تفسير سورة العنكبوت-02a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
فوائد قوله تعالى : << و ليعلمن الله الذين ءامنوا و ليعلمن المنافقين >>
(( وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ ))[العنكبوت:11] فيُجَازِي الفريقين، طيب إذًا نَاخُد فوائد.
مِن فوائِد الآية في قوله: (( فليعلمنَّ الله )) أنَّ الحكْمَةَ مِن الامْتِحَان إظْهَارُ المؤمِن مِن المنافِق.
ومنها إثباتُ النِّفَاق لِقولِه: ((وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ )).
ومنها أنَّ المنَافقين لَيسُوا بمؤمِنِين مِن أين ناخذه؟ جعَلَهُ قَسِيمًا للمؤمِنين جعلَ المنافقين قسيمًا له، وقسيمُ الشيءِ خلاف الشيء.
ومنها إثباتُ عِلمِ الله سبحَانه وتعالى بِما في القلوب.
ومنها أن الإِيمَان محلُّه القلْب وليس الجوارح، إذ لو كان جوارح لكَانَ المنافِقين مُؤْمِنِين، الإيمَان محلُّه القلب
مِن فوائِد الآية في قوله: (( فليعلمنَّ الله )) أنَّ الحكْمَةَ مِن الامْتِحَان إظْهَارُ المؤمِن مِن المنافِق.
ومنها إثباتُ النِّفَاق لِقولِه: ((وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ )).
ومنها أنَّ المنَافقين لَيسُوا بمؤمِنِين مِن أين ناخذه؟ جعَلَهُ قَسِيمًا للمؤمِنين جعلَ المنافقين قسيمًا له، وقسيمُ الشيءِ خلاف الشيء.
ومنها إثباتُ عِلمِ الله سبحَانه وتعالى بِما في القلوب.
ومنها أن الإِيمَان محلُّه القلْب وليس الجوارح، إذ لو كان جوارح لكَانَ المنافِقين مُؤْمِنِين، الإيمَان محلُّه القلب
قال الله تعالى : << وقال الذين كفروا للذين ءامنوا اتبعوا سبيلنا و لنحمل خطياكم وماهم بحاملين من خطياهم من شيئ إنهم لكاذبون >>
قال الله تعالى: (( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا ))[العنكبوت:12] دينَنَا " يعني طريقَنا السبيل بمعنى الطريق وهذه مِن الدعايات والدعوة إلى الباطل هذه دعوة إلى الباطل، يقول الكفار للمؤمنين الذين آمنوا بالرسول صلى الله عليه وسلم: (( اتبعوا سبيلَنَا )) أي طريقَنا وهو الشرك (( وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ ))[العنكبوت:12] اللام لامُ الأمر والمرادُ به الخبر يعني ونحن نَحمِلُ خطاياكم وإنما جعلوا الخبر بصيغة الأمر لإظهار الالتزامِ لهم بذلك، إظهارُ التزام مَن؟ الكافرين للمؤمنين بذلك، يعني بدل ما يقولون: ونحن نحمل كأنهم يقولون: ونحن نلزم أنفسنا بذلك نلزِمُها فنُوَجِّه الأمر إليها (( وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ )) الخطايا جمع خطِيئة وهي ارتكابُ الإثم، يعني أنَّ ارتكابكم الإثم نحن نتحَمَّلُه " في اتباعنا إن كانت والأمر بمعنى الخبر " وقوله: " إن كانت " إنما قدرها المؤلف لأَنَّ هؤلاء المشركين الذين دعَوْا إلى متابعتهم لا يعتقدُون أنهم على خطأ، فهم يقولون للمؤمنين اتَّبِعُوا سبيلنا وإن كان لكم خطايا بهذا الإتباع فإننا نتحملها، فالتقدير الذي ذكره من المؤلف واضح من الآية، لأنهم لو كان يعتقدون أنهم إذا دخلوا في الشرك كانوا مُخطِئِين لكانوا ما دعَوْا إلى ذلك، ما دعوا إلى الشرك فقولهم: (( وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ )) يعني إن كان لكم خطايا بدخُولكم في الشرك فإننا نتحمله، تضَمَّن هذا الكلام دعوة ودعاية: الدعوة (( اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا )) والدِّعَاية بتزيين هذا الأمر لهم قولهم: (( وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ )) يعني ما عليكم شيء، قال الله تعالى مكذبًا لما دعَوْه (( وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ )) (( وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ )) (ما) نافية وهي هنا حجازية، ودخلت الباء في خبرها على حدِّ قول ابن مالك:
وبعد (ما) و(ليس) جَرَّ البا الخبَر
فهنا بعد (ما) قال: (( وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ )) وإنما أتى بالباء الزائدة إعرابًا، لتأكِيد النفي أي أنَّ هذا أمرٌ مُؤَكَّد (( مَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ ))، وقوله: (( من شيء )) (مِن) حرف جر زائد أيضًا وفائدَةُ زيادتها تأكِيد العموم سواءٌ كان الشيءُ هذا قليلًا أو كثيرًا، وأمَّا قوله: (( مِنْ خَطَايَاهُمْ )) فإنَّها في موضع نصب على الحال مِن (( شَيْءٍ )) لأنَّ الوصف إذا سبقَ النكرة صارَ حالًا منه، وإن تأَخَّر صار نعتًا يقول: ((مَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ )) أي ما هم حاملين شيئًا مِن خطايَاهم، وهل هذا خبرٌ عن حكمٍ شرعي أو عن حكم شرعِيٍّ قدري، أمَّا كونُه عن حكم شرعي فنعم، ما يمكن أن يحمِل هؤلاء مِن خطايا هؤلاء شيء، لقوله تعالى: (( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ))[الأنعام:164] وأما كونه عن حكم قدري أيضًا فلأنَّ هؤلاء لو قالوا لهم فهم كاذبون، لو قالوا نحمل خطاياكم فإنَّهم كاذبون في ذلك، لقوله تعالى: (( إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا ))[البقرة:166] فهم لو قالوا ما هم بحامِلِين فكأنَّ الله تعالى يكذِّبُهم يقول: (( وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ )) أي أنهم ما يصْدُقُون فيما قالوا فصارت الآية الآن هذه الآية متضمنة للنفي حكْمًا شَرْعِيًّا، وللنفْيِ حُكْمًا واقعيًّا، فهم في الشرع لا يحمِلُون أوزَارَهم، وهم في الواقع لا يحمِلُون أوزارَهم، لو قالُوا ما صَدَقُوا ما هم بحاملين مِن خطاياهم ولكن يريدون أن يخدَعُوهم ويغرُّوهم (( وما هم بحاملين مِن خطاياهم مِن شيء )) ولهذا قال: (( إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ))[العنكبوت:12] إنَّهم لكاذبون في ايش؟ في قولِهم: (( ولنحمِلْ خطاياكم )) كاذبُون في هذا لو قالوا ما يَصْدُقُون، كما أنَّه بالنسبة إلى الله عز وجل ما يمكن أن يُحَمِّل أوزار هؤلاء لهؤلاء قال تعالى: (( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ))[الأنعام:164] ولَمَّا كان قوله: (( إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ )) قد يُوهِم أنهم لن يُحَمَّلُوا شيئًا مِن أوزارِهم أي لن يُحَمَّل الدعاة شيئًا مِن أوزَارِ المدْعُوِّين
وبعد (ما) و(ليس) جَرَّ البا الخبَر
