تفسير سورة العنكبوت-01b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة الفوائد السابقة .
على أنَّ قوله تعالى: (( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ))[الرحمن:26] يُخصِّصُ قولَه: (( كلُّ شيء هالك إلا وجهه )) ويكون المراد كل شيء ممَّا على الأرض، لكن عاد يتعين أنَّه إذا قلنا بهذا القول أن نجعل قوله: (( إلا وجهَه )) استثناءً منقطعًا، لأنَّه ليس على الأرض لأن الله تعالى في السماء، فإذا ذهبْنا إلى هذا المذهب إمَّا الآية: نعم يراد بها الخصوص عام يُراد به الخصوص وهو كلُّ مَن على الأرض كلُّ شيء مما على الأرض هالِك وعلى هذا فيكون قولُهُ: (( إلا وجهَه )) استثناءً منقطعًا وذلك لأنَّ الله سبحانه تعالى ليس على الأرض.
الطالب: يعني ... الأرواح ...
الشيخ : إذًا الأحسن نقول هذه الآية هذا العموم خُصَّ بأشياء غير هذا ..
الطالب: ....؟
الشيخ : تُفارِقُ البدن فقط هي تفارق البدن لكن تبقى لأَنَّ الموت هي تُفَارِق البدن مُفارقَة الرُّوح للبدَن وليس عدمًا يعني .. الروح تبقى والبدن كذلك ربما يبقى فإنَّ أرواح [كذا] الأنبياء تأكلها الأرض؟ ما تأكُلُها، على كل حال المسألة واضحة لنا وهو أنَّنا كيف نخرُج مِن هذا العموم مع وجود أشياء تبقى سوى وجهِ الله سبحانه وتعالى؟ قلنا: الجواب مِن وجهين: إمَّا أن تكون الآية عامة يُرَاد بها الخصوص وإمَّا أن تكون الآية عامَّة مخْصُوصَة بما دلَّ النص على بقائه، وهذا الأخير أولى مِن الأول، لأنَّ الأصل بقاء العموم على ما كان عليه نعم.
ومِن فوائد الآية الكريمة إثبَاتُ الوجهِ لله لقولِه: (( إلا وجهه )).
ومِن فوائدها أيضًا إذا جعلنا الاستثناء مُتِّصِلًا أنَّ الله يُطلَق عليه اسم شيء (( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ))[القصص:88] لأنَّه لولا دخولُه في قولِه: (( كل شيء )) لولا دخولُه فيه ما كان للاستثناء، وجه لأنَّه إذا لم يكن داخلًا ما حاجَة إلى استِثْنَائِه نعم.
السائل : ....؟
الشيخ : لا، لا، يُخبر عنه بأنَّه شيء ولا يُسَمَّى به ما هو مِن أسمائِه، لكن مثل ما يقول: مُريد ومُتَكَلِّم ومُخْبِر ومُحَدِّث ولا نُسميه بهذه الأسماء، مما يُخبَرُ به عنه ولا يُسَمَّى به.
الطالب: يعني ... الأرواح ...
الشيخ : إذًا الأحسن نقول هذه الآية هذا العموم خُصَّ بأشياء غير هذا ..
الطالب: ....؟
الشيخ : تُفارِقُ البدن فقط هي تفارق البدن لكن تبقى لأَنَّ الموت هي تُفَارِق البدن مُفارقَة الرُّوح للبدَن وليس عدمًا يعني .. الروح تبقى والبدن كذلك ربما يبقى فإنَّ أرواح [كذا] الأنبياء تأكلها الأرض؟ ما تأكُلُها، على كل حال المسألة واضحة لنا وهو أنَّنا كيف نخرُج مِن هذا العموم مع وجود أشياء تبقى سوى وجهِ الله سبحانه وتعالى؟ قلنا: الجواب مِن وجهين: إمَّا أن تكون الآية عامة يُرَاد بها الخصوص وإمَّا أن تكون الآية عامَّة مخْصُوصَة بما دلَّ النص على بقائه، وهذا الأخير أولى مِن الأول، لأنَّ الأصل بقاء العموم على ما كان عليه نعم.
ومِن فوائد الآية الكريمة إثبَاتُ الوجهِ لله لقولِه: (( إلا وجهه )).
ومِن فوائدها أيضًا إذا جعلنا الاستثناء مُتِّصِلًا أنَّ الله يُطلَق عليه اسم شيء (( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ))[القصص:88] لأنَّه لولا دخولُه في قولِه: (( كل شيء )) لولا دخولُه فيه ما كان للاستثناء، وجه لأنَّه إذا لم يكن داخلًا ما حاجَة إلى استِثْنَائِه نعم.
السائل : ....؟
الشيخ : لا، لا، يُخبر عنه بأنَّه شيء ولا يُسَمَّى به ما هو مِن أسمائِه، لكن مثل ما يقول: مُريد ومُتَكَلِّم ومُخْبِر ومُحَدِّث ولا نُسميه بهذه الأسماء، مما يُخبَرُ به عنه ولا يُسَمَّى به.
هل يخبر عن الله تعالى بلفظة شيئ ؟
السائل :.... ؟
الشيخ : نعم، نعم، إنَّ الله شيءٌ عظِيم، ذكرْنا في سورة الأنعام واضحَة جدًّا (( قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ))[الأنعام:19] وهذا واضِح، ولكن لاحظوا أنه ما يُسَمَّى به لأنَّ الله يقول: (( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ))[الأعراف:180] فأسماءُ الله لابُد أن تكون متضمِّنَة لأكمَل الوجوه وأحسنِها، أمَّا ما يَحْتَمِل هذا وهذا فهذا ما يمكن أن يُسَمَّى الله به، فالألفاظ ثلاثة أقسام: ألفاظٌ مُوهِمٌ للنقْص هذا لا يمكن أن يُخْبَر به عنه ولا يُسَمَّى به كالظالم مثلًا والجائِر كلّ ما يُوهِم النقص هذا لا يُمكِن أن يُسمَّى به ولا يُخبَر به عنه، والثاني ما تضمن لِأكمل الأمُور والوجوه فهذا يُسمَّى به ومع ذلك ما يُمْكِن أن نَقِيس نحن، لأَنَّ أسماء الله توقِيفِيَّة، والثالث ما لا يتضَمَّن نقصًا ولا مدحًا ولكنَّه حسب ما يُضاف إليه فهذا يُخْبَر به عنْه ولا يُسَمَّى به، ومِن الألقاب ما يكون نقصًا باعتبار وكمالًا باعتبار فلا يُوصَف الله به إلا على وجْه الكمال مثل الـمَكْر والخداع والاستهْزَاء وما أشبه ذلك وعلى هذا فتكُون الألقاب أربعة تكون أربعة أقسام: كمالٌ محض، ونقصٌ محض، وكمالٌ باعتبار ونقص باعتبار، والثالث ما لا يتضمَّنُهما فالأول: الكمال المحض يُسمَّى به والثاني النقص المحض؟
الطالب: لا يُسمَّى به.
