تفسير سورة القصص-09b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة الفوائد : << و إذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه و قالوا لنآ أعمالنا و لكم أعمالكم سلام عليكم لانبتغي الجاهلين >>
واضح؟ ولاحِظوا أيضاً إنه لا سواء بين الخير العرَضي والخير الذاتي، لأنّ الخير العرضي يفقِد خيره إذا زال السبب، والخير الذاتي خيره ثابت دائم، إذاً نقول يستفاد منه أن ترك اللغو مما يُثنى عليه ذكرنا هذا نعم، الثناء على ترك اللغو.
الطالب:....
الشيخ : أي نعم،... ما دُمْنا قُلنا: أنه خير عرضي فهذا إذا انتهى وزال السبب الذي من أجله تحدث يكون الباقي لغواً ما فيه فائدة يكون من الأحسن تركه ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ).
الطالب: .... جلسات أخرى.
الشيخ : في نفسِ هذه الجلسة، أما في الجَلَسات الأخرى فكل جَلَسة لها حكمها، لكن حتى بالنسبة لهذه الجلسة إذا زال السبب الذي من أجله أتحدث إليهم ذهبت الخيرية، فيمكن أن ينتقل بهم إلى حديث آخر مفيد أو نحو ذلك، والإنسان الحقيقة البصير يستطيع ... ومِن أحسن ما يكون أن بعض الأقوام إذا صحِبوا أحداً ربما يوجه إليه أسئلة مفيدة مثلاً في الدين مثلاً لأجل أنه يشغل الناس عن الكلام اللغو الذي لا فائدة منه ويشدُّهم أيضا إلى البحث لأنه قد يكون عند الإنسان سؤال ناسيه وإذا انفتح الباب تذَكَّره هذا من أحسن ما يكون، لاسِيَّما طلبة العلم الذي ينبغي أن يكونوا مفيدين للناس في جلساتهم، يعني فلا ينبغي أن طالب العلم تكون جلسته مثل جلسة العامي بل يحرِص على الفائدة ما أمكن.
ويستفاد من الآيات الكريمة أنه ينبغي التبرؤ من أصحاب اللغو وعدم مجالستهم، لقولهم: (( لنا أعمالنا ولكم أعمالكم )).كذا.
ويستفاد منه: مشروعية السلام عند الانصراف، لقوله: (( سلام عليكم )) وهذا يتوجه على تفسير المؤلف لها ولّا لا؟ لا، ..طيب لأن معنى كلام المؤلف ما يستقيم هذه الفائدة على تفسير المؤلف إذ أنه يرى أن السلام هنا سلام مُتَارَكَة لا سلام تحية وعلى هذا فلا تُؤخذ هذه الفائدة، وهو إنما حمله على سلام المتاركة بناءً على تفسيره اللغو بأنّه الشتم والقذف، والحقيقة أن هذا تفسير ناقص، لأن السب والشتم قد لا يُقال أنه لغو فقط بل لغو وعدوان، فهو أخص من كونه لغواً.
الفائدة هذه..من مشروعية السلام لأنه حِنَّا رجحنا أنه عام.
الطالب: تخالف ... ؟
الشيخ : ما تخالف الآية، لأن قال: وإذا سمعوا اللغو الكلام اللي لا خير فيه واللي فيه الشر، والكلام الذي لا خير فيه يمكن... الإنسان عنهم ويقول السلام عليكم سلام تحية لأنه مو محرم.
ومن فوائد الآية أنه لا ينبغي للعاقل طلب السفهاء فضلاً عن الجلوس معهم، لقوله: (( لا نبتغي الجاهلين )) لأنّ طلبهم في الحقيقة يؤدي إلى الجلوس معهم، والجلوس مع الجاهلين إثم كما قال الله تعالى: (( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ))[الأنعام:68] فلا ينبغي للإنسان أن يتطلب أهل السفه ويجلس إليهم أو على الأقل يأنس بما يفعلون فإن هذا من الصفات التي ليس عليها أهل الخير والإيمان
الطالب:....
الشيخ : أي نعم،... ما دُمْنا قُلنا: أنه خير عرضي فهذا إذا انتهى وزال السبب الذي من أجله تحدث يكون الباقي لغواً ما فيه فائدة يكون من الأحسن تركه ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ).
الطالب: .... جلسات أخرى.
الشيخ : في نفسِ هذه الجلسة، أما في الجَلَسات الأخرى فكل جَلَسة لها حكمها، لكن حتى بالنسبة لهذه الجلسة إذا زال السبب الذي من أجله أتحدث إليهم ذهبت الخيرية، فيمكن أن ينتقل بهم إلى حديث آخر مفيد أو نحو ذلك، والإنسان الحقيقة البصير يستطيع ... ومِن أحسن ما يكون أن بعض الأقوام إذا صحِبوا أحداً ربما يوجه إليه أسئلة مفيدة مثلاً في الدين مثلاً لأجل أنه يشغل الناس عن الكلام اللغو الذي لا فائدة منه ويشدُّهم أيضا إلى البحث لأنه قد يكون عند الإنسان سؤال ناسيه وإذا انفتح الباب تذَكَّره هذا من أحسن ما يكون، لاسِيَّما طلبة العلم الذي ينبغي أن يكونوا مفيدين للناس في جلساتهم، يعني فلا ينبغي أن طالب العلم تكون جلسته مثل جلسة العامي بل يحرِص على الفائدة ما أمكن.
ويستفاد من الآيات الكريمة أنه ينبغي التبرؤ من أصحاب اللغو وعدم مجالستهم، لقولهم: (( لنا أعمالنا ولكم أعمالكم )).كذا.
ويستفاد منه: مشروعية السلام عند الانصراف، لقوله: (( سلام عليكم )) وهذا يتوجه على تفسير المؤلف لها ولّا لا؟ لا، ..طيب لأن معنى كلام المؤلف ما يستقيم هذه الفائدة على تفسير المؤلف إذ أنه يرى أن السلام هنا سلام مُتَارَكَة لا سلام تحية وعلى هذا فلا تُؤخذ هذه الفائدة، وهو إنما حمله على سلام المتاركة بناءً على تفسيره اللغو بأنّه الشتم والقذف، والحقيقة أن هذا تفسير ناقص، لأن السب والشتم قد لا يُقال أنه لغو فقط بل لغو وعدوان، فهو أخص من كونه لغواً.
الفائدة هذه..من مشروعية السلام لأنه حِنَّا رجحنا أنه عام.
الطالب: تخالف ... ؟
الشيخ : ما تخالف الآية، لأن قال: وإذا سمعوا اللغو الكلام اللي لا خير فيه واللي فيه الشر، والكلام الذي لا خير فيه يمكن... الإنسان عنهم ويقول السلام عليكم سلام تحية لأنه مو محرم.
