تفسير سورة الروم-06a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تفسير قول الله تعالى : << فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها >>
إليه وعما في وظائفه أليس كذلك ولهذا حذف المتعلق بالاسم ليكون شاملا للميل إلى الدين والميل عن الدين نعم وأصل الحنف ميل الرجل ، الرجل المائلة تسمى حيفا فالحنيف معناه المائل عن إلى ولا لا ؟ عن الشرك إلى التوحيد وعن المعصية إلى الطاعة وقوله أي أخلص نيتك لله أي أخلص دينك لله أنت ومن تبعك أخلص دينك لله هذا تفسير معنوي لقوله أقم وجهك ولو جعل أعم من ذلك لكان أولى لأن إقامة الوجه تشمل الإخلاص وتمام الإتباع لأن إقامة الوجه نحو الشيء يستلزم متابعته وعدم المخالفة فيكون شاملا لإخلاص النية والإتباع الذين هما أساس العمل كل عمل لا ينبني على الإخلاص والمتابعة فهو باطل لأنه إذا فقد الإخلاص صار شركا وإن فقد الإتباع صار بدعة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات ) وهذا للإخلاص وقال ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) وهذا للإتباع قال وقوله (( أنت ومن اتبعك )) أتى المؤلف بقوله وما اتبعك لأنه سيأتينا وصف مذموم نعم وهو قوله (( منيبين إليه واتقوه )) إلى آخره ولا يمكن أن تكون الحال المجموعة للمفرد لأن الحال وصف فكما لا يخبر عن الواحد بالجمع لا تجعل الحال جمع لواحد وما ذهب إليه المؤلف صحيح من وجهين أولا مراعاة اللفظ الآتي والثاني أن الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم خطاب له ولأمته لأن زعيم القوم يوجه إليه الخطاب الموجه للجميع يقول مثلا الركن في الجيش يقول للقائد اذهب إلى الجبهة الفلانية من يريد ؟ القائد ومن معه لا يريده وحده فالخطاب لزعيم قوم خطاب للجميع الله عز وجل يوجه خطابه للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد هو والأمة الدليل على هذا قوله تعالى (( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن )) الخطاب مفرد يا أيها النبي وبعده إذا طلقتم مو بوحده هو بل كل الأمة ويدل لذلك أيضا قوله تعالى (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا )) فنحن لنا فيه أسوة فنحن له تبع إذن وجه كون الخطاب لشخص الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة له وجهان الوجه الأول أن خطاب الزعيم خطاب له ولمن تبعه بدليل (( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن )) الوجه الثاني أننا مأمورون باتباع الرسول عليه الصلاة والسلام فكل خطاب له يؤمر به أو ينهى عنه فإننا تبع له في ذلك والفرق بين الوجهين ظاهر لأنه على الوجه الأول يكون تناول الخطاب لنا أصلا مع الرسول صلى الله عليه السلم وعلى الوجه الثاني يكون الخطاب لنا عن طريق التبعية نعم قال تعالى (( فطرة الله )) خلق الله (( التي فطر الناس عليها )) وهي دينه (( فطرة الله التي فطر الناس عليها )) وهي دينه أي ملزمون قوله (( فطرة )) البحث فيها من وجهين الوجه الأول من حيث الرسم ، الرسم غير جار على القواعد المعروفة لا في الرسم العثماني ولا في الرسم الحاضر وجه ذلك يار رشيد ايش وجه ذلك ؟
الطالب :....
الشيخ :أن التاء مطلقة فطرة وهي مربوطة لأنها مفرد والمفرد تكون التاء به مربوطة وليس في القرآن فطرة مربوطة إلا هذه هي مفتوحة ولا مطلقة
الطالب :مفتوحة
الشيخ :عجيب كأن الفتح ضد الكسر احنا انسميها مربوطة ومطلقة
الطالب : الفتح ضد الإغلاق
الشيخ :طيب وايش اتسمونها
الطالب :مربوطة
الشيخ :ويش ضد الربط
الطالب :الإطلاق
الشيخ :الإطلاق طيب على كل حال هذا لأن حتى القرآن يتبع فيه الرسم العثماني واستطابا في البحث اختلف العلماء رحمهم الله هل يجوز للإنسان أن يكتب المصحف على غير الرسم العثماني أو لا يجوز فمنهم من قال أنه جائز لأن الرسم العثماني هو عبارة عن شكل وصورة ولو كان الرسم العثماني في ذلك العصر على غير هذا الوصف لكتب القرآن به أليس كذلك ؟ إذن فخضوعه للرسم العثماني في ذلك الوقت ليس على سبيل أنه نزل على هذا الوجه لكن على سبيل أن الرسم في ذلك الوقت كان على هذه الصورة ولا شك أنه لو كان على الصورة الموجودة حاليا لا شك أنه سيكتب عليها ولا لا ؟ مثلا الصلاة الصورة الحالية بعد الصاد لا ألف لكن القاعدة الحاضرة الأن لا ألف لكن على الرسم العثماني لام واو الصلاة مأمنة الزكاة مفتوحة الربا بالواو مع أنها على الرسم الموجود بالألف الحاصل أننا نقول أن بعض العلماء يقول أنه يجوز أن يكتب القرآن على القواعد المعروفة حاليا تعليلهم لأن هذا الرسم شكل صادف أنه في ذلك الوقت على هذا النحو فكتبوه وليس القرآن نازلا مكتوبا بهذا لو كان نازلا مكتوبا بهذا لقلنا ربما لا يجوز لكن هذا اصطلاح وإذا كان اصطلاحا فكل ما يتأدى به الغرض فإنه يجوز ومنهم من يقول إنه لا يجوز مطلقا أن يخالف الرسم العثماني وأنه يجب أن يبقى الرسم حتى لو رسمته للصبيان على الصبورة يجب أن يكون بالرسم العثماني احتراما للقرآن ومنهم من فصل وقال إن المبتدأ يجوز أن نرسمه له بحسب القواعد المعروفة عنده وغيره لا يجوز قالوا لأن المبتدأ يحتاج إلى تعليم لو أنك كتبته بالرسم العثماني للمبتدأ وكتبت يمحق الله الربا ماذا يقرأها ؟ يمحق الله الربوا أليس كذلك ؟ الزكاة يقول الزكوت الصلاة الصلوت وما أشبه ذلك بخلاف الإنسان العالم فإنه يكتبه بالرسم العثماني وأيا كان هذه الأقوال أيا كان صحيحا فإن ما يفعله بعض الناس اليوم من جعلهم يكتبون القرآن على صورة النقوش يجعلونها في براويز أيهم أحسن نقشا فإن هذا محرم على كل الأقوال لأنه أصبح الآن إذا عملنا هذا العمل كأننا جعلنا القرآن وشيا وتطريزا فتضيع قيمته وأقبح من ذلك أن يجعل على صورة إنسان نعم فقد شاهدت في تقويم العتيري صورة إنسان بآية من القرآن الرأس والرجلين كأنه جالس مفترش مضادة ظاهرة ومحادة لله ورسوله الصورة محرمة كيف تكتب بها القرآن والحاصل أن الناس نسأل الله لنا ولهم الهداية صاروا يبالغون في أشياء تضرهم ما تنفعهم بالنسبة للقرآن الكريم نعم .الطالب :....