الشيخ : ولا يُخبَر به عنه مُطلقًا بأي وجهٍ من الوجوه، والثالث ما يتضَمَّنُ كمالًا ونقصًا يُخبَرُ به عنه في حال الكمال يعني في الحال التي يكون بها كمالًا مثل أن تقول: إنَّ الله تعالى يمكُر بالكافرين يستهزِئ بالمنافقين وما أشبه ذلك، والرابع ما لا يتضمن مدحًا ولا نقصًا فهذا يُخبَرُ به عنه ولا يُسمَّى به مثل المريد والجَائِي والمتكَلِّم والشيْء والموجُود وما أشبَه ذلك هذه يُخبَر به عنه ولكن ما يُسَمَّى به ولِهذا ما يجوز أن تقول: يا موجُود اغفر لي مثلًا لأن كلمة الموجود: في موجود على وجه الخير وموجُود على وجه الشر ولهذا لا يسمى به، المتكلم يتكلم بالخير ويتكلَّم بالشر ولهذا لا يُسمَّى به ولكن يقال: يُخْبَرُ به عنه.
الطالب: ...... مثلًا السمع قد يسمع الإنسان ما فيه الخير ...؟
الشيخ : هذا منفصل المسموع هذا منفصل المسموع منفصل عن صفة السمع ... طيب والسامع ما يتكَلَّم بشيء أو فعلَ شيء، والمسموع منفصل ودائم، أنا مثلًا إذا سمعت شَر هل ينسب إلي شيء؟ لكن المتكَلِّم يتكلم بالشر مثلًا أو بالسوء فيُنْسَب إليه.
الطالب: ..... يقدر يسمع ...؟
الشيخ : المهم إنه أن هذا الشيء هو يستمع نعم إذا استمع يُذَمّ، وأما مجرد السماع ما يكُون ذمّ، ولهذا لا يُعَاقب الإنسان على ما سَمِع مِن آلات اللهو وشبهه بدون استماعٍ إليها.
الطالب: في فرق بين شيء........؟
الشيخ : الفرق .. كلمة شيء هل فيها ما يدُل على الكمال؟ لكن كلِمَة سمِيع ..... المتكلم نعم من الكمال صحيح، لكن لَمَّا كان قد يتكلم بالشر ما صارَ مِن أسماء الله تعالى.
الطالب: طيب صفة المجيء .... قد .. الإنسان إلى الخير
الشيخ : ولهذا نقول يُخبَر بها عنه ولا يُسمى بها ما نسميه الجائي ولكن نُخبِر عنه بأنه يجيء ويأتِي نعم
الشيخ : نعم، نعم، إنَّ الله شيءٌ عظِيم، ذكرْنا في سورة الأنعام واضحَة جدًّا (( قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ))[الأنعام:19] وهذا واضِح، ولكن لاحظوا أنه ما يُسَمَّى به لأنَّ الله يقول: (( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ))[الأعراف:180] فأسماءُ الله لابُد أن تكون متضمِّنَة لأكمَل الوجوه وأحسنِها، أمَّا ما يَحْتَمِل هذا وهذا فهذا ما يمكن أن يُسَمَّى الله به، فالألفاظ ثلاثة أقسام: ألفاظٌ مُوهِمٌ للنقْص هذا لا يمكن أن يُخْبَر به عنه ولا يُسَمَّى به كالظالم مثلًا والجائِر كلّ ما يُوهِم النقص هذا لا يُمكِن أن يُسمَّى به ولا يُخبَر به عنه، والثاني ما تضمن لِأكمل الأمُور والوجوه فهذا يُسمَّى به ومع ذلك ما يُمْكِن أن نَقِيس نحن، لأَنَّ أسماء الله توقِيفِيَّة، والثالث ما لا يتضَمَّن نقصًا ولا مدحًا ولكنَّه حسب ما يُضاف إليه فهذا يُخْبَر به عنْه ولا يُسَمَّى به، ومِن الألقاب ما يكون نقصًا باعتبار وكمالًا باعتبار فلا يُوصَف الله به إلا على وجْه الكمال مثل الـمَكْر والخداع والاستهْزَاء وما أشبه ذلك وعلى هذا فتكُون الألقاب أربعة تكون أربعة أقسام: كمالٌ محض، ونقصٌ محض، وكمالٌ باعتبار ونقص باعتبار، والثالث ما لا يتضمَّنُهما فالأول: الكمال المحض يُسمَّى به والثاني النقص المحض؟
الطالب: لا يُسمَّى به.
الشيخ : ولا يُخبَر به عنه مُطلقًا بأي وجهٍ من الوجوه، والثالث ما يتضَمَّنُ كمالًا ونقصًا يُخبَرُ به عنه في حال الكمال يعني في الحال التي يكون بها كمالًا مثل أن تقول: إنَّ الله تعالى يمكُر بالكافرين يستهزِئ بالمنافقين وما أشبه ذلك، والرابع ما لا يتضمن مدحًا ولا نقصًا فهذا يُخبَرُ به عنه ولا يُسمَّى به مثل المريد والجَائِي والمتكَلِّم والشيْء والموجُود وما أشبَه ذلك هذه يُخبَر به عنه ولكن ما يُسَمَّى به ولِهذا ما يجوز أن تقول: يا موجُود اغفر لي مثلًا لأن كلمة الموجود: في موجود على وجه الخير وموجُود على وجه الشر ولهذا لا يسمى به، المتكلم يتكلم بالخير ويتكلَّم بالشر ولهذا لا يُسمَّى به ولكن يقال: يُخْبَرُ به عنه.
الطالب: ...... مثلًا السمع قد يسمع الإنسان ما فيه الخير ...؟
الشيخ : هذا منفصل المسموع هذا منفصل المسموع منفصل عن صفة السمع ... طيب والسامع ما يتكَلَّم بشيء أو فعلَ شيء، والمسموع منفصل ودائم، أنا مثلًا إذا سمعت شَر هل ينسب إلي شيء؟ لكن المتكَلِّم يتكلم بالشر مثلًا أو بالسوء فيُنْسَب إليه.
الطالب: ..... يقدر يسمع ...؟
الشيخ : المهم إنه أن هذا الشيء هو يستمع نعم إذا استمع يُذَمّ، وأما مجرد السماع ما يكُون ذمّ، ولهذا لا يُعَاقب الإنسان على ما سَمِع مِن آلات اللهو وشبهه بدون استماعٍ إليها.
الطالب: في فرق بين شيء........؟
الشيخ : الفرق .. كلمة شيء هل فيها ما يدُل على الكمال؟ لكن كلِمَة سمِيع ..... المتكلم نعم من الكمال صحيح، لكن لَمَّا كان قد يتكلم بالشر ما صارَ مِن أسماء الله تعالى.
الطالب: طيب صفة المجيء .... قد .. الإنسان إلى الخير
الشيخ : ولهذا نقول يُخبَر بها عنه ولا يُسمى بها ما نسميه الجائي ولكن نُخبِر عنه بأنه يجيء ويأتِي نعم
رجل جآءته بطاقة دعوى إلى زواج هل يجب عليه أن يجيب ؟
الطالب: .....؟
الشيخ : فاهمين كلامه؟ يقول رجل جاءه بطاقَة دعوة .. هل يجِب عليه الإجابة ولَّا لا؟ إذا كانت في وليمة يجب حضوره ... هذا الزوج كتب بطاقات وأرسلها، أو إذا قلنا بإجابة الدعوة مُطْلقًا كَمَا هُوَ مَذْهَبُ بالظَّاهِرِيَّة
الطالب: ...
