تفسير سورة العنكبوت-10a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
المناقشة
الأدب في العبارة، ما محَلُّ قولِه: (( مِن كتاب )) مِن الإعراب؟ محلُّها؟
الطالب: النصب
الشيخ : أي نعم النَّصْب على أنَّها مفعول به أي ما كنت تتلُو كتابًا ولا تَخُطُّه بيمينك، طيب كلمة (من كتاب) قال بعضهم: إنَّها توكيد لـ(تتلو) لأنه لا يُتلَى إلَّا المكتوب وأنَه لو قال وما كنت تتلُو شيئًا لاستَقَام الكلام فما رأيُكم في هذا؟ فاهمين السؤال ولَّا لا؟ يقول: لا يُتْلى إلا المكتوب فأنا عندما أقول: قرأت وش تفهم؟ (قرأت) بس كذا؟ (قرأت) ماذا تفهَم؟
الطالب: .. مكتوب
الشيخ : أي شيئًا مكتوبًا فيقولون إنَّ قوله: (من كتاب) إنَّه توكيد لكن في هذا نظر لأنَّ الذي يُتْلَى قد يكون مكتوبًا وقد يكون مسموعًا، عندما أسمع منك كلامًا وأُتابعُك فيه أكون قد تلَوْتُه أليس كذلك، فـ(مِن كتاب) في ظنِّي أنها ليست مِن باب التوكيد لـ(تتلو) وإن كان بعضُهم زعم ذلك.
وقوله: (( ولا تخُطُّه بيمينك )) هذا مِن باب التوكيد؟
الطالب: الخط غير القراءة
الشيخ : اي هذه قراءة لكن باليمين معرُوف أنَّ الخط باليد أو لا؟ يعني لو قال قائل: هنا (بيمِينك) احترازًا مِن بيسارِك وأنَّ الرسول كان يكتب باليسار مثلًا يستَقِيم ولَّا ما يستَقِيم؟ ما يستقيم الكلام، إذًا فهذه يتعَيَّن أن تكون مِن باب التوكيد وليست مِن باب التَّقْيِيد لأنَّنا لو قلنا: إنَّها مِن باب التَّقييد لكان مفهومُها وتخُطُّها بيسارك لكنَّها مِن باب التوكيد، قالوا: وهي كقوله تعالى: (( ولا طائِرٍ يطِيرُ بجنَاحَيْه )) فإنَّ الطيران معرُوف أنه بالجناح نعم، ولهذا إذا كُسِر جناح الطائر يطير ولَّا ما يطير؟ ما يطِير، وإن كان بعضُ المتأَخِّرِين يقول إنَّ قوله: ولَا طائرٍ يطيرُ بجناحَيْه احترازًا مِن التقييد وليس بتأكيد، وإنه احترازًا مِن الطيَّارَات الموجُودات الآن لأنَّ الله يعلَم أنه سيكُون طائِر بدُون جنَاح هل هذا مُستقيم؟ لا ... ولهذا قال: (( ثُمّ إلى ربهم يحشرون )) والطَّيارات هذه ما تُحشَر يوم القيامة فيكُون على كلّ حال مِن باب التَّأْكيد، طيب وقال: (( وما كنت تتلو مِن قبله مِن كتاب ولا تخطُّه بيمينك )) هل يؤخذ الآن هذه تسمى الفوائِد يُؤخَذ منها أنَّ اللي يَكتب باليمين أحسن مِن الذي يكتُب باليسار؟
الطالب: ....
الشيخ : إن كانت مَعْقُودَة؟
الطالب: محمودة
الشيخ : مَحْمُودَة، لا المحْمود لو تكتب برجلك .. لكن الظاهر أنَّ الغالِب أنَّ الأخذ باليمين والإعطاء والكتابة والضرب وغير ذلك يكُون باليمين، ونادر أنَّه يُوجَد أحد يعمَل باليسار وأندَرُ منه مَن يعمَل بهما جميعَا، وإلَّا يوجد بعض الناس ما شاء الله يعطيها الله قوَّة يدين اليمنى واليسرى يعمَل بهما على السَّوَاء والله أعلم.
الطالب: شيخ بالنسبة لـ... الزائدة ....... الاستغراق ألَيْسَت أداة التوكيد زائدَة لفظًا ومِن حيث المعنى ... للاستغراق لأجل أنها تشمل أي شيء يقَع عليها ...
الشيخ : لِتأكيد النفي هم يقولون هي في الغالب ما تأتِي إلا في النفي ولهذا ابن مالك يقول:
وزِيدَ في نفْيٍ وشِبْهِه
وزيادتها في القياس مختلَفٌ فيها بعض النحْوِيِّين يُجيزُها مثل المبَرِّد.
الطالب: طيب مثل الآيات الـمَكِّيَّة كيف يستفيد .. المؤلف قاتلوهم جالدُوهم بالسيف حتى يسْلموا أو يعطوا الجزية؟
الشيخ : يستقيم .. لأن الله تعالى ذكرَ حالة أهل الكتاب في مكة ليَسْتَعِدَّ الناس لهم.
الطالب: .........
الطالب: النصب
الشيخ : أي نعم النَّصْب على أنَّها مفعول به أي ما كنت تتلُو كتابًا ولا تَخُطُّه بيمينك، طيب كلمة (من كتاب) قال بعضهم: إنَّها توكيد لـ(تتلو) لأنه لا يُتلَى إلَّا المكتوب وأنَه لو قال وما كنت تتلُو شيئًا لاستَقَام الكلام فما رأيُكم في هذا؟ فاهمين السؤال ولَّا لا؟ يقول: لا يُتْلى إلا المكتوب فأنا عندما أقول: قرأت وش تفهم؟ (قرأت) بس كذا؟ (قرأت) ماذا تفهَم؟
الطالب: .. مكتوب
الشيخ : أي شيئًا مكتوبًا فيقولون إنَّ قوله: (من كتاب) إنَّه توكيد لكن في هذا نظر لأنَّ الذي يُتْلَى قد يكون مكتوبًا وقد يكون مسموعًا، عندما أسمع منك كلامًا وأُتابعُك فيه أكون قد تلَوْتُه أليس كذلك، فـ(مِن كتاب) في ظنِّي أنها ليست مِن باب التوكيد لـ(تتلو) وإن كان بعضُهم زعم ذلك.
وقوله: (( ولا تخُطُّه بيمينك )) هذا مِن باب التوكيد؟
الطالب: الخط غير القراءة
الشيخ : اي هذه قراءة لكن باليمين معرُوف أنَّ الخط باليد أو لا؟ يعني لو قال قائل: هنا (بيمِينك) احترازًا مِن بيسارِك وأنَّ الرسول كان يكتب باليسار مثلًا يستَقِيم ولَّا ما يستَقِيم؟ ما يستقيم الكلام، إذًا فهذه يتعَيَّن أن تكون مِن باب التوكيد وليست مِن باب التَّقْيِيد لأنَّنا لو قلنا: إنَّها مِن باب التَّقييد لكان مفهومُها وتخُطُّها بيسارك لكنَّها مِن باب التوكيد، قالوا: وهي كقوله تعالى: (( ولا طائِرٍ يطِيرُ بجنَاحَيْه )) فإنَّ الطيران معرُوف أنه بالجناح نعم، ولهذا إذا كُسِر جناح الطائر يطير ولَّا ما يطير؟ ما يطِير، وإن كان بعضُ المتأَخِّرِين يقول إنَّ قوله: ولَا طائرٍ يطيرُ بجناحَيْه احترازًا مِن التقييد وليس بتأكيد، وإنه احترازًا مِن الطيَّارَات الموجُودات الآن لأنَّ الله يعلَم أنه سيكُون طائِر بدُون جنَاح هل هذا مُستقيم؟ لا ... ولهذا قال: (( ثُمّ إلى ربهم يحشرون )) والطَّيارات هذه ما تُحشَر يوم القيامة فيكُون على كلّ حال مِن باب التَّأْكيد، طيب وقال: (( وما كنت تتلو مِن قبله مِن كتاب ولا تخطُّه بيمينك )) هل يؤخذ الآن هذه تسمى الفوائِد يُؤخَذ منها أنَّ اللي يَكتب باليمين أحسن مِن الذي يكتُب باليسار؟
الطالب: ....
الشيخ : إن كانت مَعْقُودَة؟
الطالب: محمودة
الشيخ : مَحْمُودَة، لا المحْمود لو تكتب برجلك .. لكن الظاهر أنَّ الغالِب أنَّ الأخذ باليمين والإعطاء والكتابة والضرب وغير ذلك يكُون باليمين، ونادر أنَّه يُوجَد أحد يعمَل باليسار وأندَرُ منه مَن يعمَل بهما جميعَا، وإلَّا يوجد بعض الناس ما شاء الله يعطيها الله قوَّة يدين اليمنى واليسرى يعمَل بهما على السَّوَاء والله أعلم.
الطالب: شيخ بالنسبة لـ... الزائدة ....... الاستغراق ألَيْسَت أداة التوكيد زائدَة لفظًا ومِن حيث المعنى ... للاستغراق لأجل أنها تشمل أي شيء يقَع عليها ...
الشيخ : لِتأكيد النفي هم يقولون هي في الغالب ما تأتِي إلا في النفي ولهذا ابن مالك يقول:
وزِيدَ في نفْيٍ وشِبْهِه
وزيادتها في القياس مختلَفٌ فيها بعض النحْوِيِّين يُجيزُها مثل المبَرِّد.
الطالب: طيب مثل الآيات الـمَكِّيَّة كيف يستفيد .. المؤلف قاتلوهم جالدُوهم بالسيف حتى يسْلموا أو يعطوا الجزية؟
الشيخ : يستقيم .. لأن الله تعالى ذكرَ حالة أهل الكتاب في مكة ليَسْتَعِدَّ الناس لهم.
