (تهادوا تحابوا) تهادَوْا أو تهادُوا؟
الطالب: تهادُوا.
طالب آخر: تهادَوْا.
الشيخ : طيب تهادَى الرجلان يتهادَيان؟
الطالب: ...
الشيخ : فإذاً تهادَوا تحابُّوا، طيب الشاهد أن قوله: (ومما رزقناهم) (رزقناهم) بمعنى أعطيناهم فالرِّزق بمعنى العطاء ومنه قوله تعالى: (( وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُوا الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ ))[النساء:8] أي أعطوهم فالرزق العطاء، وقوله: (مما رزقناهم) (مِن) هنا هل هي لبيان الجنس أو للتبعيض؟ الأوْلَى أن نجعلها لبيان الجنس، لأنّ في بعض الأحيان يكون إنفاق المال كلِّه من الأمور المحمودة فقد حث النبي عليه الصلاة والسلام ذات يوم على الصدقة فقال عمر: الآن أسبق أبا بكر. فأتى بنصف ماله، ولكن أبا بكر أتى
الطالب: بماله كله.
الشيخ : بمالِه كله، فالإنفاق إذا جعلنا (مِن) لبيان الجنس فهو أوْلَى ايش..يشمل.
الطالب: بذل المال كله.
الشيخ : يشمل بذل المال كله أو بعضه، يعني قد يكون من الخير بذلُه كله وقد يكون من الخير بذل بعضه حسب الحال الذي أُنفِق فيها، ف(مِن) الأوْلَى أن نجعلها لبيان الجنس، وقوله: (ينفقون) الإنفاق بمعنى البذل لا بمعنى الصدقة، لكن الذي أوجب للمؤلف أن يخصَّه بالصدقة لأن المقام مقام ثناء، ولكن الأولى أن نجعلَه على عمومه ونجعل (ينفقون) أي يبذلون ويُعطُون، لأنه قد يكون البذل تصدقاً خيراً، وقد يكون البذل تودداً خيراً أيضاً، قد يكون أفضل من الصدقة في بعض الأحيان، وعلى هذا نقول الأَوْلى أن نجعل الإنفاق بمعنى الإعطاء والبذل سواء كان صدقة أو كان هدية أو كان هبة، وتعرفون الفرق بين الأمور الثلاثة نبغى غانم يجيب لنا الفرق بينها وش الفرق بين الهبة والهدية والصدقة؟
الطالب: ...
الشيخ : إيه، والصدقة يتصدق عليه.
الطالب: الصدقة يتصدق على
الشيخ : على إنسان، والهبة؟ من يعرف الفرق بين الثلاثة؟
الطالب: الهدية هي إعطاء المساوي أو الأخ .. بقصد التودد، الصدقة إعطاء الأدنى بقصد الإنفاق.
الشيخ : الهبة.
الطالب: وأما الهبة إعطاء المساوي بقصد ...
الشيخ : لا، الفرق بينهما الصدقة ما أُرِيد بها وجه الله يتقرب بها إلى الله ما يهمه تقرب إليها بمعطى أم لا، والهدية ما قُصِد به التودد للمعطى يعني يريد أن يتقرب إلى المُعطى ويتقرب منه المعطى، والهِبة ما قُصِد به نفع الموهوب فقط ما قُصِد به أنه يتقرب إلى هذا الموهوب له ولا أن يتقرب إلى الله بذلك قَصَد به نفعه، فهذه تُسمى هبة وكلها محمودة في الواقع لكن هل بعضها أفضل من بعض هذا على حسب الحال.
يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة ومن إساءة أهل السوء إحسانا
فليت لي بهمو قوماً إذا ركبوا شنوا الإغارة فرسانا وركبانا
الآن لم ... يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة.
الطالب:...
الشيخ : للعكس فهنا درءُ السيئة بالحسنة ممدوح إذا كان على سبيل العِزّ، أما إذا كان على سبيل الضعف فهذا مو هو ممدوح، لو واحد جاءه قاطع طريق .. وقال: يلا هات ثيابك. فأعطيته ثيابي والعصا اللي معي في البعير وش يصير هذا؟ أو ... البعير قال: اصبر أكفيك خله أفكه هنا لك لأجل ما تتعب وأحمله على بعيري هذا طيب ولّا لا؟ هذا ما هو طيب هذا ضعف، ولهذا قال الرسول لما سأله الرجل عن إنسان يأتي ليأخذَ مالك قال: ( لا تعطه قال: أرأيت إن قاتلني، قال: قاتله ) المهم أننا نقول: (( يدرؤون بالحسنة السيئة )) منهم" الصواب أن نجعلها أعم ف(يدرئون بالحسنة السيئة) منه في معاملتهم مع الله ومن غيرهم في معاملتهم مع مَن؟ مع الخلق.
قال: (( ومما رزقناهم ينفقون )) يتصدقون" ويُهدون أيضا... لأن الهدية قد تكون محمودة إذا كان الغرض منها جلب المودة (تهادوا تحابوا) تهادَوْا أو تهادُوا؟
الطالب: تهادُوا.
طالب آخر: تهادَوْا.
الشيخ : طيب تهادَى الرجلان يتهادَيان؟
الطالب: ...
الشيخ : فإذاً تهادَوا تحابُّوا، طيب الشاهد أن قوله: (ومما رزقناهم) (رزقناهم) بمعنى أعطيناهم فالرِّزق بمعنى العطاء ومنه قوله تعالى: (( وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُوا الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ ))[النساء:8] أي أعطوهم فالرزق العطاء، وقوله: (مما رزقناهم) (مِن) هنا هل هي لبيان الجنس أو للتبعيض؟ الأوْلَى أن نجعلها لبيان الجنس، لأنّ في بعض الأحيان يكون إنفاق المال كلِّه من الأمور المحمودة فقد حث النبي عليه الصلاة والسلام ذات يوم على الصدقة فقال عمر: الآن أسبق أبا بكر. فأتى بنصف ماله، ولكن أبا بكر أتى
الطالب: بماله كله.
الشيخ : بمالِه كله، فالإنفاق إذا جعلنا (مِن) لبيان الجنس فهو أوْلَى ايش..يشمل.
الطالب: بذل المال كله.
الشيخ : يشمل بذل المال كله أو بعضه، يعني قد يكون من الخير بذلُه كله وقد يكون من الخير بذل بعضه حسب الحال الذي أُنفِق فيها، ف(مِن) الأوْلَى أن نجعلها لبيان الجنس، وقوله: (ينفقون) الإنفاق بمعنى البذل لا بمعنى الصدقة، لكن الذي أوجب للمؤلف أن يخصَّه بالصدقة لأن المقام مقام ثناء، ولكن الأولى أن نجعلَه على عمومه ونجعل (ينفقون) أي يبذلون ويُعطُون، لأنه قد يكون البذل تصدقاً خيراً، وقد يكون البذل تودداً خيراً أيضاً، قد يكون أفضل من الصدقة في بعض الأحيان، وعلى هذا نقول الأَوْلى أن نجعل الإنفاق بمعنى الإعطاء والبذل سواء كان صدقة أو كان هدية أو كان هبة، وتعرفون الفرق بين الأمور الثلاثة نبغى غانم يجيب لنا الفرق بينها وش الفرق بين الهبة والهدية والصدقة؟
الطالب: ...
الشيخ : إيه، والصدقة يتصدق عليه.
الطالب: الصدقة يتصدق على
الشيخ : على إنسان، والهبة؟ من يعرف الفرق بين الثلاثة؟
الطالب: الهدية هي إعطاء المساوي أو الأخ .. بقصد التودد، الصدقة إعطاء الأدنى بقصد الإنفاق.
