تفسير سورة العنكبوت-05a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة المناقشة
هو العادة أنه يُخبر.
الطالب :..............
الشيخ : .. أنه يكون الحصر .
الطالب : الحصر لو كان جَارّ ومجرُور أو ظرف.
الشيخ : مطلًقا، لا تقديم ما حقُّه التأخير يفيد الحصر هذه قاعدة ... عامَّة عند البلاغيين عامَّة تقْدِيم ما حقه التأخير.
الطالب: وَنَحْوُ عِنْدِي دِرْهَمٌ وَلِي وَطَرْ مُلتزَمٌ فِيهِ تَقَدُّمُ الخَبَرْ
الشيخ : وجوب التقديم غير مسألة جواز التقديم يعني هنا نقول: (( النارُ مأواكم )) يصلح في غير القرءان إنَّما قُلْنَا بِجَوَاز أن يكون (مأَوْاكم) خبرًا مُقَدَّمًا، لأنّ الأصل أن يخبَر عن الأعيان لا بالأعيان، تقول: زيد قائم فتخبِر عن زيد بأنَّه قائم وهنا نُخْبِر عن النار بأنَّها مأوى هذا الأصل، الأصل أنَّه يُخْبَر عن الأعيان لا بالأعيان والنار عيْن فيجُوز فيها الوجهان لا شكّ و.. هذا يكون حلًّا وَسَطًا، لا نقول: إنه لا يجوز أن تكون (مأواكم) مبتدأ ولا نقول أنه لا يجوز أن تكون خبرًا.
الطالب: هو ليس الظرف.
الشيخ : ما هو بلازم تقديم الخبر وإن لم يكن ظرف جائز تقول: قائمٌ زيد ما في مانع.
الطالب: الإخبار عن الأعيان بالظَّرْف هذا هو الممنوع.
الشيخ : لا، لا، هذه مسألة ثانية إنَّما التقديم والتأخير سواء هذا ولَّا هذا تقول: قائمٌ زيدٌ (قائم) خبر مقدم و(زيد) مبتدأ مُؤخَر ما فِيه مانع، طيب قوله: (( فآمن له لوط ) وش تقول لِمَاذَا عُدّي باللام هنا؟ وهل يُعَدَّى بغير اللام؟ من يعرف؟ صالح!
الطالب: .......
الشيخ : والاتِّبَاع نعم، والطُّمَأْنِينَة في الشيء طيب، وهل يمكن أن نقول: إنَّ الحرفين يتناوبان؟
الطالب: لا يمكن
الشيخ : ليش؟
الطالب: لا يمكن تقول: آمنت لله ..........
الشيخ : ما تقول آمنت لله، طيب في غيرِ الله هل يجوز آمنْتُ به ولَه
الطالب: يجوز.
الشيخ : وش الدليل؟
الطالب: يجوز ... قال فِرْعون: (( آمنتَم به قبل أن آذن لكم )) هذه فِي سورة الأعراف، وفي سُورة الشعراء: (( قال آمنْتُم له قبل أن آذن لكم )).
الشيخ : آمنتم له وآمنتم به، لكن لَمَّا كان الإيمان بالله مو مُجَرَّد إتباع لا بد تكون رضَا وطمأنينة ما صَحَّ أن نقول آمنتم لله، طيب يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين جمَعَ بين يُؤْمِن بالله ويؤمِن لِلمؤمنين، لوط ما منزِلَتُه مِن إبراهيم؟ منزلة لوط من إبراهيم.
الطالب: قيل: أنَّه ابن أخيه.
الشيخ : عزَوْتَه للمؤلف لأنك غير مقتنع به؟
الطالب: أي نعم
الشيخ : وش تراه؟
الطالب: ...
الشيخ : أي نعم المعروف أنَّه ابن أخيه هذا المعروف، وبناءً على هذا المعروف يُشْكِل قوله: (( وجعلنا في ذريته النبوة )) فإن لوطًا نبِي والجواب؟ ما حضرت؟ ما حضرت يا أخي الدرس؟ عبد الرحمن! فأعيد السؤال ولّا؟ الحقيقة أني لا عندي دفتر تحضير .. لناس لما نسأله يقول: ما حضرت أقول تفضل، نعم محمد!
الطالب: .......
الشيخ : من بعد ايش؟
الطالب: من بعد موت إبراهيم
الشيخ : أو من بعد مُهَاجَرَه
الطالب: ...
الشيخ : من بعد مُهَاجَره لأن لوط آمَن قبل أن يُهاجر إبراهِيم فيصير (جعلنا في ذريته النبوة) بعد أن هاجر، وهذا أقرب من قولِ بعضهم إن هذا مسْتَثْنى فيصير جعلنا في ذريته النبوة ما عدا لوطًا فإنَّه ليس من ذريته نعم.
الطالب: .... ظاهر السياق يحتمل أن ......
الشيخ : على ما قال المؤخرون أنه ابن أخيه؟ والله ينحل الإشكال لكن نحن نقول بناءً على هذا القول أمَّا إذا ثبت أنه مِن ذرية إبراهيم فلا إشْكَال، ولكنه ليس مِن ذريته لأن إبراهيم معروف أنَّه ما له إلا إسماعيل وإسحاق هذا معروف
الطالب: ووهبنا له إسحاق ويعقوب
الشيخ : يعقوب هذا ابن ابنه.
الطالب: معروف، ( كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داوود ) إلى آخر الآية
الشيخ : (( دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ )) [الأنعام :84] (( وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ ))[الأنعام :85] (( وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ))[الأنعام :86] هذه الآية ظاهرها مثل ما قال إبراهيم أنَّه مِن ذرية إبراهيم، لكن المعروف ما دام أنه موجود في عهده أن إبراهيم ما له إلا إسماعيل وإسحاق هذا المعروف، إسماعيل هو الأوَّل وإسحاق هو الثاني فيكون على هذا قوله: لوطًا مِن ذرية نوح وليس مِن ذرية إبراهيم.
الطالب: ...
الشيخ : لا الذرية معروفة أنها النسب.
الطالب: ....
الشيخ : يعني في الآية اللي معنا هذا لكنَّنا نقول إن لوط ليس مِن ذريته، إذا كان ليس من ذريته فيكون (جعلنا في ذريته النبوة) لكن لوط كان قبل أن يُهَاجِر وقبل أن تكون النبوة في ذريته
الطالب :..............
الشيخ : .. أنه يكون الحصر .
الطالب : الحصر لو كان جَارّ ومجرُور أو ظرف.
الشيخ : مطلًقا، لا تقديم ما حقُّه التأخير يفيد الحصر هذه قاعدة ... عامَّة عند البلاغيين عامَّة تقْدِيم ما حقه التأخير.
الطالب: وَنَحْوُ عِنْدِي دِرْهَمٌ وَلِي وَطَرْ مُلتزَمٌ فِيهِ تَقَدُّمُ الخَبَرْ
الشيخ : وجوب التقديم غير مسألة جواز التقديم يعني هنا نقول: (( النارُ مأواكم )) يصلح في غير القرءان إنَّما قُلْنَا بِجَوَاز أن يكون (مأَوْاكم) خبرًا مُقَدَّمًا، لأنّ الأصل أن يخبَر عن الأعيان لا بالأعيان، تقول: زيد قائم فتخبِر عن زيد بأنَّه قائم وهنا نُخْبِر عن النار بأنَّها مأوى هذا الأصل، الأصل أنَّه يُخْبَر عن الأعيان لا بالأعيان والنار عيْن فيجُوز فيها الوجهان لا شكّ و.. هذا يكون حلًّا وَسَطًا، لا نقول: إنه لا يجوز أن تكون (مأواكم) مبتدأ ولا نقول أنه لا يجوز أن تكون خبرًا.
الطالب: هو ليس الظرف.
