تفسير سورة العنكبوت-04a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة المناقشة
فوائد قوله تعالى : << يعذب من يشآء ويرحم من يشآء وإليه تقلبون >>
قوله: (( يُعَذِّب )) (( ويرحم )) فيه إثبَات الأفعال الاختياريَّة لله عز وجل، نعم وهذا هو مذْهَب أهل السنة والجماعة مِن السلف والأئِمَّة إثباتُ الأفعال الاختيارِيَّة لله أي أنَّه يفعل ما يشاء، وخالَفَ في ذلك الأشاعرة وغيرُهم فقالوا: إنَّ اللهَ سبحانه وتعالى لا يتَعَلَّقُ به فعلٌ حادث وعلَّلُوا ذلك بأنَّه لا يقُوم الحادِث إلا بحَادِث وأنَّنا لو أثبتنا حدوث الأفعال لله لَزِمَ مِن ذلك أن يكون الله تعالى حادثًا. ولا ريبَ أن هذا قولٌ باطل، لأننا نقول لهم مَن قال لكم: إنَّ الحادث لا يقُوم إلا بحادث مِن أين جاءت هذه القاعدة هل هي في القرآن؟ هل هي في السنة؟ هل هي في العقل، ثم إنَّنا نقابل هذه القاعدة الفاسدة بقاعِدَة أكمَل منها وأوضَح وهو أنَّ الفَعَّال لِمَا يريد أكمَل مِن الذي لا يفعَل أليس كذلك؟ اللي يفعل ما يُرِيد أكمل مِن الذي لا يفعل فأنتم إذا عطَّلْتُم الله عز وجل عن أفعاله الاختيارية معنى ذلك وصفْتُمُوه بأنقَص ما يكون فإنَّ هذا أمر معلُوم لجميع العُقَلاء أنَّ الفاعل لِمَا يريد أكمل مِن الذي لا يفعل أو الذي يُجْبَر على الفعل أيضًا.
طيب ومِن فوائد الآية إثبات المشيئة لله عز وجل لقوله: (( مَنْ يَشَاءُ )) في الموضِعَيْن.
ومِن فوائدِها أنَّ الرحمة لا تُطْلَب إلا مِن الله لقولِه: (( ويرحَم )) وهذا في مقَام التقسيم يدُلّ على الاختصَاص (( يُعَذِّب )) (( ويرحم )) فلا تُطْلَب الرحمة إلَّا مِن الله حتَّى الذين يَرحَمُون مِن الخلق ينبغي عندما تَطْلُب رحمتَهم أن تجعل ذلك متعلقًا بالله لأنَّ الله عز وجل لو شاء أن لا يرحموك نعم لم يرحموك.
ومِن فوائد الآية إثباتُ البعث لقوله: (( وإليه تقلبون )).
ومِن فوائدِها التحذِير مِن المخالفة لأنَّه إذا كانَ المرْجِع إلى الله فاحذَرْ مِن مخالَفَتِه فإنَّ هذا يُشْبِهُ التهدِيد والوعيد مِن المخالَفَة
طيب ومِن فوائد الآية إثبات المشيئة لله عز وجل لقوله: (( مَنْ يَشَاءُ )) في الموضِعَيْن.
ومِن فوائدِها أنَّ الرحمة لا تُطْلَب إلا مِن الله لقولِه: (( ويرحَم )) وهذا في مقَام التقسيم يدُلّ على الاختصَاص (( يُعَذِّب )) (( ويرحم )) فلا تُطْلَب الرحمة إلَّا مِن الله حتَّى الذين يَرحَمُون مِن الخلق ينبغي عندما تَطْلُب رحمتَهم أن تجعل ذلك متعلقًا بالله لأنَّ الله عز وجل لو شاء أن لا يرحموك نعم لم يرحموك.
ومِن فوائد الآية إثباتُ البعث لقوله: (( وإليه تقلبون )).
ومِن فوائدِها التحذِير مِن المخالفة لأنَّه إذا كانَ المرْجِع إلى الله فاحذَرْ مِن مخالَفَتِه فإنَّ هذا يُشْبِهُ التهدِيد والوعيد مِن المخالَفَة
فوائد قوله تعالى : << ومآانتم بمعجزين في الأرض ولا في السمآء ................. >>
ثم قال تعالى: (( وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ ))[العنكبوت :22] مِن فوائد الآية هذا كَمَالُ قُدْرَةِ الله عز وجل وأنَّه لا يعجزه شيء (( وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ )).
ومِن فوائدها أنَّه لا مَفَرّ للمرء مِن قدَرِ الله سواءٌ كان في السماء أو في الأرض لقوله: (( وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ )).
ومِن فوائدها ضَعْف البشر بالنسبة إلى الخالِق لأنَّ الخطاب (( بمعجزين )) للعموم فالبشَر مهما بلَغُوا مِن القوة فهم بالنسبة للخالِق عاجِزُون ضُعفَاء ولهذا قال الله عز وجل: (( فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً )) قال الله عز وجل: ((أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ )) جاءَت (( خلقَهم )) ما قال أنَّ الله هو أشد (( الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ))[فصلت :15] فإذَا كانوا مخلوقين فإنَّ الخالق أقوى بلا شك الخالق أقوى مِن المخلوق، فأتى بالموصول وصِلَتِه كالتعليل والدَّلَالة على ضعْفِهم أمام الله عز وجل.
ومن فوائد الآية أنَّه لا مَلْجَأَ للبشر في جلب المنافع ودفْع المضار إلَّا إلى مَن؟ إلى الله وأنَّهم مهما استغاثُوا بغيره فإنهم خائِبُون (( وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ )).
ومنها -وهي فائدة بلاغية- أنَّ مِن أدوات التوكيد الزيادة، زِيادَةُ الحروف مِن أدوات التوكيد لقولِه: (( وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ )) لأن (( مِن )) هنا زائدة لإفادَة العموم أو التنصيص على العموم
ومِن فوائدها أنَّه لا مَفَرّ للمرء مِن قدَرِ الله سواءٌ كان في السماء أو في الأرض لقوله: (( وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ )).
ومِن فوائدها ضَعْف البشر بالنسبة إلى الخالِق لأنَّ الخطاب (( بمعجزين )) للعموم فالبشَر مهما بلَغُوا مِن القوة فهم بالنسبة للخالِق عاجِزُون ضُعفَاء ولهذا قال الله عز وجل: (( فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً )) قال الله عز وجل: ((أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ )) جاءَت (( خلقَهم )) ما قال أنَّ الله هو أشد (( الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ))[فصلت :15] فإذَا كانوا مخلوقين فإنَّ الخالق أقوى بلا شك الخالق أقوى مِن المخلوق، فأتى بالموصول وصِلَتِه كالتعليل والدَّلَالة على ضعْفِهم أمام الله عز وجل.
ومن فوائد الآية أنَّه لا مَلْجَأَ للبشر في جلب المنافع ودفْع المضار إلَّا إلى مَن؟ إلى الله وأنَّهم مهما استغاثُوا بغيره فإنهم خائِبُون (( وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ )).
ومنها -وهي فائدة بلاغية- أنَّ مِن أدوات التوكيد الزيادة، زِيادَةُ الحروف مِن أدوات التوكيد لقولِه: (( وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ )) لأن (( مِن )) هنا زائدة لإفادَة العموم أو التنصيص على العموم
فوائد قوله تعالى : << والذين كفروا بئايات الله ولقآئه ..............>>
ثم قال تعالى: (( وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ))[العنكبوت :23] مِن فوائد هذه الآية أنَّ الكفار لا يدخُلُون الجنة يُؤخَذ مِن قولِه: (( أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي )).
