تفسير سورة العنكبوت-07a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة تفسير قوله تعالى : << و إلى مدين أخاهم شعيبا فقال ياقوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الأخر ولا تعثوا في الأرض مفسدين >>
اجتنابًا للنهي، وقوله: (( وارجوا اليوم الآخر )) قال: " اخشوه " ويحتمل أنَّ المعنى اطمعُوا بما فيه مِن الأجر والثواب فهو صالحٌ لهذا وهذا، وهو من أسماء الأضداد الذي يدُلّ على الشيء وعلى ضدِّه، وقوله: (( اليوم الآخر )) هو يوم القيامة وسُمِّي بالآخِر لأنَّه لا يومَ بعدَه إذ أنَّ الناس لهم أرْبَع مراحِل مرْحَلَة أُولَى في البطن، والمرحلة الثانية في الدنيا، والمرحلة الثالثة في القبور، والمرحلة الأخيرة متى؟ يوم القيامة ولهذا سُمِّي باليوم الآخر إذ أنَّه آخِرُ شيء آخر مرحلة تكُون لِلإنسان هو هذا اليوم فلِذلك سمي باليوم الآخر، (( ولا تعثوا في الأرض مفسدين )) لا تعثَوْا لا تُفْسِدوا وعلى هذا فـ(مفسدين) قال المؤلف فيها: " حال مؤكِّدَة لعاملِها " وش معنى مُؤكدة له؟ أي بمعناه، وهذا التأْكيد لفْظِي أو معنوي؟ عجيب!
الطالب: معنوي
الشيخ : ليش؟
الطالب: مو من ...
الشيخ : ليس مِن مادَّة الفعل لو قال: ولا تعثَوْا في الأرض عاثِين لكان لفظيًّا أمَّا هنا فإنه معنى لأنَّه أكده بالمعنى إذ أن العُثُوَّ يقول المؤلف: " مِن (عَثِى) بكسر المثَلَّثَة أفسَد " يقال عَثِى يعثَى كفرِح يفرَحُ أنتم ما تعرفون الأبْواب أبواب التصريف كم هي؟
الطالب: ثمانية
الشيخ : ستة، منها: باب فَعِلَ يَفْعَلُ كفرِحَ يفْرَح ورَضِي يرضَى وعَثِىَ على رأي المؤلف يعثَى ويجوز أن تكون مِن باب فَعَلَ يَفْعُلُ عَثَى يَعْثُو نعم وكلاهُما بمعنى أفسد ولهذا قال المؤلف " أفْسَد " وقوله: (( ولا تعثَوْا في الأرض مفسدين ) النهي هنا واضِح ولهذا جُزِم الفعل بحرف النون لا تعثَوا، لماذا يكُون الإفساد هل المرَاد الإفسادُ الحسي كهدم البناء وإفساد الأنهار وقطْعِ الأشجار ونحو ذلك أو أنَّ المراد الإفساد المعنوي أو كلاهما؟ كلاهُما فلَا يجوز الإفساد حتى في الأُمُور المادية ولهذا نَهَى النبي صلى الله عليه وسلم عن إِضَاعَةِ المال {ما هو هذا مكانك؟ ...} أقول: إنَّ الإفساد في الأرض يشمَلُ الإفساد بالمعاصي والإفساد الحِسِّي المادِّي نعم والدليل على هذا أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم نهَى عن إضاعَة المال، وروى أبو داوود أنَّهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلوا أرضًا فنَهَاهم عن قطْعِ أشجارِها لأنَّها للاسْتِظْلَال فهو إفسادٌ لها، ما هي مقابلة هؤلاء القوم لِهذه الدعوة التِي تدعو إلى الخير وتنهى عن الشر؟ تدعو إلى الخير في قوله: (( اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر )) وتنهى عن الشر في قوله: (( ولا تعثوا في الأرض مفسدين ))
الطالب: معنوي
الشيخ : ليش؟
الطالب: مو من ...
الشيخ : ليس مِن مادَّة الفعل لو قال: ولا تعثَوْا في الأرض عاثِين لكان لفظيًّا أمَّا هنا فإنه معنى لأنَّه أكده بالمعنى إذ أن العُثُوَّ يقول المؤلف: " مِن (عَثِى) بكسر المثَلَّثَة أفسَد " يقال عَثِى يعثَى كفرِح يفرَحُ أنتم ما تعرفون الأبْواب أبواب التصريف كم هي؟
الطالب: ثمانية
الشيخ : ستة، منها: باب فَعِلَ يَفْعَلُ كفرِحَ يفْرَح ورَضِي يرضَى وعَثِىَ على رأي المؤلف يعثَى ويجوز أن تكون مِن باب فَعَلَ يَفْعُلُ عَثَى يَعْثُو نعم وكلاهُما بمعنى أفسد ولهذا قال المؤلف " أفْسَد " وقوله: (( ولا تعثَوْا في الأرض مفسدين ) النهي هنا واضِح ولهذا جُزِم الفعل بحرف النون لا تعثَوا، لماذا يكُون الإفساد هل المرَاد الإفسادُ الحسي كهدم البناء وإفساد الأنهار وقطْعِ الأشجار ونحو ذلك أو أنَّ المراد الإفساد المعنوي أو كلاهما؟ كلاهُما فلَا يجوز الإفساد حتى في الأُمُور المادية ولهذا نَهَى النبي صلى الله عليه وسلم عن إِضَاعَةِ المال {ما هو هذا مكانك؟ ...} أقول: إنَّ الإفساد في الأرض يشمَلُ الإفساد بالمعاصي والإفساد الحِسِّي المادِّي نعم والدليل على هذا أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم نهَى عن إضاعَة المال، وروى أبو داوود أنَّهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلوا أرضًا فنَهَاهم عن قطْعِ أشجارِها لأنَّها للاسْتِظْلَال فهو إفسادٌ لها، ما هي مقابلة هؤلاء القوم لِهذه الدعوة التِي تدعو إلى الخير وتنهى عن الشر؟ تدعو إلى الخير في قوله: (( اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر )) وتنهى عن الشر في قوله: (( ولا تعثوا في الأرض مفسدين ))
1 - تتمة تفسير قوله تعالى : << و إلى مدين أخاهم شعيبا فقال ياقوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الأخر ولا تعثوا في الأرض مفسدين >> أستمع حفظ
قال الله تعالى : << فكذبوه فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين >>
الردّ: (( فكذَّبُوه )) هنا قال: (فكذَّبوه) مع أنَّ التكذِيب إنَّما يكون في الخبر وهو قال: اعبُدُوا الله وارجُوا ولا تعثَوْا وكُلُّ هذه الجمل الثلاث إنشَائِيَّة وليست خبرية وكان مُقتَضَى الظاهر أن يقول: فعصَوْه وهنا قال: فكذبوه الجواب: أن يُقال إنَّه قال لَهم هذه الأوامر أو هذَيْن الأمرَين والنَّهْي باعتباره رسولًا مِن عند الله فكذَّبوه أي بِدَعْوى الرِّسالَة وهذا أبْلَغ مِن العصيان لأنَّهم أنكَرُوا رسالتَه رأْسًا ما أقَرُّوا بالرسالة ثم قالوا نعصيك في هذا الشيء بل كذَّبوا بالرسالة رأسًا فكان هذا أبلغ مِن قوله: فعصوه فهمتُم هذا ولَّا لا؟ طيب قال: (( فكذبوه فأخذَتْهم الرجفة )) والفَائات هذه الفاء في قولِه: (فكذبوه) للتعقيب تعقِيب هذه الجملة لِما سبقها، وفي قوله: (( فأخذتهم )) يحتمل أن تكون الفاء للتعقيب وأن تكون للسببية فإنْ قلنا: للتعقيب فهو دليل على أنَّه بمجرَّد تكذيبِهم عوقبوا، وإن قلنا: إنها للسببية فإنه لا يلزم مِن ذلك أن تكون عقوبتُهم قريبَةً مِن تكذيبِهم، لأنَّه يجوز أنَّ الله أمهلهم بعد التكذيب ثم أخذَهم، على أنَّنا إذا جعلناها للسَّبَبِيَّة لا تنافي أو لا تمنع أن تكون العقوبة مباشَرَةً وعلى هذا فنقول: إِنَّ الأولى أن تكون للسببية مِن أولى من وُجوهٍ ثلاثة الوجه الأول دلالُتها على حِكْمَةِ العقُوبة وهي التكذيب، وثانيًا أنَّها أوسَعُ دلالةً مِن أن تكون الفاء للترتيب لأنَّها تشمَل ما أعْقَب الترتيب وما تأخَّرَ عنه، وثالثًا أننا نسْلَم مِن دعوى أنَّ الله سبحانه وتعالى لم يُمهِلْهُم وليس عندنا علمٌ بذلك فيكون اختيار أن تكون الفاء هنا للسببية أولَى، وقوله: (( فأخذتهم الرجفة )) (أخذتهم) أبلَغ مِن قوله أصابتْهُم لأنَّ الأخْذ دليل على أنَّه لا هوادَة فيه وأنَّه مُدَمِّر، والرَّجْفَة يقول: الزَّلْزَلَةُ الشَّدِيدَة، ما في آية ثانِيَة تدُلّ على أنَّها أخَذتهم الصيحة؟ لا لا
الطالب: قوم هود ورد فيهم الصيحة والرجفة أمَّا هنا ...