فهنا بعد (ما) قال: (( وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ )) وإنما أتى بالباء الزائدة إعرابًا، لتأكِيد النفي أي أنَّ هذا أمرٌ مُؤَكَّد (( مَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ ))، وقوله: (( من شيء )) (مِن) حرف جر زائد أيضًا وفائدَةُ زيادتها تأكِيد العموم سواءٌ كان الشيءُ هذا قليلًا أو كثيرًا، وأمَّا قوله: (( مِنْ خَطَايَاهُمْ )) فإنَّها في موضع نصب على الحال مِن (( شَيْءٍ )) لأنَّ الوصف إذا سبقَ النكرة صارَ حالًا منه، وإن تأَخَّر صار نعتًا يقول: ((مَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ )) أي ما هم حاملين شيئًا مِن خطايَاهم، وهل هذا خبرٌ عن حكمٍ شرعي أو عن حكم شرعِيٍّ قدري، أمَّا كونُه عن حكم شرعي فنعم، ما يمكن أن يحمِل هؤلاء مِن خطايا هؤلاء شيء، لقوله تعالى: (( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ))[الأنعام:164] وأما كونه عن حكم قدري أيضًا فلأنَّ هؤلاء لو قالوا لهم فهم كاذبون، لو قالوا نحمل خطاياكم فإنَّهم كاذبون في ذلك، لقوله تعالى: (( إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا ))[البقرة:166] فهم لو قالوا ما هم بحامِلِين فكأنَّ الله تعالى يكذِّبُهم يقول: (( وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ )) أي أنهم ما يصْدُقُون فيما قالوا فصارت الآية الآن هذه الآية متضمنة للنفي حكْمًا شَرْعِيًّا، وللنفْيِ حُكْمًا واقعيًّا، فهم في الشرع لا يحمِلُون أوزَارَهم، وهم في الواقع لا يحمِلُون أوزارَهم، لو قالُوا ما صَدَقُوا ما هم بحاملين مِن خطاياهم ولكن يريدون أن يخدَعُوهم ويغرُّوهم (( وما هم بحاملين مِن خطاياهم مِن شيء )) ولهذا قال: (( إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ))[العنكبوت:12] إنَّهم لكاذبون في ايش؟ في قولِهم: (( ولنحمِلْ خطاياكم )) كاذبُون في هذا لو قالوا ما يَصْدُقُون، كما أنَّه بالنسبة إلى الله عز وجل ما يمكن أن يُحَمِّل أوزار هؤلاء لهؤلاء قال تعالى: (( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ))[الأنعام:164] ولَمَّا كان قوله: (( إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ )) قد يُوهِم أنهم لن يُحَمَّلُوا شيئًا مِن أوزارِهم أي لن يُحَمَّل الدعاة شيئًا مِن أوزَارِ المدْعُوِّين
2 - قال الله تعالى : << وقال الذين كفروا للذين ءامنوا اتبعوا سبيلنا و لنحمل خطياكم وماهم بحاملين من خطياهم من شيئ إنهم لكاذبون >> أستمع حفظ
قال الله تعالى : << وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسئلن يوم القيامة عما كانوا يفترون >>
قال: (( وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ ))[العنكبوت:13](( وليحمِلُنَّ )) الفاعل مَن؟ الدُّعاةَ والمدعُوِّين، الدُّعَاة (ولَيَحْمِلُنَّ) والجملة هذه مؤكدة بالقسم واللام والنون (( أَثْقَالَهُمْ )) أوزارهم " يعني عُقُوبة الذنوب وسُمِّيَت الأوزار أثقالًا، لأنها تُثْقِلُ -والعياذ بالله- صاحبَها، وقوله: (( أَثْقَالَهُمْ )) الضمير في (هم) يعود إلى الداعين أو إلى المدعوين؟ إلى الدَّاعِين يعني ليحملَنَّ هؤلاء الدعاة أثقالَ أنفسِهم، أيضًا (( وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ )) أثقالًا أخرى مع أثقَالِهم وش الأثقال الأخرى؟ أثقالُ دعوتِهِم قال الله تعالى: (( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ))[النحل:25] فهم يحمِلُون أثقالَهم كاملةً، أمَّا أثقال المدعوين ما يحملُونَها كاملة لو حملُوها كاملة ما بقيَ للمدْعُوِّيِن شيءٌ ولهذا هنا قال: (( وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ )) أثقالًا بالنكرة، وفي الآية الثانية قال: (( وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ )) وذلك لأنَّ الدَّاعي لا يتحَمَّلُ وِزْرَ المدعُوِّ كاملًا، لو تحمَّلَه كاملًا ما بقي للمدعُوِّ شيء، ولكنَّه يكون لهذا ولهذا والعياذ بالله، (( وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ )) لِدعوتهم إلى الضلال وكل مَن دعا إلى ضلالَة فلهُ مثلُ وِزْرُ مَن عمل بها مِن غير أن ينقُصَ مِن أوزارهم شيء، (( وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ )) لِقولهم للمؤمنين: (( اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا )) وإضلالهم مقلديهم " وش المقَلِّدِين؟ الذين اتبعوهم، لأنَّ الكفار مُجْتَهِدُون ومقلدون يعني رؤساء ومقلدُون أو لا؟ قال الله تعالى: (( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ))[القصص:41] والإمام له مأمُوم أو لا؟ أو له مُؤْتَمُّون به يتبَعُوه فالكفار لهم رؤساء ولهم مقلدون فهؤلاء المقلدون يحمِلُ الرؤسَاءُ مِن أوزارهم ما يتحمَلُوه، وكذلك من أوزار الذين يدعونهم بغير علم لكن إذا دعَوا شخصًا ولم يقتدي بهم فإنهم يحملون أوزار الدعْوة فقط دون وِزْرِ العمل والسبب لأنْ ما في عمل ما فيه عمل (( وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ))[العنكبوت:13](( لَيُسْأَلُنَّ )) مَن يسألهم؟ الله سبحانه وتعالى، (( يوم القيامة )) يعني في الآخرة، وقد تقدَّم أنه سمي بذلك لأمور ثلاثة وهي: قيامُ الناس مِن قُبُورِهم، وإقَامَةُ العدل، وقِيَامُ الأشْهَاد، فإن الأشهاد يقُومون في ذلك اليوم ويُقَام فيه العدل ويقوم الناس من قبورهم
الطالب: الأشهاد ...
الشيخ : الأشهاد الرسل عليهم الصلاة والسلام وكذلك غيرُ الرسل مِن العلماء وكذلك الجُلُود والألْسن (( وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ )) اش معنى (يفترون)؟ يكْذِبُون على الله لأنَّهم قالوا: (( اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ ))[العنكبوت:12]وهم كاذبُون في هذا ولَّا لا؟ كاذِبُون فسَيُسْأَلون عن هذا الكذب، وكذلك كل دَجَّالٍ يدعوا إلى باطلِه بالكذب سَيُسْأَل عن هذا الكلام (( عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ )) قال المؤلف: سؤالَ توبيخ " ولَّا سؤال استخبار؟ سؤال توبيخ نعم، سؤال توبيخ لأجل أن يُقِرُّوا (( كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ )) وش الجواب؟ (( قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ * وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ * فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ )) قال المؤلف: " واللامُ في الفعلَيْن لامُ قسمٍ وحُذِفَ فاعلُها الواو ونونُ الرفع " اللام في الفعلين وين هي؟ (( وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ )) والثاني (( ولَيُسْأَلُنَّ )) فاللام لامُ القسم والقسَم مقدَّر والنون للتوكيد فصارت تأكيد بكم؟ بثلاثة، وحُذِف فاعلُهما الواو ونون الرفع " نون الرفع حُذِفت ليه؟
الطالب: ...
