تفسير سورة العنكبوت-08a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة تفسير قوله تعالى : << مثل الذين اتخذوا من دون الله أوليآء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون >>
ولهذا قال قوم إبراهيم: (( حرِّقُوه وانصُرُوا آلهتكم إن كنتم فاعلين )) فهم ينصرُونها ويرجُون النصر منها، ولهذا سُمِّيَت هذه الأصنام بـ(أولياء)، وقوله: (( مِن دونِ الله )) أي غيرِه والدليل على أنَّ المراد هنا الغير أنَّ ذلك جاء في آيات متعددة كقولِه: (( ما لكم من إله غيرِه )) نعم والتعبير بالدُّون لِدُنُوِّ مرتبته بالنسبة إلى مَن؟ إلى الله عز وجل (( مِن دون الله أولياء )) مثلُهم إذًا مَن المراد بالذين اتخَذُوا مِن دون الله أولياء؟ المراد بهم المشركون مثلُهم (( كمثل العنكَبُوت )) أي كشَبَه العنكبوت، والعنكبوت معروفة الدُّوَيْبَة المعرُوفة تتَّخِذُ لها بيتًا مِن العُشّ وهذا البيت مِن العش هي التي تنْصِبُه يخرُجُ منها، والله سبحانه وتعالى على كلِّ شيء قدير هذه العنكبوت إذا سقطَت من عل هي فورا تفرز هذا العش وتتعَلَّقُ به حتى لا تَقَعَ على الأرض ثم مع ذلك تفرِزُه وتتعلَّق به وتجدها مُتَدَلِّية بهذا الخيط وإذا شاءَت أن تصعَد به صعدَت تنقلب وتجعَل رأسَها هو الأعلى وتصْعَد مع هذا الخيط الذي أفرزته هي في الحال، ثم هي أيضًا عند صيدَتِها -وأكثر مَا تصيد الذباب- ماذا تصنع به؟ تقيدُه بهذي الخيوط حتى تقضِي عليه، وهذا بعضٌ مِن قوله تعالى: (( ربُّنا الذي أعطى كل شيء خلقَه ثم هدى )) هدَى هذا الخلق لِمَا هو مِن مصالِحِه، الشاهد أنَّ هذ ي العنكبوت اتَّخَذَت بيتًا أي جعلت لها بيتًا مِن أين؟ مِن العش الذي تنسِجُه قال المؤلف: (( اتَّخَذَت بيتًا )) لنفسِها تأوي إليه " وهذا مشاهد (( وإنَّ أوهنَ )) أضعَفَ (( البيوت لبيت العنكبوت ))" هذا كلامُ الله عز وجل وهو العالِمُ بما لم نُحِطْ به علمًا ما أكثرَ مخلوقات الله تعالى التي لها بيْت ونحن لا نعلَم عن هذه البُيُوت إلا ما نشاهِدُه منها وما أكثرَ الغائبَ عنَّا والله عزَّ وجل يقول: (( أوهن البيوت لبيت العنكبوت )) وأَكَّد هذه الجملة (( وإنَّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت )) بـ(إن) واللام مِن أجل تأكيد ضَعْف هؤلاء الأولياء، كما أنَّ هذه البيوت التي تأوي إليها العناكب ضعِيفَة بل هي أوهَن البيوت وأضعفُها فإنَّ هؤلاء الأولياء أيضًا أضعفُ ما يكون مِن الأولياء فإنَّها لا تنفَع عابديها بل إنَّ الله يقول في القرآن: (( إنَّكم وما تعبدون مِن دون الله حصَبُ جهنم أنتم لها واردون * لو كان هؤلاء آلهة -حقّا- ما وردُوها وكلٌّ فيها خالدون )) ما وردُوها أي الآلهة أو المتَأَلِّهِين لَها؟ تشْمَل هذا وهذا فهم لو كانوا آلهة حقًّا لمنَعُوا أنفسَهم مِن دخول النار ولَمنَعُوا عابديهم مِن دُخُول النار ولكنَّها آلهةٌ باطلة ما تنفَع فهذا وجه المشابهة في قوله: (( وإنَّ أوهن البيوت لَبيتُ العنكبوت )) هذا التشبيه تشبِيه يُسَمِّيه البَيَانِيُّون يسَمُّونَه التشبيه التمثيلي يعني أنَّه مكَوَّن مِن جملة أنت إذا قلت: فلانٌ كالبحر في الكرم هذا تشبيه لكنَّه تشبيه إفرادِي شبَّهْتَ فردًا بفَرْد، إنما لو أتيت بشيء تُشبِّه قصة بقصة أو قضية بقضية فإنَّ التشبيه هنا تمثيلِي مركَّب مِن عدة أوجه مِن مُشَبَّه ومشَبَّه به متَعَدِّد وأوْجُه الشبه متعدِّدَة أيضًا، فهذا التشبيه نسميه تشبيهًا تمثيليًّا، لأنَّه مركَبٌ مِن قِصَّة متكَامِلَة يعني ما قُصد أن يُشَبَّه العابدون بالعنكبوت وحدَها والمـعبُودُون بالبيوت وحدَها، قُصِد أن تُشَبَّهَ القضيَّة كاملة بالقضية كاملَةً حتى تتَّضِح الصورة أمام المخاطَب، قوله: (( وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت )) قال المؤلف في بيان هذا الوهم: " لا يدفع عنها حرًّا ولا بردًا " أي نعم لا يدفُع الحَرّ ولا البرْد ولا يقِيها أيضًا مِن الآفات كأن يَسْقُطَ عليها شيء أو نحو ذلك، هذا البيت أوهَن البيوت إذًا يكُون هذه الأصنام لا تَنْفَع عابِدِيها فعلى هذا نقُول: إنَّ هؤلاء الذين عَبَدَوا هذه الأصنام ما لَجَئُوا إلى ملجَأٍ نافع بل إلى ملجَأٍ ليس بنافِع ولا مَانِع ولا دَافِع ولِهذا شَبَّهَ اللهُ ذلك ببيتِ العنكبوت، وفي آية أخرى شبَّهَ هذه الأصنام ودعائَها برجلٍ باسِطٍ كَفَّيْه إلى الماء لِيبلُغَ فَاه هل يبلغُه؟ إنسان أمامه الماء وهو عطشان فبسَطَ كفَّيْه إلى الماء هكذا يُريد أن يصِل إلى الفَم يمكِن يصِل؟ لا يمكن أن يصِل أبدًا، فهذي أيضًا الأصنام لا تنفَعُ عابديها كما لا يصِلُ هذا الماء إلى فمِ هذا العطشان، قال الله عز وجل: (( لو كانوا يعلمون )) ذلك ما عبدُوها " (لو) هذه شرطِيَّة وفعل الشرط قولُه: (كانوا) وجوابُه مقدَّر على كلام المؤلف وش تقديره؟ (ما عبدوها) ولا ينبغِي أن تُوصَل هذه الجملة بالتي قبلَها، لأنَّك لو وصلْتَها بما قبلَها لكَان وهَنُ بيتِ العنكبوت مشروطًا بعلْمِه مع أنَّه أوهَن البيوت سواءٌ عَلِمُوا أم لم يَعلَمُوا ولهذا ينبغي أن نقف على قوله: (( لَبيتُ العنكبوت )) ثم نقول: (( لو كانوا يعلمون ))، (لو كانوا يعلمون) المؤلف يقول: ما عبدُوها " ويحتمل أن يكون الجواب: (لو كانوا يعلمون) أي لو كانوا مِن ذوي العِلْم النافع ما خفِيَ عليهم هذا الأمْر فإذا لم يخْفَى عليهم هذا الأمر لم يقومُوا بالعبادة، وعلى كل حال فإن هذا يدُلُّ على جهلِ هؤلاء العابدين مهما بلغُوا من الذكاء ومِن حُسْنِ التصرُّف في الدنيا فإنَّهم مِن هذه الناحية سُفَهَاء ليس عندهم علم ولا عقْل، هذه الآية تذَكِّرُنا بآية يغلَط فيها كثيرٌ من الناس أيضًا في سورة التكاثر (( كلا لو تعلمون علم اليقين )) بعض الناس يصِل ويقول: (( كلا لو تعلمون علم اليقين * لترون الجحيم )) وهذا خطَأ لأَنَّ المعنى يفسُد به فسَادًا واضِحًا لأنَّك لو وصلْت لكان (لترون) جواب (لو تعلمون) والأمْر ليس كذلك، بل (لترون) جملة مستأنَفَة مستقِلَّة أخبر الله تعالى فيها أنَّنا سنرَى الجحيم، فيجبُ الوقوف على قولِه: (( كلَّا لو تعلمون علم اليقين )) أي نعم
1 - تتمة تفسير قوله تعالى : << مثل الذين اتخذوا من دون الله أوليآء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون >> أستمع حفظ
الأسئلة
الطالب: .....
