تفسير سورة العنكبوت-06b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
قال الله تعالى : << ولمآ أن جآءت رسلنا لوطا سيئ بهم وضاق بهم ذرعا وقالوا لاتخف ولا تحزن إنا منجوك وأهلك إلا امرأتك كانت من الغابرين >>
أو أنَّه خَشِي أن يشملَه العذاب فخاف، وسيءَ بهم وضاقَ بهم ذرعًا بمعنى هل ما حصَل لِلُوط مِن كونِه سيءَ بهم وضاق بهم ذرعا هل السبب الخوف عليهم مِن قومه أو السَّبب أنَّه هو خَاف أن يَعمَّه الهلاك؟ الظاهر على كل حال يصلُح أن تكون استئنافية وتعليلية وما المانع مِن أنَّه خاف هذا وهذا هو فيه مانع؟ أن يكون خاف عليهم وخاف أيضًا على نفسِه أن يعُمَّه العذاب لأنَّ العذاب إذا نزَل يعُمّ إلَّا مَن أنجَاه الله فقد تلَوْنا أمس قولَه تعالى: (( قل رب إما تريني ما يوعدون رب فلا تجعلني في القوم الظالمين )) لأنَّ كلّ إنسان معرَّض أن يشملَه العذاب نعم.
الطالب: ...
الشيخ : في الأول؟ اي قد لا يكون عَلِم أنَّهم رسل،
الطالب: رسل ربك فلا يصلوا إليك
الشيخ : نعم قبلها إنَّا رُسُل ربك أخبروه.
الطالب: (( وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77) وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78) قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79) قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80) قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ))
الشيخ : طيب وش وجه الصلاح؟
الطالب: ...
الشيخ : أنه خايف عليهم
الطالب: حتى علِم أنهم رُسُل ربِّه
طالب آخر: ....
الشيخ : نتأَمَّلها إن شاء الله بعد، قوله: (( إنا منجوك )) بالتشديد والتخفيف" قراءَتَان يعني مُنْجُوك ومُنَجُّوك (منجوك) مِن أين؟ الفعل الماضي الفعل فيها: أنجى، ومُنَجُّوك نَجَّا، (( إنَّا منجوك وأهلَك إلا امرأتك )) أهلَك هنا بالنصب عطْفٌ على ايش؟ على الضمير في (مُنَجُّوك) وهنا إشكال لأنَّ الضمير في (منجوك) محله الجر بالإضافة وهنا جاءت (أهل) منصوبة فما وجهُ النصب فيها؟ إذا قلنا إنَّها معطوفة على الكاف في منجوك صالح؟
الطالب: ...
الشيخ : .. صحيح توافقون على هذا؟ يقول لأنَّ اسم الفاعل تارة يعمل عمل الفعل وتارة لا يعمَل؟ ... التعليل محَلّ المضاف، طيب نريد شاهدًا لِهذا مِن كلام ابن مالك؟
الطالب: ......
الشيخ : واجرُر أَو انْصِب تابِعَ الذي انخفض كمبتغِي جاهٍ ومالًا مِن نهَض
هذا شاهد مِن كلام ابن مالك يجوز كمبتغي جاهٍ ومالٍ من نهض، طيب هذا مثل مالًا ولا مثل مالٍ؟
الطالب: مالًا
الشيخ : مثل مالًا نعم ويجوز أن تكون الواو للمعية وقد قال ابن مالك: " يُنْصَبُ تالٍ للواو مفعولًا معه " .... نعم (( إنا منجوك وأهلك إلا امرأتَك كانت من الغابرين )) نقول فيها ما سبق ... ونصب (أهلك) عطف على محل الكاف " تعجَّلْنا الحقيقة نعم
الطالب: ...
الشيخ : في الأول؟ اي قد لا يكون عَلِم أنَّهم رسل،
الطالب: رسل ربك فلا يصلوا إليك
الشيخ : نعم قبلها إنَّا رُسُل ربك أخبروه.
الطالب: (( وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77) وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78) قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79) قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80) قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ))
الشيخ : طيب وش وجه الصلاح؟
الطالب: ...
الشيخ : أنه خايف عليهم
الطالب: حتى علِم أنهم رُسُل ربِّه
طالب آخر: ....
الشيخ : نتأَمَّلها إن شاء الله بعد، قوله: (( إنا منجوك )) بالتشديد والتخفيف" قراءَتَان يعني مُنْجُوك ومُنَجُّوك (منجوك) مِن أين؟ الفعل الماضي الفعل فيها: أنجى، ومُنَجُّوك نَجَّا، (( إنَّا منجوك وأهلَك إلا امرأتك )) أهلَك هنا بالنصب عطْفٌ على ايش؟ على الضمير في (مُنَجُّوك) وهنا إشكال لأنَّ الضمير في (منجوك) محله الجر بالإضافة وهنا جاءت (أهل) منصوبة فما وجهُ النصب فيها؟ إذا قلنا إنَّها معطوفة على الكاف في منجوك صالح؟
الطالب: ...
الشيخ : .. صحيح توافقون على هذا؟ يقول لأنَّ اسم الفاعل تارة يعمل عمل الفعل وتارة لا يعمَل؟ ... التعليل محَلّ المضاف، طيب نريد شاهدًا لِهذا مِن كلام ابن مالك؟
الطالب: ......
الشيخ : واجرُر أَو انْصِب تابِعَ الذي انخفض كمبتغِي جاهٍ ومالًا مِن نهَض
هذا شاهد مِن كلام ابن مالك يجوز كمبتغي جاهٍ ومالٍ من نهض، طيب هذا مثل مالًا ولا مثل مالٍ؟
الطالب: مالًا
الشيخ : مثل مالًا نعم ويجوز أن تكون الواو للمعية وقد قال ابن مالك: " يُنْصَبُ تالٍ للواو مفعولًا معه " .... نعم (( إنا منجوك وأهلك إلا امرأتَك كانت من الغابرين )) نقول فيها ما سبق ... ونصب (أهلك) عطف على محل الكاف " تعجَّلْنا الحقيقة نعم
1 - قال الله تعالى : << ولمآ أن جآءت رسلنا لوطا سيئ بهم وضاق بهم ذرعا وقالوا لاتخف ولا تحزن إنا منجوك وأهلك إلا امرأتك كانت من الغابرين >> أستمع حفظ
قال الله تعالى : << إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السمآء بما كانوا يفسقون >>
(( إنا منزلون )) بالتخفيف والتشديد (مُنْزِلُون) و(منَزِّلُون) (( على أهل هذه القرية رجزًا )) عذابًا (( من السماء )) " قوله: (رجزًا) قال المؤلف: عذابا" والرجز غير الرِّجْس، الرجزُ العذاب الرجس النَّجِس أمَّا الرجز بالزاي فهو العذاب، وقوله: (من السماء) هل المراد بالسماء السقْفُ المحفوظ أو العُلُو؟
الطالب: الأول
الشيخ : كيف ما هو الدليل؟ أكثر الاستعمالات أن السماء للسقف المحفوظ،
الطالب: العلو
الشيخ : العلو كثير والسماء أيضًا كثير، على كل حال هو سواءٌ قلنا أنَّه السقف المحفوظ وأن هذا العذاب نزل مِن السماء الدنيا أو قلنا: إن المراد به العلو فهو على كل حال قد أتاهم مِن فوق، وكونُه يأتي مِن فوق أشَدّ وأبْلَغ نعم لأَنّ ما يأتي مِن الفوق يكون عاليًا ومُحيطًا والعياذ بالله بخلاف الذي يأتي مِن أسفل فإنَّه لا يكون كذلك قال: (( رجزًا من السماء بما )) بِالفعل الذي (( كانوا يفسُقُون )) به أي بسَبب فِسْقِهم " غريب كلام المؤلف فيه شيء مِن التناقض البَاء في قوله: (بما) للسببية لا شك و(ما) أعرَبها على أنَّها اسْم موصول ثم قدَّرَها بالمصدر مما يدُلّ على أنَّه جعلها مصدَرِيَّة وهذا الغرائب نشُوف الآن إذا أعرَبْناه على التقدير الأول (بما) قال: بالفعل الذي فتكون (ما) اسمًا موصولًا صفةً لِموصوفٍ محذُوف تقديره بالفعل، الاسم الموصول كما تعرفون يحتاج إلى جملةٍ تكون صلته ويحتاج إلى عائد يربِط الجملة به، جملة الصلة قوله: (كانوا يفسقون) والعائد قدَّرَه بقوله: (به) " بما كانوا يفسقون به " وهذا خلاف المشهور عند النحويين مِن أنَّه إذا كان العائد مجرورًا فلابد أن يكون من أن موافقًا لاسم الموصول في نَوْع العامل وفي نوْع حرف الجر، نعم ما هو الشاهد مِن كلام ابن مالك في اشترَاط هذا الشيء؟
الطالب: الشاهد:
الشيخ : تعرف أصل المسألة؟
الطالب: .... كذا الذي جُرّ بما الموصول جر كمُرّ بالذي مررْتُ فهو بَر
الشيخ : نعم " كذا الذي جُرّ بما الموصول جر كمُرّ بالذي مررْتُ
وهنا اختلف العامل فالصحيح أنَّ (ما) هنا مصدرية أي: بكونهم فاسقين أو بكونهم يفسقُون فهي مصدرية وليست موصولة، وقوله: (يفسقون) الفسق في الأصل الخروج عن الطاعة ومنه قولهم: فسقت الثمرة إذ خرجَت من قُشْرِها، وينقَسِم الفسق إلى قسمين: فسقٌ أكبر مخرِجٌ عن الملة وفسقٌ أصغر لا يخرِجُ من الملة والمصطلح عليه عند أهل العلم: الثاني إذا أطلَقَوا الفسق فإنَّما يريدون به ما لا يُخرِج من الملَّة، لكنه في القرآن ينقسم إلى هذين القسمين أي أنَّ الفسق يكون فسقًا أكبر مُخرجًا عن الملة ويكون فسقًا دون ذلك أصغَر لا يُخرج مِن الملة، لكنَّه بقسميه مخرج من العدالة الفاسق ليس بعَدْل، ما هو الشاهد مِن القرآن للفسق المخْرِج مِن الملة؟
الطالب: ...