الشيخ : لا ما في جَزم، لِتَوَالي الأمثال يقول: لتوالي الأمثال، لأن ثلاث نونات اجتمعن وكلهن زائدات ما يصير، فحُذفت النون الأولى لِتوالي الأمثال، ولم تُحذف نون التوكيد لأنه جيءَ بها لمعنى، فكان الحذف لِنونِ الرفع الذي جرَت العادة أن تُحْذَف، وقد علمتم أن الأفعال الخمسة تحذف نونها وجوبًا في حال النصب والجزم، وجوازًا بكثرة في حال النفي، وجوازًا بقِلَّة في حال الإثبات، نعم طيب الواو لِماذا حذفت؟
الطالب: للتخفيف.
الشيخ : للتخفيف؟ خطأ،
الطالب: لالتقاء الساكنين.
الشيخ : وين الساكنين؟ النون المشددة أولها ساكن والواو ساكنة فحُذِفت الواو لِالتقاء الساكنين، فنون الرفع حُذِفت لتوالي الأمثال، والواو حذفت لالتقاء الساكنين على حدِّ قول الإمام مالك في الكافية اقرا يا عبد الله! شباب أنتم! وأنت يا حسين! كررْناها عدة مرات البيت مَن الذي يحفظه؟
الطالب: إن ساكنان التقيا اكسر ما سبق.
الشيخ : .... إن ساكنان التقيا اكسر ما سبق وإن يكن لينًا فحذفَه استحق
نعم، هذه قرأتها كَم من مرة هذا الأسبوع؟ إن ساكنان التقيا اكسِر ما سبق (( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا ))[البينة:1] كسرناها، وإن يكن لينًا فحذفَه استحق، اللين الواو أو الألف أو الياء فإنه يستحقان الحذف فحذفَه استحق ..... حتى لو.... مادام هذه قاعدة مهمة ..... نعم، لا لا الرسول صلى الله عليه وسلم احتَرَس قال ( مِن غير أن ينقُصَ مِن أجُورِهم شَيء ) ...... إي يدخلون في هذا، .... بتجي إن شاء الله في الفوائد هذه، هذه نذكرها في الفوائد إن شاء الله في الدرس القادم.
الطالب: يا شيخ القاعدة في طاعَة الوالدين.
الشيخ : القاعدة: ألَّا تكون في معصية الله وأن تكون مِن الإحسان إليهما، إي نعم وألَّا يكن عليهما مَضَرَّة ....
الطالب: الأشهاد ...
الشيخ : الأشهاد الرسل عليهم الصلاة والسلام وكذلك غيرُ الرسل مِن العلماء وكذلك الجُلُود والألْسن (( وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ )) اش معنى (يفترون)؟ يكْذِبُون على الله لأنَّهم قالوا: (( اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ ))[العنكبوت:12]وهم كاذبُون في هذا ولَّا لا؟ كاذِبُون فسَيُسْأَلون عن هذا الكذب، وكذلك كل دَجَّالٍ يدعوا إلى باطلِه بالكذب سَيُسْأَل عن هذا الكلام (( عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ )) قال المؤلف: سؤالَ توبيخ " ولَّا سؤال استخبار؟ سؤال توبيخ نعم، سؤال توبيخ لأجل أن يُقِرُّوا (( كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ )) وش الجواب؟ (( قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ * وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ * فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ )) قال المؤلف: " واللامُ في الفعلَيْن لامُ قسمٍ وحُذِفَ فاعلُها الواو ونونُ الرفع " اللام في الفعلين وين هي؟ (( وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ )) والثاني (( ولَيُسْأَلُنَّ )) فاللام لامُ القسم والقسَم مقدَّر والنون للتوكيد فصارت تأكيد بكم؟ بثلاثة، وحُذِف فاعلُهما الواو ونون الرفع " نون الرفع حُذِفت ليه؟
الطالب: ...
الشيخ : لا ما في جَزم، لِتَوَالي الأمثال يقول: لتوالي الأمثال، لأن ثلاث نونات اجتمعن وكلهن زائدات ما يصير، فحُذفت النون الأولى لِتوالي الأمثال، ولم تُحذف نون التوكيد لأنه جيءَ بها لمعنى، فكان الحذف لِنونِ الرفع الذي جرَت العادة أن تُحْذَف، وقد علمتم أن الأفعال الخمسة تحذف نونها وجوبًا في حال النصب والجزم، وجوازًا بكثرة في حال النفي، وجوازًا بقِلَّة في حال الإثبات، نعم طيب الواو لِماذا حذفت؟
الطالب: للتخفيف.
الشيخ : للتخفيف؟ خطأ،
الطالب: لالتقاء الساكنين.
الشيخ : وين الساكنين؟ النون المشددة أولها ساكن والواو ساكنة فحُذِفت الواو لِالتقاء الساكنين، فنون الرفع حُذِفت لتوالي الأمثال، والواو حذفت لالتقاء الساكنين على حدِّ قول الإمام مالك في الكافية اقرا يا عبد الله! شباب أنتم! وأنت يا حسين! كررْناها عدة مرات البيت مَن الذي يحفظه؟
الطالب: إن ساكنان التقيا اكسر ما سبق.
الشيخ : .... إن ساكنان التقيا اكسر ما سبق وإن يكن لينًا فحذفَه استحق
نعم، هذه قرأتها كَم من مرة هذا الأسبوع؟ إن ساكنان التقيا اكسِر ما سبق (( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا ))[البينة:1] كسرناها، وإن يكن لينًا فحذفَه استحق، اللين الواو أو الألف أو الياء فإنه يستحقان الحذف فحذفَه استحق ..... حتى لو.... مادام هذه قاعدة مهمة ..... نعم، لا لا الرسول صلى الله عليه وسلم احتَرَس قال ( مِن غير أن ينقُصَ مِن أجُورِهم شَيء ) ...... إي يدخلون في هذا، .... بتجي إن شاء الله في الفوائد هذه، هذه نذكرها في الفوائد إن شاء الله في الدرس القادم.
الطالب: يا شيخ القاعدة في طاعَة الوالدين.
الشيخ : القاعدة: ألَّا تكون في معصية الله وأن تكون مِن الإحسان إليهما، إي نعم وألَّا يكن عليهما مَضَرَّة ....
3 - قال الله تعالى : << وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسئلن يوم القيامة عما كانوا يفترون >> أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : << وقال الذين كفروا للذين ءامنوا اتبعوا سبيلنا ............... >>
(( اتبعوا سبيلنا )) إلى آخره يُسْتَفاد من هذه الآيات الكريمَة حِرْصُ الكافرين على إغواء المؤمنين لقولهم: (( اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا )).
ومن فوائد الآية أنَّ أولئك الضالين يستعملون أساليبَ الدِّعَاية الباطلة مِن قولهم: (( وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ )) فإنَّ هذا مِن الدعاية الباطلة.
