تفسير سورة العنكبوت-05b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة ذكر اختلاف الفقهاء في حد اللواط؟.
ولا يمكن أن يَسْلَم الناس إلا بهذا الأمر، أمَّا القول الثاني أنَّ حَدَّه حَدُّ الزاني فهو المشهور مِن مذهب الإمام أحمَد وقالوا في ذلك: إنَّ الحديث عندهم ما تقُوم به الحجة بمعنى أنَّه ما يصِل إلى درجةٍ يُسْتَبَاح بها دَمُ مسلم، إذًا هو فاحِشَة بنَصِّ القرآن فيجِب أن يُلْحَقَ بالفَاحِشَة بنصّ القرآن، الفاحِشة ما هي بنصّ القرآن؟ الزِّنا (( إنَّه كان فاحشة )) وعليه يكون هذا طريقُه طريق الزنا فيُرْجَم المحصَن ويُجْلَد غيرُه ويُغَرَّب، أمَّا القولُ الثالث فإنه حُكِي عن أبي حنيفة رحمه الله ولكنَّه قولٌ ضعيف جدًّا، وكونُه مُسْتقذر لا تألفُه الطباع هذا حقيقةً بالنسبة للطباع السليمة لكن بالنسْبَة للطبَاع المريضة تألفُه ولَّا لا؟ تألفُه، هؤلاء أُمَّة قوْم لوط كُلُّهم على هذا الأمر نعم فكيف أنا نقول اللي يُسْتقْذَر في الطِّباَع المهِينَة لا يُردَع بالتعذيب؟ فالصَّواب أنَّه فهذا القول ضعِيف جدًّا ولولا أنّه قِيل ما حكَيْنَاه لكنَّه ضعيف للغاية.
هل مذهب الإمام أحمد الشخصي هو مذهبه الإصطلاحي ؟
الطالب: ....
الشيخ : أنت تعرِف أنَّ المذهب إذا قيل مَذهب الإمام أحمد فالمراد المذهب الاصطلاحي ما هو بالمذهب الشخصي أحيانًا يكون مذهب الإمام الشخصي خَلاف المذهب الاصطلاحي فلذلك ما يمكن أن ننْسِبَه إلى الإمام أحمد اصطلاحًا نعم
الشيخ : أنت تعرِف أنَّ المذهب إذا قيل مَذهب الإمام أحمد فالمراد المذهب الاصطلاحي ما هو بالمذهب الشخصي أحيانًا يكون مذهب الإمام الشخصي خَلاف المذهب الاصطلاحي فلذلك ما يمكن أن ننْسِبَه إلى الإمام أحمد اصطلاحًا نعم
هل الذي يفعل فعل قوم لوط يقتل حدا أم تعزيرا ؟
الطالب: ....
الشيخ : تعزيرًا يعني؟ هم هدول اللي يقولون أنه ما فيه حدّ ما هم يقولون أنهم يُتركون يُعَزَّرون حتى اللي يشرب البول والغائط يُعزَّر.
الطالب: ...
الشيخ : ما ندري عاد .. هل أنَّهم يرون أنه يُكتَفى بها الطبيعي أنهم يرون أنَّ التعزِير يصِل إلى حدِّ القتل ولَّا لا لأنَّ وُصول التعزِير إلى حدّ القتل ما هو بمجمع عليه ليس بمجمع عليه.
الطالب:.....
الشيخ : فيه عقوبة ... بيجينا إن شاء الله في القرآن قريبًا، طيب المهم الآن انتهَينا مِن الفائدة هذه وهي قوله: ( أئنكم لتأتون الفاحشة ))
الشيخ : تعزيرًا يعني؟ هم هدول اللي يقولون أنه ما فيه حدّ ما هم يقولون أنهم يُتركون يُعَزَّرون حتى اللي يشرب البول والغائط يُعزَّر.
الطالب: ...
الشيخ : ما ندري عاد .. هل أنَّهم يرون أنه يُكتَفى بها الطبيعي أنهم يرون أنَّ التعزِير يصِل إلى حدِّ القتل ولَّا لا لأنَّ وُصول التعزِير إلى حدّ القتل ما هو بمجمع عليه ليس بمجمع عليه.
الطالب:.....
الشيخ : فيه عقوبة ... بيجينا إن شاء الله في القرآن قريبًا، طيب المهم الآن انتهَينا مِن الفائدة هذه وهي قوله: ( أئنكم لتأتون الفاحشة ))
فوائد قوله تعالى : << ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين >>
ومِن فوائد الآية أنَّه ينبغي ذِكْرُ ما يُنَفِّرُ عن العمل السيئ لقولِه: (( ما سبقَكم بها من أحد من العالمين )) نعم ما وجهُ كونه منفرًا؟
الطالب: ...
الشيخ : وأيضًا وآثام مَن بعدهم تكونُ عليهم، فهم ما لهم قدوة حتى يُعْذَرُون بها وكذلك آثام مَن بعدَهم تكون عليهم، (( ما سبقَكم بها مِن أحد من العالمين )) هذا معرُوف بالشرع نحن نتكلّم عن الفائدة هذا مو هو بالنسبة لهم ... أنَّه ينبغي ذِكْرُ ما ينفر عن العمل السيئ فمثلًا نقول لهؤلاء القوم أي ناس مثلًا عملوا عملًا جديدًا نقول هذا ما سُبِقْتَم عليه لِنُوَبِّخَهم على أنه لا قدوة لهم ونحذِّرهم أن يُقتدى بهم.
ومِن فوائد الآية أيضًا تأكيد الأَمر المنكَر بما يقتَضِيه الأُسلوب في اللغة العربية لقولِه: (( أئنكم لتأتون الفاحشة )) فـإن (إنَّ) للتوكيد واللام للتوكيد طيب فيه هنا سؤال كيف يُؤَكِّد هذا الأمر مع أنَّهم معترَفُون به؟
الطالب: ...
الشيخ : الهمزة هي للتوبيخ والإنكار لكن كلامُنا على التأكيد والمعرُوف في علم البلاغة أنَّه ما يؤكد إلا إذا كان منكِرًا أو مُتَرَدِّدًا.
الطالب: ....
الشيخ : لِأهَمِّيَّة الخبر، طيب مراعَاةُ حال المخاطب أن يُجعَل غيرُ المنكر كالمنْكِر فإنَّ ممارسَتهم لهذا الفعل وش يقتضِي؟ أنهم ينكِرُون كونَه فاحشة ولَّا لا؟ حالُهم تقتَضِي أنَّهم يستَبِيحُون ذلك ولا يرُونه منكرًا، نعم ونظِيرُ هذا قوله تعالى: (( ثم إنَّكم بعد ذلك لميتون )) (إن) واللام مؤكَّدَة الموت فيه شك؟ ما فيه شك لكن قال ذلك مِن أجل أنَّ فِعْل هؤلاء المشركين فعل المنكِر للموت لأن مَن أَقَرَّ بالموت فلا بد أن يسْتَعِدَّ له فهؤلاء الذين قيل لهم: أئنكم لتأتون الفاحشة كونهم يمارِسُونها ولا يبالون بها ويرونَها أمرًا سائغًا كالمنكِرين لكونها فاحشة أي نعم.
الطالب: ......
الشيخ : لا، لِأن الله ساقَها مو هو في .. ذكر ابتداء الخلق وانتهائه ولهذا قال: (( ثم إنكم بعد ذلك لميتون ثم إنكم يوم القيامة تبعثون ))
الطالب: ...
الشيخ : وأيضًا وآثام مَن بعدهم تكونُ عليهم، فهم ما لهم قدوة حتى يُعْذَرُون بها وكذلك آثام مَن بعدَهم تكون عليهم، (( ما سبقَكم بها مِن أحد من العالمين )) هذا معرُوف بالشرع نحن نتكلّم عن الفائدة هذا مو هو بالنسبة لهم ... أنَّه ينبغي ذِكْرُ ما ينفر عن العمل السيئ فمثلًا نقول لهؤلاء القوم أي ناس مثلًا عملوا عملًا جديدًا نقول هذا ما سُبِقْتَم عليه لِنُوَبِّخَهم على أنه لا قدوة لهم ونحذِّرهم أن يُقتدى بهم.
ومِن فوائد الآية أيضًا تأكيد الأَمر المنكَر بما يقتَضِيه الأُسلوب في اللغة العربية لقولِه: (( أئنكم لتأتون الفاحشة )) فـإن (إنَّ) للتوكيد واللام للتوكيد طيب فيه هنا سؤال كيف يُؤَكِّد هذا الأمر مع أنَّهم معترَفُون به؟
الطالب: ...