ومِن فوائدها أيضًا إثبات الآيات لله عز وجل الكونية والشرعية (( كفَرُوا بآيات الله )).
ومن فوائدها رحمة الله تعالى بالعباد حيثُ أظهَرَ لهم مِن الآيات ما يؤمِنون على مثلِه أليس كذلك؟ هذه مِن نعمة الله أنَّ الله تعالى أرَى عبادَه مِن آياته ما يؤمِنُون على مثلِه ولهذا كُلّ ما ظهر لِلإنسان مِن آياتِ الله شيء كان أكبَرَ لِنِعْمةِ الله عليه وأشَدَّ في رسوخِ إيمانِه، ومن ذلك الكراماتُ التي حصلَت لبعض أولياءِ الله فإنَها تزِيد في إيمانِهم وتُؤَيِّدُ ما كانوا عليه مِن الحق قال شيخ الإسلام رحمه الله: " وكثُرَتِ الكرَامَاتُ في زمن التابعين دون الصحابة لأنَّ عند الصحابة مِن الإيمان ما ليس عند التابعين فلَيْسُوا في حاجَة إلى كرامات تُقَوِّي إيمانَهم كحَاجَةِ التابِعين " ذكر هذا في كتاب الفرقان وهذا حقّ فإنَّك إذا تأمَّلْتَ في الكرامات التي ذُكِرَت وجدتَّها في التابعين أكثر، فالمهم أنَّ إظهارَ الآيات للإنسان سواءٌ كانت شرعية أم قدَرِيَّة أنَّها من نعمة الله عليه، لأنَّها تزيد في إيمانه ورسوخِه في القلب.
ومِن فوائد الآية إثبات رؤية الله من أين ناخذه؟ مِن قوله: (( ولقائِه )) فإنَّ أهل السنة والجماعة استدَلُّوا بذلك على إثباتِ الرؤية لأنَّ الملاقاة إذا لم يكن مانِع لابُد .. مِن الرؤية ولا مانِعَ يمنَع، وهذه المسألة فيها خلاف كثير بين أهل السنة وأهل البدع، والصواب الذي دلَّ عليه الكتاب والسنة إثباتُ إيش؟ إثباتُ رُؤْيَةِ الله تعالى بالعَيْن وأنَّه في الآخرة يُرَى، أمَّا في الجنة فيَرَاه المؤمِنُون ولا يراه غيرهم لأنهم ليسوا فيها، وأما في عرصات القيامة فالصحيح أنَّه يراه المؤمنون ويَرَاه المنافقون لكن المنافقين يرَوْنه ليس رؤية تَنْعِيم بل هي حقيقة رؤية تنديم لأنَّ الله سبحانه يظهرُ لهذه الأمة وفيها منافقون فيكشِفُ لهم عن ساقِه تبارك وتعالى ويأمرُهم بالسجود فمَن كان يسْجُد لله سَجَد، ومَن كان يسجُد إلا رياءً وسمعة يعجَز ما يسْجُد، لكن المؤمنين يرونه رؤيةَ تَكْرِيم وهؤلاء رُؤْيَة تنديم لأنَّه إذا حُجِبَ عنهم بعد ذلك أو إذا حُجِبُوا عنه بعد ذلك صار أشَد وقعًا في نفوسهم مثل ما أنَّ المنافقين أيضًا يُعْطون نورًا يوم القيامة ثم يُحْجَب عنهم هذا يكون أشد مِن الذين لم يعطوا نورًا مِن الأصل، وهذه الرؤية إذا قال قائل: كيف تُقِرُّونها وتؤمِنُون بها مع أنَّ الله جل وعلا يقول لموسى: (( لن تراني )) ويقول: (( لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ ))[الأنعام :103] فالجواب أما قولُه لموسى: (( لن تراني )) فإنَّه جوابٌ على قول موسى: (( أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ )) وهو يُرِيد الآن ولهذا قال: (( انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ))[الأعراف :143] فدَلَّ هذا على أنَّ نفىَ الرؤية متى؟ في ذلك الوقت وهذا حَق أنَّ الله جل وعلا لا يُرَى في الدنيا نعم، لِعَجْزِ الإنسان عن تَحَمُّل ذلك، وقد ضرَب الله لرسولِه موسى صلى الله عليه وسلم مثلًا بالجبل وعجَزَ الجبل لما تجلَّى ربه للجبل جعله دكًا وخرَّ موسى صعِقًا، طيب أما قولُه: لا تُدْرِكه الأبصار فهي إلى الدلالة على ثُبُوتِ الرؤية أقرَب مِن الدلالة على نفْي الرؤية لأنَّ الله جلَّ ذكرُه لم يقل: لا يُرَى بل قال: (( لا تُدْرِكُه )) ونَفْيُ الأخَصّ -لأنَّ الإدراك أخَصّ من مطلق الرؤية- نفْيُ الأخص لا يدُلُّ على نفْيِ الأعَمّ هذه قاعِدَة معروفة عند أهل العلم: أنَّ نفي الأخص لا يستَلْزِم نفْيَ الأعم، فهنا نحن نقول: إن هذا يدل على أنَّه يُرَى، لأنه لو لم يكن يُرَى لقال: لا تراه الأبصار فلما قال: (( لا تدركه )) عُلِم أنَّه يُرَى لكن لا يُدْرَك، ونحن نقول: لا تدركه الأبصار حتى في الآخِرَة فإنَّه لا يمكن الإحاطةُ بالله عز وجل لكنَّه يُرَى، وضَرْب المثل لا بأسَ به لكن مع الفرق ألسْنَا نرَى الشمس ولا نُدْرِكُها نراها ولا ندْرِكُها بل إننا نرى أصغر شيء أصغَر حيوان يالله تراه بالعين ومع ذلك لا تدرِكُه تدْرِك ما فيه مِمَّا خلق الله عز وجل في جوفِه أو في جلدِه؟ ما تدرُكه فالحاصل أنَّه لا يلزم مِن نفي الإدراك نفي الرؤية بل هو دليلٌ على ثبوتِ الرؤية ولهذا استدَلَّ أهل السنة والجماعة بهذه الآية على ثبوتِ الرؤية (( لا تدركه الأبصار )) نعم.
الطالب: الكفار يرون الله عز وجل يوم القيامة؟
الشيخ : لا، الكفار ما يرونه لأن الله يقول: (( كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ))[المطففين :15]
الطالب: (( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه )) ..؟
الشيخ : إي نعم هذه الملاقاة بالنسبة للكافِر دلَّ الدليل على أنَّه لا يراه بالنسبة للكافر.
ومِن فوائد الآية وُجُوب الإيمان بلقاء الله، لأنَّ الله تعالى عاقَبَ الذين لا يُؤْمِنُون بذلِك بِاليأس مِن رحمتِه.
ومِن فوائدها ثبوت الرحمة لقوله: (( أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي )) [العنكبوت :23] طيب الإضافة هنا إنَّ قلنا إن المراد بالرحمة الجنَّة فهي مِن باب إضافة المخلوق إلى خالقِه تشريفًا وتكريمًا، وإذا قلنا: إنَّها صِفَةُ الله فهو مِن باب إضافة الصفة إلى موصوفها.