ومِن فوائد الآية أنَّ هؤلاء الدعاة إلى الضلال كاذِبُون فيما التزَمُوا به مِن حَمْلِ الخطايا لِقولِه تعالى: (( إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ )).
ومنها مِن فوائد الآية أنَّ مَن كفر هَان عليه ما دُون الكفر، هؤلاء إن كَفروا فهانَ عليهم الكذب أن يقولوا (( وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ )).
ومِن فوائد الآية الحذَر مِن دعْوَةِ أهل الضلال ودعايَتِهم: مِن دعوتهم ودعايَتِهم وأقصد بالدعاية تَزْيِين ما دعوا إليه وتسهيلَه في نفوس المدعوين فيجِبُ علينا أن نحذَر مِن هؤلاء.
ومن فوائد الآية أيضًا تقريرُ قوله تعالى: (( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ))[الأنعام:164] لِقولِه: (( وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ )) ومِن فوائد الآية ..
ومن فوائد الآية أنَّ أولئك الضالين يستعملون أساليبَ الدِّعَاية الباطلة مِن قولهم: (( وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ )) فإنَّ هذا مِن الدعاية الباطلة.
ومِن فوائد الآية أنَّ هؤلاء الدعاة إلى الضلال كاذِبُون فيما التزَمُوا به مِن حَمْلِ الخطايا لِقولِه تعالى: (( إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ )).
ومنها مِن فوائد الآية أنَّ مَن كفر هَان عليه ما دُون الكفر، هؤلاء إن كَفروا فهانَ عليهم الكذب أن يقولوا (( وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ )).
ومِن فوائد الآية الحذَر مِن دعْوَةِ أهل الضلال ودعايَتِهم: مِن دعوتهم ودعايَتِهم وأقصد بالدعاية تَزْيِين ما دعوا إليه وتسهيلَه في نفوس المدعوين فيجِبُ علينا أن نحذَر مِن هؤلاء.
ومن فوائد الآية أيضًا تقريرُ قوله تعالى: (( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ))[الأنعام:164] لِقولِه: (( وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ )) ومِن فوائد الآية ..
فوائد قوله تعالى : << وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم ............................ >>
قال تعالى: (( وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ))[العنكبوت:13] في الآية الأولى ..... مِن فوائدها إثبات علم الله لقوله: (( وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ )) لأنَّه خبَرٌ عن أمرٍ واقع، نعم، واقع يعني في المستقبل.
ومنها أيضًا إثبات عدْلِ الله، حيث لا يُحَمِّلُ أحدًا خطيئةَ أحد.
أمَّا قوله تعالى: (( وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ )) ففيه دَلِيل على أنَّ الدُّعاة إلى الشرّ عليهم مِن أوزار المدعوين لقوله: (( وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ )).
ومنها أنَّ الدعاة إلى الخير لهم مثل أجرِ المدعُوِّين أو لا؟ من أين ناخذه؟ لأنه إذا كان الداعي إلى الشر يناله من العقوبة وهذا مِن العدل، فإنَّ الداعي إلى الخير ينالُه مِن الأجر لأنَّ الله تعالى ذُو الفضل العظيم، فإذا كان الله يعاقب مَن دعا إلى ضلالة فكيف لا يُثِيب مَن دعا إلى هُدى.
ومنها خطورة الدعوة إلى الضلال {يرحمك الله} حيث إنَّ كل مَن تأثَّر بهذه الدعوة فإنَّ على الداعي مثلَ وزرِه نعم أو مِن وزره كما قال الله تعالى: (( وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ))[النحل:25].
ومِن فوائد الآية إثباتُ يوم القيامة لقولِه: (( وَلَيُسْأَلُنَّ )).
ومنها إثباتُ سؤال لهؤلاء عن أعمالِهم السيئة لقوله: (( عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ))[العنكبوت:13]، وقد عرفْتُم الجمع بين قوله تعالى: (( ولا يُسْأَلُ عن ذنوبِهم المجرمون )) وبين قوله هنا: ((وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ))[العنكبوت:13].
ومنها أنَّ الكذب يُعاقَبُ عليه المرء لقوله: (( عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ )) يعني عن الذي كانوا يفترونه، إلَّا الكذب المباح الكذب المباح ما عليه عقوبة، لكن الكذب غيرُ المباح عليه عقوبة، وهناك مَن يقول من الناس إنَّ الكذب نوعان أبيض وأسْوَد: فالأسود هو الذي عليه العقوبة والأبيض لا عقوبة عليه، والحقيقة أنَّ الكذب كله أسود ما فيه أبيض، هم يقولون: الأسود ما فيه أكلُ مالٍ للغير أو اعتداءٌ عليه أو انتهاكٌ لعرضِه يعني مَا فيه مضرة على الغير هذا أسود، وأمَّا مَا فيه الترويح عن النفس والإصلاح وما سوى ذلك فهذا أبيض، هذا ما هو بصحيح بل وَرَدَ الوعيد على مَن كذب لِيُضْحِكَ به القوم، الإنسان يجِب عليه أن يتجَنَّب الكذب كله والأصل أنه حرام ...
قال الله تبارك وتعالى: (( ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه ))
ومنها أيضًا إثبات عدْلِ الله، حيث لا يُحَمِّلُ أحدًا خطيئةَ أحد.
أمَّا قوله تعالى: (( وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ )) ففيه دَلِيل على أنَّ الدُّعاة إلى الشرّ عليهم مِن أوزار المدعوين لقوله: (( وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ )).
ومنها أنَّ الدعاة إلى الخير لهم مثل أجرِ المدعُوِّين أو لا؟ من أين ناخذه؟ لأنه إذا كان الداعي إلى الشر يناله من العقوبة وهذا مِن العدل، فإنَّ الداعي إلى الخير ينالُه مِن الأجر لأنَّ الله تعالى ذُو الفضل العظيم، فإذا كان الله يعاقب مَن دعا إلى ضلالة فكيف لا يُثِيب مَن دعا إلى هُدى.
ومنها خطورة الدعوة إلى الضلال {يرحمك الله} حيث إنَّ كل مَن تأثَّر بهذه الدعوة فإنَّ على الداعي مثلَ وزرِه نعم أو مِن وزره كما قال الله تعالى: (( وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ))[النحل:25].
ومِن فوائد الآية إثباتُ يوم القيامة لقولِه: (( وَلَيُسْأَلُنَّ )).
ومنها إثباتُ سؤال لهؤلاء عن أعمالِهم السيئة لقوله: (( عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ))[العنكبوت:13]، وقد عرفْتُم الجمع بين قوله تعالى: (( ولا يُسْأَلُ عن ذنوبِهم المجرمون )) وبين قوله هنا: ((وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ))[العنكبوت:13].
ومنها أنَّ الكذب يُعاقَبُ عليه المرء لقوله: (( عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ )) يعني عن الذي كانوا يفترونه، إلَّا الكذب المباح الكذب المباح ما عليه عقوبة، لكن الكذب غيرُ المباح عليه عقوبة، وهناك مَن يقول من الناس إنَّ الكذب نوعان أبيض وأسْوَد: فالأسود هو الذي عليه العقوبة والأبيض لا عقوبة عليه، والحقيقة أنَّ الكذب كله أسود ما فيه أبيض، هم يقولون: الأسود ما فيه أكلُ مالٍ للغير أو اعتداءٌ عليه أو انتهاكٌ لعرضِه يعني مَا فيه مضرة على الغير هذا أسود، وأمَّا مَا فيه الترويح عن النفس والإصلاح وما سوى ذلك فهذا أبيض، هذا ما هو بصحيح بل وَرَدَ الوعيد على مَن كذب لِيُضْحِكَ به القوم، الإنسان يجِب عليه أن يتجَنَّب الكذب كله والأصل أنه حرام ...
