قال الله تعالى : << ضرب لكم مثلًا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقومٍ يعقلون >>
ثم قال تعالى (( ضرب لكم مثلا من أنفسكم )) خذ بالكم من كلمة الحكيم وبهذا التفسير الذي فسرناها به يتبين أن المؤلف رحمه الله نعم قد قصر في تفسيرها ضرب لكم مثلا ضرب جعل لكم أيها المشركون مثلا كائنا من أنفسكم وهو ضرب لكم مثلا المثل بمعنى الشبه والنظير يعني ضرب لكم أمرا نظيرا لما فعلتم أنتم في جانب الله عز وجل ما هذا المثل ؟ (( هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم )) يقول وهو هل لكم مما ملكت مما أي من الذي ملكت أيمانكم أي من مماليككم من شركاء لكم كلمة من شركاء إعرابها أنها مبتدأ دخل عليها حرف من لأجل العموم ولكنه قد يشكل علينا أن ما تزاد إلا بعد النفي ابن مالك ايش يقول في هذه المسألة ؟ "وزيد في نفي وشبهه فجر نكرة كما لباغ من مطر " اللي معنى الآن من شركاء قلنا أن من هذه زائدة إعرابا ولكنها في المعنى لها معنى وهي التنصيص على العموم وذكر ابن مالك أنها لا تزاد إلا بعد نفي وشبهه اللي معنا الآن شبه نفي نعم لأنه استفهام بمعنى النفي يعني ما لكم من ملكت أيمانكم من شركاء وقوله (( من شركاء )) أي مشاركين لكم فيما رزقناكم من أموال وغيره فأنتم وهم فيه سواء هذه قوله (( فأنتم فيه سواء )) ليست عائدة على النفي لكنها عائدة على المنفي يعني فهل أنتم سواء فيما رزقناكم تخافونهم كخيفتكم أنفسكم ؟ أي أمثالكم من الأحرار والاستفهام بمعنى النفي المعنى ليس ما لا يكونوا شركاء لكم إلى آخره عندكم فكيف تجعلون بعض مماليك الله شركاء لكم قوله (( تخافونهم كخيفتكم أنفسكم )) يقول المؤلف رحمه الله أي أمثالكم من الأحرار فجعل الأنفس هنا بمعنى الجنس لأن النفس كما تقدم تأتي بمعنى الجنس يعني يقول هل هؤلاء المماليك شركاء لكم في رزقكم من الأموال والأولاد ومساوون لكم وتخافونهم كما تخافون من أنفسكم ويش الجواب ؟ لا فإذا كان كذلك فلماذا تجعلون هذه الأصنام شركاء مع الله وهي مخلوقة له مملوكة مربوبة له إذن المثل واضح جدا في أن هؤلاء المشركين يفرقون بين المتماثلين أليس كذلك ؟ فكما أنكم الآن بإقراركم أن عبيدكم لا يساوونكم في المنزلة ولا يشاركونكم في الرزق فكذلك أيضا ما يملكه الله عز وجل من هذه الأصنام وغيرها لا يساوون الله تعالى في المنزلة ولا يشاركونه في الحقوق وهذا مثل ظاهر جدا نعم مثاله من أنفسنا نحن هذا رجل يؤدب ولده إذا أخطأ فقال له بعض الناس ليش تأدب ولدك ليش تضربه ليش تنهره ماذا يقول لهم ؟ يقول ألست تفعل بولدك مثل هذا ايش الجواب ؟ الجواب بلى إذن كيف تلومني على شيء تفعله أنت ؟ هذا الذي ذكر الله عنهم يقال لهم كيف تجعلون مع الله شريكا فيما يستحقه وحده وأنتم لا تجعلون لأنفسكم شريكا من عبيدكم فيما تختصون به من الرزق والعجيب أن هذه الآية استدل بها من يرون الاشتراكية أول ما ظهرت الاشتراكية في العالم العربي بدأوا يأتون بالنصوص المتشابهة وقالوا هذه الآية صريحة في الاشتراكية طيب كيف ذلك ؟ قال لأنه يقول فأنتم فيه سواء شوفوا كيف التلبيس وهذه ما هي على ما أراد هذه داخلة في النفي يعني لستم فيه سواء أليس كذلك ؟ هذا معنى الآية لكن دائما أهل الباطل يلبسون لباطلهم بالمتشابه من النصوص وهذه من حكمة لله عز وجل أنه في النصوص أشياء متشابهة ليضل بها من يضل هذه وجدتها من السماء ماءا إلى آخره