الشيخ : الهبة.
الطالب: وأما الهبة إعطاء المساوي بقصد ...
الشيخ : لا، الفرق بينهما الصدقة ما أُرِيد بها وجه الله يتقرب بها إلى الله ما يهمه تقرب إليها بمعطى أم لا، والهدية ما قُصِد به التودد للمعطى يعني يريد أن يتقرب إلى المُعطى ويتقرب منه المعطى، والهِبة ما قُصِد به نفع الموهوب فقط ما قُصِد به أنه يتقرب إلى هذا الموهوب له ولا أن يتقرب إلى الله بذلك قَصَد به نفعه، فهذه تُسمى هبة وكلها محمودة في الواقع لكن هل بعضها أفضل من بعض هذا على حسب الحال.
1 - تتمة تفسير قوله تعالى : << أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرءون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون >> أستمع حفظ
الأسئلة
الطالب: يا شيخ! ايش وجه الترجيح البصريين في التجوز بالفعل.
الشيخ : لأنه يتضمن معنيين معنى.. الفعل موجود ومعنى ال.. ال... وذاك ما يتضمن إلا معنى واحداً فقط وهو تحويل معنى الحرف إلى المعنى الجديد ...
الطالب: ...؟
الشيخ : لا لا، زيادة معنى ما في شك أنه أولى.
الطالب: ما عندنا إلا فعل واحد.
الشيخ : فعل واحد يُشرَب معنى الفعل الثاني الذي يتعدى بهذا الحرف الموجود صار الجملة تدل على معنيين أكمل من.. تدل على معنى واحد.
الطالب: بس في (عيناً يشرب بها) ما عندنا .. مرة واحدة عندنا الشرب فقط.
الشيخ : إي لكن أصله الشرب قد يكون شرباً لا يروى به العبد، وقد يكون شرباً يروى به، أهل النار يشربون من الحميم شُربَ الهِيم ولا يروون وش الفائدة من الشرب؟ لكن هؤلاء يشربون من هذه العين ويروون بها فتضمنت الآن معنى الشرب ومعنى الرِّي ومن أين فهمنا معنى الرِّي؟ مِن تعدي هذا الفعل بالحرف الذي يُنَاسِب الرِّي.
الطالب: ألا يحسن أن يتعدى الفعل ...
الشيخ : هذا أنسب ما يكون، لأن الشرب يناسبه الري، ما يناسبه الشِبَع مثلاً ما يمكن أن تقول يشرب بها يعني يشبع بها...
الطالب: يرِد عليه أنه ما يتعين ..
الشيخ : لا، يرد عليه تعين .. المقام ولا بدّ يُقدَّر فعل يناسب الفعل الثاني مِثل أن يكون سبباً له أو متفرعاً عنه أوما أشبه ذلك ... المهم أن الت.. يُفيد معنيين والت.. بالحرف يفيد معنى واحد.
الطالب: ...
الشيخ : الهيم الإبل العطاش.
الطالب:....
الشيخ : لا الِهيَام نوعين هيام على الأكل وهيام على الشرب ... الذي يشرب ولا يروى سليم ولّا مريض؟
الطالب: مريض..
الشيخ : ... فيه بعض العامة يستنكر من بعض السائلين اللي يسأل ارزقني ريا يقول: هذا مشرك والعياذ بالله ... الرزق بمعنى العطاء
الشيخ : لأنه يتضمن معنيين معنى.. الفعل موجود ومعنى ال.. ال... وذاك ما يتضمن إلا معنى واحداً فقط وهو تحويل معنى الحرف إلى المعنى الجديد ...
الطالب: ...؟
الشيخ : لا لا، زيادة معنى ما في شك أنه أولى.
الطالب: ما عندنا إلا فعل واحد.
الشيخ : فعل واحد يُشرَب معنى الفعل الثاني الذي يتعدى بهذا الحرف الموجود صار الجملة تدل على معنيين أكمل من.. تدل على معنى واحد.
الطالب: بس في (عيناً يشرب بها) ما عندنا .. مرة واحدة عندنا الشرب فقط.
الشيخ : إي لكن أصله الشرب قد يكون شرباً لا يروى به العبد، وقد يكون شرباً يروى به، أهل النار يشربون من الحميم شُربَ الهِيم ولا يروون وش الفائدة من الشرب؟ لكن هؤلاء يشربون من هذه العين ويروون بها فتضمنت الآن معنى الشرب ومعنى الرِّي ومن أين فهمنا معنى الرِّي؟ مِن تعدي هذا الفعل بالحرف الذي يُنَاسِب الرِّي.
الطالب: ألا يحسن أن يتعدى الفعل ...
الشيخ : هذا أنسب ما يكون، لأن الشرب يناسبه الري، ما يناسبه الشِبَع مثلاً ما يمكن أن تقول يشرب بها يعني يشبع بها...
الطالب: يرِد عليه أنه ما يتعين ..
الشيخ : لا، يرد عليه تعين .. المقام ولا بدّ يُقدَّر فعل يناسب الفعل الثاني مِثل أن يكون سبباً له أو متفرعاً عنه أوما أشبه ذلك ... المهم أن الت.. يُفيد معنيين والت.. بالحرف يفيد معنى واحد.
الطالب: ...
الشيخ : الهيم الإبل العطاش.
الطالب:....
الشيخ : لا الِهيَام نوعين هيام على الأكل وهيام على الشرب ... الذي يشرب ولا يروى سليم ولّا مريض؟
الطالب: مريض..
الشيخ : ... فيه بعض العامة يستنكر من بعض السائلين اللي يسأل ارزقني ريا يقول: هذا مشرك والعياذ بالله ... الرزق بمعنى العطاء
فوائد قوله تعالى : << ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون >>
إن الله سبحانه وتعالى لم يُخلِ الأرض من الوحي، لأن التوصيل معناه وصل الآخِر بالثاني.
ويُستفاد منه أنّ الوحي مشتمِل على غاية البيان لأننا قلنا إن وَصَّل مُضَمَّن معنى بَيَّن.
ويستفاد منه بيان نعمة الله سبحانه وتعالى على هذه الأمة بإيصال القول إليهم (( ولقد وصلنا لهم )).
ويستفاد منه أيضا يستفاد منها أنّ الحكمة مِن الوحي هو التذكر والاتعاظ، لقوله: (( لعلهم يتذكرون )).
ويستفاد منه إثبات العِلّة في أحكام الله الكونية والشرعية وأنه ما يفعل شيئا ولا يشرعه إلا لحكمة ...
طيب قلنا: يستفاد منه تعليل أفعال الله وأحكام الله الشرعية والكونية، والذي خالف في ذلك؟
الطالب: الأشاعرة.
الشيخ : وغيرهم الجهمية هنا الأصل قالوا: أفعال الله ما.. تعلل وأحكامه لا تعلل. طيب ويستفاد
ويُستفاد منه أنّ الوحي مشتمِل على غاية البيان لأننا قلنا إن وَصَّل مُضَمَّن معنى بَيَّن.
ويستفاد منه بيان نعمة الله سبحانه وتعالى على هذه الأمة بإيصال القول إليهم (( ولقد وصلنا لهم )).
ويستفاد منه أيضا يستفاد منها أنّ الحكمة مِن الوحي هو التذكر والاتعاظ، لقوله: (( لعلهم يتذكرون )).
ويستفاد منه إثبات العِلّة في أحكام الله الكونية والشرعية وأنه ما يفعل شيئا ولا يشرعه إلا لحكمة ...
طيب قلنا: يستفاد منه تعليل أفعال الله وأحكام الله الشرعية والكونية، والذي خالف في ذلك؟
الطالب: الأشاعرة.