الشيخ : ما هو بلازم تقديم الخبر وإن لم يكن ظرف جائز تقول: قائمٌ زيد ما في مانع.
الطالب: الإخبار عن الأعيان بالظَّرْف هذا هو الممنوع.
الشيخ : لا، لا، هذه مسألة ثانية إنَّما التقديم والتأخير سواء هذا ولَّا هذا تقول: قائمٌ زيدٌ (قائم) خبر مقدم و(زيد) مبتدأ مُؤخَر ما فِيه مانع، طيب قوله: (( فآمن له لوط ) وش تقول لِمَاذَا عُدّي باللام هنا؟ وهل يُعَدَّى بغير اللام؟ من يعرف؟ صالح!
الطالب: .......
الشيخ : والاتِّبَاع نعم، والطُّمَأْنِينَة في الشيء طيب، وهل يمكن أن نقول: إنَّ الحرفين يتناوبان؟
الطالب: لا يمكن
الشيخ : ليش؟
الطالب: لا يمكن تقول: آمنت لله ..........
الشيخ : ما تقول آمنت لله، طيب في غيرِ الله هل يجوز آمنْتُ به ولَه
الطالب: يجوز.
الشيخ : وش الدليل؟
الطالب: يجوز ... قال فِرْعون: (( آمنتَم به قبل أن آذن لكم )) هذه فِي سورة الأعراف، وفي سُورة الشعراء: (( قال آمنْتُم له قبل أن آذن لكم )).
الشيخ : آمنتم له وآمنتم به، لكن لَمَّا كان الإيمان بالله مو مُجَرَّد إتباع لا بد تكون رضَا وطمأنينة ما صَحَّ أن نقول آمنتم لله، طيب يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين جمَعَ بين يُؤْمِن بالله ويؤمِن لِلمؤمنين، لوط ما منزِلَتُه مِن إبراهيم؟ منزلة لوط من إبراهيم.
الطالب: قيل: أنَّه ابن أخيه.
الشيخ : عزَوْتَه للمؤلف لأنك غير مقتنع به؟
الطالب: أي نعم
الشيخ : وش تراه؟
الطالب: ...
الشيخ : أي نعم المعروف أنَّه ابن أخيه هذا المعروف، وبناءً على هذا المعروف يُشْكِل قوله: (( وجعلنا في ذريته النبوة )) فإن لوطًا نبِي والجواب؟ ما حضرت؟ ما حضرت يا أخي الدرس؟ عبد الرحمن! فأعيد السؤال ولّا؟ الحقيقة أني لا عندي دفتر تحضير .. لناس لما نسأله يقول: ما حضرت أقول تفضل، نعم محمد!
الطالب: .......
الشيخ : من بعد ايش؟
الطالب: من بعد موت إبراهيم
الشيخ : أو من بعد مُهَاجَرَه
الطالب: ...
الشيخ : من بعد مُهَاجَره لأن لوط آمَن قبل أن يُهاجر إبراهِيم فيصير (جعلنا في ذريته النبوة) بعد أن هاجر، وهذا أقرب من قولِ بعضهم إن هذا مسْتَثْنى فيصير جعلنا في ذريته النبوة ما عدا لوطًا فإنَّه ليس من ذريته نعم.
الطالب: .... ظاهر السياق يحتمل أن ......
الشيخ : على ما قال المؤخرون أنه ابن أخيه؟ والله ينحل الإشكال لكن نحن نقول بناءً على هذا القول أمَّا إذا ثبت أنه مِن ذرية إبراهيم فلا إشْكَال، ولكنه ليس مِن ذريته لأن إبراهيم معروف أنَّه ما له إلا إسماعيل وإسحاق هذا معروف
الطالب: ووهبنا له إسحاق ويعقوب
الشيخ : يعقوب هذا ابن ابنه.
الطالب: معروف، ( كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داوود ) إلى آخر الآية
الشيخ : (( دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ )) [الأنعام :84] (( وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ ))[الأنعام :85] (( وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ))[الأنعام :86] هذه الآية ظاهرها مثل ما قال إبراهيم أنَّه مِن ذرية إبراهيم، لكن المعروف ما دام أنه موجود في عهده أن إبراهيم ما له إلا إسماعيل وإسحاق هذا المعروف، إسماعيل هو الأوَّل وإسحاق هو الثاني فيكون على هذا قوله: لوطًا مِن ذرية نوح وليس مِن ذرية إبراهيم.
الطالب: ...
الشيخ : لا الذرية معروفة أنها النسب.
الطالب: ....
الشيخ : يعني في الآية اللي معنا هذا لكنَّنا نقول إن لوط ليس مِن ذريته، إذا كان ليس من ذريته فيكون (جعلنا في ذريته النبوة) لكن لوط كان قبل أن يُهَاجِر وقبل أن تكون النبوة في ذريته
فوائد قوله تعالى : << فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم >>
مِن فوائد الآية -نبدأ الآن- (( آمن له لوط )) من فوائد الآية أنَّ لوطًا عليه الصلاة والسلام كان مِن أتباع إبراهيم مع أنه نبِيّ لقوله: (( آمن له لوط )) مع أنه نبي.
ومِن فوائدها فضيلَة إبراهيم عليه الصلاة والسلام بالمهاجَرة فإنَّ الهجرة مِن أفضَل الأعمَال لأنَّ الإنسان يَدَعُ فيها المألُوف مِن الأهل والوطن بل مِن الوطن لِيُقِيم دين الله.
ومِن فوائدها الإشَارة إلى الإخلاص في قوله: (( مهاجر إلى ربي )).
ومِن فوائدها إثباتُ اسمين من أسماء الله وهما العزيز والحكيم، وإثباتُ ما تضَمَّنَاه مِن الصِّفَة لأنَّ كلّ اسم مِن أسماء الله فهو متضَمِّن لِصَفَة وليس كلُّ صِفَة متضمنة لاسم، يعني كل اسم هو متضمن لصفة ولا عكس، بمعنى أنَّه لا يُشْتَقُّ مِن الصفات أسماءٌ لله لكن أسماءُ الله كلُّها متضمنة لصفات، فمثلًا مِن صفات الله سبحانه وتعالى المكْر بمن يستَحِقُّ المكْر، فلا نسمِّيه بالماكر، ومنها من أسمائه أنه عزيز ذو انتقام (ذو انتقام) هذا صفة فلا نسميه المنتقم كما أخبر شيخ الإسلام ابن تيمية وإن كان ظاهِر كلام ابن القيم في البدائع إثباتُ اسم المنتقم، وقال أنه من الأسماء المزدوجة التي ما تُذكر مفردة ما يُقال المنتقم فقط بل يقال: العفو المنتقم، إذًا إثبات ما تضمنه اسم العزيز مِن الصفة ما هي؟ العِزَّة وهي كما قال أهل العلم ثلاثة أقسام، والحكيم ما هي الصفة التي تضمنها؟ الحِكْمَة والحُكْم وقد سبق شرحه.
الطالب: ....
الشيخ : الجبار في القرآن مع أنه ما فيه اسم المنتقم أبدًا ما صح.
الطالب: ....
الشيخ : أي نعم أنت ما شاء الله ترد على الجبرية والقدرية، فيه أيضًا الرد على القول بالجبر لقوله: (( فآمن له لوط )) وفي قوله: (( إني مهاجر )) أيضًا فإنَّ الهجرة مِن الأفعال وهو نسبَها إلى نفسِه، والحمد لله الردّ على الجبرية واضِح المشكلة عندنا الآن في مسألة القدرية هي التي عند كثِير مِن أهلِ الجهل قد يمِيلُون إلى مذهب القدرية لأنَّهم يرون أنَّ الإنسان مستقل بعمل بحرية فربما ينكِرون القدر، الجبرية ما يحتاجوا إلى الانتماء إلى مذهبهم أو الاحتجاج به إلَّا أهل المعاصي والكَسَل يحتَجُّون بمذهب الجبرية، أهل المعاصي أكثرهم لكن أهل الصَّنَائع والحِرَف وما أشبه ذلك هم إلى القدرية أمْيَل، لكن أهل الحق الذين يأخذون بكل دليل لا يوافقون هؤلاء ولا هؤلاء.