الطالب: .........
فوائد قوله تعالى : << اتل مآ أوحي إليك من الكتاب و أقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشآء والمنكر و لذكر الله أكبر و الله يعلم ما تصنعون >>
الفوائد
الشيخ : قال الله تعالى: (( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ))[العنكبوت:45] في هذه الآية مِن الفوائد أولًّا وجوب تلاوة القرآن وقد سبق أنَّ التلاوة ثلاثة أقسام: تلاوة اللفظ والمعنى والاتِّباع ولَّا لا؟ وذكرْنا أثرًا يدُلّ على ذلك تستَحْضِرُون الأَثَر؟ (كانُوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموها وما فيها من العِلْم والعمل) إذًا نقول: يستفاد مِن هذه الآية وجوب تلاوة القرآن على الوجوه الثلاثة: اللفظ والمعنى والاتِّباع.
ومِن فوائد الآية أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم رسول مِن أين تؤخذ؟ مِن قوله: (( ما أوحي إليك )) فإن وحي الله إليه يدل على رسالته.
ومِن فوائد الآية أهمِّيَّةُ الصلاة والعِناية بها تؤخذ مِن قوله: (( وأقم الصلاة )) فإنَّها داخلة في تلاوة ما يوحى إليه وخصَّها بالذكر للعناية.
ومنها أنَّه ليس المقصود فعلَ الصلاة بل إقامَة الصلاة وأظنُّه لا يخفى على الجميع الفرق بين الإقامة وبين مجرد الفعْل فيكُون المأمورُ به إقامةَ الصلاة.
ومن فوائد الآية الآثارُ الحميدة على إقامة الصلاة وهي النَّهي عن الفحشاء والمنكر (( إنَّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )).
ومِن فوائد الآية فضيلةُ ذِكْرِ الله عز وجل لقوله: (( ولذكر الله أكبر )) حطوا بالكم.
ومنها أنَّ الأمورَ الإيجابية أكمَل مِن الأمور السلبية هذه ما أدْرِي مفهُومة ولَّا باللغة الإنجليزية؟
الطالب: مفهومة
الشيخ : مفهومة؟ لأنَّ النهي عن الفحشاء والمنْكَر أمر سلْبِي، وذكْرُ الله أمْرٌ إيجَابي ولهذا قال: إنَّه أكبر، ولهذا قال العلماء: إنَّ الصبرَ على طاعةِ الله أكمَل مِن الصبر ايش؟ عن معصِيَة الله، لأنَّه صبر على فعل ومعاناة ومشقَّة فالإنسان يجاهِد نفسه في الصبر على طاعة الله من وجهين: مِن جهة إلزامها بها ومِن جهة الصبر والتحَمُّل على هذه الأفعال أو الأقوال.
ومن فوائد الآية أيضًا
الطالب: على أن ذكر الله يكون أعظَم مِن النهي .....
الشيخ : اي نعم أعظم، ... بس الصوفِيَّة ما هم بيذْكُرُون الله لا يذكرون الله لأنَّ ذِكْرَهم بَدعي والبدعة مردودة عند الله غير مقبولة.
الطالب: ....
الشيخ : معلوم ما في شكّ أنَّ الذكر أفضل .. بنصّ القرآن لكن الذِّكْر ما هو بس باللسان فقط الذِّكْر لا بُدَّ يكون باللسان وبالقلب وبالجوارح وعلى مقتضَى الشريعة أيضًا، كُلَّ ذِكْر على خلاف مقتضى الشريعة فليس ذكرًا لله لو ادَّعَى صاحبُه أنه ذكرٌ لله فليس بذكرٍ لله.
طيب مِن فوائد الآية إذَا قلنا: إنَّهَا مضافَة إلى الفاعل لأَن نحن قلنا: لَذِكْر الله تحْتَمِل أن تكون مضافة إلى الفاعل أو إلى المفعول؟ أو نسيتم؟ إذا كانت مُضَافَة إلى الفاعل فمعناه أن الله يذكُرُك، إلى المفعول: أنك تذكرُ الله وهي صالحة للأمرين، فيستفاد منها أيضًا فضِيلة ذِكْرِ الله للعَبْد وأنَّها مِن المراتب العالية لقولِهِ: (ولَذِكرُ الله أكبر).
ومِن فوائد الآية إثبَاتُ علمِ الله من قوله: (( والله يعلم ما تصنعون )) وإثبات عُمُومِ العلم مِن أين يؤخذ؟ مِن قوله: (( ما تصنعون ))، لأنَّها عامة، وإثبات تعلُّقِ علْمِ الله بفعلِ العباد (( تصنعون )) فيكون فيه ردٌّ على طائفة وهم القدَرِيَّة غلاتُهم مو هو بكُلهم غلاةُ القدرية قديمًا كانوا ينكِرُون تعلُّق علم الله بفعل العبد، ويقولون: إنَّ الأمر أُنُف أي مستَأْنَف وأنَّ الله ما يعلم بأعمال العباد إلَّا إذا عمِلُوها، ولا شك أنَّ هذا قول كفر هذا كفرٌ كما قال الشافعي وغيرُه: جادلوهم بالعلم فإن أقرُّوا به خُصِمُوا وإن أنكَرُوه كفَرُوا.
ومن فوائد الآية أيضًا كما فيها ردٌّ على القدرية مِن فوائدِها إثباتُ الأفعال الاخْتِيَارِيَّة للمرء ونسبَتُها إليه من قوله: (( تصنعون )) ففيها ردٌّ على طائفة ضِدّ القدرية وهم الجَبْرِيَّة.
ثم مِن فوائد الآية أيضًا أنَّ مَن لم تنهَه صلاتُه عن الفحشاء والمنكر فإنَّه لم يُقِمْها مِن أين تؤخذ؟ لأنَّ الله قال: (( أقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )) فجعَل هذا أمرا مُرَتَّبًا على إقامة الصلاة، إذا لم تَنْهَك عن الفحشاء والمنكر فإنَّك لم تُقِمْها، وهذه المسألة يجِب علينا -كما قلنا في التفسير- يجب علينا أن نُحاسِبَ أنفسنا عنها لا نقُول: إنَّنا أقَمْنا الصلاة حتى ننْظُر آثارَها فإذا وجَدْنا أنَّ القلوب لم تتغَيَّر ولم ترتَضِي الفحشاء والمنكر بِفِعْل الصلاة علِمْنا أنَّنا ايش؟ لم نُقِمْها مُقَصِّرُون في إقامَتِها وإلَّا لو أقَمْنَاها لكانت النتيجة كما قال الله عز وجل، ننتقل إلى الآية الثانية
الشيخ : قال الله تعالى: (( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ))[العنكبوت:45] في هذه الآية مِن الفوائد أولًّا وجوب تلاوة القرآن وقد سبق أنَّ التلاوة ثلاثة أقسام: تلاوة اللفظ والمعنى والاتِّباع ولَّا لا؟ وذكرْنا أثرًا يدُلّ على ذلك تستَحْضِرُون الأَثَر؟ (كانُوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموها وما فيها من العِلْم والعمل) إذًا نقول: يستفاد مِن هذه الآية وجوب تلاوة القرآن على الوجوه الثلاثة: اللفظ والمعنى والاتِّباع.
ومِن فوائد الآية أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم رسول مِن أين تؤخذ؟ مِن قوله: (( ما أوحي إليك )) فإن وحي الله إليه يدل على رسالته.
ومِن فوائد الآية أهمِّيَّةُ الصلاة والعِناية بها تؤخذ مِن قوله: (( وأقم الصلاة )) فإنَّها داخلة في تلاوة ما يوحى إليه وخصَّها بالذكر للعناية.
ومنها أنَّه ليس المقصود فعلَ الصلاة بل إقامَة الصلاة وأظنُّه لا يخفى على الجميع الفرق بين الإقامة وبين مجرد الفعْل فيكُون المأمورُ به إقامةَ الصلاة.
ومن فوائد الآية الآثارُ الحميدة على إقامة الصلاة وهي النَّهي عن الفحشاء والمنكر (( إنَّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )).
ومِن فوائد الآية فضيلةُ ذِكْرِ الله عز وجل لقوله: (( ولذكر الله أكبر )) حطوا بالكم.
ومنها أنَّ الأمورَ الإيجابية أكمَل مِن الأمور السلبية هذه ما أدْرِي مفهُومة ولَّا باللغة الإنجليزية؟
الطالب: مفهومة
الشيخ : مفهومة؟ لأنَّ النهي عن الفحشاء والمنْكَر أمر سلْبِي، وذكْرُ الله أمْرٌ إيجَابي ولهذا قال: إنَّه أكبر، ولهذا قال العلماء: إنَّ الصبرَ على طاعةِ الله أكمَل مِن الصبر ايش؟ عن معصِيَة الله، لأنَّه صبر على فعل ومعاناة ومشقَّة فالإنسان يجاهِد نفسه في الصبر على طاعة الله من وجهين: مِن جهة إلزامها بها ومِن جهة الصبر والتحَمُّل على هذه الأفعال أو الأقوال.
ومن فوائد الآية أيضًا
الطالب: على أن ذكر الله يكون أعظَم مِن النهي .....
الشيخ : اي نعم أعظم، ... بس الصوفِيَّة ما هم بيذْكُرُون الله لا يذكرون الله لأنَّ ذِكْرَهم بَدعي والبدعة مردودة عند الله غير مقبولة.
الطالب: ....