فوائد قوله تعالى : << ومن آياته يريكم البرق خوفًا وطمعًا وينزل من السماء ماء ......... >>
يستفاد من الآية الكريمة أولا أن البرق من آيات الله سبحانه وتعالى لقوله (( ومن آياته يريكم البرق )) ومن فوائد الآية الكريمة أيضا أن البرق يشتمل على الخوف والرجاء كقوله (( خوفا وطمعا )) وسبق أن الصحيح أنها ليست موزعة كما قال المؤلف بل هي صفة مشتملة ومن فوائد الآية الكريمة عظيم قدرة الله سبحانه وتعالى بإنزال الماء من السماء ومنها رحمته بالخلق حيث كان إنزال هذا المطر من السماء هذه واحد وحيث كان ينزل شيئا فشيئا لأنه لو كان ينزل دفعة واحدة لأهلك الناس ومن فوائد الآية بيان قدرة الله سبحانه وتعالى حيث يحيي الأرض بعد موتها تجد الأرض يابسة ما فيها عود أخضر ثم بعد نزول المطر تصبح مخضرة تهتز ومنها رحمته بالخلق أيضا فإن إحياء الأرض نافع للإنسان والحيوان ومن فوائد الآية الكريمة أنه لا ينتفع بالآيات إلا ذوي العقول تؤخذ يا حسين ؟ الطالب :..... الشيخ :نعم ومن فوائد الآية الكريمة استعمال العقل في القياس في قياس الأشياء المتشابهة والنظير على نظيره ومن فوائدها أن القياس من الأدلة العقلية وإن كان ثابتا بالشرع لكن طريقه هو العقل لأن العقل يهتدي بهذا على هذا وينتقل من هذا إلى هذا
فوائد قوله تعالى : << ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوةً من الأرض إذا أنتم تخرجون >>
وقوله تعالى (( ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره .....)) إلى آخره من فوائد الآية الكريمة أن قيام السماوات والأرض بأمر الله ليس للمخلوقين فيه تعلق إطلاقا الله تعالى هو الذي يقيمها يقيم السماوات والأرض سواء القيام الحسي أو المعنوي ومنها إثبات الكلام لله من أين ؟ بأمره المؤلف قال بإرادته وقد تقدم التنبيه على هذا أن المراد بأمره اللي هو الكلام ومن فوائد الآية الكريمة تمام قدرة الله سبحانه وتعالى ببعث الموتى بكلمة واحدة (( ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون )) ولاحظوا يا جامعة أن المسألة ما هي خلق واحد أو اثنين أو ثلاثة أو عشرة نعم بل هي ما لا يحصيه إلا الله عز وجل دعوة واحدة يقوم بها جميع الخلق خارجين وهذا لا شك أن فيه ما هو من أبلغ القدر وأن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير ويستفاد من الآية أيضا أن مقر بني آدم الأرض لقوله (( إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون )) ويؤيد ذلك قوله تعالى (( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى )) فالمعمول بهذه الآية مقدم فيها ومنها وتقديم المعمول يدل على الحصر ومن هذا الشيء .... إذن فالحياة على الكواكب متعذرة بالنسبة لبني آدم هذا هو ظاهر الآيات لأن بني آدم خلقوا من الأرض ويرجعون إلى الأرض ويدعون يوم القيامة من الأرض ومنها إثبات الكلام لله في قوله (( ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض ))
