تفسير سورة العنكبوت-01a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تفسير قوله تعالى : << و لا يصدنك عن ءايات الله بعد إذ أنزلت إليك وادع إلى ربك و لاتكونن من المشركين >> من سورة القصص
حُذِفَتْ لامُ الفعل أو لا؟ (( وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُن فِي ضَيْقٍ )) (( تكُن )) النهي هنا أثَّر ولّا ما أثَّر؟ (( ولا تكن )) أثَّر بالفعل، وش اللي أثَّر به؟
الطالب: ..
الشيخ : لا، حُذِف منه الواو اللي هي لامُ الفعل، (( ولا تكن )) هنا ما حذفت الواو التي هي لام الفعل لماذا؟ قال: " لِبنائِه " لأنَّه مبني على الفتح، وأصلُ حذفِ لام الفعل مِن أجل السكون، (( ولا تكُنْ )) قلت لكم: أصله (تكُون) لو أننا أبقيْنا الواو وسَكَّنّا النون التقى ساكنان وهذا غير جائز في اللغة العربية، وإذا التقى ساكنان والأول منهما حرف لين حُذِف ولهذا حذِفَت الواو التي هي لامُ الفعْل، أمَّا هنا (( وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )) فلم تُحذَف يقول المؤلف " لِبنائِه ".
وقوله: (( مِن المشركين )) الشرك كما مر علينا كثيرًا ينقسِم إلى أكبر مخرِج عن الملة وإلى أصغر لا يخرج من الملة، فالأكبر أن يشرِك مع الله أحدًا في عبادتِه أو رُبوبِيَّتِه، فمَن أشرَك مع الله في ربوبِيَّتِه أو في عبادَتِه فهو مُشْرِك، وما دُونَ ذلك مما أُطْلِقَ عليه الشرك فهو شركٌ أصغر، والغالِب أنَّ الشركَ الأصغَر يكون إمَّا لأنَّه وسيلة للأكبر كما في مَسْأَلَةِ الرياء لأنَّ اللي يعمَل العبادة ويُحَسِّنُها للناس قد يُؤَدِّى به الأمر إلى أن يعمَل أصل العبادة للناس فيكون بذلك مُشْرِكًا شركًا أكبر، وقد يكونُ الشرك الأصغر ليس وسيلة إلى الشرك الأكبر وإنما يتعَلَّق بأمور أخرى ما تتعلق بالكفر، ولكن على كل حال الشركُ الأكبر هو أن يعتقِدَ الإنسان لله شريكًا في ألُوهِيَّتِه أو رُبُوبِيَّتِه نَقِف على هذا؟
الطالب:.......؟
الشيخ : هو كفر لكن نوع هذا الكفر أنَّه شرك، لأن الكفر عام جنسٌ يشمَلُ أنواعًا
الطالب: ..
الشيخ : لا، حُذِف منه الواو اللي هي لامُ الفعل، (( ولا تكن )) هنا ما حذفت الواو التي هي لام الفعل لماذا؟ قال: " لِبنائِه " لأنَّه مبني على الفتح، وأصلُ حذفِ لام الفعل مِن أجل السكون، (( ولا تكُنْ )) قلت لكم: أصله (تكُون) لو أننا أبقيْنا الواو وسَكَّنّا النون التقى ساكنان وهذا غير جائز في اللغة العربية، وإذا التقى ساكنان والأول منهما حرف لين حُذِف ولهذا حذِفَت الواو التي هي لامُ الفعْل، أمَّا هنا (( وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )) فلم تُحذَف يقول المؤلف " لِبنائِه ".
وقوله: (( مِن المشركين )) الشرك كما مر علينا كثيرًا ينقسِم إلى أكبر مخرِج عن الملة وإلى أصغر لا يخرج من الملة، فالأكبر أن يشرِك مع الله أحدًا في عبادتِه أو رُبوبِيَّتِه، فمَن أشرَك مع الله في ربوبِيَّتِه أو في عبادَتِه فهو مُشْرِك، وما دُونَ ذلك مما أُطْلِقَ عليه الشرك فهو شركٌ أصغر، والغالِب أنَّ الشركَ الأصغَر يكون إمَّا لأنَّه وسيلة للأكبر كما في مَسْأَلَةِ الرياء لأنَّ اللي يعمَل العبادة ويُحَسِّنُها للناس قد يُؤَدِّى به الأمر إلى أن يعمَل أصل العبادة للناس فيكون بذلك مُشْرِكًا شركًا أكبر، وقد يكونُ الشرك الأصغر ليس وسيلة إلى الشرك الأكبر وإنما يتعَلَّق بأمور أخرى ما تتعلق بالكفر، ولكن على كل حال الشركُ الأكبر هو أن يعتقِدَ الإنسان لله شريكًا في ألُوهِيَّتِه أو رُبُوبِيَّتِه نَقِف على هذا؟
الطالب:.......؟
الشيخ : هو كفر لكن نوع هذا الكفر أنَّه شرك، لأن الكفر عام جنسٌ يشمَلُ أنواعًا
1 - تفسير قوله تعالى : << و لا يصدنك عن ءايات الله بعد إذ أنزلت إليك وادع إلى ربك و لاتكونن من المشركين >> من سورة القصص أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى : << و لاتدع مع الله إلها ءاخر لآ إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم و إليه ترجعون >> من سورة القصص .
