تفسير سورة القصص-10a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
فوائد قوله تعالى : << و قيل ادعوا شركآءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأو العذاب لو أنهم كانوا يهتدون>>
شركائَكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ...
قوله تعالى: (( وقيل ادعوا شركائكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم )) يُستفاد مِن هذه الآية بيان أنّ المشركين لا يستفيدون من شركائهم شيئاً في أحوج ما يكونون إليه وذلك يومَ القيامة. ويستفاد منه -ناصر!- إظهار عدلِ الله ولّا لا؟
ويستفاد منه أيضاً التوبيخ لهؤلاء الذين يدعون مع الله غيره فإن في هذا لا شك توبيخاً وتقريعاً لهم يوم القيامة.
ويستفاد منه أيضا جواز التكليف في الآخرة ولّا لا؟
الطلبة: .....
الشيخ : التكليف ايش معناه التكليف؟
الطلبة: .... الطلب، العبادة.
الشيخ : مو لازم عبادة نعم حتى طلب العبادة قد يكون الشرك عبادةً ويَكفر به المخالِف ولّا لا؟ الشرك قد يكون عبادة يكفر به المخالف، فإبليس أمِر أن يسجد لآدم فلم يسجد فكفر بذلك، مع أن السجود لغير الله شرك، فالطاعة ما أمر الله به على أي حال تكون، هنا أُمِروا أن يدعُوا هؤلاء فهل نقول: بأن هذا الأمر تكليف وإلزام لهم؟ أو نقول: ليس تكليفاً، لأنه ليس الغرض الفعل وإنما الغرض التحدِّي وإظهار عجز هذه الأصنام؟ وهذا هو الظاهر.
ومن فوائد الآية: إثبات العذاب في الآخرة، لقوله: (( ورأوا العذاب ))
ومن فوائدها أن الاهتداء هو السبب المانع من العذاب، لقوله: (( لو أنهم كانوا يهتدون )) فإذا أردت سببا ينجيك من عذاب الله فعليك بالاهتداء بهدي الله أو بهدى الله فإنه هو السبب الذي يُنجِي من عذاب الله
قوله تعالى: (( وقيل ادعوا شركائكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم )) يُستفاد مِن هذه الآية بيان أنّ المشركين لا يستفيدون من شركائهم شيئاً في أحوج ما يكونون إليه وذلك يومَ القيامة. ويستفاد منه -ناصر!- إظهار عدلِ الله ولّا لا؟
ويستفاد منه أيضاً التوبيخ لهؤلاء الذين يدعون مع الله غيره فإن في هذا لا شك توبيخاً وتقريعاً لهم يوم القيامة.
ويستفاد منه أيضا جواز التكليف في الآخرة ولّا لا؟
الطلبة: .....
الشيخ : التكليف ايش معناه التكليف؟
الطلبة: .... الطلب، العبادة.
الشيخ : مو لازم عبادة نعم حتى طلب العبادة قد يكون الشرك عبادةً ويَكفر به المخالِف ولّا لا؟ الشرك قد يكون عبادة يكفر به المخالف، فإبليس أمِر أن يسجد لآدم فلم يسجد فكفر بذلك، مع أن السجود لغير الله شرك، فالطاعة ما أمر الله به على أي حال تكون، هنا أُمِروا أن يدعُوا هؤلاء فهل نقول: بأن هذا الأمر تكليف وإلزام لهم؟ أو نقول: ليس تكليفاً، لأنه ليس الغرض الفعل وإنما الغرض التحدِّي وإظهار عجز هذه الأصنام؟ وهذا هو الظاهر.
ومن فوائد الآية: إثبات العذاب في الآخرة، لقوله: (( ورأوا العذاب ))
ومن فوائدها أن الاهتداء هو السبب المانع من العذاب، لقوله: (( لو أنهم كانوا يهتدون )) فإذا أردت سببا ينجيك من عذاب الله فعليك بالاهتداء بهدي الله أو بهدى الله فإنه هو السبب الذي يُنجِي من عذاب الله
1 - فوائد قوله تعالى : << و قيل ادعوا شركآءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأو العذاب لو أنهم كانوا يهتدون>> أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : << و يوم يناديهم فيقول ماذآ أجبتم المرسلين>>
قال تعالى: (( ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين )) في هذه الآية (ويوم يناديهم) -في أول الجملة- ما سبق في قوله: (ويوم يناديهم فيقول أين شركائي) مِن إثبات كلام الله وأنّه بصوت وأنه يُسمَع وأنه بحرف ولّا لا؟ وكل هذا سبق.
ويستفاد من قوله: (( ماذا أجبتم المرسلين )) أن الناس يُسألون عن إيمانهم بالرسل كما يُسألون عن التوحيد (ماذا أجبتم المرسلين).
ويستفاد منه أن السؤال في الآخرة عامٌّ لجميع الخلق ولّا لا؟ ولّا نعم؟ المرسلين يعني محمد وغيره، أمَّا السؤال في القبر فإنّه قد ذهب كثير من أهل العلم أنه خاص بهذه الأمة لقوله: ( إن هذه الأمة تُبتلى في قبورها ) وقوله: ( أُوحِي إلي أنكم تبتلون في قبوركم ) والمسألة خلافية وسبق الكلام عليها في التوحيد، إنّما يوم القيامة السؤال عامّ بنص القرآن.
ومنها من فوائد الآية إظهار فضل الرُسُل عليهم الصلاة والسلام حيث أثبتَ الله تعالى أحقيَّة رسالته في هذا الموطن العظيم
ويستفاد من قوله: (( ماذا أجبتم المرسلين )) أن الناس يُسألون عن إيمانهم بالرسل كما يُسألون عن التوحيد (ماذا أجبتم المرسلين).