الشيخ : الهمزة هي للتوبيخ والإنكار لكن كلامُنا على التأكيد والمعرُوف في علم البلاغة أنَّه ما يؤكد إلا إذا كان منكِرًا أو مُتَرَدِّدًا.
الطالب: ....
الشيخ : لِأهَمِّيَّة الخبر، طيب مراعَاةُ حال المخاطب أن يُجعَل غيرُ المنكر كالمنْكِر فإنَّ ممارسَتهم لهذا الفعل وش يقتضِي؟ أنهم ينكِرُون كونَه فاحشة ولَّا لا؟ حالُهم تقتَضِي أنَّهم يستَبِيحُون ذلك ولا يرُونه منكرًا، نعم ونظِيرُ هذا قوله تعالى: (( ثم إنَّكم بعد ذلك لميتون )) (إن) واللام مؤكَّدَة الموت فيه شك؟ ما فيه شك لكن قال ذلك مِن أجل أنَّ فِعْل هؤلاء المشركين فعل المنكِر للموت لأن مَن أَقَرَّ بالموت فلا بد أن يسْتَعِدَّ له فهؤلاء الذين قيل لهم: أئنكم لتأتون الفاحشة كونهم يمارِسُونها ولا يبالون بها ويرونَها أمرًا سائغًا كالمنكِرين لكونها فاحشة أي نعم.
الطالب: ......
الشيخ : لا، لِأن الله ساقَها مو هو في .. ذكر ابتداء الخلق وانتهائه ولهذا قال: (( ثم إنكم بعد ذلك لميتون ثم إنكم يوم القيامة تبعثون ))
4 - فوائد قوله تعالى : << ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين >> أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : << أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل .................. >>
ثم قال تعالى: (( إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ ))[العنكبوت:29] إلى آخره في هذا دليل على أنَّ الدَّاعِيَة ينبغي أن يَذْكُر جَمِيع الأوصَاف السَّيِّئَة التي عليها المدْعُوّ ليكون ذلك أبلغَ في توبيخِه وردعه لأنه ذكر عدة أوصاف.
ومِنها مِن فوائد الآية ما كان عليه قوم لوط مِن الشرّ والفساد غير الفاحشة التي هي اللواط وهي قَطْع السبيل وإتيان المنكَر في نادِيهم ونبدأ الدَرْس الجديد الآن.
ومِنها مِن فوائد الآية ما كان عليه قوم لوط مِن الشرّ والفساد غير الفاحشة التي هي اللواط وهي قَطْع السبيل وإتيان المنكَر في نادِيهم ونبدأ الدَرْس الجديد الآن.
كيف يدعى وينصح الذي يفعل فعل قوم لوط ؟
الطالب:.... ما نقول بدل الداعية الآمِر بالمعروف والناهي عن المنكر لأن اللي يدعو ....
الشيخ : هو يدعو لأجل أن ينفِّرَهم مِن هذا الشيء ويمكن نقول هذي تراعى -بعَد- أحوال الشخص المدعو تراعى أحوال الشخص المدعو لأنَّ الرُّسُل عليهم الصلاة والسلام دُعَاة وهم أيضًا آمِرون بالمعروف وناهُون عن المنكر نعم.
الشيخ : هو يدعو لأجل أن ينفِّرَهم مِن هذا الشيء ويمكن نقول هذي تراعى -بعَد- أحوال الشخص المدعو تراعى أحوال الشخص المدعو لأنَّ الرُّسُل عليهم الصلاة والسلام دُعَاة وهم أيضًا آمِرون بالمعروف وناهُون عن المنكر نعم.
كيف يقتل الذي يفعل فعل قوم لوط ؟
الطالب: ...كيفية قتله...
الشيخ : كيفيَّة قتلِه الذي نرى أنَّه يرجع إلى رأي الإمام بما يراه أنكَى وأبلغ، إذا رأى ما دام كله ورَد عن الصحابة الإحراق وإلْقَاءٌ مِن على شاهِق والرَّجْم ينظر ما هو أنكى وأبلَغ في الرَّدع فيفْعَلُه
الشيخ : كيفيَّة قتلِه الذي نرى أنَّه يرجع إلى رأي الإمام بما يراه أنكَى وأبلغ، إذا رأى ما دام كله ورَد عن الصحابة الإحراق وإلْقَاءٌ مِن على شاهِق والرَّجْم ينظر ما هو أنكى وأبلَغ في الرَّدع فيفْعَلُه
كيف يعذب اللوطي بالنار وقد نهى الله عن التعذيب بالنار ؟
الطالب: ....
الشيخ : أي نعم هذا ما هو مُشْكِل لأنَّ التعذيب بالنار إذا قُصِد به مجرد الإيلام إما إذا قُصِد به مصلحة أخرى فهذا الله عز وجل قال للذي أحرَق قرية النمل وقد قرصَتْه نملة قال: ( هلَّا نملةً واحدة ) فالمقصُود بالتعذيب هو أنَّ الإنسان يجعَل هذا لمجرَّد إيلامِهم بالإحْرَاق لا لِمصلحة أخرى ملاحظة ولهذا أبو بكر رضي الله عنه هو مِن جملة مَن نُقِل عنه أنَّه أحرقهم
الطالب: ...
الشيخ : أنكر على علي لأنه ربما أنه يمكن القضاء عليهم بغير هذه الطريقة.
الطالب: ...
الشيخ : إذا كان ذكَره الرسول مُقِرٌّ له، ثم فِعْل أبو بكر والصحابة ما أنكروا عليه
الشيخ : أي نعم هذا ما هو مُشْكِل لأنَّ التعذيب بالنار إذا قُصِد به مجرد الإيلام إما إذا قُصِد به مصلحة أخرى فهذا الله عز وجل قال للذي أحرَق قرية النمل وقد قرصَتْه نملة قال: ( هلَّا نملةً واحدة ) فالمقصُود بالتعذيب هو أنَّ الإنسان يجعَل هذا لمجرَّد إيلامِهم بالإحْرَاق لا لِمصلحة أخرى ملاحظة ولهذا أبو بكر رضي الله عنه هو مِن جملة مَن نُقِل عنه أنَّه أحرقهم
الطالب: ...
الشيخ : أنكر على علي لأنه ربما أنه يمكن القضاء عليهم بغير هذه الطريقة.
الطالب: ...
الشيخ : إذا كان ذكَره الرسول مُقِرٌّ له، ثم فِعْل أبو بكر والصحابة ما أنكروا عليه
قال الله تعالى : << ........... فما كان جواب قومه إلآ أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين >>
ثم قال: أئنكم لتأتُون الرجال (( فما كان جوابَ قومِه إلا أن قالوا ائْتِنَا بعذاب الله إن كنتَ من الصادقين )) شوف والعياذ بالله بعد هذا التوجيه والإرشاد والإنكار عليهم كان هذا الجواب جوابَ المستكبر المتحدي (( فما كان جوابَ )) جوابَ بالنصب على أنها خبر (كان) مقدِّما و(إلَّا أنَّ قالوا) (أن قالوا) اسمُها مؤخر يعني إلا قولُهم (( إلا أن قالوا ائْتِنَا بعذابِ الله )) لأنَّه توعَّدَهم بالعذاب فقالوا: ائْتِنَا بعذاب الله (ائْتِ) فعل أمر والمراد به هنا التَّعْجِيز والتَّحَدِّي يعني نتَحَدَّاك أن تأتي بالعذاب الذي وعدتنا به (( بعذاب الله إن كنت مِن الصادقين )) إن كنت مِن الصادقين في استقْبَاحِ ذلك وأنَّ العذاب نازل بفاعلِيه، نعم وهذه الجملة الشرطية أين جوابُها؟ جوابها قيل: إنّها لا تحتاج في مثل هذا الترتيب إلى جواب لِلعلم به مِمّا سبق، وقيل إنَّه محذوف دلَّ عليه ما سبق، والأصح الأول وهو الذي اختارَه ابنُ القيم رحمه الله وقال: إنَّه إذا كَان في الكلام ما يدُلّ على المحذوف فلا حاجَة إلى تقديره لأن تقديرَه نوع من العَبَث، وقولهم له إن كنت مِن الصادقين أبلَغ مِن قولِه: إن كنت صادقًا لأنَّ كل إنسان يحِبّ أن يكون مِن الصادقين لكن لو قال: إن كنت صادقًا لكان المعنى صادقًا في هذه المسْأَلَة بخصوصها أمَّا (من الصادقين) أي الموصوفين بالصدق وهذا أشدُّ في التحدِّي فكأنَّهم يقولون إنَّك مِن عِدَاد الكاذبين ولست مِن عِدَاد الصادقين فإن كنت منهم فَأْتِنَا بما تَعِدُنَا
9 - قال الله تعالى : << ........... فما كان جواب قومه إلآ أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين >> أستمع حفظ
قال الله تعالى : << قال رب انصرني على القوم المفسدين >>
ماذا كان جَوَابُ لُوط؟ جوابُه أن لَجَأَ إلى الله عز وجل فـ(( قال رب انصرني على القوم المفسدين )) (رب) هذه منادى حُذِفَت منها ياء النداء وهي منصُوبة ولَّا مبنية؟ هذا منصُوب لأنَّ أصلَها رَبِّي بالياء وحُذِفت الياء تخفيفًا ولهذا أظنُّها عندكم مكسورة ما هي (ربُّ) ربِّ فيكون منصوبًا نعم.