الشيخ : نعم نعم صحيح ولكن الذين يقولون بالجواز يقولون نحن نكتبها على قراءة واحدة والقراءة ضبطت
الطالب :....
الشيخ :ما سمعت والخلاف في هذا مشهور والبحث الثاني في قول فطرت الله ما الذي فطرها ؟ فطرت الله الذي نصبها فعل المحذوف قدرها المؤلف بقوله ألزموا فطرت الله ومثل هذا الإنسان يقولون أنه منصوب على الفطرة فهو إذن أبلغ من ذكر العامل الذي هو ألزم حذفه أبلغ لأنه إذا وجد العامل تقيدت الجملة به لكن إذا حذف العامل صارت الجملة صاحة له ولسواه مما يمكن أن يتسلط على العمول ألزموها اعتنوا بها تمسكوا بها وما أشبه ذلك ولهذا يقولون إنه منصوب على الإغراء وهو المبالغة في الحث نعم وثالثا فطرة كلمة فطرة .... مشتق من فطر الشيء أي ابتدعه على غير مثال سابق كما في قوله تعالى (( الحمد لله فاطر السماوات والأرض )) أي مبدعهما على غير مثال سابق هذه الفطرة أبدعها الله عز وجل في الإنسان نعم أو في الناس كما في نفس الآية على غير مثال سابق ولهذا قال فطرة الله خلقته التي فطر الناس عليها وهي دينه
الطالب :....
الشيخ :لا البدع والفطر بمعنى واحد قال وهي دينه أو الزموها التي فطر الناس عليها وهذه الآية شاهد للحديث ( كل مولود يولد على الفترة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) لو أن المخلوق ترك وفطرته ما عبد إلا الله ولهذا البهائم العجم التي ليس لها من يغريها أو يخرقها هل يمكن أن تعبد اللات والعزى والشمس والقمر؟ الجواب لا ولا نعم ؟ لا لأن الله يقول (( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا )) فأصل الخلق مفطور على تسبيح الرب عز وجل الخالق لكن من أعطى العقول هم الذين ربمال ينحرفون لأن لهم إرادات واتجاهات بخلاف من ليس له إلا العقل المعيشي فإنه لا ينطبق عليه الفطرة ولهذا البهائم العجم كما قلت تعرف خالقها وفاطرها ولا تسبح إلا الله نعم وقوله التي فطر الناس عليها
الطالب :....
الشيخ :أن التاء مطلقة فطرة وهي مربوطة لأنها مفرد والمفرد تكون التاء به مربوطة وليس في القرآن فطرة مربوطة إلا هذه هي مفتوحة ولا مطلقة
الطالب :مفتوحة
الشيخ :عجيب كأن الفتح ضد الكسر احنا انسميها مربوطة ومطلقة
الطالب : الفتح ضد الإغلاق
الشيخ :طيب وايش اتسمونها
الطالب :مربوطة
الشيخ :ويش ضد الربط
الطالب :الإطلاق
الشيخ :الإطلاق طيب على كل حال هذا لأن حتى القرآن يتبع فيه الرسم العثماني واستطابا في البحث اختلف العلماء رحمهم الله هل يجوز للإنسان أن يكتب المصحف على غير الرسم العثماني أو لا يجوز فمنهم من قال أنه جائز لأن الرسم العثماني هو عبارة عن شكل وصورة ولو كان الرسم العثماني في ذلك العصر على غير هذا الوصف لكتب القرآن به أليس كذلك ؟ إذن فخضوعه للرسم العثماني في ذلك الوقت ليس على سبيل أنه نزل على هذا الوجه لكن على سبيل أن الرسم في ذلك الوقت كان على هذه الصورة ولا شك أنه لو كان على الصورة الموجودة حاليا لا شك أنه سيكتب عليها ولا لا ؟ مثلا الصلاة الصورة الحالية بعد الصاد لا ألف لكن القاعدة الحاضرة الأن لا ألف لكن على الرسم العثماني لام واو الصلاة مأمنة الزكاة مفتوحة الربا بالواو مع أنها على الرسم الموجود بالألف الحاصل أننا نقول أن بعض العلماء يقول أنه يجوز أن يكتب القرآن على القواعد المعروفة حاليا تعليلهم لأن هذا الرسم شكل صادف أنه في ذلك الوقت على هذا النحو فكتبوه وليس القرآن نازلا مكتوبا بهذا لو كان نازلا مكتوبا بهذا لقلنا ربما لا يجوز لكن هذا اصطلاح وإذا كان اصطلاحا فكل ما يتأدى به الغرض فإنه يجوز ومنهم من يقول إنه لا يجوز مطلقا أن يخالف الرسم العثماني وأنه يجب أن يبقى الرسم حتى لو رسمته للصبيان على الصبورة يجب أن يكون بالرسم العثماني احتراما للقرآن ومنهم من فصل وقال إن المبتدأ يجوز أن نرسمه له بحسب القواعد المعروفة عنده وغيره لا يجوز قالوا لأن المبتدأ يحتاج إلى تعليم لو أنك كتبته بالرسم العثماني للمبتدأ وكتبت يمحق الله الربا ماذا يقرأها ؟ يمحق الله الربوا أليس كذلك ؟ الزكاة يقول الزكوت الصلاة الصلوت وما أشبه ذلك بخلاف الإنسان العالم فإنه يكتبه بالرسم العثماني وأيا كان هذه الأقوال أيا كان صحيحا فإن ما يفعله بعض الناس اليوم من جعلهم يكتبون القرآن على صورة النقوش يجعلونها في براويز أيهم أحسن نقشا فإن هذا محرم على كل الأقوال لأنه أصبح الآن إذا عملنا هذا العمل كأننا جعلنا القرآن وشيا وتطريزا فتضيع قيمته وأقبح من ذلك أن يجعل على صورة إنسان نعم فقد شاهدت في تقويم العتيري صورة إنسان بآية من القرآن الرأس والرجلين كأنه جالس مفترش مضادة ظاهرة ومحادة لله ورسوله الصورة محرمة كيف تكتب بها القرآن والحاصل أن الناس نسأل الله لنا ولهم الهداية صاروا يبالغون في أشياء تضرهم ما تنفعهم بالنسبة للقرآن الكريم نعم .الطالب :....
الشيخ : نعم نعم صحيح ولكن الذين يقولون بالجواز يقولون نحن نكتبها على قراءة واحدة والقراءة ضبطت
الطالب :....
الشيخ :ما سمعت والخلاف في هذا مشهور والبحث الثاني في قول فطرت الله ما الذي فطرها ؟ فطرت الله الذي نصبها فعل المحذوف قدرها المؤلف بقوله ألزموا فطرت الله ومثل هذا الإنسان يقولون أنه منصوب على الفطرة فهو إذن أبلغ من ذكر العامل الذي هو ألزم حذفه أبلغ لأنه إذا وجد العامل تقيدت الجملة به لكن إذا حذف العامل صارت الجملة صاحة له ولسواه مما يمكن أن يتسلط على العمول ألزموها اعتنوا بها تمسكوا بها وما أشبه ذلك ولهذا يقولون إنه منصوب على الإغراء وهو المبالغة في الحث نعم وثالثا فطرة كلمة فطرة .... مشتق من فطر الشيء أي ابتدعه على غير مثال سابق كما في قوله تعالى (( الحمد لله فاطر السماوات والأرض )) أي مبدعهما على غير مثال سابق هذه الفطرة أبدعها الله عز وجل في الإنسان نعم أو في الناس كما في نفس الآية على غير مثال سابق ولهذا قال فطرة الله خلقته التي فطر الناس عليها وهي دينه
الطالب :....
الشيخ :لا البدع والفطر بمعنى واحد قال وهي دينه أو الزموها التي فطر الناس عليها وهذه الآية شاهد للحديث ( كل مولود يولد على الفترة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) لو أن المخلوق ترك وفطرته ما عبد إلا الله ولهذا البهائم العجم التي ليس لها من يغريها أو يخرقها هل يمكن أن تعبد اللات والعزى والشمس والقمر؟ الجواب لا ولا نعم ؟ لا لأن الله يقول (( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا )) فأصل الخلق مفطور على تسبيح الرب عز وجل الخالق لكن من أعطى العقول هم الذين ربمال ينحرفون لأن لهم إرادات واتجاهات بخلاف من ليس له إلا العقل المعيشي فإنه لا ينطبق عليه الفطرة ولهذا البهائم العجم كما قلت تعرف خالقها وفاطرها ولا تسبح إلا الله نعم وقوله التي فطر الناس عليها
تفسير قول الله تعالى : <<لا تبديل لخلق الله ذلك الدين ولكن أكثرالناس لا يعلمون >>
قال (( لا تبديل لخلق الله )) لدينه أي لا تبدلوه بأن تشركوا
الطالب :.... تعريف الفطرة ويش معتاه
الشيخ :هو الذي ذكرناه قبل قليل الفطرة معناها وجود الشيء أو إيجاد الشيء على غير مثال سبق والمراد بالفطرة هنا توحيد الله ودين الله
الطالب :....
الشيخ :مثل ما قال المؤلف وقوله (( لا تبديل لخلق الله ))لا تبديل كلنا يعرف أنه نفي لأن لا نافية للجنس فهل هو باق على كونه نفيا لفظا ونوعا أو أنه نفي لفظا خبر معنى المؤلف مشى على الأخير وأنه نفي بمعنى النهي أي لا تبدوا هذه الفطرة بالإشراك والنفي يأتي بمعنى النهي كثيرا مثل
الطالب :....