ويستفاد منه أن السؤال في الآخرة عامٌّ لجميع الخلق ولّا لا؟ ولّا نعم؟ المرسلين يعني محمد وغيره، أمَّا السؤال في القبر فإنّه قد ذهب كثير من أهل العلم أنه خاص بهذه الأمة لقوله: ( إن هذه الأمة تُبتلى في قبورها ) وقوله: ( أُوحِي إلي أنكم تبتلون في قبوركم ) والمسألة خلافية وسبق الكلام عليها في التوحيد، إنّما يوم القيامة السؤال عامّ بنص القرآن.
ومنها من فوائد الآية إظهار فضل الرُسُل عليهم الصلاة والسلام حيث أثبتَ الله تعالى أحقيَّة رسالته في هذا الموطن العظيم
فوائد قوله تعالى : << فعميت عليهم الأنباء يومئذ فهم لا يتساءلون>>
ومن فوائد الآية أن غير المؤمنين تَعمَى عليهم الأنباء في ذلك اليوم، ولو كانوا عالمين؟ ولو كانوا عالمين، وهذا كما أن الميِّت إذا سؤل في قبره: مَن ربك وما دينك ومَن نبيك؟ ولو كان عالما فإنَّه إذا كان غيرَ مؤمن لا يُجِيب بالصواب.
ومنها أنه لا يُغنِي أحد عن أحد يوم القيامة لقوله: (( فهم لا يتساءلون )) فإن أحداً لا يغني عن أحد شيئاً في ذلك اليوم ولا ينقذه مما وقَع فيه، طيب.
ثم قال تعالى: (( فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين ))
الطالب: ...
الشيخ : نعم، حتى قوله (ويوم يناديهم فيقول أين شركائي) عام كلّ المشركين، المشركين ولهذا قال: (فعميت عليهم الأنباء) أما المؤمنين فإنهم مؤمنون ما يُسألون يَكفِي سؤالهم في قبورهم..
ومنها أنه لا يُغنِي أحد عن أحد يوم القيامة لقوله: (( فهم لا يتساءلون )) فإن أحداً لا يغني عن أحد شيئاً في ذلك اليوم ولا ينقذه مما وقَع فيه، طيب.
ثم قال تعالى: (( فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين ))
الطالب: ...
الشيخ : نعم، حتى قوله (ويوم يناديهم فيقول أين شركائي) عام كلّ المشركين، المشركين ولهذا قال: (فعميت عليهم الأنباء) أما المؤمنين فإنهم مؤمنون ما يُسألون يَكفِي سؤالهم في قبورهم..
قال الله تعالى : << فأما من تاب وءامن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين >>
قال: (( فأما من تاب وآمن وعمل صالحا )) (أما) شرطية وجوابُها قوله: (( فعسى أن يكون )) قوله: (فأما من تاب) التوبة تَقدَّم لنا أنها الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى من معصيته إلى طاعته وأن لها شروطاً خمسة: الندم، والإقلاع، والعزم على ألا يعود، وأن تكون قبل الموت، وقبل طلوع الشمس من مغربها، نعم؟
الطالب: والإخلاص.
الشيخ : والإخلاص وأن تكون في زمن ..فيه وهو قبل الموت، قبل أن تطلع الشمس من مغربها، وقوله: "مِن الشرك" لعلَّ المؤلف أوجَبَ له أن يُقيِّد التوبة هنا بالتوبة من الشرك في قوله: (وآمن) لأن الإيمان بعد الشرك، فإن العاصي مؤمن ولو كان عاصياً، فهذا هو الذي أوجب للمؤلف أن يقيِّد التوبة من الشرك، وقوله: (وآمن) صدَّق بتوحيد الله" هذا نقص في تفسيره للإيمان لأن الإيمان ليس هو التصديق في الشرع، صحيحٌ أن الإيمان في اللغة يُراد به التصديق، لكنه في الشرع هو: التصديق بشرط أن يتضَمَّن القبول والإذعان، فلا بد من قبول وإذعان وإلّا فليس بمؤمن لا يُصدَّق، فأبو طالب مثلا مصدِّق برسالة الرسول صلى الله عليه وسلم ومع ذلك فهو كافر، لأنه لم يقبَل ولم يذعِن، وقول المؤلف: "صدق بتوحيد الله" أيضاً فيه سقوط لأنه ليس الإيمان هو أن تصدِّق بوحدانية الله، لكن أن تصدِّق بكل ما يجب الإيمان به، وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبِه ورُسلِه واليوم الآخر والقدر خيره وشره، فلا بد من هذه الأركان الستة في الإيمان، وقوله: (وعمل صالحا) قال المؤلف: "أدى الفرائض" وفي هذا أيضا قصور بل المراد: عمل صالحا أي عمِل عمَلا صالحا يشمل الفرائض والنوافل، والعمل الصالح هو الذي جمع بين أمرين الإخلاص والمتابعة لقوله تعالى: (( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ))[البينة:5](مخلصين له الدين) هذا الإخلاص و(حنفاء) هذه المتابعة، لأنّ الحنيف الذي ليس بمائل فمن خرج عن المتابعة فهو مائل، فالعمل الصالح إذن كل عمل تضمَّن الإخلاص والمتابعة، ضده الفاسد وهو الذي اشتمل على الشرك أو على البدعة فهذا ليس بعمل صالح، من جمَع هذه الأوصاف الثلاثة (فعسى أن يكون من المفلحين) فعسى (عسى) مِن أفعال الترجي لكنَّها بالنسبة لله سبحانه وتعالى ما تكون للترجي تكون للتعليل، ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما: ( عسى من الله واجبة ) لأنّ العلة ملازِمة للمعلول، فإذا وجدت العلة ثبَتَ المعلول، فالعلة لِلفلاح هي التوبة والإيمان والعمل الصالح فإذا وُجدِت هذه وُجِد الفلاح (فعسى أن يكون) أن يكون -أي الذي تاب وآمن وعمل صالحا- من المفلحين، قال المؤلف: "الناجين بوعد الله" يعني الناجين بوعد الله أي بما وعدهم الله به، ولكنّ الفلاح ليس كما قال المؤلف هو النجاة فقط، بل النجاة من المرهوب والفوز بالمطلوب. هذا هو الفلاح أن ينجوَ الإنسان مما يهرب وأن يحصل له ما يُحِب، وقوله: (فعسى أن يكون من المفلحين) لو قلنا بأنها للترجي مثلاً لكان تتضمن فائدة وهي أنّ الإنسان وإن عمل هذا العمل فليكُنْ راجيا لا قاطعاً فليكن راجياً للفلاح لا قاطعاً به، لأنه لا يدري قد يكون هناك موانع أو خلل لا يحصُل معه الفلاح، كأن الآيات ترشِد إذا قلنا إن (عسى) للترجي .. للترجي باعتبار العامل لا باعتبار الجازم أنها للترجي تكون الفائدة منها هو أنّ الإنسان وإِنْ عمِل فلا يقطع بل يكنْ راجياً قال الله تعالى: (( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ))[المؤمنون:60]فهنا المقام ليس مقام جزم بل هو مقام رجاء فليكن راجياً نعم
الطالب: والإخلاص.