الشيخ : (فِسْقًا) هنا مُخرِج مِن الملة بلا شك
الطالب: ...
الشيخ : وكذلك في قوله تعالى: (( وأمَّا الذين فسقوا فمأواهم النار )) في مقابِل (( فأمَّا الذين آمنوا ))، أما الفسق الذي لا يخرِج مِن الملة ففي مثل قوله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا إن جاءَكم فاسِقٌ بنبأ فتبينوا ))، أما سبب الفسق وهو الخروج عن الطاعة فإنَّه قد يكون سببه تركَ واجب وقد يكون سببُه فعلَ محرم قد يكون سببُه ترك واحد كما لو ترَك الإنسان صلاة الجماعة فإنه يكون فاسقًا، لأنَّ الجماعة واجبة، وقد يكون سببُه فعل محرم كما لو حلَق الإنسان لحيته فإن حلْق اللحية محرم إلا أنَّ العلماء يقولون في المحرم: إن كان كبيرة فسَق بمجرَّد فعلِها إذا لم يتُب منها مجرَّد الفعل، وإن كان صغيرة لم يفسُق إلا بالإصْرَار عليها، طيب حلْقُ اللحية يفسُق به إذا فعلَه مرة واحدة؟
الطالب: ...
الشيخ : لا لكن إذا أصَرّ وصار كلما نبتَتْ حلَقَها صارَ فاسقًا.
الطالب: اللي ياخذ نصفها ...
الشيخ : يحلِق الذِّقْن ويبقي العوارض
الطالب: ..
الشيخ : لا فيه نص أنا رأيت إنسانًا حالق الذقن ومبقيًا العوارِض موجود، أي نعم ... المهِم على كلّ حال هذا حرام سواءٌ حلقَ العوارض وأبقَى الذقن أو حلَق الذقن وأبقى العوارض، لأن كثيرًا مِن الناس يظنُّون أنَّ اللحية هي الذقن والذَّقن ما هو اللِّحية الذَّقْن مجمَع اللحيَين لأنَّ اللحية هي منْبَت الأسْنَان وقد ذكَر في القاموس أيضًا أنَّ جميع شعَر الوجه هو اللحية، يعني قصيت شعر الخدين مِن اللحية، قصَّه يعني يقصُّه، على كُل حال ليس كالحلْق لكنَّه معصِيَة لأنَّ الرسُول قال: ( أعفوا اللحى ) خلاصة الأمْر الوُجوب فإذا أصَرَّ عليه صَار فاسقًا
الطالب: ....
الشيخ : أي ما هو بصحيح هو ليس بصحيح، الصحيح أنَّه نفس العذاب نزل مِن السماء كما في الآية الأخرى (( أرسلنا عليهم حاصبًا ))
الطالب: الأول
الشيخ : كيف ما هو الدليل؟ أكثر الاستعمالات أن السماء للسقف المحفوظ،
الطالب: العلو
الشيخ : العلو كثير والسماء أيضًا كثير، على كل حال هو سواءٌ قلنا أنَّه السقف المحفوظ وأن هذا العذاب نزل مِن السماء الدنيا أو قلنا: إن المراد به العلو فهو على كل حال قد أتاهم مِن فوق، وكونُه يأتي مِن فوق أشَدّ وأبْلَغ نعم لأَنّ ما يأتي مِن الفوق يكون عاليًا ومُحيطًا والعياذ بالله بخلاف الذي يأتي مِن أسفل فإنَّه لا يكون كذلك قال: (( رجزًا من السماء بما )) بِالفعل الذي (( كانوا يفسُقُون )) به أي بسَبب فِسْقِهم " غريب كلام المؤلف فيه شيء مِن التناقض البَاء في قوله: (بما) للسببية لا شك و(ما) أعرَبها على أنَّها اسْم موصول ثم قدَّرَها بالمصدر مما يدُلّ على أنَّه جعلها مصدَرِيَّة وهذا الغرائب نشُوف الآن إذا أعرَبْناه على التقدير الأول (بما) قال: بالفعل الذي فتكون (ما) اسمًا موصولًا صفةً لِموصوفٍ محذُوف تقديره بالفعل، الاسم الموصول كما تعرفون يحتاج إلى جملةٍ تكون صلته ويحتاج إلى عائد يربِط الجملة به، جملة الصلة قوله: (كانوا يفسقون) والعائد قدَّرَه بقوله: (به) " بما كانوا يفسقون به " وهذا خلاف المشهور عند النحويين مِن أنَّه إذا كان العائد مجرورًا فلابد أن يكون من أن موافقًا لاسم الموصول في نَوْع العامل وفي نوْع حرف الجر، نعم ما هو الشاهد مِن كلام ابن مالك في اشترَاط هذا الشيء؟
الطالب: الشاهد:
الشيخ : تعرف أصل المسألة؟
الطالب: .... كذا الذي جُرّ بما الموصول جر كمُرّ بالذي مررْتُ فهو بَر
الشيخ : نعم " كذا الذي جُرّ بما الموصول جر كمُرّ بالذي مررْتُ
وهنا اختلف العامل فالصحيح أنَّ (ما) هنا مصدرية أي: بكونهم فاسقين أو بكونهم يفسقُون فهي مصدرية وليست موصولة، وقوله: (يفسقون) الفسق في الأصل الخروج عن الطاعة ومنه قولهم: فسقت الثمرة إذ خرجَت من قُشْرِها، وينقَسِم الفسق إلى قسمين: فسقٌ أكبر مخرِجٌ عن الملة وفسقٌ أصغر لا يخرِجُ من الملة والمصطلح عليه عند أهل العلم: الثاني إذا أطلَقَوا الفسق فإنَّما يريدون به ما لا يُخرِج من الملَّة، لكنه في القرآن ينقسم إلى هذين القسمين أي أنَّ الفسق يكون فسقًا أكبر مُخرجًا عن الملة ويكون فسقًا دون ذلك أصغَر لا يُخرج مِن الملة، لكنَّه بقسميه مخرج من العدالة الفاسق ليس بعَدْل، ما هو الشاهد مِن القرآن للفسق المخْرِج مِن الملة؟
الطالب: ...
الشيخ : (فِسْقًا) هنا مُخرِج مِن الملة بلا شك
الطالب: ...
