الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون >>
((وعشيا وحين تظهرون )) يستفاد من هذه الآية رحمة الله تعالى بعباده حيث علمهم ما فيه مصلحتهم ومن فوائدها أن الصلاة تسبيح وتنزيه لله لأن الله أطلق عليها اسم التسبيح ومن فوائدها وجود التسبيح فيها في الصلاة لأن سبق لنا قاعدة أنه إذا أطلق على العبادة جزء منها دل ذلك على أن هذا الجزء من واجباتها لأنه لا بد منه فيها ومن فوائد الآية بيان الأوقات الخمسة مفصلة لقوله (( حين تمسون وحين تصبحون )) ومن فوائدها أن السماء يطلق على أول الليل فإن قوله تمسون فيه المغرب والعشاء وقد يؤخذ من هذا جواز الرمي ليلا رمي الجمرات لأن رجل قال يا رسول الله رميت بعد أن أمسيت فقال ( لا حرج ) فإذا كان المساء يطلق على أول الليل وأطلق النبي صلى الله عليه وسلم الحرج علم أنه جاهل ومن فوائد الآية الكريمة حكمة الله عز وجل في توزيع الصلوات على هذه الأوقات وجه الحكمة يا غانم في حكمة الله في توزيع الصلوات على هذه الأوقات وجه الحكمة أمران الأمر الأول أنها لو جمعت في وقت واحد لخلت بقية الأوقات عن الاتصال بالله عز وجل أليس كذلك ؟ يعني لو جعل الإنسان يصلي الفجر كل الصلواة الخمس جميعا معناه بقي في النهار والليل ما يكون معه صلوات مفروضة والوجه الثاني لو فعلت هذه في وقت آن واحد لكان في ذلك نوع من المشقة ولا لا ؟ يعني يوجب على الإنسان أن يصلي سبعة عشرة ركعة مرتبة في آن واحد هذا فيه مشقة ، مشقة على الأقوياء والأصحاء فكيف على الضعفاء والمرضى
الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون >>
ومن فوائد الآية كمال الله عز وجل لقول (( وله الحمد في السماوات والأرض )) ومنها أنه وحده المستحق لأن يحمد على وجه الإطلاق نأخذه من أين ؟ من تقديم الخبر وله الحمد ومن فوائدها أن كل ما يحصل في السماوات والأرض من خير أو شر فإن الله تعالى يستحق عليه الحمد يؤخذ من أين ؟ من الإطلاق وله الحمد ولا قال على ما على الخير أو على مال فيستفاد منه أن الله محمود على كل حال
الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << يخرج الحي من الميت و يخرج الميت من الحي ويحي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون >>
ثم قال تعالى (( يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون )) في هذه الآية بيان قدرة الله عز وجل حيث يخرج الحي من الميت وبالعكس وهذا من تمام القدرة أن يخرج الشيء من ضده ومن فوائدها أيضا قدرته على إحياء الأرض من بعد موتها لقوله (( ويحيي الأرض بعد موتها )) ومن فوائدها ثبوت قيام الأفعال الاختيارية لله عز وجل والأفعال الاختيارية هي التي يفعلها بمشيئته إن شاء فعل وإن شاء لم يفعل من أين تؤخذ ؟ من قوله (( يخرج الحي من الميت )) وقوله (( ويحيي الأرض بعد موتها )) بعد فإن البعدية تقتضي ثبوت هذا الشيء وقيام الأفعال الاختيارية لله عز وجل هو الذي عليه أهل السنة والجماعة قاطبة ما أحد منهم أنكر ذلك فيثبتون الاستواء على العرش فعلا لله والنزول إلى السماء الدنيا فعلا لله والمجيء فعلا بين العباد فعلا لله والعجب فعلا لله والضحك فعلا لله والخلق فعلا لله ويقولون إن الله تعالى يفعل ما يشاء كيف شاء متى شاء ولكن أهل البدع من المعتزلة والأشعرية وغيرهم ينكرون قيام الأفعال الاختيارية لله ويقولون لو قامت به الحوادث لكان حادثا والله سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال فنقول أن هذا قول باطل أولا لأنه قياس في مقابلة النص فإن النصوص المتكاثرة في إثبات الأفعال الاختيارية لله عز وجل التي تتعلق بمشيئة وثانيا قولكم الحوادث لا تقوم إلا بحادث ليس بصحيح فإن الحوادث لا تقوم إلا بكامل قادر على ما يشاء أما لا تقوم إلا بحادث فما هو العقل الذي يوجب هذا طيب ومن فوائد الآية قياس الغائب على الشاهد لقوله وكذلك تخرجون فإن قياس الغائب على الشاهد يحمل على الإقرار به طريقة متبعة ومن فوائدها إثبات القياس من قوله (( وكذلك تخرجون )) وإثبات القياس له أدلة كثيرة في القرآن ومنها على سبيل التعميم والحض كل مثل ضربه الله تعالى في القرآن فهو دال على ثبوت القياس (( إنما مثل الحياة الدنيا ...)) كذا وكذا (( مثلهم كمثل الذي أوقد نارا ..)) فما أشبه ذلك فإن الأمثال ضربها تشبيه حال بحال أو ضرب بضرب فتكون دالة على ثبوت القياس وكذلك القصص التي قال الله تعالى (( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ...)) وفي السنة أيضا كثير من ذلك مثل ( هل لك من إبل قال نعم قال فما لونها قال حمر ) الحديث و ( أرأيت لو أن على أمك دين أكن قاضيته ) وكذلك العقل يقتضي ثبوت القياس فإن العقل السليم الصريح لا يمكن أن يفرق بين متماثلين أبدا ودائما حتى الصبي إذا منعته من شيء وبحت له نظيره قال لك كيف أليس هذا مثل هذا ؟ نعم المهم هذا مما تشهد العقول والفطر والنصوص بثبوته نعم القياس الباطل الذي يتوسع فيه بعض الناس حتى يعطلوا دلالة الكتاب والسنة هذا لا شك فإنه باطل أما القياس الصحيح فإنه لا ريب في ثبوته والذين أنكروا القياس هم في الحقيقة مضطربون أحيانا يقولون بالقياس من حيث لا يشعرون ولا يمكنهم إلا أن يقيسوا لأننا لو أردنا أن نحصر دلالة الكتاب والسنة على الأحكام على سبيل العموم والقواعد والضوابط وافية لكن الأفراد والجزئيات لا منتهى لها ولا حصر لها وإلا لا بد أن يضطروا إلى إثبات ذلك. الطالب :....................... الشيخ : أي نعم يدخل في العموم من حيث الشمول اللفظي إن كان داخلا في اللفظ لكن أحيانا لا يكون داخلا في اللفظ لكن يشمله العموم المعنوي وهو القياس لأن العموم المعنوي هو القياس
الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << و من ءاياته أن خلقكم من تراب ثم إذآ أنتم بشر تنتشرون >>