الشيخ : هي لا شك أنها دعوة لكن هل نقول إنه يراد بها الحقيقة لأن أحيانًا تُنقَل هذه البطاقات مجاملة فقط يعني حتى نفسه الداعي مو هو بعلى يقين أن هذا الرجل يَبِي يحضر، نعم يعني دائمًا البطاقات يجي للواحد عشرين بطاقة ويقل لك على أن هذه الدعوة حقيقية .... هل أنت بتجي ولا عندك وعد؟ مجرد توجيه فقط للإكرام فهذه أنا أشك في وجوب الدعوة في الإجابة إليه اللهم إلا رجلًا له حق عليك خاص كقريب مثلًا فإنَّ إجابتَه مِن صلة الرحم لأنَّك ممكن ما تعرفه .. يكتبون مثلًا خمسمائة بطاقة ويوزعون ... مَن طرأ على فكره قال يللّا هات له بطاقة أظن هذا ما يجِب نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : ... لو رُدَّت إليه لكان هو ما يُريد مِن هؤلاء إلا نفر قليل اللي دعوَتْهُم حقيقية ولهذا يُؤَكِّد عليهم يقول: جاءتكم البطاقة اللي أرسلْنَا لكم، ويشوفهم على يعني نية الحضور أم لا، فالظاهر لي والله أعلم أن هذه مجرد مجاملات فقط ولهذا هم نفس اللي يرسلون أحيانًا يقولون فلان بن فلان وعائلته وهم ما يعرفُون العائلة ولا بينهم صلة ولا قرابة ولا صُحبة ولا شَيء.
الطالب:.........؟
الشيخ : .. أصله لو عَيَّنك تعيين قال: يا فلان أنا أبيك تحضر عندي. ودعوة حقيقية وإن كان عندهم مُحرَّمًا ما تستطيع إزالته فهو ما يجوز لك الحضور حتى لو عيَّنك شخصيًّا فهذه أنا عندي أشبه ما لها الجفلة والجفلة كما تعلمون ما ... يعني مثلًا إذا قال: أيها الناس تفضَّلوا وقَف على باب المسجد وقال: يا ناس تفضلوا. ما يجب على كل واحد أنه يجيب، أما إذا عيَّن فحسب القول بأنها تجب مطلقًا أو تجِب في وليمة العُرْس.
الطالب: .........؟
الشيخ : ربما إذا أنك .. تنصحهم وتعظهم .... المهم على كل حال يستعِدُّون بأكثر بعَد مسألة الاستعداد يستعدون بأكثر وهم في قرارة أنفسهم
إثبات الوجه لله سبحانه إثبات الوجه له .
الشيخ : فاهمين كلامه؟ يقول رجل جاءه بطاقَة دعوة .. هل يجِب عليه الإجابة ولَّا لا؟ إذا كانت في وليمة يجب حضوره ... هذا الزوج كتب بطاقات وأرسلها، أو إذا قلنا بإجابة الدعوة مُطْلقًا كَمَا هُوَ مَذْهَبُ بالظَّاهِرِيَّة
الطالب: ...
الشيخ : هي لا شك أنها دعوة لكن هل نقول إنه يراد بها الحقيقة لأن أحيانًا تُنقَل هذه البطاقات مجاملة فقط يعني حتى نفسه الداعي مو هو بعلى يقين أن هذا الرجل يَبِي يحضر، نعم يعني دائمًا البطاقات يجي للواحد عشرين بطاقة ويقل لك على أن هذه الدعوة حقيقية .... هل أنت بتجي ولا عندك وعد؟ مجرد توجيه فقط للإكرام فهذه أنا أشك في وجوب الدعوة في الإجابة إليه اللهم إلا رجلًا له حق عليك خاص كقريب مثلًا فإنَّ إجابتَه مِن صلة الرحم لأنَّك ممكن ما تعرفه .. يكتبون مثلًا خمسمائة بطاقة ويوزعون ... مَن طرأ على فكره قال يللّا هات له بطاقة أظن هذا ما يجِب نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : ... لو رُدَّت إليه لكان هو ما يُريد مِن هؤلاء إلا نفر قليل اللي دعوَتْهُم حقيقية ولهذا يُؤَكِّد عليهم يقول: جاءتكم البطاقة اللي أرسلْنَا لكم، ويشوفهم على يعني نية الحضور أم لا، فالظاهر لي والله أعلم أن هذه مجرد مجاملات فقط ولهذا هم نفس اللي يرسلون أحيانًا يقولون فلان بن فلان وعائلته وهم ما يعرفُون العائلة ولا بينهم صلة ولا قرابة ولا صُحبة ولا شَيء.
الطالب:.........؟
الشيخ : .. أصله لو عَيَّنك تعيين قال: يا فلان أنا أبيك تحضر عندي. ودعوة حقيقية وإن كان عندهم مُحرَّمًا ما تستطيع إزالته فهو ما يجوز لك الحضور حتى لو عيَّنك شخصيًّا فهذه أنا عندي أشبه ما لها الجفلة والجفلة كما تعلمون ما ... يعني مثلًا إذا قال: أيها الناس تفضَّلوا وقَف على باب المسجد وقال: يا ناس تفضلوا. ما يجب على كل واحد أنه يجيب، أما إذا عيَّن فحسب القول بأنها تجب مطلقًا أو تجِب في وليمة العُرْس.
الطالب: .........؟
الشيخ : ربما إذا أنك .. تنصحهم وتعظهم .... المهم على كل حال يستعِدُّون بأكثر بعَد مسألة الاستعداد يستعدون بأكثر وهم في قرارة أنفسهم
إثبات الوجه لله سبحانه إثبات الوجه له .
تتمة الفوائد السابقة .
مِن فوائد الآية أنَّ الحُكْم لله وحده لقولِه: (( له الحكم )) وهو شاملٌ للحكم الكوني والشرعي.
ومِن فوائد الآية أيضًا أنَّه لا يجُوز لِأحَدٍ أن يُخَالِفَ أحكام الله الشرعية لأنه يكون مُنازعًا لله في حكمه، المخالف يكون منازعًا لله تعالى في حكمه سواءٌ خالف في التشْرِيع أو خالف في المعصية لأنَّه منازع لله تعالى في حكمه.
ومِن فوائد الآية إثباتُ الحشر يوم القيامة لقوله: (( وإليه ترجعون ))
ومِن فوائد الآية أيضًا أنَّه لا يجُوز لِأحَدٍ أن يُخَالِفَ أحكام الله الشرعية لأنه يكون مُنازعًا لله في حكمه، المخالف يكون منازعًا لله تعالى في حكمه سواءٌ خالف في التشْرِيع أو خالف في المعصية لأنَّه منازع لله تعالى في حكمه.
ومِن فوائد الآية إثباتُ الحشر يوم القيامة لقوله: (( وإليه ترجعون ))
فوائد قوله تعالى : << الم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ءامنا وهم لايفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين >>
أمَّا سورة العنكبوت ففيها فوائد: منها الحِكْمة بابْتِدَاء السُّور بالحُرُوفِ الهجائية وقد تقَدَّم لنا حكمة ذلك.
ومِن فوائد الآية أيضًا أنَّ الله سبحانه وتعالى يختَبِرُ المؤمنين لِيعلمَ بذلك صدقَ إيمانِهم من عدمِه.
ومنها أنَّ هذا الاختبار ليس خاصًّا بهذه الأمة بل لهم ولغيرِهم لقوله: (( وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ))[العنكبوت:3].