الشيخ : وكذلك في قوله تعالى: (( وأمَّا الذين فسقوا فمأواهم النار )) في مقابِل (( فأمَّا الذين آمنوا ))، أما الفسق الذي لا يخرِج مِن الملة ففي مثل قوله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا إن جاءَكم فاسِقٌ بنبأ فتبينوا ))، أما سبب الفسق وهو الخروج عن الطاعة فإنَّه قد يكون سببه تركَ واجب وقد يكون سببُه فعلَ محرم قد يكون سببُه ترك واحد كما لو ترَك الإنسان صلاة الجماعة فإنه يكون فاسقًا، لأنَّ الجماعة واجبة، وقد يكون سببُه فعل محرم كما لو حلَق الإنسان لحيته فإن حلْق اللحية محرم إلا أنَّ العلماء يقولون في المحرم: إن كان كبيرة فسَق بمجرَّد فعلِها إذا لم يتُب منها مجرَّد الفعل، وإن كان صغيرة لم يفسُق إلا بالإصْرَار عليها، طيب حلْقُ اللحية يفسُق به إذا فعلَه مرة واحدة؟
الطالب: ...
الشيخ : لا لكن إذا أصَرّ وصار كلما نبتَتْ حلَقَها صارَ فاسقًا.
الطالب: اللي ياخذ نصفها ...
الشيخ : يحلِق الذِّقْن ويبقي العوارض
الطالب: ..
الشيخ : لا فيه نص أنا رأيت إنسانًا حالق الذقن ومبقيًا العوارِض موجود، أي نعم ... المهِم على كلّ حال هذا حرام سواءٌ حلقَ العوارض وأبقَى الذقن أو حلَق الذقن وأبقى العوارض، لأن كثيرًا مِن الناس يظنُّون أنَّ اللحية هي الذقن والذَّقن ما هو اللِّحية الذَّقْن مجمَع اللحيَين لأنَّ اللحية هي منْبَت الأسْنَان وقد ذكَر في القاموس أيضًا أنَّ جميع شعَر الوجه هو اللحية، يعني قصيت شعر الخدين مِن اللحية، قصَّه يعني يقصُّه، على كُل حال ليس كالحلْق لكنَّه معصِيَة لأنَّ الرسُول قال: ( أعفوا اللحى ) خلاصة الأمْر الوُجوب فإذا أصَرَّ عليه صَار فاسقًا
الطالب: ....
الشيخ : أي ما هو بصحيح هو ليس بصحيح، الصحيح أنَّه نفس العذاب نزل مِن السماء كما في الآية الأخرى (( أرسلنا عليهم حاصبًا ))
فوائد قوله تعالى : << ولمآ أن جآءت رسلنا لوطا ..................... >>
الفوائد
(( ولما جاءت رسلنا لوطًا )) مِن فوائدِها إطلَاقُ الرُّسْل على الملائِكَة لقولِه: (رسلُنا) وقد ذكرْنا فيما سبق الدليل على أنَّ الملك يُسمَّى رسولًا.
ومِن فوائدِها تشْرِيف هؤلاء الرسل بإضافتِهم إلى مَن؟ إلى الله سبحانه وتعالى، فإنَّ الشيءَ يَشْرُف بشَرَف ما يُضَاف إليه.
ومنها أنَّ الأنبياء كغيرِهم من البشر يلحَقُهم المساءَة والأحزان والسرور والفرح، لقوله: (( سيء بهم )) فالعوارض البشرية لا تنافِي كمالَ الرسالات ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام لَمَّا نسي قال: ( إنَّما أنا بشرٌ مثلُكم أنسَى كما تنْسَوْن ) وهو أيضًا يبرَد ويحتَرّ ويجُوع ويعطَش.
ومنها شدَّة احتراز لوط عليه الصلاة والسلام مِن قومه، لأنّه إنَّما سِيءَ بهم وضاق بهم ذرعًا خوفًا عليهم مِن قومه، لأنهم جاءوا بصورة مُغرِية حيث ذكرُوا أنَّهم جاءوا على صورة شباب ذَوِي جمال وحُسْن فتنة مِن الله عز وجل.
ومن فوائد الآية أيضًا الاستدلال على الأحوال بالملامِح الظاهرة مِن أين ناخذه؟ أنك تستدِلّ على حال الرجل بملامحِه الظاهرة قولهم: (( لا تخَفْ ولا تحزَن )) لأنَّهم رأوا منه العلامات ولهذا قالوا: لا تخَفْ ولا تحزَن فيمكن أن نأخُذ منها فائدة تنْبني عليها وهي العمل بالقرائن، والعمل بالقرائن ثابِت، ولَّا لا؟ في قصة يوسف (( شَهِدَ شاهِد مِن أهلها إن كان قميصُه قُدَّ مِن قُبُلٍ فصدقت وهو من الكاذبين * وإن كان قميصُه قُدّ مِن دُبُر فكذبت وهو من الصادقين )) هذه بيِّنَة ولَّا قرينة؟ قرينة، وكذلك أيضًا في قصة سُليمان في المرأتين في غلامهما لأنَّه تَنَازَعت المرأتان الصغرى والكبرى وقال عليه الصلاة والسلام: سآتي بالسكين، أو دَعَا بالسكين لِيَشُقَّه نِصفين فأمَّا الكبيرة وافَقَت لأنَّ ولدها قد أكلَه الذئب وتقول: خل هذا يروح معه، وأمَّا الصغيرة فقالت لها: يا نبيَّ الله هو لها، لأنَّه أدركها الحنان فعلِمَ بهذه القرينة أنَّه للصغرى فحَكَم به لها وهذا مِن القرائن، كذلك أيضًا في هذه الشريعة النبي عليه الصلاة والسلام في قِصَّة ذَهَب حُيَيّ بن أخطب لَمَّا أنَّه سأل عن ماله أين هو فقالوا: يا محمد إنها أكلَتْه الحروب والسنون .. ينكر المال كثير والعهد قريب ثم دَفَع الرجُل إلى الزبير بن العوام وقال: مُسَّه بعذاب فلما أحَسَّ بالعذاب قال: انتظر أنا أرَى حيي بن أخطب يحوم أو يدور حول هذه الخَرِبة مكَان خراب فلا أدري لعلَّه دفنه فيها فوجدوه، هذا مِن العمل بالقرائن، ولها أمثلة كثيرة المهم أن هذا يدل يعني كوننا نستدل على حال المرء بملامحه هو مِن العمل بالقرينة.
ومنها أيضًا من فوائد الآية أنَّه ينبغي طمأنَةُ الخائف لِيزولَ عنه الخوف في قوله: (( لا تخَفْ ولا تحزن )) ومنه ما يستعمل الآن في الطب فإنَّ الطبيب يقول للمريض: هذا أمْر سهل وهيِّن ويُطَمْئِنُه لأجل أن ينشْرِح صدره.
ومنها أنَّه ينبغي إزالة المؤذِي قبل حُصول السار (( إنَّا منجوك )) فبدئوا بنفي الخوف والحزن ثم أعقَبُوه بالبشارة، ولهذا مِن الكلمات المشهورة عند أهل العلم يقولون: التَّخْلِيَة قبل التَّحْلِيَة يعني جَرِّد الشيء مما يشوبُه مِن النقص ثم بعد ذلك كمِّلْه بالتحلية، نعم ومنه كلمة الإخلاص أيُّهما الأسبق النَّفي ولا الإثبات؟ النفي (لا إله إلا الله).
ومِن فوائد الآية أنَّ الاتِّصَال بالصالح لا يلْزَمُ منه الصلاح مِن أين يُؤخذ؟ (( إلا امرأته )) فإنَّ امرأته مُتَّصِلَةٌ به ومع ذلك لم تصلُح، لكن هل الاتصال بالصالح سببٌ للصلاح؟ نعم سبب للصلاح ولهذا حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على الجليس.
(( فأرسلنا عليهم حاصبًا ))
(( ولما جاءت رسلنا لوطًا )) مِن فوائدِها إطلَاقُ الرُّسْل على الملائِكَة لقولِه: (رسلُنا) وقد ذكرْنا فيما سبق الدليل على أنَّ الملك يُسمَّى رسولًا.
ومِن فوائدِها تشْرِيف هؤلاء الرسل بإضافتِهم إلى مَن؟ إلى الله سبحانه وتعالى، فإنَّ الشيءَ يَشْرُف بشَرَف ما يُضَاف إليه.