الشيخ : في سورة هود (( أخَذَتْهم الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين * كأن لم يغنَوا فيها ألا بُعدًا لمدين)) طيب إذًا أخَذَتْهم الرجفة وأخَذَتْهم الصيحة لا تنافِيَ بينهما، لِإمكانِ اجتماعهما إذ يكُون العذاب صَيْحَة صِيحَ بهم فسَمِعُوا ورَجَفَتْ بهم الأرض فيكُون عُوقبوا بالصَّوت وعُوقِبُوا بالفعل نعم بالأمرَين جميعًا قال: (( فأصبحوا )) نعم.
الطالب: .....
الشيخ : لا، لا ما هو معنَاه أنَّ السَّبَب هو ما بعدها إذا قِيل: للسببية فقد يكون السبب ما بعدَها وقد يكون ما بعدَها مسبَّبًا يعني فبسبَب تكذيبهم أخذَتْهم فيكون السبب سابقًا، إذا قلنا للسببية مو معناها أنَّها تدخُل على السبب فقط قد تدخُل على السبب وقد تدخُل على المسَبَّب قال: (( فأخذتهم الرجفة فأصبحوا )) والفَاء هنا نقول: إنَّها عاطفة نعم أو سبَبِيَّة تصلُح هذا وهذا (( أصبحوا في دارهم جاثمين )) جاثِمين بالنصب خبرًا لِأَصْبَح، وقوله: (( في دارهم جاثمين )) وفي آية أخرى (( في ديارهم )) ولا منافاة، وذلك لأنَّ (دار) مفرد مُضَاف والمفرد المضاف ... أقول: ديار ودار لا تنَافِي بينهما، لأن (دارَ) مفرد والمفرد المضاف يعُمّ ونطلب مِن الأخ مثالًا يدُلّ على أنَّ المفرد المضاف يعُمّ مِن القرآن ما أحد منكم مُسْتَحْضِر؟
الطالب: قوله تعالى: (( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ))
الشيخ : قوله تعالى: (( وإن تعدُّوا نعمة الله لا تحصوها )) نعمَة مفرد لكن يقينًا المراد به هنا الجمع بدليل قوله:
الطالب: (( وإن تعُدُّوا نعمةَ الله ))
الشيخ : لا (( لا تحصُوها )) لأن الواحد يُحْصَى، طيب إذًا دار وديار لا فرق بينهما مِن حيث المعنى، وقوله: (( جاثمين )) قال المؤلف: بارِكِين على الرُّكَب مَيِّتِين " - أعوذ بالله -هذا الجاثِم لِشِدَّة ما نزل بهم بَرَكُوا على ركبِهم ثم همَدُوا وصاروا جاثمين
الطالب: قوم هود ورد فيهم الصيحة والرجفة أمَّا هنا ...
الشيخ : في سورة هود (( أخَذَتْهم الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين * كأن لم يغنَوا فيها ألا بُعدًا لمدين)) طيب إذًا أخَذَتْهم الرجفة وأخَذَتْهم الصيحة لا تنافِيَ بينهما، لِإمكانِ اجتماعهما إذ يكُون العذاب صَيْحَة صِيحَ بهم فسَمِعُوا ورَجَفَتْ بهم الأرض فيكُون عُوقبوا بالصَّوت وعُوقِبُوا بالفعل نعم بالأمرَين جميعًا قال: (( فأصبحوا )) نعم.
الطالب: .....
الشيخ : لا، لا ما هو معنَاه أنَّ السَّبَب هو ما بعدها إذا قِيل: للسببية فقد يكون السبب ما بعدَها وقد يكون ما بعدَها مسبَّبًا يعني فبسبَب تكذيبهم أخذَتْهم فيكون السبب سابقًا، إذا قلنا للسببية مو معناها أنَّها تدخُل على السبب فقط قد تدخُل على السبب وقد تدخُل على المسَبَّب قال: (( فأخذتهم الرجفة فأصبحوا )) والفَاء هنا نقول: إنَّها عاطفة نعم أو سبَبِيَّة تصلُح هذا وهذا (( أصبحوا في دارهم جاثمين )) جاثِمين بالنصب خبرًا لِأَصْبَح، وقوله: (( في دارهم جاثمين )) وفي آية أخرى (( في ديارهم )) ولا منافاة، وذلك لأنَّ (دار) مفرد مُضَاف والمفرد المضاف ... أقول: ديار ودار لا تنَافِي بينهما، لأن (دارَ) مفرد والمفرد المضاف يعُمّ ونطلب مِن الأخ مثالًا يدُلّ على أنَّ المفرد المضاف يعُمّ مِن القرآن ما أحد منكم مُسْتَحْضِر؟
الطالب: قوله تعالى: (( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ))
الشيخ : قوله تعالى: (( وإن تعدُّوا نعمة الله لا تحصوها )) نعمَة مفرد لكن يقينًا المراد به هنا الجمع بدليل قوله:
الطالب: (( وإن تعُدُّوا نعمةَ الله ))
الشيخ : لا (( لا تحصُوها )) لأن الواحد يُحْصَى، طيب إذًا دار وديار لا فرق بينهما مِن حيث المعنى، وقوله: (( جاثمين )) قال المؤلف: بارِكِين على الرُّكَب مَيِّتِين " - أعوذ بالله -هذا الجاثِم لِشِدَّة ما نزل بهم بَرَكُوا على ركبِهم ثم همَدُوا وصاروا جاثمين
قال الله تعالى : << وعادا وثمودا وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين >>
قال تعالى: (( و-أهلكنا- عادًا وثمودًا )) بالصَّرْف وتركِه " الصَّرْف ما هُو الصرف؟ التَّنْوِين قال ابن مالك:
الصرف تنوينٌ أتى مُبَيِّنا معنى به يكون الاسم أمكنا
فهنا يجوز الصرف (ثمودًا) ويجوز تركُ الصرف وهما قراءَتان (ثمود) وهكذا كُلُّ أسماء القبائل يجُوز فيها مِن حيث الأصل الصَّرْف وعدمه في أسماء القبائل، فالصرف باعتبار الحَيّ وهو مُذَكَّر، وعدم الصرف باعتبار القبيلة وهي مؤنَّثَة، وعليه إذا قلنا: ثَمُود بدون صرف نقول: معطوف على عَادًا والمعطوف على المنصوب منصوب ولم يُنَوَّن لأنَّه لا ينصرف والمانِع لَه من الصَّرف العلَمية والتأنيث باعتبَارِه قبيلة، وعلى(ثمودًا) نقول (ثمودا) معطوف على (عادا) والمعطوف على المنصوب منصوب ونُوِّنَ لأنَّه مذكر باعتبار الحي، وقوله: (( عادا وثمود )) مفعولان لفعل محذوف التقدير كما قال المؤلف (أهلكنا عادا وثمودا) عاد أين محلُّهم؟ بالأحقاف لقوله تعالى: (( واذكر أخا عاد إذ أنذر قومَه بالأحقاف )) وثمود قومُ صالح بالحِجْر ديار ثمود معروفة إلى الآن، قال تعالى: (( وقد تبيَّن لَكُم --إهلاكهم- من مساكنِهم )) بالحجر واليمن " قد تبيَّن ظهَر (لكم) الخطاب لِمَن؟ نعم لِقريش لأنَّهم تبين لهم ويعرفونه، وقوله: (من مساكنهم) (مِن) على تقدِير المؤلف تكون سبَبِيَّة أي تَبَيَّن لكم إهلاكُنا إياهم بسبب رؤيتِكُم مساكِنَهم تكون للسببية، أفلا يجوز أن نجعل (من) للتبعيض ويكُون المعنى تبيَّن لكم مِن مساكنهم أي بعضُ مساكنهم؟ يمكن، لكني ما رأيت أحدا أعربها هذا الإعراب أي يمكن أن نجعل (من) تبعيضية أي تبيَّن لكم بعض والبعض قد زال فإنَّ المشاهد الآن المشاهد بعض هذه المساكن والآثار، أمَّا على تقدير المؤلف فيقول: إ مفعول (تبين) محذوف والتقدير تَبَيَّنَ لكُم ... فاعل (تبين) محذوف التقدير إهلاكُهُم، .. نقول: فاعل محذوف ولَّا نقول فاعل مستَتِر الفاعل يحذف ولا يستتر؟
الطالب: محذوف ...