الشيخ : والإخلاص وأن تكون في زمن ..فيه وهو قبل الموت، قبل أن تطلع الشمس من مغربها، وقوله: "مِن الشرك" لعلَّ المؤلف أوجَبَ له أن يُقيِّد التوبة هنا بالتوبة من الشرك في قوله: (وآمن) لأن الإيمان بعد الشرك، فإن العاصي مؤمن ولو كان عاصياً، فهذا هو الذي أوجب للمؤلف أن يقيِّد التوبة من الشرك، وقوله: (وآمن) صدَّق بتوحيد الله" هذا نقص في تفسيره للإيمان لأن الإيمان ليس هو التصديق في الشرع، صحيحٌ أن الإيمان في اللغة يُراد به التصديق، لكنه في الشرع هو: التصديق بشرط أن يتضَمَّن القبول والإذعان، فلا بد من قبول وإذعان وإلّا فليس بمؤمن لا يُصدَّق، فأبو طالب مثلا مصدِّق برسالة الرسول صلى الله عليه وسلم ومع ذلك فهو كافر، لأنه لم يقبَل ولم يذعِن، وقول المؤلف: "صدق بتوحيد الله" أيضاً فيه سقوط لأنه ليس الإيمان هو أن تصدِّق بوحدانية الله، لكن أن تصدِّق بكل ما يجب الإيمان به، وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبِه ورُسلِه واليوم الآخر والقدر خيره وشره، فلا بد من هذه الأركان الستة في الإيمان، وقوله: (وعمل صالحا) قال المؤلف: "أدى الفرائض" وفي هذا أيضا قصور بل المراد: عمل صالحا أي عمِل عمَلا صالحا يشمل الفرائض والنوافل، والعمل الصالح هو الذي جمع بين أمرين الإخلاص والمتابعة لقوله تعالى: (( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ))[البينة:5](مخلصين له الدين) هذا الإخلاص و(حنفاء) هذه المتابعة، لأنّ الحنيف الذي ليس بمائل فمن خرج عن المتابعة فهو مائل، فالعمل الصالح إذن كل عمل تضمَّن الإخلاص والمتابعة، ضده الفاسد وهو الذي اشتمل على الشرك أو على البدعة فهذا ليس بعمل صالح، من جمَع هذه الأوصاف الثلاثة (فعسى أن يكون من المفلحين) فعسى (عسى) مِن أفعال الترجي لكنَّها بالنسبة لله سبحانه وتعالى ما تكون للترجي تكون للتعليل، ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما: ( عسى من الله واجبة ) لأنّ العلة ملازِمة للمعلول، فإذا وجدت العلة ثبَتَ المعلول، فالعلة لِلفلاح هي التوبة والإيمان والعمل الصالح فإذا وُجدِت هذه وُجِد الفلاح (فعسى أن يكون) أن يكون -أي الذي تاب وآمن وعمل صالحا- من المفلحين، قال المؤلف: "الناجين بوعد الله" يعني الناجين بوعد الله أي بما وعدهم الله به، ولكنّ الفلاح ليس كما قال المؤلف هو النجاة فقط، بل النجاة من المرهوب والفوز بالمطلوب. هذا هو الفلاح أن ينجوَ الإنسان مما يهرب وأن يحصل له ما يُحِب، وقوله: (فعسى أن يكون من المفلحين) لو قلنا بأنها للترجي مثلاً لكان تتضمن فائدة وهي أنّ الإنسان وإن عمل هذا العمل فليكُنْ راجيا لا قاطعاً فليكن راجياً للفلاح لا قاطعاً به، لأنه لا يدري قد يكون هناك موانع أو خلل لا يحصُل معه الفلاح، كأن الآيات ترشِد إذا قلنا إن (عسى) للترجي .. للترجي باعتبار العامل لا باعتبار الجازم أنها للترجي تكون الفائدة منها هو أنّ الإنسان وإِنْ عمِل فلا يقطع بل يكنْ راجياً قال الله تعالى: (( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ))[المؤمنون:60]فهنا المقام ليس مقام جزم بل هو مقام رجاء فليكن راجياً نعم
قال الله تعالى : << وربك يخلق ما يشآء و يختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون >>
ثم قال الله تعالى: (( وربك يخلق ما يشاء )) هذه الآية تعليل لبُطْلان آلهة المشركين وإثبات الألوهية لله، وذلك عن طريق إثبات الخلق فإنّ الخالق هو الذي يجِب أن يُعبد، لقوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ))[البقرة:21] إنّ هذا الوصف تعليل للأمر فإنّ الخالق يجب أن يكون هو الإله المعبود كما قال الله تعالى: (( وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ * أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ )) فإذا كانوا لا يخلقون كيف يستحِقُّون أن يُعْبدوا، وقال إبراهيم لأبيه: (( يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا ))[مريم:42]هنا قال: (( وربك يخلق ما يشاء )) لإلزام هؤلاء المشركين بعبادته وحده، وقوله: (يخلق) الخلْق هو الإبداع المبني على التقدير، فإن الله سبحانه وتعالى يُقَدِّر ثم يخلق فخلقُه مبني على الحكمة (يخلق ما يشاء) ولم يقل من يشاء مع أنّ في المخلوقات ما هو عاقل فلماذا قال: (ما يشاء) دون من يشاء)؟ تغليباً لغير العاقل لأنه أكثر، ثمَّ من أجل أن يشمل الأعيان والأوصاف، والأوصاف معلوم أنها ليست من العقلاء، وإذا رويت الأوصاف أُتِي ب(ما) وانظروا إلى قوله تعالى: (( فانكحوا ما طاب لكم من النساء )) ولم يقل: (من طاب) مع أن المنكوح عاقل، لكنّه لما كانت المرأة تُنكح لصفاتها قال: (انكحوا ما طاب) يعني .. راعُوا الصفة، فهنا (يخلُق ما يشاء) عبّر ب(ما) تعبيراً لغير العاقل لكثرته، ولِيشمل الأعيان والأوصاف، فالله تعالى خالق كل شيء الأعيان والأوصاف، ولهذا من مذهب أهل السنة والجماعة أن الله تعالى خالق للعبد ولأفعال العبد التي هي أوصافه، فالله تعالى يخلق ما يشاء، وقوله: (ما يشاء) أي ما يشاء خلقه، فالمفعول إذاً محذوف، وهذه المشيئة كلُّ ما ذكر الله تعالى عن فعل من أفعاله أنه تابع للمشيئة فإنه مقرون بالحكمة، لأن من أسماء الله تعالى الحكيم فلا يخلق شيئا عبثاً ولا يحكم بشيء عبثاً كل ما شاءه فهو مقرون بحكمة، وقوله: (ويختار) قال المؤلف: "ما يشاء" يختار ما يشاء، والاختيار الأخذ بخيرِ الأمرين فهو سبحانه وتعالى أيضاً يأخذ بما يراه خيراً من أفعاله وأحكامه، فتصوير الخلق عائد لأصل التكوين، والاختيار عائد للتعيين المبني على الإرادة التامة، فهو لا معقبَ لحكمة ولا رادَّ لقضائه فيختار يختار ما يريد سبحانه وتعالى، يخلق الآدمي على هذا الوجه اختار أن يكون على هذا الوجه، خلَق البهيمة المركوب واختار أن يكون على هذا الوجه، نعم كذلك أيضاً اختار أن يكون شرعُه كذا -وإن لم يكن مخلوقاً- على هذا الوجه، فإذاً الاختيار أعمُّ من الخلق من وجه حيث يشمل المخلوق وغير المخلوق، فهو يختار سبحانه وتعالى ما يريده من شرع أي أعم من هذا الوجه، وأما الخلق فإنه أعمّ من حيث أنه يشمل الأعيانَ والأوصاف، وقوله: (( ما كان لهم )) للمشركين (( الخِيَرة )) أي الاختيار، قوله: (ما كان) هل هي نافية أو اسم موصول، قال بعضهم: إنها اسم موصول يعني: يختار ما كان لهم الخيرة، يعني ما يكون فيه خير لهم، يختار الذي فيه خير لهم، وعلى هذا فقوله: (ما كان لهم الخيرة) موصول بقوله: (ويختار)، لأنه مفعول به، وهذا القول ذهب إليه المعتزلة الذين يقولون: إنه يجب على الله فعل الأفضل أو الصلاح فقالوا: إنه تعالى ما يختار إلا ما كان فيه الخيرة، أما ما لم يكن فيه خيَرة فلا يختاره، وهذا معناه أنه سبحانه وتعالى يفعَل ما هو أصلح أو ما هو صلاح، ولكنَّ أكثر المفسرين وعلى رأسِهم ابن عباس رضي الله عنهما يقولون: إن (ما) نافية، وكما قال المؤلف والمعنى: لا يكون الخيَرة لهؤلاء المشركين ولا لأصنامهم أيضاً، فأصنامهم لا تخلُق ولا تختار، وكذلك هم ليس لهم حقّ الاختيار فيما أراد الله، وهذا القول هو الصواب، وعلى هذا فيكونُ الوقف على قوله: (ويختار) تقف ثم تبدأ (ما كان لهم الخيرة) وهذا هو القول الصحيح في هذه الآية أن الله هو الذي له الاختيار المطلق وليس لأحد خيَرةٌ وقد قال الله تعالى: (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ))[الأحزاب:36] فلا يختارون من أمرهم إلا ما اختارَ الله، وقد تقدَّم لنا في كتاب العقيدة تفصيلُ القول: هل يجب على الله فعل الأصلح والصلاح أو لا يجب؟ وذكرنا أنه واجبٌ عليه بمقتضى الحكمة وليس بُمقتضى عقولنا، فإن الله تعالى بمقتضى كونه حكيما ما يفعل إلا ما هو صالح أو أصلح، لا يمكن أن يفعل ما ليس بصالح ولا أصلح، لأنه حكيم، ولكن هل معنى ذلك أننا نحن نوجب على الله ونقول هذا أصلح من هذا ويجب أن يفعل كذا، لا، ولكنه سبحانه وتعالى يفعله وقد لا نعلم نحن بهذه الأصلحية أو بوجه الصلاحية ما يلزم أن نعلم، وكم من أشياء نظن أن الحكمة في مخالفة ما أمر الله به أو ما يقع قدراً ويكون الحكمة فيما جاء به الشرع وقضى به القدر وقضى به الله تعالى في قدره (( ما كان لهم الخيرة سبحان الله )) ما كان لهم الخيرة أي الاختيار في شيء، فسر المؤلف الخيرة بالاختيار إذاً فهي اسم مصدر كذا؟ لماذا؟ لأنَّ كل كلمة تضمنت معنى المصدر دون حروفِه فهي اسم مصدر، ونظير الخيرة الطِيَرة فإن الطيرة اسم مصدر بمعنى التَطُيُّر وهكذا الخيرة اسم مصدر بمعنى الاختيار (( سبحان الله وتعالى عما يشركون )) عن إشراكهم قوله: (سبحان الله) تقدم لنا أكثرَ من مرة أنها اسم مصدر بمعنى التسبيح، والتسبيح تنزيه الله سبحانه وتعالى عما لا يليق به، والذي لا يليق به -يا غانم!- ما الذي لا يليق بالله ويجِب أن يُنَزَّه عنه؟
الطالب: ...