الشيخ : نعم هذا صحيح قد يرِد علينا لكن المقصود أنَّ هذه الأصنام مثل هذا البيت لأنَّه لا ينفَع، هم الآن ينتفعُون بهذه الأصنام نوعًا من الانتفاع لاسيَّمَا الانتفاعُ المادي فإنَّ الوافدين إليها لعبادتها والتبرُّك بها يحصُل فيهم منفعة مادية لكن النَّفْع الحقيقي الذي هم يرْجُون وهو الدفع ما ينفعهم أي نعم.
الطالب: .....
الشيخ : .. المقصود بالتَّشْبِيه هنا عدمُ الانتفاع أنَّها مَا تنفعهم ولا تمنَعُهم، وهو حقيقة حتَّى بيت العنكبوت ما ينفعُه ولا يمنعُه يأتِيها الهواء ويأتِيها البرد ويأتيها المطر ويعلَقُ به التراب ولا تنتفعُ به الانتفاع الكامل.
الطالب: تصطَاد به
الشيخ : لا ما تصطَاد به تصطَاد بالعش اللي يخرج منها هذه الخيوط هي التي تصطَاد بها، أما نفْس البيت ما تصطَادُ به لكن هذا الذي نرَاه عليه هي التي جاءَت به تأتي به وتضعه فيه
الشيخ : نعم هذا صحيح قد يرِد علينا لكن المقصود أنَّ هذه الأصنام مثل هذا البيت لأنَّه لا ينفَع، هم الآن ينتفعُون بهذه الأصنام نوعًا من الانتفاع لاسيَّمَا الانتفاعُ المادي فإنَّ الوافدين إليها لعبادتها والتبرُّك بها يحصُل فيهم منفعة مادية لكن النَّفْع الحقيقي الذي هم يرْجُون وهو الدفع ما ينفعهم أي نعم.
الطالب: .....
الشيخ : .. المقصود بالتَّشْبِيه هنا عدمُ الانتفاع أنَّها مَا تنفعهم ولا تمنَعُهم، وهو حقيقة حتَّى بيت العنكبوت ما ينفعُه ولا يمنعُه يأتِيها الهواء ويأتِيها البرد ويأتيها المطر ويعلَقُ به التراب ولا تنتفعُ به الانتفاع الكامل.
الطالب: تصطَاد به
الشيخ : لا ما تصطَاد به تصطَاد بالعش اللي يخرج منها هذه الخيوط هي التي تصطَاد بها، أما نفْس البيت ما تصطَادُ به لكن هذا الذي نرَاه عليه هي التي جاءَت به تأتي به وتضعه فيه
قال الله تعالى : << إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيئ وهو العزيز الحكيم >>
قال تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))[العنكبوت:42] (إنَّ الله يعلم ما) (ما) يقول المؤلف: " بمعنى الذي " فتكون اسمًا موصولًا وهذا الإعراب الذي سلكَه المؤلف هو المتبادِر من الآية، وبعض المعربين يقول: (ما) استفهامِيَّة والوقْفُ على قولِه: إن الله يعلم ما الذي يدعون من دونه مِن شيء )) هل يستفيدون؟ ولكنَّ هذا بعِيد مِن باللفظ فَإعرابُ المؤلف هو الصواب، (يعلم ما يدعون من دونه) يبقى على إعراب المؤلف أن نقول: أين العائد عائِدُ الموصول الجواب؟
الطالب: الهاء
الشيخ : وين؟
الطالب: من دونه ...
الشيخ : (ما يدعون مِن دونه) الهاء هذه تعود على الله ما هي تعود على (ما)؟
الطالب: محذوف
الشيخ : محذوف، وهذا مطَّرِد حذفُ العائد المحذوف مطَّرد، فيقول التقدير: إنَّ الله يعلم ما يدعونَه مِن شيء، وقوله: (( يدعون )) قال: " يعبدون " فالدعاء هنا دُعَاء عبادة، وكما يكون الدعاء دعاءَ عبادة فهو دعاءُ مسألة ... دعاءُ مسألة ودعاءُ عبادة أمَّا دعاء المسألة ففي قوله تعالى: (( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ))[البقرة:186] إنَّك تقول: يا ربي اغفر لي يا ربي ارحمني وما أشبه ذلك، دعاءُ العبادة وش معناه؟ أن تتعَبَّدَ للهِ سبحانه وتعالى بما أمرَك به وإنَّما كان ذلك دعاءً لأنَّ حقيقةَ حالِ العابد ما هي؟ طلب مغفِرَة الله ورحمَتِه فهو في الحقيقة داعٍ ضِمْنًا ودليلُه قوله تعالى: (( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ))[غافر:60]، وقوله: (ما يدعون) يعبدون " ينبغي أن نجعَل الدعاء هنا شاملًا لِلعبادة ولِدُعَاء المسألة، هم يدعون هذه الأصنام دعاءَ مسألة ولَّا لا؟
الطالب: يدعونها