الطالب: ......
الشيخ : هو الأقرَب لكن كلام المؤلف ما فيه مانع إنَّما الأقرب (إن كنت من الصادقين) في وعيدك إيَّانا لأنهم هم قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين فيما توعدتَّنا به (( قال رب انصرني )) (رب) هنا منادى وحُذفِت ياءُ النداء تخفيفًا ولِلبداءةِ باسم اللهِ سبحانَه وتعالى (( انصرني على القوم )) اعلَم أنّ مادّة نَصَر تتعدَّى أحيانًا بِـ(من) وأحيانًا تتعدى بـ(على) فإن تعَدَّت بـ(من) فمعناها المنع كما في قوله تعالى: (( ونصرناه من القوم )) نصرْنَاه مِنهم أي منعْنَاه منهم، وإن تعدَّت بـ(علَى) صار معنَاها الظُّهُور والغَلَبَة، وأحيانًا ما تتَعَدَّى بـ(من) ولا بـ(على) فتشمَل المعنَيَيْن كما في قوله تعالى: (( ونصرْنَاهم فكانُوا هم الغالِبِين )) نصرْنَاهم ما قال: (من) ولا (على) فلَها ثلاث استعمالات الآن تارَةً تتعَدَّى بـ(مِن) وتارة تتعدى بـ(عَلَى) وتَارَةً تأتِي مطلقةً، إذا تعدَّت بـ(من) فمعناها المنْع والإِنْجَاء وإذا تعدَّت بـ(على) فمعناها الغلبة والظُّهُور وإن أُطْلِقَتْ شَمِلَت الأمرَين وهو كثير في القرآن هذا وهذا وهذا قال الله تعالى: (( وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ )) وقال تعالى: (( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ))[غافر:51] وأمثلَتُها كثيرة، هنا قال: (رب انصرني على القوم) مِن أي الأنواع الثلاثة؟ الظهور والغلبة " انصرْنِي بتحقِيق قولي في إنزال العذاب (( على القوم المُفْسِدِين )) العَاصِين بإتيان الرجال فاستجَاب الله دعاءَه " وقوله (انصرني على القوم المفسدين) ذِكرُ حال المدْعُوِّ عليهم مِن باب التَّوَسُّل لأنَّ كُل وصفٍ يسْتَوْجِب الإجابة فإنه يُعتبَرُ وسِيلَةً وقد ذكرْنا فيما سبق أنَّ التوسل إلى الله عز وجل أنواع مِنها التوسل بذِكْرِ حال الداعي كما في قوله تعالى عن موسى: (( رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ))[القصص:24] وهُنَا بحَالِ المدْعُوِّ عليه (( ربِّ انصرني على القوم المفسدين ) فإنَّ إفسادَهم يقتَضِي إهلَاكَهُم والذُلّ والغَلَبَة والظُّهُور عليهم، وقوله: (المفسدين) بأي شيء هم مفسدون يقول: المؤلف ( العاصِين ) وهذا تفسِير لِلشيء بسببِه لأنَّ المعصية سببُ الفساد قال الله تعالى: (( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ))[الروم:41] ولا شك أنَّ فعلَ قومِ لوط أنه مِن أعظم الفساد في الأرض نعم.
الطالب: .....
الشيخ : هذا تبي تجينا إن شاء الله تعالى في الفوائد إنَّما الدرس الأول ما فيه إلا الشَّرْح والدرس الثاني إن شاء الله فيه الفوائد نعم.
الطالب: ......
الشيخ : هو الأقرَب لكن كلام المؤلف ما فيه مانع إنَّما الأقرب (إن كنت من الصادقين) في وعيدك إيَّانا لأنهم هم قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين فيما توعدتَّنا به (( قال رب انصرني )) (رب) هنا منادى وحُذفِت ياءُ النداء تخفيفًا ولِلبداءةِ باسم اللهِ سبحانَه وتعالى (( انصرني على القوم )) اعلَم أنّ مادّة نَصَر تتعدَّى أحيانًا بِـ(من) وأحيانًا تتعدى بـ(على) فإن تعَدَّت بـ(من) فمعناها المنع كما في قوله تعالى: (( ونصرناه من القوم )) نصرْنَاه مِنهم أي منعْنَاه منهم، وإن تعدَّت بـ(علَى) صار معنَاها الظُّهُور والغَلَبَة، وأحيانًا ما تتَعَدَّى بـ(من) ولا بـ(على) فتشمَل المعنَيَيْن كما في قوله تعالى: (( ونصرْنَاهم فكانُوا هم الغالِبِين )) نصرْنَاهم ما قال: (من) ولا (على) فلَها ثلاث استعمالات الآن تارَةً تتعَدَّى بـ(مِن) وتارة تتعدى بـ(عَلَى) وتَارَةً تأتِي مطلقةً، إذا تعدَّت بـ(من) فمعناها المنْع والإِنْجَاء وإذا تعدَّت بـ(على) فمعناها الغلبة والظُّهُور وإن أُطْلِقَتْ شَمِلَت الأمرَين وهو كثير في القرآن هذا وهذا وهذا قال الله تعالى: (( وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ )) وقال تعالى: (( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ))[غافر:51] وأمثلَتُها كثيرة، هنا قال: (رب انصرني على القوم) مِن أي الأنواع الثلاثة؟ الظهور والغلبة " انصرْنِي بتحقِيق قولي في إنزال العذاب (( على القوم المُفْسِدِين )) العَاصِين بإتيان الرجال فاستجَاب الله دعاءَه " وقوله (انصرني على القوم المفسدين) ذِكرُ حال المدْعُوِّ عليهم مِن باب التَّوَسُّل لأنَّ كُل وصفٍ يسْتَوْجِب الإجابة فإنه يُعتبَرُ وسِيلَةً وقد ذكرْنا فيما سبق أنَّ التوسل إلى الله عز وجل أنواع مِنها التوسل بذِكْرِ حال الداعي كما في قوله تعالى عن موسى: (( رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ))[القصص:24] وهُنَا بحَالِ المدْعُوِّ عليه (( ربِّ انصرني على القوم المفسدين ) فإنَّ إفسادَهم يقتَضِي إهلَاكَهُم والذُلّ والغَلَبَة والظُّهُور عليهم، وقوله: (المفسدين) بأي شيء هم مفسدون يقول: المؤلف ( العاصِين ) وهذا تفسِير لِلشيء بسببِه لأنَّ المعصية سببُ الفساد قال الله تعالى: (( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ))[الروم:41] ولا شك أنَّ فعلَ قومِ لوط أنه مِن أعظم الفساد في الأرض نعم.
الطالب: .....
الشيخ : هذا تبي تجينا إن شاء الله تعالى في الفوائد إنَّما الدرس الأول ما فيه إلا الشَّرْح والدرس الثاني إن شاء الله فيه الفوائد نعم.