ومن فوائد الآية أنه لا ينبغي للعاقل طلب السفهاء فضلاً عن الجلوس معهم، لقوله: (( لا نبتغي الجاهلين )) لأنّ طلبهم في الحقيقة يؤدي إلى الجلوس معهم، والجلوس مع الجاهلين إثم كما قال الله تعالى: (( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ))[الأنعام:68] فلا ينبغي للإنسان أن يتطلب أهل السفه ويجلس إليهم أو على الأقل يأنس بما يفعلون فإن هذا من الصفات التي ليس عليها أهل الخير والإيمان
1 - تتمة الفوائد : << و إذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه و قالوا لنآ أعمالنا و لكم أعمالكم سلام عليكم لانبتغي الجاهلين >> أستمع حفظ
قال الله تعالى : << إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشآء و هو أعلم بالمهتدين >>
ثم قال الله تعالى: (( إنك لا تهدي من أحببت )) قال المؤلف:" ونزل في حرصه صلى الله عليه وسلم على إيمان عمه أبي طالب"، أبو طالب هو أبو علي t وهذا العم آوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ودافع عنه وناصره ولكن والعياذ بالله حِيل بينه وبين الإيمان بسبب ما كتب الله له من الشقاوة، وفيه حكمة عظيمة عدمُ إيمانه لأنه لو آمن ما تمكن من الدفاع الذي حصل منه للرسول صلى الله عليه وسلم إذ لو آمن لكان هو محلَ إيذاء للمشركين لكن لمَّا بقي على ملتهم كانوا يحترمونه بعض الاحترام فكان في بقائه على الكفر مِن حكمة الله ما هو ظاهرٌ، وإلا ما استطاع أن يحمي الرسول عليه الصلاة والسلام تلك الحماية، وهذا الرجل له فضل على الإسلام بسبب دفاعه عنه ولهذا أذن الله لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يشفع له، مع أن غيره من الكفار ما يمكن يشفع لأحد، ما شُفِع ولن يُشْفَع لأحد من الكفار إلا هذا الرجل، لما له من الفضل على الإسلام من حماية الرسول صلى الله عليه وسلم والدفاعِ عنه، ولكن الشفاعة هذه ما نفعته نفعاً كاملاً يعني ما يمكن تنفعه ... إنما نفعته أنه كان في ضحضاح من نار وعليه نعلان يغلي منهما دماغه وهو يرى أنه أشد أهل النار عذابا وهو أهونهم والعياذ بالله، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار ) لولا أنا يعني أني شفعت له أو أنه أيضا عمِل ما عمِل في حماية الرسول صلى الله عليه وسلم، هذا العم حرص النبي عليه الصلاة والسلام غاية الحرص على أن يؤمنَ، حتى إنه في سياق الموت يقول له: يا عم قل: لا إله إلا الله. كلمةً أحاجَّ لك بها عند الله، فكان يقول آخر ما قال: إنه على ملة عبد المطلب. والعياذ بالله وأنه لن يدع طريقة الأشياخ، الأشياخ الكبار أهل الجاهلية.
الطالب:.....
الشيخ : نعم عنده رجلان من المشركين يلقنانه: أترغب عن ملة عبد المطلب. فكان والعياذ بالله خُتِم له بخاتمة الشقاء فلم تنفعه هذه المحاولة من الرسول صلى الله عليه وسلم، ندِم النبي عليه الصلاة والسلام على هذا الأمر وقال: ( لأستغفرن لك ما لم أُنْهَ عنك ) فنُهِي عنه وقيل له: (( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ))[التوبة:113] أما بالنسبة لندمِه على عدم إيمانه فسلاه الله تعالى بهذا الأمر(( إنك لا تهدي من أحببت )) هدايتَه (إنك) يا محمد -الخطاب له- له وغيرُ الرسول من باب أولى إذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام وهو أشرف الخلق عند الله وأعظمهم جاهاً ما يستطيع أن يهدي أحداً فكيف يستطيع غيره، وقوله (لا تهدي) المراد بالهداية هنا هداية التوفيق بمعنى: لا تضَعُ الهداية في قلوب الناس، وليست هدايةَ الدلالة والإرشاد فإنّ هداية الدلالة والإرشاد ثابتة للرسول عليه الصلاة والسلام، لقوله تعالى: (( وإنك لتهدِي إلى صراط مستقيم )) ولكنّ هداية التوفيق وهي إلقاءُ الهدى في القلوب هذا لِمَن؟ هذا لله سبحانه وتعالى وحدَه وقوله: (إنك لا تهدي من أحببت) المؤلف قدّره بقوله: "هدايته" (من أحببت هدايته) والصواب: من أحببته. لماذا عدل المؤلف إلى (أحببت هدايته)؟ قال لأن الرسول لا يمكن أن يحب أبا طالب وهو كافر فإن المؤمن ما يُحِب الكافرين، ولكننا يقول: الحب الطبيعي هذا لا ينافي الإيمان فالإنسان يحب مثلاً قريبَه ولو كان كافراً لكنَّها محبة طبيعية كما تُحِب الأم ولدها، نعم المحبة الدينية هذه لا تجوز بين المؤمن والكافر (( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ )) أيضاً المؤلف يقول: "من أحببت هدايته" في الحقيقة لو أننا حملناها على ما قال المؤلف لكان هذه تعم كلَّ الناس، لأن الرسول يحِب أن يهدي كلَّ الناس مو بس أبا طالب، لكن (من أحببته) هذا يختص بأبي طالب مثلاً أو غيره من أقاربه، أيضاً لو أننا قلنا كما قال المؤلف لكان في الآية إضمار ايش الإضمار على تفسير المؤلف؟
الطالب: إضمار الهداية.
الشيخ : إضمار الهداية، لأن الأصل في ضمير الصلة أن يعود إلى نفس الصلة و(إنك لا تهدي مَن) (مَن) هذا اسم موصول يعود على مَن؟ على أبي طالب، وعائد الصلة يعود على نفس الصلة، وبهذا تبيَّن أن الراجح من (أحببته) من وجوه ثلاثة وجه معنوي ووجهان لفظيان: الوجه المعنوي أنّ الآية نزلت أبي طالب ولو قلنا: (من أحببت هدايته) لكانت؟
الطالب: عامة.
الشيخ : عامة، ووجهان لفظيان أننا إذا قدرنا (هدايته) لزم أن يكون في الآية شيء محذوف، والأصل عدم الحذف، والوجه الثاني من الوجهين اللفظيين أن عائد الصلة يعود إلى ايش؟
الطالب: إلى الصلة.
الشيخ : لا مو إلى الصلة عائد الصلة يعود إلى الموصول، فإذا عاد إلى (من) في قوله: (من أحببت) صار المراد: مَن أحببته هو، وأما ما لاحظ المؤلف فيما يظهر لي أن المؤلف لاحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يحب أبا طالب، فالجواب عليه أنّ المحبة نوعان: محبة طبيعية ومحبة شرعية، فالمحبة الطبيعية لا تنافي المحبة الشرعية قد تجتمع معها وقد تنفرد، فإذا كان المؤمن قريباً لك اجتمع فيه؟
الطالب: المحبتان.
الشيخ : المحبتان، وإذا كان بعيداً منك وُجِد فيه محبة واحدة وهي الشرعية، وإذا كان قريباً وهو غير مؤمن ففيه محبة واحدة وهي المحبة الطبيعية،
(( إنك لا تهدي من أحببت )) لِمَن الهداية إذاً (( ولكن الله يهدي من يشاء )) يهدي هداية ايش؟
الطالب: هداية توفيق.