ومن فوائد الآية إثبَاتُ العُقُوبة للكافرين وأنَّها عقوبة شديدة لقولِه: (( وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )) والآيات في هذا كثيرة جدًّا ولا حاجَةَ إلى كثرَةِ الكلام فيها، لأنَّها واضحة الحمد لله نعم
ومِن فوائدها أيضًا إثبات الآيات لله عز وجل الكونية والشرعية (( كفَرُوا بآيات الله )).
ومن فوائدها رحمة الله تعالى بالعباد حيثُ أظهَرَ لهم مِن الآيات ما يؤمِنون على مثلِه أليس كذلك؟ هذه مِن نعمة الله أنَّ الله تعالى أرَى عبادَه مِن آياته ما يؤمِنُون على مثلِه ولهذا كُلّ ما ظهر لِلإنسان مِن آياتِ الله شيء كان أكبَرَ لِنِعْمةِ الله عليه وأشَدَّ في رسوخِ إيمانِه، ومن ذلك الكراماتُ التي حصلَت لبعض أولياءِ الله فإنَها تزِيد في إيمانِهم وتُؤَيِّدُ ما كانوا عليه مِن الحق قال شيخ الإسلام رحمه الله: " وكثُرَتِ الكرَامَاتُ في زمن التابعين دون الصحابة لأنَّ عند الصحابة مِن الإيمان ما ليس عند التابعين فلَيْسُوا في حاجَة إلى كرامات تُقَوِّي إيمانَهم كحَاجَةِ التابِعين " ذكر هذا في كتاب الفرقان وهذا حقّ فإنَّك إذا تأمَّلْتَ في الكرامات التي ذُكِرَت وجدتَّها في التابعين أكثر، فالمهم أنَّ إظهارَ الآيات للإنسان سواءٌ كانت شرعية أم قدَرِيَّة أنَّها من نعمة الله عليه، لأنَّها تزيد في إيمانه ورسوخِه في القلب.
ومِن فوائد الآية إثبات رؤية الله من أين ناخذه؟ مِن قوله: (( ولقائِه )) فإنَّ أهل السنة والجماعة استدَلُّوا بذلك على إثباتِ الرؤية لأنَّ الملاقاة إذا لم يكن مانِع لابُد .. مِن الرؤية ولا مانِعَ يمنَع، وهذه المسألة فيها خلاف كثير بين أهل السنة وأهل البدع، والصواب الذي دلَّ عليه الكتاب والسنة إثباتُ إيش؟ إثباتُ رُؤْيَةِ الله تعالى بالعَيْن وأنَّه في الآخرة يُرَى، أمَّا في الجنة فيَرَاه المؤمِنُون ولا يراه غيرهم لأنهم ليسوا فيها، وأما في عرصات القيامة فالصحيح أنَّه يراه المؤمنون ويَرَاه المنافقون لكن المنافقين يرَوْنه ليس رؤية تَنْعِيم بل هي حقيقة رؤية تنديم لأنَّ الله سبحانه يظهرُ لهذه الأمة وفيها منافقون فيكشِفُ لهم عن ساقِه تبارك وتعالى ويأمرُهم بالسجود فمَن كان يسْجُد لله سَجَد، ومَن كان يسجُد إلا رياءً وسمعة يعجَز ما يسْجُد، لكن المؤمنين يرونه رؤيةَ تَكْرِيم وهؤلاء رُؤْيَة تنديم لأنَّه إذا حُجِبَ عنهم بعد ذلك أو إذا حُجِبُوا عنه بعد ذلك صار أشَد وقعًا في نفوسهم مثل ما أنَّ المنافقين أيضًا يُعْطون نورًا يوم القيامة ثم يُحْجَب عنهم هذا يكون أشد مِن الذين لم يعطوا نورًا مِن الأصل، وهذه الرؤية إذا قال قائل: كيف تُقِرُّونها وتؤمِنُون بها مع أنَّ الله جل وعلا يقول لموسى: (( لن تراني )) ويقول: (( لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ ))[الأنعام :103] فالجواب أما قولُه لموسى: (( لن تراني )) فإنَّه جوابٌ على قول موسى: (( أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ )) وهو يُرِيد الآن ولهذا قال: (( انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ))[الأعراف :143] فدَلَّ هذا على أنَّ نفىَ الرؤية متى؟ في ذلك الوقت وهذا حَق أنَّ الله جل وعلا لا يُرَى في الدنيا نعم، لِعَجْزِ الإنسان عن تَحَمُّل ذلك، وقد ضرَب الله لرسولِه موسى صلى الله عليه وسلم مثلًا بالجبل وعجَزَ الجبل لما تجلَّى ربه للجبل جعله دكًا وخرَّ موسى صعِقًا، طيب أما قولُه: لا تُدْرِكه الأبصار فهي إلى الدلالة على ثُبُوتِ الرؤية أقرَب مِن الدلالة على نفْي الرؤية لأنَّ الله جلَّ ذكرُه لم يقل: لا يُرَى بل قال: (( لا تُدْرِكُه )) ونَفْيُ الأخَصّ -لأنَّ الإدراك أخَصّ من مطلق الرؤية- نفْيُ الأخص لا يدُلُّ على نفْيِ الأعَمّ هذه قاعِدَة معروفة عند أهل العلم: أنَّ نفي الأخص لا يستَلْزِم نفْيَ الأعم، فهنا نحن نقول: إن هذا يدل على أنَّه يُرَى، لأنه لو لم يكن يُرَى لقال: لا تراه الأبصار فلما قال: (( لا تدركه )) عُلِم أنَّه يُرَى لكن لا يُدْرَك، ونحن نقول: لا تدركه الأبصار حتى في الآخِرَة فإنَّه لا يمكن الإحاطةُ بالله عز وجل لكنَّه يُرَى، وضَرْب المثل لا بأسَ به لكن مع الفرق ألسْنَا نرَى الشمس ولا نُدْرِكُها نراها ولا ندْرِكُها بل إننا نرى أصغر شيء أصغَر حيوان يالله تراه بالعين ومع ذلك لا تدرِكُه تدْرِك ما فيه مِمَّا خلق الله عز وجل في جوفِه أو في جلدِه؟ ما تدرُكه فالحاصل أنَّه لا يلزم مِن نفي الإدراك نفي الرؤية بل هو دليلٌ على ثبوتِ الرؤية ولهذا استدَلَّ أهل السنة والجماعة بهذه الآية على ثبوتِ الرؤية (( لا تدركه الأبصار )) نعم.
الطالب: الكفار يرون الله عز وجل يوم القيامة؟
الشيخ : لا، الكفار ما يرونه لأن الله يقول: (( كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ))[المطففين :15]
الطالب: (( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه )) ..؟
الشيخ : إي نعم هذه الملاقاة بالنسبة للكافِر دلَّ الدليل على أنَّه لا يراه بالنسبة للكافر.
ومِن فوائد الآية وُجُوب الإيمان بلقاء الله، لأنَّ الله تعالى عاقَبَ الذين لا يُؤْمِنُون بذلِك بِاليأس مِن رحمتِه.
ومِن فوائدها ثبوت الرحمة لقوله: (( أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي )) [العنكبوت :23] طيب الإضافة هنا إنَّ قلنا إن المراد بالرحمة الجنَّة فهي مِن باب إضافة المخلوق إلى خالقِه تشريفًا وتكريمًا، وإذا قلنا: إنَّها صِفَةُ الله فهو مِن باب إضافة الصفة إلى موصوفها.