ومنها أنَّ الأنبياء كغيرِهم من البشر يلحَقُهم المساءَة والأحزان والسرور والفرح، لقوله: (( سيء بهم )) فالعوارض البشرية لا تنافِي كمالَ الرسالات ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام لَمَّا نسي قال: ( إنَّما أنا بشرٌ مثلُكم أنسَى كما تنْسَوْن ) وهو أيضًا يبرَد ويحتَرّ ويجُوع ويعطَش.
ومنها شدَّة احتراز لوط عليه الصلاة والسلام مِن قومه، لأنّه إنَّما سِيءَ بهم وضاق بهم ذرعًا خوفًا عليهم مِن قومه، لأنهم جاءوا بصورة مُغرِية حيث ذكرُوا أنَّهم جاءوا على صورة شباب ذَوِي جمال وحُسْن فتنة مِن الله عز وجل.
ومن فوائد الآية أيضًا الاستدلال على الأحوال بالملامِح الظاهرة مِن أين ناخذه؟ أنك تستدِلّ على حال الرجل بملامحِه الظاهرة قولهم: (( لا تخَفْ ولا تحزَن )) لأنَّهم رأوا منه العلامات ولهذا قالوا: لا تخَفْ ولا تحزَن فيمكن أن نأخُذ منها فائدة تنْبني عليها وهي العمل بالقرائن، والعمل بالقرائن ثابِت، ولَّا لا؟ في قصة يوسف (( شَهِدَ شاهِد مِن أهلها إن كان قميصُه قُدَّ مِن قُبُلٍ فصدقت وهو من الكاذبين * وإن كان قميصُه قُدّ مِن دُبُر فكذبت وهو من الصادقين )) هذه بيِّنَة ولَّا قرينة؟ قرينة، وكذلك أيضًا في قصة سُليمان في المرأتين في غلامهما لأنَّه تَنَازَعت المرأتان الصغرى والكبرى وقال عليه الصلاة والسلام: سآتي بالسكين، أو دَعَا بالسكين لِيَشُقَّه نِصفين فأمَّا الكبيرة وافَقَت لأنَّ ولدها قد أكلَه الذئب وتقول: خل هذا يروح معه، وأمَّا الصغيرة فقالت لها: يا نبيَّ الله هو لها، لأنَّه أدركها الحنان فعلِمَ بهذه القرينة أنَّه للصغرى فحَكَم به لها وهذا مِن القرائن، كذلك أيضًا في هذه الشريعة النبي عليه الصلاة والسلام في قِصَّة ذَهَب حُيَيّ بن أخطب لَمَّا أنَّه سأل عن ماله أين هو فقالوا: يا محمد إنها أكلَتْه الحروب والسنون .. ينكر المال كثير والعهد قريب ثم دَفَع الرجُل إلى الزبير بن العوام وقال: مُسَّه بعذاب فلما أحَسَّ بالعذاب قال: انتظر أنا أرَى حيي بن أخطب يحوم أو يدور حول هذه الخَرِبة مكَان خراب فلا أدري لعلَّه دفنه فيها فوجدوه، هذا مِن العمل بالقرائن، ولها أمثلة كثيرة المهم أن هذا يدل يعني كوننا نستدل على حال المرء بملامحه هو مِن العمل بالقرينة.
ومنها أيضًا من فوائد الآية أنَّه ينبغي طمأنَةُ الخائف لِيزولَ عنه الخوف في قوله: (( لا تخَفْ ولا تحزن )) ومنه ما يستعمل الآن في الطب فإنَّ الطبيب يقول للمريض: هذا أمْر سهل وهيِّن ويُطَمْئِنُه لأجل أن ينشْرِح صدره.
ومنها أنَّه ينبغي إزالة المؤذِي قبل حُصول السار (( إنَّا منجوك )) فبدئوا بنفي الخوف والحزن ثم أعقَبُوه بالبشارة، ولهذا مِن الكلمات المشهورة عند أهل العلم يقولون: التَّخْلِيَة قبل التَّحْلِيَة يعني جَرِّد الشيء مما يشوبُه مِن النقص ثم بعد ذلك كمِّلْه بالتحلية، نعم ومنه كلمة الإخلاص أيُّهما الأسبق النَّفي ولا الإثبات؟ النفي (لا إله إلا الله).
ومِن فوائد الآية أنَّ الاتِّصَال بالصالح لا يلْزَمُ منه الصلاح مِن أين يُؤخذ؟ (( إلا امرأته )) فإنَّ امرأته مُتَّصِلَةٌ به ومع ذلك لم تصلُح، لكن هل الاتصال بالصالح سببٌ للصلاح؟ نعم سبب للصلاح ولهذا حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على الجليس.
(( فأرسلنا عليهم حاصبًا ))
فوائد قوله تعالى : << إنا منزلون على أهل هذه القرية ............. >>
والمهم أنَّه إن صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ جبريل حَمَلَ هذه القرى وقلَبَها فلَا كلام، وإن لم يصِحّ فإنَّنا لا نقول به، لأنَّ هذا خلاف ظاهر الآيات،
الطالب: ...
الشيخ : .. ما قال مؤْتَفَكَة لو كان اسم المفعول مُؤتَفَكَة المقلوبة، لا المؤتفِكَة التي هي صنَعَت الإفْك والكذب، وقوله: (أهوى) لا يدُل على هذا أيضًا، لأنَّه إذا هوت مِن فوق لنازل فقد أهواها، ما هي مشكلة المهم أن هذه مسألة إذا صحَّت ما بقِي كلام وإن لم تصِحّ فليس فيها ظاهر القرآن.
ومن فوائد الآية الكريمة إثباتُ الأسباب لقولِه: (( بما كانوا يفسقون )) فإنَّ الباء للسببية.
ومِن فوائدها أنَّ الفسق سببٌ للعقوبات والدمار ولهذا جعل الله المعاصي مِن الفساد في الأرض لقوله: (( بما كانوا يفسقون ))
في إثباتِ الأسباب ردّ على طائفة من المبتدعة مَن؟
الطالب: الأشاعرة
الشيخ : وغيرهم؟
الطالب: الجبرية
الشيخ : والجبرية
الطالب: ...
الشيخ : هم الجهْمية لأنَّ الجهمية فيهم ثلاث جيمات - الله يعيذنا من ها الجيمات - من جيماتهم ما هو من كل جيم ومِن الشيطان الرجيم وش الجِيمَات اللي عندهم؟
الطالب: جَبْرٌ وإرجاء وجيمُ تجهُّم.
الشيخ : أظن ابن القيم يقول: جبرٌ وإرجَاءٌ وجيمُ تجهُّم
ثلاث جيمات اي نعم، هم يقولون: أنه ما فيه شيء، ما فيه أسباب مؤثرة ما فيه أسباب مؤثرة حتى إنَّك إذا رميت بالحجر على الزجاجة وانكسَرْت قالوا: الحجر ما كسرَها ما كسره الحجر انكسَرَت عندَه لا بِه. كلام ما هو معقول، نعم عندما تضَع ورقَة في النار وتحتَرِق يقولوا: النار ما أحرقَتْها ما فيه أسباب تؤثر ولكن هذا حصل عند النار لا بِها، لو هو عندك .. حطيتها عند الضوء تبي تقع في النار احترقت، ولو كان عندها كان نقول يصلح على هذا أننا نجيب الحجر ونحطه عند الزجاجة ثم تنكسر، على كل حال هذا قول تصوره كافٍ في ردِّه تصور هذا القول كاف في رده لكن هم يريدون أن يتَوَصَّلُوا إلى شيءٍ وراء ذلك وهو أنَّ الإنسان مُجبَر على العمل فإذا عذَّبَه الله تعالى وهو عاصٍ لله فإنَّ تعذيبَه إيَّاه ليس حُجَّة لأنَّ الله تعالى قد يُعَذِّب بدون سبب والأسباب عندهم غير فاعلة، ونحن نحن نوافقهم على أنَّها غير فاعلةٍ بنفسها أليس كذلك؟ بدليل أنَّ النار المحرِقَة صارَت على إبراهيم بردًا وسلامًا لكننا نقول: إنها فاعلة بتقدير الله عز وجل اللهُ هو الذي جعلها تُحرِق فأحرقَتْ طيب فيه شيء بعد؟
الطالب: ...