قال الله تبارك وتعالى: (( ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه ))
5 - فوائد قوله تعالى : << وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم ............................ >> أستمع حفظ
متى يتحمل الداعي أوزار المدعو ؟
الطالب: .....
الشيخ : نعم، مِمَّا تأَثَّرُوا بهم مِن دعوتِهم أمَّا الأعمال السيئة الأخرى ما عليهم مِنها
الطالب: كل شيء...
الشيخ : أي نعم عليهم مِن وزره، لكن لو عملوا شيئًا ما له دخل في الدعوة ما يصير على أولئك شيء
الشيخ : نعم، مِمَّا تأَثَّرُوا بهم مِن دعوتِهم أمَّا الأعمال السيئة الأخرى ما عليهم مِنها
الطالب: كل شيء...
الشيخ : أي نعم عليهم مِن وزره، لكن لو عملوا شيئًا ما له دخل في الدعوة ما يصير على أولئك شيء
قال الله تعالى : << ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون >>
قال تعالى: (( ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومِه )) اللام للقسم و(قد) للتحقيق { اقرب يا أخي اقرب! الله يهديك هذا عندك فضا، ...كان الملائكة يصفون فيتمون الصف الأول فالأول .. لا تعال هنا ما في أحد، تعال هنا .. كلما قرُب الإنسان أحسَن له } اللام مُوَطِّئَة لِلقَسَم و(قد) للتحقيق والجملة مؤكدة بثلاث مؤكدات، وإنما أكَّد الله ذلك وإن كان الخطاب لِغيرِ مُنْكِر لكن تقدَّم لنا أنَّ الأمور الهامة تؤَكَّد وإن لم يُخاطَب بها مَن يُنكِر أو يَترَدَّد، كل الأمور الهامة فإنها تُؤكَّد نعم.
وقوله: (( ولقد أرسلنا نوحًا )) أي بعثْنَاه برسالة وكان هذا بعد مدة طويلة مِن آدم إذْ كان الناس بعد آدم على مِلَّةٍ واحدة بدون رسالة، لأنَّ آدم نبيٌّ وليس برسول، إذْ أنه ليس هناك أحدٌ يُرسَل إليه وإنما أُوحِي إليه بشرع وجعل يتعبَّدُ به واتبعَه بنوه على ذلك، ولكن لما كثُرَ بنو آدم اختلفَتْ آراؤُهم وأهواؤهم فاحتاجُوا إلى الرسالة، قال الله تعالى: (( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ))[البقرة:213] فبَيَّن سبحانه وتعالى أنَّ الرُّسُل أُرْسِلوا متى؟ بعد أن اختلف الناس ولهذا فيه قراءة (( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاختلفوا فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ )) وهذه القراءة دَلَّ عليها آخِرُ الآية (( لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ )) فأرسلَ الله نوحًا وهو أوَّلُ رسولٍ أُرسِل إلى البشرية، نعم؟
الطالب: ...
الشيخ : روي عن ابن عباس رضي الله عنهما نعم لكنَّه عاد ما نعلم هل هذا صحيح أو لا؟ لأنَّ ابن عباس مِمَّن تلَقَّى عن بَنِي إسرائيل، ((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ )) قال وعمرُه أربعون سنة أو أكثر " .. قال أو أكثر هان الأمر فنحن لا نعلَم بالتحْدِيد كم عمرُه؟ ما نعلَم لكنَّنا نعلم علم اليقين أنَّ الله أرسلَه وعمرُه قابلٌ لأن يكون أهلًا للرسالة سواء كان أربعين سنة أو أكثر، نعم ولا أظنه يكون أقل، وقوله: (( إلي قومِه )) هذا فيه شاهِدٌ للحديث الصحيح (( وكان النبيُّ يبعث إلى قومه خاصَّة وبُعثْتُ إلى الناس عامَّة )) قال: (( فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا ))[العنكبوت:14] يدعوهم إلى توحيدِ الله فكذَّبُوه (( لَبِثَ فيهم )) أي في دَعْوتِهم إلى دينِ الله (( أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا )) كم؟ تِسعمئة وخمسون سنَة يدعُوهم إلى عبادةِ الله عُمْرٌ طويل، وهو معهم في صراع، وفي سورة نوح يقول الله تعالى (( قال يا قوم إني لكم نذير مبين * أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ * يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا * وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ )) لِئَلَّا يسمَعُوا ما أقول (( وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ )) تغَطَّوْا بها لِئَلَّا يرَوْني أعوذ بالله يعني معناها أنهم يَسُدُّون كل منافذ الوعي: السمع والبصر (( وَأَصَرُّوا )) على ما هم عليه مِن الباطل مِن المعاصي (( وَاسْتَكْبَرُوا )) عَن الواجِبَات (( اسْتِكْبَارًا * ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا * ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا ))[نوح:9] شوف مراحل الدعوة العظيمة ومع ذلك ما اسْتَفَادُوا شيئًا ما آمَن معه إلا قليل فالـمُدَّةُ طويلة والدعوة متنوعة والمضَادَّة والمحَادَّة لنوح شديدة عظيمة يمرُّون به وهو يصْنَع السفينة ويسْخَرون منه لكنه مُؤْمِن بالله عز وجل ويقول (( إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ * فسوف تعلمون مَن يأتيه عذاب يخزيه ويحلُّ عليه عذابٌ مقيم ))[هود:39] هذه المدة الطويلة يقول الله تعالى في سورة هود: (( وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ))[هود:40]حتى أحدُ أولاده ما آمن نعم، وهذا يُوجِب لنا أن نصبر ونحتسب، الإنسان مِنَّا إذا دعا الناس لمدة ساعة ولم يستجِب أحد زِعِل وترك الدعوة قال: ما في فائدة، نعم، هذا لبث ألف سنة إلا خمسين عامًا نعم ..... ومع ذلك ما آمنَ معه إلا قليل، يقول الله عز وجل: (( فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ )) ... لأن القصة تكون أحيانا مختصرة يذكر فيها السبب والأثَر بدون تفصيل، إرسَال ومُكْثٌ طويل نعم وبعد ذلك أَخْذ، لكن أخْذ بسبب وهو قوله: (( وَهُمْ ظَالِمُونَ ))[العنكبوت:14] قال تعالى (( فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ )) أَخْذَهم أبلَغ مِن قولِه فأغرقهم أخذَهم والأخذ يكونُ في مقابلَة عمَل فهو جزاء (( الطوفان )) أي الـمَاء الكثير طافَ بهم وعلاهم فغرقوا " طافَ بهم من كل جانِب والعياذ بالله وقد ذَكَرَ الله تعالى شأن هذا الأمر فقال سبحانه وتعالى: (( فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ ))[القمر:12] شوف أبواب السماء كل أبواب السماء فُتِّحت، إذا فُتِّحت أبواب السماء ستكون مثل القِرَب (( ماء منهمر )) يعني نازل بشدة وقوة (( وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا )) الأرْض كلها تفجرت عيون حتى قال تعالى: (( وَفَارَ التَّنُّورُ))[هود:40] وهو موضِع النار البعِيد عن الرطوبة (( فَار )) بدا يفور .. ويش رأيكم يعني سيكون الماء بين ساعات فوق قمم الجبال وهكذا كان بإذنِ الله كان كذلك، الأرض كلها تَبُث عيون والسماء مُنهَمِرة بالمياه العظيمة (( فَالْتَقَى الْمَاءُ )) مَاء الأرض وماء السماء (( على أمرٍ قد قُدِر )) مين عاد بينجو مِن هذا، ورد في الحديث أنَّه لو أنجَى اللهُ أحدًا لأنجى أمَّ الصبي امرأة معَها صبي كلما وصلَها الماء صعِدَت في الجبل وكلما وصلها صعِدت حتى وصلت إلى قِمَّة الجبل فلما ألجَمَها الماء حملَت ولدَها فوق لأجل أن تغرَق قبل ابنها ولكن والعياذ بالله رحمةُ الله تعالى ما تدرك الكافرين بعد أن يروا العذاب (( فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا ))[غافر:85] المهم