الشيخ : وغيرهم الجهمية هنا الأصل قالوا: أفعال الله ما.. تعلل وأحكامه لا تعلل. طيب ويستفاد
فوائد قوله تعالى : << الذين ءاتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون >>
ثم قال تعالى: (( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ )) [القصص:52] يستفاد من هذا أولاً أن اليهود والنصارى فيهم مَن آمَن بالقرآن، لقوله تعالى: (( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ )).
ويستفاد منه أيضاً: أن حُكْم الفرد قد يتناول جنسَه - ارجع اجلس في مكانك .. إبراهيم يكون ورا ما في شيء- أن حكم الفرد يتناول الجنس وش معنى هذا؟ معناه (الذين آتيناهم الكتاب من قَبله) لو نظرنا إليها وجدنا أنها عامة تشمل كُلَّ الذين أوتوا الكتاب، وهل هي عامة هل كلُّ الذين أوتوا الكتاب من قبل آمنوا بالقرآن؟ أبداً فيه نصارى بقوا على نصرانيتهم وفيه يهود بقوا على يهوديتهم ولكن مِن هؤلاء مَن آمَن، يكون معنى ذلك أننا أعطينا الجنس حكم الفرد، يعني كأنه يقال: إيمان عبد الله بن سلام وإيمان النجاشي مثلاً مهو بأن هذا اسمه عبد الله بن سلام وهذا اسمه النجاشي لكن لأنهم أُوتُوا الكتاب فهُم آمَنوا لا لِأسمائهم ولكن لِمَا علموا من كتبهم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم سيُبْعث وهذا يقتضي أن يكون كل هذا الجنس يجب أن يكون مُؤْمناً وإن لم يؤمنوا كلهم، والمهم أنه يستفاد من هذه الآية إعطاء الجنس حكمَ الفرد ما دام أن هذا الحكم سببُه يشمَل جميع الجنس مثلاً ما سبب إيمان عبد الله بن سلام؟ عِلْمُه بما في التوراة مِن صفات الرسول صلى الله عليه وسلم هذا العِلم يختَصُّ به ولا يشمل جميع اليهود؟ يشمل جميع اليهود إذاً هنا أعطينا الجنس حكم الفرد، للعلة التي تشمله وغيرَه، وإلا قد يقول قائل: ما نرى أن الذين آتيناهم الكتاب من قبلِه هم به يؤمنون ما كلهم آمنوا لكن نقول: ما آمن إلا بعضهم، لكن هذا الإيمان مِن بعضهم حمَلَه عليه العِلَّة الشاملة لجميع الجنس فنستفيد مِن هذا أننا نُعطي الجنس حكمَ الفرد إذا كان علة هذا الحكم شاملةً للجميع، إذا كانت علة هذا الحكم شاملةً للجميع فإنه يُعطَى الجنس حكم الفرد.
طيب يستفاد من هذه الآية أيضاً الثناء البالغ على الذين آمنوا بالقرآن وبالكتب السابقة، لقوله: (( هم به يؤمنون )).
ويستفاد منه أن صفةَ النبي صلى الله عليه وسلم موجودة فيما سبق مِن الكتب التوراة والإنجيل، وهذا صريح في آية الأعراف قوله: (( الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ))[الأعراف:157]إلى آخره
ويستفاد منه أيضاً: أن حُكْم الفرد قد يتناول جنسَه - ارجع اجلس في مكانك .. إبراهيم يكون ورا ما في شيء- أن حكم الفرد يتناول الجنس وش معنى هذا؟ معناه (الذين آتيناهم الكتاب من قَبله) لو نظرنا إليها وجدنا أنها عامة تشمل كُلَّ الذين أوتوا الكتاب، وهل هي عامة هل كلُّ الذين أوتوا الكتاب من قبل آمنوا بالقرآن؟ أبداً فيه نصارى بقوا على نصرانيتهم وفيه يهود بقوا على يهوديتهم ولكن مِن هؤلاء مَن آمَن، يكون معنى ذلك أننا أعطينا الجنس حكم الفرد، يعني كأنه يقال: إيمان عبد الله بن سلام وإيمان النجاشي مثلاً مهو بأن هذا اسمه عبد الله بن سلام وهذا اسمه النجاشي لكن لأنهم أُوتُوا الكتاب فهُم آمَنوا لا لِأسمائهم ولكن لِمَا علموا من كتبهم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم سيُبْعث وهذا يقتضي أن يكون كل هذا الجنس يجب أن يكون مُؤْمناً وإن لم يؤمنوا كلهم، والمهم أنه يستفاد من هذه الآية إعطاء الجنس حكمَ الفرد ما دام أن هذا الحكم سببُه يشمَل جميع الجنس مثلاً ما سبب إيمان عبد الله بن سلام؟ عِلْمُه بما في التوراة مِن صفات الرسول صلى الله عليه وسلم هذا العِلم يختَصُّ به ولا يشمل جميع اليهود؟ يشمل جميع اليهود إذاً هنا أعطينا الجنس حكم الفرد، للعلة التي تشمله وغيرَه، وإلا قد يقول قائل: ما نرى أن الذين آتيناهم الكتاب من قبلِه هم به يؤمنون ما كلهم آمنوا لكن نقول: ما آمن إلا بعضهم، لكن هذا الإيمان مِن بعضهم حمَلَه عليه العِلَّة الشاملة لجميع الجنس فنستفيد مِن هذا أننا نُعطي الجنس حكمَ الفرد إذا كان علة هذا الحكم شاملةً للجميع، إذا كانت علة هذا الحكم شاملةً للجميع فإنه يُعطَى الجنس حكم الفرد.
طيب يستفاد من هذه الآية أيضاً الثناء البالغ على الذين آمنوا بالقرآن وبالكتب السابقة، لقوله: (( هم به يؤمنون )).
ويستفاد منه أن صفةَ النبي صلى الله عليه وسلم موجودة فيما سبق مِن الكتب التوراة والإنجيل، وهذا صريح في آية الأعراف قوله: (( الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ))[الأعراف:157]إلى آخره
فوائد قوله تعالى : << وإذا يتلى عليهم قالوا ءامنا به ....................>>
ثم قال: (( وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ))[القصص:53] يُستفاد من هذه الآية أيضا زيادة الثناء على هؤلاء بأنهم يُؤمنون بكل ما يتلى عليهم هم ما آمنوا بالقرآن جملة فقط ولكن جملةً وتفصيلاً وأخذنا ذلك من قوله: (( وإذا يتلى )) و(يتلى) فعل مضارع يدل على الحدوث والاستمرار يدل على التجدد والحدوث وأن هذا شأنُهم كلما تُلِي عليهم.
ويستفاد مِنه أيضا مِن الآيات الكريمة أنهم آمنوا لا لِمُجرد الهوى ولكن آمنوا إيماناً مبنياً على اقتناع من أين يؤخذ؟ من قولهم: (( آمنا بِه إنه الحق من ربنا )) ما آمنوا هكذا تبعاً للناس ولكن آمنوا عن اقتناع (إنه الحق من ربنا) ويستفاد منه أيضا بأن القرآن مِن عند الله، لقوله: (( من ربنا )).
ويستفاد منها كمالُ عقلِ هؤلاء الذين آمنوا حيثُ عبروا هنا بالربوبية (من ربنا) دون الألوهية، لأن المقام يقتضي ذلك فإن الرب له الحُكم يحكم بما يشاء كوناً وشرعاً .. يشاء.
ويستفاد من هذا أيضا أن هؤلاء كانوا مؤمنين مسلمين منقادين للكتب السابقة لقوله: (( إنا كنا من قبله مسلمين )).