الشيخ :لا قال الله تعالى (( الم ذلك الكتاب لا ريب فيه )) لأنه فيها تفسيران على ما تقدم أحدهما أنها بمعنى النهى أي ليس فيه ريب ولا شك والثاني بمعنى النهي لا ترتابوا فيه مثل قوله (( وأن الساعة آتية لا ريب فيها )) هذه لا تبديل لخلق الله أي لا تبدلوا خلق الله بالإشراك بل أقيموا وجوهكم حنفاء ويجوز أن يكون نفيا على ظاهره وأنه لا أحد يبدل خلق الله كما في قوله تعالى (( لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم)) ويكون المعنى أن الأمر بيد الله عز وجل فمن شاء هداه بقى على فطرته ومن شاء أن يضله أضله فلا أحد يستطيع أن يبدل خلق الله نعم وإنما الذي بيده الأمر هو الله وعلى هذا فيكون في الآية وجهين الوجه الأول أنها خبر بمعنى النهي والثاني أنه خبر على بابه وعلى الأول الأمر ظاهرأى المعنى ظاهرا أي لا تبدلوا وإنما المعنى على الإشراك وعلى الثاني يكون وجهه أن هذه الفترة التي فطر الله عليه ا الخلق لا يستطيع أحد أن يبدلها بل الذي يبدلها هو الله فمن أراد الله هدايته لم يضله أحد ومن أراد الله إضلاله لم يهده أحد لاسيما وأن المقام قبل هذا (( فمن يهدي من أضل الله )) طيب من جملة أخبار التبديل ما ذكره الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله ( فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) وذكر الأبوين ليس على سبيل الحصر وإنما هو على سبيل التنظير والتمثيل يعني أن من يتصل بهذا الإنسان نعم يجعله يهوديا أو نصرانيا وكم من إنسان تنصر لا عن طريق الأبوين ولكن عن طريق الجلساء والرفقاء ومن ثم حذر النبي عليه الصلاة والسلام من قرين السوء ورغب في الجليس الصلاح وقال ( إن مثل الجليس الصالح كحامل المسلك إما أن يحذيك أو يبيعك أو تجد منه رائحة طيبة وجليس السوء إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة ) .
الطالب :....
الشيخ : لا أى ما كان المؤمن هذه بمعنى أنه ممتنع غاية الامتناع لأنه ما كان وما ينبغي وما أشبه ذلك من القرآن تأتي بمعنى ممتنع غاية الامتناع (( وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم )).
الطالب :.... تعريف الفطرة ويش معتاه
الشيخ :هو الذي ذكرناه قبل قليل الفطرة معناها وجود الشيء أو إيجاد الشيء على غير مثال سبق والمراد بالفطرة هنا توحيد الله ودين الله
الطالب :....
الشيخ :مثل ما قال المؤلف وقوله (( لا تبديل لخلق الله ))لا تبديل كلنا يعرف أنه نفي لأن لا نافية للجنس فهل هو باق على كونه نفيا لفظا ونوعا أو أنه نفي لفظا خبر معنى المؤلف مشى على الأخير وأنه نفي بمعنى النهي أي لا تبدوا هذه الفطرة بالإشراك والنفي يأتي بمعنى النهي كثيرا مثل
الطالب :....
الشيخ :لا قال الله تعالى (( الم ذلك الكتاب لا ريب فيه )) لأنه فيها تفسيران على ما تقدم أحدهما أنها بمعنى النهى أي ليس فيه ريب ولا شك والثاني بمعنى النهي لا ترتابوا فيه مثل قوله (( وأن الساعة آتية لا ريب فيها )) هذه لا تبديل لخلق الله أي لا تبدلوا خلق الله بالإشراك بل أقيموا وجوهكم حنفاء ويجوز أن يكون نفيا على ظاهره وأنه لا أحد يبدل خلق الله كما في قوله تعالى (( لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم)) ويكون المعنى أن الأمر بيد الله عز وجل فمن شاء هداه بقى على فطرته ومن شاء أن يضله أضله فلا أحد يستطيع أن يبدل خلق الله نعم وإنما الذي بيده الأمر هو الله وعلى هذا فيكون في الآية وجهين الوجه الأول أنها خبر بمعنى النهي والثاني أنه خبر على بابه وعلى الأول الأمر ظاهرأى المعنى ظاهرا أي لا تبدلوا وإنما المعنى على الإشراك وعلى الثاني يكون وجهه أن هذه الفترة التي فطر الله عليه ا الخلق لا يستطيع أحد أن يبدلها بل الذي يبدلها هو الله فمن أراد الله هدايته لم يضله أحد ومن أراد الله إضلاله لم يهده أحد لاسيما وأن المقام قبل هذا (( فمن يهدي من أضل الله )) طيب من جملة أخبار التبديل ما ذكره الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله ( فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) وذكر الأبوين ليس على سبيل الحصر وإنما هو على سبيل التنظير والتمثيل يعني أن من يتصل بهذا الإنسان نعم يجعله يهوديا أو نصرانيا وكم من إنسان تنصر لا عن طريق الأبوين ولكن عن طريق الجلساء والرفقاء ومن ثم حذر النبي عليه الصلاة والسلام من قرين السوء ورغب في الجليس الصلاح وقال ( إن مثل الجليس الصالح كحامل المسلك إما أن يحذيك أو يبيعك أو تجد منه رائحة طيبة وجليس السوء إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة ) .
الطالب :....
الشيخ : لا أى ما كان المؤمن هذه بمعنى أنه ممتنع غاية الامتناع لأنه ما كان وما ينبغي وما أشبه ذلك من القرآن تأتي بمعنى ممتنع غاية الامتناع (( وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم )).
سؤال عن هداية التوفيق وهداية الإرشاد ؟
الطالب :.....
الشيخ : لا النبي صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته ( من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له )
الطالب :.....
الشيخ : نعم ما فيه شك ما فيه أحد يستطيع هداية الإنسان أبدا أو انحراف إنسان إلا بإذن الله هذا النبي عليه الصلاة والسلام حرص غاية الحرص وبذل ما يستطيع من جهد في هداية عمه أبي طالب ولكن ما فيه نفع (( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء )) وليس معنى ذلك أننا إذا قلنا أن الأمر بيد الله عز وجل وأنه هو الذي يضل ويهدي ليس معنى ذلك ألا نفعل الأسباب كما أن الأمر بيد الله في إيجاد الأشياء في إيجاد الرزق في إيجاد الولد نعم دفع الضرر هل نحن نفعل الأسباب أو نقطعها إذن لا ينفع أن نقطعها فالهداية بيد الله والإضلال بيد الله لكن لكل منهما سبب .ما قاله المؤلف له وجه لورود ذلك في اللغة العربية والوجه الثاني هو الأصل لأن عندنا النفي فمن صرفه عن ظاهره يحتاج إلى دليل
الشيخ : لا النبي صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته ( من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له )
الطالب :.....