فوائد قوله تعالى : << وله من في السماوات والأرض كلٌ له قانتون >>
أما قوله تعالى (( وله من في السماوات والأرض )) فيستفاد منها عموم ملك الله من أين يؤخذ العموم ؟ العموم من قوله (( من في السماوات )) لأن من اسم موصول والموصولات كلها تفيد العموم ويستفاد من الآية إنفراد الله عز وجل بالملك واختصاصه به من أين يؤخذ ؟ من تقديم الخبر وله من يعني لا لغيره وهنا يرد علينا إشكال في قوله (( وله من في السماوات )) هذا العموم نجد أن بين آدم يملكون أشياء من هذا ولا لا ؟ فما هو الجواب عن ذلك ؟ نقول الجواب عن هذا أن ملك بني آدم ملك مقيد بتمليك من له الملك ولذلك أنت لا تستطيع أن تتصرف بمالك كما تشاء هل تملك أن تحرق مالك ؟ ما تملك أن تحرقه ولا أن تتلفه صحيح تملكه بالنسبة لغيرك من الآدميين ما يأخذونه من دونك لكن بالنسبة للخالق الذي له الملك يمنعك من هذا فصار ملكنا لما نملك ليس ملكا تاما دليله أو وجهه أننا لا نستطيع ولا نملك أن نتصرف فيما بين أيدينا كما نشاء ويستفاد من الآية الكريمة خضوع الكائنات لربها سبحانه وتعالى من أين ؟ (( كل له قانتون )) وأن جميع الكائنات خاضعة لله ويستفاد من ذلك أن القنوت لا يختص بالقنوت الشرعي وأكثر الناس يظنون أن القنوت يختص بالقنوت الشرعي (( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين )) هذا قنوت شرعي لا شك لكن الآية هذه وما أشبهها تدل على أن القنوت هو الخضوع لله عز وجل سواء كان ذلك خضوعا شرعيا أم كونيا
فوائد قوله تعالى : << وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ........ >>
ثم قال (( وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيد وهو أهون عليه )) يستفاد من هذه الآية الكريمة أن الخلق حادث بعد أن لم يكن ولا لا ؟ الخلق حادث بعد أن لم يكن من أين يؤخذ ؟ ((وهو الذي يبدأ الخلق )) فيكون في الآية رد لقول الفلاسفة القائلين بقدم العالم والصواب أن العالم حادث بعد أن لم يكن نعم لقوله ( هو الذي يبدأ الخلق )) ومن فوائد الآية الكريمة إثبات إعادة الخلق لقوله (( ثم يعيده )) ومن فوائدها أيضا استعمال قياس الأولى وأظنكم تعرفون قياس الأولى في الفقه في أصول الفقه الاستدلال بالنظير على نظيرة هذا قياس مساواة والاستدلال على الشيء بما هو أولى نعم على الشيء الذي يكون أولى من المقيس عليه يسمونه قياس الأولى فهنا في الآية استعمال قياس الأولى من أين تؤخذ ؟ قوله (( وهو أهون عليه )) إعادته فإنه إذا كان قادرا على الابتداء فهو على الإعادة من باب أولى الطالب :على أحد الوجهين يا شيخ الشيخ :ايه نعم على ما مشى عليه المؤلف طيب ومن فوائد الآية إثبات كمال الصفات لله لقوله (( وله المثل الأعلى في السماوات والأرض )) ومن فوائدها الرد على أهل التعطيل الذين ينكرون صفات الله عز وجل فإن الذين ينكرون صفات الله ما جعلوا له المثل الأعلى بل جعلوه موصوفا بالنقائص والعياذ بالله سواء كان هذا التعطيل كليا أم جزئيا لأنه إن كان كليا كما فعل الجهمية وسلبوه جميع الصفات وكذلك المعتزل قالوا له أسماء بدون صفات فلاحظ أنهم سلبوا الكمال عن الله أما إذا كان جزئيا كما فعل الأشاعرة والماتريدية ونحوهم فإن هذا فيه سلب الكمال عن الله فيما وصف به نفسه ولا لا استوى على العرش الاستواء صفة كمال وهم يقولون استوى بمعنى استولى فلم يجعلوا للعرش الخصيصة بالاستواء عليه لأن الله كان مستول على كل شيء وكذلك أيضا إذا قالوا أن المراد بالآيات خلاف الظاهر فإنهم وصفوا الله عز وجل بالنقص كيف ذلك ؟ لأن إرادة المتكلم بكلامه خلاف الظاهر بدون بيان يعتبر تدليسا وتمويها والله عز وجل ما أنزل القرآن إلا للبيان نعم (( يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ))(( يبين الله لكم أن تضلوا ))(( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس )) والآيات في هذا كثيرة فإذا قلنا أن الله أراد بهذا خلاف الظاهر فهذا وصف له بالتعمية سبحانه وتعالى وأنه لا يريد البيان وهذا لا شك أنه نقص ولهذا نقول إن جميع من أنكروا صفات الله عز وجل كلية أو جزئية فإنهم قد صفوا الله سبحانه وتعالى بالنقص واضح يستفاد من هذه الآية الكريمة أن كل صفة وصف الله بها نفسه فهي صفة كمال ولا لا ؟ من أين تؤخذ ؟ وله المثل فإذا أثبت لنفسه صفة علمنا أنها صفة كمال الرحمة أثبتها الله لنفسه صفة كمال ولا نقص ؟ كمال لكنها عند أهل التعطيل من المحرفين هي صفة نقص يقولون إن الرحمة تدل على الخور والضعف ولهذا رحمة الله لا يراد بها الرحمة وإنما يراد بها الإحسان أو يراد الإحسان يفسرونها إما بالجزاء المفعول المخلوق وإما بإرادته وعلى هذا فقس هل يستفاد من هذه الآية الكريمة استعمال قياس الأولى في حق الله ؟ وأن نقول كل صفة كمال في المخلوق فالخالق أولى بها ؟ الطالب :نعم الشيخ :أي نعم شيخ الإسلام رحمه الله يقرر هذا لأنه استعمال قياس الأولى في حق الله جائز أما قياس التمثيل وقياس الشمول فهذا ممتنع لأنه هو التشبيه فإذا قلنا كل صفة كمال في المخلوق نعم فالخالق أولى بها صح لكن يجب أن نعلم أن صفات المخلوق الكاملة التي تكمل نقصه كاملة في حقه لكن لتكميل نقصه هذه لا يوصف الله بها يعني هي كاملة في حق المخلوق لكن لتكميل نقصه فإن الخالق لا يوصف بها لأنها وإن كانت كاملة فهي في الواقع نقص مثل الأكل والنوم والنكاح وما أشبه هذا هذه الصفات في حق المخلوق ايش ؟ صفة كمال لأن الذي لا يأكل معناه مريض والذي لا ينام معناه مريض والذي لا يتزوج معناه مريض فوات هذه الصفات نقص في المخلوق لكنها لما كانت تكميلا لنقصه صارت لا يوصف بها الخالق نعم لحاجة الإنسان للأكل صار يأكل واللي ما يشتهي ولا يأكل آخره الموت وكذلك لما كان الإنسان يتعب ويحتاج إلى صفة تقطع هذا التعب (( وجعنا النوم سباتا )) صار النوم في حقه كمالا وكذلك لما كان الإنسان محتاجا إلى بقاء النسل والنوع فإن النكاح في حقه كمالا وفي الحقيقة تكميل للنقص لكن لا يوصف الله به عز وجل لأن الله كامل من جميع الصفات نعم . الطالب :سبق قلنا أن الصفات توقيفية ولو فتحنا هذا الباب كما قال شيخ الإسلام فربما الإنسان يقيس بعقله ويخطئ ..... الشيخ : وهذا يرد علينا لكن نقول كل صفة كمال من حيث العموم والجنس أما أن نقول كل صفة كمال في المخلوق نثبتها للخالق هذا لا يمكن لا يستقيم لكن من حيث الجنس