الشيخ : معلوم ما في شكّ أنَّ الذكر أفضل .. بنصّ القرآن لكن الذِّكْر ما هو بس باللسان فقط الذِّكْر لا بُدَّ يكون باللسان وبالقلب وبالجوارح وعلى مقتضَى الشريعة أيضًا، كُلَّ ذِكْر على خلاف مقتضى الشريعة فليس ذكرًا لله لو ادَّعَى صاحبُه أنه ذكرٌ لله فليس بذكرٍ لله.
طيب مِن فوائد الآية إذَا قلنا: إنَّهَا مضافَة إلى الفاعل لأَن نحن قلنا: لَذِكْر الله تحْتَمِل أن تكون مضافة إلى الفاعل أو إلى المفعول؟ أو نسيتم؟ إذا كانت مُضَافَة إلى الفاعل فمعناه أن الله يذكُرُك، إلى المفعول: أنك تذكرُ الله وهي صالحة للأمرين، فيستفاد منها أيضًا فضِيلة ذِكْرِ الله للعَبْد وأنَّها مِن المراتب العالية لقولِهِ: (ولَذِكرُ الله أكبر).
ومِن فوائد الآية إثبَاتُ علمِ الله من قوله: (( والله يعلم ما تصنعون )) وإثبات عُمُومِ العلم مِن أين يؤخذ؟ مِن قوله: (( ما تصنعون ))، لأنَّها عامة، وإثبات تعلُّقِ علْمِ الله بفعلِ العباد (( تصنعون )) فيكون فيه ردٌّ على طائفة وهم القدَرِيَّة غلاتُهم مو هو بكُلهم غلاةُ القدرية قديمًا كانوا ينكِرُون تعلُّق علم الله بفعل العبد، ويقولون: إنَّ الأمر أُنُف أي مستَأْنَف وأنَّ الله ما يعلم بأعمال العباد إلَّا إذا عمِلُوها، ولا شك أنَّ هذا قول كفر هذا كفرٌ كما قال الشافعي وغيرُه: جادلوهم بالعلم فإن أقرُّوا به خُصِمُوا وإن أنكَرُوه كفَرُوا.
ومن فوائد الآية أيضًا كما فيها ردٌّ على القدرية مِن فوائدِها إثباتُ الأفعال الاخْتِيَارِيَّة للمرء ونسبَتُها إليه من قوله: (( تصنعون )) ففيها ردٌّ على طائفة ضِدّ القدرية وهم الجَبْرِيَّة.
ثم مِن فوائد الآية أيضًا أنَّ مَن لم تنهَه صلاتُه عن الفحشاء والمنكر فإنَّه لم يُقِمْها مِن أين تؤخذ؟ لأنَّ الله قال: (( أقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )) فجعَل هذا أمرا مُرَتَّبًا على إقامة الصلاة، إذا لم تَنْهَك عن الفحشاء والمنكر فإنَّك لم تُقِمْها، وهذه المسألة يجِب علينا -كما قلنا في التفسير- يجب علينا أن نُحاسِبَ أنفسنا عنها لا نقُول: إنَّنا أقَمْنا الصلاة حتى ننْظُر آثارَها فإذا وجَدْنا أنَّ القلوب لم تتغَيَّر ولم ترتَضِي الفحشاء والمنكر بِفِعْل الصلاة علِمْنا أنَّنا ايش؟ لم نُقِمْها مُقَصِّرُون في إقامَتِها وإلَّا لو أقَمْنَاها لكانت النتيجة كما قال الله عز وجل، ننتقل إلى الآية الثانية
2 - فوائد قوله تعالى : << اتل مآ أوحي إليك من الكتاب و أقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشآء والمنكر و لذكر الله أكبر و الله يعلم ما تصنعون >> أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : << و لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا ءامنا بالذي أنزل إلينا و أنزل إليكم وإلهنا و إلهكم واحد ونحن له مسلمون >>
(( وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ))[العنكبوت:46] إلى آخرِه يُستفاد مِن الآيةِ الكريمة وُجُوب اتِّبَاعِ الأحْسَن في المجادَلة مِن أين نأخُذه؟ الحصْر: لا تجادلوهم إلا بالتي هي أحسن، فهذا حصْر والنهي يقتضي التحريم فإذا حَرُمَت المجادلة إلَّا بالتي هي أحسن معنَاه وجبَت المجادلة بالتي هي أحسن.
ومِن فوائد الآية أنَّه يجِب على المرء أن يعرف ما عند خصْمِه لِيُجَادِلَهُ به يعني مثلًا واحِد يبي يجادل اليهود قال: أنا أبقْرَأ قبْل التَّوْرَاة وما في كتبِهم حتى أعرف أرد عليهم ممكن هذا ولَّا لا؟ يمكن، ولكننا قلنا في التفسير: إنَّ في القرآن والسنة مِن ذلك ما يكفِي ويشفِي فإنَّ ما فيهما حق وما في التوراة قد يكونُ مُحَرَّفًا.
مِن فوائد الآية أيضا ألَّا نجادل غير أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن كما لو جادَلْنا الفلاسفة وغيرَهم ما نجادِلهم إلَّا بالتي هي أحسن.
ومِن فوائد الآية أيضًا أنَّه يجِب في المجادلة اتِّباَع ما يكونُ أشدَّ إقناعًا وإبطالًا لِحُجَّة الخصم مِن قوله: (هي أحْسَن) اسم التفضيل، وقد ذكرنَا في التفسير أنَّه إذا كانت المجادلة تفتَحُ بابَ المنازعة فإنه يُتْرَك هذا الباب إلى بابٍ لا تُمكِن المنازعة فيه، وذكرْنا مثالًا على هذا قِصَّة إبراهيم لَمَّا قال له الذي حاجَّه: أنا أحيي وأميت، قال له إبراهيم: فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتِ بها من المغرب وحينئذ ما عاد يقدر يجادِل أبدًا، فأنت إذا سلكتَ طريقًا في مُحَاجَّة غيرك ورأيتَ أنَّ هذا الطريق سيفتَحُ بابَ الجدَل فماذَا تصْنَع؟ لا بأس أن تَتَنَازَل عن هذه الطريق لأنَّ بعض الناس قد لا يتَنَازَل عن الطريق التي وضعَها خوفًا مِن أن يُظَنَّ أنَّه منْهَزِم لكن إذَا كان عندك أدِلَّةٌ وطُرُقٌ أخرى لِإفحام الخصم فلا حرَج بل قد يجب أن تعْدِل عن الأَوَّل إلى الثاني لأنَّه لا ضِيقَ عليك حتى تقول: سأبْقَى في هذه الطريق نعم.
الطالب: في بعض الأحيان يكون مثلًا كل ما جاء عن طريق تجِد فيه منفذ ....
الشيخ : ما يخالف أورِدْها جميعًا إذا كان في مجموعها ينتفي الاعتراض فأورِد جميعَها فتقول: مثلًا إذا كان هذا فلننتَقِل إلى الثاني ثم إذا أَوْرَد عليك انتقلت للثالث فإذا أوردت قلت: بمجموعها لا يمكن أنَّك تقول كذا وكذا
الطالب: يكون انسحاب
الشيخ : ما يكون انسحاب هذا حتى لو كان انسحابًا فهو لأجْل استدفاع هذا العدو مثل ما يكون في الجيوش العسكرية قد ينسَحِب الإنسان أمام عدُوِّه لأجل يستَتْبِعُه حتى يقضِيَ عليه من جهةٍ أخرى لا مانع.
من فوائد الآية الكريمة أنَّ الظالم في المحاجَّة الظالِم لا يُجَادَل بالتي هي أحسن لقوله: (( إلا الذين ظلموا منهم )) ولكن هل يُتْرك؟ أو يستعْمَل معه الشِّدَّة؟ ذكرْنا فيما سبق أنَّه على حسب الحال إن كانت المصلحة تقتَضِي تركَه تُرِك، أو اتِّباع الشدة اتَّبِع الشدة.
ومن فوائد الآية أنَّ مِن أهل الكتاب مَن هو معاند ظالم ومنهم مَن قد يكون خفِيَ عليه الحق فبالمجادَلة يتبيَّن له مِن أين تؤخذ؟
الطالب: (( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي
الشيخ : إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظَلَمُوا )) فقوله: (إلا الذِين ظلموا) عُلِمَ منه أنّهم ينقسمون إلى قسمَيْن: ظالِم معانِد مكَابِر، وآخَر مُستَرْشِد قد يخفَى عليه الحق بما لُبِّسَ عليه من عُلَمَائِه فإذا تبيَّن له الحق رجَع وأخَذ به.
ومِن فوائد الآية أيضًا سُلُوك ما يُطَمْئِن الخصمَ في المناظرة ما يقتَضِي اطمئنانَه وإلزامَه أيضًا مِن أين يا حسين؟
الطالب: (( وقولوا آمنا بالذي أُنْزِل إلينا وأُنْزِل إليكم ))
الشيخ : نعم (( وقولوا آمنا بالذي أُنْزِل إلينا وأُنْزِل إليكم )) لأن هذا يستلْزِم سُكونَ الخَصْم ما دام أنَّه يقول خصم لي آمَنْ بما أُنزِل إليك ثم يستلزم ايش؟ إِلزَامُه فهو يقول: أنا مُؤمِن بالاثنين لِماذا لَا تؤْمِن أنت بالاثنين.
ومِن فوائد الآية أيضًا إثبَات أنَّ التوراة نزَلَتْ مِن عند الله وكذلك الإنجيل عصام!
الطالب: (( أُنْزِل إلينا وأُنْزِل إليكم ))
الشيخ : (( أُنْزِل إلينا وأُنْزِل إليكم ))
ومنها إثبات أنَّهما أي التوراة والإنجيل والقرآن أيضًا كلَام الله تؤخذ يوسف!؟
الطالب: (( بالذي أُنْزِل إلينا وأُنْزِل إليكم ))
الشيخ : طيب. ومنها إثباتُ العُلُوّ للهِ عز وجل عيسى!