ويستفاد منه جواز ثناء المرء على نفسه بالصفات المحمودة بشرط أن يكون في ذلك مصلحة، وألا يكون فيه افتخار وعلو على الغير، لقوله: (( إنا كنا من قبله مسلمين )) وهذا أمر واقع من الرسول صلى الله عليه وسلم ومِن الصحابة ومن أهل العلم قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ) وقال ابن مسعود: " لو أعلم أن أحدا تبلغه الإبل أعلمُ بكتاب الله مني لذهبت إليه " وهذا ثناء على نفسه لكن لمصلحة، والعلماء دائما إذا كتبوا في كتاب يُثنون عليه بما يقتضي هذا الكتاب مِن أوصاف الثناء، ومعلومٌ أن الثناء على الكتاب ثناء على مصنِّفه، لو أنك أثنيت على هذا البناء وقلت: ما شاء الله هذا بناء جيد محكم وجميل، ما أثنيت عليه في الواقع أثنيتَ على الباني أي نعم، فهذه المسألة يجوز للإنسان أن يُثنِي على نفسه بصفات الحمد بشرط ألا يُريد بذلك الافتخار على غيره، والشرط الثاني أيضاً أن يكون في ذلك مصلحة، أما الشرط الأول فوجهُه ظاهر، لأنه إذا قصد بذلك الافتخار والعلو عل الناس فهذا قصد محرم، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر ) وكذلك أيضاً اشتراط أن يكون فيه مصلحة، لأنه إذا لم يكن فيه مصلحة كان لغواً من القول على أقل ما نقول فيه كان لغواً من القول لأنه ليش الإنسان يمدح نفسه بدون مصلحة إلا أنه لولا أنه يريد أن يُبرِز صفاته لِيفتخرَ بها على غيره ما فعل ذلك حتى لو قال: أنا ما أريد الفخر، نقول: إذاً لماذا؟ نعم، قال الله تعالى: (( أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ))[القصص:54] نعم.
الطالب:....
الشيخ : مصلحتُهم أنّه يحثهم على أن يأخذوا منهم.
الطالب:....
الشيخ : طيب إذا بينا أنه يحفظ كذا وكذا فأنا مثلاً قد تكون هذه الأشياء ليست عندي فأحرِص عليها أو أعرف أنه مثلا أنه أحفظ مني فأرجع إليه في المسائل، ما يُعتقد بأهل العلم لاسِيَّما المشهورين بالفضل أنه يريد بس مجرد إظهار صفاتهم الحميدة فهذا معنى ليس بسليم أبداً، لكن هم يقصِدون مصلحة والمصلحة هذه تختلف باختلاف الأحوال .
الطالب:....
الشيخ : لا، لا، الأصل أنه هذا لغو من القول إذ لا فائدة منه والرسول يقول: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) فما دام ما فيها خير ثم إنّها تؤدي إلى مفسدة لأن إذا فرضنا أن هذا الرجل مائة بالمائة ما قصده الافتخار لكن يفتح باباً لغيره يفتح بابا لآخرين يفتخِرون بذلك
ويستفاد مِنه أيضا مِن الآيات الكريمة أنهم آمنوا لا لِمُجرد الهوى ولكن آمنوا إيماناً مبنياً على اقتناع من أين يؤخذ؟ من قولهم: (( آمنا بِه إنه الحق من ربنا )) ما آمنوا هكذا تبعاً للناس ولكن آمنوا عن اقتناع (إنه الحق من ربنا) ويستفاد منه أيضا بأن القرآن مِن عند الله، لقوله: (( من ربنا )).
ويستفاد منها كمالُ عقلِ هؤلاء الذين آمنوا حيثُ عبروا هنا بالربوبية (من ربنا) دون الألوهية، لأن المقام يقتضي ذلك فإن الرب له الحُكم يحكم بما يشاء كوناً وشرعاً .. يشاء.
ويستفاد من هذا أيضا أن هؤلاء كانوا مؤمنين مسلمين منقادين للكتب السابقة لقوله: (( إنا كنا من قبله مسلمين )).
ويستفاد منه جواز ثناء المرء على نفسه بالصفات المحمودة بشرط أن يكون في ذلك مصلحة، وألا يكون فيه افتخار وعلو على الغير، لقوله: (( إنا كنا من قبله مسلمين )) وهذا أمر واقع من الرسول صلى الله عليه وسلم ومِن الصحابة ومن أهل العلم قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ) وقال ابن مسعود: " لو أعلم أن أحدا تبلغه الإبل أعلمُ بكتاب الله مني لذهبت إليه " وهذا ثناء على نفسه لكن لمصلحة، والعلماء دائما إذا كتبوا في كتاب يُثنون عليه بما يقتضي هذا الكتاب مِن أوصاف الثناء، ومعلومٌ أن الثناء على الكتاب ثناء على مصنِّفه، لو أنك أثنيت على هذا البناء وقلت: ما شاء الله هذا بناء جيد محكم وجميل، ما أثنيت عليه في الواقع أثنيتَ على الباني أي نعم، فهذه المسألة يجوز للإنسان أن يُثنِي على نفسه بصفات الحمد بشرط ألا يُريد بذلك الافتخار على غيره، والشرط الثاني أيضاً أن يكون في ذلك مصلحة، أما الشرط الأول فوجهُه ظاهر، لأنه إذا قصد بذلك الافتخار والعلو عل الناس فهذا قصد محرم، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر ) وكذلك أيضاً اشتراط أن يكون فيه مصلحة، لأنه إذا لم يكن فيه مصلحة كان لغواً من القول على أقل ما نقول فيه كان لغواً من القول لأنه ليش الإنسان يمدح نفسه بدون مصلحة إلا أنه لولا أنه يريد أن يُبرِز صفاته لِيفتخرَ بها على غيره ما فعل ذلك حتى لو قال: أنا ما أريد الفخر، نقول: إذاً لماذا؟ نعم، قال الله تعالى: (( أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ))[القصص:54] نعم.
الطالب:....
الشيخ : مصلحتُهم أنّه يحثهم على أن يأخذوا منهم.
الطالب:....
الشيخ : طيب إذا بينا أنه يحفظ كذا وكذا فأنا مثلاً قد تكون هذه الأشياء ليست عندي فأحرِص عليها أو أعرف أنه مثلا أنه أحفظ مني فأرجع إليه في المسائل، ما يُعتقد بأهل العلم لاسِيَّما المشهورين بالفضل أنه يريد بس مجرد إظهار صفاتهم الحميدة فهذا معنى ليس بسليم أبداً، لكن هم يقصِدون مصلحة والمصلحة هذه تختلف باختلاف الأحوال .
الطالب:....
الشيخ : لا، لا، الأصل أنه هذا لغو من القول إذ لا فائدة منه والرسول يقول: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) فما دام ما فيها خير ثم إنّها تؤدي إلى مفسدة لأن إذا فرضنا أن هذا الرجل مائة بالمائة ما قصده الافتخار لكن يفتح باباً لغيره يفتح بابا لآخرين يفتخِرون بذلك
فوائد قوله تعالى : << أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا...........>>
وقوله تعالى: (( أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَئونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ )) إلى آخره (( ومما رزقناهم ينفقون )) يُستفاد من هذه الآية الكريمة أن المؤمنين مِن أهل الكتاب لهم أجران: الأجر الأول الإيمان بكتابهم، والثاني الإيمان بالقرآن.
ومن فوائدها إثبات عدل الله سبحانه وتعالى حيث لم يُضيِّع أجرهم الأول بالأجر الثاني ولا الأجر الثاني بالأجر الأول.