في قوله تعالى << إن تنصروا الله >> هل يكون النصر بالإظهار أوالإعلاء أو المنعة ؟
الطالب: (( إن تنْصُرُوا الله )) مِن أيِّ الأنواع ...؟
الشيخ : الظاهر أنَّه يشمل الثلاثة، يعني يشمل (أَن تَنْصُرُوا الله) يعني تمنَعوا دِينَه مِن الاعتِدَاء عليه وكذلك تنصُرُوه بمحَاوَلَة إعلَاء هذا الدين (( قاتِلُوهم حتى لا تكون فتنة )) هذا الـمَنْع، (( ويكُون الدِّين كلُّه لله )) هذا الظُّهُور نعم قال: (( قال ربِّ انْصُرْني على القَوْمِ المُفْسِدِين ))
الشيخ : الظاهر أنَّه يشمل الثلاثة، يعني يشمل (أَن تَنْصُرُوا الله) يعني تمنَعوا دِينَه مِن الاعتِدَاء عليه وكذلك تنصُرُوه بمحَاوَلَة إعلَاء هذا الدين (( قاتِلُوهم حتى لا تكون فتنة )) هذا الـمَنْع، (( ويكُون الدِّين كلُّه لله )) هذا الظُّهُور نعم قال: (( قال ربِّ انْصُرْني على القَوْمِ المُفْسِدِين ))
قال الله تعالى : << ولما جآءت رسلنآ إبراهيم بالبشرى قالوآ إنا مهلكوا أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين >>
(( ولَمَّا جَاءَت رُسُلُنَا بالبُشْرَى قَالُوا إنا مُهْلكوا أهلَ هذه القرية )) (لَمَّا) هذِه مِن أدَوَات الشَّرْط الجازِمَة ولَّا غَيْر الجَازِمَة؟
الطالب: جَازِمَة تَجْزِم الفعل
الشيخ : الله أكبر! مِن أدَوَاتِ الشَّرْطِ غير الجازِمَة هي تجزِم الفعل إذا كانَت لِلنَّفْي ما هُو لِلشَّرط كَمَا في قوله تعالى: (( بل لَّمَّا يَذُوقُوا عذابِ )) أي لم يَذُوقُوا لكنَّهم العذابُ قَرِيب منهم لأنَّها هي تَنفِي الفعل لكنَّها تدُلّ على تَوَقُّعِه، وهذا مِن الفرُوق بينها وبين (لم)، المهم أنها ما تجزم إلا إذا كانَت لِلنفي أمَّا إذا كانت شَرْطِيَّة فإنَّها لا تجزم مِثل (إذا) و(لو) وغيرها، أين جواب الشرط في قوله: (ولما جاءت)؟ قالوا إنَّا مهلكُوا أهْلِ هذه القرية وقوله: (( ولما جاءت إبراهيمَ بالبشرى )) الباء هنا لِلمُصَاحَبَة أَيْ مُصْطَحِبِين لِلبشرى والبُشرى بمعنى البَشَارَة والبَشَارة هي الإخبار بما يَسُر وقد تُطْلَق على الإِخْبار بما يسُوء مثل قوله تعالى: (( فبشرهم بعذاب أليم )) واستعمالُها فيما يسُوء قِيل أنَّه مِن باب التهَكُّم بالمبَشَّر ولكنَّه ضعيف، ولكن وجه كونِه بَشَارة هو أنه يُؤَثِّر على مَن؟ على بشَرَة المخاطب به كما يُؤَثِّر الخبر السارّ قال: (بالبُشرى) قال المؤلف: " بإسحاق ويعقوب بعدَه " ما هو الدليل على أنَّ المراد بالبُشرى خُصُوص هذه المسألة؟
الطالب: (( فبشَّرْنَاها بإسحاق ومِن وراء إسحاق يعقوب ))
الشيخ : أي نعم، ولهذا لا نقُول إنَّ المرَاد بالبُشْرَى هنا البُشْرَى بالولَدَيْن وبالعقاب، لأنَّ ظَاهِر الآية يُنَافِي أن يكُون العِقَاب مِمَّا بُشِّر به إبراهيم.
الطالب: .... بالبشْرَى) البُشْرَى المعْهُودة.
الشيخ : نعم (( قالُوا إنَّا مُهْلِكُوا أهْل هَذه القرية )) هذه الجمل مُؤَكَّدة (إنَّا مهلكُوا أهل هذه القرية) ومُهْلِكُوا خبر (إن) وحذفت النون من أجل الإضافة (أهل هذه القرية) أي قرية لُوط " وقولُه: (هذه) الإشارة للتعيين وكأنَّ القرية قريبَةٌ مِن إبراهيم عليه الصلاة والسلام ولهذا أشارُوا إليها باسم الإشارة، والقرية تُطْلَقُ على مكان القوم ومساكِنِهم وتُطلَق على نفس القوم الساكنين يعني تُطْلق على هذه وهذه كما جاء في القرآن العظيم مُرادًا به هذا وهذا والذي يُعَيِّنُ أحدَ المعنيين السياق فمثلُ قوله تعالى: (( أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها )) ما المراد بالقرية حسين!؟ مكَان القوم، ومثل قوله تعالى: (( وكأَيِّن من قرية أهلكناها وهي ظالمة )) المراد أهلها وعلى هذا فيكون قوله تعالى: (( واسأَلِ القرية )) ليس فيه مجَاز بل المرَاد أهلُها لأنَّ السؤال لا يتَوَجَّه إلا إلى عاقل يدرك ويجيب، هنا يقول: (( إنا مهلكوا أهل هذه القرية )) ما المراد بالقرية هنا؟ المكَان لأنَّه قال أهل هذه القرية، والقرية ليست كالمفْهُوم العُرْفي هنا في عُرْفِنا أنَّها اسم للبلد الصغير وإلا قرية في اللغة العربية تشْمَل حتى أكبَر المدن فمكَّة سَمَّاهَا الله قرية وما هو أعظم مِن مكة سماهُ الله قرية (( وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلا نَاصِرَ لَهُمْ ))[محمد:13] نعم فعلى هذا إذا سُمِّيَت بلدك بالقرية تفزع وتصيح ولَّا لا؟ حسب العرف نعم تفزع.. أمَّا لو كان اللي يخاطبني أناس أهل اللغة العربية يفهمون ما هَمّ نعم ولذلك عندنا الآن يُقَال المـُدُن اش بعد؟ والقرى ويقال المدِينة وما يتْبَعُها مِن القرى أي نعم، طيب نقول (أهل هذه القرية) أي قرية لوط (( إنَّ أهلَها كانوا ظالمين )) أخبَرُوا وعللوا فقالُوا: (( إنا مهلكوا أهل هذه القرية )) وعلَّلُوا هذا الإهلاك بقولهم: (( إنَّ أهلها كانوا ظالمين )) قال المؤلف: " كافرين " فالظُّلم هنا ظُلْمُ كُفرٍ مع أنَّ الظلم قد يكون كفرًا وقد يكون غير كُفر أفهمتم؟ مِن كون الظلم كفرًا قوله تعالى: (( إنَّ الشرك لظلم عظيم )) وقوله: (( والكافرون هم الظالمون )) طيب ومِن كون الظُّلْم غير كفر (( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ ))[آل عمران:135] هذه في سياق صفة مَن؟ المتَّقِين نعم فإذًا الظلم تارةً يُرادُ به الكفر وتارةً يراد به ما دُونَه، والذي يُعَيِّنُ المراد هو السياق ولهذا في الحقيقة قد يُشكِل على بعض الناس إنكَارُ شيخِ الإسلام وابنِ القيم أن يكون في اللغة العربية مجَازٌ وقالوا هذا غير معقول لأنَّ اللغة العربية مملوءة بالمجاز لكن مَن تدبَّر أنَّ الألفاظ ما يتَحَدَّد معنَاها إلَّا بالسياق وأنَّ السياق هو الذي يحدد المعنى عرَف وجْهَ كلام شيخ الإسلام رحمه الله وابن القيم وغيرِهم، والناس في هذه المسألة كما ذكرنا لكم سابقًا على ثلاثة أقوال: قول أنَّه ما فيه مجاز في اللغة العربية أبدًا، والقول الثاني: فيه مجاز في اللغة العربية لكن لا مجاز في القرآن خاصَّة، والقول الثالث فيه مجاز في القرآن وفي اللغة العربية حتى إن بعض العلماء مِن علماء اللغة -نسِيت اسمه- قال: إن كل اللغة كلها مجاز نعم فإنَّك إذا قلت: قلتُ قولًا فإن (قولًا) نعربها على أنها مفعول به والمفعول به لا بد أن يكون شيئًا يُرَى حتى يقع عليه الفعل والقول ما هو بيُرى فيكون: قلت قولا مجاز نعم ويصرِفُون كل الكلام يقولون كله مجاز ما في اللغة شيء حقيقي، أعوذ بالله هذا مبالغة أي نعم فالصَّواب في هذه المسألة ما اختَاره شيخ الإسلام وأنَّ الكلمات ليس لها معنَى ذاتِيّ خُلِقَتْ له بل لا يتحَدَّد معناها إلا بالسياق.
