تفسير سورة الروم-06b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
قال الله تعالى : << فأقم وجهك للدين حنيفًا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون >>
لكني مرة أردت القيام ولكني عاجز ما أقدر أقوم أيضا ما يحصل القيام الأول لانتقاء الإرادة والثاني لانتفاء القدرة فمن الذي خلق هذه الإرادة والقدرة ؟ الله عز وجل هو الذي خلق هذه الإرادة والقدرة فصار نسبته إلى الله واضحة نسبة السبب إلى مسببه أما المباشر فهو الإنسان نفسه وبهذا نرد على القدرية الذين قالوا ما يمكن أن يكون الفعل الواحد مفعولا لفاعلين نقول هذا حق ولكنه يصح أن يكون مفعولا لفاعلين باعتبارين لاختلاف الجهة وهذا هو الذي عليه أهل السنة والجماعة أن فعل الإنسان ينسب إليه حقيقة وسبق لنا أن الأشاعرة قالوا قولا غير معقول في هذا الباب ويش قالوا ؟ إنه لا ينسب للإنسان حقيقة كسب له لكن ليس له حقيقة حتى أنهم يقولون إذا قمت فإن القيام ما حصل بك لكن حصل عندك ويقولون أن الإنسان إذا أخذ السكين وذبح الشاة ما ماتت بذبحه ولكن عند ذبحه ويقولون أيضا إذا أخذت الحجر ورميت الزجاجة وانكسرت ما انكسرت بالحجر انكسرت عند الحجر لأنهم يقولون لو أنك أثبتت بأن هذه الأشياء تحصل بهذه الأشياء أثبتت خالقين يعني هذا الكسر من الحجر الذي ضرب الزجاجة معناه أنك أثبتت خالقا وهو هذا الحجر الذي خلق الكسر هذا ما هو معقول ولذلك يقولون إن هذا عند الأشاعرة هذا من الأمور التي لا تعقل ولا حقيقة لها وكل إنسان يعرف أن المسبب يحصل بالسبب مباشرة لكن من الذي جعل هذا السبب مؤثر في المسبب ؟ الله عزز وجل الله هو الذي جعل هذا وهو الذي جعل النار محرقة يقول إذا أدخلت الورقة في النار واحترقت ما احترقت بالنار لكن عند النار نعم أما المحرق فهو الله هذا لا يفهمه أحد ولا شك كلام ما هو معقول أي نعم
1 - قال الله تعالى : << فأقم وجهك للدين حنيفًا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون >> أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : << فأقم وجهك للدين حنيفًا فطرة الله التي فطر الناس عليها .............>>
طيب (( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها )) يستفاد من هذا الحديث وجوب الإخلاص لله عز وجل لقوله (( فأقم وجهك للدين )) ويستفاد منها أن الإخلاص لا يتم إلا بقلب وإيجاب وهو مضمون قول الإنسان لا إله إلا الله فإن هذه الجملة العظيمة مشتملة على النفي والإثبات ولا إخلاص إلا بنفي وإثبات هذه الآية فيها نفي وإثبات ؟ أقم وجهك إثبات حنيفا نفي لأن معناه مائلا إذن ففي هذه الآية وجوب الإخلاص وفيها أن الإخلاص لا يتم إلا بالسلب والإيجاب يعني النفي والإثبات .
الطالب :حنيفا لا يؤخذ منها النفى والإثبات
الشيخ : لا ، لا هو ممكن يؤخذ بطريق اللزوم لكن ما لها داعي عند أقم وجهك ومن فوائد الآية الكريمة أن الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم خطاب له ولأمته من أين يؤخذ ؟
الطالب :.....
الشيخ :(( منيبين إليه )) ومن فوائد الآية الكريمة أن الإخلاص هو الفطرة من أين نأخذ ؟ قوله (( فطرة الله التي فطر الناس )) عليها فتكون الآية هذه شاهدة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( كل مولود يولد على الفطرة ) ومن فوائد الآية الكريمة إثبات الخلق لله أنه الخالق وحده لقوله (( فطرة الله )) طيب ومن فوائد الآية الكريمة أن ما يقدره الله عز وجل فلا يمكن أن يغير لقوله (( لا تبديل لخلق الله )) على أحد المعنيين أما ما ذهب إليه المؤلف فيستفاد منه النهي عن الشرك طيب هل يمكن أن نقول الآية تدل على المعنيين جميعا ؟ أنها صالحة للمعنيين جميعا لأنها صالحة أن تكون للنفي وأن تكون خبرية أو أن تكون للطلب فتكون إنشائية هو
الطالب :الإنشاء هو الخبر
الشيخ :في الحقيقة أن الإنشاء والخبر متعارضان لكن لو جعلنا كل واحد على انفراد بمعنى لا ندري هل أراد الله هذا أو أراد هذا وما دامت الآية صالحة لهذا ولهذا فإننا تقول هى للمعنيين جميعا يعني أنه لا أحد يستطيع أن يغير ما خلق الله ولا يجوز لنا أن نغير هذه الفطرة التي خلقنا عليها من الإخلاص إلى الشرك ومن فوائد الآية الكريمة أن أقوم الأديان ما بني على الإخلاص منين ؟ (( ذلك الدين )) القيم المشار إليه هو ما سبق من الفترة التي فطر الله الناس عليها وما أمر الله بها فأقم وجهك للدين حنيفا فالدين القيم هو الذي أقام الإنسان وجهه لله حنيفا وهي الفطرة التي فطر الناس عليها ومن فوائد الآية الكريمة أن الدين أن هذا الدين اجتمع فيه الشرع والفطرة الشرع لأنه أمر به والفطرة لأن الناس خلقوا عليه وجبلوا عليه ولولا ما يحصل من الموانع والعوارض في بني آدم لكان الناس كلهم جبلوا على الفترة كما جاء في الحديث ( أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) ومن فوائد الآية الكريمة أن أكثر الناس في هذا الباب على جهل وضلال لقوله (( ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) فهم بين أمرين إما عالم مستكبر فعلمه لم ينفعه وإما جاهل فالعامة المتبعون لرؤساء الكفر والضلال نصفهم بماذا ؟ بالجهل وعدم العلم والزعماء منهم العارفون الموصوفون بالجهل لعدم انتفاعهم بما علموا لكنهم في الحقيقة يستحقون وصفا أعظم فهم جاهلون مستكبرون ويسمى المخالفة عن علم يسمونه الجهل مركب وجهل بسيط لأن هؤلاء والعياذ بالله .... هؤلاء يعلمون أنهم على ضلال قال الله تعالى (( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم )) وقال موسى لفرعون (( لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض )) ولم يقل فرعون أنني ما علمت سكوته إقرار لكن عندهم والعياذ بالله العناد .