الطالب: .....
الشيخ : نعم أي نعم، ومِن فوائدها إثباتُ الحكْمَةِ حكمة الله عز وجل مأخُوذة مِن (الحكيم)، والإيمان بالحكمة يستلْزِم التسليم التام بالقَضَاء والقدَر ولِلشرع أيضًا، إذا آمنت بحكمة الله لزم من هذا الاستسلام التام للقضاء والقدر وللشرع، لأنَّك إذا عَلِمِت أن ما من شيء يفعله الله عز وجل أو يشرَعُه الله إلا لِحكمة فإنَّك لا شك ترضَى بهذا وتقْتَنِع، ولهذا أحيانًا يقول لك القائل: ما الحكمة من وجود كذا ما الحكمة مِن تحريم كذا؟ وش نقول؟ نقول الحكمة لأنَّه شَرْعُ الله، ولهذا عائشة لما قيل لها ما بال الحائض تقضِي الصوم ولا تقضي الصلاة وش استدَلَّت به ؟ " كان يصِيبُنا ذلك فنُؤْمَر بقضاء الصوم ولا نؤمَر بقضاء الصلاة " فهذه مِن الحكمة نعم.
الطالب: بالنسبة للأنبياء هل يجوز عليهم ....
الشيخ : لا ما يدل على هذا لأن بعض المفسرين قال آمن له مع إيمانِه مِن قبل واللام هذه تدل على اتباع والأنبياء قبل النُبُوَّة معصُومون مما يُخِلُّ بالشرف والمروءة كالزنا واللواط والسرقة وما أشبه ذلك، وأمَّا عن الشرك فلا أعلم أنَّهم وقَعُوا فيه أبدًا وإن كانوا يعيشون في بيئَةٍ مشركة فالنبي عليه الصلاة والسلام ما عبدَ الأصنام أبدا.
الطالب: ......
الشيخ : (( قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ * قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا )) .... نحتاج إلى المراجع
ومِن فوائدها فضيلَة إبراهيم عليه الصلاة والسلام بالمهاجَرة فإنَّ الهجرة مِن أفضَل الأعمَال لأنَّ الإنسان يَدَعُ فيها المألُوف مِن الأهل والوطن بل مِن الوطن لِيُقِيم دين الله.
ومِن فوائدها الإشَارة إلى الإخلاص في قوله: (( مهاجر إلى ربي )).
ومِن فوائدها إثباتُ اسمين من أسماء الله وهما العزيز والحكيم، وإثباتُ ما تضَمَّنَاه مِن الصِّفَة لأنَّ كلّ اسم مِن أسماء الله فهو متضَمِّن لِصَفَة وليس كلُّ صِفَة متضمنة لاسم، يعني كل اسم هو متضمن لصفة ولا عكس، بمعنى أنَّه لا يُشْتَقُّ مِن الصفات أسماءٌ لله لكن أسماءُ الله كلُّها متضمنة لصفات، فمثلًا مِن صفات الله سبحانه وتعالى المكْر بمن يستَحِقُّ المكْر، فلا نسمِّيه بالماكر، ومنها من أسمائه أنه عزيز ذو انتقام (ذو انتقام) هذا صفة فلا نسميه المنتقم كما أخبر شيخ الإسلام ابن تيمية وإن كان ظاهِر كلام ابن القيم في البدائع إثباتُ اسم المنتقم، وقال أنه من الأسماء المزدوجة التي ما تُذكر مفردة ما يُقال المنتقم فقط بل يقال: العفو المنتقم، إذًا إثبات ما تضمنه اسم العزيز مِن الصفة ما هي؟ العِزَّة وهي كما قال أهل العلم ثلاثة أقسام، والحكيم ما هي الصفة التي تضمنها؟ الحِكْمَة والحُكْم وقد سبق شرحه.
الطالب: ....
الشيخ : الجبار في القرآن مع أنه ما فيه اسم المنتقم أبدًا ما صح.
الطالب: ....
الشيخ : أي نعم أنت ما شاء الله ترد على الجبرية والقدرية، فيه أيضًا الرد على القول بالجبر لقوله: (( فآمن له لوط )) وفي قوله: (( إني مهاجر )) أيضًا فإنَّ الهجرة مِن الأفعال وهو نسبَها إلى نفسِه، والحمد لله الردّ على الجبرية واضِح المشكلة عندنا الآن في مسألة القدرية هي التي عند كثِير مِن أهلِ الجهل قد يمِيلُون إلى مذهب القدرية لأنَّهم يرون أنَّ الإنسان مستقل بعمل بحرية فربما ينكِرون القدر، الجبرية ما يحتاجوا إلى الانتماء إلى مذهبهم أو الاحتجاج به إلَّا أهل المعاصي والكَسَل يحتَجُّون بمذهب الجبرية، أهل المعاصي أكثرهم لكن أهل الصَّنَائع والحِرَف وما أشبه ذلك هم إلى القدرية أمْيَل، لكن أهل الحق الذين يأخذون بكل دليل لا يوافقون هؤلاء ولا هؤلاء.
الطالب: .....
الشيخ : نعم أي نعم، ومِن فوائدها إثباتُ الحكْمَةِ حكمة الله عز وجل مأخُوذة مِن (الحكيم)، والإيمان بالحكمة يستلْزِم التسليم التام بالقَضَاء والقدَر ولِلشرع أيضًا، إذا آمنت بحكمة الله لزم من هذا الاستسلام التام للقضاء والقدر وللشرع، لأنَّك إذا عَلِمِت أن ما من شيء يفعله الله عز وجل أو يشرَعُه الله إلا لِحكمة فإنَّك لا شك ترضَى بهذا وتقْتَنِع، ولهذا أحيانًا يقول لك القائل: ما الحكمة من وجود كذا ما الحكمة مِن تحريم كذا؟ وش نقول؟ نقول الحكمة لأنَّه شَرْعُ الله، ولهذا عائشة لما قيل لها ما بال الحائض تقضِي الصوم ولا تقضي الصلاة وش استدَلَّت به ؟ " كان يصِيبُنا ذلك فنُؤْمَر بقضاء الصوم ولا نؤمَر بقضاء الصلاة " فهذه مِن الحكمة نعم.
الطالب: بالنسبة للأنبياء هل يجوز عليهم ....
الشيخ : لا ما يدل على هذا لأن بعض المفسرين قال آمن له مع إيمانِه مِن قبل واللام هذه تدل على اتباع والأنبياء قبل النُبُوَّة معصُومون مما يُخِلُّ بالشرف والمروءة كالزنا واللواط والسرقة وما أشبه ذلك، وأمَّا عن الشرك فلا أعلم أنَّهم وقَعُوا فيه أبدًا وإن كانوا يعيشون في بيئَةٍ مشركة فالنبي عليه الصلاة والسلام ما عبدَ الأصنام أبدا.
الطالب: ......
الشيخ : (( قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ * قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا )) .... نحتاج إلى المراجع
فوائد قوله تعالى : << ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة و الكتاب ........... >>
نبدَأ الدرس الجديد الآن (( وهبنا له إسحاق ويعقوب )) يُستفَاد مِن الآية هذه أن الذرية التي يمُنُّ الله بها على العبد أنَّها مِن مِنَحِ الله عز وجل لقوله: (( ووهبنا له )).