الشيخ : هو ما يُقَال يحذف إلا في مكان لا يُمكن أن يُقَدَّر فيه كالمصدر مثلًا كما قالوا في قوله تعالى: (( أو إطعامٌ في يوم ذي مسغبة * يتيمًا )) قالوا إن الفاعل هنا محذوف لأنَّه ما يمكن استتاره بمصدر، أمَّا إذا كان يمكن استتَارُه فإنَّه يقال مستَتِر، نعم والمحذوف قد يكون عُمدة وقد يكون فَضْلة لكن الحقيقة أنَّ المؤلف كلامه يوهِم بأنَّه محذُوف .. لو قال المؤلف: وقد تبيَّن أي إهلاكُهم وجعلَها مُفَسِّرَة للمحذوف لكان أولى، (( مِن مساكِنِهم )) بالحِجْر واليَمَن " هذا الحجر واليمن لفّ ونَشْر مُشَوَّش ولَّا مرتب؟ لأن (بالحجر) يعود على ثمود وهو متَأَخِّر في القرآن، واليمن يعود على عَاد ومثل هذا لا ينبغِي يعني لا ينبغِي للمفَسِّر أو الشارح لِكلام أحد لا ينبغي أن يشرَحَهُ على هذا الترتيب، لأن الجاهل الذي لا يدري لو نحن ما ندري عن مكانِهم لقلنا: إنّ الحجر ..؟ لِعاد وقلنا: إنَّ اليمن لثمود، أي نعم قال: (( وزيَّنَ لهم الشيطانُ أعمالَهم )) هذه على تقدير (قد) يعني وقد (( زيَّنَ لهم الشيطانُ أعمالَهم )) مِن الكفر والمعاصي " زَيَّن بمعنى حَسَّن وجمل فحَسَّن لهم -والعياذ بالله- الأعمال مِن الشرك والمعاصي وقال: إن الشرك حسَن لأنَّكم تعبدون هذه الأصنام لِتُقَرِّبَكُم إلى الخالق (( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)) ثم إنَّكم ترجُونَها وتدعُونَها فيحصُل لكم المقصود لأنَّ الله تعالى قد يبتَلِي العابدين فيحصُل لهم مقصُودُهم عند هذا الشيء لا بِه، نحن الآن نقول عنده لا به، نعم يعني قد يدعُوا الصنم قد يدعوا النبي صلى الله عليه وسلم قد يدعُوا ملكًا مِن الملائكة فيقدِّرُ الله ابتلاءً وامتحانًا أن يكونَ هذا السبب عند دعائِه لهم، نحن المؤمنين نعلم بأنَّه ما حصَل به لكنه حصَل عندَه امتحانًا، والله سبحانه وتعالى قد يبتلي الإنسان بالامتحَان بالمعصية فتُسَهَّل له وتُزَيَّن له وقد مرَّ علينا أنَّ الله امتحَنَ اليهود بايش؟ بالحِيتَان تأتِي يومَ السبت ولا تأتِي في غيره، وابتلى الله الصحابة رضي الله عنهم بالصَّيْد تنَالُه أيديهم ورماحُهم وهم محرِمُون وهكذا أيضًا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( رجلٌ دعته امرأةٌ ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ) ما عندهم أحد لأنه لو كان عندهم قال أخاف من الناس يعني قال أخاف الله، فالإنسان قد يُبتلى بالمعصية امتحانًا، كذلك أيضا يقول الشيطان لهم: هؤلاء الأصنام إذا عبدتُّمُوها تُقَرِّبُكم إلى الله وتكُون وسيلة (( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله )) أمَّا المعاصي فكذلك أيضًا يُزَيِّنُها الشيطان للإنسان ويسَهِّلُها عليه ويقول أنت اعمل والرب غفور رحيم، اعمَل وتتوب، الدنيا أمامك ما دُمت لم يتِمَّ لك أربعون سنة فإنَّها لا تجِب عليك الصلوات ولا الصيام، إذا تميت أربعين سنة وبلغْتَ أشدك حينئذٍ تجِب عليك الصلاة والصيام هذا موجود الآن عند بعض المسلمين الجهال، وقوله هنا: (( زيَّن لهم الشيطان )) الشيطانُ وش وزن الشيطان؟
الطالب: فاعل (شطَن)
الشيخ : هو في الحقيقة ما له وزْن ما له قيمة لكن وزنُها اللفظي؟
الطالب: فعلان ..... بعضهم يقول: أصلها ...
الشيخ : ... إذا جعلناها مِن (شطن) فهي على وزن؟ يلَّا يا شيخ
الطالب: على وزن فيعال
الشيخ : فيعان على وزن فيعان؟
الطالب: أما إذا كان وزنها شَاط فتكون على وزن فعلان.
الشيخ : فعلان بالنون؟ طيب
الطالب: والراجح شطا والله أعلم.
الشيخ : شطا بمعنى بعد
الطالب: لا شاط
الشيخ : طيب لو كانت شاط لكانت النون
الطالب:...
الشيخ : إذا كانت زائدة ينصَرِف ولَّا ما ينصرف؟
الطالب: ... ممنوع من الصرف
الشيخ : طيب واللي بالقرآن (( حفظْنَاها مِن كل شيطانٍ رجيم )) مُنصَرِف ولَّا لا؟
الطالب: منصرف
الشيخ : هو منصرف لكن قد تقولون إن هذا مُنَكَّر وما فيه الألف والنون إذا كان مُنَكَّرًا فإنَّه ينصَرِف لأنَّ اللي فيه الألف والنون يُمنَع إذا كان وصفًا أو علمًا و(شيطان) ما هو وصف، على كل حال الأقرب أنَّها مِن شَطَن إذا بَعُد عن رحمة الله،
الطالب: .... علم؟
الشيخ : لا وقد يُراد به الجنس، الكلبُ الأسود شيطان ما هو عَلَم يعني شيْطَانٌ مِن الشياطين، ولذلك نقول في عبارةٍ للفقهاء قالوا: لا يجوز تأخيرُ القضاء إلى رمضانَ آخَر أو إلى رمضانٍ آخر؟ لا، إلى رمضانٍ آخر لأنَّه نكرة ما هو علَم، ... أي نعم المهم على كل حال أن الذي يظهر أنَّ الشيطان مِن شَطَن إذا بَعُد، وقوله: نعم (( زَيَّن لهم الشيطان أعمالَهم )) هنا أضَاف التزيِين إلى الشيطان وفي آية أخرى أضَاف التزيين سبحانه وتعالى إليه نفسه فقال: (( إنَّ الذين يؤمنون بالآخرة زيَّنا لهم أعمالهم فهم يعمَهُون )) فكيف نجمَع بين الآيتين أن يُضيفَ الله سبحانه وتعالى التزْيين مرةً إليه ومرةً إلى الشيطان؟
الطالب: باعتِبَار السبب وباعتبار الفاعِل الحقيقي، فالفاعل الحقيقي .. الله سبحانه وتعالى والسبب هو الشيطان
الشيخ : المزَيِّن هو الله،
الطالب: المزَيِّن الفاعل الحقيقي للتَّزْيين هو الله.
الشيخ : أيُّهم الذي باشَر التزيين.
الطالب: الشيطان.
الشيخ : إذًا هو الحقيقي.
الطالب: هو سبب طبعًا فإنَّه كله بقدر الله سبحانه وتعالى.