ومن فوائد الآية إثبَاتُ العُقُوبة للكافرين وأنَّها عقوبة شديدة لقولِه: (( وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )) والآيات في هذا كثيرة جدًّا ولا حاجَةَ إلى كثرَةِ الكلام فيها، لأنَّها واضحة الحمد لله نعم
في قوله تعالى << ومآأنتم بمعجزين في الأرض >> هل فيه رد على القدرية ؟
الطالب: ..... القدرية ...؟
الشيخ : نعم، نعم فيها رَدّ على القدرية قولُه: (( وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ )) فيها رَدٌّ على القدرية الذين يقولون إنَّ الإنسان مُسْتَقِلّ بعمله وأنَّه لا دخل لِمشِيئَة الله فيه لأنَّنا إذا قلنا بذلك فإنَّه يلزم أن يُعْجِزُوا الله، وقد نقول: إن هذا فيه وعْظ -هذا الخطاب- لأنَّهم هم يقولون بأنَّ الله قادرٌ عليهم على إهلاكهم إذا خالَفُوا وعلى استئصَالِهم بالعذاب نعم
الشيخ : نعم، نعم فيها رَدّ على القدرية قولُه: (( وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ )) فيها رَدٌّ على القدرية الذين يقولون إنَّ الإنسان مُسْتَقِلّ بعمله وأنَّه لا دخل لِمشِيئَة الله فيه لأنَّنا إذا قلنا بذلك فإنَّه يلزم أن يُعْجِزُوا الله، وقد نقول: إن هذا فيه وعْظ -هذا الخطاب- لأنَّهم هم يقولون بأنَّ الله قادرٌ عليهم على إهلاكهم إذا خالَفُوا وعلى استئصَالِهم بالعذاب نعم
المناقشة
ذكرنا فيما سبق أنَّ المضَاف إلى الله تعالى نوعان ما أدري تذكرونه؟ المضَاف إلى الله تعالى نوعان ما يذكره منكم أحد؟ محمد؟
الطالب: ...
الشيخ : طيب الأعيان.
الطالب: الأعيان .....
الشيخ : اي نعم ذكرْنا أنَّ المضاف إلى الله سبحانه وتعالى نوعان إمَّا أعْيَانٌ أو أوْصَاف، والأعيان إمَّا أن تكون إضافَتُها إلى الله على سبيل العموم أو على سبيل الخصوص، فالأول: أن يُضَاف إلى الله على سبِيل العموم هذا يُرَادُ به أنَّ الله سبحانه وتعالى خالِقٌ لهذا الشيء كما في قوله تعالى: (( وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ))[الجاثية :13] فَإِن هذا يشْمَل كل ما في السماوات والأرض، وإمَّا أن يكون خاصًّا يراد به التشريف والتكريم مثل ناقة الله، وبيتُ الله، نعم ومساجد الله وما أشبه ذلك، أمَّا إذا كان المضاف إلى الله وصفًا لا يقوم في غيره فإنَّه مِن صفات الله مثل كلام الله، وقدرة الله، وعزة الله وما أشبه ذلك، وبهذا استدل أهل السنة على أنَّ القرآن مخلوق ولَّا غير مخلوق؟ غير مخلوق لأنَّه القرآن وصفٌ يقُوم بالمتكلم كلامٌ يقومُ بالمتكلم به فهو مِن إضافة الصفة إلى الموصوف بها، طيب يبقى عندنا أنَّ الله سبحانه وتعالى أضَافَ رُوح آدم وروح عيسى إليه فمن أي الأقسام؟
الطالب: تشريف المخلوق إلى الخالق.
الشيخ : المخلوق إلى الخالق طيب حنَّا قلنا: أعيان،
الطالب: .... خرجت من الجسد تبعها البصر ...
الشيخ : الروح عَيْن مي هي صِفَة لأنَّها تقبض وتُلَفّ في الكفن كما جَاء في الحديث ويُصْعَدُ بها إلى الله فهي عيْن لكنَها عينٌ غير معلومة ما لها نظير مي مثل الأعيان الجسمية التي نُشَاهِد، هي عينٌ لا نظيرَ لها فيما نشاهدُه ولهذا قال الله تعالى: (( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ))[الإسراء :85]
الطالب: عبد الله وأمَة الله ... الخاص والعام؟
الشيخ : يأتي في الخاص والعام، فإذا قلنا مثلًا: عبد الله بالعبودية العامة فهو للعموم، وإذا قلنا: عباد الرحمن مثلًا فهو للخصوص نعم.
الطالب:..... ؟
الشيخ : أي مِن الأرواح التي أخلُقها لأنَّ الأرواح مخلُوقة بالله عز وجل، وليست معناه أني جعلت جزءًا مني فيه هذا ما أحد يقولُه إلا الحُلُولِيَّة مِن النصارى وأشباهِهم.
الطالب: ...
الشيخ : طيب الأعيان.
الطالب: الأعيان .....
الشيخ : اي نعم ذكرْنا أنَّ المضاف إلى الله سبحانه وتعالى نوعان إمَّا أعْيَانٌ أو أوْصَاف، والأعيان إمَّا أن تكون إضافَتُها إلى الله على سبيل العموم أو على سبيل الخصوص، فالأول: أن يُضَاف إلى الله على سبِيل العموم هذا يُرَادُ به أنَّ الله سبحانه وتعالى خالِقٌ لهذا الشيء كما في قوله تعالى: (( وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ))[الجاثية :13] فَإِن هذا يشْمَل كل ما في السماوات والأرض، وإمَّا أن يكون خاصًّا يراد به التشريف والتكريم مثل ناقة الله، وبيتُ الله، نعم ومساجد الله وما أشبه ذلك، أمَّا إذا كان المضاف إلى الله وصفًا لا يقوم في غيره فإنَّه مِن صفات الله مثل كلام الله، وقدرة الله، وعزة الله وما أشبه ذلك، وبهذا استدل أهل السنة على أنَّ القرآن مخلوق ولَّا غير مخلوق؟ غير مخلوق لأنَّه القرآن وصفٌ يقُوم بالمتكلم كلامٌ يقومُ بالمتكلم به فهو مِن إضافة الصفة إلى الموصوف بها، طيب يبقى عندنا أنَّ الله سبحانه وتعالى أضَافَ رُوح آدم وروح عيسى إليه فمن أي الأقسام؟
الطالب: تشريف المخلوق إلى الخالق.
الشيخ : المخلوق إلى الخالق طيب حنَّا قلنا: أعيان،
الطالب: .... خرجت من الجسد تبعها البصر ...
الشيخ : الروح عَيْن مي هي صِفَة لأنَّها تقبض وتُلَفّ في الكفن كما جَاء في الحديث ويُصْعَدُ بها إلى الله فهي عيْن لكنَها عينٌ غير معلومة ما لها نظير مي مثل الأعيان الجسمية التي نُشَاهِد، هي عينٌ لا نظيرَ لها فيما نشاهدُه ولهذا قال الله تعالى: (( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ))[الإسراء :85]
الطالب: عبد الله وأمَة الله ... الخاص والعام؟
الشيخ : يأتي في الخاص والعام، فإذا قلنا مثلًا: عبد الله بالعبودية العامة فهو للعموم، وإذا قلنا: عباد الرحمن مثلًا فهو للخصوص نعم.
الطالب:..... ؟
الشيخ : أي مِن الأرواح التي أخلُقها لأنَّ الأرواح مخلُوقة بالله عز وجل، وليست معناه أني جعلت جزءًا مني فيه هذا ما أحد يقولُه إلا الحُلُولِيَّة مِن النصارى وأشباهِهم.