ثم قال تعالى ((ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون)) من فوائد الآية إثبات الآيات لله عز وجل أي العلامات الدالة على ما تدل عليه من صفاته لأن كل فعل يدل على نوع من الآيات لكن هي على سبيل العموم تدل على القدرة جميع الأفعال تدل على القدرة والحكمة لكن لكل نوع منها نعم آية خاصة الحكمة القدرة العزة وما أشبه ذلك ومن فوائد الآية أن أصل بني آدم من تراب لقوله (( أن خلقكم من تراب )) ومن فوائدها إبطال النظرية الملحدة وهي نظرية النشوء والتطور التي ذهب إليها أو كان قائدها الطالب :دارون الشيخ :أي نعم دارمن أم داروين الطالب :داروين الشيخ : داروين هذه النظرية خاطئة وباطلة بلا شك وجه ذلك من الآية أن الله يقول (( أن خلقكم )) فيخاطب البشر باعتباره بشرا إذن فهو بشر منذ أنشأ من التراب إلى اليوم أما أولئك يقولون أن أصل الإنسان ليس بشرا قردا ثم تطور صار بشرا فلا أدري ماذا يقول في أصل الحمير والبغال والخيل والدجال ايش أصله تطور إلى ماذا ثم ما ندري ما هو التطور الآخر هل نحن نكون ملائكة نعم ؟ على كل حال هذه نظرية الحمد لله حتى فلاسفة الغرب الآن أبطلوها وتبين لهم أنها نظرية باطلة خاطئة ثم نحن نعلم علم اليقين أنها باطلة وأن اعتقادها كفر لأنه تكذيب للقرآن والسنة وإجماع المسلمين . الطالب :..... الشيخ :كل هذا لا شك أنه كذب كل هذا كذب ولا أصل له الإنسان خلق من تراب كما قال الله عز وجل تراب جعله الله طينا ثم فخارا حتى صار صلصالا له صلصلة إذا ضربت عليه كالفخار كما قال الله عز وجل فالله على كل شيء قدير هذا في صريح القرآن هذه وغيرها ومن فوائد الآية أن هذا الشر الذي خلق من أصل واحد انتشر وملأ الأرض لقوله (( إذا أنتم بشر تنتشرون )) وهذا من آيات الله كيف أصل واحد رجل واحد انتشرت هذه الخليقة في جميع أرجاء الأرض ومن فوائد الآية أيضا أن الإنسان متحرك بالطبع لا بد أن يتحرك وينتشر ويذهب ويجيء ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أصدق الأسماء حارث وهمام ) لأن الإنسان دائما يتحرك ويحرث ويطلب رزقه
الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << و من ءاياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لأيات لقوم يتفكرون >>
ثم قال تعالى (( ومن آياته أن خلق لكم ..) اعلموا أنني راجعت كثيرا من التفاسير التي عندي ما وجدت الحكمة في أنه سبحانه وتعالى يقول (( ومن آياته أن خلقكم من تراب ...))(( ومن آياته خلق السماوات ))(( ومن آياته منامكم ))(( ومن آياته أن خلق لكم )) يعني ما رأيت أحد بين الحكمة في كونه يأتي مرة بالمصدر ومرة بأن الداخلة على الفعل هي تأول بمصدر لكن هل نقول إن هذا من باب الاختلاف في التعبير المراعى به جانب اللفظ أو أنه من باب التعبير المراعى به جانب المعنى ؟ إن قلنا أنه من باب التعبير المراعى به جانب اللفظ فالأمر بسيط نقول أن الله تعالى غاير بين العبارات نعم لأجل ألا يمل السامع إذا كان الكلام على وتيرة واحدة لأن الاختلاف في التعبير هذا مما يزيد الإنسان نشاطا وتجددا أما إذا قلنا إن هناك أمرا معنويا فأنا إلى الأن ما عرفته ولا ذكره الزمخشري ولا أبو السعود ولا هؤلاء الذين يتكلمون على مثل هذه الأمور قوله (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها )) نعود من فوائد الآية من فوائد الآية رحمة الله تبارك وتعالى بنا حيث جعل أزواجنا من أنفسنا أي من جنسنا ومنها من فوائد الآية أن من أهم أغراض النكاح ومقاصده السكون