الشيخ : هدايةَ توفيق (( من يشاء )) أي من يشاء أن يهديه .. نقول: من يشاء هدايته، لقوله: (يهدي من يشاء) وقوله: (يهدي من يشاء) عَلَّق الفعل بالمشيئة (يهدي من يشاء) وكلُّ فعل يعلقه الله بالمشيئة من أفعاله فإنه مقرونٌ بالحكمة إذ أنّ أفعالَ الله كلَّها مبنية على الحكمة، إذاً (من يشاء) هدايته ليس الأمر اعتباطياً، ولكنَّ الأمر على حكمة (( إن ربي على صراط مستقيم )) ما يهدي من يهدي إلا وهو أهل للهداية، قال الله تعالى: (( الله أعلم حيث يجعل رسالته )) وكذلك هو أعلم حيث تكون هذه الرسالة، فمن كان أهلاً للرسالة أُرْسِل ومن كان أهلاً للقيام بواجب الرسالة هُدِي لذلك، فإذاً الإطلاق في قوله: (يهدي من يشاء)؟ على وجه الحكمة. قال: (( وهو أعلم بالمهتدين )) قال المؤلف: "أي عالمٌ بالمهتدين" غريب المؤلف ذكَرْنا أننا ننتقض المؤلف ننتقِضُه من وجهين: الوجه الأول أن هذا تحريف للقرآن ولّا لا؟ حيث حوَّل (أعلم) الدال على الكمال في العلم والأفضلية فيه إلى (عالِم) الذي لا يمنعُ مشاركةَ غيره له في هذه الصفة أليس كذلك؟ فأنا أقول: محمد عالم وزيد عالم وبكر عالم إلى آخره ولّا لا؟ لكن لو قلت مثلاً: زيد أعلَم. معناه أنه ما ساواه أحد في علمه، المؤلف الآن حرَّف القرآن حيث ايش؟ حيث فَسَّر (أعلم) ب(عالم) وفَسَّر ما يَدُل على الكمال بما يدُل على المشاركة، الوجه الثاني أننا نقول: إنَّ وصف الله بأنه (أعلم) أكمل من وصفه بأنه عالم، أكمل بلا ريب، فما الذي يمنع أن نقول أكمل وكأنه يريد أنه يقول: ما يمكن أن نقول: أن الله أعلم. فنجعل لله مشاركاً في العلم، فنقول: ما جعلت لله مشاركاً مساوياً جعلت لله مشاركاً نازلاً عن علم الله، فالله أعلم لكن إذا قلت: أن الله عالم. جعلتَ لله عِلما قد يساويه غيره فيه، فالصواب أن (أعلم) اسم تفضيل وأنها على بابها وقوله: (أعلم بالمهتدين) (بالمهتدين) فعلاً أو بمن يستحق أن يكونَ من المهتدين، إذا قلنا: (ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين) أو بِمَن هو قابل للهداية، لأن الكلام الآن على إنشاء الهداية في قلب المرء (وهو أعلم بالمهتدين) ما معناها الذين اهتدوا بل أعلم بِمَن يستحق أن يقبل الهدى، ولهذا فسره بعضهم بالمهتدين في علم الله أي مَن علِم الله أنهم سيكون مهتدين، فعلى كل حال المهتدي معناه: مَن كان قابلا للهداية، ومعناه من اهتدى بالفعل، والمراد بالآية الأول ولا الثاني؟ الأول يعني: أعلم بمن يقبَل الهداية فيهديه نعم، (وهو أعلم بالمهتدين) طيب المهتدين هنا الذين اهتدوا بمعنى قَبِلوا الهُدى وتمسكوا به، الجمع بين هذه الآية وبين الآية التي أشرنا إليها قبل قليل (( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم )) أن المُثبت غير المنفي ولّا لا؟ (وإنك لتهدي إلى صراط) (إنك لا تهدي من تحب) فنقول: (إنك لتهدي إلى صراط مستقيم) المراد بها هداية الدَلالة كقوله تعالى: (( وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى )) هديناهم معناه: دَلَلناهم على الهدى ولكنهم -والعياذ بالله- استحبوا العمى عليه فلم يهتدوا، وأما الهداية هنا فهي هداية التوفيق وهذه ليست لأحد ما هي إلا لله سبحانه وتعالى، طيب هذه الآية في الحقيقة نستفيد منها أنّ الإنسان إذا جَدَّ واجتهد في دعوة الناس إلى الهُدى فلم يهتدوا فإن عليه أن يتسلى بهذه الآية وهي: (( إنك لا تهدي من أحببت )) وإلا كثير من الناس الآن عندهم أقارب إما معهم في البيوت أو خارج البيوت يدعونهم إلى الهدى فلا يهتدون فنقول الحمد الله أنَّ الله سبحانه وتعالى بَيَّن أن هذا الأمر ليس إلينا إنما هو إليه، إن اهتدوا فلهم ولنا ثواب دلالتهم، وإن لم يهتدوا فلنا ثواب الدلالة والدعوة وعليهم وزر الغَيّ نعم
الطالب:.....
الشيخ : نعم عنده رجلان من المشركين يلقنانه: أترغب عن ملة عبد المطلب. فكان والعياذ بالله خُتِم له بخاتمة الشقاء فلم تنفعه هذه المحاولة من الرسول صلى الله عليه وسلم، ندِم النبي عليه الصلاة والسلام على هذا الأمر وقال: ( لأستغفرن لك ما لم أُنْهَ عنك ) فنُهِي عنه وقيل له: (( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ))[التوبة:113] أما بالنسبة لندمِه على عدم إيمانه فسلاه الله تعالى بهذا الأمر(( إنك لا تهدي من أحببت )) هدايتَه (إنك) يا محمد -الخطاب له- له وغيرُ الرسول من باب أولى إذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام وهو أشرف الخلق عند الله وأعظمهم جاهاً ما يستطيع أن يهدي أحداً فكيف يستطيع غيره، وقوله (لا تهدي) المراد بالهداية هنا هداية التوفيق بمعنى: لا تضَعُ الهداية في قلوب الناس، وليست هدايةَ الدلالة والإرشاد فإنّ هداية الدلالة والإرشاد ثابتة للرسول عليه الصلاة والسلام، لقوله تعالى: (( وإنك لتهدِي إلى صراط مستقيم )) ولكنّ هداية التوفيق وهي إلقاءُ الهدى في القلوب هذا لِمَن؟ هذا لله سبحانه وتعالى وحدَه وقوله: (إنك لا تهدي من أحببت) المؤلف قدّره بقوله: "هدايته" (من أحببت هدايته) والصواب: من أحببته. لماذا عدل المؤلف إلى (أحببت هدايته)؟ قال لأن الرسول لا يمكن أن يحب أبا طالب وهو كافر فإن المؤمن ما يُحِب الكافرين، ولكننا يقول: الحب الطبيعي هذا لا ينافي الإيمان فالإنسان يحب مثلاً قريبَه ولو كان كافراً لكنَّها محبة طبيعية كما تُحِب الأم ولدها، نعم المحبة الدينية هذه لا تجوز بين المؤمن والكافر (( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ )) أيضاً المؤلف يقول: "من أحببت هدايته" في الحقيقة لو أننا حملناها على ما قال المؤلف لكان هذه تعم كلَّ الناس، لأن الرسول يحِب أن يهدي كلَّ الناس مو بس أبا طالب، لكن (من أحببته) هذا يختص بأبي طالب مثلاً أو غيره من أقاربه، أيضاً لو أننا قلنا كما قال المؤلف لكان في الآية إضمار ايش الإضمار على تفسير المؤلف؟
الطالب: إضمار الهداية.
الشيخ : إضمار الهداية، لأن الأصل في ضمير الصلة أن يعود إلى نفس الصلة و(إنك لا تهدي مَن) (مَن) هذا اسم موصول يعود على مَن؟ على أبي طالب، وعائد الصلة يعود على نفس الصلة، وبهذا تبيَّن أن الراجح من (أحببته) من وجوه ثلاثة وجه معنوي ووجهان لفظيان: الوجه المعنوي أنّ الآية نزلت أبي طالب ولو قلنا: (من أحببت هدايته) لكانت؟
الطالب: عامة.
الشيخ : عامة، ووجهان لفظيان أننا إذا قدرنا (هدايته) لزم أن يكون في الآية شيء محذوف، والأصل عدم الحذف، والوجه الثاني من الوجهين اللفظيين أن عائد الصلة يعود إلى ايش؟
الطالب: إلى الصلة.
الشيخ : لا مو إلى الصلة عائد الصلة يعود إلى الموصول، فإذا عاد إلى (من) في قوله: (من أحببت) صار المراد: مَن أحببته هو، وأما ما لاحظ المؤلف فيما يظهر لي أن المؤلف لاحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يحب أبا طالب، فالجواب عليه أنّ المحبة نوعان: محبة طبيعية ومحبة شرعية، فالمحبة الطبيعية لا تنافي المحبة الشرعية قد تجتمع معها وقد تنفرد، فإذا كان المؤمن قريباً لك اجتمع فيه؟
الطالب: المحبتان.