الشيخ : يعني معناه أنه أُضِيف التَّزيين إلى الله لأنَّه بقضائه وقدره، وأضيف التزيين إلى الشيطان لأنَّه مباشِرٌ له كذا؟ وهو كذلك فيُضاف إلى الله تعالى خَلْقًا وتقدِيرًا، ويضافُ إلى الشيطان مباشرةً، قال: (( زَيَّن لَهم الشيطان أعمالهم فصدَّهم عن السبيل )) صَدَّهم عن السبيل أي صَرَفَهم، وهذا مِن استعمال (صدَّ) متَعَدِّيًا لأنَّ (صد) تكون لازمًا ومتعديًا، إذا قلت: صدَّ الرجلُ عن سبيلِ الله فضَلّ. لازم ولَّا متعدي؟
الطالب: لازم.
الشيخ : صدَّ الرَّجل عن سَبِيلِ الله فضَلَّ؟ هذه لَازِمة نعم، ومثل هذه الآية (( فصدهم عن السبيل )) صرفَهم هذه متعَدِّيَة، قال: (( وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصُدُّون عنك صدودًا )) المصدَر الآن على وزْن فُعُول قال ابن مالك:
و(فَعَلَ) اللازم مثل (قعَد) له فُعُولِ
لكن (صدَّ) المتعدي ايش مصدره؟ لا، (صَد) المتعدي مصدرُه صَدًّا لقول ابن مالك:
فَعْلٌ قياس ُالمصدر المعَدَّى مِن ذي ثَلَاثة
نعم وأنا الحقيقة ليتي ما استشهدت بهذا، لأنَّكم تقولون أنه صار له فائدة، نعم على كل حَال (صد) تأتي لازمة ومتعَدية، ما تقولون في قوله تعالى: (( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ))[محمد:1] هل هي مِن اللَّازم ولَّا مِن المتعدي؟ (( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ))؟
الطالب: هذه لازِمَة ومتعدية،
طالب آخر: لازمة، المتعدية أعم
طالب آخر: إن قدَّرنا فهي متعدية لكن
الشيخ : هي متعدية لأنَّ (( الذين كفروا )) هذا صدُّهم هم، صدُّهم هم اللازم يدُلُّ عليه (( الذين كفروا )) فهي: صدوا عن سبيل الله أي غيرَهم هذا هو الأقرب، طيب يقول: (( فصدَّهم عن السبيل وكانوا )) عن السبيل (ال) في قولِه: (السبيل) للعهد الذهني المعلُوم وهو سبِيل الحق ولهذا قال المؤلف: " سبيلِ الحق " وهو سبيلُ الله عز وجل وسُمِّيَ سبيلَ الله، لأنَّه يوصِل إليه ولأنَّه هو الذي وضعَه لِعبادِه كما في قوله تعالى: (( صراط الله الذي له ما في السماوات )) نعم، وقد يُضاف إلى المؤمنين كقوله تعالى: (( ويَتَّبِع غيرَ سبيل المؤمنين )) فكيف نجمَع بينهما يا آدَم؟ السَّبِيل أحيانًا يضيفه الله إلى نفسِه كما في قوله: (( وصدوا عن سبيل الله )) وأحيانًا يضيفه الله إلى المؤمنين كما في قوله: (( ويتَّبع غير سبيل المؤمنين )) كيف تجمَع بينهم؟
الطالب: ..... سبيل المؤمنين هو سبيل الله
الشيخ : هو سبيل الله، لكن لماذا أُضِيف إلى المؤمنين مرَّة وإلى الله مرَّة؟
الطالب: لأنَّ المؤمنين هم المتبعون الله ..
الشيخ : أحسنْت تمام، وأُضيف إلى الله -مثل ما قلنا قبل قليل- لأنَّه يوصل إليه وهو الذي شرعَه لعباده وبيَّنَه وجعلَه لهم نعم، قال: (( فصدَّهم عن السبيل وكانوا مستَبْصِرين )) ذَوي بصَائِر " يعني أنَّه سبحانه وتعالى أعطَاهم مِن العقول والبصائر ما يمكِنُهم الاهتداءُ به وقد ذكر الله ذلك في قوم صالِح صريحًا فقال: (( وأما ثمود فهديناهم فاستحَبُّوا العمى على الهدى )) هم عندهم بصَائِر وعندَهم عِلْم لكنَّهم كانُوا مستكْبِرِين والعياذ بالله فهم صدَّهم عن السبيل مع أنَّ الله أعطَاهم ما يتمَكَّنُون به مِن مُدَافَعَة الشيطان ولكن غُلِبُوا على أمرِهم بما زَيَّن لهم الشيطان.
الطالب: شيخ الآية: الكفار .. لا يفْقَهُون (( صُمٌّ بُكْمٌ عمي فهم لا يعقلون )).
الشيخ : نحن قلنا: إنَّ العقل عقْلَان
الطالب: هنا (مستبصرين)
الشيخ : مستبصرين يعني معناه أن عندهم بصِيرَة يعني عندهم عُقُول يدرِكُون بها لكن ليس عندهم عقول يهْتَدُون بها يعني بمعْنَى أنهم اهتَدَوا بها، ما انتفعوا بها فهم عندهم بصائر مَعْرِفة لكنَّهم ما انتفعوا بها،
الطالب: هل .. بصيرة ...
الشيخ : اي نعم يكون عنده بصيرة لكنه ما عنده اهتداء بهذه البصيرة،
الطالب: ... البصيرة ...
الشيخ : أي نعم ما اهتَدَوا بها فيكون المعنى أنَّهم عندهم عِلْم وبصر يُدْركون به الأشياء لكنَّهم ما انتفعوا بها، وقوله: (( وكانوا مستبصرين ))
الصرف تنوينٌ أتى مُبَيِّنا معنى به يكون الاسم أمكنا
فهنا يجوز الصرف (ثمودًا) ويجوز تركُ الصرف وهما قراءَتان (ثمود) وهكذا كُلُّ أسماء القبائل يجُوز فيها مِن حيث الأصل الصَّرْف وعدمه في أسماء القبائل، فالصرف باعتبار الحَيّ وهو مُذَكَّر، وعدم الصرف باعتبار القبيلة وهي مؤنَّثَة، وعليه إذا قلنا: ثَمُود بدون صرف نقول: معطوف على عَادًا والمعطوف على المنصوب منصوب ولم يُنَوَّن لأنَّه لا ينصرف والمانِع لَه من الصَّرف العلَمية والتأنيث باعتبَارِه قبيلة، وعلى(ثمودًا) نقول (ثمودا) معطوف على (عادا) والمعطوف على المنصوب منصوب ونُوِّنَ لأنَّه مذكر باعتبار الحي، وقوله: (( عادا وثمود )) مفعولان لفعل محذوف التقدير كما قال المؤلف (أهلكنا عادا وثمودا) عاد أين محلُّهم؟ بالأحقاف لقوله تعالى: (( واذكر أخا عاد إذ أنذر قومَه بالأحقاف )) وثمود قومُ صالح بالحِجْر ديار ثمود معروفة إلى الآن، قال تعالى: (( وقد تبيَّن لَكُم --إهلاكهم- من مساكنِهم )) بالحجر واليمن " قد تبيَّن ظهَر (لكم) الخطاب لِمَن؟ نعم لِقريش لأنَّهم تبين لهم ويعرفونه، وقوله: (من مساكنهم) (مِن) على تقدِير المؤلف تكون سبَبِيَّة أي تَبَيَّن لكم إهلاكُنا إياهم بسبب رؤيتِكُم مساكِنَهم تكون للسببية، أفلا يجوز أن نجعل (من) للتبعيض ويكُون المعنى تبيَّن لكم مِن مساكنهم أي بعضُ مساكنهم؟ يمكن، لكني ما رأيت أحدا أعربها هذا الإعراب أي يمكن أن نجعل (من) تبعيضية أي تبيَّن لكم بعض والبعض قد زال فإنَّ المشاهد الآن المشاهد بعض هذه المساكن والآثار، أمَّا على تقدير المؤلف فيقول: إ مفعول (تبين) محذوف والتقدير تَبَيَّنَ لكُم ... فاعل (تبين) محذوف التقدير إهلاكُهُم، .. نقول: فاعل محذوف ولَّا نقول فاعل مستَتِر الفاعل يحذف ولا يستتر؟
الطالب: محذوف ...