ومنها أنَّه كما قيل: عند الامتحان يُكرَمُ المرء أو يُهَان وأنَّه لا يُعرَف حقيقة المرء إلَّا بامتحانه فإذا امْتُحِن وثبَت كان ذلك دليلًا على صدقه، وإن انحرف كان ذلك دليلًا على كذبِه وعدم صدقِه.
ومنها إثباتُ العلمِ لله سبحانه وتعالى في قوله: (( فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا )).
ومِن فوائد الآية انقسَام الناس في الإيمان إلى صادِق وكاذب، فَمَن هو الصادق؟ الذي يثبُتُ على إيمانه عند الامتحان، والكاذب الذي لا يثبُت، ما في شيء بعد هذا؟
ومِن فوائد الآية أيضًا أنَّ الله سبحانه وتعالى يختَبِرُ المؤمنين لِيعلمَ بذلك صدقَ إيمانِهم من عدمِه.
ومنها أنَّ هذا الاختبار ليس خاصًّا بهذه الأمة بل لهم ولغيرِهم لقوله: (( وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ))[العنكبوت:3].
ومنها أنَّه كما قيل: عند الامتحان يُكرَمُ المرء أو يُهَان وأنَّه لا يُعرَف حقيقة المرء إلَّا بامتحانه فإذا امْتُحِن وثبَت كان ذلك دليلًا على صدقه، وإن انحرف كان ذلك دليلًا على كذبِه وعدم صدقِه.
ومنها إثباتُ العلمِ لله سبحانه وتعالى في قوله: (( فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا )).
ومِن فوائد الآية انقسَام الناس في الإيمان إلى صادِق وكاذب، فَمَن هو الصادق؟ الذي يثبُتُ على إيمانه عند الامتحان، والكاذب الذي لا يثبُت، ما في شيء بعد هذا؟
5 - فوائد قوله تعالى : << الم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ءامنا وهم لايفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين >> أستمع حفظ
قال الله تعالى : << أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا سآء ما يحكمون >>
قال الله تعالى {نبدا بالدرس الجديد} (( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ )) [العنكبوت:4] الشِّرْك والمعاصي (( أَنْ يَسْبِقُونَا )) يَفُوتُونا فلا ننتَقِمُ منه، قولُه: (( أم حسب )) (أم) هذه منقطعة لأنَّ (أم) تأتي في اللغة العربية على اثنين: متَّصلة ومنقطعة فالفرْق بينهما أنَّ المتصلة بمعنى (أو) وأنَّها تأتي بعد همزة التسوية، وأنَّها تأتي بين متقابِلَيْن. ثلاث علامات بعد، المتصلة تأتي بمعنى (أو) وبعد همزة التسوية وبين متقابِلَيْن مثالها قوله تعالى: (( سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ ))[البقرة:6] فهنا تجدون أنَّ (أم) بمعنى (أو) يعني هذا وهذا سواء، وثانيًا تجدون أنَّها بعد همزة التسوية (( سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ )) وتجدون أنَّها بين متقابلين (أأنذرتهم _لم تنذرهم)، ومثلها قولُه تعالى: (( سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ ))[المنافقون:6]، ومنها أيضًا (( سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا ))[إبراهيم:21] ولها أمثلة متعددة، أمَّا المنقطعة فهي التي تأتي بمعْنَى (بل) مِي هي بمعنى الواو ولا تقع بعد همزة التسوية ولا بين متقابلين فهنا (( أم حسب )) بمعنى بَل أَحَسِب، وهذا الإضراب إضرابُ انتقال وليس إبطالًا يعني بعد أن ذكرَ اللهُ سبحانه وتعالى وأنكرَ على الذين حسبوا أن يتركوا أن يقولوا آمَنَّا وهم لا يفتنون انتقلَ سبحانه وتعالى إلى ذكر صنفٍ آخر من الناس وهم الذين لم يقولوا آمنا ولم يؤمنوا بل هم يعملون السيئات ويظنُّون أنَّ الله تعالى لن يُحيطَ بهم (( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ )) أي يعملون الأعمال السيئة، والسَّيِّئ ما يسُوءُ فاعلَه وكل عملٍ محرَّم فإنه سيِّئ، لأنَّه يسوء صاحبه بما يجِد فيه من العقوبة الحاضِرة والمستقْبَلة، وقوله: "الشرك والمعاصي" أفادنا المؤلف أنَّ السيئات هنا تعُمّ الصَّغَائر والكبائر، الكبائر للي أعلاها الشرك، والصغائر ما دُون الكبَائر وهي المعاصي، فهي تشمَل كلَّ ما يسُوءُ فاعله مِن معصية الله تعالى بالشرك فما دونه، (( حسِب )) (( أن يسبقونا )) هذا مفعُول (حَسِب) (( أَن يسبقونا )) يفوتُونَنَا " يفُوتُونا فلا ننتقِمُ منهم " والسَّبْق بمعنى الفوات كما تقول: سبقتُ فلانًا يعني فُتَّهُ [كذا] فلم يدرِكْني، فهؤلاء يظنون -الذين يعملون السيئات- أنَّ الله سبحانه وتعالى لا يدركُهم وأنَّ الله لا ينتَقِمُ منهم وهذا بلا شَك سُوءُ ظنٍّ بالله تبارك وتعالى ولهذا قال: (( سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ))[العنكبوت:4] أي ساءَ حكمُهم هذا، فهو حُسبَانُهم بأنهم بأنَّ الله تعالى لن يدركَهم، يقول: (( ساء )) بمعنى " بئس " و(بئس) فعل ماضي جامِد لإنشاء الذم فيحتَاجُ إلى فاعل ويحتاج إلى مخصوص، والمخصوص دائمًا يُحذَف استغناءً عنه أو بل... لدلالة الفاعل عليه، ولهذا قال المؤلف: (( ساء )) بمعنى بِئسَ (( ما )) بمعنى " الذي " فهي اسم موصول (( يحكمونَ )) ـهُ " قدَّر المؤلف الهاء لِتكونَ عائداً إلى الموصول (ساء الذي يحكمونه)، إذًا (( الذي )) فاعل، أين المخصوص؟ قال المؤلف: " حكمُهُم هذا " هو المخصوص، وكلُّ فعلٍ مِن الأفعال الجامدة التي هي للذم أو للمدح تحتَاجُ إلى فاعل وتحتَاج إلى مخصوص تقول مثلًا: نعمَ دارُ المتقين الجنةُ. أين الفاعل؟ (دارُ)، (الجنة) هي المخصوص بالمدْح، و(الجنة) هذه إعرابُها لك فيها وجهَان أحدُهما أن تجعلَها مبتدًا مؤخرًا والجملة خبرٌ مقدمًا، والثاني أن تجعلَها خبرًا لمبتدأٍ محذوف تقديرُه (هي الجنة) أما الأول: نعمَ دارُ المتقِين فهذا فعلٌ وفاعل على ما تعلَم، يقول: (بئس ما يحكمون) حكمُهم هذا " ولا ريب أن ما حكموه وظنوه لا ريبَ أنَّه ظن سوء لا يليقُ بالله، فإنَّ الله تعالى يقول في آيات كثيرة (( وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ ))[الزمر:51] (( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ ))[فاطر:44] فهؤلاء الذين استمرُّوا في أعمال السيئات وظنُّوا أن الله تعالى لا يقدِرُ عليهم ولا ينتقِمُ منهم هؤلاء أضافُوا والعياذ بالله شرًّا إلى شرِّهم