الشيخ : يدعونها هذه الأصنام دعاء مسألة أيضًا يسألونها، وشاهدٌ ظاهر في هذا أولئك الذين يشرِكُون بالأنبياء والأولياء فإنَّهم يدعونهم دعاءَ مسألة يقول: يا رسول الله اغفرْ لي ويا رسول الله يسِّرْ أمري وما أشبهَ ذلك، وقوله: " بالياء والتاء " كيف بالياء والتاء؟ يعني يدعون وتَدْعُون قراءتان سبعيتان (( من دونه )) غيرِه (( مِن شَيْء ))" هذه بيانٌ لـ(ما) يعني أي شيء يدعونه فإنَّ الله تعالى عالمٌ به، طيب علمُه به وش معنى علمُه به؟ أنَّه يعلم حالَ هذا المدعُوّ المعبُود وهي كالتعلِيل لقولِه: (( مَثَلُ الذين اتخذوا مِن دون الله أولياء كمثل العنكبوت )) تؤيِّد أنَّ هذا المثلَ مطابِقٌ للواقع لأنَّه صادرٌ عن عِلْم (( إن الله يعلم )) فإنه لما ذكر أنهم في العنكبوت بيَّنَ أنَّ هذا عن علمٍ مِن الله (( إن الله يعلمُ ما يدعون مِن دونه من شيء )) وأنَّ هذا الشيء الذي يُدعَى لا ينفَع، وقوله: (( وهو العزيز )) في مُلْكِه (( الحكيم )) في صُنعِه " لو قال قائلٌ: إنَّ المناسب أن يقال (وهو السميع العليم) لأنَّه يقول: (يعلَم) فمقتضى الظاهر أن تُختَم الآية بالعِلْم؟ قلنا: هذا حقّ بالنِّسْبة لِظاهِر الكَلَام لكن عند التأَمُّل تجد أن ختامَه بالعزة والحكمة أبلَغ فإنَّهم يريدون الاستنصار بهذه الأصْنَام والغلبَة والظهور، وأكبَرُ شاهدٍ لذلك قول أبو سفيان يوم أحُد حيث قال: " اعْلُ هُبَل " هذه الأصنام واعتزازُهم بها مقابَلٌ بعزةِ مَن لا يُغلَب وهو الله، ولهذا قال: (وهو العزيز) الغالِب لهذه الأصنام ولِعَابِدِي هذه الأصنام واضِح؟ (العزيز) إذًا مناسبة (العزيز) أبلغ مِن مناسبة (العليم)، لأنَّ هؤلاء يستنصرون بأصنامهم ويريدون أن تظهَر وتغلب فبيَّنَ الله أنَّه هو صاحب العزة، وسبقَ لنا أنَّ العزيز مِن أسماء الله عز وجل وأنه يتضَمَّن العزة من ثلاثة وجوه: عزة القَدْر وعزة القهْر وعزة الامتِنَاع، أما عزةُ القدر فمعناه سبحانه وتعالى أنَّه لا يشبهه أحد في عظمته وجلاله وقَدْرِه، وأما عزة القهر فمعناه أنَّه لا أحد يشبهُ الله عز وجل في قهْره وسلطانه وملكه، وأمَّا عزة الامتناع فمعناه أنَّه سبحانه وتعالى ممتَنِع عن كلِّ نقص وعن كلِّ عيب فهو عزيزٌ أن يُنَالَ بعيبٍ أو نقص، وقوله: (الحكيم) دائمًا يقرِن الله سبحانه وتعالى العزة بالحكمة أتدرُون لماذا؟ لأنَّ بعض الأعزَّاء مِن الخلق تحمِلُهم العزَّة على التَّهَوُّر وعَدم التثَبُّت وعدم تنزيل الأشياء منازلها واذكروا قول الله تعالى: (( وإذا قِيل له اتَّقِ الله أخذَتْه العزة بالإثْم )) وكون العزة تأخُذُه بالإثم حِكمة ولَّا لا؟
الطالب: لا
الشيخ : ليس بحكمة خلاف الحكمة فلهذا يقرِنُ الله تعالى دائمًا العزيز بالحكيم إشارةً إلى أنَّ عزتَه تبارك وتعالى مقرونَة بالحكمة فهو وإن كان عزيزًا غالبًا قاهرًا له السلطان الكامل فإنَّه سبحانه وتعالى لا يُدَبِّرُ الأمر إلا على وجه الحكمة البالغة، ثم إنَّه أيضًا على تفسيرنا فيما سبق الحكيم بأنَّه ذو الحُكْم وش بعد؟ والحِكْمَة، ظاهرٌ جدًّا أنَّ عزتَه مقرونَة بحُكْمِه وأنَّ له الحكم المطلق في عباده سبحانه وتعالى فلهذا يُقرَنُ هذا الاسم بهذا الاسم دائمًا، واعلم أنَّ أسماء الله سبحانه وتعالى لها معانِي عند إفرادِها وإذا قُرِنَت مع غيرِها ترَكَّب مِن هذا الاقتران معنًى آخر فوق المعنَى الافرادِيِّ لكلِّ اسم، وهذه المسألة تأمَّلُوها فمثلًا العزيز له معنى عند انفرادِه والحكِيم له معنى عند انفراده لكن إذا اقتَرنَا جميعًا حَصَلَ منها معنًى آخر ثالث زائِد على المعنى الانفرادي، وهو ما يحصل باجتماع هذين الاسمين مِن المعنى الكامل، وسبق لنا أنَّ الحكيم ذُو الحُكْم والحِكْمة وأنَّ الحُكْم ينقَسِم إلى كَونِيّ وشرعي ومثَّلْنَا للكوني بقوله تعالى: (( فلن أبرح الأرض حتى يأذَنَ لي أبي أو يحْكُم الله لي ))، وللشرعي بقوله تعالى في سورة الممتحِنَة: (( ذلكم حكم الله يحكم بينكم )) ولِمَا يشمَلُهما جميعًا (( إنَّ الله يحكم ما يريد )) ومَا أشبه ذلك، أمَّا الحكمة فإنها ثابتة لله عز وجل وهي تنْزِيل الأشياء في منازلها وتكون في الحكم الكوني والحكم الشرعي هذا باعتبار موضعها، وتكون أيضًا حكمة غائِيَّة وحكمة صُورِيَّة، صُورِيَّة بمعنى أنَّ كونَ الشيء على هذه الصورَة المعينة موافِقٌ للحكمة، ثم الغاية منه حكمةٌ أيضًا فتكون حكمة في الغاية وفي الهيئة التي كان عليها هذا الأمر، وهذا شاملٌ لجميع أحكام الله سبحانه وتعالى الكونية والشرعية، قال تعالي: (( وهو العزيز الحكيم ))
الطالب: الهاء
الشيخ : وين؟
الطالب: من دونه ...