إلى الزوجة والاطمئنان إليها والحياة معها حياة سعيدة وأنه ينبغي للإنسان إذا رأى عدم السكون ولم تلتئم الحال ينبغي له أن يفارق ولهذا قال أهل العلم إن الطلاق يستحب لتضرر المرأة بالبقاء مع الزوج كون تضرر ولا تستأنس مع الزوج ما ينبغي أن يكرهها أن تبقى معه فإن بعض الناس والعياذ بالله يكرهوهن على البقاء أو يعضلونهن لأجل أن يفتدين ويسلمن القروش على شان يطلقها كل ذلك حرام والذي ينبغي إذا رأيت من الزوجة أنها لا تستطيع أن تعيش معك عيشة سعيدة ينبغي لك أن تطلقها والله تعالى يقول النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ) ويقول عليه الصلاة والسلام ( والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) والله تعالى يقول (( وإن يتفرقا يغني الله كلا من سعته )) فأنت إذا نويت الخير بالتوسعة على هذه المرأة التي ما عاشت معاك وفارقتها فلعل الله تعالى ييسر لك الأمر بحصول زوجة تألفها وتألفك المهم أن من أهم أغراض النكاح ايش ؟ السكون والطمأنينة إلى الزوجة والحياة حياة سليمة ومن فوائد الآية إثبات حكمة الله وقدرته ورحمته أيضا حيث جعل بين الزوجين مودة ورحمة ومن فوائدها أيضا الثناء على التفكير لقول (( إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)) فإن هذا واضح أنه محمل ثناء لهم ومن فوائدها أن التفكير ينفتح بها أبواب كثيرة يعلم الإنسان بها من أحكام الله وحكمه ما لا يحصل له لو لم يفكر لأن خص الآيات بمن ؟ بالقوم الذين يتفكرون ودل هذا على أنه يحصل التفكر من الاطلاع على أحكام الله وحكمه ما لا يحصل في الغفلة نعم فإذا التفكر يكون في آيات الله أي مخلوقاته ومشروعاته لأن الآيات كما سبق إما كونية وإما شرعية يحصل التفكر في صفة الله طيب من أي وجه؟ من وجه المعنى أو من وجه الكيفية ؟ من وجه المعنى أما من وجه الكيفية فلا يجوز التفكر الصفات من حيث الكيفية لأن ذلك محاولة لما لم لمن لا يمكن الحصول عليه ولهذا قال الإمام مالك رحمه الله " السؤال عنه بدعة " فلا يجوز أن نتفكر في كيفية صفة من صفات الله نتفكر في المعنى دون الصفة التفكر في ذات الله عز وجل مثله لا يجوز لأنه محاولة لما لا يمكن الوصول إليه ثم التفكير في هذه الأمور يجر إلى بلايا ومهالك الذي ضر من ضر من أهل التعطيل وأهل التشبيه أيضا اللي ضرهم هو محاولة الوصول إلى الكيفية فلهذا آل بهم الأمر إلى التعطيل أو التمثيل والمهم أن التفكر يكون في مخلوقات الله وفي مشروعاته وفي معاني أسمائه وصفاته أما في ذاته وكيفية صفاته فإنه لا تفكر وذلك لأنه مهما بلغ الإنسان فإن الفكر يرجع خاسئا وهو حسير والإعراض عن هذا هو الواجب كما قال الإمام مالك نعم .
كيف عرفنا أن المقصود من قوله تعالى " فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون" الصلوات الخمس ؟
الطالب :..... الشيخ : الدليل أن التسبيح المطلق خصه الله بوقتين (( فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب )) ولما جعل هذا خمسة أوقات علم من قرينة التقسيم في الوقت أن المراد بذلك الصلوات الخمس مكملة للقواعد نعم .