ومِن فوائدها أنَّ ابنَ الابنِ ابنٌ لأنَّ يعقوب ابن ابن إبراهيم وجعلَه الله تعالى موهوبًا لإبراهيم، ويدل لذلك قول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحسن بن علي بن أبي طالب: ( إن ابنِي هذا سَيِّدٌ ) والعلَماء أجمَعوا في باب الميراث أنَّ ابْن الابن بمنزلَة الابن عند فقْدِه، هل يؤخذ من ذلك أنَّ أبَ الأبِ أبٌ؟ لأن هذا هو قياس الطرد، وقلنا: إذا كان ابنُ الابن ابنًا لزِمَ أن يكون أبُ الأبِ أبًا ولهذا يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّه قال في زيد بن ثابت ماذا قال له؟ ( ألا يتَقِّي الله زيدٌ يجعلٌ ابنَ الابن ابنًا ولا يجعل أبَ الأبِ أبًا ) وهذا هو الصحيح أنَّه إذا كان ابنُ الابن ابنًا فإنَّ أب الأب أب هذا هو الصحيح فيكون على هذا فيه دليل على سقوط الإخوة بالجد في باب الميراث.
ومِن فوائد الآية بل مُنَاقشة فيها لِمَاذا ذكر الله تعالى أن يعقُوب موهوبٌ لإبراهيم؟ قال المفسرون: لأنه ولد في حياتِه وأقرَّ الله عينه به وهو حيّ كما قال الله تعالى عن امرأته: (( فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب )) نعم وهبنا له إسحاق ويعقوب.
ومن فوائد الآية فضيلة إبراهيم وبركتُه مِن قوله: (( وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب )) وهذا هو النسل المبارك أن يكون في ذُرِّيَّة الإنسان مَن يعطِيه الله سبحانه وتعالى النبوة والكتاب، النبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم متعذِّرَة مستحِيلة لكن الكتاب ممكِن اللي هو العِلْم، نعم العلم ربما يجعَل الله سبحانه وتعالى في ذرية الإنسان بركَة في العلْم ونشرِه، ومن ذلك قصة عبد الله بن أبي طلحة حيث دعَا النبي صلى الله عليه وسلم أن يُبَارِك لأبي طلحة في ليلته مع أهله يقولون أنه صار لعبد الله هذا عشرة مِن الأولاد يحفظُون القرآن وحفظ القرآن عند السلف ما هو بالأمر الهين ليس كما هو عندنا الآن، الإنسان يحفظ القرآن ولكنه لا يظهر عليه أثرُه، عند السلف إذا حفظ الإنسان القرآن ظهَر عليه أثرُه بالسَّمْت والآداب والأخلاق والأعمال الصالحة.
ومِن فوائد هذه الآية
الطالب:.....
الشيخ : عام ... هذه المفهومة الكتب المفهومة قد يكون هناك كتب على غير ... ما بُيِّنَت لنا.
مِن فوائد الآية إثبات الجزاء لقوله: (( وآتيناه أجرَه في الدنيا )) وأنَّه قد يُعَجَّل للإنسان، إثبات الجزاء هذه واحدة والثانية وأنَّه قد يعجَّل للإنسان، نعم تعجيل الجزاء للإنسان في الحقيقة لا يُعَدّ حرمانًا له مِن أجرِ الآخرة ولهذا قال: (( وإنه في الآخرة لمن الصالحين ))، وتعجِيل الثواب للإنسان في الدنيا مِن نعمَة الله على العبد لأنَّ الإنسان يرَى أثرَ عمله فينشَط على العمل يُعْتَبَر هذا مِن نعمة الله على العبد أن يُرِيَه أثرَ عمله سواءٌ هذه بإضَاءة في أشياء خارجِيَّة أو في أشياء في نفْس الإنسان وباطنِه، مِن ذلك مثلًا مِن ثواب الأعمال الصالحة أن يجِد الإنسان في قلبِه السرور والنور والارتياح إلى العمل الصالح هذه لا شك أنَّها مِن الثواب العاجل، ومنها من الأشياء الخارجية أن تُرَى له مَرَائِي سارة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنَّ ذلك عاجِلُ بُشرى المؤمن الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له قال النبي عليه الصلاة والسلام: إنها من عاجل بشرى المؤمن (( لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة )) إذًا يستفاد مِن هذه الآية تعجيل الثواب في الدنيا، وينبني على هذه الفائدة فائدة أخرى أنَّ تعجِيل الثواب في الدنيا مِن نعمة الله على العبد لما فيه مِن تنشيط الإنسان على العمل واستمراره فيه.
ومِن فوائد الآية أنَّ وصْفَ الصلاح وهو أعمُّ مِن وصف النبوة يجُوز أن يُوصَفَ به النبي يعني أنَّه يجوز الوصف بالمعنى الأعم دون الأخَصّ لقوله: (( وإنه في الآخرة لمن الصالحين )) والأنبياء في ليلة المعراج يقولون للرسول صلى الله عليه وسلم: مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح.
ومِن فوائِد الآية الكريمة الثناء على إبراهيم مؤُكدًا بـ(إنَّ) واللام (( وإنَّه في الآخرة لمن الصالحين )).
الطالب: .....
الشيخ : مِن أين تؤخذ؟ مِن قولِه: (( ووهبنا له )) نحن ذكرْنا أنَّها مِنْحَة وعَطِيَّة مِن الله لكن في الحقيقة هذه المنحة قد تكون مِحنَة إذا أضاعَ الإنسان حقَّ اللهِ فيهم فإنَّهم يكونوا محنةً عليه إنَّما إذا قام الإنسان بما يجب لله في أولاده فهم مِنْحَة بلا ريب.
الطالب: حتى لو ما اهتدوا
الشيخ : أي نعم لأنَّه يُؤْجَر على تربيتِهم وتوجِيههم والغالب والله أعلم أنَّهم يصلَحون ولو في المستقبل نعم.
الطالب: في حديث أن امرأة كانت ... فقالت للرسول صلى الله عليه وسلم ادع الله
الشيخ : أي نعم التي كانت تُصْرع فقال: ( إن شئت صبرْتِ ولك الجنة وإن شئتِ دعوت الله لك ) ما في إشكال
الطالب ...
الشيخ : الرسول عليه الصلاة والسلام فَهِم من هذه المرأة أنَّ عندها نوعًا من الجزع فلهذا وطَّنَها على أن تصبر والصبْر درجة عالِية لا تُنَال بمجرَّد أني صبَرْت فهذا هو السبب أنَّ الرسول قال: ( إن شئت صبرتِ ولك الجنة )
ومِن فوائدها أنَّ ابنَ الابنِ ابنٌ لأنَّ يعقوب ابن ابن إبراهيم وجعلَه الله تعالى موهوبًا لإبراهيم، ويدل لذلك قول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحسن بن علي بن أبي طالب: ( إن ابنِي هذا سَيِّدٌ ) والعلَماء أجمَعوا في باب الميراث أنَّ ابْن الابن بمنزلَة الابن عند فقْدِه، هل يؤخذ من ذلك أنَّ أبَ الأبِ أبٌ؟ لأن هذا هو قياس الطرد، وقلنا: إذا كان ابنُ الابن ابنًا لزِمَ أن يكون أبُ الأبِ أبًا ولهذا يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّه قال في زيد بن ثابت ماذا قال له؟ ( ألا يتَقِّي الله زيدٌ يجعلٌ ابنَ الابن ابنًا ولا يجعل أبَ الأبِ أبًا ) وهذا هو الصحيح أنَّه إذا كان ابنُ الابن ابنًا فإنَّ أب الأب أب هذا هو الصحيح فيكون على هذا فيه دليل على سقوط الإخوة بالجد في باب الميراث.
ومِن فوائد الآية بل مُنَاقشة فيها لِمَاذا ذكر الله تعالى أن يعقُوب موهوبٌ لإبراهيم؟ قال المفسرون: لأنه ولد في حياتِه وأقرَّ الله عينه به وهو حيّ كما قال الله تعالى عن امرأته: (( فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب )) نعم وهبنا له إسحاق ويعقوب.