الشيخ : هو ما يُقَال يحذف إلا في مكان لا يُمكن أن يُقَدَّر فيه كالمصدر مثلًا كما قالوا في قوله تعالى: (( أو إطعامٌ في يوم ذي مسغبة * يتيمًا )) قالوا إن الفاعل هنا محذوف لأنَّه ما يمكن استتاره بمصدر، أمَّا إذا كان يمكن استتَارُه فإنَّه يقال مستَتِر، نعم والمحذوف قد يكون عُمدة وقد يكون فَضْلة لكن الحقيقة أنَّ المؤلف كلامه يوهِم بأنَّه محذُوف .. لو قال المؤلف: وقد تبيَّن أي إهلاكُهم وجعلَها مُفَسِّرَة للمحذوف لكان أولى، (( مِن مساكِنِهم )) بالحِجْر واليَمَن " هذا الحجر واليمن لفّ ونَشْر مُشَوَّش ولَّا مرتب؟ لأن (بالحجر) يعود على ثمود وهو متَأَخِّر في القرآن، واليمن يعود على عَاد ومثل هذا لا ينبغِي يعني لا ينبغِي للمفَسِّر أو الشارح لِكلام أحد لا ينبغي أن يشرَحَهُ على هذا الترتيب، لأن الجاهل الذي لا يدري لو نحن ما ندري عن مكانِهم لقلنا: إنّ الحجر ..؟ لِعاد وقلنا: إنَّ اليمن لثمود، أي نعم قال: (( وزيَّنَ لهم الشيطانُ أعمالَهم )) هذه على تقدير (قد) يعني وقد (( زيَّنَ لهم الشيطانُ أعمالَهم )) مِن الكفر والمعاصي " زَيَّن بمعنى حَسَّن وجمل فحَسَّن لهم -والعياذ بالله- الأعمال مِن الشرك والمعاصي وقال: إن الشرك حسَن لأنَّكم تعبدون هذه الأصنام لِتُقَرِّبَكُم إلى الخالق (( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)) ثم إنَّكم ترجُونَها وتدعُونَها فيحصُل لكم المقصود لأنَّ الله تعالى قد يبتَلِي العابدين فيحصُل لهم مقصُودُهم عند هذا الشيء لا بِه، نحن الآن نقول عنده لا به، نعم يعني قد يدعُوا الصنم قد يدعوا النبي صلى الله عليه وسلم قد يدعُوا ملكًا مِن الملائكة فيقدِّرُ الله ابتلاءً وامتحانًا أن يكونَ هذا السبب عند دعائِه لهم، نحن المؤمنين نعلم بأنَّه ما حصَل به لكنه حصَل عندَه امتحانًا، والله سبحانه وتعالى قد يبتلي الإنسان بالامتحَان بالمعصية فتُسَهَّل له وتُزَيَّن له وقد مرَّ علينا أنَّ الله امتحَنَ اليهود بايش؟ بالحِيتَان تأتِي يومَ السبت ولا تأتِي في غيره، وابتلى الله الصحابة رضي الله عنهم بالصَّيْد تنَالُه أيديهم ورماحُهم وهم محرِمُون وهكذا أيضًا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( رجلٌ دعته امرأةٌ ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ) ما عندهم أحد لأنه لو كان عندهم قال أخاف من الناس يعني قال أخاف الله، فالإنسان قد يُبتلى بالمعصية امتحانًا، كذلك أيضا يقول الشيطان لهم: هؤلاء الأصنام إذا عبدتُّمُوها تُقَرِّبُكم إلى الله وتكُون وسيلة (( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله )) أمَّا المعاصي فكذلك أيضًا يُزَيِّنُها الشيطان للإنسان ويسَهِّلُها عليه ويقول أنت اعمل والرب غفور رحيم، اعمَل وتتوب، الدنيا أمامك ما دُمت لم يتِمَّ لك أربعون سنة فإنَّها لا تجِب عليك الصلوات ولا الصيام، إذا تميت أربعين سنة وبلغْتَ أشدك حينئذٍ تجِب عليك الصلاة والصيام هذا موجود الآن عند بعض المسلمين الجهال، وقوله هنا: (( زيَّن لهم الشيطان )) الشيطانُ وش وزن الشيطان؟
الطالب: فاعل (شطَن)
الشيخ : هو في الحقيقة ما له وزْن ما له قيمة لكن وزنُها اللفظي؟
الطالب: فعلان ..... بعضهم يقول: أصلها ...
الشيخ : ... إذا جعلناها مِن (شطن) فهي على وزن؟ يلَّا يا شيخ
الطالب: على وزن فيعال
الشيخ : فيعان على وزن فيعان؟
الطالب: أما إذا كان وزنها شَاط فتكون على وزن فعلان.
الشيخ : فعلان بالنون؟ طيب
الطالب: والراجح شطا والله أعلم.
الشيخ : شطا بمعنى بعد
الطالب: لا شاط
الشيخ : طيب لو كانت شاط لكانت النون
الطالب:...
الشيخ : إذا كانت زائدة ينصَرِف ولَّا ما ينصرف؟
الطالب: ... ممنوع من الصرف
الشيخ : طيب واللي بالقرآن (( حفظْنَاها مِن كل شيطانٍ رجيم )) مُنصَرِف ولَّا لا؟
الطالب: منصرف
الشيخ : هو منصرف لكن قد تقولون إن هذا مُنَكَّر وما فيه الألف والنون إذا كان مُنَكَّرًا فإنَّه ينصَرِف لأنَّ اللي فيه الألف والنون يُمنَع إذا كان وصفًا أو علمًا و(شيطان) ما هو وصف، على كل حال الأقرب أنَّها مِن شَطَن إذا بَعُد عن رحمة الله،
الطالب: .... علم؟
الشيخ : لا وقد يُراد به الجنس، الكلبُ الأسود شيطان ما هو عَلَم يعني شيْطَانٌ مِن الشياطين، ولذلك نقول في عبارةٍ للفقهاء قالوا: لا يجوز تأخيرُ القضاء إلى رمضانَ آخَر أو إلى رمضانٍ آخر؟ لا، إلى رمضانٍ آخر لأنَّه نكرة ما هو علَم، ... أي نعم المهم على كل حال أن الذي يظهر أنَّ الشيطان مِن شَطَن إذا بَعُد، وقوله: نعم (( زَيَّن لهم الشيطان أعمالَهم )) هنا أضَاف التزيِين إلى الشيطان وفي آية أخرى أضَاف التزيين سبحانه وتعالى إليه نفسه فقال: (( إنَّ الذين يؤمنون بالآخرة زيَّنا لهم أعمالهم فهم يعمَهُون )) فكيف نجمَع بين الآيتين أن يُضيفَ الله سبحانه وتعالى التزْيين مرةً إليه ومرةً إلى الشيطان؟
الطالب: باعتِبَار السبب وباعتبار الفاعِل الحقيقي، فالفاعل الحقيقي .. الله سبحانه وتعالى والسبب هو الشيطان
الشيخ : المزَيِّن هو الله،
الطالب: المزَيِّن الفاعل الحقيقي للتَّزْيين هو الله.
الشيخ : أيُّهم الذي باشَر التزيين.
الطالب: الشيطان.
الشيخ : إذًا هو الحقيقي.
الطالب: هو سبب طبعًا فإنَّه كله بقدر الله سبحانه وتعالى.
الشيخ : يعني معناه أنه أُضِيف التَّزيين إلى الله لأنَّه بقضائه وقدره، وأضيف التزيين إلى الشيطان لأنَّه مباشِرٌ له كذا؟ وهو كذلك فيُضاف إلى الله تعالى خَلْقًا وتقدِيرًا، ويضافُ إلى الشيطان مباشرةً، قال: (( زَيَّن لَهم الشيطان أعمالهم فصدَّهم عن السبيل )) صَدَّهم عن السبيل أي صَرَفَهم، وهذا مِن استعمال (صدَّ) متَعَدِّيًا لأنَّ (صد) تكون لازمًا ومتعديًا، إذا قلت: صدَّ الرجلُ عن سبيلِ الله فضَلّ. لازم ولَّا متعدي؟
الطالب: لازم.