الشيخ : .. ما قال مؤْتَفَكَة لو كان اسم المفعول مُؤتَفَكَة المقلوبة، لا المؤتفِكَة التي هي صنَعَت الإفْك والكذب، وقوله: (أهوى) لا يدُل على هذا أيضًا، لأنَّه إذا هوت مِن فوق لنازل فقد أهواها، ما هي مشكلة المهم أن هذه مسألة إذا صحَّت ما بقِي كلام وإن لم تصِحّ فليس فيها ظاهر القرآن.
ومن فوائد الآية الكريمة إثباتُ الأسباب لقولِه: (( بما كانوا يفسقون )) فإنَّ الباء للسببية.
ومِن فوائدها أنَّ الفسق سببٌ للعقوبات والدمار ولهذا جعل الله المعاصي مِن الفساد في الأرض لقوله: (( بما كانوا يفسقون ))
في إثباتِ الأسباب ردّ على طائفة من المبتدعة مَن؟
الطالب: الأشاعرة
الشيخ : وغيرهم؟
الطالب: الجبرية
الشيخ : والجبرية
الطالب: ...
الشيخ : هم الجهْمية لأنَّ الجهمية فيهم ثلاث جيمات - الله يعيذنا من ها الجيمات - من جيماتهم ما هو من كل جيم ومِن الشيطان الرجيم وش الجِيمَات اللي عندهم؟
الطالب: جَبْرٌ وإرجاء وجيمُ تجهُّم.
الشيخ : أظن ابن القيم يقول: جبرٌ وإرجَاءٌ وجيمُ تجهُّم
ثلاث جيمات اي نعم، هم يقولون: أنه ما فيه شيء، ما فيه أسباب مؤثرة ما فيه أسباب مؤثرة حتى إنَّك إذا رميت بالحجر على الزجاجة وانكسَرْت قالوا: الحجر ما كسرَها ما كسره الحجر انكسَرَت عندَه لا بِه. كلام ما هو معقول، نعم عندما تضَع ورقَة في النار وتحتَرِق يقولوا: النار ما أحرقَتْها ما فيه أسباب تؤثر ولكن هذا حصل عند النار لا بِها، لو هو عندك .. حطيتها عند الضوء تبي تقع في النار احترقت، ولو كان عندها كان نقول يصلح على هذا أننا نجيب الحجر ونحطه عند الزجاجة ثم تنكسر، على كل حال هذا قول تصوره كافٍ في ردِّه تصور هذا القول كاف في رده لكن هم يريدون أن يتَوَصَّلُوا إلى شيءٍ وراء ذلك وهو أنَّ الإنسان مُجبَر على العمل فإذا عذَّبَه الله تعالى وهو عاصٍ لله فإنَّ تعذيبَه إيَّاه ليس حُجَّة لأنَّ الله تعالى قد يُعَذِّب بدون سبب والأسباب عندهم غير فاعلة، ونحن نحن نوافقهم على أنَّها غير فاعلةٍ بنفسها أليس كذلك؟ بدليل أنَّ النار المحرِقَة صارَت على إبراهيم بردًا وسلامًا لكننا نقول: إنها فاعلة بتقدير الله عز وجل اللهُ هو الذي جعلها تُحرِق فأحرقَتْ طيب فيه شيء بعد؟
قال الله تعالى : << ولقد تركنا منهآ ءاية بينة لقوم يعقلون >>
التفسير
قال تعالى -نبدأ الدرس الجديد-: (( وَلَقَد تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ))[العنكبوت:35] الجملة في قوله: (ولقد تركنا) مؤكدة بثلاث مؤكدات وهي القسم واللام و(قد)، (تركنا منها) أي أبقَيْنا منها، الترك هنا بمعنى الإبقاء وهو ظاهِر في اللغة العربية تقول: أخذت هذا وتركْت هذا يعني أبقَيْت، (تركنا منها آيةً بيِّنَة) يعني أبقينا مِن هذه القضية آيةً بيِّنَةً، (آيَة) بمعنى علامة، و(بيِّنة) بمعنى ظاهِرة واضحة، قال المؤلف: " ظاهرة هي آثَارُ خرابِها " نعم سورة الصافات (( وإنَّكم لتمَرُّون عليهم مُصبحين * وبالليل أفلا تعقِلُون )) فكان العرَب يمرُّون على هذه القُرْى ذاهِبِين وجَاءِين إلى الشام فَيرَوْن مِن آثار العذاب ما هو ظاهِر لكنهم لا يستبصرون ولهذا قال: (( لقوم يعقلون )) قال المؤلف: " يتدبرون " هذه (لقوم) متعَلِّقَة بـ(تركنا) ولا بـ(بينة)؟
الطالب: بينة
الشيخ : نعم يجوز الوجهان يجوز أن يكون المعنى بينَةً للعاقلين ويجوز المعنى تركنَاها للعاقلين، وقوله: (لقوم يعقلون) العقل سبق لنا أنَّه ينقسم إلى قسمين: عقلٌ يُرادُ به الإدراك وعقلٌ يراد به الرُّشْد، العقل الذي يراد به الإدراك هو مَنَاط التكليف الذي يقول الفقهاء: مِن شروط هذه العبادة مثلًا التمييز والعقل، وعقل الرُّشْد هو مناط المدح والذمّ يعني الذي يُمدَح عليه الإنسان ويُذَمّ، والذي يُوجَد في القرآن غالبا هذا ولَّا الأول؟ هذا لكن في كلام أهل العلم يراد بالعقل المعنى الأول الذي هو الإدراك، أقول إن العقل الثاني الرُّشد وهو مناط المدح والذم ومعنى ذلك أن يكون الإنسانُ حَسَنَ التصرف بحيث يعقِلُه ما معَه مِن الإدراك عمَّا يضُرُّه إلى ما ينفعُه، هذا هو الذي يراد هنا في هذه الآية (لقوم يعقلون) المراد به عَقْل الرشد الذي يحْجِزُك عما يضُرُّك إلى ما ينفعك، وقول المؤلف " يتدبرون "هذا في الحقيقة ليس تفسيرًا مطابقًا لِلَّفظ لأنَّ التدبُّر هو سابِقٌ على العقل فالإنسان يتدَبَّر أولًّا ويعرِف النافع والضار ثم يعقِل فَيتبع ما ينفعه ويدَع ما يضُرُّه، (( تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون )) يعني وأمَّا من لا يعقلون فإنَّهم لا ينتفعون بالآيات ولا يتعظون بها، نعم يعقِلُون المراد بالعَقْل الرُّشد ما هو معناها اللي لَأن العاقل إذا مَرّ بها وهو غير مجنون رآها لكن ما ينتفع بها ما تكون عنده آيةً بينة،
الطالب: ...
الشيخ : نعم لا لا، يعقلون يعني يُحسِنُون التصرف ويرشدون بذلك، لأَنَّ الآية إذا لم تنفَع فليست بآية،
الطالب: .. بالنسبة ...
الشيخ : هذا مبْنِيٌّ على ما سبَق في تفسير ... يقول هل المراد مَن شاهدها أو مَن بلغَه علمُها؟ نحنا سبق أن ذكرْنا في تفسير كلمة في القرآن ما يدُلُّ على هذا في البقرة وش؟ السَّيْرُ في الأرض الذي أمَرَ الله به هل هو سيرٌ بالقدَم أو سيرٌ بالقلب أو بهما؟
الطالب: بهما ...