الطالب: النُّزول ما يكون إلا مِن أعلى
الشيخ : النُّزول ما يكون إلا مِن أعلى، نعم وش تقول يا عصام؟
الطالب: ... كل الآيات يؤخذ منها أنَّ القرآن كلام الله.
الشيخ : أي نعم، كيف يُؤْخَذ هذا يا جماعة؟ طيب، القرآن يُقال: هل القُرآن عيْنٌ قائِمٌ بنفسِه أو صِفَة؟
الطالب: صفة
الشيخ : صِفَة لأنَّه كلام ليس عينًا قائمًا بنفسِه بل هو كلام، إذا كان كلامًا والكلامُ صِفة فلا بُدَّ لكلِّ صفةٍ مِن موصُوف، وبهذا نعرف أنَّ القرآن كلام الله، واضِح؟ أمَّا مسْألة الإنزَال فهي حُجّة لكن فيها شُبْهَة وهي أن يحْتَجّ عليك الجَهْمِيُّ فيقول: إنَّ الله تعالى قال: (( وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج )) ومعلومٌ أنَّ الأزواج الثمانية مخلوقة ولَّا لا؟ مخلوقة وسماه الله تعالى إنزالًا، وقال: (( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد منافع للناس )) والحديد لا شكَّ أنَّه مخلوق، ولكننا ننْفَكُّ عن هذه الإيراد بماذا؟ بأنَّ هذه أعيانٌ قائمةٌ بنفسِها والعينُ القائمة بنفسها مخلُوقة بكل حال، كُلُّ ما سِوَى الله فإنَّه مخلُوق مِن الأعيان ونُبْطِل الحجة بهذا.
طيب ومِن فوائد الآية أنَّ أهل الكتاب يُقِرُّون بالأُلُوهِيَّة ألوهية الله غانم؟
الطالب: (( وإلهنا وإلهكم واحد ))
الشيخ : (( وإلهنا وإلهكم واحد ))، طيب أظُنّ أوردْنَا في التفسير على هذه الآية إشكالًا وهي أنَّ النصارى ما يُوَحِّدُون الله يعني حقيقة قولهم عدَمُ التوحيد، لأنّهم يقولون إنَّ الله ثالث ثلاثة وأنَّ الإله مكَوَّن مِن أقَانِيم ثلاثَة هي الأب والابن وروحُ القدس أو خَلاف ذلك فيما يصطَلِحوا فيه عندهم، فنقول: إنهم هم يزعمون أنَّه إله واحدٌ في ثلاثَة يزعمون هكذا، يقولون: إلهٌ واحد لكنَّه في ثلاثة، وهذا لا شكَّ أنه مكابرة كيف يكون إلهٌ في ثلاثة وكلّ واحد قائِم بنفسِه منفَرِد عن الآخر لكن الذي جاء به الإنجيل والذي جاءَت به التوراة أنَّ الإلَه واحد ولا متعدد؟
الطالب: واحد
الشيخ : واحِد.
مِن فوائد الآية أنَّ الإسلام إنَّما يكونُ لله سبحانه وتعالى مِن أين تؤخذ؟ مِن تقْدِيم المعمُول (( له مسلمون )) (( ونحن له مسلمون )) وتقدِيم ما حق التأخير يُفِيد الحصْر قال الله تعالى: (( بلى مَن أسلم وجهَهُ لله وهو محسن فله أجرُه عند ربِّه ))
ومِن فوائد الآية أنَّه يجِب على المرء أن يعرف ما عند خصْمِه لِيُجَادِلَهُ به يعني مثلًا واحِد يبي يجادل اليهود قال: أنا أبقْرَأ قبْل التَّوْرَاة وما في كتبِهم حتى أعرف أرد عليهم ممكن هذا ولَّا لا؟ يمكن، ولكننا قلنا في التفسير: إنَّ في القرآن والسنة مِن ذلك ما يكفِي ويشفِي فإنَّ ما فيهما حق وما في التوراة قد يكونُ مُحَرَّفًا.
مِن فوائد الآية أيضا ألَّا نجادل غير أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن كما لو جادَلْنا الفلاسفة وغيرَهم ما نجادِلهم إلَّا بالتي هي أحسن.
ومِن فوائد الآية أيضًا أنَّه يجِب في المجادلة اتِّباَع ما يكونُ أشدَّ إقناعًا وإبطالًا لِحُجَّة الخصم مِن قوله: (هي أحْسَن) اسم التفضيل، وقد ذكرنَا في التفسير أنَّه إذا كانت المجادلة تفتَحُ بابَ المنازعة فإنه يُتْرَك هذا الباب إلى بابٍ لا تُمكِن المنازعة فيه، وذكرْنا مثالًا على هذا قِصَّة إبراهيم لَمَّا قال له الذي حاجَّه: أنا أحيي وأميت، قال له إبراهيم: فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتِ بها من المغرب وحينئذ ما عاد يقدر يجادِل أبدًا، فأنت إذا سلكتَ طريقًا في مُحَاجَّة غيرك ورأيتَ أنَّ هذا الطريق سيفتَحُ بابَ الجدَل فماذَا تصْنَع؟ لا بأس أن تَتَنَازَل عن هذه الطريق لأنَّ بعض الناس قد لا يتَنَازَل عن الطريق التي وضعَها خوفًا مِن أن يُظَنَّ أنَّه منْهَزِم لكن إذَا كان عندك أدِلَّةٌ وطُرُقٌ أخرى لِإفحام الخصم فلا حرَج بل قد يجب أن تعْدِل عن الأَوَّل إلى الثاني لأنَّه لا ضِيقَ عليك حتى تقول: سأبْقَى في هذه الطريق نعم.
الطالب: في بعض الأحيان يكون مثلًا كل ما جاء عن طريق تجِد فيه منفذ ....
الشيخ : ما يخالف أورِدْها جميعًا إذا كان في مجموعها ينتفي الاعتراض فأورِد جميعَها فتقول: مثلًا إذا كان هذا فلننتَقِل إلى الثاني ثم إذا أَوْرَد عليك انتقلت للثالث فإذا أوردت قلت: بمجموعها لا يمكن أنَّك تقول كذا وكذا
الطالب: يكون انسحاب
الشيخ : ما يكون انسحاب هذا حتى لو كان انسحابًا فهو لأجْل استدفاع هذا العدو مثل ما يكون في الجيوش العسكرية قد ينسَحِب الإنسان أمام عدُوِّه لأجل يستَتْبِعُه حتى يقضِيَ عليه من جهةٍ أخرى لا مانع.
من فوائد الآية الكريمة أنَّ الظالم في المحاجَّة الظالِم لا يُجَادَل بالتي هي أحسن لقوله: (( إلا الذين ظلموا منهم )) ولكن هل يُتْرك؟ أو يستعْمَل معه الشِّدَّة؟ ذكرْنا فيما سبق أنَّه على حسب الحال إن كانت المصلحة تقتَضِي تركَه تُرِك، أو اتِّباع الشدة اتَّبِع الشدة.
ومن فوائد الآية أنَّ مِن أهل الكتاب مَن هو معاند ظالم ومنهم مَن قد يكون خفِيَ عليه الحق فبالمجادَلة يتبيَّن له مِن أين تؤخذ؟
الطالب: (( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي
الشيخ : إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظَلَمُوا )) فقوله: (إلا الذِين ظلموا) عُلِمَ منه أنّهم ينقسمون إلى قسمَيْن: ظالِم معانِد مكَابِر، وآخَر مُستَرْشِد قد يخفَى عليه الحق بما لُبِّسَ عليه من عُلَمَائِه فإذا تبيَّن له الحق رجَع وأخَذ به.
ومِن فوائد الآية أيضًا سُلُوك ما يُطَمْئِن الخصمَ في المناظرة ما يقتَضِي اطمئنانَه وإلزامَه أيضًا مِن أين يا حسين؟
الطالب: (( وقولوا آمنا بالذي أُنْزِل إلينا وأُنْزِل إليكم ))
الشيخ : نعم (( وقولوا آمنا بالذي أُنْزِل إلينا وأُنْزِل إليكم )) لأن هذا يستلْزِم سُكونَ الخَصْم ما دام أنَّه يقول خصم لي آمَنْ بما أُنزِل إليك ثم يستلزم ايش؟ إِلزَامُه فهو يقول: أنا مُؤمِن بالاثنين لِماذا لَا تؤْمِن أنت بالاثنين.
ومِن فوائد الآية أيضًا إثبَات أنَّ التوراة نزَلَتْ مِن عند الله وكذلك الإنجيل عصام!
الطالب: (( أُنْزِل إلينا وأُنْزِل إليكم ))
الشيخ : (( أُنْزِل إلينا وأُنْزِل إليكم ))
ومنها إثبات أنَّهما أي التوراة والإنجيل والقرآن أيضًا كلَام الله تؤخذ يوسف!؟
الطالب: (( بالذي أُنْزِل إلينا وأُنْزِل إليكم ))
الشيخ : طيب. ومنها إثباتُ العُلُوّ للهِ عز وجل عيسى!
الطالب: النُّزول ما يكون إلا مِن أعلى
الشيخ : النُّزول ما يكون إلا مِن أعلى، نعم وش تقول يا عصام؟
الطالب: ... كل الآيات يؤخذ منها أنَّ القرآن كلام الله.