قال الله تعالى : << من كان يرجوا لقآء الله فإن أجل الله لأت وهو السميع العليم >>
قال تعالى: (( مَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ )) فليسْتَعِدَّ له (( وَهُوَ السَّمِيعُ )) لأقوالِ العباد (( الْعَلِيمُ (5) ))بأفعالِهم " قال (( مَن كان يرجوا )) (( مَن )) هذه شرطية وجواب الشرط على رأي المؤلف محذوف تقديرُه (فليستعدَّ له) وسنناقشه في هذا الأمر قال الله تعالى: (( مَنْ كَانَ يَرْجُوا )) وقال المؤلف في تفسير (( يرجوا )) يخَاف " وهذا صرفٌ للفظ عن ظاهرِه، والرجاءُ غيرُ الخوف: الرجاء أي الأمل أي العَمل [كذا] وهذا هو الصواب معنى (( يَرْجُوا لِقَاءَ اللَّهِ )) أي يأمَلُ أن يلقَى الله عز وجل راضيًا عنه فإنَّ أجل الله لآت، كما في قوله تعالى: (( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ))[الكهف:110] وليس هناك ما يوجِبُ صرفَ اللفظِ عن ظاهرِه بل إنَّ المعنى أيُّ إنسَان يرجُوا لقاءِ الله وأنه يلقَاه وهو راضٍ عنه فإنَّ الأمر ليس ببعيد (( فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ )) أي الـمُدَّة التي جعلها الله سبحانه وتعالى حائلًا بينَك وبين لقائِه سوف تأتي يعني سوف يأتِي ذلك، ويحتمِل أنَّ قوله: (( فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ )) أي المدَّة التي قدَّرَها لِلِّقَاء وهذا أحسن، المدة التي قدَّرَها للقائه لابدَّ أن تأتي فإنَّ أجلَ الله به أي باللقاء يعني هو اللقاء مؤجل كل شيء مُؤجَّل بأجلٍ معلوم، (( لَآتٍ )) اللام وش إعرابها؟ هذه مرَّت علينا في الألفِيَّة، اللام للتوكيد، لأنَّها واقعةٌ في خبر (إنَّ) (( فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ )) فهي للتوكيد وقد ذكرْنا لكم ونحن نشرَحُها في الألفية أنَّ محلَّها أن تكون في أوَّلِ الجملة ولكنهم أخرُوها لأنَّ (إن) للتوكيد فكرهوا أن يجتمِعَ مؤَكِّدَان متواليين وزحْلَقُوا اللام إلى مكانِها في الخبر، (( فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ )) و(آت) قلت: إنَّها خبَر (إن) ومع ذلك فهي مكسُورة والمعروف أنَّ خبر (إن) يكون مرفوعًا فكيف صحَّ ذلك؟ نقول: إنَّ (( آتٍ )) إنها اسم ناقص ولَّا لا؟ أو منقُوص؟ منقوص، لأنَّ الاسم إمَّا منقُوص أو مبْتُور أو ممدُود أو صَحِيح الآخر فهنا نقول لِأنها منقُوصة أصلها (لآتي) بالياء فحُذِفَت الياء وعوض عنها التنوين (( لآتٍ )) وعلى هذا فنقول (( آتٍ )) خبرُ (إن) مرفوعٌ بها وعلامة رفعِه ضمة مقدرة على آخره على الياء المحذوفة لِالتقاءِ الساكنين (( وهو -أي الله سبحانه وتعالى- السَّمِيعُ )) لأقوال العباد (( العليم )) بأفعالهم " نعم (( السميع )) يعني ذُو السمع الذي لا يخفَى عليه شيء، كلُّ شيء مِن المسموعات فإنَّ الله تعالى مُدركُه كما أنَّ السمع كما مرَّ علينا ينقسِم إلى قِسمَيْن سمعُ إدراك وسمعُ إجَابَة، فالأول مثلُ قوله تعالى: (( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ))[المجادلة:1] والثاني مثل قوله تعالى: (( إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ ))[إبراهيم:39] ومثل قول المصلي "سمع الله لمن حمده" فإنَّ المعنى أنه استجاب، وذكرْنا فيما سبق أنَّ سمع الإدراك ينقسم إلى أقسام: منها ما يقتضي التهدِيد ومنها ما يقتضي النصر والتَّأْييد ومنها ما يُقصَدُ به مجرد الإدراك، فمثال الأول عبد الرحمن! الذي للتهديد؟
الطالب: قوله تعالى: ...
الشيخ : لا نبي شيء واضح ما يحتاج ...
طالب آخر: (( لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ))
الشيخ : نعم هذا المراد به التهديد، ومثال المراد به النصر والتأييد مثال يا أحمَد؟
الطالب: ((إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى )).
الشيخ : ((إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى )) أي نعم، ومثال المقصود به مجرَّد الإدراك يا غانم! الذي يُراد به مجرد بيان أنَّ الله تعالى محيطٌ بالشيء سامع له.
الطالب: (( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ))
الشيخ : (( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ)) نعم، وكونُه تعالى سميعًا هل يلزمُ منه إثبات الأذُن؟ الجواب: لا يلزم، كما أن كونَه بصيرًا لا يلزم منه إثبات العين، ولكنَّ العينَ ثبتَت بدلِيلٍ آخر، لولا أنَّ الله أثبتَها لنفسِه بدليلٍ آخر ما أثبتْنَاها، فالسميع ما نقول يلزم من كونه سميعًا أن يكونَ له أذُن كما لا يلزم من كونه متكلمًا أن يكون له لسان وشفتين وما أشبه ذلك، فإننا نعلم أنَّ الأرض تحدِّثُ أخبارها ولا تحدِّثُ إلَّا بعد سماع وهل لها أذن؟ ما لها أذن -فيما نعلم- ليس لها أذن، وهل لها لسان؟ ما نعلم أنَّ لها لسان، فعلى هذا نقول: لا يلزم مِن إثبات السمع إثباتُ الأذن، طيب فإذا قال قائل إنه ثبت في الحديث الصحيح: ( ما أذِنَ الله لشيء إِذنَه لنبيٍّ حسن الصوت يتغنى بالقرآن ) فالجواب أنَّ معنى (ما أذن له) أي ما استَمَع له، ولا يلزَم مِن هذا أيضًا إثبات الأذن لأنَّ ما صريح والصفات ما يمكن أن نثبتَها بالاحتمال لابدَّ أن تكون المسألة واضِحَة وصريحة.
الطالب: .....؟
الشيخ : لا ما أذِن بمعنى يعني قدَّر لا معناها استمع، ما دام المعَلَّق بصوت (لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن) إن الله أذِن أذِن للناس من جهة الإذن الشرعي مثلًا أن رخَّص لهم أو أباح لهم فيما أعظم مِن هذا، فإنَّ التوحيد وغيره مِما أنه أفضَل مِن قراءة القرآن لاشك أنَّه يأذَن به أكثر.
وقوله: (( العليم )) يقول المؤلف في أفعالِهم " والحقيقة أنَّ العلم يتعلَّق بالأفعال والأقوال أيضًا، فتخصيصه بالأفعال هذا فيه نظر، لأنَّ الذي يختصُّ بالأفعال إنما هو الرؤية أمَّا العلم فإنَّه أعَمّ يتعَلَّق بالأفعال ويتعلق بالأقوال ويتعلَّق بحديث النفْس ويتعلق بالجهر بِكلِّ شيء.