الشيخ : يعني بهما على انفراد وعلى اجتماع واضح؟ فهنا نقول: (( تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون )) يشمل مَن رآها وشاهدَها ومِن سمع به وبلَغَتْه
قال تعالى -نبدأ الدرس الجديد-: (( وَلَقَد تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ))[العنكبوت:35] الجملة في قوله: (ولقد تركنا) مؤكدة بثلاث مؤكدات وهي القسم واللام و(قد)، (تركنا منها) أي أبقَيْنا منها، الترك هنا بمعنى الإبقاء وهو ظاهِر في اللغة العربية تقول: أخذت هذا وتركْت هذا يعني أبقَيْت، (تركنا منها آيةً بيِّنَة) يعني أبقينا مِن هذه القضية آيةً بيِّنَةً، (آيَة) بمعنى علامة، و(بيِّنة) بمعنى ظاهِرة واضحة، قال المؤلف: " ظاهرة هي آثَارُ خرابِها " نعم سورة الصافات (( وإنَّكم لتمَرُّون عليهم مُصبحين * وبالليل أفلا تعقِلُون )) فكان العرَب يمرُّون على هذه القُرْى ذاهِبِين وجَاءِين إلى الشام فَيرَوْن مِن آثار العذاب ما هو ظاهِر لكنهم لا يستبصرون ولهذا قال: (( لقوم يعقلون )) قال المؤلف: " يتدبرون " هذه (لقوم) متعَلِّقَة بـ(تركنا) ولا بـ(بينة)؟
الطالب: بينة
الشيخ : نعم يجوز الوجهان يجوز أن يكون المعنى بينَةً للعاقلين ويجوز المعنى تركنَاها للعاقلين، وقوله: (لقوم يعقلون) العقل سبق لنا أنَّه ينقسم إلى قسمين: عقلٌ يُرادُ به الإدراك وعقلٌ يراد به الرُّشْد، العقل الذي يراد به الإدراك هو مَنَاط التكليف الذي يقول الفقهاء: مِن شروط هذه العبادة مثلًا التمييز والعقل، وعقل الرُّشْد هو مناط المدح والذمّ يعني الذي يُمدَح عليه الإنسان ويُذَمّ، والذي يُوجَد في القرآن غالبا هذا ولَّا الأول؟ هذا لكن في كلام أهل العلم يراد بالعقل المعنى الأول الذي هو الإدراك، أقول إن العقل الثاني الرُّشد وهو مناط المدح والذم ومعنى ذلك أن يكون الإنسانُ حَسَنَ التصرف بحيث يعقِلُه ما معَه مِن الإدراك عمَّا يضُرُّه إلى ما ينفعُه، هذا هو الذي يراد هنا في هذه الآية (لقوم يعقلون) المراد به عَقْل الرشد الذي يحْجِزُك عما يضُرُّك إلى ما ينفعك، وقول المؤلف " يتدبرون "هذا في الحقيقة ليس تفسيرًا مطابقًا لِلَّفظ لأنَّ التدبُّر هو سابِقٌ على العقل فالإنسان يتدَبَّر أولًّا ويعرِف النافع والضار ثم يعقِل فَيتبع ما ينفعه ويدَع ما يضُرُّه، (( تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون )) يعني وأمَّا من لا يعقلون فإنَّهم لا ينتفعون بالآيات ولا يتعظون بها، نعم يعقِلُون المراد بالعَقْل الرُّشد ما هو معناها اللي لَأن العاقل إذا مَرّ بها وهو غير مجنون رآها لكن ما ينتفع بها ما تكون عنده آيةً بينة،
الطالب: ...
الشيخ : نعم لا لا، يعقلون يعني يُحسِنُون التصرف ويرشدون بذلك، لأَنَّ الآية إذا لم تنفَع فليست بآية،
الطالب: .. بالنسبة ...
الشيخ : هذا مبْنِيٌّ على ما سبَق في تفسير ... يقول هل المراد مَن شاهدها أو مَن بلغَه علمُها؟ نحنا سبق أن ذكرْنا في تفسير كلمة في القرآن ما يدُلُّ على هذا في البقرة وش؟ السَّيْرُ في الأرض الذي أمَرَ الله به هل هو سيرٌ بالقدَم أو سيرٌ بالقلب أو بهما؟
الطالب: بهما ...
الشيخ : يعني بهما على انفراد وعلى اجتماع واضح؟ فهنا نقول: (( تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون )) يشمل مَن رآها وشاهدَها ومِن سمع به وبلَغَتْه
قال الله تعالى : << و إلى مدين أخاهم شعيبا فقال ياقوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الأخر ولا تعثوا في الأرض مفسدين >>
ثم قال تعالى: (( وإلى مدين أخاهم شعيبًا ) يقول المؤلف: وأَرْسَلْنَا إلى مَدْين فعلى هذا يكون (أخاهم) مفعول لِفعل محذوف تقديرُه: (أرسلنا) وقال (أخاهم) ولم يقل أخوهم ليش؟
الطالب: اسم من الأسماء الخمسة.
الشيخ : لأنَّه اسم مِن الأسماء الخمسة إن كنَّا مِن أهل الأجرومية أو السِّتَّة لِأهل الألفية، طيب (( أخاهم شعيبًا )) الأُخُوَّة هنا ليست في الدين قطعًا، لأنَّ الكفار ليسوا إخوةً للمؤمنين إذًا فهي أُخُوَّة قيل: عند بعض الناس أُخُوَّة إنسانِيَّة وقالوا: إنَّ الكافر والمؤمن أخَوَان في الإنسانية لأنَّ هذا ليس حِمارًا وهذا بشرًا كلُّهم بشَر فالمراد بالأُخوة: الإنسانية وقال إنه يجوز أن تقول: إنَّ هذا أخِي لِلكافر لأنَّك مُشتَرِكٌ معه في الإنسانية ما رأيكم في هذا؟ المهم على كُل حَال يعني بدون عاطفة نحن نُريد أن نبحثَها بعقل بدون عاطفة، العاطفة لا شك أنَّنا نُنكر هذا مِن أول وهْلَة لكن لو قال: أخي في الإنسانية لأنَّنا سمعنا واحد يتكلم في مسجد مِن المساجد يعظ الناس ويقول: هؤلاء إخوتُنا في الإنسانية ما ينبغي أن نُغَلِّظ عليهم ونفعل ونفعل
الطالب: يُرَدّ عليهم أولًّا مِن سورة البينة المؤمنون خير البرية والكافِرُون شَرُّ البرية وهُم إِخْوة للقردة والخنازير فكيف يكونوا إخوة لنا؟ قوله تعالى في سورة الممتَحِنَة عن إبراهيم (( كفرْنا بكم وبَدَا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحدَه )) كيف تكون أُخُوَّة وهو قد كَفَر بهم وبَدَا بيننا وبينهم العداوة ويقول: (( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصم البكم الذين لا يعقلون ))
الشيخ : الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ))
الطالب: قد يقولون ليس المراد الأخوة المعروفة .... وإنَّما المراد بها الأخوة التي تتعلق بـ...البشرية ... المساواة.
الشيخ : يعني مُطْلَق الموَافَقَة والمشَابَهَة؟ على كل حال نرد عليهم فنقول هذا شعيب عليه الصلاة والسلام قال الله هنا: (( وإلى مدين أخَاهم شعيبًا )) وقال في سورة الشعراء: (( كَذَّب أصْحَاب الأَيْكَة المُرْسِلين * إذ قال لهم شُعَيْب )) ما قال أُخُوهم قال أهل العلم: لأنَّ أهْل مدين كان شعيب منهم وهو أخُوهم في النسب، وأصحاب الأيكة ليس منهم فهي قرْيَة حَوْل مدين أرسلَه الله إليهم ولهذا لم يقُل أخوهم نعم بل قال: (( إذ قال لهم شعيب )) ولو كانت الأخوة هي الإنسانية في مثل (( وإلى عاد أخاهم هودًا )) (( وإلى ثمود أخاهم صالحًا )) وما أشبه ذلك لو كان المراد بالأُخُوَّة الإنسانية لكان يُقال أيضًا في أصحاب الأيكة: إنَّه أخوهم ثم إنَّ الأُخُوَّة في اللغة العربية ما هي بمطلق الموافقة البشرية إذا تتبعناها وجدنا أنها إمَّا في النسب يكون الأصل الجامع بينهما نسبًا وهذا ..، وإما أن يكون الأصل الجامع بينهما هدفًا واحد يسعَى إليه الجميع، ومعلومٌ أنَّ الكافر والمسلم مختلِفَان في الهدف ولا يمكن أن يكون أحدُهما موافقًا للآخَر في الهدف .. لا نوافق على هذا القول مهما كان الأمر لأنّه في الحقيقة يؤدِّي إلى أنَّ أيَّ إنسان يقول إن هذه الكافر أخوه يحصُل له رِقَّة ولِين ومُوافقة ويسهل ما في النفوس مِن بُغْض الكفار، كنَّا كما يعرف الكثير منكم إذا قيل نصراني ويهودي يقف الشَّعْر ويتخوف الإنسان ويتهَيَّب لكن الآن صارَت المسألة تمُرُّ على القلب مرورَ الماء البارِد ولا أحد يتأثر إلَّا مَن شاء الله، وهذا له خطره العظيم نسأل الله السلامة،
الطالب: إذا قال: هذا قريني؟
الشيخ : والله أنا أُحِبّ أنه يتحاشى كل لفظ يدل على .... وعلى كل حال القَرين هذا الشيطان قرين للإنسان وهو عدو لكنّه في الوقت الحاضر تَدُلّ على المصاحَبة والموافَقَة والمرَافَقَة فالأولى البُعد عن كلِّ لفظٍ يدل على الاتفاق مع هؤلاء.