الشيخ : ... النقص ومشابهة المخلوقين ممتنعة على الله والنقص ممتنع عليه سبحانه وتعالى فعليه (سبحان الله) تنزيهاً لله عن كلِّ ما لا يليق به من نقص أو مشابهة المخلوقين.
الطالب:....
الشيخ : لا، لأنه قد تكون صفة كمال فإذا شابه اللهُ بها صار نقصاً، وقد تكون المسألة ما فيها مشابهة للمخلوقين إطلاقاً و.. الشبه يعني من الصفات الخاصة بالله هذه الصفات الخاصة به مُنَزَهٌ بها عن النقص ولهذا ذكر الله سبحانه وتعالى (( ليس كمثله شيء )) فنص على نفي ... وقال: (( وما مسنا من لغوب )) فنص على نفي النقص، وقوله: (عمّا يشركون) يقول: "عن إشراكهم" استفدنا من تقدير المؤلف أن (ما) مصدرية فيكون التنزيه عن فعلِهم، ويحتمِل أن تكون (ما) اسماً موصولاً ويكون العائد محذُوفاً والتقدير: عما يشركونه به. فيكون مُنَزَّهَا عن الشركاء التي هي الأصنام، وقوله (وتعالى) مأخوذة من العلو لكنَّها تفيد معنى التنزه عن العلو يعني (تعالى) معناها ترَفَّع وتنزَّه بعلوٍّ فهي أبلغ من قولك (علا)، لأن (علا) تفيد العلو لكن (تعالى) تفيد مع العلو التنزهَ والتحاشيَ عما يشركونه به أو عن إشراكهم به، ولما بيَّن الله سبحانه وتعالى عموم خلقه وأنّه هو الذي له الاختيار المطلق وليس لأحد من خلقه اختيار، فالاختيار له وحده -وانتبِهوا إلى قوله: (ما كان لهم الخيرة) سيكون فيها نقاش إن شاء الله في ذِكْر الفوائد- ذَكَرَ أنَّه عالم بكل شيء، نعم.
الطالب:....
الشيخ : إي نعم، تطَيَّر يتطَيَّر تَطُيَّراً.
الطالب:....
الشيخ : معنى التطير.
الطالب: ...
الشيخ : ... النقص ومشابهة المخلوقين ممتنعة على الله والنقص ممتنع عليه سبحانه وتعالى فعليه (سبحان الله) تنزيهاً لله عن كلِّ ما لا يليق به من نقص أو مشابهة المخلوقين.
الطالب:....
الشيخ : لا، لأنه قد تكون صفة كمال فإذا شابه اللهُ بها صار نقصاً، وقد تكون المسألة ما فيها مشابهة للمخلوقين إطلاقاً و.. الشبه يعني من الصفات الخاصة بالله هذه الصفات الخاصة به مُنَزَهٌ بها عن النقص ولهذا ذكر الله سبحانه وتعالى (( ليس كمثله شيء )) فنص على نفي ... وقال: (( وما مسنا من لغوب )) فنص على نفي النقص، وقوله: (عمّا يشركون) يقول: "عن إشراكهم" استفدنا من تقدير المؤلف أن (ما) مصدرية فيكون التنزيه عن فعلِهم، ويحتمِل أن تكون (ما) اسماً موصولاً ويكون العائد محذُوفاً والتقدير: عما يشركونه به. فيكون مُنَزَّهَا عن الشركاء التي هي الأصنام، وقوله (وتعالى) مأخوذة من العلو لكنَّها تفيد معنى التنزه عن العلو يعني (تعالى) معناها ترَفَّع وتنزَّه بعلوٍّ فهي أبلغ من قولك (علا)، لأن (علا) تفيد العلو لكن (تعالى) تفيد مع العلو التنزهَ والتحاشيَ عما يشركونه به أو عن إشراكهم به، ولما بيَّن الله سبحانه وتعالى عموم خلقه وأنّه هو الذي له الاختيار المطلق وليس لأحد من خلقه اختيار، فالاختيار له وحده -وانتبِهوا إلى قوله: (ما كان لهم الخيرة) سيكون فيها نقاش إن شاء الله في ذِكْر الفوائد- ذَكَرَ أنَّه عالم بكل شيء، نعم.
الطالب:....
الشيخ : إي نعم، تطَيَّر يتطَيَّر تَطُيَّراً.
الطالب:....
الشيخ : معنى التطير.