(( وَلا تَدْعُ )) تعبُد (لا) ناهِية و(تدع) فعلٌ مضارع مجزوم بـ(لا) الناهية وعلامة جزمه حذفُ الواو والضمَّةُ قبلها دليل عليها، (( مَعَ اللَّهِ إِلَهًا )) مفعول (تدع)، والإله بمعنى المألُوه أي المعبُود، (( آخَرَ )) فإنَّ هذا غيرُ ممكِن أن يكونَ مع اللهِ إلهٌ آخر حق، وذلك لِأَنَّ الآلهة التي سِوى الله كلُّها باطِل كما قال تعالى:(( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ))[لقمان:30]، وفي هذه الآية (( وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ )) سمَّى الله تعالى ما يُعبَد إلهًا، وذلك لأن (الإله) فِعَال بمعنى مفعول أي: معبود، (( لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ )) هذه الجملة كالتعليل لِلنهي السابق يعني فإنَّه لا إله إلا هو، وهذا النهي بل هذا النَّفْيُ نفيٌ للحَقّ يعنِى للمعبود الحق، فإنَّه لا إله إلا الله، وحينئَذٍ لا يكُونُ بينَها وبين ما سبقَها منافَاة، إذ أنَّ ما سبقَها -كما ترَوْن- يُثْبِت آلِهَةً مَع الله لكِن ينهى أن تُدْعَى هذه الآلهة، والثاني يقول: (( لا إله إلا هو )) ينفي أن يكونَ هناك إلَه، والجمعُ بينَهما أن يُقَال: الإله الحَقّ الذي عُبِدَ وهو يسْتَحِقُّ أن يُعْبَد هذا ليس إلَّا الله، وأمَّا الإلهُ الباطل الذي عُبِد وهو لا يستحِقُّ أن يُعْبَد فهذا ثابِتٌ لغيرِ لله، وهذا هو الصحِيح في النفْي مع أنَّه يحتمِل أن يكونَ نفيًا بمعنى النهي أي: لا تعبُدْ إلا الله، والنَّفْيُ بمعنى النَّهْي يَرِدُ في القرآن كما قالوا في قوله تعالى: (( ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ))[البقرة:2] قالوا: المعنى - بعض المفسرين - (( لا ريبَ فيه )) أي لا ترتابُوا فيه فجعلُوا النفي بمعنى النهي، ولكنَّ الأولى أن يبقَى النفيُ على ظاهرِه وأن يُجْعَل نفيًا حقيقَةً، ويكونُ النفْي أبلغ مِن النهي، لأنَّ النفْي إثباتُ صِفَة وأمَّا النهي فإنَّه نهيٌ عنه قد يمكن الامْتِثَال وقد لا يمكن، يعني قد يحصُل الامتثال وقد لا يحصُل، أمَّا إذا كانت نفيًا فهي أعظَم وأَوْلَى فعَليه نقول: هذا النفْي لا يتعارَضُ مع ما قبلَه، لأنَّ ما قبلَه باعتبار أنَّها آلِهَة باطِلَة، والثاني باعتبار أنها آلِهَة حق فلا إلهَ حقّ إلا الله، (( لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ )) كلمة (هو) ضَمِير يعُود على الله وليس هو اسمًا مستقِلًّا، بمعنى أنَّه ليسَ مِن أسماءِ الله (هو)، خِلافًا للصُّوفِيَّة المبتَدِعَة الضَّالَّة فإنَّهم يجعَلون (هو) مِن أسماء الله ويقولون: (لا إله إلا هو) مثل (لا إله إلا الله) فيقولون في أذكارهم الباطلة: هُو هُو هُو يُكَرِّرُونَها، ويقولون: هذا هو التوحيد، فنقول: الضمير هو ليس اسمَ علمٍ لله، وإنما هُو ضَمِيرٌ يعودُ على الله (مع الله) هذا الاسم (( لا إله إلا هو )) أي إلا (الله) المذكور السابق، قال: (( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ )) (( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ )) بمعنى زائِل ومُضْمَحِلّ ومعدُومٌ بعد الوجود، (( هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ )) قال المؤلف" إلا إيَّاه " يعني إلَّا الله فإنَّه سبحانَه وتعالى ليس بهالِك كما قال تعالى: (( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ ))[الرحمن 26:27]، وقولُه: (( إلا وجهه )) فسَّرَهُ المؤلف بقولِه: " إلا إيَّاه " ردًّا على قولِ أهلِ الباطِل الذين قالُوا " إنَّ الله يفنى إلا وجهَه " والعياذ بالله فجعلوا الوجْه هنا لم يعَبَّر به عن الذات بل جعلوه معَبَّرًا به عن صِفَةِ الوجه فقط وقالوا: "إنَّ الله يفنَى إلَّا وجهَه " وهذا لاشكَّ أنَّه كلامٌ باطل وأنَّ المراد بالوجْهِ هنا الذَّات كلُّها كُلُّ الذاتِ العلية لكنه عبَّر بالوجه كسائر التعبِيرات اللغوية حيثُ يُعبَّر بالوجْه عن الشيء كله نعم.
الطالب: .......؟
الشيخ : إن كانت ... أنه (لا إله إلا هو) يعني (إلا الله)، ولكن الأولَى أن نَقُول: (لا إلَهَ إلا الله) إذا مَا سبق شيْء يعُود عليْه الضَّمِير فالأولى أن نَذْكُر اللهَ باسْمِه العَلَم، ولهذا: بُنِي الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا هو؟ لا إله إلا الله،
قال: (( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ )) فقول المؤلف: (إلا إيَّاه) صحِيح باعتِبَار الرد على مَن يقولون أن الله يفنى إلا وجهَه، لكنَّه قد يُوهِمُ معنى باطلًا وهو إنكارُ الوجْه، لكن المؤلف ما أظنُّه يرِيدُ ذلك بل معروفٌ أن الأشاعرة يُنكِرون الوجْه حقيقَة فنحن نقُول: إن لله وجهًا حقيقيًّا .. وهذه الآية يُسْتَدَلُّ بها، ولهذا قال: (( إِلَّا وَجْهَهُ )) لكنهم يقول عبَّر بالوجه عن الذَّات، نعم كسائر أسالِيب اللغة العربية، وقيل: إنَّ المعنى: كلُّ شيءٍ هالِك إلَّا ما أُريدَ به وجهُه فيكون هذا عائدًا على الأعمال يعني: جمِيعُ الأعمال مردُودة وغير مقْبُولة إلَّا ما أُريدَ به وجهُ الله، واستدَلَّ هؤلاء بأنَّ قوله: (( وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ )) هذا مِن أعمال الإنسان، ثم قال: (( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ )) كأنَّه قال: إنَّ الشِّركَ هالِك وتالِف وغير نافِع للمرء إلَّا ما أريدَ به وجه الله وهو الخالِق لهم فإنه يبقى للمرء.
الطالب: .....؟
الشيخ : لا، الهلاك بمعنى أنها ما تفيد الإنسان معنى (هالك) يعني لا تُفِيدُه، مثل قول الرسول عليه الصلاة والسلام: ( مَن عَمِل عملًا ليس عليه أمرُنا فهو ردّ )، ولكنَّنا نقول: إنَّ الآية المعنى الأول أقوى أنَّ المراد: كلُّ شيء فانٍ وتالِف إلا وجهُ الله وهو كالتعلِيل لقوله: (( وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ )) يعني فكأنَّه يقول: هذه الأصنام المعبودة مِن دون الله تبقَى ولَّا ما تَبْقَى؟ ما تبقَى، والله تعالى هو الذي يبقَى فكان هو الذي يستحِق أن يُعبَد، قال: (( له الحكم )) نعم؟
الطالب: ......؟
الشيخ : لا .. على الحقيقة ... لأنَّه يُعبَّر بالذات عن الذات دَائمًا، ..مثل (وجهُك كريم) مع أنَّه الكريم هو الله، والتعبير بهذا .. مطرد في اللغة العربية ما فيه تأويل، وقولُه: (( لَهُ الْحُكْمُ )) هذه جَمْلَة مُكَوَّنة مِن مُبْتَدَأ وخَبَر، الخبر (( له )) مُقدَّم و(( الْحُكْمُ )) مبتدأ مؤخر" وتقديم ما حقُّه التَّأْخِير يُفِيد الحصْر، والمعنَى: له وحدَه الحُكْم (( والحكم )) يقول المؤلف: " القضَاء النافِذ " وقد فسَّرَه بالحُكمِ الكونيّ، والصحيح أنَّه يشمَل الحُكْم الكَوْنِي والشرعِيّ، فلَه القضَاءُ النافذ على كل أحَد، وله أيضًا الفصْل بيْن الخلْق في الأَحْكَام الشَرْعِيَّة، فالحكم شاملٌ للأمرَين الحكم الكوني والشرعي، وقد مرَّ علينا أنَّ مِن أمثِلَة الحكم الشرعي قولُه تعالى في سورة الممتحِنَة: (( ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ))[الممتحِنة:10]، وأنَّ مِن الحكم الكوني قولُه تعالى عن إخوة يوسف: (( فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ))[يوسف:80]، وقوله: (( له الحكم )) ذكرنا أن الجملة فيها اختصاص أنَّ الحكمَ لله وحدَه مع أنَّ غيرَه له حكم، ولهذا يُقَال الحاكِم الشرعي وحاكِم البلد وما أشبه ذلك، والجواب عن هذا أن يقال: حكمُ هؤلَاء تابِعٌ لِحكْمِ الله، والحكمُ المطلَق التامّ الثاني هو لله وحدَه، فكون هؤلاء حُكَّامًا هو مِن باب التبَعِيَّة إذ أنَّ هذا الحاكِم لا يحكُم بغير بما أنزَل الله فإن حكَم لم ينفَذْ حُكْمُه.
(( وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ))[القصص:88] بالنشور من قبورِكم " (( إليه )) أي إلى الله ترجعون فيجازيكم على أعمالكم وذلك بالنشور إذا نشرَكم مِن القبور فلا مرجِع إلَّا إلى الله، ويحتمل أن يكون الرجوع هنا أعمَّ مما ذكر المؤلف بحيث يكون المعنى: (وإليه ترجعون) حتى في أحكامِكم فإنَّما تُرجعون إلى الله ولهذا يُرَدُّ الحكم بين الناس إلى مَن؟ إلى الله عز وجل ...
الطالب: .......؟
الشيخ : إن كانت ... أنه (لا إله إلا هو) يعني (إلا الله)، ولكن الأولَى أن نَقُول: (لا إلَهَ إلا الله) إذا مَا سبق شيْء يعُود عليْه الضَّمِير فالأولى أن نَذْكُر اللهَ باسْمِه العَلَم، ولهذا: بُنِي الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا هو؟ لا إله إلا الله،
قال: (( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ )) فقول المؤلف: (إلا إيَّاه) صحِيح باعتِبَار الرد على مَن يقولون أن الله يفنى إلا وجهَه، لكنَّه قد يُوهِمُ معنى باطلًا وهو إنكارُ الوجْه، لكن المؤلف ما أظنُّه يرِيدُ ذلك بل معروفٌ أن الأشاعرة يُنكِرون الوجْه حقيقَة فنحن نقُول: إن لله وجهًا حقيقيًّا .. وهذه الآية يُسْتَدَلُّ بها، ولهذا قال: (( إِلَّا وَجْهَهُ )) لكنهم يقول عبَّر بالوجه عن الذَّات، نعم كسائر أسالِيب اللغة العربية، وقيل: إنَّ المعنى: كلُّ شيءٍ هالِك إلَّا ما أُريدَ به وجهُه فيكون هذا عائدًا على الأعمال يعني: جمِيعُ الأعمال مردُودة وغير مقْبُولة إلَّا ما أُريدَ به وجهُ الله، واستدَلَّ هؤلاء بأنَّ قوله: (( وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ )) هذا مِن أعمال الإنسان، ثم قال: (( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ )) كأنَّه قال: إنَّ الشِّركَ هالِك وتالِف وغير نافِع للمرء إلَّا ما أريدَ به وجه الله وهو الخالِق لهم فإنه يبقى للمرء.
الطالب: .....؟
الشيخ : لا، الهلاك بمعنى أنها ما تفيد الإنسان معنى (هالك) يعني لا تُفِيدُه، مثل قول الرسول عليه الصلاة والسلام: ( مَن عَمِل عملًا ليس عليه أمرُنا فهو ردّ )، ولكنَّنا نقول: إنَّ الآية المعنى الأول أقوى أنَّ المراد: كلُّ شيء فانٍ وتالِف إلا وجهُ الله وهو كالتعلِيل لقوله: (( وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ )) يعني فكأنَّه يقول: هذه الأصنام المعبودة مِن دون الله تبقَى ولَّا ما تَبْقَى؟ ما تبقَى، والله تعالى هو الذي يبقَى فكان هو الذي يستحِق أن يُعبَد، قال: (( له الحكم )) نعم؟
الطالب: ......؟
الشيخ : لا .. على الحقيقة ... لأنَّه يُعبَّر بالذات عن الذات دَائمًا، ..مثل (وجهُك كريم) مع أنَّه الكريم هو الله، والتعبير بهذا .. مطرد في اللغة العربية ما فيه تأويل، وقولُه: (( لَهُ الْحُكْمُ )) هذه جَمْلَة مُكَوَّنة مِن مُبْتَدَأ وخَبَر، الخبر (( له )) مُقدَّم و(( الْحُكْمُ )) مبتدأ مؤخر" وتقديم ما حقُّه التَّأْخِير يُفِيد الحصْر، والمعنَى: له وحدَه الحُكْم (( والحكم )) يقول المؤلف: " القضَاء النافِذ " وقد فسَّرَه بالحُكمِ الكونيّ، والصحيح أنَّه يشمَل الحُكْم الكَوْنِي والشرعِيّ، فلَه القضَاءُ النافذ على كل أحَد، وله أيضًا الفصْل بيْن الخلْق في الأَحْكَام الشَرْعِيَّة، فالحكم شاملٌ للأمرَين الحكم الكوني والشرعي، وقد مرَّ علينا أنَّ مِن أمثِلَة الحكم الشرعي قولُه تعالى في سورة الممتحِنَة: (( ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ))[الممتحِنة:10]، وأنَّ مِن الحكم الكوني قولُه تعالى عن إخوة يوسف: (( فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ))[يوسف:80]، وقوله: (( له الحكم )) ذكرنا أن الجملة فيها اختصاص أنَّ الحكمَ لله وحدَه مع أنَّ غيرَه له حكم، ولهذا يُقَال الحاكِم الشرعي وحاكِم البلد وما أشبه ذلك، والجواب عن هذا أن يقال: حكمُ هؤلَاء تابِعٌ لِحكْمِ الله، والحكمُ المطلَق التامّ الثاني هو لله وحدَه، فكون هؤلاء حُكَّامًا هو مِن باب التبَعِيَّة إذ أنَّ هذا الحاكِم لا يحكُم بغير بما أنزَل الله فإن حكَم لم ينفَذْ حُكْمُه.
(( وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ))[القصص:88] بالنشور من قبورِكم " (( إليه )) أي إلى الله ترجعون فيجازيكم على أعمالكم وذلك بالنشور إذا نشرَكم مِن القبور فلا مرجِع إلَّا إلى الله، ويحتمل أن يكون الرجوع هنا أعمَّ مما ذكر المؤلف بحيث يكون المعنى: (وإليه ترجعون) حتى في أحكامِكم فإنَّما تُرجعون إلى الله ولهذا يُرَدُّ الحكم بين الناس إلى مَن؟ إلى الله عز وجل ...
2 - تفسير قوله تعالى : << و لاتدع مع الله إلها ءاخر لآ إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم و إليه ترجعون >> من سورة القصص . أستمع حفظ
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة العنكبوت
ثم قال الله تعالى: (( آلم )) سورة العنكبوت مكية وهي تِسْعٌ وسِتُّون آية [قطع] آية مستقلة يؤتى بها في ابتداء السور ما عدا سورةَ براءَة
ثم قال الله تعالى: (( آلم )) سورة العنكبوت مكية وهي تِسْعٌ وسِتُّون آية [قطع] آية مستقلة يؤتى بها في ابتداء السور ما عدا سورةَ براءَة
قال الله تعالى : << الم >>
(( آلم )) قال المؤلف: " الله أعلم بمرادِه بذلك " وهذا حقّ فيما لو جعلنا هذه الكلمة لها معنى، ولكن الصواب أنَّه لا معنى لها كما قاله مجاهد وغيرُه، هي في حد ذاتِها ما لها معنى، وذلك لأنَّ القرآن نزَل باللغَةِ العربية، والحروفُ المركَّبَة الهجائية ما لها معنى فإنَّ (أ ب ت ث ج) ما لها معنى، ولكنَّ هذه لها مغزَى وهو الإشارة إلى أنَّ هذا القرآن الكريم الذي أعجزَكم معشَرَ العرب وأعجزَ غيركم لم يأت بحروفٍ جديدَة ما تعرفونَها وإنَّما أتى بحروف تعرفُونها وتركِّبُونَ منها كلامكم ومع ذلك أعجزَكم، ولهذا لا تكاد تجِدُ سورة مبدُوءةً بهذه الحروف الهجائية إلا وجدتَّ بعدها ذكْر بالقرآن أو ما هو مِن خصائِصِ القرآن مثل: (( الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ ))[البقرة1-2](( آلم * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ * نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ)) [آل عِمْرَان:1-2] (( آلمص * كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ ))[الأعراف:1] (( آلر * الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ ))[يونس:1] تجِد أيضًا (( حم * تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ))[الجاثية:2] (( آلم * تَنزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))[السجدة:2] وهكذا.