الطالب: هو قرين يعني .......
الشيخ : نعم إذا ردونا إلى آدم قلنا أنتم إخوتنا؟ ... لا على كل حال نحن ذكرناها لأن حقيقةً هذه وقعت وأحد الإخوان تكلَّم الإخوان اللي نعرف منهم الغَيْرَة يعني هو رجل طيب لكنَّه تكلَّم في هذه المسألة وقال إنهم أخوة وزعَم أنَّها الأخوة البشرية (( وإلى مدين أخاهم شعيبًا )) طيب (مدين) هو اسم للقبيلة ولَّا اسم للبلد؟
الطالب: .... ولما توجه تلقاء مدين
الشيخ : طيب هل شعيب أخٌ للبلد؟ طيب هو ما يُقال قرى مدين أو يقال مدين؟ ... وش الآية؟
الطالب: ... وقوم إبراهيم وقوم لوط * وأصحاب مَدين وكُذِّب موسى ))
الشيخ : أي نعم هذه القرينة ظاهرة أن المراد بها المكَان، يبقَى (أخاهم) هذا مِن باب إطلَاق القرية وإرادة الأهل يعني مثل إطلاق القرية وإرادَة الأهل وكذلك الآية التي ذكرها الأخ (( ولما توجه تلقاء مدين )) مع أنه ما هي صريحة الآية تلقاء يعني الإنسان يتوجه أيضًا تلقاء القوم ما هي صريحة
الطالب: ....
الشيخ : في احتمال وإذا قلنا بهذا أيضًا يدخل في الإشكال (( أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله وارجُوا اليوم الآخر )) (يا قوم) (يا) هذه نداء و(قوم) مُنادى مبنِي ولَّا معرب؟
الطالب: معرب
الشيخ : طيب، منادى منصُوبٌ على النداء وعلامَة نصبِه كسرةٌ ظاهرةٌ في آخره
الطالب: فتحة مقدَّرة في آخره
الشيخ : فتحة مقدَّرة على الياء المحذوفة
الطالب: ...
الشيخ : إذًا فتحة مقدَّرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة لالتقاء الساكنَين منع مِن ظهورها اشتغالُ المحل بحركة المناسَبَة، أعِد الإعراب يا غانم (قومِ) مُنادى منصوب نعم بفتحة
الطالب: مقدرة، على ما قبل الياء
الشيخ : على ما قبل الياء المحذوفة
الطالب: المحذوفة للتخفيف
الشيخ : للتخفيف، منَع مِن ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة طيب، قال: (( يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر )) (اعبدوا الله) أي تذلَّلُوا له بالطاعة، لأنَّ العبادة مأخوذة مِن التَّذَلُّل ومنه قولهم: طريق مُعَبَّد أي مُذَلَّل للسالكين فالعبادة إذًا التذلل لله تعالى بطاعته، والطاعة هي امتثال الأمر واجْتِنَاب النهي. عند الإِطلاق أمَّا إذا قُرنت فقيل: طاعة ومعصية صارَت الطاعة في الأوامر والمعاصِي في النواهي، قال (اعبدوا الله) أي أخلصوا له العبادة وحدَه لقوله تعالى: (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ))[الأنبياء:25] فالمراد هنا بالعبادة أي إخْلَاصها إخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى، (( وارجوا اليوم الآخر )) قال: " اخشوه وهو يوم القيامة " الرجَاء يُطلَق على الطمع في المحبُوب أَو لا؟ صحِيح هذا هو الأصل الطمع في المحبوبن ولهذا يقال: التمَنِّي والرجاء، ويطلق الرجاء بمعنى الخوف فهو إذًا مِن باب الأضداد، لأنَّ في اللغة العربية كلمات تدُلّ على المعنى وضِدِّه تُسَمَّى الأضداد، وألَّف عُلماء اللغة في هذا كتبًا تجدُها كلِمة واحدة تصلح لهذا ولهذا للشيء ولِضِدِّه، فهل هنا الرَّجَاء بمعنى الخوف ولَّا الرجاء بمعنى الطمع في المحبُوب؟ المؤلف حملَها على أنَّ المراد بها الخوف، وذلك لأنَّ المقام مقَام إنذار ويحتَمِل أن يكُون المرادُ بها الرجاء الذي هو الطمع في المحبوب لأنَّ اليوم الآخر فيه محبوب وفيه مكروه ولَّا لا؟ قال الله تعالى: (( فمنهم شقي وسعيد * فأما الذين شقوا ففي النار )) (( وأمَّا الذين سعدوا ففي الجنة )) لو قال لنا قائل: ألَا يجوز أن نَحْمِلَه على المعْنَيَيْن جميعًا ارجُوه خوفًا من العقاب وطمعًا في الثواب ما يصلح؟ يصلُح أن يكُون شاملًا للأمرَيْن وقد تقدَّم لنا أنَّ القول الراجح عندي وهو قول لبعض العلماء هو جواز استعمال المشترك في معنيَيْن إذا لم يحصُل تنافِي إذا لم يكُن بينهما تنَافِي بحيث أنه يكون اللفظ محتمل لهما على وجهٍ لا يتناقَض فمَا المانع من أن يُسْتَعْمَل في معنيَيْن والله أعلم.
تفسير أو بيان لِمَا أُرْسِلَ به، وفي قوله: (( يا قَومِ )) مِن التلطُّف ما هو ظاهِر لأنَّ قَوْمَ الرجل لا بُدَّ أن ينصُرُوه ويقبلُوا ما جاء
الطالب: اسم من الأسماء الخمسة.
الشيخ : لأنَّه اسم مِن الأسماء الخمسة إن كنَّا مِن أهل الأجرومية أو السِّتَّة لِأهل الألفية، طيب (( أخاهم شعيبًا )) الأُخُوَّة هنا ليست في الدين قطعًا، لأنَّ الكفار ليسوا إخوةً للمؤمنين إذًا فهي أُخُوَّة قيل: عند بعض الناس أُخُوَّة إنسانِيَّة وقالوا: إنَّ الكافر والمؤمن أخَوَان في الإنسانية لأنَّ هذا ليس حِمارًا وهذا بشرًا كلُّهم بشَر فالمراد بالأُخوة: الإنسانية وقال إنه يجوز أن تقول: إنَّ هذا أخِي لِلكافر لأنَّك مُشتَرِكٌ معه في الإنسانية ما رأيكم في هذا؟ المهم على كُل حَال يعني بدون عاطفة نحن نُريد أن نبحثَها بعقل بدون عاطفة، العاطفة لا شك أنَّنا نُنكر هذا مِن أول وهْلَة لكن لو قال: أخي في الإنسانية لأنَّنا سمعنا واحد يتكلم في مسجد مِن المساجد يعظ الناس ويقول: هؤلاء إخوتُنا في الإنسانية ما ينبغي أن نُغَلِّظ عليهم ونفعل ونفعل
الطالب: يُرَدّ عليهم أولًّا مِن سورة البينة المؤمنون خير البرية والكافِرُون شَرُّ البرية وهُم إِخْوة للقردة والخنازير فكيف يكونوا إخوة لنا؟ قوله تعالى في سورة الممتَحِنَة عن إبراهيم (( كفرْنا بكم وبَدَا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحدَه )) كيف تكون أُخُوَّة وهو قد كَفَر بهم وبَدَا بيننا وبينهم العداوة ويقول: (( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصم البكم الذين لا يعقلون ))
الشيخ : الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ))
الطالب: قد يقولون ليس المراد الأخوة المعروفة .... وإنَّما المراد بها الأخوة التي تتعلق بـ...البشرية ... المساواة.