الشيخ : أي نعم، كيف يُؤْخَذ هذا يا جماعة؟ طيب، القرآن يُقال: هل القُرآن عيْنٌ قائِمٌ بنفسِه أو صِفَة؟
الطالب: صفة
الشيخ : صِفَة لأنَّه كلام ليس عينًا قائمًا بنفسِه بل هو كلام، إذا كان كلامًا والكلامُ صِفة فلا بُدَّ لكلِّ صفةٍ مِن موصُوف، وبهذا نعرف أنَّ القرآن كلام الله، واضِح؟ أمَّا مسْألة الإنزَال فهي حُجّة لكن فيها شُبْهَة وهي أن يحْتَجّ عليك الجَهْمِيُّ فيقول: إنَّ الله تعالى قال: (( وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج )) ومعلومٌ أنَّ الأزواج الثمانية مخلوقة ولَّا لا؟ مخلوقة وسماه الله تعالى إنزالًا، وقال: (( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد منافع للناس )) والحديد لا شكَّ أنَّه مخلوق، ولكننا ننْفَكُّ عن هذه الإيراد بماذا؟ بأنَّ هذه أعيانٌ قائمةٌ بنفسِها والعينُ القائمة بنفسها مخلُوقة بكل حال، كُلُّ ما سِوَى الله فإنَّه مخلُوق مِن الأعيان ونُبْطِل الحجة بهذا.
طيب ومِن فوائد الآية أنَّ أهل الكتاب يُقِرُّون بالأُلُوهِيَّة ألوهية الله غانم؟
الطالب: (( وإلهنا وإلهكم واحد ))
الشيخ : (( وإلهنا وإلهكم واحد ))، طيب أظُنّ أوردْنَا في التفسير على هذه الآية إشكالًا وهي أنَّ النصارى ما يُوَحِّدُون الله يعني حقيقة قولهم عدَمُ التوحيد، لأنّهم يقولون إنَّ الله ثالث ثلاثة وأنَّ الإله مكَوَّن مِن أقَانِيم ثلاثَة هي الأب والابن وروحُ القدس أو خَلاف ذلك فيما يصطَلِحوا فيه عندهم، فنقول: إنهم هم يزعمون أنَّه إله واحدٌ في ثلاثَة يزعمون هكذا، يقولون: إلهٌ واحد لكنَّه في ثلاثة، وهذا لا شكَّ أنه مكابرة كيف يكون إلهٌ في ثلاثة وكلّ واحد قائِم بنفسِه منفَرِد عن الآخر لكن الذي جاء به الإنجيل والذي جاءَت به التوراة أنَّ الإلَه واحد ولا متعدد؟
الطالب: واحد
الشيخ : واحِد.
مِن فوائد الآية أنَّ الإسلام إنَّما يكونُ لله سبحانه وتعالى مِن أين تؤخذ؟ مِن تقْدِيم المعمُول (( له مسلمون )) (( ونحن له مسلمون )) وتقدِيم ما حق التأخير يُفِيد الحصْر قال الله تعالى: (( بلى مَن أسلم وجهَهُ لله وهو محسن فله أجرُه عند ربِّه ))
3 - فوائد قوله تعالى : << و لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا ءامنا بالذي أنزل إلينا و أنزل إليكم وإلهنا و إلهكم واحد ونحن له مسلمون >> أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى :<< وكذلك أنزلنآ إليك الكتاب فالذين ءاتيناهم الكتاب يؤمنون به ومن هؤلآء من يؤمن وما يجحد بئاياتنآ إلا الكافرون >>
ثم قال الله عز وجل: (( وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ))[العنكبوت:47] (وكذلك أنزلنا إليك الكتاب) يُستفاد مِن هذه الآية أنَّ القرآن مُنَزَّل مِن عندِ الله (( أنزلنا إليك ))، وأنَّه كلامُه لِقولِه: (( أنزلنا إليك الكتاب ))، وأنَّه كلامُه بحروفِه لقوله: (( الكتاب )) والذي يُكتَب هو الحروف وعلى هذا فيكون القرآن كلامَ الله حروفَه ومعانِيَه كلُّها كلامُ الله عز وجل، وسبق في التفسير أشرْنا إلى أنَّ الأشاعرة ومَن نَحَا نحوَهم يقولون: إن كلام الله هو المعنَى القائم بالنفس وهذه الحروف مخلُوقَة عبارَة عنه أو حِكَايَة هم يقولون عبارة الأشاعرة والكُلَّابِيَّة أتبَاع عبد الله بن سعيد بن كُلَّاب الذي تتلْمَذَ عليه الأشعري يقولون: إنَّه حكاية عن كلام الله وليس عبَارة، وأمَّا أهل السنة والجماعة فيقولون: إنَّه كلامُ الله تعالى حقيقة لا حكاية ولا عبارَة.
طيب وقوله: (( أنزَلْنا إليك الكتاب )) يستفاد منه الإشارة إلى أنَّ القرآن الكريم مكتوب وذكرْنا أنَّه مكتوبٌ في ثلاثة مواضع وهي إبراهيم!
الطالب: اللوح المحفوظ والصحف
الشيخ : اللوح المحفوظ والصحف التي في أيدي الملائكة والمصاحف التي بأيدي.. طيب الدليل على أنَّه مكتوب في اللوح المحفوظ؟
الطالب: (( إنه لقرآن كريم * في كتاب مكنون ))
الشيخ : نعم، وعلى أنَّه مكتوب في الصحف عبد الرحمن!
الطالب: (( كلا إنها تذكرة * فمن شاء ذكره * في صحف مكرمة * مرفوعة مطهرة * بأيدي سفرة * كرام بررة ))
الشيخ : أما كونه مكتوب في المصاحف الدليل؟
الطالب: واضح
الشيخ : هذا ما يبي دليل لأن هذا واضح نعم.
ومن فوائد الآية الكريمة قولُه: (( فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به )) أنَّ مِن أهل الكتاب مَن آمَنَ به فعلًا لقوله: (( فالذين آتيناهم الكتاب )) والمراد البعض مِثل مَن؟
الطالب: عبد الله بن سلام
الشيخ : عبد الله بن سلام (( يؤمنون به )).
طيب هذه الآية يستفاد منها الاستشْهَاد بالغيب على صِحَّة المدَّعَى به أو لا؟ أنَّ الإنسان يستشهد بغيرِه مِن خصومِه؟ ... (( كفي بالله شهيدًا بيني وبينكم ومَن عندَه علم الكتاب ))، وهذه الآية (( فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به )) فيقال: ممن أُوتي الكتاب منكم أنتم أيها اليهود أو النصارى مَن آمَن بهذا القرآن وهذه الحجة مفيدة جدًّا عند المناظرة أن تحتَجَّ على الطائِفة بقول بعضِ علمائِها ولهذا شيخ الإسلام وغيره يحتج مثلًا على الفلاسفة بقول بعض نظارهم احتَجَّ على بُطْلان مَذْهب المتكلمين مثلًا بقول الرازي وهو مِن أكابرهم قال:
نهايةُ اقدام العقول عِقَال وأكثرُ سعيِ العالَمِين ضلَال
وأرواحنا في وحشةٍ من جسومِنا وغايةُ دنيانا أذىً ووبال
ولم يستفِد من بحثِنا طول عمرِنا سوى أن جمعْنا فيه قِيل وقالوا
وهذه فائدة عظيمة أو لا؟ هذه ليست فائدة (قيل وقال) وش هذا؟ الشاهد مِن مثل هذا هو نفسُه يتكلم بهذه الأبيات إمَّا منشدًا أو مُنْشِئًا لكنَّه سبقَها كَلَام يقول: لقد تأمَّلْتُ الطرق الكلامية والمناهِج الفلسفية فلم أرَها تُروِي غليلًا ولا تشفِي عليلًا، ووجدت أقرَب الطرق في ذلك طريقةُ القرآن: أقرأُ في الإثبات (( الرحمنُ على العرش استوى )) وأقرأ في النفي (( ليس كمثلِه شيء )) (( ولا يحيطون به علمًا )) ومَن جرَّب مثل تجربتي عرَف مثل معرفَتِي نعم، هذا صرِيح في أنَّ الرجل أقرَّ على نفسه بأنَّ هذه المذاهب الفلسفية كلُّها لا خيرَ فيها لا تشفي العليل ولا تُروِي الغليل، فالاحتجاج على الطائفة بقول زُعَمائِها هذا مِن أقْوى الحجج والقرآن سَلَك هذا المسلك كما في هذه الآية وغيرِها واضح؟
طيب ومن فوائد الآية أنَّ مِن المشركين أو بالأصح مِن قريش مَن آمَن بالقرآن لقوله: (( ومِن هؤلاء مَن يؤمِنُ به )) فيكون حُجَّةً على الذين لم يؤمِنُوا، وأظنَّكم تعرِفون أنَّه آمَن مِن قريش مِن أشرافِهم ووُجهائهم مَن سبقوا إلى الإسلام مثل من؟ أبو بكر رضي الله عنه كان مِن أشرافِهم وكانوا يرجعون إليه في النسب معرفة الأنساب ومعروفٌ بالكرم أيضًا فإنَّ أوصافَه رضي الله عنه كأوْصافِ النبي عليه الصلاة والسلام يحمِل الكَلّ وكذلك أيضًا نعم؟ يُعِين على نوائِب الحقّ، ومع ذلك كان أسبَقَ الناس إلى الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم (( ومِن هؤلاء مَن يؤمن به )) فلماذا تنكرون أنتم وفيكم مَن آمن.
