تفسير سورة الروم-07b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة تفسير الآية السابقة <<..فئات ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولآئك هم المفلحون >>
قال تعالى (( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس..... )) فجعل الله تعالى ذلك خيرا مطلقا ثم قال (( ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما )) فجعل هذا الشيء خيرا مطلقا لما فيه من النفع المتعدي ولكنه لا يكون خيرا للفاعل إلا بنية الإخلاص وأظن هذا ظاهر لو أنك تصدقت على شخص بدراهم أ بثوب يلبسه انتفع ولا لا ؟ طيب هل تنتفع أنت ؟ قد تنتفع وقد تنضر وقد لا تنتفع ولا تنضر إن فعل ذلك رياء انضررت وإن فعلته إخلاصا انتفعت وإن فعلته مجرد سجية وطبيعة فإنك لا تنتفع ولهذا قال هنا (( للذين يريدون وجه الله )) قال المؤلف أي ثوابه بما يعملون أي ثوابه هذا تفسير لا يناسب الصحيح وإنما هو على طريق أهل التأويل الذين لا يؤمنون بالصفات الخبرية التي أخبر الله بها عن نفسه كالوجه واليدين والقدم وما أشبهها فتفسير الوجه بالثواب خطأ وليس على طريق أهل السنة والجماعة بل هو على طريق أهل البدع المؤولين الذين يسمون أنفسهم مؤولين وهم في الحقيقة محرفون والصواب أن المراد بوجه الله وجهه الذي هو صفته وأن في الآيات إشارة إلى أن فعل مثل هذه الأمور لله فإنه سوف يرى الله عز وجل ويلقاه كما ثبت ذلك في الكتاب والسنة وإجماع السلف أن المؤمنين يرون ربهم كما يرون القمر ليلة البدر .
الطالب : .... ليكن ذلك خير للذين يريدون وجه الله ؟
الشيخ :لا ينتفع بها
الطالب :....
الشيخ : إيه نقول ما يكون خير إلا للذين يريدون وجه الله هذا بالنسبة للمعطي أما بالنسبة للمعطى فهو خير له حتى لو يعطيه إنسان كافرا لو يعطي كافر شخصا مالا انتفع به لصالحه .
الطالب : ولكن لا تكون خيرا للمعطي .
الشيخ : نعم هي لا تكون خيرا للمعطي إلا بالنية المعطي ما تكون إلا بالنية أما بالنسبة للمعطى فهي خير على كل حال فالله ما ذكر في الآية هنا الخير للمعطي إلا بهذه النية أما المعطى فلا شك أنه له خير على كل حال كما تفسره آية النساء .
الطالب :.....
الشيخ : لا معروف الطريق (( إلى ربها ناظرة )) الأولى ناضرة بالثواب يعني حسنة وبهية أي نعم والثانية بالظاء لأنها من النظر بالعين .... قال (( وأولئك هم المفلحون )) أولاء مبتدأ وهم ضمير فصل والمفلحون خبره المفلح هو الذي فاز بالمطلوب ونجا من المهروب من أفلح إذا فاز وأصل الفلاح أصله البقاء كما قال الشاعر "والمسن والصبح لا فلاح معه " يعني لا بقاء ولكنه صار شاملا لكل ما حصل به المطلوب ونجا به من المرغوب وقوله (( هم المفلحون )) الجملة اسمية تدل على أن الفلاح لازم لهم نعم ضمير الفصل هل هو اسم ولا حرف نعم ؟ لا الصحيح أنه حرف لا محل له من الإعراب ولا يعرب لأن ما الفائدة من ضمير الفصل ؟ الفائدة الحصر فقط له ثلاث فوائد الأولى الحصر والثانية التوكيد والثالثة الفرق بين الصفة والخبر مثال ذلك إذا قلت زيد العاقل زيد مبتدأ والعاقل خبره نعم صحيح لكن يحتمل أن تكون العاقل صفة لزيد وأن الخبر ما بعده زيد العاقل محمود مثلا فإذا قلت زيد هو العاقل تعين أن تكون العاقل خبرا ولهذا قيل له أنه ضمير فصل لأنه يفصل ويميز بين التابع اللي هو النعت وبين الخبر أما إفادته للتوكيد واضحة فإن قولك زيد هو العاقل أقوى في الدلالة على الحصر من قولك زيد العاقل أما كونه لا محل له من الإعراب فلاحظ في القرآن (( لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين )) لو كان له محل من الإعراب لقال لو كانوا هم الغالبون يكون مبتدأ والغالبون خبر والجملة خبر كان فدل هذا على أنه لا محل له من الإعراب وهو على المشهور عند النحويين حرف يعني جيء به للفصل نعم.
الطالب :.....
الشيخ : إذا كان حرف صورة الضمير لكن معناه ليس معنى الضمير .... نعم قال الله تعالى (( وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون )) يستفاد منه هذه الآية الكريمة
الطالب : .... ليكن ذلك خير للذين يريدون وجه الله ؟
الشيخ :لا ينتفع بها
الطالب :....