الشيخ : (ما يدعون مِن دونه) الهاء هذه تعود على الله ما هي تعود على (ما)؟
الطالب: محذوف
الشيخ : محذوف، وهذا مطَّرِد حذفُ العائد المحذوف مطَّرد، فيقول التقدير: إنَّ الله يعلم ما يدعونَه مِن شيء، وقوله: (( يدعون )) قال: " يعبدون " فالدعاء هنا دُعَاء عبادة، وكما يكون الدعاء دعاءَ عبادة فهو دعاءُ مسألة ... دعاءُ مسألة ودعاءُ عبادة أمَّا دعاء المسألة ففي قوله تعالى: (( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ))[البقرة:186] إنَّك تقول: يا ربي اغفر لي يا ربي ارحمني وما أشبه ذلك، دعاءُ العبادة وش معناه؟ أن تتعَبَّدَ للهِ سبحانه وتعالى بما أمرَك به وإنَّما كان ذلك دعاءً لأنَّ حقيقةَ حالِ العابد ما هي؟ طلب مغفِرَة الله ورحمَتِه فهو في الحقيقة داعٍ ضِمْنًا ودليلُه قوله تعالى: (( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ))[غافر:60]، وقوله: (ما يدعون) يعبدون " ينبغي أن نجعَل الدعاء هنا شاملًا لِلعبادة ولِدُعَاء المسألة، هم يدعون هذه الأصنام دعاءَ مسألة ولَّا لا؟
الطالب: يدعونها
الشيخ : يدعونها هذه الأصنام دعاء مسألة أيضًا يسألونها، وشاهدٌ ظاهر في هذا أولئك الذين يشرِكُون بالأنبياء والأولياء فإنَّهم يدعونهم دعاءَ مسألة يقول: يا رسول الله اغفرْ لي ويا رسول الله يسِّرْ أمري وما أشبهَ ذلك، وقوله: " بالياء والتاء " كيف بالياء والتاء؟ يعني يدعون وتَدْعُون قراءتان سبعيتان (( من دونه )) غيرِه (( مِن شَيْء ))" هذه بيانٌ لـ(ما) يعني أي شيء يدعونه فإنَّ الله تعالى عالمٌ به، طيب علمُه به وش معنى علمُه به؟ أنَّه يعلم حالَ هذا المدعُوّ المعبُود وهي كالتعلِيل لقولِه: (( مَثَلُ الذين اتخذوا مِن دون الله أولياء كمثل العنكبوت )) تؤيِّد أنَّ هذا المثلَ مطابِقٌ للواقع لأنَّه صادرٌ عن عِلْم (( إن الله يعلم )) فإنه لما ذكر أنهم في العنكبوت بيَّنَ أنَّ هذا عن علمٍ مِن الله (( إن الله يعلمُ ما يدعون مِن دونه من شيء )) وأنَّ هذا الشيء الذي يُدعَى لا ينفَع، وقوله: (( وهو العزيز )) في مُلْكِه (( الحكيم )) في صُنعِه " لو قال قائلٌ: إنَّ المناسب أن يقال (وهو السميع العليم) لأنَّه يقول: (يعلَم) فمقتضى الظاهر أن تُختَم الآية بالعِلْم؟ قلنا: هذا حقّ بالنِّسْبة لِظاهِر الكَلَام لكن عند التأَمُّل تجد أن ختامَه بالعزة والحكمة أبلَغ فإنَّهم يريدون الاستنصار بهذه الأصْنَام والغلبَة والظهور، وأكبَرُ شاهدٍ لذلك قول أبو سفيان يوم أحُد حيث قال: " اعْلُ هُبَل " هذه الأصنام واعتزازُهم بها مقابَلٌ بعزةِ مَن لا يُغلَب وهو الله، ولهذا قال: (وهو العزيز) الغالِب لهذه الأصنام ولِعَابِدِي هذه الأصنام واضِح؟ (العزيز) إذًا مناسبة (العزيز) أبلغ مِن مناسبة (العليم)، لأنَّ هؤلاء يستنصرون بأصنامهم ويريدون أن تظهَر وتغلب فبيَّنَ الله أنَّه هو صاحب العزة، وسبقَ لنا أنَّ العزيز مِن أسماء الله عز وجل وأنه يتضَمَّن العزة من ثلاثة وجوه: عزة القَدْر وعزة القهْر وعزة الامتِنَاع، أما عزةُ القدر فمعناه سبحانه وتعالى أنَّه لا يشبهه أحد في عظمته وجلاله وقَدْرِه، وأما عزة القهر فمعناه أنَّه لا أحد يشبهُ الله عز وجل في قهْره وسلطانه وملكه، وأمَّا عزة الامتناع فمعناه أنَّه سبحانه وتعالى ممتَنِع عن كلِّ نقص وعن كلِّ عيب فهو عزيزٌ أن يُنَالَ بعيبٍ أو نقص، وقوله: (الحكيم) دائمًا يقرِن الله سبحانه وتعالى العزة بالحكمة أتدرُون لماذا؟ لأنَّ بعض الأعزَّاء مِن الخلق تحمِلُهم العزَّة على التَّهَوُّر وعَدم التثَبُّت وعدم تنزيل الأشياء منازلها واذكروا قول الله تعالى: (( وإذا قِيل له اتَّقِ الله أخذَتْه العزة بالإثْم )) وكون العزة تأخُذُه بالإثم حِكمة ولَّا لا؟
الطالب: لا
الشيخ : ليس بحكمة خلاف الحكمة فلهذا يقرِنُ الله تعالى دائمًا العزيز بالحكيم إشارةً إلى أنَّ عزتَه تبارك وتعالى مقرونَة بالحكمة فهو وإن كان عزيزًا غالبًا قاهرًا له السلطان الكامل فإنَّه سبحانه وتعالى لا يُدَبِّرُ الأمر إلا على وجه الحكمة البالغة، ثم إنَّه أيضًا على تفسيرنا فيما سبق الحكيم بأنَّه ذو الحُكْم وش بعد؟ والحِكْمَة، ظاهرٌ جدًّا أنَّ عزتَه مقرونَة بحُكْمِه وأنَّ له الحكم المطلق في عباده سبحانه وتعالى فلهذا يُقرَنُ هذا الاسم بهذا الاسم دائمًا، واعلم أنَّ أسماء الله سبحانه وتعالى لها معانِي عند إفرادِها وإذا قُرِنَت مع غيرِها ترَكَّب مِن هذا الاقتران معنًى آخر فوق المعنَى الافرادِيِّ لكلِّ اسم، وهذه المسألة تأمَّلُوها فمثلًا العزيز له معنى عند انفرادِه والحكِيم له معنى عند انفراده لكن إذا اقتَرنَا جميعًا حَصَلَ منها معنًى آخر ثالث زائِد على المعنى الانفرادي، وهو ما يحصل باجتماع هذين الاسمين مِن المعنى الكامل، وسبق لنا أنَّ الحكيم ذُو الحُكْم والحِكْمة وأنَّ الحُكْم ينقَسِم إلى كَونِيّ وشرعي ومثَّلْنَا للكوني بقوله تعالى: (( فلن أبرح الأرض حتى يأذَنَ لي أبي أو يحْكُم الله لي ))، وللشرعي بقوله تعالى في سورة الممتحِنَة: (( ذلكم حكم الله يحكم بينكم )) ولِمَا يشمَلُهما جميعًا (( إنَّ الله يحكم ما يريد )) ومَا أشبه ذلك، أمَّا الحكمة فإنها ثابتة لله عز وجل وهي تنْزِيل الأشياء في منازلها وتكون في الحكم الكوني والحكم الشرعي هذا باعتبار موضعها، وتكون أيضًا حكمة غائِيَّة وحكمة صُورِيَّة، صُورِيَّة بمعنى أنَّ كونَ الشيء على هذه الصورَة المعينة موافِقٌ للحكمة، ثم الغاية منه حكمةٌ أيضًا فتكون حكمة في الغاية وفي الهيئة التي كان عليها هذا الأمر، وهذا شاملٌ لجميع أحكام الله سبحانه وتعالى الكونية والشرعية، قال تعالي: (( وهو العزيز الحكيم ))