الطالب :..... الشيخ : أي نعم صح اللام للتعليل ففيه إثبات الحكمة ردا على الجهمية وكذلك الأشاعرة الذين ينكرون حكمة الله عز وجل وعلى المعتزلة ولا لا ؟ لا المعتزلة يغلون في إثبات الحكمة ولهذا يرون أنه يجب على الله فعل الأصلح أو الصلاح نعم . الطالب :..... في رد الصفات هل يعتمدون على مقدمات عقلية معتمدة بينهم ولا كل واحد بعقله ؟ الشيخ : لا كل واحد يعلل يعني يختلفون في تعليل هذا الرب أحيانا يقولون أنه يستلزم الجسمية ولكن غالب ما يدورون عليه التمثل أنه يستلزم التجسيم فيختلفون في الطرق الموصلة إليه . الطالب :...... الشيخ : إثبات البعث في قوله (( وكذلك تخرجون )) هذا ذكرناه في الآية الأولى نعم
تفسير قول الله تعالى : << و من ءاياته خلق السموات و الأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لأيات للعالمين >>
قال (( ومن آياته خلق السماوات الأرض )) من آياته خبر مقدم وخلق مبتدأ مؤخر خلق السماوات أي إيجادهما بتقدير ونظام بديع وهذا يشمل خلق هذه السماوات باعتبار كونها أجرام عظيمة وباعتبارها مصلحة للعباد فهذا من آيات الله قال (( واختلاف ألسنتكم )) اختلاف الألسنة أيضا من آيات الله ووجه ذلك أن هذه الألسن من نوع واحد أو من جنس واحد كلنا بشر وكلنا من أب واحد ومع ذلك تختلف الألسن اختلافا عظيما أليس كذلك ؟ طيب كذلك أيضا هو من آيات الله لأن كل إنسان يعرف به جنسه بلغته أنا أعرف مثلا هذا هندي وهذا تركي وهذا انجليزي مثلا وهذا ألماني وهذا روسي بسبب لغتهم فهذا أيضا من آيات الله أن الله جعلها دليلا على جنس الإنسان وقوله (( اختلاف ألسنتكم )) يشمل أصل اللغة ويشمل اللهجات ويشمل السلامة من العيوب ويشمل العيوب أيضا ويشمل الفصاحة ويشمل الجنس يعني لا تظن أن اختلافنا اختلاف الألسنة فقط في جنس اللغة لكن في كل هذا فأجناس اللغات من آيات الله عز وجل وكون هذا الإنسان ينطق بالحروف نطقا تاما هذا من آيات الله والثاني بالعكس ينطق بها على وجه اللدغة أو يتداخل أو ما أشبه ذلك كذلك أيضا قد نقول إن من اختلاف اللسان العقل اختلاف الأصوات هذا صوته جيد وهذا حسن والآخر بالعكس كذلك أيضا من اختلاف الألسن الفصاحة وعدمه فإن من النسا يأتيه الله بلاغة في الكلام وحسن أداء حتى إنه يؤدي إليك المعنى بعبارة تفهما من أول مرة ومن الناس من يقول بالعكس فجميع ما يمكن أن يرد على اختلاف اللسان فإنه داخل في كونه من آيات الله عز وجل أما الألوان فحدث ولا حرج فإنها من آيات الله لا تكاد تجد اثنين متفقين في اللون أبدا حتى لو كانا توأمين منه ما يكون ظاهر ومنه من يكون غير ظاهر فالرجل الأبيض الأوربي أظن بينه وبين الرجل الأسود الذي على خط الاستواء بينهم فرق شاسع وما بين ذلك درجات متفاوتة لكن لا تكاد تجد اثنين على لون واحد هذا من الحكمة لأنه لولا هذا لكان الناس يختلف بعضهم على بعض ربما أمسك بواحد ويقول تعال أعطني حقي ويقول إنت فلان بن فلان لا أنا ما أكون لكن لو صار مثله بالضبط ايش يفيد ؟ ويقال أن الله جعل لكل إنسان أربعين شبيه ولكن ما أظن هذا يحصل بل إنه يقولون إن البصمات التي في الأنامل أنها تختلف كل واحد على شكل لا يوافق الآخر وهذا هو الظاهر ولهذا الآن يعتبر في التحقيقات تعتبر البصمات مما يدل على أنها تختلف قطعا وهذا مما يدل على قدرة الله سبحانه وتعالى هذا الاختلاف العظيم الذي ملايين وملايين من البشر ومع ذلك كل إنسان لا يمكن يطابق للآخر من كل وجه لا بد يكون هناك علامة فرق . شرحت لكم في الآية التي قبلها وهي قوله (( يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون ))