الشيخ : إيه نقول ما يكون خير إلا للذين يريدون وجه الله هذا بالنسبة للمعطي أما بالنسبة للمعطى فهو خير له حتى لو يعطيه إنسان كافرا لو يعطي كافر شخصا مالا انتفع به لصالحه .
الطالب : ولكن لا تكون خيرا للمعطي .
الشيخ : نعم هي لا تكون خيرا للمعطي إلا بالنية المعطي ما تكون إلا بالنية أما بالنسبة للمعطى فهي خير على كل حال فالله ما ذكر في الآية هنا الخير للمعطي إلا بهذه النية أما المعطى فلا شك أنه له خير على كل حال كما تفسره آية النساء .
الطالب :.....
الشيخ : لا معروف الطريق (( إلى ربها ناظرة )) الأولى ناضرة بالثواب يعني حسنة وبهية أي نعم والثانية بالظاء لأنها من النظر بالعين .... قال (( وأولئك هم المفلحون )) أولاء مبتدأ وهم ضمير فصل والمفلحون خبره المفلح هو الذي فاز بالمطلوب ونجا من المهروب من أفلح إذا فاز وأصل الفلاح أصله البقاء كما قال الشاعر "والمسن والصبح لا فلاح معه " يعني لا بقاء ولكنه صار شاملا لكل ما حصل به المطلوب ونجا به من المرغوب وقوله (( هم المفلحون )) الجملة اسمية تدل على أن الفلاح لازم لهم نعم ضمير الفصل هل هو اسم ولا حرف نعم ؟ لا الصحيح أنه حرف لا محل له من الإعراب ولا يعرب لأن ما الفائدة من ضمير الفصل ؟ الفائدة الحصر فقط له ثلاث فوائد الأولى الحصر والثانية التوكيد والثالثة الفرق بين الصفة والخبر مثال ذلك إذا قلت زيد العاقل زيد مبتدأ والعاقل خبره نعم صحيح لكن يحتمل أن تكون العاقل صفة لزيد وأن الخبر ما بعده زيد العاقل محمود مثلا فإذا قلت زيد هو العاقل تعين أن تكون العاقل خبرا ولهذا قيل له أنه ضمير فصل لأنه يفصل ويميز بين التابع اللي هو النعت وبين الخبر أما إفادته للتوكيد واضحة فإن قولك زيد هو العاقل أقوى في الدلالة على الحصر من قولك زيد العاقل أما كونه لا محل له من الإعراب فلاحظ في القرآن (( لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين )) لو كان له محل من الإعراب لقال لو كانوا هم الغالبون يكون مبتدأ والغالبون خبر والجملة خبر كان فدل هذا على أنه لا محل له من الإعراب وهو على المشهور عند النحويين حرف يعني جيء به للفصل نعم.
الطالب :.....
الشيخ : إذا كان حرف صورة الضمير لكن معناه ليس معنى الضمير .... نعم قال الله تعالى (( وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون )) يستفاد منه هذه الآية الكريمة
1 - تتمة تفسير الآية السابقة <<..فئات ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولآئك هم المفلحون >> أستمع حفظ
الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << ليكفروا بمآ ءاتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون >>
..... (( بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون )) يستفاد من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى قد يجعل النعم سببا للكفر فيكون الكفر معنا لها لقوله (( ليكفروا بما آتيناهم )) لأن ذكرنا أن اللام هنا لايش ؟ للعاقبة طيب ومن فوائد الآية الكريمة إثبات الأسباب إذا جعلنا الباء في قوله (( بما آتيناهم )) سببية أما إن جعلناها للاختصاص فليس فيها دليل ومن فوائد الآية الكريمة أن ما أصابنا من نعم فإنه من الله لقوله (( بما آتيناهم )) ومنها تحذير الكافرين وأن انبساطهم بنعم الله سبحانه وتعالى ضرر عليهم لقوله (( فتمتعوا فسوف تعلمون )) ومنها بلاغة القرآن وذلك بالانتقال من الغيبة إلى الخطاب الذي يسمى في اصطلاح البلاغيين أبطالي نعم سبق لنا فوائد الانتقال
الطالب :....
الشيخ :إلا في ومنها إثبات الجزاء من أين نأخذه ؟ من قوله (( فسوف تعلمون )) طيب
الطالب :....