يقول تعالى: (( ومَن جاهَد )) هذا قال المؤلف: جهاد حرْب أو نفْس " أو نسيت أن أقول: أين جواب (( مَن كان يرجوا لقاء الله )) نعم، المؤلف قدَّره بقولِه: (فليستعد له) وجعله محذوفً، ًوعندي أنه لا بأس أن نقول: إن جواب الشرط هو قوله: (( فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ )) ويكون هذا المعنى: أنَّ الذي يرجوا لقاء الله فإنه سيحصل له ولا حاجَةَ أن نُقَدِّرَ شيئًا محذوفًا لأنَّ الأصل عدَم الحذف، وهذا الذي قدَّرَه المؤلف مثل ما قدَّرَه في قوله تعالى: (( قل مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ )) قد تقدَّم أنَّ المؤلف قدَّره بقوله" فليمُت غيظًا "وذكرْنا هناك أنه لا حاجة لهذا التقدير نعم.
الطالب:........؟
الشيخ : يؤمِّل، لكن الأمل مبنِي على المحبة أنت ما تؤمل في شيء إلا وأنت تحبه، فالرجاء رجاء الشيء بمعنى الأمل على حصوله.
الطالب: قوله تعالى: ...
الشيخ : لا نبي شيء واضح ما يحتاج ...
طالب آخر: (( لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ))
الشيخ : نعم هذا المراد به التهديد، ومثال المراد به النصر والتأييد مثال يا أحمَد؟
الطالب: ((إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى )).
الشيخ : ((إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى )) أي نعم، ومثال المقصود به مجرَّد الإدراك يا غانم! الذي يُراد به مجرد بيان أنَّ الله تعالى محيطٌ بالشيء سامع له.
الطالب: (( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ))
الشيخ : (( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ)) نعم، وكونُه تعالى سميعًا هل يلزمُ منه إثبات الأذُن؟ الجواب: لا يلزم، كما أن كونَه بصيرًا لا يلزم منه إثبات العين، ولكنَّ العينَ ثبتَت بدلِيلٍ آخر، لولا أنَّ الله أثبتَها لنفسِه بدليلٍ آخر ما أثبتْنَاها، فالسميع ما نقول يلزم من كونه سميعًا أن يكونَ له أذُن كما لا يلزم من كونه متكلمًا أن يكون له لسان وشفتين وما أشبه ذلك، فإننا نعلم أنَّ الأرض تحدِّثُ أخبارها ولا تحدِّثُ إلَّا بعد سماع وهل لها أذن؟ ما لها أذن -فيما نعلم- ليس لها أذن، وهل لها لسان؟ ما نعلم أنَّ لها لسان، فعلى هذا نقول: لا يلزم مِن إثبات السمع إثباتُ الأذن، طيب فإذا قال قائل إنه ثبت في الحديث الصحيح: ( ما أذِنَ الله لشيء إِذنَه لنبيٍّ حسن الصوت يتغنى بالقرآن ) فالجواب أنَّ معنى (ما أذن له) أي ما استَمَع له، ولا يلزَم مِن هذا أيضًا إثبات الأذن لأنَّ ما صريح والصفات ما يمكن أن نثبتَها بالاحتمال لابدَّ أن تكون المسألة واضِحَة وصريحة.
الطالب: .....؟
الشيخ : لا ما أذِن بمعنى يعني قدَّر لا معناها استمع، ما دام المعَلَّق بصوت (لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن) إن الله أذِن أذِن للناس من جهة الإذن الشرعي مثلًا أن رخَّص لهم أو أباح لهم فيما أعظم مِن هذا، فإنَّ التوحيد وغيره مِما أنه أفضَل مِن قراءة القرآن لاشك أنَّه يأذَن به أكثر.
وقوله: (( العليم )) يقول المؤلف في أفعالِهم " والحقيقة أنَّ العلم يتعلَّق بالأفعال والأقوال أيضًا، فتخصيصه بالأفعال هذا فيه نظر، لأنَّ الذي يختصُّ بالأفعال إنما هو الرؤية أمَّا العلم فإنَّه أعَمّ يتعَلَّق بالأفعال ويتعلق بالأقوال ويتعلَّق بحديث النفْس ويتعلق بالجهر بِكلِّ شيء.
يقول تعالى: (( ومَن جاهَد )) هذا قال المؤلف: جهاد حرْب أو نفْس " أو نسيت أن أقول: أين جواب (( مَن كان يرجوا لقاء الله )) نعم، المؤلف قدَّره بقولِه: (فليستعد له) وجعله محذوفً، ًوعندي أنه لا بأس أن نقول: إن جواب الشرط هو قوله: (( فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ )) ويكون هذا المعنى: أنَّ الذي يرجوا لقاء الله فإنه سيحصل له ولا حاجَةَ أن نُقَدِّرَ شيئًا محذوفًا لأنَّ الأصل عدَم الحذف، وهذا الذي قدَّرَه المؤلف مثل ما قدَّرَه في قوله تعالى: (( قل مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ )) قد تقدَّم أنَّ المؤلف قدَّره بقوله" فليمُت غيظًا "وذكرْنا هناك أنه لا حاجة لهذا التقدير نعم.
الطالب:........؟
الشيخ : يؤمِّل، لكن الأمل مبنِي على المحبة أنت ما تؤمل في شيء إلا وأنت تحبه، فالرجاء رجاء الشيء بمعنى الأمل على حصوله.
قال الله تعالى : << ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين >>
قال (( وَمَنْ جَاهَدَ ))[العنكبوت:6] جِهادَ حربٍ أو نفْس " أفادنا المؤلف مِن هذه العبارة أن الجهاد ينقسم إلى قسمين جهاد حرب وذلك بجهاد الأعداء، وجهاد نفسٍ بأن تجاهدَ نفسك على فعلِ الطاعات وعلى ترك المحرَّمَات، (( وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ )) قال في معناها: فإنَّ منفعةَ جهادِه له لا لله، فالذي يجاهد -والجهادُ بذل الجهْد في الشيء- الذي يجاهد لا يجاهدُ لله وإنما يعمَلُ لنفسِه كقوله تعالى: (( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ))[فصلت:46]، وقولُ المؤلف فإن منفعةَ جهادِه له لا لله، نعم له لأنَّه مأجور سواء جاهدَ نفسه أو جاهد غيرَه مع أنَّه إذا جاهد غيره قد تكون المنفعة أيضًا للغير، فإن هذا الغير بالجهاد ربما يدخُل في دين الله وحينئذٍ يحصل له منفعة، المهم أن الله سبحانه وتعالى لا ينتفِعُ بهذا الجهاد ولهذا قال: (( إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ))[العنكبوت:6] هذا كالتعليل لقوله: (( فإنما يجاهِدُ لنفسه )) فالله تعالى غنيٌّ عنهم لا ينتفع بطاعتهم ولا يتضَرَّر بمعصيتهم، وقوله: (غني عنهم) إيش معنى الغني؟ معناه الذي لا يحتاج إليهم لِمَا عنده مِن الجود والسَّعَة والتدبير للأمور فهو لا يحتاج إلى ..العالمين كلِّهم، قال المؤلف: العالمين الإنس والجن والملائكة " ايش بعده؟
الطالب: وعن عبادتهم.