يستفاد من ذلك أيضاً أن الثواب على قدر العمل، (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )) هؤلاء كان ثوابهم مرتين لأنهم عمِلوا مرتين.
ومن فوائد الآية أيضا إثبات الأسباب والعلل، لقوله: (( بما صبروا )).
ومن فوائدها فضيلة الصبر ما دام أن الصبرَ سبب للأجر فلا شك أنه صفة حميدة وفاضلة، نعم وأظن أننا في التفسير ذكرنا أن الصبر ينقسم إلى ثلاثةِ أقسام:
الطالب: صبر على طاعة الله وصبر عن معصية الله وصبر على أقدار الله.
الشيخ : .. وأن أفضلها أولها ثم الثاني ثم الثالث.
ويستفاد منها أيضاً أن الحسنات يذهبن السيئات، لقوله: (( ويدرؤون بالحسنة السيئة )).
ومن فوائدها أيضا أنه ينبغي مقابلة المسيء بالإحسان يعني الآية كما قُلنا عامة لدرئه سيئاتهم بحسناتهم ودرئهم سيئات غيرهم بالإحسان إليهم، وأتينا لذلك بشاهد من القرآن، ولكن هذا الدرْء ثقيل على المرء درءُ سيئات الغير بالإحسان إليه هذا ثقيل على المرء جداً ولهذا قال الله تعالى: (( وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ))[فصلت:35] أكثرُ الناس يقول: والله لأكِيلَنَّ له الصاع بالصاعين والصفعة بالصفعتين لكن الأمر ليس كذلك ((ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ -وش النتيجة؟- فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ))[فصلت:34] وشوف أتى ب(إذا) الفجائية للدلالة على أنّ هذا الأمر يتحول بسرعة، هذا العدو يتحول بسرعة يكون كأنه ولي حميم يعني صديق قريب لك، إذاً نقول إنه يستفاد منه أيش؟ أن الحسنات يذهبن السيئات وأنه ينبغي مقابلة الإساءة بالإحسان، إلا أننا ذكرنا أن هذا ينبغي أن لا يكون مظهر عجز في المرء فإن كان مظهر عجز في المرء فلا ينبغي، لأن الله يقول: (( وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ ))[الشورى:41]
الطالب:....
الشيخ : إي نعم ولو كان فاسقاً هذا بالنسبة لحقك الخاص، أما بالنسبة لحق الله لا، يعامل بما يقتضيه الشرع، نعم.
الطالب: ....
الشيخ : (إن الحسنات يذهبن السيئات) نعم ربما تُذْهِب السيئات الحسنات بالمقابلة، بطريق المقابلة، لأن الحسنات والسيئات تُوزَن يوم القيامة فإذا رَجَح أحدهما صار الحكم له.
ويستفاد من هذه الآية أيضاً فضيلة الإنفاق من رزق الله (( ومما رزقناهم )).
ويستفاد منه أيضا أن المنفِق لم يُنفِق مِما صنعه أو اكتسبه بنفسه ولكن ينفِق من أين ؟ مِن رزق الله فالله هو الذي رزقك وهو الذي أمرك، فأنت في الحقيقة خادم عبد متصرِّف حسبَ أمر سيدك، قال لك: اكتسِب فاكتسبت قال لك: أنفِق فأنفقْت.
طيب قوله (ومما رزقناهم ينفقون) كيف نجمع بين ما هنا وبين قولِه في وصفِ عباد الرحمن (( وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ))[الفرقان:67] وبين قولِه: (( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ))[الإسراء:29] نقول: نَجمَع بينهما بأنّ غالبَ أحوال الناس ألا ينفقوا جميع أموالهم لأن إنفاق جميع المال قد يكون مضراً بهم، لكن في بعض الأحيان يكون إنفاق جميع المال محموداً فلهذا قال: (لا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك) فلا تنفق (ولا تبسطها كل البسط) فتنفِق كل ما عندك، لكن النصوص الأخرى تدل على أنّ المسألة مبنية على أي شيء؟ على تغيِّر الحكم بتغيِّر الأحوال، فقد يكون الأفضل إنفاق جميع المال وقد يكون مِن الأفضل إنفاق بعضه.
ويستفاد من الآية الكريمة أيضاً قوله: (( ومما رزقناهم ينفقون )) أنّ الإنفاق مِن رزق الله تبارك وتعالى محمود، والرزق كما عرفنا في باب العقيدة الرزق ما ينفع من حلال وضدِّه يقول ..: والرزق ما ينفع من حلال وضدِّه، وهو وش ضدُّه؟ الحرام فهل يُحمد الإنسان إذا أنفق مِن حرام؟ لا، لأنه ما يُثاب عليه والواجب عليه أنه يرد الشيء ويتخلص منه هذا الواجب عليه، لكن المراد هنا الرزق الذي يُحمد على الإنفاق منه إذا كان زرقاً حلالا، أما مَن اكتسب شيئاً حراماً فإن النبي عليه الصلاة والسلام أخبر بِأنه إن أنفقه لم يُبَارك لَه فيه، وإن تصدق به لم يُقبَل منه، وإن خَلَّفه كان زاده إلى النار، وهذا يدل على أن الإنفاق من المحرم لا ينفع المرء، لكن ينفعه متى؟ إذا أنفقه يريد التخلص منه فإنه ينفعه بمعنى أنَّه لا يلحقه شيء من جَرَّاءِه، وينفعه، لأن إنفاقه للتخلص منه توبة والتوبة تنفع العبد، فمثلاً إذا كان إنسان عنده مائة ألف درهم اكتسبها من حرام وأنفقها للتخلص منها هل يُعطى أجر من تصدق بها؟ لا، لكن يُعطى أجرا على التوبةِ من هذا الذنب الذي فعله وأما .... لكن لو أنه اكتسبها من حلال وأنفقها أُعْطِيَ الأجر بقدرها وعلى حسب المضاعفة التي جاء بها النص.
قال الله تبارك تعالى-نبتدأ درس اليوم (( وإذا سمعوا اللغو )) نعم؟
الطالب:.....
الشيخ : إذا كان، ما يفيد الإنسان، لأن العاجز ترك الشيء لعجزه عنه ....ولهذا قال الله تعالى: (( وكان الله عفواً قديراً )) فمدح نفسه بأنه عافٍ مع القدرة، أما من عفا لعجزِه وش الفائدة؟ واحد مثلاً يضربه جندي وهو ما يقدر يقاتل الجندي، يقول:.. جزاك الله خير، الله يحسن إليك. نعم، هذا عاجز لكن لو يضربه واحد من ... وش يسوي له؟ يمكن يعطيه عن الصاع صاعين
ومن فوائدها إثبات عدل الله سبحانه وتعالى حيث لم يُضيِّع أجرهم الأول بالأجر الثاني ولا الأجر الثاني بالأجر الأول.
يستفاد من ذلك أيضاً أن الثواب على قدر العمل، (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )) هؤلاء كان ثوابهم مرتين لأنهم عمِلوا مرتين.
ومن فوائد الآية أيضا إثبات الأسباب والعلل، لقوله: (( بما صبروا )).
ومن فوائدها فضيلة الصبر ما دام أن الصبرَ سبب للأجر فلا شك أنه صفة حميدة وفاضلة، نعم وأظن أننا في التفسير ذكرنا أن الصبر ينقسم إلى ثلاثةِ أقسام:
الطالب: صبر على طاعة الله وصبر عن معصية الله وصبر على أقدار الله.
الشيخ : .. وأن أفضلها أولها ثم الثاني ثم الثالث.