الشيخ : نعم ما فيه شك ما فيه أحد يستطيع هداية الإنسان أبدا أو انحراف إنسان إلا بإذن الله هذا النبي عليه الصلاة والسلام حرص غاية الحرص وبذل ما يستطيع من جهد في هداية عمه أبي طالب ولكن ما فيه نفع (( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء )) وليس معنى ذلك أننا إذا قلنا أن الأمر بيد الله عز وجل وأنه هو الذي يضل ويهدي ليس معنى ذلك ألا نفعل الأسباب كما أن الأمر بيد الله في إيجاد الأشياء في إيجاد الرزق في إيجاد الولد نعم دفع الضرر هل نحن نفعل الأسباب أو نقطعها إذن لا ينفع أن نقطعها فالهداية بيد الله والإضلال بيد الله لكن لكل منهما سبب .ما قاله المؤلف له وجه لورود ذلك في اللغة العربية والوجه الثاني هو الأصل لأن عندنا النفي فمن صرفه عن ظاهره يحتاج إلى دليل
تتمة تفسير الآية السابقة <<...ذلك الدين ولكن أكثرالناس لا يعلمون >>
قال الله تعالى (( ذلك الدين القيم )) ذلك الدين القيم المستقيم توحيد الله ذلك المشار إليه قوله (( فأقم وجهك )) أي إقامة وجهك للدين حنيفا هو الدين القيم قال المؤلف القيم المستقيم لكن القيم أبلغ لأن القيم على وزن فيعل فهي صفة مشبهة يعني هو قيم نعم أبلغ من قولنا أنه مستقيم لأن المستقيم ضد المعوج لكن القيم الكامل في قيامه فهو أبلغ يعني أن هذا الدين هو الدين القيم أي الكامل الذي ليس فيه اعوجاج وليس فيه نقص ولا شك أنه هو القيم كما قال الله تعالى (( ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون )) فلا أقوم للعباد ولا أنفع للعباد من إتباع شريعة الله سبحانه وتعالى بالإخلاص له وإتباع رسله وقوله ذلك الدين القيم (( ولكن أكثر الناس )) أي كفار مكة لا يعلمون توحيد الله ولكن أكثر الناس قال المؤلف كفار مكة وهذا لا شك أنه تخصيص بدون دليل بل الدليل يخالفه لأن كفار مكة ليسوا أكثر الناس أليس كذلك ؟ ثم إن الله يقول أكثر الناس ما قال أهل مكة أكثر الناس لا يعلمون وصدق الله عز وجل لأن أهل النار من بني آدم تسعمائة وتسعة وتسعون من الألف هم الأكثر ولا الأقل ؟ الأكثر بدون استفهامه لأن الاستفهام جاء ليقرر هذا الشيء أكثر الناس لا يعلمون لو علموا ما صاروا من أصحاب الجحيم فهم لا يعلمون ولكن ما معنى قوله لا يعلمون ؟ أي لا يعلمون أن هذا هو الدين القيم أو لا يعلمون ما ينبغي لهم أن يكون عليه أو ماذا ؟ نقول الآية مطلقة فتشمل كل شيء ينافي هذا الدين فمن خرج عن هذا الدين فإنه لا يعلم أن الدين قيم وإن علم به ولم يتبعه صار علمه كالمعدوم كذلك لا يعلم حقيقة أمره وحاله وأنه يجب أن يدين لله عز وجل بما دان به خلقه كذلك لا يعلم ما يترتب على هذا من جزاء والثواب الجزيل لمن قام به وبالعقوبة والعذاب الأليم لمن خالفه فالمهم أن حذف المفعول ايش يقتضي ؟ يقتضي العموم وهذه قاعدة معروفة عند أهل العلم أن حذف المعمول يفيد العموم وله أمثلة كثيرة في القرآن وفي كلام العرب ومنه بل من أوضحه قوله تعالى (( ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فأغنى )) قوله (( فهدى )) تعالى للرسول صلى الله عليه وسلم ولمن تبعه (( ضالا فهدى )) الهداية له ولمن استن بسنته (( فأغنى )) الغنى له ولأمته ( وأحلت لي الغنائم ولم تحل أحد قبلي ) المهم أنه تخصيص المؤلف بقوله كفار مكة وجه له والصواب أن أكثر الناس من بني آدم من كفار مكة وغيره لا يعلمون نعم .
هل إذا كانت السورة مكية تكون دلالاتها خاصة بمكة ؟
الطالب :....
الشيخ : إذا قلنا بالعموم شمل كفار مكة فكان فيه .... وأما كون الصورة مكية فلا يدل على كل الخطابات التي فيها تشير إلى أهل مكة هي عامة .
الطالب :....
الشيخ : في الحديث ( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) وتقوى الله ما لا لبس فيه .
الطالب :....
الشيخ : أي نعم هم من بني آدم ولهذا الصحابة رضي الله عنهم لما حدثهم أن بعث النار تسعمائة وتسع وتسعين بالألف فزعوا وقالوا يا رسول الله أينا ذلك الواحد فقال لهم عليه والسلام ( أبشروا فإنكم في أمتين ما كانوا كثيرتين وهما يأجوج ومأجوج ) قال الله تعالى (( منيبين إليه واتقوه )) منيبين راجعين
الشيخ : إذا قلنا بالعموم شمل كفار مكة فكان فيه .... وأما كون الصورة مكية فلا يدل على كل الخطابات التي فيها تشير إلى أهل مكة هي عامة .
الطالب :....