هذه (( آلم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا ))[العنكبوت:2]ما فيها ذكْر القرآن لكن فيها ذكْر ما هو مِن لازم القرآن وهو قولُه: (( أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ))[العنكبوت:2])) فإنَّ مَن آمَنَ بالقرآن لابد أن يُفتَن.
هذه (( آلم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا ))[العنكبوت:2]ما فيها ذكْر القرآن لكن فيها ذكْر ما هو مِن لازم القرآن وهو قولُه: (( أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ))[العنكبوت:2])) فإنَّ مَن آمَنَ بالقرآن لابد أن يُفتَن.
قال الله تعالى : << أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ءامنا وهم لايفتنون >>
قوله: (( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا )) قوله: (( أَنْ يَقُولُوا )) هذا محل الاستفهام يعني أيظُن الناس أن يُتركُوا إذا قالوا آمنا بدون أن يختبَرُوا هذا أمرٌ لا يكون بل لابُدَّ مِن الاختبَار وكلَّما كان الإنسان أقوى إيمانًا كان اختبارُه أكثر فإنَّ الله تعالى يَبتلِي الناس يُبتَلى الصالحون الأمثل فالأمثل حتى يُنظَر في دينِه هل فيه قوة أو هو دينٌ ضعيف، وقوله: (( أحسب الناس )) (حسِب) بمعنى ظن وقوله: (الناس) يشمل مَن؟ المؤمنين وغير المؤمنين، وذلك لأن قوله: إني مؤمن يكون من المؤمِن حقًّا ويكون مِن المنافق، والمنافق لا يصِحُّ أن يُسَمَّى مُؤمنًا على الإطلَاق بل إنَّما يقال: مُؤمِنٌ بلسانه كافرٌ بقلبِه، (( أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا )) أي بقولهم: (آمَنَّا)، يعني: يظُنُّ الناس أن يتركُوا بلا فتْنَة إذا قالوا: آمَنَّا (( وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ )) يختبَرُون بما يتبَيَّن به حقيقةُ إيمانِهم " وهذا الاستفْهَام للتَّقرير ولا لِلإنْكَار؟ للإنكار يعني لا تظُنُّوا هذا أنَّكم إذا قلتم: آمنا تُركْتُم بلا فتنة بل لابُد مِن فتنةٍ واختبار، والله سبحانه وتعالى يبتلي المرء تارةً بأفعاله التي يفعلُها به سبحانه وتعالى، وتارة بأفعال غيرِه التي يُسَلَّطُون بها عليه، أمَّا بأفعالِه فإنَّ الله تعالى قد يبتلِي الإنسان بمصائِب يختَبِر بها إيمانَه: مصائِب مالية أو أهلية أو بدنِيَّة فإنَّ مِن الناس مَن إذا أصابته هذه المصائب والعياذ بالله عَجِزَ أن يصبِر وربما يرتَدُّ بعد إسلامه ويكفُر والعياذ بالله، ومِن الناس من يصبِر ويحتسب، كذلك قد يُبتلَى المرء بِأمْرٍ يسلِّطُه الله عليه ما هو مِن فعل الله مثل أن يُسَلَّطَ عليه قومٌ يؤذونَه بالقول أو بالفعل أو بهما جميعًا، مِثل ما حصل لِمَن؟ حصل للصحابة رضي الله عنهم ... حصَل للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابِه فإنَّ النبي عليه الصلاة والسلام أوذِيَ إيذاءً عظيمًا مِن قومه ومِن غير قومِه، وكذلك أصحابُه أوذوا إيذاءً عظيمًا ولّا لا؟ ومع ذلك صبروا واحتسَبُوا فإنَّ عمار بن ياسر وآله حصل لهم إيذَاء عظيم وكذلك غيرُهم مِن المؤمنين منهم مَن يُؤذَى بالقول ومنهم مَن يؤذَى بالفعل ومِنهم مَن يؤذى بالقول وبالفعل، وقوله: (( وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ )) يقول: نزلَ في جماعة آمنوا فآذاهم المشركون "، طيب (( مِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ ))[العنكبوت:10] ثم يَرتَدّ والعياذ بالله، كذلك مِن الناس الآن وخصوصًا مِن الشباب المتجِّهَة إلى الدين مَن يؤذِيهِ أولئك الفسقَة ويصدُّونَه ويقولون: أنت مطَوَّع وأنت رجعِي وما أشبه ذلك هذا ابتلاء من الله وامتحان لِيعلَم سبحانه وتعالى هل يصبِر هذا على دينه أو ينح.. ثم يرجِع خوفًا من أذيَّةِ هؤلاء، ومِن الناس أيضًا من يؤذى بالتحلِّي بأخلاقِ المؤمنين كحَلقِ اللحية مثلًا فيؤذى بذلك إمَّا بالقول والاستهزاء والاستخفَاف وإمَّا بالفعل فيُضرَب عليها أو يُحبَس فتجده يحلِق لحيته خوفًا مِن هذا الأمر، وهذا لا يجُوز لأنَّه واجب أن تصبِر، نعم إن أُكرِهْت على هذا: غُلَّت يدُك وأُتِى بالموسى وحلِقَت هذا أمرٌ ليس إليك، لكن ما دامَ الأمر إليك فإنه لا يجُوز لك أن تفعَل المعصية خوفًا مِن الناس، المعاصي يجب أن الإنسان ما يفعلها خوف مِن الناس أبدًا، يجِب أن يصبر ويحتسِب، (فمِن الناس من يقول آمنا بالله).
(( وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ))[العنكبوت:3]
(( وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ))[العنكبوت:3]
الكلام على أنواع الإكراه.
الطالب: .......؟
الشيخ : ما أُكرِه هذا غاية ما هنالك أنه بيُضرب، أو يُحبَس .. احلقها مثلًا.......
الطالب: ... مشقة.