قال الله تعالى : << و تلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلهآ إلا العالمون >>
(( وتلك الأمثال )) في القرآن (( نضربها )) نجعلها (( للناس وما يعقلها )) أي يفهمها (( إلا العالمون )) المتدبِّرُون " (تلك الأمثال) أتى بـ(تلك) الدالَّة على البُعْد ولَّا على القرب؟ على البعد لأنَّه لم يقل: وتلك الـمَثَل حتى نقولَ إنه عدَلَ بالكلام عن ظاهره أو عن مقتَضَى سياقِه لأنّ المثل المضروب الآن قرِيب ولا بعيد؟ قرِيب لكن قال: تلك الأمْثَال والأمثال الأخرى غير مَثَل متَّخِذِي الأصنام بعيدة بالنسبة لِهذا المكان؟ أي نعم لأنَّها متوَزِّعة في القرآن فلهذا جاءَت الآية بـ(تلك الأمثال) ولم يقل هذا المثل فهو شامِل لكُلِّ الأمثال الواردة في القرآن، والأمثال الواردة في القرآن كثيرة متعدِّدَة وقد ألَّفَ فيها بعض أهل العلم الكتب المستقلة وأفردَها السيوطي في الإتقان بفَصْل مستَقِلّ وبيَّن فوائد الأمثال التي يُضرَبُ المثلُ مِن أجلها، والفائدة الملموسة منها القريبة جدًّا هو تقرِيب المعقول إلى الأذهان إذ أنَّ المثل هو ضَرْبُ شيءٍ معقُول قد يَبْعُد على الإنسان تصَوُّره بشيءٍ محسُوس يسهُل تصَوُّرُه قال: (( تلك الأمثال نضربُها للناس )) إذا قلت: ضربَ ذلك مثلًا المعنَى جَعَل (( ضرب لكم مثلا من أنفسكم )) أي جعَل لكم، فالضرب إذًا يأتي بمعنى الجعل إذا أُضِيف إلى المثل كلَّما وجدت (ضرب الله مثلا) وما أشبهَه فاعلَم أنَّ المراد به المراد بالضرب هنا الجَعْل، فمادة (ضرَب) ليسَت خاصة بالضرب الذي هو الضَّرْب باليد تشْمَل الضَّرْب بمعنى الجعل وتشمل الضرب بمعنى تحِويل النُّقُود مِن سِكَّة إلى سِكَّة وغير ذلك حسب السياق الذي يبَيِّنُها، وقوله: (نضربها للناس) أي نجعلها أمثالًا للناس عمومًا فالله تعالى ضربَ المثل لجميع الناس في التوراة والإنجيل والقرآن نعم؟ ولكن مَن الذي يعقلها وينتفِعُ بها؟ العالِمُون (( وما يعقلُها إلا العالمون )) طيب العالمون أي ذَوُو العِلْم والفَهْم الذين ينتَفِعُون بفهمِهم وعلْمِهم ولهذا قال المؤلف: المتدبرون " وهذا التفسير فيه نظر لأنَّ العلْم بعدَ التدبر لكن لَمَّا كان العلم لا يحصُل إلا به فسَّره المؤلف به، والحقيقة أنَّ المراد بالعالِمِين المراد بهم ذوي العلم والفهم الذين يعْقِلُون الأشياء ويفْهَمُونَها احترازًا مِن أهلِ الجهل المعرِضِين الذين لا ينتفِعُون بما أعطَاهُم الله تعالى مِن الفُهُوم فإنَّهم لا يعقلُون هذه الأمثال، وإذا لم يعقِلُوها ينتفِعُون بها ولَّا لا؟ ما ينتفعون بها، طيب هل مِن الممكن أن نَحْصُر الأمثال الموجودة في القرآن؟ ما هو في هذا المكان ما يمكن في هذا المكان، فنأخذ به بحثًا ولَّا ما يمكن؟
الطالب: ....كتاب ... ابن القيم حصَر ...
الشيخ : أنا لا أريد منكم أنكم تنقلون مِن الكتاب أولًّا الإنسان هذا بينكم وبين الله أنتم بأنفسكم تدَبَّرُون القرآن كلنا في رمضان الحمد لله نقرْأ القرآن كلما مَرَّ على الإنسان مثل يقَيِّدُه ثم بعد ما يقَيِّد هذه الأمثال يشوف عاد يرجع الى الكتب المؤلفة هل نقَص ولَّا ما نقص، وإلا معلوم أنه أنا ما وُدِّي أنَّك عَلَّمْت الإخوان لكن إن الإنسان يستطِيع أنه يروح لأي كتاب مؤلَّف في هذا وينقُلَه لكن.
الطالب: ....
الشيخ : لا أنا أرى أن الإنسان أول يبدأ هو بنفسه يبدَأ في القرآن يقَيِّد الأمثال ثم بعد ذلك يرجِع إلى الكتاب ما فيه مانع، قال تعالى:(( وما يعقلها إلا العالمون )) إذًا عمَّم في ضرْبِ المثل وخَصَّصَ في عقْل المثل أين التعميم في ضرب المثل؟
الطالب: (نضرِبها للناس)
الشيخ : (نضرِبُها للناس) والتَّخْصِيص (وما يعقلها إلا العالمون) وهذا أسلُوبٌ كثير في القرآن التَّعمِيم ثم التخصيص (( وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ))[يونس:25] فعمَّم في الدعوة وخصَّ في الهداية
الطالب: ....كتاب ... ابن القيم حصَر ...
الشيخ : أنا لا أريد منكم أنكم تنقلون مِن الكتاب أولًّا الإنسان هذا بينكم وبين الله أنتم بأنفسكم تدَبَّرُون القرآن كلنا في رمضان الحمد لله نقرْأ القرآن كلما مَرَّ على الإنسان مثل يقَيِّدُه ثم بعد ما يقَيِّد هذه الأمثال يشوف عاد يرجع الى الكتب المؤلفة هل نقَص ولَّا ما نقص، وإلا معلوم أنه أنا ما وُدِّي أنَّك عَلَّمْت الإخوان لكن إن الإنسان يستطِيع أنه يروح لأي كتاب مؤلَّف في هذا وينقُلَه لكن.
الطالب: ....