الطالب :حنيفا لا يؤخذ منها النفى والإثبات
الشيخ : لا ، لا هو ممكن يؤخذ بطريق اللزوم لكن ما لها داعي عند أقم وجهك ومن فوائد الآية الكريمة أن الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم خطاب له ولأمته من أين يؤخذ ؟
الطالب :.....
الشيخ :(( منيبين إليه )) ومن فوائد الآية الكريمة أن الإخلاص هو الفطرة من أين نأخذ ؟ قوله (( فطرة الله التي فطر الناس )) عليها فتكون الآية هذه شاهدة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( كل مولود يولد على الفطرة ) ومن فوائد الآية الكريمة إثبات الخلق لله أنه الخالق وحده لقوله (( فطرة الله )) طيب ومن فوائد الآية الكريمة أن ما يقدره الله عز وجل فلا يمكن أن يغير لقوله (( لا تبديل لخلق الله )) على أحد المعنيين أما ما ذهب إليه المؤلف فيستفاد منه النهي عن الشرك طيب هل يمكن أن نقول الآية تدل على المعنيين جميعا ؟ أنها صالحة للمعنيين جميعا لأنها صالحة أن تكون للنفي وأن تكون خبرية أو أن تكون للطلب فتكون إنشائية هو
الطالب :الإنشاء هو الخبر
الشيخ :في الحقيقة أن الإنشاء والخبر متعارضان لكن لو جعلنا كل واحد على انفراد بمعنى لا ندري هل أراد الله هذا أو أراد هذا وما دامت الآية صالحة لهذا ولهذا فإننا تقول هى للمعنيين جميعا يعني أنه لا أحد يستطيع أن يغير ما خلق الله ولا يجوز لنا أن نغير هذه الفطرة التي خلقنا عليها من الإخلاص إلى الشرك ومن فوائد الآية الكريمة أن أقوم الأديان ما بني على الإخلاص منين ؟ (( ذلك الدين )) القيم المشار إليه هو ما سبق من الفترة التي فطر الله الناس عليها وما أمر الله بها فأقم وجهك للدين حنيفا فالدين القيم هو الذي أقام الإنسان وجهه لله حنيفا وهي الفطرة التي فطر الناس عليها ومن فوائد الآية الكريمة أن الدين أن هذا الدين اجتمع فيه الشرع والفطرة الشرع لأنه أمر به والفطرة لأن الناس خلقوا عليه وجبلوا عليه ولولا ما يحصل من الموانع والعوارض في بني آدم لكان الناس كلهم جبلوا على الفترة كما جاء في الحديث ( أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) ومن فوائد الآية الكريمة أن أكثر الناس في هذا الباب على جهل وضلال لقوله (( ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) فهم بين أمرين إما عالم مستكبر فعلمه لم ينفعه وإما جاهل فالعامة المتبعون لرؤساء الكفر والضلال نصفهم بماذا ؟ بالجهل وعدم العلم والزعماء منهم العارفون الموصوفون بالجهل لعدم انتفاعهم بما علموا لكنهم في الحقيقة يستحقون وصفا أعظم فهم جاهلون مستكبرون ويسمى المخالفة عن علم يسمونه الجهل مركب وجهل بسيط لأن هؤلاء والعياذ بالله .... هؤلاء يعلمون أنهم على ضلال قال الله تعالى (( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم )) وقال موسى لفرعون (( لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض )) ولم يقل فرعون أنني ما علمت سكوته إقرار لكن عندهم والعياذ بالله العناد .
2 - فوائد قوله تعالى : << فأقم وجهك للدين حنيفًا فطرة الله التي فطر الناس عليها .............>> أستمع حفظ
قال الله تعالى : << منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين >>
الطالب :.....