الشيخ : .. المشقة تزُول فليَصْبِر ولْيَحْتَسِب على دينِه، ولا يَرِدُ على هذا قولُه تعالى: (( إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ ))[النحل:106] فإنَّه ما عليه شيء، لأنَّ ذاك بعض العلماء يقول هذا في الإيمان القَولِي الذي مصدَرُه اللِّسَان، وإن كان الصحيح أنه حتى في الإيمان الفعلي الكفر الفعلي شامِل يعني الآية عامَّة حتى مثلًا لو أُكْرِه على السُّجُود ومَا أشْبَه ذلِك، ثُم التخلِّي عن الأمْر الشرعي فهذا لا يُمْكِن أَن يُتَخَلَّى عنه ففَرْق بين الفعل الذي تُجْبَر على فعل معصية مَثلًا على كفر هذا تُعذَر به، وأما أن ترك واجب كوُجوب إعفاء اللحية فهذا ما يجوز، لو قيل لك: اترك الصلاة مثلًا ما يمكن أن تتركها ... صلِّ ولو أُوذِيتَ بالضَّرْب والحَلْق مَا في مانِع.
الطالب: .....؟
الشيخ : أكل ال.. كأكل الميتة إذا اضطررت إليه لأنَّك إذا أكلتَ مِنه .. حياتك، أمَّا هذا فليس كذلك، هذا قد تُهدَّد بالضرب ولا تُضرَب، وقد تُضْرَب وتَصْبِر وتَحتَسِب، هذه لَيسَتْ .. ذَكَر الله، ... ما دَام قُلنَا إنَّ الإنسان إذَا أُوذِي فِي الله يجُوز أن يَدَعَ مَا أمرَ الله ... تكون فائدة لا بد من فتنة واختبار
الشيخ : ما أُكرِه هذا غاية ما هنالك أنه بيُضرب، أو يُحبَس .. احلقها مثلًا.......
الطالب: ... مشقة.
الشيخ : .. المشقة تزُول فليَصْبِر ولْيَحْتَسِب على دينِه، ولا يَرِدُ على هذا قولُه تعالى: (( إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ ))[النحل:106] فإنَّه ما عليه شيء، لأنَّ ذاك بعض العلماء يقول هذا في الإيمان القَولِي الذي مصدَرُه اللِّسَان، وإن كان الصحيح أنه حتى في الإيمان الفعلي الكفر الفعلي شامِل يعني الآية عامَّة حتى مثلًا لو أُكْرِه على السُّجُود ومَا أشْبَه ذلِك، ثُم التخلِّي عن الأمْر الشرعي فهذا لا يُمْكِن أَن يُتَخَلَّى عنه ففَرْق بين الفعل الذي تُجْبَر على فعل معصية مَثلًا على كفر هذا تُعذَر به، وأما أن ترك واجب كوُجوب إعفاء اللحية فهذا ما يجوز، لو قيل لك: اترك الصلاة مثلًا ما يمكن أن تتركها ... صلِّ ولو أُوذِيتَ بالضَّرْب والحَلْق مَا في مانِع.
الطالب: .....؟
الشيخ : أكل ال.. كأكل الميتة إذا اضطررت إليه لأنَّك إذا أكلتَ مِنه .. حياتك، أمَّا هذا فليس كذلك، هذا قد تُهدَّد بالضرب ولا تُضرَب، وقد تُضْرَب وتَصْبِر وتَحتَسِب، هذه لَيسَتْ .. ذَكَر الله، ... ما دَام قُلنَا إنَّ الإنسان إذَا أُوذِي فِي الله يجُوز أن يَدَعَ مَا أمرَ الله ... تكون فائدة لا بد من فتنة واختبار
قال الله تعالى : << ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين >>
(( وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا )) في إيمانِهم عِلْمَ مُشَاهَدَة (( وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ))[العنكبوت:3] فيهِم (( وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ )) (فتَنَّا) بمعنى اختبرنا الذين مِن قبلهم وقد أخبرَ النبي عليه الصلاة والسلام أنَّ مِن فتنة مَن قبلنا أنَّ الرجل يُمشَط بأمشَاط الحدِيد ما بين عظْمِه وجِلْدِه ومع ذلك فإنه يصبِر ويحتَسِب يعني يُؤتى بأمشَاط الحديد ويقطع به اللحم، نعم يُمشَط ومع ذلك يصْبِر على دينِه ولا يرتَدّ، فَإذَا كان هَذا في مَن قبلَنا فإنَّ هذه الأمة أولى بالصبرِ على هذا الأمر العظيم لاسِيَّمَا إذا كان المقَام مقامَ جِهَاد مثل ما وقَع لِلإِمام أحمد رحمه الله في أيام المحنة فإنه كان يُضرَب بالسياط ويُجَرّ بالبغال ليقول إنَّ القرآن مخلوق ومع ذلك أبى أن يقول إنَّ القرآن مخلوق، لأنه لو قال إنَّ القرآن مخلوق مو بس المسألة تنطلي عليه هو لكنَّه يترتَّب على ذلك فسادُ الأمة كلها ولهذا مَن أُكرِهَ على الكفر وكان كفرُه يستلزِمُ كفرَ غيرِه كفساد الملة فإنَّه لا يجوز له أن يوافِق ولو أُكرِه لأنَّ المقام في حقِّه إيش المقام؟ مقَام جِهَاد والإنسان يجب أن يجاهِدَ في سبيل الله ولو تعرَّض للقتل أما إذا كانت المسْأَلة إِكراهًا شَخْصيًّا على الكفر فإنَّ هذا يجُوز بشَرْط أن يكُون قلبُه مطمئِنًّا بالإيمان، فعلى هذا: هذا رجل مثلًا قدوة وإمام في الناس أُكرِه على أن يفعَل معصِية أو أن يفعَل الكُفْر فعلُه لها ليس مُجرَّد أن يتخلص مِن الأذِيَّة ولكن يقتدى به أُمَّةٌ مِن الناس فهذا نقول له: لا تفعل لا توافِق ولو أُكرهْت ولو ضُربْت لأنَّ المقَام مقَام جِهَاد في سبِيل الله، وإنسَان آخَر لا يُؤْبَه به ولا يَنظُر الناس إليه ولا يقتدُون به أكرِه على أن يفعل شيئا ًمِن الكفر أو ما دونه فله أن يفعَل بشرط أن يكون قلبُه مطمئنًا بالإيمان مثل ما قال الله سبحانه وتعالى: (( فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا )) مَن صدقوا؟ الصدق مُطابقة القول للواقع أو مطابقة الفعل للواقع فالذين صدقوا في قولِهم إنَّهم مؤمِنُون، فمَن كان صادقًا في إيمانه فإنَّه يَسلَم بذلك، ومن كان كاذبًا فإنَّه والعياذ بالله ينخدع بهذه الفتنة وينقلِبُ على وجهِه فيخسَرُ الدنيا والآخرة، وقول المؤلف: علمَ مُشاهَدَة يشِير إلى أنَّ قوله تعالى: (( فليعلمن اللهُ )) فإنَّ قولَه: (( ليعلمنَّ الله )) مستقبل بدليل دُخُولِ نون التوكيد عليه وبدليل أنَّه جملة قَسَمِيَّة، والجملة القسمية تكون في المستقبَل، فهو فعل مضارع واقِعٌ في جملة قسمية مُؤَّكد بالنون فيكون للمستَقْبَل، واللهُ تبارك وتعالى يعلَمُ ذلك قبل أن تحصُل الفتنة أليس هكذا؟ فكيف الجواب عن قوله: (( فليعلمن الله )) الدالّ على أن العلم لا يكون إلا بعد الفِتنة؟ المؤلف قال: " علم مشاهدة " وذلك لأنَّ علمَ الله تعالى بالأشياء ينقسِم إلى قسمَيْن: علمٌ بأنها ستقَع وعلمٌ بأنها وقعَت، فالأول: علم لِمَا لم يكُن، والثاني علمٌ لما كان، وهذا هو الذي يُنَزَّل عليه مثل هذه الآيات مثل: (( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ ))[محمد:31] والمراد علْم مشاهَدة، لأن العلم بمن سيكون مجاهدًا فهذا سابق ولكنه علمٌ بأنه سيأتي، فمتعلق العلم الآن إمَّا مستقْبَل يعلمه الله بأنه سيكون وإمَّا واقع عَلِمَ الله بأنه قد كان، هذا جواب والجواب الثاني: أنَّ العلم ينقسم إلى قسمين علمٌ يترتَب عليه الجزاء وعلمٌ لا يترتَّب عليه الجزاء فعلمُ الله في الأزل قبل وقوع الشيء علمٌ لا يترتب عليه الجزاء، وعلم الله تعالى بعد الوقُوع هو علمٌ يترتَّب عليه الجزاء فيكون العلم الذي يجعلُه الله تعالى مرتبًا على الوقوع المراد به علم المجازاة، إن .. فخيرا أم فشَرّ فهذان الجوابان عن مثل هذه الآية، ولا يقال إنَّ الله لا يعلَمُ الشيء إلا بعدَ وقوعِه كما قال ذلك غُلاةُ القدَرية فَإِنَّ غلَاة القدرية يقولون: إنَّ الله ما يعلم بالشيء إلا بعد وقوعِه. ويستِدُّلون بهذا المتشابِه مِن القرآن، ولكنَّنا نقول: هؤلاءِ في قلوبِهم زيْغ لأنهم اتبعوا ما تشابَه منه، ولو رجعوا إلى قول الله تعالى: (( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ))[الحج:70] لَتَبَيَّن لهم أنَّ الله عالمٌ بما سيكُون قبل أن يكون، وقوله: (( وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ))[العنكبوت:3] الكاذبين في إيش؟ في قولهم إنهم مؤمنون، فالله تعالى إذا فتَن الإنسَان الخلق علم مَن كَان صَادقًا في قولِه ومَن كان كاذبًا، وفي هذا التحذير تحذيرُ المرء عند وُقُوع الفتن أَن يَرْتَدَّ عن إيمانِه فيكُون بذلك كاذبًا، نعم؟
7 - قال الله تعالى : << ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين >> أستمع حفظ
الأسئلة
الطالب: شيخ الآية.....؟
الشيخ : ........ هذه خاصة لكن المناظرة العامة التي ثبت عليها أنها .. أمام العالم ...
الطالب: ........
الشيخ : لا المقصود أنه له معنى لكن ما نعلم .. بها، هذا المعنى.
اللام في قوله: (( فليعلمن الله )) وقوله : (( وليعلمَن )) اللام هذه للتوكيد وهي أيضًا موطِّئَة للقسم فتكون الجملة مؤكدةً بثلاثة مؤكدات، وقوله: (( ليعلمن الله )) ليش مفتوح الفعل مع أنه ما فيه نصب؟ إذًا مبني وليس منصوبًا أو لا؟ مبني على الفتح في محل رفع وليس منصوب.
ثم قال الله عز وجل: نبتدي الدرس الجديد
الطالب: الفوائد ما أخذناها
الشيخ : ما أخذناها؟ الفوائد نعم، طيب نبدا الفوائد إن شاء الله، آخر ما؟ (ولا تدعُ مع الله إلهًا آخر)؟
الطالب: (ولا يصدُّنَّك).
الشيخ : ........ هذه خاصة لكن المناظرة العامة التي ثبت عليها أنها .. أمام العالم ...
الطالب: ........
الشيخ : لا المقصود أنه له معنى لكن ما نعلم .. بها، هذا المعنى.
اللام في قوله: (( فليعلمن الله )) وقوله : (( وليعلمَن )) اللام هذه للتوكيد وهي أيضًا موطِّئَة للقسم فتكون الجملة مؤكدةً بثلاثة مؤكدات، وقوله: (( ليعلمن الله )) ليش مفتوح الفعل مع أنه ما فيه نصب؟ إذًا مبني وليس منصوبًا أو لا؟ مبني على الفتح في محل رفع وليس منصوب.
ثم قال الله عز وجل: نبتدي الدرس الجديد
الطالب: الفوائد ما أخذناها
الشيخ : ما أخذناها؟ الفوائد نعم، طيب نبدا الفوائد إن شاء الله، آخر ما؟ (ولا تدعُ مع الله إلهًا آخر)؟
الطالب: (ولا يصدُّنَّك).
فوائد قوله تعالى : << ولا يصدنك عن ءايات الله بعد إذ أنزلت إليك و ادع إلى ربك ولا تكونن من المشركين >> من سورة القصص
الشيخ : قوله تعالى: (( وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ))[القصص:87] مِن فوائِد هذه الآية نهيُ النبي صلى الله عليه وسلم عن التأثُّر بمعارضَة أولئك المشركين لقولِه: (( وَلا يَصُدُّنَّكَ ))، ثانيًا تثبِيتُ الرسول عليه الصلاة والسلام وذلِك مِن وجهَيْن: أحدُهما قولُه: (( عَن آيات الله )) يعني فإنَّك الآن على حق، والثاني: مِن قوله: (( بعد إذ أنزلت إليك )) وهذا لا شكَّ أن فيه تثبيتًا حيث يرى أنَّ ما معه مِن آيات الله، والذي يعلم أنَّ الذي معه مِن آيات الله سيكُون أقوَم، والثاني قوله: (( بعد إذ أُنزلَت إليك )) يعني فأنت الآن مُوحًي إليك فعليك أن لا تتأثَّر بمعارضَتِهم.
ومِن فوائد الآية أنَّ القرآن الكريم مِن آيات الله: الكونية ولا الشرعية؟ الشرعِيَّة.
ومنها أنَّ القرآن مُنَزَّل غير مخلوق لقولِه: (( بعد إذ أنزلَت إليك )).
ومِن فوائدها إثبات علُوِّ الله لأنَّ النزول يكون؟ يكون مِن أعلى.
ومنها إثبَات نُبُوَّة الرسول عليه الصلاة والسلام مِن أين؟ (( بعد إذْ أنزِلَت إليك )) وهذا يدُلّ على نبوتِه بل على رسالته لِقولِه: (( وادعُ إلى ربك )).
ومِن فوائد الآية وجوبُ الدعوة إلى الله لقولِه: (( وادع إلى ربك )) وأنَّه لا يكفي للإنسان أن يُؤْمِن ويُصَلِّح نفسه فقط بل يجِب أن يدعو إلى الله.
ومنها وجوبُ الإخلاص في الدعوة مِن أين تؤخذ؟ مِن قوله: (( إلى ربك )) أن تكُون دعوتك إلى الله مَا هي إلى نفسك.
ومنها أيضًا أنَّ التمسُّك بالإسْلام يوصِلُ العبد إلى الله وهذَا هو أكبَر غايَات الإنسان أن يصِل إلى ربِّه.
ومنها تحريمُ الشرك مِن أين تؤخذ؟ (( ولا تكونَنَّ من المشركين )).
ومنها جواز وقُوع النهي عمَّا لا يكون شرعًا لقولِه: (( ولا تكونن من المشركين ))، فإنَّ الرسول شرعًا لا يمكن أن يكون مِن المشركين وأما قدَرًا فإنه ممكِن لكنه بعد أن كان نبيًّا لا يمكن.