الشيخ : المحبتان، وإذا كان بعيداً منك وُجِد فيه محبة واحدة وهي الشرعية، وإذا كان قريباً وهو غير مؤمن ففيه محبة واحدة وهي المحبة الطبيعية،
(( إنك لا تهدي من أحببت )) لِمَن الهداية إذاً (( ولكن الله يهدي من يشاء )) يهدي هداية ايش؟
الطالب: هداية توفيق.
الشيخ : هدايةَ توفيق (( من يشاء )) أي من يشاء أن يهديه .. نقول: من يشاء هدايته، لقوله: (يهدي من يشاء) وقوله: (يهدي من يشاء) عَلَّق الفعل بالمشيئة (يهدي من يشاء) وكلُّ فعل يعلقه الله بالمشيئة من أفعاله فإنه مقرونٌ بالحكمة إذ أنّ أفعالَ الله كلَّها مبنية على الحكمة، إذاً (من يشاء) هدايته ليس الأمر اعتباطياً، ولكنَّ الأمر على حكمة (( إن ربي على صراط مستقيم )) ما يهدي من يهدي إلا وهو أهل للهداية، قال الله تعالى: (( الله أعلم حيث يجعل رسالته )) وكذلك هو أعلم حيث تكون هذه الرسالة، فمن كان أهلاً للرسالة أُرْسِل ومن كان أهلاً للقيام بواجب الرسالة هُدِي لذلك، فإذاً الإطلاق في قوله: (يهدي من يشاء)؟ على وجه الحكمة. قال: (( وهو أعلم بالمهتدين )) قال المؤلف: "أي عالمٌ بالمهتدين" غريب المؤلف ذكَرْنا أننا ننتقض المؤلف ننتقِضُه من وجهين: الوجه الأول أن هذا تحريف للقرآن ولّا لا؟ حيث حوَّل (أعلم) الدال على الكمال في العلم والأفضلية فيه إلى (عالِم) الذي لا يمنعُ مشاركةَ غيره له في هذه الصفة أليس كذلك؟ فأنا أقول: محمد عالم وزيد عالم وبكر عالم إلى آخره ولّا لا؟ لكن لو قلت مثلاً: زيد أعلَم. معناه أنه ما ساواه أحد في علمه، المؤلف الآن حرَّف القرآن حيث ايش؟ حيث فَسَّر (أعلم) ب(عالم) وفَسَّر ما يَدُل على الكمال بما يدُل على المشاركة، الوجه الثاني أننا نقول: إنَّ وصف الله بأنه (أعلم) أكمل من وصفه بأنه عالم، أكمل بلا ريب، فما الذي يمنع أن نقول أكمل وكأنه يريد أنه يقول: ما يمكن أن نقول: أن الله أعلم. فنجعل لله مشاركاً في العلم، فنقول: ما جعلت لله مشاركاً مساوياً جعلت لله مشاركاً نازلاً عن علم الله، فالله أعلم لكن إذا قلت: أن الله عالم. جعلتَ لله عِلما قد يساويه غيره فيه، فالصواب أن (أعلم) اسم تفضيل وأنها على بابها وقوله: (أعلم بالمهتدين) (بالمهتدين) فعلاً أو بمن يستحق أن يكونَ من المهتدين، إذا قلنا: (ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين) أو بِمَن هو قابل للهداية، لأن الكلام الآن على إنشاء الهداية في قلب المرء (وهو أعلم بالمهتدين) ما معناها الذين اهتدوا بل أعلم بِمَن يستحق أن يقبل الهدى، ولهذا فسره بعضهم بالمهتدين في علم الله أي مَن علِم الله أنهم سيكون مهتدين، فعلى كل حال المهتدي معناه: مَن كان قابلا للهداية، ومعناه من اهتدى بالفعل، والمراد بالآية الأول ولا الثاني؟ الأول يعني: أعلم بمن يقبَل الهداية فيهديه نعم، (وهو أعلم بالمهتدين) طيب المهتدين هنا الذين اهتدوا بمعنى قَبِلوا الهُدى وتمسكوا به، الجمع بين هذه الآية وبين الآية التي أشرنا إليها قبل قليل (( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم )) أن المُثبت غير المنفي ولّا لا؟ (وإنك لتهدي إلى صراط) (إنك لا تهدي من تحب) فنقول: (إنك لتهدي إلى صراط مستقيم) المراد بها هداية الدَلالة كقوله تعالى: (( وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى )) هديناهم معناه: دَلَلناهم على الهدى ولكنهم -والعياذ بالله- استحبوا العمى عليه فلم يهتدوا، وأما الهداية هنا فهي هداية التوفيق وهذه ليست لأحد ما هي إلا لله سبحانه وتعالى، طيب هذه الآية في الحقيقة نستفيد منها أنّ الإنسان إذا جَدَّ واجتهد في دعوة الناس إلى الهُدى فلم يهتدوا فإن عليه أن يتسلى بهذه الآية وهي: (( إنك لا تهدي من أحببت )) وإلا كثير من الناس الآن عندهم أقارب إما معهم في البيوت أو خارج البيوت يدعونهم إلى الهدى فلا يهتدون فنقول الحمد الله أنَّ الله سبحانه وتعالى بَيَّن أن هذا الأمر ليس إلينا إنما هو إليه، إن اهتدوا فلهم ولنا ثواب دلالتهم، وإن لم يهتدوا فلنا ثواب الدلالة والدعوة وعليهم وزر الغَيّ نعم
2 - قال الله تعالى : << إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشآء و هو أعلم بالمهتدين >> أستمع حفظ
الأسئلة
الطالب:....
الشيخ : لا لا، الصحيح أنا قلنا: أنه يجوز حذف المبتدأ والخبر فيه أيضاً .. اسم التفضيل ما ينصب الفعل لأن اسم التفضيل ما ينصب المفعول أبداً، فهمت؟ ويمكن يرفع الفاعل بشروط تأتينا إن شاء الله في باب عمل اسم التفضيل.
الطالب: ....الله أعلم
الشيخ : (( الله أعلم حيث يجعل رسالته ))
الطالب:....
الشيخ : لا فيها عليم (( والله عليم بما يفعلون ))
الطالب:....
الشيخ : (( إن الله عالم غيب السماوات )) وهنا ما يستقيم أعلم غيب السماوات، (إن الله أعلم غيب السماوات) ما يستقيم، نعم
يقول:
الشيخ : لا لا، الصحيح أنا قلنا: أنه يجوز حذف المبتدأ والخبر فيه أيضاً .. اسم التفضيل ما ينصب الفعل لأن اسم التفضيل ما ينصب المفعول أبداً، فهمت؟ ويمكن يرفع الفاعل بشروط تأتينا إن شاء الله في باب عمل اسم التفضيل.
الطالب: ....الله أعلم
الشيخ : (( الله أعلم حيث يجعل رسالته ))
الطالب:....
الشيخ : لا فيها عليم (( والله عليم بما يفعلون ))
الطالب:....