5 - قال الله تعالى : << وربك يخلق ما يشآء و يختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون >> أستمع حفظ
قال الله تعالى : << وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون >>
(( وربُّك يعلمُ ما تكن صدورهم )) (وربك) الخطاب فيها وفي التي قبلها إمَّا للرسول صلى الله عليه وسلم، وإما لكُلِّ من يصِحُّ توجيه الخطاب إليه، (يعلم ما تكن صدورهم) تُسِرُّ قلوبهم من الكفر وغيره (تُكِنُّ) بمعنى تُسِرُّ وتخفي (صدورهم) أي قلوبهم، وإنما عبر عن الصدور، لأن القلبَ فيه والقلب متصل بأي شيء؟ بالصدر، ولهذا الصدر هو المُكِنُّ للقلب الساتر له، وما في القلب أيضا من الأشياء المستورة فالله تعالى يعلمه (يعلم ما تكن صدورهم) وقول المؤلف:" مِن الكفر وغيره" صحيح مِن الكفر وغير الكفر فلا يخفَى عليه شيء مما في القلب، قال الله تعالى: (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ))[ق:16] تُوَسْوِسُ به يعني تُحَدِّثُ به، فهو سبحانه وتعالى لا يخفى عليه شيء بل هو يعلم ما لَا تعلم أنت أيضاً، يعلم مثلاً بأنّك سوف توسوِس في اليوم الفلاني بكذا وكذا قبلَ أن يقع منك أليس كذلك؟ نعم، (ما تكن صدورهم وما يعلنون) بألسنتهم من ذلك" يُعلِنون يُظهِرون، وتخصيص المؤلف الإظهار بالألسن فيه قُصُور، لأنّ الإعلام قد يكون باللسان وقد يكون بغيره من الجوارح، قد يكون باللسان فيتكلم وقد يكون بغيره من الجوارح فيفعل بيديه أو قدميه أو عينيه أو غيرِ ذلك فهو أعمُّ ما قال المؤلف
قال الله تعالى : << وهو الله لآإله إلا هو له الحمد في الأولى والأخرة وله الحكم وإليه ترجعون >>
ثم قال: (( وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ))[القصص:70] (وهو) الضمير يعود على (ربِّ) يعني وذلك الرب الذي يخلُق والذي يعلَم هو الله، (الله) أصلها الإله حُذِفَت الهمزةُ تخفيفاً، لكثرة الاستعمال، كما في (أناس) فيقال فيها: (الناس) فتُحْذَف الهمزة للتخفيف، فالله تعالى معناها (الإله) أصلاً ثم حُذِفت الهمزة للتخفيف وصارت (الله) فما معنى الإله؟ (إِلَه) بمعنى مألوه وليست بمعنى (آلِه) فهي بمعنى مألوه مثل (غِراس) بمعنى مغروس (والبناء) بمعنى مبني (فِراش) بمعنى مفروش، وأمثلتها كثيرة ف(إله) بمعنى مألوه أي معبود، وسُمِّيَ المعبود مألوهاً، لأن القلب يَأْلَهُهُ أي يمِيل إليه، وتجدون أن (ألِهَ) موافقة في الاشتقاق الأصغر لأهل ولّا لا؟ موافقة للاشتقاق الأصغر لأهل، إذ أنّ فها الهمزة والهاء واللام ففي الأُلوهية وهي العبادة نوع من التأهل والاطمئنان، لأن الآلِهَ للشيء مطمئن إليه، فإذاً الإله بمعنى المعبود، لأن العابد يَأْلَهُهُ أي يمِيل إليه ويطمَئِن إليه، وليس الإلَه بمعنى الآلِه حيث قال المتكلمون: إنَّ الإله بمعنى الآلِه أي القادر على الاختراع يعني القادر على الخلق، لكن هم عندهم تعبيرات فلسفية القادر على الخلق، لو فسرنا الإله بمعنى القادر على الخلق لكان المشركون الذين قاتَلهم النبي صلى الله عليه وسلم موَحِّدون ولّا لا؟ لأنهم يقولون: لا خالقَ ولا قادر على الخلق إلا الله، ولا ريب أن هذا يؤدي إلى إبطال الرسالة والتوحيد، ومن ثَمَّ نعلم خطأ بعضِ المؤلفين الآن في التوحيد حيث يُرَكِّزون على توحيد الربوبية ويتناسون توحيد الألوهية، وهذا خطأ عظيم، لأنَّ التوحيد ليس الإقرار بالخالق والاعتراف به فقط إذ أنّ هذا حاصل من المشركين الذين استباح النبي عليه الصلاة والسلام دمائهم وأموالهم، لكن الإله بمعنى المعبود وهو أمر فوق القادر أو الخالق، طيب ويقول تعالى: (( لا إله إلا هو )) لما قَرَّر ألوهيته بصيغة الجُملة الاسمية (وهو الله) هذه جملة اسمية طرفاها مَعرِفة، والمعروف عند البلاغيين أن الجملة الاسمية إذا كان طرفاها معرفة فإنها تُفيد الحصر نعم، أكَّد ذلك بقوله: (( لا إله إلا هو )) فهذا حصر أيضاً للأٍلوهية في الله وحده فليس معه إلَه قال الله تعالى: (( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ ))[المؤمنون:91] فدل هذا على أن الإله هو المعبود الذي يخلُق ولهذا قال: (لَذهَب كل إله بما خلق) ولا تظُنَّ أن هذه الآية تُؤَيِّد تفسير المتكلمين لما قال (فذهب كل إله بما خلق) أن هذا دليل على أن المراد بالإله الخالق وإلا لقال: لذهب كل إله بمن عبده. لا، لكن لأنه لما كان الإله الحق هو الإله الخالق قال: (لذهب كل إله بما خلق) وهنا الحصر حقيقي ولا إضافي (لا إله إلا هو)؟ الحصر حقيقي، وقد يشتبِه على بعض الناس فيقول: إنه إضافي. وذلك لأن هذا الحصر إذا جعلناه حقيقيا يُشكِل عليه كثيرا أن الله أثبَت آلهةً سواه حيث قال: (( فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء )) وقال سبحانه وتعالى عن إبراهيم أنه قال لقومه: (( أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ ))[الصافات:86] وكذلك الكافرون قالوا للرسول صلى الله عليه وسلم قالوا فيه (( أجعل الآلة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب )) فيظن الظان أننا لا يمكن أن نجمع بين هذه الآية وبين إثبات الإلوهية للأصنام إلا إذا جعلنا الحصر إضافياً، بمعنى أننا نثبت ألوهية لكن على وجه آخر، ويكون النفي هنا على وجه آخر مخالفٍ لما أثبتنا، فنقول في ذلك: أصل الإله حقاً هو الخالق، الإله الحق هو الخالق، وأما هذه الآلة التي عُبِدَت من دون الله فهي آلهة باطلة كَذِب ولهذا قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام (( أئفكا آلهة )) فجعل ذلك إفكاً وليس بحقيقة، فهو وإن عُبِدَت وأُلِّهت فليست بآلهة، ولهذا تجدون أن الرسل صلى الله عليهم وسلم كلّ منهم يقول لقومه: اعبدوا الله ما لكم مِن إله غيره. يعني مِن إله يُعبد ويستحِق أن يُعبَد يُعبَد بحق سوى الله عزَّ وجلّ وقال تعالى: (( إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ * لَوْ كَانَ هَؤُلاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ ))[الأنبياء:99]اش معنى آلهة؟ أي معبودة بحق وإلا أثبت الله لها العبادة (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم) على هذا نقول: إن الجمع بين هذا الحصر وبين ما ذُكِر من إثبات الألوهية للأصنام هو أن الإله هو المعبود بحق هذا الإله هو المعبود بحقِّ، وهذا لا ينطبق إلى على الله سبحانه وتعالى، وأما ما عُبِد بغير حقٍّ فهو وإن سُمِيَ إلهاً لكنه لا يستحِق أن يكون إلهاً، وكما قال الله (( لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون )) وقوله: (( لا إله إلا هو )) هل هو ذِكْر على انفراده بمعنى أنك يُشرَع أن تقول: لا إله إلا هو ، لا إله إلا هو، أو ليس ذكراً على انفراده ما لم يسبِق الضميرَ مرجع؟ هذا هو المُتَعَيِّن ما يمكن أن تقول: لا إله إلا هو، إلا إذا سبقَ لهذا الضمير مرجعٌ مذكور أو ملفوظ، مذكور مثل الله لا إله إلا هو، أو ملفوظ مثل أن يأتي شيءٌ من أفعال الله فتقول: لا إله إلا هو، وأمَّا لا إله إلا أنت فيصح لأنك تُخَاطِب الله فهو متعين، وإنما قلنا ذلك في الأول يعني (لا إله إلا هو) لا بدَّ من مرجع خلافا للصوفية، الصوفية يقولون: لا إله إلا هو. هم يُعيدونه فيقولون: هو، هو، هو، هو إلى آخره فيعبُدون الله بلفظ ويذكرون الله بلفظ الضمير فقط، ويحذفون (لا إله إلا هو) فيقولون هو، هو، هو فإذا وجدتهم في مجتمعاتهم وهم يهزون الرؤوس ويضرِبون الطبول ويُغَبِّرُون بالأصوات ويقولون هو، هو وربما يجْرحُون أنفسهم من شدة الانفعال والغيبوبة نسأل الله العافية الحاصل أن هذا لا يكون إلا بسبقِ مرجع قال: (( له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون )) نعم.
الطالب:...
الشيخ : لا، (وهو الله) فقط.
الطالب:...
الشيخ : لا، (وهو الله) فقط.
7 - قال الله تعالى : << وهو الله لآإله إلا هو له الحمد في الأولى والأخرة وله الحكم وإليه ترجعون >> أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : << فأما من تاب وءامن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين >>
(( فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ ))[القصص:67]في هذا: فضيلةُ هذه الأوصاف الثلاثة التوبة والإيمان والعمل الصالح.
ومِن فوائدها أنّ هذه الأوصاف الثلاثة سبب للفلاح، لقوله: (( فعسى أن يكون من المفلحين )).
ومنها أنّ الفلاحَ مرتَبَة عالية لا ينالها إلّا ذوي الأوصاف الحميدة: التائبون المؤمنون العاملون صالحاً.
ومن فوائد الآية: أن العمل لا ينفع إلّا إذا كان صالحاً وهو ما جمع شرطين -كما سبق- الإخلاص والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم
ومِن فوائدها أنّ هذه الأوصاف الثلاثة سبب للفلاح، لقوله: (( فعسى أن يكون من المفلحين )).
ومنها أنّ الفلاحَ مرتَبَة عالية لا ينالها إلّا ذوي الأوصاف الحميدة: التائبون المؤمنون العاملون صالحاً.
ومن فوائد الآية: أن العمل لا ينفع إلّا إذا كان صالحاً وهو ما جمع شرطين -كما سبق- الإخلاص والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم
فوائد قوله تعالى : << وربك يخلق ما يشآء و يختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون >>
وقوله: (( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ))[القصص:68] مِن فوائدها إثباتُ أنّ الله وحدَه هو الذي يخلق، لقوله: (( ما كان لهم الخيرة )) لأن منْ لا اخْتيارَ له طبعاً لا خلقَ له.
ومِنها أن الله تعالى قادرٌ على كل شيء، لأن (مَن يخلق ما يشاء) معناه؟ قادر كيف يريد يخلُقُه.
ومنها إثباتُ الإرادة لله سبحانه وتعالى، لقوله: (( ويختار )) نعم، والإرادةُ هنا الشرعية ولّا الكونية؟
الطالب: الكونية.
الشيخ : إن نظرنا إلى قرنِها بالخلق قلنا: هي الكونية، وإن نظرنا إلى لفظها بقطع النظر عن اقترانها بالخلق قلنا: إنها شاملة للكونية وللشرعية لأنه سبحانه وتعالى يختار كوناً وشرعا ما يشاء، وهذا أوْلَى العموم أولى أن تكون شاملة للاختيار الكوني والشرعي ... لكن هل هو يختار هذا فيما يخلُق؟ طبعاً السياق يقتضي أن تكون يختَار ما يخلق، ...المغايرة مو معناها أن ...الناس في طاعته، معناه أنّ معنى هذا غير معنى هذا، معنى الاختيار غير معنى الخلق طيب.