الشيخ : وعن عبادتهم " نعم، غنيٌّ عنهم لا يحتاج إليهم (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ))[الذاريات56:57] كذلك غنيٌّ عن عبادَتِهم لأنَّ عبادَتَهم إنما تكونُ لهم أمَّا الله سبحانه وتعالى فإنَّه لا ينتَفِع بطاعَة الطائعين ولا يتضررُ بمعصية العاصين، وقوله: (( إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ )) الجملة هنا مُؤكَّدَة بكم مؤكد؟ باثنين وهو (إن) واللام (( إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ))
الطالب: وعن عبادتهم.
الشيخ : وعن عبادتهم " نعم، غنيٌّ عنهم لا يحتاج إليهم (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ))[الذاريات56:57] كذلك غنيٌّ عن عبادَتِهم لأنَّ عبادَتَهم إنما تكونُ لهم أمَّا الله سبحانه وتعالى فإنَّه لا ينتَفِع بطاعَة الطائعين ولا يتضررُ بمعصية العاصين، وقوله: (( إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ )) الجملة هنا مُؤكَّدَة بكم مؤكد؟ باثنين وهو (إن) واللام (( إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ))
قال الله تعالى : << والذين ءامنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون >>
(( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِم )) بعمل الصالحات (( وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ )) بمعنى حَسَن ونصفه بنزع الخافِضِ الباء (( الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (5) )) وهو الصالحات " قوله: (( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ )) هذا في مُقَابِل (( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا ))[العنكبوت:4] أما هنا فيقول: (( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ )) والإيمان كما تقرر كثيرًا هو التصديق مع القبول والإذعان وليس مُجرَّد التصديق، وقولُه: (( وعملوا الصالحات )) هذا في أعمَالِ الجوَارح فالإيمانُ في القلب وعملُ الصالحات في الجوارِح، والعمل يتناوَلُ الفعل والقول ولهذا ليس قَسِيمًا للقول كما يظُنُّه بعض الناس فيقول: قول وعمل، بل إن قسيمَ القول هو الفعل، أمَّا العمل فإنَّه يشمل القول ويشمل الفعل أيضًا، ف(عملوا الصالحات) إذًا يتناول الأفعال مثل الركوع والسجود والصلاة والقيام والقعود فيها، ويتناول الأقوال كقراءة القرآن والتكبير والتحميد وغير ذلك وقوله: (( الصالحات )) يعني الأعمال الصالحة فهو صفة لموصوف محذوف تقديره: الأعمال الصالحات، والعملُ الصالح هو الذي جمع كم شرط؟ مَن يعرِف؟ تعرِف يا عبد الله؟ حسين؟
الطالب: ..
الشيخ : نعم صحيح جمَع شرطين العمَل الصالح هو الذي جمعَ شرطين هما: الإخلاص والمتابعة، فالإخلاص يعني أن تقصدَ بعملك وجه الله سبحانه وتعالى والدار الآخرة، والمتابعة أن تكونَ في ذلك متبعًا للنبيِ صلى الله عليه وسلم، ضِدُّ الأول الإشراك وضدُّ الثاني البدعة فلا تكون مشركًا ولا مبتدعًا، ((الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِم )) هنا قال: (( لَنُكَفِّرَنَّ )) والجملة جوابٌ لقسم مقدر تقديره: والله لنكفرن فهي إذًا مؤَكَّدَةٌ بثلاث مؤكدات القسَم واللام والنون، وقوله: (( لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِم )) التكفِير بمعنى السَّتْر ومنه الكُفُرَّا هي القشرة التي تسْتُر طَلْعَ النخْلة فمعنى نُكَفِّر عنهم سيِّئَاتهم أي نسترُها والمراد بالستْر لازمُه وهو العفو، لكن (( لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِم )) بماذا؟ بإيمانِهم وعملهم الصالح لأنَّ الإيمان يهدِمُ ما قبله والعمل الصالح يقول الله فيه: (( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ))[النساء:31] نعم؟
الطالب: .....؟
الشيخ : أي هذه سترُها لأننا قلنا: الكفْر هو الستر
الطالب: ...
الشيخ : نعم صحيح ومنه (( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ )) لأنَّها مأخُوذة مِن التغطية، وتغطية السيئات معناها إزالَتُها وعدم المؤاخذة عليها.
وقوله : (( لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِم )) قال المؤلف: " بعمَل الصالحات " فأعمالُهم الصالحة تكون مكفرةً للسيئات قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( الصلوات الخمس والجمعةُ إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرَاتٌ لِمَا بينهن ما اجْتُنِبَتِ الكبائر ) وقال صلى الله عليه وسلم: ( العمرةُ إلى العمرة كفارةٌ لما بينهما ) فالأعمال الصالحة تكون بمنزلة الغِلَاف على الأعمال السيئة حتى لا يظهر لها أثَر، قال: (( لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ )) (( لَنَجْزِيَنَّهم )) الجزاء بمعنى المكافأة على الشيء، وقولُه: (( لنجزينهم )) يقال فيها بالنسبة للتوكيد ما قيل في قوله: (( لَنُكَفِّرَنَّ ))، وقولُه: (( أحسن )) قال المؤلف: " بمعنى حَسَن " وكأنَّه فر مِن إشكال قد يُورَد وهو أنَّه الآية تدُلُّ على أنهم يُجزَون أحسنَ الذي كانوا يعملون طيب والحسن يعني العمل الصالح حسنٌ وأحسن، فإذا كانت الآية أحسن ما كانوا يعملون معناه أنَّ الحسَن يجازون عليه ولَّا لا؟ ما يُجَازَوْن ولهذا أوَّلَ المؤلف (أحسَن) بمعنى (حسَن) حَسَنَ ما كانوا يعملون، ولكن نحن نرى أنه لا حاجة إلى التأويل وأن ما دلَّت عليه الآية أولى مما قدَّره المؤلف وهو أن الله يقول لنجزينَّهم أحسنَ جزاءِ الذي كانوا يعملون فهي على تقدير محذوف: لنجزينَّهم أحسنَ جزاءٍ نعم، وأحسنُ الجزاء بينه الله سبحانه وتعالى في قوله: (( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ))[الأنعام:160] وقال تعالى: (( مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ ))[البقرة:261] فهذا الجزاء أحسنُ الجزاء ولَّا لا؟ أحسن جزاء لأَنَّ الجزاء غايتُه أن يكونَ مثلَ ما فعلَ الفاعل لكن هنا يُجازَى بأحسن وأعظم، وعلى هذا فيكون (أحسن) ليس منصوبًا بنزعِ الخافض كما قال المؤلف: " ونصبُه بنزع الخافض الباء " بل هو مفعولٌ ثانٍ لقولِه (نجزي) والمفعول الأول هو الهاء، والنون في قوله: (( لنجزينهم )) للتوكيد هذا هو معنى الآية الكريمة يعني أنَّ الله وعدَهم بأمرَيْن بتكفِير السيئات بالأعمال الصالحة، وبالجزاءِ على هذه الأعمال .. أحسن الجزاء، أحسنَ جزاء يُعطَوْن وذلك أن تكون الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وقوله: (( أحسن الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ))[العنكبوت:7] يقول المؤلف: " وهو الصالحات " فهذه الأعمال الصالحة التي يعملونها يجازيهم الله عليها أحسن جزاءٍ يُجازَوْن به
الطالب: ..