الشيخ : صدَّ الرَّجل عن سَبِيلِ الله فضَلَّ؟ هذه لَازِمة نعم، ومثل هذه الآية (( فصدهم عن السبيل )) صرفَهم هذه متعَدِّيَة، قال: (( وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصُدُّون عنك صدودًا )) المصدَر الآن على وزْن فُعُول قال ابن مالك:
و(فَعَلَ) اللازم مثل (قعَد) له فُعُولِ
لكن (صدَّ) المتعدي ايش مصدره؟ لا، (صَد) المتعدي مصدرُه صَدًّا لقول ابن مالك:
فَعْلٌ قياس ُالمصدر المعَدَّى مِن ذي ثَلَاثة
نعم وأنا الحقيقة ليتي ما استشهدت بهذا، لأنَّكم تقولون أنه صار له فائدة، نعم على كل حَال (صد) تأتي لازمة ومتعَدية، ما تقولون في قوله تعالى: (( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ))[محمد:1] هل هي مِن اللَّازم ولَّا مِن المتعدي؟ (( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ))؟
الطالب: هذه لازِمَة ومتعدية،
طالب آخر: لازمة، المتعدية أعم
طالب آخر: إن قدَّرنا فهي متعدية لكن
الشيخ : هي متعدية لأنَّ (( الذين كفروا )) هذا صدُّهم هم، صدُّهم هم اللازم يدُلُّ عليه (( الذين كفروا )) فهي: صدوا عن سبيل الله أي غيرَهم هذا هو الأقرب، طيب يقول: (( فصدَّهم عن السبيل وكانوا )) عن السبيل (ال) في قولِه: (السبيل) للعهد الذهني المعلُوم وهو سبِيل الحق ولهذا قال المؤلف: " سبيلِ الحق " وهو سبيلُ الله عز وجل وسُمِّيَ سبيلَ الله، لأنَّه يوصِل إليه ولأنَّه هو الذي وضعَه لِعبادِه كما في قوله تعالى: (( صراط الله الذي له ما في السماوات )) نعم، وقد يُضاف إلى المؤمنين كقوله تعالى: (( ويَتَّبِع غيرَ سبيل المؤمنين )) فكيف نجمَع بينهما يا آدَم؟ السَّبِيل أحيانًا يضيفه الله إلى نفسِه كما في قوله: (( وصدوا عن سبيل الله )) وأحيانًا يضيفه الله إلى المؤمنين كما في قوله: (( ويتَّبع غير سبيل المؤمنين )) كيف تجمَع بينهم؟
الطالب: ..... سبيل المؤمنين هو سبيل الله
الشيخ : هو سبيل الله، لكن لماذا أُضِيف إلى المؤمنين مرَّة وإلى الله مرَّة؟
الطالب: لأنَّ المؤمنين هم المتبعون الله ..
الشيخ : أحسنْت تمام، وأُضيف إلى الله -مثل ما قلنا قبل قليل- لأنَّه يوصل إليه وهو الذي شرعَه لعباده وبيَّنَه وجعلَه لهم نعم، قال: (( فصدَّهم عن السبيل وكانوا مستَبْصِرين )) ذَوي بصَائِر " يعني أنَّه سبحانه وتعالى أعطَاهم مِن العقول والبصائر ما يمكِنُهم الاهتداءُ به وقد ذكر الله ذلك في قوم صالِح صريحًا فقال: (( وأما ثمود فهديناهم فاستحَبُّوا العمى على الهدى )) هم عندهم بصَائِر وعندَهم عِلْم لكنَّهم كانُوا مستكْبِرِين والعياذ بالله فهم صدَّهم عن السبيل مع أنَّ الله أعطَاهم ما يتمَكَّنُون به مِن مُدَافَعَة الشيطان ولكن غُلِبُوا على أمرِهم بما زَيَّن لهم الشيطان.
الطالب: شيخ الآية: الكفار .. لا يفْقَهُون (( صُمٌّ بُكْمٌ عمي فهم لا يعقلون )).
الشيخ : نحن قلنا: إنَّ العقل عقْلَان
الطالب: هنا (مستبصرين)
الشيخ : مستبصرين يعني معناه أن عندهم بصِيرَة يعني عندهم عُقُول يدرِكُون بها لكن ليس عندهم عقول يهْتَدُون بها يعني بمعْنَى أنهم اهتَدَوا بها، ما انتفعوا بها فهم عندهم بصائر مَعْرِفة لكنَّهم ما انتفعوا بها،
الطالب: هل .. بصيرة ...
الشيخ : اي نعم يكون عنده بصيرة لكنه ما عنده اهتداء بهذه البصيرة،
الطالب: ... البصيرة ...
الشيخ : أي نعم ما اهتَدَوا بها فيكون المعنى أنَّهم عندهم عِلْم وبصر يُدْركون به الأشياء لكنَّهم ما انتفعوا بها، وقوله: (( وكانوا مستبصرين ))
3 - قال الله تعالى : << وعادا وثمودا وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين >> أستمع حفظ
قال الله تعالى : << وقارون وفرعون وهامان و لقد جآءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الأرض وماكانوا سابقين >>
وقال تعالى: (( و -أهلكنا- قارُون وفِرْعَون وهامان )) المؤلف قال: " أهلكنا " وهذا التقدير باعتبار السِّيَاق يعني أنَّ السياق يَدُلُّ على أنَّ هناك شيئًا مضمرًا وهو (أهلكنا)، قارون رجلٌ تاجر مِن بني إسرائيل ولكنَّه -كما قال الله عز وجل- بغَى عليهم، وقد أعطاه الله تعالى مالًا عظيمًا حتى إنَّ مفاتِحَه تثقُل بالعصبة بالجماعة مِن الناس هذه المفاتِح مفاتِحُ الخزائن، ولهذا ما آمَن بموسى اغتَرَّ بمالِه والعياذ بالله فلم يُؤْمِن بربّه، وفرعون معروف هو مَلِك مِصْر الذي ادَّعى أنَّه الرب وقال: (أنا ربكم الأعلى)، وهامَان وزيرُه وإنَّما قَدَّم قارون لِعُلُوِّ نسبِه لأنَّه مِن بني إسرائيل وهم أشرَف مِن الأقباط، وقدَّم فرعون على هامَان لعلُوِّ مرتبتِه عليه، وقوله: (( وقارون وفرعون وهامان )) لو قال قائل: أليس هذا الترتيب مِن بابِ البداءَة بالأدنى؟ الجواب: لا، لو كان مِن باب الأدنى لقال: قارُون وهامَان وفرعون نعم.
الطالب: ..... بعض .. قال: إن قارون كان مِن أحسن الناس صوتًا بالتوراة ثم اغتَرَّ بذلك.
الشيخ : ما ندري عن هذا إذا ما جاء به نَصّ ما .. (( وفرعون وهامان ولقد جاءَهم موسى )) كل هذه (( قارون وفرعون وهامان )) كلها لا تنصَرِف المانع منِ الصَّرْف
الطالب: العلمية والعجمة
الشيخ : العلَمِيَّة والعجمة نعم (( ولقد جاءَهم )) مِن قبلُ (( موسى بالبَيِّنَات )) بِالحُجَج الظاهرات (( فاسْتَكْبَرُوا في الأرض وما كانوا سابِقِين )) " (ولقد جاءَهم) هذه الجملة كما تمُرّ علينا كثيرًا مؤكَّدة بثلاثة مؤكدات وهي القسَمُ المقَدَّر واللام و(قد)، وقوله: (( ولقد جاءهم )) مِن قبلُ (( موسى )) قبْل ايش؟ قبل الهلاك؟ ولَّا قبل عاد وثمود؟
الطالب: قبل ...