الشيخ :قال المؤلف منيبين راجعين من أناب ينيب إذا رجع وقوله إليه يعني إلى الله تعالى فيما أمر به ونهى عنه يعني الرجوع من معصية الله إلى طاعته وقبل ذلك من الشرك إلى التوحيد هذا معنى الإنابة وقد أثنى الله سبحانه وتعالى على المنيبين عليه كما في قوله تعالى (( واستغفر ربه وخر راكعا وأناب )) فالإنابة من أفضل الأحوال للعابدين لأن المنيب إلى الله سبحانه وتعالى دائما يذكر الله في قلبه لأنه يعلم أنه انتقل من معصيته إلى طاعته ومن الإشراك به إلى توحيده حتى يعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإن الله يراه يقول المؤلف حال من فاعل أقم وما أريد بها يعني أقيموا حال من فاعل أقم أين أقم فأقم وجهك للدين وما أريد به لأنه ظرف الأول المؤلف ومن تبعه ولا لا ؟ أول الكلام يقول فأقم وجهك أنت ومن اتبعك فيكو هذه حال تكون منيبين حالا من الفاعل وما تبعه وهذا مبني على أن الخطاب في قوله (( أقم )) للرسول صلى الله عليه وسلم شخصيا أما إذا قلنا أن المراد أن الخطاب للأمة المراد بها زعيمها فلا حاجة إلى هذا التخصيص نقول منيبين حال من فاعل أقم ولا مانع من أن يكون جمعا لأن المراد بالمفرد الأول في آية الجمع ثم قال تعالى (( واتقوه وأقيموا الصلاة )) واتقوه خافوه وأقيموا الصلاة التقوى تقدم أنها تقدمت بنا مرارا أنها مأخوذة من الوقاية وأن التقوى وأقوى وأن المراد بالتقوى هي اتخاذه وقاية من عذاب الله بالرجوع إلى أوامره واجتناب نواهيه وأن جميع التفاصيل التي تذكر فيه التقوى كلها ترجع إلى هذا المعنى الراجع لها وهي اتخاذ وقاية من عذاب الله سبحانه وتعالى بفعل أوامره واجتناب نواهيه نعم فمن كان يعبد الله بفعل الأوامر لكنه يفعل النواهي ..... عنده تقوى من وجه دون وجه واعلم أن التقوى عندا الإطلاق تشمل الدين كله كما يقتضيه هذا التقسيم فإن قرنت بالبر لقوله (( وتعاونوا على البر والتقوى )) كان المراد بها ترك المحذورات وصار المراد بالبر فعل المأمورات نعم وهذا اللفظ له نظير كثير في اللغة العربية يكون اللفظ له معنى عند الإنفراد ومعنى عند الاجتماع والذي يعين ذلك هو سياق الكلام وقوله (( وأقيموا الصلاة )) أقيموا الصلاة ايتوا بها قويمة وليس المراد بإقامتها لفظ قد قامت الصلاة أن تأتوا بها قويمة وإقامتها على نوعين إقامة واجبة لا بد لصحة الصلاة منها وذلك الإتيان بالشروط والأركان والواجبات وإقامة مكملة وهي إضافة المستحبات إلى ما ذكر فإنها من مكملات الصلاة ومن إقامتها المكملة أن يأتي الإنسان بالنوافل لأن النوافل تكمل بها الفرائض يوم القيامة وقوله (( وأقيموا الصلاة )) عطف على قوله واتقوه من باب عطف الخاص على العام وسبق لنا أن عطف الخاص على العام يقتضي زيادة الاعتناء به فهو دليل على أهمية الصلاة نعم (( ولا تكونوا من المشركين )) الخطاب هنا يعود على الفاعل في منيبين حال كونكم منيبين غير مشركين أيضا في إنابتكم وقوله (( ولا تكونوا من المشركين )) الذين يشركون بالله وهو شامل للشرك الأصغر والشرك الأكبر ولهذا ينهى الإنسان أن يفعل الشرك أيا كان نوعه نعم قال شيخ الإسلام رحمه الله " إن الشرك لا يغفره الله ولو كان أصغر والكبائر تحت المشيئة " واستدل لذلك بقوله تعالى (( إن الله لا يغفر أن يشرك به )) ووجه الدلالة من الآية أن قوله أن يشرك به مؤول بمصدر يكون المعنى إن الله لا يغفر إشراكا به فهو إذن نكرة في سياق النفي فيشمل جميع أنواع الشرك ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه " لئن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا " لأن سيئة الشرك أعظم من سيئة الكذب واضح طيب قوله (( ولا تكونوا من المشركين )) أي نعم صحيح هذا ظاهر الآية .
الطالب :.....
الشيخ : ما قيد هو على كل حال الشرك الأصغر لا يخلد صاحبه في النار ولكن يعذب به وما قلنا أنه يخلد المعنى أنه لا بد أن يعذب به قوله (( ولا تكونوا من المشركين )) إذا قلنا أن هذا خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم والشرك في حقه ممتنع قلنا لا يمتنع أن نخاطب شخصا بإثبات ما هو عليه أو بنفي ما هو ممتنع عنه فيكون المعنى الثبوت على ما ذكر فاهمين هذا طيب يقول الله عز وجل للمؤمنين (( يا أيها الذين آمنوا ،آمنوا بالله ورسوله )) وهم مؤمنون المعنى اثبتوا كذلك إذا قلت لشخص لا تشرك وهو لا يشرك المعنى اثبت على نفي الشرك نعم (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم )) من الذين بدل بإعادة الجار بدل من المشركين من الذين وأفادنا المؤلف رحمه الله أن البدل على نوعين تارة يكون بإعادة العامل وتارة يكون بعدم الإعادة فإذا قلت مررت بزيد أخيه فهذا بإعانة العامل ؟ مررت بزيد بأخيه هذا بإعادة العامل هنا من المشركين الذين هذا بدل بإعادة العامل الذي هو حرف الجر
الشيخ :قال المؤلف منيبين راجعين من أناب ينيب إذا رجع وقوله إليه يعني إلى الله تعالى فيما أمر به ونهى عنه يعني الرجوع من معصية الله إلى طاعته وقبل ذلك من الشرك إلى التوحيد هذا معنى الإنابة وقد أثنى الله سبحانه وتعالى على المنيبين عليه كما في قوله تعالى (( واستغفر ربه وخر راكعا وأناب )) فالإنابة من أفضل الأحوال للعابدين لأن المنيب إلى الله سبحانه وتعالى دائما يذكر الله في قلبه لأنه يعلم أنه انتقل من معصيته إلى طاعته ومن الإشراك به إلى توحيده حتى يعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإن الله يراه يقول المؤلف حال من فاعل أقم وما أريد بها يعني أقيموا حال من فاعل أقم أين أقم فأقم وجهك للدين وما أريد به لأنه ظرف الأول المؤلف ومن تبعه ولا لا ؟ أول الكلام يقول فأقم وجهك أنت ومن اتبعك فيكو هذه حال تكون منيبين حالا من الفاعل وما تبعه وهذا مبني على أن الخطاب في قوله (( أقم )) للرسول صلى الله عليه وسلم شخصيا أما إذا قلنا أن المراد أن الخطاب للأمة المراد بها زعيمها فلا حاجة إلى هذا التخصيص نقول منيبين حال من فاعل أقم ولا مانع من أن يكون جمعا لأن المراد بالمفرد الأول في آية الجمع ثم قال تعالى (( واتقوه وأقيموا الصلاة )) واتقوه خافوه وأقيموا الصلاة التقوى تقدم أنها تقدمت بنا مرارا أنها مأخوذة من الوقاية وأن التقوى وأقوى وأن المراد بالتقوى هي اتخاذه وقاية من عذاب الله بالرجوع إلى أوامره واجتناب نواهيه وأن جميع التفاصيل التي تذكر فيه التقوى كلها ترجع إلى هذا المعنى الراجع لها وهي اتخاذ وقاية من عذاب الله سبحانه وتعالى بفعل أوامره واجتناب نواهيه نعم فمن كان يعبد الله بفعل الأوامر لكنه يفعل النواهي ..... عنده تقوى من وجه دون وجه واعلم أن التقوى عندا الإطلاق تشمل الدين كله كما يقتضيه هذا التقسيم فإن قرنت بالبر لقوله (( وتعاونوا على البر والتقوى )) كان المراد بها ترك المحذورات وصار المراد بالبر فعل المأمورات نعم وهذا اللفظ له نظير كثير في اللغة العربية يكون اللفظ له معنى عند الإنفراد ومعنى عند الاجتماع والذي يعين ذلك هو سياق الكلام وقوله (( وأقيموا الصلاة )) أقيموا الصلاة ايتوا بها قويمة وليس المراد بإقامتها لفظ قد قامت الصلاة أن تأتوا بها قويمة وإقامتها على نوعين إقامة واجبة لا بد لصحة الصلاة منها وذلك الإتيان بالشروط والأركان والواجبات وإقامة مكملة وهي إضافة المستحبات إلى ما ذكر فإنها من مكملات الصلاة ومن إقامتها المكملة أن يأتي الإنسان بالنوافل لأن النوافل تكمل بها الفرائض يوم القيامة وقوله (( وأقيموا الصلاة )) عطف على قوله واتقوه من باب عطف الخاص على العام وسبق لنا أن عطف الخاص على العام يقتضي زيادة الاعتناء به فهو دليل على أهمية الصلاة نعم (( ولا تكونوا من المشركين )) الخطاب هنا يعود على الفاعل في منيبين حال كونكم منيبين غير مشركين أيضا في إنابتكم وقوله (( ولا تكونوا من المشركين )) الذين يشركون بالله وهو شامل للشرك الأصغر والشرك الأكبر ولهذا ينهى الإنسان أن يفعل الشرك أيا كان نوعه نعم قال شيخ الإسلام رحمه الله " إن الشرك لا يغفره الله ولو كان أصغر والكبائر تحت المشيئة " واستدل لذلك بقوله تعالى (( إن الله لا يغفر أن يشرك به )) ووجه الدلالة من الآية أن قوله أن يشرك به مؤول بمصدر يكون المعنى إن الله لا يغفر إشراكا به فهو إذن نكرة في سياق النفي فيشمل جميع أنواع الشرك ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه " لئن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا " لأن سيئة الشرك أعظم من سيئة الكذب واضح طيب قوله (( ولا تكونوا من المشركين )) أي نعم صحيح هذا ظاهر الآية .
الطالب :.....
الشيخ : ما قيد هو على كل حال الشرك الأصغر لا يخلد صاحبه في النار ولكن يعذب به وما قلنا أنه يخلد المعنى أنه لا بد أن يعذب به قوله (( ولا تكونوا من المشركين )) إذا قلنا أن هذا خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم والشرك في حقه ممتنع قلنا لا يمتنع أن نخاطب شخصا بإثبات ما هو عليه أو بنفي ما هو ممتنع عنه فيكون المعنى الثبوت على ما ذكر فاهمين هذا طيب يقول الله عز وجل للمؤمنين (( يا أيها الذين آمنوا ،آمنوا بالله ورسوله )) وهم مؤمنون المعنى اثبتوا كذلك إذا قلت لشخص لا تشرك وهو لا يشرك المعنى اثبت على نفي الشرك نعم (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم )) من الذين بدل بإعادة الجار بدل من المشركين من الذين وأفادنا المؤلف رحمه الله أن البدل على نوعين تارة يكون بإعادة العامل وتارة يكون بعدم الإعادة فإذا قلت مررت بزيد أخيه فهذا بإعانة العامل ؟ مررت بزيد بأخيه هذا بإعادة العامل هنا من المشركين الذين هذا بدل بإعادة العامل الذي هو حرف الجر
قال الله تعالى : << من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا كل حزبٍ بما لديهم فرحون >>
من الذين فرقوا دينهم باختلافهم فيما يعبدونه وكانوا شيعا فرقا في ذلك كل حزب منهم بما لديهم عندهم فرحون مسرورون من الذين فرقوا دينهم هذا وصف لهؤلاء المشركين وصف مذموم نعم فرقوا دينهم حيث كان لكل واحد منهم ملة ونحلة نعم فهؤلاء يعبدون حجرا وأولئك يعبدون شمسا والآخرون يعبدون قمرا والرابع يعبد شجرا وهكذا ثم إن لهم نحلا مختلفة بما يسلكونه في منهاج عبادتهم فهم فرقوا دينهم وفي قوله (( من الذين فرقوا دينهم )) أي شتتوه ووزعوه دليل على أنه لا ينبغي للأمة الإسلامية أن تفرق دينها نعم اليهود والنصارى فرقوا دينهم على كم افترقوا ؟ اليهود على إحدى وسبعين والنصارى على اثنتين وسبعين والمشركون الجاهليون حدث ولا حرج افتراق نعم فهؤلاء فرقوا دينهم ودينهم ما يدينون به سواء كانوا يدينون لمخلوق أو لخالق على زعمهم لأن المشركين يقولون في آلهتهم (( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )) هنالك أناس آخرون يعبدون ما يعبدون من الآلهة لا لتقربهم إلى الله ولكن لاعتقادهم أنهم هم الآلة وأنه لا إله إلا المعبود عنده
الطالب :طيب طوائف المسلمين يا شيخ
الشيخ :طوائف المسلمين اتجينا في الفوائد انشاء الله وقوله (( وكانوا شيعا )) شيعا يعني فرقا وأصل التشيع أو الشيعة أصلها الإنتصار للشيء فيقال شيعة فلان أي أنصاره فهم شيع كل طائفة منهم تنصر ما هي عليه وتؤيده يعني أنهم لم يقتصروا على أن تفرقوا فقط بل كل واحدة تدعوا إلى ما هي عليه ومعلوم أن من يدعوا إلى ما هو عليه لا بد أن يحذر مما يخالفه أليس كذلك؟ إذ لا يتم الانتصار إلا بهذا كل حزب منهم حزب بمعنى طائفة وسميت الطائفة المتفقة على رأي أو هدف أو دين سميت حزبا لأن كل واحد منها يحزب الآخر أي يقويه نعم وقوله (( بما لديهم )) بالذي لديهم ولديهم بمعنى عندهم بما لديهم ، لديهم هو صلة الموصول أو متعلقها بصلة الموصول ؟ متعلقها هو صلة الموصول لأن لدى ظرف نعم وبني على السكون هنا لإضافته إلى الهاء لأن الأصل مضموم على فتح مقدر على آخره جلست لدى زيد أي عنده لكن هنا أضيف إلى الهاء مثل إلى إذا أضيفت إلى الهاء يقال فيها إليه وعلى عليه نعم .