الشيخ :إلا في ومنها إثبات الجزاء من أين نأخذه ؟ من قوله (( فسوف تعلمون )) طيب
الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون >>
ثم قال عز وجل (( أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون )) من فوائد هذه الآية أن أولئك المشركين ليس لهم حجة على شركهم لقوله (( أم أنزلنا عليهم سلطانا )) ومن فوائدها أن من صنع شيئا بدليل فلا لوم عليه من أين يؤخذ ؟ من قوله (( أم أنزلنا عليهم سلطانا )) يعني لو كان لهم سلطان ما نلومهم ولا نعذبهم ومنها أن المجتهد المتأول لا إثم عليه لماذا ؟ لاعتماده في اجتهاده على دليل لأنه استند إلى دليل ولهذا لم يضمن للنبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد لم يضمنه الرجل الذي قتله بعد أن قال لا إله إلا الله السبب لأنه متأول طيب ولم يلزم عمار بن ياسر بقضاء الصلاة حين تيمم عن الجنابة بالتقلب على الأرض والتمرغ فيها لماذا ؟ لأنه متأول ولم يلزم المرأة المستحاضة بقضاء الصلاة وهي تتركها وقت الإستحاضة لأنها متأولة وعلى هذا فكل متأول يظن أنه على صواب فإنه لا إثم عليه لكن هل هذا يشمل الأصول والفروع أم هو خاص بفروع الدين ؟ قال شيخ الإسلام أنه يشمل الأصول والفروع وأنكر شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم أن يكون الدين منقسم إلى أصول وفروع وقال إن هذا التقسيم لا أصل له لا في الكتاب ولا في السنة فهذه الصلاة عند المقسمين الصلاة عندهم من قسم الأصول ولا من قسم الفروع ؟ الفروع وهي من آصل الأصول هي الركن الثاني من أركان الإسلام ومع ذلك هي عندهم من قسم الفروع نعم وأشياء يختلفون فيها وهي عندهم من قسم الأصول ويرون أن الاختلاف فيها مساغ كاختلافهم في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه واختلافهم في نعيم القبر وعذاب القبر في بعض الصور وما أشبه ذلك مما هو من العقائد ومع ذلك يرون أن الاختلاف فيه سائغ فالشاهد أن المدار كله على قاعدة من قواعد الشرع وهي قوله تعالى (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) فمن اجتهد في طلب الحق وتحراه ولكنه لم يوفق له مع حسن النية وصحة المطلب هل نقول هذا آثم ؟ ما يمكن يعني عندنا مثلا فيه علماء أجلة نشهد لهم بالدين والصلاح وحب للإسلام والانتصار للإسلام ومع ذلك هم مخالفون للسلف في العقيدة ونحبهم ولا نؤثمهم مثل من ؟ كابن حجر وابن الجوزي وكذلك النووي طوائف من العلماء معروفين بالصلاح والإصلاح وحب الخير ونعلم أنهم مجتهدون نعم الإنسان الذي تبين له الحق ولكنه عاند وأصر هذا يعامل بما يقتضيه عناده وإصراره طيب وهنا الآن الذي قال الله تعالى (( أم أنزلنا عليهم سلطانا )) هي في مسألة أصولية الشرك لو كان لهم حجة يعتمدون عليها ما استحقوا العذاب ولا اللوم ولكن ليس لهم حجة طيب قوله تعالى (( أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون )) يستفاد منها أيضا أنه لا بد أن يكون السلطان والحجة التي يحتجون بها واضحة لقوله (( فهو يتكلم )) والتعبير بالكلام هو أوضح ما يكون من الإظهار نعم ومن فوائد الآية الكريمة ظهور عد الله سبحانه وتعالى وإلا كان عز وجل يعذبهم بدون أن يقيم عليهم الحجة ولكن لإظهار عدله سبحانه وتعالى صار يطالب بالحجة هؤلاء مع العلم أنه لا حجة لهم ومن هذا النوع الموازين يوم القيامة والكتب يوم القيامة كل هذا لإظهار عدل الله وإلا فالله تعالى له الحكم وإليه المنتهى قادر على أن يعذب بدون ميزان وبدون كتاب ولكنه سبحانه وتعالى بعدله بكمال عدله يعطى الإنسان كتابه ويقال له (( اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا )) قال بعض السلف لقد أنطقك من جعلك حسيبا على نفسك صحيح لو تتذكر الحساب لو أن بينك وبين واحد معاملة وحساب صادر ووارث قال لك خذ الدفتر وأنت احسب ايش يكون هذا عدل ولا لا ؟ عدل بخلاف لو ما أجملت الحساب وقال عليك كذا ولك كذا قد يكون في هذا شبهة لكن يعطيك الدفتر ويقول أنت حاسب نفسك هذا غاية الإنصاف أي نعم ثم قال تعالى نعم
الطالب :....
الشيخ :.... الصحيح أني ما أخرت ماشي طبيعي طيب نعم وايش في بعده
الطالب :....