الطالب: السماء الحقيقية؟
الشيخ : السماء اللي فوق ما علاك فهو سماء (( فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ )) أي الماء الكثير طاف بهم وعلاهم فغرقوا (( وَهُمْ ظَالِمُونَ )) جملة (وهم ظالمون) في موضع نصب على الحال مِن الهاء في قوله: ((فَأَخَذَهُمُ )) يعني والحال أنَّهم ظالمون أي مُقيمون على الظلم ما آمنوا لأنه مَا آمَن مع نوح إلا نفر قليل
وقوله: (( ولقد أرسلنا نوحًا )) أي بعثْنَاه برسالة وكان هذا بعد مدة طويلة مِن آدم إذْ كان الناس بعد آدم على مِلَّةٍ واحدة بدون رسالة، لأنَّ آدم نبيٌّ وليس برسول، إذْ أنه ليس هناك أحدٌ يُرسَل إليه وإنما أُوحِي إليه بشرع وجعل يتعبَّدُ به واتبعَه بنوه على ذلك، ولكن لما كثُرَ بنو آدم اختلفَتْ آراؤُهم وأهواؤهم فاحتاجُوا إلى الرسالة، قال الله تعالى: (( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ))[البقرة:213] فبَيَّن سبحانه وتعالى أنَّ الرُّسُل أُرْسِلوا متى؟ بعد أن اختلف الناس ولهذا فيه قراءة (( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاختلفوا فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ )) وهذه القراءة دَلَّ عليها آخِرُ الآية (( لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ )) فأرسلَ الله نوحًا وهو أوَّلُ رسولٍ أُرسِل إلى البشرية، نعم؟
الطالب: ...
الشيخ : روي عن ابن عباس رضي الله عنهما نعم لكنَّه عاد ما نعلم هل هذا صحيح أو لا؟ لأنَّ ابن عباس مِمَّن تلَقَّى عن بَنِي إسرائيل، ((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ )) قال وعمرُه أربعون سنة أو أكثر " .. قال أو أكثر هان الأمر فنحن لا نعلَم بالتحْدِيد كم عمرُه؟ ما نعلَم لكنَّنا نعلم علم اليقين أنَّ الله أرسلَه وعمرُه قابلٌ لأن يكون أهلًا للرسالة سواء كان أربعين سنة أو أكثر، نعم ولا أظنه يكون أقل، وقوله: (( إلي قومِه )) هذا فيه شاهِدٌ للحديث الصحيح (( وكان النبيُّ يبعث إلى قومه خاصَّة وبُعثْتُ إلى الناس عامَّة )) قال: (( فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا ))[العنكبوت:14] يدعوهم إلى توحيدِ الله فكذَّبُوه (( لَبِثَ فيهم )) أي في دَعْوتِهم إلى دينِ الله (( أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا )) كم؟ تِسعمئة وخمسون سنَة يدعُوهم إلى عبادةِ الله عُمْرٌ طويل، وهو معهم في صراع، وفي سورة نوح يقول الله تعالى (( قال يا قوم إني لكم نذير مبين * أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ * يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا * وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ )) لِئَلَّا يسمَعُوا ما أقول (( وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ )) تغَطَّوْا بها لِئَلَّا يرَوْني أعوذ بالله يعني معناها أنهم يَسُدُّون كل منافذ الوعي: السمع والبصر (( وَأَصَرُّوا )) على ما هم عليه مِن الباطل مِن المعاصي (( وَاسْتَكْبَرُوا )) عَن الواجِبَات (( اسْتِكْبَارًا * ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا * ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا ))[نوح:9] شوف مراحل الدعوة العظيمة ومع ذلك ما اسْتَفَادُوا شيئًا ما آمَن معه إلا قليل فالـمُدَّةُ طويلة والدعوة متنوعة والمضَادَّة والمحَادَّة لنوح شديدة عظيمة يمرُّون به وهو يصْنَع السفينة ويسْخَرون منه لكنه مُؤْمِن بالله عز وجل ويقول (( إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ * فسوف تعلمون مَن يأتيه عذاب يخزيه ويحلُّ عليه عذابٌ مقيم ))[هود:39] هذه المدة الطويلة يقول الله تعالى في سورة هود: (( وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ))[هود:40]حتى أحدُ أولاده ما آمن نعم، وهذا يُوجِب لنا أن نصبر ونحتسب، الإنسان مِنَّا إذا دعا الناس لمدة ساعة ولم يستجِب أحد زِعِل وترك الدعوة قال: ما في فائدة، نعم، هذا لبث ألف سنة إلا خمسين عامًا نعم ..... ومع ذلك ما آمنَ معه إلا قليل، يقول الله عز وجل: (( فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ )) ... لأن القصة تكون أحيانا مختصرة يذكر فيها السبب والأثَر بدون تفصيل، إرسَال ومُكْثٌ طويل نعم وبعد ذلك أَخْذ، لكن أخْذ بسبب وهو قوله: (( وَهُمْ ظَالِمُونَ ))[العنكبوت:14] قال تعالى (( فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ )) أَخْذَهم أبلَغ مِن قولِه فأغرقهم أخذَهم والأخذ يكونُ في مقابلَة عمَل فهو جزاء (( الطوفان )) أي الـمَاء الكثير طافَ بهم وعلاهم فغرقوا " طافَ بهم من كل جانِب والعياذ بالله وقد ذَكَرَ الله تعالى شأن هذا الأمر فقال سبحانه وتعالى: (( فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ ))[القمر:12] شوف أبواب السماء كل أبواب السماء فُتِّحت، إذا فُتِّحت أبواب السماء ستكون مثل القِرَب (( ماء منهمر )) يعني نازل بشدة وقوة (( وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا )) الأرْض كلها تفجرت عيون حتى قال تعالى: (( وَفَارَ التَّنُّورُ))[هود:40] وهو موضِع النار البعِيد عن الرطوبة (( فَار )) بدا يفور .. ويش رأيكم يعني سيكون الماء بين ساعات فوق قمم الجبال وهكذا كان بإذنِ الله كان كذلك، الأرض كلها تَبُث عيون والسماء مُنهَمِرة بالمياه العظيمة (( فَالْتَقَى الْمَاءُ )) مَاء الأرض وماء السماء (( على أمرٍ قد قُدِر )) مين عاد بينجو مِن هذا، ورد في الحديث أنَّه لو أنجَى اللهُ أحدًا لأنجى أمَّ الصبي امرأة معَها صبي كلما وصلَها الماء صعِدَت في الجبل وكلما وصلها صعِدت حتى وصلت إلى قِمَّة الجبل فلما ألجَمَها الماء حملَت ولدَها فوق لأجل أن تغرَق قبل ابنها ولكن والعياذ بالله رحمةُ الله تعالى ما تدرك الكافرين بعد أن يروا العذاب (( فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا ))[غافر:85] المهم