الطالب :طيب طوائف المسلمين يا شيخ
الشيخ :طوائف المسلمين اتجينا في الفوائد انشاء الله وقوله (( وكانوا شيعا )) شيعا يعني فرقا وأصل التشيع أو الشيعة أصلها الإنتصار للشيء فيقال شيعة فلان أي أنصاره فهم شيع كل طائفة منهم تنصر ما هي عليه وتؤيده يعني أنهم لم يقتصروا على أن تفرقوا فقط بل كل واحدة تدعوا إلى ما هي عليه ومعلوم أن من يدعوا إلى ما هو عليه لا بد أن يحذر مما يخالفه أليس كذلك؟ إذ لا يتم الانتصار إلا بهذا كل حزب منهم حزب بمعنى طائفة وسميت الطائفة المتفقة على رأي أو هدف أو دين سميت حزبا لأن كل واحد منها يحزب الآخر أي يقويه نعم وقوله (( بما لديهم )) بالذي لديهم ولديهم بمعنى عندهم بما لديهم ، لديهم هو صلة الموصول أو متعلقها بصلة الموصول ؟ متعلقها هو صلة الموصول لأن لدى ظرف نعم وبني على السكون هنا لإضافته إلى الهاء لأن الأصل مضموم على فتح مقدر على آخره جلست لدى زيد أي عنده لكن هنا أضيف إلى الهاء مثل إلى إذا أضيفت إلى الهاء يقال فيها إليه وعلى عليه نعم .
سؤال
الطالب :....
الشيخ : لا نقول أنه متعلق هذا
الشيخ : لا نقول أنه متعلق هذا
تتمة فوائد الآية
طيب الصلة تقدمنا أن متعلق الظرف الجار والمجرور يقدر فعلا بخلاف خبر المبتدأ فإن يقدر اسما فإذا قلت زيد عندك فالمعنى التقدير كائن أو مستقر وإذا قلت أكرمت الذي عندك أقول الذي استقر عندك والفرق بينها أن الأصل في خبر المبتدأ أن يكون مفردا يعني لا جملة هذا الأصل وأما صلة الموصول فالأصل أن تكون جملة انتبه لهذا على أنه يجوز أن تقدر مستقر في صلة الموصول لكن إذا قدرت المستقر في صلة الموصول فإن يجب أن تقدر مبتدأ أن تكون جملة التقدير مثلا الذي هو مستقر ومن أجل هذا قلنا أن الأولى أن يقدر في الأصل فعلا حتى لا يحتاج إلى تقدير مبتدأ نعم طيب بما لديهم فرحون طيب فرحون هنا هذه خبر كل وقوله هنا مسرورون لكن هذا الفرح إنما قال الله عز وجل وصفهم به بأنه من فرح بشيء لازمه ولكنه فرح مذموم لأنه فرح بباطل والفرح بالباطل لا شك أنه باطل لكن لو فرحوا بما عندهم من الحق نعم لكان فرحا مسرورا لقوله تعالى (( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون )) فالفرح لا يذم من حيث هو الفرح ولكن يذم من حيث متعلقه فإن كان فرح بباطل فهو مذموم وإن كان فرح بحق فهو محمود أما الأشر والبطر الذي ينتج عن الفرح فهذا مذموم بكل حال حتى لو كان فرح الإنسان بحق وعداه ذلك الفرح إلى الأشر والبطر مثل أن يفرح بما أعطاه الله من المال والبنين ولكنه والعياذ بالله يتخذ من هذا وسيلة إلى العلو والاستكبار فإن ذلك فرح مذموم لنتيجته لا لذاته وقوله (( كل حزب بما لديهم فرحون )) إذا طبقناه الآن على الأحزاب الموجودة لأن كل حزب فرح بما هو عليه مستمسك به مدافع عنه موهن لغيره وجدنا الآية تنطبق تماما على ما يوجد الآن من الأحزاب ولاسيما في الأمة العربية الأمة العربية الآن متحزبة كل حزب فرح بما عنده لكن الأمة الإسلامية لا تتحزب لماذا ؟ لأنها حزب واحد وهو الإسلام حتى لو اختلفت آرائه هذا شافعي وهذا مالكي وهذا حنفي وهذا حنبلي وهذا ظاهري وما أشبه ذلك فإنها في الحقيقة متفقة لأن كل واحد من هذه الأحزاب لا يضلل الأخرى بل إنه يمدح إذا خالفه بمقتضى الدليل عنده الإنسان العاقل المؤمن حقا هو الذي إذا خالفه غيره بمقتض الدليل عنده ما يكرهه بل يحمده على هذه المخالفة لماذا؟ لأنه ما خالفني لأني فلان خالفني لأنه يعتقد أن الحق معه وهذا هو الواجب عليه الواجب على كل مؤمن أن يتبع الحق إذا اتبين له ولو خالف غيره فإذا الطريق واحد ولا مختلف ؟ الطريق واحد ولو اختلفوا في المنهاج لأننا كلنا نحكم الكتاب والسنة وكلنا نعتقد أن هذا هو الحق فلماذا أكرهه لأنه خالفني والله عز وجل يقول (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) نعم من تبين له الحق وأصر وعاند وعلمنا أنه مجادل بالباطل فهذا ينزل منزلته وهذا هو الميزان في قولهم "لا إنكار في مسائل الاجتهاد " فإن هذه العبارة اشتهرت على الألسن ولكنها ما هي على إطلاقها لأن مسائل الاجتهاد نوعان أحدهما ما يحتمله الاجتهاد فهذه لا إنكار فيها لأن كل إنسان إذا اجتهد إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر ولا يمكن أن نزن الناس بميزان واحد لأن فهم النصوص أو لأن العلم بالأحكام الشرعية يتفاوت بحسب الإيمان وحسب العلم وحسب الفهم العلم بالأحكام الشرعية يتفاوت بهذه الثلاثة فمن الناس من يكون معه إيمان صاف حتى يرى الحق على ما هو عليه ويفتح له باب الهداية ومن الناس من يكون في إيمانه ضعف فيحجب عنه من الهداية بقدر ما نقص من إيمانه الإيمان له أثر كبير حتى في العلم وأظننا نذكر ما قاله الشافعي لوكيع " شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي وقال اعلم بأن العلم نور ونور الله لا يؤتاه عاصي " والله عز وجل يقول (( يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا )) ولا فرقان إلا بعلم الناس يختلفون في هذا اختلافا عظيما بحسب ما معهم من الإيمان والتقوى كذلك أيضا يختلف الناس في العلم ولا لا ؟ إنسان مثلا يعرف كتب السنة البخاري ومسلم وغيرها من كتب السنة وإنسان ما يعرف شيء إن كان جيدا يعرف البخاري أيهم أعلم ؟ الأول أعلم والثالث الفهم فإن الناس يختلفون فيه اختلافا عظيما ولهذا قيل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه هل عهد إليكم النبي صلى الله عليه وسلم بشيء فقال " ما عهد إلينا بشيء إلا ما في هذه الصحيفة أو فهما يؤتيه الله تعالى في القرآن " نعم والفهم ما فيه شك أنه يختلف الناس فيه حتى إن النص الواحد تجد بعض الناس يستنبط منه مثلا عشر مسائل وآخر ما يستنبط إلا مسألتين أو ثلاثة وثالث يقول أنا أقرأ لكم الحديث وعليكم الاستنباط فالحاصل أن الناس يختلفون ولذلك أهل السنة والجماعة والمسلمون عموما يقولون إن اختلافنا في الآراء ليس اختلافا في الدين لأننا كلنا على هدف واحد ولا يضلل بعضنا بعضا ولكن يستثنى من ذلك من علم الحق وتبين له وعلمنا أنه معاند فهذا له حقه قال (( كل حزب بما لديهم فرحون )) قال وفي قراءة (( فارقوا )) أي فرقوا دينهم من غير ما أمروا به فارقوا في قراءة تكون ايش ؟ سبعية لأن اصطلاح المؤلف رحمه الله إذا قال في قراءة فهي سبعية وإذا قال قرء فهي شاذة
الطالب :كلا المؤلف كلام الشيخ
الشيخ :لا لا هذا له أما لو غير حتى وقال قرء تكون صحيحة
الطالب :الجلالين كلهم
الشيخ :ايه نعم
الطالب :كلا المؤلف كلام الشيخ
الشيخ :لا لا هذا له أما لو غير حتى وقال قرء تكون صحيحة
الطالب :الجلالين كلهم
الشيخ :ايه نعم
قال الله تعالى : << وإذا مس الناس ضرٌ دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمةً إذا فريقٌ منهم بربهم يشركون >>
قال (( وإذا مس الناس )) أي كفار مكة ضر شدة دعوا ربهم منيبين راجعين إليه دون غيره ثم إذا أذاقهم منه رحمة بالمطر إذا فريق منهم بربهم يشركون إلى آخره المؤلف رحمه الله خص هذه الآية من وجهين من جهة من نزلت فيه أو من جهة المراد به ومن جهة الضر فقال (( وإذا مس الناس )) أي كفار مكة ليس بصحيح الناس عموما ولكن هل المراد بالناس عمومهم ننظر الحال الذي تحدث الناس عنه هل تنطبق على المؤمنين أو خاصة بالكفار ؟ هذه خاصة بالكفار إذن الناس من حيث هم ناس أو نقول المراد بالناس المراد بالعموم هنا الخصوص وهم الكفار فعندنا الآن وجهان الوجه الأول أن نقول المراد بالناس الناس من حيث هم ناس بقطع النظر عما يتصفون به من إيمان أو كفر أو نقول إن المراد بالناس الكفار فيكون عاما أريد به الخاص مثل قوله تعالى (( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم )) الناس الأول يراد به واحد نعم وهو نعيم بن مسعود أو غيره وإن الناس قد جمعوا لكم من المراد بالناس الثانية ؟ واحد وهو أبو سفيان أو جنس الثاني المهم أن كلمة الناس في قوله (( وإذا مس الناس )) يراد بها أحد أمرين أما أن يراد بها المؤمنون عينا أو المؤمنون والكافرون فهذا لا ما يصلح لأن الحال التي ذكر الله عنه ذكرنا فاندفع المؤمنون الثانية يقول المؤلف ضر شدة ثم قال إذا أصابه منه رحمة بالمطر إذا قلنا الرحمة مطر صار الشدة القحط وهو عدم المطر والأمر ليس كما قال المؤلف رحمه الله بل هو أعم لأن كلمة ضر يا إخوانا كلمة ضر نكر في سياق الشرك فتكون للعموم أي ضر يصيبه سواء قحط أو مرض أو فقد مال أو غير ذلك أي ضر عندما يصابون بالضر دعوا ربهم منيبين راجعين إليه كقوله تعالى (( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين )) فإذا أصيبوا بالشدة عرفوا الله خلاف ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ( تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ) الذي لا يعرف ربه إلا في الشدة هل هو عابد رغبة ؟ لا نعم وهذا الذي تحدث الله عنه أخف حالا ممن لو أصيبوا بالشدة دعوا المخلوق نعم هؤلاء أقبح ممن حدث الله عنهم يقول (( دعوا الله مخلصين له الدين )) مخلصين هذه حال من فاعل دعوا وعندنا إشكال في دعوا الله كيف ضم الواو مع أن الواو ساكنة ؟ دعوا الله .