الطالب: ..... ليس من الأمور الهامة مسائل العقل.
الشيخ : (( فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ))[العنكبوت:29] يستفاد مِن هذه الآية نحن ذكرْنا فوائد أَوَّل الآية؟
الطالب: لا.
الشيخ : وش آخِر ما كتبت؟ ..
الطالب: جَازِمَة تَجْزِم الفعل
الشيخ : الله أكبر! مِن أدَوَاتِ الشَّرْطِ غير الجازِمَة هي تجزِم الفعل إذا كانَت لِلنَّفْي ما هُو لِلشَّرط كَمَا في قوله تعالى: (( بل لَّمَّا يَذُوقُوا عذابِ )) أي لم يَذُوقُوا لكنَّهم العذابُ قَرِيب منهم لأنَّها هي تَنفِي الفعل لكنَّها تدُلّ على تَوَقُّعِه، وهذا مِن الفرُوق بينها وبين (لم)، المهم أنها ما تجزم إلا إذا كانَت لِلنفي أمَّا إذا كانت شَرْطِيَّة فإنَّها لا تجزم مِثل (إذا) و(لو) وغيرها، أين جواب الشرط في قوله: (ولما جاءت)؟ قالوا إنَّا مهلكُوا أهْلِ هذه القرية وقوله: (( ولما جاءت إبراهيمَ بالبشرى )) الباء هنا لِلمُصَاحَبَة أَيْ مُصْطَحِبِين لِلبشرى والبُشرى بمعنى البَشَارَة والبَشَارة هي الإخبار بما يَسُر وقد تُطْلَق على الإِخْبار بما يسُوء مثل قوله تعالى: (( فبشرهم بعذاب أليم )) واستعمالُها فيما يسُوء قِيل أنَّه مِن باب التهَكُّم بالمبَشَّر ولكنَّه ضعيف، ولكن وجه كونِه بَشَارة هو أنه يُؤَثِّر على مَن؟ على بشَرَة المخاطب به كما يُؤَثِّر الخبر السارّ قال: (بالبُشرى) قال المؤلف: " بإسحاق ويعقوب بعدَه " ما هو الدليل على أنَّ المراد بالبُشرى خُصُوص هذه المسألة؟
الطالب: (( فبشَّرْنَاها بإسحاق ومِن وراء إسحاق يعقوب ))
الشيخ : أي نعم، ولهذا لا نقُول إنَّ المرَاد بالبُشْرَى هنا البُشْرَى بالولَدَيْن وبالعقاب، لأنَّ ظَاهِر الآية يُنَافِي أن يكُون العِقَاب مِمَّا بُشِّر به إبراهيم.
الطالب: .... بالبشْرَى) البُشْرَى المعْهُودة.
الشيخ : نعم (( قالُوا إنَّا مُهْلِكُوا أهْل هَذه القرية )) هذه الجمل مُؤَكَّدة (إنَّا مهلكُوا أهل هذه القرية) ومُهْلِكُوا خبر (إن) وحذفت النون من أجل الإضافة (أهل هذه القرية) أي قرية لُوط " وقولُه: (هذه) الإشارة للتعيين وكأنَّ القرية قريبَةٌ مِن إبراهيم عليه الصلاة والسلام ولهذا أشارُوا إليها باسم الإشارة، والقرية تُطْلَقُ على مكان القوم ومساكِنِهم وتُطلَق على نفس القوم الساكنين يعني تُطْلق على هذه وهذه كما جاء في القرآن العظيم مُرادًا به هذا وهذا والذي يُعَيِّنُ أحدَ المعنيين السياق فمثلُ قوله تعالى: (( أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها )) ما المراد بالقرية حسين!؟ مكَان القوم، ومثل قوله تعالى: (( وكأَيِّن من قرية أهلكناها وهي ظالمة )) المراد أهلها وعلى هذا فيكون قوله تعالى: (( واسأَلِ القرية )) ليس فيه مجَاز بل المرَاد أهلُها لأنَّ السؤال لا يتَوَجَّه إلا إلى عاقل يدرك ويجيب، هنا يقول: (( إنا مهلكوا أهل هذه القرية )) ما المراد بالقرية هنا؟ المكَان لأنَّه قال أهل هذه القرية، والقرية ليست كالمفْهُوم العُرْفي هنا في عُرْفِنا أنَّها اسم للبلد الصغير وإلا قرية في اللغة العربية تشْمَل حتى أكبَر المدن فمكَّة سَمَّاهَا الله قرية وما هو أعظم مِن مكة سماهُ الله قرية (( وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلا نَاصِرَ لَهُمْ ))[محمد:13] نعم فعلى هذا إذا سُمِّيَت بلدك بالقرية تفزع وتصيح ولَّا لا؟ حسب العرف نعم تفزع.. أمَّا لو كان اللي يخاطبني أناس أهل اللغة العربية يفهمون ما هَمّ نعم ولذلك عندنا الآن يُقَال المـُدُن اش بعد؟ والقرى ويقال المدِينة وما يتْبَعُها مِن القرى أي نعم، طيب نقول (أهل هذه القرية) أي قرية لوط (( إنَّ أهلَها كانوا ظالمين )) أخبَرُوا وعللوا فقالُوا: (( إنا مهلكوا أهل هذه القرية )) وعلَّلُوا هذا الإهلاك بقولهم: (( إنَّ أهلها كانوا ظالمين )) قال المؤلف: " كافرين " فالظُّلم هنا ظُلْمُ كُفرٍ مع أنَّ الظلم قد يكون كفرًا وقد يكون غير كُفر أفهمتم؟ مِن كون الظلم كفرًا قوله تعالى: (( إنَّ الشرك لظلم عظيم )) وقوله: (( والكافرون هم الظالمون )) طيب ومِن كون الظُّلْم غير كفر (( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ ))[آل عمران:135] هذه في سياق صفة مَن؟ المتَّقِين نعم فإذًا الظلم تارةً يُرادُ به الكفر وتارةً يراد به ما دُونَه، والذي يُعَيِّنُ المراد هو السياق ولهذا في الحقيقة قد يُشكِل على بعض الناس إنكَارُ شيخِ الإسلام وابنِ القيم أن يكون في اللغة العربية مجَازٌ وقالوا هذا غير معقول لأنَّ اللغة العربية مملوءة بالمجاز لكن مَن تدبَّر أنَّ الألفاظ ما يتَحَدَّد معنَاها إلَّا بالسياق وأنَّ السياق هو الذي يحدد المعنى عرَف وجْهَ كلام شيخ الإسلام رحمه الله وابن القيم وغيرِهم، والناس في هذه المسألة كما ذكرنا لكم سابقًا على ثلاثة أقوال: قول أنَّه ما فيه مجاز في اللغة العربية أبدًا، والقول الثاني: فيه مجاز في اللغة العربية لكن لا مجاز في القرآن خاصَّة، والقول الثالث فيه مجاز في القرآن وفي اللغة العربية حتى إن بعض العلماء مِن علماء اللغة -نسِيت اسمه- قال: إن كل اللغة كلها مجاز نعم فإنَّك إذا قلت: قلتُ قولًا فإن (قولًا) نعربها على أنها مفعول به والمفعول به لا بد أن يكون شيئًا يُرَى حتى يقع عليه الفعل والقول ما هو بيُرى فيكون: قلت قولا مجاز نعم ويصرِفُون كل الكلام يقولون كله مجاز ما في اللغة شيء حقيقي، أعوذ بالله هذا مبالغة أي نعم فالصَّواب في هذه المسألة ما اختَاره شيخ الإسلام وأنَّ الكلمات ليس لها معنَى ذاتِيّ خُلِقَتْ له بل لا يتحَدَّد معناها إلا بالسياق.
الطالب: ..... ليس من الأمور الهامة مسائل العقل.
الشيخ : (( فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ))[العنكبوت:29] يستفاد مِن هذه الآية نحن ذكرْنا فوائد أَوَّل الآية؟
الطالب: لا.
الشيخ : وش آخِر ما كتبت؟ ..
12 - قال الله تعالى : << ولما جآءت رسلنآ إبراهيم بالبشرى قالوآ إنا مهلكوا أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين >> أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : << ........... فما كان جواب قومه إلآ أن قالوا .............. >>
طيب يُستفاد مِن هَذِه الجُمْلَة (( فما كان جَوَابَ قَومِه إلا أن قَالُوا )) بَيان عُتُوِّ هؤلاء القوم واستكبارهم.