الطالب: الفائدة .. ؟
الشيخ : فائدتُه أنَّ النهي عن الشيء قد يُنهَى عنه المرء وإن كان لا يمكن أن يقعَ منه شرعًا فائدتُه تقبِيح هذا الأمر يعني حتى ولو لم يقَعْ لا تفكِّرْ أن تكُون فيه
ومِن فوائد الآية أنَّ القرآن الكريم مِن آيات الله: الكونية ولا الشرعية؟ الشرعِيَّة.
ومنها أنَّ القرآن مُنَزَّل غير مخلوق لقولِه: (( بعد إذ أنزلَت إليك )).
ومِن فوائدها إثبات علُوِّ الله لأنَّ النزول يكون؟ يكون مِن أعلى.
ومنها إثبَات نُبُوَّة الرسول عليه الصلاة والسلام مِن أين؟ (( بعد إذْ أنزِلَت إليك )) وهذا يدُلّ على نبوتِه بل على رسالته لِقولِه: (( وادعُ إلى ربك )).
ومِن فوائد الآية وجوبُ الدعوة إلى الله لقولِه: (( وادع إلى ربك )) وأنَّه لا يكفي للإنسان أن يُؤْمِن ويُصَلِّح نفسه فقط بل يجِب أن يدعو إلى الله.
ومنها وجوبُ الإخلاص في الدعوة مِن أين تؤخذ؟ مِن قوله: (( إلى ربك )) أن تكُون دعوتك إلى الله مَا هي إلى نفسك.
ومنها أيضًا أنَّ التمسُّك بالإسْلام يوصِلُ العبد إلى الله وهذَا هو أكبَر غايَات الإنسان أن يصِل إلى ربِّه.
ومنها تحريمُ الشرك مِن أين تؤخذ؟ (( ولا تكونَنَّ من المشركين )).
ومنها جواز وقُوع النهي عمَّا لا يكون شرعًا لقولِه: (( ولا تكونن من المشركين ))، فإنَّ الرسول شرعًا لا يمكن أن يكون مِن المشركين وأما قدَرًا فإنه ممكِن لكنه بعد أن كان نبيًّا لا يمكن.
الطالب: الفائدة .. ؟
الشيخ : فائدتُه أنَّ النهي عن الشيء قد يُنهَى عنه المرء وإن كان لا يمكن أن يقعَ منه شرعًا فائدتُه تقبِيح هذا الأمر يعني حتى ولو لم يقَعْ لا تفكِّرْ أن تكُون فيه
9 - فوائد قوله تعالى : << ولا يصدنك عن ءايات الله بعد إذ أنزلت إليك و ادع إلى ربك ولا تكونن من المشركين >> من سورة القصص أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : << ولا تدع مع الله إلها ءاخر لآإله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون >> من سورة القصص
وقال تعالى: (( وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ))[القصص:88]يُستفاد مِن هذه الآية أيضًا تحريم دعاء غيرِ الله سواءٌ كان دعاء مسألة أو دعاء عِبادَة كذا؟ طيب يُشكِل على هذا قولُ الرسول عليه الصلاة والسلام: (( .. إذا دعاك فأجبه ))
الطالب: مو بدعاء عبادة.
الشيخ : ما هو دُعاء عبادة؟ طيب إذا قلنا .. دعاء عبادة ودعاء مسألة.
الطالب: دعاء مسألة فيما لا يقدر إلا الله ... ولكن ما يقدِر عليه المخلوق ......
الشيخ : يعني يجُوز دُعَاء الإنْسَان بما يَقْدِر علَيه؟
الطالب: نعم.
الشيخ : كما لو قلت مثلًا أعطني مالًا .... قال: (( إذا دعاك فأجبه )) سماه دعاء.
الطالب: ....
الشيخ : نقول مثلًا إن دعاء التعظيم الذي يرى الإنسان نفسَه مُفْتقرًا لهذا المدعو غاية الافتقار وأنَّ المدعوَّ في كمال الغنى فهذا شِرْك، وأما الدعاء الذي يدعو الإنسان غيرَه مما يستطيعه مع اعتقادِه أنَّ هذا الغير لا ينفرِد بالإجابة فهذا لا بأسَ به، مع أنَّه يجِب أن لا يكُون بصفَة الدعاء مثلًا لو كان أنت جيت وتقول يا فلان أعطني جزاك الله خير مثلًا ما يصلُح بِهذه الصفة، لأنَّه مشابَهة فِعْلِيَّة نعم.
الطالب: ......... ؟
الشيخ : نعم إلى وليمة وهو دعاك قال: يا فلان احضر لي احضر عندي مَثَلًا.
إذا ... الدعاء الذي منهي عنه (( ولا تدْعُ مَعَ الله إلهًا آخر )) قلنا: دعاء مسألة ودعا عبادة: فدعاء العبادة أن تتعبَّد له وتركع وتسجُد وتخضَع، ودعاء المسألَة أن .. مِنه شيئًا، فنقول أن دعاء المسألة إذا كان الإنسان اتَّخذ هذا الداعِي بمنزلة الرب أنَّه قادر فاعل فهذا لا يجوز، وإن دعَاه بناء على أنَّه سبب ولم يتذلَّل له تذَلُّل المخلوق للخالق فإنَّ هذا لا بأس به.
ومنها مِن فوائد الآية إثبات وجود الآلهة مع الله وإن كانت باطلة من أين ناخذه؟ (( مع الله إلهاً آخر )) فأثبت الله أُلوهِيَّتَها لكنها أُلوهِيَّة باطلة، لأنَّ الإله بمعنى المعبود سواءٌ كان بحق أو بباطل، لكن معلومٌ أنَّ المعبود بباطل لا وجودَ له ولا حقيقة له فإنَّه يعبد بغير حق، فهو باعتبار نظرِ الشرع لا حقيقةَ له ولا وجود له شرعًا وإن كان موجودًا واقعًا.
ومنها أيضًا إثبات انفرادِ الله تعالى بالألوهية لقولِه: (( لا إله إلا هو )) لأن هذا يدُل على انفراده بالألوهية، وهل ين أول الآية و آخرها تناقضًا؟ قال: (( ولا تدع مع الله آلهًا آخر )) ثم قال: (( لا إله إلا هو )) بالأول يثبت وبالثاني ينفي؟
الطالب : في الأول يثبت باعتبار الواقع والثاني ينفي باعتبار الشرع .
الشيخ : الحقيقة الشرعية يعني معناه أنَّ الإله الباطل موجُود، والإله الحق غير موجود فتصِير آخر الآية (( لا إله إلا هو )) باعتبار كونِه إلهًا حقًّا، والأوَّل باعتبار كونِه مطلق إله أي أنَّه معبود لكنَّه بباطل.
ويستفاد مِن الآية الكريمة أيضًا أنَّ كل شيء يفنَى إلا الله لقوله: (( كل شيء هالك إلى وجهه )) طيب فإذا قال قائل: يرِد على هذا الجنة والنار وما فيها مِن الحُور والنَّعِيم، نعم فما رأيكم؟ نقول: هذا مِن العام الذي خُصِّص ما في مانِع (( كلُّ شيء هالكٌ إلا وجهَه )) فالآية هذه عامَّة ونفيُها مما ثبَت في النص يكونُ أيضًا مستثنى نعم.