الشيخ : (( إن الله عالم غيب السماوات )) وهنا ما يستقيم أعلم غيب السماوات، (إن الله أعلم غيب السماوات) ما يستقيم، نعم
يقول:
قال الله تعالى : << وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنآ أولم نمكن لهم حرما ءامنا يجبى إليه ثمرات كل شيئ رزقا من لدنا و لكن أكثرهم لا يعلمون >>
(( وقالوا )) أي قومُه" قوم من؟ قوم الرسول صلى الله عليه وسلم (( وقالوا )) يعني قريش (( إن نتبع الهدى معك نُتَخَطَّف من أرضنا )) أعوذ بالله، سواء قالوا ذلك عن عقيدة أو عن غير عقيدة، هذا القول كذب (قالوا إن نتبع الهدى معك) المعية هنا للمصاحبة والتبعية يعني إن نَتَّبِع الهدى ونكون معك فيما تدعو إليه، والمراد بالهدى ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام، وفي قوله: (إن نتبع الهدى معك) إقرار بأن ما مع الرسول هدى، وهذا غريب منهم أنهم يقولون: إن نتبع الهدى معك. فيعترفون بأنه هدى ثم بعد ذلك يكفرون وش يحصل؟ (إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا) يعني قال المؤلف:" أي نُنْتَزَعُ مِنها بسرعة" الخطف نزع الشيء بسرعة يعني يتخطفنا الناس يتخطفونا ويكونون علينا لأننا خالفنا ما كانوا عليه مِن الشرك والأوثان فهم يَقضُون علينا بسرعة، وهذا كقوله تعالى: (( إنما ذالكم الشيطان يخوف أوليائه )) فالشيطان يخوِّف المؤمنين الكفار يقول: ترى إن آمنتهم حصل كذا وكذا، إن تمسكتم بدينكم حصل كذا وكذا، إن كان أنكم ألزمتم الناس باتِّباع الإسلام ظاهرا وباطنا ثار الناس عليكم، الناس ... هم يريدون الفسوق فأنتم إذا أنكم ألزمتموهم بالدين فإنهم يثورون عليكم. هذا لا ريب أنّ الشيطان يلقيه في قلوب الناس (( إنما ذلكم الشيطان يخوف أوليائه )) ولكن ايش الواجب علينا نحو هذا المقام؟ (( فلا تخافوهم وخافونِ إن كنتم مؤمنين )) الواجب ألا نخاف ما دمنا نرى أننا نسير على حقّ فإننا لن نخاف أحداً بل إننا نعلم علم اليقين أننا لو صرنا على الحق لخافنا الناس ولم نخَف منهم ولّا لا؟ (( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ ))[الأنعام:82] الأمن من أين؟
الطالب: من الله.
الشيخ : الأمن مِن الله لكن الأمن من أين؟ الأمن من الخوف لو أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف، لهم الأمن من الخوف لا مِن الله ولا من غيره يعني ما يخافون عقاب الله، لأنهم آمنوا إيمانا صريحاً .. وكذلك أيضا يُؤَمِّنُهم الله مما يخافون، وهو أحد التفسيرين في قوله تعالى: (( المؤمن المهيمن )) أنّ المؤمن الذي يُؤَمِّن عبادَه الطائعين له مما يخافون، عرفتم؟ بس هذا يبي إيمان في الواقع يبي إيمان حقيقين فإذا وُجِد الإيمان الحقيقي ثم نُفِّذَت الشريعة فأنا ضامن أن يحصُل الأمن التام أكثر مما يحصُل بالدبابات والرشاشات وغيره، هذه الأحوال التي نحن نسمعها الآن ولاسِيَّما في هذا العام مِن الاغتيالات والانفجارات وغيرِها، هذه هل إن الدول اللي حصل فيها هذا الأمر ما عندها سلاح تردع الناس؟ عندها سلاح قوي أقوى من سلاح هؤلاء المُخَرِّبين ولكن ما عندهم إيمان يحصل به الأمن، فمهما قوي سلاح الناس فإنه لن يحصل به الأمان، الأمان حقيقة بالإيمان، الإيمان والأَمان مقترنان نعم، هنا يقول هؤلاء الكفار: (( إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا )) هذا قول صحيح ولّا غير صحيح؟ هذا غير صحيح، وسواء قالوه لدفع ما يدعوهم إليه الرسول عليه الصلاة والسلام من غير عقيدة أو قالوه عن عقيدة فالأمر غير واقع الدليل (( أو لم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء )) (نُمَكِّن لهم حرمنا آمنا) يعني معناه نَجعل لهم مكاناً نعم مثل (مكناهم في الأرض) أي جعلنا لهم مكاناً يتمكنون فيه، وهنا (نمكن لهم حرما آمنا) يعني نجعل لهم مكاناً هو ذلك الحرم الآمن وقوله: (حرما) حرماً على وزن بَطَل فهو صفة مشبَّهة أي مِن الحرمة صيغة مشبهة من الحرمة، يعني مكاناً حرماً أي ذا حرمة، ولا ريب أن مكة المكرمة لها حُرْمة عظيمة في نفوس الناس حتى في الجاهلية، وقوله: آمِناً هنا كلمة (آمِن) اسم فاعل وهل الحرم هو الآمن أو مَن فيه هو الآمن؟
الطالب: يعني نفس هذا الحرم...
الشيخ : المؤلف يقول:" يأمنون فيه من الإغارة والقتل الواقعَيْن من بعض العرب على بعض" فجعل (آمن) أي آمنا أهله، يعني فسر آمن بقوله: (يأمنون) فيكون المعنى آمناً أهله، وعندي أن الوصف هنا للحرم، لأن المؤلف .. الآن وصف سببي وأنا أرى أنه وصف حقيقي، عندهم النعت يسمونه نعت سببي ونعت حقيقي، فالنعت الحقيقي ما كان صفةً للمنعوت، والسببي ما كان صفةً لغيره مما يتصِل به، نعم، فإذا قلت: عندي رجل صائم. النعت هذا حقيقي (صائم) يعود على رجل، عندي رجل صائمٌ أبوه هذا النعت سببي، لأن الوصف (قائم) هو يعود على المنعوت ولّا على ما له به صلة؟ ما له به صلة، نعم، المؤلف يبيه من باب النعت السببي يعني الآمن أهله، وعندي أنه نعت حقيقي وأن الحرم هو الآمِن، وإذا أمِن المكان بلا ريب مَن فيه سوف يأمَن، فهذا المكان آمن، وكما قال محمد: هو آمن ما أحد يعتدي عليه حتَّى مَن أراده بسوء أتلفه الله (( ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم )) طيب هذا الحرم الآمن نفس العرب معَ كفرهم مهما فعل قريش ما يمكن يغزون هذا البيت أبداً، ثم إن أهل هذا البيت هم سادة العرب حتى في الجاهلية فكيف يقولون: نتخطف من أرضنا هذا غير ممكن، لأن الحرم آمِن فهم آمنون فيه ما يُمكن أن يُتخَطفوا فيه، ثم مع ذلك هذا البلد مع كونه آمن هو أيضا عيْش رغد ما يلحق أهله ضيق ولهذا قال: (( يجبى إليه ثمرات كل شيء )) يجبى يقول المؤلف: "بالفوقانية والتحتانية" ... (يُجبى) (وتُجبى) قراءتان سبعيتان ومعنى (يُجبى) أي (يُجمع) مِن الجباية وهي الجمع، وقوله: (إليه) يعني .. يُجبى بمعنى يؤتى أيضاً يُجمع الثمرات من كل أرض وتأتي إليه تأتي إلى هذا البلد، وهذا هو الواقع قال إبراهيم: (( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ ))[إبراهيم:37] فكانت الثمرات تأتي إلى هذا البلد في كل أوان من المكان القريب كالطائف وغيرِه ومِن المكان البعيد نعم.
الطالب:....