ومن فوائد الآية فضيلة إبراهيم وبركتُه مِن قوله: (( وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب )) وهذا هو النسل المبارك أن يكون في ذُرِّيَّة الإنسان مَن يعطِيه الله سبحانه وتعالى النبوة والكتاب، النبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم متعذِّرَة مستحِيلة لكن الكتاب ممكِن اللي هو العِلْم، نعم العلم ربما يجعَل الله سبحانه وتعالى في ذرية الإنسان بركَة في العلْم ونشرِه، ومن ذلك قصة عبد الله بن أبي طلحة حيث دعَا النبي صلى الله عليه وسلم أن يُبَارِك لأبي طلحة في ليلته مع أهله يقولون أنه صار لعبد الله هذا عشرة مِن الأولاد يحفظُون القرآن وحفظ القرآن عند السلف ما هو بالأمر الهين ليس كما هو عندنا الآن، الإنسان يحفظ القرآن ولكنه لا يظهر عليه أثرُه، عند السلف إذا حفظ الإنسان القرآن ظهَر عليه أثرُه بالسَّمْت والآداب والأخلاق والأعمال الصالحة.
ومِن فوائد هذه الآية
الطالب:.....
الشيخ : عام ... هذه المفهومة الكتب المفهومة قد يكون هناك كتب على غير ... ما بُيِّنَت لنا.
مِن فوائد الآية إثبات الجزاء لقوله: (( وآتيناه أجرَه في الدنيا )) وأنَّه قد يُعَجَّل للإنسان، إثبات الجزاء هذه واحدة والثانية وأنَّه قد يعجَّل للإنسان، نعم تعجيل الجزاء للإنسان في الحقيقة لا يُعَدّ حرمانًا له مِن أجرِ الآخرة ولهذا قال: (( وإنه في الآخرة لمن الصالحين ))، وتعجِيل الثواب للإنسان في الدنيا مِن نعمَة الله على العبد لأنَّ الإنسان يرَى أثرَ عمله فينشَط على العمل يُعْتَبَر هذا مِن نعمة الله على العبد أن يُرِيَه أثرَ عمله سواءٌ هذه بإضَاءة في أشياء خارجِيَّة أو في أشياء في نفْس الإنسان وباطنِه، مِن ذلك مثلًا مِن ثواب الأعمال الصالحة أن يجِد الإنسان في قلبِه السرور والنور والارتياح إلى العمل الصالح هذه لا شك أنَّها مِن الثواب العاجل، ومنها من الأشياء الخارجية أن تُرَى له مَرَائِي سارة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنَّ ذلك عاجِلُ بُشرى المؤمن الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له قال النبي عليه الصلاة والسلام: إنها من عاجل بشرى المؤمن (( لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة )) إذًا يستفاد مِن هذه الآية تعجيل الثواب في الدنيا، وينبني على هذه الفائدة فائدة أخرى أنَّ تعجِيل الثواب في الدنيا مِن نعمة الله على العبد لما فيه مِن تنشيط الإنسان على العمل واستمراره فيه.
ومِن فوائد الآية أنَّ وصْفَ الصلاح وهو أعمُّ مِن وصف النبوة يجُوز أن يُوصَفَ به النبي يعني أنَّه يجوز الوصف بالمعنى الأعم دون الأخَصّ لقوله: (( وإنه في الآخرة لمن الصالحين )) والأنبياء في ليلة المعراج يقولون للرسول صلى الله عليه وسلم: مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح.
ومِن فوائِد الآية الكريمة الثناء على إبراهيم مؤُكدًا بـ(إنَّ) واللام (( وإنَّه في الآخرة لمن الصالحين )).
الطالب: .....
الشيخ : مِن أين تؤخذ؟ مِن قولِه: (( ووهبنا له )) نحن ذكرْنا أنَّها مِنْحَة وعَطِيَّة مِن الله لكن في الحقيقة هذه المنحة قد تكون مِحنَة إذا أضاعَ الإنسان حقَّ اللهِ فيهم فإنَّهم يكونوا محنةً عليه إنَّما إذا قام الإنسان بما يجب لله في أولاده فهم مِنْحَة بلا ريب.
الطالب: حتى لو ما اهتدوا
الشيخ : أي نعم لأنَّه يُؤْجَر على تربيتِهم وتوجِيههم والغالب والله أعلم أنَّهم يصلَحون ولو في المستقبل نعم.
الطالب: في حديث أن امرأة كانت ... فقالت للرسول صلى الله عليه وسلم ادع الله
الشيخ : أي نعم التي كانت تُصْرع فقال: ( إن شئت صبرْتِ ولك الجنة وإن شئتِ دعوت الله لك ) ما في إشكال
الطالب ...
الشيخ : الرسول عليه الصلاة والسلام فَهِم من هذه المرأة أنَّ عندها نوعًا من الجزع فلهذا وطَّنَها على أن تصبر والصبْر درجة عالِية لا تُنَال بمجرَّد أني صبَرْت فهذا هو السبب أنَّ الرسول قال: ( إن شئت صبرتِ ولك الجنة )
3 - فوائد قوله تعالى : << ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة و الكتاب ........... >> أستمع حفظ
قال الله تعالى : << ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين >>
قال: (( ولوطًا إذا قال لقومه أئنكم )) (لوطًا) قال المؤلف: " واذكر لوطا " فعليه يكون مفعولًا لِفِعْل محذوف، والأمر بذِكْر هؤلاء الفضَلاء مِن الأنْبِيَاء ليس لِمُجَرَّد الثناء عليهم وإعلاء رتبتِهم بين الناس ولكن لِهذا الغرض ولغرضٍ آخر وهو الاقتداءُ بهم واتِّبَاعهم والصبر كما صبرُوا، (( ولوطا إذ قالَ لقومِه أئنكم )) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخالِ ألف بينهما على الوجهين في الموضعين " وقال لقومِه (أئنَّكم) قوله بتحقيق الآخر هذه قراءة تحقيق الهمزتين تقول (أَئِنَّكُم) هذا التحقيق، الثاني يقول: تسهيل الثانية (أىِنَّكم) سهلَة بين الياء والهمزة، إدخال ألف بينهما على الوجهين (ءَائِنَّكم) هذا على التحقيق وعلى التسهيل (ءَاىِنَّكم) صح، وقوله في الموضعين وين الموضعين؟ في قوله: (( أئنكم لتأتُون الرجال )) (( إذ قال لقومه أئِنَّكم )) هذه القصة كغيرها من القصص ترِد في القرآن الكريم على وجوه متَنَوِّعة فكيف نجمَع بينها وهي قصةٌ واحدة؟ نقول في الجمع: إن كان مما يمكن أن يتكَرَّر فإنَّها تكون قد تكرَّرَت على الوجهين، وإن كان مما لا يُمْكن فإنَّ الله تعالى يحكِيها في المعنى تارةً كذا وتارةً كذا، لوط عليه الصلاة والسلام قال في هذه الآية يقول الله تعالى أنه قال: (( أئنكم لتأتون الفاحشة )) عندي (( إذ قال لقومه أئنكم لتأتون الفاحشة )) المصحف: (( إذ قال لقومه إنكم )) لكن المفسر ماشي .. همزة، ما ذَكَر إلا ايش؟ عندنا همزتَين اقرءُوا التشكيل (( ولوطًا إذ قال لقومه أئِنَّكم )) بتحقيق الهمزتين، المصحف أصلًا طابعينه على القراءة.
الطالب: ....
الشيخ : غلط لأن التفسير اللي بالهامش منقُول مِن الأصل والأصل على قراءَةٍ واحدة،
الطالب: ...