الشيخ : لا أنا أرى أن الإنسان أول يبدأ هو بنفسه يبدَأ في القرآن يقَيِّد الأمثال ثم بعد ذلك يرجِع إلى الكتاب ما فيه مانع، قال تعالى:(( وما يعقلها إلا العالمون )) إذًا عمَّم في ضرْبِ المثل وخَصَّصَ في عقْل المثل أين التعميم في ضرب المثل؟
الطالب: (نضرِبها للناس)
الشيخ : (نضرِبُها للناس) والتَّخْصِيص (وما يعقلها إلا العالمون) وهذا أسلُوبٌ كثير في القرآن التَّعمِيم ثم التخصيص (( وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ))[يونس:25] فعمَّم في الدعوة وخصَّ في الهداية
قال الله تعالى : << خلق الله السموات و الأرض بالحق إن في ذلك لأية للمؤمنين >>
قال الله تعالى: (( خلَقَ اللهُ السماواتِ والأرْضَ بالحق )) أي مُحِقًّا (( إنَّ في ذلك لآيَةً )) دالَّةً على قدرتِه تعالى (( للمؤمنين )) طيب (خلق الله السماوات والأرض) ما معنى خَلَق؟ أي أوجدَها، والله تعالى خالق السماواتِ والأرْض وبدِيع السماوات الأرض قال أهل العلم: بديع بمعنى مُبْدِع والإِبْدَاع إيجَاد الشيء على غيرِ مثالٍ سبق ومنه البِئْرُ البِدْع التي حُفِرَتْ الآن جديدة فالخَلْق أعَمُّ مِن البَدْع لكن قد بيَّن الله عز وجل في آية أخرى أنَّه خالق وبديع فهو الذي أوجَد السماوات والأرض وهو بَديع السماوات والأرض، نعم وقوله: (( خلق السماوات والأرض )) يعني بما فيهما؟
الطالب: نعم
الشيخ : نعم بما فيهما والذي فيهما بالنسبة لبني آدم منْهُمَا وكذلك النبات فإنَّ الإنسان خُلِقَ مِن طين مِن الأرض والنبات أيضًا مِن الأرض كما هو ظاهر، وقوله: (( بالحق )) قال المؤلف: " أي محقا " فالجار والمجرور في موضع نصْبٍ على الحال مِن فاعل (خلق) أي مُحِقًّا ويجوز أن يكونَ حالًا قصدي مفعولًا مِن أجلِه يعني بمعنى المفعول من أجله أي خلَقَهَا لِلحق كما قال تعالى: (( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ))[ص:27] وإنَّما هي حق، وتفسير المؤلف يؤيدُه قوله تعالى: (( وَمَا خَلَقْنَا السَّماوات وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ )) فإذا لم يكن لاعبًا سبحانه وتعالى كان مُحِقًّا، وقوله: (( إنَّ في ذلك لآية )) (في ذلك) المشَارُ إليه الخلق فيشمل كل ما تطوَّر مِن خلقِ السماوات والأرض فإنَّه آية، فنفس السماوات والأرض خلْقُهما آية دالة على الله لأنَّ آيَةَ الشيء ما كان دالًّا عليه دون غيرِه، هنا السماوات والأرض دالَّة على الله، لأنَّه لا أحَدَ يستطيع أن يخلُق مثل هذه السماوات والأرض أليس كذلك؟ إذًا فهي آيةٌ له فوُجود هذه السماوات والأرض دالٌّ على القدرة وما فيهما مِن الانتظام وعَدَم الاضطراب والتَّنَاقض دَالٌّ على الحكمة، ولو تأمَّلت أشياء كثيرة مِن حوادث السماوات والأرض لوجَدت كلَّ واحد منها يدُلُّ على القدرة وطبعًا وعلى العلم (( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )) وعلى الحِكْمة وله أيضًا دلالَة خاصَّة على ما يدُلُّ عليه بنفسه وهذا شيءٌ تأمَّل يظهر لك آياتٌ كثيرة (( لآية للمؤمنين )) يقول دالة على قدرة الله فقط؟ لا، على قدرة الله وعلى علمِه وعلى حكمته وعلى رحمتِه وعلى قوَّتِه، نعم وكُل الحوادث السماوات والأرض كلُّ شيء منها يدُلُّ على تلك الصِّفَة الخاصة به، وقوله: (( للمؤمنين )) قال المؤلف: خُصُّوا بالذِّكْر لأنَّهم المنتَفِعون بها في الإيمان بخلاف الكافرين " صحيح، الآيات الكونية لا ينتفِعُ بها إلا المؤمن والكافر ما ينتفِع، الكافر يقول: هذه طبيعة تُدَبِّر بنفسِها وتنتَقِم مِن الناس بنفسِها وتجلِب الخير للناس بنفسها ولا ينتَفِع، والمؤمن ينتفع بذلك، كذلك أيضًا الآيات الشرعية المؤمِن ينتفِعُ به وغيرُ المؤمن لا ينتفع (( وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ )) فالآياتُ إذًا الآيَات الكونِيَّة والشَّرْعِيَّة ما تنفَع إلَّا المؤمن، فإذا قال قائل: المؤمن مؤمن كيف ينتفع؟ قلنا: نعم ينتفع بأي شيء؟ بزيادة الإيمان (( فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا )) وزيادَة الإيمان لا شكَّ أنه انتفاع نفع عظيم لأنَّ الإيمان إمَّا أن يزيد وإما أن ينقص وإمَّا أن يبقى على ما هو عليه، والأخير هذا قد يكون نادرًا أن يكون الإيمان لا يَزيد ولا ينقُص فهو إمَّا في زيادة وإما في نقصان هذا في الغالب الكثير، على أنَّ التقسيم الحاصل هذا أنَا أشكُّ في وجودِ القسم الثالث منه وهو أن يكُون لا يزيد ولا ينقص لأنّ عدَمَ زيادة الإيمان يؤَدِّي إلى نقصِه إذ أنَّ الإيمان يزيد بالطاعة كما هو مفْهُوم للجميع إذا فُقِدَت الطاعة حصَل النقص، إنَّما القسمة العقلية هو أن يكون إمَّا زائد أو ناقص أو باقٍ على حاله وتصَوُّر أو وُقُوع القسم الثالث اللهُ أعلم به، قال: (( إن في ذلك لآية للمؤمنين * اتلُ ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة ))
الطالب: نعم
الشيخ : نعم بما فيهما والذي فيهما بالنسبة لبني آدم منْهُمَا وكذلك النبات فإنَّ الإنسان خُلِقَ مِن طين مِن الأرض والنبات أيضًا مِن الأرض كما هو ظاهر، وقوله: (( بالحق )) قال المؤلف: " أي محقا " فالجار والمجرور في موضع نصْبٍ على الحال مِن فاعل (خلق) أي مُحِقًّا ويجوز أن يكونَ حالًا قصدي مفعولًا مِن أجلِه يعني بمعنى المفعول من أجله أي خلَقَهَا لِلحق كما قال تعالى: (( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ))[ص:27] وإنَّما هي حق، وتفسير المؤلف يؤيدُه قوله تعالى: (( وَمَا خَلَقْنَا السَّماوات وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ )) فإذا لم يكن لاعبًا سبحانه وتعالى كان مُحِقًّا، وقوله: (( إنَّ في ذلك لآية )) (في ذلك) المشَارُ إليه الخلق فيشمل كل ما تطوَّر مِن خلقِ السماوات والأرض فإنَّه آية، فنفس السماوات والأرض خلْقُهما آية دالة على الله لأنَّ آيَةَ الشيء ما كان دالًّا عليه دون غيرِه، هنا السماوات والأرض دالَّة على الله، لأنَّه لا أحَدَ يستطيع أن يخلُق مثل هذه السماوات والأرض أليس كذلك؟ إذًا فهي آيةٌ له فوُجود هذه السماوات والأرض دالٌّ على القدرة وما فيهما مِن الانتظام وعَدَم الاضطراب والتَّنَاقض دَالٌّ على الحكمة، ولو تأمَّلت أشياء كثيرة مِن حوادث السماوات والأرض لوجَدت كلَّ واحد منها يدُلُّ على القدرة وطبعًا وعلى العلم (( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )) وعلى الحِكْمة وله أيضًا دلالَة خاصَّة على ما يدُلُّ عليه بنفسه وهذا شيءٌ تأمَّل يظهر لك آياتٌ كثيرة (( لآية للمؤمنين )) يقول دالة على قدرة الله فقط؟ لا، على قدرة الله وعلى علمِه وعلى حكمته وعلى رحمتِه وعلى قوَّتِه، نعم وكُل الحوادث السماوات والأرض كلُّ شيء منها يدُلُّ على تلك الصِّفَة الخاصة به، وقوله: (( للمؤمنين )) قال المؤلف: خُصُّوا بالذِّكْر لأنَّهم المنتَفِعون بها في الإيمان بخلاف الكافرين " صحيح، الآيات الكونية لا ينتفِعُ بها إلا المؤمن والكافر ما ينتفِع، الكافر يقول: هذه طبيعة تُدَبِّر بنفسِها وتنتَقِم مِن الناس بنفسِها وتجلِب الخير للناس بنفسها ولا ينتَفِع، والمؤمن ينتفع بذلك، كذلك أيضًا الآيات الشرعية المؤمِن ينتفِعُ به وغيرُ المؤمن لا ينتفع (( وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ )) فالآياتُ إذًا الآيَات الكونِيَّة والشَّرْعِيَّة ما تنفَع إلَّا المؤمن، فإذا قال قائل: المؤمن مؤمن كيف ينتفع؟ قلنا: نعم ينتفع بأي شيء؟ بزيادة الإيمان (( فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا )) وزيادَة الإيمان لا شكَّ أنه انتفاع نفع عظيم لأنَّ الإيمان إمَّا أن يزيد وإما أن ينقص وإمَّا أن يبقى على ما هو عليه، والأخير هذا قد يكون نادرًا أن يكون الإيمان لا يَزيد ولا ينقُص فهو إمَّا في زيادة وإما في نقصان هذا في الغالب الكثير، على أنَّ التقسيم الحاصل هذا أنَا أشكُّ في وجودِ القسم الثالث منه وهو أن يكُون لا يزيد ولا ينقص لأنّ عدَمَ زيادة الإيمان يؤَدِّي إلى نقصِه إذ أنَّ الإيمان يزيد بالطاعة كما هو مفْهُوم للجميع إذا فُقِدَت الطاعة حصَل النقص، إنَّما القسمة العقلية هو أن يكون إمَّا زائد أو ناقص أو باقٍ على حاله وتصَوُّر أو وُقُوع القسم الثالث اللهُ أعلم به، قال: (( إن في ذلك لآية للمؤمنين * اتلُ ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة ))
هل هناك دليل لما يذهب إليه من يقول إن الإيمان لا يزيد ولا ينقص؟.