الشيخ :.... الصحيح أني ما أخرت ماشي طبيعي طيب نعم وايش في بعده
3 - الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون >> أستمع حفظ
الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << و إذآ أذقنا الناس رحمة فرحوا بها و إن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون >>
(( وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون )) يستفاد من الآية الكريمة أن الرحمة من الله تفضلا منه وامتنانا كيف ذلك ؟ أن قوله من كقوله (( وإذا أذقنا )) وأما كونها تفضلا فلأنه لم يذكر لها سببا نعم تفضلا وامتنانا طيب ومن فوائد الآية الكريمة ذم الفرح إذا كان على سبيل الأشر والبطر قد تقولون من أين نأخذه من الآية من أين يؤخذ من الآية ؟ تقييد الفرح بالأشر والبطر من قوله (( وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون )) يمكن يؤخذ أن الفرح المذموم من الصفة التي بعده نعم طيب ومن فوائد الآية الكريمة أن السيئة لا تضاف إلى الله لأنه قال وإن تصبهم ولم يقل وما أصبناهم نعم فإن قال قائل ما تقولون في قوله تعالى في سورة النساء (( وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله .... )) فما هو الجمع طيب السيئة لا تضاف إلى الله أي أن إيقاعها سيئة ولا لا ؟ إيقاعها ليس بسيئة هي سيئة لكن إيجادها ليس بسيئة بل ولحكمة فالشيء بنفسه قد يكون سوءا لكن بالنسبة لفعل الفاعل لا يكون فعل الفاعل سوءا هذا رجل لدغ ابنه واحتاج ابنه إلى كي فأحمى الحديدة في النار وكواه فصرخ الابن فرحا أم ألما ؟ ألما إذن هذه سيئة ولا لا لكن كي والده إياه سيئة حسنة ؟ حسنة فحينئذ يجب أن نعرف الفرق بين الفعل والمفعول فالسوء والشر إنما هو بالنسبة لمفعول الله من الصفات المنفصلة عن الله أما بالنسبة للفعل الذي هو فعل نفسه فإنه لا يمكن أن يكون شرا أبدا بل هو خير ويمكن أن تقول إن الخير نوعان خير لذاته وخير لغيره فما كان شرا في نفسه وقدره الله فهو خير لغيره وما كان خيرا في نفسه فهو خير واضح ممكن نقول هكذا ؟ فإذن لنا على هذا جوابان الجواب الأول أن يقال إن الشر ليس في فعل الله بل هو في مفعوله أما إيجاد الله له فهو خير لما يتضمنه من الحكمة البالغة هذا واحد ونظيره ايش نظيره يا عبدالوهاب ؟ نظيره كي الإنسان ابنه ليشفى من المرض فهو في ذاته الكي شر لكن بالنسبة لفعل الأب له خير هذا وجه أو يقال إن الخير نوعان خير لذاته وخير لغيره فما كان خيرا محضا فهو خير لذاته كالمطر والنبات والأمن وما أشبه ذلك وما كان شرا لذاته فهو خيرا لغيره إذا كان الشر خيرا لغيره صار بهذا خيرا فالجدب والقحط والخوف وما أشبه ذلك خير لأنه يؤدي إلى خير كما قال الله عز وجل (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )) نعم ومن فوائد الآية الكريمة عرفنا أن الشر لا يضاف إلى الله وإنما يضاف إلى مفعولاته من فوائد الآية الكريمة أن السوء لا ينال الناس إلا بأعمالهم لقوله (( بما قدمت أيديكم )) طيب سؤال هل هذا يشمل السوء في الأمور الدينية والأمور الدنيوية أو في الأمور الدنيوية فقط ؟ فيهما جميعا فالجدب والقحط بسبب الأعمال السيئة والمعاصي كذلك زيغ القلب بسبب المعاصي (( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم )) إذن المصائب الدينية والدنيوية كلها بسبب أعمالنا نحن فلو استقمنا استقامت لنا الأمور (( يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم )) فرقانا إذن التقوى سبب للعلم لأن الفرقان ما يكون إلا بعلم يفرق الإنسان فيه بين النافع والضار والحق والباطل إذا نقول هذا يشمل أمور الدين وأمور الدنيا ومن فوائد الآية الكريمة تحريم القنوط من رحمة الله من أين يؤخذ ؟ لأن الله أطلقه على سبيل الذم إذا هم يقنطون هذا دليل على تحريمه ودليل على تحريمه بالنظر أن القنوط يستلزم عدم الرجوع إلى الله يعني إذا قنط من رحمة الله كيف يرجوا رحمة الله فيستحسر وييأس والعياذ بالله ولا يتعرض لما فيه الرجاء والأمل.
الطالب : .....
الشيخ : البلاء بما يؤلم هذا سوء والبلاء بما يسر هذا ابتلاء وليس سوء.
الطالب :....
الشيخ : يبتلى على قدر إيمانه لأن أحيانا يكون الابتلاء بالمصائب ليس من أجل عقوبة لكن من أجل التمثيل والبيان وهذا مر علينا أنه قد يقع (( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين )) (( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء ... )) وقلنا أن الابتلاء مع استقامة الحال ليس المراد به تكفير سيئة حصلت بل المراد به رفع درجات لأن الصبر ما يكون إلا على بلوى والصبر مرتبة عالية ما ينال إلا بمشقة طيب ومن فوائد الآية الكريمة نعم إثبات الاختيار في البحث لقوله (( بما قدمت أيديهم )) فيكون في ذلك رد لقول من ؟ الجبرية الذين يقولون إن الإنسان ما له اختيار في العمل ومن فوائد الآية الكريمة أن الإنسان قد يعاقب على أعمال القلوب أو قد يذم على أعمال القلوب لأن القنوط من أعمال القلوب لأنه أشد اليأس ومحله القلب نعم .