الطالب : الثانية محذوفة ...يقول دعووا .
الشيخ : دعوا الله أقول أن الواو ساكنة كيف ضمت هنا ؟ دعوا الله طيب حركت لالتقاء الساكنين فإذا قال قائل التحريك لالتقاء الساكنين يكون بالكسر مثل لم يكن الذين كفروا قلنا لكن لا يناسب الواو الكسر ايش يناسب الواو ؟ الضم فعلى هذا نقول حرفكت بالضم لالتقاء الساكنين وأظن هذا يذكرنا بأننا نقول في مثل الواو والياء نقول منع من ظهورها الثقل الفتحة تظهر عليها والضمة والكسرة تقدر منع من ظهورها الثقل لكن هنا لا ئقة يعني دعوا الله تنطق بها بسهولة نعم والسبب أن هذه الضمة عارضة لماذا ؟ للتخلف من التقاء الساكنين دعوا الله هذه .... من المعنى إذن دعوا الله على هذا التقدير وهذه جاءت والحمد لله كما يقال رب صدفة خير من ميعاد طيب أما دعوا ربهم فليس فيها إشكال نعم وقوله (( دعوا ربهم )) كلمة رب بمعنى الخالق المالك المدبر فالربوبية تقتضي هذا خلق فالذي أوجد الخلق هو الله مالك لله ملك السماوات والأرض مدبر يدبر الأمر هذا هو الرب تأمل دعوا ربهم حينئذ عرفوا أن الأمور بيده لما وقعوا في الشدة عرفوا أن الأمور بيده فدعوه وقوله (( مخلصين )) حال من فاعل
الطالب :.....
الشيخ :دعوا ربهم منيبين إليه
الطالب :من الواو
الشيخ :أي نعم قال راجعين إليه دون غيره ثم إذا أذاقهم منه رحمة بالمطر إذا فريق منهم بربهم يشركون إذا أذاقهم منه رحمة أذاقهم يعني معناه أصابتهم الرحمة حتى تحققوها كما يتحقق الإنسان الطعام في فمه ولهذا عبر بالإيذاق وإن كان هذا لا يذاق يعني ما يفي في الفم ولكن لتحقق إصابته كان كالشيء الذي يؤكل فيذاق وقوله (( منه رحمة )) ما المراد بالرحمة ؟ المراد ما يقابل الضر إذا مس الناس ضر ثم إذا أذاقهم منه رحمة فمثلا إذا كان جدب فالمراد بالرحمة المطر والخصب إذا كان مرضا فالمراد بها الشفاء إذا كان فقرا فالمراد به الغنى المهم أنه يشمل يقابل بالضر نعم .
الطالب :....
الشيخ : مأخوذ من قوله (( إذا فريق )) يعني إذا فجائية وقوله (( إذا فريق )) إذا فجائية وهي حرف مع أن إذا الشرطية اسم لماذا؟ لأن إذا الشرطية نابت منادى اسم الشرط وأما إذا الفجائية فنابت منادى الفاء والفاء حرف وقوله (( فريق )) مبتدأ وقوله (( يشركون )) الجملة خبر فريق وهنا نسأل لماذا جاء المبتدأ نكرة؟ وابن مالك يقول " ولا يجوز الابتداء بالنكرة " ؟ إذا لم تفد لأنها أفادت وبالخصوص لأنها وقعت بعد إذا الفجائية فإذا جاء المبتدأ بعد إذا الفجائية فلا بأس أن يكون نكره وقوله (( إذا فريق منهم بربهم يشركون )) قال هنا إذا فريق منهم بربهم يعني وفريق آخر لا يشرك مع أنه في آية أخرى يقول (( فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون )) وفي آية ثالثة (( فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إلى كل ختار كفور )) فهل نقول أن الآيات التي يقول الله فيها إذا هم يشركون تحمل على المشركين والآيات التي فيها فمنهم مقتصد أو إذا فريق منهم بربهم يشركون تنزل على العموم ؟ .
الطالب :في حال الرخاء لا يدون .... في بعض المرات هكذا وبعض الأحوال هكذا ....
الشيخ :داحين هذا الإشكال ما ورد عندي إلا الآن لما وصلنا الآن إذا كان بالأول قررنا أنها للمشركين أو الناس من حيث هم ناس ولكن لما قال (( إذا فريق منهم بربهم يشركون )) صار عندي تردد هل الآية عامة ونقول إن المؤمنين إذا أصيبوا بالضراء لا شك أنهم يلجئون إلى الله أكثر كما هو مشاهد ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ) فهذا دليل على أن الإنسان في حال الرخاء قد يحصل منه غفلة عن الله عز وجل وعدم تعرف ولكن في حال الشدة يلجئون إلى الله عز وجل قال النبي صلى الله عليه وسلم في الكسوف ( إذا رأيتم إن الله يخوف فيهما عذابه فإذا رأيتموهما فابتغوا إلى ذكر الله ) فذاك يحتاج إلى تأمل إنما الذي يبدو لي الآن أن الآيات التي يقول الله فيها (( فلما نجاهم إذا هم مشركون )) تكون خاصة بالمشركين أما الآيات التي يقول (( فمنهم مقتصد )) و(( إذا فريق منهم )) فإنها تصدق للعموم لأن الناس حتى المؤمنين إذا أصابهم الضر صار عندهم من الرجوع إلى الله عز وجل واللجوء إليه أكثر نعم ولكن الصدق حين الرجوع إلى الله والإنابة أكثر وصلاة الكسوف وحتى أنت الآن في نفسك إذا وقعت في شدة تجد عندك من اللجوء إلى الله عز وجل والافتقار إليه أكثر من إذا كنت في رخاء نعم وتأمل إن شاء الله حتى غدا عند ذكر الفوائد نعم منيبٍين إليه واتقوه.