الشيخ : يعني قصدك أن نُفِسر ما أشار إليه كان ينْبَغي أن يُشير إليها، أقول مثلا تجدون مثلا في قصة لوط قال: (( أئنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكَم بها من أحد من العالمين )) في آية أخرى: (( أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون )) أو( أتأْتُون الفاحشة ما سبقَكُم بها من أحد من العالمين )) هذا اختلاف أليس كذلك؟ كيف نجمع بينهما؟ نجمع بينهما بالوجه الأول بسِيط وهو تعدُّد القَوْل، فمرة يقول لهم كذا ومرة يقول كذا وهذا لا إشكال فيه، في قصة فرعون (( قال للملأ حولَه إنَّ هذا لساحر مبين )) وفي سورة الأعراف: (( قال الملأُ مِن قوم فرعون إن هذا لساحرٌ عليم )) كيف نجمَع؟ نقول: كلّهم قالوا هذا وهذا، فإذا أمكن التعدُّد سواءٌ من القائل أو بالقَول حُمِل عليه، إذا لم يمكن فإنه يكون مِن باب نقلِه بالمعنى والله سبحانه يتكلَّم به في كل موضع بما يناسِبُه وبما تقتضِيه البلاغة، (( أئنكم )) نعم.
الطالب: وأنتم تبصرون أليس المراد ...
الشيخ : أنها تعني للاستفهام الكلام هل اختلف اللفظ هنا قال: أئنكم لتأتون وهناك قال أتأتون والاستفهام في كل موضعٍ للتوبيخ والتقرير قال: (( أئنكم لتأتون الفاحشة )) اللام في قوله: (لتأتون) لامُ التوكيد، و(تأتون) بمعنى تَجيئون وقوله الفاحشة (ال) هنا هل هي لاستغراق الجنس أو للعهد.
الطلبة: العهد
الشيخ : يعني الفاحشة المعلومَة لديكم، نعم طيب ودخلت عليها (ال) لِعظمِها وقُبْحِها ولهذا جاءت في هذا المكان الفاحشة وفي بابِ الزنا قال الله سبحانه وتعالى: (( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة ))، وفي نكاح المحارم (( إنَّه كان فاحشة ومقتًا وساءَ سبيلا )) فهذه ثلاث تعبيرات في اللواط وصفَه الله بالفاحشة فيما نقله عن لوط، وفي باب الزنا قال: (( إنه كان فاحشة ) وفي نكاح المحارم قال: (( فاحشة ومقتا )) إذًا نكاح المحارم أعظم مِن الزنا أو لا؟ لأنَّه وُصِف بوصفين سيئين فاحشة والمقْت، واللواط أقبحُ منهما مِن حيث الوصف فإنَّه الفاحشة التي تُسْتفْحَش عند جميع الناس قال: " (( الفاحشة )) أي أدبار الرجال " أعوذ بالله أدبارُ الرجال هذا لا شك أنه فاحشة كلٌّ يستفحشه كلُّ ذي عقل سليم فإنه يستفحشه، نعم أما من نُكِسَ قلبه فلا تستَغْرِب إذا قال: إنه ليس بفاحشة كما أنَّ الذين يعبدون الأصنام يرون أنَّ ذلك منقَبَة وحسنَة هذا أيضًا نفس الشيء، هم والعياذ بالله يستحسنون هذا الأمر ومِن عَجَبٍ أنَّ الواحد منهم يأتِي الذَّكَر في حال شبابه وهذا المأْتِيُّ إذا كبِر أتَى غيرَه فيكون فاعلًا مفعولًا به، قال: (( ما سبقَكم بها من أحد )) الاستفهام في قوله: (أتأتون) (أئنكم لتأتون) للإنكار والتوبيخ وأُكِّد هذه الإنكار باللام (( ما سبقكم بها مِن أحدٍ مِن العالمين )) (ما) نافية و(مِن أحد) فاعل (سبق) لكنَّه بزيادة حرْف الجَر للتوكيد أي ما سبقَكم بها أحدٌ، وقولًه: (بها) هل نقول إنَّ الباء هنا بمعنى (على) ما سبقكم عليها؟ لا وقوع الباء على معناها أي أنَّكم لم تُسْبَقوا لها بخلَاف لم تسبقَوا عليها لو قال عليها لكان هذا فيمن أدركَ زمنهم وكانوا هم أسبق إلى هذا منه، أمَّا إذا قال مَا سبقكم بها فهذا يقتَضِي السَّبْق في الزمن، وقوله: (( مِن أحدٍ مِن العَالَمِين )) قال المؤلف: " الإنس والجِن " نعم فالإِنْس لا شكّ فيها أو لا؟ والجن؟
الطالب: ..... ظاهرُها (الحمد لله رب العالمين) عام
الشيخ : لا المشكل لو أخَذْنا بالعموم قلنا: بعد والملائِكة، على كل حَال يجُوز أن تكُون العالَمِين عامًّا أُرِيدَ به الخاصّ أي مِن بني آدم، ويجوز أن تكون عامَّة إلا فيما يُخَصِّصُه العقْل كما ذكرْتُم عن الملائكة ونقول: يشمل الجن والإنس، والبهائم؟
الطالب: البهائم غير مكلفة ما هي مِن العالمين؟
الطالب: هي من العالمين .. غير مكلفة، ثم البهائم ما تأتي إلا..
الشيخ : على كل حال نعم
الطالب: ما تأتي الذكر ما يأتي الذكر ...
الشيخ : لا ما ندرِي ...في البهائم ولكنَّ الجواب مثل ما قلت أنَّها غير مكلَّفَة الكلام على المكلفين، طيب هذا في قوله: (( ما سبقكم بها من أحد من العالمين )) يريد زِيادَة التشنيع عليهم يعني أنتُم الذين سنَنْتُم هذه الطريقَة ( ومَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً فعليه وِزْرُها ووِزْرُ مَن عَمِلَ بِهَا ) كأنَّه يقول لهم: لو كنتم قد سُبِقْتُم بهذه الفاحشة لكان لكم نوْعٌ مِن العذر لكنَّكم ما سُبِقْتُم بها فأنتُم القُدْوة فيها والعياذ بالله
الطالب: ....
الشيخ : غلط لأن التفسير اللي بالهامش منقُول مِن الأصل والأصل على قراءَةٍ واحدة،
الطالب: ...
الشيخ : يعني قصدك أن نُفِسر ما أشار إليه كان ينْبَغي أن يُشير إليها، أقول مثلا تجدون مثلا في قصة لوط قال: (( أئنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكَم بها من أحد من العالمين )) في آية أخرى: (( أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون )) أو( أتأْتُون الفاحشة ما سبقَكُم بها من أحد من العالمين )) هذا اختلاف أليس كذلك؟ كيف نجمع بينهما؟ نجمع بينهما بالوجه الأول بسِيط وهو تعدُّد القَوْل، فمرة يقول لهم كذا ومرة يقول كذا وهذا لا إشكال فيه، في قصة فرعون (( قال للملأ حولَه إنَّ هذا لساحر مبين )) وفي سورة الأعراف: (( قال الملأُ مِن قوم فرعون إن هذا لساحرٌ عليم )) كيف نجمَع؟ نقول: كلّهم قالوا هذا وهذا، فإذا أمكن التعدُّد سواءٌ من القائل أو بالقَول حُمِل عليه، إذا لم يمكن فإنه يكون مِن باب نقلِه بالمعنى والله سبحانه يتكلَّم به في كل موضع بما يناسِبُه وبما تقتضِيه البلاغة، (( أئنكم )) نعم.
الطالب: وأنتم تبصرون أليس المراد ...
الشيخ : أنها تعني للاستفهام الكلام هل اختلف اللفظ هنا قال: أئنكم لتأتون وهناك قال أتأتون والاستفهام في كل موضعٍ للتوبيخ والتقرير قال: (( أئنكم لتأتون الفاحشة )) اللام في قوله: (لتأتون) لامُ التوكيد، و(تأتون) بمعنى تَجيئون وقوله الفاحشة (ال) هنا هل هي لاستغراق الجنس أو للعهد.