الشيخ : ...البيت ما ينافيه سنذكره إن شاء الله بعد، وقوله: (مِن كل أرض) يعني مِن كل صوب أو أي صوب والصوب والأوب بمعنى الناحية أي من كل ناحية (( رزقاً لهم من لدنا )) (رزقا) هذه معناه ايش معنى الرزق؟ العطاء وهو منصوب على أنه مفعول من أجله أو مصدر أو مفعول مطلق لقوله (يُجبى) يُجبى عطاء، وقوله: (من لدنا) أي مِن عندِنا وليس لهم به حول ولا قدرة بل الأمر من الله عز وجل هو الذي جعل هذه الثمرات تُجبى إليه، (( ولكن أكثرهم لا يعلمون )) أن ما تقوله حق" قوله: (ولكن أكثرهم لا يعلمون) المعلوم هنا محذوف في الآية ما قال: لا يعلمون كذا وكذا، ولكن المؤلف خصَّه بقوله: "لا يعلمون أن ما تقوله حق" وعندي أن الأمر أعم وأشمل، لأن حذف المفعول يدُل على العموم، فعليه نقول: لا يعلمون أن ما تقوله حق ولا يعلمون العاقبة أيضاً فإن العاقبة أنَّه إذا كان هذا الحرم آمِنا في حال الكفر وتُجبى إليه الثمرات في حال الكفر فما بالك في حال الإيمان كيف وقد قال إبراهيم: (( وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر ))، فإذا كان أهل هذا البلد مؤمنين فإن أمنَه يكون أشدّ من جِهة أن نفس المكان آمِن ومن جهة أن المؤمن الذي في هذا المكان آمنٌ أيضاً، فإذا كان هذا الأمن مع كون هؤلاء مِن المشركين فإنهم إذا كانوا مؤمنين يكون أكثر، ولهذا لما حصل مِن المسلمين ما حصل من انتهاك هذا البلد العظيم فإنه سُلِّط عليهم من سُلِّط من الظلمة مثل قضية البرامكة، ومثل ما سيكون في آخر الزمان حيث يُسَلَّط على البيت رجل من الحبشة فيأتي إليه وينقضُه حجراً حجراً، ولهذا نحن في الحقيقة نخاف خوفاً عظيماً مما نراه في مكة مِن الفسوق والمعاصي نخاف أن يكون هذا بدايةً لانتهاك الحرم انتهاكا بالغا حتى يُسَلَّط عليه هذا الخبيث، ولكننا لا نعلم ماذا يكون في المستقبل، إنما المعاصي في الحرم لها أثرٌ عظيم إما على نفس الحرم أو على مَن حوله، طيب يقول: (( ولكن أكثرهم لا يعلمون )) إذاً نقول: (لا يعلمون) ليس خاصاً بأنّ ما جاء به هو الحق بل هو عام حتى في النهاية وفي الغاية مما لو آمنوا.
(( وكم أهلكنا من قرية بطِرَت معيشتها )) هذه فائدة ذكر إهلاك القرى السابقة لأجل أن يُقال لقريش: الكفر لا يمنَع الخوف ولا يمنَع العقوبة بل إنّه سبب العقوبة، فأنتم تقولون: إننا إذا آمنا تخطفنا الناس. هذا ليس بالحقيقة بل العكس هو الحقيقة، ولهذا قال: (( وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها )) فكأن الله يُدِلِّل لتكذيب هؤلاء بأن الكفر لا يُنْجي لِمَا أهلك به الأمم السابقة التي بطِرَت معيشتَها طيب كلام هؤلاء الكفار للرسول صلى الله عليه وسلم ... نُتخطف من الأرض أبطلَه الله تعالى بالسلب والإيجاب، أما الإيجاب فقال: إننا مكنا لهم حرما آمنا ما يمكن أن يكون هذا البلد خائفاً، فإذا كان آمنا في حال الكفر ففي حال الإيمان مِن باب أوْلَى، أما السلب فقوله: (( وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها )) فالكفر لا يُؤَمِّن صاحبَه بل هو السبب في ايش؟ في إهلاكه، فأنتم بقاؤُكم على الكفر ليس الذي ينجيكم من أن يَتخطفكم الناس بل هو سببُ هلاكِكم، وهذا هو الواقع خرَج صناديد قريش وزعماؤُهم إلى بدر ليهلِكُوا ولّا لا؟ الحرم آمِن ما.. لكنَّهم هم الذي خرجوا لِهلاكهم فقُتِلوا في بدر، فالحاصل أن الله يقول: نحن نُكذِّب ما قلتم لِأمرين أحدهما أمر إيجابي وهو أنّ هذا الحرم آمن والناس هم الذين يُتَخَطَّفون من حولِه (( أو لم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم ))، وثانياً أن الكفر ليس سبباً للبقاء ولّا لا؟ ايش الدليل (( وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها )) فأنتم آمِنُوا لتكونوا في أمن وفي مكان آمِن نعم، وقوله: (( أو لم نمكن )) الهمزة هنا وش معناها؟ معناها التقرير يعني: قد مكَنَّا، كما في قوله تعالى: (( ألم نشرح لك صدرك )) أي: قد شرحنا لك، وقوله: (أولم) أظن قد مر علينا كثيرا من مثل هذا التعبير، وقلنا: إنّ لعلماء النحو في ذلك مذهبين: المذهب الأول: أن الهمزة داخلة على شيء مُقدر والواو أو الفاء حرف عطف على ذلك المقدر، والمذهب الثاني أنّ الهمزة بعدَ الواو محلُّها، لكن قُدِّمت لأنها للاستفهام وأصلُها (وألم) وألم يروا،
الطالب: المقدر..
الشيخ : المقدر بحسب ما يناسب المقام (( وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا )) أتُخُطِّفوا يعني: هل هم تخطفوا ولم نمكن لهم حرما آمناً؟
الطالب:....
الشيخ :...
الطالب: من الله.
الشيخ : الأمن مِن الله لكن الأمن من أين؟ الأمن من الخوف لو أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف، لهم الأمن من الخوف لا مِن الله ولا من غيره يعني ما يخافون عقاب الله، لأنهم آمنوا إيمانا صريحاً .. وكذلك أيضا يُؤَمِّنُهم الله مما يخافون، وهو أحد التفسيرين في قوله تعالى: (( المؤمن المهيمن )) أنّ المؤمن الذي يُؤَمِّن عبادَه الطائعين له مما يخافون، عرفتم؟ بس هذا يبي إيمان في الواقع يبي إيمان حقيقين فإذا وُجِد الإيمان الحقيقي ثم نُفِّذَت الشريعة فأنا ضامن أن يحصُل الأمن التام أكثر مما يحصُل بالدبابات والرشاشات وغيره، هذه الأحوال التي نحن نسمعها الآن ولاسِيَّما في هذا العام مِن الاغتيالات والانفجارات وغيرِها، هذه هل إن الدول اللي حصل فيها هذا الأمر ما عندها سلاح تردع الناس؟ عندها سلاح قوي أقوى من سلاح هؤلاء المُخَرِّبين ولكن ما عندهم إيمان يحصل به الأمن، فمهما قوي سلاح الناس فإنه لن يحصل به الأمان، الأمان حقيقة بالإيمان، الإيمان والأَمان مقترنان نعم، هنا يقول هؤلاء الكفار: (( إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا )) هذا قول صحيح ولّا غير صحيح؟ هذا غير صحيح، وسواء قالوه لدفع ما يدعوهم إليه الرسول عليه الصلاة والسلام من غير عقيدة أو قالوه عن عقيدة فالأمر غير واقع الدليل (( أو لم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء )) (نُمَكِّن لهم حرمنا آمنا) يعني معناه نَجعل لهم مكاناً نعم مثل (مكناهم في الأرض) أي جعلنا لهم مكاناً يتمكنون فيه، وهنا (نمكن لهم حرما آمنا) يعني نجعل لهم مكاناً هو ذلك الحرم الآمن وقوله: (حرما) حرماً على وزن بَطَل فهو صفة مشبَّهة أي مِن الحرمة صيغة مشبهة من الحرمة، يعني مكاناً حرماً أي ذا حرمة، ولا ريب أن مكة المكرمة لها حُرْمة عظيمة في نفوس الناس حتى في الجاهلية، وقوله: آمِناً هنا كلمة (آمِن) اسم فاعل وهل الحرم هو الآمن أو مَن فيه هو الآمن؟
الطالب: يعني نفس هذا الحرم...