تتمة تفسير قوله تعالى : << فما كان جواب قومه إلآأن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار إن في ذلك لأيات لقوم يؤمنون >>
قال الله تعالى: (( فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ )) قرأْنا هذا (( إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ )) (( أو )) هذه هَل هي للتخيير أو للشك أو للتنويع؟ للتنويع هي للتنويع ليست للتخيير، لأنَّ الله قال في سورة الأنبياء: (( قالوا حرِّقُوه )) ولِهَذَا لعلَّك تذْكُر أن جواب جملة إعرابها أنَّها خبر مُقَدَّم لـ(( كان )) و(( أن قالوا )) هي اسم كان، نحن ما كملناها صح ولهذا الآن نبي نشرحها، طيب قلنا: (( أو )) هنا: للشك ما يمكن لأنَّ كلام الله سبحانه وتعالى ما يقع فيه الشك، لِكمال علمِه سبحانه وتعالى، للتخيير أيضًا خلاف ظاهر القرآن في سورة الأنبياء، للتنويع صح أي أنَّ بعضهم قالوا: حرقوه وبعضُهم قال: اقتلوه، وكان الرأي على التحريق (( إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ )) فإذا قال قائل: أليس الإحرَاق يحصُل به القتل؟ قلنا: بلى لكن يقصد به التعذيب أكثر، فهم والعياذ بالله لِحَنَقِهم وشِدَّةِ ما في صدُورِهم على إبراهيم رأَوْا أنَّه يُعَذَّب بالنار عليه الصلاة والسلام (( إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ )) واللهُ حكيم جل وعلا شوف تجرِي الأمور على مرادِه وحكْمَتِه لعلَّهم لو قتلوه ما حصل هذه الآية العظيمة وهي أن تكون النار بردًا وسلامًا عليه، .. عز وجل حكيم قال الله تعالى: (( فَأَنجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ )) الآية فيها حذْف، التقدير فحَرَّقُوه فأنْجَاه الله أي خلَّصَه منهم (( مِن النار )) التي قذفوه فيها بأن جعلًها عليه بردًا وسلامًا ".
الطالب: ...... ؟
الشيخ : حقيقة .. لكن (( فأنجاه الله )) تَمَّ هذا، الواقع أنَّهم جمعوا الحطب وألْقَوْه في النار على أنَّهم حرقوه طيب نقول: فأنجاه الله من النار التي قذفوه فيها بأن جعلَها عليه بردًا وسلامًا بأمرِه لأنَّ الله قال: (( كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا ))[الأنبياء :69] فكانت بردًا وسلامًا، قال أهل العلم: لو أنًّ الله جل وعلا قال: بردًا فقط لكانت ثلجًا عليه ولكنه قال: وسلامًا لأجل أن يَسْلَم، وفيه أنَّ البرد يقتُل كما أنَّ الحر يقتُل، ولولا أنَّ البرد يقتل ما احتيج إلى قوله وسلامًا نعم، طيب (( إِنَّ فِي ذَلِكَ )) أي إنجائه منها (( لآيات )) " (( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ )) معلوم أنَّ (إنَّ) تنصب المبتدأ وترفَعُ الخبر أين اسمها؟ (( لآيات )) واللام للتوكيد و(آيات) كيف نقول (إنَّ) تنصب وهي مكسورة الآن؟ لكنها " يُكْسَر في النصْب وفي الجَرِّ معًا "، طيب قال: (( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ )) (آيات) جمع آية وهي العلامَة، والمقام هنا آيات كونية ولا شرعية؟ كونِيَّة وجمعَها فبَيَّن المؤلف الجَمْع قال: " هي عدمُ تأثيرِها فيه مع عظَمِها وإخمادِها وإنْشَاءِ روضٍ مكانَها في زمن يسير " هكذا بيَّن المؤلف الآيات اللي هي أولًا: أنها لم تؤثر مع عظمِها لأنَّهم جمعوا حطبًا عظيمًا وأضرموا نارًا عظيمة حتى إنه ذُكِر أنهم ما استطاعوا أن يقرَبُوها وأنَّهم ألقوه بالمنجَنِيق حذف رمي مِن بُعْد نعم، والله أعلم إنَّما هي على كل حال نارٌ عظيمة بلا شك، إخمادَ يعني كونُها تخمُد وتهدُأ مِن اللهب في لحظة هذا مِن آيات الله عز وجل، الثالث: أنها يقُول كانت روضة لكن يكْفِي أنها برد وسلام أنها كانت بردًا وسلامًا على إبراهيم، وعندي أنَّ الآيات أكثَر مِمَّا قال المؤلف فإنَّ مِن الآيات إبطالُ كيدِ هؤلاء ومِنها صبْرُ إبراهيم وتَحَمُّلُه لأنَّ حقيقة الأمر أن هذا شيء ما يقَوى عليه إلا أمثال إبراهيم مِن أولي العزم، ومنها أيضًا انقلابُ هذه الحرارة إلى بُرُودَة، ومنها انقلاب كونِها سببًا للهلاك إلى أن كانت سلامًا عليه نعم.
الطالب: لم تخمد بل كانت بردا وسلاما عليه ........... وهم يرون أنه قد هلك؟
الشيخ : والله الله أعلم ما نعرف أنَّها خمدت أو أنها بَقِيَت وهو الظاهر أيضًا، الظاهر مِن القرآن أنها بَقِيت لأنه قال (( كوني بردًا وسلامًا )) فالله تعالى ما أمرها أن تخمد بل قال: (( كوني بردًا وسلامًا )) وعلى هذا فيكون في كلام المؤلف نظَر، ويكون الصواب أنها بقيَت على ما هي عليه ولكنَّها كانت بردًا وسلامًا على إبراهيم نعم.
الطالب: ... أظهر في إعجازها؟
الشيخ : إنَّ بقائَها أظهر في الإعجاز نعم.
الطالب: .......؟
الشيخ : لها لهب مَن رآها رآها تلتهب، تبقى الآية على حالها ما فيها .... إن كان في آثار يمكن إسرائيليات لكن الواجب الأخْذ بظاهر القرآن.
((إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ))[العنكبوت :24] يُصَدِّقُون بتوحيد الله وقدرَتِه لأنهم المنتفعون بها " هذه الآيات قيَّدَها الله بأنها لقوم يؤمنون احترازًا مِن القوم الذين لا يؤمنون، القوم الذي لا يؤمنون وإن كانت الآيات أمامَهم لا يَنْتَفِعُون بها فليست لهم آيات ولهذا قال الله تعالى: (( وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ )) هل تعلمون في الكلام شيئًا أعظم آية مِن كلام الله؟ لا، ما نعلم، وهو الواقع ومع ذلك مَن ليس بمؤمن إذا تُلِيَ عليه القرآن قال: أساطيرُ الأولين. كما قال الله تعالى: (( إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ ))[القلم :15] ولذلك إذا رأَيْت مِن نفسك أنَّك لا تتَأَثَّر بالقرآن فاتِّهِم نفسك اتَّهِمْها لأن الله تعالى ما قال عن أحدٍ لا ينتفع بالقرآن إلا المكَذِّبِين الذين لا يَرَوْن في القرآن شيئًا -يعني- يأخُذُ بلُبِّهم ورَوْعِهم، وهذه المسألة مسألة نسأل الله لنا ولكم النجاة منها لأنَّ كثيرًا من الناس يقرءُون هذا القرآن ولكنَّه لا يَهُزُّ مشاعرهم وهذا خطير جدًا على الإنسان يجب أنَّ الإنسان يتهم نفسه بهذا الأمر حتى يُعَدِّل ما مَالَ منه ويُقَّوِّم المعْوَجّ وعلى هذا نقول: إنَّ الآيات الكونية والشرعية ما ينتَفِعُ بها إلَّا المؤمن، غير المؤمن لا ينتفع والعياذ بالله، لأنها تَمُرُّ عليه وكأنها إن كانت آيات كونية كأنَّها أمر عادي أو بمقتضى الطبيعة فالزلازل التي تُصِيب الناس وش يقولون؟ يقولوا هذه براكين عادِية نعم ما هي شيء، وهذه الرياح العاصفة العظيمة التي تُدَمِّر المحاصيل والأشجار وكذلك ما يحصل مِن الأمطار المغْرِقَة كل هذه يقولون إنَّها ظواهر طبيعية ما كأنَّها عقوبة من الله عز وجل إذًا انتفعوا بها ولَّا لا؟ لا، حتى الآن بَدَأ الناس في الكسوف يقولون: هذه أسباب ظاهرة ونسأل الله السلامة ينشُرونها قبل أن تقَع لأجْلِ أن تأتِيَ إلى للناس وهم قد اطمَئَنُّوا إليها واستقَرَّت في نفوسِهم فلا تُرْعِبُهم ولا تخَوِّفُهم، النبي عليه الصلاة والسلام يقول: ( يُخَوِّفُ الله بها عباده ) وهؤلاء جعلوها كأنَّها هلالُ عِيد حتى إنَّ بعضهم خاطبنا بذلك قال: حنا نخبر الناس لأجل يتهَيَّئؤُون نعم ويترقَّبُون لذلك حتى يأتي الكسوف وهم مُسْتَعِدّين كأنَّهُ هلال عيد يبي يخرج علشان يخرجون إلى المصلى، وهذا غلط، أنا أذكر ويمكن بعضُكم المتقدم في السن يذكُر الناس إذا جاءَ الكسوف وش يحصل عندهم مِن الخوف والانزِعَاج والفَزَع كما أَمَرَ النبي عليه الصلاة والسلام بِه الفَزَع إلى المساجد والبكاء أمَّا الآن نسأل الله العافية كما ترَوْن يمكن بعض الناس يكون عِندَهم الكسوف يُشَاهِدُه وعندَه آلة لهو تُغَنِّي وما أشبه ذلك، فالمهم أنَّ هذه الآيات ما ينتفع بها إلا المؤمن نعم
الطالب: ...... ؟
الشيخ : حقيقة .. لكن (( فأنجاه الله )) تَمَّ هذا، الواقع أنَّهم جمعوا الحطب وألْقَوْه في النار على أنَّهم حرقوه طيب نقول: فأنجاه الله من النار التي قذفوه فيها بأن جعلَها عليه بردًا وسلامًا بأمرِه لأنَّ الله قال: (( كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا ))[الأنبياء :69] فكانت بردًا وسلامًا، قال أهل العلم: لو أنًّ الله جل وعلا قال: بردًا فقط لكانت ثلجًا عليه ولكنه قال: وسلامًا لأجل أن يَسْلَم، وفيه أنَّ البرد يقتُل كما أنَّ الحر يقتُل، ولولا أنَّ البرد يقتل ما احتيج إلى قوله وسلامًا نعم، طيب (( إِنَّ فِي ذَلِكَ )) أي إنجائه منها (( لآيات )) " (( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ )) معلوم أنَّ (إنَّ) تنصب المبتدأ وترفَعُ الخبر أين اسمها؟ (( لآيات )) واللام للتوكيد و(آيات) كيف نقول (إنَّ) تنصب وهي مكسورة الآن؟ لكنها " يُكْسَر في النصْب وفي الجَرِّ معًا "، طيب قال: (( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ )) (آيات) جمع آية وهي العلامَة، والمقام هنا آيات كونية ولا شرعية؟ كونِيَّة وجمعَها فبَيَّن المؤلف الجَمْع قال: " هي عدمُ تأثيرِها فيه مع عظَمِها وإخمادِها وإنْشَاءِ روضٍ مكانَها في زمن يسير " هكذا بيَّن المؤلف الآيات اللي هي أولًا: أنها لم تؤثر مع عظمِها لأنَّهم جمعوا حطبًا عظيمًا وأضرموا نارًا عظيمة حتى إنه ذُكِر أنهم ما استطاعوا أن يقرَبُوها وأنَّهم ألقوه بالمنجَنِيق حذف رمي مِن بُعْد نعم، والله أعلم إنَّما هي على كل حال نارٌ عظيمة بلا شك، إخمادَ يعني كونُها تخمُد وتهدُأ مِن اللهب في لحظة هذا مِن آيات الله عز وجل، الثالث: أنها يقُول كانت روضة لكن يكْفِي أنها برد وسلام أنها كانت بردًا وسلامًا على إبراهيم، وعندي أنَّ الآيات أكثَر مِمَّا قال المؤلف فإنَّ مِن الآيات إبطالُ كيدِ هؤلاء ومِنها صبْرُ إبراهيم وتَحَمُّلُه لأنَّ حقيقة الأمر أن هذا شيء ما يقَوى عليه إلا أمثال إبراهيم مِن أولي العزم، ومنها أيضًا انقلابُ هذه الحرارة إلى بُرُودَة، ومنها انقلاب كونِها سببًا للهلاك إلى أن كانت سلامًا عليه نعم.
الطالب: لم تخمد بل كانت بردا وسلاما عليه ........... وهم يرون أنه قد هلك؟
الشيخ : والله الله أعلم ما نعرف أنَّها خمدت أو أنها بَقِيَت وهو الظاهر أيضًا، الظاهر مِن القرآن أنها بَقِيت لأنه قال (( كوني بردًا وسلامًا )) فالله تعالى ما أمرها أن تخمد بل قال: (( كوني بردًا وسلامًا )) وعلى هذا فيكون في كلام المؤلف نظَر، ويكون الصواب أنها بقيَت على ما هي عليه ولكنَّها كانت بردًا وسلامًا على إبراهيم نعم.
الطالب: ... أظهر في إعجازها؟
الشيخ : إنَّ بقائَها أظهر في الإعجاز نعم.
الطالب: .......؟
الشيخ : لها لهب مَن رآها رآها تلتهب، تبقى الآية على حالها ما فيها .... إن كان في آثار يمكن إسرائيليات لكن الواجب الأخْذ بظاهر القرآن.
((إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ))[العنكبوت :24] يُصَدِّقُون بتوحيد الله وقدرَتِه لأنهم المنتفعون بها " هذه الآيات قيَّدَها الله بأنها لقوم يؤمنون احترازًا مِن القوم الذين لا يؤمنون، القوم الذي لا يؤمنون وإن كانت الآيات أمامَهم لا يَنْتَفِعُون بها فليست لهم آيات ولهذا قال الله تعالى: (( وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ )) هل تعلمون في الكلام شيئًا أعظم آية مِن كلام الله؟ لا، ما نعلم، وهو الواقع ومع ذلك مَن ليس بمؤمن إذا تُلِيَ عليه القرآن قال: أساطيرُ الأولين. كما قال الله تعالى: (( إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ ))[القلم :15] ولذلك إذا رأَيْت مِن نفسك أنَّك لا تتَأَثَّر بالقرآن فاتِّهِم نفسك اتَّهِمْها لأن الله تعالى ما قال عن أحدٍ لا ينتفع بالقرآن إلا المكَذِّبِين الذين لا يَرَوْن في القرآن شيئًا -يعني- يأخُذُ بلُبِّهم ورَوْعِهم، وهذه المسألة مسألة نسأل الله لنا ولكم النجاة منها لأنَّ كثيرًا من الناس يقرءُون هذا القرآن ولكنَّه لا يَهُزُّ مشاعرهم وهذا خطير جدًا على الإنسان يجب أنَّ الإنسان يتهم نفسه بهذا الأمر حتى يُعَدِّل ما مَالَ منه ويُقَّوِّم المعْوَجّ وعلى هذا نقول: إنَّ الآيات الكونية والشرعية ما ينتَفِعُ بها إلَّا المؤمن، غير المؤمن لا ينتفع والعياذ بالله، لأنها تَمُرُّ عليه وكأنها إن كانت آيات كونية كأنَّها أمر عادي أو بمقتضى الطبيعة فالزلازل التي تُصِيب الناس وش يقولون؟ يقولوا هذه براكين عادِية نعم ما هي شيء، وهذه الرياح العاصفة العظيمة التي تُدَمِّر المحاصيل والأشجار وكذلك ما يحصل مِن الأمطار المغْرِقَة كل هذه يقولون إنَّها ظواهر طبيعية ما كأنَّها عقوبة من الله عز وجل إذًا انتفعوا بها ولَّا لا؟ لا، حتى الآن بَدَأ الناس في الكسوف يقولون: هذه أسباب ظاهرة ونسأل الله السلامة ينشُرونها قبل أن تقَع لأجْلِ أن تأتِيَ إلى للناس وهم قد اطمَئَنُّوا إليها واستقَرَّت في نفوسِهم فلا تُرْعِبُهم ولا تخَوِّفُهم، النبي عليه الصلاة والسلام يقول: ( يُخَوِّفُ الله بها عباده ) وهؤلاء جعلوها كأنَّها هلالُ عِيد حتى إنَّ بعضهم خاطبنا بذلك قال: حنا نخبر الناس لأجل يتهَيَّئؤُون نعم ويترقَّبُون لذلك حتى يأتي الكسوف وهم مُسْتَعِدّين كأنَّهُ هلال عيد يبي يخرج علشان يخرجون إلى المصلى، وهذا غلط، أنا أذكر ويمكن بعضُكم المتقدم في السن يذكُر الناس إذا جاءَ الكسوف وش يحصل عندهم مِن الخوف والانزِعَاج والفَزَع كما أَمَرَ النبي عليه الصلاة والسلام بِه الفَزَع إلى المساجد والبكاء أمَّا الآن نسأل الله العافية كما ترَوْن يمكن بعض الناس يكون عِندَهم الكسوف يُشَاهِدُه وعندَه آلة لهو تُغَنِّي وما أشبه ذلك، فالمهم أنَّ هذه الآيات ما ينتفع بها إلا المؤمن نعم
7 - تتمة تفسير قوله تعالى : << فما كان جواب قومه إلآأن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار إن في ذلك لأيات لقوم يؤمنون >> أستمع حفظ
قال الله تعالى : << وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار ومالكم من ناصرين >>
(( وقال )) إبراهيم: (( إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا )) [العنكبوت :25] تعبُدُونَها و(ما) مصدرية (( مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ )) خبَر (( إِنَّ )) وعلى قراءة النصب مفْعُولٌ له و(ما) كافَّة المعنى: تواددتم على عبادتها " المؤلف رحمه الله بيَّن لنا الآن أنَّ قوله: (( مودَّة )) فيها قراءتان سبعِيَّتان ولّا لا؟ سبعيتان: قراءةُ الرفع نحن الآن نبي نعرب الآية قبل نتكلم عن معناها، قراءة الرفع (( إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةُ بَيْنِكُمْ )) على قراءة الرفع المؤلف أعرب (ما) مصْدَرِية لا كافَّة ولا موصُولة، مصدرية والتقدير على رأيه إنَّ اتِّخَاذَكم مِن دون الله أوثانًا مودَّةُ بينكم فيكون المصدر المنسَبِك مِن (( ما )) اسم إِنّ ويكون (( مودَّة )) خبَر (( إن ))، و(اتخذتم أوثانًا) ... نكمل إعراب (إنّ) وما يتعلق بها، وعلى قراءة النصب يقول إنها مفعول له وش مفعول؟
الطالب: مفعول لأجله.
الشيخ : يعنى يسمونه مفعول لأجله، يعنى إنما اتخذتم مِن دون الله أوثانًا لِأجل المودَّةِ بينكم نعم، ولكن على هذه القراءة (( ما ))كافَّة فتكون داخلَة على (إن) و(ما) الكافة إذا دخلت على (إن) تفِيد الحصر يعني ما اتَّخَذْتم الأوثان إلَّا لِأجل المودة بينكم ... الآن (ما) على الرأي الأول نقول: (ما) على رأي المؤلف هذا (ما) مصدرية (( واتخذتم )) فِعْل مُؤَوَّل إلى مصدر والتقدير: إنَّ اتخاذكم من دون الله أوثانًا موَدَّةُ بينكم خبر (( إن ))، على قراءة النصب نقول: (( إنما )) أداة حصر (( ومَوَدَّة )) مفعولٌ لأجلِه يعني اتخذتموهم لِأجل المودة، نعم هذا ما قالَه المؤلف، وقيل: إن (( ما )) اسْمٌ موصول على قراءة الرفع إن (( ما )) اسم موصول، وأنَّ العائد محذوف والتقدير: إنَّ الذي اتخذْتُموه مِن دون الله أوثانًا مودَّةُ بينكم، وعلى هذا التقدير يكون مفعول (اتخذ) محذوف مفعولُها الأول، ومفعولُها الثاني (أوثانُا) .. وعلى هذا فنقول: (( إن )) أداةُ توكيد ينصب الاسم ويرفع الخبر و(( ما )) اسمها بمعنى الذي (( واتخذْتُم )) صلة الموصول، والعائد محذوف والتقدير: اتخذتموه (( وأوثانًا )) مفعول ثاني لـ(( اتخذ )) لأن (( اتخذ )) تنصِب مفعولين كما في قوله تعالى: (( وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ))[النساء :125] نعم واضح؟ يعني إنَّ الذي اتخذْتُموه أوثانًا هو المودَّة بينكم، نعم وهذا أيضًا التقدير الذي ذكرنا أن الاسم موصول تصلح حتى على قراءة النصب إنَّ الذي اتخذتموه أوثانًا لأجلِ المودة بينكم لا ينفعُكم ويكون الخبر على قراءة النصب محذُوف التقدير: لا ينفعُكُم، طيب نرجع الآن إلى (( اتَّخذ )) تنصِب مفعولين على تقدِير (ما) موصولة أين مفعولُها الأول؟ محذُوف، اتخذتموه اللي هو عائد العائد على (مَا) و(أوثانًا) مفعول ثانيـ وعلى القول بأن (( ما )) مصدرية أو كَافَّة نقول: إنَّ المفعول الثاني أيضًا محذُوف والتقدِير آلهةً كقوله تعالى: (( قُرْبَانًا آلِهَةً ))[الأحقاف :28] المعنى اتَّخَذُوا هذا الأوثان آلهةً مودَّة بينهم.
الطالب: ...... ؟
الشيخ : .. مفعولًا ثانيًا نعم لا الظاهر أنَّه حال مِن أوثان لأنَّها قُدِّمَت عليها.