الطلبة: العهد
الشيخ : يعني الفاحشة المعلومَة لديكم، نعم طيب ودخلت عليها (ال) لِعظمِها وقُبْحِها ولهذا جاءت في هذا المكان الفاحشة وفي بابِ الزنا قال الله سبحانه وتعالى: (( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة ))، وفي نكاح المحارم (( إنَّه كان فاحشة ومقتًا وساءَ سبيلا )) فهذه ثلاث تعبيرات في اللواط وصفَه الله بالفاحشة فيما نقله عن لوط، وفي باب الزنا قال: (( إنه كان فاحشة ) وفي نكاح المحارم قال: (( فاحشة ومقتا )) إذًا نكاح المحارم أعظم مِن الزنا أو لا؟ لأنَّه وُصِف بوصفين سيئين فاحشة والمقْت، واللواط أقبحُ منهما مِن حيث الوصف فإنَّه الفاحشة التي تُسْتفْحَش عند جميع الناس قال: " (( الفاحشة )) أي أدبار الرجال " أعوذ بالله أدبارُ الرجال هذا لا شك أنه فاحشة كلٌّ يستفحشه كلُّ ذي عقل سليم فإنه يستفحشه، نعم أما من نُكِسَ قلبه فلا تستَغْرِب إذا قال: إنه ليس بفاحشة كما أنَّ الذين يعبدون الأصنام يرون أنَّ ذلك منقَبَة وحسنَة هذا أيضًا نفس الشيء، هم والعياذ بالله يستحسنون هذا الأمر ومِن عَجَبٍ أنَّ الواحد منهم يأتِي الذَّكَر في حال شبابه وهذا المأْتِيُّ إذا كبِر أتَى غيرَه فيكون فاعلًا مفعولًا به، قال: (( ما سبقَكم بها من أحد )) الاستفهام في قوله: (أتأتون) (أئنكم لتأتون) للإنكار والتوبيخ وأُكِّد هذه الإنكار باللام (( ما سبقكم بها مِن أحدٍ مِن العالمين )) (ما) نافية و(مِن أحد) فاعل (سبق) لكنَّه بزيادة حرْف الجَر للتوكيد أي ما سبقَكم بها أحدٌ، وقولًه: (بها) هل نقول إنَّ الباء هنا بمعنى (على) ما سبقكم عليها؟ لا وقوع الباء على معناها أي أنَّكم لم تُسْبَقوا لها بخلَاف لم تسبقَوا عليها لو قال عليها لكان هذا فيمن أدركَ زمنهم وكانوا هم أسبق إلى هذا منه، أمَّا إذا قال مَا سبقكم بها فهذا يقتَضِي السَّبْق في الزمن، وقوله: (( مِن أحدٍ مِن العَالَمِين )) قال المؤلف: " الإنس والجِن " نعم فالإِنْس لا شكّ فيها أو لا؟ والجن؟
الطالب: ..... ظاهرُها (الحمد لله رب العالمين) عام
الشيخ : لا المشكل لو أخَذْنا بالعموم قلنا: بعد والملائِكة، على كل حَال يجُوز أن تكُون العالَمِين عامًّا أُرِيدَ به الخاصّ أي مِن بني آدم، ويجوز أن تكون عامَّة إلا فيما يُخَصِّصُه العقْل كما ذكرْتُم عن الملائكة ونقول: يشمل الجن والإنس، والبهائم؟
الطالب: البهائم غير مكلفة ما هي مِن العالمين؟
الطالب: هي من العالمين .. غير مكلفة، ثم البهائم ما تأتي إلا..
الشيخ : على كل حال نعم
الطالب: ما تأتي الذكر ما يأتي الذكر ...
الشيخ : لا ما ندرِي ...في البهائم ولكنَّ الجواب مثل ما قلت أنَّها غير مكلَّفَة الكلام على المكلفين، طيب هذا في قوله: (( ما سبقكم بها من أحد من العالمين )) يريد زِيادَة التشنيع عليهم يعني أنتُم الذين سنَنْتُم هذه الطريقَة ( ومَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً فعليه وِزْرُها ووِزْرُ مَن عَمِلَ بِهَا ) كأنَّه يقول لهم: لو كنتم قد سُبِقْتُم بهذه الفاحشة لكان لكم نوْعٌ مِن العذر لكنَّكم ما سُبِقْتُم بها فأنتُم القُدْوة فيها والعياذ بالله
4 - قال الله تعالى : << ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين >> أستمع حفظ
قال الله تعالى : << أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلآ أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين >>
(( أئنكم لتأتون الرجال )) هذه الجُمْلة كالتقرير لِمَا سبق في الجملَة السابقة والتفصِيل لها قال: (( أئنكم لتأتون الرجال )) وظاهر الآية الكريمة أنَّه حتى الكبير -والعياذ بالله- يأتُونه والذكر إذا بلغ سُمِّي رجلًا (( أئنكم لتأتون الرجال )) وهذا فيه كِنَاية عن الجماع لأنَّ القرآن يكنى بل هو حتى في اللغة العربية يُكْنَّى عما يُسْتَقبح ذكرُه بما يدُلُّ عليه أفهمتم؟ فيقال مثلًا قال الله تعالى: (( فأتوا حرثكم أنى شئتم )) فعبَّر عن الجماع بالإتيان وهنا عبَّر عنه أيضًا بالإتيان، ثانيًا (( وتقْطَعُون السبيل )) السَّبِيل الطَّرِيق وقطعُهم الطريق له صِفَتَان: الصفة الأولى قطع الطريق المعروف وهو أن يتعرَّضُوا للناس بالسَّلْب والنَّهب والقَتْل ويُسمَّى عندنَا في اللغة العامِّيَّة الحَنْشَلَة، هذه واحِدة والثانية قطْعُ الطريق أنكم تَسَبَّبُون لِعدم سلوك الطرق بما تفعلُون بأهلِها ولهذا قال:" طريق المارَّة بفعلِكم الفاحشة بمن يَمرُّ بكم فتركَ الناس الـمَمَرَّ بكم نعم هذا أيضًا قَطْع طريق إذا مرَّ أحد والعياذ بالله مِن الطريق تعرَّضُوا له بالفاحشة ما هو بأخذ المال والقتل والسلب والنهب لكن يفعلون الفاحشة به، إذًا تنقَطِع السبل أليس كذلك؟ تنقَطِع السبل هذه واحدة بل هاتان خصلَتَان، الثالثة: (( وتأتُون في نادِيكم المُنْكَر )) نادِيكم أي مُتَحَدَّثِكُم فالنادي والـمُنْتَدَى والنَّدِيّ كلها أسماء لِمكان الحديث والاجتماع بين الناس، تأتُون في ناديكم المنكر فعلَ الفاحِشَة بعضُكم ببعض، قوله: (( المُنْكَر )) المؤلف فسَّره بِفعْل الفاحشة وعلى هذا يكون فيه تكرَار والأصح أنَّ المنكر أعمّ مِن فعل الفاحشة وهو كل ما يُنْكَر عُرْفًا أو شَرْعًا، ذكروا مِن ذلك أنهم يتلاكزون يعني بعضهم يلكِز بعض مع عجِيزِته، وذكروا مِن ذلك أنهم يتضَارطون الضَّرطة المعروفة، وذكروا مِن ذلك أيضًا أنَّهم يَحِلُّون أزِرَّتهم يعني يدلّعون لكن هذه مُنْكرة؟ هذه ما هي منكرة وإلا بعضهم ذكر هذا قال: ومنها أنهم يحلون أزرة القباء فالمهم أن نُبْقِي الآية على ما هي عليه المنكر كل ما يُنْكَر عُرْفًا أو شرعًا، نعم وكذلك الرمْي الحذف بالحصى وما أشبه ذلك، وأنا عندي أنّه عام في كل شيء حتى أيضًا في الكلام اللي يتضَمَّن سخرية واستهزاء وما أشبهها هذا منكر، هل وُجِد في هذه الأمة ما يشبه ذلك؟ نقول نعم وجد فإنَّ في هذه الأمة مَن عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط وفي هذه الأمة مَن إذا سَأَلْت عن مُجتمعاتهم وجدتهم يفعلون مثل فعل لوط [كذا] مِن السخرية والاستهزاء واللَّغَط واللهو وغير ذلك والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( لتركبن سنن من كان قبلكم ).