ويستفاد منها أيضاً أن الحسنات يذهبن السيئات، لقوله: (( ويدرؤون بالحسنة السيئة )).
ومن فوائدها أيضا أنه ينبغي مقابلة المسيء بالإحسان يعني الآية كما قُلنا عامة لدرئه سيئاتهم بحسناتهم ودرئهم سيئات غيرهم بالإحسان إليهم، وأتينا لذلك بشاهد من القرآن، ولكن هذا الدرْء ثقيل على المرء درءُ سيئات الغير بالإحسان إليه هذا ثقيل على المرء جداً ولهذا قال الله تعالى: (( وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ))[فصلت:35] أكثرُ الناس يقول: والله لأكِيلَنَّ له الصاع بالصاعين والصفعة بالصفعتين لكن الأمر ليس كذلك ((ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ -وش النتيجة؟- فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ))[فصلت:34] وشوف أتى ب(إذا) الفجائية للدلالة على أنّ هذا الأمر يتحول بسرعة، هذا العدو يتحول بسرعة يكون كأنه ولي حميم يعني صديق قريب لك، إذاً نقول إنه يستفاد منه أيش؟ أن الحسنات يذهبن السيئات وأنه ينبغي مقابلة الإساءة بالإحسان، إلا أننا ذكرنا أن هذا ينبغي أن لا يكون مظهر عجز في المرء فإن كان مظهر عجز في المرء فلا ينبغي، لأن الله يقول: (( وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ ))[الشورى:41]
الطالب:....
الشيخ : إي نعم ولو كان فاسقاً هذا بالنسبة لحقك الخاص، أما بالنسبة لحق الله لا، يعامل بما يقتضيه الشرع، نعم.
الطالب: ....
الشيخ : (إن الحسنات يذهبن السيئات) نعم ربما تُذْهِب السيئات الحسنات بالمقابلة، بطريق المقابلة، لأن الحسنات والسيئات تُوزَن يوم القيامة فإذا رَجَح أحدهما صار الحكم له.
ويستفاد من هذه الآية أيضاً فضيلة الإنفاق من رزق الله (( ومما رزقناهم )).
ويستفاد منه أيضا أن المنفِق لم يُنفِق مِما صنعه أو اكتسبه بنفسه ولكن ينفِق من أين ؟ مِن رزق الله فالله هو الذي رزقك وهو الذي أمرك، فأنت في الحقيقة خادم عبد متصرِّف حسبَ أمر سيدك، قال لك: اكتسِب فاكتسبت قال لك: أنفِق فأنفقْت.
طيب قوله (ومما رزقناهم ينفقون) كيف نجمع بين ما هنا وبين قولِه في وصفِ عباد الرحمن (( وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ))[الفرقان:67] وبين قولِه: (( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ))[الإسراء:29] نقول: نَجمَع بينهما بأنّ غالبَ أحوال الناس ألا ينفقوا جميع أموالهم لأن إنفاق جميع المال قد يكون مضراً بهم، لكن في بعض الأحيان يكون إنفاق جميع المال محموداً فلهذا قال: (لا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك) فلا تنفق (ولا تبسطها كل البسط) فتنفِق كل ما عندك، لكن النصوص الأخرى تدل على أنّ المسألة مبنية على أي شيء؟ على تغيِّر الحكم بتغيِّر الأحوال، فقد يكون الأفضل إنفاق جميع المال وقد يكون مِن الأفضل إنفاق بعضه.
ويستفاد من الآية الكريمة أيضاً قوله: (( ومما رزقناهم ينفقون )) أنّ الإنفاق مِن رزق الله تبارك وتعالى محمود، والرزق كما عرفنا في باب العقيدة الرزق ما ينفع من حلال وضدِّه يقول ..: والرزق ما ينفع من حلال وضدِّه، وهو وش ضدُّه؟ الحرام فهل يُحمد الإنسان إذا أنفق مِن حرام؟ لا، لأنه ما يُثاب عليه والواجب عليه أنه يرد الشيء ويتخلص منه هذا الواجب عليه، لكن المراد هنا الرزق الذي يُحمد على الإنفاق منه إذا كان زرقاً حلالا، أما مَن اكتسب شيئاً حراماً فإن النبي عليه الصلاة والسلام أخبر بِأنه إن أنفقه لم يُبَارك لَه فيه، وإن تصدق به لم يُقبَل منه، وإن خَلَّفه كان زاده إلى النار، وهذا يدل على أن الإنفاق من المحرم لا ينفع المرء، لكن ينفعه متى؟ إذا أنفقه يريد التخلص منه فإنه ينفعه بمعنى أنَّه لا يلحقه شيء من جَرَّاءِه، وينفعه، لأن إنفاقه للتخلص منه توبة والتوبة تنفع العبد، فمثلاً إذا كان إنسان عنده مائة ألف درهم اكتسبها من حرام وأنفقها للتخلص منها هل يُعطى أجر من تصدق بها؟ لا، لكن يُعطى أجرا على التوبةِ من هذا الذنب الذي فعله وأما .... لكن لو أنه اكتسبها من حلال وأنفقها أُعْطِيَ الأجر بقدرها وعلى حسب المضاعفة التي جاء بها النص.
قال الله تبارك تعالى-نبتدأ درس اليوم (( وإذا سمعوا اللغو )) نعم؟
الطالب:.....
الشيخ : إذا كان، ما يفيد الإنسان، لأن العاجز ترك الشيء لعجزه عنه ....ولهذا قال الله تعالى: (( وكان الله عفواً قديراً )) فمدح نفسه بأنه عافٍ مع القدرة، أما من عفا لعجزِه وش الفائدة؟ واحد مثلاً يضربه جندي وهو ما يقدر يقاتل الجندي، يقول:.. جزاك الله خير، الله يحسن إليك. نعم، هذا عاجز لكن لو يضربه واحد من ... وش يسوي له؟ يمكن يعطيه عن الصاع صاعين
قال الله تعالى : << و إذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه و قالوا لنآ أعمالنا و لكم أعمالكم سلام عليكم لانبتغي الجاهلين >>
قال: (( وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه )) (إذا سمعوا) يجب أن نعرف الفرق بين (سمِع) و(استمع) فالسامِع هو الذي أدرك الصوت بدون قصد، والمستمِع هو الذي أدركه بقصْد أدرك الصوت بقَصْد، ولهذا نقول: يُسَن سجود التلاوة لمن؟ للمستمع دون السامع، فهنا قال: (( إذا سمعوا اللغو )) دل على أن هؤلاء القول لا يستمعون إليه ولكن يسمعونَه فقوله تعالى: (( وإذا مروا باللغو مروا كراما )) مروا به ما يجلسون عنده لكن إذا مروا به، هؤلاء أيضا (إذا سمعوا اللغو) يقول المؤلف:" الشتم والأذى من الكفار" أيضاً هذا تخصيص لِما هو أعم فإنّ اللغو يشمل ما قاله المؤلف الشتم والأذى، ويشمل أيضاً كلَّ كلام لا خيرَ فيه سواء كان فيه شر أم لم يكن فإنه مِن اللغو، فهؤلاء في غاية ما يكون من الِجد وحفظ الوقت لا يستمعون إلى كلامٍ لغو، والله تبارك وتعالى مدح الذين لا يستمِعون اللغو والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) فليقل خيراً، والمقابل للخير الشر وما لا خير فيه ولا شر وهو اللغو، فالأصح أنه يشمل (إذا سمعوا اللغو) يشمل كلَّ كلام لا خير فيه سواءٌ كان فيه أذية وشر أم لم يكن (إذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه) بأبدانِهم، أو بأبدانهم وقلوبهم، أو بقلوبِهم فقط، الأصل القلوب لكن قد تشمل الأبدان أيضاً بحيث إذا سمعوا كلاماً لا خير فيه قاموا وتركوا المكان حتى لو ما كان حرام ولو كان غير حرام، أما إعراض البدن مع إقبال القلب فهذا ينفع؟ ما ينفع فالمقام هنا أربعة أنواع المقام عند اللغو أربعة أنواع: تارة يقبِل عليه بجسمِه وقلبه فحينئذ يكون مشاركاً لأهله، وتارة يعرِض عنه بجسمه وقلبه بحيث ما يستمع إليه ... وتارة يعرض بقلبه دون جسمه وتارة يعرض بجسمه دون قلبه، والتركيز هنا على أي شيء الإعراض بالقلب.
(( أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم )) كأنه يقول: إذا قيل لهم: ليش تقومون؟ لِماذا لا ترُدُّون لماذا لا تنصَاعون لأذاهم، يقولون: (لنا أعمالنا ولكم أعمالكم) فنحن لا نُسأل عما تعملون وأنتم لا تُسألون عما نعمَل، ولا نوافقكم على هذا العمل، وليس يعنى ذلك أنهم لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر، لأن الكلام هنا عن اللغو وهو الكلام المنافي للخير، أما المنكر فإنهم لا شك أنهم ينهون عنه ويأمرون بالمعروف.
(( سلام عليكم )) يسلِّمون عليهم سلام تحية ولّا سلام غير تحية؟ المؤلف يقول:" سلام متاركة " أي سلِمْتم مِنا من الشتم وغيره، وليس يسلمون سلام تحية، فهم إذا سمعوا اللغو أعرضوا وقاموا وقالوا لهؤلاء: سلام عليكم، يعني سلام عليكم مِنَّا مو مِن الله، سلام عليكم مِنَّا فأنتم سالمون لا نقابِلُكم بِما تفعلون بنا، وهذا من المؤلف بناء على أن المراد بقوله اللغو يعني الأذى والشتم من الكفار، أما إذا قلنا بالعموم فإنه يحتَمِل أن يكون المراد بالسلام هنا سلام من الله أي سلام تحية، لأنه يشرع لِمن قام مِن مجلس أن يُسَلم، ويحتمل أن يكون سلام متاركة، وإن شئنا جعلناه موزعاً فقلنا: إن قلنا باللغو إنه الشتم والأذى فالسلام هنا سلام متاركة .. أنكم سالمون منا ونحن سالمون منكم، وإذا قلنا أن المراد باللغو في هذا الكلام الذي لا خير فيه وإن لم يكُن سباً ولا شتماً فهو سلام تحِية، لأن هؤلاء لم يسِيئوا إلى المعرضين حتى يقولوا لهم: سلام عليكم منا، وهذا أيضا جائز أن نحمل السلام أي معنى السلام هل هو متاركة أو سلام تحية على معنى اللغو
الطالب: ...
الشيخ : مثله قال: (( لا نبتغي الجاهلين )) لا نصحبهم" وهذا التفسير مِن المؤلف قاصر أظنه قاصر.. توافقوني على هذا ولّا لا؟ (لا نبتغي الجاهلين) يقول: "لا نصحبهم" ولو كان الأمر كذلك لقال: لا نصحب الجاهلين، لكن (لا نبتغي الجاهلين) الابتغاء بمعنى الطلب (( يبتغون فضلا من الله ورضوانا )) أي يطلبون، فمعنى (لا نبتغي) لا نطلب، وإذا انتفى طلب الجاهلين فانتفاء صحبتِهم؟
الطلبة: من باب أولى.
الشيخ : من باب أَولى، تقولون هذا لأن هذا اسطوانة دائما نقولها ولّا تقولونها على اقتناع؟
الطالب: ...
الشيخ : إذا انتفى طلب الجاهلين انتفت الصحبة من باب أَولى لأنهم ما يطلبون الجاهلي ولا يدوِّرونهم فضلا عن كونهم إذا وجدوهم صحِبوهم فأيهما أبلغ تفسير المؤلف أو ظاهر الآية؟ ظاهر الآية أَولى وأبلغ يعني: نحن لا نطلب جاهلين فضلاً عن صحبتهم، وذلك لأنهم ذووا علم وبصيرةـ والإنسان ذوي العلم والبصيرة ما يطلب الجاهلين فيكون معهم بل لا يصحبون إلا الأخيار ذوي العلم والمروءة والشرف والدين، أما الجاهلين فإنهم لا يبتغونهم ولا يطلبونهم ولا يريدونهم أيضا، والجاهل هنا المُراد به السفيه أو من ليس بعالم؟ السفيه، المراد به السفيه حتى لو كان عالماً، لأنه إذا أساء التصرف ولو كان عالما فهو بمنزلة الجاهل بل أشد مِن الجاهل، لأن مَن خالف عن عِلم أشد مِمن خالف عن جهل، ويُسمى مَن خالف عن علم يسمى سفيهاً ويسمى جاهلا مركبا نعم إذا ادعى أنه يعلم، بخلاف الإنسان الجاهل الذي لم يأتِه العلم أصلا فإن هذا قد يستقِيم إذا عَلِم طيب إذاً الجاهلون هنا ليسوا مَن لا يعلمون بل السفهاء، وإذا قال قائل: ما الذي يدل على أن الجهل يأتي بمعنى السَفه؟ قلنا: قوله تعالى: (( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ))[النساء:17] فإن قوله: (بجهالة) لا شك أن المراد بِسفه، لأن مَن يعمل السوء جاهلا بغير علم هذا لا ذنب عليه حتى نقول إنه يتوب، فالجهل هنا بمعنى السفه (لا نبتغي الجاهلين) أي السفهاء الذين يعملون بجهالة، طيب الجاهل اللي غير عالم هل يبتغيه المرء؟ ربما يبتغيه يطبه لأجل يعلمه رُبما يطلبُه لِيعلِّمه، ما دام جاهل ولهذا الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعرِض نفسَه على القبائل في موسم الحج يجي إلى قبيلة يأخذ عليهم ويدعوهم إلى الله فهو يطلب هؤلاء الجهال لِيعلِّمهم، لكن المراد بالجهل هنا هو السفه، لأن السفيه فعلُه في الحقيقة كفعل الجاهل تماما، إذ أنه يخالف الحق ولا يعمل به لكنه أشد من الجاهل، لأنه غير معذور، و.... طيب نحن الآن وإياكم نقرأ مثل هذه الصفات فهل المراد أن نقرأها للعلم ولا للعمل؟ للعلم والعمل، لأن بعض الصحابة رضى الله عنهم أنه يتعلم .. آيات تعلموها وما فيها من العلم والعمل، وأكثر الناس إذا قرأ مثل هذه الآيات قال: ... ما أحسن صفاتهم وما أجمل أفعالهم وهذا غاية ما يستفيد من الآية، ولكن هذا ما يكفي المقصود من ذِكر هذه الأوصاف الحميدة سواءٌ كانت عن سبيل الإخبار عن الحال أو عن سبيل القصص الغرض منها هو الاعتبار أن الإنسان يعتبِر بما حَصل (( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب )) ونسأل الله أن يعيننا جميعا على فهم كتابه وعلى العمل به.
على مَن أعرض عن اللغو،
(( أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم )) كأنه يقول: إذا قيل لهم: ليش تقومون؟ لِماذا لا ترُدُّون لماذا لا تنصَاعون لأذاهم، يقولون: (لنا أعمالنا ولكم أعمالكم) فنحن لا نُسأل عما تعملون وأنتم لا تُسألون عما نعمَل، ولا نوافقكم على هذا العمل، وليس يعنى ذلك أنهم لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر، لأن الكلام هنا عن اللغو وهو الكلام المنافي للخير، أما المنكر فإنهم لا شك أنهم ينهون عنه ويأمرون بالمعروف.