ومِن فوائد الآية أنَّ كل مَن جحَدَ بآيات الله فهو كافر لقوله: (( وما يجحَدُ بآياتنا إلا الكافرون ))، طيب هل هذا يشمَل جحد الآيات عمومًا أو حتى أفرادَها؟
الطالب: حتى أفرادها
الشيخ : حتى أفرادَها يعني ما هو لازِم يجحَد القرآن كله مثلًا لو جَحَد بعضَه وأقرَّ ببعض حُكِمَ بكُفرِه كما قال الله تبارك وتعالى: (( ويقولون نُؤمِنُ ببعضٍ ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلًا * أولئك هم الكافرون حقًّا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينًا )) فمَن آمَن ببعض وكفَر ببعض علِمْنا يقينًا أن إيمانَه ليس بحقّ لو كان إيمانه حقًّا لم يكن هناك فرْق بين ما آمَن به وكفَر به، وإنَّما هو لِمجرَّدِ هواه، إذًا مَن جحد شيئًا من الشريعة الإسلامية فإنَّه كافر ولو آمن بالبعض، ولكن لاحظوا أنَّ هذا مشروطٌ بالعلم فإذا انتفَى العلم وجحَدَهُ لعدَم علمه لم يكفُر حتى يتبيَّنَ له الحق لأنَّ الله يقول: (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ))[النساء:115] وكذلك أيضا يقول: (( وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يُبَيِّن لهم ما يتقون )) فإذا بيَّنَ لهم ما يتقون ولم يتَّقُوه حينئِذٍ حكم بضلالِهم أما أنَّه يضلُّهم جل وعلا قبل أن يبيِّن لهم ما يتقون هذا لا يمكن، لأنَّه ليس مما تقتضيه حكمة الله وعدلُه، ويقول تعالى: (( وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعثَ في أُمِّها رسولًا يتلوا عليهم آياتنا وما كنا مهلكوا القرى إلا وأهلُها ظالمين )) ويقول تعالى: (( وما كنا معذبين حتى نبعَثَ رسولًا )) وأخذ أهل العلم بذلك فقالوا: مَن نشأ في البادية أو بدارِ كُفْرٍ وجحَدَ ما هو معلومٌ عند المسلمين بالضرورة فإنَّه لا يكفُر حتى يُعَرَّفَ به فإذا عُرِّفَ به وتبيَّن به ثم أنكَر حينئذ يكفُر، وهذه مسألة يجب علينا يا إخوانَنا أن نتأَمَّلها لأنَّ بعض الإِخوة الغيورِين على دينهم يحكُمُون بالتكفير على سبيل الإطْلاق وهذا خطأ، فإنَّه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أنَّ مَن دعَا رجل بالكفر أو قال: يا عدوَّ الله وليس كذلك إلا حَارَ عليه )، وأيضَّا الحكم بالتكفير حكمٌ مِن أحكام الله لأنَّ قولَك عن هذا الرجل إنَّه كافر كقولك عن هذا الطعام إنَّه حرام أو إنَّه حلال، الحكمُ لِمَن بالتكفِير والإيمان؟ لله فلا يجُوز أن تُكَفِّر إلا مَن كفَّرَه الله ورسوله بل ولا أن تُفَسِّق إلا من فسَّقَهُ الله ورسوله فالأمر ليس إليك، الحكم على العباد بيدِ خالِقِهم سبحانه وتعالى إنْ حكَمَ عليهم بالكفر أو الفسق فاحكُم به وإلَّا فلا، كذلك أيضَّا مِن شروط التكفير ألا يُوجَد مانِع منه فإن وُجِدَ مانعٌ مِن التكفير لم يُكَفَّر لأنَّ العِلْم شرط، العلْم بما يوجِبُ الكفر شرْط كذلك انتفَاءُ المانع شرط فإن وُجِد مانِع يمنَع مِن التكفير لم يُكَفَّر، والموانع كثيرة منها الإكراه لو أُكْرِه رجلٌ على الكفر وقلبُه مطمَئِنٌّ بالإيمان ما تقول يا حسين؟
الطالب: ما يكفُر
الشيخ : ما يكفر بنصِّ القرآن وإجماعِ المسلمين، كذلك أيضًا ألَّا يحُولَ دون إرادتِه حائِل بمعنى ألَّا يكون هناك حائِل يمنَعُه الإرادَة والقَصْد فيكون خرَج منه الكفر بغير قَصْد فإذا خرَج منه الكفر بغير قصد يكفُر ولَّا لا؟ لا يكفُر ولو كان كفرًا صريحًا كالشمس ما دام بغير قصْد مثلُ أن يكون غاضبًا غضبًا شديدًا أو فرِحًا فَرَحًا شديدًا أو خائفًا خوفًا شديدًا فيُطْلِقُ الكفر مِن غيرِ إرادَة فهذا لا شكَّ أنَّه لا يكفر، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام في فرحِ الله بتوبَةِ عبدِه المؤمِن أنَّه كرجل أضَلَّ بعيرَه وعليها طعامُه وشرابُه فلم يجِدْها فنامَ تحت شجرة ينتَظِرُ الموت ثم استيقَظ وإذا بخِطَامِ ناقتِه متعلقًا بالشجرة فأخَذ بالخطام وقال مِن شدة الفرح: " اللهم أنت عبدي وأنا ربُّك " ما تقولون في هذه الكلمة؟ كُفْر ولَّا إيمان؟
الطالب: كفر
الشيخ : كفر يعني لو قال: "أنت عبدي" فقط كفَر كيف أنه قال: "أنت عبدي وأنا ربك" أيضًا فادَّعى لنفسه الربُوبِيَّة ولربِّه العبودِيَّة لكن قال عليه الصلاة والسلام: ( أخطأَ مِن شِدَّةِ الفَرَح )، فالحاصل مِن هذه المسائل (( وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون )) يجب علينا أن نقول: إنَّ التكفير لا بدَّ فيه مِن وُجود الشروط وانتفَاء الموانع وهذا الأمْر -أي اعتبَار وجود الشروط وانتفَاءِ الموانع- ليس خاصًّا في مسألَةِ التكفير أظنُّنا نعلَم جميعًا أنَّه عام أو لا؟ كُلُّ الأشياء ما تَتِمّ إلا بوجُود شروطِها وانتفَاء موانِعِها، طيب ... هذي المسألة الذي ذكر الأخ عبد الرحمن يمكن إذا ادَّعَى الجهل ومثلُه لا يجهلُه هل يُقبَل؟ يقول: أنا والله ما علمت أنَّ هذا مثلًا واجِب لو علمت أنَّه واجب ما جحدتُّه، نقول: الحمد لله إذا قلت هكذا فأنت الآن تُبْت ما دُمتَ تقول: أنا ما علمت أنه واجب ولو علمتُ أنَّه واجب ما جحدتُّه فالآن أقررْتَ به واضِح؟ لكن لو أنه جحدَه رأسًا قبل أن نُطالِبَه إذا كان مثلُه لا يجهلُه فهو كافِر، لو جحَدَ تحرِيمَ الزنا وهو ناشئ في البلادِ الإسلامِيَّة المحافِظَة إنسان نشَأ مثلا في بلاد إسلامية محافِظَة تُحَرِّمُ الزنا ونشَأ فيها وقال: إنَّ الزنا حلال ما تقولون؟ هذا لا يُعْذَر، لأنَّه نشأ في بلاد إسلامية محافظة، في بلاد إسلامية مُتَهَتِّكَة أسواقُ الزنا فيها مفْتُوحة وجحَدَ تحرِيمَ الزنا يُعْذَر؟
الطالب: ينظر ..
الشيخ : اي هذا إنسان عاش في هذه البلاد وشاف أن فيه أسواق دعارة مُبِيحَة للزنا ولا يدرِي، نقول: نعم ما دام أنه فيه شبهة فإنَّ الحدود تُدْرَأ بالشُّبُهَات والإنسان المسلم هو مُسْلِم ولا يمكن أن نُخْرِجَه مِن الإسلام إلا بِيَقِين، الطالب: ...
الشيخ : على تحريم الزنا؟ إذا كان ما يدري عنها؟ إذا كان يدري عنها كيف يقول: إني جاهل .... إذا كان أن الزنا معروف الآن تحرِيم الرِّبا لو نشأَ الإنسان في بلاد كلها مثلًا ربوية تتعامل بالربا بالبنوك وغيرها وقال: "أنا والله ما أعرف أنه حرام" يمكن يصير هذا حق؟ نقول: يمكن الإنسان إذا عاشَ في شيء ما يدري عنه، الآن مثلًا الذين نشأوا في بلادٍ ينتحَلُ علمائُها طريقَ الأشاعرة أتعلمون أنَّهم لا يدرُون عن مذهبِ أهل السنة شيئًا يحسبون أنّ هذا هو الحق حتى أنَّ مِنهم مَن يؤلِّف ويقول: إن مذهب أهل السنة والجماعة ينحَصِر في مذهب الأشاعرة والماتُرِيدِيَّة لأنَّه جاهل وهذه بَلِيَّةٌ عظيمة مسألة الجهل نعم؟
الطالب: يا شيخ! مَن يُقَلِّد هل يكون معذور؟ لأنه أصبح يعني طالب علم
الشيخ : اي قد يُعذَر يا أخ إذا صار هذه البلاد علمائها على هذه الطريقة وليس هناك كُتُب يقرؤُها هذا مِن جنس الذي عاشَ في بلاد كُفر وليس عنده كُتُب من أهل الإسلام فالجهْلُ واحد لأنَّه قد لا يطْرَأ على بالِهم إطلاقًا أن هناك مذهب ثالث بين المذهَبَيْن ما يطرَأ على باله، عندنا الآن عند العامة وإلا دعنا عاد من طلبة العلم العامة يظنُّون أنَّه ما هناك مذهب إلا مذهب الحنابِلة حتى إنَّ بعضهم سُئِل في حضْرَة الملك عبد العزيز رحمه الله قديمًا بعضُ العامة قيل له: قال له: الملك يمزَح عليه ما هو مذهب النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: مذهب النبي صلى الله عليه وسلم حنْبَلِيٌّ قُرْص" وش يدري يحسب ما يوجد في الدنيا طريق إلَّا طرِيق الحنابلة، المهم أنَّ مسائِل الجهل هذي ما لها حد، والحمد لله الإنسان ما دام أنه يمكن أن تَجِد مخرَجًا مِن تكفير المسلم فاسلُكْه إنما عاد إذا أصَرّ وعاند هذا شيء آخر
طيب وقوله: (( أنزَلْنا إليك الكتاب )) يستفاد منه الإشارة إلى أنَّ القرآن الكريم مكتوب وذكرْنا أنَّه مكتوبٌ في ثلاثة مواضع وهي إبراهيم!