الشيخ : المؤلف يقول:" يأمنون فيه من الإغارة والقتل الواقعَيْن من بعض العرب على بعض" فجعل (آمن) أي آمنا أهله، يعني فسر آمن بقوله: (يأمنون) فيكون المعنى آمناً أهله، وعندي أن الوصف هنا للحرم، لأن المؤلف .. الآن وصف سببي وأنا أرى أنه وصف حقيقي، عندهم النعت يسمونه نعت سببي ونعت حقيقي، فالنعت الحقيقي ما كان صفةً للمنعوت، والسببي ما كان صفةً لغيره مما يتصِل به، نعم، فإذا قلت: عندي رجل صائم. النعت هذا حقيقي (صائم) يعود على رجل، عندي رجل صائمٌ أبوه هذا النعت سببي، لأن الوصف (قائم) هو يعود على المنعوت ولّا على ما له به صلة؟ ما له به صلة، نعم، المؤلف يبيه من باب النعت السببي يعني الآمن أهله، وعندي أنه نعت حقيقي وأن الحرم هو الآمِن، وإذا أمِن المكان بلا ريب مَن فيه سوف يأمَن، فهذا المكان آمن، وكما قال محمد: هو آمن ما أحد يعتدي عليه حتَّى مَن أراده بسوء أتلفه الله (( ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم )) طيب هذا الحرم الآمن نفس العرب معَ كفرهم مهما فعل قريش ما يمكن يغزون هذا البيت أبداً، ثم إن أهل هذا البيت هم سادة العرب حتى في الجاهلية فكيف يقولون: نتخطف من أرضنا هذا غير ممكن، لأن الحرم آمِن فهم آمنون فيه ما يُمكن أن يُتخَطفوا فيه، ثم مع ذلك هذا البلد مع كونه آمن هو أيضا عيْش رغد ما يلحق أهله ضيق ولهذا قال: (( يجبى إليه ثمرات كل شيء )) يجبى يقول المؤلف: "بالفوقانية والتحتانية" ... (يُجبى) (وتُجبى) قراءتان سبعيتان ومعنى (يُجبى) أي (يُجمع) مِن الجباية وهي الجمع، وقوله: (إليه) يعني .. يُجبى بمعنى يؤتى أيضاً يُجمع الثمرات من كل أرض وتأتي إليه تأتي إلى هذا البلد، وهذا هو الواقع قال إبراهيم: (( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ ))[إبراهيم:37] فكانت الثمرات تأتي إلى هذا البلد في كل أوان من المكان القريب كالطائف وغيرِه ومِن المكان البعيد نعم.
الطالب:....
الشيخ : ...البيت ما ينافيه سنذكره إن شاء الله بعد، وقوله: (مِن كل أرض) يعني مِن كل صوب أو أي صوب والصوب والأوب بمعنى الناحية أي من كل ناحية (( رزقاً لهم من لدنا )) (رزقا) هذه معناه ايش معنى الرزق؟ العطاء وهو منصوب على أنه مفعول من أجله أو مصدر أو مفعول مطلق لقوله (يُجبى) يُجبى عطاء، وقوله: (من لدنا) أي مِن عندِنا وليس لهم به حول ولا قدرة بل الأمر من الله عز وجل هو الذي جعل هذه الثمرات تُجبى إليه، (( ولكن أكثرهم لا يعلمون )) أن ما تقوله حق" قوله: (ولكن أكثرهم لا يعلمون) المعلوم هنا محذوف في الآية ما قال: لا يعلمون كذا وكذا، ولكن المؤلف خصَّه بقوله: "لا يعلمون أن ما تقوله حق" وعندي أن الأمر أعم وأشمل، لأن حذف المفعول يدُل على العموم، فعليه نقول: لا يعلمون أن ما تقوله حق ولا يعلمون العاقبة أيضاً فإن العاقبة أنَّه إذا كان هذا الحرم آمِنا في حال الكفر وتُجبى إليه الثمرات في حال الكفر فما بالك في حال الإيمان كيف وقد قال إبراهيم: (( وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر ))، فإذا كان أهل هذا البلد مؤمنين فإن أمنَه يكون أشدّ من جِهة أن نفس المكان آمِن ومن جهة أن المؤمن الذي في هذا المكان آمنٌ أيضاً، فإذا كان هذا الأمن مع كون هؤلاء مِن المشركين فإنهم إذا كانوا مؤمنين يكون أكثر، ولهذا لما حصل مِن المسلمين ما حصل من انتهاك هذا البلد العظيم فإنه سُلِّط عليهم من سُلِّط من الظلمة مثل قضية البرامكة، ومثل ما سيكون في آخر الزمان حيث يُسَلَّط على البيت رجل من الحبشة فيأتي إليه وينقضُه حجراً حجراً، ولهذا نحن في الحقيقة نخاف خوفاً عظيماً مما نراه في مكة مِن الفسوق والمعاصي نخاف أن يكون هذا بدايةً لانتهاك الحرم انتهاكا بالغا حتى يُسَلَّط عليه هذا الخبيث، ولكننا لا نعلم ماذا يكون في المستقبل، إنما المعاصي في الحرم لها أثرٌ عظيم إما على نفس الحرم أو على مَن حوله، طيب يقول: (( ولكن أكثرهم لا يعلمون )) إذاً نقول: (لا يعلمون) ليس خاصاً بأنّ ما جاء به هو الحق بل هو عام حتى في النهاية وفي الغاية مما لو آمنوا.
(( وكم أهلكنا من قرية بطِرَت معيشتها )) هذه فائدة ذكر إهلاك القرى السابقة لأجل أن يُقال لقريش: الكفر لا يمنَع الخوف ولا يمنَع العقوبة بل إنّه سبب العقوبة، فأنتم تقولون: إننا إذا آمنا تخطفنا الناس. هذا ليس بالحقيقة بل العكس هو الحقيقة، ولهذا قال: (( وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها )) فكأن الله يُدِلِّل لتكذيب هؤلاء بأن الكفر لا يُنْجي لِمَا أهلك به الأمم السابقة التي بطِرَت معيشتَها طيب كلام هؤلاء الكفار للرسول صلى الله عليه وسلم ... نُتخطف من الأرض أبطلَه الله تعالى بالسلب والإيجاب، أما الإيجاب فقال: إننا مكنا لهم حرما آمنا ما يمكن أن يكون هذا البلد خائفاً، فإذا كان آمنا في حال الكفر ففي حال الإيمان مِن باب أوْلَى، أما السلب فقوله: (( وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها )) فالكفر لا يُؤَمِّن صاحبَه بل هو السبب في ايش؟ في إهلاكه، فأنتم بقاؤُكم على الكفر ليس الذي ينجيكم من أن يَتخطفكم الناس بل هو سببُ هلاكِكم، وهذا هو الواقع خرَج صناديد قريش وزعماؤُهم إلى بدر ليهلِكُوا ولّا لا؟ الحرم آمِن ما.. لكنَّهم هم الذي خرجوا لِهلاكهم فقُتِلوا في بدر، فالحاصل أن الله يقول: نحن نُكذِّب ما قلتم لِأمرين أحدهما أمر إيجابي وهو أنّ هذا الحرم آمن والناس هم الذين يُتَخَطَّفون من حولِه (( أو لم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم ))، وثانياً أن الكفر ليس سبباً للبقاء ولّا لا؟ ايش الدليل (( وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها )) فأنتم آمِنُوا لتكونوا في أمن وفي مكان آمِن نعم، وقوله: (( أو لم نمكن )) الهمزة هنا وش معناها؟ معناها التقرير يعني: قد مكَنَّا، كما في قوله تعالى: (( ألم نشرح لك صدرك )) أي: قد شرحنا لك، وقوله: (أولم) أظن قد مر علينا كثيرا من مثل هذا التعبير، وقلنا: إنّ لعلماء النحو في ذلك مذهبين: المذهب الأول: أن الهمزة داخلة على شيء مُقدر والواو أو الفاء حرف عطف على ذلك المقدر، والمذهب الثاني أنّ الهمزة بعدَ الواو محلُّها، لكن قُدِّمت لأنها للاستفهام وأصلُها (وألم) وألم يروا،
الطالب: المقدر..