الطالب : .....
الشيخ : البلاء بما يؤلم هذا سوء والبلاء بما يسر هذا ابتلاء وليس سوء.
الطالب :....
الشيخ : يبتلى على قدر إيمانه لأن أحيانا يكون الابتلاء بالمصائب ليس من أجل عقوبة لكن من أجل التمثيل والبيان وهذا مر علينا أنه قد يقع (( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين )) (( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء ... )) وقلنا أن الابتلاء مع استقامة الحال ليس المراد به تكفير سيئة حصلت بل المراد به رفع درجات لأن الصبر ما يكون إلا على بلوى والصبر مرتبة عالية ما ينال إلا بمشقة طيب ومن فوائد الآية الكريمة نعم إثبات الاختيار في البحث لقوله (( بما قدمت أيديهم )) فيكون في ذلك رد لقول من ؟ الجبرية الذين يقولون إن الإنسان ما له اختيار في العمل ومن فوائد الآية الكريمة أن الإنسان قد يعاقب على أعمال القلوب أو قد يذم على أعمال القلوب لأن القنوط من أعمال القلوب لأنه أشد اليأس ومحله القلب نعم .
4 - الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << و إذآ أذقنا الناس رحمة فرحوا بها و إن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون >> أستمع حفظ
سؤال حول خلق الله تعالى للشر ؟
الطالب :....
الشيخ : في مثل ومن يضلل
الطالب :....
الشيخ : إضافة الإضلال إليه لكمال تصرفه ولهذا قرن بالهداية لبيان كمال التصرف نقول هذا المقصود بيان كمال التصرف لا يعني هذا إضافة الشر المحض ثم إن إضلال الله لهم في الغالب كما قال تعالى (( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم )) فنقول هذا من باب العدل في حق هذا الرجل
الشيخ : في مثل ومن يضلل
الطالب :....
الشيخ : إضافة الإضلال إليه لكمال تصرفه ولهذا قرن بالهداية لبيان كمال التصرف نقول هذا المقصود بيان كمال التصرف لا يعني هذا إضافة الشر المحض ثم إن إضلال الله لهم في الغالب كما قال تعالى (( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم )) فنقول هذا من باب العدل في حق هذا الرجل
الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << أولم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشآء ويقدر إن في ذلك لأيات لقوم يؤمنون >>
قال الله عز وجل (( أولم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون )) في هذه الآية الكريمة تقرير ما يحدث في الكون من بسط الرزق وتضييقه لقوله (( أو لم يروا )) لأن الاستفهام للتقرير كما سبق ومن فوائدها أن سعة الرزق وتضييق الرزق كله بيد الله عز وجل ومن فوائدها إثبات المشيئة لقوله (( لمن يشاء )) ومن فوائدها أنه لا ينتفع بالآيات إلا المؤمنون لقوله (( إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون )) والله أعلم .
6 - الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << أولم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشآء ويقدر إن في ذلك لأيات لقوم يؤمنون >> أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : << و مآءاتيتم من ربا ليربوا في أموال الناس فلا يربوا عند الله و مآءاتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولآئك هم المضعفون >>
(( وما آتيتم من ربا ليربوا في أموال الناس فلا يربوا عند الله )) لما أمر الله تعالى بإيتاء ذا القربى حقه (( وآت ذا القربى حقه والمسكين ...)) إلى آخره حذر من هذا الأمر (( وما آتيتم من ربا ليربوا في أموال الناس )) الربا في اللغة الزيادة لقوله تعالى (( فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت )) أي علت ومنه الربوة للمكان المرتفع أما في الشرع فالربا المحرم هو زيادة في أشياء أو نسئ في أشياء يعني الماده يزيد فيها كما لو باع صاعا بصاعين من البر صاعا من البر بصاعين من ولو يدا بيد فهو ربا إذا فضل أو باع دنانير بدراهم مع تعطيل القبض فهذا ربا نسيئة وكلاهما محرم وأما الربا هنا في الآية (( وما آتيتم من ربا )) فالمراد به الزيادة فهو ربا لغوي هذا هو الذي عليه جمهور المفسرين فقوله (( وما آتيتم )) أى وما أعطيتم من ربا ليربوا في أموال الناس فلا يربوا عند الله وكيف أعطيتم من ربا فسره المؤلف بقوله بأن يعطي شيئا هبة أو هدية ليطلب أكثر منها تعطي لشخص لأجل يعطيك أكثر أو تهبه من أجل أن يرد عليك أكثر مما وهبت الآن آتيت شيئا ليرد عليك أكثر منه نقول هذا آتيك ربا لكن إذا قال قائل أنا ما أعطيته له أنا أعطيته شيئا حصل به الربا أجاب المؤلف عن هذا فسمي باسم المطلوب من الزيادة في المعاملة فيكون هذا الذي أعطى ليعطى أكثر كأنه أعطى ربا لأنه أعطيه هذا ما عليه أكثر المفسرين وعلى هذا فيكون الربا هنا لغويا أم شرعيا ؟ لغويا نعم وهنا قال المؤلف ربا أو هدية الفرق بين الربا والهدية أن الهبة يقصد بها مجرد الإحسان إلى المعطى فقط والهدية يقصد بها التودد والإكرام هذا الفرق بينهما ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( تهادوا تحابوا ) فيه شيء ثالث يسمى صدقة ايش يقصد به ؟ ثواب الآخرة فما يقصد به ثواب الآخرة فهو صدقة وما يقصد به التودد والإكرام فهو هدية وما يقصد به نفع المعطى فهو ربا نعم قال (( وما آتيتم من ربا ليربوا في أموال الناس )) كأن الله عز وجل حذر من أن يؤتي الإنسان أحد من ذوي القربى أو المساكين أو ابن السبيل لازم يعطى حقه قال (( فلا يربوا عند الله )) أي فلا يزيد عند الله عز وجل لأن هذه الحالة حال دنيا نازلة ولهذا نهى الله عنها فقال لرسوله صلى الله عليه وسلم في قوله (( ولا تمنن تستكثر )) يعني لا تعطي لأجل أن تعطى أكثر فلما كانت هذه الحال نازلة قال هنا (( فلا يربوا عند الله )) قال ليربوا في أموال الناس المعطين أي يزيد فلا يربوا فلا يعني فلا يزيد وقال المؤلف يزكوا عند الله أي لا ثواب فيه للمعطين وذلك لأنها حال لا تنبغي فلا يكون فيها أجر عند الله عز وجل هذا ما ذكره المفسرون في تفسير هذه الآية ورووه عن ابن عباس وغيره وعندي أنه يحتمل في الآية معنى آخر يقول (( وما آتيتم من ربا )) الربا الشرعي ويخاطب الله عز وجل المعطين للربا يعني أن الربا الذي تعطونه غيركم وإن كان يزيد في أموالهم فإنه نعم لا يربوا عند الله بل إنه على العكس يحصل به النحس يستحسر المال الطيب نعم فلا خير فيه ويؤيد ذلك قوله (( وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون )) ففرق بين المراد وبين المتقدم كما أن الله عز وجل يقرن بينهما في بعض الآيات مثل ما ذكر في سورة البقرة ذكر الله الإنفاق وذكر بعده الربا وكذلك أيضا في سورة آل عمران (( يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون )) (( واتقوا النار التي أعدت للكافرين )) (( وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون )) (( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم ....)) وذكر من جملة أوصافهم أنهم ينفقون في السراء والضراء ولكن هذا الاحتمال حتى الآن ما رأيت أحدا قال به وإنما يقولون بالمعنى الأول المعنى الأول فهمناه جيدا هو أن يعطي الإنسان شيئا هبة أو هدية ليعطى أكثر فإن هذا وإن زاد في أموال المعطين فإنه ليس فيه زيادة عند الله لأنه خلق مذموم .
الطالب :....
الشيخ :لكن لو قال قائل ما تقولون إذا أهدينا إلى شخص معروف بالمكافأة والبذل وأنا ما قصدت فهل يجوز أم لا ؟ ما دام أنك ما قصدت فإنه لا يضر الإهداء للأمراء والوزراء والملوك وما أشبههم يدخل في هذا النهي ؟ هو غالب الذين يهدون للملوك والكبار من الأمراء غالب الذين يهدون إنما يريدون الزيادة يريدون أكثر نعم ولهذا إذا عرف الإنسان بأنه لا يعطي إلا مثل القيمة أو دونها ما فائدة الهدايا ما يعطى هدايا فلا يعطى هدايا إلا من عرف أنه يبذل أكثر ويرد أكثر قال (( وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله )) قال وما آتيتم ، آتيتم يعني أعطيتم من زكاة من هذه حرف جر وهي بيانية بيان لما في قول وما آتيتم وما هنا إعرابها ظرفية بدليل قوله (( فأولئك هم المضعفون )) فارتبطت الفاء بالجواب يعني ومهما آتيتم من زكاة بهذا القيد تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون وقوله (( من زكاة )) قال المؤلف صدقة وفي هذا القيد نظر إن قصد بها صدقة التطوع أما إن قصد بها الصدقة مطلقا فنعم لأن الصدقة تطلق على الواجب والمستحب ويش الدليل على إطلاقها على الواجب ؟ (( إنما الصدقات للفقراء والمساكين )) وهذا الواجب والمستحب إذن يقول من زكاة المراد بها الزكاة الواجبة بالمعنى الأول كيف نحولها إلى صدقة على أن المراد بها تطوع ؟ والصواب أن المراد بالزكاة هي الزكاة الواجبة لأنها مراده عند الإطلاق أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ايش المراد الواجبة إذن ما آتيتم من زكاة أي من صدقة واجبة نعم .
الطالب :....