الطالب: السماء الحقيقية؟
الشيخ : السماء اللي فوق ما علاك فهو سماء (( فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ )) أي الماء الكثير طاف بهم وعلاهم فغرقوا (( وَهُمْ ظَالِمُونَ )) جملة (وهم ظالمون) في موضع نصب على الحال مِن الهاء في قوله: ((فَأَخَذَهُمُ )) يعني والحال أنَّهم ظالمون أي مُقيمون على الظلم ما آمنوا لأنه مَا آمَن مع نوح إلا نفر قليل
7 - قال الله تعالى : << ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون >> أستمع حفظ
قال الله تعالى : << فأنجيناه وأصحاب السفينة وجعلناهآ ءاية للعالمين >>
(( فَأَنجَيْنَاهُ )) أي نوحًا " مِن هذا الطوفان العظيم (( وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ )) وأصحابَ (أصحاب) وش المعطوف عليه؟ على الهاء في قوله: (( أَنجَيْنَاهُ )) يعني وأنجينا أيضًا أصحاب السفينة يعني أهلَها أي الذين كانوا معه فيها وهم المؤمنون أهل نوح كلّهم إلا ابنَه الكافِر، والمؤمنون مِن قومه وكذلك أيضًا الحيوانات (( مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ))[هود:40] كُل اللي على وجه الأرض يعيش مِن الحيوانات حمل في هذه السفينة يعني معاهم كل شيء على الأرض، هؤلاء أصحاب السفينة نجَوْا (( وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ ))[العنكبوت:15] جعلْنَاها عبرةً للعالمين جعلْنَاها الضمير في (جعلنَاها) أي القِصَّة أو جعلنَاها أي السفينة، هو يؤيد أنَّها السفينة أنها لأقرب مذكور، ويؤيد العموم أنَّ العبرة ليست في السفينة فقط بل في السفينَة وفي القصة حيث أنَّه بقي هذه المدة الطويلة ولم يؤمِن معه إلا قليل وحصل هذا الغرق العظيم الذي لا نظِيرَ في ما نعلم، فهي آية للعالمين، وأمَّا أنَّها السفينة فإنَّ الله تعالى يقول: (( وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ ))[يس:42] وخلقْنَا لهم مِن مثلِه أي مِن مثل الفلك المشحُون الذي نجا به نوح ما يركَبُون فصارَ أوَّل من صنَع السفن نوح، أوَّل مَن صنَعها نوح ثمَّ أخذَها الناس منه، وهذا تأمل الحكمة في قوله تعالى: (( وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ ))[القمر:13] ولا قال وحملْناه على السفينة ليش؟ تنبيهًا على المواد التي يسمُّونها الموَاد الخام في صُنْعِ السفينة وش هي؟ الألْوَاح والدسر يعني المسامير، يعني معناها أنها تُصنَع من الألواح والمسامير علشان يعرف الناس بذلك وهذا هو الواقع كل الناس عرفوا بها وتطورت... وصلت إلى ما وصلت إليه الآن، وقوله: (( وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ )) بعض العلماء يقول "جعلناها أي السفينةَ عينًا وأنَّ هذه السفينة بقيَت في الأمم حتى أدرَكَتها آخرُ الأمم وهُم أَوَّلُ هذه الأمة، فيُقَال: إنَّ أجزاء هذه السفينة أنه بقي موجودًا إلى أن أدرَكَه أوَّلُ هذه الأمة على الجُودِي الذي استَوَتْ عليه" وهذا فيه نظر، والقول الثاني إنَّ الهاء في قوله: (( وَجَعَلْنَاهَا )) يعود على السفينة بِاعتبار الجنس لا باعتبار الشَّخْص، باعتبار الجنس وليس باعتبار الشخص فالضَّمِير يعود إليها باعتبار جنسِها كقولِه تعالى: (( وَلَقَد زَّيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا )) جعلْنَاها أي الشهب التي تَخرُج مِن هذه المصابيح (( رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ ))[الملك:5] وكما في قوله تعالى: (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً )) جعلناه مَن باعتبار جنسه ولا باعتبار شخصه؟ (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ))[المؤمنون:13] الإنسان باعْتِبار شخصه ولا باعتبار جنسه؟ ... ما في ضمير الأول ... (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ )) أي الإنسان (( نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ )) هذا الضمير يعود على الإنسان باعتبار جنسه أو باعتبار شخصِه؟
الطالب: باعتبار جنسه، لأن الأول ..
الشيخ : لا تُعَلِّل .... من يقول؟ مَن يوافق أو يخالف؟ باعتبار الجنس أي نعم، ما يصلُح أن يكون باعتبار الشخص، لأنه.. آدم هو ليس في الأرحام هل آدم الذي خُلِق مِن سلالة مِن طين يكون في الأرحام نطفةً في قرار مكين؟ لا، ولكن ثم جعلناه أي الإنسان باعتِبار جنسه، فالضمير يعود إلى الإنسان باعتبار الجنس لا باعتبار الشخص، فعلى هذا يكون قوله تعالى هنا: (( وَجَعَلْنَاهَا )) أي السفينة باعتبار جنسِه ولا باعتبار شخصه؟ يعني ..السفينة ولَّا جنس السفينة؟ نعم فيها قولان للعلماء أنا قلت لكم: بعض العلماء يقول أنها بقيت هذه السفينة شَخصُها بقيت حتى أدركته آخرُ الأمم هذه الأمة وعلى هذا يكون (( جَعَلْنَاهَا )) أي السفينة عينًا، وبعضهم يقول: لا سفينة نوح لها قرون عظيمة تكسَّرَت وأتلفتها الرياح والشمس والناس راحت لكن (( جَعَلْنَاهَا )) أي السفينة باعتبار الجنس ..... السفينة هي التي نتكلم عليها أي نعم ........ على كل حال المسألة فيها قولان لأهل العلم إمَّا باعتبار الشخص وإمَّا باعتبار الجنس، نعم (( وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ )) العالَمِين المراد بالعالمين هنا مَن بعدهم مِن الناس كما قال المؤلف: "لِمَن بعدهم مِن الناس إن عَصَوْا رسلهم " وهذا مِن المؤلف كأنه يقول: إنَّ الضمير في (( جعلناها )) يعود على القصَّة كلها وأنَّها عبرة للعالمين إن عصَوْا رسلهم فسيَحِلّ بهم مِن العقوبة ما حلَّ بقوم نوح (( وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ )) " لِمَن بعدهم من الناس إن عصَوا رسلهم وعاشَ نوح بعد الطوفان ستين سنة " يصير وأربعين قبل البعثة وستين سنة بعد الطوفان مئة سنة، وتسعمائة وخمسين: ألف وخمسين سنة، لكن عاد المؤلف قال: ستين سنة أو أكثَر حتى كثر الناس "يعني إنَّه ما جزم بأنَّه ما بقي إلا أربعين سنة بعد الطوفان وحِنَّا نقول: ليس لنا فائدة مِن معرفة كم لَبِث قبل الرسالة ولا مِن معرفة كم لبث بعد الطوفان {انتبه يا سامي!....} لأنَّ المهم ما هي؟ المهم القصة المهِم هو القصة، إن هذا أوَّل الرسل عليه الصلاة والسلام ومع ذلك وجد مِن قومه مِن المعارضات والاستكبار ورَدِّ دعوته ما لم يجِدْه نبي مثله، لأننا ما نعلم أن نبيًّا بقي في قومه ألْف سنة إلا خمسين عامًا إلَّا نوح
الطالب: باعتبار جنسه، لأن الأول ..