الطالب: اللوح المحفوظ والصحف
الشيخ : اللوح المحفوظ والصحف التي في أيدي الملائكة والمصاحف التي بأيدي.. طيب الدليل على أنَّه مكتوب في اللوح المحفوظ؟
الطالب: (( إنه لقرآن كريم * في كتاب مكنون ))
الشيخ : نعم، وعلى أنَّه مكتوب في الصحف عبد الرحمن!
الطالب: (( كلا إنها تذكرة * فمن شاء ذكره * في صحف مكرمة * مرفوعة مطهرة * بأيدي سفرة * كرام بررة ))
الشيخ : أما كونه مكتوب في المصاحف الدليل؟
الطالب: واضح
الشيخ : هذا ما يبي دليل لأن هذا واضح نعم.
ومن فوائد الآية الكريمة قولُه: (( فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به )) أنَّ مِن أهل الكتاب مَن آمَنَ به فعلًا لقوله: (( فالذين آتيناهم الكتاب )) والمراد البعض مِثل مَن؟
الطالب: عبد الله بن سلام
الشيخ : عبد الله بن سلام (( يؤمنون به )).
طيب هذه الآية يستفاد منها الاستشْهَاد بالغيب على صِحَّة المدَّعَى به أو لا؟ أنَّ الإنسان يستشهد بغيرِه مِن خصومِه؟ ... (( كفي بالله شهيدًا بيني وبينكم ومَن عندَه علم الكتاب ))، وهذه الآية (( فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به )) فيقال: ممن أُوتي الكتاب منكم أنتم أيها اليهود أو النصارى مَن آمَن بهذا القرآن وهذه الحجة مفيدة جدًّا عند المناظرة أن تحتَجَّ على الطائِفة بقول بعضِ علمائِها ولهذا شيخ الإسلام وغيره يحتج مثلًا على الفلاسفة بقول بعض نظارهم احتَجَّ على بُطْلان مَذْهب المتكلمين مثلًا بقول الرازي وهو مِن أكابرهم قال:
نهايةُ اقدام العقول عِقَال وأكثرُ سعيِ العالَمِين ضلَال
وأرواحنا في وحشةٍ من جسومِنا وغايةُ دنيانا أذىً ووبال
ولم يستفِد من بحثِنا طول عمرِنا سوى أن جمعْنا فيه قِيل وقالوا
وهذه فائدة عظيمة أو لا؟ هذه ليست فائدة (قيل وقال) وش هذا؟ الشاهد مِن مثل هذا هو نفسُه يتكلم بهذه الأبيات إمَّا منشدًا أو مُنْشِئًا لكنَّه سبقَها كَلَام يقول: لقد تأمَّلْتُ الطرق الكلامية والمناهِج الفلسفية فلم أرَها تُروِي غليلًا ولا تشفِي عليلًا، ووجدت أقرَب الطرق في ذلك طريقةُ القرآن: أقرأُ في الإثبات (( الرحمنُ على العرش استوى )) وأقرأ في النفي (( ليس كمثلِه شيء )) (( ولا يحيطون به علمًا )) ومَن جرَّب مثل تجربتي عرَف مثل معرفَتِي نعم، هذا صرِيح في أنَّ الرجل أقرَّ على نفسه بأنَّ هذه المذاهب الفلسفية كلُّها لا خيرَ فيها لا تشفي العليل ولا تُروِي الغليل، فالاحتجاج على الطائفة بقول زُعَمائِها هذا مِن أقْوى الحجج والقرآن سَلَك هذا المسلك كما في هذه الآية وغيرِها واضح؟
طيب ومن فوائد الآية أنَّ مِن المشركين أو بالأصح مِن قريش مَن آمَن بالقرآن لقوله: (( ومِن هؤلاء مَن يؤمِنُ به )) فيكون حُجَّةً على الذين لم يؤمِنُوا، وأظنَّكم تعرِفون أنَّه آمَن مِن قريش مِن أشرافِهم ووُجهائهم مَن سبقوا إلى الإسلام مثل من؟ أبو بكر رضي الله عنه كان مِن أشرافِهم وكانوا يرجعون إليه في النسب معرفة الأنساب ومعروفٌ بالكرم أيضًا فإنَّ أوصافَه رضي الله عنه كأوْصافِ النبي عليه الصلاة والسلام يحمِل الكَلّ وكذلك أيضًا نعم؟ يُعِين على نوائِب الحقّ، ومع ذلك كان أسبَقَ الناس إلى الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم (( ومِن هؤلاء مَن يؤمن به )) فلماذا تنكرون أنتم وفيكم مَن آمن.
ومِن فوائد الآية أنَّ كل مَن جحَدَ بآيات الله فهو كافر لقوله: (( وما يجحَدُ بآياتنا إلا الكافرون ))، طيب هل هذا يشمَل جحد الآيات عمومًا أو حتى أفرادَها؟
الطالب: حتى أفرادها
الشيخ : حتى أفرادَها يعني ما هو لازِم يجحَد القرآن كله مثلًا لو جَحَد بعضَه وأقرَّ ببعض حُكِمَ بكُفرِه كما قال الله تبارك وتعالى: (( ويقولون نُؤمِنُ ببعضٍ ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلًا * أولئك هم الكافرون حقًّا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينًا )) فمَن آمَن ببعض وكفَر ببعض علِمْنا يقينًا أن إيمانَه ليس بحقّ لو كان إيمانه حقًّا لم يكن هناك فرْق بين ما آمَن به وكفَر به، وإنَّما هو لِمجرَّدِ هواه، إذًا مَن جحد شيئًا من الشريعة الإسلامية فإنَّه كافر ولو آمن بالبعض، ولكن لاحظوا أنَّ هذا مشروطٌ بالعلم فإذا انتفَى العلم وجحَدَهُ لعدَم علمه لم يكفُر حتى يتبيَّنَ له الحق لأنَّ الله يقول: (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ))[النساء:115] وكذلك أيضا يقول: (( وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يُبَيِّن لهم ما يتقون )) فإذا بيَّنَ لهم ما يتقون ولم يتَّقُوه حينئِذٍ حكم بضلالِهم أما أنَّه يضلُّهم جل وعلا قبل أن يبيِّن لهم ما يتقون هذا لا يمكن، لأنَّه ليس مما تقتضيه حكمة الله وعدلُه، ويقول تعالى: (( وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعثَ في أُمِّها رسولًا يتلوا عليهم آياتنا وما كنا مهلكوا القرى إلا وأهلُها ظالمين )) ويقول تعالى: (( وما كنا معذبين حتى نبعَثَ رسولًا )) وأخذ أهل العلم بذلك فقالوا: مَن نشأ في البادية أو بدارِ كُفْرٍ وجحَدَ ما هو معلومٌ عند المسلمين بالضرورة فإنَّه لا يكفُر حتى يُعَرَّفَ به فإذا عُرِّفَ به وتبيَّن به ثم أنكَر حينئذ يكفُر، وهذه مسألة يجب علينا يا إخوانَنا أن نتأَمَّلها لأنَّ بعض الإِخوة الغيورِين على دينهم يحكُمُون بالتكفير على سبيل الإطْلاق وهذا خطأ، فإنَّه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أنَّ مَن دعَا رجل بالكفر أو قال: يا عدوَّ الله وليس كذلك إلا حَارَ عليه )، وأيضَّا الحكم بالتكفير حكمٌ مِن أحكام الله لأنَّ قولَك عن هذا الرجل إنَّه كافر كقولك عن هذا الطعام إنَّه حرام أو إنَّه حلال، الحكمُ لِمَن بالتكفِير والإيمان؟ لله فلا يجُوز أن تُكَفِّر إلا مَن كفَّرَه الله ورسوله بل ولا أن تُفَسِّق إلا من فسَّقَهُ الله ورسوله فالأمر ليس إليك، الحكم على العباد بيدِ خالِقِهم سبحانه وتعالى إنْ حكَمَ عليهم بالكفر أو الفسق فاحكُم به وإلَّا فلا، كذلك أيضَّا مِن شروط التكفير ألا يُوجَد مانِع منه فإن وُجِدَ مانعٌ مِن التكفير لم يُكَفَّر لأنَّ العِلْم شرط، العلْم بما يوجِبُ الكفر شرْط كذلك انتفَاءُ المانع شرط فإن وُجِد مانِع يمنَع مِن التكفير لم يُكَفَّر، والموانع كثيرة منها الإكراه لو أُكْرِه رجلٌ على الكفر وقلبُه مطمَئِنٌّ بالإيمان ما تقول يا حسين؟
الطالب: ما يكفُر