الشيخ أي نعم هذه ما تدل على الفرض هذه تدل على الأجر فقط مع أن الصحيح أن الزكاة المفروضة بمكة لكن تقديرها وابتدائها هو الذي كان بالمدينة هذا هو الصحيح وقوله (( تريدون وجه الله )) نعم قلنا من زكاة من هذه بيانية بيان لما الشرطية وقوله (( فأولئك هم المضعفون )) .
الطالب :.... تريدون بها وجه الله وله هي صفة ؟
الشيخ : أي نعم (( وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله )) يعني تريدون بهذه الزكاة التي آتيتم تريدون وجه الله هذه الجملة شرط للثواب والأجر أن يريد الإنسان وجه الله لأن من لا يريد وجه الله إما أن يريد وجه غيره أو أن لا يريد شئا نعم إذا أراد وجه غيره فليس له أجر بل عليه وزر لأنه مرائي مشرك فلا تقبل منه وإن لم يرد وجه الله ولا غيره لكنه أراد إبراء ذمته فقط نعم كما هو غالب من يؤدي الزكاة بل الله يعاملنا بعفوه غالب من يؤدي حق الصلاة أكثر الناس عندما يصلى .... يريد إبراء ذمته ما يشعر بأن هذه الصلاة تقربه من الله عز وجل ويريد القرب بها إلى الله هذا غالب الناس إلا من وفق وصار ينتبه عند فعل الطاعات لإرادة وجه الله وهو الإخلاص وإتباع الرسول عليه الصلاة والسلام بهذه العبادة الذي لا أراد وجه الله ولا أراد وجه غيره وإنما أراد بها إبراء ذمته تنفعه ولا لا ؟ تنفعه بلا شك وتبرأ بها ذمته وربما يؤجر لقيامه لركن من أركان الإسلام بل يقين يؤجر ولكن ربما يؤجر أيضا بكونه يشعر بأن هذا مما أوجب الله عليه فيؤديه لأن هذا لا شك أنه تعبد لله من فعله تعبدا لكن كونه يريد بذلك وجه الله والتقرب إليه هذه حالة أعلى من كونه يريد مجرد إبراء ذمته وقوله (( وجه الله )) المراد به المؤلف يقول (( وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله )) ما فسرها ولكنه فسرها بالآية التي قبلها بأنها ثواب (( تريدون بها وجه الله فأولئك هم المضعفون )) في إثابتهم بما أرادوه نعم فالصواب أن المراد بوجه الله ذات وجه الله لا ثوابه نعم وفيه إشارة كما سبق إلى رؤية المؤمنين ربهم.
الطالب : هل هنا قدرنا محذوفا ...
الشيخ : لا نقدر شيء الآية ما تحتاج لتقدير .
الطالب : تريدون رؤية الله ؟
الشيخ : لا ما هذا تريدون وجه الله نعم وقوله (( فأولئك هم المضعفون )) هذا جواب الشرط فأولئك هم ضمير فصل والمضعفون خبر أولئك ومعنى المضعفون أي الحاصلون على التضعيف لأن الفعل الثلاثي إذا دخلت عليه الهمزة فقد يراد به الدخول في الشيء نعم مثل قولهم أمدد أي دخل مدا فمعنى أضعف هنا أي صار من ذوي الإضعاف والإضعاف معناه الزيادة يعني أولئك هم المضعفون الذين حصلوا على مضاعفة الأجر والثواب بخلاف الأولين الذين أرادوا أن يربوا في أموال الناس فهذا ليس بزيادة الزيادة الذين آتوا الزكاة يريدون وجه الله هؤلاء هم المضعفون أي الداخلون في الإضعاف مضاعفة فأولئك هم المضعفون قال المؤلف المضعفون ثوابا يعني الذين يضاعفون وزادوه بما أرادوه ثم قال فيه التفات عن الخطاب إلى الغيبة وما الخطاب (( وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله )) هذا خطاب وكان مقتضى السياق لو كان على نسق واحد أن يقال أنتم المضعفون ولكن قال (( فأولئك هم المضعفون )) وفائدة الالتفات كما قلنا فيما سبق التنبيه من جميع الاستفادات.
الطالب :....
الشيخ :لكن لو قال قائل ما تقولون إذا أهدينا إلى شخص معروف بالمكافأة والبذل وأنا ما قصدت فهل يجوز أم لا ؟ ما دام أنك ما قصدت فإنه لا يضر الإهداء للأمراء والوزراء والملوك وما أشبههم يدخل في هذا النهي ؟ هو غالب الذين يهدون للملوك والكبار من الأمراء غالب الذين يهدون إنما يريدون الزيادة يريدون أكثر نعم ولهذا إذا عرف الإنسان بأنه لا يعطي إلا مثل القيمة أو دونها ما فائدة الهدايا ما يعطى هدايا فلا يعطى هدايا إلا من عرف أنه يبذل أكثر ويرد أكثر قال (( وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله )) قال وما آتيتم ، آتيتم يعني أعطيتم من زكاة من هذه حرف جر وهي بيانية بيان لما في قول وما آتيتم وما هنا إعرابها ظرفية بدليل قوله (( فأولئك هم المضعفون )) فارتبطت الفاء بالجواب يعني ومهما آتيتم من زكاة بهذا القيد تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون وقوله (( من زكاة )) قال المؤلف صدقة وفي هذا القيد نظر إن قصد بها صدقة التطوع أما إن قصد بها الصدقة مطلقا فنعم لأن الصدقة تطلق على الواجب والمستحب ويش الدليل على إطلاقها على الواجب ؟ (( إنما الصدقات للفقراء والمساكين )) وهذا الواجب والمستحب إذن يقول من زكاة المراد بها الزكاة الواجبة بالمعنى الأول كيف نحولها إلى صدقة على أن المراد بها تطوع ؟ والصواب أن المراد بالزكاة هي الزكاة الواجبة لأنها مراده عند الإطلاق أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ايش المراد الواجبة إذن ما آتيتم من زكاة أي من صدقة واجبة نعم .