ومن فوائدها: أن الإنسان لا اختيارَ له وقد تمسَّك بهذا الجبرية، لقوله: (( ما كان لهم الخيرة )) فقالوا: هذه الآية تدل على أنّ الإنسان ما له اختيار، وأنه مُجبر على فعله، والجواب على ذلك أن يقال: ما كان لهم الخيرة المطلقة يعني التي تكون بدون الله، فالله يختارُ وهُم يختارون، والدليل على هذا -أنه ما كان لهم الخيرة المطلقة- آيات كثيرة وأحاديث تدُل على أن الإنسان له إرادة (( منكم من يريد الدنيا ومِنْكم من يريد الآخرة )) (( لمن شاء منكم أن يستقيم )) نعم، فهو سبحانه وتعالى أثبت للإنسان مشيئة وأثبت له إرادة، والواقع يشهد بذلك ولّا لا؟ الواقع يشهد بذلك والإنسان يفرِّق بين الفعل الاختياري والفعل غير الاختياري أليس كذلك؟ فالإنسان إذا نزَل من السطح بالدَرَج نزولُه اختياري، ولكن إذا دفعه أحد من أعلى الدَرَج فتدحرج نزولُه غير اختياري، فإذاً قوله: (ما كان لهم الخيرة) النفي هنا مسلط على أيِّ شيء؟ على مطلق الخيرة ولّا على الخيرة المطلقة ؟ على الخيرة المطلقة التي لا تُعارَض هذا مو هو للإنسان، بل الإنسان مُدَبَّر وله إرادة، وأما أن يكون نفياً لمطلق الخيَرة فهذا لا يمكن، لأن الآيات والواقع يشهد بأن للإنسان خِيَرة أليس كذلك؟ هنا العلماء يقولون: في كثير من الكفارات يُخَير بين كذا وكذا طيب.
الطالب:....
الشيخ : طيب، ومنها أيضاً ومن فوائدها انفراد الله تبارك وتعالى بالإرادة، المطلقة ولا مُطْلق الإرادة؟ بالإرادة المطلقة لا مُعَقِّبَ لحكمة ولا راد لقضائه.
ومنها تنزيه الله سبحانه وتعالى عمّا لا يليق، به لقوله: (( سبحان الله )).
ومنها أيضا من فوائد الآية تعاليه وتنزُّهُه عن هؤلاء المشركين سواءٌ قدرنا (ما) مصدرية أو قدرناها موصولة فهو سبحانه وتعالى متعالٍ عن المشركين عن أصنامهم وعن شركهم، نعم ومنها أيضاً
ومِنها أن الله تعالى قادرٌ على كل شيء، لأن (مَن يخلق ما يشاء) معناه؟ قادر كيف يريد يخلُقُه.
ومنها إثباتُ الإرادة لله سبحانه وتعالى، لقوله: (( ويختار )) نعم، والإرادةُ هنا الشرعية ولّا الكونية؟
الطالب: الكونية.
الشيخ : إن نظرنا إلى قرنِها بالخلق قلنا: هي الكونية، وإن نظرنا إلى لفظها بقطع النظر عن اقترانها بالخلق قلنا: إنها شاملة للكونية وللشرعية لأنه سبحانه وتعالى يختار كوناً وشرعا ما يشاء، وهذا أوْلَى العموم أولى أن تكون شاملة للاختيار الكوني والشرعي ... لكن هل هو يختار هذا فيما يخلُق؟ طبعاً السياق يقتضي أن تكون يختَار ما يخلق، ...المغايرة مو معناها أن ...الناس في طاعته، معناه أنّ معنى هذا غير معنى هذا، معنى الاختيار غير معنى الخلق طيب.
ومن فوائدها: أن الإنسان لا اختيارَ له وقد تمسَّك بهذا الجبرية، لقوله: (( ما كان لهم الخيرة )) فقالوا: هذه الآية تدل على أنّ الإنسان ما له اختيار، وأنه مُجبر على فعله، والجواب على ذلك أن يقال: ما كان لهم الخيرة المطلقة يعني التي تكون بدون الله، فالله يختارُ وهُم يختارون، والدليل على هذا -أنه ما كان لهم الخيرة المطلقة- آيات كثيرة وأحاديث تدُل على أن الإنسان له إرادة (( منكم من يريد الدنيا ومِنْكم من يريد الآخرة )) (( لمن شاء منكم أن يستقيم )) نعم، فهو سبحانه وتعالى أثبت للإنسان مشيئة وأثبت له إرادة، والواقع يشهد بذلك ولّا لا؟ الواقع يشهد بذلك والإنسان يفرِّق بين الفعل الاختياري والفعل غير الاختياري أليس كذلك؟ فالإنسان إذا نزَل من السطح بالدَرَج نزولُه اختياري، ولكن إذا دفعه أحد من أعلى الدَرَج فتدحرج نزولُه غير اختياري، فإذاً قوله: (ما كان لهم الخيرة) النفي هنا مسلط على أيِّ شيء؟ على مطلق الخيرة ولّا على الخيرة المطلقة ؟ على الخيرة المطلقة التي لا تُعارَض هذا مو هو للإنسان، بل الإنسان مُدَبَّر وله إرادة، وأما أن يكون نفياً لمطلق الخيَرة فهذا لا يمكن، لأن الآيات والواقع يشهد بأن للإنسان خِيَرة أليس كذلك؟ هنا العلماء يقولون: في كثير من الكفارات يُخَير بين كذا وكذا طيب.
الطالب:....
الشيخ : طيب، ومنها أيضاً ومن فوائدها انفراد الله تبارك وتعالى بالإرادة، المطلقة ولا مُطْلق الإرادة؟ بالإرادة المطلقة لا مُعَقِّبَ لحكمة ولا راد لقضائه.
ومنها تنزيه الله سبحانه وتعالى عمّا لا يليق، به لقوله: (( سبحان الله )).
ومنها أيضا من فوائد الآية تعاليه وتنزُّهُه عن هؤلاء المشركين سواءٌ قدرنا (ما) مصدرية أو قدرناها موصولة فهو سبحانه وتعالى متعالٍ عن المشركين عن أصنامهم وعن شركهم، نعم ومنها أيضاً
اضيفت في - 2007-08-13