الشيخ : المقدر بحسب ما يناسب المقام (( وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا )) أتُخُطِّفوا يعني: هل هم تخطفوا ولم نمكن لهم حرما آمناً؟
الطالب:....
الشيخ :...
4 - قال الله تعالى : << وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنآ أولم نمكن لهم حرما ءامنا يجبى إليه ثمرات كل شيئ رزقا من لدنا و لكن أكثرهم لا يعلمون >> أستمع حفظ
المناقشة
طيب قوله تعالى: (( وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ ))[القصص:65] قوله: (ماذا أجبتم) إعرابها؟ نعم (( وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ )) ؟
الطالب: إعراب (ماذا) أم كله؟
الشيخ : كله، لا لا، (ماذا أجبتم المرسلين)
الطالب:...
الشيخ : و(ذا)؟
الطالب: ذا اسم إشارة.
الشيخ : اسم إشارة (ما هذا أجبتم) يعني؟
الطالب: لا اسم موصول.
الشيخ : اسم موصول يعني: (ما الذي أجبتم)؟ طيب استمر.
الطالب: (أجاب) فعل ماض، والتاء فاعل، والميم علامة الجمع، و(المرسلين) مفعول به.
الشيخ : و.. محلَّها من الإعراب؟
الطالب: صلة الموصول.
الشيخ : صلة الموصول، طيب والموصول ايش محله من الإعراب؟
الطالب: والموصول مع صلته خبر..
الشيخ : خبر ايش؟
الطالب: خبر المبتدأ.
الشيخ : أي مبتدأ؟
الطالب: ما.
الشيخ : اسم الاستفهام، طيب هل لك شاهد على هذا الإعراب من كلام ابن مالك؟
الطالب:...
الشيخ : نحن درسنا ...
الطالب: ..بعد ما ذا بعد ما استفهام.
الشيخ : ومثل ماذا بعد ما استفهام أو مَن إذا لم تُلْغ في الكلام
طيب قوله: "لا يمكنهم" معناه ... الشيء إلى وجه آخر، وهو إلغاؤها في الكلام وعليه فنجعل (ماذا) جميعاً اسم استفهام، نجعل اسم الاستفهام مبتدأ، طيب قوله: (ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم) ذكرنا أنه في السؤال الأول (أين شركائي) سأل عن التوحيد، وهذا سأل -يوسف!- عن الرسالة فيكون المسئول عنه الآن شهادةُ أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. طيب أو أنّ عيسى أو موسى حسب الأمم التي تسأل.
قوله تعالى: (( فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمْ الأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ ))[القصص:66] ايش معنى (( عميت عليهم الأنباء )) انطمست عليهم فلم يجدوا جواباً يعني ... طلبوا شيئا ما وجدوه، نعم، قوله: (( فهم لا يتساءلون )) -عبد الله!- ايش معنى (يتسائلون) ايش؟ من يعرفه؟
الطالب:...
الشيخ : نعم (فهم لا يتساءلون) عن هذه الأخبار وعن الجواب إما لعجزهم عدم تمكنهم أو لأنهم لا لو سألوا ما يأتي .. خبر، طيب وقال بعضهم: إن معنى لا يتساءلون يعني معناه لا يتنادون في القرابة كما كانوا يفعلونه في الدنيا إذا ضاقت على الإنسان الحيل صار ينادي قرابته وا قرابتاه! وما أشبه ذلك، وهناك في الآخرة ما .. قوله:(( يومئذ )) -يا ماهر!-؟
الطالب: ...
الشيخ : يوم القيامة، طيب إعرابه (يومئذ)
الطالب: ...
الشيخ : يوم منصوب طيب منصوب على الظرفية ... طيب إذاً -عندك يا ..!-
الطالب: ...
الشيخ : مضاف لا مصاف إليه؟ مضافٌ إليه، طيب لماذا ... هذا نوع التوكيد ... طيب وش معنى التنوين؟
الطالب: التنوين عوض.
الشيخ : عوض عن ايش؟
الطالب: عن جملة.
الشيخ : عن جملة، وش التقدير؟
الطالب: ...
الطالب: إعراب (ماذا) أم كله؟
الشيخ : كله، لا لا، (ماذا أجبتم المرسلين)
الطالب:...
الشيخ : و(ذا)؟
الطالب: ذا اسم إشارة.
الشيخ : اسم إشارة (ما هذا أجبتم) يعني؟
الطالب: لا اسم موصول.
الشيخ : اسم موصول يعني: (ما الذي أجبتم)؟ طيب استمر.
الطالب: (أجاب) فعل ماض، والتاء فاعل، والميم علامة الجمع، و(المرسلين) مفعول به.
الشيخ : و.. محلَّها من الإعراب؟
الطالب: صلة الموصول.
الشيخ : صلة الموصول، طيب والموصول ايش محله من الإعراب؟
الطالب: والموصول مع صلته خبر..
الشيخ : خبر ايش؟
الطالب: خبر المبتدأ.
الشيخ : أي مبتدأ؟
الطالب: ما.
الشيخ : اسم الاستفهام، طيب هل لك شاهد على هذا الإعراب من كلام ابن مالك؟
الطالب:...
الشيخ : نحن درسنا ...
الطالب: ..بعد ما ذا بعد ما استفهام.
الشيخ : ومثل ماذا بعد ما استفهام أو مَن إذا لم تُلْغ في الكلام
طيب قوله: "لا يمكنهم" معناه ... الشيء إلى وجه آخر، وهو إلغاؤها في الكلام وعليه فنجعل (ماذا) جميعاً اسم استفهام، نجعل اسم الاستفهام مبتدأ، طيب قوله: (ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم) ذكرنا أنه في السؤال الأول (أين شركائي) سأل عن التوحيد، وهذا سأل -يوسف!- عن الرسالة فيكون المسئول عنه الآن شهادةُ أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. طيب أو أنّ عيسى أو موسى حسب الأمم التي تسأل.
قوله تعالى: (( فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمْ الأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ ))[القصص:66] ايش معنى (( عميت عليهم الأنباء )) انطمست عليهم فلم يجدوا جواباً يعني ... طلبوا شيئا ما وجدوه، نعم، قوله: (( فهم لا يتساءلون )) -عبد الله!- ايش معنى (يتسائلون) ايش؟ من يعرفه؟
الطالب:...
الشيخ : نعم (فهم لا يتساءلون) عن هذه الأخبار وعن الجواب إما لعجزهم عدم تمكنهم أو لأنهم لا لو سألوا ما يأتي .. خبر، طيب وقال بعضهم: إن معنى لا يتساءلون يعني معناه لا يتنادون في القرابة كما كانوا يفعلونه في الدنيا إذا ضاقت على الإنسان الحيل صار ينادي قرابته وا قرابتاه! وما أشبه ذلك، وهناك في الآخرة ما .. قوله:(( يومئذ )) -يا ماهر!-؟
الطالب: ...
الشيخ : يوم القيامة، طيب إعرابه (يومئذ)
الطالب: ...
الشيخ : يوم منصوب طيب منصوب على الظرفية ... طيب إذاً -عندك يا ..!-
الطالب: ...
الشيخ : مضاف لا مصاف إليه؟ مضافٌ إليه، طيب لماذا ... هذا نوع التوكيد ... طيب وش معنى التنوين؟
الطالب: التنوين عوض.
الشيخ : عوض عن ايش؟
الطالب: عن جملة.
الشيخ : عن جملة، وش التقدير؟
الطالب: ...
اضيفت في - 2007-08-13