الشيخ : في الحديث ( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) وتقوى الله ما لا لبس فيه .
الطالب :....
الشيخ : أي نعم هم من بني آدم ولهذا الصحابة رضي الله عنهم لما حدثهم أن بعث النار تسعمائة وتسع وتسعين بالألف فزعوا وقالوا يا رسول الله أينا ذلك الواحد فقال لهم عليه والسلام ( أبشروا فإنكم في أمتين ما كانوا كثيرتين وهما يأجوج ومأجوج ) قال الله تعالى (( منيبين إليه واتقوه )) منيبين راجعين
الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركآء في ما رزقناكم فأنتم فيه سوآء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الأيات لقوم يعقلون >>
قال (( ضرب لكم مثلا من ما ملكت أيمانكم .......)) إلى آخره من فوائد الآية الكريمة رحمه الله تعالى بخلقه بضرب الأمثال لهم ليصلوا إلى الكمال والهدى ومن فوائد الآية أيضا بلاغة القرآن في ضرب الأمثال وهو أسلوب من أساليب اللغة العربية في منتهى البلاغة ومن فوائد الآية الكريمة أن المناداة بجهل هؤلاء المشركين وعنادهم كيف ذلك ؟ لأنهم جعلوا لله شركاء من مملوكين وعنادهم لأنهم لأن الأمر واضح لهم ولهذا قال (( ضرب لكم مثلا من أنفسكم )) ومع هذا عاندوا وأصروا على الشرك حتى أنهم في تلبيتهم يقولون لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك شوف الجهل ومن فوائد الآية الكريمة أن العبيد لا يملكون ....
الطالب :....
الشيخ :نفي المشاركة وجه ذلك أنه إذا انتفت مشاركة أسيادهم في أموالهم فغيرهم من باب أولى وانفرادهم أيضا من باب أولى إذا كان لا يمكن المشاركة مع أتباعهم فالغير من باب أولى والذي لا يملك المشاركة لا يملك الإنفراد الطالب :....
الشيخ :ما فيه محل يملك المشاركة لكن الذي لا يملك المشاركة مع سيده وهو أقرب من غيره لا يملك طيب هذا مع أنه جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ( من دعا عبد وله مال فماله للذي باعاه ) قال فماله للذي باعاه ولا تظن أن هذا من باب التنافر حيث أضاف المال إليه من باب الإيداع ماله للذي باعاه كيف هذا ؟ يقول لأن الإضافة هنا ما هي للتمليك ولكنها للاختصاص كما تقول سرج الدابة وزمام الدابة وحجرة الدابة وما أشبه ذلك وما تملكها ومن فوائد الآية ما استدل به أهل الاشتراكية حيث قالوا إن الآية تدل على ثبوت الاشتراكية لقوله فأنتم فيه سواء وهو رد عليهم الرد عليهم معلوم لا يصح أن يستدل بالشيء الذي استدلوا على نفي الصفات بقوله (( ليس كمثله شيء )) ما فيها دليل يعني ما فيها دليل على ثبوت الاشتراكية خلافا لمن قال ذلك بل فيها دليل على نفي الاشتراكية لأن قوله (( فأنتم فيه سواء )) من مشمول النفي هل لكم يعني ما يمكن أن يكون هكذا أي نعم .... فالمملوك لا يمكن أن يكون شريكا ومن فوائد الآية الكريمة أن هذا القرآن مفصل للآيات لقوله (( كذلك نفصل الآيات )) ومن فوائدها أيضا أنه لا يدرك هذا التفصيل إلا أهل العقل الدليل (( لقوم يعقلون )) ومن فوائدها مدح العقل لأن به يدرك الإنسان فهذا التفصيل الذي يفصله الله عز وجل طيب ومن فوائد الآية الكريمة إثبات عظمة الله لقوله (( نفصل )) لأن نفصل أي نحكم وهذه لا تكون إلا للمعظم نفسه أو الذي معه غيره وكونه معه غيره ممتنع فيكون دالا على التعظيم ومن فوائد الآية الكريمة أيضا أن المعبود من دون الله ملك لله نعم لأن الله قال (( هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم )) ولا شك أن كل ما في السماوات والأرض فهو ملك لله ومن فوائد الآية الكريمة أيضا أن الرزق لا ينال بالكسب وإنما هو فضل من الله لكن له أسباب لا شك مثل غيره من الأمور كلقوله من شركاء فيما رزقناكم لكن هذا الرزق له أسباب شرعية وأسباب كونية فمثلا من الأسباب الشرعية انتقال المال بالإرث واستحقاق الفقير من الزكاة وما أشبه ذلك والأسباب الكونية أن الإنسان يسعى لحراثة الأرض والبيع والشراء وما أشبه هذا ثم قال تعالى (( فأقم وجهك للدين حنيفا )) .
الطالب :....
الشيخ : أي نعم من فوائد الآية الكريمة إثبات القياس وجه ذلك ضرب المثل نعم (( ضرب لكم مثلا من أنفسكم )) ومنها أيضا أن كون القياس دليلا هو من طريق العقل لقوله (( لقوم يعقلون )) ولأن إلحاق الفرع بالأصل وهو القياس يحتاج إلى علة جامعة تدرك بالعقل طيب إذا قال قائل إذا قلتم إن القياس طريق القياس هو العقل فكيف يصح أن يكون دليلا شرعيا ؟ فالجواب أن الشارع اعتبره وجعله دليلا شرعيا بدليل ضرب الأمثال وقوله (( لقد كان في قصصهم عبرة لأولوا الألباب ))
الطالب :....
الشيخ :نفي المشاركة وجه ذلك أنه إذا انتفت مشاركة أسيادهم في أموالهم فغيرهم من باب أولى وانفرادهم أيضا من باب أولى إذا كان لا يمكن المشاركة مع أتباعهم فالغير من باب أولى والذي لا يملك المشاركة لا يملك الإنفراد الطالب :....