الطالب: ما يقال كلّ ما له روح؟
الشيخ : لا لأَن إذا قلنا كل ما لَه روح معناه أننا حوَّلنا الآية مِن العموم إلى الخصوص يعني يكون عامًّا أريد به الخاص نعم، ولعلَّ الله أعلم إنَّ الذين قالوا: (( كلُّ شيء هالك إلا وجهَه )) أي كلُّ شيء من الأعمال باطل إلَّا ما أُرِيدَ به وجهه لعلَّهم والله أعلم فرُّوا مِن هذا من أين؟ مِن أنَّه يُوجد أشياء ما تفنى بل تبقى، نعم.
الطالب: قال بعض أهل العلم أنَّ الله ... الوجه؟
الشيخ : لا، ما .......... لكن حتى لو فرضْنا أنه على قول هؤلاء أنها تفنى يبقَى عندنا الجنة والأرواح أيضًا ما تفنى والعرش ما نعلَم أنَّه يزول.
الطالب: .....؟
الشيخ : وأنت إذا أردت كلُّ شيء فيه روح أو كُل شيء في الدنيا حوَّلت الآية بعمومِها الكامل إلى خاصّ، لأن الذي فيه الروح بالنسبة إلى غيرِه قليل جدًّا، وكذلك الدنيا بالنسبة الآخرة أيضًا قليلة، على كل حال نحن نقول هذه الآية إن كان الله تعالى يُريد بها ما يتصور فناؤه أو ما قضى عليه بالفناء .. يكون عام أُريدَ به الخاص فالمسألة واضحة ما في إشكال، وإن كان الله أرادَ بها العموم فإنَّه قد وردَ التخصِيص فيما ذكرنَاه.
الطالب: مو بدعاء عبادة.
الشيخ : ما هو دُعاء عبادة؟ طيب إذا قلنا .. دعاء عبادة ودعاء مسألة.
الطالب: دعاء مسألة فيما لا يقدر إلا الله ... ولكن ما يقدِر عليه المخلوق ......
الشيخ : يعني يجُوز دُعَاء الإنْسَان بما يَقْدِر علَيه؟
الطالب: نعم.
الشيخ : كما لو قلت مثلًا أعطني مالًا .... قال: (( إذا دعاك فأجبه )) سماه دعاء.
الطالب: ....
الشيخ : نقول مثلًا إن دعاء التعظيم الذي يرى الإنسان نفسَه مُفْتقرًا لهذا المدعو غاية الافتقار وأنَّ المدعوَّ في كمال الغنى فهذا شِرْك، وأما الدعاء الذي يدعو الإنسان غيرَه مما يستطيعه مع اعتقادِه أنَّ هذا الغير لا ينفرِد بالإجابة فهذا لا بأسَ به، مع أنَّه يجِب أن لا يكُون بصفَة الدعاء مثلًا لو كان أنت جيت وتقول يا فلان أعطني جزاك الله خير مثلًا ما يصلُح بِهذه الصفة، لأنَّه مشابَهة فِعْلِيَّة نعم.
الطالب: ......... ؟
الشيخ : نعم إلى وليمة وهو دعاك قال: يا فلان احضر لي احضر عندي مَثَلًا.
إذا ... الدعاء الذي منهي عنه (( ولا تدْعُ مَعَ الله إلهًا آخر )) قلنا: دعاء مسألة ودعا عبادة: فدعاء العبادة أن تتعبَّد له وتركع وتسجُد وتخضَع، ودعاء المسألَة أن .. مِنه شيئًا، فنقول أن دعاء المسألة إذا كان الإنسان اتَّخذ هذا الداعِي بمنزلة الرب أنَّه قادر فاعل فهذا لا يجوز، وإن دعَاه بناء على أنَّه سبب ولم يتذلَّل له تذَلُّل المخلوق للخالق فإنَّ هذا لا بأس به.
ومنها مِن فوائد الآية إثبات وجود الآلهة مع الله وإن كانت باطلة من أين ناخذه؟ (( مع الله إلهاً آخر )) فأثبت الله أُلوهِيَّتَها لكنها أُلوهِيَّة باطلة، لأنَّ الإله بمعنى المعبود سواءٌ كان بحق أو بباطل، لكن معلومٌ أنَّ المعبود بباطل لا وجودَ له ولا حقيقة له فإنَّه يعبد بغير حق، فهو باعتبار نظرِ الشرع لا حقيقةَ له ولا وجود له شرعًا وإن كان موجودًا واقعًا.
ومنها أيضًا إثبات انفرادِ الله تعالى بالألوهية لقولِه: (( لا إله إلا هو )) لأن هذا يدُل على انفراده بالألوهية، وهل ين أول الآية و آخرها تناقضًا؟ قال: (( ولا تدع مع الله آلهًا آخر )) ثم قال: (( لا إله إلا هو )) بالأول يثبت وبالثاني ينفي؟
الطالب : في الأول يثبت باعتبار الواقع والثاني ينفي باعتبار الشرع .
الشيخ : الحقيقة الشرعية يعني معناه أنَّ الإله الباطل موجُود، والإله الحق غير موجود فتصِير آخر الآية (( لا إله إلا هو )) باعتبار كونِه إلهًا حقًّا، والأوَّل باعتبار كونِه مطلق إله أي أنَّه معبود لكنَّه بباطل.
ويستفاد مِن الآية الكريمة أيضًا أنَّ كل شيء يفنَى إلا الله لقوله: (( كل شيء هالك إلى وجهه )) طيب فإذا قال قائل: يرِد على هذا الجنة والنار وما فيها مِن الحُور والنَّعِيم، نعم فما رأيكم؟ نقول: هذا مِن العام الذي خُصِّص ما في مانِع (( كلُّ شيء هالكٌ إلا وجهَه )) فالآية هذه عامَّة ونفيُها مما ثبَت في النص يكونُ أيضًا مستثنى نعم.
الطالب: ما يقال كلّ ما له روح؟
الشيخ : لا لأَن إذا قلنا كل ما لَه روح معناه أننا حوَّلنا الآية مِن العموم إلى الخصوص يعني يكون عامًّا أريد به الخاص نعم، ولعلَّ الله أعلم إنَّ الذين قالوا: (( كلُّ شيء هالك إلا وجهَه )) أي كلُّ شيء من الأعمال باطل إلَّا ما أُرِيدَ به وجهه لعلَّهم والله أعلم فرُّوا مِن هذا من أين؟ مِن أنَّه يُوجد أشياء ما تفنى بل تبقى، نعم.
الطالب: قال بعض أهل العلم أنَّ الله ... الوجه؟
الشيخ : لا، ما .......... لكن حتى لو فرضْنا أنه على قول هؤلاء أنها تفنى يبقَى عندنا الجنة والأرواح أيضًا ما تفنى والعرش ما نعلَم أنَّه يزول.
الطالب: .....؟
الشيخ : وأنت إذا أردت كلُّ شيء فيه روح أو كُل شيء في الدنيا حوَّلت الآية بعمومِها الكامل إلى خاصّ، لأن الذي فيه الروح بالنسبة إلى غيرِه قليل جدًّا، وكذلك الدنيا بالنسبة الآخرة أيضًا قليلة، على كل حال نحن نقول هذه الآية إن كان الله تعالى يُريد بها ما يتصور فناؤه أو ما قضى عليه بالفناء .. يكون عام أُريدَ به الخاص فالمسألة واضحة ما في إشكال، وإن كان الله أرادَ بها العموم فإنَّه قد وردَ التخصِيص فيما ذكرنَاه.
اضيفت في - 2007-08-13