الشيخ : نعم، (( موسى بالبينات )) الباء هنا للمصاحبة يعني: أتاهم إتيانًا مصحوبًا بالبَيِّنَات لأنَّ الله تعالى لا يُرسل رسولًا إلَّا أعطاه مِن البينات ما يؤمِنُ على مثله البشَر، لأنَّها الحكمة والرحمة تقتضِي هكذا إذْ ليس مِن المعلُوم وليس مِن الحكمة أن يُرسَل رجلٌ إلى الناس ويقول: إني رسول الله بدون بَيِّنَة ولَّا لا؟ فلا بُدَّ مِن بينة آية واضِحَة تدُلُّ على أنَّه رسول ولهذا قال بالبَيِّنَات أي بالآيات البينات قال المؤلف: الحجج الظاهرات " منها مثلًا العصَا ومنها اليَد وكذلك السِّنِين التي أُخذُوا بها ولكن مع هذا ما انتفعوا نسأل الله العافية، قال: (( فاستكبروا في الأرض )) استكبروا بمعنى تكَبَّرُوا وعلَوا وارتَفَعُوا على الحقّ ولم يقبلوا وتعرفون ما جرى لِموسى مع فرعون مِن المناظرة والتَّهديد حتى وصَل به الحال إلى أن قال: لأجعلنك من المسجونين، (( فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين )) فائتين عذابنَا " يعني ما كانوا سابقين لنا لم يسبِقُونا والسَّبْق بمعنى الفَوات فأنت مثلًا إذا سابقْتَ إنسان وسبقَك أي فاتَك وعجَزْتَ عنه، هؤلاء مع استكبارهم وعظمتهم وعلوهم ما سبقوا الله عز وجل أبدًا: أمَّا قارون فخسَفَ الله به وبدارِه الأرض وبقِيَ فيها إلى يوم القيامة وما نفعَه لا بيتُه الذي احتَمَى به ولا مالُه الذي كنَزَه، وأمَّا فرعون وهامان فأغرقَهم الله عز وجل بِما كان فرعون يفتخِرُ به قال لقومه: (( يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ ))[الزخرف:51] فأخرجَه مِن مصر وأهلكه بمثلِ ما افتخَر به، افتخَر بالأنهار فأُهلِك بايش؟ أهلك بالمـَاء فأهلكَه الله فمَا فاتَوا الله عز وجل، مع أنَّ فرعون حين إهلاكِه كان يظُنُّ أنه منتصر لأنَّه أرسلَ في المدائن حاشِرين فجمعوا الناس واتَّبعُوا موسى وقومَه على أنَّهم أمْر يسير في .. لأنهم قالوا: ما له إلَّا البحر إمَّا يسقط في البحر أو نأخذهم أخذًا لا هَوادَة فيه فكان الأمر والحمد لله بالعكس أهلَكَ الله فرعون وقومه وأنجَى موسى وقومَه: قال سبحانه وتعالى: (( فكلًّا )) مِن المذكورِين (( أخذْنَا بذنبِه )).
الطالب: ..... بعض .. قال: إن قارون كان مِن أحسن الناس صوتًا بالتوراة ثم اغتَرَّ بذلك.
الشيخ : ما ندري عن هذا إذا ما جاء به نَصّ ما .. (( وفرعون وهامان ولقد جاءَهم موسى )) كل هذه (( قارون وفرعون وهامان )) كلها لا تنصَرِف المانع منِ الصَّرْف
الطالب: العلمية والعجمة
الشيخ : العلَمِيَّة والعجمة نعم (( ولقد جاءَهم )) مِن قبلُ (( موسى بالبَيِّنَات )) بِالحُجَج الظاهرات (( فاسْتَكْبَرُوا في الأرض وما كانوا سابِقِين )) " (ولقد جاءَهم) هذه الجملة كما تمُرّ علينا كثيرًا مؤكَّدة بثلاثة مؤكدات وهي القسَمُ المقَدَّر واللام و(قد)، وقوله: (( ولقد جاءهم )) مِن قبلُ (( موسى )) قبْل ايش؟ قبل الهلاك؟ ولَّا قبل عاد وثمود؟
الطالب: قبل ...
الشيخ : نعم، (( موسى بالبينات )) الباء هنا للمصاحبة يعني: أتاهم إتيانًا مصحوبًا بالبَيِّنَات لأنَّ الله تعالى لا يُرسل رسولًا إلَّا أعطاه مِن البينات ما يؤمِنُ على مثله البشَر، لأنَّها الحكمة والرحمة تقتضِي هكذا إذْ ليس مِن المعلُوم وليس مِن الحكمة أن يُرسَل رجلٌ إلى الناس ويقول: إني رسول الله بدون بَيِّنَة ولَّا لا؟ فلا بُدَّ مِن بينة آية واضِحَة تدُلُّ على أنَّه رسول ولهذا قال بالبَيِّنَات أي بالآيات البينات قال المؤلف: الحجج الظاهرات " منها مثلًا العصَا ومنها اليَد وكذلك السِّنِين التي أُخذُوا بها ولكن مع هذا ما انتفعوا نسأل الله العافية، قال: (( فاستكبروا في الأرض )) استكبروا بمعنى تكَبَّرُوا وعلَوا وارتَفَعُوا على الحقّ ولم يقبلوا وتعرفون ما جرى لِموسى مع فرعون مِن المناظرة والتَّهديد حتى وصَل به الحال إلى أن قال: لأجعلنك من المسجونين، (( فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين )) فائتين عذابنَا " يعني ما كانوا سابقين لنا لم يسبِقُونا والسَّبْق بمعنى الفَوات فأنت مثلًا إذا سابقْتَ إنسان وسبقَك أي فاتَك وعجَزْتَ عنه، هؤلاء مع استكبارهم وعظمتهم وعلوهم ما سبقوا الله عز وجل أبدًا: أمَّا قارون فخسَفَ الله به وبدارِه الأرض وبقِيَ فيها إلى يوم القيامة وما نفعَه لا بيتُه الذي احتَمَى به ولا مالُه الذي كنَزَه، وأمَّا فرعون وهامان فأغرقَهم الله عز وجل بِما كان فرعون يفتخِرُ به قال لقومه: (( يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ ))[الزخرف:51] فأخرجَه مِن مصر وأهلكه بمثلِ ما افتخَر به، افتخَر بالأنهار فأُهلِك بايش؟ أهلك بالمـَاء فأهلكَه الله فمَا فاتَوا الله عز وجل، مع أنَّ فرعون حين إهلاكِه كان يظُنُّ أنه منتصر لأنَّه أرسلَ في المدائن حاشِرين فجمعوا الناس واتَّبعُوا موسى وقومَه على أنَّهم أمْر يسير في .. لأنهم قالوا: ما له إلَّا البحر إمَّا يسقط في البحر أو نأخذهم أخذًا لا هَوادَة فيه فكان الأمر والحمد لله بالعكس أهلَكَ الله فرعون وقومه وأنجَى موسى وقومَه: قال سبحانه وتعالى: (( فكلًّا )) مِن المذكورِين (( أخذْنَا بذنبِه )).
4 - قال الله تعالى : << وقارون وفرعون وهامان و لقد جآءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الأرض وماكانوا سابقين >> أستمع حفظ
الأسئلة
الطالب: ...... كانوا سابقين لغيرِهم ...