ومِن فوائدِها أيضًا الدّلالة على أنَّ لوطًا قد حذَّرَهم مِن عَذَاب الله لِقَوْلِهم: (( ائتنا بعذاب الله )).
مِن فوائدها أنَّه ينبغي للداعية أن يدْعُو مُبَشِّرًا ومُنْذِرًا ولا يقول أني إذَا أنذرت نفَّرت لأنَّ الإنذار قد يكون لا بد منه.
ومن فوائدها أنَّ مُجَرَّد الإيمان بالله لا يُدخِل الإنسان في الإيمان فإنَّ هؤلاء كانوا مُقِرِّين بالله لقولهم: (( بعذاب الله )) وليس مجرد كون الإنسان يُؤْمن بأنَّ للخليقة ربًّا مُدَبِّرًا لا يدخلُه هذا في الإيمان.
ومِن فوائد الآية أنَّ. (إن كنت مِن الصادقين) فيها فوائد؟ نعَم مِن فوائدها أنَّهم مكذِّبُون لَه لأنَّه قال: (إن كنت من الصادقين) فهو أشد، نعم يا غانم؟
الطالب: ....
الشيخ : لا، يدُل على هذا، هذا هو الأصل وإلَّا نعم ربما نقول إنهم قالوا هكذا تنزلًّا معه يعني بناءً على قولِه لكن الأصل أن الكلام على ظاهره.
الطالب: ....
الشيخ : هذا هو اللي ذكرْناه أمس إن كنت مِن الصادقين أبلَغ لأنَّ الصدق وصف ينْطَبِق على الإنسان إذَا اتَّصَف به دائمًا.
الطالب: ......
الشيخ : نعم
ومِن فوائدِها أيضًا الدّلالة على أنَّ لوطًا قد حذَّرَهم مِن عَذَاب الله لِقَوْلِهم: (( ائتنا بعذاب الله )).
مِن فوائدها أنَّه ينبغي للداعية أن يدْعُو مُبَشِّرًا ومُنْذِرًا ولا يقول أني إذَا أنذرت نفَّرت لأنَّ الإنذار قد يكون لا بد منه.
ومن فوائدها أنَّ مُجَرَّد الإيمان بالله لا يُدخِل الإنسان في الإيمان فإنَّ هؤلاء كانوا مُقِرِّين بالله لقولهم: (( بعذاب الله )) وليس مجرد كون الإنسان يُؤْمن بأنَّ للخليقة ربًّا مُدَبِّرًا لا يدخلُه هذا في الإيمان.
ومِن فوائد الآية أنَّ. (إن كنت مِن الصادقين) فيها فوائد؟ نعَم مِن فوائدها أنَّهم مكذِّبُون لَه لأنَّه قال: (إن كنت من الصادقين) فهو أشد، نعم يا غانم؟
الطالب: ....
الشيخ : لا، يدُل على هذا، هذا هو الأصل وإلَّا نعم ربما نقول إنهم قالوا هكذا تنزلًّا معه يعني بناءً على قولِه لكن الأصل أن الكلام على ظاهره.
الطالب: ....
الشيخ : هذا هو اللي ذكرْناه أمس إن كنت مِن الصادقين أبلَغ لأنَّ الصدق وصف ينْطَبِق على الإنسان إذَا اتَّصَف به دائمًا.
الطالب: ......
الشيخ : نعم
فوائد قوله تعالى : << قال رب انصرني على القوم المفسدين >>
طيب (( قالَ ربِّ انصُرْني على القوم المفسدين )) يستفاد مِن هذه الآية الكريمة ضَرُورة الإنسان مهما علَت منزِلَته إلى ربِّه.
ثانيًا إثبات ما يستلزمُه الدعاء ودُعَاء الله يستلْزِم أُمُورًا لعلَّنا نعدُّها معكم دُعاء الله يستَلْزِم ثُبُوت علمه لأنَّ مَن لا يعلَم لا يُدْعَى ولا يستطيع أن يأتِي بما دُعِي، ويستلزم أيضًا إثبات السمع أليس كذلك؟ يستلزم كذلك إثبَات القُدْرَة لأنَّ مَن لا يَقْدِر ما يُدْعَى لو رأَيْت شخصًا زَمِنًا أو أَشَلّ قلت ساعدني جزاك الله خير على حَمْل هذه الحَمُولَة على رأسي يمكن؟ طيب تستلْزِم أيضًا الرَّحْمة ولَّا لا؟ لأنَّ مَن لا يَرحَم لا يُدْعَى بل يُخشَى منه ايش بعد؟ وتستلزم الكَرَم لأنَّ مَن ليس بكريم لا يُؤَمَّل فلا يُدْعَى نعم،
الطالب: ما يدخل في الرحمة؟
الشيخ : لا هو أخَصّ من الرحمة الرَّحيم قد يكون رحيمًا بحيث لا يُؤذِي لكن ما يصير عنده كرَم ونعم لا شَكَّ أن الكرم مِن الرَّحمة إنما هو أخصّ.
الطالب: البصَر ما يستلزمه؟
الشيخ : لا ما يستلزم البصر لماذا يستَلْزِمه؟
الطالب: كيف يجيب وهو لا يراه
الشيخ : كيف؟
الطالب: يعني قد يكون موجود مثلًا هنا أو في شرق الأرض؟
الشيخ : دعنا ما نمثل بالله عز وجل لأن الأمر مُمتَنِع عليه لكن لو أنَّك دعَوْت أعمَى أن يُسَاعِدك ساعَدك لكن لو دعوتَه يقرأ لك الخط ... ما أجاب، وهو ليس مِن لازِم إجابَةِ الدعاء البصر قد تكون إجابة بدون البَصَر نعم أي نعم هذه معروفة صح القُرْب يستَلْزِم هذا؟ صحِيح الله ذَكر أنه إذا دُعِي فهو قريب لكنَّه ما يستلْزِم لولا أنَّ الله أخبرَنا بهذا ما أثبتْنا هذا لولا أنَّه أخبرَنا أنَّه قريب ممن دعَاه ما أثبتا القرب بمُجَرَّد أنه يُدْعى، لا ما هو في كل مكان ... ما هو كذلك، لكن القُوَّة في مقابلة الخصم والعُدّو في هذا المكان ربما يسْتَلْزِم القوة لكن نحن نريد ما يستلزِمُه الدعاء مطلقًا، طيب على كل حال يكفي هذا الذي ذكرنا وربما يظهَر للإنسان عند التأمل أكثر مِن ذلك.
مِن فوائد هذه الآية أنَّ اللواط مِن الإفساد في الأرض لقولِه: (( على القوم المفسدين )).
ومِن فوائد الآية ظُهُور التَّبَرُّؤِ منهم لأنَّ لوطًا تبرَّأ تؤخذ مِن قوله: (( على القوم )) ولم يقل: على قومي مع أنه في الأول يضاف إليه (( ولوطًا إذ قال لقومه )) (( فما كان جواب قومه )) لكن هُو عليه الصلاة والسلام قال: على القوم ولم يُضِفْهم إلى نفسِه وهذا ظاهرٌ منه التبرؤ.
ومن فوائد الآية في قوله: (( رب انصرني )) أنه ينبغي للداعي أن يبدَأَ باسْم الله ويحذِف يَاء النداء وإلَّا يصلُح أن تقول يا ربِّ كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( يمُدُّ يديه إلى السماء يا ربّ يا رب ) طيب.
ثم قال سبحانه وتعالى: (( وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ ))[العنكبوت:31].
الطالب: .....
الشيخ : نعم صح يستفاد منه أيضًا وهذه فائدة مهمة يُستفَادُ منها جوازُ الدعاء على القوم إذا أُيِس مِن صلاحِهم وتمرَّدُوا تمردًا بالغًا ولهذا لَمَّا قالوا (ائتنا بعذاب الله) تحدَّوه قال: رب انصرني على القوم المفسْدِين، وأيضا نوح عليه الصلاة والسلام قال: (( وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ))[نوح:26] والنبي عليه الصلاة والسلام قال: ( اللهم اجعلْها عليهم سِنِين كسِنِيّ يوسف ) ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام قيَّد لأن سني يوسف كم؟ سبع سنوات مع أنَّ قولَه: ربِّ انصرني على القوم المفسدين هو ظاهِر في الدعاء عليهم؟
الطالب: لما يلزم لأنه دعا أن يُنصَر.