كل صفة كمال في المخلوق فالله أولى بها . الطالب :..... الشيخ : هو مؤيد وله المثل الأعلى مثل قلنا المقصود الجنس أما كل صفة مثلا لا يمكن . الطالب :المثل الأعلى فيما ورد من الصفات .... الشيخ : لا مطلقا حتى مثلا الأشياء التي قد لا قد تكون موجودة في النص يعني من صفات الله يعني قصدي أنها من الكمال والله تعالى متصف بها الطالب :.... الشيخ :لا ممكن الصفات الخبرية قد تكون في الصفات الخبرية أنها تمتنع أن يقاس الله بالخلق ولا قياس الأولى كالعين واليد وما أشبه ذلك فهذه قد نقول أنها ما يمكن أن نقيس قياس الأولى فالأذن في المخلوق كمال لكنها في الخالق ما تثبت له لأنها ما ورد به الشرع طيب ويستفاد من الآية الكريمة إثبات العزة لقوله العزيز وإثبات الحكمة الحكيم وإثبات الحكم أيضا من قوله الحكيم طيب يستفاد من هذه الآية الكريمة إثبات الحكمة قطع الاعتراض عن الخلق والشرع أو على الخلق والشرع بمعنى أنك ما تعترض على خلق الله أو على شيء وإنما تسلم كيف ذلك ؟ لأنك إذا آمنت بالحكمة أن الله تعالى حكيم فحينئذ ينقطع الاعتراض نهائيا ما تقول لما ولا من أين إلا على سبيل الاسترشاد ومن فوائد الآية الكريمة اطمئنان الإنسان التام لما قدر الله تعالى وشرعه حيث إنه صادر عن الحكمة نبدأ الدرس الجديد الآن
فوائد قوله تعالى : << ضرب لكم مثلًا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم ................ >>
قال ((ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم ... )) قوله (( هل لكم مما ملكت )) أي من الذي ملكت أيمانكم ملكت هذه هي صلة الموصول والعائد محذوف والتقدير ملكته أيمانكم وقوله ملكت أيمانكم الأيمان جمع يمين وهي اليد وأضيف الملك إلى اليد لأن غالب تصرفات الإنسان بيده وأضيف إلى اليمين لأنه أشرف من اليسار وقوله (( مما ملكت أيمانكم )) المراد ما ملكت الأيمان من الإنسان ولهذا قال المؤلف أي مماليككم أى من مماليككم وقوله (( من شركاء )) هذه هي المبتدأ والخبر وين الخبر ؟ الكالب :لكم الشيخ :لكم المقدم ولكن المبتدأ دخلت عليه من لإفادة العموم أو للتنصيص على العموم لأن من الزائدة كما تقدم لنا تفيد التنصيص على العموم وقوله (( هل لكم من شركاء )) إذا قال قائل كيف جاءت من زائدة وهي لم تسبق بنفي سبقت بشرككم نعم هل لكم شركاء لكم فيما رزقناكم من الأموال وغيره فأنتم وهم فهي سواء يقول المؤلف من شركاء فيما رزقناكم من الأموال وغيره والجواب لا ولا نعم ؟ لا ليس لنا مما ملكت أيماننا فيما رزقنا فالمملوك لا يشارك في مالك ولا يشاركك أيضا في ولدك ولا يشاركك في أي شيء تملكه نعم وقوله (( وأنتم وهم ))فيه سواء المؤلف أتى بكلمة وهم لأن المساواة لا تكون إلا بين شيئين فلهذا أتى بقوله وهم ولا حاجة إليها في الحقيقة الكلام تام بدونها إذ من الممكن أن نقول فأنتم الضمير يعود على المالك والمملوك فأنتم أيها المالكون والمملوكون فيه سواء وحينئذ لا نحتاج إلى تقدير وهم وقوله (( وأنتم فيه سواء )) هذا الذي تسلط عليه النفي يعني لستم فيه سواء (( تخافونهم كخيفتكم أنفسكم )) أي أمثالكم من الأشخاص تخافونهم الضمير يعود على من ؟ على ما باعتبار اللفظ ولا باعتبار المعنى ؟ باعتبار المعنى لأن ما لو عاد إليها الضمير باعتبار اللفظ لعاد إليها مفردا فلما عاد إليها جمعا صار باعتبار المعنى وقوله كخيفتكم أنفسكم المؤلف رحمه الله جعل الأنفس بمعنى الجنس يعني كما تخافون من جنسكم ولهذا قال أي أمثالكم من الأحرار ويمكن أن يقال أنه يعود على ذات الإنسان (( تخافونهم كخيفتكم أنفسكم ))يعني كما أنكم لكم التسلط على أموالكم فأنتم تخافون أن يتسلطوا على هذه الأموال كما تسلط أنفسكم وقوله (( كخيفتكم أنفسكم )) هذا مصدر مضاف إلى الفاعل وأنفس هي المفعول قال المؤلف رحمه الله والاستفهام بمعنى النفي أي ليس مماليككم شركاء لكم إلى آخره عندكم فكيف تجعلون بعض مماليك الله شركاء له وهذا مثل واضح نعم أنه إذا كانت أنت اللي تملك لا يشاركك في مالك وفيها هو من خصائصك فكيف تجعل لله تعالى شريكا لما هو من خصائصه ؟ الكلام واضح جدا في إلزام هؤلاء بعد الشرع ولذلك قال الله تعالى (( كذلك نفصل الآيات )) قال المؤلف نبينها مثل ذلك التفصيل لقوم يعقلون يتدبرون كذلك الكاف اسم بمعنى مثل فهو إذن مفعول مطلق أين عامله ؟ نفصل أي مثل ذلك التفصيل والتبيين نفصل الآيات ولكن من الذي ينتفع بها ؟ لقوم يعقلون فإذا قال قائل إن الله تعالى فصل الآيات للعاقلين وغير العاقلين فلماذا خص ذلك بالعاقلين ؟ فالجواب لأنهم المنتفعون بها بهذا التفصيل مثل ما وصف الله القرآن بأنه هدى للمتقين وفي آية أخرى هدى للناس عامة فباعتبار الهداية المطلقة هو عام وباعتبار الانتفاع هو خاص والله أعلم
قال الله تعالى : << بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علمٍ فمن يهدي من أضل الله وما لهم من ناصرين >>
(( بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله وما لهم من ناصرين )) قوله تعالى (( بل اتبع )) هذه للإضراب والإضراب هنا انتقالي وليس ابطاليا ووجه ذلك أن الله سبحانه وتعالى لما بين هذه الآيات الدالة على قدرته على أنه إله واحد لا شريك له بضرب المثل الأخير المثل الذي لا ينازع فيه إلا مكابر المثل الأخير ما هو ؟ أنه كيف تجعلون لله شريكا هو يملكه الله يملكه فهل لكم أنتم شركاء في أموالكم من مماليككم الجواب لا إذن فإنه يدل على أن الله لا شريك له بعد هذا بين عز وجل أن الذين خرجوا عن لذلك وأنكروا البعث وأنكروا الوحدانية أنهم ليسوا على حق وأنما هم ظالمون ولهذا قال (( بل اتبع الذين ظلموا أهوائهم )) نعم قوله (( الذين ظلموا )) قال المؤلف في الإشراك وهذا تخصيص في غير محله والظاهر لي أن المؤلف خصصه مراعاة للمثل الذي قبله لأن المثل الذي قبله واضح في أن الغرض منه إبطال الشرك ولكن لو قيل أنه يشمل هذا وغيره من الظلم كإنكار البعث مثلا إنكار البعث لا شك أنه ظلم لأنه يستلزم تكذيب الله عز وجل كما ثبت في الحديث القدسي أن تكذيب الله أن الله تعالى يعيده كما بدأه وقد سبق ذكره فيكون المراد بالظلم هنا الإشراك وغيره مما ظلموا فيه أنفسهم وقوله (( أهوائهم )) جمع هوى والهوى في الأصل الميل ثم إنه لا يطلق في الغالب إلى على الهوى المذموم فيقال اتبع هواه دون هدى وقد يأتي للهوى المحمود كما في الحديث وإن