الطالب: هل فَرْقَعَة الأصابع والمهارشة بين الكلاب يعني هذا مِن فعلهم ...
الشيخ : هم ذكروا أنَّ هذا شبيه بالكلاب وبين الدِّيَكة نعم وفرقعة الأصابع .. لا، يمكِن فرقَعَة الأصابع على غير المعروف يمكن تجمعون ويقول أحدهم: يلَّا طقق طقق
الطالب: هل فَرْقَعَة الأصابع والمهارشة بين الكلاب يعني هذا مِن فعلهم ...
الشيخ : هم ذكروا أنَّ هذا شبيه بالكلاب وبين الدِّيَكة نعم وفرقعة الأصابع .. لا، يمكِن فرقَعَة الأصابع على غير المعروف يمكن تجمعون ويقول أحدهم: يلَّا طقق طقق
5 - قال الله تعالى : << أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلآ أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين >> أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : << ولوطا إذ قال لقومه .......... >>
قوله تعالى: (( ولوطا إذا قال لقومه ...)) إلى آخرِه يُستَفَاد مِن هذا رفْعُ ذِكْر هؤلاء الدُّعاة إلى الله لأن قولِه: (اُذْكُر) يعني اذْكُره في موضِع الثناء، رفْعُ ذكر الدعاة إلى الله عز وجل مِن الأنبياء وغيرهم ولِهذا قال الله تعالى في القرآن في قصة مريم: (( واذكر في الكتاب مريم )) نعم.
ومِن فوائد الآية فضيلة لوط عليه الصلاة والسلام.
ومِن فوائدها أيضَّا التَّرْكِيز على الأمر الذي انغَمَس فيه الناس وإن كان غيرُه أولى منه، لوط الآن ما رَكَّز على التوحيد في هذه القصة وإلا مَا مِن رسول إلَّا يدعو إلى التوحيد ولكن يُرَكَّز على هذا العمل السائد بين الناس، نستفيد منه ينبنِي عليه فائدة وهي أنَّ بعضَ الناس إذا رأَى بعض الدعاة يُنكِر شيئا معيَّنًا انغمس الناس فيه قال الناس أشد مِن هذا ليس تتكلم على هذا الناس في الفخ أكبَر مِن العصفور يعني عندما يتكلم مثلًا عن الملاهي أو عن الميْسِر أو عن الرِّبا يقولون لا تتكلم في هذا فيه ناس ما يصلُّون ليش ما أتكلم على هذا الشيء؟ فنقول لا مانع أن يُرَكِّز الدعاة على ما انغمَس فيه الناس ولو كان غيرُه مما لم ينغمِسوا فيه أهَمّ منه، لأنَّ المقصود علاج هذا الداء الذي استَشْرى في الناس.
ومِن فوائد الآية فُحْش اللِّواط والعياذ بالله وهو إتيانُ الذكر الذَّكر ولا ريبَ أنَّه مِن أعظم الفواحش
ومِن فوائد الآية فضيلة لوط عليه الصلاة والسلام.
ومِن فوائدها أيضَّا التَّرْكِيز على الأمر الذي انغَمَس فيه الناس وإن كان غيرُه أولى منه، لوط الآن ما رَكَّز على التوحيد في هذه القصة وإلا مَا مِن رسول إلَّا يدعو إلى التوحيد ولكن يُرَكَّز على هذا العمل السائد بين الناس، نستفيد منه ينبنِي عليه فائدة وهي أنَّ بعضَ الناس إذا رأَى بعض الدعاة يُنكِر شيئا معيَّنًا انغمس الناس فيه قال الناس أشد مِن هذا ليس تتكلم على هذا الناس في الفخ أكبَر مِن العصفور يعني عندما يتكلم مثلًا عن الملاهي أو عن الميْسِر أو عن الرِّبا يقولون لا تتكلم في هذا فيه ناس ما يصلُّون ليش ما أتكلم على هذا الشيء؟ فنقول لا مانع أن يُرَكِّز الدعاة على ما انغمَس فيه الناس ولو كان غيرُه مما لم ينغمِسوا فيه أهَمّ منه، لأنَّ المقصود علاج هذا الداء الذي استَشْرى في الناس.
ومِن فوائد الآية فُحْش اللِّواط والعياذ بالله وهو إتيانُ الذكر الذَّكر ولا ريبَ أنَّه مِن أعظم الفواحش
ذكر اختلاف الفقهاء في حد اللواط؟.
وفي الآية الكريمة هنا ما ذَكَرَ حدَّه وكذلك السنة ما فيها أحاديث صحيحَة صريحة في هذا الأمر في حَدِّ اللواط ولذلك اخْتَلَف فيه أهل العمل على ثلاثة أقوال: القول الأول: أنَّ حدَّه القتْل بكل حال يعني سواءٌ كان الفاعل والمفعولُ به محصنًا أم غيرَ مُحصَن وتعرفون المحصن مَن هو؟ هو الذي تزوَّج وجامَعَ في نكاح صحيح، وقال بعض العلماء -وهو القول الثاني-: إن حدَّه كحد الزاني يعني أنه إذا كان مُحصنًا رُجِم وإن كان غير محصَن فإنه يُجْلَد ويُغَرَّب، وقال بعضُ أهل العلم إنَّه لا حدّ فيه وأنه يُكتَفَى بالرَّادِع النَّفْسي وما كان خبيثًا في النفوس فإنَّه لا يكون عليه حد يُكتَفَى فيه بالرادِع مثل البَول البول أخْبَث مِن الخَمْر والخَمْر فيه حدّ والبول فيه حدّ؟ ما فيه حد لأنَّ النفوس تَنْفُر منه وتستَقْذِرُه فاكْتُفِي بالرادِع الطبيعِيّ عن الرادع التأدِيبي هذه ثلاثة أقوال، أمَّا القول الأول فاستدَلُّوا بالحديث الذي جَاء في هذه المعنى وهو قول النبي عليه الصلاة والسلام: ( من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به ) وهو حديثٌ أدنَى أحواله أن يكونَ حسنًا، ثم إنَّ الصحابة رضي الله عنهم أجمعوا على قتْل اللوطي الفاعل والمفعولِ به إلا أنهم اختلَفُوا كيف يُقْتَل فقال بعضهم: إنَّه يُحْرَق في النار وقال: بعضهم أنَّه يُرجَم بالحجارة وقال الآخرون يُلْقَى مِن أعلى مكانٍ في البلد، وهذا الذي اختارَه شيخ الإسلام رحمه الله على أنَّه يُقْتَل الفاعل والمفعول به للحديث والآثار عَن الصحابة رضي الله عنهم وللمعنى والقياس الصحيح لأنَّ هذه الفاحشة والعياذ بالله ما يُمكن التحَرُّز منها فإذا لم يكُن لها رادع قوِيّ استشْرَت في الناس والعياذ بالله وغلبَتْ، هذه واحدة ولأنها قتْلٌ للمعنى والرجولة فإنَّ الإنسان يكون بمنزِلَة المرأة، نعم حتى إن بعضَهم -والعياذ بالله- المبتلَى بهذا الأمر يتجمَّل ويتمك
اضيفت في - 2007-08-13