الشيخ : .. لكنَّه إذا تأمَّلنا الآية وجدْنا أنه يقصِد النَّصْرَ عليهم بما تحَدَّوه به وهو قولهم: ائتنا بعذاب الله وإلا مجرد قوله: (انصرني على القوم المفسدين) ما تدُلّ على أنَّه دعا عليهم، لكنه لَمَّا كانوا قالوا: ائتنا بعذَابِ الله فهذا هو النصر عليهم قالوا: إن كنت من الصادقين. النصر عليهم أن يظهَر صدقُه فيما توعَّدَهم به
ثانيًا إثبات ما يستلزمُه الدعاء ودُعَاء الله يستلْزِم أُمُورًا لعلَّنا نعدُّها معكم دُعاء الله يستَلْزِم ثُبُوت علمه لأنَّ مَن لا يعلَم لا يُدْعَى ولا يستطيع أن يأتِي بما دُعِي، ويستلزم أيضًا إثبات السمع أليس كذلك؟ يستلزم كذلك إثبَات القُدْرَة لأنَّ مَن لا يَقْدِر ما يُدْعَى لو رأَيْت شخصًا زَمِنًا أو أَشَلّ قلت ساعدني جزاك الله خير على حَمْل هذه الحَمُولَة على رأسي يمكن؟ طيب تستلْزِم أيضًا الرَّحْمة ولَّا لا؟ لأنَّ مَن لا يَرحَم لا يُدْعَى بل يُخشَى منه ايش بعد؟ وتستلزم الكَرَم لأنَّ مَن ليس بكريم لا يُؤَمَّل فلا يُدْعَى نعم،
الطالب: ما يدخل في الرحمة؟
الشيخ : لا هو أخَصّ من الرحمة الرَّحيم قد يكون رحيمًا بحيث لا يُؤذِي لكن ما يصير عنده كرَم ونعم لا شَكَّ أن الكرم مِن الرَّحمة إنما هو أخصّ.
الطالب: البصَر ما يستلزمه؟
الشيخ : لا ما يستلزم البصر لماذا يستَلْزِمه؟
الطالب: كيف يجيب وهو لا يراه
الشيخ : كيف؟
الطالب: يعني قد يكون موجود مثلًا هنا أو في شرق الأرض؟
الشيخ : دعنا ما نمثل بالله عز وجل لأن الأمر مُمتَنِع عليه لكن لو أنَّك دعَوْت أعمَى أن يُسَاعِدك ساعَدك لكن لو دعوتَه يقرأ لك الخط ... ما أجاب، وهو ليس مِن لازِم إجابَةِ الدعاء البصر قد تكون إجابة بدون البَصَر نعم أي نعم هذه معروفة صح القُرْب يستَلْزِم هذا؟ صحِيح الله ذَكر أنه إذا دُعِي فهو قريب لكنَّه ما يستلْزِم لولا أنَّ الله أخبرَنا بهذا ما أثبتْنا هذا لولا أنَّه أخبرَنا أنَّه قريب ممن دعَاه ما أثبتا القرب بمُجَرَّد أنه يُدْعى، لا ما هو في كل مكان ... ما هو كذلك، لكن القُوَّة في مقابلة الخصم والعُدّو في هذا المكان ربما يسْتَلْزِم القوة لكن نحن نريد ما يستلزِمُه الدعاء مطلقًا، طيب على كل حال يكفي هذا الذي ذكرنا وربما يظهَر للإنسان عند التأمل أكثر مِن ذلك.
مِن فوائد هذه الآية أنَّ اللواط مِن الإفساد في الأرض لقولِه: (( على القوم المفسدين )).
ومِن فوائد الآية ظُهُور التَّبَرُّؤِ منهم لأنَّ لوطًا تبرَّأ تؤخذ مِن قوله: (( على القوم )) ولم يقل: على قومي مع أنه في الأول يضاف إليه (( ولوطًا إذ قال لقومه )) (( فما كان جواب قومه )) لكن هُو عليه الصلاة والسلام قال: على القوم ولم يُضِفْهم إلى نفسِه وهذا ظاهرٌ منه التبرؤ.
ومن فوائد الآية في قوله: (( رب انصرني )) أنه ينبغي للداعي أن يبدَأَ باسْم الله ويحذِف يَاء النداء وإلَّا يصلُح أن تقول يا ربِّ كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( يمُدُّ يديه إلى السماء يا ربّ يا رب ) طيب.
ثم قال سبحانه وتعالى: (( وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ ))[العنكبوت:31].
الطالب: .....
الشيخ : نعم صح يستفاد منه أيضًا وهذه فائدة مهمة يُستفَادُ منها جوازُ الدعاء على القوم إذا أُيِس مِن صلاحِهم وتمرَّدُوا تمردًا بالغًا ولهذا لَمَّا قالوا (ائتنا بعذاب الله) تحدَّوه قال: رب انصرني على القوم المفسْدِين، وأيضا نوح عليه الصلاة والسلام قال: (( وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ))[نوح:26] والنبي عليه الصلاة والسلام قال: ( اللهم اجعلْها عليهم سِنِين كسِنِيّ يوسف ) ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام قيَّد لأن سني يوسف كم؟ سبع سنوات مع أنَّ قولَه: ربِّ انصرني على القوم المفسدين هو ظاهِر في الدعاء عليهم؟
الطالب: لما يلزم لأنه دعا أن يُنصَر.
الشيخ : .. لكنَّه إذا تأمَّلنا الآية وجدْنا أنه يقصِد النَّصْرَ عليهم بما تحَدَّوه به وهو قولهم: ائتنا بعذاب الله وإلا مجرد قوله: (انصرني على القوم المفسدين) ما تدُلّ على أنَّه دعا عليهم، لكنه لَمَّا كانوا قالوا: ائتنا بعذَابِ الله فهذا هو النصر عليهم قالوا: إن كنت من الصادقين. النصر عليهم أن يظهَر صدقُه فيما توعَّدَهم به
فوائد قوله تعالى : << ولما جآءت رسلنآ إبراهيم بالبشرى ............. >>
(( وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ ))[العنكبوت:31] في هذه الآية دليل على أنَّ الله أجاب دُعاء لُوط مِن أين نأخذه؟ مِن قول الرسل (( إنا مهلكوا أهل هذه القرية )).
ومن فوائدها إثبات أنَّ الملائكة رسل لقولِه: (( ولما جاءَت رسلنا )) وفي القرآن في سورة فاطر (( جاعل الملائكة رسلا )) وهل المراد أنَّ كل ملك فهو رَسُول أو أنَّ منهم رسلًا؟ الظاهر هذا لأنَّ مِن الملائكة مَن هو قائِم راكِعٌ لله ساجد ومنهم مَن يرْسِلُهم الله.
ومن فوائد الآية أنَّ الرسول يُطلَق على البشر والملَك بخِلَاف النَّبِي فإنَّه لا يُطْلَق إلَّا على البشر فيكُون الرسول أعمّ مِن حيث متعلقه يعني يكون للبشر ولِلمَلَك، وفي القرآن الكريم قال الله عز وجل عنه: (( إنه لقول رسول كريم * ذي قُوَّةٍ عند ذي العرش مكين )) وفي الآية الثانية (( إنَّه لقول رسول كريم * وما هو بقول شاعر قليلًا ما تؤمنون )) فالرسول الأوّل في سورة التكوير جبريل والثاني مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم.
ومن فوائد الآية أنَّ مِن طبيعة البشر الفرَح بالولَد مِن أين تؤخذ؟ (( بالبشرى )).
ومِن فوائدها أنَّ الفرَحَ بالولد لا يُنافِي كَمال المرتبة أليس كذلك؟ فإِبْراهيم عليه الصلاة والسلام مِن الكُمَّل مِن الرسل ومع ذلك استَبْشَر بالأولاد وفَرِحَ بهم فلا يُقال: إنَّ الفرح بالأولاد يُنافي الكَمَال.