كان فيه ضعف (( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به )) فهنا الهوى التابع لما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام لا شك أنه هوى محمود وقوله (( أهوائهم بغير علم )) يعني أن هذا الإتباع ليس مبنيا على علم بل هو مبني على الجهل والضلال فيمن كانوا جاهلين وعلى الاستنكار والعناد فيمن كانوا معاندين فالذين اتبعوا أهوائهم اتبعوها بغير علم إذا كانوا جاهلين فالأمر ظاهر أنه لا علم لهم بإتباع أهوائهم لكن إذا كانوا معاندين فهل نقول إنهم بغير علم الجواب نعم نقول أنهم بغير علم لأن من استكبر وعاند الحق فإنه كالجاهل بما يستحقه الرب عز وجل فهو في الحقيقة غير عالم بل الجاهل خير منه فإذا قال قائل كيف يصح نفي العلم مع وجوده قلنا كما يصح نفي السمع مع وجوده ونفي البصر مع وجوده لمن لم ينتفع به أليس الله يقول (( ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون )) وقال (( صم بكم عمي فهم لا يرجعون )) أو لا يعقلون المهم أن نفي العلم لمن لم ينتفع به صحيح كنفي السمع عمن لم ينتفع به الحاصل أن المتبعين لأهوائهم ينقسمون إلى قسمين قسم جاهل حقا بنى هواه على الضلال ويمكن أن نمثل لهؤلاء بمن ؟ بالنصارى فإن النصارى ضالون وقسم آخر مستكبر معاند فهذا في الحقيقة لا علم عنده وإن كان له علم فإنه لا ينفعه بل ضره كاليهود قال الله عز وجل (( فمن يهدي من أضل الله )) فمن يهدي من اسم استفهام والمراد بالاستفهام هنا النفي وقد سبق لنا قاعدة أن الاستفهام إذا جاء بمعنى النفي صار حسين يجيب من يعرف ؟ صار مشربا بالتحدي لأنه سيقول من يفعل كذا أعظم مما قلت لا أحد يفعلها كأنك تقول هذا أمر لا يمكن فإن كنت صادقا فأرني من يفعله فإذا جاء الاستفهام بمعنى النفي صار أبلغ من النفي المجرد لأن الاستفهام بمعني النفي مشرب معنى التحدي وقوله (( من أضل الله )) الله فاعل أين المفعول ؟ المفعول محذوف والتقدير من أضله الله وهذا المفعول هو عائد موصول والعائد الموصول الذي يعود إليه (( فمن يهدي من أضل الله )) قال المؤلف أي لا هادي له فسر الاستفهام بالنفي أي لا هادي له وهو حق ولكن كما قلت أبلغ من النفي المجرد ثم قال (( وما لهم من ناصرين )) مانعين من عذاب الله الظاهر أن الواو هنا للاستئناف لأن جملة الخبرية والتي قبلها إنشائية من إنشائية صحيح ولا لا ؟ الاستفهام من قسم الإنشاء كما قرأنا في البلاغة أو ما يدرس في الليل لا يعطى في النهار نعم طيب (( وما لهم من ناصرين )) يعني أن هؤلاء الذين اتبعوا أهوائهم بغير علم مستحقون للعذاب ولن يجدوا أحدا ينصرهم منه أي من العذاب أي يمنعهم وقوله (( وما لهم من ناصرين )) النفي هنا مؤكد بمن الزائدة الداخلة على قوله (( ناصرين )) وأصل الكلام بدون هذه أن يقال وما لهم ناصرون أسأل الآن هل ما هنا حجازية أو عربية ؟ الطالب :عربية الشيخ :عربية اه الطالب :حجازية الشيخ :حجازية ترى الحجازي معناه الذي يختص به الحجازيون والعربي الذي فهي حجازية ولا عربية ؟ الطالب :عربية الشيخ :عربية لماذا لاختلاف التركيب لأن خبرها قدم ولا تكون حجازية إلا إذا كانت مرتبة الاسم قبل الخبر وما لهم من ناصرين