الشيخ :ما فيه محل يملك المشاركة لكن الذي لا يملك المشاركة مع سيده وهو أقرب من غيره لا يملك طيب هذا مع أنه جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ( من دعا عبد وله مال فماله للذي باعاه ) قال فماله للذي باعاه ولا تظن أن هذا من باب التنافر حيث أضاف المال إليه من باب الإيداع ماله للذي باعاه كيف هذا ؟ يقول لأن الإضافة هنا ما هي للتمليك ولكنها للاختصاص كما تقول سرج الدابة وزمام الدابة وحجرة الدابة وما أشبه ذلك وما تملكها ومن فوائد الآية ما استدل به أهل الاشتراكية حيث قالوا إن الآية تدل على ثبوت الاشتراكية لقوله فأنتم فيه سواء وهو رد عليهم الرد عليهم معلوم لا يصح أن يستدل بالشيء الذي استدلوا على نفي الصفات بقوله (( ليس كمثله شيء )) ما فيها دليل يعني ما فيها دليل على ثبوت الاشتراكية خلافا لمن قال ذلك بل فيها دليل على نفي الاشتراكية لأن قوله (( فأنتم فيه سواء )) من مشمول النفي هل لكم يعني ما يمكن أن يكون هكذا أي نعم .... فالمملوك لا يمكن أن يكون شريكا ومن فوائد الآية الكريمة أن هذا القرآن مفصل للآيات لقوله (( كذلك نفصل الآيات )) ومن فوائدها أيضا أنه لا يدرك هذا التفصيل إلا أهل العقل الدليل (( لقوم يعقلون )) ومن فوائدها مدح العقل لأن به يدرك الإنسان فهذا التفصيل الذي يفصله الله عز وجل طيب ومن فوائد الآية الكريمة إثبات عظمة الله لقوله (( نفصل )) لأن نفصل أي نحكم وهذه لا تكون إلا للمعظم نفسه أو الذي معه غيره وكونه معه غيره ممتنع فيكون دالا على التعظيم ومن فوائد الآية الكريمة أيضا أن المعبود من دون الله ملك لله نعم لأن الله قال (( هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم )) ولا شك أن كل ما في السماوات والأرض فهو ملك لله ومن فوائد الآية الكريمة أيضا أن الرزق لا ينال بالكسب وإنما هو فضل من الله لكن له أسباب لا شك مثل غيره من الأمور كلقوله من شركاء فيما رزقناكم لكن هذا الرزق له أسباب شرعية وأسباب كونية فمثلا من الأسباب الشرعية انتقال المال بالإرث واستحقاق الفقير من الزكاة وما أشبه ذلك والأسباب الكونية أن الإنسان يسعى لحراثة الأرض والبيع والشراء وما أشبه هذا ثم قال تعالى (( فأقم وجهك للدين حنيفا )) .
الطالب :....
الشيخ : أي نعم من فوائد الآية الكريمة إثبات القياس وجه ذلك ضرب المثل نعم (( ضرب لكم مثلا من أنفسكم )) ومنها أيضا أن كون القياس دليلا هو من طريق العقل لقوله (( لقوم يعقلون )) ولأن إلحاق الفرع بالأصل وهو القياس يحتاج إلى علة جامعة تدرك بالعقل طيب إذا قال قائل إذا قلتم إن القياس طريق القياس هو العقل فكيف يصح أن يكون دليلا شرعيا ؟ فالجواب أن الشارع اعتبره وجعله دليلا شرعيا بدليل ضرب الأمثال وقوله (( لقد كان في قصصهم عبرة لأولوا الألباب ))
6 - الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركآء في ما رزقناكم فأنتم فيه سوآء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الأيات لقوم يعقلون >> أستمع حفظ
الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << بل اتبع الذين ظلموا أهوآءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله وما لهم من ناصرين >>
(( بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله وما لهم من ناصرين )) يستفاد من هذه الآية الكريمة أن المشركين وغيرهم من الذين ظلموا أنفسهم إنما اتبعوا أهواءهم أما العاقل ما يستعمله ولكن مجرد هوى ولو اتبعوا العقول ما خالفوا المنقول من فوائد الآية الكريمة جواز نفي الشيء الصفة عمن لا ينتفع بها لقوله (( بغير علم )) ومن فوائد الآية الكريمة أيضا أن الأمور كلها الهداية والضلال والصلاح والفساد كلها بيد الله لقوله (( فمن يهدي من أضل الله )) ومن فوائدها لفت انتباه الإنسان إلى سؤال الهداية من ربه دائما لقوله (( فمن يهدي من أضل )) إذا علمت منها أحد يهدي من أضل الله فإلى من تلجأ في طلب الهداية ؟ إلى الله عز وجل حتى نفسك لا تعتمد عليها اعتمد على الله عز وجل في الهداية واسأله دائما الثبات ولهذا يقول الله عز وجل (( يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل ..... )) هم آمنوا بالله ورسوله ولكن المراد اثبتوا على هذا الشيء اثبتوا عليه وحققوه وهذا كله لا ينال إلا بالله ومن فوائد الآية الكريمة أيضا أن هؤلاء الظالمين لا يجدون من ينصرهم من عذاب الله لقوله (( وما لهم من ناصرين )) ومن فوائد الآية الكريمة أيضا أن الله تعالى لا يضل أحدا إلا لظلمه إذ هو الذي بدأ وانحرف في إرادة سيئة فظلم فأضله الله لقوله (( بل ابتع الذين ظلموا أهوائهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله )) هذا مفرع على الذي قبله ولهذا أتى بالفاء فمن يهدي إشارة إلى أن إضلالهم إنما كان بسبب ظلمهم هم الذين ظلموا فأضلوا والعياذ بالله طيب إذا قال قائل (( وما لهم من ناصرين )) هل يشكل عليه ما وقع من نصر المشركين في أحد مثلا ؟ في أحد حصلت هزيمة للمسلمين ومعلوم أنه انتصار للكافرين لأن الهزيمة لخصم انتصار للخصم الآخر ولهذا قال أبو سفيان اعلوا هبل في ذلك اليوم فهل ينافي الآية الكريمة ؟
الطالب :.... بإرادة الله ينصرون لكن بدون إرادة الله إذا أراد الله خذلانهم خذلوا .