ومِن فوائد الآية إثبات أنَّ الملائكة أجسام وليسوا أرواحًا أو عقولًا كما ادَّعاه بعضهم فكيف نقول: إنَّهم أرواح وعُقُول وهم لهم أجنِحَة ويأتُون ويذهبون ويقُولون، نعم وجبريل رآه النبي صلى الله عليه وسلم ولَه ستمائة جناح قد سَدَّ الأفق، ولكن نعم هذه الأجْسَام ليست كأجْسَام بني آدم فإنَّ فيها مِن الخِفَّة والقُوَّة ما ليس لِبني آدم والله سبحانه وتعالى قد يجعَلُهم على صُوَرٍ غير الصورة الأصلية مثل ما جاء جبريل بصورة دِحْية الكلْبي وبصورة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر إلى آخرِه، كذلك الجن قال بعض الناس إنهم -الذين يقرون بهم بَعَد لأن مِن الناس مَن أنكر الجن وإنكَارُ الجنِّ كفرٌ بلا ريب، ومِن الناس مَن أقَرَّ بالجن لكن قال إنهم أرواح وليسوا أجسامًا وهذا أيضا خطَأ، والصحيح أنَّهم أجسَام المتعين لأنَّهم يأكلُون كما ثبَت فيه الحديث ( لكُم كل عظم ذُكِرَ اسم الله عليه تجدُونه أوفرَ ما يكون لحمًا ) طيب إذًا مِن هذه الآية نستفِيد أنَّ الملائكة أجسام وليست مجرد أرواحٍ ومعانٍ وعقول نعم.
الطالب: ...
الشيخ : ما نقول نوري .. نيرانية؟ ما نقول صحيح أنَهم خُلِقُوا مِن النار وخلقوا مِن نور الملائكة لكن ما نقول ما ندري قد يُخلق الإنسان مِن النور ولا يكون مُشِعًّا فالإنسان خُلق مِا طين ومع ذلك لا .. ولا .. ولَّا لا؟ ما يلزم نعم.
الطالب: ...
الشيخ : سجود ايش؟
الطالب: سجود الملائكة.
الشيخ : ما هم معنا طيب ومِن فوائد الآية أنَّ إبراهيم عليه الصلاة والسلام أعظَم مَنْزِلَة من لوط ولهذا جاءت الملائكة إليه أولًّا وأخبرُوه بأنّهم مهلكوا أهل هذه القرية.
ومن فوائد الآية أيضًا أنَّ الهلاك في الأصل إذَا جاء يَشْمَل الصَّالِح وغير الصالح لقوله: (( قال إن فيها لوطًا )) فلولا أنَّه يَشْمَل الجميع ما نَبَّهَهُم على هذا بل إنَّ الله تعالى ذكر ما يدُلّ على ذلك صريحًا (( قل رب إما تريني ما يوعدون رب فلا تجعلني في القوم الظالمين )) هي عندكم.
الطالب: ....
الشيخ : طيب إذًا مِن فوائد الآية أنَّ الملائكة عليهم الصلوات والسلام لَمَّا أخبَرُوا بأنَّهم سيهلكوا هذه القرية بَيَّنُوا السّبب مِن أجل أن يطْمَئِنَّ إبراهيم في قولهم: (( إنَّ أهلَها كانوا ظالمين )).
ومِن فوائدها جوازُ إضافة الحكم إلى سببِه لقوله: (( إنَّا مهلكوا أهلِ هذه القرية )) لأنَّ الذي يُهْلِكُهُم حقيقة الله كما قال تعالى: (( وكم مِن قرية أهلكناها وهي ظالمة )) لكن إضَافَةُ الشيء إلى سببِه إذا كان معلومًا شرعًا أو حِسًّا
ومن فوائدها إثبات أنَّ الملائكة رسل لقولِه: (( ولما جاءَت رسلنا )) وفي القرآن في سورة فاطر (( جاعل الملائكة رسلا )) وهل المراد أنَّ كل ملك فهو رَسُول أو أنَّ منهم رسلًا؟ الظاهر هذا لأنَّ مِن الملائكة مَن هو قائِم راكِعٌ لله ساجد ومنهم مَن يرْسِلُهم الله.
ومن فوائد الآية أنَّ الرسول يُطلَق على البشر والملَك بخِلَاف النَّبِي فإنَّه لا يُطْلَق إلَّا على البشر فيكُون الرسول أعمّ مِن حيث متعلقه يعني يكون للبشر ولِلمَلَك، وفي القرآن الكريم قال الله عز وجل عنه: (( إنه لقول رسول كريم * ذي قُوَّةٍ عند ذي العرش مكين )) وفي الآية الثانية (( إنَّه لقول رسول كريم * وما هو بقول شاعر قليلًا ما تؤمنون )) فالرسول الأوّل في سورة التكوير جبريل والثاني مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم.
ومن فوائد الآية أنَّ مِن طبيعة البشر الفرَح بالولَد مِن أين تؤخذ؟ (( بالبشرى )).
ومِن فوائدها أنَّ الفرَحَ بالولد لا يُنافِي كَمال المرتبة أليس كذلك؟ فإِبْراهيم عليه الصلاة والسلام مِن الكُمَّل مِن الرسل ومع ذلك استَبْشَر بالأولاد وفَرِحَ بهم فلا يُقال: إنَّ الفرح بالأولاد يُنافي الكَمَال.
ومِن فوائد الآية إثبات أنَّ الملائكة أجسام وليسوا أرواحًا أو عقولًا كما ادَّعاه بعضهم فكيف نقول: إنَّهم أرواح وعُقُول وهم لهم أجنِحَة ويأتُون ويذهبون ويقُولون، نعم وجبريل رآه النبي صلى الله عليه وسلم ولَه ستمائة جناح قد سَدَّ الأفق، ولكن نعم هذه الأجْسَام ليست كأجْسَام بني آدم فإنَّ فيها مِن الخِفَّة والقُوَّة ما ليس لِبني آدم والله سبحانه وتعالى قد يجعَلُهم على صُوَرٍ غير الصورة الأصلية مثل ما جاء جبريل بصورة دِحْية الكلْبي وبصورة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر إلى آخرِه، كذلك الجن قال بعض الناس إنهم -الذين يقرون بهم بَعَد لأن مِن الناس مَن أنكر الجن وإنكَارُ الجنِّ كفرٌ بلا ريب، ومِن الناس مَن أقَرَّ بالجن لكن قال إنهم أرواح وليسوا أجسامًا وهذا أيضا خطَأ، والصحيح أنَّهم أجسَام المتعين لأنَّهم يأكلُون كما ثبَت فيه الحديث ( لكُم كل عظم ذُكِرَ اسم الله عليه تجدُونه أوفرَ ما يكون لحمًا ) طيب إذًا مِن هذه الآية نستفِيد أنَّ الملائكة أجسام وليست مجرد أرواحٍ ومعانٍ وعقول نعم.
الطالب: ...
الشيخ : ما نقول نوري .. نيرانية؟ ما نقول صحيح أنَهم خُلِقُوا مِن النار وخلقوا مِن نور الملائكة لكن ما نقول ما ندري قد يُخلق الإنسان مِن النور ولا يكون مُشِعًّا فالإنسان خُلق مِا طين ومع ذلك لا .. ولا .. ولَّا لا؟ ما يلزم نعم.
الطالب: ...
الشيخ : سجود ايش؟
الطالب: سجود الملائكة.
الشيخ : ما هم معنا طيب ومِن فوائد الآية أنَّ إبراهيم عليه الصلاة والسلام أعظَم مَنْزِلَة من لوط ولهذا جاءت الملائكة إليه أولًّا وأخبرُوه بأنّهم مهلكوا أهل هذه القرية.
ومن فوائد الآية أيضًا أنَّ الهلاك في الأصل إذَا جاء يَشْمَل الصَّالِح وغير الصالح لقوله: (( قال إن فيها لوطًا )) فلولا أنَّه يَشْمَل الجميع ما نَبَّهَهُم على هذا بل إنَّ الله تعالى ذكر ما يدُلّ على ذلك صريحًا (( قل رب إما تريني ما يوعدون رب فلا تجعلني في القوم الظالمين )) هي عندكم.
الطالب: ....
الشيخ : طيب إذًا مِن فوائد الآية أنَّ الملائكة عليهم الصلوات والسلام لَمَّا أخبَرُوا بأنَّهم سيهلكوا هذه القرية بَيَّنُوا السّبب مِن أجل أن يطْمَئِنَّ إبراهيم في قولهم: (( إنَّ أهلَها كانوا ظالمين )).
ومِن فوائدها جوازُ إضافة الحكم إلى سببِه لقوله: (( إنَّا مهلكوا أهلِ هذه القرية )) لأنَّ الذي يُهْلِكُهُم حقيقة الله كما قال تعالى: (( وكم مِن قرية أهلكناها وهي ظالمة )) لكن إضَافَةُ الشيء إلى سببِه إذا كان معلومًا شرعًا أو حِسًّا
اضيفت في - 2007-08-13