الشيخ : لا تُعَلِّل .... من يقول؟ مَن يوافق أو يخالف؟ باعتبار الجنس أي نعم، ما يصلُح أن يكون باعتبار الشخص، لأنه.. آدم هو ليس في الأرحام هل آدم الذي خُلِق مِن سلالة مِن طين يكون في الأرحام نطفةً في قرار مكين؟ لا، ولكن ثم جعلناه أي الإنسان باعتِبار جنسه، فالضمير يعود إلى الإنسان باعتبار الجنس لا باعتبار الشخص، فعلى هذا يكون قوله تعالى هنا: (( وَجَعَلْنَاهَا )) أي السفينة باعتبار جنسِه ولا باعتبار شخصه؟ يعني ..السفينة ولَّا جنس السفينة؟ نعم فيها قولان للعلماء أنا قلت لكم: بعض العلماء يقول أنها بقيت هذه السفينة شَخصُها بقيت حتى أدركته آخرُ الأمم هذه الأمة وعلى هذا يكون (( جَعَلْنَاهَا )) أي السفينة عينًا، وبعضهم يقول: لا سفينة نوح لها قرون عظيمة تكسَّرَت وأتلفتها الرياح والشمس والناس راحت لكن (( جَعَلْنَاهَا )) أي السفينة باعتبار الجنس ..... السفينة هي التي نتكلم عليها أي نعم ........ على كل حال المسألة فيها قولان لأهل العلم إمَّا باعتبار الشخص وإمَّا باعتبار الجنس، نعم (( وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ )) العالَمِين المراد بالعالمين هنا مَن بعدهم مِن الناس كما قال المؤلف: "لِمَن بعدهم مِن الناس إن عَصَوْا رسلهم " وهذا مِن المؤلف كأنه يقول: إنَّ الضمير في (( جعلناها )) يعود على القصَّة كلها وأنَّها عبرة للعالمين إن عصَوْا رسلهم فسيَحِلّ بهم مِن العقوبة ما حلَّ بقوم نوح (( وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ )) " لِمَن بعدهم من الناس إن عصَوا رسلهم وعاشَ نوح بعد الطوفان ستين سنة " يصير وأربعين قبل البعثة وستين سنة بعد الطوفان مئة سنة، وتسعمائة وخمسين: ألف وخمسين سنة، لكن عاد المؤلف قال: ستين سنة أو أكثَر حتى كثر الناس "يعني إنَّه ما جزم بأنَّه ما بقي إلا أربعين سنة بعد الطوفان وحِنَّا نقول: ليس لنا فائدة مِن معرفة كم لَبِث قبل الرسالة ولا مِن معرفة كم لبث بعد الطوفان {انتبه يا سامي!....} لأنَّ المهم ما هي؟ المهم القصة المهِم هو القصة، إن هذا أوَّل الرسل عليه الصلاة والسلام ومع ذلك وجد مِن قومه مِن المعارضات والاستكبار ورَدِّ دعوته ما لم يجِدْه نبي مثله، لأننا ما نعلم أن نبيًّا بقي في قومه ألْف سنة إلا خمسين عامًا إلَّا نوح
الؤد على من يقول أن شعيبا أطول عمرا من نوح.
وأما المثل العامِّي عند الناس يقول:" عسى عمرك عمْر شعيب " هذا مشهور عندنا ما ادري هو معروف عندكم؟ إذا بغوا يدعون الناس لطول العمر قال " عسى عمرك عمْر شعيب " يظنُّون أن عمْر شعيب أطوَل الأعمار ولكن هذا غير صحيح الآن اللي بلغنا مِن كتاب الله سبحانه وتعالى إن أطول الناس نوح هذا الذي بلغَنا فهم لو قالوا عسى عمرك عمُر نوح كان معقول لكن (عسى عمرك عمُر شعيب) شويه ضعف نعم .... ما اعرف هم يظنون هذا الظن او انهم شعيب ... ما أدري الله أعلم
كيف الجمع بين قوله تعالى:{كذبت قوم نوح المرسلين}وقوله تعالى:{ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه}؟.
طيب في قصة نوح يقول الله تعالى: (( كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ ))[الشعراء:105] والله يقول: (( ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه )) ما في تعدُّد نوح واحد اش لونه؟
الطالب: كذبوا رسول فكذبوا الرسل
الشيخ : إي نعم، يعني أنَّ الذي يكذب رسولًا مِن الرسل مكذِّب للجميع لأنه وش الفرق بين نوح وهود وصالح كلهم مِن بني آدم فأنت تكذب واحد قامت البينة على أنه رسول كأنَّما كذَّبت جميعَ الرسل، مثل ما أنَّ مَن آمن ببعض الرسالَة وكفر ببعض فقد كفَر بالجميع، حد يقول: والله أنا أؤمن بأنّ الصلاة مفروضة لكن ما أؤمن بأن الزكاة فرض نقول الآن كذَّبت بهذا وبهذا، لأن إيمانك بأن الصلاة مفرُوضة دون الزكاة عن هوى ولا عن هدى؟ عن هوى، لو كان عن الهدى لآمنت بهذا كما آمنت بهذا فأنت إذًا لست بمؤمن لا بهذا ولا بهذا، طيب نأخذ فوائد الآية هذه لأننا .. نختم الدرس لهذا الأسبوع
الطالب: كذبوا رسول فكذبوا الرسل
الشيخ : إي نعم، يعني أنَّ الذي يكذب رسولًا مِن الرسل مكذِّب للجميع لأنه وش الفرق بين نوح وهود وصالح كلهم مِن بني آدم فأنت تكذب واحد قامت البينة على أنه رسول كأنَّما كذَّبت جميعَ الرسل، مثل ما أنَّ مَن آمن ببعض الرسالَة وكفر ببعض فقد كفَر بالجميع، حد يقول: والله أنا أؤمن بأنّ الصلاة مفروضة لكن ما أؤمن بأن الزكاة فرض نقول الآن كذَّبت بهذا وبهذا، لأن إيمانك بأن الصلاة مفرُوضة دون الزكاة عن هوى ولا عن هدى؟ عن هوى، لو كان عن الهدى لآمنت بهذا كما آمنت بهذا فأنت إذًا لست بمؤمن لا بهذا ولا بهذا، طيب نأخذ فوائد الآية هذه لأننا .. نختم الدرس لهذا الأسبوع
اضيفت في - 2007-08-13