الشيخ : لا ... لأنه .. الزمن يعني؟ لا هم سابقين أيضًا بالزمن متقدمين كثيرًا، ... (فاستكبروا في الأرض) لا الظاهر أنه الاستئْنَاف ... اي نعم أحسن
الشيخ : لا ... لأنه .. الزمن يعني؟ لا هم سابقين أيضًا بالزمن متقدمين كثيرًا، ... (فاستكبروا في الأرض) لا الظاهر أنه الاستئْنَاف ... اي نعم أحسن
قال الله تعالى : << فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوآ أنفسهم يظلمون >>
(( فكلًّا )) قال المؤلف:" مِن المذكورين " والمعروف المقدَّر فكلّ أحد لكن المؤلف منعَه مِن تقدير (أحد) أنَّ (كُلًّا) منونة وهو لا يُحب أن يغيِّر لفظ القرآن ولهذا قال: مِن المذكورين " والتنوين في (كل) هنا يقول النحويين: إنَّه تنوين عوضٍ عن كلمة، أي: فكلُّ واحد أو فكلُّ أحد، والتنوين كما هو معرُوف لكم وهو بحثه ما هو ب .. قد يكون عوض عن كلمة كما هنا، وقد يكون عوضًا عن حرف كما في (جوارٍ وغواش)، وقد يكون عوضًا عن جملة كما في (إذٍ) وأنتم حينئَذٍ ويومَئِذٍ وما أشبهَها، قال: (( فكلا أخذنا بذنبه )) يعني (كلا) مِن هؤلاء أخذَه الله عز وجل بذنبِه والباء في قوله: (بذنبه) تكون سبَبِيَّة والمعاوضة ومقابلة يعني أنَّهم بسبب ذنوبِهم أُخذُوا وعلى قدرِ ذنوبهم أخذُوا أيضا فالباء هنا سببية وعِوَضِيَّة أي أنَّهم أُخذُوا بسبب الذنب لكن ما تجَاوز الله بِهم أكثر مما يستَحِقُّون بل بالسَّبب والقدْر، وقوله: (بذنبه) في القرآن الكريم جاءت أيضًا بذنُوبهم (( أهلكناهم بذنوبهم )) والجمعُ بين الجمع والإفراد يسِير أن يُقال إنَّ الإفراد هنا مُضَاف فيَعُمّ أي بذُنُوبهم، والذنوب هي المعاصي سواءٌ كانت كبيرة أو صغيرة وهي هنا بلا شك مِن أكبَر الكبائر (فمِنهم) هذا لتفصيل لأن قوله: (بذنبه) مجمل فُصِّل بقوله: (( فَمنهم مَن أرسلْنَا عليه حاصبًا )) أرسلْنَا عليه ولم يقل: إليه، لأنّه هنا إرسال عذاب فهو عالٍ عليهم، وليس إرسال خطاب حتى نقول إنَّ غايَة هذا الخطاب المرسَل إليه، فهو إرسالُ عذابٍ، (( أرسلنا عليهم حاصبا )) ريحًا عاصفة فيها حصباءُ كقوم لوط "
الطالب: (( إنا أرسلنا عليهم حاصبا ))
الشيخ : اي بس هذا فيه نظَر لأنَّ المفهوم في قوم لوط أنَّ الذي أُرسِل عليهم مِن السماء أو لا؟ حاصبًا من السماء وهي حجارة مِن سجيل مثل الذي أُرسِل على أصحَاب الفِيل أو لا؟ وليست هي مِن الحصباء التي تثيرُها الرياح ولا علِمْنَا أنَّ الله تعالى أرسل الرياح على قوم لوط ولو كانت رياحًا تحمل الحصباء لبيَن الله عز وجل فيقال: إننا أرسلنا عليه حاصبا كقومِ لوط صح فإنَّ الله تعالى أرسَل عليهم حاصبًا مِن السماء تحصِبُهم حجارة من سجيل، (( ومنهم من أخذته الصيحة )) يقول المؤلف: " كثمود " قوم صالح وشُعيب أصحاب مدين ما أخذتهم الصيحة؟ أي نعم،
الطالب: ... أخذَتْهم الرجفة
الشيخ : هنا لكن في آية أخرى أخذَتهم الصيحة، (( ومنهم من خسفنا به الأرض )) مثل قارون (( ومنهم من أغرقنا )) كقوم نوح وفرعون وقومِه " هؤلاء أهلكوا بالغرق أمَّا فرعون وقومه فغَرِقُوا بالبحر الأحمر، وأمَّا ثانيًا؟
الطالب: ... نوح فبالطوفان
الشيخ : نوح فبالطُّوفَان العظيم الذي أمَرَ الله سبحانه وتعالى السماء ففَتَّح أبوابَها بماءٍ منهمر وفجَّرَ الأرض عيونًا شوف سبحان الله التعبِير ما قال فجرَّنَا عُيُون الأرض لو كان التعبير فجرنا عيون الأرض لكان فيه شيء كثير مِن اليابس ما تفَجَّر وإنما تفجَّرَت العيون لو كان التعبير فجَّرْنا عيون الأرض، لكن (( فجرَّنا الأرض عيونا )) كأن الأرض كلها صارت عيونًا، حتى التنور الذي هو محلّ إيقاد النار وأبعد ما يكون عن ظهور الماء فيه فار التنور صار يفُور عيونًا سبحان الله العظيم فالتَقَى الماء على أمرٍ قد قُدِر حتى علَا قمَم الجبال واستوت السفينة على الجُودي و الجودي هذا جبل رفِيع جدا على أنَّ الماء حملَها إلى أن رسَتْ على هذا الجبل مما يدُلّ على كثرَة هذه المياه الله أكبر! الإنسان لو تصور أنَّ المطر يرتفع أربعة أمتار لتَهَوَّل من ذلك لكن هذا الذي بقدرة الله عز وجل علَا إلى مِئَات الأمتار والله على كل شيء قدير، قال: (( ومنهم مِن أغرقنا وما كان الله ليظلِمَهم )) فيعذِّبَهم بغير ذنب " والله ما كان هذا، ما كان الله ليظلِمَهم اللام هنا يُسمونَها لام؟
الطالب: مزحلقة
الشيخ : لا ما تنزحلق ..
الطالب: لام توكيد
الشيخ : ولا لام التوكيد، لام الجحود هذه يا إخواني لام الجحود لأن لام الجحود هي المسبُوقة بكَوْنٍ منْفِيّ أو نقول على لِأصحاب الأجرومية ما سبقَها (ما كان) أو ايش؟
الطالب: ما يكُن
الشيخ : لا، أو(لَمْ يكُن) نعم، هنا الذي سبقها ايش؟ ما كان الله ليظلِمَهم والظُّلْم له وجهان
الطالب: (( إنا أرسلنا عليهم حاصبا ))
الشيخ : اي بس هذا فيه نظَر لأنَّ المفهوم في قوم لوط أنَّ الذي أُرسِل عليهم مِن السماء أو لا؟ حاصبًا من السماء وهي حجارة مِن سجيل مثل الذي أُرسِل على أصحَاب الفِيل أو لا؟ وليست هي مِن الحصباء التي تثيرُها الرياح ولا علِمْنَا أنَّ الله تعالى أرسل الرياح على قوم لوط ولو كانت رياحًا تحمل الحصباء لبيَن الله عز وجل فيقال: إننا أرسلنا عليه حاصبا كقومِ لوط صح فإنَّ الله تعالى أرسَل عليهم حاصبًا مِن السماء تحصِبُهم حجارة من سجيل، (( ومنهم من أخذته الصيحة )) يقول المؤلف: " كثمود " قوم صالح وشُعيب أصحاب مدين ما أخذتهم الصيحة؟ أي نعم،
الطالب: ... أخذَتْهم الرجفة
الشيخ : هنا لكن في آية أخرى أخذَتهم الصيحة، (( ومنهم من خسفنا به الأرض )) مثل قارون (( ومنهم من أغرقنا )) كقوم نوح وفرعون وقومِه " هؤلاء أهلكوا بالغرق أمَّا فرعون وقومه فغَرِقُوا بالبحر الأحمر، وأمَّا ثانيًا؟
الطالب: ... نوح فبالطوفان
الشيخ : نوح فبالطُّوفَان العظيم الذي أمَرَ الله سبحانه وتعالى السماء ففَتَّح أبوابَها بماءٍ منهمر وفجَّرَ الأرض عيونًا شوف سبحان الله التعبِير ما قال فجرَّنَا عُيُون الأرض لو كان التعبير فجرنا عيون الأرض لكان فيه شيء كثير مِن اليابس ما تفَجَّر وإنما تفجَّرَت العيون لو كان التعبير فجَّرْنا عيون الأرض، لكن (( فجرَّنا الأرض عيونا )) كأن الأرض كلها صارت عيونًا، حتى التنور الذي هو محلّ إيقاد النار وأبعد ما يكون عن ظهور الماء فيه فار التنور صار يفُور عيونًا سبحان الله العظيم فالتَقَى الماء على أمرٍ قد قُدِر حتى علَا قمَم الجبال واستوت السفينة على الجُودي و الجودي هذا جبل رفِيع جدا على أنَّ الماء حملَها إلى أن رسَتْ على هذا الجبل مما يدُلّ على كثرَة هذه المياه الله أكبر! الإنسان لو تصور أنَّ المطر يرتفع أربعة أمتار لتَهَوَّل من ذلك لكن هذا الذي بقدرة الله عز وجل علَا إلى مِئَات الأمتار والله على كل شيء قدير، قال: (( ومنهم مِن أغرقنا وما كان الله ليظلِمَهم )) فيعذِّبَهم بغير ذنب " والله ما كان هذا، ما كان الله ليظلِمَهم اللام هنا يُسمونَها لام؟
الطالب: مزحلقة
الشيخ : لا ما تنزحلق ..
الطالب: لام توكيد
الشيخ : ولا لام التوكيد، لام الجحود هذه يا إخواني لام الجحود لأن لام الجحود هي المسبُوقة بكَوْنٍ منْفِيّ أو نقول على لِأصحاب الأجرومية ما سبقَها (ما كان) أو ايش؟
الطالب: ما يكُن
الشيخ : لا، أو(لَمْ يكُن) نعم، هنا الذي سبقها ايش؟ ما كان الله ليظلِمَهم والظُّلْم له وجهان
اضيفت في - 2007-08-13