إعادة تفسير قوله تعالى : << و من ءاياته أن خلقكم من تراب ثم إذآ أنتم بشر تنتشرون >>
قال ومن آياته من للتبعيض يعني بعض آياته ومن التبعيضية قال العلماء هي التي يصح أن يحل محلها بعض وآياته جمع آية وهي العلامة أي العلامة الدالة على ما تختص به من صفات الله حسب ما سيقت له وكل شيء من آيات الله عز وجل فإنه يدل على كثير من صفات الله تعالى دلالة مطابقة باعتبار ما ذكر فيها وما ذكر فيها من الآيات ودلالة تضمن ودلالة التزام بما يلزم من وجود هذه الصفة مثلا (( من آياته أن خلقكم من تراب )) فخلقها من تراب إلى أن نكون بشرا هذا من الآيات إذ أن قلب الجماد إلى حيوان لا شك أنه من الآيات ولكن كونه دالا على القدرة والعلم والحكمة وما أشبه هذه دلالة بماذا ؟ دلالة التزام ودلالة الالتزام من أفيد ما يكون لطالب العلم إذا وفق للفهم الصحيح بما يلزم من كلامه قوله (( من آياته)) قلنا أنه من علاماته فإن قال قائل كيف تكون الأشياء علامة على الله عز وجل وهو أبين وأظهر لأن معرفته مركوزة في الفطر والعقول فما هو الجواب ؟ الجواب أن بعض الفطر قد يعتريها ما يحذفها عن الصراط المستقيم فتحتاج إلى دعم لبيان الآيات هذا واحد ثانيا أن هذه الآيات كل آية تدل على نوع خاص من صفات الله سبحانه وتعالى بخلاف العقل والفطرة فإنه يقتضي إذا وجد الخالق عز وجل من حيث الجملة أما التفصيل فلا يمكن إلا بذكر هذه الأجناس والأنواع ولهذا لا يمكن الوصول إلى الإحاطة بذات الله عز وجل ولكن لماذا نفيد ؟ بالآيات الدالة على صفاته أما عن صحتها بذات الله فهذا أمر لا ننكره ولهذا يروى عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال " تفكروا في آيات الله ولا تفكروا في ذات الله "(( من آياته أن خلقكم من تراب )) أن هل نجعلها مصدرية ولا مخففة ؟ مصدرية لأن المخففة هي التي تكون بعد علم أيضا في قوله (( علم أن سيكون منكم مرضى )) ومثل قوله (( فظن ألن نقدر عليه )) وأما هذه فليست كذلك وعلى هذا فتكون مصدرية (( أن خلقكم )) فتكون هي وما بعدها في تأويل مصدر مبتدأ ولا خبر ؟ مبتدأ والخبر قوله (( من آياته ))(( أن خلقكم من تراب )) يقول المؤلف من آياته الدالة على قدرته من آياته تعالى الدالة على قدرته والمؤلف رحمه الله قيدها بالدالة على قدرته لأنها أبرز شيء في الآيات في هذا الخلق وإلا فهو دال على الحكمة العظيمة وعلى العلم إذ لا خلق إلا بعد علم كما قال تعالى (( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ))(( أن خلقكم من تراب)) أي أصلكم آدم أصل هذه تفسير للكاف لقوله خلقكم يعني باعتبار أصلنا أما بالاعتبار المباشر فإن الإنسان خلق من نطفة كما قال تعالى (( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين )) من تراب أي أصلكم آدم ((ثم إذا أنتم بشر )) من دم ولحم تنتشرون في الأرض ثم دالة على المهلة لأنه بعد خلق آدم لم يأتي الأولاد مباشرة بل خلق له زوجة ثم جاء من هذه الزوجة أولاد وقوله (( إذا أنتم بشر )) إذا ايش محلها من الإعراب ؟ فجائية يعني ثم صارت المفاجئة على هذا الوجه إذا أنتم بشر تنتشرون في الأرض جملة تنتشرون في محل رفع صفة لبشر وقوله إذا أنتم بشر أنتم هذه جمع وبشر مفرد لكن باعتبار الجنس وقوله (( بشر )) سمي الإنسان بشرا قيل لأن بشرته بادية إذ أن الحيوانات الأخرى على أبشارها ما يكسوها لحكمة وأما الآدمي فإن بشرته بارزة ظاهرة وقيل لأنه تبدوا على بشرته انفعالاته النفسية مثل الغضب والفرح وما أشبه ذلك فإنها تبدوا ظاهرة على وجهه وقوله (( تنتشرون في الأرض )) أي تذهبون يمينا وشمالا ولهذا بنو آدم لا شك أنهم في أول أمرهم في مكان واحد ثم انتشروا في جميع القارات على تباعد ما بينها نعم
إعادة تفسير قوله تعالى : << و من ءاياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لأيات لقوم يتفكرون >>
(( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا )) بدأ أولا بخلق النفس ثم بخلق الزوج لأنه لا يتم التناسل إلا بالأزواج (( أن خلق لكم )) نقول في قوله (( ومن آياته أن خلق لكم )) كما قلنا في قوله (( ومن آياته أن خلقكم ))(( أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها )) خلق لكم اللام هنا للتعليل ولا للاختصاص؟ للاختصاص ويجوز أن تكون للتعليل كما في قوله (( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا )) وقوله (( أن خلق لكم من أنفسكم )) المراد بقوله من أنفسكم أي من جنسكم وليس المراد من أنفسكم أي من نفس الإنسان إلا باعتبار حواء لأنها خلقت من ضلع آدم عليه الصلاة والسلام وقوله من أنفسكم أزواجا ولم تكن هذه الأزواج من غير أنفسنا إذ لو كانت زوجة الإنسان ليست من نفسه وجنسه ما حصل بينها ائتلاف ومودة لبعد الفرق بينهما ولكن الله عز وجل جعلهن من أنفسنا عندنا نقول خلقت حواء من ضلع آدم وسائر النساء من نطف الرجال تخلقت وسائر النساء من نطف الرجال والنساء المؤلف رحمه الله يريد أن المراد بالنفس الذات من أنفسكم أي من ذواتكم بدليل أنه فسرها بآدم خلقت من حواء وبقية الناس خلقوا من النطف التي من الإنسان الذكر ومن الأنثى ولكن الذي ذكرناه أوجه بدليل قوله (( لتسكنوا إليه )) إذ أن هذا التعريج يناسب أن يكون المراد بالنفس أي الجنس على أنه لا يمنع أن تكون النساء هذه مخلوقة من ذوات الرجال لأن ما ذكره المؤلف صحيح لكن التعليل يؤيد قول الأول وقوله لتسكنوا إليها وتألفوها لتسكنوا إليها من السكون وهو عدم النفور من الشيء لأن الساكن هو المستقر ولهذا قلنا لمن في البيت نقول أنه ساكن من السكنى وقوله لتسكنوا إليها ضمن معنى السكون أو ضمن السكون معنى الميل فعداه بإلى إذ لم يكن لتسكنوا منها ولا عندها ولكن لتسكنوا إليها ولهذا كان الرجل ميالا بطبعه إلى المرأة وساكن إليها ولاسيما إذا وفق لامرأة تكون ملائمة له فإن هذا يبدوا ظاهرا جدا من التعريض وجعل بينكم جميعا مودة ورحمة جعل بينكم مودة ورحمة أي بين الرجل والمرأة مودة ورحمة المودة خالص الحب والرحمة الرأفة والحنو والعطف وهل هذا على سبيل التوزيع أو على سبيل الجمع بمعنى هل المودة من المرأة للرجل والرحمة منه لها أو أنه على سبيل الجمع أي كل واحد منكم يود الآخر ويرحمه ؟ الظاهر على سبيل الجمع فالمرأة تود الرجل وترحمه أما مودتها للرجل فالأمر ظاهر ولهذا تجد المرأة تبدأ زوجها وتدع أمها وأباها وأهلها ووطنها وأما الرحمة فنعم الزوجة ترحم الرجل إذا مرض تجد أنه يجد من العناية أكثر مما يجد من عناية أبيه وأمه به وكذلك لو احتاج حتى إن بعض النساء تبيع حليها وما زاد عن ضرورتها من الثياب من أجل الرحمة بزوجها وبالنسبة للرجل كذلك ظاهر فإن مودة الرجل لزوجته أمر لا ينقض وكذلك رحمته إياها أمر لا ينقض والجمع بين المودة والرحمة من أبلغ ما يكون لأنه إذا كان أحدهما محتاج إلى الرحمة حلت الرحمة وزادت على المودة والعكس بالعكس وإذا اجتمع مودة ورحمة فإنه ينشأ من هذين الصفتين صفة أقوى ممن لو انفردت إحداهما ولهذا تجد الإنسان ينظر إلى الفقير رحمة ولا مودة ؟ نظرة رحمة لكن إذا اجتمعت الرحمة مع المودة تولدت منها صفة أعلى من انفراد كل واحدة بنفسها إن في ذلك المذكور لآيات لقوم يتفكرون إن في ذلك المذكور المؤلف بين أن اسم الإشارة وإن كان مفردا لكنه عائد إلى متعدد أولا خلق لكم من أنفسكم أزواجا هذه آية كونها من النفس آية أخرى وجعل بينكم مودة ورحمة هاتان آيتان الجميع أربع آيات والتعبير بذلك كلمة ذلك بين المؤلف السبب فيه بأن اسم الإشارة يعود إلى المذكور وإن كان أكثر من واحد وهذا كثير في اللغة العربية وفي القرآن أيضا أن تكون اسم إشارة عائدة إلى المذكور وإن كان متعددا وقوله إن في ذلك لآيات لماذا نسب للآيات لأنها اسم إن مؤخرا وآيات جمع آية واعلم أن هذه الآيات تكون من كل صفة من هذا المذكور الأربع وتكون باجتماعها أيضا ولكنها تحتاج إلى تأمل وإلى تفكر ولهذا قال ((إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )) قال المؤلف في صنع الله أي في خلقه ولكن المعنى أعم من ذلك تكون في صنعه وهو الخلق وفي حكمته وفي رحمته وفي غير ذلك مما يتعلق بهذا المعنى نعم . الطالب :..... الشيخ : هذه تيجي في الفوائد نعم يقول (( إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ))
إعادة تفسير قوله تعالى : << و من ءاياته خلق السموات و الأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لأيات للعالمين >>
(( ومن آياته خلق السماوات والأرض )) من آياته العظيمة الدالة على كمال قدرته ورحمته وحكمته خلق السماوات والأرض والسماوات جمع وجمعها ظاهر لأنها سبع سماوات والأرض مفرد ولكن المراد به الجنس لأنه لا شك أن الأراضين سبع والدليل قوله تعالى (( الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن )) مثلهن المثلية هنا لا يمكن أن تكون على الصفة أبدا لا يمكن أن تكون الأراضين مثل السماوات السبع لظهور الفرق التام بينهما فإذا تعذرت الصفة رجعن إلى العدد ومن الأرض مثلهن في العدد ثم جاءت السنة مبينة ذلك صريحا مثل قوله صلى الله عليه وسلم ( اللهم رب السماوات السبع ).