الشيخ : ما يكفر بنصِّ القرآن وإجماعِ المسلمين، كذلك أيضًا ألَّا يحُولَ دون إرادتِه حائِل بمعنى ألَّا يكون هناك حائِل يمنَعُه الإرادَة والقَصْد فيكون خرَج منه الكفر بغير قَصْد فإذا خرَج منه الكفر بغير قصد يكفُر ولَّا لا؟ لا يكفُر ولو كان كفرًا صريحًا كالشمس ما دام بغير قصْد مثلُ أن يكون غاضبًا غضبًا شديدًا أو فرِحًا فَرَحًا شديدًا أو خائفًا خوفًا شديدًا فيُطْلِقُ الكفر مِن غيرِ إرادَة فهذا لا شكَّ أنَّه لا يكفر، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام في فرحِ الله بتوبَةِ عبدِه المؤمِن أنَّه كرجل أضَلَّ بعيرَه وعليها طعامُه وشرابُه فلم يجِدْها فنامَ تحت شجرة ينتَظِرُ الموت ثم استيقَظ وإذا بخِطَامِ ناقتِه متعلقًا بالشجرة فأخَذ بالخطام وقال مِن شدة الفرح: " اللهم أنت عبدي وأنا ربُّك " ما تقولون في هذه الكلمة؟ كُفْر ولَّا إيمان؟
الطالب: كفر
الشيخ : كفر يعني لو قال: "أنت عبدي" فقط كفَر كيف أنه قال: "أنت عبدي وأنا ربك" أيضًا فادَّعى لنفسه الربُوبِيَّة ولربِّه العبودِيَّة لكن قال عليه الصلاة والسلام: ( أخطأَ مِن شِدَّةِ الفَرَح )، فالحاصل مِن هذه المسائل (( وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون )) يجب علينا أن نقول: إنَّ التكفير لا بدَّ فيه مِن وُجود الشروط وانتفَاء الموانع وهذا الأمْر -أي اعتبَار وجود الشروط وانتفَاءِ الموانع- ليس خاصًّا في مسألَةِ التكفير أظنُّنا نعلَم جميعًا أنَّه عام أو لا؟ كُلُّ الأشياء ما تَتِمّ إلا بوجُود شروطِها وانتفَاء موانِعِها، طيب ... هذي المسألة الذي ذكر الأخ عبد الرحمن يمكن إذا ادَّعَى الجهل ومثلُه لا يجهلُه هل يُقبَل؟ يقول: أنا والله ما علمت أنَّ هذا مثلًا واجِب لو علمت أنَّه واجب ما جحدتُّه، نقول: الحمد لله إذا قلت هكذا فأنت الآن تُبْت ما دُمتَ تقول: أنا ما علمت أنه واجب ولو علمتُ أنَّه واجب ما جحدتُّه فالآن أقررْتَ به واضِح؟ لكن لو أنه جحدَه رأسًا قبل أن نُطالِبَه إذا كان مثلُه لا يجهلُه فهو كافِر، لو جحَدَ تحرِيمَ الزنا وهو ناشئ في البلادِ الإسلامِيَّة المحافِظَة إنسان نشَأ مثلا في بلاد إسلامية محافِظَة تُحَرِّمُ الزنا ونشَأ فيها وقال: إنَّ الزنا حلال ما تقولون؟ هذا لا يُعْذَر، لأنَّه نشأ في بلاد إسلامية محافظة، في بلاد إسلامية مُتَهَتِّكَة أسواقُ الزنا فيها مفْتُوحة وجحَدَ تحرِيمَ الزنا يُعْذَر؟
الطالب: ينظر ..
الشيخ : اي هذا إنسان عاش في هذه البلاد وشاف أن فيه أسواق دعارة مُبِيحَة للزنا ولا يدرِي، نقول: نعم ما دام أنه فيه شبهة فإنَّ الحدود تُدْرَأ بالشُّبُهَات والإنسان المسلم هو مُسْلِم ولا يمكن أن نُخْرِجَه مِن الإسلام إلا بِيَقِين، الطالب: ...
الشيخ : على تحريم الزنا؟ إذا كان ما يدري عنها؟ إذا كان يدري عنها كيف يقول: إني جاهل .... إذا كان أن الزنا معروف الآن تحرِيم الرِّبا لو نشأَ الإنسان في بلاد كلها مثلًا ربوية تتعامل بالربا بالبنوك وغيرها وقال: "أنا والله ما أعرف أنه حرام" يمكن يصير هذا حق؟ نقول: يمكن الإنسان إذا عاشَ في شيء ما يدري عنه، الآن مثلًا الذين نشأوا في بلادٍ ينتحَلُ علمائُها طريقَ الأشاعرة أتعلمون أنَّهم لا يدرُون عن مذهبِ أهل السنة شيئًا يحسبون أنّ هذا هو الحق حتى أنَّ مِنهم مَن يؤلِّف ويقول: إن مذهب أهل السنة والجماعة ينحَصِر في مذهب الأشاعرة والماتُرِيدِيَّة لأنَّه جاهل وهذه بَلِيَّةٌ عظيمة مسألة الجهل نعم؟
الطالب: يا شيخ! مَن يُقَلِّد هل يكون معذور؟ لأنه أصبح يعني طالب علم
الشيخ : اي قد يُعذَر يا أخ إذا صار هذه البلاد علمائها على هذه الطريقة وليس هناك كُتُب يقرؤُها هذا مِن جنس الذي عاشَ في بلاد كُفر وليس عنده كُتُب من أهل الإسلام فالجهْلُ واحد لأنَّه قد لا يطْرَأ على بالِهم إطلاقًا أن هناك مذهب ثالث بين المذهَبَيْن ما يطرَأ على باله، عندنا الآن عند العامة وإلا دعنا عاد من طلبة العلم العامة يظنُّون أنَّه ما هناك مذهب إلا مذهب الحنابِلة حتى إنَّ بعضهم سُئِل في حضْرَة الملك عبد العزيز رحمه الله قديمًا بعضُ العامة قيل له: قال له: الملك يمزَح عليه ما هو مذهب النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: مذهب النبي صلى الله عليه وسلم حنْبَلِيٌّ قُرْص" وش يدري يحسب ما يوجد في الدنيا طريق إلَّا طرِيق الحنابلة، المهم أنَّ مسائِل الجهل هذي ما لها حد، والحمد لله الإنسان ما دام أنه يمكن أن تَجِد مخرَجًا مِن تكفير المسلم فاسلُكْه إنما عاد إذا أصَرّ وعاند هذا شيء آخر
4 - فوائد قوله تعالى :<< وكذلك أنزلنآ إليك الكتاب فالذين ءاتيناهم الكتاب يؤمنون به ومن هؤلآء من يؤمن وما يجحد بئاياتنآ إلا الكافرون >> أستمع حفظ
الأسئلة
الطالب: مَن صرف شيئا ..
الشيخ : جزءا مما يختَصّ به الله لِغيرِه فيكون مشرك
الطالب: حتى ولو ادعى
الشيخ : ولو ادعى ايش؟
الطالب: الجهل
الشيخ : لا إذا ادَّعَى الجهل حِنَّا ننظُر إذا كان مثلُه يجهلُه فإنه نقول: الآن عَلِمْت، لأن مسألة دعوى الجهل يا اخواننا مي هي بمشكلة إذا ادَّعَى الجهل نقول له: الآن علِمْتَ فأقِرّ،
الطالب: ولا يكفر
الشيخ : ما يُكَفَّر إذا ادَّعى الجهل ومثله يجهلُه ما يُكَفَّر، أما إذا كان مثلُه لا يجهله نقول: كذبتَ في دعواك الجهل لكن الآن أقرَّ بما يقتضيه العلم.
الطالب: ...
الشيخ : لا، لا نحكُم بكفْرِهم في ظَاهِرِ الحال إذا كان مثلُهم لا يجهَلُه أما إذا كانوا جَاهِلين فلا نحْكُم بكفرِهم لكننا ندعُوهم للحق فإذا أصرُّوا قال: والله ما نقبَل منكم هذا، هذا دينًا جديد، نحنُ على ما كان عليه آبائنا" حينئذ كفَّرْنَاه، نبدأ بالدرس الجديد الآن
الطالب: إذا ما صدق ...
الشيخ : إذا ما صدَقُوا؟
الطالب: إذا قلت له ... كذَّبْني ..
الشيخ : يعني عدم ثقتهم بك؟
الطالب: اي نعم.
الشيخ : فهذا يُعْذَر أمَامَ الله
الشيخ : جزءا مما يختَصّ به الله لِغيرِه فيكون مشرك
الطالب: حتى ولو ادعى
الشيخ : ولو ادعى ايش؟
الطالب: الجهل
الشيخ : لا إذا ادَّعَى الجهل حِنَّا ننظُر إذا كان مثلُه يجهلُه فإنه نقول: الآن عَلِمْت، لأن مسألة دعوى الجهل يا اخواننا مي هي بمشكلة إذا ادَّعَى الجهل نقول له: الآن علِمْتَ فأقِرّ،
الطالب: ولا يكفر
الشيخ : ما يُكَفَّر إذا ادَّعى الجهل ومثله يجهلُه ما يُكَفَّر، أما إذا كان مثلُه لا يجهله نقول: كذبتَ في دعواك الجهل لكن الآن أقرَّ بما يقتضيه العلم.
الطالب: ...
الشيخ : لا، لا نحكُم بكفْرِهم في ظَاهِرِ الحال إذا كان مثلُهم لا يجهَلُه أما إذا كانوا جَاهِلين فلا نحْكُم بكفرِهم لكننا ندعُوهم للحق فإذا أصرُّوا قال: والله ما نقبَل منكم هذا، هذا دينًا جديد، نحنُ على ما كان عليه آبائنا" حينئذ كفَّرْنَاه، نبدأ بالدرس الجديد الآن
الطالب: إذا ما صدق ...
الشيخ : إذا ما صدَقُوا؟
الطالب: إذا قلت له ... كذَّبْني ..
الشيخ : يعني عدم ثقتهم بك؟
الطالب: اي نعم.
الشيخ : فهذا يُعْذَر أمَامَ الله
اضيفت في - 2007-08-13