الطالب :....
الشيخ أي نعم هذه ما تدل على الفرض هذه تدل على الأجر فقط مع أن الصحيح أن الزكاة المفروضة بمكة لكن تقديرها وابتدائها هو الذي كان بالمدينة هذا هو الصحيح وقوله (( تريدون وجه الله )) نعم قلنا من زكاة من هذه بيانية بيان لما الشرطية وقوله (( فأولئك هم المضعفون )) .
الطالب :.... تريدون بها وجه الله وله هي صفة ؟
الشيخ : أي نعم (( وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله )) يعني تريدون بهذه الزكاة التي آتيتم تريدون وجه الله هذه الجملة شرط للثواب والأجر أن يريد الإنسان وجه الله لأن من لا يريد وجه الله إما أن يريد وجه غيره أو أن لا يريد شئا نعم إذا أراد وجه غيره فليس له أجر بل عليه وزر لأنه مرائي مشرك فلا تقبل منه وإن لم يرد وجه الله ولا غيره لكنه أراد إبراء ذمته فقط نعم كما هو غالب من يؤدي الزكاة بل الله يعاملنا بعفوه غالب من يؤدي حق الصلاة أكثر الناس عندما يصلى .... يريد إبراء ذمته ما يشعر بأن هذه الصلاة تقربه من الله عز وجل ويريد القرب بها إلى الله هذا غالب الناس إلا من وفق وصار ينتبه عند فعل الطاعات لإرادة وجه الله وهو الإخلاص وإتباع الرسول عليه الصلاة والسلام بهذه العبادة الذي لا أراد وجه الله ولا أراد وجه غيره وإنما أراد بها إبراء ذمته تنفعه ولا لا ؟ تنفعه بلا شك وتبرأ بها ذمته وربما يؤجر لقيامه لركن من أركان الإسلام بل يقين يؤجر ولكن ربما يؤجر أيضا بكونه يشعر بأن هذا مما أوجب الله عليه فيؤديه لأن هذا لا شك أنه تعبد لله من فعله تعبدا لكن كونه يريد بذلك وجه الله والتقرب إليه هذه حالة أعلى من كونه يريد مجرد إبراء ذمته وقوله (( وجه الله )) المراد به المؤلف يقول (( وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله )) ما فسرها ولكنه فسرها بالآية التي قبلها بأنها ثواب (( تريدون بها وجه الله فأولئك هم المضعفون )) في إثابتهم بما أرادوه نعم فالصواب أن المراد بوجه الله ذات وجه الله لا ثوابه نعم وفيه إشارة كما سبق إلى رؤية المؤمنين ربهم.
الطالب : هل هنا قدرنا محذوفا ...
الشيخ : لا نقدر شيء الآية ما تحتاج لتقدير .
الطالب : تريدون رؤية الله ؟
الشيخ : لا ما هذا تريدون وجه الله نعم وقوله (( فأولئك هم المضعفون )) هذا جواب الشرط فأولئك هم ضمير فصل والمضعفون خبر أولئك ومعنى المضعفون أي الحاصلون على التضعيف لأن الفعل الثلاثي إذا دخلت عليه الهمزة فقد يراد به الدخول في الشيء نعم مثل قولهم أمدد أي دخل مدا فمعنى أضعف هنا أي صار من ذوي الإضعاف والإضعاف معناه الزيادة يعني أولئك هم المضعفون الذين حصلوا على مضاعفة الأجر والثواب بخلاف الأولين الذين أرادوا أن يربوا في أموال الناس فهذا ليس بزيادة الزيادة الذين آتوا الزكاة يريدون وجه الله هؤلاء هم المضعفون أي الداخلون في الإضعاف مضاعفة فأولئك هم المضعفون قال المؤلف المضعفون ثوابا يعني الذين يضاعفون وزادوه بما أرادوه ثم قال فيه التفات عن الخطاب إلى الغيبة وما الخطاب (( وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله )) هذا خطاب وكان مقتضى السياق لو كان على نسق واحد أن يقال أنتم المضعفون ولكن قال (( فأولئك هم المضعفون )) وفائدة الالتفات كما قلنا فيما سبق التنبيه من جميع الاستفادات.
اضيفت في - 2007-08-13