الطالب: ... ؟
الشيخ : لا ما تصلح، لأنها واضح أنها للتعليل يعني اتخذوه للمودة لأنهم اجتَمُعوا على هذا لأجْل ألا يتفَرَّقُوا فقالوا إننا نَنْتَصِر للآلهة لِطَلَبِ المودة بينَنا حتى تجْمَعَنا هذه الآلهة على الموَدَّة أظن انتهى الوقت
الطالب: مفعول لأجله.
الشيخ : يعنى يسمونه مفعول لأجله، يعنى إنما اتخذتم مِن دون الله أوثانًا لِأجل المودَّةِ بينكم نعم، ولكن على هذه القراءة (( ما ))كافَّة فتكون داخلَة على (إن) و(ما) الكافة إذا دخلت على (إن) تفِيد الحصر يعني ما اتَّخَذْتم الأوثان إلَّا لِأجل المودة بينكم ... الآن (ما) على الرأي الأول نقول: (ما) على رأي المؤلف هذا (ما) مصدرية (( واتخذتم )) فِعْل مُؤَوَّل إلى مصدر والتقدير: إنَّ اتخاذكم من دون الله أوثانًا موَدَّةُ بينكم خبر (( إن ))، على قراءة النصب نقول: (( إنما )) أداة حصر (( ومَوَدَّة )) مفعولٌ لأجلِه يعني اتخذتموهم لِأجل المودة، نعم هذا ما قالَه المؤلف، وقيل: إن (( ما )) اسْمٌ موصول على قراءة الرفع إن (( ما )) اسم موصول، وأنَّ العائد محذوف والتقدير: إنَّ الذي اتخذْتُموه مِن دون الله أوثانًا مودَّةُ بينكم، وعلى هذا التقدير يكون مفعول (اتخذ) محذوف مفعولُها الأول، ومفعولُها الثاني (أوثانُا) .. وعلى هذا فنقول: (( إن )) أداةُ توكيد ينصب الاسم ويرفع الخبر و(( ما )) اسمها بمعنى الذي (( واتخذْتُم )) صلة الموصول، والعائد محذوف والتقدير: اتخذتموه (( وأوثانًا )) مفعول ثاني لـ(( اتخذ )) لأن (( اتخذ )) تنصِب مفعولين كما في قوله تعالى: (( وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ))[النساء :125] نعم واضح؟ يعني إنَّ الذي اتخذْتُموه أوثانًا هو المودَّة بينكم، نعم وهذا أيضًا التقدير الذي ذكرنا أن الاسم موصول تصلح حتى على قراءة النصب إنَّ الذي اتخذتموه أوثانًا لأجلِ المودة بينكم لا ينفعُكم ويكون الخبر على قراءة النصب محذُوف التقدير: لا ينفعُكُم، طيب نرجع الآن إلى (( اتَّخذ )) تنصِب مفعولين على تقدِير (ما) موصولة أين مفعولُها الأول؟ محذُوف، اتخذتموه اللي هو عائد العائد على (مَا) و(أوثانًا) مفعول ثانيـ وعلى القول بأن (( ما )) مصدرية أو كَافَّة نقول: إنَّ المفعول الثاني أيضًا محذُوف والتقدِير آلهةً كقوله تعالى: (( قُرْبَانًا آلِهَةً ))[الأحقاف :28] المعنى اتَّخَذُوا هذا الأوثان آلهةً مودَّة بينهم.
الطالب: ...... ؟
الشيخ : .. مفعولًا ثانيًا نعم لا الظاهر أنَّه حال مِن أوثان لأنَّها قُدِّمَت عليها.
الطالب: ... ؟
الشيخ : لا ما تصلح، لأنها واضح أنها للتعليل يعني اتخذوه للمودة لأنهم اجتَمُعوا على هذا لأجْل ألا يتفَرَّقُوا فقالوا إننا نَنْتَصِر للآلهة لِطَلَبِ المودة بينَنا حتى تجْمَعَنا هذه الآلهة على الموَدَّة أظن انتهى الوقت
8 - قال الله تعالى : << وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار ومالكم من ناصرين >> أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : << فما كان جواب قومه إلآ أن قالوا ................ >>
(( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلُوه أو حرِّقُوه )) إلى آخره
من فوائدِها بيان طغيان قومه حيث يدُلُّهم على الحَق ويكون هذا جوابَهم.
ومِن فوائدها أنَّهم اختلَفُوا ماذا يصنَعُون به ثم قَرَّرُوا أنَّهم يُحَرِّقونه وذلك بناءً على الجمع بين هذه الآية وبين آية الأنبياء (( حرقوه وانصروا آلهتكم )).
ومِن فوائدها تمام قُدْرة الله عز وجل حيثُ كانَت هذه النار المحرِقَة بردًا وسلامًا عليه فإنَّ هذا مِن آيات الله الدالة على قدرَتِه.
ومنها أنّ كُلَّ مَن قامَ لله فإنَّ الله تعالى يُنَجِّيه بمفَازَتِه يعني ينجيه في موضِع هلاكِه قال الله تعالى: (( وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ ))[الزمر :61].
ومِن فوائدها أيضًا أنَّ الله سبحانه وتعالى يُقَدِّرُ مِن الأمور لإنجَاءِ أوليائه ما لا يخطُر بالبال فإنَّ مَن يخْطُرُ ببَالِه أنَّ هذه النار العظيمة تكونُ بردًا وسلامًا، ولكن الله سبحانه وتعالى يُقَدِّرُ لأوليائِه مِن أسبابِ النجاة ما لا يَخْطُرُ لهم على البال.
ومِن فوائد هذه الآية معرفَةُ الجمَاد لله أنَّ الجَمَادَات تعْرِفُ ربَّها فتَمْتَثِلُ لأمرِه لأنَّ الله قال لهذه النار: ((كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ))[الأنبياء :69]
من فوائدِها بيان طغيان قومه حيث يدُلُّهم على الحَق ويكون هذا جوابَهم.
ومِن فوائدها أنَّهم اختلَفُوا ماذا يصنَعُون به ثم قَرَّرُوا أنَّهم يُحَرِّقونه وذلك بناءً على الجمع بين هذه الآية وبين آية الأنبياء (( حرقوه وانصروا آلهتكم )).
ومِن فوائدها تمام قُدْرة الله عز وجل حيثُ كانَت هذه النار المحرِقَة بردًا وسلامًا عليه فإنَّ هذا مِن آيات الله الدالة على قدرَتِه.
ومنها أنّ كُلَّ مَن قامَ لله فإنَّ الله تعالى يُنَجِّيه بمفَازَتِه يعني ينجيه في موضِع هلاكِه قال الله تعالى: (( وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ ))[الزمر :61].
ومِن فوائدها أيضًا أنَّ الله سبحانه وتعالى يُقَدِّرُ مِن الأمور لإنجَاءِ أوليائه ما لا يخطُر بالبال فإنَّ مَن يخْطُرُ ببَالِه أنَّ هذه النار العظيمة تكونُ بردًا وسلامًا، ولكن الله سبحانه وتعالى يُقَدِّرُ لأوليائِه مِن أسبابِ النجاة ما لا يَخْطُرُ لهم على البال.
ومِن فوائد هذه الآية معرفَةُ الجمَاد لله أنَّ الجَمَادَات تعْرِفُ ربَّها فتَمْتَثِلُ لأمرِه لأنَّ الله قال لهذه النار: ((كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ))[الأنبياء :69]
اضيفت في - 2007-08-13