الطالب: ......
الشيخ : ما عندهم دليل يعني عندهم تعلِيل عليٍل الذين يقولون: الإيمان لا يزيد ولا ينقص يقولون هم المرجئة الذين يقولون إن الإيمان هو إقرارُ القلب والإقرار لا يتفاوَت أو المعتزِلَة والخوارِج الذين يقُولون: الإيمان ما يتَبَعَّض إماَّ أن يُوجَد كُلُّه كاملًا وإمَّا أن يعدَمَ كلُّه، قال: (( اتل ما أوحي إليك ))
الطالب: .........
الشيخ : أي نعم الفوائد تبتجي إن شاء الله حنا الآن نبي نشرَح فقط يعني نفَسِّر فقط، وإلَّا فيها فائدة تأتي بعد.
الطالب: ......
الشيخ : إلَّا ترجِع لهما جميعا وخلَق السماوات بالحق بهذا القيد ترجِع لهما جميعًا
الشيخ : ما عندهم دليل يعني عندهم تعلِيل عليٍل الذين يقولون: الإيمان لا يزيد ولا ينقص يقولون هم المرجئة الذين يقولون إن الإيمان هو إقرارُ القلب والإقرار لا يتفاوَت أو المعتزِلَة والخوارِج الذين يقُولون: الإيمان ما يتَبَعَّض إماَّ أن يُوجَد كُلُّه كاملًا وإمَّا أن يعدَمَ كلُّه، قال: (( اتل ما أوحي إليك ))
الطالب: .........
الشيخ : أي نعم الفوائد تبتجي إن شاء الله حنا الآن نبي نشرَح فقط يعني نفَسِّر فقط، وإلَّا فيها فائدة تأتي بعد.
الطالب: ......
الشيخ : إلَّا ترجِع لهما جميعا وخلَق السماوات بالحق بهذا القيد ترجِع لهما جميعًا
ما توجيه قول من قال "من ترك ما ينفعه ابتلي بما يضره"؟.
الطالب: يا شيخ! بعض العلماء يقول على نقص الإيمان وزيادته يقول: إنَّ مَن ترك ما ينفعه لا بد أن يُبْتَلى بما يضرُّه وهذا مِن العوائق الحِسِّيَّة طيب مِن أين ... هذا الكلام بعض المفسرين ..... يقول: دائما إنَّ الإنسان إذا ترك أيّ شيء ينفَعه فلا بد أن يبتليه الله سبحانه وتعالى بما يضُرّه، .... وجه آخر
الشيخ : ايش وجهها؟ مَن ترك ما ينفعه ابتلي بما يضره وجه ذلك يا إخواننا؟
الطالب: عقوبةً لأنَّ الله تعالى يقول: (( يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ ))[الانشقاق:6]الإنسان لا بُدّ أن يفعَل شيء.
الشيخ : نعم هذا وجهُه، الإنسان لا بد أن يكون حارثًا وهمامًا كل إنسان لا بد له مِن همة وعَمَل، هذا العمل إذا لم يكن فيما ينفَع لزِم أن يكُون فيما يَضُرّ فإذا قال قائلٌ: هذا القول يستلْزِم إبطال القول بقِسْم المباح في باب التكلِيف كما يُذكَر عن أحَدِ المعتَزِلة فيما أظُن الكعبي هو يسمى الكعبي وأظنه مِن المعتزلة يقول: ما فيه قسم مباح في الشريعة نعم لأنَّه لازِم أن هذا الشيء المباح الذي تشتغل به يكونُ كافًّا لك عن المحرم فيكون واجبًا فالأشياء إمَّا واجبة وإمَّا محرمَة، لكن أهل العلم ردُّوا عليه بأدلّة العقل والنقل وقالوا: هذا ليس بصحيح فإنَّ ضرر فعلِ المباح إذا تضَمَّن تركَ الواجب ما هو بلأنه مباح ولكن لِتَرْكِ الواجب، لو فعلَ المباح بدون أن يترَتَّب عليه تركُ واجب وفعل محرم ما صَار عليه إثْم، فالمهم أنا نقول: أن وجه كلام الأخ عبد العزيز أنَّ الإنسان لا بُدَّ أن يكون فعالًا فإمَّا فيما ينفعه وإمَّا فيما يضره. طيب {أستغفر الله} نعم؟
الطالب:.... يتعَلَّق في موضوع الأسماء والصفات وشرحها ....
الشيخ : ما رأيت إلا كَلَام المقيِّد للنونية، والشيخ عبد الرحمن السعدي شرحَها توضِيح توحِيد الأنبياء، وفي أيضًا كتاب شرح أسماء الله لأحد علماء اللغة
الطالب: الزجاج
الشيخ : هو الزَّجَّاج؟
الطالب: تفسير الأسماء
الشيخ : هو شرحُه لكنَّه بس ما عاد أدري عن ثقَتِي بهذا الرجل.
الفوائد في هذه الآية ضرْبُ الأمْثَال للناس أو نخليها مِن الآية التي بعدها؟ (( وتلك الأمثال نضربها )) الظاهِر أنَّه ... الآية التي بعدها أوضح طيب
الشيخ : ايش وجهها؟ مَن ترك ما ينفعه ابتلي بما يضره وجه ذلك يا إخواننا؟
الطالب: عقوبةً لأنَّ الله تعالى يقول: (( يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ ))[الانشقاق:6]الإنسان لا بُدّ أن يفعَل شيء.