الشيخ : نعم صحيح جمَع شرطين العمَل الصالح هو الذي جمعَ شرطين هما: الإخلاص والمتابعة، فالإخلاص يعني أن تقصدَ بعملك وجه الله سبحانه وتعالى والدار الآخرة، والمتابعة أن تكونَ في ذلك متبعًا للنبيِ صلى الله عليه وسلم، ضِدُّ الأول الإشراك وضدُّ الثاني البدعة فلا تكون مشركًا ولا مبتدعًا، ((الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِم )) هنا قال: (( لَنُكَفِّرَنَّ )) والجملة جوابٌ لقسم مقدر تقديره: والله لنكفرن فهي إذًا مؤَكَّدَةٌ بثلاث مؤكدات القسَم واللام والنون، وقوله: (( لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِم )) التكفِير بمعنى السَّتْر ومنه الكُفُرَّا هي القشرة التي تسْتُر طَلْعَ النخْلة فمعنى نُكَفِّر عنهم سيِّئَاتهم أي نسترُها والمراد بالستْر لازمُه وهو العفو، لكن (( لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِم )) بماذا؟ بإيمانِهم وعملهم الصالح لأنَّ الإيمان يهدِمُ ما قبله والعمل الصالح يقول الله فيه: (( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ))[النساء:31] نعم؟
الطالب: .....؟
الشيخ : أي هذه سترُها لأننا قلنا: الكفْر هو الستر
الطالب: ...
الشيخ : نعم صحيح ومنه (( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ )) لأنَّها مأخُوذة مِن التغطية، وتغطية السيئات معناها إزالَتُها وعدم المؤاخذة عليها.
وقوله : (( لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِم )) قال المؤلف: " بعمَل الصالحات " فأعمالُهم الصالحة تكون مكفرةً للسيئات قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( الصلوات الخمس والجمعةُ إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرَاتٌ لِمَا بينهن ما اجْتُنِبَتِ الكبائر ) وقال صلى الله عليه وسلم: ( العمرةُ إلى العمرة كفارةٌ لما بينهما ) فالأعمال الصالحة تكون بمنزلة الغِلَاف على الأعمال السيئة حتى لا يظهر لها أثَر، قال: (( لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ )) (( لَنَجْزِيَنَّهم )) الجزاء بمعنى المكافأة على الشيء، وقولُه: (( لنجزينهم )) يقال فيها بالنسبة للتوكيد ما قيل في قوله: (( لَنُكَفِّرَنَّ ))، وقولُه: (( أحسن )) قال المؤلف: " بمعنى حَسَن " وكأنَّه فر مِن إشكال قد يُورَد وهو أنَّه الآية تدُلُّ على أنهم يُجزَون أحسنَ الذي كانوا يعملون طيب والحسن يعني العمل الصالح حسنٌ وأحسن، فإذا كانت الآية أحسن ما كانوا يعملون معناه أنَّ الحسَن يجازون عليه ولَّا لا؟ ما يُجَازَوْن ولهذا أوَّلَ المؤلف (أحسَن) بمعنى (حسَن) حَسَنَ ما كانوا يعملون، ولكن نحن نرى أنه لا حاجة إلى التأويل وأن ما دلَّت عليه الآية أولى مما قدَّره المؤلف وهو أن الله يقول لنجزينَّهم أحسنَ جزاءِ الذي كانوا يعملون فهي على تقدير محذوف: لنجزينَّهم أحسنَ جزاءٍ نعم، وأحسنُ الجزاء بينه الله سبحانه وتعالى في قوله: (( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ))[الأنعام:160] وقال تعالى: (( مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ ))[البقرة:261] فهذا الجزاء أحسنُ الجزاء ولَّا لا؟ أحسن جزاء لأَنَّ الجزاء غايتُه أن يكونَ مثلَ ما فعلَ الفاعل لكن هنا يُجازَى بأحسن وأعظم، وعلى هذا فيكون (أحسن) ليس منصوبًا بنزعِ الخافض كما قال المؤلف: " ونصبُه بنزع الخافض الباء " بل هو مفعولٌ ثانٍ لقولِه (نجزي) والمفعول الأول هو الهاء، والنون في قوله: (( لنجزينهم )) للتوكيد هذا هو معنى الآية الكريمة يعني أنَّ الله وعدَهم بأمرَيْن بتكفِير السيئات بالأعمال الصالحة، وبالجزاءِ على هذه الأعمال .. أحسن الجزاء، أحسنَ جزاء يُعطَوْن وذلك أن تكون الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وقوله: (( أحسن الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ))[العنكبوت:7] يقول المؤلف: " وهو الصالحات " فهذه الأعمال الصالحة التي يعملونها يجازيهم الله عليها أحسن جزاءٍ يُجازَوْن به
9 - قال الله تعالى : << والذين ءامنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون >> أستمع حفظ
قال الله تعالى : << ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهمآ إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون >>
ثم قال تعالى: (( وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ))[العنكبوت:8] لَمَّا ذكرَ سبحانه وتعالى مُجمَل حقِّه وما توعَّدَ به المخالفين وما وَعَد به المـُوافِقِين قال: (( وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ )) وَصَّيْنَاه بهم أي عهِدْنَا إليه بهم، والوصِيَّة إنما تكونُ في الأمور الهامَّة، وقوله: (( بِوَالِدَيْه )) أي أمِّه وأبيه (( حسنًا )) قال المؤلِّف: " إي إيصاءً ذا حُسن " فعلى رأيه يكُون قولُه: (حُسْنًا) وصفًا لمحذوف أي إيصاء ًحُسْنًا، و(حُسْن) كما تعرفُون مَصْدَر وليست حَسَنًا فإذا كانت مصدرًا فإنه يجِب أن يُقَدَّر لها المضاف وهو ذا حُسْنٍ هكذا قال المؤلف، ويحتمِل احتمالًا قويًّا أن (حسنًا) هذه منصوبة بنزع الخافض أي عهِدْنا إليه بحُسْنٍ، وأنَّ الحُسن هنا بمعنى الإحسان كما قال تعالى في آية أخرى: (( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ))[الأحقاف:15] وهذا أقرَب مِن تقدِيرِ المؤلف والله أعلم نعم.
الطالب: ......؟
الشيخ : نعم، إي هو الظاهر هذا هو الظاهر بعين كما قال تعالى: (( تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا ))[القمر:14] أي بمرأًى مِنَّا بأعيننا
الطالب: ......؟
الشيخ : نعم، إي هو الظاهر هذا هو الظاهر بعين كما قال تعالى: (( تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا ))[القمر:14] أي بمرأًى مِنَّا بأعيننا
10 - قال الله تعالى : << ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهمآ إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون >> أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : << أم حسب الذين يعملون السيئات ............ >>
على مَن ظنَّ أنَّ الله تعالى لا يقدِرُ على الانتقام منه لِعملِ السيئات لقولِه: (( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا ))[العنكبوت:4].
ويُستفاد منها أيضًا تهديدُ عامِلِ السيئات بأَخْذِ الله لهم وأنهم لن يُعْجِزُوا الله.
ويستفاد مِن هذا تحريمُ ظَنِّ السُّوءِ بالله لقولِه: (( ساء ما يحكمون )).
ويُستفاد منها أيضًا تهديدُ عامِلِ السيئات بأَخْذِ الله لهم وأنهم لن يُعْجِزُوا الله.
ويستفاد مِن هذا تحريمُ ظَنِّ السُّوءِ بالله لقولِه: (( ساء ما يحكمون )).
اضيفت في - 2007-08-13