الطالب : الثانية محذوفة ...يقول دعووا .
الشيخ : دعوا الله أقول أن الواو ساكنة كيف ضمت هنا ؟ دعوا الله طيب حركت لالتقاء الساكنين فإذا قال قائل التحريك لالتقاء الساكنين يكون بالكسر مثل لم يكن الذين كفروا قلنا لكن لا يناسب الواو الكسر ايش يناسب الواو ؟ الضم فعلى هذا نقول حرفكت بالضم لالتقاء الساكنين وأظن هذا يذكرنا بأننا نقول في مثل الواو والياء نقول منع من ظهورها الثقل الفتحة تظهر عليها والضمة والكسرة تقدر منع من ظهورها الثقل لكن هنا لا ئقة يعني دعوا الله تنطق بها بسهولة نعم والسبب أن هذه الضمة عارضة لماذا ؟ للتخلف من التقاء الساكنين دعوا الله هذه .... من المعنى إذن دعوا الله على هذا التقدير وهذه جاءت والحمد لله كما يقال رب صدفة خير من ميعاد طيب أما دعوا ربهم فليس فيها إشكال نعم وقوله (( دعوا ربهم )) كلمة رب بمعنى الخالق المالك المدبر فالربوبية تقتضي هذا خلق فالذي أوجد الخلق هو الله مالك لله ملك السماوات والأرض مدبر يدبر الأمر هذا هو الرب تأمل دعوا ربهم حينئذ عرفوا أن الأمور بيده لما وقعوا في الشدة عرفوا أن الأمور بيده فدعوه وقوله (( مخلصين )) حال من فاعل
الطالب :.....
الشيخ :دعوا ربهم منيبين إليه
الطالب :من الواو
الشيخ :أي نعم قال راجعين إليه دون غيره ثم إذا أذاقهم منه رحمة بالمطر إذا فريق منهم بربهم يشركون إذا أذاقهم منه رحمة أذاقهم يعني معناه أصابتهم الرحمة حتى تحققوها كما يتحقق الإنسان الطعام في فمه ولهذا عبر بالإيذاق وإن كان هذا لا يذاق يعني ما يفي في الفم ولكن لتحقق إصابته كان كالشيء الذي يؤكل فيذاق وقوله (( منه رحمة )) ما المراد بالرحمة ؟ المراد ما يقابل الضر إذا مس الناس ضر ثم إذا أذاقهم منه رحمة فمثلا إذا كان جدب فالمراد بالرحمة المطر والخصب إذا كان مرضا فالمراد بها الشفاء إذا كان فقرا فالمراد به الغنى المهم أنه يشمل يقابل بالضر نعم .
الطالب :....
الشيخ : مأخوذ من قوله (( إذا فريق )) يعني إذا فجائية وقوله (( إذا فريق )) إذا فجائية وهي حرف مع أن إذا الشرطية اسم لماذا؟ لأن إذا الشرطية نابت منادى اسم الشرط وأما إذا الفجائية فنابت منادى الفاء والفاء حرف وقوله (( فريق )) مبتدأ وقوله (( يشركون )) الجملة خبر فريق وهنا نسأل لماذا جاء المبتدأ نكرة؟ وابن مالك يقول " ولا يجوز الابتداء بالنكرة " ؟ إذا لم تفد لأنها أفادت وبالخصوص لأنها وقعت بعد إذا الفجائية فإذا جاء المبتدأ بعد إذا الفجائية فلا بأس أن يكون نكره وقوله (( إذا فريق منهم بربهم يشركون )) قال هنا إذا فريق منهم بربهم يعني وفريق آخر لا يشرك مع أنه في آية أخرى يقول (( فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون )) وفي آية ثالثة (( فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إلى كل ختار كفور )) فهل نقول أن الآيات التي يقول الله فيها إذا هم يشركون تحمل على المشركين والآيات التي فيها فمنهم مقتصد أو إذا فريق منهم بربهم يشركون تنزل على العموم ؟ .
الطالب :في حال الرخاء لا يدون .... في بعض المرات هكذا وبعض الأحوال هكذا ....
الشيخ :داحين هذا الإشكال ما ورد عندي إلا الآن لما وصلنا الآن إذا كان بالأول قررنا أنها للمشركين أو الناس من حيث هم ناس ولكن لما قال (( إذا فريق منهم بربهم يشركون )) صار عندي تردد هل الآية عامة ونقول إن المؤمنين إذا أصيبوا بالضراء لا شك أنهم يلجئون إلى الله أكثر كما هو مشاهد ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ) فهذا دليل على أن الإنسان في حال الرخاء قد يحصل منه غفلة عن الله عز وجل وعدم تعرف ولكن في حال الشدة يلجئون إلى الله عز وجل قال النبي صلى الله عليه وسلم في الكسوف ( إذا رأيتم إن الله يخوف فيهما عذابه فإذا رأيتموهما فابتغوا إلى ذكر الله ) فذاك يحتاج إلى تأمل إنما الذي يبدو لي الآن أن الآيات التي يقول الله فيها (( فلما نجاهم إذا هم مشركون )) تكون خاصة بالمشركين أما الآيات التي يقول (( فمنهم مقتصد )) و(( إذا فريق منهم )) فإنها تصدق للعموم لأن الناس حتى المؤمنين إذا أصابهم الضر صار عندهم من الرجوع إلى الله عز وجل واللجوء إليه أكثر نعم ولكن الصدق حين الرجوع إلى الله والإنابة أكثر وصلاة الكسوف وحتى أنت الآن في نفسك إذا وقعت في شدة تجد عندك من اللجوء إلى الله عز وجل والافتقار إليه أكثر من إذا كنت في رخاء نعم وتأمل إن شاء الله حتى غدا عند ذكر الفوائد نعم منيبٍين إليه واتقوه.
اضيفت في - 2007-08-13