الشيخ : يعني مُطْلَق الموَافَقَة والمشَابَهَة؟ على كل حال نرد عليهم فنقول هذا شعيب عليه الصلاة والسلام قال الله هنا: (( وإلى مدين أخَاهم شعيبًا )) وقال في سورة الشعراء: (( كَذَّب أصْحَاب الأَيْكَة المُرْسِلين * إذ قال لهم شُعَيْب )) ما قال أُخُوهم قال أهل العلم: لأنَّ أهْل مدين كان شعيب منهم وهو أخُوهم في النسب، وأصحاب الأيكة ليس منهم فهي قرْيَة حَوْل مدين أرسلَه الله إليهم ولهذا لم يقُل أخوهم نعم بل قال: (( إذ قال لهم شعيب )) ولو كانت الأخوة هي الإنسانية في مثل (( وإلى عاد أخاهم هودًا )) (( وإلى ثمود أخاهم صالحًا )) وما أشبه ذلك لو كان المراد بالأُخُوَّة الإنسانية لكان يُقال أيضًا في أصحاب الأيكة: إنَّه أخوهم ثم إنَّ الأُخُوَّة في اللغة العربية ما هي بمطلق الموافقة البشرية إذا تتبعناها وجدنا أنها إمَّا في النسب يكون الأصل الجامع بينهما نسبًا وهذا ..، وإما أن يكون الأصل الجامع بينهما هدفًا واحد يسعَى إليه الجميع، ومعلومٌ أنَّ الكافر والمسلم مختلِفَان في الهدف ولا يمكن أن يكون أحدُهما موافقًا للآخَر في الهدف .. لا نوافق على هذا القول مهما كان الأمر لأنّه في الحقيقة يؤدِّي إلى أنَّ أيَّ إنسان يقول إن هذه الكافر أخوه يحصُل له رِقَّة ولِين ومُوافقة ويسهل ما في النفوس مِن بُغْض الكفار، كنَّا كما يعرف الكثير منكم إذا قيل نصراني ويهودي يقف الشَّعْر ويتخوف الإنسان ويتهَيَّب لكن الآن صارَت المسألة تمُرُّ على القلب مرورَ الماء البارِد ولا أحد يتأثر إلَّا مَن شاء الله، وهذا له خطره العظيم نسأل الله السلامة،
الطالب: إذا قال: هذا قريني؟
الشيخ : والله أنا أُحِبّ أنه يتحاشى كل لفظ يدل على .... وعلى كل حال القَرين هذا الشيطان قرين للإنسان وهو عدو لكنّه في الوقت الحاضر تَدُلّ على المصاحَبة والموافَقَة والمرَافَقَة فالأولى البُعد عن كلِّ لفظٍ يدل على الاتفاق مع هؤلاء.
الطالب: هو قرين يعني .......
الشيخ : نعم إذا ردونا إلى آدم قلنا أنتم إخوتنا؟ ... لا على كل حال نحن ذكرناها لأن حقيقةً هذه وقعت وأحد الإخوان تكلَّم الإخوان اللي نعرف منهم الغَيْرَة يعني هو رجل طيب لكنَّه تكلَّم في هذه المسألة وقال إنهم أخوة وزعَم أنَّها الأخوة البشرية (( وإلى مدين أخاهم شعيبًا )) طيب (مدين) هو اسم للقبيلة ولَّا اسم للبلد؟
الطالب: .... ولما توجه تلقاء مدين
الشيخ : طيب هل شعيب أخٌ للبلد؟ طيب هو ما يُقال قرى مدين أو يقال مدين؟ ... وش الآية؟
الطالب: ... وقوم إبراهيم وقوم لوط * وأصحاب مَدين وكُذِّب موسى ))
الشيخ : أي نعم هذه القرينة ظاهرة أن المراد بها المكَان، يبقَى (أخاهم) هذا مِن باب إطلَاق القرية وإرادة الأهل يعني مثل إطلاق القرية وإرادَة الأهل وكذلك الآية التي ذكرها الأخ (( ولما توجه تلقاء مدين )) مع أنه ما هي صريحة الآية تلقاء يعني الإنسان يتوجه أيضًا تلقاء القوم ما هي صريحة
الطالب: ....
الشيخ : في احتمال وإذا قلنا بهذا أيضًا يدخل في الإشكال (( أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله وارجُوا اليوم الآخر )) (يا قوم) (يا) هذه نداء و(قوم) مُنادى مبنِي ولَّا معرب؟
الطالب: معرب
الشيخ : طيب، منادى منصُوبٌ على النداء وعلامَة نصبِه كسرةٌ ظاهرةٌ في آخره
الطالب: فتحة مقدَّرة في آخره
الشيخ : فتحة مقدَّرة على الياء المحذوفة
الطالب: ...
الشيخ : إذًا فتحة مقدَّرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة لالتقاء الساكنَين منع مِن ظهورها اشتغالُ المحل بحركة المناسَبَة، أعِد الإعراب يا غانم (قومِ) مُنادى منصوب نعم بفتحة
الطالب: مقدرة، على ما قبل الياء
الشيخ : على ما قبل الياء المحذوفة
الطالب: المحذوفة للتخفيف
الشيخ : للتخفيف، منَع مِن ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة طيب، قال: (( يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر )) (اعبدوا الله) أي تذلَّلُوا له بالطاعة، لأنَّ العبادة مأخوذة مِن التَّذَلُّل ومنه قولهم: طريق مُعَبَّد أي مُذَلَّل للسالكين فالعبادة إذًا التذلل لله تعالى بطاعته، والطاعة هي امتثال الأمر واجْتِنَاب النهي. عند الإِطلاق أمَّا إذا قُرنت فقيل: طاعة ومعصية صارَت الطاعة في الأوامر والمعاصِي في النواهي، قال (اعبدوا الله) أي أخلصوا له العبادة وحدَه لقوله تعالى: (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ))[الأنبياء:25] فالمراد هنا بالعبادة أي إخْلَاصها إخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى، (( وارجوا اليوم الآخر )) قال: " اخشوه وهو يوم القيامة " الرجَاء يُطلَق على الطمع في المحبُوب أَو لا؟ صحِيح هذا هو الأصل الطمع في المحبوبن ولهذا يقال: التمَنِّي والرجاء، ويطلق الرجاء بمعنى الخوف فهو إذًا مِن باب الأضداد، لأنَّ في اللغة العربية كلمات تدُلّ على المعنى وضِدِّه تُسَمَّى الأضداد، وألَّف عُلماء اللغة في هذا كتبًا تجدُها كلِمة واحدة تصلح لهذا ولهذا للشيء ولِضِدِّه، فهل هنا الرَّجَاء بمعنى الخوف ولَّا الرجاء بمعنى الطمع في المحبُوب؟ المؤلف حملَها على أنَّ المراد بها الخوف، وذلك لأنَّ المقام مقَام إنذار ويحتَمِل أن يكُون المرادُ بها الرجاء الذي هو الطمع في المحبوب لأنَّ اليوم الآخر فيه محبوب وفيه مكروه ولَّا لا؟ قال الله تعالى: (( فمنهم شقي وسعيد * فأما الذين شقوا ففي النار )) (( وأمَّا الذين سعدوا ففي الجنة )) لو قال لنا قائل: ألَا يجوز أن نَحْمِلَه على المعْنَيَيْن جميعًا ارجُوه خوفًا من العقاب وطمعًا في الثواب ما يصلح؟ يصلُح أن يكُون شاملًا للأمرَيْن وقد تقدَّم لنا أنَّ القول الراجح عندي وهو قول لبعض العلماء هو جواز استعمال المشترك في معنيَيْن إذا لم يحصُل تنافِي إذا لم يكُن بينهما تنَافِي بحيث أنه يكون اللفظ محتمل لهما على وجهٍ لا يتناقَض فمَا المانع من أن يُسْتَعْمَل في معنيَيْن والله أعلم.
تفسير أو بيان لِمَا أُرْسِلَ به، وفي قوله: (( يا قَومِ )) مِن التلطُّف ما هو ظاهِر لأنَّ قَوْمَ الرجل لا بُدَّ أن ينصُرُوه ويقبلُوا ما جاء
اضيفت في - 2007-08-13