الشيخ : طيب وجه غير هذا .
الطالب : أن هذا تربية للمسلمين
الشيخ : يعني كأن نصرهم ليس لأجل أن ينتصروا ولكن لأجل ابتلاء الآخرين ولهذا كانت العاقبة للمؤمنين نعم بل قال الله عز وجل مشيرا إلى انتصارهم قال (( ليقطع طرفا من الذين كفروا )) قال أهل العلم إن انتصارا هذا يؤدي إلى أن يتشجعوا على محاربة الرسول علي الصلاة والسلام حتى تكون نهايتهم أن يقطع طرف منهم طيب على كل حال نقول ليس هذا الظهور على المسلمين نصر لهؤلاء ولكن من أجل الإستدراج بالنسبة لهم والامتحان والابتلاء بالنسبة للمسلمين لمخالفتهم لقوله (( حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم )) يعني حصل ما تكرهون بعد ما أراكم ما تحبون حصل ما تكرهون ثم قال الله تعالى (( فأقم وجهك للدين حنفيا )).
الطالب :هل فيه حث على طلب العلم والعمل به
الشيخ : لا فيه فائدة فيه فائدة حتى على طلب العلم والعمل به لقوله (( بغير علم )) وهل فيه دليل على ما ذهبت إليه الجبرية لقوله (( فمن يهدي من أضل الله )) قلنا قبل قليل أنه ليس فيه دليل لأن إضلال الله لهم كان بسببهم فيكون هم السبب بدليل أنه قال (( بل اتبع الذين ظلموا أهوائهم )) فكانوا هم الظالمين أولا فأضلوا والعياذ بالله ومن فوائد الآية الكريمة الرد على القدرية ولا لا ؟ منين ؟
الطالب :(( فمن يهدي من أضل الله ))
الشيخ : (( فمن يهدي من أضل الله )) فوصف الله تعال الإضلال إليه والذي يضل هو هؤلاء الذين حقت عليهم الضال فدل هذا على أن فعل العبد في تقدير الله وخلق الله فإذا قال قائل هذا مشكل أن تقولوا إنه بخلق الله وبفعل الإنسان وهل يمكن أن يكون الشيء الواحد مفعولا لفاعلين ؟
الطالب :....
الشيخ : الشيء الواحد لا يمكن أن يكون مفعولا لفاعلين إلا إذا اختلفت الجهة وإلا فأنا إذا قلت لا يمكن أن يكن قيامي قيام لشخص آخر وأن يكون فعلي فعل لفعل آخر هذا مستحيل لكن إذا اختلفت الجهة صح ذلك فنقول إن فعل العبد بالنسبة للعبد فعل مباشر له.
الطالب :.... بإرادة الله ينصرون لكن بدون إرادة الله إذا أراد الله خذلانهم خذلوا .
الشيخ : طيب وجه غير هذا .
الطالب : أن هذا تربية للمسلمين
الشيخ : يعني كأن نصرهم ليس لأجل أن ينتصروا ولكن لأجل ابتلاء الآخرين ولهذا كانت العاقبة للمؤمنين نعم بل قال الله عز وجل مشيرا إلى انتصارهم قال (( ليقطع طرفا من الذين كفروا )) قال أهل العلم إن انتصارا هذا يؤدي إلى أن يتشجعوا على محاربة الرسول علي الصلاة والسلام حتى تكون نهايتهم أن يقطع طرف منهم طيب على كل حال نقول ليس هذا الظهور على المسلمين نصر لهؤلاء ولكن من أجل الإستدراج بالنسبة لهم والامتحان والابتلاء بالنسبة للمسلمين لمخالفتهم لقوله (( حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم )) يعني حصل ما تكرهون بعد ما أراكم ما تحبون حصل ما تكرهون ثم قال الله تعالى (( فأقم وجهك للدين حنفيا )).
الطالب :هل فيه حث على طلب العلم والعمل به
الشيخ : لا فيه فائدة فيه فائدة حتى على طلب العلم والعمل به لقوله (( بغير علم )) وهل فيه دليل على ما ذهبت إليه الجبرية لقوله (( فمن يهدي من أضل الله )) قلنا قبل قليل أنه ليس فيه دليل لأن إضلال الله لهم كان بسببهم فيكون هم السبب بدليل أنه قال (( بل اتبع الذين ظلموا أهوائهم )) فكانوا هم الظالمين أولا فأضلوا والعياذ بالله ومن فوائد الآية الكريمة الرد على القدرية ولا لا ؟ منين ؟
الطالب :(( فمن يهدي من أضل الله ))
الشيخ : (( فمن يهدي من أضل الله )) فوصف الله تعال الإضلال إليه والذي يضل هو هؤلاء الذين حقت عليهم الضال فدل هذا على أن فعل العبد في تقدير الله وخلق الله فإذا قال قائل هذا مشكل أن تقولوا إنه بخلق الله وبفعل الإنسان وهل يمكن أن يكون الشيء الواحد مفعولا لفاعلين ؟
الطالب :....
الشيخ : الشيء الواحد لا يمكن أن يكون مفعولا لفاعلين إلا إذا اختلفت الجهة وإلا فأنا إذا قلت لا يمكن أن يكن قيامي قيام لشخص آخر وأن يكون فعلي فعل لفعل آخر هذا مستحيل لكن إذا اختلفت الجهة صح ذلك فنقول إن فعل العبد بالنسبة للعبد فعل مباشر له.
اضيفت في - 2007-08-13