الشيخ : نعم هذا وجهُه، الإنسان لا بد أن يكون حارثًا وهمامًا كل إنسان لا بد له مِن همة وعَمَل، هذا العمل إذا لم يكن فيما ينفَع لزِم أن يكُون فيما يَضُرّ فإذا قال قائلٌ: هذا القول يستلْزِم إبطال القول بقِسْم المباح في باب التكلِيف كما يُذكَر عن أحَدِ المعتَزِلة فيما أظُن الكعبي هو يسمى الكعبي وأظنه مِن المعتزلة يقول: ما فيه قسم مباح في الشريعة نعم لأنَّه لازِم أن هذا الشيء المباح الذي تشتغل به يكونُ كافًّا لك عن المحرم فيكون واجبًا فالأشياء إمَّا واجبة وإمَّا محرمَة، لكن أهل العلم ردُّوا عليه بأدلّة العقل والنقل وقالوا: هذا ليس بصحيح فإنَّ ضرر فعلِ المباح إذا تضَمَّن تركَ الواجب ما هو بلأنه مباح ولكن لِتَرْكِ الواجب، لو فعلَ المباح بدون أن يترَتَّب عليه تركُ واجب وفعل محرم ما صَار عليه إثْم، فالمهم أنا نقول: أن وجه كلام الأخ عبد العزيز أنَّ الإنسان لا بُدَّ أن يكون فعالًا فإمَّا فيما ينفعه وإمَّا فيما يضره. طيب {أستغفر الله} نعم؟
الطالب:.... يتعَلَّق في موضوع الأسماء والصفات وشرحها ....
الشيخ : ما رأيت إلا كَلَام المقيِّد للنونية، والشيخ عبد الرحمن السعدي شرحَها توضِيح توحِيد الأنبياء، وفي أيضًا كتاب شرح أسماء الله لأحد علماء اللغة
الطالب: الزجاج
الشيخ : هو الزَّجَّاج؟
الطالب: تفسير الأسماء
الشيخ : هو شرحُه لكنَّه بس ما عاد أدري عن ثقَتِي بهذا الرجل.
الفوائد في هذه الآية ضرْبُ الأمْثَال للناس أو نخليها مِن الآية التي بعدها؟ (( وتلك الأمثال نضربها )) الظاهِر أنَّه ... الآية التي بعدها أوضح طيب
فوائد قوله تعالى : << مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت .............. >>
في هذه الآية الكريمة دليلٌ على سفَهِ أولئك المشركين حيث اعتَمَدوا على ما لا مُعْتَمَدَ عليه بعبادة الأصنام يؤخذ من قوله: (( كمثل العنكبوت اتخذت بيتا )).
ومِن فوائدها أيضًا تقبيح هؤلاء المشركين وتنزِيلُ مرتَبَتِهم حيث شُبِّهُوا بايش؟ بالعناكب لأنَّ هذا لا شك أنَّ تشبِيه الإنسان بالحيوان أنَّه إذلَالٌ له وتنزيل له عن مرتَبَتَه لأنَّ الله تعالى يقول: (( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ))[الإسراء:70].
ومن فوائِد الآية أنَّ هذه الأصنام لا تنفَع عابديها أبدًا لا تنفعهم ولا تدفَعُ عنهم فهي لا تجلب الخير ولا تدفع الضرر مِن أين يؤخذ؟ حيثُ شُبِّهَتْ ببيت العنكبوت.
ومنها جواز ضرب المـَثَل بالدُّون حسب ما تقتَضيه الحال مِن أين نأخذه؟
الطالب: ...
الشيخ : لا، (كمثل العنكبوت) فإنَّها مِن أدنى ما يكون مِن المخلوقات، نعم وقد قال الله تعالى في سورة البقرة: (( إنَّ الله لا يستحيي أن يضرب مثلًا ما بعوضة فما فوقَها )) وقد ضرَبَ الله المثل بالذُّبَاب وبالحمار وبالكلب وبالبعوضة وبالعنكبوت كل هذا حسب ما يقتَضيه المقام.
ومِن فوائد الآية أنَّ أوهن البيوت وأضعفَها بيتُ العناكب ومِن هنا نأخُذ أنَّه لا ينبغي أن يُقال: هذا أوهى مِن بيت العنكبوت أو لا؟
الطالب: ...
الشيخ : تأمَّلُوه أوهَى مِن بيْتِ العنكبوت.
الطالب: ....
الشيخ : أوهى مِن بيت العنكبوت ليش نقول ما يصلح؟ لأنَّ الله قَال: (أوهَن البيوت) فأنت ما يمكن تقول لِبيتٍ من البيوت أنَّه أوهن مِن بيت العنكبوت، بيت تقول أوهى مِن بيت العنكبوت ما يصلح، لأن الله يقول: (أوهن البيوت بيت العنكبوت) لكن إذا كان غيرَ بيت تقول مثلًا: حُجَّة هذا الرجل أوهَى مِن بيت العنكبوت فما رأيكم؟
الطالب: ...
الشيخ : هذا لا بأس ما فيه تكذيب للقرآن، اللي فيه معارضة للقرآن أن تقول عن بيت: إنَّه أوهَى مِن بيت العنكبوت
ومِن فوائدها أيضًا تقبيح هؤلاء المشركين وتنزِيلُ مرتَبَتِهم حيث شُبِّهُوا بايش؟ بالعناكب لأنَّ هذا لا شك أنَّ تشبِيه الإنسان بالحيوان أنَّه إذلَالٌ له وتنزيل له عن مرتَبَتَه لأنَّ الله تعالى يقول: (( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ))[الإسراء:70].
ومن فوائِد الآية أنَّ هذه الأصنام لا تنفَع عابديها أبدًا لا تنفعهم ولا تدفَعُ عنهم فهي لا تجلب الخير ولا تدفع الضرر مِن أين يؤخذ؟ حيثُ شُبِّهَتْ ببيت العنكبوت.
ومنها جواز ضرب المـَثَل بالدُّون حسب ما تقتَضيه الحال مِن أين نأخذه؟
الطالب: ...
الشيخ : لا، (كمثل العنكبوت) فإنَّها مِن أدنى ما يكون مِن المخلوقات، نعم وقد قال الله تعالى في سورة البقرة: (( إنَّ الله لا يستحيي أن يضرب مثلًا ما بعوضة فما فوقَها )) وقد ضرَبَ الله المثل بالذُّبَاب وبالحمار وبالكلب وبالبعوضة وبالعنكبوت كل هذا حسب ما يقتَضيه المقام.
ومِن فوائد الآية أنَّ أوهن البيوت وأضعفَها بيتُ العناكب ومِن هنا نأخُذ أنَّه لا ينبغي أن يُقال: هذا أوهى مِن بيت العنكبوت أو لا؟
الطالب: ...
الشيخ : تأمَّلُوه أوهَى مِن بيْتِ العنكبوت.
الطالب: ....
الشيخ : أوهى مِن بيت العنكبوت ليش نقول ما يصلح؟ لأنَّ الله قَال: (أوهَن البيوت) فأنت ما يمكن تقول لِبيتٍ من البيوت أنَّه أوهن مِن بيت العنكبوت، بيت تقول أوهى مِن بيت العنكبوت ما يصلح، لأن الله يقول: (أوهن البيوت بيت العنكبوت) لكن إذا كان غيرَ بيت تقول مثلًا: حُجَّة هذا الرجل أوهَى مِن بيت العنكبوت فما رأيكم؟
الطالب: ...
الشيخ : هذا لا بأس ما فيه تكذيب للقرآن، اللي فيه معارضة للقرآن أن تقول عن بيت: إنَّه أوهَى مِن بيت العنكبوت
اضيفت في - 2007-08-13