(( سلام عليكم )) يسلِّمون عليهم سلام تحية ولّا سلام غير تحية؟ المؤلف يقول:" سلام متاركة " أي سلِمْتم مِنا من الشتم وغيره، وليس يسلمون سلام تحية، فهم إذا سمعوا اللغو أعرضوا وقاموا وقالوا لهؤلاء: سلام عليكم، يعني سلام عليكم مِنَّا مو مِن الله، سلام عليكم مِنَّا فأنتم سالمون لا نقابِلُكم بِما تفعلون بنا، وهذا من المؤلف بناء على أن المراد بقوله اللغو يعني الأذى والشتم من الكفار، أما إذا قلنا بالعموم فإنه يحتَمِل أن يكون المراد بالسلام هنا سلام من الله أي سلام تحية، لأنه يشرع لِمن قام مِن مجلس أن يُسَلم، ويحتمل أن يكون سلام متاركة، وإن شئنا جعلناه موزعاً فقلنا: إن قلنا باللغو إنه الشتم والأذى فالسلام هنا سلام متاركة .. أنكم سالمون منا ونحن سالمون منكم، وإذا قلنا أن المراد باللغو في هذا الكلام الذي لا خير فيه وإن لم يكُن سباً ولا شتماً فهو سلام تحِية، لأن هؤلاء لم يسِيئوا إلى المعرضين حتى يقولوا لهم: سلام عليكم منا، وهذا أيضا جائز أن نحمل السلام أي معنى السلام هل هو متاركة أو سلام تحية على معنى اللغو
الطالب: ...
الشيخ : مثله قال: (( لا نبتغي الجاهلين )) لا نصحبهم" وهذا التفسير مِن المؤلف قاصر أظنه قاصر.. توافقوني على هذا ولّا لا؟ (لا نبتغي الجاهلين) يقول: "لا نصحبهم" ولو كان الأمر كذلك لقال: لا نصحب الجاهلين، لكن (لا نبتغي الجاهلين) الابتغاء بمعنى الطلب (( يبتغون فضلا من الله ورضوانا )) أي يطلبون، فمعنى (لا نبتغي) لا نطلب، وإذا انتفى طلب الجاهلين فانتفاء صحبتِهم؟
الطلبة: من باب أولى.
الشيخ : من باب أَولى، تقولون هذا لأن هذا اسطوانة دائما نقولها ولّا تقولونها على اقتناع؟
الطالب: ...
الشيخ : إذا انتفى طلب الجاهلين انتفت الصحبة من باب أَولى لأنهم ما يطلبون الجاهلي ولا يدوِّرونهم فضلا عن كونهم إذا وجدوهم صحِبوهم فأيهما أبلغ تفسير المؤلف أو ظاهر الآية؟ ظاهر الآية أَولى وأبلغ يعني: نحن لا نطلب جاهلين فضلاً عن صحبتهم، وذلك لأنهم ذووا علم وبصيرةـ والإنسان ذوي العلم والبصيرة ما يطلب الجاهلين فيكون معهم بل لا يصحبون إلا الأخيار ذوي العلم والمروءة والشرف والدين، أما الجاهلين فإنهم لا يبتغونهم ولا يطلبونهم ولا يريدونهم أيضا، والجاهل هنا المُراد به السفيه أو من ليس بعالم؟ السفيه، المراد به السفيه حتى لو كان عالماً، لأنه إذا أساء التصرف ولو كان عالما فهو بمنزلة الجاهل بل أشد مِن الجاهل، لأن مَن خالف عن عِلم أشد مِمن خالف عن جهل، ويُسمى مَن خالف عن علم يسمى سفيهاً ويسمى جاهلا مركبا نعم إذا ادعى أنه يعلم، بخلاف الإنسان الجاهل الذي لم يأتِه العلم أصلا فإن هذا قد يستقِيم إذا عَلِم طيب إذاً الجاهلون هنا ليسوا مَن لا يعلمون بل السفهاء، وإذا قال قائل: ما الذي يدل على أن الجهل يأتي بمعنى السَفه؟ قلنا: قوله تعالى: (( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ))[النساء:17] فإن قوله: (بجهالة) لا شك أن المراد بِسفه، لأن مَن يعمل السوء جاهلا بغير علم هذا لا ذنب عليه حتى نقول إنه يتوب، فالجهل هنا بمعنى السفه (لا نبتغي الجاهلين) أي السفهاء الذين يعملون بجهالة، طيب الجاهل اللي غير عالم هل يبتغيه المرء؟ ربما يبتغيه يطبه لأجل يعلمه رُبما يطلبُه لِيعلِّمه، ما دام جاهل ولهذا الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعرِض نفسَه على القبائل في موسم الحج يجي إلى قبيلة يأخذ عليهم ويدعوهم إلى الله فهو يطلب هؤلاء الجهال لِيعلِّمهم، لكن المراد بالجهل هنا هو السفه، لأن السفيه فعلُه في الحقيقة كفعل الجاهل تماما، إذ أنه يخالف الحق ولا يعمل به لكنه أشد من الجاهل، لأنه غير معذور، و.... طيب نحن الآن وإياكم نقرأ مثل هذه الصفات فهل المراد أن نقرأها للعلم ولا للعمل؟ للعلم والعمل، لأن بعض الصحابة رضى الله عنهم أنه يتعلم .. آيات تعلموها وما فيها من العلم والعمل، وأكثر الناس إذا قرأ مثل هذه الآيات قال: ... ما أحسن صفاتهم وما أجمل أفعالهم وهذا غاية ما يستفيد من الآية، ولكن هذا ما يكفي المقصود من ذِكر هذه الأوصاف الحميدة سواءٌ كانت عن سبيل الإخبار عن الحال أو عن سبيل القصص الغرض منها هو الاعتبار أن الإنسان يعتبِر بما حَصل (( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب )) ونسأل الله أن يعيننا جميعا على فهم كتابه وعلى العمل به.
على مَن أعرض عن اللغو،
7 - قال الله تعالى : << و إذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه و قالوا لنآ أعمالنا و لكم أعمالكم سلام عليكم لانبتغي الجاهلين >> أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : << وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه................ >>
لقوله: (( وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه )) وثانياً أنه ينبغي الإعراض عن اللغو وهو الكلام الذي لا فائدة فيه ولا خير فيه والفعل يقاس عليه ولّا لا؟ يُقاسُ عليه فلا ينبغي للإنسان أن يُمضي وقته في أفعال لا خيرَ فيها، واعلم أن الخيرية ذاتية وعرَضية بمعنى أنه قد يكون الشيء خيراً في ذاته، وقد يكون خيرا لغيره لعارض يعرِض له، فمثلاً الصلاة خيرها ذاتي والسعيُ إليها خيرُه عرَضي، لأن مجرد المشي ليس بقربة حتى يكون وسيلة إلى قربى أخرى، فعلى هذا لو أن الإنسان تحدث بحديث ليس مِن الذكر ولا مِن العلم ولا من الأمر بالمعروف ولا من النهي عن المنكر لكنّه حديث يقصِد به إدخال السرور على مُجالسيه يكون خير هذا ولّا لا؟ نعم يكون خيراً لكنه ليس خيرا ذاتيا بهذا الكلام بل هو خيرٌ عرضي أي عرض له بسبب القصد الحسن فيه، وهذا في الحقيقة على هذا التقدير.
اضيفت في - 2007-08-13